|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
22-01-19, 01:16 AM | #141 | ||||
نجم روايتي
| السلام عليكم استمتعت جدا بمشاهد الفرح مكالمه الام وما ادراك ما الام وقلبها لم تقسو او تلوم فقط اطمئنت وسعدت وحذرتها من القادمين مشهد سريع بس له معاني رائعة الاب وفكره صح ميه بالميه انتشار الحكايه ليس بمصلحتهم وكده يستغل الاب النفوذ لينهي المواجهة بالمطار بعيييد عن العشيرة حقد الخاله وبنتها يالله حتي كل شىقسمه ونصيب نيزو اين انت واحمد وايمان اتمني القدر من حظ نيزو وتزوجيه احمد مني اخبارهم ايه ايمان الرومنسيه عامله فيه ايه بعد كسر الانف مستمتعين معك وخاصه رجوله امجد وحنيته مع زوجته الوحيدة سيهام الله بيحبك انه وفقك ل هيك عيله منتظرييينك | ||||
22-01-19, 12:00 PM | #142 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
| |||||
23-01-19, 12:27 PM | #143 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الفصل السادس عشر استيقظت سهام من غفوتها و هي تشعر بصداع مهلك.. خرجت لغرفة المعيشة باحثةً عن أمجد حيث أنها لم تجده إلى جانبها على السرير، جالت بأنظارها في غرفة المعيشة فلم تجده هناك أيضا لكن ما لبثت أن سمعت صوت قفل الباب الخارجي فتيقنت أنه هو.. هرعت إليه و احتضنته فور دخوله المنزل فضحك بمرح و قال بعد أن اختطف قبلة من ثغرها: - شو.. شكله القمر اشتاقلي! - أكيد يا حبيبي.. بس قولي انت كنت فين؟ تجهم وجهه فجأة و قد عادت له حالة القلق و الضيق لكنه حاول أن لا يظهر الأمر على وجهه لكن هيهات فنصفه الآخر قد شعرت بتغير حاله مما وضع بذور الشك في قلبها أن الأمر يتعلق بأهلها و ما اخبرته به. - رد علي يا أمجد و قولي كنت فين.. ما تخبيش علي؟ حاول أمجد أن يلطف الجو فرفع حاجبا واحدا و قال بخبث متلاعب: - ليش عم تسألي لا يكون غيرانة أو بتشكي إني متجوز عليكي. لوت شفتيها بتهكم و دفعته من كتفه قبل أن تعطيه ظهرها و تولي عنه.. ضحك من فعلتها و لحق بها ليأخذها بين أحضانه و هو يقول: - بمزح معك شو ما بتتقبلي مزح! غير هيك حدا بيكون معه القمر و بيدور ورا النجوم!!! ابتسمت له بامتنان و أمسكت بكفه ليتوجها للمطبخ لتشرع بإعداد الشاي و هو جالس يطالعها بشغف، وضعت كوبي الشاي و اقتربت بجلستها منه و قالت و هي تطالعه بتصميم تحاول سبر أغواره: - إنت خرجت عشان الموضوع اللي قولتلك عليه مش كده؟ تنهد أمجد بقلة حيلة و قد فشلت محاولته بإلهائها عن السؤال فأوما برأسه و هو يشيح بوجهه عنها لكنها أمسكت بذقنه و أدارت وجهه إليها لتردف: - مش عايزاك تدخل في مشاكل يا أمجد.. إنت مش قولت إننا المفروض نروح كندا؟ - إن شاء الله بكرا رايح على السفارة الكندية أشوف شو صار بالطلب لكن حتى لو لقيت الفيزا طلعت.. مش هانقدر نسافر بيومين، غير هيك أنا كنت مخطط إنه أسافر أنا بالأول و أرتب الأمور هناك بعدين أبعتلك تلحقيني. شهقت سهام بلوعة و قالت و الدموع قد تجمعت بمقلتيها: - إيه!! إنت عايز تسافر و تسيبني؟ أمسك بمؤخرة رأسها مقربا إياها منه ليقبل جبهتها قبل أن يقول بمهادنة: - و الله يا عمري لو علي ما بدي اتركك و لا ثانية بس صدقيني ما بيزيط.. أنا الفيزا حتيجيني من خلال الجامعة اللي صارلي شهور بتواصل معهم أما إنتي حتى لو فكرت آخدك معي من أولها ما بيزبط لازم أقدملك على فيزا و أنا هناك.. صدقيني كلها شهرين زمن بيمروا متل الهوا بكون جهزت شقة و طلعتلك فيزا.. ما بدي إياكي تزعلي حبيبتي صدقيني أهلي راح يحطوكي بعيونهم. - عارفة يا حبيبي أهلك دول سكر و الله.. بس أنا مش عارفة هاقعد الشهرين دول من غيرك ازاي ! ربت على كتفها و هو يحاوطها بذراعه و قال: - معلش.. ربك بيسهلها .. المهم نخلص من هالقصة اللي طلعتلنا. ضيقت سهام عينيها بتشكك فقرأ سؤال عينيها و أجابها بأن سرد عليها تفاصيل ما حدث معه، أسلمت سهام امرها لله و دعت ان يقضي الله بما هو خير. في اليوم التالي و بعد ان أتاهم طعام الإفطار و تناولاه خرج أمجد برفقة نزار للعاصمة عمان متجهان للسفارة الكندية ليستفسر أمجد عن مصير الفيزا خاصته و ارتاح باله حالما أخبروه أن الفيزا قد تم الموافقة عليها و أن عليه مراجعة السفارة بعد أسبوع لختمها على الجواز ليتمكن من السفر، و بعد أن فرغا من مهامهم التجأ الصديقان لأحد المقاهي الشعبية في وسط البلد في العاصمة عمان و كان هذا باقتراح من نزار الذي لاحظ تجهم قسمات وجه أمجد بالرغم من الخبر المفرح الذي تلقاه من السفارة الكندية من قليل. - شو مالك يا صاحبي حاسك مش مبسوط!! يعني تكشيرتك هاي كثير شجعتني أتجوز و الله.. معقول لحقتوا تنكدوا عبعض!! نظر له أمجد بحنق جلي ثم تنهد و مسح بكفه على وجهه قائلاً و هو يعيد رأسه للخلف ليسنده على أعلى ظهر المقعد الخشبي بتعب مغمضا عينيه: - أهل سهام جايين على الأردن و شكلهم ناويين على الشر. عقد نزار حاجبيه و قد تدلى فمه بصدمة سرعان ما استفاق منها ليصيح باستهجان: - انت شو بتحكي!! معقول لاحقينكوا لهون.. إنت أكيد بتمزح! أجابه أمجد بنبرة استكانة و هو على نفس وضعيته: - لا ما بمزح.. خلال هاليومين راح يكونوا هون.. والدة سهام حكت لسهام. - و انتوا على شو ناويين؟ اعتدل أمجد بجلسته و بدأ يرتشف القهوة الموضوعة امامه و هو يقص على نزار الزيارة التي قام بها و والده لمدير الأمن و الإحتياطات التي تم اتخاذها. ضرب نزار الطاولة بكفه غيظا و حنقا و هو يقول بنبرة حاسمة لا تقبل الجدال: - إسمعني..إياك تعمل أي حركة بدوني فاهم.. أول ما ييجيك خبر بتحكيلي مشان نتحرك سوا. أومأ له امجد باستسلام فهو بأشد الحاجة لمن يشد همته و يسانده.. فرغوا من جلستهم و استقلا السيارة للعودة كل إلى منزله. في الصعيد المصري و بالأخص في منزل الحاج عبدالعزيز التهامي... كان الحاج عبدالعزيز يجلس و هو يسند ذقنه على يده القابضة على عصاه.. ساهما في التفكير يحاول ربط الخيوط و حساب العواقب و نتائجها لما ينوون فعله.. قاطع خلوته إبنه مصعب الذي دخل حجرة الجلوس يهرول و هو يصيح مناديا أباه: - أبوي.. هات البشارة يا ابوي.. الورق خولص و نقدر نسافروا بأيتها وقت. نظر له عبدالعزيز بنظرة عزم قبل أن يومئ برأسه و هو يقول: - يبقى تحجز لطيارة بكرا.. أنا موش هاستنى أكتر من إكده. - ماشي يا ابوي.. دلوقت هابلغ سالم يحجزلنا. كانت أحلام تسترق السمع للحديث الدائر و ما أن تم البت بالأمر هرعت لوالدتها لتخبرها بما سمعته من والدها و أخيها فما كان من فتحية إلا أن تبكي حالها و حال ابنتها و هي تدعو الله أن يحفظ لها جميع أبنائها و ان لا يريها أي سوء فيهم. في اليوم التالي كان عبدالعزيز و ولديه في مطار القاهرة يودعون إبن العم أيمن الذي و بأمر من عبدالعزيز سيبقى في مصر لرعاية أمور العائلة في غيابهم.. تم الإعلان عن ضرورة الولوج من المدخل المؤدي للطائرة لجميع المسافرين للمملكة الأردنية الهاشمية فحث ثلاثتهم الخطى نحو الطائرة و كلهم عزم على أن ينتهي الأمر بما يبرد نار جوفهم و يشفي غليلهم. أما في الأردن.. مطار الملكة علياء فقد تم إبلاغ مدير أمن المطار أن الأفراد اللذين تم الإبلاغ عنهم وردت أسماؤهم ضمن الوافدين في الطائرة القادمة من القاهرة.. فأجرى مدير أمن المطار إتصالا هاتفيا مع مدير أمن المحافظة الذي أوصاه بهذا الأمر ليبلغه بالخبر حسب الاتفاق فقام الأخير بمهاتفة رضوان ليخبره بدوره بضرورة الانطلاق نحو المطار لتكون المقابلة المصيرية. استقل رضوان السيارة و ذهب للقاء أمجد و نزار الذي اتجه بفوره لمنزل رضوان الذي يقطن فيه أمجد حاليا بعد أن هاتفه مبلغا إياه أن لحظة الصفر قد حانت بعد ، وصل ثلاثتهم للمطار و اتجهوا من فورهم لملاقاة مدير امن محافظتهم الذي استبقهم بسيارته الخاصة ليقودهم نحو غرفة مدير أمن المطار و الذي استقبلهم بترحاب يليق بهم قبل أن يقول: - الطيارة وصلت من خمس دقايق.. و الآن في أفراد أمن راح يستقبلوهم و يجيبوهم لهون. - ما قصرت عطوفتك.. بس بنتمنى منك تتركنا معهم شوي مشان في كلمتين لازم نحكيهم معهم على أمل يصير اتفاق بإذن الله و إن ما صار فبدنا إياهم يتسفروا لبلدهم و ينحط على إسمهم مؤشر بحيث إنه نتبلغ إذا قرروا يرجعوا مرة ثانية على الأردن. قالها مدير أمن المحافظة، فأموأ له مدير أمن المطار باتفاق و استمر انتظارهم لدقائق أخرى قبل أن يستأذن أحد أفراد الأمن بالدخول لإعلامهم بجلب الوافدين المعنيين فأمره مدير أمن المطار بدوره بإدخالهم و البقاء خارج الباب برفقة زملائه متأهبين للتدخل إن استدعى الأمر و قد رافقه هو أيضا مخليا المكان من حضوره كما طلب مدير امن المحافظة. دخل الحاج عبدالعزيز للغرفة بتأفف و تعجب من مجيئهم لهذه الحجرة يتبعه أبنائه لكن ما أن حطت نظراته على أمجد حتى اعتلت سمات المفاجأة على صفحة وجهه و لم يكن سالم أقل تفاجئا منه لكنهم سرعان ما تبدلت نظراتهم لتشتعل مقلتيهما بحقد و غضب كافيا لإشعال المجرة بأكملها.. لم يمهل سالم أحدا لاستهلال الحديث بل انقض على أمجد يمسك به من تلابيبه صاكاً على أسنانه و هو ينفث الحمم البركانية من أنفاسه و هو يصيح: - و ليك عين تيجي تقابلنا بنفسك!! بس كويس وفرت علينا ندور عليك و جيت لقضاك برجليك. انتفض نزار و رضوان و كذلك مدير الامن من مجلسهم يحاولون تخليص أمجد من قبضة سالم و ما أن حدث حتى دفع نزار سالم للخلف صارخا به بتهديد: - إياك تقرب منه.. انتوا هسا على أرضنا و إذا بتمسوا شعرة منه راح تشوفوا الويل منا. شدد مصعب على قبضته صاكاًعلى أسنانه و قد اتضحت له الصورة.. ففي البداية قد تفاجأ من فعلة أخيه بانقضاضه على ذاك الرجل.. لكن الآن هو يفهم.. هذا الرجل هو غريمهم، بينما الحاج عبدالعزيز الذي كان يتابع المشهد بتشفي ليهدر بعدها بصوت مزلزل و هو يقول بتقزز: - و انتوا لما كنتوا على أرضنا عملتوا إيه يا اولاد الأصول؟! لعبت براس بتي علشان تهرب وياك و تحط راسنا كلنا بالوحل!! تدخل هذه المرة رضوان بينما بقي أمجد صامتا يراقب أنسبائه كما الصقر ليتحدث رضوان مهاودا يحاول إدخال صوت العقل بينهم: - اللي حكيتوا مردود عليك يا أبو سالم.. 1انا و إبني بإذن الله بنعرف بالأصول منيح بس الظروف اللي تم فيها الزواج ما سمحت إنه نمشي حسب الأصول و لكل قاعدة شواذ و للأسف هذا حصادك اللي إنت زرعتوا.. و غير هيك الشب و البنت تزوجوا بشرع الله يعني هسى هيه صارت بوصايته و إحنا مش طالبين غير إنه نحل الموضوع بشكل ودي من دون أحقاد و ضغائن مشان الحياة تمشي و بلاش حدا من أولادك يمضي عمره بالحبوس أو يلقاه حبل المشنقة فانا بطلب منك توسع صدرك و تسامح و تغفر إن الله غفور رحيم. لم يعطي مصعب والده حق الرد فقد انقض على أمجد مستغلا انشغالهم في الحديث ليطرحه أرضا و ينهال عليه باللكمات التي قام أمجد برد أغلبها مما اضطر مدير الأمن المحافظة أن يستدعي أفراد الأمن للفض بينهما لينتصب بعدها مدير الأمن بوقفته و هو يطالع أمجد و مصعب الملطخان بدمائهما ثم وجوه الموجودين قبل أن يقول بحزم موجها حديثه لعبدالعزيز: - إسمعني حجي منيح و ركز بكل كلمة بقولها.. بنتك متزوجة بشرع الله زي ما قلنالك يعني ما عملت الحرام لا سمح الله و إحنا كنا حابين إنه ننهي الموضوع بوِد و احترام و كنا متأملين تلينوا قلوبكوا و تبلشوا صفحة جديدة خصوصا إنه نسيبكوا زينة الرجال لكن واضح إنكوا مش ناويين على الصلح و جايين بدكوا تهدروا الدم و هاظ إشي أنا ما بقبل فيه.. فهي كلمة ما حاثنيها إنتوا حاتطلعوا من هون على الطيارة اللي رايحة مصر و رجعة عالأردن ما الكوش لأنه أسمائكوا و أسماء كل عيلتكوا تم التبليغ عنها و بعيد و بقولك أقصر الشر بلاش أحط أولادك هدول بالسجن ما تعرفلهم طريق طبعا حضرتك أكبر من إني أوجه تهديد إلك و بالنهاية إحنا عاملين حساب النسب اللي بينا و حابين نبني الجسور مش نحرقها. ضحك الحاج عبدالعزيز باستهزاء لينطق كمن يبصق الكلمات: - تبنوا الجسور و ابنكوا زينة الرجال.. لا صادق.. انتوا العيب راكبوا يا حضرة الزابط و راكب بتي كمان اللي لما اشوفها هاقتلها و اغسل عاري و ما تفتكروش إنكوا هاتقدروا تمنعونا نوصلها.. و الزمن بينا. صاح به نزار يرد على كلماته المتوعدة: - إيدك و ما تعطي و أمجد و مرته في ألف زلمة يحميهم و يفديهم بدمهم و مثل ما الشرف غالي عندكوا فهو غالي كمان عنا و مرت أمجد هسى صارت شرفنا و عرضنا و مثل ما قال الباشا ( مدير الأمن برتبة لواء يطلق عليه باشا ) اختصروا الشر و ارجعوا من محل ما إجيتوا. كان أمجد يراقب الموقف بوجل و قلبه يرتعد كلما أتى ذكر زوجته متأوها من اللكمات التي نالها من مصعب لكن ألم روحه أشد و أثقل.. بينما رضوان كان يتنهد بقلة حيلة.. لايرى أي بصيص ضوء لينفذوا منه فما كان منه إلا أن اقترب من الحاج عبدالعزيز بينما إبناه كانا محاوطان بأفراد الأمن و قال كمن ينهي المسألة و للأبد: - شكله يا حج ما راح نتفق على حل يرضي كل الأطراف لكن آخر كلمة بحب أحكيلك إياها إنه بنتكوا بالحفظ و الصون عندنا و راح نكرمها و نحطها فوق روسنا بس إذا بيوم قلبك حن عليها أو اشتاقلها و قررت الصلح و الغفران فإحنا جاهزين و بنستقبلكوا جوا قلوبنا قبل بيوتنا لكن لحد ما ييجي هاليوم.. هاظ في حال إجا فانا بعتذر منك هالبلد ما تفكر تخطيها و بنتك مادام ناويلها على شر إنساها و الله ما بينسى عباده. أكمل حديثه لينظر بعدها لمدير أمن محافظتهم ليقول كمن يفصل الأمر: - أظن إحنا هيك عدَانا العيب يا باشا و ما فيش داعي نضل هون أكثر من هيك و الموضوع هسى بإيدك تكمله مثل ما بتشوف مناسب. أومأ له مدير أمن المحافظة قبل أن يقتاد نزار أمجد خارج الغرفة برفقة رضوان تلحقهم الشتائم و أغلظ أيمان الوعيد التي انطلقت من فم مصعب و شرارات الحقد التي كادت تلسعهم من أعين الحج عبد العزيز و سالم ليغادروا أرض المطار. زفر الثلاثة أنفاسا حارة مشبعة بالقهر و الخيبة ما أن غادروا بوابة المطار.. كم تأملوا أن ينتهي الأمر بالوفاق لكن لله الأمر من قبل و من بعد و لعله خير يتخفى بطيات الشر. استقر الحاج عبدالعزيز بجلسته هو و أبنائه في الطائرة التي ستأخذهم لمصر.. شعور القهر و الغضب و العار يلُفهم.. كيف علموا بقدومهم؟؟ لقد خسروا عنصر المفاجأة فخسروا المعركة و ربما الحرب.. تلك ليست بلدهم لتكون لهم السطوة فيها فلم يستطيعوا الانتصار لأنفسهم.. و بعد الكثير من الزفرات الحارة و الكلمات الحاقدة المتداولة بينهم استقر الحاج عبدالعزيز على الخيار البديل ( قد ماتت سهام بالمرض في بلاد الخارج و سيتم دفنها و الأخذ بعزائها و لن تأتي سيرتها بخير أو بشر بعد اليوم ). تذرع الصالة جيئةً و ذهاب.. فكرها يعمل كالمكوك تفكر بكل الاحتمالات الوارد حدوثها لحظة اللقاء أو بالأحرى لحظة الصدام.. تدعو و تبتهل أن تمر الأمور على خير، أصرت على أمجد الذهاب معهم علَ قلب والدها يلين لمرآها لكنه رفض بشكل قطعي فهو لن يغامر باقترابهم منها.. كانت هناك بذرة أمل صغيرة بداخلها أنه قد ينتهي الأمر بصلح و غفران لكنها تعلم جيدا من هو والدها و من هم إخوتها و ما هي طبائعهم.. لكن هو ذاك القلب الذي ينبض في صدرها الذي زرع تلك البذرة و يصر على ترويتها لتزهر أملاً فهي تشتاق أهلها حد الجنون.. بالرغم من كل ما جرى تحبهم و لن ينتزع شيء بالكون حبهم من فؤادها لكن أحيانا و عندما يكون الحب سلاح ضدنا بدلا أن يكون معنا تختلف الموازين و يجب مفارقة الأحبة كي لا نصل لتلك المرحلة التي قد لا نتذكر فيها سببا واحدا يحفزنا للاستمرار بمحبتهم، تنهدت بوجل و هي تتمنى لو كانت ذهبت معه قسراً بدلا من الجلوس نهباً للأفكار السوداوية. ارتجف جسدها فور ان سمعت صوت إيلاج المفتاح في قفل الباب الخارجي فأيقنت أنه زوجها.. هرعت نحو الباب لتفتحه قبل أن يتمكن هو فتستقبله بأحضانها و هي تشتم رائحته كأنها لا تصدق أنه قد عاد إليها سالماً بحمد الله... لكن لحظة ما أن ابتعدت عن أحضانه و نظرت إليه حتى هالها ما رأته من حاله الدامي.. تحسست مواضع الكدمات على وجهه و دموعها تسقط مدراراً على وجهها.. تأوه بخفوت قبل أن يمسك بيدها التي تتحسس وجهه و يقبل باطنها ليقول مطمئنا: - عدَت على خير الحمدلله.. حاولنا نصلح بس للأسف هم رفضوا و المهم إنهم ما حايقدروا يقربوا منك فاتطمني و ارتاحي. كانت تناظر عينيه فيما هو يتحدث يقول أن عليها أن ترتاح.. بحق الله أين الراحة و هي بين شقي الرحى تريد وصال أهلها و تخشاه تريد أن تصدق أنهم ما زالوا يعتبرونها إبنة قلبهم كما صلبهم إلا ان أفعالهم تؤكد لها استحالة الأمر.. أومأت له باستسلام دون أن تتفوه بحرف يتيم، أمسكته من كفه تقتاده لغرفة نومهم كي تطبب جراح جسده و يطبب هو جراح روحها. في صباح اليوم التالي عاد رضوان و زوجته فاطمة لمنزلهم و كانا حريصين أثناء دخولهما للمنزل أن لا يصدرا أي صوت كي لا يوقظا العروسان و كم كانت افكار رضوان تختلف عن أفكار فاطمة.. فرضوان يعلم بالكرب الذي حل بالعروسين أما فاطمة فعلمها أن العروسين يغرقان بشهد أيام العسل. استفاق أمجد ليجد سهامه تتوسط صدره غارقة في سبات عميق.. آثر عدم إزعاجها فقد كانت ليلة منهكة لأعصاب لكليهما فلتنل القسط الذي تبتغيه من الراحة، تسَحَب من الفراش بخفة ليدخل المرحاض و يستحم قبل ان يخرج من الغرفة قاصداً المطبخ لتجهيز طعام الإفطار قبل أن يأتي والداه لكنه جفل فور دخوله المطبخ إذ كانت والدته ترص الأطباق العامرة على الطاولة.. لم يمهل لحظة الاستغراب حقها بل توجه نوجها بسرعة يغمر نفسه بأحضانها ليستنشق عبيرها.. أحضان والدته دوما كانت له الملاذ من شرور العالم بعد الله عز و جلَ، مسحت فاطمة على رأسه قبل أن تجحظ عيناها بصدمة لتهتف بارتياع: - شوووو هاذ يما؟ مين اللي عمل فيك هيك؟ آآآآه هذا ما لم يجعله في حساباته.. كيف نسي ردة فعل والدته على مظهره المكدوم.. يتمنى فقط أن يعاجله ذهنه بقصة مقنعة يسردها على والدته علَها تهدأ من روعها: - ااا عادي يما مبارح سهام كانت زهقانة فرحنا تمشينا بالسوق و صار كم شب يلطشوا حكي بارد زي وجوههم فاشتبكت معهم و عدَت.. تقلقيش انتي بس.. ناكتة ( مسألة غير مهمة ). - الله ينعنهم و ينعن تربايتهم اللي زي هيك قليل عليهم الحرق. - الله بالمرصاد للجميع يا أمي لا تحطي ببالك.. المهم متى وصلتوا ما حسيت عليكوا و شو هالروائح الزاكية هاي؟!! قالها محاولا تغيير مسار الحديث و هو يتفقد الاطباق التي قامت والدته بإعدادها: - و الله يما إجينا بكير و دخلنا عالهسي ( بهدوء ) مشان ما نزعجكوا و قلت خليني أجهز الفطور إلكوا لأنه إحنا أفطرنا قبل لنيجي عند دار عمك. اقترب أمجد منها و قبل جبهتها و يقول بحب: - الله يخليلي إياكي يما و ما يحرمني منك يا حنونة. ابتسمت له والدته لتقول: - خلص اتركني أخلص شغلي و روح إنت طُل على أبوك هيه قاعد بالصالون بيشرب قهوته. و قبل أن يغادر محيط المطبخ نادته بإسمه ليلتفت لها و الابتسامة ما زالت تزين محياه: - يما ما دام مرتك ملَانة ( تشعر بالملل ) و هاظ حقها كونها عروس ليش ما تاخذها عالأماكن السياحية بالبلد منه بتنبسطوا و منه شهر عسل قبل ما تسافر و تتركها. عقد أمجد حاجبيه بتفكير و أخذ يقلب كلمات والدته بعقله ليصل لنتيجة أن رحلة سياحية هي بالظبط ما يحتاجانه للخروج من حالة البؤس التي تلبستهما مؤخرا: - شورك و توفيق الله.. خلص إعتبريه صار. دلف لغرفة الجلوس حيث يقبع والده فاستقبله الأخير باهتمام و راحة شديدين.. سأله عن أحواله و أحوال زوجته فطمأنه أن الوضع مستقر و انه يفكر بالقيام بجولة سياحية في الأردن برفقة سهام علَ التوتر يغادرها فوافقه والده على نيته داعيا لهم بصلاح الحال و أن يبعد عن شرور البشر. بعد أن أخبرته والدته أن طعام الإفطار أضحى زاهباً ذهب لغرفته كي يوقظ سهام كي تشاركه طعام الإفطار.. فتح الباب بخفة ليدخل و يقترب من السرير.. تمدد بجسده إلى جانبها و أخذ يتلمس بشرة وجهها و ذراعها قبل أن يحط على وجنتها بقبلات رقيقة متتالية، تململت بنومها لتفتح عيناها و ترى وجهه الباسم فتبتسم بدورها قائلة و النعس ما زال يغلف صوتها: - صباح الخير يا حبيبي. - صباح شو يا كسلانة صرنا الضهر. جلَست نفسها لتقول لائمة: - بجد أنا نمت كل ده! طب ليه ما صحيتنيش من بدري؟ - ما حبيت أزعجك.. قلت خليكي مرتاحة بس هسة خلص أمي عملتلنا فطور ملوكي و لازم نطلع نفطر لأنه عصافير معدتي بتزغرد. ضحكت بصخب قبل أن تنهض بجسدها و تقول و هي في طريقها للمرحاض: - عشر دقايق أكون استحميت و احصلك. مضى اليوم بحميمية و هناء و قد سعدت سهام للغاية حين أخبرها أمجد بأنهم سيذهبون برحلة سياحية في البلد قبل سفره فكم يسعدها أن يهتم و يبحث عما يعيد الضحكة لشفتيها. في صبيحة اليوم التالي استعد كلاً من أمجد و سهام لمغادرة المنزل و البدء برحلة شهر العسل المحلية.. وضع أمجد الحقائب الصغيرة في خلفية السيارة قبل أن ينادي على سهام التي كانت تودع حمويها بحرارة.. استقل العروسان السيارة و انطلقا لوجهتهما الأولى ضمن مخطط الرحلة ألا و هي منطقة أم قيس .. طوال الطريق كانت تثرثر بلا هوادة.. تعشق الخضرة و المدن الأثرية فكانت في أقصى حماستها. تجلس على سفح الجبل و تطالع بحيرة طبرية منذ قرابة الساعة دون ملل.. تلك فلسطين الأبية.. تلك الأرض المحرمة عليهم بعد أن كانت رمز و عزة أمتهم.. تنهدت بحزن مما استدعى التساؤل على وجه أمجد ليترجمه لكلمات: - شو مالك حبيبتي شكلك مش مبسوطة؟ فكرتك راح تحبي هالمكان! - بالعكس يا حبيبي حبيته أوي بس خسارة ما نقدرش ندخل أكتر من كده و نشوف فلسطين. - معلش حبيبتي ربك المستعان و بإذن الله راح ترجع و نفوتها و نلفها شبر شبر بس انتي قولي يا رب. - يا رب.. إلا قولي اللي على اليمين دي تبقى إيه؟ نظر مكان ما تشير ليجيبها: - هاي الجولان السورية حبيبتي. - واو ... يعني إحنا كده بين تلات بلدان الأردن و سوريا و فلسطين. - بالزبط حبيبتي.. يالله حبي بكفي هيك خلينا نكمل مشوارنا. تطلعت إليه بحب لتقول بصدق و إيمان: - معاك لآخر الدنيا. المحطة الثانية كانت مدينة جرش الأثرية و التي تقبع فيها المدينة الرومانية التي تعود لأكثر من 7500 سنة قبل الميلاد.. تجول الإثنان عبر المعالم السياحية مثل الأسوار و الأعمدة القديمة و سبيل الحوريات و معبد أرتيمس ليختموها بالمسرح الجنوبي قبل التوجه لتناول طعام المشويات بأحد مطاعم جرش الشهيرة. انتهى أمجد و سهام من الغداء و قد نال منهما التعب ما ناله فقرر أمجد التوجه لأحد فنادق عمان العاصمة للمبيت.. كانت سهام سعيدة بالمناظر التي تمر أمام ناظريها من نافذة السيارة استمرت بالتحديق بالشوارع و المحلات حتى انتبهت على أمجد يصطف داخل السوق و ليس الفندق كما الاتفاق.. التفتت إليه و طالعته بحيرة ليبتسم لها و يجلي حيرتها: - ما بيزبط نوصل عمان و ما نتحلى كنافة من حبيبة.. هاد من أقدم و أفضل محلات الحلويات و خاصة الكنافة بالأردن بس راح نجيبها و نوكل بالسيارة لأنه المحل مترين بمتر و الناس متل ما انتي شايفة بتشتري منه و بتقعد توكل على كراسي بالشارع.. لا يغرك إنه المحل صغير و قديم ترا أمراء بييجوا يوكلوا من عنده. كانت تصدر أصواتا تدل على تلذذها بما تلوكه بفمها.. لم تتخيل أن تكون قطعة من الكنافة قادرة على رفع هرمون السعادة لديها لأقصى درجاته.. كانت بالحق من أفضل ما تذوقت. وصل العروسان إلى الفندق و بعد إتمام إجراءات الحجز صعد كلاهما لغرفتها و هناك كانت تنتظرهما كعكة الفراولة على شكل قلب حب كهدية من الفندق للعروسين.. نظرت سهام لأمجد و هي تشيح بيدها دلالة الرفض فمعدتها لم تعد تحتمل المزيد لكن أمجد لم يبالي برفضها بل استل شوكتين و قطع قطعة صغيرة بكل شوكة ليخطو نحوها و يقدم لها أحداهما ثم يقرب شوكته من فمها.. فهمت مقصده و جارت حركته بأن يطعم كل منهما الآخر من الكعكة.. ختم أمجد ذلك المشهد بقبلة ملتهبة بطعم الفراولة قبل أن يحملها و يضعها على السرير معتليا إياها ليغرق كلاهما في دوامة عشق مستحق. كانت شمس وادي رم حارقة لكنها لم تكترث فجمال الصحراء الحمراء و الجبال التي كأنها نحتت بريشة فنان كانت أكثر من كافية لتُغيبها عن حرارة الجو.. سبحان الخالق الذي أبدع تلك الجبال.. في المساء كانا يتجاوران حول نار المخيم لتناول طعام الزرب ( و هو دجاج أو لحم يوضع بحفرة تحت الأرض بعد أن توقد فيها النار بمساعدة الفحم ليوضع فوقها الطعام ثم يطمر بالرمل لبضع سويعات حتى يصبح جاهزا للأكل ) و بعد وجبة الطعام اللذيذة و الغريبة استمتعت بكوب من الشاي الذي تم غعداده على حرارة الفحم و هي قابعة بأحضان زوجها تلفهما بطانية خفيفة تقيهما برد الصحراء: - شايفة جمال الليل هون.. أول مرة شفتك فيها تذكرت هاي السما.. شفتها بعيونك السودا. لم تبخل عليه إذ حادت برأسها لتمكنه من التنعم برؤيا عينيها: - يعني أنا هسى على شو أتطلع الليل اللي فوقي و الا الليل اللي بعيونك. ابتسمت بسعداة صافية قبل أن تضم نفسها أكثر إليه و في خلفية المشهد كان البدوي المسؤول عن مخيمهم يصرخ بإبنه ( شب النار شب / أي أشعلها أكثر ). أخر محطاتهم كانت مدينة البتراء أو المدينة الوردية.. كانت عيناها متسعة بذهول طوال الطريق من بوابة المدينة الأثرية للسيق بداخلها فالخزنة و غيرها من تركة الأنباط. انتهت رحلتهما ليغادرا باتجاه منزل العائلة في شمال الأردن حيث استغرق الطريق منهم ست ساعات للوصول لوجهتهم قضوها بالأحاديث و الضحكات و سرد الذكريات. | ||||
23-01-19, 07:51 PM | #145 | ||||
نجم روايتي
| السلام عليكم فصل رائع بدايته اكشن عل خفيف ولولا عناية الله وقلب الام مكنش عدى اللقاء باصابات خفيفه وموت سيهام الاكلينيكي وكتابه شهادة الوفاة ربنا يستر لو عرف الكبييير الحاجه حتكون ف خبر كان الاب وكلامه ل اب وشتان بين عقل وعقل عقل غيبه التار ولا العار موروثات ثقافية مازالت تحدث في بلدانا مشهد مؤلم حين تحدثت سيهام عن التقاء الثلاث بلدان الحبيبه يارب حرر بلادنا من المحتل الغاشم الاثم وجمع لواؤنا تحت كلمتك وكده اتخرشم العريس في اسبوع العسل وعديت سليمه وشهتينا ل الاكل الاردني وزدتيها بالكنافه مين يجيب لي كنافه بقي ههههه نهاية ورديه ل فصل كان متوقع فيه رقاب حتطير بس ستر من الله وقلبك الرقيق عدى عل خير وتبدئ رحله الحبيبين لغربه ولكن قلوبهم المحبه لن تشعر بها تحياتي لك ولجمال ورقي اسلوبك وحالميته منتظرييينك | ||||
23-01-19, 09:05 PM | #146 | |||||||||||
نجم روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 3 والزوار 0) موضى و راكان, فتاة طيبة, Rima08 أبدعتى .. وصفك للاماكن الأثرية رائع كأنى فى وسط الحدث و اتمتع بالمناظر الجميلة شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . | |||||||||||
23-01-19, 10:31 PM | #148 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
| |||||
23-01-19, 10:33 PM | #149 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
| |||||
23-01-19, 10:38 PM | #150 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
| |||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
سهام عشق |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|