آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-12-18, 03:22 PM
| #41 | ||||
| نجم روايتي  
|  سهامك لم تخب و أصابت النابض لتذعنه أن ينبض لك و من أجلك و بحروف إسمك. أشاهدك من بعيد كنجم لامع.. أخاف الاقتراب فالاحتراق فهل ترأفين بقلب أعياه العشق و تعطيه الأمان ليقترب دون الاحتراق؟! سجين العشق .gif "Eh S(7)") | ||||
|  |
|
08-12-18, 03:24 PM
| #42 | ||||
| نجم روايتي
|  قد أضناني العشق و أعياني الهوى .. و جافاني النوم و بدأ اليأس يتسلل إلى قلبي بعد أن أرسيت قواعدك فيه و تغلغلتي في حنايا الروح. أريد الاقتراب فتنتي فروحي باتت سجينة هواك و ما أنا بمعارض ما دمت أنت سجانها.. فألقي بالمفتاح إلى جوف اليم فأنا لا أرغب العتق من سجن حبك. سجين العشق | ||||
|
| |
|
08-12-18, 03:31 PM
| #43 | ||||
| نجم روايتي
|  هل أنا أهواك بلا أمل ؟! هل ستذوي روحي على يابسة الوهم؟ أجيبيني يا أجمل حلم هل أنا واهم.. إن كنت كذلك فليبارك الله أوهامي. من أين لي بالصبر فاتنتي؟ هلا تدليني على من يبيع صبراً لأبتاعه علها تهدأ أشواقي و تكف عن حرق وجداني. سجين العشق  | ||||
|
| |
|
08-12-18, 03:32 PM
| #44 | ||||
| نجم روايتي
| سهام.. نجلاء العينين، إني موجوع.. فالحب وجع و البعد وجع و الشوق وجع و النظرة لحبيب ساهي وجع و أنا أتخبط بين الوجع و الوجع. فتنتي إن جوفي يسكنه اللهيب و لا يطفؤه إلا قرب الوليف. سجين العشق | ||||
|
| |
|
08-12-18, 03:38 PM
| #45 | ||||
| نجم روايتي
| اقترب موعد اللقاء لقاء احلم به في كل ليلة لقاء اعد الايام والساعات اريدها ان تنقضى لكي التقي بك لقاء كلما اقترب زادات نبضات قلبي لقاء ارسم في مخيلتي كيف سيكون هل سأتمالك نفسي لا اظن هذا ساكون مجنونة تسرع اليك تلقي نفسها بين ذراعيك لتسمع نبضات قلبها التي تنطق باسمك كل حين لقاء ساكتب عنه طيلة حياتي وساجد لاجله كلمات لم توجد من قبل | ||||
|
| |
|
09-12-18, 11:52 PM
| #48 | ||||||||||
| نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات 
| الف مبرووووك نزول روايتك الجديدة يا قمر ❤️.... الله بحب الروايات اللي فيها دمج بين بلدين ❤️ أحدااث الروااية عجبتني جداا و مشوووقة للجااي 👏 حبيت صدااقة نزاار و أمجد و انهم اكتر من أخين ... صدااااقة من الطفوولة ... مع بعض في كل مراحلهم .... حتى لما واحد فكر انه يغترب التااني راح معااه .... وحبيت كمان صداقة أحمد معاهم 💙 و حيرته معاهم و هو مش فاهم نص كلامهم 😁 هيييييح أمجد وقع في الحب من النظرة الاولى 💃 .... عجبته فتنته و خليته مرااهق 🤣 بدأ معاها برسايل الاعجاب .... و جتله فرصة انه يتعرف عليها اكتر لما انقذها من الشاب اللزج .... يا ترى سهام هتعجب بامجد زي ما امجد معجب بيها كدا ؟؟؟؟؟ و يا ترى هقيدروا يواجهوا العقبات اللي قدامهم خصوصا و هما مش من نفس البلد ؟؟؟؟؟ نزااار حبيب البناات 🤣 " ينطبق عليه اغنية كل البنات بتحبك 😜 " و هو يمشي مع كل البنات عاادي الا واحدة !!! جاارته ايمان اللزجة 🤣 يلهوووووي دي هي ناقس تقوله تعالى اتجوزني بدل التلميحات اللي بتعملها دي 🤣 ايه يا ايمان هي الروايات لحست دماغك و لا ايه ؟؟؟ عيب كدا .. اتقلي شوية يا ماما 🤣 بمناسبة الروايات هو أمجد عرف منين ان حركات ايمان من الروايات و انها بتقرؤهم ؟؟؟ 🤔🤣🤣🤣 عجبني مشهد عزومة الغدا عند ايمان و امها .... و امجد تقريبا دبس نزار في ايمان .... بس خد عقابه كامل من نزار 🤣 تسلم ايدك على الروااية يا قمر 😍 و متابعة معاكي ان شاء الله 💝 | ||||||||||
|
| |
|
10-12-18, 08:28 PM
| #49 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
| |||||
|
| |
|
12-12-18, 10:02 AM
| #50 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الفصل الرابع الفصل الرابع عادت سهام إلى منزلها و الذي هو فيلا ضخمة يلجأ إليها أياً من أفراد أسرتها في حال تواجدهم في العاصمة و قد انتقلت إليها من قريتهم في الصعيد حالما بدأت دراستها الجامعية اختصاراً للمسافات، و يقطن معها في المنزل الدادا أمينة التي تم إرسالها برفقة سهام لرعايتها و القيام على خدمتها. كان يومها طويل و مشحون بالأحداث فاستقبلتها الدادا أمينة بوجهها الصبوح الذي يذيب الهموم ما أن تطالعه قائلة بابتسامة حانية: - الحمدلله على السلامة يا بتي، دقايق و الوكل يكون حاضر روحي انتي بس تشطفي و غيري هدمتك و انزلي. تجاوزت سهام الدادا أمينة و التي تضعها في مكانة رفيعة في قلبها قائلة و هي تبتسم بإرهاق صاعدة السلم الداخلي للمنزل: - حاضر يا دادا ربع ساعة و اكون نازلة بس إوعي تكوني سبقتيني و تغديتي و الله ما حاكل. - واه.. و انا أقدر برضك دا انا حتى اللقمة ما بتهناليش غير وياكي، يالله انتي بس شهلي. دلفت سهام لغرفتها و ما زال ذاك الشاب ذوالأصل الشامي يحتل تفكيرها، بل الموقف كله يكاد يفتك بأعصابها فتلك هي المرة الأولى التي تجد نفسها بموقف كهذا.. لكن الحمد لله لوجود ذلك الشاب.. ماذا قال إسمه؟!! آآآه أمجد. حل الليل ثقيلاً على بطلتنا و أفكارها تتأرجح بين حدث اليوم و المحب المجهول صاحب الرسائل فاليوم لم تجد خطابا منه و رغماً عنها وجدت نفسها تفكر هل قابلته من قبل؟! هل تعرفه؟ من كلماته يبدو أنه عاشق لها حد النخاع لكن هل هو فعلا كذلك أم هي مجرد كلمات خاوية يسطرها شاب حالم مدمن للروايات الرومانسية أو الأدهى قد يكون لاهٍ يود أن يلف حبل الغرام المزيف حول قلبها ليوقعها لا لغرض غير التسلية!! و عند تلك الخاطرة قذفتها أفكارها إلى أمجد و الرواية التي استعارها منها و هل عليها أن تقابله في الموعد المحدد بينهما أم تعتبر الأمر كأن لم يكن؟!! بقيت تتأرجح بأفكارها إلى أن ألقى سلطان النوم بأمره لإسدال الستار عن تلك الليلة راحما إياها من أفكارها المتخبطة. لم يكن أمجد بحال أفضل من سهام فإن استجابت هي لسلطان النوم فهو لم يجرؤ سلطان النوم حتى على الإقتراب من مضجعه، يشعر أنه قد ثمل بدون أن يقرب كأس خمر.. منتشيا يحلق في السماء كريشة خفيفة الوزن تتقاذفها النسمات، يكرر مشهد اليوم مرات و مرات و ابتسامة حالمة تزين ثغره.. نعم هوعاشق لها حد الثمالة. الرسالة الأخيرة: عزيزتي سهام.. هذه آخر رسالة أخطها إليك فقد أزفت لحظة البوح أقرب مما كنت أتخيل..و كم أنا منتشٍ لتصاريف القدر التي صرَفت لقيانا من جديد، أرجو الله أن لا تبتأسي و لا تفزعي.. فهو أنا سجين عشقك الذي أوصد أغلاله بنفسه فلم يعد لدي الصبر و لا الجَلد أن أبقى متوارياً في الظل أقتنص لحظات مسروقة من دفة الزمن، أريد أن أصبح صاحب حق فيكِ.. أريد ان أخفيك داخل جفوني و أغلق عليك دون البشر.. لا اخفيك سرا فتنتي كدت أن أقتل ذاك المتحذلق لأنه تجرأ عليك.. دموعك غالية عزيزتي فلا ترخصيها و لا تسكبيها لضرر أصابك من امثاله.. أمانتك سترد إليك في الموعد المتفق عليه إن أتيت سأعتبرها إشارة منك بالخوض أكثر في الأمر علها تتشابك طرقنا لتضحي طريقا مزهرا. سجين العشق أمجد الحسن ) لم تكن سهام من الفتيات الحالمات التائهات في أحلام اليقظة بانتظار الفارس على الحصان الأبيض الذي سيحررها من قفصها الذهبي، حتى أفلام ديزني كانت تمقتها منذ الصغر فنظرتها مشمئزة من سندريلا التي لم تنتفض لحقِها و دبَت بأقدامها الأرض رافضة الخنوع لزوجة الأب المتجبرة و بقيت بانتظار جنيتها الحارسة لتساعدها بسحرها دون أدنى جهد منها.. أو ربنزيل صاحبة الشعر الطويل جدا و الذي لا بد أنه وصلات extensions لم تلك الحمقاء لم تقم بقص شعرها و ربطه كي تتسلقه هابطة أسفل البرج لكن لاااا تلك هي الشخصية الانهزامية التي تؤمن أن الأنثى لا حول لها و لا قوة و ليس باستطاعتها الإتيان بأي حركة قوة بل تنتظرها من أي رجل بحياتها.. بتلك الأفكار كان جلَ اهتمام سهام منذ المراهقة مرتكزا على تحقيق ذاتها، تريد أن تثبت لنفسها قبل أهلها أنها و إن أتت من مجتمع منغلق حد الاختناق يعمل على تقويض حقوق الأنثى فهي لن تحني رأسها أبدا لأي كان، لم تستطع يوما أن تبتلع الخنوع الذي يتلبس النساء في قريتهم فهن يبدون في نظرها كعرائس الماريونت بأيدي الرجال، و بالرغم من مبادئها الاستقلالية هي لا تبغض مؤسسة الزواج فهي سنة الله في الأرض لإعمارها تعلم و تؤمن بهذا لكن يبقى الإختيار الصحيح هو المأرب.. فلما التعجل و الزواج بسن صغيرة أليس من المفترض أن ننتظر النصيب من رب العباد فلما نتعجله؟! ليس من السهل أن تضع الأنثى قلبها أمانة بيدي الرجل.. أن تسلمه مفاتيح أمانها و مشاعرها و سعادتها داعية الله أن يكون على قدر هذه الأمانة و لا يفرط بها، لذا و من أجل اجتناب ضرر فساد البطيخة ( حمراء أو قرعاء ) أي الزواج يجب أن يكون هناك دعامة تدعمها في هذا الحال كي تتمكن من النهوض بنفسها و هذا لا يأتي إلا بالعلم و توفيق الله. مر قرابة أسبوع منذ ذلك الحدث في الجامعة.. اسبوع من الترقب و التفكير و اتخاذ القرار ثم العدول عنه، تخبط مع سبق الإصرار و الترصد تلك كانت حالتها، حتى ذلك الفتى الذي لا يسمو للقب رجل.. لم تصدفه طوال الأسبوع مما ساعدها على إرخاء أعصابها بعض الشيء، لكن ماذا عن أمجد و الموعد المرتقب؟! صدقا ليس لديها الرغبة بفعل شيء أو لقاء أي أحد فموضوع الرسائل المنقطعة التي يبدو أنها أدمنتها لما لها من أثر فائق في إرضاء أنوثتها يوترها و يقض مضجعها ( لست فتاة سخيفة.. لست فتاة حالمة ) عبارات كانت تكررها بذهنها كل حين، لكن في النهاية قررت أن تذهب للقاء أمجد فليس من اللائق بعد موقف الشهامة الذي قدمه أن تبدو كمن يتكبر عليه. أتى أبكر من الموعد بنصف ساعة يشعر أنه لا يستطيع الانتظار أكثر قد كان اطول أسبوع في حياته و هو يحترق شوقا و لهفة و خوفا من مصير مجهول.. معدته تتلوى بقلق و ريقه جاف لا يمنيه برأفة البلل حتى شمس الظهيرة قررت التحامل عليه تجلده بسياط أشعتها الغليظة.. فتح الرواية التي بيده و تأكد من موضع الرسالة فيها ثم تنهد برهبة ، سبعة أيام كان فيها كمن ينتظر شروق الشمس بعد غياب أيام مظلمة حالكة.. كمن ينتظر سقوط المطر على أرضه القاحلة الجافة لترتوي فتزهر فيبتهل و يدعو الله كل يوم أن ينزل الغيث ليحيي أرضه، قدماه مثبتتان بالأرض في نفس نقطة اللقاء السابق فقط رأسه الذي كان يدور يبحث عن طيفها.. كان متخوفا من تخلفها عن الموعد.. متخوفا من أن تزويه إلى منطقة النسيان أو التجاهل، و على حين فجاة ابتسم باتساع و ضربات قلبه تكاد تصم أذنيه و أخذ يحمد الله بخفوت و بتكرار فها هي معذبة القلب تخطو كما الأميرات باتجاهه، إذا فهي لم تنسه و لم تتجاهله. اقتربت منه بخطوات خجلة كما الابتسامة على شفتيها.. استغربت في البداية وقفته المتحفزة و تلفته المستمر كمن يتوقع سقوط صاروخ بالقرب منه ثم طغى عليها شعور الخجل الشديد و هي ترى ابتسامته الواسعة فور رؤيته لها ، استمرت تحث الخطى نحوه بتردد جلي حتى أصبح ما يفصل بينهما مسافة لا تتعدى نصف المتر و قالت مستهلة الحديث: - صباح الخير يا أستاز أمجد. كالشهد.. إسمي ليس كموسيقى تخرج من جوفها بل كالشهد يقطر من شفتيها. - صباح النور آنسة سهام كيفك إن شاء الله بخير؟! استغربت معرفته بإسمها فتشككت بنفسها فهي لا تذكر أن أخبرته به، تجاوزت حيرتها بعدم اكتراث و أجابته بتهذيب: - أنا تمام الحمدلله.. انا آسفة عالتأخير أتمنى إنك ما تكونش استنيت كتير. (بلى يا عمري كله فلقد تأخرتي عدد سنين عمر الصبا و الشباب و أنا منتظر لاقتحامك حياتي و لا.. فأسفك غير مقبول لهذا التأخير و إن استجاب الله و التقت اقدارنا سأعمل على تعويض الوقت الضائع دونك). - لا عادي أنا اللي إجيت أبكر من الموعد أساسا. أجلى حنجرته متنحنحا ثم أضاف بحرج: - عفوا آنسة سهام ممكن أطلب منك.. أاا تقبلي عزيمتي على فنجان قهوة قبل ما أسلمك الرواية؟! ظهر الرفض على محياها فعلق سريعا نافيا أي أفكار مغلوطة عن نواياه: - صدقيني أنا مش قصدي إشي غلط أنا بس كنت حاب إنه نتناقش شوي بالروايات و الأدب كونك بتشاركيني هالشغف.. بصراحة ما صدقت لقيت حدا مثلي هيك. نظرت له بقوة رافعة لذقنها و قالت بحدة مقصودة: - آسفة بس طلبك مرفوض و أحب أنبه حضرتك أنه طلبك ده هو نفس الطلب اللي انطلب مني قبل أسبوع بغض النظرعن أسلوبك المتحضر في طرح الطلب و اظن كمان إنك شفت ردي كان إزاي. ازدرد أمجد ريقه بصعوبة فهو لم يخيل له أن تقوم بمقارنته بذاك التافه المقيت و بالرغم من هجمومها الذي أسقط حصونه التمعت عيناه بإعجاب و تقدير: - آنسة سهام أنا عن جد آسف بس صدقا ما كان ببالي أي شي عاطل تجاهك.. بتمنى تتقبلي اعتذاري و أسفي. مد يده لها بالرواية فأخذتها على مضض و هرولت مبتعدة عنه. تابعها بعينيه حتى اختفت، غرس أصابعه بشعره شاتما نفسه على ما اقترف، كيف له أن يزل مثل تلك الزلة؟! ما الحل الآن؟ تنهد بضيق و هو يشعر بصدره ينطبق على رئتيه و شعور بالغضب يتصاعد و يستعر من نفسه و من... تحرك مسرعا باتجاه كليته و هو موقن انه سيكون هناك: - البين يطسك على هيك شورة.. قال شو لحلح حالك و اعزمها على فنجان قهوة تتعرفوا على بعض. قالها بعد أن دفع نزار من كتفه و هو ينظر له و الشرارات تتقد من عينيه: - هيها البنت نكستني و فوق هيك اعتبرتني مثل هذاك الزبالة اللي تعرضلها من اسبوع.. عجبك هيك؟!! قال الأخيرة بحدة تؤول للصراخ رفع نزار كلا كفيه أمام صديقه طالبا منه التريث: - طيب طيب خلص هديلي حالك انت بس كل إشي إله حل. رد عليه أمجد بنزق: - و الله ما جايبني لورا غير حلولك. حث أمجد الخطى مبتعداً باتجاه قاعة المحاضرات ليمضي اليوم بروتينية معتادة حتى أنهى الصديقان محاضراتهم و اتجها بعدها للشقة، و ما إن دلفا حتى ابتعد أمجد باتجاه حجرته موصدا على نفسه الباب و ألقى بنفسه على السرير مفكرا بردة فعلها عندما تجد الخطاب و تقرؤه. أما عند سهام فما إن دلفت للمنزل حتى وجدت أخاها الأكبر سالم في حجرة الجلوس القريبة من المدخل فتهللت أساريرها و ركضت نحوه تنشد أحضانه الحنونة و لبى هو لهفتها فأخذها بأحضانه مداعبا إياها بكلمات تعبر عن افتقادهم لها و مدى شوقهم جميعا في بلدهم. على سفرة المائدة اجتمع سهام و سالم بينما امتنعت الدادا أمينة تحرجا من وجود الأخ الأكبر سالم، كان الحوار روتينيا بين سهام و أخيها يسألها عن أحوال دراستها و إن كان هناك ما ينقصها أما هي فكانت تستفهم منه عن أحوال الجميع في البلد. عقب الانتهاء من وجبة الغداء استأذن سالم للذهاب إلى غرفته لينال قسطا من النوم فاتجهت بدورها لغرفتها موصدة بابها و بعد أن اغتسلت و ارتدت ثياب منزلية خفيفة استلقت على سريرها راكئةً ظهرها على ظهر السرير و ساندةً أحد المراجع الخاصة بدراستها و دفترها على قدميها لتتمم على مشروعها الهندسي و بعد ساعتين من التركيز المتواصل رفعت رأسها و حركته للجانبين لتزيح آثار الإرهاق و التشنج عن عضلات رقبتها.. تنهدت بإرهاق ثم تطلعت أمامها ليلفت انتباهها تلك الرواية فعقدت حاجبيها و كان الفضول أو ربما الرغبة في تحريك جسدها بعد الجلسة الطويلة لأن تذهب لها و تقلب صفحاتها تريد أن ترى إن كان ذاك الأمجد قد حدد أي من عبارات الرواية كما هو معتاد من أغلب قرَاء الروايات، فأمسكتها بيديها و قلبت بصفحاتها إلى أن وقعت ورقة عند قدميها فعقدت حاجبيها باستغراب و انحنت بقامتها لتلتقطها و تفتحها و فجأة.. جحظت عيناها و قلبها ينبض بقوة و تسارع و عياناها تمران على السطور بعدم تصديق.. أعادت قراءتها مرة بعد مرة كي تستطيع استيعاب الكلمات المكتوبة، أخيرا رفعت رأسها عن الورقة و بقيت واجمة متيبسة الأطراف لبرهة قبل أن تتجه نحو فراشها و هي ما زالت ممسكة بالرسالة، أسندت ظهرها للوسادة خلفها و عقلها يعمل بسرعة موصلاً الخيوط ببعضها ( أمجد هو من كان يترك لها الخطابات! هو العاشق المجهول!!) فجأة اصطبغ وجهها بحمرة قانية و هي تعيد شريط لقاءاتهم المعدودة في ذاكرتها، نظراته.. إيماءاته.. و غضبه عندما تعرض لها ذاك الشاب، وضعت كلا كفيها على وجهها مخفية إياه تداري ضحكتها الخافتة الحالمة و هي تشعر بحرارة شديدة تنبثق منه و رويدا رويدا بدأت بإنزال كفيها لتغطيان فقط ثغرها و الوجنتين، لم تعلم ما العمل و ما التصرف الصحيح؟ لا تنكر أن صاحب الرسائل قد شغل تفكيرها الفترة السابقة و كلماته أضاءت نورا خفيضا في روحها ظنت أنها ما بمضيئة، لكنها تذكرت فجأة طلبه الأخير الذي رفضته بحدة و معها كل الحق.. هل كان سيصدح بمشاعره تجاهها و يخرج للضوء بعد أن كان متخفيا خلف سطور خطاباته؟! تخبطت أفكارها حتى أنها نسيت ما عليها من مذاكرة و بقيت تتقلب في فراشها طوال الليل تفكر كيف يجب أن تكون ردة فعلها إن التقت به مجددا و تحاول تبين حقيقة مشاعرها من هذا الأمجد. في اليوم التالي أكدت سهام هاتفيا على صديقتها ريتال بالقدوم للجامعة باكراً لأمر هام وما أن اتخذت الفتاتان مقعدا في كافيتيريا الجامعة حتى هتفت ريتال: - إيه يا بنتي في إيه مالك جايباني على ملا وشي و عمالة تقولي استني شوية استني شوية و حاقولك.. اتفضلي يا ستي و قولي. ابتلعت سهام ريقها برهبة و قالت بتلجلج: - أنا عرفت هو مين. رفعت ريتال كلا حاجبيها بتعجب من الإقرار الذي تفهوت به صديقتها فسألت طالبةً التوضيح: - مين هو اللي عرفتي هو مين؟!! ثم شهقت كمن اكتشف الحل لمعضلة حسابية معقدة: - إوعي تقولي.. العاشق المجهول؟!! اكتفت سهام بإيماءة من رأسها دليل الإيجاب، فصفقت ريتال بيديها كما الأطفال و سألت بحماس: - طب قولي يا بنتي ساكتة ليه!! حد نعرفه؟ من الجامعة و الا من برا.. ها اتكلمي! - طب اديني فرصة اتكلم و وطي صوتك كده يخرب بيتك حتفضحينا. وضعت ريتال كفها على فمها دليل الصمت فتنهدت سهام و شرعت بقص الأحداث لها حتى ليلة البارحة و خلال حديث سهام كانت ريتال شفاها تنفرج أكثر فأكثر كلما استمعت لإضافة جديدة من صديقتها و ما ان انتهت سهام من السرد هتفت ريتال بعدم تصديق: - معقولة!! يعني في الآخر طلع الواد اللي انتي خبطتي عربيته! ثم قالت كمن تذكر شيئا :ثانية كده ..انتي مش قلتي إنه مش مصري؟ - أيوة مش مصري شكله كده سوري أو من فلسطين أو حاجة زي كده ما اعرفش. غمزت لها ريتال بشقاوة و قالت: - أيوة يا عم ده عشق عابر للقارات ده. ثم صدحت ضحكتها تعبيرا عن نشوتها بمجريات الأحداث و ما إن هدأت حتى التفتت لصديقتها المتجهمة من اسلوبها و وضعت إصبعها على ذقنها كمن يفكر، و قالت: - شوفي هو من كلامه اللي بيكتبلك إياه أنا حبيته بصراحة بس ما تخافيش مش حاقطع عليكي، و كمان حركة الجدعنة اللي عملها معاكي دي لما دافع عنك ما تتنسيش، لكن بصراحة مش مستريحة يعني في الأول و الا في الاخر احنا ما بنصاحبش يعني هو هايكون عايز إيه و بغض النظر انه طلب منك تقعدوا مع بعض تتكلموا ما اظنش انه نيته كانت وحشة أظن انه كان عايز يعرفك بنفسه و بالنسبة ليكي ما فيش غير الجد يعني لو عايزك يبقى يتقدم و عشان كده انا متأكدة إنه هايحوم حوليكي الفترة دي و احتمال ييجي يكلمك عشان يعرف انتي شفتي الرسالة و الا لاء، و بكده يبقى في سؤالين. - إيه هما.ردت سهام بحيرة. - الأول.. انتي حتتصرفي ازاي لما ييجي يكلمك؟ تانيا: لو فرضا فرضا يعني فتح موضوع انه يتقدملك تفتكري اهلك حيوافقوا خصوصا انه مش من البلد دي كلها؟!! قطبت سهام بحيرة ناظرة لصديقتها بنظرات زائغة: - بصراحة مش عارفة.. مش عارفة أنا في إيه جوايا، أنا ما اعرفوش قوي لدرجة إني أخوض أي تجربة معاه و خصوصا إني عارفة انه النهاية حتكون مسدودة و بنفس الوقت بحس بسعادة غريبة عليا لما بفكر فيه.. مش عارفة انا أفكاري متلخبطة قوي. هزت ريتال رأسها بتفهم و قالت موضحة: - شوفي يا حبيبتي أنا أقولك تعملي إيه.. لما ييجي يكلمك واجهيه و اعرفي منه هو عاوز إيه بالزبط و إن كان نيته خير اقعدي و اتكلمي معاه و و قتها قلبك حيدلك على الصح، و دلوقتي يالا بقى بلاش نتأخر على المحاضرة. و بعد يوم طويل من المحاضرات الجامعية اتجهت الفتاتان نحو مكان اصطفاف السيارات و ما ان اقتربتا من السيارة الخاصة بسهام حتى جحظت كلتا الصديقتان بعينيهما فقد كان أمجد يقف مكتفا لذراعيه بالقرب من السيارة، أمسكت ريتال بيد صديقتها و حثتها على المضي هامسة لها انه حان وقت المواجهة و ما إن اقتربتا منه حتى تنحت ريتال قليلا لتفسح لهما المجال. ابتسم أمجد بحرج و خرجت كلماته متلعثمة: - مساء النور آنسة سهام، أنا أاا ممم يعني بصراحة أول شي حبيت اعتذر مرة ثانية عن المرة الماضية.. وووو. مسح بيده على شعره بتيه لا يعلم ماذا يقول و كيف يستهل الكلام حتى قاطعته سهام قائلة بثبات مزيف استدعته بشق الأنفس: - أنا فتحت الرواية مبارح و لقيت الجواب. كان العَرق يتفصد عن جبينه من شدة توتره و حتى الآن لا يجد ما يقوله و كيف يعبر عما داخله، إلى أن باغتته سهام بضربة أخرى و هي تقول: - ممكن أعرف انت عايز مني إيه؟! أخذ أمجد نفسا عميقا محاولا تهدئة نفسه و زفره على مهل ثم سلط نظراته عليها و قال بحدة لم يقصدها: - شوفي يا بنت الناس أنا مش تبع حركات و لف و دوران.. من الاخر يعني أنا بحبك أي نعم ما بعرفك منيح لكن ربك رب قلوب و انتي تملكتي من قلبي من أول مرة شفتك فيها و لما تابعتك بالجامعة و شفت أدبك و اخلاقك و حسن تربيتك الواضح من تصرفاتك زاد تعلقي بيكي، صدقيني عمرها ما صارت معي مشان هيك أصريت إني أتمسك بحقي بهالمشاعر هاي و انا نيتي خير يعني ناوي أدخل البيت من بابه و لما طلبت منك المرة الماضية إنه نقعد سوا كان مشان تتعرفي علي و انا اتعرف عليكي أكثر قبل ما أروح عند أهلك و أطلبك منهم و هاي انا بكرر طلبي.. إن كان لمشاعري صدى عندك و لو بسيط بتمنى انك تقبلي اقتراحي و نقعد نحكي شوي بالكافتيريا مشان نتفاهم. كان صدره يعلو و يهبط بانفعال واضح كمن أنهى للتو سباق للعدو السريع أما هي فكانت بحالة صدمة.. لم تتوقع هذا الهجوم و الذي في طياته أجمل اعتراف بالحب، حادت بنظراتها لصديقتها المبتسمة ببلاهة و فأشارت لها برأسها أن تقبل بعرضه، عادت بأنظارها إليه و اكتفت بإيمائة من رأسها أنها موافقة. كان متوترا بشدة و هو ينتظر قرارها كمن يقف امام القاضي ليصدر الحكم بحقه إما بالحياة الهانئة أو العذاب حتى الفناء و ما أن أعطته موافقتها مسح بكفه على وجهه بارتياح و ابتسم ابتسامة واسعة دافئة و هو يشير بيده لها كي تتقدمه نحو وجهتهم. | ||||
|
| |
|
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| سهام عشق |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
19Likes
العرض العادي
