آخر 10 مشاركات
في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          قـيد الفـــيروز (106)-رواية غربية -للكاتبة الواعدة:sandynor *مميزة*كاملة مع الروابط* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          319 - زواج غير تقليدي - راشيل ليندساى - احلامي (اعادة تنزيل ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          307 – الحب والخوف - آن هامبسون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          غزة والاستعداد للحرب القادمة (الكاتـب : الحكم لله - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          1199 - مرارة الغيرة - روايات عبير دار النحاس ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : samahss - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام غربية

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-02-19, 07:41 AM   #601

ميمو كوكي

? العضوٌ??? » 433845
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 422
?  نُقآطِيْ » ميمو كوكي has a reputation beyond reputeميمو كوكي has a reputation beyond reputeميمو كوكي has a reputation beyond reputeميمو كوكي has a reputation beyond reputeميمو كوكي has a reputation beyond reputeميمو كوكي has a reputation beyond reputeميمو كوكي has a reputation beyond reputeميمو كوكي has a reputation beyond reputeميمو كوكي has a reputation beyond reputeميمو كوكي has a reputation beyond reputeميمو كوكي has a reputation beyond repute
افتراضي


مش بس كوكا الحلوة كلنا بانتظارك امورتنا



ميمو كوكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 01:13 PM   #602

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميمو كوكي مشاهدة المشاركة
مش بس كوكا الحلوة كلنا بانتظارك امورتنا
ان شاء الله يعجبكم فصل الليلة... قفزة الى الأمام :7r_001:


أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 06:17 PM   #603

كوكا الحلوة

? العضوٌ??? » 24
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 822
?  نُقآطِيْ » كوكا الحلوة has a reputation beyond reputeكوكا الحلوة has a reputation beyond reputeكوكا الحلوة has a reputation beyond reputeكوكا الحلوة has a reputation beyond reputeكوكا الحلوة has a reputation beyond reputeكوكا الحلوة has a reputation beyond reputeكوكا الحلوة has a reputation beyond reputeكوكا الحلوة has a reputation beyond reputeكوكا الحلوة has a reputation beyond reputeكوكا الحلوة has a reputation beyond reputeكوكا الحلوة has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الحب مشاهدة المشاركة
ان شاء الله يعجبكم فصل الليلة... قفزة الى الأمام :7r_001:

كالعاده انتي ناويه تجلطيناااا :a555:


كوكا الحلوة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 07:01 PM   #604

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تسجيل حضور
بانتظار الفصل


mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 07:02 PM   #605

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
زائر من الماضي





أقطبت فلور بينما تطلّع على ايمايلاتها الجديدة، اسم ( كيفن غراي) في أول القائمة، دغدغها احساس بالسعادة بينما تضغط عليه و تلتهم عينيها الكلمات بشراهة:
( عرجت على شقتك في نيويوك بعد انتهاء التصوير لآخر جزء من 'رحلة للبعد الخامس' تمنيت رؤية نيكولاي و اصتدمت بخبر سفرك الغير محدد الى أروبا... غريب هذا التغيير... الم تكوني واضحة بشأن الابتعاد عن الولاية ؟؟؟ أم أن عشقك للمخاطر ما عاد يدغدغ حواسك baby؟؟...)
ابتسمت لهذه المبادرة اللطيفة... كيفن غراي هو شقيقها الثاني - والدته ممثلة معروفة و كانت الصديقة المقربة جدا لفرجينيا - أمضيا طفولتهما مثل التوأمين و كانا مقربين جدا في مراهقتهما و في الثانوية كانا غير قابلين للانفصال، فبينما كيفن يدير الرؤوس لأنه وسيم لحد كبير و قائد فريق كرة القدم في الثانوية و هي قائدة فريق المشجعات... كانا يملكان نفس القوائم المشتركة، شخصية قوية و ذكاء حاد و حساسية مفرطة... و تحدي الصعوبات و المخاطر.
احترف' كيفن' التمثيل بينما درست هي الفنون الجميلة، أول أفلامه فجرت هوليوود و لم يكن لوالدته دخل في نجاحه كان يملك موهبة عظيمة، رغم مغامراته الكثيرة كان يفضل مرافقتها هي لإستلام جوائزه الاوسكار و اعتقدت هوليود لفترة طويلة بأنهما حبيبين... تغير 'كيفن' مع الوقت و اختفى المراهق الذي افقد رشد المراهقات في أفلامه ليضحي رجل قوي و مميز القوام، أفلامه اتخذت منحنى مختلف، صار بطل أفلام الأكشن و الاثارة، و آخر أفلامه تم تصويها في الصين.. لم تتخلف عن رؤية فلم واحد من أفلامه، و منذ اشهر انشغل عنها صديقها بسبب أعماله، و انشغلت هي عنه بسبب 'داركو' و مشاكلها ... تعترف بأنها تفتقده بشدة.
دون تردد وضعت اصابعها على مفاتيح الـ (macbook)...
( حذتث امور كثيرة منذ لقائنا آخر مرة 'baby'... عرفت انك مشغول جدا بالتصوير و لم انوي ازعاجك... لسيما و أنا أعرف بأن بطلة الجزء هي الرائعة ' سامانثا كروز'.. هل وضعتها في سريرك أم أنها حقا شاذة و تفضل الفتيات؟؟)
ابتسمت وهي تضغط على زر الارسال، الرد جاء تقريبا تلقائيا... هكذا اذن... كيفين مايزال مستيقظا؟ انها الثالثة صباحا في نيويورك...
( عندما أكون في محيط امرأة فبالتأكيد تنسى شذوذها... ثم تعرفين انني مشغول جدا الا عليك فلورانس الجميلة... أخبريني مالذي يجري؟؟ لما عدت الى أروبا؟)
تسمرت أصابعها على المفاتيح، لقد مر أسبوع منذ رحيل 'داركو'، أسبوع من الصمت المطبق... تعرف بأنه على تواصل مستمر مع ابنته و هي تفضل ان تبقى الأمور على ما هي عليه حاليا... ماتزال مطعونة في روح أنوثتها... لقد اصبحت بيانكا تذريجا صديقتها المقربة، بل صديقة كل افراد الريتشي حتى اليكس الغريب الاطوار صادقها، حققت ما لم يستطع داركو تحقيقه مع عائلتها... وعندما تتطلع اليها و تراها منغمسة بحماسة في اللعب مع نيكولاي او ليليان و اندريس جينيور تتسائل عن السبب الذي دفع دافيد لاستغلالها و عدم التمكن من حبها... بيانكا مخلوقة من الورود البرية و الشوكولا بالحليب و الكثير الكثير من الرقة و الحب.
( سوف اتزوج من داركو فالكوني...)
ترددت لثوان قبل ان تضغط على زر الارسال، في الدقائق التي اعقبت ليس ايمايل ما استقبلت بل اتصال هاتفي، ابتسمت بينما تتردد الى مسامعها صوته العميق و المخملي، الموسيقى عالية من خلفه...هل هو بصدد الاحتفال؟ كم تحسد حريته.
" هل قرأت جيدا أم أن العنيدة جدا و الـ sexy جدا فلورانس ريتشي تستلم أخيرا؟؟"
" مرحبا أيها الوسيم... هل تحتفل من دوني؟؟؟"
" أرجوك أجيبي و أخبريني بأنها مجرد مزحة سخيفة... لن تتزوجي ذلك الرجل هيه؟؟"
" لم ارغب بتحطيم قلبك 'baby'..." قالت بتسلية، لكن صديق طفولتها لا يبدو أبدا بمزاج يسمح له بممازحة أحد... كان يبدو غاضبا.
" مالذي يحذث بحق الجحيم فلور؟؟ كنت تهربين من ذلك الرجل و كأنه الطاعون؟؟"
عضت على شفتها السفلى الى أن شعرت بمذاق الدم على لسانها، تركت الكنبة في غرفة نومها و دنت من الشرفة المطلة على البانوراما الخلابة لستارهاووس.
" حذثث اشياء كثيرة كيفن.. و ارفض الكلام عنها عبر الهاتف.."
" متى ستعودين الى N.Y؟؟ يجب حقا ان نتكلم قبل أن ترتكبي غلطة عمرك أيتها المجنونة..."
متى ستعود الى نيويوك؟؟ سؤال وجيه... هل حقا تستطيع العودة بحرية الى عالمها المخملي الذي تركته خلفها دون أخد اذن الأمير الأسود؟؟ اليس هذا ضمن اتفاقيتهما قبل أسبوع؟؟ لا يحق لها اتخاذ قراراتها دون علمه و لا السفر دون اذنه...كل هذا لضمان بقاء نيكولاي الى جانبه، وهي امضت على هذه الشروط الغبية.
" لا أدري كيفن... سأخبرك ان وجدت الفرصة لذلك..."
صوت انثوي من بعيد ينادي صديقها و يستعجله، سمعت كيفن يطلب منها التمهل و يناديها بعزيزتي انفجرت فلور ضاحكة... وحدها فقط من يعرف سر كلمة عزيزتي.
" هل نسيت اسمها؟؟"
" برأيك؟..."
شعرت بالتعاسة و تمنت لو كانت بعيدة كليا عن واقعها الغريب و في منزل كيفن للاحتفال بنجاحه حتى الفجر... بينما يقهقه في الجهة الاخرى تملكتها رغبة عنيفة في النحيب، المستقبل مبهم أمامها و هذا الشعور يشعرها بالتعاسة.. هذه القصة لن تؤدي الى اي شيء... طريقها مسدود حتى قبل بدايتها... ما ان دخلت مشاعرها في الموضوع حتى بدأت ترى علاقتها بداركو بمنضار آخر.
" أنت مخطوبة رسميا لذلك الرجل اذن؟؟"
القت نظرة على أصابعها اليسرى العارية:
" من دون خاتم خطبة نعم..."
" و مالذي يدفعك لكل هذا التنازل؟؟"
" نيكولاي..." زفرت بحرقة " فقدت حضانته..."
"هذه مزحة"
فقط لو كانت مزحة، فقط لو كان كل ما يحذث مجرد مزحة بديئة... 'كيفن' الوحيد الذي أخبرته بشأن الكونت أندريس و الوحيد ايضا الذي اخبرته بشأن علاقة داركو بحملها آنذاك... الوحيد الذي يعرفها أكثر من أي شخص آخر في العالم... اعتصر قلبها بألم... و هاهي الحقيقة... فلسفتها في الحياة تنهيها ورقة موقعة من الطرفين و رعبها من فقدان ابنها يوما.
" الأمر جاد اذن baby" سمعته يتمتم و كأنه يكلم نفسه " اسمعي سنجد حلا لنلتقي اذا عجزت انتي عن القدوم قد اجد يومين او ثلاثة أطير لك فيها قبل أن نستأنف التصوير مرة ثانية و يبتلعني العمل لأشهر طويلة"
" أتمنى حقا رؤيتك يا قلبي... احتفل بنجاحك و سأتفاوض امر سفري عموما... علي زيارة شقتي بنيويورك لجلب اغراضي المتبقية كما ان هناك المزاد العلني ككل سنة..."
" تتفاوضين أمر سفرك؟؟؟ فلور ريتشي من تقول هذا أنا لا أصدق... أعطيني عنوان ذلك المتغطرس كي أكسر ضلوع صدره..."
" كيفن..." قاطعته ببعض الحدة " انه قراري ... تحرشت بالمخاطر و الأن أنا أدفع الثمن... سأتصل بك ما ان آتي الى نيويورك... في الحالة المعاكسة تعال انت الى هنا... لقد اشتقت اليك baby..."
شعرت بحركة خلفها، عندما استدارت سقطت عيناها على بيانكا، بين ذراعيها نيكولاي و على وجهها تعبير مستاء... آه حسنا... انها تفهم هذا الملامح، الصغيرة تعتقد بأنها بصدد مكالمة عشيقها و خيانة والدها.
" احبك كيفن... اهتم بنفسك و لنبقى على تواصل"
بقيت بيانكا مكانها، ملامحها تتصلب اكثر بينما فلور تعيد هاتفها الى جيبها، كانت تتسلى بإستيائها و في هذه اللحظة نظراتها شبيهة بنظرات والدها، أخدت 'نيكولاي' من بين ذراعيها و قبلت وجنتيه المدورتين :
" جوشوا سيذهب الى المستشفى و قلت في نفسي انك سترغبين بمرافقته لرؤية الكونت..."
" بيانكا... انت لست مجبرة لدفعي الى الخروج من هنا في كل مرة... سبق و اقترح علي شقيقي مرافقته و رفضت سأذهب لاحقا مع عمي ادواردو..."
" أكره رؤيتك مسجونة في هذه الغرفة لا تبدين بخير... داركو يسألني عنك في كل مرة "
داركو يسأل عنها؟ فليصحح لها احد خطأ المعلومة لديها... الا يملك هذا الاخير رقم هاتفها؟ ام انه هو الاخير مستاء من حقيقة الوضع و يجد نفسه وسط المصيدة التي اغلقت على كليهما؟ تعرف بأنه لا يستلطفها لا يحتملها و لا يشعر نحوها سوى بالانجذاب الجسدي اي امرأة اخرى قد تسرق منها هذا الامتياز... الجنس لا يضمن مطلقا العلاقة مهما كان نوعها... سوف ينتهي بالسأم من جسدها و يبحث عن المتعة في امرأة تفوقها جاذبية و جمال و إغراء، انه رجل فائق الجاذبية و يملك السطوة و القوة كل ما يسيل لعاب النساء، بلإضافة الى 'ديل ماريا' التي تذوب غراما به و ستهدد هنائهما دوما.
" لا أرغب بالتحذث عنه 'كارا' .."
صمتت بيانكا و اهتمت فلور بطفلها، تحاول التركيز على حماسته الطفولية بدل الغرق في افكارها السوداء، على الارجح 'داركو' يحب هذه المسافة بينهما مثلها تماما... هزت عينيها الى السماء عندما انطلقت ضحكة ساخرة من ضميرها... لما تكذبين على نفسك فلورانس ريتشي... اعترفي أن بعده يؤلم وجدانك و يعذبه بنشوة... سوء مزاجك عائد فحسب لشوقه برؤيته مجددا... تتطلعين كل لحظة بإصرار لهاتفك و تصلين كي يتصل و تسمعين صوته المخملي الذي يذيب كيانك.
" من هو كيفن؟؟"
عادت تواجه بيانكا بنظراتها... السمراء الفاثنة الشبيهة جدا بوالدها لم تستطع كثم فضولها أكثر من ذلك... نيكولاي مثل المعتاد مأخود بخصلات شعرها يلفه بين اصابعه بكل سعادة بينما لعابه يفر من بين شفاهه، انه بصدد اخرا ج اسنانه و لثته ملتهبة جدا و توجعه في اغلب الاحيان.
" هل هذا ما يجعلك كئيبة و حزينة فلور..؟؟ هناك رجل آخر في حياتك و زواجك من والدي يلغي خططك؟..."
بل والدك اللعين من يجعلني حزينة و كئيبة و لا علاقة لرجل اخر بمزاجي بحق الجحيم... لم ترد عليها و دنت من حاسوبها النقال، اتصال كيفن منعها من تفقد ايمايلاتها الأخرى، دخلت على محرك البحث و كتبت اسم الممثل المشهور قبل أن تحصل على صوه في كل الحالات و المناسبات و أيضا اعلانات افلامه... أشارت لبيانكا بالإقتراب وعندما انحنت هذه الاخيرة لتتفحص الصور قالت فلور بهدوء:
" كيفن صديق طفولة و مراهقة وهو بمثابة شقيق لي... أظن بأنني قريبة منه أكثر من دافيد نفسه "
لا تعرف لما تشعر بنفسها مجبرة على التبرير، كان يمكن ان تتركها بشكوكها و ربما هذه الاخيرة تصنع المعجزة و توقف هذه المهزلة التي ابتدأت منذ أن قرر 'داركو' حرمانها من ابنها... منذ أن وقعا على تلك الاوراق التي تجعل منهما زوجين في طور التنفيذ...
" 'غراي'... كنت تكلمين 'كيفن غراي'..؟؟؟"
رددت بيانكا بعدم تصديق وهي تتطلع اليها بشك و دهشة، ابتسمت فلور امام ملامحها المشدوهة، ردة فعل طبيعية و قد آلفتها، كيفن مشهور و محبوب أكثر من ملكة انجلترا، لقد رسم لنفسه مستقبل زاهر و تعترف بأنه متمكن جدا و معجبيه كثر جدا في هذا العالم الواسع، أفلامه ترجمت لكل اللغات و أغلبهم يلقبه بإسم 'ايثان فالس' اسم البطل الذي لعب دوره في فلم خلق ضجة عالمية و بفضله لمع نجمه في السماء.
" هو نفسه... "
" من الافضل الا يراك معه داركو..." ضحكت بيانكا وقد بان الارتياح على وجهها الجميل قبل ان تعود و تتطلع الى الشاشة و تضغط على صورة مقربة لوجه كيفن" هل هو وسيم مثل ما يبدو في الأفلام؟"
" انه أكثر وسامة في الواقع و أقل وحشية من أفلامه... يميل للمداعبة و المزاح... أحيانا أتسائل لما لا يمثل في فلم كوميدي فموهبته ساحقة ايضا في هذا المجال..."
أجوبتها تثير فضول الأميرة الصغيرة، و عادت تتأمل أكثر تعليقها (من الأفصل الا يراك معه داركو)... مجرد التفكير بأن ذلك الرجل يمكن ان تتملكه الغيرة من صديقها يُضحكها... بيانكا رومانسية و بالتأكيد ترى والدها بطريقتها الخاصة... تعتقد حقا بأنه يملك قلبا و ربما هو قادر على الحب و الغيرة؟..داركو لا يحبها كي يشعر بالغيرة من اي رجل يقترب منها... ما يهمه هو المظاهر الذي كان واضح بشأنها في شروطه العديدة التي خطت على ذلك الورق اللعين الذي قامت بإمضائه... أفكارها محت فرحة مكالمة كيفن... متى تستطيع نسيان أمر مشاعرها و التركيز فحسب على المهمة التي ينتظر منها داركو؟؟ زوجة و أم مثالية؟ منذ أن اكتشفت حبها له وهي غريبة عن نفسها... تتصرف عكس مبادئها و تسنح الفرصة للالم بسحقها... لما لا تتعلم التأقلم فحسب مع الوضع و نسيان أمر قلبها الغبي مرة الى الأبد؟؟ مجرد التفكير في تحقيق المعجزة تشعرها باليأس ..رباه...يبدو الأمر مستحيلا... كيف لها ان تنسى انجذابها له بينما ستكون له قريبا و تحمل اسمه ...تعيش حياته... تشاركه غرفته و سريره.. هذه الفكرة تقطع انفاسها... بعقل شارذ رأت بيانكا تقلب بين الصور الكثيرة و تختار واحدة تتأبط فيها فلور ذراع كيفن في حفل الاوسكار... اعتصر قلبها لمظهرها المتوهج و السعيد و ابتسامتها العريضة... كم تفتقد نفسها.
" انتما تليقان ببعضكما البعض" قالت بيانكا برقة " تبدوان و كأنكما حبيبان"
" في فترة من الزمن انشغل الكل بهذا الأمر... كيفن لم يكن يوما حبيبي... صداقتنا كانت من القوة ما منعنا من إرتكاب خطأ مماثل..."
" واو.. انتما مُربكان جدا...مهولان" تعليق بيانكا البريئ دفع ابتسامتها للاتساع.
" أنت لا تتحذثين عنا بل عن كيفن أظنه يعجبك..." هزت بيانكا عينيها الى السماء:
" بربك فلور من لا يعجبه كيفن غراي؟؟.. قبل سنتين كنت ما أزال اضع صوره على حائط غرفة نومي..." تطلعت اليها ببعض الأمل " تظنين أنه سيأتي لزفافكما أنت و داركو؟؟"
" احتمال وارد... دافيد أيضا سيكون خلال الزفاف " جست نبضها بنظرة، ملامح بيانكا بقيت محايدة " مع خطيبته"
" دافيد من الماضي ..." أجابتها بسرعة وهي تعود لتفقد صور اخرى لكيفن لقطات من فلم حيث وجهه غارق في الدماء و نظرة مرعبة في عينيه" عندما أحب.. أحب من قلبي و ايضا عندما اكره..."
" مثل 'داركو فالكوني' "
" اصبت... ورثت بعض من خصاله..." غمزت لها و اعادت اهتمامها الى الشاشة " دافيد علمني الا اثق مطلقا في رجل... عموما مع مرضي لا اظنني قادرة يوما على اثارة اهتمام رجل بالطريقة التي تتمناها اي امرأة... فانا لست طبيعية ابدا و لن احصل يوما على اطفال...و اتمنى كل السعادة لشقيقك... "
كلماتها قاسية جدا بحق نفسها، لا تريدها ان تنغلق في قوقعة هذا اليأس الذي غلف كلماتها... ضربة دافيد لها كانت قاسية جدا و هي ليست فخورة بخداعه لها... لا ذنب لها بتصرفات والدها معها شخصيا و لم يكن يحق لشقيقها التلاعب بمشاعرها و لا جرحها بإسم الانتقام... على تجربتها مع دافيد الا تؤثر على حياتها... ماتزال صغيرة و امامها كل العمر لتبدأ من الصفر تجربة أخرى...تشكلت كرة كبيرة في حلقها منعت عليها التعليق... تنهذت بيانكا بطريقة مسرحية:
" هذا النوع من الرجال يبقى فحسب بطل في احلام نسائية بعيدة المنال... لا يبدو حقيقيا... انه رائع و كامل بشكل مرعب.."
ابتسمت فلور:
" انه حقيقي بيانكا و حظه اسوأ من حظي في الحب صدقيني"
" بالتأكيد لا اصدقك..." صرخت بها بيانكا ضاحكة" انت لست سيئة في الحب لأن 'داركو' مثيم بك رغم غرابة تصرفاتكما معا "
علقت فلور بسخرية:
" اسحبي كلامك قبل ان اصدقه 'كارا'..."
" هل تعتقدين حقا بأنه كان ليقبل الزواج منك من اجل نيكولاي او لولائه الامحدود للكونت اندريس؟"
" والدك يرغب فحسب بوضعي في سريره" ذكرتها ببرود.
" توجد الف امرأة تثوق لتدفئة سريره لكنه يريدك انت... لا تتعامي فلور..." من فوق كتفها رمقتها بجدية: " انه مجنون بك"
رغبة ثقيلة وساخنة انتشرت في جسدها... قلبها يهتز كما لو كان يريد أن ينفجر في صدرها... الدم يغمغم بتواصل في أذنيها... أغمضت عينيها لنصف ثانية تشرب مجددا رائحة 'داركو' و جل استحمامه المسكي و المثبل.. تركت أفكارها تجرفها، و سمحت لنفسها أن تحلم بأنه يحبها... الحلم كان ملموس للغاية لدرجة أن كل وعييها غمره الأمل...مجنون بها؟؟ داركو؟ اقشعرت لا اراديا... اذا كان الأمر صحيحا فلديه طريقة غريبة لإظهار ذلك هذا اقل ما يمكنها قوله...لديها انطباع بأن سحابة كبيرة من العاصفة الاستوائية تتجمع فوق رأسها. التوتر الجسدي المؤلم بصدد غزوها... ما ان تفكر في 'داركو' حتى يتقلب حالها... انسيه فلور و لا تصدقي حكم فتاة ترى في والدها مثال العفة و الطهارة... لا تنسي ابدا ما فعله بك منذ الليلة الاولى التي وضعك فيها في سريره... لا تنسي قسوته...فسوقه و سفاهته. لا تنسي انه توأم الشيطان و انه سيتلذذ بتحطيم قلبك الى شظايا صغيرة ما ان يعلم بمشاعرك نحوه... مستحيل ان تمنحه الفرصة بإيدائها... دفعت اصابعها بين خصلات شعر نيكولاي السوداء الناعمة قبل ان تقبل رأسه الصغير و تنستنشق عطره الطفولي, سوف تلعب لعبته و ستعلم نفسها ابقاء قلبها بعيدا عن هذه المساومة الخطرة.
* * *
تعلم انه يراقبها، تماما مثل الصقر الذي يتفقد خطوات فريسته قبل الانقضاض عليها، حدسها لم يخطئ يوما رغم امتهانها الغباء في زواجها من ديميتريس و تكذيبها نفسها فقط للحفاظ على زواجهما ، كدست خيباتها في حقيبة الأمل و استمرت في كذبتهما.. كذبتها الى ان أيقضها موت طفلها على واقعها المر... هزت عينيها بعصبية نحو الباب الزجاجي المزدوج الذي انفتح اتوماتيكيا على باولينا التي عادت بسندويشتهما و مشروباتهما للغداء... تنهذت الصعداء... كل ما تجاوز أحدهم هذا الباب اللعين تتوقع رؤية العرّاب بنفسه، دفعت اصابعها في خصلات شعرها الناعمة... ماذا عليها ان تفعل؟ طالما كانت على علاقة معقدة مع وجدانها فما بالك مع المحيطين بها؟... بعض الناس لا تتغير ابدا اما فيما يخصها فقد قررت منح نفسها فرصة جديدة و تطمح لحياة أفضل... بعيدا عن عالم عائلتها البراق و بمجهوذها الخاص.
" سلطة سيزار و شرائح جبن و عصير الفراولة كما طلبت الرئيسة"
" اممم يبدو شهيا شكرا لك 'باولينا' "
فسحت مكانا فوق الطاولة للسندويتشات بينما جلبت مساعدتها كاسين بلاستيكين وجلست قبالتها لتهتم فورا بطبقها، لقد أهلكتا نفسيهما مؤخرا العمل و لحسن الحظ أن الصقلية تجاهلت التكلم عن العراب و عن عواقب رفضها مساعدته و اهتمت أكثر بأعمالهما المتراكمة، انهت مشروعها الأخير و أشعرتها بالرضى ردة فعل صاحبه الذي لم يعترض على التفاصيل الصغيرة التي أضافتها، و حصلت على مكافئة صغيرة اضافة الى بقية المبلغ التفق عليه... الغريب ان خلال هذا الاسبوع لم تتعرض مطلقا لأي مضايقة و لم يتم تقليب معملها الصغير كما كان عليه الحال المرة الاخيرة و هي متأكدة ان العرّاب و راء هذا الهدوء... شعرت بوخز في فروة شعرها و فوهة من الاندرالين و الغضب تغزوها رويدا... اذا كان فعلا هو نفسه وراء هذا السلام و ينتظر فحسب الفرصة للظهور و طلب مقابل فهو يجهل اي نوع من النساء يتعامل... سيخيب ظنه كثيرا.
" مالذي ستفعلينه نهاية الأسبوع؟"
سؤال باولينا اعادها الى الواقع، مسحت بأصبعها الصلصة من زاوية فمها و فكرت في السؤال قليلا، لقد اجهذت نفسها في العمل مؤخرا و تستحق بعض الترفيه:
" لا مشاريع لدي لكنني انوي اخد قسطا من الراحة... "
" انت تنوين اخد قسطا من الراحة؟" ابتسمت لسخرية مساعدتها اللطيفة" منذ ان عملت معك لم تأخدي يوم راحة كنت تعملين كل الوقت دون توقف... انت جميلة جدا بريانا... لما لا تجدين لنفسك رجلا لطيفا وجذابا و تفتحي له قلبك؟"
رجل لطيف و جذاب؟؟ هل يوجد في هذا العالم رجل بهذه المواصفات؟ لقد انقرضوا في الحروب منذ قرون و لم يتبقى سوى السفلة و الكاذبون و الإستغلاليون، 'باولينا' تجهل كليا ماضيها و بالتأكيد كانت لتفكر الف مرة قبل أن تقترح عليها هذا العرض السخي و المقرف... الرجال بصفة عامة يثيرون قرفها.
" كل الرجال سفلة باولينا"
كان صوتها حاد لدرجة يمزق طبلة الأذن، لا يبدو أن كلامها يروق للمساعدة الصقلية التي توقفت عن مضغ اللقمة في فمها و تتطلع نحوها بعدم فهم... نعم كل الرجال سفلة و مخادعون، و على القائمة والدها الذي كان يتفرج على مآساة زواجها و يدير ظهره لمعاناتها المتكررة دون التدخل... ما كان يهم هو مشاريعه المشتركة مع آلـ اريستوفولوس... فقدت شهيتها فجأة .
" الن تتممي طعامك؟؟"
" شبعت.." قالت وهي تلقي بقية طعامها في القمامة قبل أن تغسل يديها في المجلى في جانب الغرفة.." لم يتبقى لدينا الكثير من العمل باولينا... تستطيعين الذهاب باكرا اليوم"
" هل قلت شيئ أزعجك؟؟"
مسحت بريانا يديها بفوطة ورقية قبل أن تلحقها بالطعام في قلب القمامة:
" لم تزعجيني 'كارا'... أعرف بأنك تقومين بمجهوذ عظيم لإخراجي من قوقعتي لكن دعيني أخبرك بأن عزفي عن العلاقات أبدي "
تنهذت باولينا:
" انت بئر أسرار بريانا..."
" توقفي عن التفوه بالحماقات و اتممي طعامك كي ننهي اعمالنا و يكون بقدورك رؤية حبيبك فيليبو.."
أشرق وجهها مثل طفلة صغيرة، تجاهلت بريانا رغبتها في رفع عينيها الى السماء و التكشير باشمئزاز، تتمنى فحسب أن يكون اختيار مساعدتها جيدا و حضها افضل منها و ان تسعد مع رجل حياتها. أما فيما يخصها فقد اغلقت أبواب قلبها الى الأبد.
* * *
تأثير صوته الحلو ينتشر مثل الكراميل المذاب في عروقها، جلست روبي أمامه على الرمل لتتذوق أكثر جماله. ..هل سيأتي يوم لتشبع من هذا الرجل؟ أسبوع... أمضت أسبوع برفقة هذا الوسيم الذي نسيت تماما مهمته في حمايتها... و تظن بأنه نسي أيضا هذا الدور... سيزار عفوي... منطلق، و مرح للغاية، و اذا عرف جدها بهذه المغامرة السرية مع الرجل الذي وظفه لحمايتها فسيصاب بذبحة صدرية...أحيانا يكون كثلة غريبة من التناقضات، و تشعر و كأنه يخفي عنها شيئا من شخصيته، في بعض الاحيان يلفهما التوثر... الغموض لكنه عندما يحط عليها نظراته الرصاصية..جسدها كله يشتعل ، تهتز أعصابها ، شحنة كهربائية تجذبها إليه دون القدرة على منع نفسها... العفوية لم تكن يوما من شيمها.. عموما لا شيء طبيعي منذ أن أتت الى هذا المكان المنعزل و سمحت لنفسها بالسقوط تحت سحر حارسها الخاص... تبدو صقلية بعيدة جدا... قطعت التواصل مع أمها و جدها وأغلقت هاتفها، تعرف بان سيزار يقوم بالمهمة برتابة، لكن عليها العودة لمواجهة الواقع و مواجهة جدها... 'سيزار كوستانسو' يرفضها كزوجة، و لا داعي للاختباء أكثر من هذا... لكن ماذا عما تشعره نحو هذا الرجل الذي يتطلع اليها بنظراته التي تزعزع كيانها؟؟ هل سيختفي ما ان يعودا الى صقلية؟ تعرف بأن لا مستقبل بينهما... يعرفان معا بأن ما يعيشانه مجرد حلم قصير المدى و ستفترق طريقيهما قريبا.
" فيما تفكرين؟؟" سألها بصوته المخملي و هو يدفع خصلتها المتهدلة أمام وجهها خلف أدنها.
اغمضت عينيها لهذا التواصل الذيذ و شعرت بهورموناتها تغلي... حبا بالسماء مالذي يفعله بها هذا الرجل؟ لا ضرر من عيش مغامرة مشاعر بسيطة مع رجل تعرف بأنه لن تربط بينهما سوى ذكريات افلاطونية... نعم... اسبوع من المشاعر الافلاطونية... من حقها ان تحب هذا الرجل... تحب شغفه و تأثيره عليها... من حقها ان تحب ايضا ظلال غموضه و من حقها ان تشمه بشراهة كما تفعل في هذه اللحظة...لان كل هذا الجنون ستنساه ما ان يحطا الرحال في صقلية و يعود كل منهما لدوره.
" أجهل ما يخبئه لي سيفيرانو..."
" ستكون الامور على ما يرام 'كارا'..."
" اريد لو نبقى في هذا المكان الى الابد..." قالت بصدق " لا اظنني انفتحت لأحد كما الحال معك سيزار..."
" ولا انا..." بسط راحة يده على خدها المشتعل " انت تعجبينني كثيرا 'روبي سيفيرانو'..."
اعترافه أخدها على حين غرة، خلال هذا الاسبوع روبي سيفيرانو اختفت و حلت محلها هذه الفتاة التي لا تعرفها، فتاة حساسة و متأججة المشاعر، اطرقت رأسها نحو راحة يده لتضغط عليها أكثر، كتفها المكشوف من خلال كنزة البحر يتلألأ تحت أشعة الشمس القوية التي تسقط عليهما عموديا:
" هل سيغير من الواقع شيئا ان كنت تعجبني ايضا؟" بان بعض الاستياء على وجهها " لقد تجاوزنا الحدود ... انا وريثة سيفيرانو و انت حارسي الشخصي تعرف بأن ما ينمو بيننا مستحيل "
غلفت نظراته الرصاصية درجات قاتمة من الظلال الرمادية الغامضة، عاد يرمقها بنفس الطريقة التي تحيرها ... تعترف انها خلال هذا الاسبوع تجاوزت حدود التعقل و ارتمت في اعجاب شبه هوسي لحارسها، كان يتميز بكل ما تحبه في رجل، جعلها تضحك كما لم تفعل في كل حياتها و كم عشقت مزاجاته العديدة و اساليبه الراقية، تنزها يدا في يد مثل العاشقين، قاما بالغطس لساعات طويلة و تجاوزت تخوفاتها بينما يغريها بتجريب السقوط بالمظلة معه... لحسن الحظ أنها وصلت الى الأرض قطعة واحدة و ليس أجزاء... كان يختبرها، يُلاعبها يدفعها لتحدي نفسها و قدراتها... ايامهما كانت دسمة و غنية بالمغامرات الرياضية و الاستكشافية ... لقد حولتها السعادة و السكينة الى امرأة أخرى غير التي -قبل أسبوع - تهرب من جدها محملة بالغضب و الخيبة و المرارة... في الليل يثرثرا حول النار قرب البحر المظلم الى الساعات الاولى من الفجر ثم يتمنى لها ليلة سعيدة و يختفي كي يعود في الغد في نفس الوقت و قد جهز برامجه المثيرة و الامنتهية للنهار... متى فثنت به و اصبحت لا ترى غيره في الجزيرة؟؟ هي لا تعرف... ما تعرفه أنه وصل الى مكان خفق الرجال قبله الوصول اليه...:
" ان اختلف الوضع و كنا في حقبة و زمن مختلفين.. رجل أعمال يليق بمكانتك و يحصل على مباركة جدك..." لم يتمم جملته... يرمقها و كأنه يحاول سبر غورها... بقيت كلماته معلقة في الهواء المملح للبحر... ان اختلف الوضع... ان كان بمكانتها الارستقراطية و حصل على مباركة جدها... آه روبي... لا تحلمي كثيرا... انه مجرد توهم جميل... سعادتك لا تكتمل عادة و خيباتك متتالية... ربما هذا الرجل كسر القواعد معك و سقطت في سحره كما لم يحذث معك قبلا لكن الامور تبقى عند هذا الحد... لو كانا في حقبة آخرى... زمن آخر هذا ما يتلخص فيه الواقع... للاسف هما ليسا في حقبة أخرى.." هل هذا الشيء الذي ينمو بيننا... كان ليحصل على فرصة؟"
منعت نفسها من رفع عينيها الى السماء بينما العاشقة الصغيرة المتحمسة في ذاخلها تقفز بفرح أمام هذا الحلم الجميل...لكنها قررت قول ما تفكر فيه كي تتوقف المرأة في ذاخلها من القفز و ازعاجها:
" نعم... أنت تُعجبني كفاية لتحقيق ذلك..." صراحتها لا تعني وعدا بالزواج... ستعيش جنون اللحظة فقط.
أشرق وجهه فجأة و بان الارتياح في نظراته الرصاصية... دقيقة فقط... لم تعد تفهم شيئا من تعابيره الغامضة، لما هذا الشعور بالرضى بينما يعرف كليهما ان هذه الامنية باهتة امام قمم الواقع الحادة؟ نعم هو يعجبها و بشكل لا يصدق... نعم امضت معه اجمل ايام حياتها و نسيت هويتها في احضان السعادة التي قدمها لها بسخاء نعم هي مستعدة لتجاوز لخطوة التالية لعلاقة موعدة لو لم يكن حارسها وكان الوضع مختلفا... جعدت انفها و ابتسمت له برقة متسائلة بتسلية:
" راضي 'دون سيزار'؟"
لم يجبها، بقي فحسب يتطلع نحوها بنفس الحرارة التي تجعل ضربات قلبها تعلو في أدنيها ، عندما ابعد يده عن خدها انتبهت اللحظة فقط بأنه احتفظ بها عليها الى الآن... ابتسم ابتسامته الغامضة و المثيرة، هزت حاجبها متسائلة:
" اذن؟"
" راضي 'سنيورينا سيفيرانو'..."
تبادلا ابتسامة متواطئة...و تنفتح الهاوية لابتلاعها مجددا امام سحره ... حبا بالله متى ستتوقف عن ردات فعل مماثلة؟ لما لم تعتاد عليه بعد؟ لقد أمضيا اياما معا... وكلما تطلعت نحوه تشعر و كأنها تراه للمرة الأولى...وضع حدا لصمتهما الذي اصبح مكهربا عندما قفز فجأة على قدميه و مد يده نحوها:
" لم تأكلي جيدا هذا الصباح ... سوف آخدك الى مطعم بحري فلا بد انك تتضورين جوعا"
حملقت الى اليد الممدودة نحوها ثم الى النظرات الرصاصية التي تثبتها بإثارة، قذفت افكارها بعيد و لم تعود تستطيع سماع أي شيء سوى أنفاسها وضربات قلبها النابضة في طبلة أذنيها بينما تستجيب له و تضع يدها في يده... أمممم... يده دافئة و الشعور بملمسها لا مثل له لتخفي ارتباكها تمتمت ببعض الانشراح الزائف:
" هل أنت دوما متسلط؟؟"
مثل المعتاد لم يترك يدها و بينما يتمشيان جنبا الى جنب عاد احساسها بالامان و الاكتفاء يعتريها:
" انا فقط أهتم لصحتك سنيورينا سيفيرانو..." تطلعت نحوه و اتسعت ابتسامتها بينما يغمز لها ببعض التسلية " هل سبق و أخبرك أحدهم أنك تملكين أجمل عيون على وجه الأرض؟؟"
" هل تغازلني؟" سألته بنفس التسلية.
" انا اقول الحقيقة... شيء ما مميز في نظراتك... شيء يشبه الحديقة السرية التي لا يجرؤ احد على اقتحام حدودها خوفا من الاعودة"
وصفه فاجئها و أبهرها، تباطئت خطواتهما بينما صارا على بعد ضئيل من الشاليه...
" تخشى أن تُفقد بأعماقهما؟" سألته بصوت خافث.
" انهما تغريان بالحب" قال بشيء من الواقعية.
هزت حاجبيها بفم منفرج من الدهشة بينما عادت المرأة المجنونة بداخلها ترقص التانغو بسعادة على ايقاعات قلبها المدوية مثل الطبول... ياله من وصف... عيناها تغريان بالحب... في كلماته حرية و جرأة... و تلتمس الصدق بين طياتها مما يسعدها حقا... منذ أسبوع لم يغازلها و لم يتجاوز حدوده كما يفعل عادة الرجال في حضورها... جمالها يفقدهم توازنهم و يسرعون بالتصرف بكل تهور لإستذراجها... تعلقت بنظراته... كانت الجسر الوحيد الذي يقودها ربما لأعماقه كي تعرف اكثر رأيه بها... تفاجئت بشوقها لسماع المزيد من المدح... المرأة بداخلها تجلس على ركبتيها و تشبك اصابعها امامه متضرعة لتشعر أنوثتها بالإكتفاء... هزت رأسها تبتعد عن المنحنى الغريب التي تأخدها... مالذي سيتغير حتى و ان أمضى سيزار النهار في مدحها؟ حتى و ان اعترف لها بالحب؟.. انها هنا بسبب محنة عائلية و قد استغلت وجوده معها كي لا تصاب بالجنون بسبب ما يصيبها... وهي تعرف بأنه و بالرغم من كل ميولها و انجذابها الجنوني نحوه لن تربطهما اي علاقة، فلتلتزم المرأة المجنونة ذاخلها الصمت و لتكتفي بما يقدمه لها الأن من سعادة و راحة ... لاحقا ستعود الى جدها... و عندما تعود عليها ان تكون من الصفاء الذهني ما يؤهلها لمواجهته بكل هدوء و صرامة... لما الفكرة مؤلمة جدا؟ تشعر و كأن رئتيها تنفجران في صدرها امام الواقع... لن تعيش ابدا قصة حب عادية مثلها مثل جميع الفتيات العاديات في سنها.. اه كلا روبي.. لست امرأة عادية و اسمك ايضا ليس عاديا كل شيء متعلق بك استثنائي و ستتزوجين فقط من هو بمكانتك حتى و ان كان نكرة و متجرد من الاخلاق مثل سيزار كوستانسو...
بعد ان استحمت بسرعة و غيرت ملابسها و جدت سيزار ينتظرها في المرآب، كان يتحذث عبر الهاتف و لا يبدو سعيدا ابدا بمحاذتثه، لم يكن قد لاحظ وجودها راقبته يمرر اصابعه الرجولية بين خصلات شعره السميكة الحالكة السواد ببعض العصبية و الاستياء ، تباطئت خطواتها لتلتهمه عن بعد بحرية.. تحفر قسماته الرجولية الرائعة في ذاكرتها المتلهفة ( انت تعجبينني كثيرا روبي سيفيرانو...) تذكرت كلماته التي تلفظ بها قبل قليل و عادت السعادة تذغذغ أنوثتها، عضت على شفتها و حبست انفاسها ... تولد لديها انطباع ان كل شيء تجمد نحوهما... لا حركة... لا ضوضاء تكسر هذا السحر الذي لفها و ادار رأسها... فجأة لمحها و التقت نظراتهما اختفى الغضب في عمقهمها و حل محله شيء آخر لا تفهمه... مع من يتحذث و يجعله في ذروة غضبه؟ منهيا المحاذثة ادلف هاتفه في جيب بنطاله الجينز الذي يرسم ببراعة عضلات ساقيه و فتح لها باب السيارة متبنيا ابتسامته الرائعة التي تذيب قلبها بين ضلوع صدرها... منذ متى اتخدت مشاعرها هذا المنحنى الخطر؟ قلبها سيتمزق عندما يحين الوقت للانفصال عنه اخيرا... هذا الانجذاب المستحيل نحوه يفقدها رشدها:
" سنيورينا سيفيرانو... انت رائعة مثل المعتاد"
( انت الرائع... المثير و الساحق بشكل لا يُصدق) لم تتجاوز الكلمات شفاهها، ابتسمت له شاكرة بينما يساعدها على الجلوس في مقعدها و يسد حزام السلامة حول خصرها كطفلة صغيرة... كان قريبا جدا لدرجة أنها شعرت بالشعيرات الصغيرة في انحاء جسمها تنتصب بحدة:
" أممم... رائحتك مميزة و لذيذة... تذكرني بالزهور البرية في فصل الخريف"
دق قلبها بينما تلتقي نظراتهما، كانا من القرب ما يسمح لها برؤية النقط الصغيرة جدا و السوداء في عقر عينيه الرمادية الغامقة، لم تعي بأنها تشد أنفاسها الا عندما همس لها ببطئ وهو يضع ابهمه على شفتها السفلى ليحررها:
" تنفسي روبي... "
" عندما تكون بهذا القرب تُربكني و لا أستطيع التنفس..." وشوشت بصوت ضعيف، ضربات قلبها تطن بألم في أدنيها تكاد تقسم بأنه يستطيع سماعها من هذه المسافة:
" نحن اثنين اذن..."
هل سيُقبلها؟؟ تساءلت و مشاعرها متلهفة و مُترقبة... تعي لهذا الاضطراب و الانجذاب بينهما فتنتقل معه في بضع لحظات من الانجذاب الى الجنون البحثي... لم تحصل منه سوى على قبلة منتقمة صغيرة في ذلك اليوم الذي يبدو لها بعيدا الان... و كلما ازدادت الايام بينهما كلما ازدادت شراهتها له و تلك القبلة التي لم تدم سوى ثوان ضئيلة غلت كل سنوات عمرها... ماتزال تشعر بتأثيرها عليها للحظة... لا خجل و لا ندم فقط الكثير من الترقب و الرغبة... ابتعد ابهمه على شفتها و معها نظراته الرصاصية قبل أن يبتسم لها بإغراء:
" عندما تسقط نظراتي عليك 'سنيورينا سيفيرانو' ليس الارتباك ما يملأني... بل الجنون و بعده لا يوجد مساحة لشيء آخر...و لأكون صريحا معك هذا إحساس غير مسبوق"
كانت ممتلئة بالعشق ... الشهوة ... الجنون... الرغبة، الندم آخر ما يمكن ان يعكر صفو سعادتها في هذه اللحظة... لا تريد التذكر بأن من تهيم بنظراته الان هو حارسها الشخصي.
* * *
أعاد 'داركو' الهاتف الى مكانه و استرخى في مقعد مكتبه الجلدي لتعود نظراته القاتمة بتثبيت الصفحة الاولى للجريدة الايطالية التي تعرض بسخاء صور سيزار مع الجميلة جدا روبي سيفيرانو... لا حدود لمفاجآت قريبه... فبينما يقيم الارض دون ان يقعدها بسبب خطط الجدّين بالتقريب بينه و بين الجميلة يختفي هذا الاخير مؤخرا رغم ازمة الاعمال كي يختلي بخطيبته العتيدة... لكن فضول الايطاليين و الصقليين خاصة انفجر امام هذه المفاجأة المذهلة... روبي بين ذراعي سيزار بين امواج البحر البراقة...روبي تتبادل قبلة حارة مع قريبه، السعادة متفجرة على وجههيهما و هما يتمشيان يدا في يد.. البابارتزي قاموا بجهوذ جبارة لالتقاط الصور الثنائي يبدو كزوجين حذيثي العهد يمضيان شهر العسل... فرك دقنه بينما يتخيل سعادة جده بهذه الفضيحة... الأمور تسير تماما كما خطط لها... بعد هذا المقال الكبير و الضوضاء الساحقة ستتحد الامبراطوريتين قريبا...و لا يبدو ان الأمر يزعج قريبه يعترف بأنه لم يعد يفهم شيئا من تصرفاته... يعرف ما تعنيه الحرية له، ان يبدل فجأة خططه بشأن وريثة سيفيرانو يجعله في حيرة من أمره... الى ماذا يخطط؟ هل تعجبه حقا ام ان وعود جدها الإستثمارية له بشأن الزواج اثار اهتمامه اخيرا... كلا... يعرف سيزار جيدا ليختار الاحتمال الاول... انها تعجبه..
صوت مخنوق لرسالة على 'BlackBerry' ابعده عن افكاره تعرف على رقم ابنته اقطب بينما يقرأ رسالتها الصغيرة
( زفاف ديامانتي بعد يومين و نحن مدعوان...اقصد انا و فلورانس... ارجوك اقبل )
هذا حقا ما ينقص، زم شفتيه... مجرد التفكير بتواجد ابنيه في محيط 'نيوس ليونيداس' يُخرج مخالبه... انه عدوه بحق الجحيم كيف يمكن ان تتغابى بيانكا و تنسى ما فعله شخصيا بديامانتي و معها زوجها المستقبلي نيوس؟؟ ستكون فرصة هذا الاخير للانتقام منه خلالهما...بيانكا تختفي خلف الرسائل الهاتفية عندما تخشى ردود فعله، و هي محقة في الاختفاء و جس النبض من بعيد... لو كانت أمامه للوي عنقها بسبب هذا الطلب الشاذ... بحق الشيطان هل هي جدية ؟ هل هي في صفه أم في صف أعدائه؟.. أحيانا لا يفهمها...شهور طويلة من الحروب مع ديامانتي و نيوس ليونيداس لم تستخلص منها انهما آخر شخصين مرغوب فيهما في حياتهم؟
( لا عيب في الحلم من الفينة للأخرى صغيرتي...) أرسل الجواب الفوري ، برأيه المتوحشة صاحبة العينين الخضراوين وراء هذا التخطيط العظيم، تبحث لاختبار حدود صبره و تستعمل ابنته لتحقيق غايتها... صوت جديد لرسالة أخرى..
( ديامانتي صديقتي..)
كشر بإشمئزاز... و نعم الصداقة صغيرتي.
( خطيبها من الذ أعدائي... لا أنت و لا نيكولاي ستضعان قدميكما على أرض جزيرته... ان كانت فلورانس تنوي الذهاب فهي حرة تماما بقرارها، أعرف بأن عائلتها على علاقة و طيدة باليونيداس...)
بأحرف عملاقة استلم رد ابنته... انها غاضبة:
( أظنني بالغة الآن لإتخاد قراراتي بنفسي و عدم استشارتك في شيء ...)
هز عينيه الى السماء قبل أن يرد عليها بنفس الأحرف العملاقة.. التهديد جاء ناعما و حاسما:
( هل تنوين تقليص اقامتك في لندن و العودة 'كارا'؟؟ )
لم ترد، بينغو... هذا أسخف ما سمعه اليوم... 'بيانكا 'و 'نيكولاي' في زفاف 'نيوس ليونيداس' و زوجته السابقة... القى 'BlackBerry' على المكتب بحركة جافة الى أن تطايرت الأوراق، متى سيستعيد الكونت صحته كي يستطيع استعادة عائلته؟ كل دقيقة تمر بعيدا عليهم بمثابة جحيم حقيقي، انه مهووس بحمايتهم رغم الفريق المحترف الساهر على ذلك في لندن، كل دقيقة تمر هي معاناة حقيقية... انه يفتقدهم بشراسة، اجتماعاته و غرقه في العمل الشاق الذي تسببه تخلف سيزار و اختفائه لم يخفف حده هذا الشوق... يستهجن قراره بتركهم في لندن و العودة بمفرده الى هنا.. ماكان يجب مطلقا ان يقع تحت سحر العينين الخضراوين لإبنة عرّابه و قبول خططها.
لم تكن خططها بل اقتراحك انت... علا صوت ساخر على من أعماقه، اندفعت أصابعه في خصلات شعره قبل أن يغادر مقعده العملاق و يقف وراء الواجهة الزجاجية المطلة على أبهى المناطق في كاتانيا... قمة بركان اثنا البعيد في نزوة من نزواته... منذ يومين لا يتوقف عن الغليان تماما مثله هو... منذ أن وقع على الأوراق يشعر بأنه يتسابق مع الأحذاث و ما يثير السخرية ان زواجه الحالي الذي تم توثيق بنوده منذ يومين لا يعتمد فحسب عليه و على المعنية بالأمر... هناك أسرتين اتت على الالتحام و الزواج... و كل خطواتهما هو و فلور ستكون محسوبة و مراقبة... كم يكره الوضع... كم يثيره حملها اسمه... التناقض في مشاعره مؤخرا لم يعد يحيره كما السابق... منذ أيام توقف عن ادهاش نفسه... يكره فلورانس و يريدها بنفس القوة... هل هناك جنون أكثر من هذا؟؟ لا يمكن ان نحب و نكره شخص في آن واحد... هز حاجبه بينما يعيد التمعن في الكلمة التي استعملها... استبدل كلمة الحب بالرغبة و ارتاح أكثر لذلك... انه يرغبها و يثوق لعودتها مجددا الى صقلية، بفضل ولائه للكونت يرفض زعزعة هذا الهناء الذي تتخده علاقته به... وهو مضطر للتريث و الصبر الى أن يستعيد حماه و عرّابه صحته و يعود الى بيته بأمان...
ليس فحسب ابتعاد بيانكا و نيكولاي على صقلية ما يجعل مزاجه سوداوي و عنيف... انه يفتقد لفلور... يفتقد للسافلة التي تخطط لتلبية دعوة 'نيوس ليونيداس' للاحتفال بزفافه اللعين... يفتقدها و يحتاجها... حاجته لها سوداء... حالكة السواد... حاجته لها تشبه المخدرات... تشبه الجحيم.
لا يريدها ان تذهب الى اليونان... ليس فقط بيانكا و نيكولاي بل هي أيضا... الحقيقة ان زوجته في أول القائمة... يرفض أن تبتعد عن محيط مُراقبته... يُسيطر على كل تحركاتها... على كل ابتسامة و تكشيرة و تنهيدة.. فلورانس لم تعد حرة ... آه كلا... منذ يومين أصبحت رسميا خطيبته-زوجته على الأوراق... ينقص فحسب الزواج الديني وذلك الزفاف اللعين الذي يقوم فريق عمله بتجهيزه بدعم كامل مع فرجينيا ديكاتريس... والدة ابنه مجبرة على احترام الشروط التي وقعت عليها بملئ ارادتها... لقد فقدت حريتها تماما و هو فقط من يقرر متى تسافر و متى تتنفس حتى... لست حرة فلور... لسيما الاحتفال و الرقص مع من تشائين من المدعوين الرجال في زفاف عدّوي... قراره خفف من وطئة العبء عليه... عبء هذه الغيرة الغريبة التي تتسلى بوجعه كلما شعر بالتهديد اتجاهها... العالم بأسره يمثل له تهديدا... مكان فلور بجانبه و ليس في جزيرة القمر... فليتهمه الجميع بالرجعية و التخلف كما يشاوؤن فقد اتخد قراره... مجرد التفكير في رجال آخرين يسرقون ضحكتها و رقصة منها يضايقه...كل شيء اصبح واضحًا - منطقيًا وتعليميًا.. انها ملكه و هو مولوع بكل ما يملكه... مولوع و أناني ايضا بمعنى اصح.
" فرانكو..."
بعد ثانية كان مساعده في المكتب حاجبيه ملتقيان في بعض الانزعاج:
" أيها الأمير...؟"
احيانا يتساءل ان كان لفرانكو كامرات وردارات في كل منطقة من جسمه... يجده قريبا كلما احتاج اليه... انه كفوء لدرجة مُرضية جدا... وهو سعيد لخدمته تحت امرته.
" غيرت خططي لنهاية الأسبوع...أعلم الربّان ... سنطير الى لندن... "
شبح امرأة وراء مساعده اثار انتباهه، اذن هذا ما يزعج فرانكو...
" الانسة سانتا مورغو ديل ماريا ..."
تمكنت من الوصول اليه اخيرا؟ بعد اسبوعين من لعبة القط و الفأر هاهي في مكتبه رغم اوامره اللعينة بعدم السماح لها بالاقتراب منه... مالذي تريده ؟
" لم استطع منعها سيدي" تدخل فرانكو بإنزعاج... يعرف تماما مشاعره اتجاه ديل ماريا...لا يحتملها مثله تماما.. الوحيدة التي كان يميل اليها حقا و يدافع عنها هي ديامانتي..
" لا بأس فرانكو... افعل ما طلبته منك و اغلق الباب خلفك"
انه يعرف هذه النظرات... 'ديل ماريا' تتأجج غضبا، وجهها الارستقراطي شاحب و نظراتها الباردة عادة سوداء قاتمة منمة عن عاصفة هوجاء من الغيض.
" لما تتهرب مني؟"
" لم يعد هناك ما يقال بيننا ..."
" لأنك ستتزوج فلورانس ريتشي؟" عادة لا تفقد 'ديل ماريا' برودة أعصابها ولا تُظهر غضبها، انها شبيهة بالدمى الباردة النظرات و المتصلبة الملامح، يراقبها بينما تخطو ببطء كحيوان مفترس على وشك القفز على فريسته، لا تبدو قادرة على مقاومة الوجع بداخلها.. عيناها تلمعان بوميض خطر.."ستتركني انا من اجل تلك الساقطة؟"
جاءت كلماتها مثقلة بالعذاب... فكتوريا تتعذب...انها المرة الاولى بالنسبة اليه... لم يراها فاقدة السيطرة على نفسها من قبل... لم يتوقع أن تعري عن نفسها بهذه البساطة... أكثر من يخاف على المظاهر هي 'ديل ماريا' و قبلها بالتأكيد والدته.
" لما تفعل هذا بي داركو؟" ارتجف صوتها وهي تدنو منه لتتطلع اليه بنظرات حادة كالزجاج" لما تتلذذ بالانتقام مني؟"
" لأي هذف انتقم منك فكتوريا؟"
ازدادت نظراتها قتامة و خطورة:
" تعرف انني مدمنتك... مغرمة بك لدرجة الهوس"
" مهلك 'كارا' لا تمزجي بين الحب و السرير... الجنس فقط ما جمعنا .."
مشاعر و أحاسيس متضاربة و متناقضة عبرتها، وجهها تلون قبل ان يشحب و يترك ظلال رمادية في زواياه:
" أنت من رآني دوما انسان آلي خالي من المشاعر... بالنسبة لي أصبحت عبدتك منذ سنوات ... أحببتك و أنت تكتشف أبوتك لبيانكا... و أنت تتزوج ديامانتي اللعينة و تحجمني أمام العالم بأسره... منذ سنوات أنتظر أن ترى بوضوح ما يجمعنا دون جدوى... علاقاتك سلسلة قصص فاشلة الواحدة تلوى الاخرى... انتظرت بصبر ان تنتهي نوبات جنونك أيها الأمير أن تكتشف بأننا متشابهان و بأننا نستحق الفرصة لنبني حياة سعيدة و متوازنة... و مالذي تقوم بفعله الان؟؟ تعيد تكرير نفس الخطأ و مع من بحق الجحيم؟؟ فلورانس ريتشي؟ "
ما بها فلورانس ريتشي؟ انها جميلة جدا... مضحكة جدا... شرسة جدا و تعجبه جدا جدا... كانت تزم شفتيها بإحتقار، الغيرة و الالم يومضان في عينيها... مالذي يعيب نمرته الخضراء العينين؟ بغض النظر عن سمعتها السيئة جدا فقد قرر منذ زمن الا يصدق ابدا الصحف، الجانب الذي لن تراه 'ديل ماريا' هو شقاوة فلور الحلوة و الشهية.. الاغراء الاستفزازي لشفتيها ... الوميض المتوحش لعينيها الخضراوين... شعر بأنه من واجبه الدفاع عنها :
" رزقت بطفل من المرأة التي تتكلمين عنها بهذا الاشمئزاز..."
" رزقت ايضا ببيانكا و لم تتزوج ابدا والدتها..." ذكرته بصلابة و لا تبدو مندهشة من الخبر... والدته سارعت بإطلاعها على كل التفاصيل بلا ادنى شك... لا يوجد غيرها من يحاول وضع حد لزواجه " لا ترتكب هذا الخطا ... تعرف بأنها لا تناسبك... "
قطعت المسافة الضئيلة المتبقية بينهما، قمع رغبته بالارتداد الى الوراء، انه لا يحتملها... منذ سنوات توقف من الاهتمام لأمرها، هذا اذا اهتم يوما بأمرها حقا... كلما سقطت نظراته عليها كلما تذكر والدته... انهما متشابهتان جدا في كل شيء حتى في هذا التعبير الجليدي على خطوط شفاهها... كيف من حقها معاتبته بينما لم يزرع يوما في كفيها وعودا؟... امتدت يدها الى فكه، تركها تلامسه لاكتشاف الفرق بين هذه الملامسة و ملامسة يد أخرى ذهبية البشرة كهربائية الملمس... عبثية... مُرعبة... مثيرة... لا.. لم تثور مشاعره لهذا التواصل... لا تملك فكتوريا من أنوثة و اغراء فلور السري... انها امرأة جميلة بلا شك لكنها تفتقد تماما كل ما يجعل -زوجته على الورق- مميزة في نظره :
" امنحنا فرصة ارجوك.. أقسم أن أكون أما مثالية لإبنك... أقسم أن ننسى كل هذه الخيبات و أن نكون سعيدين... "
فكتوريا أمً لنيكولاي... رباه... كيف خطرت فكرة غبية كهذي بذهنها؟ وضع يده على يدها و أبعدها عن فكه... يعترف بأنه يقاوم رغبته برميها من نافدة غرفة مكتبه بسبب هذا الحزن على وجهها... انها المرة الأولى التي تعري على مشاعرها و هذا ما يدفعه للتروي و التصرف كجنتلمان حقيقي... عادة تنتهي لقاءاتهما بعنف و سوداوية... هذا المساء فكتوريا مختلفة... محطمة الى أجزاء.
" لقد تزوجنا... " اعترف بهدوء " فلور تحمل اسمي الآن... و نيكولاي لن يلقى نفس مصير بيانكا... لأنه سيكبر مع والديه...في أسرة ملتحمة.."
" هيه؟؟" تجمدت ملامحها بصدمة و رغم ذلك لا تبدو مستعدة لتقبل هذه الحقيقة... هذا الخبر لم تنقله لها والدته العزيزة بالتأكيد لأن لا أحد يعرف به سوى من حضر توقيع الأوراق ذلك المساء و بما أن 'سيليو' متشبث بهذا الزواج أكثر منه فلم يسارع بإخبار زوجته اذ يعرف مدى كرهها لفلور... " لقد... لقد أوقعت بك ... حملت منك لتوقع بك كي تتزوجها"
" كلامك حقا تافه و سخيف ..."
قاطعته و هي تنتزع يدها منه بعنف، الدموع التي لم يسبق له رؤيتها في عينيها متجمدة داخلهما... مهددة بالخروج في اي لحظة:
" انها مجنونة بك... شككت بها بعد الذي فعلته ذلك المساء في حفلة البلدية... كانت غيورة مثل لبوءة متوحشة... مطلقا لم أتصور أن توقع بك بهذه السهولة..."
فلور مجنونة به؟ معلومة جديدة عليه ادخالها الى دماغه .. ديل ماريا تهذي بلا ادنى شك... ما بينه و بين فلور جبال و مغارات شاسعة من الرغبة و الغيرة.... يعرف بأنها تغار عليه كما يغار عليها... و هذا نابع فحسب من حب التملك لا الحب.
" نظفي أفكارك فكتوريا..." الوضع بدأ يفلث اعصابه... مرّة ثانية تغريه فكرة رميها من الطابق الأخير لهذا المبنى الشاهق و التخلص من وجودها الغير مرغوب به و من حياته الى الابد.
" هل تحبها؟؟"
" انها و الدة ابني..."
قاطعته بوحشية:
" هذا لا يجيب عن سؤالي..."
" لست مجبرا على الرد " تخلى تماما عن لباقته و وداعته و اكفهر وجهه و اسود مما جعلها تتراجع عن وحشيتها... هكذا تريده؟؟ ان يرتدي معطف الشيطان و يذلها و يمرغ أنفها في الوحل و يطمس كرامتها كما الحال عادة ؟؟...هكذا يُعجبها؟ و لهذا تعتقد بأنهما متشابهين و مناسبين لبعضهما؟؟ آه كلا... انها مخطئة تماما بشأنه... فمن تشبهه حقا متواجدة حاليا في لندن ... هي من تنتمي اليه...فلور فقط من يعشق شموخها و نرجيستها و غرورها... يعشق عندما تبرز مخالبها ليقصها لها كل مخلب على حدى... لا نسخ عن تلك المرأة التي ينوي ترك كل شيء ورائه نهاية هذا الاسبوع للذهاب اليها... يفتقد عيناها... يفتقد شجاراتهما و جرح أحدهما للأخر... فكتوريا مفضوحة المزاج بوجه عليه طبقات لا تحصى من المساحيق... جمال فلور طبيعي .. متوحش ... هي متوحشة و ينوي ترويضها و امتلاكها بكل الطرق الممكنة.. أمرها ببرود." ارحلي ... "
" لن ارحل..."
بحق الشيطان لما هذا الاصرار؟؟ فكتوريا من القوة و الصلابة ما يمنعها من النزول الى هذا الحضيض العاطفي...لما تصر على موقفها بينما عادة تختفي من أمامه ببساطة ما ان يكشر على أنيابه... هل هو اليأس؟؟ ضاقت ذرعا بتجاهله و عدم اهتمامه؟؟ لكن بأي لغة سيُفهمها بأنها لا تعنيه؟؟ من تهمه على بعد اميال منه و يتحرق للذهاب اليها.
" لقد وعدتها بالوفاء فكتوريا... و أنوي احترام وعدي "
" انت وفي..؟ دعني اضحك" صرخت به خارج السيطرة " لم تُخلق لك تلك المرأة داركو..."
" أنت من خُلق لي؟؟"
" نعم أنا..." زمجرت من بين أسنانها " عمر من الضمأ و الانتظار و ليس في النهاية هي من يأتي ليسلبني حقي... انت ملكي و لا انوي مطلقا التخلي عما هو ملكي"
'ديل ماريا' جنت رسميا، فكر داركو و هو يقرب حاجبيه الكثين قبل أن يتمتم بصوت خال من الرقة:
" لم اكن يوما ملكك فكتوريا "
" تتطلع لي ببعض السادية و كأن عذابي يغريك.."
الوضع اصبح حقا ساخرا و لا يحتمل عليه التخلص منها فورا و من دون ثانية تأخير:
" أنصحك الا تحومي حولي ... لن أكون مسؤولا عن تصرفات 'فلورانس' فقد سبق و رأيت بنفسك بأنها لا تأخد رأي أحد كي تقوم بمصيبة... انها غيورة جدا و متملكة..."
" تخاف كثيرا على مشاعرها؟ انها تشبه سابقاتها ايها الامير و سيفشل هذا الزواج حتى قبل ان يبدا..." بصقت بشر" لا احد من عائلتك يرغب به ... و فيما يخصني لم أعترف أبدا بالفشل و سأبقى في اثارك الى ان تعود لي... لم تكن يوما عادلا فيما يخصني "
" ليس لدي شعور بالعدالة و لم اكن يوما عفيفا و لا رقيقا" و ثبتها بإزدراء و احتقار متمتما بنفاذ صبر" انت ادرى بخطورتي 'ديل ماريا'... لا استطيع تقديم الحب الذي تنتظريه فانا عاجز تماما امام مسؤولية ابوتي و التزاماتي لن اتخلى عن فلورانس و لن اخون ابني هل انا واضح؟ "
زمت شفتيها المصفرة من الغيض و ومضت عيناها بغضب اسود بينما تتفحصه بشدة و اصرار اكبر:
" والدتك ترفض هذا الزواج... تجدني الانسب اليك"
" هذا بالضبط ما اقصده... كل ما يروق والدتي أرفضه..." على هذه الكلمات وضع بينهما مسافة و زمجر صوته عاليا " فرانكو"
و كأن مساعده كان ينتظر هذا النداء بفارغ الصبر ضهر فورا من وراء الباب
" رافق الانسة الى الخارج"
" أعرف تماما الطريق ..." تمتمت بصوت جليدي وهي تلملم القليل من الكبرياء و الصلابة المتبقية لديها" لن تبعدني عنك و لا تأمل ان يكون هذا آخر لقاءاتنا... ستعود الى احضاني جاثيا ايها الامير و تلك اللقيطة اللعينة سأبعدها عنا ...طرقي كثيرة و متنوعة"
هز حاجبيه و كثف ذراعاه العضليان فوق صدره الشيء الذى جعله يبدو مرتين أكثر تخويفا ومليون مرة تهويلا:
" ضعي اصبعا واحدا عليها 'ديل ماريا' و سأمسحك نهائيا من على وجه الأرض"
* * *
" المحل مُغلق "
صرخت بريانا من الركن المنزوي لمحل عملها عندما ترددت رنة الباب منذرة وصول احد الزبائن، ضغطت على اسنانها بعصبية و غسلت يديها بسرعة قبل ان تلتقط منشفة ورقية و تجفف يديها بينما تخرج من مخبئها و تتوجه الى الباحة حيث مكتبها و معرضها الصغير لانجازاتها، تباطئت خطواتها و تشوشت الرؤية امامها بينما تحط نظراتها القاتمة على شبح رجل ينبض حُسنا و فحولة... باشرها الدخيل بلغتها اليونانية العميقة.
" مساء الخير بريانا"
توجعت الكلمات داخل حلقها، كانت متفاجئة لدرجة لم تستطع النطق بكلمة، شعرت بالدم ينسحب تذريجيا من وجهها و حاولت بجهذ التشبث بالواقع الذي يهدد بالافلاث من سيطرتها:
" رباه..."
أسوأ كوابيسها اتى على التحقق اللحظة... اسوأ مخاوفها و رعبها... رباه... مالذي يفعله 'اليكسس نيكيفوروس أريستوفولوس' في مكتبها؟ كيف عثر عليها بحق الجحيم؟؟ و هل اتى بمفرده ام مع والدها او ربما اتى مع شانيل زوجته و سيُداع خبر وجودها في صقلية قريبا و يفتضح سرها.
" كيف عثرت علي نيكي؟؟" صوتها جاء مرتجفا يفضح الحرب العاتية ذاخل صدرها.
" لم يكن الامر سهلا بريانا... منذ اشهر و انا على أثرك..."
ارتجفت شفتيها و هي تحملق للرجل الشبيه جدا بدميتريس، مجرد التقاط هذا الشبه يهدد بحرقها حية... ليس لانها ماتزال مغرمة بطليقها بل لأن الذكريات المأساوية و السيئة جدا تهدد بقتلها.
" لماذا تبحث عني؟"
" لأنك قريبتي بريانا... وقد وجد الاقارب لاوقات الشدة و لن اسمح لك بإبعادي عن حياتك فقط لأن ذلك السافل إبن عمي حطم قلبك..."
هذا يكفي بحق الجحيم... صرخ صوت مجلجل في اعماقها تردد صداه قويا في ادنيها، الحقد في عينيها يجعلها سخيفة امامه هي تعرف.. انه اليكسس.. قريبها الذي لم ينفصلان في الماضي و كان كاثم أسرارها كما هي بئر أسراره...لا ذنب له في ما حصل مع ديميتريس فهو الأخير تأذى كثيرا من زوجها السابق... عانى زواجه الأمرين و كاد يفقد حبيبته الجميلة شانيل بسبب أنانية و هوس ديميتريس.
" لم يحطم قلبي... بل فتح عيناي فحسب..." تمتمت بصوت مرتجف و حاولت للمرة الاولى ترك ذعرها من المفاجأة جانبا و التصرف بطبيعية كما آلفت معه." انا اسفة نيكي... المفاجأة أرعبتني... لم أتوقع يوما أن يجدني أحد منكم"
لراحتها ابتسم اليكسس، تلك الابتسامة الرائعة و النادرة التي لا يمنحها سوى لأناس مميزون في نضره...
" هل ستبقين بعيدة أم أستطيع أخدك بين ذراعي أخيرا؟؟"
كيف استطاعت ان تحقد عليه ايضا بينما كان بمثابة الأخ الذي لم ترزق به؟ امتلأت عينيها بالدموع بينما تتوقد مشاعرها التي وضعتها جانبا منذ سنتين، لم ينتضر اليكسس أن تصل اليه وقطع المسافة بنفس الوقت الذي تحركت فيه، أغمضت عينيها بينما تلف ذراعيه كتفيها و تستقبل دفئ صدره تحت خدها.كان صدرها ضيقًا ، ولم تتمكن من التقاط أنفاسها بطريقة طبيعية، تأوهت ببعض الألم بينما تشعر بأصابعه القوية تتخلل خصلات شعرها و بشفاهه على قمة رأسها، بقيا للحظات على هذه الوضيعة الى أن استعادت هدوئها و خف نحيبها، ترك لها الوقت للسيطرة على مشاعرها و كم كان ممتنة لذلك.
" هل من الممكن ان تسدي لي معروفا ؟.." و ابتعدت قليلا لتتمكن من التطلع الى وجهه الاسمر النبيل الملامح " لا تخبر أحد مكان وجودي لسيما ابي و امي و بالتأكيد... "
اقطب قليلا، نظراته القاتمة جالت في وجهها و كأنه يأمل القراءة من خلالها:
" لماذا؟"
" أريد وعدا نيكي ارجوك..." امام صمته المرفقة بالحيرة في اعماق عينيه تمتمت من بين اسنانها " والدي رجل قاسي ذا شخصية قذرة و سعي دوما للسيطرة علي... أمي بلا اي أهمية او قيمة أمامه لم تدافع يوما عن مصالحي... لا اريدهما مجددا في حياتي"
انتبهت الى ان كلماتها الاخيرة اتت قاسية و عنيفة، انها تحمل مسؤولية فشل زواجها الى جميع افراد عائلتها، رغم مآسيها المكررة لم يتردد والدها بدفعها في كل مرة نحو ديميتريس، ما همه هو الاعمال و الارباح المجنية من هذه الشراكة اللعينة مع آلـ أريستوفولوس.. امتدت اصابع اليكسس لتحيط وجهها و تتطلع اليها عيناه بجدية:
" أظن اننا بحاجة كبيرة للتحذث بريانا..."
" ليس على الماضي..."
" اسمعي... اعرف كم انت مجروحة مما حصل و فقدانك ابنك صعب للغاية نعم... لكن معاقبة والديك لا افهم دوافعها... الكل كان يأمل فحسب حماية زواجكما انت و ديميتريس"
ضحكت بريانا بمرارة و التمع الالم في عينيها بينما تبتعد عن يديه و تدفع اصابعها في شعرها بعصبية
" حماية الاعمال و الاسهم و الارباح ... " توقفت ضحكتها و كشرت على انيابها بكراهية"كيف أمكنني المقاتلة للحفاظ على زواجي بينما لا قيمة لي ... لا وجود لي... لا معنى لي أمام الرجل الذي تزوجته... كان معميا و مغرما حتى أدنيه بشانيل كاريرا... زوجتك... بسبب الكل فقدت ابني... "
" عزيزتي..." هل كانت الشفقة في نظراته؟ اه كلا... ليس هذا.
" ان تفوهت بكلمة اليكسس... ان اخبرت اي فرد من عائلتي عن مكان وجودي فسأعمل على الا تعثر على مكاني في المرة القادمة... "
استرخت ملامح اليكسس، تعرف هذه الملامح جيدا، هو نفسه تعامل مع ديميتريس و مع والدها و يعرف جيدا انها محقة، لكنه هنا ليلعب دور البطولة في لملمة الجراح، لكنه اتى متأخرا، قبل رحيلها كانت نهايته السعيدة مع زوجته تجلب لها بعض السكينة، على الأقل عاش السعادة التي حرمه منها ديميتريس لسنوات و قلب صفحة الماضي بنفي هذا الأخير كليا من حياته، و من الممكن جدا أنه يتفهم مشاعرها في هذه اللحظة، لقد تكبدت مشقة بناء حياة جديدة و ترفض قطعا التخلي عن كل شيء و فضح مكان تواجدها.
" الوقت متأخر بريانا... لدي اجتماع هام غدا في روما، سأطير الليلة لكنني سأعود غدا مساءا لنتناول طعام العشاء معا و نتكلم بشكل أفضل... تكونين قد تجاوزتي صدمة رؤيتي مجددا..."
هزت راسها موافقة ثم بللت شفتيها الجافتين بطرف لسانها قبل أن تسئله:
" الم تأتي معك شانيل؟؟"
" انها في الجزيرة مع الأولاد و هي لا تعرف البتة بشأنك فلا تقلقي... كما أنها متكتمة حتى و ان علمت بالموضوع لن تكشفه لأول قادم..."
" هل مايزال ديميتريس يحوم حولكما؟؟"
هز اليكسس حاجبه الكث و ضهر شبح ابتسامة ساخرة في زاوية شفته:
" أظنه سيفكر مرتين قبل ان يحاول العبث بهناء عائلتي مجددا فلا تقلقي بهذا الشأن... انه منشغل حاليا بتسوية اعماله المنهارة بعد أن سحبت اسهمي و شراكتي و تركته شبه مفلس"
تنهدت بريانا ببعض الراحة، سعيدة جدا بهذا الكلام:
" لم يتلقى سوى ما يستحق... "
* * *
الأمسية كانت ناعمة و دافئة و مزاج روبي مثالي كما جمالها تماما، في هذه الساعة المتأخرة لم يتبقى سوى بضع زبائن في المطعم الحالم الديكور المطل على البحر المظلم، راقبها سيزار مأخودا بالظلال الذهبية للشموع المرتمية في أعماق عينيها الفيروزية، كل المواضيع التي تحذثا فيها تبرهن له في كل لحظة بأن رفيقته متعلمة و مثقفة بشكل مبهر، كانت رفقتها رائعة و قد صارت بالنسبة اليه مثل المخدرات في هذه الايام الأخيرة، راقبها، شفاهها تنفرج قليلا لترتشف من نبيذها و التهبت حواسه بينما تمرر لسانها على أثار السائل الحلو العالق في شفاهها، رآها تمنحه ابتسامة...تلك الابتسامة التي تنسيه كل النساء اللواتي مررن في حياته... كل شيء يبدو له باهتا و بلا أهمية قبل لقاءها... يملك ضعف غريب نحو وريثة سيفيرانو و لا يعرف ان كانت هذه الحقيقة تسعده ام تتعسه؟؟..
" هناك بيانو في الزاوية" تمتم لها وهو يلقي اصابعه على يدها الموضوعة على الطاولة.
" تريدني أن أعزف؟؟.."
" سأكون سعيدا بسماع عزفك ... استمري بإذهالي ايتها الأميرة "
عادت تبتسم له بحرارة و تنغرز اكثر الغمازة الرائعة في خدها...
" هل تميل لمقطوعة دون غيرها؟؟" سالته برقة.
" طلبت منك اذهالي... أعزفي ما ترغبين..."
وقف من مكانه و مد لها يده التي قبلتها دون ان تبتعد التسلية عن عينيها المذهلتين... غريب كلما تطلع الى عينيها كلما تذكر ديامانتي زوجة داركو السابقة، هز رأسه ليبعد هذه الأفكار السخيفة من عقله... ديامانتي قنبلة جمال مدوية بلا أدنى شك و ربما هذا العامل المشترك الوحيد بينهما.... روبي حرة جدا و مستقلة و ذات شخصية قوية و تعجبه بشكل لا يصدق.
عندما جلست خلف البيانو العملاق رآها تداعب مفاتيحه العاجبية بإجلال، استنذ سيزار على الالة الكبيرة يتطلع اليها بنفس الاجلال الذي تمنحه للألة... النادل جلب لهما كأسين من الشامبانيا بينما زبونين آخرين آتيا على مغادرة المكان، جيد جدا... هذه الحميمة لا يرغب بتقاسمها سوى مع هذه المرأة التي جعلته غريبا عن نفسه خلال أيام قليلة... رآها تتفقد المفاتيح بخبرة و سلاسة قبل أن تمسك بكثلة شعرها السوداء و تبعدها عن رقبتها لتحطها فوق كتف واحد و تكشف عن روعة منحنيات كتفها المكشوف و خطوط رقبتها الرائعة، الجفاف أصاب فمه و تخيل ملمس بشرتها تحت شفاهه، ارتشف من السائل الذهبي الذي جلبه النادل و انطلقت روبي في معزوفة رائعة...(زواج حب)Chopin - Spring Waltz
حبس أنفاسه لهذا الاثقان و الابداع، اختفى كل شيء من حولهما و لم يتبقى سوى صوت هذه الموسيقى الناعمة و الرائعة... راقب بإنبهار أصابعها الطويلة تتنقل بمهارة و رقة فوق المفاتيح العاجية، كل نوتة تنغرز في كيانه لتعزز ذكرى هذه الليلة و الليالي التي سبقتها بجانبها... روبي الجميلة و الموهوبة و الرائعة... ابتسم لهذا الاحساس الجديد الذي ينزلق بحرارة في شرايينه... و هزت عينيها نحوه في هذه اللحظة دون التوقف عن الابداع، ابتسمت له عيناها و شفاهها و كل جزء من وجهها الكامل... مد يده لبعد خصلة تهدلت على وجهها، كان يغوص في سحرها و سحر المعزوفة، وفكر أن يضع بيانو في القصر لتعزف عليه متى أرادت... اه نعم... يريدها بجانبه... سوف يتزوجها حتى بعد أن يكشف لها نفسه و تكرهه بعدها...تخيلها فجأة في فستان الزفاف الأبيض، تخيل رقصتهما الأولى كزوجين... ليلتهما الأولى بين ذراعيه... يأخد منها ما يتحرق له في كل لحظة.
توقفت المعزوفة تماما مع اتخاذه هذا القرار المصيري... سيجن ان لم يحصل عليها و يسجنها الى الابد في صدره... علت التصفيقات من مكان ما... و عاد الى الواقع بينما يسترد احساسه بالناس القلائل في المكان، لم يكن بمفرده المأخود بسحرها و عزفها على ما يبدو... تقاسمها مع الأخرين سحقت قلبه من الغيرة، بينما روبي تتوهج من السعادة ازاء التصفيقات و تومئ برأسها شاكرة أمسكها من ذراعها ليبعدها عن البيانو و يلفها بين ذراعيه... لمح بعض الدهشة و الاثارة تعوم على وجهها الرائع.
" أي مواهب أخرى تخفينها عني 'كارا'؟؟" كان صوته منخفضا... ممتلئا بالإثارة..." أنت عازفة موهوبة جدا..."
" تقصد ذلك حقا؟؟ أعجبك عزفي..." رأيه يهمها... رأيه يهمها قلبيا و يستطيع قراءة الفخر و السعادة و الترقب في عمق هاته العيون التي أفقدته رشده منذ أول يوم.
" أنت مذهلة..." بدأ بصوت منخفض صادق ، وجهه قريب بشكل خطير من وجهها" كل شيء فيك مذهل روبي سيفيرانو.... تترددين مثل الصدى في داخلي. إنه أمر مجنون أنا أعرف، لكن ما يحدث بيننا .. في الواقع شيء جنوني ، علاقتنا تتجاوز كلا منا"
لم تبتعد بينما يغرز أصابعه في طيات شعرها الناعمة مثل الحرير، بإمتلاكه وجهها بين يديه يشعر و كأنه يمتلك الكون، روبي تتطلع اليه بتقدير و انبهار، انها مسحورة به كما هو مسحور بها يستطيع تمييز الرغبة في ملامحها الرائعة، هذه الحاجة البرية و الخطرة يمكن أن تدمرهما معا ان أطلق العنان لها، لم يريد يوما امرأة في حياته كما يريدها.
" هل ستُقبلني؟" سمعها توشوش .
لم يستطع الابتسام لهذا السؤال الشبه طفولي، كيف يُعقل أن تجمع هذه المرأة كل المتضادات؟؟ المرأة الطفلة و الشرسة الناعمة...
" الا ترغبين بأن أقبلك؟؟" ان أجابت بالنفي فسيصاب بخيبة... كل حواسه بإنتظار تذوق شفاهها.
" انتظرت هذا منذ أيام..."
من الرائع سماع اعتراف مماثل من امرأة استثنائية ، غروره الذكري صعد كالسهم الى السماء السابعة، و تجاهل صوت غريب في ذاخله ينبهه الى أنها ترغب بسيزار الحارس الشخصي و ليس سيزار كوستانسو... ازداد ضغط أصابعه على وجهها بينما يلتقط شفاهها في قبلة محمومة و مشحونة بالكهرباء، هذه الكيميائية بينهما غريبة و خطرة... انه منجذب اليها و كأنها المغناطيس... لا يعجبه ابدا ان يتم اختبار حدوده.
روبي لينة بين ذراعيه، يستطيع الشعور بدقات قلبها في صدرها الملتصق بصدره، انزلقت اصابعه خلف رقبتها ليشل حركتها مستمتعا بالعاطفة و الشغف الذي تبادله بها قبلته، جسدها يشتعل تحت قوة الرغبة، يعرف بأنهما في مكان عام، يمنح الفرص للباراتزي لألتقاط أكبر عدد ممكن من الصور لحميمتهما، أخبره 'داركو' بأن صقلية تحت الصدمة و لا بد ان الجدّين فخورين بهذا الانجاز العظيم، لكنه لا يهتم أبدا بما سيعقب... ابتعد قليلا عنها بعد ان اتخذت قبلتهما منحنى لا يليق مطلقا بالمكان المتواجدان به، وضع جبينه على جبينها و لامس بإبهامه شفاهها المتورمة:
" روبي... أنت تدفعيني للجنون..."
" أنت ايضا..." عاد اعترافها ينفخ غروره لحد الانفجار.
" أريد أن يستمر ما بيننا"
" تعرف بأن الأمر مستحيل..." و ابتعدت قليلا عنه لتتطلع ببعض الضيق الى عينيه " ما ان نعود الى صقلية حتى تفترق طريقينا... "
أخبرها الأن من تكون... صرخ به صوت معاد في ذاخله، تجاهله لأنه مرتعب تماما من ردة فعلها، لا يريد ان ينتهي هذا السحر الذي عاشه معها منذ أسبوع... ليلة اخيرة و سيخبرها الحقيقة قبل عودتهما الى صقلية.
" لن تفترق طريقينا..." ابعد شعرها خلف ادنها "... ليس بعد أن وجدتك 'كارا' "
ابتسمت ببعض التسلة:
" هل تنوي اختطافي...؟؟"
" سبق و اختطفتك و لا انوي تركك أبدا... "
نعم سبق و أختطفها مرتين، و يعرف تماما عواقب تصرفاته، ستصبح السيدة كوستانسو قريبا و هذا تماما ما يريد، شعر ببعض تأنيب الضمير بينما يرى ابتسامتها الصافية و الخالية من اي ضغينة، هو يعرف من هي و هي تجهل هويته، و يتساءل للان كيف لها ان تجهل حقا من يكون بينما صوره منتشرة مثل الوباء في النت و الجرائد ام ان سيرة سيزار سيلفانو كوستانسو لم تهمها يوما و لم يتملكها الفضول عنه لتتفقد صوره و التطلع على مغامراته، هو نفسه عندما رآها لم يتعرف عليها فورا... عموما الصور تختلف عن الواقع... بعد أن غادرا المطعم تمشيا مطولا على الشط المظلم كما آلف كل ليلة، يدا في يد لا كلام بينهما، كل منهما غارق في أفكاره الخاصة... ليلة اخيرة لهذا السلام و غدا يوم آخر.



التعديل الأخير تم بواسطة أميرة الحب ; 21-02-19 الساعة 08:50 PM
أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 07:11 PM   #606

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
مساء السعادة جميلاتي...
سوف أقوم بتنزيل الفصل قبل وقته لاضطراري للخروج من المنزل....
شكرا لتفهمكم.... وأعتذر جدا لذلك...
وسوف أقوم بتنزيل الفصل بدلا من الغالية Just Faith... وشكرا لها لتعبئتها الفصل...
دمتم بحفظ الله ورعايته.....



الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 07:16 PM   #607

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 07:18 PM   #608

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 07:19 PM   #609

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي








التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 21-02-19 الساعة 08:00 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 07:19 PM   #610

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:56 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.