02-09-19, 10:32 PM
| #1312 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة  
|  الفصل الثالث والعشرون وقف شهاب أمامها يرصد ملامحها المضطربة للحظات .. تنفس بعمق وقال:- لقد جهزت لكِ غرفة نوم.. اخذ صدرها يعلو ويهبط سريعا حينما أشار لها بيده لتتبعه.. أثناء سيرها بالممر اغرورقت عيناها بالدموع التي تجمعت عند حافة رموشها تهدد بالانسكاب في أي لحظة.. فتح شهاب باب أحد الغرف وأضاء الأنوار..عيناها لم تريان ألا السرير الكبير المزدوج الذي توسط الغرفة.. انكمشت على نفسها بتشنج واضح وانحدرت دموعها .. توقعت خطوته فوقفت ترتعش لشدة توترها كفريسة تنتظر أن ينقض عليها مالكها ليلتهمها.. تدرك أن من غير الممكن لها صده إذا ما قرر نيلها عنوة غصبا عنها.. أكثر ما كانت تخشاه وتخافه ان يستعمل قوة العنف. التفت شهاب قائلا:- إذا لم تعجبك الغرفة يمكنك تغييرها. تأمل فيض دموعها التي بللت وجهها في صمت، انطلق صوته يسأل :- لماذا تبكي؟!!.. هل تخبريني عن سبب هذه الدموع؟ لم يأتيه رد فأضاف:- لا بد وأنكِ مرهقة بإنهاك. تالا كبتت شهقات عبرات الذعر لكنها لم تقدر إيقاف أو منع مقلتيها من ذرف سيول الدموع بغزارة . بحلق شهاب بحدقتي عينيها المتسعتان بهلع:- ما الأمر؟.. لما كل هذا الانفعال؟.. أنا حقا ما زلت حائر ولا أجد دلائل مقنعة لتصرفك معي بهذا الشكل!.. أحس دائما بنفورك وارتعابك!!.. في المدة الأخيرة راقبتك عن كثب وتبين لي أنكِ تتعاملين بأسلوب وطريقة مختلفة مع غيري. عضت على شفتيها المرتجفتين ولم تنطق فاستدرك:- اسمعي يا تاليا، دعينا نتصارح.. أعلم أنكِ لم تريدين هذا الزواج وترفضينه جملة وتفصيلا.. لم توافقي ألا تحت ضغط الظروف.. لا بد وأنكِ الآن تكرهيني بشدة، لكن صدقيني ليس بمقدار كرهي لنفسي لأني أجبرتك مستغلا ضعفك. فوجئت باعترافه.. لكن ما أثار دهشتها أكثر تصريحه:- عقد زواجنا الشرعي ليس بهدف علاقة لإشباع نزوات جسديه عابرة.. لهذا كوني مطمئنة لن أؤذيكِ أو أطالبك بأي شيء.. لن أدخل إلى غرفتك فلا داعي لقلقك وارتيابك، أنا لم أفرض نفسي يوما على أنثى غير راغبة، ولا انوي أن أبدأ الآن بفعل ذلك.. قال بصوت غلب الحزن نبرته:- كل ما أتمناه ان لا أبصر على ملامح وجهك هذا الخوف المرعب المأساوي. اتجه إلى الباب وقال بلطف:- لا تبكي.. بإمكانك ان تنامي الليل براحة دون قلق.. قد يأتِ يوم تعرفي فيه أني فعلت ذلك لصالحك. خرج شهاب، أغلق الباب متمتما :- تاليا ويحيى أنتما الأثر الذي تركته لي حياة في هذه العالم.. روحكما ستبقى تحت حمايتي. ************************** استيقظت تالا باكرا مع بزوغ الفجر، توضأت وصلت ثم جلست فوق السجادة وبين يديها المصحف الشريف تقرأ آيات من الذكر الحكيم لتستشعر بالطمأنينة والهدوء النفسي. بدلت منامتها وارتدت فستانا ربيعيا ثم نزلت إلى الطابق الأرضي، كانت أغراض شهاب مازالت في مطرحها، عيناها تركزتا للحظات على المسدس الأسود فوق الطاولة.. أشاحت بصرها عنه واتجهت صوب المطبخ منشغلة بتحضير الإفطار.. سمعت صوت الباب الخارجي يُفتح ورأت شهاب قادما بملابس الرياضة.. كانت تظنه نائما ففوجئت بدخوله.. كانت تجفف يديها من الماء عندما أقبل إلى المطبخ. القي عليها تحية الصباح وهو يتناول من الثلاجة قنينة ماء ويشرب منها قليلا، ردت عليه وهي تتحرك مبتعدة لتضع مسافة بينهما.. سألها:- كيف أصبحت؟.. أجابت بإيجاز:- تمام الحمدالله. أردفت سريعا:- هل تسمح لي الذهاب إلى القصر لأخذ يحيى؟ - سأبدل ثيابي ونذهب معا. هم بترك المطبخ فاستوقفته:- الفطور جاهز. كاد يعتذر عن تناول الإفطار لكن عندما نظر إلى الطاولة التي أعدتها بترتيب وأناقة لم يشاء خذلانها، سحب كرسيا وجلس ليأكل مجاملا.. رآها تمشي نحو الصالون فسألها:- ألن تفطري؟ وقفت لبرهة مدهوشة متمتمة:- العفو منك يا بيك. زفر متأففا يأمرها:- لا تقولي يا بيك. تمالك أعصابة وأردف بلهجة أقل حدة:- من غير المعقول ان يتناول كل منا الطعام على انفراد ونحن نعيش تحت سقف بيت واحد. دون جدال أخفضت وجهها وجلست بتؤدة وهدوء.. لاحظ شهاب أنها تلتقط لقمات الطعام خلسة وكأنها بفعلها ترتكب جريمة! ثم تلوكها بفمها ببطء كمن تخجل وتستحي ان يراها تأكل. - خذي راحتك بالتصرف.., ,إذا شعرتِ أن شيئا لا يروقكِ أو يضايقكِ لا تترددي من أخباري. تلقائيا التفتت سريعا حيث ترك المسدس فوق الطاولة، تابع شهاب نظراتها المرتابة:- يزعجك السلاح؟. أومأت برأسها إيجابا.. أوضح مبررا:- عملي يتطلب حملي السلاح لأكون دائما متأهبا على أتم الاستعداد لأي طارئ. أغتم وجهها مفصحة:- في طفولتي المبكرة، أصبت برصاصة. باهتمام أنحنى شهاب إلى الأمام قليلا مستفهما:- متى حدث ذلك؟.. ابتلعت ريقها بغصة:- قبل عام من مجيئي للقصر. علق:- لكنكِ عندما أتيتِ إلى القصر كنتِ صغيرة جدا. - نعم .. لكني أتذكر كل شيء. - كيف صار الحادث؟ لم تكلمه وجها لوجه، تهربت من مواجهة العيون وهي تروي له:- كانت هناك مداهمة أمنية على بيتنا للقبض على.. لسانها لم يستطع لفظ كلمة أبي فابتلعت ريقها واستخدمت لقبه المتعارف عليه مسترسلة باستفاضة:- للقبض على السفاح.. قوات الأمن أنذروه وطلبوا منه الخروج وتسليم نفسه، لكنه حاول الفرار ووضعني أمامه كدرع بشري كي يمنع رجال الأمن من التصويب عليه.. أثناء المطاردات وتبادل أطلاق النيران أصبت في ذراعي الأيسر.. الرصاصة لم تخترقني عميقا، لهذا لم أتأذى كثيرا.. وقتها السفاح غضب لعدم موتي بتلك الرصاصة.. كان يكرهني منذ ولادتي فهو أراد صبيا صحيح الجسم قويا، وليس بنتا مريضة تحتاج لعلاج.. قال لي بأني كالقطط لي سبع أرواح، فكلما ظن ان موتي محقق أعيش، ولهذا هدد بدفني حيه تحت التراب.. شهاب عبس بشدة هادر باستياء:- يا إلهي هذا فظيع. غطت تالا فمها بيدها مدركه بعد فوات الأوان أنها ثرثرت وباحت تفضفض متناسية مع من تتكلم:- اسفه يا بيك.. أثرت ضيقك. استدركت سريعا:- ما أردت قوله ان السلاح خطر جدا بوجود الأطفال في البيت.. حتى وان كان المسدس غير مهيأ للإطلاق وبوضع أمان فالخطر قائم.. أنا أخاف على يحيى، لقد بدأ مرحلة المشي، انه يتحرك زاحفا ليعبث بكل شيء يراه حوله وتصل له يداه. لم يفت شهاب الانتباه إلى ان تالا تخرج عن تحفظها وتتجاوز ريبتها منه في تلك اللحظة التي تشعر بأن خطر ما يهدد من تحبهم.. قوة كامنة بأعماقها تظهر لتدافع بشجاعة دون مهابة.. فعلت ذلك عندما تجرأت وفاوضته تساوم بشأن خالتها.. وها هي الآن بحالة استنفار من أجل يحيى. وافقها دون سجال:- معكِ حق .. شكرا لتنبيهي ولفت نظري لهذا الأمر. سأكون أكثر حرصا بشأن السلاح. تنهدت بارتياح كما لو أنها تخلصت من ثقل جثم على قلبها.. ********************* مررت أصابعها على وجهه الناعم، ضمته لصدرها تتنشق رائحته البريئة، همست بأسارير منشرحة:- أبن قلبي .. طفلي الرائع.. قالت تيتيان شارحه:- ليلة أمس بعد مغادرتكما لم يتوقف عن البكاء.. بكى بشدة حتى أننا فكرنا بالاتصال بكما في منتصف الليل.. لكن ما أثار دهشتنا وحيرتنا ان يحيى فجاه كف عن نوبة البكاء الشديد.. هدأ ونام بوداعه حتى الصباح. بصوتها الرقيق تكلمت تالا مع يحيى:- اشتقت لنا يا صغيري.. اخذ يحيى يداعب خصل شعرها سعيدا فرحا برؤيتها، أقترب شهاب ووقف بمحاذاة تالا، مسح بكفه فوق رأس أبنه ثم أمسك باليد الصغيرة يقبلها قائلا:- يا حبيب الروح .. ها نحن جئنا لنأخذك معنا إلى البيت ولن نترك أبدا. عيناي تيتيان دمعت تأثرا ولسانها لهج لهما بالدعاء:- ليحميكم ويحفظكم رب السموات لتكونوا أجمل عائلة. أردفت تبلغهما:- الجدة توجان علمت بزواجكما.. أنها تدعوكما عصرا لزيارتها في بيتها. ______________________ في حديقة بيت الجدة توجان كانت الفتيات تعملن بحماس، مددن الطاولات متلاصقة وغطينها بالشراشف البيضاء الناصعة وحولها صففن الكراسي بترتيب.. نوزت تلكأت متأففة متذمرة باستهجان:- مجلس كبار التحمادة أولا أعطوا موافقتهم على طلب نارت بالزواج منكِ يا دينا.. وهاهم يقيمون وليمة غداء على شرف الشريف شهاب وتالا ليعلنوا عن مباركتهم لزواجهما. طبطبت دينا على كتف نوزت تواسيها:- اهدئي .. اهدئي.. واسألي الله ان يكتب لكِ الخير فيما يختاره ويرضاه.. مشكلتك ليست هينة مع طوني، فهو وان كان أصله أديغي لكنه جورتي(نصراني). احتجت نوزت:- طوني على استعداد كامل لان يشهر إسلامه أمام مجلس الكبار.. كما ان أبي قام باستفتاء شيخنا الإمام فكان جوابه أذا أشهر إسلامه يكون زواجي منه مشروعا تماما.. اقتربت دوناي توضح:- مجلس الكبار وضع الأمر بين أيدي مجمع الحكماء مع فتوى الإمام.. وكانت النتيجة أنهم رفضوه مع الفتوى.. مجمع الحكماء قالوا ان على طوني اختيار الإسلام إيمانا في تعاليمه وليس رغبة في نكاح امرأة. تدخلت شاها في النقاش الدائر:- لكن بعض التحمادة في مجلس الكبار عارضوا قرار الرفض وقالوا ان كسب روح ضالة إلى نور الإسلام الحق يفتح أبواب الجنة.. فطوني يدخل الإسلام بحب ابنتنا المسلمة، وإذا كانت ابنتنا نوزت راسخة الإيمان ثابتة التعاليم ستهديه معها بعون الله. - ليكن بعلمكن إذا لم أتزوج طوني.. لن أتزوج بحياتي كلها. هتفت دوناي وهي تقف على أطراف قدميها تناظر :- جاء العروسان .. هيا يا نوزت أسرعي.. اسمعي سأقرص تالا من ركبتها ليكون الفرح القادم لي أنا وأقتاي. - أما أنا سوف أدهس على طرف حذاءها.. صرخت دينا:- يا مجنونات ماذا ستفعلن!؟. دوناي أمسكتها من ذراعها تدفعها:- لن تكوني العاقلة بيننا.. أنكزيها من خاصرتها. كحوريات جميلات تقدمن نحو تالا وسحبنها من جوار شهاب إلى داخل البيت وبدأن بالتصفيق والغناء والرقص ثم باغتنها بقرص ركبتها ودهس حذائها ونكزها ضاحكات بأصوات مرتفعة .. عندما حان موعد الطعام خرجن إلى الحديقة.. اغلب الحاضرين اتخذوا مقاعدهم بينما بدأت حيرة تالا.. هل تجلس بجانب الصبايا كما كانت تفعل بالسابق؟!! أم تظل واقفة حتى ينهي شهاب كلامه مع نارت لكي يشير إليها بالمكان الذي يتوجب ان تجلس به؟!! ام تنتظر أخر مقعد فارغ ... وفي خضم تساؤلاتها الحائرة فجأة شعرت بيد ضخمة تمسكها من ساعدها، رفعت عينيها لتفاجئ بشهاب يقودها بهدوء إلى المقعد الذي يجاوره.. يتبع ... | |||||||
|  |
|
02-09-19, 10:33 PM
| #1313 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| كانت الحوارات حول الطاولات المستطيلة تدور بعفوية ومرح.. وعندما انتهوا من تناول الطعام تجمعوا حول الجدة توجان وسط صخب الأطفال. قالت دينا بصوت عالِ ليطغى على الضجيج:- جدتنا الجواشة قصي علينا حكاية لعل هؤلاء الصغار يهدؤون قليلا ويكفون عن التصارع بأيديهم.. ابتسمت توجان تنظر بعينها الزمردتان لأحفاد أحفادها.. ساد الصمت والكل أرهف السمع يصغون لصوت الجدة الذي يعبق بسحر الماض:- في الأزمان القديمة بالوطن الأم كانت المهرجانات السنوية للمصارعة بالغة الأهمية، حيث يلتقي أبطال الفرق الوافدة من كل المقاطعات ليتنازلوا في مباريات حامية تقام أمام جماهير حاشدة.. ولكن شروط المنازلات كانت قاسية آنذاك.. فالبطل إذا لم يوقفه أحد الأبطال عند حده يتحول إلى متجبر يفرض الخوة والإتاوة ويطلق رجاله وحاشيته ينهبون ويسلبون أفضل وأثمن ما يملكه سكان القرية المهزومة. ولقد تعرضت أحد القرى لهزيمة نكراء على يدي بطل أحد الفرق التترية، ولبضع سنوات متتالية لم يستطع أي بطل مواجهة ذلك المصارع التتري، وهكذا تحول مهرجان المصارعة السنوي إلى كابوس استبد بأهل القرية وتحول نوع من الاحتلال، فكان المصارع التتاري يأتِ في موعده إلى المنطقة في أيام الاحتفالات ويقف متحديا متفاخرا نافخا صدره كديك رومي ويدور ضاربا الأرض في وسط الحلبة المعدة لإقامة المباريات.. وكان يكسر الأضلاع ويخلع الأكتاف، يسحق عضو أو أكثر في جسم كل من يجرؤ على أن يباريه.. وبعدها ينهب رجاله ممتلكات السكان ويأخذون الخوة التي يحددها التتاري المنتصر. أصبح اقتراب ذاك المهرجان يعتبر كالقدر المشؤوم على القرى.. وقبل بضعة أيام من موعد الاحتفال اسودت الوجوه وضاقت الصدور وتشاجر الكل مع الكل وهم يصرخون:- ألا يوجد أحد على وجه هذه الدنيا يستطيع أن يوقف هذا الوحش التتري المتسلط المنفلت علينا عند حده. وكان في تلك القرية كهل طاعن بالسن استاء مما يحدث.. ضل قلقا مهموما طوال الليل يتفكر ويدعو (اللهم يارب السموات ساعدنا لنمحق البلوى القادمة نحونا.. ألطف بنا ونجنا فلم يبقى على وصول ذاك المقاتل الوحشي ورجاله ألا قليلا لينهبوا بجشع أموالنا ويعبثوا بأرزاقنا..) مع انبلاج الفجر أستند الكهل الأشيب على عصاه ونزل يتجول بمزرعته.. كان بين فترة وأخرى يقف ليستريح ويلتقط أنفاسه، اتكأ على جذع شجرة جوز هائلة ينظر إلى قطعان البقر والغنم والخيول التي سيعبث رجال المارد التتري فيها فسادا.. سينتقي أفضل أصائل من الخيل وبالعدد الذي يريد، ويستولي على اسمن البقرات الطافحات بالخصب والحليب.. ويصادر ما يشاء من مخازن غلال الحبوب والصوف والمؤن.. عض أطراف شاربيه الخفيفان بغيض أخرس، حينها شاهد الخادمة تالشين تهبط الدرجات وهي تحمل بيديها دلوين ضخمين متجهة إلى الحظيرة.. كانت الفتاة غضة رقيقة العود كغصن ريحان، تمشي بخفة غزال وكأنها تطير.. اقتربت من البقرات وتحسست الضروع الممتلئة ثم وضعت الدلو تحتها وبدأت تحلبها بنشاط.. عجل عنيد أخذ يدس رأسه يحاول التقاط الضرع المثقل.. تالشين هشته مرة ومرتين ثم دفعته في الثالثة، لكنه لم يهدأ بل راح يناكدها ويناكفها بعناد.. اخذ يحوم هنا وهناك متمايلا ثم يدس رأسه بين قوائم البقرة التي تحلبها لينتزع حصته من الحليب.. تالشين لم تنتبه لوجود العجوز ومراقبته لها، ذهل الكهل المسن عندما رآها وهي ما زالت مقرفصة على قدميها تمسك العجل اللحوح وترفعه من قائمتيه الخلفيتين والأماميتين ثم تقذفه خارج سياج الحوش، فعلت ذلك وكأنها ترمي حجرا صغيرا من يدها دون عناء.. نهض العجل من وراء الحاجز وأخذ يقفز الا انه لم يستطع تجاوز السياج.. حين ذلك واصلت تالشين حلب البقرة مرتاحة دون أن يزعجها شيء.. عاد الكهل إلى البيت فرغم ان الفصل بدايات الربيع والشمس تضيء متلألئة الا ان الطقس ما زال يحمل بقايا صقيع الشتاء وهناك برودة قارصة تجمد الأطراف في الصباحات الباكرة.. دخل إلى غرفة النوم بهدوء، وجد زوجته العجوز تصلي بعد ان وضعت بضع حطبات في الموقد. تربع الكهل على بساط جاعد كبير بشعر مالس كالحرير منتظرا انتهاء زوجته من صلاتها.. فما ان جلست قبالته ابتسم بغبطة قائلا وهو يسحب طاقية القبلق إلى الخلف:- لقد انعم الله علينا بالفرج هذه السنة.. انقشعت الغيمات السوداء وأشرقت الشمس بدفئها تنعش عظام الأجداد في القبور.. رأيت في هذا الفجر المبارك مشهدا اقشعر له بدني من رهبته. أخبرها بما شاهده مستعجبا:- تالشين رفعت العجل الثقيل من قوائمه الأربعة كمن تمسك بفرخ صوص صغير لا يزن شيئا وقذفته به خارج السياج، سياجنا الذي تعرفين مدى علوه وارتفاعه.. تالشين رمت العجل من مكانها هكذا دون ان تتحرك قيد أنمله، فقط مالت قليلا جانبيا بجذعها وشالته بلا جهد أو تعب ورمته هكذا ببساطة.. تلك الفتاة ذات المظهر الرقيق تمتلك قوة جبارة تنافس الفرسان.. تكلمي معها أيتها العجوز، أقنعيها لكي تنازل المصارع التتري، أنها أملنا الوحيد، بدونها سنهلك جميعا، سيذلنا وينهبنا بقوة جبروته. صرخت العجوز مرتاعة:- ما الذي تقوله؟!! تالشين فتاة حلوة وناعمة... ذاك المصارع بزنديه الحديديين سوف يقصمها من وسط خصرها النحيل الذي لا يزيد عن شبرين.. هو قادر بعضلاته المفتولة أن يفتت عظامها اللينة ويهرسها. - أقول لكِ رأيتها بعيني، ألا تفهمين.. أمسكت العجل وقذفت به. - حاشا لله أن أكذبك يا زوجي العزيز.. لكني أخشى على الفتاة. أوضح الكهل المسن مسترسلا:- على رسلك .. ما أفكر به أن تالشين بقوة يديها الفولاذيتين هي من تستطيع سحق عظام ذاك المصارع الذي أذلنا بانتصاراته المتكررة لسنوات.. هذه الفتاة ستهزمه شر هزيمة.. ولن يجرؤ ان يملأ سماءنا بجعيره المتباهي هادرا(هيا .. البسوا التنانير فهذا ما يليق بكم).. تكلمي معها وإذا رضيت سأبشر مجلس الشيوخ. وفي اليوم الموعود تجمهر الناس حول الباحة الخاصة بالمنازلة وكان المصارع التتري بطوله وعرضه كالمارد العملاق يدور ويلف نافخا صدره.. تقدمت منه تالشين في الحلبة مرتدية لباس شاب فبدت ضئيلة بقامتها أمام ضخامته.. دار المصارع التتري حول تالشين هائجا بكلمات ساخرة:- ما هذا أيها الصبي.. أتريد مصارعتي حقا؟.. بيديك الطريتين أذهب وأحلب الأبقار وأصنع الجبن في البيت.. هيا أذهب يا فتى.. والأجدى بك ان لا تتشبه بالرجال. تالشين ثبتت في مكانها راسخة كصخرة لا تتزحزح، فاستطرد صارخا بنزق:- لا تحملني وزر دمك وأنت غض ضعيف الهيئة.. سأمزقك بقبضة واحده.. قلوب المحتشدين اختلجت فزعا باستثناء تالشين التي وقفت ترمقه بنظرات عينيها الساحرتان الجميلتان.. أندفع المصارع يقول باضطراب بصوت أجش:- أنني أشفق عليك، دمك سيظل عالقا على يدي، وسيبقى وجهك النضر الرقيق كوجه فتاة عذراء يؤرقني في الليالي. لم ترد تالشين بأي كلمة، زفر المصارع التتري وقد استفزه صمتها.. اقترب منها محمحما بصوت جهوري، أنهال بقبضته على كتف تالشين الأيسر.. انحبست الأنفاس وهبطت الأفئدة في أكعاب الإقدام، ولكن تالشين كانت كسنديانة امتدت جذورها في أعماق التربة.. تركها المصارع وأبتعد مصعوقا، لف حولها من الجانب الآخر وأمسك بكتفها الأيمن ليهزها، لكنه فجأة أفلتها وأرتد عنها متلجلجا وقد ابتلع لسانه السليط مذهولا للحظات، صرخ مرتبكا:- من أنت؟.. عندما لمست كتفك خيل لي ان كفي تحولت إلى فراشة تطير في الفضاء!!.. تراجع أكثر بقلب خافق قائلا:- لن استطيع منازلتك.. بك قوة عجيبة تسحرني وتهزني من الأعماق.. ووسط حالة ذهول الجميع صدح معلنا على الملأ انسحابه من التباري.. وحينها كشفت تالشين عن حقيقتها، رفعت غطاء الرأس فانسدل شعرها طويلا على كتفيها.. برقتها الجاذبة وقوة ثقتها بنفسها استطاعت تالشين دون قتال ان تهزم الوحش التتري وتلين قلبه ليقع صريعا في هواها.. ************ اتجهت دينا إلى داخل البيت لتساعد عمتها نالقت في المطبخ.. تشنجت عضلاتها تشعر ان هناك من يتبعها، استدارت بوجه غاضب:- ماذا جئت تفعل ورائي يا ميرزا؟.. ألا يكفيك ما سببت لي من شقاء وألم. وقف ميرزا يناشدها ويستحلفها:- لا تهتاجي بحق الله.. أردت رؤيتك والتحدث معكِ. - ما الذي تريده؟.. هل تود أن تكرر ما قمت به؟.. استطردت باحتقان:- تظن أني صدقت ما قيل عن الحادثة، وبأن فتيان صغار كانوا فرحين بزيهم الاديغي التراثي وأخذوا يلهون بخناجر (القامه) وعن طريق الخطأ أصابني خنجر أحدهم.. الخالة موليجان قامت بادعاء ذلك كي تمنع الشائعات.. والحقيقة نجحت، والفضل لها بتغطية ما حدث دون أثارة بلبلة الأقاويل وثرثرات تشويه السمعة. صمتت لبرهة ثم سألته:- كيف تجرأت على طعني بظهري؟.. أشاح ميرزا عيناه يجيبها بصوت مذنب:- كنت مغيب العقل ولا أدري بما أفعله. غضبي أعماني حينما رأيتكِ ترقصين مع نارت. - أنت لا تحبني يا ميرزا فلا تكذب على نفسك.. لو أحببتني فعلا ما كنت لتطعني بظهري. نظر لها بأجفان منكسرة قائلا:- اعتذر.. أنا حقا أسف.. سامحيني . تنفست دينا بعمق، واستفاضت بردها: - كان بإمكاني إبلاغ الشرطة عنك، وتوجيه الاتهام لك بأدلة أثبات بصماتك فوق الخنجر الذي ما زال بحوزتي.. كان بمقدرتي توقيفك وسجنك ومنعك عن مزاولة مهنة المحاماة.. كان باستطاعتي معاقبتك بل وتدميرك كليا.. كليا.. لكني لم أفعل, هل تعرف لماذا؟.. لأني لستُ مثلك يعميني الحقد الأسود.. رغم قبح وفداحة جرمك بحقي، أنا لا أريد إيذاءك أو إلحاق الضرر بك مثلما فعلت بي، لا أقابل السيئة بالسيئة ولا أفكر بمنطق الانتقام.. لأن ذلك يؤدي بنا لمزيد من الضغائن التي قد تصل لعداوات بين أفراد عشيرتنا.. معدنك أصيل يا ميرزا فلتكن أديغي حقيقي. قالت كلماتها منهية حوارهما، استدارت ففوجئت برؤية نارت أمامها، أخذ ينقل نظراته بينها وبين ميرزا مستعجبا.. ___________________________ عندما نزل شهاب من الطابق العلوي بقامته الطويلة متأنقا ببدلته الرسمية شاهد تالا مستمتعة بوضع أصص النباتات العطرية والورود حول نافذة المطبخ.. علق متهكما:- حتى إلى هنا جئتِ بها. ظهر الارتباك عليها وهي تتمتم خائبة:- سأعيدها فورا إلى الحديقة إذا أزعجك وجودها. عبس شهاب فتالا ترسم لنفسها حدود لا تتعداها أبدا، لا تجرب أن تتحداه بل تطيعه دون جدال أو نقاش وهذا ما يثير ضيقه أحيانا:- أهكذا ببساطه تتخلي عن نباتاتك!! ألن تحاولي على الأقل أقناعي بوجودها. هزت تالا رأسها تهمس بخفوت:- هذا بيتك. قال بحزم:- وبيتك أيضا.. أردف وهو يجول ببصره حوله:- نباتاتك لا تزعجني، بالعكس منظرها أضفى جمالا ورائحة عطره بالأجواء. - النباتات كائنات لطيفة ومفيدة جدا للبيئة. - يبدو واضحا أنك تحبينها ؟ أومأت إيجابا:- نعم.. النباتات كانت دائما ومنذ طفولتي أنيستي وشغفي.. أنا أعتبر قطف نبته أو قطع شجرة جريمة نكراء.. أحزن كثيرا عندما أرى باقات الورود في الاحتفالات والمناسبات، أشعر أنهم قاموا باغتيال الورود حين قطفوها من أجل ان يفرحوا ويتباهوا بمنظرها الزاهي. أصغى شهاب بانتباه مدهوشا من بالغ رقة وعذوبة تالا.. أنها تمتلك نفسا ملائكية طاهرة بريئة بنقاء وهذا ما يجعله يشعر بالألفة والراحة والسكينة معها.. ألقى نظره على ساعته وقال باقتضاب:- انتبهي ليحيى.. قد أتأخر الليلة. ما أن أنهت عملها صعدت إلى غرفة يحيى تلقي عليه نظره وتدثره بالغطاء.. اتجهت لغرفتها استحمت وارتدت بجامتها وانسلت إلى السرير مستسلمة لنوم.. بعد منتصف الليل صحت تالا على هدير الرعد يضرب بقوة وعنف، هبت تقفز من فراشها مسرعة لتطمئن على يحيى، تنفست بارتياح عندما وجدته نائما بوداعة في سريره.. حاولت ان تعاود نومها لكنها لم تستطع، نزلت إلى المطبخ لتعد مشروبا دافئا.. وفي تلك الأثناء تناهى لسمعها حركه في الخارج، أنصتت بوجل لفتح باب البيت، وصلها صوت الإيقاعات الواثقة لخطى أقدام شهاب عائدا من سهرته.. فوجئ بها عندما أطلت عليه، علق بدهشه:- ما زلت يقظة! - كنتُ نائمة وصحيت على صوت الرعد. ألقى بجسده فوق الأريكة متعبا وهو يستفسر:- يحيى نائم؟ - نائم كملاك .. هل أحضر لك العشاء؟ - لا أشعر برغبة بالطعام. تعالى صفير غليان إبريق الماء، أسرعت لتطفئ النار تحته قائلة: كنتُ على وشك أعداد شوكولاتة ساخنة.. هل تشرب كوبا؟ التفتت إليه فرأته يتأملها بتركيز بتعابير غريبة، أومأ موافقا بصمت.. استدارت سريعا وتأكدت من إغلاق أزرار بجامتها بإحكام.. مدت ذراعها وتناولت من على الرف علبة مسحوق الشوكولاته، فتحتها بيد مرتعشة.. بطرف عينها لمحت شهاب ينهض ويتجه نحوها، حاولت ان تتمالك أعصابها لا تضطرب.. أخذت تحرك مزيج الحليب والشوكولاته بالماء، سألته بنبرة خافته:- كم ملعقة سكر؟ أقترب منها فتسارعت نبضاتها بشكل غير عادي.. كادت تتراجع للوراء لكن يده اليسرى أوقفتها بحزم.. ابتلعت ريقها بصعوبة وبأنفاس لاهثة تمتمت متلعثمة بصوت يتلاشى:- يجب .. ان أذهب ... يحيى عيناي شهاب لم تحيد عن صدرها، لطالما زجر نفسه ليصرف نظراته عنها.. قاوم كثيرا كي لا يمد يده ويلامس هذا القلب.. أشاحت تالا بوجهها جانبيا لكنها شعرت بيده اليمنى تتحرك ببطء نحو جيدها.. أخذ يتلمس موضع قلبها بلطف وبرقة متناهية.. ما لبثت ان ازدادت لمساته قوة حتى أحست انه يكاد ينتزع قلبها ليعتصره بقبضته ويمتص من شرايينه دماء الحياة.. همس بألم:- الموت لن يفرق قلبينا. بقيت تالا جامدة ساكنة متقنة تخدير وجعها تحبس لوعة دمعات حارقة في مقلتيها.. دفن شهاب رأسه في صدرها.. دمه أخذ يغلي ويفور في عروقه نابضا بالرجولة.. كبح نفسه المستوحشة بالبؤس توقا لدفء حرارة العواطف.. حارب بضراوة مشاعر عصفت في داخله.. مهما كان منيعا فهو لديه ضعف طبيعي وإحساسه المثير بقرب الأنثى، أنه ليس متصوفا أو معصوما من الشهوات.. شدها لتلتصق بعضلاته مطلقاً العنان لرغباته الملتهبة.. ارتعدت تالا وتساقطت دموعها.. تلوت تحاول التملص لتنتزع جسدها المنتفض من حصار ذراعيه.. فجأة تركها شهاب وأولاها ظهره يجاهد ليسيطر على نفسه.. صرخ بأنفاس متهدجة:- تاليا أذهبي حالا إلى غرفتك. ركضت تالا بأقصى سرعتها وهي تمسح دموعها بطرف أصابعها.. عبرت الصالون ومنه إلى الدرجات ترتقيها.. في منتصف السلم شيء ما دفعها إلى الالتفاف برأسها للوراء، تصلبت واقفة في مكانها بصمت.. رأت شهاب جالسا على حافة الأريكة وأكتافه العريضة للأمام واضعا رأسه بين يديه، بدا شديد الندم كمن ارتكب جريمة شنعاء لا تغتفر. صباحا نزل شهاب إلى الطابق الأرضي، ما ان رآه يحيى أندفع نحوه بعربته المتحركة، أنحنى شهاب ورفعه بيديه عاليا.. ضحكات يحيى الرائقة بصخب جذبت تالا فأسرعت نحو الصالون تستطلع.. شاهدت شهاب وقد وضع ابنه فوق كتفيه يدور به بأرجاء المكان فيما الصغير لا يكف عن القهقهة بصوت مرتفع.. ابتسامه خفيفة ارتسمت على وجه تالا، لكن عندما التقت نظراتها بشهاب أخفضت رأسها وانسحبت عائده إلى الشرفة تتابع سقي أصص نباتاتها.. حينما أنظم شهاب إليها بادرها قائلا بعينان تنطقان بحزن ثقيل:- ما حصل في الليلة الماضية أعدك أن لا يتكرر. دون ان تتوقف عن سقاية الورود ردت تالا بهدوء:- قلبي أنا لم يعرف ما هو الحب، لم يختبر يوما ذاك الشعور وتلك الأحاسيس.. قرأت بالروايات وشاهدت بالأفلام والمسلسلات كثير من حكايا الحب، خالتي كانت تقول لي أن ذلك كله محض كذب وتمثيل.. لكني بدأت أصدق بوجود ما اسمه الحب من خلال عشق الشريفة حياة وعشقك لها.. كنتُ دائما منبهرة بعلاقتكما وشغف حبكما المتبادل.. أعلم أنك تفتقدها وحزنك عليها لا ينتهي.. ليت قلبي أنا الذي مات وعاشت الشريفة حياة. مع الأيام أدركت تالا أن هناك أشياء كثيرة تشغل تفكير شهاب، لكنه لا يفصح عنها.. وبطبيعتها المتحفظة لم تجرأ على طرح أي سؤال، فهي ليست زوجة عادية تعيش برفقة زوجها، إنما الظروف فرضت عليهما هذا الوضع.. أثناء وجودهما حول طاولة الإفطار صباحا قالت له:- اليوم موعد مراجعة الطبيب لإعطاء يحيى المطعوم. أجابها وهو يتصفح الرسائل الواردة لهاتفه النقال:- حسنا سأقوم بأخذكما وإعادتكما بنفسي. شهاب ما زال متزمتا بأمر خروجها ويحيى من القصر.. لا يسمح لها بالمغادرة أطلاقا دون أذنه بل ويصر أينما توجها على ان يرافقها شخصيا. أوقف شهاب السيارة أمام البوابة بانتظار فتحها.. وعندما عاد لينطلق بالسيارة التفتت تالا للوراء تلقي نظره على يحيى الجالس في مقعدة بالكرسي الخلفي، من النافذة العريضة لمحت عند المنعطف شخص يرتدي ملابس قاتمة يتوارى خلف جدار السور.. قفز قلبها بهلع.. تلك الهيئة تعرفها جيدا ولا تخفى عليها.. تساءلت بفزع ما الذي جاء به بعد كل هذه الأعوام.. ألا يكفيه ما فعله بها، لماذا رجع من جديد.. كل مخاوفها عادت وتجسدت أمامها بسواد ذاك الظل. نهاية الفصل الثالث والعشرون بانتظار أرائكم وتعليقاتكم.. قراءة ممتعة | |||||||
|
| |
|
02-09-19, 10:41 PM
| #1314 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| 😍😍😍😍 الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 9 والزوار 7) دنيازادة, dodoalbdol, سوووما العسولة, منال سلامة, اماني عز, ahmedman2010, Reem salama, ماجدلوين | |||||||
|
| |
|
02-09-19, 11:29 PM
| #1315 | |||||||
| قاصة هالوين
| #هلع تالا الشديد من شهاب اغضب ذاته وانه اجبرها علي ما لاتطيقه فهو لا يجبر امرأة مطلقا لاشباع رغباته واستيائه من طاعتها الشديدة له #كلام التحمادة في مجلس الكبار صح يحب علي طوني وان يسلم وهو علي اقتناع مش مجرد فرصة للزواج من حبيبته #ميزار اللي قدرت موليجان تغطي علي الطعنة عشان الشائعات #فعلا لو بيحبها ما كانش عمره طعنها عاملةزي الطفل الاناني اللي عايز لعبة مش ملكه فبيكسرها عشان مش قادر يملكها ( الموت لن يفرق قلبينا) رغم مرارة الكلام وشهاب اللي صعب عليا رغبته في القرب من صاحبة القلب ورغبته كرجل ولكن تالا تخافه ولا تريد #عندها حق يعني هو بيحب زويا بس مادام بقت زوجته علي الاقل يراعيها وفي نفس الوقت السر اللي يخص والدته عامل حاجز بينها وبينه #على ما اظن الشخص اللي رأته تالا هو والدها الارهابي 💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐 خاطرة تالا مُقَيَّدَةٌ بِأَسْرَار كالاشباح تطادرني وَالذَنْب يَكْتُم انفاسي أَ جَانِيَة أنا أَم ضَّحِيَّة تُراني ؟ مُنْذ ولادتي كان الْمَوْت رَفِيقِ زماني لَا أنْسَاه و..... لاينساني ثم صدفة جمِعَت بيني و بين صَدِيقِه عُمَر اهدتني قَلْبًا نابضا بِالْحَيَاة وَابْنَا أَصْبَح يسكن فُؤَادِي لكن كَالْجَارِيَة صرت أشعر أساق إلَيّ عش إليه لا أنتمي شِّهَاب المنطفأ الناقم عَلِى الْحَيَاة أَمرٍ و أمر السيد على خدمه يطاع وَمَا أَنَا إلَّا خَادِمَه يعجز هو عن فهمي و يأبى كلامي الخروج فإلَى متي سأبقي ضَعِيفَةٌ خانعه | |||||||
|
| |
|
02-09-19, 11:54 PM
| #1317 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 24 ( الأعضاء 12 والزوار 12) دنيازادة, hhanen, خمسية, houda4, yasser20, سوووما العسولة, leria255, ندى المطر, Reem salama, فيليسيتي, dodoalbdol | |||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
71Likes
.png)
العرض العادي
