شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   صحيفة الأخبار الأدبية (https://www.rewity.com/forum/f403/)
-   -   كن كاتبا "مقالات تحفيزية " * مميزة * (https://www.rewity.com/forum/t418931.html)

هدى خورشيد 15-10-18 08:03 PM

مقالة اليوم صراحة رائعة وسأضعها كاملة بدل تقسيم ثلاثة مقالات -استثناء - وفعلا استمتعت بها جدا



القاعدة الثالثة عشر

أليس مونرو: عن الكون الموازي في حياة الكاتب


“أرغب في أن تحدث قصصي أثراً في وجدان القراء.. أشعر بنوع من المكافأة والتقدير المعنوي من الكتابة.”
عندما حازت أليس مونرو عام 2013 على جائزة نوبل في الأدب، كانت مريضة جدا بحيث لم تستطع السفر واستلام الجائزة المرموقة شخصيا، ولذلك بدلا من تقديم إلقاء كلمة التكريم الاعتيادية بمناسبة نيل جائزة نوبل في ستوكهولم، قامت الأكاديمية السويدية بإجراء مقابلة شخصية لها في منزلها. المحادثة – رقصة تطوف بجميع نواحي الأدب والحياة – تزيح الستار عن عقل مونرو الحاد، وبعد نظرها ورؤيتها الثاقبة انطلاقاً من وعيها الذاتي، مدفوعا بقدر متساوٍ من الثقة والريبة في آن واحد، وقبل كل شيء الإيمان الراسخ الذي لا يتزعزع بقدرة الأدب على إحداث التغيير المنشود.
تبدو المقابلة مربكة نوعا ما، وتنطوي على مفارقة تاريخية – فهي بمثابة كعب أخيل (نقطة ضعف) جائزة نوبل – انصب محور المقابلة على طرح الأسئلة على مونرو عن “الروائيات من النساء” وماهية شعور من تكون كاتبة مثلهن، لكنها ترجع إلى الوراء بشكل جميل وتتناول العديد من الجوانب الأخرى من الكتابة المتحررة من أعباء المفاهيم الذكورية والتفضيل الجنسي للمعنيين بالأدب والرواية القصصية. كما نسلط الضوء أدناه.
بشأن تلقيها أول إلهاماتها الأدبية من حكايات هانز كريستيان أندرسن واستخدام التريّض كحافز إبداعي:
“كانت رواية حورية البحر محزنة بشكل مروع، بمجرد انتهائي من القصة، خرجت ومشيت حول المنزل الذي كنا نعيش فيه، وألفت قصة ذات نهاية سعيدة – لأنني اعتقدت وقتها أن ذلك كان ناشئاً عن نهاية رواية حورية البحر”.
عن كونها محصنة إلى حد ما ضد المشاكل أو العوائق التي قد تواجه المرأة في عالم الأدب:
“لم أفكر أبدا في كوني أي شيء غير أني امرأة، عندما كنت فتاة صغيرة، لم يكن يساورني أي شعور بالنقص أو الدونية على الإطلاق لكوني امرأة. وهذا قد يكون لأنني عشت في ضاحية من ضواحي أونتاريو حيث اعتادت النساء أن تقرأ كثيراً، والنساء تكثر من سرد القصص – فالرجال كانوا يفعلون أشياء “مهمة” بالخارج ولا يبقون بالمنزل أو ليس لديهم أي وقت لسماع القصص . لذلك شعرت بالهدوء والسكينة في المنزل”.
عن نعمة الجهل ونشأتها في بلدة صغيرة وباستخدام ما يبدو بالتفاصيل اليومية الحياتية المملة كمادة للأدب:
“أعتقد أن أي تفاصيل حياتية يمكن أن تكون مثيرة للاهتمام -وأعتقد أن أي مكان يمكن أن يكون مثير للاهتمام. لا أعتقد أنني كنت سأكون بهذه الجرأة ككاتبة إذا كنت قد عشت في بلدة أكبر وإذا كنت قد ذهبت إلى المدرسة مع الآخرين المهتمين بنفس الأشياء التي كنت أهتم بها. ما يمكن أن نسميه “المستوى الثقافي العالي” لم يكن لدي للتعامل مع ذلك – فقد كنت الشخص الوحيد الذي يكتب القصص. فقد كنت، بقدر ما كنت أعرف، الشخص الوحيد الذي يمكنه القيام بذلك في العالم!”
عن الكون الموازي في حياة الكاتب:
“عندما تكون كاتبا، فلن تكون أبدا مثل غيرك من الناس – تقوم بعمل لا يعرف الآخرين أنك تفعله ولا يمكنك أن تتحدث عن ذلك، حقا، فأنت دائما تتحسس طريقك في العالم السري ثم تفعل شيئا آخر في العالم “الطبيعي”.
بشأن أفضل وأكثر طموحاتها وتطلعاتها بخصوص عالمها الأدبي، مع ترديد فكرة تولكين أنه لا ثمة جمهور خاصة في الأدب عندما يسأل الشخص القائم على إجراء المقابلة الشخصية، كيف تأمل أن تؤثر كتاباتها في “النساء بصفة خاصة”:
“أسعى من خلال رواياتي القصيرة أن أترك تأثيراً عميقاً في وجدان القارئ – لا يهمني إذا كانوا من الرجال أو النساء أو الأطفال. أريد لقصصي أن تضفي شيئاً ملموساً عن الحياة التي تكبح جماح الناس عن التعبير بحرية عما يجول بخاطرهم: “أوه، أليست هذه هي الحقيقة”، مجرد أن تشعر بنوع من المكافأة والتقدير المعنوي من الكتابة. وهذا لا يعني أن تكون لدي نهاية سعيدة أو ما شابه- ولكن بيت القصيد هو أن كل شيء أو كل تفاصيل تسردها الرواية أو الأقصوصة تؤثر في أعماق وجدانك أنت، بذلك الأسلوب الذي يجعلك تشعر بأنك شخص مختلف عند الانتهاء من القراءة.






هدى خورشيد 29-10-18 08:20 PM

اود ان اعتذر منكم ولكن هذه المرة اسباب اعتذاري مختلفة , يمكن القول انها اسباب سعيدة ..واود ان اشاركها هنا لأنني ومنذ ان انشأت هذه المدونة وانا اعتبرها بمثابة يوميات خاصة حول الكتابة وعالم الكتابة فقط , توسمت فيها رغبة بأن انهض واطور قلمي واقلامكم , وضعتها حول الاهداف والامنيات والمحاولات الفاشلة والناجحة لطرق النجاة من براثن حالة ركود الكاتب وامزجته المتقلقلة على الدوام وها أنا كما وضعت بين ايديكم الاقتباسات التي دفعتني لأستمر سأسجل ماوصلت إليه بفضل الله : وقد شاركت بعدة كتب ورقية والتي تم اصدارها وستشارك بمشيئة المولى فى معارض الكتب الدولية بمصر والجزائر والمانيا وتركيا ومن تلك الكتب : ضفاف النيل , حروف مكبوتة قيد الإظهار , ثورة الكلمات , اقلام حائرة , مشهد محذوف

وادعو الله ان يتمم نعمته علي وعليكم وان يجعل من اقلامنا منارة للأدب ورصاصة في قلب العبث وترياق لسقم النفوس

والآن

القاعدة الرابعة عشر

ستيفن كينغ الكتابة نوع من الإدمان
– ما أهمية البيئة المحيطة بك عندما تكتب فيه؟
– من الجيد أن يكون هنالك مكتب، كرسي مريح بحيث لا تضطر تغيير وضيعة جلوسك طوال الوقت، وضوء كاف. وأينما كان المكان الذي تكتب فيه يجب أن يكون بمثابة ملجأ تهرب إليه من كل العالم. لأن الناس لديهم طريقتهم الخاصة في كبح جناح مخيلتك. مكتبي هو عبارة عن الغرفة التي أعمل منها. لدي نظام دقيق ومرتب للأرشفة ولحفظ الملفات. ولدي أيضا ملاحظات كثيرة عن الروايات التي أن في صدد كتابتها ومن ضمن تلك الملاحظات تواريخ ميلاد الشخصيات المهمة وملاحظات تذكرني بالقيام بشيء ما لاحقا.

هل تستخدم الكمبيوتر في الكتابة؟
– نعم، لكن في بعض الأحيان أكتب بيدي على الورق. لأرى مدى الفرق الحاصل. الكتابة باليد تأخذ مني وقتا طويلا وتمنحي فرصة للتأمل والتفكير. وهذا يجعل عملي أكثر توفيقا. لأن ذلك يجعل المسودة أكثر نضجا بسبب كثرة التعديلات وإعادة الكتابة
والمراجعة
.
ماذا تفعل بعد أن تنتهي من مسودتك الأولى؟
– أنا أرى أنه من الجيد أن أتركها لستة أسابيع من دون أن أعود إليها. لكن لا يكون متاحا لي ذلك الخيار دائما. ففي بعض الأحيان يكون الناشر في عجلة من أمره، رغم أنني كنت قد سلمته مسودة لرواية أخرى
.
هل تشعر بأنك تعيد كتابة ومراجعة نص مكتمل بشكل مبالغ فيه؟
– من ضمن المتغيرات التي أحدثها فيّ استخدام الكمبيوتر: ميلي للقيام بالتعديل أثناء الكتابة. أحيانا أقوم بقراءة النص أكثر من مرة وهو غير مكتمل على الشاشة مع الاستعانة بالمصحح الإلكتروني الملحق بالكمبيوتر. وفي بعض الأثناء أفتح شاشة بيضاء أخرى وأقوم بنسخ النص ومراجعته بصورة مجزأة كي يسهل عليّ اكتشاف الأخطاء والقيام بالتعديلات المناسبة.
على أية حال فإن لكل كتاب وضعه الخاص به. أحيانا تشعر عندما تنتهي من الكتابة بأن الكلام المتكون على الصفحات ليس هو ما عنيت قوله. وبعض الكتب لديها من القوة بحيث لا تستطيع القيام بتغييرات كثيرة عليها، عليك فقط مجاراتها إلى حيث تتجه.

متى تكتب قصصك القصيرة؟
– في العادة بين مشروعي رواية. فعندما أنتهي من كتابة رواية أشعر بخلو في الفكر. أود حينها أن أبدأ في كتابة رواية أخرى لكن لا أستطيع. لذا أكتب قصص قصيرة. فغالبا ما تأتيني أفكار لكتابة قصص بينما أنا أعمل على مشروع آخر. لكن مع الأسف لا أستطيع ترك ما أنا منهمك في أداءه لأكتبها. كحال الرجل المتزوج يحاول جاهدا ألا ينظر للنساء على الشارع.


هدى خورشيد 01-11-18 12:01 AM

القاعدة الخامسة عشر
ليو تولستوي : كلما كانت الكتابة صعبة جاءت نتائجها طيبة
كلّ أديب حين يكتب شيئًا جيّدًا، فإنه يكتب ما يريد أن يكتبه. أريد أن أركز على هذه النقطة؛ كل عمل فني هو وليد الحاجة والرغبة في خلق شيء. هذا هو الفرق بين الدافع الفني والدافع العلمي؛ العلم فهم وتجربة، خلاصة تجربة. إنه الفكرة والاكتشاف. والفن هو خبرة الحياة الشخصية، الخبرة كما ترويها الصور والأحاسيس. إنه الخبرة الشخصية التي تحاول أن تصل إلى التعميم.
والأديب يعلم من التجربة أن الكتابة عملية يسيطر فيها على مادته ومن خلال ذلك يسيطر على نفسه أو يصبح سيد نفسه. وتجربة الكتابة تواجهها دائمًا عقبات يجب حلها. هناك دائما صعوبة ينبغي التغلب عليها، لا يوجد أديب يفيض قلمه بسهولة بغير متاعب، إن الكتابة صعبة وكلما كانت صعبة جاءت نتائجها طيبة.
كيف نتغلب على هذه العقبات؟
هناك نصيحة يمكن إسداؤها بثقة بالنسبة لكافة المشاكل الفنية التي تتطلب الحل. هذه النصيحة هي أن تختار الحل الذي يعجبك أنت، والذي يجذبك إليه من دون الحلول الأخرى. وبتعبير آخر، عليك أن تجرب الموقف الفني وأن تختار الحل الذي تهواه، الحل الذي يضايقك لا تقربه، وإذا جربته فإن النتيجة ستكون زائفة وسيئة. إذا كتبت وأنت في حالة ضيق أو بدون حماسة فإنك تسير في الطريق الخطأ. يجب أن تحلّق وتستخدم أجنحتك لتطير.
هناك أمور يمكن شرحها في الفن، في مشاكل الحرفة، ولكن هناك أيضا مسائل شخصية وسرية وحساسة في عملية الإبداع الفني، لا يجوز التحدث عنها، كما لا يجوز للمرأة أن تصف أو ليلة لها مع رجل، وحين يؤرخ الفنان حياته الفنية فإنه عادة يتناول الكثير من مسائل الإبداع الفني، ولكنني أعتقد أن أهمها لم يكتب بعد، ما زال في طيّ الكتمان.
ونحن نعلم أن شيللر كان يستلهم الوحي من تشمّم التفاح العفن، ولا أحد بالطبع يعرف كيف ومن أي طريق خفي كانت رائحة التفاح تلك تتحول إلى لحم ودم لكلمات وقافية. وإلى أن يصل العلم إلى تحليل دقيق لعملية الإبداع الفني فسوف تظل محاولة تفسيرها كاملة وبدقة، أشبه باصطياد الهواء في شبكة.



هدى خورشيد 14-11-18 06:38 PM

القاعدة السادسة عشر


جازفندر بولينا: مهمة الشعر هي العثور على نوع آخر من اللغة

ترجمة: وليد صبحي

أنزعج من الصوت الذي في رأسي، من تخمة تعابيره، من ثقته بوجهات نظره، من إلحاحه للإنصات إليه في الوقت الذي يجب عليه هو أن ينصت. فهو يترأس داخل عقلي كوزير مسيطر على برلمان غوغائي، متفوقاً على كل الجلبة المدوية الصادرة من تلك الأصوات الأخرى.
فهنالك مثلاً الصوت جاكسون الذي يستهل الكثير من قصصه بـ ذات مرة، عمي ديوي…، وجاك والد جاكسون الذي يقدم علامته التجارية اللغز: ما الفرق بين البط؟، وكذلك تريسي التي تخبر عن قصة نشأتها لتصبح عضوة في طائفة المورمونى وعن تخليها بلباقة عن جماعة قديسي الأيام الأخيرة، أو صوت والدتي ناصحةً: ضع الزنجبيل أولاً ومن ثم الثوم والا سوف يصبح طعم مذاق الثوم مراً، أو صوت والدي ملقياً نكته بالبنجابي عن رجل مسن يستعجل سائقه الشاب ليسابق الإشارة المرورية وهي صفراء قائلاً للشاب قبل ان تتخطى السيارة التقاطع: تخطها كالأسد.
عندما يشتد الصوت داخل رأسي كثيراً وتكون القصيدة في حاجة لمسار جديد، وعندما يتطلب الأمر شيئاً آخر غير التأمل في الذات، وقتها أقوم بإستدعاء تلك الأصوات الأخرى.


وليست هي وجهات نظرهم التي أسعى ورائها أو حتى قصصهم بل الشي الذي لا أجدني بارع فيه وهو لغتهم والطريقة التي يستخدم فيها صوت ينتمي لشخص آخر الكلمات ببراعة والطريقة التي يضع فيها هذه الكلمات في ترتيبات غريبة ومقنعة. ماهو الفرق بين البط؟
فثراء تلك اللغة الأخرى يعتبر كبئر نفط، إذ باستطاعتها تحرير وحث القصيدة عندما تعييها الحيلة وتكون مرهقة وعالقة بشكل كامل. ومن هذا المنطلق – بالنسبة لي على أية حال – فإن إستخدام أسلوب التحاور في الشعر لغرض تقديم وجهة نظر أخرى يعتبر أقل إذا تمت مقارنته باستخدامه لغرض تقديم نوع آخر من اللغة، وعندما أمعن التفكير في هذا الأمر فإنه يتبادر إلى ذهني أن العثور على نوع آخر من اللغة هي المهمة الرئيسية للشعر بل إنها المهمة الرئيسية للأدب بأكمله. فالكتّاب الذين يعجبني أعمالهم بشكل كبير هم مَن أعمالهم تولّد فيّ الرغبة بشكل أكبر لمحاكاتها، وكذلك الذين يستخدمون كلمات لايخطر في مخيلتي أن أقوم بإستخدامها، أولئك الكتاب الذين يصيغون هذه الكلمات معاً في صيغ لا تخطر على بالي. فكل صورة فاتنة وكل قصة جيدة وكل إلهام شعري هي نتاج إعادة تشكيل وتعديل للغة.
يكمن الفرق بين الكتابة السيئة والجيدة بشكل كامل في أسلوب الكاتب وبنائه للجمل، وأما الموضوع نفسه فليس له تأثير يذكر. وإذا كنت لا تصدقني بإمكانك أن تقرأ قصيدة “Merengue” أو أي قصيدة للكاتب Mary Ruefle، أقرأ قصيدة Skin, Inc أو قصيدة The Maverick Room لكاتبها Thomas Sayers Ellis، وأقرأ عن كل شي كتبه Dean Young. مايجعل قصائد هؤلاء الكتاب -وإذ إني أراهن أن ذلك ينطبق على أي شخص نكن له أنت أو أنا بالتقدير- قصائد ذات طابع استثنائي وبارز هو تمكنهم من التعبير عن الشيء الذي طالما أردنا قوله مستخدمين طريقة لا تخطر على مخيلاتنا، فهم في ذلك كالمصور الذي يجد الزاوية الغير من المحتمل ايجادها وتصادف الضوء المثالي.
وبالرغم من كل ذلك، نفاجئ أنفسنا في بعض الاحيان. حيث أجد أحياناً أن ذلك الصوت الذي في رأسي، ذلك الذي يغضبني ويمللني، ذلك الذي ينتمي لي أكثر من شي آخر، هو الذي ينجز العمل بإاستدعائه لعبارات غير متوقعة وبايجاده لتراتيب جديدة للكلمات. ومع ذلك، فأنه في أحيان أخرى يصنع أسلوبه الخاص فيه، ويكون الشيء الجلي الواضح هو كل ما يمكنه التعبيرعنه. لحظتها، أصمت واترك المنصة، أدع الكلام لشخص آخر لأنه بعض الاحيان يقولون بالضبط ما أعني أن أقول.






فراس الاصيل 14-11-18 11:40 PM

لجهودكم باقات من الشكر والتقدير
على الاختيار الرائع والجميل
دمت بحفظ الرحمن


https://www.shuuf.com/shof/uploads/20...12e944ff15.jpg

هدى خورشيد 15-11-18 07:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراس الاصيل (المشاركة 13778247)
لجهودكم باقات من الشكر والتقدير
على الاختيار الرائع والجميل
دمت بحفظ الرحمن


https://www.shuuf.com/shof/uploads/2...12e944ff15.jpg


:eh_s(7)::eh_s(7): تسلميلي يارب :mwan51: سعيدة بوجودك فيه :9[1]:

هدى خورشيد 19-11-18 08:13 AM

القاعدة السابعة عشر

وهي من الحوارات المميز لدي بالفعل



جون إيرفنغ: يجب أن تكون أجواء الرواية حقيقية أكثر من الحقيقة

ترجمة: بثينة العيسى


https://i1.wp.com/www.takweeen.com/w...ohn-Irving.jpg




أنت في الرابعة والأربعين من عمرك، ومع هذا نشرت ست روايات كبيرة ومهمة، بالإضافة إلى العديد من المقالات غير المجمّعة. كيف تنجز كل هذا العمل؟ – أنا لا أعطي نفسي فترة راحة أو أرغم نفسي على العمل. ليس عندي روتين، فالكتابة عندي قهرية. أحتاج أن أمارسها كما أحتاج إلى النوم والتمارين والأكل والجنس. أستطيع المضيّ من دونها لفترة، ولكنني أحتاجها بعد ذلك.
الرواية هي ارتباطٌ طويل الأمد. عندما أبدأ كتابًا لا أستطيع أن أعمل لأكثر من ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا. لا أعرف عن الرواية الجديدة أكثر من ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا. ثمَّ هناك منتصف الكتاب، حيث أستطيع أن أعمل لثمان، تسع، اثنا عشرة ساعة، لسبعة أيامٍ في الأسبوع، إذا سمح لي أطفالي بهذا، وعادةً لا يسمحون لي.
أحد أوجه الترف في أن أملك مالا كافيا كي أعيل نفسي ككاتب هو أن أتمكن من الحصول على أيام الساعات الثمانية، التسعة، أو الاثنتا عشر. لقد رفضتُ أن أضطر إلى التدريس أو التدريب، ليس لأنني لا أحب التدريس أو التدريب أو المصارعة، ولكن لأنه لن يكون عندي وقت للكتابة. اطلب من طبيب أن يكون طبيبا لساعتين في اليوم. ثمان ساعات في اليوم على الآلة الكاتبة هي أمرٌ سهل، وساعتان من القراءة للمادة المكتوبة في المساء أيضًا. هذا هو الروتين. ثمّ عندما يحين وقت إنهاء الكتاب أعود إلى الساعتين والثلاث ساعات يوميا. أنا أكتبُ بسرعةٍ شديدة، وأعيد الكتابة ببطء. تستغرقني إعادة الكتابة تقريبا نفس الزمن الذي يستغرقني لإنجاز المسودة الأولى. أستطيع أن أكتب أسرع مما أقرأ.
https://i0.wp.com/www.takweeen.com/w...g-writing.jpeg




كيف تبدأ كتابًا؟
– ليس قبل أن أعرف عنه أكبر قدرٍ يمكنني أن أعرفه، دون أن أدوّن شيئا على الورق. هنري روبنز، محرري السابق، أطلق على هذا اسم “نظرية الحقنة الشرجية”. امتنع عن كتابة الكتاب بقدرِ ما تستطيع، أرغم نفسك ألا تبدأ، خزّن الأمر. هذا امتيازٌ في الروايات التاريخية، في “إطلاق سراح الدببة” و”قوانين بيت النبيذ” على سبيل المثال. كان عليّ أن أتعلم الكثير في البداية. كان عليّ أن أجمع الكثير من المعلومات، أدون الكثير من الملاحظات، ألتقي بالشهود، ألاحظ، أدرس أيّ شيء بحيث أنني عندما كنت أخيراً جاهزا للبدء بالكتابة، كنتُ أعرف كل ما سيحدث مقدمًا. هذا لا يضرُّ أبدأ. أريد أن أعرف طبيعة المشاعر التي يولدها الكتاب بعد أن تنتهي الأحداث الرئيسية. سُلطة صوت الراوي، صوتي على أي حال، تأتي من معرفة كيف ستبدو الحكاية قبل أن تبدأ. إنه كدحٌ شديد، حقا.
– هل سبق لأيٍ من رواياتك أن تغيرت بشكلٍ جذري فيمَ أنت تكتبها؟
– الحوادث تقع على طول الطريق. تأخذ انعطافات. اتضح أن الحوادث هي من أفضل الأشياء. ولكنها ليست حوادث إلهية؛ أنا لا أؤمن بهذه. أؤمن بأنك تتعرض لحوادث البناء في طريقك إلى الرواية، فقط لأنك خططت بطريقة واضحة. إذا كان لديك ثقة بشأن اتجاهٍ واضح سوف تأخذه، ستكون لديك الثقة لاكتشاف طرق أخرى. إذا تبين بأنها مجرد استطرادات، سوف تعي ذلك وتقوم بالمراجعات الضرورية. كلما عرفت أكثر عن الكتاب، كلما كنت أكثر حرية للعبث به. كلما عرفت أقل، كلما صرتَ أضيق.
– يبدو أنك تعرف عناوين رواياتك في مرحلة مبكرة من حملك لها. هل من الضروري بالنسبة لك أن يكون لك عنوانا ناجحا قبل أن تبدأ في مشروع؟

العناوين مهمة. أمتلك العناوين قبل أن أمتلك الكتب التي تنتمي إليها. وأيضا، أحتفظ بالفصول الأخيرة في رأسي قبل أن أرى الفصول الأولى. عادة ما أبدأ من النهايات، بإحساسٍ ما بعد الحادثة، بعد ترسّب الغبار، من الخاتمة. أحب الحبكة، فكيف يمكنك أن تحبك رواية دون معرفة النهاية أولا؟ من أين ستعرف كيف تقدّم شخصيتك إذا كنت لا تعرف كيف سينتهي أمرها. قد تقولُ لي: بالرجوع للرواية.

يعرف الممثلون كيف ينتهي أمرهم، أعني كيف ينتهي أمر الشخصيات التي يؤودونها. ألا يجدر بالكتاب أن يعرفوا هذا القدر على الأقل عن شخصياتهم؟ أظن ذلك، ولكنني ديناصور!




https://i2.wp.com/www.takweeen.com/w...rving-nice.jpg




ماذا تقصد؟

– أنا لست روائيا من القرن العشرين. لست حداثيا، وحتما لست ما بعد حداثي. أنا أتبع شكل رواية القرن التاسع عشر، كان هذا هو القرن الذي أنتج نماذج الأشكال. أنا قديم الطراز، أنا راوٍ للقصص. لستُ محللا ولا مفكرا.
– وماذا عن المحللين والمفكرين؟ هل تعلمت شيئا من قراءة النقد الذي يتناول أعمالك؟ هل تزعجك أو ترضيك القراءات النقدية؟ أم أنك تولي اهتماما قليلا لهذا الأمر؟
– القراءات النقدية مهمة فقط في حال لم يعرف أحد من أنت. في عالمٍ مثالي، جميع الكتاب سيكونون معروفين بما يكفي بحيث لن يحتاجوا إلى القراءات. كما كتب توماس مان: “تقبّلنا للثناء لا علاقة له بهشاشتنا أمام الازراء والإساءة الحاقدة. مهما كانت غبية تلك الإساءة، مهما كانت مدفوعة بالأحقاد الخاصة، بصفتها تعبيرا عن العداء، فهي تسكننا أكثر وأعمق من الثناء. وهو الأمر الأحمق بالضرورة، لأن هؤلاء الأعداء – بالتأكيد – هم المرافقون الضروريون للحياة القوية، وهم الدليل على قوّتها”.
لديّ صديق يقولُ بأن النقّاد هم بمثابة العصافير النقارة لوحيد القرن الأدبي. العصافير النقارة تؤدي خدمة جليلة لوحيد القرن، ووحيد القرن بالكادِ ينتبه لوجودها. إلا أن النقاد لا يقدمون أي خدمة للكاتب، ويحصلون على الكثير من الاهتمام. أحبّ ما قاله “كوكتو” عنهم: استمع بعنايةٍ بالغة للانتقادات الأولى لعملك. لاحظ ما هو الأمر الذي لا يعجب النقاد في عملك؛ إذ يمكن أن يكون الشيء الوحيد الأصيل والجدير في عملك.
– ومع هذا أنت تكتب قراءات نقدية ..

أنا أكتب قراءات نقدية إيجابية فقط. كاتب الأدب القصصي الذي تأتي كتاباته أولا هو شخصانيٌ أكثر مما ينبغي لكتابة قراءة سلبية. كما أن هناك عدد وفير من النقاد المهنيين الذين يتحمسون للكتابة بسلبية. إذا حصلتُ على كتابٍ لأنقده، ولم يعجبني، فأنا أعيدُه. أنا أكتب فقط عن الكتاب الذي أحبّه. ولهذا كتبتُ قراءات نقدية قليلة جدًا، وهي في الحقيقة مجرد أغنيات للمديح، أكثر مما هي قراءات طويلة واسترجاعية لأعمال الكاتب: جون تشيفر، كورت فونيجت، وغونتر غراس على سبيل المثال. ومع هذا، هناك ذلك الكاتب “الشاب” الذي أقدّمه للقراء بين آونةٍ وأخرى، مثل جيني آني فيليب، وكريغ نوفا. أمرٌ آخر أذكره عن عدم كتابة القراءات السلبية. لا يجب على البالغين إنهاء كتب لا يستمتعون بها. عندما لا تعود طفلا، ولا تعود تعيش في وطنك، ولا تعود مضطرا لإنهاء كل شيء في طبقك. إحدى مكافآت مغادرة المدرسة هي أنك لست مضطرا لإنهاء كتب لا تعجبك. أنت تعرف، لو أنني كنتُ ناقدا، سأكون أيضا غاضبا وشرسا. هذا يجعل النقاد الفقراء غاضبين وشرسين، إذ أن عليهم أن ينهوا كل تلك الكتب التي لا يستمتعون بقراءتها. أي عملٍ سخيف هو النقد! أي عملٍ متصنّع هو! إنه بالتأكيد ليس عملا للناضجين.

– ماذا عن أدب الخيال؟
– بالتأكيد. ما أقومُ به – أي رواية القصص – هو عمل طفولي أيضا. لم أكن قط قادرًا على الاحتفاظ بمذكراتي، أو كتابة سيرة ذاتية. لقد حاولت أن أبدأ بقولِ الحقيقة، من خلال تذكّر أشخاص حقيقيين، أقارب وأصدقاء. تفاصيل الفضاء المكاني جيدة جدا، ولكن الأشخاص ليسوا ممتعين بما يكفي. ليس عندهم ما يكفي للتعامل مع بعضهم البعض. وبالتأكيد.. ما يقلقني ويسئمني هو غياب الحبكة. ليست هناك قصة في حياتي! وعليهِ فأنا أجد أمرًا صغيرًا وأبالغ بشأنه. شيء صغير. وبالتدريج، يصير عندي سيرة ذاتية في طريقها للتحول إلى كذبة. والكذبة، حتما، أكثر تشويقا. أصبح أكثر انجذابا إلى تلك الأجزاء التي أختلقها من القصة. إلى الأقارب الذين لم أحظَ بهم. ثم أبدأ بالتفكير في رواية، وهذه هي نهاية المذكرات. أعدُ بأن أبدأ بواحدة جديدة بمجرد الانتهاء من الرواية. ثم يحدث الشيء نفسه. تصبح الأكاذيب أكثر إثارة، دائمًا.
خاصة في أعمالك الأقل نضجا، وحتى الآن، يشعر القارئ بأنه أمام رجل بالغٍ يلعب، كاتب طبيعي يستمتع بما يفعل. هل تحصل على القدر نفسه من المتعة الآن كما كنت تحصل عليه عندما بدأت كتابة القصص؟ – لا أستطيع القول بأنني أتسلى بالكتابة. قصصي حزينة بالنسبة لي، وكوميدية أيضا، ولكنها غير سعيدة بدرجة كبيرة. أشعر بالسوء تجاه الشخصيات – هذا إذا ما كانت القصة جيدة. كتابة الرواية هي في الواقع عملية بحث عن الضحايا. وفيمَ أكتب أبحث عن المصابين. القصة تكشف المصابين.
– يقول بعض الأشخاص بأنك تكتب أدب الكوارث ..


ألا تحدث أشياء كهذه؟ هل هذا هو ما يقصدونه؟ بالتأكيد أكتبُ أدب الكوارث. لقد راكمنا سجلا كارثيا على هذا الكوكب. سجلا من الغباء والسخف، الاضطهاد الذاتي والتعظيم الذاتي، الخداع الذاتي، التفاخر، التعصب للذات والقسوة واللا مبالاة بما يتجاوز ما أثبتت جميع الكائنات الأخرى مقدرتها عليه، أي القدرة على كل ما سبق. لقد سئمتُ من الناس الذين يشعرون بالأمان، المتعجرفين التقليديين، الذين يخبرونني بأن ما أكتبه غريب لمجرد أنهم وجدوا لأنفسهم مكانا آمنا صغيرا يعيشون فيه خارج فوضى العالم، ثم ينكرون أن هذه الفوضى تحدث لأشخاصٍ آخرين أقل حظًا. إذا كنت غنيا، فهل يسمح لك بالقول بأنه ليس هناك فقر، ولا جوع؟ إذا كنت روحًا هادئة، وديعة، هل يمكنك القول بأنه لا يوجد عنف إلا في الأفلام الرديئة والكتب الرديئة؟ أنا لا أختلق الكثير. إنني أعني ذلك. فأنا لستُ المبتكر الذي ينسبونه لي، أنا فقط أشاهد أخبارا مختلفة، لا زالت أخبارًا، لا زالت أشياء تحدث فعلا، ولكنها أكثر عزلة، ويتم وصفها بشكل أفضل بحيث يمكنك أن تلاحظها بشكلٍ أوضح. كتبَ جورج سانتيانا: ” عندما يقول الناس بأن تشارلز ديكنز يبالغ، يبدو لي بأنهم بلا أعين ولا آذان. الأرجح أنهم لا يملكون إلا مفاهيم لما تكون عليه الأشياء والناس؛ إنهم يقبلون بها تقليديًا، بسبب قيمهم الدبلوماسية”.

– ديونك الأدبية تجاه تشارلز ديكنز، غونتر غراس، وكورت فونيجت واضحة جدا في أعمالك، على الأقل لبعض القرّاء. كيف ترى مساهمة كتبهم في كتبك؟
– حسنا. إنهم جميعا آباءٌ لعملي، بطريقةٍ ما. العالم المهذب يدعوهم بالمتطرفين، ولكنني أظن بأنهم صادقون جدا، ودقيقون جدا. أنا لا أرتبط بالكتاب وفق الأسلوب، ما هو الأسلوب المشترك الذي يجمع ديكنز، غراس، وفونيجت معا؟ هذا سخف. أنا مرتبط بما يجعلهم يغضبون، ما يجعلهم يتعاطفون، ما يفقدهم صوابهم، ما يثير استحسانهم وتعاطفهم فيما يتعلق بالكائنات البشرية أيضا. إنهم كتّاب بنطاقٍ عاطفي واسع، إنهم جميعا منزعجون – سواء كوميديا أو تراجيديا – على ضحايا المجتمع (أو ضحايا بعضنا البعض). لا يمكنك أن تنسخ أمرا كهذا، يمكنك فقط أن تتفق معه.
– إلى أي حدٍ كانت سنواتك التي قضيتها في (ورشة آيوا للكتّاب) مفيدة؟

كطالب، لم أتعلم شيئا بالضرورة، ورغم ذلك.. تم تشجيعي ومساندتي، والنصائح التي حصلت عليها من فانس بورجيلي، كورت فونيجت، وجوزيه دونوسو، وفرت عليّ الكثير من الوقت الثمين. لقد قالوا لي أشياء عن كتاباتي وعن الكتابة بشكلٍ عام، مما يمكن لي اكتشافه بنفسي. ولكن الوقت ثمين لأي كاتب شاب. دائما ما أقول بأن هذا هو ما أستطيع “تعليمه” لكاتب شاب: شيءٌ سوف يتعلمه بنفسه في وقتٍ أطول؛ فلماذا تنتظر لمعرفة هذه الأمور؟ إنني أتحدث عن أمور فنية، الأمور الوحيدة التي يفترض تدريسها بأي حال.

– ما هي أهم تلك الأمور الفنية؟
– الصوت هو أمرٌ فني؛ الصوت الذي يقرّبك من هذه الشخصية، ويبعدك عن تلك. أن تكون في منظور هذه أو تلك. يمكنك أن تتعلم هذه الأمور، يمكنك أن تتعلم تمييز عاداتك الجيدة والسيئة، ما تفعله بشكلٍ جيد بصوت الراوي الأول (الراوي الذاتي) وما تفعله متجاوزا الحدود. وعلى سبيل المثال، ما هي مخاطر وإيجابيات الراوي الثالث (الراوي الموضوعي) الذي يحافظ على المسافة التاريخية (صوت كاتب السيرة الذاتية، مثلا). هناك خيارات كثيرة للكتابة، وضعيات كثيرة يمكنك أن تفترضها فيمَ أنت تروي قصة؛ يمكن أن تكون متعمدة أكثر، وأكثر خضوعا تحت سيطرة الكاتب، مما هي عليه مع الكاتب المبتدئ.
لا ينبغي للقارئ، بالتأكيد، أن يحيط بهذه الأمور. من الرائع – على سبيل المثال – أن يشير غونتر غراس إلى “أوسكار ماتزيراث” بـ (هو)، أو (أوسكار) في لحظة، ثمّ في وقتٍ ما في نفس الجملة، يشير إلى (أوسكار) الصغير بـ (أنا). إنه راوٍ ذاتيّ وموضوعي في الجملة نفسها. ولكن الأمر يحدث بسلاسة بالغة، إلى حدّ أنه لا يجذب الانتباه لنفسه. إنني أكره تلك الأشكال والأساليب التي تستدعي الكثير من الانتباه لنفسها.
– كم حجم أناك؟


– إنها تنمو أصغر قليلا طوال الوقت. أن تكون رياضي سابق هو أمر جيد لكي تخسر غرورك، والكتابة – من وجهة نظري – هي العكس فيما يتعلق بتضخم الذات. ثقتك ككاتب يجب ألا تلتبس بثقتك بذاتك كشخص. الكاتب هو عربة. أشعر بأن القصة التي أكتبها قد وجدت قبل أن أوجد. أنا فقط الشخص القذر الذي يجدها، ويحاول بشكلٍ أخرق أن ينصفها، وينصف الشخوص. أفكّر بكتابة الرواية على أنها إنصاف للأشخاص في الحكاية. إنصاف حكايتهم. إنها ليست حكايتي، إنها عملٌ شبحيٌّ بالكامل. أنا مجرد وسيط. ككاتب، أنا أستمع أكثر مما أتحدث. و. هـ. أودين يطلق على أول فعلٍ في الكتابة اسم: الملاحظة. كان يقصد الرؤية، ليس ما نختلقه بل ما نلاحظه. الكتّاب – بالتأكيد – يختلقون: الصوت، التنقلات، وجميع الجسور التي تمدُّ أجزاء الحكاية. أشياء كهذه. صحيح أنها مختلقة. أنا لا زالتُ شخصا قديم الطراز بما يكفي لكي أحافظ على رأيي بأن ما يحدث في الرواية هو ما يميزها، وما يحدث هو ما نراه. بهذا المعنى، فنحن جميعنا مجرد مراسلون. ألم يقل فوكنر شيئا على أنه كان من الضروري أن يكتب (القلب البشري في صراعٍ مع نفسه) لكي يكتب بشكلٍ جيد؟ حسنا، أعتقد بأن هذا هو كل ما نفعله: نحن نعثر أكثر مما نخلق، نحن ببساطة نرى ونكشف أكثر مما نؤلف ونبتكر. أنا على الأقل أفعل ذلك. من الضروري بالتأكيد أن تجعل أجواء الرواية حقيقية أكثر من الحقيقة، كما نقول. أيا كان هذا المكان، فيجب أن نشعر به بشكل ملموس، كمكانٍ بتفاصيل أغنى من أي مكان آخر يمكنك أن تتذكره. أعتقد بأن ما يعجب القارئ أكثر من أي شيء هو الذكريات، كلما كانت نابضة أكثر كان أفضل. هذا هو دور أجواء الرواية، إنها توفر تفاصيل تشعر بأنها جيدة، أو مرعبة، كالذكريات. فيينا في كتبي هي فيينا أكثر من فيينا.















الساعة الآن 11:15 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.