18-02-19, 06:20 PM
| #282 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة  
|  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الله يسعد مساكم جميعا 💞 شكرا على حضوركم شرفتوني و نورتوني 😍😍 بتمنى فصل اليوم ينال اعجابكم وحماسكم  المنتدى بيفتح عندي بصعوبة بالغة وهذا ما منعني من الرد على تعليقاتكم لكني سافعل ان شاء الله دمتم في حفظ الله ورعايته | |||||||
|  |
|
18-02-19, 07:12 PM
| #283 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| الفصل الرابع ردهات المستشفى غصت بحشود الإعلام، مندوبين الصحافة ومذيعين القنوات الإخبارية الفضائية راحوا يحومون في إرجاء الأروقة يريدون أجراء المقابلات وأخذ تصريحات من المسؤولين ليجمعوا المعلومات كي يعرفوا تفاصيل ما حدث بالضبط حول عملية مداهمة أوكار الإرهابيين وتفجير مستودعات أسلحتهم الكيمائية. ضباط وعسكريين في الجيش ببدلاتهم المرصعة بالنياشين البراقة، وشخصيات هامة من صفوة المجتمع توافدوا بإعداد كبيرة بحيث ضاقت عليهم قاعة الاستقبال رغم اتساعها.. أكثر ما أزعج زويا أثناء جلوسها قرب الباب مشاهدتها لهدى الجميلة بقامتها الممشوقة تدخل وتخرج من غرفة شهاب على راحتها طوال الوقت.. تتلقى الاتصالات الهاتفية التي انهالت من كل الجهات.. ترحب بالحاضرين فتستقبلهم وتودعهم بفخامة ألقابهم الباشا والمعالي والعطوفة.. بدت هدى وكأنها تعرف شخصيا جميع الزائرين وهم أيضا يعرفونها.. كانت نظرات زويا تلتقي بعينيها بنظرات خاطفة أثناء ذهابها وإيابها بين قاعة الاستقبال وغرفة شهاب فتبتسم لها.. تمنت زويا لو كانت ابتسامتها استهزاء أو شماتة على وضعها المذل، لكنها شعرت ان في ابتسامتها شفقة.. والشفقة أكثر مشاعر تمقتها.. سلوك هدى واهتمامها الفائق بشهاب أعطى لزويا انطباع ان هناك شيئا ما بينهما.. ولا يقتصر الأمر على علاقة عمل بين ضابط مخابراتي مسؤول ومساعدته الخاصة.. الشريفة أيمان انضمت لها، جلست قربها بعد ان قرأت على ملامح وجهها ما يعتريها من علامات استفهام وهواجس استياء. أوضحت:- هدى تعمل مع شهاب بصفة رسمية كمساعدة خاصة له منذ ثلاثة أعوام.. هي ليست فقط زميلة عمل أنها قريبه لعائلة المرحومة الأميرة أم شهاب. زويا رفعت حاجبيها للأعلى مندهشة، فاستدركت الشريفة إيمان كلامها:- العلاقات الاجتماعية وحضور المناسبات لم تكن تعنيكِ سابقا يا حياة، لكن بطبيعة الحال هذا الأمر يجب ان يتغير في المستقبل.. أنتِ زوجة الشريف شهاب ويتحتم عليكِ أخذ موقعك بفعالية في مجتمعنا.. عندما تسنح الظروف سأقيم استقبال أدعو إليه أقاربنا وانسبائنا وأصدقائنا لتتوطد معرفتك بهم. قالت جملتها بطريقة غير قابلة لنقاش وأردفت:- لابد وأنك لاحظتِ أن هدى متعلقة جدا بشهاب.. أنها متأثرة به كثيرا.. هذا التعلق والتأثر جعلها تحدد اختياراتها في المجال المهني لتكون معه.. لقد ترافقا كأصدقاء منذُ سنوات وأصبحت بينهما علاقة صريحة. استخدامها لعبارة علاقة صريحة اعتبرتها زويا مبهمة ومضللة لتوحي لأكثر من مغزى.. ازدادت حيرتها وهواجسها متسائلة في سرها عن حدود تلك العلاقة الصريحة!!. أبت زويا مغادرة المستشفى. الشريف طلال تحدث معها بلطف قائلا:- جلوسك في قاعة الاستقبال طوال الليل والنهار يعتبر بلا معنى فذلك ليس الحل المناسب. أجابته بصوت متهدج:- ربما يخمد غضبه ويطلبني. العمة تيتيان اعتصرت يديها تعاتبها:- يطلبك!! بعد ماذا يا زويا؟.. لقد استنفذتِ الفرص وفات الأوان. ربته خفيفة من يد الشريف طلال على ظهر تيتيان جعلتها تتمهل وتتريث لتنتبه إلى وضع زويا وما تعانيه من ألآم جسديه.. تيتيان أخذت نفسا عميقا وأكملت بحدة أقل:- لا فائدة من بقاءك يا حبيبتي.. عليكِ أن تأكلي وتأخذ أدويتك بانتظام وتنامي جيدا في سرير مريح.. وإذا ما طلب شهاب رؤيتك سوف نقوم بالاتصال بكِ حالا لتأتِ إلى المستشفى. لكن زويا ضلت ساكنة في مكانها لا تتحرك وتتحمل عقاب شهاب القاسي. من جديد حضرت الشريفة إيمان بإطلالتها الأنيقة مرتديه طقم زيتي جميل من الشامواه وفي ذراعها اليسرى تتأرجح حقيبة فاخرة. حين أبصرت زويا ثابتة صامدة في جلستها رغم استمرار رفض شهاب رؤيتها.. وقفت لبرهة تتأملها وهي تهز رأسها بانزعاج بالغ متفاقم.. دون ان تتفوه بكلمة ولجت لغرفة شهاب وأمضت معه وقتا فائضا.. حين عادت وفتحت الباب رفعت زويا وجهها تستطلع بتوق، الشريفة أومأت لها بإشارة من يدها تطلب قدومها، قامت تهب سريعا بلهفة تستجيب فورا بآمال التفاؤل.. الشريفة إيمان مدت ذراعيها نحوها، وضعت كفيها فوق كتفيها برفق كمن تشد من عزيمتها وتبث فيها طاقة القوة لمواجهة الأتي.. جذبتها للأمام برفق فدخلت إلى الغرفة التي وجدتها واسعة المساحة بأثاث فخم وستائر زرقاء سماوية تجعل من يدخلها ينسى أنه في المستشفى. حبست أنفاسها وتسمرت في وقفتها عندما رأت شهاب جالسا في السرير وقد سلط عليها نظراته النارية بغضب مكبوت، مظهره دل بشكل واضح عدم ترحيبه بها ولا استعداده لمسامحتها.. الشريفة حاولت تلطيف الأجواء ونزع فتيل التوتر، بدا جليا أنها مارست ضغوطات جمة على شهاب لكي يقبل برؤية زويا. بادرت الشريفة قائلة:- لا الزمان ولا المكان ولا الأوضاع الراهنة مناسبة لمفاوضات وحوارات المصالحات. خمنت الشريفة ما سيقوله شهاب فالتفتت تخاطبه وترد مستدركة:- نعم أفهم ان ما يحدث بينكما خصوصيات لا شأن لنا به، ولا نملك حق التدخل ما دمتما لم تطلبان ذلك منا. رفعت ذقنها بعنفوان وتابعت:- لكن بالمقابل نحن كعائلة عريقة مرموقة يهمنا ان لا يظهر خصامكما أمام الناس بهذا الشكل العلني فذلك يؤذينا جميعا. وزعت نظراتها بين زويا وشهاب واستأنفت بلهجة ضيق:- الثرثرات والهمسات تنتقل سريعا في مجتمعنا فلا تتصرفا على نحو غير لائق قد يسبب الضرر لسمعتنا.. لا تضعونا بمواقف محرجة وتشمتوا بنا المغرضين والمتربصين بعداء.. ستكون فضيحة كبرى أن وصل ما يحدث ألان بينكما لمحررين الجرائد الصفراء. وجه شهاب أكفهر بشدة في حنق، الشريفة إيمان اقتربت منه وبصوت منخفض خافت همست باستفاضة:- شهاب يا أبن أخي عندما جئت لي وأخبرتني عن رغبتك بالارتباط بزويا كنتُ واضحة معك، قلتُ لك بصريح العبارة أنها لا تصلح لك أبدا ولا تناسب طبيعة حياتك.. أنتما الاثنان تختلفان بتوجهاتكما وأرائكما ومتناقضان بطريقة تفكيركما، وللأسف كليكما تتشبثا بمواقفكما بصلابة.. نصحتك ان تختار أي فتاة غيرها إذا أردت الاستقرار في زواجك.. لكنك بقيت مصرا على الارتباط بها حتى بعد معرفتك ان زويا مخطوبة لقريبها ميرزا باتفاق شفوي من عائلة عشيرتها. ارتبكت الشريفة حينما رمقها شهاب بنظرة حادة:- نعم أعلم أن زويا لم تكن موافقة على تلك الخطوبة ورفضت الامتثال لأوامر الكبار، تمسكت بحقها في اختيار شريكها.. زويا أحبتك أنت، لو لم تحبك حقا ما كانت هناك قوة ترغمها على الارتباط بك يا شهاب، وهذا ما جعل الجدة توجان تتدخل لتدعم مؤيدة زواجكما. رفعت أكتافها واستقامت بظهرها، تنهدت بزفرة ثم قالت بصوت مرتفع:- حاولا ان تتفقان ان لم يكن لعاطفة جمعتكما فلخاطر الجدة توجان.. تذكرا أنها لأجلكما تجاوزت عادات وتقاليد الاديغة الخابزة، سيخيب أملها وتحزن بشدة إذا عرفت ان حفيدة ابنها نيازي وحفيد ابنتها زينب لم يقدرا ما قامت به من أجل حبهما. الشريفة إيمان ببراعتها ومهاراتها في استعمال كافة أساليب الإقناع استطاعت أفحامهما:- ساتركما لتتفاهمان بشأن الإشكالات العالقة بينكما دونما أثارت المزيد من الأقاويل حولكما. سارت نحو الباب وقبل خروجها نبهتهما:- مشاحناتكما وخلافاتكما لتكن محصورة بين جدران هذه الغرفة، وليست مشاع على مرأى ومسمع الداني والقاصي.. أنتما واعيان راشدان ولا بد أنكما قادران على تخطي الأزمات والعقبات. غادرت الشريفة مغلقة الباب وراءها بهدوء. ملامح شهاب قست بشدة ما ان أصبحا على انفراد معا، أخذ يحدجها بنظرات تطفح بغضب الاستياء من وجودها معه في الغرفة. __________________________________________ قفزت شاها من مكانها حين سمعت طرقات شديدة على باب البيت فأسرعت تفتحه وتقف على العتبة دون كلام.. لحقتها دينا دون الانتباه إلى أنها ترتدي ملابس النوم، لم تعي لظهورها بالبجامة ألا عندما وقفت أمام ميرزا الذي تألقت عيناه محدقا بها في أعجاب. سألته باستعجال:- ميرزا ما الذي حدث؟ هل وصلتك أي أخبار من المرج؟.. ناحت شاها:- لا بد وان الإرهابيين اعدموا زوجي. وقبل ان تنخرط في نوبة نواح وبكاء طمئنها ميرزا والفرح يتطاير حول فمه بابتسامة واسعة:- سيعود زوجك لكِ.. قبل قليل كنت في مكتب المحاماة عندما وردني اتصال يعلمني ان زوجك وأخوته استطاعوا النجاة بعد ان فروا من أسر الإرهابيين بطريقة غريبة لا يمكن تصديقها!!.. هم ألان بمكان أمن في العاصمة دمشق وسيأتون إلى عمان بأقرب وقت. نظرات ميرزا جالت على دينا يتفحصها بدقة متأملا ببطء قدها ومفاتنها بما لا يخلو من الوقاحة.. ودون ان تحيد عيناه عنها أكمل:- أحببت ان آتِ بنفسي لأبشركم. أطلقت شاها زغرودة ملء حنجرتها، بينما الدموع هطلت مدرارا على وجهها. مالت دينا للأمام قليلا واستفسرت بهمس:- ميرزا هل وصلتك أخبار عن الطبيب نارت؟ هل سيعود مع الإخوة إلى هنا؟. هز رأسه نافيا دون ان يضيف كلمة مغضنا جبينه عابسا بوجوم وقد تكدر مزاجه. أهل الحي خرجوا من المنازل يستطلعون أمر الزغاريد.. هرعوا جميعا نحو ميرزا الذي أعاد سرد ما قاله وعيناه لا تفارقان وجه دينا التي توارت محرجه من نظراته الوقحة وأسرعت إلى الغرفة تبدل ثيابها وترتدي فستانا محتشما.. موليجان كانت أخر من حضرت.. بانت وعلى وجهها بعض الطحين وقد حملت بين يديها صينية كبيرة مملوءة بفطائر الحلفة الطازجة المنفوخة المتوردة والتي يتصاعد منها البخار من حرارة الفرن.. ميزرا أخذ عنها الصينية، دخل إلى بيت الجدة توجان ووضع فطائر الحلفة فوق المائدة .. ركضت شاها نحو أمها قائلة:- ياميه .. كراماتك.. دعيني أقبل قدميكِ. أمسكت موليجان ابنتها بحزم من رسغها تمنع انحنائها وارتمائها للأسفل عند قدميها، زجرتها:- لا تنحني لغير خالقك بساشا(بنت).. أضافت تعظها:- أنها رحمته التي وسعت كل شيء، إذا أراد شيئا قال له كن فيكون.. اشكري الله سبحانه وتعالى لأنه أنعم عليكِ بالرضا. ثم ضمتها في حضنها وكانت هذه المرة الوحيدة التي تذكر فيها شاها أن أمها تكلمت معها بطريقة هادئة حكيمة.. وتضمها بها إلى صدرها مطبطبة على ظهرها بحنان مظهره عاطفتها. ما لبثت ان استعادت موليجان برودها ولسانها اللئيم السليط، أبعدتها مؤنبة:- ألم أقل لكِ ان تتبعيني لتساعديني بالمطبخ.. لو تركت الأمر لكِ أيتها البلهاء ولدينا تلك فأرة الكتب والدراسة لما نالني منكما سوى سواد الوجه. أجفلت دينا حين سمعت زوجة أبيها تنعتها بالفأرة رغم أنها ليست المرة الأولى التي تهينها بها.. أكملت موليجان توبيخها:- هيا أمامي لصنع المزيد من اللقيمات. تابعت تثرثر محركة يديها أمامها:- لقد استيقظت من الفجر وبدأت العمل بخلط العجين وسلق البطاطا وبرش الجبن لإعداد ألحشوه كي تكون الفطائر جاهزة في الوقت المحدد لحضور الضيوف.. وألا ماذا كنا سنقدم للذين اجتازوا عتباتنا مهنئين بالبشائر هاه.. عمت حالة من صمت الريبة في المكان، أخذت العيون والنظرات تدور باضطراب واستعجاب.. توقفت الأيادي الممتدة نحو صينية الفطائر وتجمدت في الهواء مدركين في تلك اللحظة ان ما توقعته موليجان عن وصول خبر عن زوج شاها قد تحقق.. موليجان كانت واثقة على يقين من تحقق نبوءتها فقامت منذ الصباح الباكر وجهزت الفطائر لضيافة. ___________________________ - لا أفهم ما الداعي لوجودك هنا في المستشفى!! ابتلعت ريقها بصعوبة بصوت خافت رددت سؤاله باستنكار:- كيف ما الداعي لوجودي!! أردفت :- أنا زوجتك. أصدر ضحكة تهكم وعلق بسخرية مريرة:- حقا!! رمقها بنظره جانبية بوجه واجم متصلب:- زوجتي التي طلبت الطلاق لأنها لم تغفر لي اهتمامي وخوفي على حياتها. شعرت أنها على وشك فقدان فرصتها الاخيرة المتاحة لإنهاء خصامهما.. اندفعت تعتذر وتعترف بخطئها :- شهاب أنا أسفه.. لقد فهمت ما كنت تحس به أثناء مرضي.. أدركت فداحة خطئي عندما وضعني القدر في موقف مشابه، لقد اكتشفت اني سأفعل أي شيء.. أي شيء في سبيل ان تبقى على قيد الحياة.. أنا لا استطيع العيش بدونك. اقتربت منه خطوة وأكملت بنبرة توسل :- أرجوك لا تبعدني عنك.. أريد ان أقف بجانبك في هذا الوقت العصيب. ساد سكوت عميق ما لبث ان قطعه شهاب قائلا بصوت خافت خشن:- لقد وجهتي لي أبشع الاتهامات.. فلماذا أتقبل رغبتك الآن بالوقوف جانبي!! عبس مضيفا بجفاء: - ما بيننا مجرد عقد حبر على ورق. كان يرد عليها بما سبق وقالته له كي يذكرها بالحقيقة المرة لكلماتها. تمتت بخزي:- ليت لساني انقطع قبل ان اتفوه بتلك الترهات. ابتلعت ريقها ورجته:- دعني أبقى قربك وأعينك. وجهه المتجهم بلحيته النامية ظل جامدا وهو يجيبها باستهزاء:- حتى لا يقال أنكِ خذلتني وتركتني في أحلك المواقف. هزت رأسها نافيه:- بالتأكيد لا.. نظرت إليه لكن لم يكن هناك تعابير يمكن لها قراءتها في ملامحه المتصلبة بكبرياء.. قالت لاهثة بانفعال:- لا يمكن ان تتجاهلني هكذا وتنسى الحب الذي بيننا. رفع رأسه مطلقا زفيرا حارا، عاتبها حانقا:- أولم تفعلي هذا معي دوما؟.. أردف يبوح غيضا وقهرا بحرقة قلب:- أنتِ دائما تعامليني حسب مزاجك المتقلب.. تحبيني وتكرهيني وقتما تشائين.. تقربيني منكِ وتصديني عنكِ كما يحلو لكِ.. تدوسين بقدميكِ قلبي ولا تهتمين.. أنا تعبت من مداراتك ونكرانك الدائم لعواطفي. فجأة اكتشفت زويا أنها لم تسعى خلال علاقتها مع شهاب خلف التغيير من شخصيتها المستقلة ذاتيا، والتي ترفض تقبل مساعدة الآخرين لها أو مبادلتهم المشاعر، لم تحاول ان تصبح أقل عناد وأكثر تسامح.. وان عليها عدم العناد في مواقفها بصرامة لأن هذا ما يجعلها تخسر أحب من في قلبها. رطبت شفتيها الجافتين وبادرت لتحطيم كتلة جليد الجفاء: - لقد بالغت بتعنتي الأرعن.. تصرفت بحماقة وغباء.. شهاب أرجوك لا تقلدني.. لا تلغي في لحظة حبنا. لم يجبها.. تجاهلها تماما.. أشاح وجهه عنها رافعا حاجز الصمت بينهما بتحفظه رافضا التحاور معها. وقفت زويا وسط الغرفة بكبريائها المهدورة .. بانكسار جرت قدميها نحو أريكة قبالة السرير، استقرت فوقها منهكة القوى. أطبق في الغرفة جو ثقيل رتيب يبعث الكآبة والتعاسة في النفوس الحزينة. أحضرت الممرضة العشاء ووضعته فوق الطاولة أمام شهاب ثم خرجت.. قال لزويا بلباقة:- عليكِ ان تأكلي شيئا. - لا أشعر بشهية لأي طعام. عيناه الداكنتين تثبتت عليها يتأملها.. مكوثها الدائم بجانبه في المستشفى على مدى أيام جعلها تفقد وزنا ليست بغنى عنه. دون تفكير تمتم:- أنكِ نحيلة جدا حد الهزل!!.. كعادتها بتلقائية أنكرت وكابرت :- قد أبدو هشة لكني لست كذلك أبدا. دفع شهاب الطاولة المتحركة جانبا قائلا بحزم:- لا يمكنني تناول الطعام دون ان تأكلي. سريعا اندفعت زويا تعيد طاولة الطعام أمامه.. مدت يدها تلتقط قطعة جبنه مثلثة ورمتها في فمها دفعة واحدة. همهمت دون انتظار وهي لا تزال تلوك قطعة الجبن:- لقد أكلت.. حان دورك لتأكل. يتبع ... | |||||||
|
| |
|
18-02-19, 07:16 PM
| #284 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| نام الأطفال منهكين لكثرة اللعب فعم الهدوء أرجاء البيت.. في عتمة الليل فتحت دينا جهاز الابتوب وتفقدت بريدها الالكتروني، تنهدت بخيبة عندما لم تجد أي رسالة جديدة من الطبيب نارت.. تعلم ان الإرهابيين في المرج قطعوا الاتصالات ومن غير المحتمل ان يردها شيئا، ومع ذلك استمرت تكتب لحبيب روحها رسائل الغياب. لا أكاد أفرغ من الكتابة إليك حتى أشعر بحاجة للكتابة ثانية، ولو من خلال جهاز يحمل حنيني وأشواقي، مما يجعلني أشعر أنك قريب مني.. أصر على الكتابة حتى وان لم تصل رسائلي الالكترونية إليك.. هاهي أمطار الشتاء تعود وأنت لم تعد.. ها هي الفصول تتعاقب وأنت لا تعود!!.. ليس لي من الأماني سوى ان تعود إلينا وتبقى معنا، نعيش حياتنا ونتمتع بها كما يحق لكل إنسان وكما تفعل كل الأسر السعيدة التي تنعم بكل يوم من أيامها.. انظر نحو الباب واشعر انك ستدخل بعد قليل.. أشعر أنك ستأتي وأعزف لك لحنا جميلا على آلة الأكورديون، لا لن يكون لحنا حزينا بل مفعم بالابتهاج زاخم بالصخب الممتع ليرقص على نغماته كل الشراكسة الاديغيين.. قلبي وأفكاري معك طيلة الوقت، إن عشقي إليك يزداد.. نعم أنت لم تقل لي يوما أنك تحبني لكنك كنت دائما تفعل ما يثبت أنك تحبني. أرجعت دينا ظهرها مسترخية بين الوسائد سارحة في عمق ذاكرتها، أحداث كثيرة جعلت من طفولتها كابوس حقيقي يتسم بالرعب مع زوجة أبيها موليجان.. ذات مره خرجت من البيت تركض مسرعة هائمة على وجهها بذعر وهي تنظر من فوق كتفها إلى الوراء خائفة.. كان الوقت عصرا والشارع خالِ تماما من المارة في نهار صيفي حار يطيب فيه لسكان الحي أخذ قيلولة بعد الغداء.. هرولت دينا متعثرة بخطواتها تبتعد بأقصى ما تملك من قدرة وجدائل شعرها الأشقر يتبعثر في الهواء.. لشدة توترها لم تكن تبصر أمامها.. عند زاوية منعطف الطريق الصاعد اصطدمت بقوة بابن عمتها الشاب نارت.. من قوة الصدمة ارتدت للخلف مترنحة بجسمها الصغير، كادت تقع أرضا فوق الرصيف، لكن نارت تلقفها بيديه القويتان وهو يقول:- انتبهي يا دينا. ردت بأنفاس لاهثة بصوت مرتعش متلفته يمينا ويسارا برعب:- اسفه .. اسفه. تحركت وقد همت بمواصلة الركض لكنه استوقفها:- على مهلك . لما الاستعجال بهذا الشكل وكأن أحدا يلاحقك؟ أخذت تهرول في وقفتها وحينذاك تنبه نارت لفستانها المبلل بالبقع وقدميها العاريتين المتسختين.. جحظت عيناه الزرقاوان مذهولا باستغراب لا يصدق ما يراه.. قطب جبينه وسألها باستهجان واستياء:- كيف تخرجين إلى الشارع دون حذاء؟! أدرك فورا أن أمرا جلل قد حدث أصاب الصغيرة دينا بحالة جزع:- ما بكِ!! استدارت حول نفسها وقد دارت عيناها بارتياع:- يجب أن أهرب حالا. عابسا بوجوم أستفسر:- من ماذا تهربين؟!.. إلى أين أنتِ ذاهبة؟.. وقفت لبرهة تفكر حائرة، رفعت كتفيها ثم أرختهما بيأس:- لا أعرف إلى أين سأذهب!!. بأطراف أصابعها حكت شعرها المشعث بفوضويه:- ما أعرفه أنه عليّ الفرار قبل أن تمسك بي الخالة موليجان. عادت لتتلفت للوراء بذعر:- سوف تستشيط غضبا عندما تكتشف أني كسرت صحن أخر أثناء قيامي بتنظيفه. رفعت بصرها للأعلى تنظر بعينيها الخضراوان إلى نارت بطوله الفارع.. شرحت له وهي تحرك يديها الصغيرة أمامها ببراءة:- أنا لم أقصد كسر الصحن.. صدقني كنت أمسكه جيدا بحرص ووضعت عليه سائل الجلي ثم نظفته، لكن حينما مددت يدي لأفتح صنبور المياه واغسله اهتز الكرسي الذي كنت أقف عليه وكدتُ أسقط.. حينها أنزلق الصحن من بين أصابعي ووقع داخل الحوض وانكسر.. تحطم تماما وتحول إلى قطع. هز نارت رأسه:- لا بأس الأمر ليس كارثي .. أضاف مستنكرا يؤنبها بلطف:- ولا يستحق هروبك من المنزل وأنت بهذه الحالة حافية القدمين. تدفقت الدموع لعيني دينا وماجت بحدقتيها:- لقد خفت كثيرا. انحنى نارت نحوها متعاطفا قائلا بحنو:- لا تخافي.. المهم أنكِ لم تتأذي. حركت دينا رأسها بشدة:- الخالة موليجان لن تفهم ذلك.. ستلومني وتعتبر أني كسرت الصحن بسبب إهمالي.. وربما تظن أني تعمدت فعل ذلك لكي أغيظها.. لن تكتفي بضربي وحبسي بالقبو في غرفة المؤن المظلمة كما فعلت من قبل. اكفهر وجه نارت :- ضربتكِ وحبستكِ بالقبو!!.. ولما لم تخبري والدك؟ تمتت بشهقات انفعال:- هددتني أذا أخبرت أبي أو أي أحد سوف تسلط عليّ أخوتها اللذين تحت الأرض ليسخطوني فأرة بشعة ذميمة حتى تلاحقني قطط الشوارع المتوحشة وتلتهمني. وضعت كفيها فوق فمها كمن أدركت متأخرة أنها باحت بسر عظيم، انتفضت مرتجفة وصاحت باكية في هستيريا خوف:- أرجوك لا تقل لها أني أخبرتك بشيء.. أنا لا أريد أن أتحول إلى فأرة بشعة. **************** نالقت غلت غضبا حينما أخبرها أبنها نارت أنه كان عائدا من مستشفى الجامعة حينما صادف دينا هاربة بوضع مزري فاحضرها معه إلى البيت.. اعتصرت نالقت كفيها:- المخبولة موليجان .. أهل المرحوم زوجها الأول معهم حق بإصرارهم على أخذ أبنتهم شاها لتعيش في ديارهم بالقنيطرة.. وها هي بدل ان تحن وتعطف على الطفلة دينا، تستفرد بها بجنون خرافاتها وخزعبلاتها. تطلع نارت بشفقة نحو دينا التي راحت تقطع الصالون ذهابا وإيابا وهي تقضم بأسنانها أظافر يديها بتوتر، تجهم بعبوس متسائلا برثاء:- وما ذنب هذه الصغيرة يتيمة الأم لينالها كل هذا الشقاء والعذاب؟. أومأت نالقت توافق أبنها:- أختي تيتيان معها حق، حدسها صائب لا يخيب.. لقد أخبرتني منذ فترة أنها غير مطمئنة من طريقة معاملة موليجان لدينا، فهي تقسو عليها بالإعمال المنزلية الشاقة التي لا تتناسب مع عمرها، الفتاة صغيرة لم تتجاوز الثامنة.. كما أنها منذ فترة لاحظت وجود رضوض وكدمات داكنة على ذراعيها وكتفيها.. حين سألت دينا من فعل ذلك بها، ادعت المسكينة من خوفها أنها سقطت عن السلالم لكن تيتيان كانت واثقة ان موليجان هي من تسببت لها بتلك الإصابات. وقفت دينا متحفزة قرب النافذة تسترق النظر للخارج، ما ان لمحت زوجة أبيها صرخت بهلع:- أنها بالتأكيد تبحث عني.. أراها قادمة إلى هنا. أخذت تصيح مرتجفة بفزع:- ستجدني وستطلب من أخوتها الذين تحت الأرض سخطي إلى فأرة صغيرة تلحقها القطط المتوحشة. لطمت نالقت كفيها ببعضهما:- اللعنة عليكِ يا موليجان وعلى عفاريتك.. الصغيرة ستفقد عقلها ويصيبها الجنون رعبا مما تشهده.. حسبنا الله ونعم الوكيل. أسرع نارت نحو دينا يهدأ من روعها ويطمئنها:- لا تخافي.. زوجة أبيكِ ليس بإمكانها فعل شيء، ما تتفوه به مجرد هرطقات لا أساس لها من الصحة. قطع كلامه رنين جرس الباب الذي ما ان سمعته دينا حتى أجفلت وتشنجت وقد أصفر وجهها.. تحركت نالقت باتجاه الباب فهبت دينا تصرخ باكية متوسلة:- عميمه أرجوكِ لا تفتحي الباب.. ستضربني وتحولني لفأرة. التفت نارت إليها وقال:- لن تستطيع لا هي ولا أي مخلوق أذيتكِ.. أنتِ يا صغيرة منذ اليوم تحت حمايتي. أسرعت دينا تتوارى خلف جسد نارت الضخم منكمشة على نفسها كمن تود الاختفاء تماما عن الوجود.. فتحت نالقت الباب فمالت دينا برأسها جانبا من وراء ظهر نارت تستطلع مرتعشة.. بطرف نصف عينها أبصرت زوجة أبيها الغاضبة تسأل عنها.. أرجعت رأسها تدفنه بخاصرة نارت.. سمعت عمتها نالقت تقول:- نعم أنها في بيتي. تلصصت موليجان بعينيها الصفراء حولها:- تلك المسخوطة اختبأت عندك.. اجلبيها لأعيدها معي. قالت نالقت بحزم:- لا .. لن أسلمها لكِ يا موليجان.. دينا ستبقى هنا، وسأخبر أخي تامبر عن العنف الجسدي والضغط النفسي الذي تتعرض له ابنته على يديك أثناء غيابه في عمله. زعقت موليجان بصوتها الحاد:- ما دامت دينا تعيش معي ليس من حق أحد التدخل في تربيتي لها، أنها تحتاج إلى تأديب لتتعلم الطاعة. أين هي تلك الفاسدة التي لا تنفذ أوامري؟؟. الموقف المفزع فاق قدرة احتمال الجهاز العصبي لدينا، تملكها خوف مروع.. انفجرت بالصراخ الهستيري ثم هربت لتلتصق بالحائط وأوصالها ترتعد كمن مستها صاعقة تيار كهربائي.. انهارت أرضا متكورة في زاوية الصالون تشهق وتنتحب باكية بذعر. اندفع نارت نحوها بلا تأخير، جلس قربها احتضنها بعطف شديد هامسا لها:- اهدئي .. اهدئي . ضمها إلى صدره يغمرها بالحنان لتشعر بالاطمئنان وتكف عن الارتجاف:- دينا أنا هنا معك.. لستِ وحدكِ فلا تخافي شيئا. كان يدرك نتيجة دراسته الطب أن كلمة تقتل وكلمة تحيي. حملها نارت بين ذراعية وصعد بها إلى غرفته وقد امتلأ قلبه وجعا عليها.. كانت مطيعة حين فحصها ولم يصدر منها أي صوت احتجاج عندما حقنها بالإبرة.. عندما عاد والد دينا من عمله أخبرته نالقت بما حدث، وفي بيت الجدة توجان اجتمعت العائلة، جلسوا لمناقشة وضع دينا.. العمة تيتيان طلبت من أخيها ان تتولى بنفسها رعاية وتربية أبنته قائلة:- زوجتك أعانك الله عليها غير مؤهلة للعناية والاهتمام بالأطفال.. أنت يا أخي لا تستطيع البقاء في المنزل ومراقبة ما تفعله بالصغيرة فلديك عملك وإشغالك.. أوضح نارت لخاله:- دينا طفلة حساسة بالغة الرقة.. أعصابها لن تستطيع الصمود في هذه الدوامة المفزعة، اذا استمرت على هذا المنوال حتما ستصاب بمشاكل صحية ونفسية تستدعي المعالجة الطبية. وهكذا بطلب من عمتها تيتيان وتوصية الطبيب نارت انتقلت دينا لتقيم في بيت الجدة توجان.. نشأت وترعرعت تحت رعاية العمة تيتيان التي منحتها اهتمامها ومحبتها، فكانت بالنسبة لها الابنة التي لم تلدها.. ودينا اعتبرت تيتيان بمثابة الأم الروحية لها.. كل منهما وجدت التعويض عما تفتقده بالأخرى.. نارت احتواها بعطفه فكان كلما جاء لزيارتهم في بيت الجدة توجان أحضر لها ألواح الشوكولاته بأنواعها الفاخرة... وإذا نالت علامات عالية في المواد الدراسية يكافئها بأخذها إلى مدينة الألعاب الترفيهية، ويشتري لها السكاكر والبوظة اللذيذة التي تحبها كثيرا.. ___________________________________ استقام شهاب بجلسته ثم انزل قدميه عن السرير ونهض، هرعت زويا نحوه:- لا تتحرك كي تلتئم جراحك. أمسكت بذراعه لكنه أبعدها بنفور قائلا بحزم:- أريد ان أتحرك قليلا.. لم اعتد المكوث بالسرير والاستلقاء. كان يعرج ولاحظت أنه يشد بيده على ساقه اليسرى كمن يشعر بنخز قوي. سألته بقلق:- هل تشعر بألم؟ رد متهكما:- وماذا تعتقدين؟ صدقي أو لا تصدقي أنا أيضا أتألم مثل كل البشر. أخفضت رأسها متمته:- ليتني استطيع ان اخفف ألمك. بدا شهاب مصدوما وقد لمح دموعها، زويا لم تذرف دمعة واحدة من أجل نفسها حتى عندما كانت تعاني في أشد مراحل مرضها!!. سار بضع خطوات في الغرفة ثم عاد وجلس بتؤدة على طرف السرير.. اخذ يتطلع إلى المنضدة الجانبية كمن يفتش عن شيء. وعلى الرغم من عدم تشجيعه لها بادرت زويا:- أسمح لي بمساعدتك.. أرجوك. رمقها بنظرة عميقة وقال:- أبحث عن هاتفي النقال.. ربما وضعته هدى في أحد الأدراج. انحنت زويا وسحبت درج المنضدة فوجدته. سألته قبل ان تعطيه هاتفه:- هل تريد أجراء مكالمة؟.. يمكنني أن أطلب لك الرقم. - أريد الاتصال بسائقي الخاص لينقلك إلى القصر. شعرت وكأنها عبء ثقيل يود التخلص منه، أوضح شهاب بقسوة أنها لاشيء بالنسبة له وكأن عواطفه الجياشة نحوها اختفت تماما.. لكنها أبت الرضوخ لمحاولته الجديدة في إبعادها وإقصائها. أسرعت تقول:- لن أتركك لوحدك هنا. أجاب باقتضاب:- عشت عمري كله لوحدي. - لكن ليس في المستشفيات.. أنا أكثر من يعرف معنى الوحدة في غرفة المشفى حيث تتفتق الأوجاع ليلا. أضافت متذرعة:- ماذا إذا احتجت شيئا؟. - وماذا يفعل الممرضين والممرضات؟. كلهم كفاءات عالية. - نعم هم كذلك دون شك، لكنهم سيبقون غريبين عنك. قاطعها متذمرا:- ليس هذا وقت الجدال والسجال. بقسمات ملامحه الجادة أفصح:- هل تظنين أني لم أكن أراكِ وألمحكِ أثناء جلوسك قرب الباب طوال الوقت!.. ضاقت عيناه وهو يتأملها بتركيز، بالرغم من محاولتها أخفاء ضعفها ألا ان شحوب وجهها يشي بمعاناتها وما تكابده من وجع وأنهاك. علق قائلا:- تبدين مرهقة ومتعبة، عليكِ الذهاب إلى القصر لترتاحي وتنامي. - سأنام هنا. هتف متسائلا:- أين هنا؟! أجابت بعفوية:- هنا معك في الغرفة. أشارت بيدها إلى الأريكة الواسعة قبالة سريره:- سأنام فوقها لأبقى قربك. صاح بها بفظاظة:- لا أريدكِ قربي . ازدردت ريقها ببطء تشعر بغصة في حلقها جعلت أحبالها الصوتية ترتعش وهي تقول مذعنة لتخفف من حدة توتره:- حسنا كما تريد.. لا تغضب، أنا لا أود ان أكون لك مصدر إزعاج.. أردفت على مضض:- سأعاود الجلوس في قاعة الاستقبال وأنام هناك على المقعد. زفر بنفاذ صبر متأففا.. هدر بعصبية:- سأطلب من العاملين أخلاء قاعة الاستقبال من كل المقاعد. ردت لاهثة من فرط الانفعال بصوت متهدج:- أفعل ما تشاء يا شهاب، لكني سأبقى قربك لن أتركك حتى لو اضطررت ان أنام وقوفا. حملق بها مذهولا وعرق شرياني في منتصف جبينه ينتفض بسرعة وينبض بقوة .. دون كلام تمدد فوق السرير مغمضا عينيه لا يكشف ما يعتريه من حيرة.. تجربته مع زويا علمته ان لا يثق بها ولا بمشاعرها المتضاربة اتجاهه.. سمعها تسأله بصوت رقيق :- هل أخفف الإنارة ؟. أومأ برأسه إيجابا.. - إذا احتجت لأي شيء لا تتردد وأيقظني. استلقت بظهرها على الأريكة.. وهج الإضاءة الخفيفة بالغرفة ترك جوا مريحا جعل زويا تبوح:- شهاب أنا لستُ كما تظن متقلبة بمزاجية نحوك.. تنهدت بعمق واسترسلت:- كنت دائما امقت هيمنة كل أنواع القيود التي تكبل حريتي.. مستقلة بذاتي اعتمد على نفسي واتخذ قراراتي لوحدي، ولا أتقبل ان يفعل هذا أحد عني.. لم اعتاد وجود شريك في حياتي، أو أظهار عواطفي الوجدانية وما يعتمل في قلبي. انتظرت رده لكن طال الوقت ولم يأتيها أي تعقيب.. تنهدت خائبة ثم تململت وتحركت لتنام على جانبها، بغتة سمعت صوته يقول:- الأريكة غير مريحة لنوم.. ألن تغيري رأيك؟ أجابته بإصرار:- لا.. لن أغير رأيي.. استدركت :- هذه الأريكة للفقراء تعتبر ترف.. أنساب صوتها بحزن:- في كل ليلة أفكر بأولئك ألاجئين وأطفالهم الذين لا يجدون مأوى في العراء ويضطرون إلى النوم فوق الأرض القاسية. همس بدف ورقة :- دوما تفكرين بغيرك.. أردف بجدية:- الجهات الرسمية تعمل بشراكه مع وكالات الإغاثة لتأمينهم. علقت بإيجاز:- بإنشاء مخيمات جديدة. - أقامه مؤقتة إلى حين انتهاء الحرب وعودتهم إلى ديارهم. انبرت زويا بانفعال تلقائي :- لِمَ ولأية جريمة ارتكبوها يعانون أولئك الأبرياء في جحيم الحرب؟؟ أوليس من حق الإنسان أن يفكر ويحلم ويطمح!!.. ان يطلق صرخة من أجل مسح البشاعة ليسود العدل والمساواة والحرية. قال مشدد على كلماته:- نعم .. لكن دون مؤامرات التحريض والتخريب والتدمير أو المساس بأمن وأمان الوطن. أعربت زويا بهمس حالم: - ما زلت مقتنعة ان يوما ما سيكون لنا وطن خالِ من السارقين وسطوة الطغاة المستبدين. لاذا بالسكوت في هدوء تام .. بعد فترة من التردد قالت زويا:- كنت أريد ان أسألك عن أمر.. شهاب.. يبدو أنك نمت!!.. - لم أنم.. ماذا تريدين ان تسألي؟. من بين شفتيها المرتعشتان سألته:- أما يزال في قلبك نبضة لحبي؟ أطبق صمت حبست زويا فيه أنفاسها، لم تكن قادرة على رؤية تعابير وجهه لكنها سمعته يزفر بتنهيده عميقة ويقول بصوت مبحوح شجي:- إذا قلت ان في قلبي مكان لكِ فأنا أكذب. نهاية الفصل الرابع | |||||||
|
| |
|
18-02-19, 07:49 PM
| #286 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 5 والزوار 6) دنيازادة, imansalem, رسوو1435, تالا الاموره, منال سلامة | |||||||
|
| |
|
18-02-19, 08:38 PM
| #288 | ||||
| اخيرا شهاب سمح لزويا تقعد معه بس شو معنى كلامه انه ما في مكان الها بقلبه يعني بطل يحبها انتهى الحب اللي كان بقلبه !! لازم زويا ما تستسلم وتبعد عنه هلأ دورها لحتى ترجع الحب اللي كان بقلبه لالها باهتمامها وحبها لشهاب حيسامحها المهم تبعد عن العصبية ... هدى شكلها بتحب شهاب وبدها تتزوجوا ولا بس كصديق! يعني هلأ موليجان كانت تعذب دينا طيب السؤال المهم ليش ابوها لدينا ما طرد هي المشعوذة وطلقها بعد ما عرف اللي بتعملوا لبنته ليش متمسك بهي المجنونة لتكون عاملتلوا سحر !! عنجد الناس امثال موليجان لازم يتوبوا لربنا بدل الهبل اللي بعملوا وتعاملهم مع الشياطين مفكرين حالهم شاطرين يعني ما اخرتهم جهنم اذا بضلهم هيك !! منيح انهم اخدوا دينا بس بصراحة ما عجبني انه موليجان تضل موجودة يعني عقلي مو مستوعب انها ما تطلقت ...وكمان مو مصدقة متى نخلص من دورها لانها مزعجة غبية .... ياريت نارت يرجع بكفي فراق ... | ||||
|
| |
|
18-02-19, 08:49 PM
| #289 | ||||
| تسلمي ع الفصل الجمييل فرحت بالتحسن اللي صار بين زويا وشهاب، وانه رضا بدخولها غرفته، وان كان لازال جاف معها، وله كل الحق بذلك خاصة انه لايثق بمزاجها المتقلب كما يراه هدى هل هي مصدر خطر في حياة زويا؟؟؟ اشعر بانه متزوجها سرا🤔🤔، اتمنى مايكون حدسي صحيح. اليوم وضح بداية علاقة دينا بالطبيب نارت | ||||
|
| |
|
18-02-19, 08:54 PM
| #290 | ||||
| مشرفة منتدى قلوب أحلام 
| يانهاااار 😱 طيب ايه ايلي في قلبه حاليا 😒يمكن قلبه كله 😂 زويا ماكانش ليها اختيار في المرض ولا قدرت ترفضه وتقولومه فكانت بتقاوم كل القيود والأوامر ايلي بتجيها من اي ناحيه ويزيد عنادها مع اي حد يظهر لها أو تحس من ناحيته الشفقه ليها ميرزا ده ايه حكايته كمان مش لاقي غير دينا ايلي متعلقه ب تارت تسلم ايدك دندونه | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
71Likes
.png)
العرض العادي
