آخر 10 مشاركات
سيكولوجية المرأة (الكاتـب : Habiba Banani - )           »          اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          طلب مساعدة (الكاتـب : ام هدى وعدنان - )           »          طريقة سهلة لعمل صينية أرز معمر مصري بخطوات سهلة (الكاتـب : الماخيكو 123 - )           »          صفقة زواج (56) للكاتبة jemmy *كاملة* ...a marriage deal (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-09-18, 12:35 AM   #1

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 إلى أن ينام القمر،للكاتبة/ جُبرانيه?* "عمانية"






بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعضاء روايتي الغالين نقدم لكم رواية

(( إلى أن ينام القمر ))

للكاتبة/ جُبرانيه?*



قراءة ممتعة للجميع ...




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 13-09-18 الساعة 10:59 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-09-18, 12:39 AM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلامُ عليكم و رحمة الله و بركاته ،

عُدت مجدداً بعد عامٍ كامل و شهرين من تنزيل روايتي الأولى ، لِأبدأ في الثانية ،
رُغم أنني قررت تنزليها سابقاً إلا أنني أجلتُ هذا لِعاملين :
الأول ، هَوَسي بالتواريخ المميزة رُغم أنها لا تعني شيئاً ، لِذا اليوم حاولت كسرَ هذا الهوس و انزالها بتاريخٍ عادي ! .
الثاني ، الكسل .
و عُدت مجدداً بعد أن أنهيت سنتي الأخيرة بالثانوية ، و أنا استعد الآن لأول سنةٍ لي بالجامعة .
و شكراً مجدداً لكل من شجعني و دعمني في روايتي الأولى :
[ بلا روح :https://www.rewity.com/forum/t382974.html.
و شُكر خاص للجميلة ، [ RAMD ] .


*


- لا تُلهيكم الرواية الحالية عن واجباتتكم الدينية و الدنيوية .
- لا أحلل من يسرق أو يقتبس أفكاري .. ليوم الحساب .



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-09-18, 12:44 AM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رواية : إلى أن ينامَ القمر .


13-9-2018





مُقتطفات من الرواية :

( إذ أنني أصبحت أتساءلُ كثيراً .. هل أخطأتُ حين فعلتُ ما فَعلت ! ، في الحقيقة أظن ُ أنني لم أخطى حين تبعتُ قلبي .. و قتلتُك ! ) .

( عضّت على شفتيها و هي تقاومُ الألم ، سألت نفسها : " لماذا قلوبنا تُحس ؟ لماذا لم نكن مجرّدين من المشاعر و الأحاسيس ؟ .. أوليستِ المشاعرُ هي سبب عذابنا ؟ أليست المشاعر هي من أوصلتني لهذا الحال ؟! ) .

( لم ترد عليها لِذا بدأت في البكاءِ من جديد .. فأين هي عندما تحتاجها ؟ لماذا لا يفهمها أحد ؟ لماذا لا يحاولُ أحد احتواءها للحظة ، فهي الآن تحس كأنها غريقة تبحث عن خشبةٍ لِتأخذها نحوَ الشاطئ ! ) .

( إن كان تفكيرهم منتهي الصلاحية ما الذي علينا فعله هذا شأنهم الخاص لكن عليكِ أن تعلمي أنني سعيدٌ بهذا ) .

( و لكنه في الوقت ذاته" لماذا يجبُ عليهِ تحملُّ كل هذا ! " سأل نفسهُ مراراً و تكراراً في داخله ، حالياً و في هذا الوقت يُحس أنهُ قد اقتربَ من أن يدخلَ في دائرةِ اليأس .. و إن دخل فيها فهو لا يظنُ أنه سيخرجُ منها أبداً ! ) .




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-09-18, 12:47 AM   #4

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



مُقدمة :

( يُقال في حكاياتِ الحب القديمة أنك حين تحب تصبح عاشقاً بلا قيود ،
و أنك حين تحب ستحلقُ في سماءٍ عالية لا أرضَ لها ، و أنك أيضاً ستحب و تحب و تحب إلى أن ينام القمر )
و
( أيضاً فإنك حين تحقد و تكره فأن لهيبَ حقدك لن ينطفئ .. إلى أن ينام القمر !) .


*


الجُزء الأول :

ذاتَ يومٍ هادئٍ مُقمرٍ .. تناثرتِ النجومُ على سماءهِ بعشوائيةٍ فاتنة كانَ البطلُ العاشق ُ يحاولُ كسر القيودِ التي تمنعهُ من الوصولِ لمن ملكت قلبه ! ، إذ أنهُ في هذهِ الأثناءِ كان وسطَ منزلها يواجهُ والدها الذي غدا صوتهُ العالِ كنغمةٍ موسيقيةٍ سيئة ! .. نطقَ بِـصوتٍ يائسٍ غاضبٍ في الوقت ذاته :
" عشرين ألف مرة أقولك .. احلم أزوجك بنتي ! " .
جاءَ عنترة بن شداد الحديث لِيردَ إلّا أن الوالد تحدث من جديد ، و لكن حديثهُ هذهِ المرة كان موّجهاً لابنهِ :
" طارق " .
أردفَ بهذا و مُقلتيّ عينيهِ مصوّبتانِ للبابِ الخشبي ، وصلتِ الإشارة لِـ ( طارق ) و لِـ البطل العاشق قبله ! ، لِيقررَ الخروج بكرامتهِ إن تبقت له كرامة ! ، خرجَ من هُناك جارّاً وراءهُ ذيولَ الخيبة ! ، لِيصعدَ سيارتهُ و هو يُقسم أنهُ لو لم يكن هذا العجوز والدَ من يُحب لَقتلهُ و أراحَ العالم منه ، فكل شيءٍ سيكونُ بخير بدونه إلّا أنه يعلم أن صغيرتهُ الفاتنة كما يدعوها لا يمكنها العيشُ بدونِ والدها .
كانت هذهِ المرة الثالثة خلالَ ثلاثِ سنوات التي يتقدمُ فيها لِطلبِ يدها إلّا أن والدها كان كلَّ مرةٍ يقفُ في وجهه كالسدِ المنيع ، إذاً فهذهِ ليست المرة الوحيدة التي يُطرد فيها ! .

طارق : 19 عام .
()* ()* ()*

أما في داخلِ المنزل فقد كان يدورُ حديثٌ آخر :
بدأ الحديث رجلٌ كبير في السن قائلاً بصوتٍ غاضب مستنكرٍ : " ذيلا أولادك شفيهم ؟ يعني ما رح يعقلوا ؟ " .
أردفَ بنبرةٍ مُشمئزة : " لازم لهم إعادة تربية ! " .
نظرَ إليهِ ( طارق ) بنظراتٍ كارهة رُغماً عنه فلو أنهُ لم يكن عمه ، و أكبر منهُ سناً لَحدثتِ الآن مسرحيةٌ كبيرة ! بطلها هو و البطل الآخر العم ! .
فتحَ العمُ فمهُ من جديد : " و هذا الأهبل الثاني ، أكيد بنتك تعرفه و لا ما ينطرد ألف مرة و يرجع كذا ! " .
هذهِ المرةَ ردّ عليهِ ( طارق ) بِنبرةٍ مشمئزة كتلكَ التي تحدث بها عمهُ : " ربي بناتك أول شي ! " .
فتحَ العم كلتا عينيهِ و كذلكَ الوالد ، فهذا الـ(طارق ) لا يمكنهُ أن ينفكَ عن التسبب بالمشاكل ، و قبل أن يتحدث العم و يحدث ما لا يُحمد عُقباه ، صرخَ الوالدُ على ابنهِ :
" طارق ، قليل الأدب .. احترم عمك " .
أردف بعد وهلة : " تقلّع من هنا ! " .
نظرَ ( طارق ) إلى عمهِ بنظراتٍ حادة و خرج ، رُغم أنه يعلمُ أن ما يفعلهُ خاطئ إلّا أنهُ لا يزالُ يفعله ، فهو يؤمن في داخلهِ أن عمهُ هذا لو توفيّ و أراحَ العالم منه لما كان يوجد هُناك من يقوم بتعبئةِ رأس والدهِ عليهِ و على أخته و لما وُجد هناك من يحرضُ والدهم عليهم ! ، فهو متأكدٌ أن شيئاً ما سيحدث لِأخته .. شيءٌ سيء قد يصلُ للضربِ .. فهذا ما يحدث دائماً حين يُفتح موضوع ذاك الـ(سام ) النسخة الحديثة من عنترة بن شداد ! .

()*()*()*

في زاويةٍ أخرى من المدينةِ ذاتها ، خطى ( سام ) نحوَ منزلهِ و هو يحس بأنهُ يكاد يختنقُ ! ، لِذا ما إن وضع قدمهُ على عتبة ِ الباب و وصل لغرفةِ المعيشة حتى رمى نفسهُ على أقربِ أريكة واضعاً ذراعهُ على وجههِ الذي كساهُ التعب و الحزن متجاهلاً ذاك الكائنَ المستغربَ القابع أمامَ التلفاز و الذي قال :
" ايه عنتر ؟ قصفوك مرة ثانية ؟! " .
أبعد ( سام ) ذراعة عن وجهه لِينظر لذلك الذي نطق قبل قليل و بدون أن يردَ عليهِ بحرف رمى عليه الوسائدَ المربعةَ الصغيرة بشكلٍ متتالٍ ، لِيتفاداها الآخر كلها إلا الأخيرة جاءت على وجهه مباشرة لِيقول بِصوتٍ عال :
" الحمار ! ، بتطيح لي راسي من مكانه ! " .
وضعَ ( سام ) ذراعهُ من جديد على وجهه ، لِيغمضَ عينيهِ الداكنتين و هو يقول لأخيهِ الأصغير :
" انطم عيل ، ما ناقص أشكالك ! ".
جلسَ الأخ الأصغر بشكلٍ معتدلٍ بعد أن كان متمدداً ، لِتخرج من فمهِ عبارةٌ بنبرةٍ جادة لطالما رددها للمتمدد أمامه :
" سام ؟ كم مرة تروح و يطردوك ، لو أنا والله ما أخليهم يشوفوا وجهي بعد أول مرة ، ترا في غيرها ألف ! " .
ردّ عليهِ ( سام ) الذي ظلَّ على نفسِ وضعيته : " داني ؟ لا تذكرني " .
قال ( داني ) بنبرةٍ مرحة : " أصلاً ما يستاهلوا أخوي الجميل ! " .
ابتسم داني من طرفِ شفتيهِ على آخر ما قالهُ ( داني ) إذ أنهُ لا يمكنهُ التخلي عن لمساتِ المرح في كل أمر يحدث و لكنه في الوقت ذاته" لماذا يجبُ عليهِ تحملُّ كل هذا ! " سأل نفسهُ مراراً و تكراراً في داخله ، حالياً و في هذا الوقت يُحس أنهُ قد اقتربَ من أن يدخلَ في دائرةِ اليأس .. و إن دخل فيها فهو لا يظنُ أنه سيخرجُ منها أبداً ! .
داني : " ايه صح أمي سألت عنك " .
فتحَ ( سام ) كلتا عينيه و نظر لِأخيهِ بانتظارِ اكماله ما بدأ : خليتني أكذب عليها ، لو عرفت انك رحت هناك مرة بتكسر لك سيقانك هي و أخوك ! .
سام : " لا تذكرني بأخوك ، زين عرف عنده خوان !" .
داني : " يولي ! ، اهم شي انته شوف لك حل " .
نظرَ إليه ( سام ) ليوضح له مقصده ، ليردف ( داني ) : " اذا رحت هناك مرة ثانية ما بدافع عنك نفس كل مرة .. تفهم ؟ " .
صمت ( سام ) و هو يرى الوجه الآخر لـ(داني) الوجه الذي لا يراهُ إلا حين يكون داني جادّاً لأقصى درجة .


داني : 23 عام ، سام : 27 عام .
()*()*()*

بعد أيام :
سماءٌ زرقاء ، شمسٌ حارقة تعتلي السماء بِكل كبرياء ، في أحد المدارس ِ العالمية، كانت مُعلمة الفيزياء فارعةُ الطول ، ذاتُ البشرةِ البيضاء المصفّرة ، تقفُ آخر َ الفصلِ الدراسي و هي تُراقب بعينيها شبه الضيقتينِ الطلابَ مخافةَ أن يغشّوا اجاباتِ زملائهم ، نظرت لِساعتها السوداء المُطوّقة لِمعصمها الأيسر ، لم يمر للآن سوى نصفُ الوقت ! ، رفعت عينيها بملل ، لِتسقطَ عينيها على تاريخِ اليوم الثاني من مارس ، لِتعود بذاكرتها للوراء ، لما قبل عشر سنوات ! 2-3-2008 حينها كانت طالبةً في أول سنةٍ من الثانوية ذات سبعة عشر عاماً فقط ، في هذا اليوم كانت لا تزال في المدرسة ككل يومٍ ممل تضعُ رأسها على الطاولة إلّا أنها رفعتهُ حين رأت شخصاً يدخلُ غرفةَ الصف و يأتي بتجاهها ، لِتقفَ بالاستعداد للهروبِ قبل أن تفتح لها معلمة الأدب محضراً طويلاً ! ، إلّا أن المعلمةَ أوقفتها ، لِتقفَ هي الأخرى بدورها و بتأففٍ سألت : " ماذا الآن ؟ " .
همست لها معلمة ُ الأدب التي وقفت على أصابعها في محاولةٍ لِتصل لِآذانها لِتقومَ الأخرى بخفضِ نفسها قليلاً بتلقائية ، لِتُصرعَ من ما سمعته ، و تخرجَ سريعاً ، ظلت تمشي بخطواتٍ سريعة حتى وصلت لِخارج المبنى المدرسي لِتكمل بعدها جرياً لِتصل أخيراً إلى أحد مشافي لوس أنجلوس ،جرت سريعاً من جديد للممر القريب من للغرفة المقصودة لترى والدتها و عمتها و أمامهم الطبيب الذي أصبحَت تحفظ ملامحَ وجهه جيداً .
سألت بِقلقٍ حاولت إخفاءه : " ما الذي حدث ؟ " .
كانتِ الإجابةُ هي الصمت ، التفتت بِعينيها لِترى الطبيب صامتاً و والدتها تمسحُ دموعها و عمتها تمسك دموعها و هي تحاولُ مواساةَ زوجة أخيها .
سألت من جديد بِنبرةٍ هادئة قد تكونُ بدايةَ الانفجار :
" دكتور هل ماريسا بخير ؟ " .
أجابها الدكتور و هو يضع نظاراتهِ على وجهه بشكلٍ أفضلَ من السابق :
" انظري يا آنسة نيلسون لقد فعلت كل ما عليّ فعله ! " .
أنهى كلامه ليعمّ الصمت من جديد ، و كالعادةِ كانت هي من تكسرُ الصمت ككل مرة :
" هي أنت هل تريدُ مني قتلك ! " .
أردفت بنبرةٍ ظهرَ فيها القليلُ من الانفعال : " لقد مضت العديد من السنوات بالفعل ! "
توّقع الجميع أن هذهِ الفتاة المراهقة ستبدأ بِالصراخ و قد يجن جنونها كالعادة ، لِذا تحدثت العمة بصوتٍ جافٍ لا يحمل أي مشاعر :
" أيها الطبيب أنا أعتذر " .
سألت من جديد بانفعالٍ أكثر هذهِ المرة : " أمي ما الذي يحدث ؟ هل أختي بخير ؟ " .
لم تُجبها والدتها ، لِذا حوّلت بصرها لعمتها ، إلا أنها حصلت على ذاتِ الإجابة .. الصمت ،لذا تجاهلتِ الجميع و اتجهت بتجاهِ الغرفةِ التي تقبعُ فيها اختها ! ، لِتقفَ أمام الغرفة ، فهي لا تجرؤ أبداً على الدخول منذ بضعةِ أشهر إذ أنها تحس نفسها وصمةَ عارٍ على الأخوّة بما أنها لم تستطع فعلَ شيءٍ لِأختها سوى الصراخِ بِـ : " ماريسا استيقظي ، فلتعودي كما كنتِ .. أنا أختك .. أنا سون بوك ! " .
إلّا أنها اليوم تُحس بِشعورٍ مختلف ، شعورٌ مُخيف ، مزيجٌ هو بين الكآبةِ و الحزن دفعها لدخولِ الغرفة ِ التي حرمتها على نفسها منذ نصف عام ، لِتخطو تجاهَ اختها النائمةِ على السرير الأبيض بخطواتٍ بطيئة و تقف بطولها الفارع بجانب رأسِ أختها ، لِتنتقلَ عيناها بين تقاسيمِ وجهِ اختها و ملامحها شِبهِ الميتة ، شعرٌ كستنائيٌ طويل ، وجهٌ صغير مستدير ، بشرةٌ بيضاء ثلجية ، عينانِ مُغمضتان تذكرُ أنهما يملكانِ قزحيةً بلونِ العسل .. و توقفت عند هذا الحد حين أحست أن لونَ وجهِ أختها بدا مختلفاً اليوم قليلاً ! ، لِتضع يدها على معصمِ أختها الأيمن و هي تحاولُ تفقد نبضاتِ قلبها ، لِيحدث ما كانت تخشاهُ منذ أعوام ، و كذلك أكّد لها شكها صوت ذلك الجهازِ اللعين !

سون بوك : 27 عام .
()*()*()*

ذاتُ اليومِ الذي طُرد فيهِ ( سام ) ، كانت تلكَ التي سكنت قلبهُ جالسةً على الكُرسي الخشبي تُحرّك نفسها بِشكل خفيف بواسطةِ أقدامها تارةً للخلفِ و تارةً أخرى للأمام ، و هي تضعُ سماعاتِ الأذن ذات شكل القطط ، كانت تُفكرُ بِفارسِ أحلامها ( سام ) ! حين دخلت والدتها فجأة لِتجلسَ بوضعيةٍ أكثر احتراماً و تُمحى ابتسامتها .
ابتدأت والدتها الحديث قائلةَ بنبرةٍ عالية : " عشرين ألف مرة أقولش هالمخلوق انسيه انسيه انسيه ! ، لو ما كانت هذي آخر سنة لش كان خليتش فِ البيت " .
نظرت ( آرام ) لوالدتها بنظراتٍ مكسورة متألمة قطعها صوتُ والدها الغاضب و دخوله الذي لا يبشر بالخير و ( طارق ) وراءه ، فهذا المشهد دائماً ما يتكرر لِذا فهي تعلم أنها ستُضرب الآن ! .
( طارق ) في محاولةِ تهدئةِ والده : " والله خلاص آخر مرة ! ، إذا مرة ثانية شفته مقرب من بيتنا أنا بنفسي بشوف له حل " .
ما إن انتهى من هذهِ العبارةِ حتى رأى نفسه يقف في الوسطِ بين والده و أخته ، كالفاصل ! .
صرخَ عليهِ والدهُ : " هذي المرة ما بسوي شي ، المرة الجاية أكسر لك راسك انت و اختك " .
أنهى الوالد هذهِ الجملة و خرج و من الجيد أنهُ خرج ! .
التفت ( طارق ) لِأخته : هذا عنتر شكله ما يفهم عربي ! .
لم ترد ( آرام ) بأي حرف فقط صمتت .

آرام : 23 عام .

()*()*()*

كان ( داني ) للتوِّ قد دخل للمنزل معلناً ذلك عن طريقِ ضربِ البابِ بالحائط و لطالما كانت هذهِ حركتهُ المعهودة لِيعبّر عن غضبه ، و ما إن رأى ( سام ) الجالسَ على الأريكةِ لِيرمقهُ بنظراتِ ازدراء و ما إن وقعَ بصرهُ على تلكَ النائمةِ على حضنِ أخيه حتى صرخَ بأعلى صوته مُنادياً والدته ، لِتأتي الأخرى سريعاً ما إن سمعت صوت صُراخِ ولدها الأصغر و ما إن وصلت لِأوسطِ الدرج و رأت ما رآه ( داني ) حتى نظرت لِـ ( سام ) بِصدمة و قبل أن تنطق بأي حرف ، سبقها ( داني ) قائلاً :
" مدّخل بنته داخل البيت ، ألف مرة أقوله لا تدخلها البيت .. لا تدخلها البيت" .
علت نبرةُ صوتهِ : " لا تدخلها ! " .
أجابهُ ( سام ) بِبرود أعصاب : " يوم يصير البيت بيتك ذيك الساعة تكلم ! " .
قبل أن يرد ( داني ) تحدّثت والدته التي كانت أشد غضباً منه بالانجليزية : " سااااام ، لقد أخبرتك مراراً و تكراراً أن لا تحضرها إلى هنا ، بإمكانكَ أنت الذهاب و رؤيتها و لكن هي من الممنوع أن تدخل إلى هنا ! " .
أخذت نفساً بصعوبة ، و أردفت من جديد بعصبية ٍ أكبر : " فلتخرجها من هُنا سريعاً ، لا أستطيع تحملها هي و لا من هم من سلالتها ، إن رؤيتها تجعلني أشعر ُ بالغثيان فكيف برؤيتها لـ24 ساعة ؟! " .
ظهرت علاماتُ الضيق على وجهِ ( سام ) لِيقول : " سأفعل ذلك .. و لن تريها مجدداً ! " .
( داني ) : " خليها ف أقرب شارع و خلينا نرتاح منها ! " .
نظرَ إليه ( سام ) بنظراتٍ حادة لِيصمت ( داني ) .

()*()*()*

تقاطرتِ الثواني فشكلتِ الدقائق التي تكوّرت و مضت ، و حلَّ الليل ، ليأتي دورُ القمر في اعتلاءِ السماء و توسطِ النجوم ، آنها كانَ ( طارق ) للتوِّ قد عاد للمنزل و بالتأكيد إن رآهُ والده سيقتلهُ إلا أنه توقف حين مرَّ صُدفةً من أمامِ الـ"مجلس" ، و سمع نقاشاً يدورُ بين والدهِ و عمهِ الأكبر لِيدخل أذنه و يتنصت ! .
ميّزت أذنه صوت عمه حين نطق بِـ : " أنا أشوف هذا أحسن لها و لنا كلنا ! " .
أردف عمهُ بعدها : " صدقني ، هذا ولد زين و أنا أعرفه " .
حلّت لحظات من الصمت ، لِيزداد فضول ( طارق ) لكن فضوله قُطع و تحوّل لِصدمة حين سمع ما قاله والده :
" عيل خلاص ! ، أنا موافق باقي هي ! " .
تحدث العم من جديد : " هي أكيد ما بتوافق ، عشان ذاك إلي ما يتسمى ، ما لازم توافق هي ، من متى البنات يسألوهم ؟ " .
في هذهِ اللحظة كان ( طارق ) يُفكر في ما الذي سيفعلهُ حين فُتحت الباب فجأةً لِيقع على ركبتيهِ و عرفَ والدهُ و عمه أنه كان يتنصت ، لِيبتسم لهما بغباء ! و بعدها يسأل في محاولةٍ لِتغيير الموضوع ! :
" من الي بيتزوج ؟ بنت عمي ؟ " .
لو كان ( طارق ) يتذكر كلامَ والدهِ الأخير بشأن موافقته لعلم من هي التي تتزوج !
أجابهُ عمه : " اختك " .
صُدم ( طارق ) : " أختي ؟ " .
و ظلَّ يتساءلُ في داخلهِ عن كيفَ فجأة رضيَ أهلهُ على( عنتر ) ! .
لِيسأل بعدها بوضوح و باستغراب : " من ؟ عنتر ؟ " .
ضحك عمهُ بِسخرية جعلت ( طارق ) يُقهر : " هو هذا إلي ناقص ، خل أبوك يخبرك بالباقي " .
نطق بهذا و حمل نفسه و رحل ! .
لِيقول ( طارق ) لِوالده : " شاللي صاير ؟ " .
أردف بعدها سريعاً : " كيف رضيت على عنتر ؟ "
أجابهُ والدهُ ببرود : " من قالك أنه بيتزوج اختك ؟ " .
بعد هذهِ الإجابة ظلَّ ( طارق ) يُفكر بهدوء ، لِيقول دونَ أن ينتبه لِأخته التي دخلت للمكان : " لا تقولي إنك بتزوجها ؟"


- انتهى -

()*()*()*

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
سبحان الله و الحمدلله و لا إله إلا الله و الله أكبر .
بانتظار آرائكم .. توقعاتكم .. نقدكم البناء .




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-09-18, 11:01 PM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اولا مبروك روايتك الثانيه وإن شاء الله تصلي بها لصفوف المكتمله

ثانيا بدايه رااااائعه جدا وأسلوب أروع أحسنت في السرد بالفصحى

والحوار بالعاميه متمكنه لغويا وأملائيا

بدايه مشجعه وتفتح النفس للقراءه

سام من حبه لآرام تحمل الرفض والإهانه أكثر من مره لكن المفروض يفهم إن

والد أرام ماراح يوافق عليه وماعاد يذل نفسه له مره ثانيه لكن عاد وش نعمل

بعنتر زمانه

طارق مثال للأخ الحنون لكن مغلوب على أمره وضعيف مابيده حيله هل عندما

يشعر بالخطر يحوم حول أخته راح يتغير ويتصرف تصرف جريء ماكان يقدر

يعمله الواضح أنه طيب وضعيف فما أظن يقدر يتدخل لصالح أخته


الأب مالت عليه إمعه ماشيء ورى أخوه ومثل مايقول له ينفذ

عم طارق عندي احساس أنه نيته خبيثه وله هدف من تزويج أرام من الشخص

اللي كلم أبوها عنه

أرام للآن ما أتضحت الصوره عنها

كيف راح يتصرف سام لما يسمع خبر خطوبة أرام الله يستر وما يتهور

منتظرين بقية الأحداث يعطيك العافيه



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-09-18, 01:36 AM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
كيفكم ؟ إن شاء الله الكل بكل خير و صحة و عافية =) ،

موعد الأجزاء : الخميس من كل أسبوع =) ،
و من الأسبوع القادم ما رح أقدر أرسل رسائل الزوار بما أن دراستي قربت =( " .


*




الجُزء الثاني :

في يومٍ سماءهُ سوداء قاتمة ، لا نجومَ عليها و لا قمر ، فقط تغطيها السحب ! ، كانت ( سون بوك ) في غُرفتها تجلسُ على الكرسي الخشبي الهزاز دون أن تملكَ ما تفعله ، إذ أنها أنهت تصحيح أوراق ِ اختبارات الطلاب و كذلك أنهت قراءة الدروس التي عليها شرحها ، لِذا لم يوجد ما يمكنها فعلهُ بما أن حياتها تتمحورُ حول الذهاب للمدرسة و العودةِ للمنزل و تصحيحِ الأوراق و الدفاتر و المذكرات و قراءة الدروس و النوم و الطعام و حين ينتهي اليوم تكررُ فعل هذا في اليوم الآخر ! ، إلا أنها اليوم قد انتهت مبكراً .. هي ثوانٍ فقط حتى فتحت الدُرج يمينها ، وقعت عيناها على ميداليةٍ صغيرة كانت عبارةً عن دُمية محشوة على شكلِ بطريق صغير ، ابتسمت و هي تمسكها بين يديها و تنظرُ إليها و كعادتها منذ سنوات تعيشُ بين الواقعِ و الماضي عادت بِذاكرتها للوراء لِما قبل اثني عشر عاماً 2006 ! ، حينها كانت في الخامسة عشر من عُمرها :
في يومٍ لطيفٍ كانت الأرضُ فيهِ ترتدي ثوباً ملوناً من الزهور بما أنه الربيع ، عادت ( سون بوك ) للبيت و قد كانت ترتدي بنطالاً أسودَ اللون و قميصاً باللون الفضي و الذي كان قصيراً قليلاً فيظهرُ جزءٌ من بطنها و بعدها ارتدت معطفها الجلدي الأسود الذي يصلُ للخصر و يشبهُ تلك المعاطفَ التي يرتديها سائقوا الدراجات ، و ما إن دخلت المنزل حتى رأت والدتها التي قالت بنبرةٍ قلقة :
" أين كنتِ ؟ ألم أنبهكِ مراراً و تكراراً بشأنِ التسكع ليلاً ! " .
رمت ( سون بوك ) حقيبتها الخفيفة التي لا تحوي إلا كتابين و دفتراً واحداً ! على أقربِ مكان على الأرض و تمددت هي على الأريكةِ الحمراء ! : " إنها الثامنة فقط ! " .
قالت والدتها بنبرةٍ غاضبة : " الثامنة فقط ! ، إنني أشكُ أنكِ مستقبلاً ستعودين فجراً ! ، انكِ فتاة توقفي عن فعل ِ هذهِ التفاهات ! " .
تجاهلت ( سون بوك ) والدتها بكل وقاحة و أخرجت هاتفها الذي سمعت نغمةَ اتصاله من جيب بنطالها الخلفي لِترى أنها صديقتها لذا أغلقتهُ في وجهها ! ، لِتنطق بعدها :
" أمي تذكرت الآن هذه أمريكا ! ليست سيول حيث نشأتي أنتي ! " .
حرّكت الأم رأسها بيأسٍ من هذهِ الفتاة ! لِتقول بعدها : " لماذا حقيبتكِ المدرسية تبدو خفيفة هكذا ؟! " .
أجابت ( سون بوك ) و هي تضعُ يديها خلفَ رأسها و تغمضُ عينيها : " إنني أضعُ كتبي في الخزانة ! " .
أردفت بعدها : " هذا باستثناء أنني لا أعرف أين قد وصلنا في المناهج ! " .
أمسكت والدتها رأسها : " إن كان هناك من سيتسبب في قتلي فهو أنتِ ! " .
( سون بوك ) و هي تفتح عينيها و تجلس بعدها : " أمي ، ما الفائدة من الدراسة ؟ ، سأدخل الـwnba - دوري كرة السلة الأمريكي النسائي للمحترفين – " .
أردفت بعدها و هي تقف : " انظري إليّ إنني في الخامسة عشر من عمري و قد بلغت 178 سم فعلاً ، إلى أن أصبح في الـ18 قد أصل لِـ 180 أو أكثر ! ".
قالت والدتها بنبرةٍ جادة : " لا تكوني واثقة ، فما أدراكِ كيف ستكون الظروف حينها ؟! " .
سكتت ( سون بوك ) في ذاتِ اللحظة التي دخلت فيها أختها الكبرى ( ماريسا ) للمنزلِ لِتقترب من ( سون بوك ) سريعاً و تضمها من جانبها الأيمن و هي تقول : " انظري ماذا أحضرتُ لكِ ! " .
ابتعدت عنها ( سون بوك ) بعنف : " هي لا تلمسيني ! " .
بعد ما نطقت بهذا ، اتجهت بنظرها لِيدِ أختها لترى ميداليةَ البطريقِ المحشو ! : " هل تظنين أنني في السابعةِ من عمري ؟! " .
هنا أوقفت ( سون بوك ) ذكرياتها فهي في الواقع لا تريدُ الانغماس في الماضي أكثر من هذا ! ، لكنها بعدها عادت للذكريات من جديد و لكن َ هذهِ المرة لِعامٍ آخر ، لِـ2009 ! بعد أن توفيت أختها بالفعل و ذهبت مع والدتها الكورية لِكوريا بما أنها من والدة كورية و أب أمريكي ، و في ذاتِ الوقت أمها الكورية أيضاً مثلها تنحدر من أصلين فهي كورية الأب و صينية الأم ، عاشت ( سون بوك ) طوال عمرها في لوس أنجلوس إلا أنها تجيدُ الكورية بشكلٍ لا بأس به ، رغم أنها لم تكن تريد الذهاب لِكوريا إلّا أنها فعلت ذلك ، لِذا فهي تتذكر أول يومٍ في سنتها الثانوية الثانية و في ذات الوقت كان أول َ يومٍ لها في مدرسة كورية :
دخلت وراء استاذِ الصف ، لِتقف أمامَ الطلابِ بطولها الفارع الذي قد وصل فعلاً لِـ180 ! و توقف عند هذا الحد ، بشعرها القصير كشعر ِ الصِبية و المصبوغ بالبني الغامق ! ، لِتسمع همساتٍ من أماكن مختلفة ! ، " شاذة ! " ، " لما تبدو كمتنمرة ! " ، " طويلة للغاية ! " ، " بغض النظر عن هذا إنها جميلة ! " ، إلّا أنها تجاهلتهم جميعاً و قالت بِلغتها الكورية التي لا بأس بها :
" أنا سون بوك ، قادمة من لوس أنجلوس ، أتمنى أن أستطيع التخرج من هذهِ المدرسة ! " .
بعدها جلست في مكانها المخصص لها و قضت كل الحصص قبل استراحةِ الغداء بوضع رأسها على الطاولة و النوم ! ، إلا أنها في استراحةِ الغداء وقفت لتستعدَ للخروج و الجلوس بسطح المدرسة حين رأت أن أحد كُتبها لا أثر له ، رغم أنها لن تدرس ! إلا أن والدتها أرغمتها على شراءهِ ! ، لِذا انحنت لِتبحثُ عنه في الدرج حين جاءها صوتٌ يسألها بِسخرية :
" هل تبحثين عن شيءٍ ما ؟! " .
رفعت ( سون بوك ) رأسها ناحيةَ الصوت ، لِترى شابة تقاربها طولاً إلا أنها أقصر ربما هي 170 سم ! تُمسك كتاباً كالذي فقدته ُ بين يديها ، لِتقول لها : " يا .. إن كان هذا لي فلتعيديه ! " .
ابتسمت لها بسخرية و فتحت أول صفحةٍ في الكتاب لِتعلم فعلاً أنه كتابها ، ابتعدت عن الطاولة ِ قليلاً و وقفت أمام الفتاة الأخرى تماماً : " هي انتي ، لا تحاولي استفزازي ! " .
أجابتها الفتاة الأخرى : " أون هو ! "
أردفت بعدها : " إنني أحب التنمر على الكوريات الأمريكيات ! " .
ابتسمت لها ( سون بوك ) بِسخرية : " أظنُ أنكِ لن تجرؤي على فعلِ ذلك مجدداً بعد هذهِ المرة ، لِذا اعيدي لي الكتاب قبل أن أقومَ بقتلكِ هنا ! " .
( أون هو ) : " فلتحاولي ذلك .. و لنرى ! " .
بعد جملةِ ( أون هو ) هذه بدأ شجارٌ فعلياً ، إلّا أن ( سون بوك ) لم تخرج سوى بخدوش خفيفة في حين أن ( أون هو ) تضررت بقدر ٍ أكبر مما توقعت ! ، و قد أدّى ذلك لِتدخل معلم الرياضيات ! و لن ينتهي الأمر إلا بلجنةٍ تأديبية و استدعاء أولياءِ الأمور ! .
حين أنتهى الشجار ، مسحت ( سون بوك ) طرف شفتيها بيديها ، لِتقترب منها فتاة تحملُ وجهاً لطيفاً بِقامةٍ قصيرة تمد لها منديلاً ، لِتنظر لها ( سون بوك ) باستخفافٍ و اشمئزاز ، إلا أن تلك الفتاة لا تزال تمده لِتأخذه ( سون بوك ) و تمسح الدماء ! .
قالت الفتاة : " أنا كيم ناري ! " .
نظرت إليها ( سون بوك ) بنظرةٍ حادة قائلةً : " لم أسألك! " .
إلا أن ( ناري ) تجاهلتها و هي تقول : " لا أظنُ أنكِ ستكونين بخير إن تعاركتي مع أون هو ! ، ستقلب والدتها المدرسة رأساً على عقب فعلاً .. في الواقع لم يجرؤ أحدٌ على الوقوف بوجهها منذ العام الفائت ! " .
همست ( سون بوك ) بِـ : " فلتذهب للجحيم ! " .
بعد هذهِ الجملة تذكرت ( سون بوك ) ما حدث في اليوم التالي حين جاءت والدتها للمدرسة بعد أن افتعلت والدة ( أون هو ) مشكلة كبيرة و بما أنها غنية إذن فهي ستكون المسيطرة تقريباً ! و هي بالتأكيد من ستربح ! ، إلا أن أكثر ما التصق في ذهنِ ( سون بوك ) في هذا اليوم هو حين أنحنت والدتها لِوالدةِ ( أون هو ) أمام المعلمين لِتسامح ابنتها و جعلها تتخرج من هذهِ المدرسة دون أيّةِ مشاكل ، لِتسحب ( سون بوك ) والدتها قائلةً :
" لا تنحني هكذا ، إن ابنتها الملعونة هي من بدأت بالشجار ! " .
همست والدتها بغضب : " سون بوك-آه ، راقبي ألفاظكِ ! " .
إلا أن ( سون بوك ) كعادتها الوقحة تجاهلت والدتها و قالت : " إنني لستُ آسفة و لتفعلوا ما تريدون ، ففي النهاية أنا لا أهتم للدراسة و لا أهتم أيضاً إن لم أملك شهادة ! " .
لِتخرج بعدها دون استئذان ، إلّا أن الأمر في النهاية انتهى دون أن تُطرد أو تنقل لمدرسة أخرى ! ، و لكنها هي في ذلك اليوم اتجهت للسطح المدرسي لِتخرج سيجارةً من جيبِ تنورتها التي تصل لِأعلى الركبة كما هو القانون ! ، أشعلت سيجارتها و بدأت تدخن ، و كانت تحس بالقهر يكبرُ داخل قلبها و هي تتذكر كيف أن والدتها انحنت أم والدة ( أون هو ) الملعونة كما تقول ! ، رغم أن ( سون بوك ) جانحة و وقحة إلا أنها كذلك تُدخن !! ، ثوان فقط حتى أحست بشخص يسحب السيجارة من فمها و يرميها على الأرض و يدوسَ عليها ، لوهلة توقف قلبها حين ظنت أن هذا الشخص هو أحد الأساتذة ، فبالتأكيد التدخين ذنبٌ لا يغفرٌ ! ، إلا أنها أحست بالارتياح حين رأت أن هذا الشخص هو ( ناري ) ! ، لِتقول لها بنبرةٍ حادة :
" انتِ أيتها القصيرة هل تريدينَ الموت ؟ ، و أيضاً لا تواصلي اللحاق بي كالذيل ! " .
ردت عليها ( ناري ) : " التدخين سيأخذكِ للهلاك فعلاً " .
جلست ( ناري ) على الأرض و هي توجه لِـ ( سون بوك ) سؤالاً : " هل أنتِ تجيدين التآيكواندو " .
تعجبت ( سون بوك ) لأنها ( ناري ) علمت بهذا لكنها أجابت و هي تخرج سيجارةً : " لا شأن لكِ " .
تجاهلتها ( ناري ) لِتقول : " إنكِ جميلة ٌ فعلاً ، فقط عليكِ إطالةُ شعركِ قليلاً و التوقف عن التصرف كالفتية " .
نظرت إليها ( سون بوك ) بنظرات مشمئزة .
عادت ( سون بوك ) للواقع و هي تحاول ُ تناسي حتى لماذا تعلمت التآيكواندو ! .

()*()*()*

في مكانٍ آخر يبعدُ عن ماضي ( سون بوك ) ملايين الكيلومترات ، يبعد عنه مسافة البحار و المحيطات و الشُطآن كانت ( آرام ) التي تغيبت عن الجامعة اليوم تذرفُ الدمع بشدة ، فهي فعلياً بإمكانها المكوث هكذا دون الزواج بِـ ( سام ) إلا أنها لن تستطيع تحملَ الزواج بالاجبار ! ، و رُغم هذا لم تجرؤ على قولِ لا في وجهِ والدها فقط اكتفت بالبِكاء منذ ليلة الأمس ، و الآن ستحاولُ الاتصال بصديقتها المقربة ( ديم ) لِتتصل بها مرتين على التوالي إلا أنها لم ترد عليها لِذا بدأت بالبكاءِ من جديد .. فأين هي عندما تحتاجها ؟ لماذا لا يفهمها أحد ؟ لماذا لا يحاولُ أحد احتواءها للحظة ، فهي الآن تحس كأنها غريقة تبحث عن خشبةٍ لِتأخذها نحوَ الشاطئ !

()*()*()*

في المدرسة العالمية التي تقعُ بالعاصمة ، كانت ( سون بوك ) مستعدةً لِصعودِ سيارتها و الذهاب للمنزلِ حين تلقت اتصالاً ، لِتصعد سيارتها أولاً و ترد بعدها ، لِتسمع قبل أن تتحدث حتى :
" سون بوك - آه ، تعالي لإيصالي أيضاً ، إنني لا أملكُ سيارة " .
تنفست ( سون بوك ) بعمق ، فهي تشكُ أن هذا الفتى هو من سيتسببُ بقتلها : " هل تظن أنني أملك الكثير من الوقت لأجلك؟ ! " .
ليأتيها الصوت من الجانب الآخر : " أرجوكِ "
و أردف برجاء : " سون بوك - آه " .
( سون بوك ) باشمئزاز : " اوكِ ، و لا تتصرف كالفتيات المتملقات ! " .
أغلقت ( سون بوك ) الهاتف لِتقول : " هذا الفتى المزعج لا ينوي تغيير نفسه " .
قالت هذا و ابتسمت بعدها فمهما كان فهذا الفتى هو الوحيدُ المقربُ منها ، لِتذهب لِتقل ذلك الفتى المزعج كما تقول ، لِتصل في غضونِ الـ20 دقيقة ، و بعدها اضطرت لانتظاره لِـ 20 دقيقة أخرى ! ، لذا ما إن صعد السيارة حتى وبخته :
" أيها الطفل المزعج ، ما الذي كنت تفعلهُ هناكك ؟ " .
ابتسم الطرف الآخر بِخفة و أجاب على سؤالها و هو يرتدي حزام الأمان : " سون بوك -آه ، إنني آسف و انتِ تعلمين ذلك .. و الآن لنذهب للسينما ! " .
صُدمت ( سون بوك ) مما قاله ، لِتحدث بنبرتها الباردة الجافة كالمُعتاد : " هل تريد مني قتلك ؟! " .
بعد أن انتهت من نطقها أدركت أنه مر زمن .. زمن طويل لم تتلفظ فيهِ بهذه ِ الكلمات لكنها تجاهلت الأمر حين سمعت الطرف الآخر يتحدث :
" اليوم هو الخميس ، لِذا علينا أن نستمتع بوقتنا قليلاً " .
صمتَ قليلاً بعدها أردفَ بذات النبرة المتملقة التي دائماً ما يرجوها بواسطتها : " أرجوكِ .. سون بوك- آه " .
حركت ( سون بوك ) رأسها بمعنى أنها قد فقدت الأمل من هذا الشاب ! ، و لكن في هذا الوقت هي تظنُ أن قرارهُ صائب ! ، فهي اليوم تريدُ أن تنشغل بأي عمل فهي لا تريد أن تعود لذكرياتها و للماضي بما أن الأيام القليلة المقبلة صادفت ذكرى سيئة حدثت في ذات هذهِ الأيام قبل سنواتٍ طويلة ! .

()*()*()*

قبل ساعات ، في أحدِ أكبر الجامعات الحكومية بالبلد ، و التي لا يدخلها إلا ذوي الدرجات العالية -.- ، أنهى البروفيسور أخيراً محاضرته قبل أن تنتهي الساعتين المحددة بِـ10 دقائق ليخرج الطلبة بسرعة بما أن الفرج قد جاء في حين أن أحد الطالبات خرجت و لكنها بعدها وقفت بجانبِ الباب بانتظارِ شخصٍ ما ! ، وقفت هنالك متجاهلةً نظرات الآخرين المُستغربة حتى خرج من تنتظر :
" ايه " .
التفت لها الشخص المقصود باستغرابٍ هو و الاثنان الذين يقفان معه ! ، لِتوجه حديثها لهما :
" أكلمه هو ! ما انتوا !! " .
فهما ما تقصده لذا ذهبا بدون طرح أية سؤال ، لِتقول هي :
" ما أعرف أخوك المهووس شوضعه ! " .
أردفت بعدها : " فهمه يتقلّع من عيشة آرام ! " .
داني : " عندش كلام معه ؟ تفاهمي معه ! " .
أردف : " و هذي ربيعتش تحمد ربها حصلت أخوي !"
ردت عليه سريعاً : " كنه من زينه ! " .
نظر إليها بنظرةٍ حادة إلا أنه لم ينطف بأي شيء .
صمتت ( ديم ) لتقول بنبرة هادئة : " ماعرف اذا كنت تعرف لكن آرام قريب بتتزوج عشان كذا خلينا نقطع الشر من اليوم ! " .
تفاجأ ( داني ) : أحسن ، على الأقل تخلص هالدراما ! " .
بعد هذهِ الجُملة رحل كل واحدٍ منهما في طريقهِ ، من الحوار و طريقةِ الحوار كانا يبدوان و كأنهما طالبين مراهقين في أول سنة من الثانوية ، و لكن الأولى تريد أن ينتهي عذابُ صديقتها هذا باستثناء أنها لا تطيق المدعو ( سام ) و الآخر يريدُ التخلص من هذا الأمر الذي كوّن تصدعات في العائلة ! ، و هذا باستثناءِ أنه يعلم أن هذا الأمر يؤذي شقيقهُ الأكبر لذا هو يريد التخلص من هذا الأذى و الألم ، فإذا كانت ( آرام ) لا تريدهُ إذن فما العيبُ بذلك ؟ ، فهو يعتقد أن العلاقات لا تتكون بالاجبار ! ،

()*()*()*

بعد ساعات :
دخل ( داني ) للمنزل و هو يتمنى أن يحدث أي شيء يجعلهُ يُخبر ( سام ) بالأمر ، توّجه لغرفة المعيشة و لم يرى أحد ، ليتذكر أن اليوم هو الخميس و الساعة الثامنة مساءً لذا بالطبع أمه ستكون في أحد زياراتها ، إذ أن النساء يُحببن الخروج و الزيارات ! ، لذا رُبما الآن عليهِ إعدادُ القهوة ! و الجلوسُ بِهدوء ، إذ أن عليهِ الاستعداد للدراما التي ستحدث لاحقاً ! ، لِذا اتجه للمطبخِ و أخذ كوبين من الحجم الكبير من ذاتِ النوع ، إلا أن الأول بُني اللون و الآخر ذهبي ، لِيعد القهوة و لم يستغرقهُ الأمر كثيراً و ما إن انتهى من اعدادها حتى خرج لغرفةِ المعيشة وضعَ الاثنين الطاولة المستطيلة التي عادةً ما تكون بذات تصميم الأرائك ! ، لم يلبث ( داني ) دقيقتين حتى دخل ( سام ) و هو يحمل كائناً حياً بين يديه ، لِيتجاهله ! ، تفاجأ ( سام ) أن ( داني ) تجاهله ! لِيسأله :
" فيك حمه ؟ " .
نظرَ إليه ( داني ) : " ترا 20 ألف مرة قلنا لك بنتك لا تدخلها لكنك ما تفهم ! شتريدني أسوي لك يعني ؟ " .
قبل أن يتحدث ( سام ) أطلقت القطة البيضاء المنزلية مؤاها ! ، لذا فإن ابنة ( سام ) ليست سوى قطة ! .
داني : " اهم شي لا تخليها تقرب من تشارلي و لا أقتلها " .
أردف بعدها : " لحظة ! ، المفروض تكون طالع ! " .
صمت ( سام ) و لم يجب عليه ، ليتحدث داني من جديد : " عديم الكرامة ! ، لا تقول انك بتروح مرة ثانية ! " .
نظرَ إليهِ ( سام ) بِحدة إذ أن ( داني ) نادراً ما يقلل من احترامه لشقيقه .
تحدث ( داني ) بالجملة التي لطالما قالها و نطق بها :" اذا كانت ما تريدك لا تركض وراها ! " .
( سام ) تركَ القطة جانباً ! : " داني ، أول شي تعرف انه بسبب اهلها ، و ثانياً ما شغلك يعني لا تتدخل ! "
ارتفعت نبرة صوت ( داني ) : " أهلها أولى ، أمها أبوها أولى ، يعني إلي ربوها و سووا كل إلي يقدروا عليه عشان تعيش همه أولى منك ! ، هذا باستثناء انه مشاعرك الغبية بتتغير ! ، بيجي يوم و لحظة و بيتغير فيه كل شي ! ، و اذا صار هالشي وقتها بتكون هي خسرت كل شي ! " .
لِيردف بعدها : " ترا هي بتتزوج ، خلاص ! " .
تعجب ( سام ) لدرجةِ أن بؤبؤي عينيه قد اتسعتا و قبل أن يفعل أي شيء ، وقف ( داني ) أمام الباب : " و اليوم ما بخليك تسوي أي شي غبي " .
تحدث ( سام ) بهدوء و كأنهُ الهدوء الذي يسبق العاصفة : " داني ، لا تنسى ، أنا أخوك الكبير " .
داني : " و لأنك أخوي الكبير أسوي كذا ! " .
جاء ( داني ) لِيردف إلا أنه صمت حين رأى من تقف وراءه ! .


- انتهى -

()*()*()*

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
سبحان الله و الحمدلله و لا إله إلا الله و الله أكبر .
بانتظار آرائكم .. توقعاتكم .. نقدكم البناء .




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-09-18, 01:05 AM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلآم عليكم و رحمة الله و بركاته ،
كيف الحال ؟ إن شاء الله بخير .

فِ البداية بحكي لكم إنه بعد هالأسبوع رح تكون الأجزاء يوم الجمعة بما أني داومت و يوم الخميس أبداً ما ناسبني ! =( ،
و الشغلة الثانية بعترف أنه قلة التفاعل تزعجني .. بس مستحيل أوقف الرواية عشانها ، فِ كل الحالات الرواية ما زالت ما كملت شهر من نزلت ! .
و أنا أعرف انكم مشغولين و عندكم همومكم الخاصة .
المهم ؟
أي واحد فيكم يدرس ؟ الله يوفقه فِ دراسته و يفرحه بالدرجات العالية ، و لطلاب الثانوية ؟ الله يوفقهم و يفرحهم بالدرجات العالية و التخصص إلي يحبوه و رح يستمتعوا و يبدعوا فيه ! .
و أي واحد فيكم مريض؟ الله يشفيه و يعافيه .
و إذا في حد مهموم - لآ سمح الله - الله يفرج همه و يفك كربه <3 .
اعرف الكلام ما مناسب .. أو بالأصح ما له مناسبة بس حبيت أقوله .



الجُزء الثالث :

جاء ( داني ) لِيرد إلا أنه صمت حين رأى من تقف وراءه ! ، لِتسأل هي بنبرة جافة :
" ما الذي يحدث " .
لم يرد ( داني ) و لا حتى ( سام ) ، لِيمرَ ( سام ) بجانبِ ( داني ) و الشابة التي تقفُ وراءهُ و يخرج خارجَ المنزل ، لِتسأل تلكَ الواقفة خلف ( داني ) من جديد :
" داني ، ما الذي يحدث " .
أجاب ( داني ) : " سون بوك - آه ، انتِ تعرفين أن سام مهووس و مجنون و اليوم ربما انتهى جنونه ! " .
لم تفهم ( سون بوك ) جيداً ما يقصده ( داني ) لكنها لم تسأل مرةً أخرى ، بل ذهبت وراءهُ لغرفة المعيشة ، و جلست على الأريكة و هي تلتقط كوب القهوة الذهبي ، لِيبدأ ( داني ) الحديث :
" سون بوك - آه ، لماذا تأخرتي في الدخول للمنزل ؟ " .
سون بوك : " في البداية وردني اتصال ، بعدها سمعت صراخك انت و شقيقك و أنت تعلم كيف هي علاقتي به ! " .
حرك ( داني ) رأسه بالايجاب بمعنى أنه فهم مقصدها إذ أن ( سام ) و ( سون بوك ) علاقتهما سطحية و مضطربة إذ أن كل واحدٍ منهما لا يطيقُ الآخر ! .
أخبر ( داني ) ( سون بوك ) بكل ما حدث ابتداءً من الذي حدث بالجامعة انتهاءً إلى آخر كلمةٍ قالها ( سام ) قبل دخولها هي ، لِتقول له : " داني ، كل ما فعلتهُ كان صائباً ، إن شقيقك مليئٌ بالمشاعر الآن لذا فهو لا يملكُ عقله أو بالأصح لا يستطيعُ استخدامهُ بشكلٍ جيد " .
لتتوقف بعدها عن الحديث لِبرهه و فجأة تضع يدها على رأس ( داني ) و تربتُ عليه ! :
" غنمي اللطيف ، لقد قمت بعملٍ جيد بالنسبة لِأخرقٍ مثلك ! " .
لتبتسم بعدها و تُبعد يدها .
تعجب ( داني ) بِشدة : " سون بوك - آه ، تلك كانت ابتسامةً عريضة ، هل تقدمت علاقتنا " .
( سون بوك ) : " اصمت ! " .
لقد تعجب ( داني ) من الذي فعلته ( سون بوك ) إذ أنها كانت تعيش هنا منذ ثلاثةِ أعوام تقريباً في منزلهم ، و قبل ذلكَ الوقت كان ( داني ) قريباً منها أو بالأصح الشخص الأقرب لها و هي كذلك بالنسبةِ له ، إلا أن ( داني ) تعجب لأن ابتسامة ( سون بوك ) لطالما كانت باردة و كأنها مصطنعة ! ، فهو لا يذكرُ أنه قد رآها تبتسم إلا مرة أ مرتين ربما .. ابتسامةً حقيقة ! ، إلا أنهُ الآن يحسُ بالارتياحِ و السعادةِ معاً بأنها أصبحت هكذا ، فهو لا يريدها أن تعود كئيبةً و باردة ! لِأنه لا يريد أن ينتهي بها المطاف منتحرة كزوجةِ خاله ! .. والدة ( سون بوك ) ! .
في ذاتِ المنزل ، لكن في غرفةٍ أُخرى ، كانت ( سون بوك ) تقفُ أمام النافذة و تجولُ ببصرها بين النجوم ، ففي الثقافة الكورية يعتقدون أن الشخص حين يموت يصبح نجمة ! ، كانت ( سون بوك ) تفكر إذا كان من الممكن فعلياً أن تكونَ والدتها احدى هذهِ النجوم ! ، طردت هذهِ الأفكار حين وصل إلى مسامعها صوت نغمة هاتفها التي تخبرها بوصول رِسالة ، لِترى أنها من شركةِ الاتصالات هم و عروضهم التي لا تنتهي -.- .
حين أغلقت الرسالة ، ذهبت تلقائياً للتقويم دون أن تفكر حتى ، لترى أنها قد أخطأت بالتواريخ ! ، فهي كانت تظن أن اليوم هو تاريخ 31 ! ، إلا أن هذا الشهر يحمل 30 يوماً فقط ، إذن فتاريخ اليوم هو 1 ، رغم أنها معلمة إلا أنها لم تنتبه ، تتذكر أنهُ في مثل هذا اليوم قبل ثمانيةِ أعوام ماتت والدتها أو بالأصح انتحرت بعد 6 أشهر من وجودهم في كوريا !:
كان ذلكَ اليوم يوماً بارداً و تتساقط فيهِ حبات المطر على شكل ٍ صلب ! ، كانت سيول يومها بيضاءَ نقية تكسوها الثلوج ، في ذلك اليوم كانت ( سون بوك ) تُحسُ بالارهاقِ و التعب بسببِ التجول متأخراً في منتصفِ الليلةِ الماضية إذ أنها لا تزال للآن لم تستقم ! ، تبدو فعلياً كفتياتِ العصابات ! ، فقط الشيئان الوحيدان اللذانِ تغيرا فيها بعد أن جائت إلى هنا هما الأول شعرها أصبح أطول قليلاً يصلُ لِأسفلِ كتفها ! ، يبدو أن طوله ازداد بسرعةٍ هذا الشتاء ! ، لِدرجة أنهُ أصبح بامكانها ربطهُ بشكلِ ذيل حصان، و الشيء الآخر الذي تغير أنها أصبحت تقلل من مشاكلها في المدرسة ، فأول شجارٍ لها في المدرسة جعلها تبدو كالبطلِ ذو القوى الخارقة ! ، لذا فإن التنمر عليها قد قلّ و لكنه لم ينتهِ ، إلا أنها لا تهتم فعلياً إلا اذا زاد الأمر عن حدهِ و تحول لِضربٍ بالأيدي ! ، الأهم أنها في ذلكَ اليوم استيقظت ككلِ يوم و استعدت لتذهب للمدرسة متأخرة و تدخل الصف متأخرة و ككل يومٍ حين تسألها المعلمة أو الأستاذ عن سبب تأخرها لم تكن تجيب كانت فقط تضع المال الذي من المفترض أن تضعه في حافظةِ نقود الفصل و تجلسَ في مقعدها ، ( سون بوك ) مؤخرا ً أصبحت جيدةً من ناحيةٍ أخرى و هي عدمُ النوم في الحصصِ الدراسية و في الحِصة جاء َ طالبٌ جديد منقول لِتفتح كلتا عينيها حين تراه ، لِتقول بداخلها : " هذا الغبي لماذا جاء إلى هنا ! " .
أما هو فقد كان طويلاً أبيضَ البشرة بشعرٍ بني ! ، يصلُ طولهُ لمئةٍ و 88 ، كانت تُشع من وجههِ هالةٌ جذابة غريبة ! ، كانت ملامح ُ وجهه تساعدهُ لِيصبح ممثلاً أو مشهوراً من أي نوعٍ آخر من أولئكَ الذي يقفون أمام الكاميرات و يظهرون في الشاشات :
" مرحباً ، أنا كيم يونغ جي ، آملُ أن أتخرجَ من هنا ".
أُلقيت كلماتٌ مثل : أوه وسيم ! ، يبدو كعارض أزياء ، يبدو أنه يملكُ عِرقاً آخر غير الكوري .
بعدها حين جاءَ لِيجلس ، اشاحت ( سون بوك ) بوجهها عنهُ كي لا يراها ، إلا أنهُ و لسوءِ حظها أصبح يجلسُ بالسطرِ الذي بجانبها ! .
بعدها مرَّ منتصف اليوم بشكلٍ عاديّ ككل يوم ! ، و حين كانت ( سون بوك ) تقفُ أمام الخزانة ، لِتفتح عينيها و يخفقَ قلبها بقوة حين سمعت ضربةً قوية على الخزانة التي بجانبها فقد أفزعها ذلكَ بما أنهُ كان مفاجئاً ، لِتغلقَ الخزانة و تنظر للقادم ، لِتقول بنبرتها الجافة المعتادة :
" ما الذي تريده ؟ " .
وضعَ الطرفُ الآخر ذراعهُ اليُمنى حول كتفها و الأخرى في جيبهِ لِيقول:
" سون بوك - آه ! ، أنا خالكِ لذا لا داعي لكي تتصرفي هكذا ! ، و في الفصلِ أيضاً بامكانكِ الاعترافُ بأننا خال و ابنة اخته ، أنا لم أفعل للآن لكنني سأفعلهُ لاحقاً " .
سون بوك : " يونغ جي ! ، ابتعد ! " .
يونغ جي : " سون بوك - آه ، علينا أن نكون متحالفين " .
سون بوك : " حقاً .. متحالفين ؟ " .
أردفت تسأله : " هل تراني فتاةَ عصابات " .
صمتت لوهلة لِتبدأ باستيعابِ ما قالته ، لِتقول : " صحيح أنني أبدو هكذا و كنت هكذا إلا أنني لم أعد هكذا الآن ! لذا ابتعد عني " .
توقفَ ( يونغ جي ) عن المشي و أبعد يدهُ عن كتفِ ( سون بوك ) لِيدخلها في جيبه :
" سون بوك - آه ، إنني أعلمُ أنكِ تتجولين لوقت متأخرٍ مع تلك القبيحة التي لا أتذكر اسمها " .
سون بوك بِنبرةِ استهزاء :" قبيحة ؟ فلتنظر لنفسكَ أولاً " .
ابتسم لها و هي يحرك شعرهُ بيده : " من المفترضِ أن أتلقى الملايين الآن ! .. إلا أنني لا أريد ! " .
ابتسمت ( سون بوك ) بطرفِ شفتيها : " هل أنتَ بخير ؟ .. مجنون العظمة ! " .
عاد ( يونغ جي ) ليضع ذراعهُ حول كتفها من جديد و يمشي بجانبها للفصل ، لِيدخلا بهذا الشكل ليتعجب الجميع .
همست ( سون بوك ) : " لقد تأخرنا بسببك ، أنزل ذراعك الآن " .
( يونغ جي ) : " انها ابنة اختي ، نحن خال و ابنة اخته " .
المعلمة : " أعلم هذا ، و الآن اجلسا .. سأتجاهل الأمرَ لهذهِ المره " .
يونغ جي : " هل نبدو متشابهين ؟ " .
أبعدت ( سون بوك ) ذراعهُ عن كتفها : " لا تتملق " .
كانت تلكَ المعلمة الأقل شِدة بين المعلمين ، كانت طيّبة و متعاطفة مع الجميع لِذا أجابت عليهِ :
" انكما تحملان ملامحاً صينية متشابهة ! " .
تعجب جميع الطلبة ، لِيقول يونغ جي : " ليست الصين بل هونغ كونغ " .
تحدثت المتنمرة ( أون هو ) : " تلك العملاقة أليست أمريكية ؟ " .
يونغ جي : " لا شأن لك ! " .
المعلمة : " فلننهي هذا الآن ، يونغ جي اجلس بمقعدك " .
يونغ جي :" اوكِ ! " .
نظرت إليهِ ( سون بوك ) باستخفاف تتمنى لو تستطيع قتلهُ الآن هنا ! ، انهُ يبدو متملقاً و أحمق و يبدو و كأنه سيصبحُ محورَ هذا الفصل ، و هذا ما لا تريدهُ .. و الذي تعلمهُ و لا يعلمونهُ هم أنهُ كان كفتيانِ العصابات مثلها تماماً فقط الفارق الوحيد بينهما أنها هي كانت متنمرة و هو لا بمعنى أنهُ من الصحيح أنهُ كان يدخلُ بشجارات إلا أن تلكَ الشجارات كانت بين طرفينِ من المتنمرين ، و لا شك انه نُقل إلى هنا لأنه افتعل بعضَ المشاكل " .
بعد الدرس ، التفتت ( نا ري ) التي كانت تجلس أمام ( سون بوك ) :
" هل هذا خالكِ فعلياً ؟ " .
أجابتها ( سون بوك ) : " و أنا أشعرُ بالعارِ لهذا ! " .
( ناري ) : " انكما متشابهانِ قليلاً إلا أنكِ تملكين لمحةً غربية قليلاً ! " .
( سون بوك ) التي أصبحت علاقتها لا بأس بها مع ( نا ري ) : " جدتي من هونغ كونغ لذا نحنُ نبدو هكذا .. لا أظن أنني أبدو كالأمريكان ! " .
نا ري : " نعم لا تبدين مثلهم ، فقط لمحة توضح أنكِ تملكين عِرقاً غربياً " .
جائت ( سون بوك ) لتتحدث إلا أنها صمتت حين رأت ( يونغ جي ) يحضر كُرسيهِ و يجلس قريباً منهما : " ما الذي أتى بك ؟ " .
( يونغ جي ) و هو يميلُ بوجههِ للأمام بالقرب من ( ناري ) : " هل أنتِ فعلاً صديقةُ هذهِ المخبولة ؟ ، أم أنها تنمرت عليكِ لتكوني تابعتها " .
تُحس ( سون بوك ) أنها ستفقد أعصابها و تجن ، فلماذا جاء هذا الأحمق إلى هنا ؟ " .
( نا ري ) : " لا .. نحن أصدقاء " .
يونغ جي و هو يميل بوجهه أكثر لِيتأمل بوجهِ ( ناري ) بدقة مما جعلها تتعجب و تخجل و كذلك ( سون بوك ) ، لِتركل ( سون بوك ) كرسيه بشكل ٍ خفيف :
" ما الذي تفعله ، هل أنت منحرف ؟ " .
يونغ جي : " لا ، أنا أرى إن كانت تدخن أو تقوم بأعمالٍ مجنونة من وجهها ! " .
فتحت ( نا ري ) عينيها ، لتركلهُ ( سون بوك ) من جديد : " اذهب من هنا ! " .
تعلم ( نا ري ) أنهُ سأل عن هذا لأن ( سون بوك ) تدخن! .
جاءَ ( يونغ جي ) ليتحدث إلا أنهُ صمت حين رأى المعلمة المسؤولة عن فصلهم تبحث عن ( سون بوك ) ، لِتذهب ( سون بوك ) و حين رأت وجهَ المعلمة فهمت أن الأمر يبدو غير سار !! " .
عادت ( سون بوك ) للواقع فهي لا تريد التعمق في التفاصيلِ الباقية فكلُ ما حدث هو أنها علمت أن والدتها قد انتحرت ! ، لكنها تذكرُ أنها ذلكَ اليوم لم تذرف دمعةً واحدة فقط ارتدت الأسود مثل الجميع و ذهبت للجنازةِ و عادت ! ، في حينِ أن ( يونغ جي ) كان يحاول اقناعها بأن ذرفَ الدموع ليس ضعفاً و أنهُ سيجعلها بخير ! ، إلا أنها لم تكن تريد أن تذرف الدموع ! ، لأنها كانت تحمل نفسها ذنب انتحار والدتها ! ، أما بخصوصِ الآن فمن الأشياء التي جعلتها مقربة من ( داني ) أنهُ يذكرها بِـ ( يونغ جي ) .

()*()*()*

في نفسِ الوقت في مكانٍ آخر ، كانت ( آرام ) تقف أمام الممر الذي تقعُ فيه باب المجلس ! ، تمشي ذهاباً و اياباً ، تُحس بالذعرِ و الخوف هل تفعل أم لا تفعل ! ، هل تدخل و تحدث والدها أم تظل هكذا و ينتهي بها المطاف في بيتٍ آخر مع شخصٍ غريب ، الشيء الوحيد الذي يعطيها الشجاعة الآن هو أنها لا تريد أن ينتهي بها المطاف بهذا الشكل .
كورت أصابعها النحيلة التي كانت ترجُف على الباب لِتطرقها بِخفة و تدخل بعدها ، لِترى والدها أمامها ، لِترجف أكثر من السابق بأكملها من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها ! ، لِينظر إليها والدها باستغراب و يسألها :
" في شي ؟ " .
حركت رأسها فقط بالايجاب ! .
التقط والدها جهاز التحكم و أخفض صوت التلفاز لينظر إليها بمعنى انه ينتظرها لتبدأ كلامها و تقول ما جاءت لأجله ! .
ظلت ( آرام ) تجول ببصرها على الجدران لِتأخذ بعدها شهيقاً و زفيراً عميقين حتى تتكلم بصوت متقطع :
" أنا .. أنا ماريد أتزوج هالشخص ! ، عادي عندي حتى سام ماريده ! ، لكن ... " .
لم تكمل كلامها لأن والدها قد قطع كلامها قائلاً : " زين ! " .
فتحت ( آرام ) عينيها من ردِ والدها ، فقد وافق دون أن تكمل كلامها ! .
أردف والدها : " انتِ الحين تقولي كذا عن سام عشان تقنعيني بس ! ، بس أهم شي تعرفي انش انتي الي جالسه تقرري بنفسش يعني اذا صار شي بعدين تحمليه بنفسش ! ، و اعرفي وقتها محد بيكون معش ! " .
نظرت ( آرام ) إلى والدها باستغراب و قبل أن تنطق بحرف ، أكمل والدها : " لازم تعرفي انه محد يرمي بنته على أي واحد ! " .
حركت رأسها بالايجاب و التفتت للوراء لِتذهب ، خرجت و هي لم تفهم كلياً حديث والدها ، فقط فهمت انها لن تتزوج من ذلك الشخص الغريب و أنهُ اذا حدث شيءٌ لاحقاً فستتحملهُ لوحدها ! ، وصلت إلى غرفتها .. دخلت و تمددت على الأريكةِ الزهرية و رجلاها لا تخرجان من الأريكةِ حتى بما أنها قصيرة القامة إذ أن طولها يبلغ 152 ، ظلت تفكر في مقصد والدها من " ، بس أهم شي تعرفي انتِ الي جالسه تقرري بنفسش يعني اذا صار شي بعدين تحمليه بنفسش ! ، و اعرفي وقتها محد بيكون معش " ، فهل تبدو كإشارة لبداية تقبله لِـ ( سام ) ! .
قلبت جسدها على الجانب الآخر و هي تفكرُ في ذاتِ الأمر ، لِتحس بالصداع و تجلس القرفصاء ، لتقرر بعدها التخلص من التفكير و التوتر ، ابتعدت من على الأريكة و وقفت أمام التسريحة ، قامت برفعِ شعرها الغامق الطويل الذي يصلُ لِخصرها على شكلِ ذيل حصان و بعدها أخرجت من أحد الأدراج ربطة زهرية اللون لترفع بها شعرها الأمامي ، و بما أنها قد سبق و غسلت وجهها و وضعت ما يليهِ من طقوس تجميلية كالـ"تونر " و الكريم المرطب و أشباهه بدأت مباشرةً بوضع المكياج ! ، لِتسمع بعدها طرق الباب ! ، لتنطق بِـ :
" ادخل " .
كانت لا تزال لم تنهي مكياجها بعد ، فقد اعتادت على تخفيف توترها بهذا الشكل منذ 6 سنوات ! .. بوضع مكياج كامل ! ، دخل ( طارق ) ليفتح عينيه :
" أعوذ بالله .. ساحرة " .
ردت عليه : " اذا عندك شي تكلم اذا لا توكل ! " .
طارق : " زين ليش عصبتي .. أمزح بس ! " .
تجاهلتهُ ( آرام ) ليخرج من تلقاءِ نفسه فقد اعتاد هو الآخر على هذا ! .

في ذات المنزل كان الوالد يُفكر ما اذا عليهِ أن يفعل ما يفكر به أم لا ، فهو حالياً يفكر في الموافقة على ( سام ) ! بما أنه كما سمع عنه ، فقط عيبه ُ الوحيد هو أنه من أم أمريكية ! ، لكن ما ذنبهُ هو إن كانت والدته أمريكية و بالرغم من هذا فهي مسلمة ! ، و ( سام ) شخصٌ جيد ! ، و هو لا يملكُ إلا ابنة واحدة ، و أيضاً لا يدري متى سيغادرُ الحياة و ( طارق ) بالكاد يتحمل مسؤولية نفسه ، في حين أن أخاه متسلط و يحسب أن ما يفعلهُ فقط هو الصحيح .


- انتهى -
()*()*()*
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
سبحان الله و الحمدلله و لا إله إلا الله و الله أكبر .
بانتظار آرائكم .. توقعاتكم .. نقدكم البناء .



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-10-18, 02:42 PM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
كيف الحال ؟ ان شاء الله كلكم بخير .
مثل ما خبرتكم قبل .. الجزء أغلب الظن انه رح يثبت عَ الجمعة .
حالياً أنا مشغولة .. فعلياً ، حتى اللاب بطول الأسبوع ما عندي الوقت اني امسكه ! فكيف بأني أفتحه ؟
و اليوم فجأة قبل شوي تذكرت انه اليوم الجمعة .. و في جزء ! .
فِ البداية كنت مترددة إذا أظل أنزل الأجزاء أو أقطع لِفترة ! ، بما أنه الردود قليلة ،
رغم انها ما مقياس .. بس بعدها فكرت أكملها و أخلصها و بس ! ، عشان أحافظ ع وعدي بأني أنزل كل أسبوع خميس و لآ جمعة =) .
بس إذا صار و تأخرت بالأسابيع القادمة .. التمسوا لي العذر ،
و شكراً للجميلة " مولي " الي سألت عن حالي =) .






الجُزء الرابع :

صباحٌ جديد ، طلوعٌ جديد للشمس و اختفاءٌ مؤقت للقمر ، أحلامٌ تبنى و صفحات تطوى ! ، أشخاص يولدون و آخرون يموتون ! .. ككل يوم .
في أحدِ المنازل استيقظَ الابن الأكبر للتو ، ليرى أنها العاشرة بالفعل ، ليبعد غطاء السرير الثقيل و هو يقول بتذمر :
" تأخر الوقت ! ، و اليوم السبت " .
جلس لعدة دقائق على السرير و هو يحاول الاستيقاظ كُلياً ، ليمسك هاتفهُ بعدها و يجد الكثير من الرسائل على تطبيق " واتس أب " و يتجاهلها ! ، فجميعها متشابهة إذ أن كل ما ينشر هو ذاته فقط تختلف أسماء المرسلين ، لكن رسالةً مختلفة جذبتهُ بمضمونها ليفتح عينيه بأكملهما ، قرأ ذات الرسالة مائة مره و لكنهُ للآن لا يزال لم يصدق المكتوب بها ! ، كان مضمون الرسالة كالتالي :
" عمي شكله غير رأيه ، لكن انتظر فترة لا تنشب من الحين ، لا تقول لحد أنا وصلت لك الكلام ، و تعرف ما حباً فيك بس رحمتك ! " .
كانت الرسالة مُرسلة من ( ديم ) صديقة ( آرام ) المقربة ، فـ ( سام ) لا يملك رقم هاتف ( آرام ) إذ أنه هو لم يطلبه و هي لم تكن لتعطيه إلا أنهُ يملك رقم ( ديم ) بسبب أمور تخص الجامعة سابقاً حينما كان لا يزال طالباً ! ، و في الحقيقة ( ديم ) لا تُطيق ( سام ) بدون سبب و لكنها فعلت هذا الآن لأنها تحب ( آرام ) و سعادتهما واحدة ، من هذهِ الرسالة فهم ( سام ) المطلوب كاملاً ، ليسرع لدورةِ المياه و ينظف أسنانهُ و وجهه و ينطلق مسرعاً لغرفةِ المعيشة حيث كانت والدته و ( داني ) و ( سون بوك ) ! ، نزل ( سام ) الدرج سريعاً ليرى الجميع في المطبخ ليتجه إلى هناك ليرى أولاً ( داني ) الذي كان واقفاً ليحضنه بسعاده وسط استغراب والدته و ( سون بوك ) ! و كذلك ( داني ) الذي وضع ظهر يده على جبينِ أخيه و سأله بِشك :
" فيك حمة ؟ " .
تجاهله ( سام ) و اتجه سريعاً لوالدته التي كانت تجلسُ على طاولةِ الطعام و هي تنظر إليهِ باستغراب ليضمها أيضاً لتتعجب أكثر ليتجه بعدها لسون بوك التي كانت تجلس بالقرب من والدته و يضمها هي الأخرى ! لتدفعهُ بشكلٍ خفيف :
" ابتعد -.- ! " .
إذ أنهُ قد فعل هذا دون أن ينتبه و لكنهُ تجاهل الأمر ، ليجلس على أحد كراسي طاولةِ الطعام في الجانب المقابل لوالدته كالمعتاد و بجانبه داني مقابل َ ( سون بوك ) تماماً ! .
تحدثت الوالدة بِشك : " داني ، هل شقيقك بخير ؟ يبدو أن حرارته مرتفعة ! " .
أردفت بشكٍ أكبر : " أم هل أصبحت تشربُ الكحول بعد صدمتك العاطفية ؟ " .
ما إن سمع ( سام ) جملة والدته الأخيرة حتى غص بالماء ، و بعد أن هدأ :
" حرام يعني أفرح ؟ " .
كانت والدتهم الأمريكية تفهم العربية و بإمكانها تحدثها بما أنها هنا في عُمان منذ 28 عاماً تقريباً إلا أنها قد اعتادت على الانجليزية .
( داني ) : " انته شفت حالتك ؟ ، ما صاحي يعني لازم نشك ! " .
تجاهله ( سام ) مرةً أخرى في حينِ أن ( سون بوك ) قد شكت بأن لسعادة ( سام ) المفاجئة دخلٌ بـتلك الفتاة التي كان مهووساً بها ، إذ أنها قد صادفت موقفاً مشابهاً لكنها لا تريد تذكره حتى ! .
رأى ( داني ) أن ( سون بوك ) شاردةُ الذهن ، لذا فهو يظنُ أنها تتذكرُ شيئاً من الماضي :
" سون بوك - آه " .
التفتت له ( سون بوك ) ! ، ليردف ( داني ) :
" عليكِ تناول المزيد ، انكِ تشبهين عصي الطعام ! " .
كان داني يقصد عصي الطعام التي تستخدمها شعوب شرق آسيا و التي كانت ( سون بوك ) تستخدمها سابقاً ، لتتجاهلهُ ( سون بوك ) ! .
وقف ( داني ) و جلس على رأسِ الطاولة لتكون ( سون بوك ) على يسارهِ و على يمينهِ مكانهُ الذي اعتاد الجلوس فيه ، أخذ ملعقة ( سون بوك ) و ملأها بالطعام ، ليمسك وجهها بيدهِ اليسرى و يدخل الملعقة في فمها ، كادت ( سون بوك ) أن تختنق بالطعام ، لِتركل كرسيهِ بشكلٍ خفيف ، لِيقول :
" حتى اذا أصبحتِ بدينة سأظل أحبكِ ! " .
( سون بوك ) بعد أن أنهت مضغ الطعام : " يبدو أنك أنت الآخر لست بخير ! " .
وضعت ( سون بوك ) ظهر يدها على جبينِ ( داني ) : " حرارتك طبيعية ! " .
والدة ( سام ) : " يبدو أن أبنائي يقومون بالتعاطي ! " .
( سون بوك ) : " أنا أيضاً أشك بهذا ! " .
تعجب الثلاثة من رد ( سون بوك ) إذ أنها لطالما كانت صامتة لِـأربع و عشرين ساعة و لكن لا بد أنها الآن قد تحسنت و مستقبلاً ستصبح أفضل .
( داني ) : " هل قيامي بالتعاطي يجعلكِ هكذا دائماً ؟ .. لا بأس سأتعاطى " .
( سون بوك ) بالكورية : " هل تريد أن تموت ؟ " .
( داني ) رد عليها بذات اللغة : " لآ .. شكراً " .
( سون بوك ) تنظرُ لساعةِ يدها : " عليّ الذهاب ، أملك موعداً لدرس خصوصي ! " .
داني و والدته : " إلى اللقاء ! "
جاءت والدة ( داني ) لِتردف إلا أن ( داني ) سبقها : " عليكِ أن تقودي بحذر و تنتبهي للطريق" .
( سون بوك ) : " هذهِ كلمات عمتي المعتادة .. لا تكون مقلداً ! " .
( داني ) بتملقهِ المعتاد لِـ ( سون بوك ) : " اوكِ " .
( سون بوك ) بنبرةٍ صارمة : " لا تفعل هذا ! " .
أعاد ( داني ) ذات النبرة المتملقة : " اوكِ ! " .
تجاهلته ( سون بوك ) و مضت في طريقها .
الوالدة : " الحمدلله ، يبدو أن سون بوك قد اعتادت علينا أخيراً ! " .
( داني ) بتفاخر : " لقد اعتادت علي منذ زمن " .
( سام ) : " من كثر ما ملصق نفسك فيها ! " .
تجاهله ( داني ) ، لتتحدث والدتهُ بدلاً منه : " سون بوك - آه و داني مقربين منذ الصغر تقريباً حتى و لو كان داني في البداية يلصق نفسه ! "
أردفت الوالدة : " إلا أن هذا جيد ، سون بوك - آه ابنة اخي الوحيدة ، و عاشت حياة ليست بالسهلة ".
( سام ) : " كلها الناس تمر بنفس هالشغلات لكن ماعرف ليش هي بالذات تحسسوني أنها عاشت ف جحيم " .
( داني ) بنبرةٍ غاضبة : " انته شفيك عليها ؟ ما ضرتك و لا شي ، انته ما تعرف كيف عاشت كم سنة يعني لا تتدخل " .
أردف بذات النبرة : " و لا تتكلم عن سون بوك - آه كنها بنت الجيران ، لأنك تعرف من هي ! " .
ألقى هذهِ الكلمات و خرجَ غاضباً فهو للآن لا يفهم لماذا ( سام ) لا يُطيق ( سون بوك ) و يسخر منها ، الجميعُ يعلم أن حياة ( سون بوك ) منذ سنوات طويلة كانت صعبة و لا تطاق أحياناً ! .

()*()*()*

بعد حوالي ساعتين ، في ذاتِ المدينة و لكن في زاويةٍ أخرى ، في غُرفة مجردة من الاثاث ما عدا طاولة كبيرة مستطيلة الشكل و عِدة كراسٍ ، بالاضافة إلى رف كتب .
( سون بوك ) و هي تغلقُ الدفتر الذي أمامها : " الآن فلتحاولوا قراءة الدرس مجدداً و حل أسئلة الاختبارات الماضية ، الدروس القادمة ستكون سهلة " .
نطقت أحد الموجوداتِ الثلاث و التي كانت متوسطة الطول ، بعينين داكنتين و بشرة قمحية ، تملك ملامحاً لطيفة ، تبدو كطفلة في الثامنة عشر ! :
" ألن يكون فصل الكهرباء معقداً؟ " .
( سون بوك ) : " قد يبدو كذلك لكنه ليس كذلك ، الأمر فقط يحتاج بعض الجهد و الاستذكار المستمر للدروس و سيكون كلُ شيءٍ بخير ! " .
سألت ( سون بوك ) قبل أن تقف : " انتهت حصة اليوم ، هل من سؤال ؟ " .
حركت الثلاثة رؤوسهن بمعنى لا ، لتبتسم ( سون بوك ) ككل يوم ابتسامتها الباردة و تخرج ، خرجت باتجاهِ سيارتها و قبل أن تقودها تلقت رسالة :
" فلنشرب القهوة " .
حركت رأسها بأسى على هذا الفتى ، لِترسل له : " أيها المخبول انها الحادي عشرة صباحاً ، لنذهب مساءً ، و كما أعلم أن اختباراتك ستبدأ قريباً لذا فلتستعد لها بدلاً من التسكع معي " .

في الجانبِ الآخر قرأ ( داني ) رد ( سون بوك ) لِيقول بتذمر : " بعدني أعزمها " .
لِيحاولَ الاتصالَ بها و لكنها أغلقت هاتفها كاملاً كما يظن كحركتها المعتادة ، ليتركَ الهاتف بتذمر ، و يتمدد على الأريكة التي يزعمُ أنها ملكه ، لِتأتي والدته و تراهُ بهذا الشكل :
" أنت ألا تملكُ شيئاً لِفعله ؟ " .
( داني ) : " لا " .
والدةُ ( داني ) : " ألا تملكُ أصدقاء لرؤيتهم ؟ "
( داني ) بِمرح : " انتِ صديقتي سأجلس معك " .
حركت والدته رأسها بيأس منه لتسأله بعدها من جديد : " كيف قبلتك تلكَ الجامعة ؟ يبدو أن من قَبِل طلب انضمامك للدراسة كان أعمى ! أو نائماً " .
( داني ) : " يا سيدة سيرا قبول الجامعات في دولتنا يتم الكترونياً " .
جلس جيداً و هو يردف : " و لا تنسي أن درجاتي كانت جيدة ! " .
نطقت والدته بِسخرية مُصطنعة : " 78 ؟ " .
( داني ) : " و إن كان ، فهم لا يعتمدون على المعدل العام ، فقط على درجات بعض المواد و قد كانت علاماتي فيها أ و ب فقط ! " .
والدته : " أوكِ ، أوكِ " .
صمتت لِثوانٍ بعدها نطقت : " سام هل هو بخير ؟ بعد ما حصل مؤخراً " .
( داني ) : " لا أعرفُ فعلياً إلا أنني قد حدثته قبل أيام و لم ألحظ أي سلوكٍ غبي منه بعدها ! " .
جلست السيدة ( سيرا ) التي قد وصلت للسابعةِ و الأربعين من عمرها فعلياً و هي تحمل على وجهها الناصعِ البياض تعابير غريبة و كذلك على عينيها الخضراوين نظرةً غريبة ، لينظرَ إليها ( داني ) و يفهم مقصدها لِيقول :
" إذا كنتِ تفكرين الآن في أنهم يرفضون سام لأن والدته أمريكية فليفعلوا ذلك ! ، إن كان تفكيرهم منتهي الصلاحية ما الذي علينا فعله هذا شأنهم الخاص لكن عليكِ أن تعلمي أنني سعيدُ بهذا " .
نقلت والدته بصرها إليه ، لِيردف : " انظري إلي كم أبدو وسيماً و أملك لون عينين مميزا ً وو " .
جاء ليكمل إلا أن والدته تحدثت : " لون عيون مميز ؟ الكثير من الناس هنا يحملون لون عيون أخضر ! ".
( داني ) : " لون عينيّ ليس أخضراً ، انه بين الأخضر و البني " .
لِيردف بعدها بالعربية : " أخضر مبنبن ! " .
لِتضحك والدته : " بني مخضر ! "
أردفت : " انني اتحدث العربية جيداً أيضاً ! " .
( داني ) : " أياً كان " .
جاء ليكمل حديثه إلا أنه صمت حين التفت للتلفاز : " شبيهي ! " .
التفتت والدته لِتقول : " انهُ يشبهك فعلياً ، تبدو و كأنك نسخة مصغره منه ! " .
( داني ) : " هذا ما كنتُ أقصده " .
كان ( داني ) فعلياً يشبه أحد الممثلين الأمريكان ، يشبهه كثيراً حتى في لونِ شعرهِ و عينيه و يقاربهُ طولاً ! ، فـ ( داني ) يبدو أمريكياً تماماً على عكس ( سام ) الذي لا يتضحُ حتى ان والدته أمريكية ، فقط أخذ منها طول القامة الشديد ، كـ ( سون بوك ) تماماً التي هي الأخرى لا يتضح أنها أمريكية ، و أيضاً أخذت الطول الشديد من والدها ! ، فـطول ( سام ) 192 في حينِ أن طول ( سون بوك ) 180 ، بينما داني 186 .

()*()*()*

بالعودة لِـ ( سون بوك ) فقد كانت كعادتها تعود بذاكرتها للوراء ، و الآن لما حصل بعد وفاةِ والدتها فلم يتبقى في منزل جدتها سواها هي و خاليها الاثنين الأول ( يونغ جي ) و الآخر الذي يقارب والدتها سناً :
بعد وفاةِ والدة ( سون بوك ) لم تتغير ( سون بوك ) اطلاقاً فإن كان هناك شيءٌ تفكرُ فيهِ فهو لماذا انتحرت والدتها ! و إلى الآن لم تصل لإجابة .. مقنعة على الأقل ، و لكن اليوم كان أول يوم لعودتها للمدرسة بعد أن تغيبت لِأسبوع ! فقد كانت تخرج من المنزل و تجولُ الشوارع و ( يونغ جي ) يتبعها كي يتأكد أنها لن تفعل أي شيءٍ مجنون ! ، و ما إن وصلت للمدرسة حتى أصبحَ كل شيءٍ عادياً ، لا شيء مميز ! ، لذا مرّ اليوم طبيعياً بدون أيّة مشاكل أو شجارات حتى وصلت لِمنتصف الطريق الذي يفصلها عن منزلها حين رأت ( أون هو ) تلكَ المتنمرة التي رؤية وجهها تذكرها بأمها حين أنحنت ! لِيعلو الضيق وجهها و تمشي خطوتين لِتقف ( أون هو ) و تابعتيها أمامها :
" أيتها الأمريكية ، انتظري قليلاً لم أبدأ الحديث بعد ! " .
تجاهلتها ( سون بوك ) إلا أن ( أون هو ) أوقفتها بوضعِ يدها على كتف ( سون بوك ) .
أبعدت ( سون بوك ) يد ( أون هو ) عن كتفها : " لا تلمسيني ! " .
رفعت ( أون هو ) كلتا يديها : " أوكِ ! " .
أردفت بعدها : " فقط عليكِ المجيء معي ، و لا داعي للشجارات ! " .
( سون بوك ) ترمقها بنظرات اشمئزاز : " هل تظنين أني خروف ؟ أمشي وراءكِ حيثما ما أردتِ ؟ " .( أون هو ) بنبرةٍ باردة و نظراتٍ متعجرفة : " ياه سون بوك - آه لا تجعليني أغضب ، و لننهي الأمر الآن " .
انصاعت ( سون بوك ) لِأمر ( أون هو ) فهي لا تريدُ التسبب بالمشاكل ، لتمشي وراءها لمكانٍ بعيد قليلاً و يدخل إلى نطاقِ بصرها ( يونغ جي ) و شخصٌ آخر تعتقدُ أنه متنمر رأته يتسكع بعض الأحيان مع ( أون هو ) .. و كان ما يحدث بينهما شجار ! .
التفتت ( سون بوك ) لِـ (أون هو ) : " ما الذي تفعلينه ؟" .
أردفت : " اخبريه أن يبتعد عنه ! " .
( أون هو ) بنبرةٍ باردة و نظراتٍ متعجرفة : " ياه سون بوك - آه لا تجعليني أغضب ، فالآن لا يوجد من يأتي لينحني متوسلاً من أجلكِ ؟ ، لذا فلتشاهدي بصمت بما أنكِ تفوقينني في المشاجرة لذا لا بأس ببديلكِ " .
نظرت إليها ( سون بوك ) بنظراتٍ مخيفة : " هل تجدين ذلك مُسلياً ، أنا سأريك ِ ما هو مسلٍ الآن أيضاً " .
لِيبدأ شجارٌ كالعادة .. و لرُبما أكبر هذهِ المرة ، كانت ( سون بوك ) في ذلكَ الوقت تحتاج لأي سبب تستطيعُ من خلاله اخراج غضبها و حزنها على شخصٍ ما .. و ( أون هو ) هي من جنت على نفسها ، ليتحول الأمرُ إلى شجارين ، لتتصل أحد تابعات ( أون هو ) بالمعلمة :
" يا معلمة ، هناك مشكلة تحدث هنا ! " .
و بعد أن أنهت هذا الحديث هربت لتنقذ نفسها هي و التابعة الأخرى و لم يتطلب الأمر الكثير من الوقت حتى تصل المعلمة و قبلها بثانية وصلت الشُرطة ! ، تفاجأ الجميع من صوتِ سيارة الشرطة فهذا فعلياً ليس ما ينقصهم الآن ! .
في مركزِ الشرطة :
ابتدأ الشرطي الحديث : " اعطوني هواتف أولياء أموركم " .
كان ( يونغ جي ) و ( سون بوك ) يعلمان لو أن هذا الأمر قد وصل للبيت فهما في عداد الموتى ، إلا أن الراحة سرت في جسديهما و ملئت قلبيهما حين قالت المعلمة :
" أنا ولية أمرهم ، أنا معلمتهم ! ".
الشرطي : " حسناً .. سنكتب التقرير ، اعطوني أسمائكم ابتداءً منكِ انتِ " .
قال الشرطي جملتهُ و هو يقصد ( سون بوك ) لِتنطق هي :
" نيلسون سون بوك " .
الشرطي : " الرقم المدني ؟ " .
نظر ( يونغ جي ) لِـ ( سون بوك ) سريعاً لِتتردد هي ، و يسأل الشرطي من جديد :
" الرقم المدني ؟! " .
أجابتهُ سون بوك : " 913224... " .
( أون هو ) بتعجب : " 91 ؟ انتِ أكبر منّأ ! ، هل تأخرتِ في الدراسة ؟ " .
تجاهلتها ( سون بوك ) فهي تعلم أن جميعهم أصغر منها بالتأكيد بما أنها تأخرت عاماً واحدا ً ! ، في ذلك اليوم كانت ( سون بوك ) ممتنة لأن المعلمة هي من تكفلت بالأمر و لم تعرف المدرسة بذلك و إلا لخاضوا اجراءاتٍ طويلة و معقدة و وصل الأمر للمنزل و خالها الآخر لا يبدو متفهماً أبداً ! .

()*()*()*

بعد ساعاتٍ قليلة ، في المساء حينما كان القمرُ ظهر للسماءِ مُنتصفاً ، فالنصف ظاهِر و النصف الآخر مُعتمٍ و كذلك النجوم ، و كأنها هجرتِ السماء فلا وجود حتى لواحدة ، فأصبحت السماء كصفحةٍ سوداء ! ، إلا أن في ذلكَ اليوم أصبح حُب ( سـام ) على وشكِ الخطوِ نحو خطوة جديدة ، كانت العائلة تجتمعُ على طاولةِ العشاء ، فقد كان الجلوس على طاولةِ الطعام على الوقت من قوانين ( سيرا ) الذي لا يجرؤ أحدٌ على مخالفته ! ، كانت ( سيرا ) تنظرُ لِـ ( سام ) مُعظم الوقت ، لِدرجةِ أن الجميع انتبه :
تحدث ( داني ) بعد أن وضع الملعقة على الصحن : " حتى أنا ولدش .. طالعيني ! " .
اختتم كلامهُ بابتسامةٍ التي توضح أنه كالعادة يخرج خفة دمه .
تجاهلتهُ والدته ، لِتنظر لِـ ( سام ) بِنظرة شك هذه المرة و تسأله بوضوح : " هل زرت منزل تلك الفتاة مجدداً ؟ " .
بعد هذهِ الجملة نظرَ إليها ( سام ) بتعجب ، و كذلك ( داني ) و ( سون بوك ) الا أن الأخيرين كانت نظرتهما نظرة تعجب و شكٍ في ذات الوقت .
( سام ) : " لآ " .
رأى أن الجميع ينظرون إليه بذات نظراتِ الشك التي قبل قليل : " والله ! .. آخر مرة كان داني يعرف و ما رحت بعدها ! " .
حركت والدته رأسها بالايجاب دلالة على أنها فهمت ، لِتتحول الآن نظرات الشك و التعجب بتجاهِ الوالدة ، فهذهِ المرة الأولى التي تكون فيها ردةُ فعلها هكذا ! ، فسابقاً كانت تصرخُ عليه و تهدده لِدرجة أنهم كانوا يخافون أن تضربه ! .
( داني ) : " أمي .. هل أنت ِ بخير ؟ " .
نظرت إليه والدتهُ بحدة لِيردف : " أقصد لماذا تسألين عن هذا ؟ هل اتصلوا بكِ ؟ " .
حركت والدتهُ رأسها بالايجاب ! ، لِيفتحَ الجميع عيونهم من الصدمة .
نطقت الوالدةُ بِـ : " أخبروني أنهم موافقون ! ، لذا ظننتُ أنك قد ذهبت مجدداً ! " .
على هذهِ الجملة فتحَ الجميع عيونهم أكثر و كذلكَ تشكلت فرجةٌ بين شفاههم ، الا أن ( سام ) كاد أن يموت ! ، لِيسعلَ بِقوة ، و يأتي ( داني ) بسرعة لِيضربه على ظهره :
" شوي شوي بتموت ! " .
( سام ) بعد أن أصبح بخير : " أمي هل هذهِ كذبةُ ابريل ؟ " .
نظرت إليهِ والدته بحدة فلو لم تكن هنا ( سون بوك ) لردت عليه ِ بردٍ مناسب إلا أنها تحترم ( سون بوك ) التي تعتنق المسيحية ! .
( سام ) بعد تصديق : " والله .. اتصلوا ؟ " .
والدته : " يعني تكذبني .. ألف مرة أقولك ايوا اتصلوا و قالوا لي كذا " .
أردفت بالانكليزية : " يمكن أخيراً اقتنعوا ! " .
( سام ) : " متى العرس ؟ " .
( داني ) : " الحمدلله و الشكر ! ، في 20 شغلة قبل العرس يا المشفوح ! ، و لا تفرح واجد يمكن يتصلوا بكرا يقصفوك عشان كذا " .
أردف بالانكليزية : " تحكم بنفسك ! " .
لم يكن ( سام ) مصدقاً فعلاً أن ما يحدث حقيقي ! ، هل فعلاً قبلوا به أخيراً ؟ أي أن ( ديم ) حين أرسلت كانت صادقة فيما تقول ! ، رُغم أنه لم يسأل عن السبب الذي جعلهم يغيرون رأيهم إلا أنه لا يهتم ! .


- انتهى -


()*()*()*
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
سبحان الله و الحمدلله و لا إله إلا الله و الله أكبر .
بانتظار آرائكم .. توقعاتكم .. نقدكم البناء .




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 04-11-18, 03:13 PM   #9

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلآم عليكم ،
أعتذر للتأخير !! ، آسفة =(
هالجزء قصير و ما فيه أحداث تقريباً =( !
بس ان شاء الله من الجزء الجآي تبدا الأحداث تتضح لكم ،
اعذروني ما رديت على ردودكم ، بس ان شاء الله رح ارجع ارد عليها .
+ " ف هالأسبوع اختبارات منتصف الفصل ؟ دعواتكم </3 ! ,


الجُزء الخامس :

( ذات يوم ٍ كانتِ الأرضُ فيهِ مغطّاةً بِرداءٍ أبيضَ ثلجي في سيول و الشمسُ قد هجرتِ السماء لِفترة كانت ( سون بوك ) و ( يونغ جي ) للتوِّ قد خرجا من المدرسة و إن صح القول .. هربا !
يونغ جي : " سون بوك - آه لم يكن من الجيد أن يعلم الفصل أنكِ أكبر منا ! "
تحدثت ( سون بوك ) التي كانت تضع يديها في جيبيها : " لا بأس بذلك .. لقد قلت الشجارات بالأيدي و أصبح الأمر مقتصراً على التنمر بالكلام و هذا لا يغيظيني فقط تعبت من سماع سون بوك نونا و سون بوك أونّي ! "
كلمة ( نونا ) في الكورية يقولها الفتى للفتاة الأكبر منه و ( أوني ) تقولها الفتاة للفتاة الأكبر منها كنوعٍ من الاحترام ربما !
( يونغ جي ) : " هذا صحيح ، فلم تتعرض لكِ أون هو منذ ذلك اليوم صحيح؟ " .
حركت ( سون بوك ) رأسها بالايجاب و أردفت : " و لكنني لا أعلم هل لأنني أوني بالنسبة لها أم أنها قد خافت من لكمي ! " .
جاء ( يونغ جي ) ليتحدث إلا انه سكت حين رأى شيئاً يمكنهما العبث به و سرقة بعض النقود بالرغم من أنهما يملكانِ المال إلا أنهما يحبانِ العبث ! و حين شرعا في ذلك رآهما رجلٌ عجوز و الذي لم ينتبه سوى لِـ ( سون بوك ) التي هرب ( يونغ جي ) قبلها و هربت هي متأخرة :
" سيعاقبكِ الرب ذات يومٍ على أفعالك ! " .
سمعته ( سون بوك ) و لكنها تجاهلته لِتقف بالزقاق حين رأت ( يونغ جي ) واقفاً و هو يلهث من التعب ليضحك الاثنان سوياً و كأنهما لم يؤذيا رجلاً مسناً بسرقة الآلة التي أمام منزله ! ) .
كان هذا ما يدورُ في ذاكرة ( سون بوك ) حين قطع ( داني ) ذلك بمجيئه حاملاً كتاباً و قلم رصاص ليجلس أمام ( سون بوك ) :
" يا معلمة انني فعلياً لا أفقه شيئاً من هذا ، قد ينتهي بي المطاف .. راسب ! " .
( سون بوك ) و هي تأخذ الكتاب من يده : " هل فعلاً قُبلت في كلية التجارة ؟ " .
أردفت : " ربما كان المكان شاغراً لذا وضوعك لِشغل الفراغ ! " .
( داني ) : " لا تستهزأي بي .. انكِ تحطمين مشاعري ! " .
ابتسمت ( سون بوك ) ابتسامتها الباردة و شرحت لِـ ( داني ) بعض الأشياء التي اذا فهمها سيضمن عدم الرسوب !
سون بوك : " انك تعيدني لما قبل أكثر من 10 اعوام لكن مع تبادل الأدوار ! " .
ابتسم ( داني ) : " نعم " .
أردفت ( سون بوك ) : " كنت في كل اجازة تأتي لِأمريكا لمنزلنا ، و تجبرك والدتي على مراقبتي إن كنت أدرس أم لا ، كنت أكره الدراسة و بما أنك كنت تتولى مراقبتي كرهتك أيضاً ! " .
( داني ) : " لقد كنت ِ شيطانة فعلياً ! ، أذكر أنكِ أقفلت الباب عليّ و خرجتِ مع تلك المتنمرة جيني ! " .
تجاهلت ( سون بوك ) آخر اسم ذكره ( داني ) لأنها لا تريد لذاتها أن تتذكر تلكَ الأيام : " نعم ، أذكر ذلك و لكنني بعدها اضطررت للمكوث ِ في المنزل اسبوعاً كاملاً للدراسة ! " .
أردفت : "آه ، لقد ندمت لفعلي ذلك في ذلك الوقت ! " .
صمتت لوهلة بعدها سألته : " متى اختبارك ؟ " .
( داني ) : " بعد ساعتين ! " .
( سون بوك ) : " أتمنى لك التوفيق ! " .

()*()*()*

في منزلٍ آخر من ذاتِ المدينة ، كانت ( آرام ) تجلسُ على طاولةِ المكتب الخشبية المُزخرفة بالزهري ، تُمسك قلماً فسفورياً أصفرَ اللون بيدها اليُمنى و اليد الأخرى تضعها على خدها ! ، تتدعي أنها تذاكر لكنها تفكرُ في شيءٍ آخر ! ، كانت تفكر في كيف غيّر والدها رأيه ! ، فما كان مُتعسراً لِثلاثة أعوام أصبح سهلاً فجأة .. في غمضةِ عين ، و بعد تفكيرٍ طويل وضعت القلم على الطاولة ، لِتنظر على الكتاب منذ ساعتين بالتمام لم تنهِ سوى 3 صفحات ! ، أغلقتِ الكتاب و تنفست بعمقٍ لـ3 مراتٍ متتالية لتقنع نفسها أن الموافقة هي الأهم و ليس السبب و لكنها خائفة أن يُقدم عمها على أي " دراما " أو يفتعل أيّة مشاكل فهو يحشرُ نفسه في كل شي ! و لكنها قررت الآن تجاهلَ الأمر فلن يحدث إلا ما كُتب لها ، إلا أنها حين تتخيل أن قريباً ستتزوج من ( سام ) تبتسم بخجل و تتوّرد وجنتيها ،
لِتتذكر بعد ثوانٍ أن الاختبار بعد ساعتين تقريباً ، لِـتتفاجأ و تفتح الكتاب سريعاً فمن الجيد أنها قد أنهته بالأمس .

()*()*()*

بعد ساعات قليلة ، في غرفة بيضاء و كل ما بها أبيض ! .. سريرٌ أبيض بِفاصلٍ قماشي ، مغسلة بيضاء ، كُرسيين بيضاوين أمامَ طاولةٍ خشبية وراءها كرسي أسود اللون ناقضَ لون الغرفة ! ، تحدث الطبيب :
" هذي الأدوية ! "
مدّ الورقة للرجلِ الذي يقفُ أمام ،
لِيخرج بعدها الرجل و ابنه ، لينقل هو بصرهُ نحو الساعة :
" 12:00 " ! .
لِيُمسك هاتفهُ و يتجهَ لِتطبيق " الواتس أب " و يفتح آخر محادثة :
" سام حبيبي .. مرني أول ما تطلع ! " .
ليرد عليه : "ما عندك سيارة ؟ " .
لِيرد عليهِ الطرف الآخر : " حبيبي سام وصلتني ( سون بوك ) و الحين اتصل و ما ترد ! " .
( سام ) : " سألتك جاوب .. ما عندك سيارة ؟ و لا نفس كل يوم حاطنها زينة قدام البيت ؟ " .
ليرد ( داني ) : " ليش كذا حاسد ؟ أنا الحين أختبر مفروض تدلعني و ما تزعلني – وجه ضاحك – " .
( سام ) : " حمار .. حصل لك حد يوصلك ! " .
لِيغلق بعدها هاتفهُ و لكنه بعد ثوانٍ فقط قام باستيعاب أن ( داني ) و ( آرام ) تلك التي سكنت قلبه بنفس الكلية لِذا فتح هاتفه سريعاً :
" حبيبي داني ، لا تخاف رح أمر عليك – وجه القمر – " .
داني : " حبك برص .. أعرفك ما جاي عشان وجهي بس عادي ! " .
تجاهلهُ ( داني ) بعد آخر رسالة ، و لكنه في وقتِ الخروج ، لم يخرج على الموعد لأن مريضاً أتاهُ متأخراً و هو لم يكن لِيخرج حتى و لو انتهى وقت عمله ، لِيوقن أنهُ لن يراها لذا أرسل لِـ ( داني ) :
" شوف لك حد يوصلك .. عندي مريض ! " .
و في ذات الوقت هو يريد تعويد ذلك الـ ( داني ) على أن يقود بنفسه و لا يعتمد على ( سون بوك ) كالعادة فهو دائماً ملتصقُ بها كالغراء فدائماً عدا يومٍ واحد هي من تأخذهُ للجامعة و هي أيضاً من تُعيده بعدها رغم انه يمتلك سيارة ! .
وصلت الرسالة لِـ ( داني ) لِيفتح عينيه و يرسل له :
" الحمار ! ،عيل مع من برجع ؟ " .
لِيقف لِـ5 ثوانٍ تماماً لِيفكر في ما الذي عليهِ فعله ، هل ينتظرُ ( سام ) فربما هو لن يتأخر ، فبالتأكيد ذلك المريض لن ينام هناك ! لكنه هو أيضاً لا يُطيق الانتظار بدون أن يقوم بشيء ! ، و في الوقت الذي كان هو يفكر فيه عن حل ، فتحت ( سون بوك ) هاتفها للتو فقد انتهى شحنه قبل هذهِ الحصة و قد كانت هي بالفصل لِترى مكالمات داني و رسائله لِترسل له :
" انتظرني .. أنا قادمة " .
وصل صوتُ الرسالة لِـ ( داني ) لِيشعر بالفرحة ظناً منه أن ( سام ) قد أشفق عليه و لكنه رأى أنها ( سون بوك ) لِيحمد الله و يرسل :
" أوكِ " ! .

()*()*()*

في ذاتِ اليوم بينما كان عقربُ الساعة الأكبر يُشير للرقم 12 و الأصغر كذلك يشير لذاتِ الرقم ، كان ( داني ) في غرفته جالساً على الكرسي المكتبي و هو يضعُ الأرنب الهولندي الأبيض الخاص به على حضنهِ ، لِيتحدث إليهِ بصوتٍ منخفض ككل يوم ، رُغم أنهُ يعلم أنه لن يسمعهُ أحد .. لكنه اعتاد على هذا فعليا ً منذ مدة تصل للخمسِ أعوام :
" تشارلي .. إن والدك سيعتني بكَ جيداً الآن و في المستقبل ، حتى و ان اهملكِ قليلاً الآن هو فقط منشغلٌ ببعضِ الاختبارات الغبية " .
ظلَّ ( داني ) يمسحُ بيدهِ على أرنبهِ الصغير حين سمعَ رنة اتصالِ هاتفهه لِيمسكهُ بيدهِ الأخرى ، ليقرأ اسم المتصل .. و يتأملهُ لِثوانٍ ، لِيبتسم بسخرية بعدها و يغلقهُ ! ، لِيعاودَ المتصلُ الاتصال من جديد ليغلقهُ ( داني ) في وجهه من جديد و يغلق الهاتف بأكملهِ بعدها ! ، و بعدها ببضعِ دقائق وضعَ ( تشارلي ) الأرنب الهولندي القزم في قفصهِ ، في حينِ أنه هو ذهب للخارجِ و أغلق الباب بِهدوء كي لا يحس أحدٌ به ، لِيخطو خطواتٍ خفيفة بعدها كي لا يسمعهُ أحد ، و يتجه لِسطحِ المنزل ، فهو يظنُ أن ذلك المكان جيد حين يريد ُ أن يفكرَ بشيءٍ ما ! .. لِذا ظلَّ ( داني ) يسألُ نفسه بـ ما الذي فعلهُ لكي يكون عليهِ مواجهةُ كل هذا ، فما حدث .. قد حدثُ لكنهُ لم يجب عليهِ تحملهُ من حينها ، فبالرغم أن الموضوع قد مرَّت عليهِ .. أعوام ليست بالكثيرة ، إلا أنها بالنسبةِ له تبدو كالقرنِ ، لذا فسيسهلُ للآخرين نسيانهُ بما أنهُ بالنسبةِ لهم كالـ" دراما " الممتعة بينما هو أصبح بطل هذهِ الدراما دون أن يريد ذلك حتى .. فقط في غمضةِ عين ، فقد آذاهُ ذلك الأمر و حطمه إلّا أن ذلكَ الأمر جعلهُ يعرفُ ( سون بوك ) التي كان يجهلها الآخرين ، و في ذاتِ الوقت هذا الوقت جعلهُ يتأخر فصلاً عاماً كاملا ً عن زملاء ِ الدراسة ، بما أنه وُلد في التاسع من يناير لسنةِ خمسةٍ و تسعين إلا أنهُ قد بدأ الدراسة قبل من وُلد في ذات العام بعامٍ واحد ، لِذا فقد كان من المفترضِ الآن أن يكونَ قد تخرج ! .


- انتهى -

()*()*()*

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
سبحان الله و الحمدلله و لا إله إلا الله و الله أكبر .
بانتظار آرائكم .. توقعاتكم .. نقدكم البناء .



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 19-02-19, 03:53 AM   #10

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



- السلآم عليكم .

ما عندي شي أحكيه غير ؟ أكرر اعتذاري ! .

واجهتني ظروف .. و لا تزال تواجهني بس الحمدلله .

بالنسبة للجزء الجاي ؟ إن شاء الله عَ نهاية الأسبوع هذا ، بما انه عندي اختبارات الأسبوع الجاي ، دعواتكم .



الجُزء السادس :

بعد مرور عِدة أيام مضت كالبرق في سرعتها ! ، لم يتبقى الآن لِـ ( آرام ) و ( داني ) إلا اختبارٌ واحد .. بعد يومين ، و بعدها ينتهي هذا الفصل بالنسبة للاثنين ، فيتخرج ( داني ) في حين أن ( آرام ) يتبقى لها فصلٌ واحد .
في هذا الوقت كانت ( آرام ) تجلسُ على الكُرسي المكتبي و هي تمسك باليد الأولى حبّة للصداع و باليد الأخرى كوباً من الماء .. ابتلعتها سريعاً ، لِتضع الكوب بعدها على الطاولة و تسندُ رأسها للوراء على الكرسي ، فهي تعاني مثل هذا الصداع على أوقاتٍ متفرقة سابقاً إلا أنها تريدُ أن تنهي آخر اختبار بشكلٍ جيد .. لأجل المعدل ! ، لذا استعادت نشاطها و همتها ، لتضع يديها على الطاولة و تدفع بنفسها بالكرسي للأمام ، لِتستعد لاختبارِ بعد يومين .

()*()*()*

بعد ساعات :
كان ( داني ) مُنبطحاً على سريرهِ دون أن يفعل شيئاً ! ، و بالقرب منه ( تشارلي ) ! ، حين سمع رنين هاتفه الخاص بالاتصالات ، لِيمد يده و يلتقط َ " الآيفون 7 " الأسود و ما إن قرأَ الاسم حتى فتح عينيهِ باكملهما ، و جلسَ فجأة ، لِيرد سريعاً و يأتيه صوت الطرف الآخر :
" أنا قدام البيت ! " .
أنهى جملتهُ و أغلق الهاتف في وجهِ ( داني ) ، لِيذهب ( سام ) سريعاً بتجاهِ أحد الأدراج و يخرج مغلفاً أبيضَ اللون ، و يخرج بعدها سريعاً و هو يُراقب مساره كي لا يراهُ أحد ! ، و ما إن وصلَ أمام المنزل حتى رأى ذاك الشخص الذي قد وصل لِنصف عقدهِ الثالث بالفعل لكنهُ يملكَ دماغ شخصٍ بالروضة ، رَمى لهُ ( داني ) ذلك المغلف ، لِيلتقطهُ الآخر دون أن يسقط ! .
( داني ) : " ألف مرة أقولك لا تجي هنا ، ترا بجيبهم فلوسك .. ما أسرقهم ! ، من كم سنة و أنا أدخلهم ف حلقك ؟ 5؟ " .
ردَّ عليهِ الآخر بابتسامتهِ التي ترفعُ ضغط ( داني ) : " قلت ما أتعبك ! " .
( داني ) بنبرةٍ ساخرة : " ما تتعبني ؟ " .
أردف ( داني ) بجدية : " تعرف ليش أسوي كذا .. لكن بعد هالمرة تحلم تشوفهم ! " .
تحدث الآخر : " هالجملة اسمعها من 5 سنوات ! " .
لِيردف بعدها : " أخوك ما فاضي .. مسوي فيها عنتر ، لو ما هو ما كانت حالتك بتصير كذا ! ".
تجاهلهُ ( داني ) لِيدخل المنزل و يقفلَ الباب في وجهِ ذلك الشخص لِيهمس بِـ :
" فاروس الحيوان ! " .
لِيجلسَ بعدها على أحدِ الدرجات التي تؤدي لِغرفةِ المعيشة و هو يفكر ُ كيف عليهِ التخلص من هذا الأحمق .. للأبد ! .
حينها لم يكن ( داني ) يعلم أن والدتهُ قد رأتهُ بالفعل .. و هي تعلم فعلياً بمَ يفعل و لمَ يفعله ُ حتى ! .

()*()*()*

في ذات الوقت :
كانت ( سون بوك ) تُمسكُ بكوبِ القهوة الذهبي الخاص بها ، و هي تقفُ على الشُرفة ، لِتنظر على ساعةِ معصمها : " 12:00 " ليلاً ، تنفست بعمقٍ لمرات متتالية ، لِتضع بعدها الكوب على السورِ .. إن صح تسميته سور ! ، لِتسند ظهرها على الجدار و هي تراقبُ النجوم ، فَـمثل كل يوم ستعودُ بذاكرتها للوراء :
( تذكرُ أنها ذات يوم حين قاربَ الفصل الدراسي على الانتهاء ، كانت تجلسُ في مقعدها المعتاد موّجهةً بصرها للنافذةِ التي بجانبها حين أحست بقدم تركلُ طاولتها ، لِترى ( أون هو ) كما كانت تتوقع تلكَ المتنمرة ذات الشعر المصبوغ بالأشقر ، نظرت إليها ( سون بوك ) بِملل :
" كفي عن افتعالِ المشاكل .. فقد اضطرُ هذهِ المرة لِارسالكِ للمشفى " .
جلست ( أون هو ) على طاولةِ ( سون بوك ) : " أونّي .. انتِ سترسلينني للمشفى من هنا و أنا سأرسل أحد أحبابكِ للمشفى من الجهة الأخرى " .
نزلت من على الطاولة و هي تردف بالانكليزية : " هذا عادل ! " .
تعجبت ( سون بوك ) من كلامها لِتقف للحاقِ بها إلا أنها قدميها قد توقفتا عن المشي تلقائياً حين رأت ( يونغ جي ) يدخلُ للفصلِ الآن و هو يبدو بخير ! .
لِتتجه سريعاً لِـ ( أون هو ) و تضع يدها على كتفها و تجعلها تلتفتُ لها ، لِتتحدث ( أون هو ) أولاً :
" أونّي ابعدي يدكِ ! .. انها تؤلم فعلاً ، يبدو انكِ قد تدربتي على التايكواندو جيداً " .
( سون بوك ) و هي تضغط على كتف ( أون هو ) بِقوة : " ما الذي تقصدينه ؟ " .
( أون هو ) : " سون بوك أونّي ابعدي يدكِ أولاً " .
أبعدت ( سون بوك ) يدها و هي تنظرُ إليها باشمئزاز .. فقد كرهت كلمة ( أوني ) هذه التي تقولها الفتاة للفتاة الأكبر منها ! .
( أون هو ) : " أوني فقط كنتُ أريد العبث معك ِ ! " .
قالتها و ابتسمت بِحقارة ، لِتتجاهلها ( سون بوك ) و تتجه لِمقعدها إلا أنها سمعت ( أون هو ) تصرخُ لها :
" أوني اعتبريه كتمهيدٍ أو تهديد ! ".
تجاهلتها ( سون بوك ) مجدداً فمن الواضحِ أن هذهِ الـ ( أون هو ) مجنونة ! و قد تكون لا تملكُ عقلاً حتى ! .
لِيمرَ اليوم بعدها بشكلٍ طبيعي ، و في طريقِ العودة للمنزل حين كانت ( سون بوك ) تمشي برفقة ( يونغ جي ) ، نطق ( يونغ جي ) :
" لقد أخبرتكِ أن نعود بالحافلة .. هذه ليست أمريكا لتمشي كل هذهِ المسافة " .
( سون بوك ) : " لم أجبركَ على مرافقتي " .
نظرَ إليها ( يونغ جي ) بطرفِ عينه ، لِيكملا طريقهما ، لِيتحدث ( يونغ جي ) من جديد :
" لماذا لا نذهب لِمطعم أخي ؟ " .
( سون بوك ) : " لا .. لماذا نذهب ؟ سيوبخنا أو يحتقرنا ، واحد ٌ من الاثنين ! " .
( يونغ جي ) : " و قد ازداد احتقاراً لنا بعد صبغاتِ الشعر هذه التي وضعناها ! " .
كان ( يونغ جي ) يتحدث عن صبغةِ شعرهِ الجديدة ! .. بني قريب من الذهبي ! ، في حين أن ( سون بوك ) صبغت شعرها بدرجات من اللون البني ما عدا أطرافِ شعرها كانت باللون الأزرق .
( سون بوك ) : " أظن أنك تقصد صبغة شعري أنا فقط .. في حين أن صبغة شعرك طبيعيه ربما هو ينتقد طريقة الحلاقة ! " .
( يونغ جي ) : " صحيح .. إن أخي يبدو و كأنه من العصر الحجري ! " .
أردف ( يونغ جي ) و هو ينظرُ لِـ ( سون بوك ) : " لقد وصل شعركِ لمنتصف ظهركِ .. من الجيد أنكِ تخليتي عن تسريحاتكِ السابقة .. كالفتيان ! " .
نظرت إليه ( سون بوك ) بطرف عينيها :
" الأهم .. لا أدري لماذا الآن أصبحت أشعر برغبةٍ في الذهاب لمطعم خالي ! " .
( يونغ جي ) : " أحب اغضابه ! " .
لِيتابعَ الاثنانِ السير ، و حين وصلا بالقرب من المطعم ، فتحا الاثنان عينيهما و في ذات الوقت تشكلت فتحةٌ صغيرةٌ بين شفتيهما .. علامات الصدمة ! ، لِيجريا سريعاً و يدخلانِ للمطعم ، لِتدخل لِنطاق بصرهما فتاة طولها ما بين المتوسط و الطويل بشعر أشقر و 5 أشخاصٍ آخرين يبدون مألوفين للغاية ، التفتت الفتاة ذات الشعر الأشقر .. ( أون هو ) .
( سون بوك ) بصوتٍ مرتفع : " أخرجي قطيعكِ و اذهبي من هنا ! " .
( أون هو ) : " أوني لا تغضبي ! " .
كان قطيع ( أون هو ) كما تقول ( سون بوك ) يدمرون و يحطمون مطعم خالها ، فالفتاتين هما تابعاتها ، و الثلاثة شبان هم أولئك اللذين سبق و تعارك مع ( يونغ جي ) .. حين وصل الأمر للشرطة .
لم يستطع الاثنان تحملَ الأمر .. فككل يومٍ يبدأ الشجار المعتاد ، لينتهي كالمعتاد أيضاً إلا أن الاضافة الوحيدة هي وجود الشرطة ! .. و التي أقنعهم أخ ( يونغ جي ) أن هؤلاءِ الاثنان من العائلة بصعوبةٍ بالغة ، لِذا ما إن رحلت الشرطة و حشدُ الناس المُجتمع حتى جاء الأخ الأكبر لِـ ( يونغ جي ) و الخال الوحيد لِـ (سون بوك ) لِيصرخ على الاثنان :
" ألن تكفا عن افتعالِ المشاكل ؟ " .
أردف الحديث و هو ينظر لِـ ( يونغ جي ) ذي الشِفاه المتورمة و اليدين الداميتين :
" أنت .. ألا تفهم ؟ كم مرة قلت لك أن تتوقف عن فعل التفاهات انك في السابعة عشر بالفعل ! ، انظر لنفسك كيف تبدو ! .. في الواقع هل يمكنك عدّ كم مدرسة نُقلت منها و اليها بسبب غبائك و شجاراتك .. هل تظنُ أنك الرجل الخارق؟ ! " .
في الواقع كان ( يونغ جي ) في السادسة عشر إلا أن في العمر الكوري يقومون بزيادة عامٍ واحد .
صمت لوهلة و هو ينقل ُ بصره لِـ ( سون بوك ) :
" و أنتِ ؟ .. هل انتِ فتاة فعلياً ، انظري إلى نفسك .. وجهكِ ينزف و كأنك فتاة عصابة تتعارك في الأزقة ! .. لا أدري ما الذي فعلتهُ أختي ليعاقبها الرب بابنةٍ مثلكِ ! "
نظرت إليه ( سون بوك ) نظرةً لا تحمل أي معنى لِيردف هو :
" ألا يكفي انكِ دفعتي بوالدتكِ للانتحار ؟ .. هل تريدين قتلي أنا أيضاً ! " .
آخر شيءٍ قاله جعل شرخاً كبيراً يُرسم في قلب ( سون بوك ) ، لِذا وقفت لِتحمل نفسها خارجاً و هي تمسح الدماء التي على وجهها بِالمنديل الورقي ! .. فهي للآن لا تدري لماذا انتحرت والدتها حتى و لكن خالها يحملها مسؤولية هذا أيضاً ! .. فها قد ماتت ( ماريسا ) و انتحرت والدتها و خالها يكرهها ! و في المدرسة تتعاركُ دائماً !.. تنفست بعمق و هي تنظرُ للسماء ! .. لم تكن تعلم ما الذي عليها فعلهُ حينها ، أين طريقها و وجهتها ، ما الذي يجبُ القيام بهِ الآن ؟
"هل سينتهي بي الأمر أتسكعُ في الشوارع " سألت نفسها بضياع ! ، بينما كانت عيناها تُلقيان نظرةً أخيرة .. ربما ! على ( سيول ) ، هل هي حقاً قد خسرت هِنا .. هل وصلت للنقطة التي ستخسر فيها كل شيء ؟ ، لِذا فقد قررت قراراً الآن ستعود لِأمريكا .. و تحاولُ العيش هذهِ المرة لِأجل ِ نفسها .. لِذا عادت لِلمنزل سريعاً و ما إن دخلت حتى رأت خاليها الاثنان و جدتها ، لِتسألها الجدة :
" أين كنت ِ؟ " .
( يونغ جي ) : " لقد بحثت عنكِ كثيراً ! " .
انحنت ( سون بوك ) : " آسفة " .
لتذهب بعدها سريعاً بتجاهِ غرفتها و هي تفتحُ خزانة الملابس و تبحث في الرفوف تحت الملابس لِتجد أخيراً الظرف الذي تريد .. لتقوم بحساب الأموال التي بداخله ، لِتحمد الله بداخلها أن المال سيكفيها لتذكرة العودة لِأمريكا بعد أيام ! .
لِيحصل بعد أيامٍ فقط ما خططت له ! ، فهي تذكرُ ردات فعل الجميع حين أخبرتهم انها عائدة لِأمريكا :
الجدة : " سون بوك ! ، عليكِ البقاء هنا ، لا أحد هناك معك ! " .
( يونغ جي ) : " هل جننتِ ؟ أم أصابتكِ الحمى .. كيف لكِ أن تذهبي هناك و لا يوجد معكِ أحد ! ".
خالها الآخر : " ألستِ بخير؟ لم يعد لكِ أحدٌ هناك .. عليكِ اكمال حياتكِ هنا ! " .
و بعد محاولات طويلة أقنعتهم ( سون بوك ) ، إلا أنها تعلمُ أن السبب الحقيقي الذي أقنعهم هو قولها بأن عمتها هناك في أمريكا و أنها ستكون معها ! " .
لِا فأخيراً عادت ( سون بوك ) لِأمريكا .. و هي تتذكر جيداً الذي حدث ما إن وصلت للمنزل وجدتهُ مقفلاً !:
" هل عمتي بالخارج ؟ " !
كانت ( سون بوك ) تحملُ مفتاحاً آخر ، النسخة التي كانت ملكاً لوالدتها ، لِتخرج المفتاح و تدخل للمنزل ، و ما إن دخلت حتى بدأت تسعل ُ من آثارِ الغبار .. يبدو المنزلُ و كأنهُ هُجر منذ عامٍ كامل ! ، فصحيحٌ أنها و والدتها قد غادرتا منذ عام .. و لكن من المُفترض أن تكون عمتها هنا ! .
ظلت ( سون بوك ) تسعل حتى احمرت عيناها ، لِتدخل و هي تجر حقيبتها وراءها ! ، لِترى ورقة على الطاولة :
" سون بوك .. أنا أعلم أن والدتكِ ذهبت للأعلى ، أنا آسفة لترككِ بهذا الشكل و لكنني أيضاً أريدُ عيشَ حياتي الخاصة .. و أنتِ من الصعب العيش معكِ ، لا تنتظريني أبداً .. أنا في البرازيل سأتزوج .. لن نلتقي في هذهِ الحياة و لكن ربما في القادمة ! " .
تفاجأت ( سون بوك ) من المكتوب : " كان من المفترض أن أتوقع هذا .. فأنتِ أخت والدي ! " .
جلست ( سون بوك ) على ركبتيها و تلكَ الرسالة قد أصبحت مجّعدة للغاية نتيجة ضغط ( سون بوك ) عليها بيدها .. ذرفت ( سون بوك ) الدموع ذلكَ اليوم .. بل الكثير من الدموع ، لِتحدث نفسها وسط دموعها : " أظنُ أن كلام ذلك المُسِّن كان صحيحاً ، سيعاقبني الرب ذا يوم على أفعالي ، و ها قد عاقبني الرب لذا أنا لا يحق لي أن أعترض حتى و أقول " لماذا يحدث لي هذا " ، لِتسأل نفسها بعدها مراراً و تكراراً ما الذي عليها فعلهُ .. كيف ستعيش في هاتين السنتين قبل أن تتخرج ! .. الآن فقط .. الآن ندمت لأنها تأخرت عاماً ! .. إلا أن الأمر لا يتوقف على الثانوية فقط .. فبقيت سنتان على انهاءِ الثانوية و لكن لتحصل على حياة أفضل عليها الذهاب للجامعة .. إذن 4 أعوام .. المجموع ستة أعوام ، كيف ستعيش في هذهِ الـ6 أعوام ! ، هي تعلم ُ أن هناك طرق ٌ أسهل لكسبِ المال كالغناءِ و التمثيل .. و طرق أخرى رخيصة ! .. إلا أنها لا تريد هذهِ الطرق فهي تراها كلها رخيصة ! .
ذرفتِ المزيد من البلوراتِ الملحية ، لم تكن تظنُ يوماً أن حياتها قد تصل لِهذا المستوى ، فهي تتمنى لو أن كل هذا كابوس مزعج ستصحو منه قريباً فزعةً قائلةً : " لقد كان كابوساً بشعاً " .. إلّا أنه واقع بشع و ليس كابوساً ! .. إن حياتها فعلياً مُثيرة للشفقة فقد ابتدأت المشاكل قبل أعوام حين هربَ والدها من المنزل ليؤسس عائلةً أخرى مع امرأة أخرى .. فقد تركهم بكل سهولة هكذا ، و بعدها فقدت ( ماريسا ) بعد سنين من المرض و بعدها انتحرت والدتها و الآن هربت عمتها ! .. لماذا يتخلى الجميع عنها هكذا بسهولة .. لماذا يتركونها ؟ .
وقفت و هي تمسحُ دموعها لِتتجه للاطارِ الذي يحمل صورة عائلتها ما عدا والدها الهارب ! ، لِتتحدث بصوتها الباكي المتألم :
" لماذا ؟ أليس من الأفضل لو كنا نعاني جميعاً الآن " .
أردفت بعدها : " كيف رحلتم هكذا ؟! .. لماذا علي تحمل كل هذا لوحدي ؟! " .
لِتصرخ و هي ترمي الصورة لِيتحطم الإطار و كذلك الزجاج : " لماذا ؟! " . )


- انتهى -
()*()*()*
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
سبحان الله و الحمدلله و لا إله إلا الله و الله أكبر .
بانتظار آرائكم .. توقعاتكم .. نقدكم البناء .




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:19 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.