آخر 10 مشاركات
23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-18, 02:34 AM   #11

ام رمانة

? العضوٌ??? » 353241
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,251
?  نُقآطِيْ » ام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الخيرات، في فصل اليوم؟



ام رمانة غير متواجد حالياً  
قديم 04-09-18, 04:20 PM   #12

sanaa yatimi

? العضوٌ??? » 430147
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 3
?  نُقآطِيْ » sanaa yatimi is on a distinguished road
افتراضي

أعتذر على التأخير في تنزيل الفصول لأني مريضة هالفترة

للحب ظروف
الفصل الثالث
يبدو الصباح مشرقا خاصة بعد عودته ليلة امس في ساعة متأخرة من البحر.......ووجد ان حفل هيثم قد انتهى اخيرا و يبدو انه غادر بعد السهرة ....دخل المنزل منهك القوى .... متعبا من كل ما يجول حوله .... كم ناداها بالامس صارخا باسمها ..... صرخ و صرخ حتى جف حلقه ... ناداها في عرض البحر علها ترد النداء و لكن لا مستجيب.... عيناها كم تخطران على باله .... صراخها يشق طبلة اذنيه ليلا وهي تناديه .... ان ينقذها ..... ليستفيق مذعورا ...يتصبب عرقا ... يستغفر و يدعو لها بالرحمة ....
اغمض عينيه بألم هامسا " كفى يا رسلان .....كفاك الما .... كفاك ..."
انتفض فجأة على صوت خطوات متمهلة .... شعر بها تقترب .... تبدو الخطوات آتية من الحديقة ....
اختفى خلف الباب الداخلي العريض ليلمح فتاة تسير نحوه ... يبدو انها ....فكر للحظات قبل ان يهمس " اليست فتاة البارحة .... اجل هي " فكر قليلا قبل ان يسترجع اسمها " همسة " ...تبدو كسارقة و هي تلتفت تارة خلفها و اخرى على يمينها و شمالها .... ابتسم بسخرية " حسنا ايتها المراهقة لنرى ما تريدين " .... دخل بسرعة ليخبر "الست" عبير و التي يعتبرها في مقام والدته ان هناك فتاة قادمة فلترى ما تريد و لا تخبرها بوجود احد في المنزل و الاهم انه منزل هيثم كما يدعي ذالك المشرد الصغير امام اصديقاءه... هزت رأسها موافقة ... و ماهي الا لحظات رن الجرس و كان هو قد اختبئ خلف عمود ضخم ....فتحت عبير الباب لترمقها همسة بتوجس " مرحبا سيدتي أليس هذا منزل هيثم ؟؟!" هزت عبير رأسها بنعم هاتفة " لكنه ليس في المنزل " .... رفعت همسة حاجبا متشككا فكيف لهيثم ان ينهض باكرا بعد سهرة البارحة و لكن هذا لا يهمها ..... اقتربت اكثر بحماس حتى تراجعت عبير بتوجس واضعة يدها على صدرها " ما بك يا فتاة ؟؟!" ... اغلقت همسة الباب بقوة لتقول " حسنا اريد منك بعض المعلومات و ارجو المساعدة و لا تخبري احدا حتى هيثم .... رفعت عينيها للواقف خلف همسة مختبئا وراء الجدار تستنجد مساعدته ... فهز راسه بأن تجيبها ...
" ماذا تريدين ... بالضبط " .... قالت همسة بحماس موشوشة " هل تعرفين من يكون ذالك الجلف الطويل صديق هيثم " ..... رفع رسلان حاجبان مستنكرا ...هل تقصده هو ... اجابت عبير " من .... من تقصدين يا فتاة وضحي ..." زفرت همسة بحنق " لا اعرف اسمه و لكنه يبدو اكبر من جميع اصديقائه او ربما قريبه لا اعلم ...في شعره بعض من الشيب ...يبدو كعجوزا مخيفا
رفع رسلان يديه لا اراديا يلتمس شعره ووجهه ..... تلك المجنونة تهينه علنا .... بينما البارحة تتغزل به ... حسنا يا مراهقة .... لن يمر يومك على خير .... اجابتها عبير بفخر " اه تقصدين رسلان ... انه ابن عمه و هو مالك ...." لم تكمل جملتها حين لاحظت يد رسلان تمنعها و هو يأمرها بأن ترحل .... " حسنا اعتذر منك سأعود بعد قليل" .... قالت جملتها و هي تبتعد مبتسمة .... يبدو ان رسلان الذي طالما اعتبرته ابنها الذي لم تنجبه وجد لعبة جميلة ليتسلى بها ... داعية ان ينسى همه ...
هتفت همسة هادرة " لا تتركيني عودي الى هنا .... (بففف) ما هذه العائلة و المنزل الغريب ... امممم حسنا يبدو قصرا جميلا ...." جالت بعينيها في الصالون الكلاسيكي المجاور .....مرورا بالمدخل على يسارها حيث اختفت تلك العجوز .... همت باللحاق بها عندما وجدت قبضة اعتصرت ذراعها لتصرخ لا اراديا قبل ان يكمم رسلان فمها محذرا اياها بعينيه ان تصمت .....هزت رأسها بحسنا و عندما تركها اخيرا صرخت " انت كيف تجرؤ على لمسي " .... رفع حاجبه مستنكرا " و انتي كيف تأتين لمنزلي كالسارقة و تستخبري عني و الادهى تهينني بكل جرأة " ..... ازدرت ريقها بصعوبة و هي تستشعر وحدتها معه و يبدو انه سمعها ..... تلك المرأة العجوز ..... اللعنة همست بارتباك " انا ...انا لم اقصد .... اعني ظننته منزل هيثم و...." ...." و ماذا .... " .... ابعدت نظارتها عنه و همت بالفرار مسرعة لتجده قد كبلها ...ملتصقة بالجدار ليهدر امام عينيها بشراسة" اياكي ايتها المراهقة و محاولة اللعب معي ... و ان رأيتك مجددا تعتبين باب منزلي سأقطع لك ساقيك ... و امتص دمك ..." اتسعت عينيها بذهول طفولي لترتسم ملامح السعادة على وجهه. ..... لقد اخافها .... اخاف تلك الصغيرة المتعجرفة و هذا يكفيه ....هدر مجددا صوته كالرعد " مفهوم ؟؟!!" ....هزت رأسها بنعم بينما كان جسدها يرتجف رعبا ... اشفق عليها اخيرا محررا يديها لتفر من امامه كطائر عاش سجينا و قد اطلق سراحه للتو ...
********************************
فتحت له السيدة احلام كما عرفها داىما بوقارها .....ولكن من ملامحها تبدو غاضبة .... منزعجة .... حسنا يعلم السبب و لكن ما دخله هو
هتفت بعجرفة " ادخل زياد لما تقف على الباب .... اليوم زفاف صديقك و يجب ان تكون معه اليس كذلك " شددت على كلماتها بمغزى معين يعلمه جيدا ..... هز كتفيه بلا مبالاة قائلة " مرحبا اعتقدت اني سأطرد و لكن يبدو العكس شكرا لك سيدتي .." دخل بعدها متجاهلا زفرتها الحانقة ....
اتجه للغرفة التي يعرفها اكثر من غرف منزله ليصرخ فجأة " ياسين .... هل لازلت نائما ..... الليلة زفافك يا عريس " و غمز له
نظر ياسين ببروده المعتاد نظرة ذات مغزى .... ليقول زياد بحنق " حسنا ....حسنا فهمت انت و والدتك ...اه يا الهي .."
تنهد ياسين هامسا " لا اعلم يا صديقي ... لا اعلم ان كان قرارا صائبا ام لا ....اشعر بأني في دوامة ..."
جلس بجانبه واضعا يده على كتف صديق طفولته " اخبرني فقط سبب زواجك بأخرى و من الاساس انت متزوج ....هل لانها ابنة عمك ..."
مرر ياسين اصابعه على جبهته قائلا " اسف زياد .... لا استطيع اخبارك .... هذه اول مرة اخفي عنك شيئا و لكني لا استطيع " ..... هز رأسه بتفهم فياسين من الاشخاص الكتومين ... و الغامضين ... لا يمكن ان تستشف منه صدقا لمشاعره.... و ربما لهذا هما صديقان مقربان ..... طباعا عكسية
" حسنا سأخرج الان القي التحية على عائلة عمك ..... جهز نفسك لم يتبقى سوى ساعتان على عقد القران " ...... و خرج بعدها ليتركه يستشيط غضبا من نفسه و من تلك اللعينة ...التي ستكون زوجته ......
وقفت تنظر لنفسها بعد ان غادرت مصففة الشعر ....اخيرا هاهي واقفة تنظر لنفسها بخواء تبدو كجثة ميته ....لا تصدق انها رضخت اخيرا للزواج من ذالك الهمجي المتخلف لتهرب من موتها ...... عله تركها ماتت و لم تعش لحظة كهذه .....تزف لغير حبيبها .... فرت دمعة باردة كالثلج على وجنتها لتمسحها بسرعة و اخذت هاتفها تغلقه و تضعه في حقيبة ملابسها ....لو رآه احد همج عائلتها معها لقتلها دون رحمه..... " الصبر يا سراب ..... اللهم الهمني الصبر و لا تدع اذى يصيبني ...انت اعلم بما انا فيه ..." تنهدت بقوة و هاهي ترى زوجة عمها المتعجرفة تدخل اليها قائلة بصلف " هيا يا فتاة حان وقت عقد القران. ... لا اعلم اي جريمة ارتكبها ابني حتى يبلى بفتاة مثلك ...." اننفخت رئتيها غضبا و لكنها عدت للعشرة مهدئة نفسها " اهدئي سراب ...... لا تسمعيها. ." و خرجت امامها متاجهلة لها تماما .......
*************************
وصلت اخيرا لمنزل عائلتها وقد امتنع زوجها مراد عن القدوم و حضور عقد قران اخيها الذي يبدو غريبا نوعا ما .....و قد صدمت عندما اخبرها بأن تأتي و انه لن يكون هناك زفاف ضخم ..ًفقط بعض الاصديقاء و الاقارب..... ولكن صدمتها الحقيقية كانن رفض مراد لمرافقتها بعجرفة لم ترها عليه من قبل ..... حتى انها توسلته ان لا يحرجها و لكن دون جدوى ..... مسحت مقلتيها من دموع عالقة.... لتضغط على زر الجرس و لكن فاتح الباب كان اسرع منها لتصطدم عينيها بعينا زياد الذي بدت ملامحه ساخرة متشفية و هو ينظر من خلفها عله يرى زوجها المبجل .... ازدرت ريقها و تجاهلته سائرة للداخل و لكن ليس قبل ان تسمع حقناته السامة " لا يبدو انك متزوجة من شخص محترم ... اشفق عليكي " .... تجاوزته مسرعة شبه راكضة ليخرج هو للحديقة يشتم نسائم الهواء البارد . علها تطفئ من الحرائق المتأججة بداخله
***********************
ها قد عقد قرانها و اشتراها ابن عمها المنقذ المغوار ...... شعرت بغصة و هي ترى والدها و اخواتها يتجاهلونها تماما و كانها لم تكن..... حتى والدتها لم تتحدث معها منذ تلك الليلة و لم تعترض حتى حين قرر والدها قتلها
ضحكت بسخرية و قد التقط ياسين نظرتها المزدرية و كأنها لا تتقبل كل ما يحدث ....تلك المهزلة..... و بالفعل هي كذالك.......
استقام فجاة ياسين معتذرا من الحضور وسط مباركاتهم الفاترة ... و الباردة ...... و طلب منها اللحاق به بصلف ......وقفت و سارت خلفه ...و ما ان ابتعدت عن الصالون اجفلها بقبضته التي طالت ذراعها وهو يجرها بقوة على السلالم متجها بها للطابق الثاني ...... وفجاة وصل امام غرفة لم ترها من قبل ...ً دوما كانت مغلقة وحذفها للغرفة امامها مغلقا الباب بقوة و لا تزال يده الحديدية منقضة على ذراعها .... كانت تحاول تخليص نفسها دون ابداء اي ملامح للخوف او الرعب ...او حتى الالم .... عيناها كانتا حكاية من التحدي و القوة ... فهي سراب التي لم تعرف للضعف سبيلا ....
دفعها بقوة حتى اختل توازنها قليلا و هي تصارع فستان الزفاف اللعين ...تلعنه بقدر ما تلعن حضها العاثر
ابتسم ياسين بسخرية وهو يراها تدلك ذراعها البيضاء التي ازرقت على الفور من هول قبضته الصخرية ليهتف باشمئزاز " ها انتي هنا يا ابنة العم "
رفعت عينين باردتين كالثلج تواجهه لتقول بصلف " اجل انا هنا .... بالقوة و الغصب ... يا ..." توقفت عن الكلام تستفزه ... تشعل نيرانا بداخله
غامت عيناه بحقد دفين ليصرخ بها " ايتها العاهرة .... هل تعتقدين انك ستفرين بفعلتك السوداء .... هل ظننت اني ساسمح لساقطة متحررة مثلك من ان تلوث شرف العائلة ...لا و الله لن يكون اسمي ياسين المستري لو فعلت ..." تقدمت تتحداه اكثر فأكثر " اذا لما لم تدعني و شأني كي اعاقب على فعلتي ... اجبني ..ام انك تعشق الوساخة " لم تكمل جملتها ليهوي على وجنتها بصفعة اودعها كل كرهه لها و هو كالجدار قبالتها .... ارتجت قليلا لتقف و تقترب منه اكثر هاتفة" لقد اشتريتني قبل ان يقتلوني....تعتقد انك اسديت صنيعا ... و لكن الموت ارحم لي من ان اتزوج متخلفا ... همجيا مثلك ... ايها. ال" للمرة الثانية لم تتمكن من اتمام قصفها له لتهوي صفعة اخرى على وجنتها ....
صرخ بها مهددا " انا لا انقذ العاهرات امثالك ...يا من وضعت اسم العائلة في الارض... بل تزوجتك لاتأكد من ان يكون شرفنا لازال قائما و لم يمسسه
ذالك الكلب ..." صرخت هادرة " اخرس عليك اللعنة .... انه اشرف منك و من كل عائلتك اللعينة .... اللعنة على عاداتكم و على تقاليدكم البالية ... اللعنة على جهلكم يا قوم الميسري " ... لم يمهلها اكثر من ذالك ليدفعها الى السرير حتى سقطت صارخة " اياك و لمسي ... لا اتشرف بأن تلمسني يداك القذرة ...." هوى فوقها بثقل جسده مكبلا يديها المعارضتين ليهمس في أذنها " سأعلمك كيف يكون القصاص في الشرف .... و في كلتا الحالتين كنت عذاء ام لم تكوني سينالك مني عذابا لم تبصره عيناك قبلا .... فقد ادعي خالقك ان يخلصك من بين يداي...." لحظتها اغمضت عينيها مخدرة حواسها ... قاتلة قلبها ..... كانت تسمع همساته الكارهة من بعيد...بعيدا جدا و كانها في دوامة ....بينما كان هو ... ينتهك جسمها انتهاكا لم تعرفه من قبل ... بل كان ينهش روحها... ممزقا اياها لقطع صغيرة ....
فتحت عينيها بعد سويعات شعرت و كأنه دهر مر .....لتجده مستلق بجانبها ...غاطا في نوم عميق بأنفاس منتظمة
.... ها قد تمت العملية بنجاح و اثبتت انها كانت عذراء ....بعد ان ماتت روحها
اغمضت عينيها لتسيلا دمعتان حارقتان ... مشددة من احتضان نفسها بينما تهمس بهذيان " سامحني حبيبي ...ارجوك سامحني ...لقد فرطت بشرفك
استقامت تلف لحافا ابيضا حول جسدها المتعب ..... لن تنسى مهما حيت هذه الليلة
توجهت لحقيبها الكبيرة بحذر و هي تلتفت كل لحظة للجسد الضخم النائم بهدوء بعد ان سرق النوم من جفنيها و سلب منها فرحة عمرها....فتحتها و اخذت هاتفها و سارت بخطوات سريعة نحو الحمام..... تحتاج لسماع صوته علها تستطيع التنفس للساعات القادمة ...ً احكمت اغلاق الباب و كبست ازرار رقمه الذي تحفظه عن ضهر قلب .... ليأتيها صوته الحنون بعد اول رنة ..... " حبيبتي ... اخبرينبدي انك بخير ..." جلست ارضا تكتم شهقاتها بكفها و لم تستطع الرد .... لم تنطق ببنت شفة ... كرر ندائه " حبيببتي لا تصمتي ...اجيبيني ...قولي انك حافظتي على نفسك من اجلي ..اخبريني انه لم يلمسك ...لا تصمتي .." انتفضت فجأة و هي تسمع صراخ ياسين يصم اذنيها " افتحي الباب سراب قبل ان اكسره " ..لم تجبه لتسمع فجأة صرير حزام بنطاله ليضرب به الباب فجأة ...استقامت تمسح وجهها بيديها بينما ضاعت صرخات حبيبها وهي ترمي الهاتف بالمرحاض .... " ها قد بدأ الفصل الثاني من عذابك سراب .....
_________________________________
منذ عادت البارحة مساءا ووجدت والدها يجلس مع مريم يتجذبان اطراف الحديث حتى شعرت بعصرة مؤلمة شدت قلبها الصغير .... لا تعلم السبب ... فبعد مواجهتها مع ذالك الثور المسمى رسلان و تهديده الصريح لها قضت اليوم تلف المحلات و الشوارع محاولة تهديء قلبها المذعور مما حدث .... دخلت ملقية التحية بخفوت و هالها منظر والدها و ابتسامته التي نادرا ما رأتها .... فهوطالما كان باردا متجبرا .... لا يعرف سوى لغة الارقام .... لا يهتم لشيء اخر ... يتعامل معها بطريقة جامدة كالثلج ..... يرسل لها مصروفها الشهري هي و مريم .... منذ ان توفت والدتها و هي العاشرة سافر و تركها امانة لخالتها مريم تعتني بها .... وهو يكتفي بزيارة او اثنتين لهما سنويا ....و لكن ما صدمها ما صدمها اكثر هذه المرة انه نهض بنفسه ليحضنها بقوة مقبلا رأسها و شعرها .... تجمدت مكانها للحظات تستوعب صدمتها .... تنظر لمريم باستفهام ..... حانت متجهمة الوجه و كأن احدهم قد القى عليها تعويذة .... كادت تسألها ولكن سبقها والدها قائلا " حبيبتي همسة كم اشتقت اليك .... طمئنيني عنك طفلتي " ..... ازدرت ريقها تنظر اليه و كأنه قادم من كوكب اخر .... و لكنها تماسكت اخيرا لتهمس " بخير شكرا لك ابي " .... سحبها حتى تجلس بجانبه و هو يبادلها اطراف الحديث بينما كانت عيناها تتوهان بين الحين و الاخر لمريم التب آثارت صمتا مرعبا ..... ما الذي حدث يا ترى .... لتأتيها الاجابة كصخرة وقعت للتو على رأسها و هي تستمع لوالدها قائلا " حبيبتي جهزي حقائبك .... ستسافرين معي غدا مساءا "...... انتفضت معترضة " لن اسافر معك لأي مكان ..." وقف هو
الاخر و قد بدأت معالم الحدة تطفو على ملامحه " لن تبقي معي الى الابد .... اريدك فقط ان تتعرفي على المكان الذي اعيش فيه هناك .... و اريد ان اعرفك على اخوتك و زوجتي ..." ...هتفت بحدة " ابي لا اريد ... انا لا اريد " ...
كاد يهم بالصراخ في وجهها قبل ان تقف مريم بينهما قائلة لهمسة " حبيبتي لاجلي ... اذهبي معه .. هو اسبوع لا اكثر و ستعودين ...لاجلي ارجوك" قالت كلماتها الاخيرة و قد سالت دمعتها رغما عنها ..... ازدرت همسة ريقها و هي ترى مريم باكية امامها للمرة الاولى في حياتها ... " لما تبكين مريومة ؟؟!.... ارجوك توقفي..هل هذا كله فقط لانك تريدين مني السفر مع ابي !!" .....هزت مريم رأسها ايجابا دون ان تجرأ على النطق بحرف واحدٍ .....مسحت لها همسة دموعها بأناملها الصغيرة " حسنا مريومة .... اموت و لا ارى دمعاتك حبيبتي توقفي " ...... و قد كانت هذه اخر درجات تحملها .... لم تجرؤ على مواجهة عيني صغيرتها لتهرب مسرعة نحو غرفتها ..... بينما وقفت همسة تنظر في اثرها و القلق ينهش قلبها و عقلها ...حينها شعرت بيد والدها تربت على كتفها لتنتفض لا اراديا .... اعتذرت منه لحظتها و اتجهت تجر قدميها نحو غرفتها ... و شعور بالالم الموجع يعتصر قلبها .... طالما كانت واثقة قوية ... تمتلك كل ما تريده و تتمناه اي فتاة في سنها و اكثر .... و لكن هل هي كذالك ... هل حقا هي لامبالية ... و لا تهتم لشيء ؟؟؟!!!!!......
هاهي واقفة الان تنظر لحقائبها الجاهزة امامها حيث اصرت مريم عليها ان تأخذ ما تحتاجه و حتى ما لا تحتاجه .... بدأت تشعر ان هذه الرحلة لن تقتصر على مجرد اسبوع .... و لكنها لن تسمح له ان يتحكم في حياتها .... قوية هي و ستواجهه......
******************************
كانت ليلة مرهقة ..... مرهقة جدا فلم يقترب النوم من جفونها حتى و هي في بيت عائلتها ...في غرفتها منذ طفولتها ...شيء بعدم الاستقرار طالما اجتاح كيانها .... غربة مؤلمة تغزو قلبها ..... تنهدت بلسم بحرقة و هي تسترجع ذكريات الامس بعد ان عادت من مواجهتها للعين زياد و قد كان مراد ف انتظارها .... و ما ان دخلت حتى جرها من شعرها و لم يكترث لصرخاتها و توسلاتها اليه ....صرخ بها كالوحش"اين كنت اجيبي " .... لم تستطع الاجابة على سؤاله البسيط .... مؤكد سيودي بحياتها لو نطقت بحرف من اسم زياد فما بالك ان يعلم بذهابها اليه ... اثارت الصمت ما زاد من حدته و جنونه ....ليهدر بها " هل ذهبت اليه .... هيا اخبريني ..." تصلب جسدها فجأة و هي تنظر اليه بصدمة .... ليشدد من قبضته على شعرها .... ضحك بسخرية مؤلمة " نعم ... لقد علمت " .... ضحك و ضحك ...و مع كل ضحكة كان يزيد إيلامها .... لكن الالم بعينيه فاق حد تحملها .... و هي من جرحته هذه المرة .... لم تستطع منع دمعة قهر سالت على وجنتها ..... اللعنة على الظروف ... اللعنة على الفقر حين ينهش كبرياء صاحبه ..... و اللعنة على حضها العاثر ...لما تزوجته هو من بين كل البشر لتزيد من وجعه .... ليتها تحملت الم العالم و لم تجرحه لحظة ..... لم تشعر بنفسها الا و هي تحتضنه بقوة بينما لازالت خصلاتها تتألم تحت قبضته ... شددت من احتضانه مغمضة عينيها ....اكثر فأكثر لتهمس " انا اسفة ... انا اسفة ... ارجوك اهدأ ...مراد " ... اشتدت عضلاته و لكن قبضته لم تخف و لم ترأف بها ...... ضلت عدة لحظات بين ذراعيه .... او بالاحرى هو كان ... حتى ان وجعها تاه تحت مضخة قلبه المجنونة ... ليحررها اخيرا دافعا اياها بعيدا عنه ....
ارتمى بثقله على الكنبة المهترية بتعب ...واضعا رأسه بين كفيها ليهمس بصوته المتذبذب " لقد تعبت منك .... تعبت منك اخرجي من حياتي ...لا تجعليني اصل مرحلة الكره معك " ... اتسعت عينيها بهلع لتجثو امامه ... رافعة رأسه اليها .... " انظر في عينايا مراد ....انا احبك ...بل اعشقك .... و لن اتركك حتى و ان كرهتني ..." تنهد بألم يهرب بعينيه عنها .... احتضنت راسه تقبله بكل ما تملكه من حب لهذا المخلوق امامها .....حينها فقط اغمض عينيه اخيرا ....دون كلمات ....دون صوت.... لا شيء سوى تنفسهما المتذبذب و دقات قلبهما المتوترة ..... بعد دقائق قليلة كانت ام كثيرة .... هي لا تعلم حقا .... انتفضت تتذكر موعد زفاف اخيها ... و لكنه كان جامدا لم يرف له جفن ... و امتنع بحدة رغم توسلاتها ان يدهب معها .... و هاهي الان تقف في عقر ولادتها ....بدايتها .....و موطنها الاصلي .. و مع هذا شعور بالصقيع يجتاحها ... تنهدت اخيرا لتحمل حقيبتها ....حان موعد العودة لوكرك يا بلسم ....بل لسجنك ....
*****************************
كم هي غريبة الحياة .... عندما نلحق السراب .... نبني احلامنا عليه كمن يبني قصرا من الرمال متئملا صموده امام الامواج العاتية .... نرى فقط ما نرغب رؤيته .... دون النظر للقلب و علته.....
_____________________
لا يعلم ما الذي دهاه و هو يتصنع النوم حين شعر بها تتلوى بجانبه .... ليسمع شهقاتها و همساتها لحبيبها اللعين .... لا ينكر انه تلذذ بنشوة خاصة .... خاصة جدا بعد ان اكتشف انها كانت عذراء ... عذراء لا غبار عليها .... يعلم انه آلمها ... و انتهك جسدها بأبشع طرقه .... لكنه لم يكن ساديا معها ... لم يطاوعه كبرياؤه على فعلها .... كانت ميتة ببن ذراعيه ....لم تقاومه .... لم يسمع لها صوتا .... و لكنه لم يرى امامه سوى صورتها و هي تحتضن ذلك الغريب علنا ...دون خجل .... واضعة اسم عائلته تحت الاقدام بعد ان رآها احد عماله و اخبره على الفور .... و لكن ما زاد جنونه و مس رجولته ... انها لم تحترمه ..... لم تحترمه حتى و هي زوجته .... حين لمحها تأخذ شيئا من حقيبة ملابسها لم يتبينه في البداية ليكتشف حين استقامت تخفيه بين طيات اللحاف انه هاتفا محمولا .... لتسير نحو الحمام بخطوات مسرعة .... تلف جسدها بلحاف ابيض.... تحتضنه محكمة غلق الباب خلفها بعد دخولها ..... ..... استقام بسرعة يبحث عن بنطاله ليرتديه و يتوجه اليها
وقف عند الباب يرهف سمعه ليلتقط ذبذبات شهقاتها العالية بعد لحظات من صمتها ..... هل تهاتف حبيبها ..... هل تخونه .... كيف تجرأت عليها اللعنة ...
صرخ بها فجأة ضاربا الباب بيده " افتحي الباب سراب .... افتحيه قبل ان اكسره " ..... و لكن لا استجابة منها .... التف حول نفسه كثور هائج فاقد للسيطرة و هو يلتقط حزامه ليجلد به الباب بكل ما اتته من قوة في تلك اللحظات و هو ينزف كرامته المهدورة .... فكيف لامرآة تعود لاسمه ان تخدعه و هي في حرمته ....صرخ مجددا " اخرجي
الآن سراب و دعي مقدار عذابك عندي كما هو .... لا تزيده .... فلن تتحملي ما سيطالك مني " .... كان يضرب الباب و يضرب بكل قوة امتلكها جسده في تلك اللحظات و كأنه يجلدها هي .... و ليتها كأنت امامه الآن ..... ظل على حاله عدة دقائق حتى سمع اخيرا صرير المفتاح لتخرج هي بجسدها المغطى بكامله هذه المرة .....لم تنظر أليه رغم ارتجاف قلبها ... و ما ان همت بتجاوزه حتى انتفضت ذعرا و هي تسمع ضربه للارض بالحزام مرة اخرى ..... للحظات ظنت ان الجلدة هوت على جسدها .... نظرت اليه هذه المرة ....مباشرة .....طوفان من النيران يغزو عينيه .... ازدرت ريقها قبل ان تشعر بقبضته تشتد على عنقها ملصقا اياها بالحائط ....هادرا بصوته الخشن " هل تعتقدين انني اعمى .... اين هاتفك ايتها السافلة .... ؟!!"..... لم يرف لها جفن و هي تنظر اليه بتعالٍ...داست على قلبها مودعة معه كل جراحها.... " لا اعلم عما تتحدث" ..... اشتدت انامله على جيدها اكثر فأكثر حتى احمر وجهها و غامت عينيها بدموع اقسمت ان لا تذرفها امامه ....همس بغضب بين اسنانه ....عينيه على عينيها" اللعنة عليك سراب .... لقد تخفينه ..... كيف تجرأتي و فعلتها و قد حذرتك قبلا...."
همست بصعوبة بين انفاسها " فتشني ...ان اردت " ......اشتدت اصابعه اكثر لترتخي فجأة وهو يسمع طرقات مجنونة على باب الغرفة و صوت زوجته سمراء الصارخ ينادي " ياااسييين افتح الباب " ..... ها قد حانت لحظة المواجهة و هو ليس بمزاج يخول له ان يناقش و يحلل .... الا يكفيه ما به من مصائب ... تسائل للحظة ما الذي فعل في حياته حتى يعاقب بهذه القسوة .... دفعها بقوة حتى سقطت ع الارض تسعل بقوة .....تسترجع انفاسها
لقد كاد الحقير ان يزهق روحها ..... اغمضت عينيها بألم .... و هي تسمعه يصرخ بسمراء " اخرسي او قطعت لسانك....." .....صرخت به هي الاخرى " لا اصدقك انك فعلتها يا ياسين كيف تجرات دون اعلامي حتى ... لذالك جعلتني اذهب في رحلة لاسبوع كامل و لم تفعلها من قبل " ....هوت فجأة صفعته على تلك السمراء الطويلة لتشتعل عينيها الغاضبتين اكثر فأكثر " اتضربني من اجل تلك الحثالة ... بعد ان مرغت بسمعتنا الارض .... تقبل بها كزوجة و قد باعت شرفها ...." اغمضت سراب عينيها بقوة .....تغطي اذنيها بكلتا يديها ....تغطيهما علها تحجب نفسها عن سماع الاذى لتنتفض على وقع الصفعة الثانية و صوت ياسين يعصف بالغرفة " اخرسي ايتها العائقة ....كيف تجرئين على التكلم في شرف زوجتي و هو شرفك و شرفي ايضا .... اللعنة عليك سمراء ....انا لا احتاج اذنا من احد و انتي تعلمين من يكون ياسين هياا... اغربي عن وجهي حالا ..." همت بالذهاب ولكن ليس قبل ان ترمقه بنيران حامت كالبراكين حول عينيها الداكنتين
اغلق باب الغرفة بعنف اهتز له جسد سراب .....لتلمحه وهو متجها للحمام ...مستمعة بعد لحظات لصوت اشياء تدمر و كانه فتك بكل ما وجده امامه ....لم تستطع الوقوف حتى لتجده ثائرا باتجاهها ...قرب راسها من رأسها بعنف حتى اصطكت اسنانها خوفا ......للمرة الاولى تشعر بالخوف الحقيقي .....حتى عندما قرر والدها قتلها علنا لم تشعر بما تشعر به الآن ....تفضل الموت المؤكد ....الموت مرة واحدة على ان تموت آلاف المرات على يدي هذا الوحش امامها ....عيناه تتواعدانها برؤية ماهو اسوأ ....و للاسف قد صدقت حين سمعته يقول بين اسنانه " الا تظنين ان ليلة البارحة لا يمكنها ان تشبع رغبة رجلا مثلي " ....اغمضت عينيها بألم ...لا ليس الان ...لن تستطيع تخدير نفسها كما فعلت البارحة .....اين ستهرب .... لم يمهلها الكثير و هي تشعر بنفسها قد ارتفعت عن الارض لترتمي فجأة فوق السرير
***************************
هاهي تطير ...تسافر للمرة الاولى في حياتها برفقة والدها .... لن تنسى ما حيت نظرة مريم الكسيرة وهي تودعها صباحا بينما كانت تحتضنها اكثر و اكثر
شيء غريب يخبرها ان تعود اليها ...شيء غريب يخبرها انها قد ودعتها للابد ولن تراها ثانية ....شيء يخبرها ان وراء سفرها هذا سر دفين تعلمه مريم و لكنها تجهله .... تنهدت بضيق ...لتهمس مهدئة نفسها " ما بالك يا همسة انتي مع والدك الآن و حتى ان لم تستطيعي التأقلم مع زوجته و ابناءه مؤكد سيعيدك لارض الوطن ....اهدئي فقط ...." مرت ساعات لم تتبينها لتشعر بيد والدها تربت على كتفها " لقد وصلنا حبيبتي " ...اول شيئا لمحته وهما يغادران المطار سيارة فخمة ...فخمة لدرجة لا تصدق لتزيد صدمتها وهي ترى والدها يجرها من يديه في اتجاهها و رجلا يبدو آليا حمل الحقائب و رحب بهما .... " هل هذه لك ابي " همست بها دون وعي ليجيبها و هما يدلفان بدخالها " انها لصديق عزيز علي ...سنتوجه اليه ..اراد استقبالنا شخصيا و العشاء سيكون على شرفك حبيبتك..." قالت بانبهار لم يفوته " حقا مذهلة ....يبدو صديقك شخصا لطيفا ....." ربت على شعرها بابتسامة لم تستطع تفسيرها ....بدت مختلفة ...لا بل مخيفة وهو يجيبها " لطيفا جدا ...جدا"
منذ تلك اللحظة ماتت فرحتها ...و مات مرحها دفعة واحدة ....." دقاىق قليلة و كانوا امام قصر لم ترى و يبدو انها لن ترى في فخامته ...و العديد من الحراس يقفون خارجا ....يبدو هذا الشخص له شأنا عاليا .....دلفو داخل القصر وهو يمسك بيدها بقوة آلمتها و كأنه خائفا من ان تهرب منه ....بينما يتبعهما نفس الرجل الذي أقلهما ....حاملا الحقائب ...و ما ان دخلت همسة حتى ذهلت من فخامة ما يحيط بها .. كان المكان كأمبراطورية عظيمة من الترف و الفخامة ......تقدم في تلك الحظات رجلا يبدو عليه الكبر في السن ....من الممكن ان يعادل عمر والدها ...مظهره لا يبدو محبذا رغم فخامة و اناقة ما يرتدي ...و نظرته اليها .... لا تبدو مريحة ابدا ...احتضن والدها مرحبا به بحفاوة و لا تزال عيناه معلقتان بها ...حتى انها شددت على كف والدها بقوة
" سبحان من خلق الجمال فصورك يا فتاة " همس بصوته الخشن المخيف لتبتسم متصنعة المجاملة دون ان تجيبه ..... اومأ برأسه وهو ينظر اليها من اسفلها حتى اعلى رأسها بإعجاب واضح ..... " هيا يا صفوان فلندخل لجناحي الخاص ..." تبعه صفوان و همسة لا تزال متشبثة به ...حتى شعرت بأنها تتعرق ....دخلو سوية لغرفة لا تقل فخامة عما رأت سابقا و لكنها تبدو غرفة نومه ..... شعرت بالغرابة و ارادت ان تسأل والدها و لكنها لم تستطع و هي تراه يقف عند باب الجناح دافعا اياها للداخل " حبيبتي سآتي بحقيبة فيها اوراق تهم صفقتنا مع السيد مجيد ...ابقي هنا معه و سأعود بسرعة ....هزت رأسها معترضة " سآتي معك ابي " .....رمقها بحدة ليهمس " تأدبي يا فتاة ...لن يأكلك الرجل ..ثواني و سأعود اليك ....لم يسمع ردها المعترض ليستدير مغادرا مغلقا الباب خلفه ..... نظر اليها العجوز و هو يجلس بارتياح على كنبة صغيرة مشيرا بيده ان تتقدم للجلوس بجانبه دون ان ينطق بحرف ..... ابتسمت بارتباك هامسة " شكرا لك سيدي ... افضل الوقوف حتى يأتي ابي " .... وقف هو حينها ليتقدم اليها هامسا " لما حبيبتي كل هذا التكلف ...اعتبريه منزلك ايتها الغزالة " ازدرت ريقها و هي تلاحظ قربه الخطير منها لتتسع عينيها و هي تشعر بيده تلامس ضهرها .... انتفضت فجأة مبتعدة لتجده قد شدد من احتضان جسدها اليه يشتم عطرها بنشوة اجفلتها ...بل اوقعت قلبها بين ساقيها ...صرخت به تبعده بكل قوتها " ابتعد عني ايها الحقير سانادي ابي ..... ابي .....ابي " ....صرخت و لكن ما من مجيب .....كان كالكلب يمزق قميصها ....جاذبا اياها من شعرها بقوة ...حاول و حاول تقبيلها لكنها لم تكن لتسمح له و لو قتلها
كانت تصرخ و تصرخ حتى جف حلقها
تنادي والدها ...... تستنجد به ان لا يتركها ..... بينما الحيوان البشري امامها يمزق ملابسها من على جسدها .... لم تستطع البكاء ..... جفت دموعها .....كل ما كان يدور في مخيلتها ان عليها الهرب ..... كانت تقاومه بشراسة...... شاتمة اياه بأبشع الالفاض التي عرفتها يوما ..... تركل برجليها .... بينما كان هو كذئب جائع ...اعمى لا يرى امامه .....لا يرى سوى جسدها الصغير و انوثتها التي سترضي رجلا في سنه قد تجاوز الستينات من عمره ها قد وقع على فريسة سهلة
***************************
نزلت من سيارة التاكسي لتدخل الحي المتهالك بخطوات ثقيلة
طرقت الباب هامسة بخفوت ..."
" مراد اين انت ؟؟؟!!!!..
." طرقت الباب عدة مرات ولكن ما من مجيب ..... اللعنة لقد خرجت غاضبة منه ليلة امس و نسيت ان تأخذ مفاتيح المنزل معها .... يبدو انه غادر باكرا ......
كررت النداء
مجددا ولكن لا مجيب ....
تنهدت بلسم بحزن و هي تأخذ هاتفها تتصل به .....
و بعد لحظات اتاه صوته غريبا "
ماذا الآن ....ماذا تريدين " .....
همست
" اين انت مراد ؟؟!" ....
اجابها
انا في المنزل ....ماذا تريدين " .... اتسعت عيناها و هي تنظر للباب امامها بصدمة لتهتف"
انا اطرق الباب منذ دقائق ....لما لم تفتحه" .....
اجابها ببرود قبل ان يغلق الخط في وجهها صادما اياها "
لن افتح عودي من حيث اتيت " ....
______________________________
جلست تفترش الارض ملقية بحقيبتها جانبا .... لا تعلم ماذا تفعل او الى اين تذهب .... هذا منزلها و هذه حياتها ...تنهدت بلسم بتعب لقد اغلق الخط في وجهها ولم يهتم...لكنها ليست غاضبة منه .... مؤكد انه شعر بالالم من تركها له ليلة البارحة .... كم تبدو غبية ... دائما تجد له اعذار .... كل العالم في كفة و هو وحده في كفة اخرى .... حمدت الله ان المنزل في جانب ضيق و غير مكشوف للعلن ... و الا كانت سيرتها على لسان نسوة الحي ..... ظلت مكانها لما يقارب الساعتين ... تعلم انه لن يتركها خارجا طويلا و هي لن تزعجه .... بالنهاية سيفتح لها الباب و قلبه ايضا .... فهي الوحيدة التي تعرف كيف تحتويه ....
ابتسمت فجأة وهي تشعر بصرير الباب .... ها قد فتح اخيرا ... لكن ابتسامتها سرعان ما ماتت و هي ترى امامها امرأة شقراء بعينان خضروان تنظر اليها بعلو ..... اخفظت بلسم نظراتها لتجدها مرتدية فستان احمر ضيقا مفصلا لمنحنيات جسدها .... تنحنحت الشقراء قليلا و هي تنفض شعرها الى الخلف بعجرفة .....
بلسم لا مؤكد انك اخطأتي المنزل .... هذا ليس منزلك ... همست بها لنفسها حتى انها ابتسمت للواقفة امامها .... نعم لقد ابتسمت لها في لحظة لا وعي منها ....مؤكد انها جنت و اتت لمنزل غير منزلها ... همت بالوقوف قبل ان تخور قواها فجأة وهي تسمع صوت مراد قائلا " انجي هل اخذت حقيبتك ؟؟!!!" .... ليظهر من وراءها ... لم تكن صدمته اقل منها .... حتى انه استند على اطار الباب مغمضا لعينيه ... حينها سمع همسها المختنق " م...مراد من هذه ...... ه....هل تخونني .... تخون بلسم يا مراد !!؟؟؟" .... فتح عينين حمروان بلون الدم قائلا لتلك المستغربة و كأنها هي من تكون زوجته " انجي ارجوك اذهبي الان .... سنتحدث فيما بعد ..." اومأت برأسها متفهمة لتذهب مبتعدة و لكن ليس قبل ان ترمق بلسم بنظرة حملت كل معاني السخرية.... امتدت يده ليحاول مساعدتها على الوقوف هامسا " ارجوك انهضي بلسم هيا " انتفضت واقفة لتصرخ " ابتعد عني ... ارجوك لا تلمسني ... اشعر بالاشمئزاز....انا اشعر بالاشمئزاز من نفسي " اغمض عينيه ألما ليهمس بصوت ميت " اسمعيني حبيبتي ... الموضوع ليس كما تعتقدين انها فقط صاحبة و شركة و انا .." .... صرخت واضعة كفيها على اذنيها تغطيهما " توقف .... توقف ... بالله عليك توقف ... انا اتألم .... انا اموت.... لا اريد سماع شيء منك " ...... حاول ضمها اليه ولكنه لم يتمكن حتى ....لتهرب من امامه فارة كطير كسير ...... صرخ بأسمها عدة مرات و لكنه لم يستطع اللحاق بها .... شيء ما يكبله ..... يسجنه عنها .....شيء ما يقتله عرقا تلو الآخر ....
******************************
كان رسلان لا يزال نائما حين استيقظ زياد صباحا لممارسة رياضته المفضلة العدو صباحا على البحر ..... عندما عاد من الحفل اتجه لمنزل صديقه رسلان فهو يعتبر الاخوان رسلان و ياسين عائلته الثانية منذ صغره .... و كادت تكون هذه العائلة اقرب له من دمه الذي يسري في عروقه لولا القدر .... و آه من القدر .... تنهد زياد بألم وهو يدخل منزل صديقه و يبدو ذالك الكسول لا يزال نائما .... " اللعنة عائلة كسلة .... العريس يبدو لازال غارقا في العسل و لا يجيب على هاتفه و الاخر نائم كالثور " ..... " اللعنة عليك يا متشرد من الثور انا ام انت " التفت زياد ضاحكا بسخرية وهو يرى رسلان ينزل من السلالم بتعب و شعره يبدو كمن اشعل فيه حريقا ..... ارتمى زياد على الكنبة قائلا " انظر لنفسك قبل الخروج من المنزل ارجوك.... لا نريد ضحايا هيئتك المفزعة " .... ارتمى رسلان بدورها رافعا رجليه الى الطاولة الصغيرة ليرميه بوسادة في وجهه لم تخطئ هدفها ...." اخرس ... اه يا إلهي لا اعلم ما الذي حذفك الي .... الا منزل لك يا رجل "...... تنهد زياد بتعب قائلا " لما لم تأتي البارحة رسلان ... هل تعلم كم انزعج ياسين من عدم حضورك ...لا انت و لا حتى هيثم " ...هدر صوته بغضب لم يستطع السيطرة عليه " تعلم جيدا اني ضد ما فعله بالفتاة المسكينة ... سراب ليست مراهقة حتى يتصرفوا معها بجبروت ... و يجبروها على الزواج ممن تكره ....".... زفر زياد بحنق " اعلم هذا و لكن ياسين اراد انقاءها من موتها الحتمي على يد والدها " ..... ضحك رسلان بسخرية " هذا ليس صحيح ارجوك توقف زياد....هناك عشرات الطرق لانقاذها و انت تعلم هذا و لكنه اراد اذلالها .... كبرياؤه لم يسمح له و انا لم و لن اشارك في هكذا جريمة قذرة ....."
هم زياد بالحديث عندما سمع رنينا مجنونا للجرس و كان احدهم قرر ان يفتك به ..... اتجه زياد مسرعا ليفتحه و خلفه كان يسير رسلان ..... ليصدما سويا بالواقفة امامهما بمظهرها المبعثر .....حينها قصف صوت زياد الغاضب اولا " بلسم .... من الذي فعل بك هذا ؟؟؟!"
********************************
فتحت عينيها بتعب .... تشعر ان كل خلية من خلايا جسدها تتألم و تصرخ .... رمشت عدة مرات بجفنيها لتنتفض فجأة وهي ترى القامة الضخمة المشرفة عليها من علو .... كان ياسين قد استقام مبتعدا واضعا يديه في جيبي بنطاله ... لقد كان قريبا جدا .... هل كان ينوي خنقها ... ازدرت ريقها بصعوبة و هي تبعد نظراتها عنه .... ليأتيها صوته الواثق الكريه كما عرفته دائما " جهزي نفسك بسرعة .... معك فقط ساعة ... ساعة واحدة و تكونين بالخارج امام سيارتي " ..... نظرت اليه بكره لتهتف معترضة " انا لن اذهب معك لاي مكان "..... حينها امتدت يده يده ليبعد عنها اللحاف " حسنا سأجهزك بنفسي " ..... صرخت مبتعدة " اياك و الاقتراب مني ... اشعر بالقذارة " ..... غامت عيناه بنظرة سوداء حملت كل معاني التوعد " حسنا اذا ... انا انتضرك و اياك و التأخر و الا ......" نظر لجسدها بطريقة ذات معنى ارجفتها .... ليخرج و لكن ليس قبل ان يهمس بخشونة " و ستندمين على ما تفوهت به اشد ندم " .....قال كلماته و اغلق بعدها الباب وراءه تاركا اياها تنزف دما ..... و ليت النزيف كان جسديا .... ليته كان كذالك
اغمضت عينيها لتسيلا دمعتان ناريتان اودعتهما حسرتها و انكسارها ... نهضت تجر ساقيها بإرهاق تغلب عليها تماما .... لعنت ذلك الوحش على طريقته المريضة .... لم تضن يوما ان الزواج سيكون عقابا لها .... بل موتا لا محالة .....
***********************
كان ينتظر بقلق و توتر واضحان على ملامحه .... لو خسر هذه الصفقة لن يبقي على حياتها .... يسمع صراخها الذي يدمي القلوب ولكن مؤكد ليس قلبه هو ..... كل ما يريده هو الظفر بما خطط له منذ سنوات ..... فإدارة شركة بضخامة شركة ذلك العجوز المعقد ستكون بداية للتقدم نحو السلطة في هذه البلاد ...... كم شعر بسعادة و ذالك الاخرق يطلب منه ان يجد له فتاة صغيرة تغطي ضعفه و تشبع رغبته المريضة ...... و لكم كان مرحبا بالفكرة وهو يخبره عن ابنتها الشابة و التي ستكون ملكا له بشرط ان يترأس ادارة شركته ..... كان الثمن بخسا بالنسبة له
نعم يعتبره بخسا فابنته ستعيش اميرة في قصر كهذا و مع مرور الوقت سيعرف كيف يخرج ذالك العجوز بيديه على رأسه و يكون هو المالك الواحد...... انتفض فجأة وهو يرى الرجل يخرج بثيابه المبعثرة و بعض الخدوش تزين وجهه المقيت .... اتجه نحوه ككلب لاهث " ما الذي حدث سيد مجيد ....." نظر اليه بغضب " ليس هذا اتفاقنا صفوان ..... دع ابنتك تعقل او سأضطر للتصرف معها ... لم اتمكن حتى من فحص البضاعة ....لم ارى جزءا ولو صغيرا من جسدها .... اخبرها اني سأتزوجها و ان تكف عن التصرف كالاطفال او ......" قاطعه يقبل رأسه بتوسل " لا لا تقلق سيد مجيد انها متهورة قليلا ولكن صدقني سأكسر لها رأسها ان لم يلين " ...... نفض يده عنه ليذهب محذرا " اتمنى ذلك او انت تعرف العواقب .... الفتاة تعجبني " .......
و ما ان اختفى الرجل حتى شتم صفوان " اللعنة عليك همسة ..... اقسم بأن اذبحك ...." ليتوجه اليها صارخا و ما ان دلف حتى وجدها تضم ساقاها محتضنة نفسها بهلع .... ترتعش بهسترية و آثار اللكمات تغطي
ملامحها .......توجه اليها قابضا على ذراعيها ....يهزها بعنف صارخ " ايتها اللعينة ماذا فعلت بالرجل .... هل جننتي ..... فليكن بعلمك انه سيتزوجك ....اتفهمين ...." كانت تنظر اليه بخواء .... تسمع صوته من بعيد ......بعيدا جدا ..... حتى انها لم تستطع البكاء و لا الصراخ ...بعد ان تركها الذئب اخيرا مستسلما و قد خارت قواه حتى سقطت ارضا و فقد الحس بأي شيء من حولها ......انتفضت فجأة على وقع صرخته و صفعة هوت على وجنتها جعلتها تشعر بألم الكدمات حينها " هل تسمعينني الآن " .....
نظرت اليه و هي تضع يدها على وجنتها " لم ابكي في حياتي .... و لن ابكي الآن ..... "
********************************


sanaa yatimi غير متواجد حالياً  
قديم 26-09-18, 12:53 PM   #13

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء (rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065, ebti ، رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:31 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.