آخر 10 مشاركات
100- الإرث الأسر - آن ميثر - ع.ق - مكتبة زهران ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          نوفيــ صغار أسياد الغرام ـلا -قلوب زائرة- للكاتبة الآخاذة: عبير محمد قائد *كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          18 - بين السكون والعاصفة - كاى ثورب - ع.ق ( نسخة اصلية ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree157Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-18, 08:19 AM   #71

بنت سعاد38

? العضوٌ??? » 403742
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » بنت سعاد38 is on a distinguished road
افتراضي


فصل رااائع ااحاسيس متخبطة وقوية بين الابطال حقيقى فصل ممتع

بنت سعاد38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-18, 10:22 PM   #72

emtalal

? العضوٌ??? » 314698
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 314
?  نُقآطِيْ » emtalal is on a distinguished road
افتراضي

👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍

emtalal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-18, 11:07 PM   #73

ذهب
 
الصورة الرمزية ذهب

? العضوٌ??? » 63328
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 493
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » ذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

فصل جميل ومشوق كالعادة
لا مجال للملل مع أبطالك
بداية مع تامر وتسنيم
تامر المجروح من الكل ... شخص واضح وصريح وداخله نظيف لذلك كانت ردة فعله قوية أثر الخداع الذي تعرض له
تسنيم أظن بأنها ستكون البطلة الوحيدة التي لم أحبها ولكن ربما أحتاج وقت كي أحكم عليها أو ربما لأني من الفصل الأول كان يعجبني تامر وحتى الآن لا أشعر بأن تسنيم تناسبه شعرت بأنها باهته عنده لم أشعر بالكيمياء بينهما
ربما أنا متحيزة لتامر جدًا

تسنيم تملك وقاحة تعجبت منها يعني الشخص ساعدها وهو غير ملزم مع ذلك تتطاول عليه وتطبخ طعام لا يؤكل بطريقة فتاة في الـ12 من عمرها وهي أم ومسؤولة والمفترض ناضجة
بصراحة كنت أتمنى لتامر فتاة لم تمر بتجربة من قبله كيدًا بسمر هههههههه
أعلم بأني قاسية تجاه تسنيم ولكني لا أعلم لِمَ لا تعجبني عكس بقية الابطال لذاك سأنتظر

علي وسما
في كل حرف يتراشقونه مع بعضهم ينتشر معها الغيرة والغضب والألم وخاصة العتاب
كل واحد منهما يعتب على الأخر ولايعلم على ماذا بالضبط لذلك لايستطيعون صياغة حروفهم
لذلك يجرحون بعضهم كل مرة
الحب الكامن في قلب علي والظاهر في حركاته كلها تجعله يتحول لمئة شخصية في الدقيقة دون أن يشعر بذلك
علي الهاديء المنضبط يفلت عياره مع سماء وحدها !
و سما يحزنها بأن علي لا يصدقها ولا يصدق مشاعرها ويكاد أن يتسرب من بين أصابعها
و مريم تلك الإنسانة التي دخلت في المنتصف بينهما هل تعلم أو تشعر بهذا الحب ؟!

أدهم وأسيل
مزيد من الوجع ومزيد من الألم والإنكار والهروب
فالسد الذي بينهما كبير هي لن تستطيع هدمه مهما حاولت وهو سيزيد في بناءه حتى يبعدها عنه ويشعر بأن انتقامه تحقق من مبدأ يقطع أنفه نكاية بوجهه
هو أب أُمتحن بأعز وأغلى ما يملك وهي خانة امانته
وهي امرأة أُمتحنت بحرمانها من الانجاب وهو لم يستوعب ذلك
أتوقع بأن أدهم سيزيد بانتقامه وسيفعل كما هدد بأن يرتبط بأخرى أمامها كما فعل من قبل
فمن فعلها مرة سيفعلها كل مرة !
وأسيل لم يعجبني تصرفها معه هي كانت كمن يزيد وقود ألمه
كأنها تستهتر عندما ذكرت بأنه سيكره ابنه لأنه حرمه منها
هو لن يفعل يا أسيل لأن الابن هو الروح
كان على أسيل أن لا تتجرأ ولا تستقوي
بل أن تتركه حتى يهدأ
أن تحترم ألمه فيها وفي ابنه
أن تترك له مساحة قليلة حتى يشفي غليله ويشعر بأنه انتقم
أما الآن فهي أخرجت الوحش الذي بداخله وياويلكِ يا أسيل

أحمد وعلا
الحب الأسود
الآن عند وجود العم الذي يشكل تهديدًا سيتحدان من أجل علي ومن أجل نفسيهما فأحمد سيخاف على علا وهذا سيكون أول اعتراف للحب
وعلا سترى أحمد بصورة أخرى ليست كما رسمتها له
اتحادهما سيجعلهما يضطران أن يعيشا كزوجين حتى يصدق العم وستبدأ حينها قصة حبهما

مراد
أتوقع بأنه سينصح أسيل باتباع طريقة أخرى مع أدهم
فأدهم يخاف من فقد أسيل ويغار حتى الموت وعلى أسيل أن تستغل ذلك في استعادة أدهم

وشكرًا لك على هذا الجمال ❤


ذهب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-18, 08:16 PM   #74

mariam93

? العضوٌ??? » 342792
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 94
?  نُقآطِيْ » mariam93 is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

mariam93 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-18, 11:53 PM   #75

diaa_jedah

? العضوٌ??? » 148351
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 718
?  نُقآطِيْ » diaa_jedah has a reputation beyond reputediaa_jedah has a reputation beyond reputediaa_jedah has a reputation beyond reputediaa_jedah has a reputation beyond reputediaa_jedah has a reputation beyond reputediaa_jedah has a reputation beyond reputediaa_jedah has a reputation beyond reputediaa_jedah has a reputation beyond reputediaa_jedah has a reputation beyond reputediaa_jedah has a reputation beyond reputediaa_jedah has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

diaa_jedah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-18, 02:02 PM   #76

N123bg

? العضوٌ??? » 411078
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 297
?  نُقآطِيْ » N123bg is on a distinguished road
B16

السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس سسسسلام عليكم

N123bg غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-18, 11:30 AM   #77

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير
تسجيل حضور
بانتظارك 💖💖


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-18, 07:06 PM   #78

لجين عمر

? العضوٌ??? » 359282
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 505
?  نُقآطِيْ » لجين عمر is on a distinguished road
افتراضي

موفقه بإذن الله. . . لكي مني أجمل تحية

لجين عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-18, 07:17 PM   #79

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (3) القسم الاول


اعتذر لاني لم ارد على من علق واعدكم بالرد غدا باذن الله

صرخة عنفوان أنثى الفصل (3) القسم الاول
المشاركة 1






الخوف .. احساس يشل اطراف المرء .. يجعله يقوم بتصرفات غير معتاد عليها .. يتوقف عقله عن العمل وتبدا حواسه بمحاولة تدارك اي موقف .. انه احساس يجعلك ترى شريط حياتك في ثواني .. وتحاول تقدير اولوياتك في الحياة .. يبسط المشاكل المعقدة ويجعلك ترى كم ان الدنيا فانية امام لحظة تظن فيها انك مثلا قد تفقد حياتك او حياة شخص تحبه .. الخوف .. يهدم الممالك .. ويقيد الشعوب .. يسيطر على العقول .. ويفقد المرء حكمته وحسن تصرفه .. فاذا اراد شخص ان يهزم اخر قوي جدا ما عليه سوى ان يرعبه ليحطم كل حصونه دون ان يشعر .. الخوف .. السلاح الاعظم في اي علاقة .. فاذا كان المرء لا يملك في هذه الدنيا ما يخاف منه او من يخاف عليه فهو هنا يكون ملك كل مفاتيح القوة المطلوبة ليهزم اعتى الامور والاشخاص .

كل العالم كان متوقف في هذه اللحظة .. كل شيء من حولها حتى الهواء شعرت به متربصا بها وهي تقف في ذلك المستودع القديم المهترئ وعيناها تحطان على ذلك الشاب المقيد باحكام على كرسي حديدي صدئ وقد ظهرت اثار الضرب عليه بطريقة همجية .. دماء سائلة من جروح وكدمات ملات وجهه وقد كمم فمه بخرقة قماش بالية .. جسده المثخن بالجراح بدوره كان مستسلما حتى بدا اقرب الى كونه جثة .. انفاسها التي احتبست بصدرها اطلقت جرس الانذار لتطلقها على هيئة زفرة طويلة مرتجفة شعرت بعدها بيد احمد التي عادت لتمسك كفها وبه وهو يقف امامها مخفيا اياها عن الاعين المتربصة بهما ... سمعت نبرته الهازئة وهو يقول لعمه ( اووه لقد حولتما الرجل الى اصبع كباب مشوي .. لما كل هذا .. هل اعترف ياترى )
احابه عمه وهو يرمقه بطرف عينه ( سترى بنفسك الان .. بسيوني .. افتح فم هذا البلبل ليغرد ويجعلنا نسمع ما سيقوله )
كان رعب علا قد وصل الى الذروة وهي تراقب الموقف امامها .. المفترض ان احمد كما فهمت كان يعطي الوثائق لشخص ليسلمها للشرطة كي لا يظهر في الصورة .. وعلى ما يبدو هذا هو الشخص الذي كان يتعامل معه .. والان .. هل جلبهم عمه ليسمعو الاعتراف باذانهم ويقضي عليهم بعدها .. كف احمد الدافئة هي فقط ما اوقفتها على قدميها ومنعتها من الانهيار او الهرب مما يحدث .. كما ان صوته الهادئ جعل ارتجافتها داخلية مع محاولتها السيطرة على مظهرها قدر استطاعتها .. فيبدو من مظهره وكلامه وكانه واثق من امر ما .. صوت عمه الذي قصف بهدره بين جدران المكان المهترئة وهو يساله جعل ارتجافاتها تزداد بلا ارادة وهي تغلق عينيها وقلبها يرتعش كعصفور في وجه تيار مزلزل ( تكلم .. لما وشيت بالشركة التي تعمل بها .. لحساب من تعمل )
صمت ساد المكان للحظات شعرت فيها علا بانها دهور قبل ان ترتفع صوت ضحكة الرجل الخشنة من شدة صراخه وهو يقول بحقد بالغ ( ابنتي .. لقد قتلها ذلك الحقير .. لقد جاءت لتدرب عنده .. بعد ان اخذتها بيدي لمكتبه لتعمل كسكرتيرة عنده لوثوقي به .. فلقد عملت معه لعشر سنين بكل اخلاص .. عمره الذي تخطى الخامسة والاربعين وحبه لزوجته الذي يتغنى به امامنا .. كل هذا جعلني متاكدا انها في ايد امينة .. ولكن .. اوهمها .. ضحك عليها .. سرق شرفها .. مرغ سمعتها في الارض .. ثم .. من كثرة الضغوط التي تعرضت لها بسببه وبسبب تهديداته الدائمة لها بانه سيفضحها امامي .. انتحرت ..اجل .. ابنتي الوحيدة التي تعبت كثيرا في تربيتها ماتت بين يدي وهي تطلب مني ان اسامحها .. نحن الذين نربي اطفالنا ليكونو سندنا عندما نكبر ونجد من يدفننا ويدعو لنا بعد موتنا .. تنعكس الاية وادفنها بيدي .. كان يجب ان يموت بعد فقدانه لكل شيء )
كلمات الرجل المنهارة صدمت علا التي توقعت كل شيء الا هذا .. يدها التي ارتجفت بين يدي احمد فاحست به يقربها منه لتستند اليه .. وكم كانت تحتاج لدفئ جسده ورائحته التي تغلغلت عميقا كي تتماسك امام ما تسمعه .. صوت عمه الذي عاد ليقصف بجنون هذه المرة وهو يتقدم نحو الرجل ويلكمه بكل قوة حقيرة على وجهه الدامي اصلا ( من الذي حرضك .. من الذي ساعدك .. تكلم )
عاد صراخ الرجل ليرتفع وهو يضحك بهستيرية ( لا احد .. لا احد.. لقد تتبعت المستندات الضرورية والتي اطلع عليها بحكم منصبي وقدمتها للشرطة مع مواعيد التهريب للشحنات الفاسدة )
صوت صفعة رج المكان مرة اخرى وجسد الرجل يتمايل بعنف على الكرسي من اثرها انتفضت له علا بقوة وكادت بدورها ان تصرخ راجية منه ان يتوقف ولكن يد احمد ضمتها في نفس اللحظة التي لمحت فيها ذلك المسدس الذي اخرجه عمه بلمح البصر مطلقا رصاصة اخترقت منتصف جبهة الرجل .. كان ما حدث اكثر عنفا من ان تحتمله علا التي تخيلت نفسها واحمد مكان هذا الرجل لو تم الامساك بهما .. رحبت بذلك السواد الذي كسا عينيها وهي تغيب عن وعيها وجسدها ينتفض انتفاضته الاخيرة مع صوت احمد الذي كان اخر ما سمعته وهو ينادي عليها .
لسعات خفيفة على وجنتها كانت السبب باستيقاظها من ذلك الكابوس الطويل الذي كانت تصارع فيها خيالات مرعبة لرجال مبهمين وصوت ضحكات انثوية مليئة بالحقد ترج المكان وقد وقع في نفسها بانها لاخت احمد التي اصدرت قرار موتها هي بدم بارد مضحية بها ليعيش ابنها .. عينيها اللتان دارتا في الحجرة لتستكشف مكان وجودها وقعت على احمد الذي كان يجلس على كرسي مقابل السرير وقد بدا شاردا الذهن وعيناه مثبتتان على الجدار .. حركتها الطفيفة على السرير جعلته ينتبه لاستيقاظها فانقلبت ملامحه للسخرية بسرعة وهو يراقبها بلمعة اهتمام لم يتمكن من اخفائها قائلا باستهزاء ( اذن واخيرا استيقظت حمامة السلام الخائفة .. صدقيني لقد كدت ان اصدق بانك رقيقة مرهفة الاحساس ولكن ..بالطبع الانسان لا يخدع مرتين )
لم تكن مهتمة بما يقوله .. فقط تساؤل مخيف استوطن روحها وجعلها ترفع عينيها المرتعشتين وهي تساله بهمسة متتقطعة ( هل .. مات .. كيف .. الم تكن انت )
نظرات احمد المتفحصة لها اربكتها اكثر وقطعت انفاسها وهي تناظره محاولة استشفاف ما يخبؤه وقد توقعت الاسوء . صوته الذي ازداد سخرية ادركت فيها انه يخفي من خلالها مشاعره وهو يقف ببطء ( اهدئي قليلا .. التقطي انفاسك )
تهربه الواضح من الاجابة زاد من تشوشها فتسائلت ونبرات صوتها تفضح ارتجافها (كيف فعلت هذا .. كيف حدث كل هذا .. الرجل حتى لم ينظر اتجاهك .. وكأنه حقا لا يعرفك )
مط احمد شفاهه وهو يعود لجلوسه ببطء على الكرسي مجيبا اياها بلامبالاة ( ولكنه حقا لا يعرفني .. ثم .. هل لي ان افهم لم تسالين تحديدا )
اجابته زادت من تشوشها وانفاسها تتلاحق بتساؤلها المحتد ( كيف لا يعرفك .. الم تكن تسلمه الملفات و .. )
قطع كلامها بضحكة ساخرة مستخفة ( اووه علا .. هل تعتقدين اني مبتدئ لهذه الدرجة )
ازدردت لعابها بصعوبة وصوتها يخرج ببحة واضحة وصورة الرجل المقتول تعود لمخيلتها (مالذي يعنيه قولك .. الرجل مات امام اعيننا .. انت حتى لم تنبس بحرف .. اليس هو رجلك الذي استخدمته ل .. )
عاد لمقاطعتها وهو يلوح باصبعه باتجاه الحجرة ( اولا .. اخفضي صوتك فنحن لازلنا بضيافتهم .. و .. مالذي انتظرته تحديدا للتو مني .. لقد لاحظت ان عمي قد جلبنا مخصوص كي يكتشف ان كان لنا ضلع بما جرى .. لذا .. ) رفع اكتافه متابعا باستنكار ( نحن لا نعرفه وهو لا يعرفنا .. حتى وان كان الرجل الذي استخدمته ولكن .. عند هذه النقطة تنتهي حكايته معنا )
نظرت اليه بذهول وقلبها يقصف بعنف وطعم الصدأ يرتفع بحلقها .. نظراته المستنكرة زادتها بشعور القرف ..وبنبرة ازدادت ذهولا تساءلت بتلعثم ( احمد .. انا لا افهم .. لمرة واحدة كن واضحا بكلامك .. كيف استخدمته وكيف لا نعرفه ؟ .. لم تشعرني باني طفلة غبية )
نظر اليها ببطء متمعن وهو يجيب بتلكأ متعمد ( اجل انت طفلة .. ولكنك تتغابين بشكل متعمد في بعض الاحيان .. ان جواب سؤالك هو نفسه ما تفكرين به وترفضين الاعتراف فيه ..) وصمت قليلا وهو يراقب ملامحها المتشنجة قبل استدراكه بخفوت تاكيدي ( لم اكن لاظهر نفسي امام واشي للشرطة يا علا )
بلهفة سالته ( اتعني .. انك كنت تقابله متنكرا و .. )
انقطع كلامها مع حركة راسه الرافضة .. راقبته وهو يقوم مرة اخرى عن الكرسي ويوليها ظهره قائلا ببرود ( بل يعني اني وجدت الرجل المناسب ذو الحجة المناسبة ووضعت امامه الملفات المناسبة .. ليستخدمها هو بغبائه بشكل واضح كشف شخصه امام عمي .. ولكن .. المهم عندي حياته .. اما ثمن غبائه فلقد دفعه بحياته )
شهقة كتمتها بباطن كفها وشعور بالدوار يكتسحها وتلك الحقيقة تتمثل امامها .. وبنبرة خافتة سالته ( اتعني .. انك كنت تعلم عن رغبة هذا الرجل بالانتقام .. فوضعت بطريقه كل ما يسهل الامر عليه دون ان تظهر انت بالصورة .. استغليت حبه لابنته ورغبته باذية من اذو بنته لتتاكد من ان الملفات ستصل للجهة المطلوبة من العدالة وهو مقتنع انه من قام بهذا .. الا انه بالنهاية كان مجرد لعبة بيدك ؟ )
التفت احمد اليها واخذ يراقب عينيها الدامعتان وقلبه ينتفض بشكل غريب مع مظهرها .. صدمتها بهذه الطريقة صدمته .. من هذه الفتاة .. فتارة تبدو اقسى من الفولاذ .. واكثر خبثا من الافاعي .. واشد ظلمة من قاع المحيطات .. وتارة تبدو كطفلة مرعوبة .. وكانسانة تخاف على من حولها .. حساسة تتاثر بشكل مضاعف .. ذلك الاهتزاز الذي شعره اغضبه اكثر فاجابها بقسوة ثلجية ( لقد لخصتي الامر بطريقة رائعة )
هتفت به عندها بحدة مرتعبة ( اتعي ما تقوله .. كيف تقول لي باننا مسؤولين عن قتل انسان بكل هذا البرود .. انسان كل ذنبه انه احب ابنه ؟)
بحركة خاطفة تقدم منها ليرفعها من جلوسها النصفي على السرير وهو يمسك ذراعيها بقسوة ( الامر لا يعنينا .. انت .. )
قطعته ويديها تضربان صدره وقد بدات دموعها بالهطول ( كيف لا يعنينا .. اين ضميرك .. كيف تستغل ماساة رجل ضعيف كهذا لصالحك و .. )
هزها بقوة اكبر وكلامها يضرب روحه التي ظنها ماتت منذ زمن وهو يقاطعها بعنف ( واين كان ضميرك هذا عندما استغليت ماساة اختي وقتلتها .. لا تتكلمي عن الضمير .. انت اخر انسانة يحق لها ان تحاسبني على هذه النقطة .. من اراد الانتقام فليستعد ليغسل يديه بالدماء )
بانفاسها المتسارعة هتفت بخفوت متالم ( توقف .. انت تؤلمني .. كفى .. )
انتبه في هذه اللحظة الى اعتصاره وهزه العنيف لجسدها حتى بدت كورقة خريف تتلاعب الرياح بها بقسوة .. نفض يديه بسرعة عنها فوقعت مرة اخرى على السرير وهو يلتفت عنها بسرعة محاولا استعادة سيطرته على نفسه والتي اصبح يفقدها مؤخرا كثيرا بسببها .. سمع همستها اللاهثة من خلفه ( انا .. لا اود الانتقام .. كل ما اريده ان اعيد الامور لنصابها . فقط .. انا .. لا اود ان احمل اثم شخصا اخر )
كلماتها المتخاذلة الراجية اشعرته بحمل جبال يرزخ اسفله .. بغضب متفجر هتف ( هذا انا .. وهذه طريقتي .. وانت زوجتي .. ولقد قبلتي ان تكوني شريكتي .. لذا .. كفي عن معارضتي )
هتفت بالم ( ان كنت شريكك فلما لا تخبرني عن تحركاتك .. لم تفاجئني هكذا .. اتعلم كم ارتعبت للتو .. اتعلم كم خفت عليك وعلى نفسي وانا اتخيل انفسنا مكان ذلك الرجل مقتولين .. علي .. ليس له احد سوانا و .. )
كانت تهذي بخوف وقد انهارت كامل اعصابها .. كل ما تتعرض له هي ليست معتادة عليه .. وهو اصبح يعلم حالتها هذه التي تسبق ظهور جدرانها الفولاذية التي تحصن نفسها بها .. لقد اصبح يعلم جيدا لاي درجة قد تصل بتانيبها لضميرها قبل ان تنقلب للجانب الاخر بشكل فجائي مرعب .. التفت نحوها واخذ يقترب منها ومنظرها الباكي يزيد من اوجاعه وهمومه .. هل كان ينقصه هذا ايضا .. الا يكفيه ما يقع عليه من مسؤوليات .. جلس بهدوء على طرف الكرسي ورفع راسها بيده التي ركزت ذقنها لتنظر اليه بعينيها المرتعشتين .. وبنبرة واقعية عملية اجابها ( ان كنت قد تعلمت شيئا في كل حياتي هو .. ان حذر الانسان من عدوه مرة فعليه ان يحذر من صديقه مئة مرة .. كي لا يلدغه في نقاط ضعفه التي يعرفها جيدا حتى لو دون قصده .. كلما كانت معرفة الانسان اقل كلما كان ذلك اقل خطرا عليه .. لذا .. فقط حاولي الالتزام بما اقوله لك .. وكفي عن التحليل والتفكير وتحميل نفسك الهموم والذنوب .. فطريقنا لازالت طويلة جدا .. افهمتي ؟ )
كلماته التي بدت لها كدستور تعامل بينهما .. كحجة يضعها امامها لتريح ضميرها وروحها .. كخيط نجاة يمنحها اياه وهو يحمل نفسه كل هذه الذنوب .. هل يعقل ان يجد الانسان الامان في عيني قاتل مثله .. رجل ميثاقة فقط مصلحته ولا يهمه من يدوسه في طريقه .. من اين تنبع هذه الاحاسيس التي تجعلها ترى انعكاس صورتها دوما في عيناه .. بتساؤل متعب واجهته (هل تنظر لنفسك في المراة بعد كل هذا ؟ )
لوهلة لاحظت صراع عواطفه المتتابع على صفحة وجهه ويده تشتد بتلقائية على ذقنها حتى المتها فأنت بوجع.. واغمضت عينيها وهي تحاول تحريك راسها بعيدا عن يده .. تركها فجاة وهو يقف ليبتعد عنها وقد لاحظت تسارع انفاسه .. كانت لحظات عم فيها حاجز الصمت الكثيف ارجاء الحجرة قبل التفافه اليها مرة اخرى وهو يبتسم بسخرية غريبة ( انظر لنفسي بالتاكيد فاجدني وسيم بشكل مضاعف )
لم تفهم جوابه الذي استفزها وهي تلاحظ عودته مرة اخرى لمربع الاستخفاف بها .. بدورها ابتسمت بالم مشيرة اليه ( كما الشياطين .. تتشح بالسواد كلها من الخارج لتخفي ظلامها وبشاعتها من الداخل .. قلبك .. روحك .. كل شيء .. اسود مظلم )
كان كلامها اعتراف لنفسها ايضا قبله .. ببطء وقفت وهي تترنح وقد تعبت من مواجهاتها المستمرة مع احمد .. ابتسامته التي اتسعت بسخريتها وهو يجيبها بغموض ( وكما الشياطين .. تجذب بظلامها حتى الطيور لتقع في احبال جاذبيتها .. اعتقد انك خير من يعرف هذا .. فلقد استخدمتي جمالك المظلم لتجذبي الرجال .. اياد .. علي .. هذا دون ذكر بقية الرجال الذين عرفتهم بشبابك )
ارتعاشات تتالت من راسها الى اخمص قدميها وهي تسمع وصفه لها .. لم تعلم اي جنون سيطر عليها لتسال وهي تقترب منه ( وأنت .. هل ياترى جذبتك .. كما تجذب انت الفراشة الى النار )
عقد احمد حاجبيه وقد اغضبه اتجاه حوارهما لهذه المنطقة ..هل حقا تشير الى انها تعلم جيدا انها قادرة على التاثير عليه .. ستكون واهمة اذن .. اقترب منها اكثر بدوره بعد ان توقفت وانحنى نحوها حتى اختلطت انفاسهما لشدة قربه وهو يقول ( لن تعرفي بالطبع .. او ربما ستعرفي لو كنتي ذكية .. ربما عندما ستذهبين الى بلدنا ستعرفي جيدا كيف يتعامل الرجل الذي يرى زوجته جذابه .. والان .. هيا لنغادر المكان قبل ان يبعث عمي لجنة لاستدعائنا )
كلماته جعلتها تنتبه الى مكان وجودهم هذه المرة لتدرك انهم في حجرة فندق .. ارادت ان تسال احمد عما تفعله هنا ولكنه لم يعطيها فرصة وهو يفتح الباب ويتحرك خارجا منتظرا منها على ما يبدو ان تتبعه .. بلا حول لها او قوة تبعت خطواته حتى وصلت معه الى بهو الفندق حيث لاحظت وجود رجال عمه في مكان الاستقبال حيث توجه احمد .. وراته يقف امام عمه الذي كان يجلس هناك منتظرا اياهم على ما يبدو .. كلمات تبادلاها كلاهما لم تسمعها هي وقد فضلت بقائها بعيدا فيكفيها كل ما واجهته .. دقائق مرت عليهم بهذا الوضع واحمد ينصت لما يقوله عمه له قبل توجهه نحوها بسرعة .. امسك يدها امام انظار الجميع وتحرك بها وهو يهمس بلا صوت بطريقة تراه هي وحدها فيها ( اتبعيني الان بلا نقاش او جدال كي لا يشك احد بعلاقتنا .. يكفي ما قدمناه لهم )
لم تكن تنوي اصلا معارضته بل على العكس كانت مرحبة بخروجها من امامهم .. منظر الرجل المقتول عادت لتستوطن مخيلتها تاركة اياها مرتجفة دامعة .. ركبت بالسيارة وركزت انظارها على الطريق وقد عزفت عن الكلام وافكارها تشرد في كل شيء وصلت له .. لم تعلم كم مر على صمتها ولكن صوته الحازم قطع في النهاية شرودها وهو يقول ( عمي سيأخذنا معه اليوم ليلا الى البلد لتتعرف عليك العائلة .. لا استطيع التملص اكثر من هذه الزيارة .. فالجميع ينتظرك ليحتفل بك )
بذهول التفتت نحوه متسائلة ( كيف يعني .. مالذي تقصده . ما .. الم نكن قد اخبرتني اننا سنذهب كضيوف في فرح قريبك فقط .. عن اي حفلة تتكلم )
لم يجبها .. حتى لم يلتفت نحوها والسيارة تتوقف لتنتبه انها توفقت امام محلات تسوقية كبيرة .. ترجل وهو يهتف بحدة مخيفة ( ابقي هنا .. لا تتحركي .. ساعود فورا )
لم تكن تفهم شيئا مما يحدث .. ترى مالذي قاله له عمه ليبدو بهذا الغموض والسكون الغاضب .. ماهذه الزيارة التي خرجت في المنتصف وتلك الحفلة التي يخبرها عنها .. لما تشعر بنفسها تغرق اكثر بدوامة لا سيطرة لها فيها .. اين قوتها المزعومة التي كانت تتغنى بها سابقا .. اين من قتلت اياد بيدها وطلبت من الطبيب ان يضحي بحياة اخته لاحمد .. اين هي تلك القوة المظلمة عندما تبحث عنها الان .. راته يعود وقد كسا الغموض المرعب وجهه .. بنفس هدوءه المقيت جلس في مقعد القيادة قبل التفافه عليها وهو يجذب يدها لتشعر بحلقة باردة تتسلل الى اصبعها ..بصدمة رات خاتم الماسي ظهر في اصبعها مكان خاتم الزواج .. حلقة اخرى فضية انتبهت على وجودها في يد احمد وهو يقول بطريقة عملية مقيتة ( العائلة طالبت بالتعرف عليك بشكل رسمي ليحتفلو بزواجنا ولتتعرفي عليهم .. كما يريدون التعرف على علي .. وانا .. لم اجد اي سبب لارفض هذا فمن الجيد ان يتعرف علي على محيط عائلته التي ستحتويه من بعدك )
قبضة ثلجية عصرت فؤادها وهي ترى صورة علي وهو ينزع من بين احضانها لتقتل عندما يحين الاوان .. صمتها المذهول جعل احمد يلتفت نحوها ليفسر سكوتها بطريقة اخرى وهو يقول بسخرية مريرة ( حسنا ليس بالتاكيد حفل الزفاف الذي تتمناه كل فتاة وتحلم به ولكن .. يبدو انهم ينون القيام بطقوس احتفالية حتى ونحن متزوجين منذ فترة .. وحتى وهم يعلمون انك قاتلة لابنتهم .. اتمنى الا نكون قد دمرنا احلامك الرومانسية بفستان زفاف ابيض كاميرة متوجة او عائلة محبة تحتويكي )
اضاف جملته الاخيرة بقسوة مخيفة وهو يلاحظ عيناها اللتان شردتا على الخاتم الذي باصبعها .. كل ما يحدث الان اصبح يخنقه .. ان ياخذها في حفل قريبه في زيارة خاطفة للعائلة وهم مشغولون بشيء اخر امر سهل كان واثق بانهم سيجتازونه .. ولكن .. ان ياخذها ليتم استقبالها بشكل رسمي من عماته وخالاته وعائلته التي تعرفه جيدا رغم ابتعاده عنهم في الفترة السابقة فلهو امر اخر .. عائلته التي تعرف الكثير عن ماضيه .. والتي تعرف ايضا طبيعة العداوة التي بين علا وابنتهم التي قتلت .. مالذي ينتظرها ياترى لم يستطع ان يتخيل .. عمه الذي على ما يبدو لاحظ ضعف علا عندما فقدت وعيها امامه لتعطيه صورة مخالفة عن صورة القوة التي كان يظنها عندما اصدرت قرارها بانهاء حياة اياد واخته اصدر قراره بضرورة مجيئها معهم للبلدة .. خبثه المخيف وهو يخبره بقراره اقلقه كثيرا ولكنه لم يتمكن من ايجاد اي حجة ليتهرب من الامر.. ترى .. مالذي ينتظرها هناك .. مالذي يخبئه عمه لهما .. هل ينوي اخضاعها وبالتالي اخضاعه .. تساؤلات كثيرة كانت تضج براسه وتغضبه اكثر منها ومن تشتتها الغريب الذي لم يعد يفهمه .. قوة وضعف تتنقل بينهما بطريقة تربكه .. صوتها الذي خرج هادئ بعد طول صمتها صدمه وهي تساله ( كيف عرفت مقاس اصبعي .. )
التفت نحوها بذهول كاد معه ان يفقد سيطرته على السيارة لولا عودة انتباهه للقيادة وهو يسال باستهجان ( هل حقا تسالين عن هذا ؟ )
راقب ابتسامتها الغامضة التي ارتسمت على شفاهها من مراة السيارة الامامية وهي تجيبه ( لا تقلق .. لا احلم احلام وردية منذ رايت موت اياد على يدي .. واعلم جيدا اي انتقام قد اقع به وانا اتعامل مع عائلتك .. )
كان قد وصل الى المنزل الخاص بهم فالتفت نحوها متسائلا ببطء ( مالذي تعنيه ؟ )
التفتت نحوه وهي ترفع حاجبيها بغموض هادئ جعله يظن انه يتعامل مع انسانة لا يعرفها بتاتا وهي تشير باصبعها نحوه ( استطيع التعامل معهم .. ومع عمك .. ومع الجميع .. طالما انت موجود خلفي ومسدسك موجه لي .. لتقتل الوحش الذي سيظهر لهم .. علي .. هو حدود تعاملي .. وصمام اماني .. لا احد .. يقترب منه وانا موجودة )
ببطء سالها ( اتعلمين جيدا ما سيقابلك ؟ )
ابتسامتها الهازئة استفزته وهي تجيب (اثمي .. جريمتي باوضح صورها .. اناس يرونني خائنة .. قاتلة ..كما ساواجه واخيرا .. ماضيك .. اعتقد انهم سيستغلونه ضدي )
جوابها صعقه حتى النخاع .. كلما ظن انه يفهمها يتفاجئ بانها كالرمال المتحركة .. او كالحرباءة التي تستطيع تلوين نفسها حسب بيئتها .. راها تترجل من السيارة وتتوجه نحو المنزل .. من ظهرت للتو امامه يمكنه قتلها بسهولة .. تلك المراة الفولاذية الهازئة التي يثق بانها هي تحديدا من رات لحظات اخته الاخيرة .. غضب اعمى عصف بروحه .. كانت المرة الاولى التي يراها هكذا فيها .. لقد اعتاد نظراتها الضعيفة .. او اعتاد تشتتها وضعفها .. او اعتاد محاولة ظهورها امامه بمظهر المحنكة .. ولكن .. تلك الظلمة التي راها للتو كانت .. انعكاس لظلمته هو .. التمعت كلماتها التي قالتها فجاة امامه كشيفرة لغز .. طالما هو واقف خلفها يقتل الوحش الذي سيظهر .. اهذا ما عنته حقا .. اهذا ما تحاول دوما الهروب منه .. اسئلة لم يعد يعلم جوابها وحفلة اصبح واثق بانها ستتحول لساحة حرب يجب عليه فيها ان يختار طرفه جيدا .. زوجته القاتلة .. وعائلته المجرمة .. سلاح سيرفعه وسيكون بالتاكيد ذو حدين .. علي .. كما قالت للتو .. يبدو انه حقا سيكون صمام الامان لهذه الحفلة الغريبة .. ترجل بدوره ليستعد للمواجهة القادمة التي تنتظره ليلا في بلدته .
يتبع المشاركة 2


noor elhuda likes this.

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-18, 07:21 PM   #80

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (3) القسم الاول



صرخة عنفوان أنثى الفصل (3) القسم الاول
المشاركة 2





لم تكن هذه الحفلة هي الوحيدة التي يتم التجهيز لها .. فحفلة اخرى بمكان اخر كان ايضا يتم التجهيز لها .. خطوات سما السريعة نسبيا كانت تتجه نحو مكتب اسيل وبيدها اوراق خط عليها اسماء المدعون اللذين يجب دعوتهم بشكل خاص على حفل تدشين الشركة .. كانت قد وصلت الى مكتب سكرتيرة اسيل فسالتها عن وجود اسيل وماكادت تومئ براسها حتى دخلت بشكل فوري وهي تقول بلهفة ( اسيل . اعتقد ان على قسمك العمل على دعوة هؤلاء الضيوف ايضا كي نترك اثر جيدا و .. اووه من هنا .. انك حقا مرااد )
كانت قد رفعت راسها عن الاوراق لتنتبه في تلك اللحظة على مراد الذي كان يقف مستندا على الجدار واسيل التي كانت تقف في منتصف مكتبها وقد اخفضت راسها نحو الارض بطريقة استسلامية جعلت سما تتسائل بقلق وهي تتجه نحوها ( ما بها .. اسيل هل انت بخير حبيبتي )
رفعت اسيل راسها ببطء وصوت مراد يقصف بغضب ثلجي في تلك اللحظة ( انها اكثر حماقة مما تركتها .. اياك اسيل ان ارى بعيونك اي دموع الان .. افهمتي )
نقلت سما عينيها بعدم فهم بينهما وقد اثرت الصمت وهي تلاحظ التفاف اسيل نحو مراد وهي تجيبه بحدة لاهثة ( لماذا .. ان لم ابك عليه .. فعلى من يجب ان ابكي .. اسمعت ما كان يقوله و .. )
هتف مراد بحدة اكبر وهو يعتدل بوقفته ويلوح بيده بتحذير ( لا تتذكري .. لا تعيدي كلامه حتى بينك وبين نفسك فهذا سيحطم روحك .. اجل .. روحك التي فقط هي تستحق ان تبكي لاجلها .. الحب .. هو وهم مؤلم نحاول تعظيم المه بارواحنا .. اليس هذا كلامك لي قبل سفرك )
حركت اسيل راسها بخضوع رافض وهي تهمس بالم مبحوح ( كان كلامي بالفعل .. كان امر اود تصديقه بالفعل .. ولكن .. ) رفعت قبضتها لتضرب صدرها موضع القلب وهي تكمل بتبعثر موجوع ( ولكن قلبي يؤلمني كثيرا .. هل هذا وهم حقا .. انفاسي ترفض الخروج وتصر على ان تنخز بصدري كشظايا زجاج .. فهل هذا وهم ايضا .. عينياي ترفضان التوقف عن البكاء .. فهل هذا وهم .. روحي .. روحي تأن وتأن وتأن وقد جلدت نفسي من الندم فهل هذا وهم .. اجبني ارجوك يا مراد .. هل كل شيء عشته معه وهم .. هل كله هباء يود نثره بعيدا عنه ليتخلص منه .. )
اقترب مراد من اسيل ببطء وعيناه تبثانها حنانه ودعمه وهو يمسك كفيها مجيبا بهدوء محتوي ( انه يتعذب ايضا يا اسيل .. يتعذب اضعافك لانه تائه .. هو يحتاج لوقت ليتخطى شعور ذنبه .. هو اب يا اسيل حمل ابنه وعانى معه فمالذي تنتظيرنه منه .. )
اخفضت اسيل وجهها وشهقة بكائها ترتفع وهي تشير براسها علامة الرفض .. عندها ربت مراد على كتفها بحنان وهو يتابع بهمس حازم (انت كنت تعلمين ان طريق مسامحتك سيطول .. فهل ستستسلمين من اول مواجهة )
كلماته جعلتها تسحب نفس طويل وتخرجه مع انة وجع طويلة بثت فيها كل استسلامها .. اشار لها براسه موافقا وهو يشجعها قائلا ( اجل .. ابكي واخرجي وجعك لتصبحي اكثر قوة .. ابكي .. فقط ابكي لتتمكني من الصمود .. ولكن .. لا تستسلمي )
انة اخرى خرجت منها طويلة تبعتها انة اخرى فثالثة ودموعها تسيل لتغسل روحها .. ببطء حركت راسها مرة اخرى بالرفض وهي تجيب بقوة اكبر وقد بدات تستعيد سيطرتها واخيرا ( اجل .. لن استسلم .. هو لي ..هو زوجي .. هو من حقي .. وساحصل عليه )
كانت سما تتابع ما يجري امامها ودموعها بدورها تنهمر بضعف .. فمن غيرها يعرف الم الحب وهي التي تحب شخصا بعيدا عنها بعد الشمس للارض .. كم هو صعب شعور التخلي وانت ترى حبيبك يتسلل من بين اصابعك وانت تقف عاجزا عن ارجاعه .. صوت مراد نشلها من رثائها الذي غرقت به وهو يقول بمرح ( اذن سما .. هل جئت هنا لتزيدي محيط الدموع الذي ساغرق به .. على الاقل اسيل تبكي لسبب اما انت فيا ترى .. لم تبكين هكذا )
كان يتكلم بايحاء فهمته ولكنها تظاهرت بالغباء وهي تقول ( ابكي لاني حزينة على اسيل فما دخلك انت )
ابتسامة اسيل المرتجفة سبقت جوابها المشاكس مع نبرة الوجع التي لازالت بصوتها ( لا تستخدميني كشماعة ارجوكي )
انتفضت سما وهي تجيب بتلعثم غاضب ( انتما الاثنين لا تبدا بالاتفاق علي .. اتعلمين ساترككما فهكذا اسلم .. اسيل ساترك مع سكرتيرتك قائمة باناس من الوسط الاعلامي اتمنى ان تجعلي ادهم يدعوهم شخصيا كونه مدير القناة .. عن اذنكما )
ولكنها ماكادت تلتفت حتى سمعت هتاف مراد الضاحك ( لا تهربي يا رئيسة .. فهناك بعض الامور التي يجب ان اناقشك بها قبل استلامي لمنصبي .. ولنترك اسيل حتى تسترجع انفاسها قليلا )
التفتت سما نحوه في محاولة لفهم ما يوده ولكن نظرة من عيناه لها افهمتها انه يتعمد ترك اسيل لوحدها قليلا .. فاجابت بهدوء وهي تشير الى الباب ( بالطبع تفضل .. معك حق هناك الكثير من التفاصيل التي يجب ان نناقشها .. هيا بنا .. اسيل عندما تنتهين من عملك وافيني بالمكتب لنتفق على اجراءات الحفل )
كان هذا اخر ما قالاه وكلاهما ينسحبان من المكتب وعيناهما تراقبان اسيل التي جلست على كرسيها وقد اسندت ظهرها واغلقت عينيها باسترخاء هادئ كانت تحتاجه .
دنيا جديدة .. مرحلة جديدة .. عالم جديد عليه .. ووظيفة جديدة .. مجتمع يتعامل معه للمرة الاولى .. كان هذا ما يفكر به مراد وهو يدخل مكتب سما التي التفتت اليه بسرعة ما ان اغلقت الباب خلفهما وسالته بلهفة ( هل هو ادهم .. هل تحدث معها .. ام انها لازالت منهارة بسبب ما حدث بينهما )
ابتسم مراد بمشاكسة وهو يجيب سما ( هووب هوووب .. انتظري يافتاة حتى التقط انفاسي قبل هجومك هكذا بكل هذه الاسئلة .)
ضيقت سما عينيها بغيظ وهي تجيبه وخطواتها تتجه نحو مكتبها لتجلس على كرسيها ( كان عليك ان تستخدم انفاسك الهازئة التي اجبتني بها للتو باجابتك عن احد اسئلتي )
ضحك مراد بصوت عالي وهو يجيبها ( اووه .. لقد ابتدا قصف سما .. ارجوكي راعي انني ضيف هنا عليكي .. اهكذا تعاملين ضيوفك )
رفعت سما حاجبيها وابتسامة عبثية ترتسم على شفاهها وهي تجيب ( افهم من تهربك انك لن تجيبني .. حسنا .. انا اثق بك اصلا فيما يخص اسيل .. لذا استدعيتك بعد الذي حدث .. وايضا .. بصراحة اثق بطريقة تنظيمك لفرق العمل لذا ساستغلك )
حرك مراد راسه موافقا وهو يلوح باصبعه امامها بعد ان اقترب منها وجلس بدوره امام المكتب ( استغليني براحتك طالما ستعطيني اجاري بالطبع وستوفرين لي سكن مريح وطعام جميل ومسبح هادئ و .. )
هتفت سما بسرعة مقاطعة ( اوف اوف اوف يبدو انك انت من ينوي استغلالي .. الا يكفي اني واخيرا ساجعلك تزور مصر التي كنت تنتظر فرصة لتمكث بها كي تكمل بحثك الدراسي عنها )
مط مراد شفاهه مجيبا بعبث ضاحك ( انت حقا مفاوضة جيدة يافتاة .. حسنا .. ادلي بدلوك واخبريني ما هو عرضك مرة اخرى لنرى ان كنت ساقبل به )
كشرت سما عن ملامحها بتلاعب موحي اضحك مراد قبل جوابها له بملل مصطنع ( لا تبدا انت ايضا بالتعامل معي وكان كل شيء حلوله عندي كاني ساحر ساخرج الارنب من القبعة .. انت تحديدا ستقبل بكل ما اعرضه عليك وهذا نهائي )
وعندما رات ارتفاع حاجبيه بدهشة ساخرة اضافت بدلال انثوي وهي تعد على اصابعها ( سكنك المفترض ان يكون في الطابق الثالث لنفس الفيلا التي نستخدمها انا واسيل وعلي ولكنه لم يجهز بعد لذا امامك خيارين .. فانما ان تقبل السكن في فندق بشكل مؤقت او ان تقبل مشاركة علي في طابقه الثاني ففيه شقتين كبيرتين مفتوحتين على بعضهما .. فما قولك )
اسند مراد ظهره على الكرسي وهو يجيبها بسرعة ( لا احب الفنادق .. لذا لما لا .. لنسكن مع علي الكئيب علني اغيره قليلا فمثاليته تقتلني حقا )
هتفت سما وهي تلقي القلم الذي بيدها باتجاهه ( لا تتدخل بعلي اصلا ساحتاج لقوة الكون كي اجعله يقبل ببقائك معه وبالتاكيد لولا خوفه على اسيل فلن يوافق على ذلك )
امسك مراد القلم وقهقته ترتفع اكثر وهو يجيبها ( هل لازلت بهذه الدوامة .. ذلك المجنون الذي لا يدرك اي لبؤة يتخلى عنها )
هتافها التحذيري باسمه جعله يرفع اكتافه بلامبالاة وهو يتابع وقد اخذ يلوح بالقلم امام وجهها ( لا تنكري امر كوضوح الشمس يا سما .. فانت تحبينه بجنون وهو .. يبدو انه لازال يحاول الهرب من هذه المشاعر بكل قوته.. دوامة اعتقد انه ان لك ان تخرجي منها قليلا لتلتقطي انفاسك )
لوهلة تفاعل غضبها مع احباطها وظهر على ملامحها ما تعانيه قبل اجابتها اليائسة ( ارني اين طريق الخروج اذن .. فانا مللت من نفسي وضعفي صدقني .. ولكني .. لا استطيع تصديق حبه لها .. هو معي في كل تفاصيل حياتي وانا معه في كل شيء فاين هي من هذا .. لا ادري لما هو يصر على اقحامها بيننا رغم كل شيء حتى ان كان من حقه الاختيار كما يقول )
تنهد مراد وهو يجيبها بهدوء ( سما .. انت دوما كنتي موجودة امام انظار علي .. لذا .. هو لا يعرف قيمتك .. هو يعتبرك امر مسلم به .. لذا .. يتعامل هكذا .. يعتبر وجودك في حياته كوجود اخته مثلا .. يعني هو لم يجرب يوما طعم فقدانك ليفهم طبيعة احساسه .. مرام .. بنظره هي مخرج عقله لما يحمله نحوك من عواطف .. لا تنظري الي باستغراب فاسيل اخبرتني عن طبيعة علاقتكم منذ البدء وانا .. بصراحة استمتعت دوما بمراقبتكما وانتما تحاولان الهرب من احاسيس واضحة بينكما )
رفرفت سما بعينيها لتقاوم دموعها وهي تساله ( الهرب من احاسيسنا .. مالذي تعنيه .. لقد حاولت دوما ان اظهر له مكانته عندي .. ان اغير نظرته لي كاخت .. طوال العام الماضي وانا ادخله بكافة تفاصيل حياتي كزوج .. والمشكلة انه هو ايضا يتعامل معي كزوج في كل شيء الا في العواطف .. يعني .. يغار علي .. يتدخل في .. يتحكم بتصرفاتي ويطلب مني ان استشيره بكل شيء .. وعندما اخبرني في النهاية بانه سيخطب مرام .. نظر الي وكاني يجب علي ان افهم هذا الامر واعذره .. والادهى .. انني عذرته )
اضافت اخر جملة بتهدج مستسلم وقد شعرت بدمعتها اليتيمة التي هربت على وجنتها .. ابتسامة حانية زينت وجه مراد وهو يلتف حول المكتب ليقف الى جانبها وقد لف كرسيها الدوار واستند على ذراعيه ليجعل عيناه بمستوى عينيها مع تركه لمسافة بينهما ( وهنا اخطاتي .. انك عذرتيه .. اعلم مكانته المقدسة لديك .. اعلم انه كل عائلتك مع عماد واسيل .. اعلم اي سند تعتبريه واعلم انه لم يقصر يوما وتواجد دوما لاجلك ولكن .. كفي ايضا عن اعتبار هذه الامور كمنح تغرقين فيها روحك باحساس الامتنان والندم على مافعلتي .. ان لك الشعور ببعض الغضب والانانية والثقة بانه من حقك ان تكوني ملكة متوجة في حياة احدهم )
كان قد لمس واخيرا نقطة ضعفها .. احساسها الدائم بالنقص الذي يجعلها تشعر بالامتنان المضاعف لاي شخص يقدم لها اقل الامور .. نفس معاناتها التي اسقطتها في السابق ببئر الزواج السري مع سراج .. ونفس ماساتها التي تراها تتكرر وهي تشعر بالخوف من فقدان علي في النهاية وابتعاده .. احاسيس نمت منذ طفولتها وتعامل اهلها معها على انها عبء يجب ان يحتملوه .. عدم احساسها الدائم بالامان رغم كل قوتها التي تظهرها عند الحاجة .. وبارتجاف اجابت مراد ( اعلم انني قادرة على الوقوف والصمود لوحدي .. اعلم اني املك كل المقاومات .. ولكن .. مجرد شعوري باني سافقد ذلك الشخص الذي كان دوما موجودا لاجلي يجعلني .. يجعلني .. )
اكمل مراد جملتها بنفس الهدوء ( يجعلك تضعفين في الوقت الذي تعلمين انك لو تخليت وياستي في النهاية لقسوتي بشكل مضاعف مرعب .. كما فعلتي مع سراج .. حسنا ربما معك حق بخوفك ولكن ..)
غمزها بمشاكسة وهو يضرب كتفها بطرف القلم مشجعا ( ربما ان الاوان لبعض القسوة يا سما .. لا اطلب منك ان تلقي بعلي نهائيا ولكن .. اطلب منك ان تمنحي نفسك فرصة للنظر لنفسك جيدا لتعرفي قيمتها ولتكفي عن تحمل ذنوب من حولك .. ربما ان الاوان لتعيدي حساباتك فهناك حقا من يحبك وينتظر الفرصة )
عقدت حاجبيها وقد ظهر التساؤل واضحا بعينيها ولكن مراد تجاهلها وهو يقول بمشاكسة مضاعفة ( صحيح .. لم تخبريني هل هناك مسبح في تلك الفيلا )
اجابته بتوهان وهي تحاول فهم مادار بينهما للتو ( اجل هناك واحد ولكن .. لازال يحتاج لبعض الاصلاحات قبل ان يتم تعبئته بالماء )
مط مراد شفاهه مصطنعا الحنق الخاضع ( حسنا .. ساحاول الاكتفاء في البدء بالركض كرياضة رغم عشقي المجنون للسباحة و .. اجل .. يجب ان تجدي مكانا لمجنونتي يارا )
حركت سما راسها بسرعة وهي تفتعل ضحكتها التي خرجت كصرير النافذة الصدئة ( يارا بالطبع سنضعها امام عينيك لا تقلق .. فانا اعلم انك لا تستطيع التحرك خطوة بدونها يا طبيب العشق الفاشل مع نفسه )
كشر مراد ملامحه مجيبا وهو يعتدل في وقفته (لا تبدئي الان بايحاءاتك انتي واسيل فيارا كابنتي فقط لقد ريبتها بيدي )
اجابته سما وهي تضحك بعمق اخرجت فيه توترها ( كما تخبرني للتو عن مشاعر الاخوة الغريبة بيني انا و .. علي .. اهلا بك )
قطعت سما كلمتها في نفس اللحظة التي رات فيها علي الذي كان قد دخل الى مكتبها فراى اعتدال مراد عن انحنائته وضحكة سما المرتفعة .. غضب انفجر بداخله جعله يعقد حاجبيه بشدة وهو يتساءل ( مراد .. لم اعلم انك هنا .. فلقد ظننت انك ستكون عند اسيل )
غمز مراد سما بايحاء زاد جنون علي وهو يراقبه قبل اتجاه الاول نحوه وقد فتح ذراعيه هاتفا بحماس مضاعف ( علي .. يا رفيق سكني .. اهذا ترحيب يليق بي .. لقد اشتقت لك يارجل )
لم يستجب علي لاحتضان مراد له واكتفى بضربة على ظهره كانت تعبر عن غضبه اكثر من ترحيبه وهو يجيب بتساؤل غاضب وعيناه مصوبتان نحو سما ( ارحب بك .. لما افعل وانا لم اشتق لك بعد بصراحة .. ثم شريك سكنك ؟ .. لم افهمها هذه يا مراد .. )
ابتعد مراد عنه وهو يمثل بدوره ارتجاف جسده المقشعر هاتفا ( اووه ماهذا الصقيع يارجل .. مابالك انت وسما اهكذا اعتدتم مقابلة ضيوفكم .. الستما انتما من استدعيتماني .. ثم .. اجل انا رفيقك السكني .. ما رايك ان تصحبني بجولة في الشركة لتعرفني عليها وانا ساخبرك بقصة هذا اللقب )
اشار علي نحو صدره باستهجان وعيناه لاتزالان تنتقلا بين مراد وبين سما الصامتة بشكل مريب اغاظه واقلقه ( انا ارافقك .. هل تعتقد اني متفرغ لذلك .. ثم معك حق لقد استدعيناك ولكن لاجل اسيل .. )
كان جوابه حازما بطريقة جعلت مراد يضحك بغموض وهو يشير باتجاه سما بايحاء قائلا ( اتعني ان لا اتدخل بسما مثلا او بغيرها .. ولكن مع الاسف ياعلي .. فانا الان كما تعرف اصبحت المستشار التنموي والنفسي لهذه الشركة .. وبالتاكيد ستهمني سما مثلها مثل اسيل قطعا .. فهي مديرة هذه الشركة .. و .. ان كنت مشغولا كما تقول .. فحسنا لا يهم ساجعل سما هي من ترافقني لتعرفني على الشركة )
رفع علي حاجبيه باستنكار في نفس اللحظة التي وقفت بها سما مجيبة بغموض هادئ ( مراد سيشاركك السكن في طابقك في الجهة المقابلة ريثما ينتهي الاعداد لطابقه والذي لن يطول مدة الانتهاء منه وذلك لانه لا يحب السكن في الفنادق .. بالطبع ان لم يكن لديك مانع فانت تعلم باننا من طلبنا منه الحضور سريعا لان اسيل تحتاجه وهو استجاب فورا لندائنا لذا ابسط ما نقدمه هو ان نوفر له راحته .. اليس كذلك ؟ )
كانت تحرجه .. وهو كان يعلم هذا .. ولكنه في نفس الوقت لم يكن امامه حجة لرفض تواجده معه فالطابق كبيرا فعلا وبه جناح مستقل يمكنه ان يستخدمه .. احساس بالغيظ كان يتزايد وهو عاجز عن ابعاده عن سما تحديدا دون ان يظهر هذا بشكل سخيف غير مبرر .. ازدرد لعابه محاولا استرجاع هدوئه وهو يعود لينقل انظاره بين سما الواقفة امامه بشموخ وبين مراد الذي يبدو عليه الاستمتاع وهو يراقبهما .. وبصوت بالكاد تعرف عليه على انه صوته لشدة خشونته ( معك حق .. اعتذر لانني اعترضت على امر هو من حقك فكل هذه املاكك في النهاية .. والان يامراد لقد عدلت من قراري ساصطحبك انا في جولة في املاك سما الباقية فهذا اقل واجب امارسه لك يا .. شريك سكني )
صدمة سما ظهرت بشهقتها في نفس اللحظة التي ضحك فيها مراد بسخرية وهو يجيب علي ( كم انت لئيم ولكن محاولتك اثارة مشاعر الذنب لدى سما هي محاولة عقيمة وقديمة يا رفيقي .. فرغم انها املاكها ولكنها لم تحاول ابدا اظهار سلطتها عليها بشكل يهينك فلا تبدا بهذه الحجج الان )
رفع علي حاجبيه وهو يقول بنبرة خطيرة ( اتعلم انني اكرهك بسبب تفلسفك هذا .. لو تكف فقط عن محاولة تحليل كل من هم حولك )
غمز مراد بعينه علي باستفزاز اكبر وهو يؤكد ( بل انت تخاف مني لانك تعلم اني اجبرك على مواجهة نفسك .. ثم .. مع الاسف اعرف انك تحبني )
لوح علي باصبعه بتحدي اكبر وقد تعمد تجاهل سما كي لا يتضاعف غضبه ( انا لا اخاف من مواجهة نفسي فلا تبدا بالقاء كلامك المبطن .. و .. اووف معك حق اجل اشعر نحوك بالامتنان بسبب وقوفك مع اسيل ولكن هذا فقط )
كان قد اضاف جملته الاخيرة بعد ان ضرب كتف مراد ثم رفع كفه بعلامة الايقاف .. رفع مراد بدوره كفيه للاعلى كمن يعلن استسلامه وهو يجيب بغموض ضاحك ( وانا لست معنيا باثارتك ضدي فانا احتاجك بصفي في الفترة القادمة .. ولكن كنصيحة مني يا رفيقي لست انا من عليك مواجهته فهناك من سيظهر قريبا ليختطف منك كل الاضواء . وعندها فقط ستاتيني نادما .. والان هيا بنا )
وتحرك بسرعة باتجاه الباب امام انظار سما المذهولة وعلي الذي سالها بخفوت عصبي ( اعتقد انه لديك تفسير عما يقوله وعن ما رايته للتو من تقارب بينكما )
حركت سما راسها بالرفض في نفس اللحظة التي ارتفع فيها صوت مراد من خارج المكتب وهو ينادي على علي فاضاف علي بهمسة حازمة حارقة واصبعه يلوح امام وجه سما بتحذير ( انا لن اكتفي بتفسيرك هذا اعتقد اننا يجب ان نضع بعض النقاط على الحروف فلقد اخبرتك سابقا بانك زوجتي ويجب ان تراعي هذا اللقب .. والان .. عن اذنك )
راقبته سما وهو يخرج وقد شعرت بانها تغرق اكثر بلا فهم لما جرى للتو امامها .. كلمات علي الجارحة وتحدي مراد له وغضب علي منها وتكراره لتحذيره بكونه زوجها .. كل هذا اختلط مع ذكرياتها عن ليلتها السابقة التي زارها فيهما علي بعد ان عاد من موعده مع مرام وكيف تعامل برقة ومحبة معها ومع عماد بتناقض واضح مع قسوته للتو .. وبتساءل اصبح يحرق داخلها انهارت على كرسيها وهي تتمتم ( ياترى .. مالذي تفعله ياعلي ولما تناقض اقوالك تصرفاتك هكذا ؟ )
تساؤل كان نفسه يدور في عقل علي وهو يحاول تفسير غضبه الذي شعر به يطلق من عنانه ما ان راى تقارب سما من مراد وهو يرافق مراد في اقسام الشركة ويعرفه على الموظفين فيها .. على قدر استطاعته حاول تجنب فتح اي كلام جانبي مع مراد حتى وهو يلاحظ نظراته الخبيثة المترقبة التي يتعمد توجيهها اليه .. ولكن .. وبعد مرور بعض الوقت تفاجأ علي بسؤال مراد المباشر له وهما يستقلان المصعد ( لماذا لا تتقبل وجود سما في حياتك كزوجة .. مالذي ينقصها بنظرك )
سؤال صريح وواضح اربك علي لوهلة .. سؤال ساله علي لنفسه مؤخرا ولكنه انكر على نفسه الاجابة فورا .. سؤال استفز روحه المتناقضة فرفع نظراته نحو مراد ينوي توبيخه لتدخله فيما لا يعنيه ولكن .. التماعة الصدق الواضحة التي ظهرت على محيى مراد جعلته يتنهد بعمق مجيبا ( لاني لا اريد التفكير بها كزوجة .. لا ادري ان كنت تفهم طبيعة علاقتي الكاملة مع سما ولكن .. لا استطيع تقبل شكل العلاقة هذه بيننا ... طوال الوقت يظل عقلي مقاوم لهذه الفكرة رغم ان قلبي يلين كثيرا اليها )
تساؤل لحق جوابه بشكل فوري من مراد ( ومرام .. من هي بالنسبة لك )
شرد علي قليلا وهو يبحث عن انسب جواب يصف طبيعة اختياره لمرام .. وبنبرة هادئة شابها بعض الارتجاف اجاب ( مرام هي كل ما اردته واراده اهلي رحمهم الله في زوجتي .. هي انسانة حقا تستحق كل خير .. متفهمة وعاقلة وهادئة وحكيمة في ردودها كما انها غير متطلبة وقوية ومستقلة و .. )
قاطعه مراد وهو يربت على ساعده ( لم اسالك عن مواصفاتها .. بل سالتك من هي .. و .. هل تقبل طبيعة علاقتك بسما )
عقد علي حاجباه وهو يخرج من المصعد بسرعة وتفكيره يسافر في عدة اتجاهات .. هل حقا يتعمد مراد اشعاره بالذنب .. التفت قليلا نحوه فوجده يمشي بجانبه دون اصدار اي صوت كمن يترك له المساحة الكافية ليفكر جيدا بالسؤال .. تنحنح علي ليجلي صوته من اي تلعثم قبل اجابته بحزم نسبي ( اعلم ما تحاول الوصول اليه يا مراد .. ولكن .. مهما كان تفسيرك لدواخلي النفسية الا ان هناك حقيقة واحدة يجب ان تتاكد منها .. وهي ان مرام ملائمة لي بكل شيء كزوجة .. كما انها على فكرة متقبلة لعلاقتي بسما ولكن بعض الغيرة التي تصيبها هي امر عادي في حالتها )
ابتسم مراد بتفهم وهو يغمغم ( اذن .. فقط غارت .. واخيرا )
اجابته استفزت علي الذي شعر باتهامه بين حروف كلامه فاجاب في محاولة توضيح دفاعية ( من حقها ان تغار الست خطيبها .. بقائي الى الان زوج لسما ومسؤولياتي الدائمة نحوها تجعلها تشعر دوما انها في المكانة الثانية لدي ..)
مط مراد شفتيه وهو يتعمد ابعاد عينيه من عيني علي الذي وقف مقابلا له وهو يحاول مناقشته وهو يجيبه بتاكيد اخفى به فضوله ( اوليست هكذا ؟ .. ام ان مكانتها مختلفة بنظرك )
اشار علي باصبعه لمراد مستدركا بلهفة ( هذه هي .. مكانتها مختلفة .. لا ينفع هنا المقارنة فلكل واحدة منهما دور )
باستدراك تاكيدي تساءل مراد ( ولما لا تترك سما لترتاح )
عاد علي لصمته وكل تساؤل يزيد من ضياعه واستفزازه .. وبدفاعية حمائية اجاب ( حتى لو تركتها فساظل مسؤولا عنها )
كم تمنى لو ينتهي حوارهما كي لا يزداد تشتتا ولكن مراد سأله بحذر ( وان لم تتقبل وجود سما هكذا وبهذه الطريقة بحياتك من ستختار )
خيار لم يجرؤ علي على التفكير به وخوف مبهم يملأ جوفه .. وبحزم قاطع كحد سيف باتر هتف ( بل ستتقبل . ساجعلها تتقبل .. ساثبت لها ان سما مختلفة عنها ولا داعي للغيرة )
رفع مراد حاجبيه متابعا اسئلته الدقيقة بخبث ( وهل لديك خطة )
صمت علي لبعض الوقت حتى بدا كمن يتجاهل الرد متعمدا قبل التفافه باتجاه مراد وقد حسم قراره باجابته ( هي متضايقة لاني اسكن فوق سما لذا ساريها ان علاقتي مع سما ليست كما تتصور .. لقد دعوتها الليلة عندي على العشاء في منزلي .. انا متاكد انها ستطمئن عندما ترى المكان وطبيعته المنفصلة )
ادرك مراد بحدسه بانه قد ضغط على علي كثيرا .. ولكن .. رغبته ليوصل علي لنقطة من مواجهة نغسه كي يعترف جعلته يغامر بسؤاله ( جيد .. انت واثق انك ستقنعها .. ولكن ان خيرتك في النهاية .. يعني يا علي انا الى الان لا افهم لم لم تطلق سما )
انقباض مخيف سيطر على علي بالكامل وفكرة طلاقها تشله بلا تفسير .. وبتلعثم اجاب بحروف اراد فيها اقناع نفسه قبل مراد ( ساطلقها .. عندما يحين الوقت وتكون جاهزة لمواجهة المجتمع لوحده)
بتساؤل ماكر نظر له مراد بخبث ( انت تهرب من سؤالي .. انت تعلم انك الان في ميزان )
كلماته المباشرة جعلت علي ينطلق بمخيلته ليوازن نفسه بكل وضوح .. وبشرود نظر له وقد بدأ يستوعب حجم المقارنة التي يفرضها مراد عليه ( لا خيار اصلا هنا .. سما وعماد دوما عندي في المقدمة قبل حتى نفسي .. و .. ايضا اسيل )؛
اضافها مستدركا بطريقة جعلت مراد يبتسم وهو يغمغم ( اجل .. لقد فهمت . فهمت )
انتفض علي متسائلا وهو ينشل نفسه من ضعفه ( مالذي فهمته )
لرفع مراد حاجبيه مجيبا بابتسامته المتسامحة واللئيمة في نفس الوقت ( لماذا تضايقت .. لقد فهمت طبيعة علاقتك بسما فيبدو انها تتخذ طابع قدسية علاقتك باهلك يعني انت ترى ان من تحبك بشكل صحيح ستتقبل وجود سما وعماد في حياتك كاولوية .. منطقي ولكنه ليس عادل ؟ اليس كذلك )
صمت علي وكلام مراد يجعله يواجه تناقض مخيف في تفكيره كان يهرب منه .. لما بالفعل يشعر بالرعب من فقده لسما لو انه طلقها .. لما لا يرى حياته الا بوجودها .. هل اطال فترة زواجه لدرجة انه تقبل الفكرة حقا .. صوت ادهم قاطع تفكيره فالتفت له لتواجهه عيناه الثلجيتان وهو يرحب به .. توتر استشعره بين مراد وادهم والاخير يشير له براسه متسائلا ( مالذي يفعله معك هذا يا علي )
اجاب علي بفورية ( انه مراد المستشار التنموي و .. )
قاطعه ادهم بثلجية اشد برودة ( لا تتعب نفسك لقد عرفني بنفسه ولكن .. الى الان لا اعلم فائدة وجوده )
اقترب مراد خطوة من ادهم وهو يلوح باصبعه مجيبا بثقة هائلة (.بل تعلم .. لقد اخبرتك اني هنا لاجعل اسيل تنساك )
غضب وتر الجو واشعر علي بان كليهما سيشتبك بالايدي مع بعضهما في اية لحظة فحاول امتصاص التوتر بضحكته الجافة وهو يقول ( يبدو انك يا ادهم لم تعرف بعد حس مراد الفكاهي .. هو فقط يقصد بانه سيساعد اسيل بتخطي ازمتها بالكامل كما فعل دوما منذ مرضها فهو مرشدها النفسي .. وان كان لاحد فضل لبقائها حية حتى الان بعد الله فهو مراد الذي انتشلها من حالة اكتئابها الحاد الذي عانت منه )
غضب جنوني جعل ادهم ينسحب فورا من امامها وهو يغمغم بكلام غير مفهوم وقد حاول الابتعاد عن كل ما يذكره بالامر .. خطواته اللاواعية قادته الى مكتبها ووجد نفسه يدخل بتلقائية متجاهلا السكرتيرة التي سالته عن سبب تواجده لتواجهه عينا اسيل المتسائلة وهي تقول ( ادهم .. كنت للتو سابحث عنك لمناقشة قائمة المدعوين التي اعطتني اياها سما و .. مابك هل حدث شيء )
احساس بالوجع الخالص كان يتغلغل عميقا بداخله .. اراد ان يتخطى الامر .. اراد ان يهرب منه .. حاول شغل نفسه بالتقاط تلك الاوراق منها ويداه تكادان تفضحا نزاعه بارتجافهما .. وبنبرة بالكاد ظهرت همس باستسلام امام عينيها القلقتين ( الهذه الدرجة كنتي متعبة ومكتئبة .. الهذه الدرجة كاد المرض ان يتمكن منك .. احقا مراد هو طبيبك )
تسلل الغضب رغما عنه بسؤاله الاخير .. بدورها نظرت طويلا اليه وعيناها ترسمان تلك الامواج التي اغرقتها سابقا بحزنها .. وبصوت لم تكد تتعرف اليه اجابته بدورها ( كان اكثر ما يؤلمني .. اني خذلتك .. اني سمحت لغيري ان يتلاعب بي )
تلاحقت انفاس ادهم وعيناه لاتزالان هاربتان منها على الاوراق وهو يتساؤل بقنوط ( اتقصدين .. نادين )
بمرارة ابتسمت اسيل وهي تجيب ( انا المخطئة لاني اظهرت لهم هشاشة علاقتنا فتسللو منها .. كيف سمحت لنفسي ان اصدق تلاعبهم .. لا اعلم )
تنهد ادهم باسى مرتجف ( لم اكن اود حقا ان اخفي اي امر عنك .. كنت فقط محتاج لبعض الوقت كي اعتاد المشاركة معك .. لم اكن اود اشعارك بخطأ تربيتك حتى وان كانت بعض الامور خاطئة ايضا لدى امي .. لقد كنت ضائعا واحتاج الى بعض الوقت لانظم امر الجميع و ... اااه يا اسيل )
نطقها بوجع احرق قلبها اكثر وهي تتابع بقولها كلامه ( لم امنح نفسي الفرصة لاتعرف على محيطك .. اردت ان اتصرف بعفوية مثلما كنت اتصرف مع عماد دون ان انتبه على كونهم مازالو في طور التعود على امور جديدة عليهم وعلى حياة مختلفة .. لقد هولت مصاب مرضي واتخذته كذريعة لضعف ثقتي بنفسي )
حرك ادهم راسه باسى اكبر وهو يغمغم بخفوت ( كنت بنظري كاملة رغم مرضك .. اما الان .. اما الان .. فانا اراك ناقصة رغم كمالك .. لا اعتقد ان اي كلام هنا سيفيدنا بشيء )
بشجاعة ولدها مظهره المتعاطف اقتربت منه ووضعت يدها على ساعده بلطف فشعرت بانكماشه اسفلها .. وبنبرة راجية تساءلت ( ادهم .. هل يمكنني ان اراه .. هل تسمح لي بان اعتذر منه )
لم تكن تعلم انها بكلمتها قد افتتحت صندوق باندورا للشر المدقع .. فلقد تحول بثانية الى شخص اخر .. فكسا وجهه جمود مرعب وانطفأت عيناه بثلجية صقيعية وتشنج جسده بوضعية دفاعية وخرج صوته سحيق العمق كانه خارج من هاوية ( تعتذرين .. هل جننتي .. هل .. هل .. هل انت حقا بهذه الانانية )
بخوف تسلل بلا ارادة منها همست ( لم )
بحدة مخيفة اجابها منتفضا ( كيف تطلبين مني بان اجعل ابني يواجه صورة موته المتمثلة بك )
كلماته التي كانت كطلقات رصاص اصابت روحها فادمتها وجعلت صوتها يخرج متحشرجا من الالم وهي تتسائل ( الهذه الدرجة )
لم تتوقع جوابه الذي نطقه بكل مرارة الدنيا ووجعها وهو يلوح باصبعه امام وجهها ( اتعلمين ان اسمك وذكرياتك اصبحو من المحرمات بمنزلي )
صدمة خلف صدمة كان يضربها بها دون رحمة .. وبتلعثم امتلأ بالندم حاولت ان تبرر بقولها ( ولكني .. اقسم لك اني لم اقصد اذيته )
لوهلة صمت وهو يحاول التقاط انفاسه التي غدت كعواصف جهنم وذكريات ما حدث تتمثل امامه .. وبنبرة يائسة تساوى فيها القنوط مع الغضب اجابها ( لا يوجد اي مبرر لاستهتارك يا اسيل سوى انانيتك وحماقتك التي دفع ابني ثمنها .. كيف تجرؤين على طلب السماح منه )
مواجهته المستمرة للماضي جعلته مستفزا غير قادر على كبح جماح قسوته الغاضبة التي راى اثرها على صفحة وجهها المعبرة بكل وضوح عن جرحها وهي تساله بخفوت مخيف ( هل .. يكرهني )
ذكرى لابنه الذي كان يستيقظ في السابق على كوابيس مرعبة تتركه باكيا تعود بتتابع لمخيلته ليجيبها بشرود قاسي النبرة ( ما رايك .. ربما يجب ان تعلمي انك بالنسبة اليه ملك الموت الذي تسبب بكل الالم له )
ساد صمتها المذهول ارجاء المكتب وقد شحب وجهها حتى غدا رمادي اللون .. وبنكران انطلق برجاء هتفت مستنكرة ( انت تبالغ .. لم .. لم لم تحاول ان تفهمه بان ..)
غرقه مرة اخرى في تلك الاحداث جعل الهواء يحتبس بصدره فيشعره بالاختناق .. قاطعها بشكل فوري وهو غير قادر على سماع اي من تبريراتها ( لاني مقتنع بانك ملك التعاسة والموت ايضا .. يبدو انك تعتقدين بان نقاشي معك يعني اني قد اتنازل و اسامحك .. كلا .. انا فقط اريد ان اقضي على كل نقاط ضعفي باتجاهك .. كي اتمكن من ..)
باستنكار متفجر قاطعته وقد احست بالتشبع من اتهاماته المتتالية لها ( معاقبتي ام قتلي .. ام ربما الانتقام مني .. اتعلم .. ساريك ان ابنك قادر على مسامحتي و .. )
صرخة هادرة ارعبتها خرجت من ادهم بتحذير مخيف وهو يقترب منها بسرعة خاطفة ممسكا بكتفيها اللتان اهتزتا من عنف حركته وهو يجيب ( اياااك .. اقسم لو اقتربتي من اي احد يخصني عندها ساقتلك بيدي ولن يرحمك احد مني )
لم يعلم كيف قالها او كيف هان عليه ان يهددها بها .. لم يعلم لاي درجة كانت كلماته تقتل روحها الموجوعة المتعبة من كل شيء .. لم يستوعب كم اعماه غضبه وهي تساله بشهقتها الباكية المذهولة ( انت .. انت .. هل تكرهني )
جنون مطبق استولى على كل تعقل لديه وقد اضناه كل ما يواجهه معها ليطلق امنيته ويصوغها بحروفه الراجية بحزم ( ربما .. بل اجل ساكرهك قريبا جدا )
فانتفضت اسيل بقوة اكبر وهي تبعد نفسها عنه ملوحة باصبعها بردة فعل موازية لعنف قسوته ( حاول اذن ولكنك لن تستطيع .. اتعلم .. حتى محاولاتك الان لتجرحني وتهينني لا تؤثر بي فانا ارى ما بقلبك .. وقد رايت عواطفك التي اغرقتني و ..)
عاد مرة اخرى مظهره الشيطاني المهول وهو يمسك كتفيها ليهزها مرة اخرى بعنف اكبر حتى غدت كخرقة بالية بمهب الريح ( كانت غلطة .. او يمكنك اعتبارها على انها رجل حاول افراغ متعته وانتي كنتي متوفرة واكثر من راغبة .. بالنهاية .. تعلمين ما يطلق على هذا النوع من النساء )
لم تصدق ان من امامها ويهين شرفها بهذه الطريقة هو ادهم .. لم تصدق حجم هاوية الجحيم التي يستعر بها كيانه وهو يحاول محاربة كل احاسيسه نحوها .. بذهول رددت كصرخة استغاثة له عله يستيقظ ( انا .. زوجتك )
الا انه ابى الا ان يزيد بغيه وقد اخرج كل ما يعتمل بروحه طوال فترة غيابها فاجابها بفولاذية حارقة ( هل تسمين مهزلتنا زواج .. اتعتبرين ان الزواج هو ما يمنحك حق بيع نفسك لرجل تعلمين انه يكرهك وفقط يود تحقيرك .. كما تستحقين )
هل يحقرها ام يحقر نفسه ام يحقر ما جرى بينهما .. هل يعي الى اي درجة انغمس في اهانتها كي لا يتذكر روعة احساسه وهي بين ذراعيه .. وبذهولها المستهجن غمغمت ( التزم حدودك يا ادهم .. فانت هكذا تهين عرضك )
كم بدا لها في تلك اللحظة وكان شخص اخر يتلبسه .. وكانه يبني كل الحصون ليخفي ضعفه واحتقاره لما قام به .. وبحروف بلكاد تمكن من صيغتها لهث مجيبا ( اذن اياك وان تضعي لما حدث بيننا اي قيمة .. فهو مجرد ..)
لم تتمكن من سماع المزيد وقد تعب قلبها من تسارع نبضاته .. وبخفوتها المتعب قاطعته بحزم وقد نكست راسها وصدرها يرتفع وينخفض بتسارع لاهث ( وصلت فكرتك .. لا تقلق .. لن اعلق امالي عليه .. هل اكتفيت اليوم ام لازال هناك بعض السموم التي لا تزال تود بثها )
انتفض ادهم للحظة وقد انتبه الى طبيعة كلامه مع حروفها التي امتلات بمرارتها .. عم المكان صمتا كثيف وادهم يتراجع ببطء وقد نكس راسه بدوره هاربا وهو يحاول الحفاظ على ما بقي له من تماسك .. وبغمغمة غير واضحة ردد بخفوت ( اعتذر .. اعتقد اني قد تطاولت كثيرا بشكل جارح وانا لا يحق لي اهانتك لهذه الدرجة )
لم تصدق نفسها .. ابهذه البساطة يعتذر بعد ان تمعن بايذائها .. حتى وهي تدرك كم هو مصعوق وموجوع وتائه بعد كل ما حدث .. لم تتمكن من منع نفسها وهي ترفع حاجبيها بعدم تصديق ساخر بالم ( حقا تعتذر .. احقا انتبهت الان الى طبيعة جرحك .. هل تدرك كم انت قاسي يا ادهم عندما تريد .. اتدرك حقا انك تحاول بكل طريقة تحطيمي .. بعد .. بعد ان كنت انت سندي )
اضافت كلماتها الاخيرة بارتجاف عاتب اصاب ادهم بصعقة وجع بقلبه الذي تذكر لوهلة كم كان يحاول بالفعل ان يبثها ثقتها بنفسها .. وبدفاع منتفض اجابها وشعوره بالذنب يناقض رغبته الدائمة بايذائها بعد كل ما تزرعه بقلبه من تناقض بين واجبه كاب وحبه المتضاعف لها وبعنف حاد اجابها ( هذه القسوة هي ما زرعته يداك يا اسيل . فدوما ما كنتي ملكة قلبي .. اما الان ..اتعلمين ربما يجب ان نكف عن العتاب )
بحدة مماثلة اجابته ( معك حق فيبدو انك ستظل تتفنن بتعذيبي وساظل احاول ايجاد الاعذار لك وهذا حقا اتعبني .. بل اسقمني الان .. اتعلم .. انت حقا حائط بلا احساس عندما تريد .. ومهما حاولت اظهار ندمي اجدك كحجر صوان .. ورغم ثقتي بانك ستعود لي في النهاية ولكني لست مستعدة ان اتقبل كل هذا اللوم الجارح منك .. )
ضحك بسخرية اقسى مما سبق وهو يصفق باستهزاء ( احسنتي .. هذه اسيل التي اعرفها .. اجل اظهري انانيتك السابقة فهكذا يسهل تذكري لذنوبك و )
قاطعته صارخة بثورة ( كفى .. صدقا ككفى يا ادهم .. لقد تشبعت اليوم بما يكفي .. ساخرج واترك لك المكان لتملاه بسلبيتك و .. )
قاطع كلامها المنهار طرقات على باب مكتبها قبل ان يطل مراد براسه متسائلا بنبرة لطيفة مازحة ( ماذا تفعل تلميذتي النجيبة و . )
ولم يكمل مراد ما كان يقوله ما ان راى منظر اسيل التي ما ان راته حتى اطلقت تنهيدة طويلة وبنبرة امتلأت بالرجاء قالت ( مراد .. اريد الخروج من هنا .. لقد اختنقت حقا )
كلماتها القليلة كانت كعود ثقاب القي في برميل ممتلئ بالوقود فانفجر بروح ادهم وكيانه .. خصوصا عندما نظر مراد اليها بثانية واحدة ودون اي كلمة تقدم منها وامسك كفها ثم جذبها نحو الخارج بعد ان رمقه بنظرة عتاب قاتلة شنجته .. مراها وهي تغادر وقد بدت مستنفذة العاطفة كان كصفعة ايقاظ لادهم الذي نسي في خضم جنون غضبه حالتها الصحية .. هل حقا هو من يفعل باسيل هذا .. هو الذي عاهد نفسه الا يطيل الامر وان لا يفتح اي من الدفاتر القديمة كي لا يقلب المواجع على كليهما .. لماذا جن جنونه من تذكيرها له بما حدث بينهما قبل يومين .. لما يشعر بان ما حدث بينهما اعاد له شعوره بتملكها بعد ان كان قد اقتنع بتركها نهائيا .. لماذا كلما هرب اكثر من الذكريات هاجمته رائحتها ومنظرها المستسلم وفكرة انها كانت ستموت دون ان يراها .. ثم .. مالذي يحدث له .. هل نسي وجع ايهم .. هل نسي رعبه واضطراره لخوض العلاج النفسي رغم صغر عمره .. لما تاثر هكذا عندما علم انها ايضا خضعت لعلاج نفسي .. جنون استبد به من صراع بات يؤرقه ويتعبه ويجعله فاقد للحكمة حتى غدا بالفعل كالسم الاسود الذي يتعمد قتل المراة التي كان يعشقها يوما ..و .. لا يزال .. بخطوات بدأت مرتعشة مترددة الا انها ازدادت قوة اراد اللحاق بها ليعتذر هذه المرة بشكل جاد فليس بذنبها كل ما يعاني منه من تخبط .. لا يريد ان يكون سببا بعد الان بحزنها فليكفي ان تكون بخير ليتمكن من تركها و .. انفجار اخر عصف به ما ان راها تمشي في بهو الشركة متجهة الى الخارج وقد امسكت بيد مراد وصوت ضحكتها يرن في ارجاء المكان .. لم يصدق عيناه .. لم يمضي سوى بضع دقائق على خروجها باكية من عنده حتى اثارت كل نوازع الذنب بقلبه ليفاجئ الان بسعادتها المتعاظمة ما ان رافقت ذلك الرجل الذي استنجدت منه به وكان ضميرها لا يعاني من اي احساس بالذنب بسبب ما فعلته معه ومع ابنه .. بغضب امسك حاجز الدرج الذي كان يهبطه قبل رؤيتها فابيضت سلمات اصابعه من شدة اعتصاره له .. لن يسامحها بعد الان .. هذه الضاحكة المستهترة لم تتعلم بعد درسها .. الهذه الدرجة كان سهل عليها التخلص من حزنها والقاء العالم كله خلفها بعد ان اصطحبها ذلك الحقير معه .. اذن يا اسيل .. هو وحده يعلم كيف سيكسرها كما يجب فلا تتمكن يوما من نسيان حقيقة كونها زوجته المهجورة المنبوذة .. هو يعلم جيدا ما يطعن كبريائها .. عاد الغضب ليعمي عيناه وهو يرفع هاتفه ليتصل على امه التي ما ان تبادل التحية معها حتى قال لها بحزم ( امي .. مدربة ايهم التي رشحتها لي لاتزوجها الاسبوع الماضي وانا رفضت .. انا ساتراجع عن رفضي وساقابلها اليوم لاطلب يدها فهي كما قلتي فتاة جيدة يحبها ابنائي وستكون ام صالحة لهم (
كانت كلماته حكم لاعدام اصدره وهو ينظر على ظهر اسيل ومراد في لحظة غيرة حمقاء سيدفع ثمنها لاحقا .
يتبع القسم 2



حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.