آخر 10 مشاركات
دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          هائمون في مضمار العشق (2) .. سلسلة النهاية * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          1025 -البطل الطليق - ريبيكا وينترز - عبير دار النحاس ** (الكاتـب : Just Faith - )           »          234 - طفل اسمه ماتيو - سارة جرانت - ع.ق ( مكتبة مدبولى ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          93- رجل من ورق - كارول مورتمر - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-03-19, 07:10 PM   #461

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 4 والزوار 3)
‏دنيازادة, ‏ward77, ‏affx, ‏نور نبيل



دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
قديم 11-03-19, 07:12 PM   #462

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي



الفصل السابع


ولجت دينا إلى غرفة الجدة توجان فوجدتها غافية في سريرها، مشت على أطراف أصابع قدميها بحذر كي لا توقظها.. كانت ما تزال تحمل الصندوق بكلتا يديها وتحتضنه في صدرها..
استقرت على الأريكة ووضعت الصندوق أمامها، أمسكت بيدها المفتاح وأدخلته بالقفل..
وجدت بالصندوق أوراق مبعثرة مدونا عليها ما يشبه الرسائل بخط نارت.. فوقها مغلف ظرف صغير، أسرعت تفضه فوجدت بداخله أسواره ذهبية ناعمة منقوش عليها كلمات باللغة الاديغية..
بهذه اللحظة فقط شعرت دينا بالندم الشديد لأنها تخاذلت ولم تبذل جهدا لتتعلم لغتهم الأصلية، تمنت لو أصغت للجدة توجان يوم نصحتها ان تجيد القراءة والكتابة باللغة الاديغية ولا تكتفي بالتكلم بها شفهيا لتفهم حوارات ما يدور في الجلسات..
حاولت ان تفك وتحل طلاسم الحروف لكنها عجزت..
تناهى لسمعها صوت يقترب من الباب.. وضعت الأسواره بمعصمها تحت كم فستانها وهبت سريعا تلملم الأوراق المبعثرة تعيدها إلى الصندوق الخشبي وتغلقه بالمفتاح الصغير..
نالقت تنبهت للفرحة السرية التي شملت دينا حين دخلت إلى الغرفة وشاهدتها تخبأ شيئا في خزانة الجدة بين المقتنيات الثمينة.. ابتسمت وقالت بحنو:- أعرف أن لكم أنتم الشباب أسراركم التي تحبون أن تحتفظوا بها لأنفسكم. لكن أعلمي يا حبيبتي أني دائما موجودة وحاضرة إذا ما رغبتِ في البوح والفضفضة.

اقتربت نالقت وربتت على كتف دينا تنبها محذرة:- تذكري نحن الشركس قوم نعطي الحرية لبناتنا وشبابنا ليتعارفوا ويتواصلوا فيما بينهم، لكن كل شيء يكون بمعرفتنا وتحت مرأى عيوننا وإشرافنا.
أومأت دينا إيجابا وخدودها تتورد بالاحمرار..
ولكي تغيير الموضوع بادرت بحيرة:- الخالة موليجان غريبة الأطوار!!

جلست نالقت على الاريكة تمسك قطعة قماش تطرزها.
تساءلت دينا:- ما زلتٌ لا أفهم كيف لها أن تكون متواجدة في غوطة مرج دمشق وبوادي السير في عمان بنفس التوقيت!!.. أنها تقوم بأفعال لا تفسير لها ولا تأويل منطقي!!.. هل منحها الله كرامات تتجاوز الزمان والمكان كما الشيخ أرشيد؟!!
ردت نالقت:- الله أعلم ..

اقتربت دينا من عمتها تحثها بإلحاح:- لا نستطيع إنكار حقيقة أن لديها بعض القدرات الغامضة الغير مألوفة.. أحقا كانت لها تجربة مع مخلوقات تحت الأرض استطاعوا السيطرة على عقلها بقوة هيمنة صولجانهم!!

دون ان ترفع نالقت نظرها عن أشغالها اليدوية علقت بإيجاز: - زوجة أبيكِ يتهيأ لذهنها الكثير من الأوهام.

- ماذا تقصد بإخوتها اللذين تحت الأرض؟.. هل هم الجن والعفاريت؟؟

زمت نالقت شفتيها، توقفت يديها عن التطريز.. أخذت نفسا ثم قالت:- حسنا يا حبيبتي يبدو واضحا أنكِ لن تقفلي هذه السيرة.
أكملت باستفاضة:- موليجان في صغرها كانت طفلة شقية، لم تكن تستهويها فكرة اللعب بالدمى بحديقة المنزل مثلي أنا وتيتيان وفتيات الحي.. لم نكن نراها إلا وهي تركض لتلحق أخي تامبر وباقي الصبيان لتلهو معهم في الوديان حيث يقومون برحلات استكشافية للكهوف والينابيع المنتشرة في منطقتنا.. تعرفين ان أجدادنا كانوا قد سكنوا تلك الكهوف بعد نزوحهم من القفقاس، ثم حين استقروا وبنوا منازلهم ارتحلوا من تلك الكهوف لكنها بقيت لنا شاهدا على معاناتهم وسعيهم لتحسين أوضاعهم بعزيمتهم وإيمانهم بالخالق عز وجل..

الصبيان كثيرا ما حاولوا ردع ومنع موليجان من ان تلحق بهم، ولطالما غضبوا منها وزجروها.. لكنها كانت ذكية وخبيثة.. تتركهم يغادروا الحي ثم تتبعهم من بعيد بحذر وبخطوات ماكرة لتفاجئهم بوجودها بعد ان يقطعوا نصف المسافة، فهكذا تتأكد أنهم لن يرغموها على العودة إلى الحي لوحدها..
كان الأولاد ومن بينهم أخي تامبر عندما يكتشفون أمرها تحدث بينهم بسببها خناقات واشتباكات.. لكنهم في النهاية يتركوها تنضم إليهم لتشاركهم المغامرة وتكمل بجوارهم المسير بين سلسلة مرتفعات الهضاب حيث الكهوف والينابيع..

ذات يوم عاد الصبيان ولم تظهر موليجان معهم، بان عليهم السرور والاغتباط لأنها لم تلحقهم ذاك اليوم.. ألا أن أخي تامبر استغرب تغيير موليجان لعادتها وذهب إلى بيتها ليسأل عنها ويتفقدها.

استقبلته والدتها وقد فوجئت بسؤاله.. أخبرته أن أبنتها كانت قد خرجت من البيت لتلعب بالساحة الترابية مثلما تفعل كل يوم.. فقال لها أنهم لم يشاهدونها.
انطلقت ام موليجان بعصبية ترغي وتزبد بالكلمات مندفعة تهرول إلى الحي وهي تعصب فوق شعرها منديلها وتهتف:- أين هذه الحمقاء الشقية؟.. الويل لكِ ياموليجان.. سأعلقكِ من قدميكِ.

فتشت بالبيوت المجاورة واستفسرت عنها في الحارات القريبة، لكن الكل أكد أنهم لم يرونها..
خبر اختفاء موليجان تناقل وشاع سريعا على الملأ حتى وصل إلى حارات العرب وشرعوا معنا بالبحث عنها..
الرجال فورا تجمعوا بحالة استنفار وتأهب في مضافة الجمعية الشركسية مع شيوخ التحماديين، ثم قاموا في الحال باستدعاء أهالي الحي وتشكيل مجموعات إنقاذ مكونه من أشاوس الشباب للبحث عنها..
التحمادة الكبار وقفوا في ساحة المضافة وخاطبوا الشباب قائلين:- لن تكونوا اديغيين شركس حقيقيين ألا إذا أعدتم الطفلة.

هتفوا الشباب بصوت واحد هادر:- لن نرجع بدونها.. سنجدها باذن الله السميع المجيب.
انطلقوا وانتشروا في أنحاء المنطقة بكل الاتجاهات..
استمروا بعملية التفتيش والتحري عنها في الإرجاء حتى وصلوا إلى الوديان الوعرة الشائكة..
عندما حل الظلام لم يتوقف أحد عن البحث بل حملوا لوكسات الكشافات اليدوية واستكملوا بحثهم داخل الكهوف المعتمة..

بقيت موليجان مختفية تماما عن الأنظار دون أثر وكأن الأرض انشقت وابتلعتها.. الشباب رفضوا العودة خائبين إلى مضافة شيوخ التحماديين وتابعو مساعيهم على مدار الوقت يجوبون بين سلسلة الهضاب والمغاوير..
أخي تامبر لم يعد للبيت ولم ينام أو يرتاح، رافق الشباب في عمليات البحث وأخذ يرشدهم إلى مسارب الكهوف التي طالما ترددوا عليها ليلعبوا..
وفي عصر اليوم الثاني عثر تامبر على ربطة شعر قرب أحد المغارات، أكد لشباب فرقة الإنقاذ أن تلك الربطة لموليجان.. أوضح بثقة:- أنها تضعها دائما فوق شعرها.
عبروا إلى المغارة وكانبها منفذ عبارة عن ممر حجري ينتهي إلى هوة ساحقة.. خمنوا أن موليجان سقطت من حافة الجرف الصخري وانحدرت متدحرجة ووقعت إلى الأسفل.

قرروا القيام بعملية إنزال في عمق ذاك الكهف المظلم ..
أخي تامبر كان صبيا يافعا خفيف الحركة متين الجسد بلياقة عالية وقلبه قوي دون وجل.. لهذا تبرع بشجاعة ان يهبط أولا..

وفعلا وجد موليجان هناك.. واستطاعوا ان يسحبوها من الحفرة العميقة تحت الأرض بعد ان أمضت هناك يومان وليلة..
عندما أخرجوها كان منظرها مفزعا كما لو دفنت وهي حية تحت التراب.. متصلبة الأطراف باردة مصفرة الوجه كالأموات، معفرة شعثاء.. جدائل شعرها الذهبي الطويل استحالت للون الأبيض بالكامل..
عيناها كانتا مخيفتان جاحظتان منفرجتان على اتساعهما دون ان يرمش لها جفن.. تبحلق بفزع في الوجوه حولها وكأنها تطل من أعماق القبر، حدقتي بؤبؤيها تدوران وتبرقان بلمعان غريب..

بعد حادثة المغارة الأثرية مرضت موليجان، أصيبت بحساسية في بشرتها. ام موليجان استدعت على عجل العجائز والمسنات.. سألتهن بصوت مختنق:- ما هذا أيتها الجدات؟؟ هل رأيتن شيئا كهذا في حياتكن؟
أزاحت قميص نوم ابنتها وكشفت لهن عن جسدها فشهقن بفزع.
هززن رؤوسهن حائرات:- لا!! هذا لا يشبه شيئا عرفناه.
أحداهن استفسرت:- هل حصبت؟..
- نعم حصبت مع بنات الحي.
انحبست أنفاسهن ثم باشرن بتلاوة المعوذات والآيات القرآنية قائلات:- أنها إرادة الله.. شفائها أو عدمه بمشيئته.

والدها أحضر الطبيب الشهير ابن الترك قال ان مرضها غامض وغريب، وربما تكون التقطت فيروسا او جرثومة جعلت جلدها ينسلخ عن جسدها بهذا الشكل المريع.. وصف لها أدوية ومراهم لتخفف أوجاع الصغيرة لكن وضعها كان يزداد سوء..
بعد شهور عديدة أبلت موليجان من مرضها لكنها ومنذ الحادثة ظلت بكماء لا تنطق بحرف.. وتصيبها نوبات فزع مروعة تجعلها تضع يديها فوق رأسها كمن تسمع طنينا حادا ثم تصرخ وتبكي بأعلى صوتها بشكل متواصل هستيري حتى يصل عويلها إلى كل بيوت أهل الحي.. ثم تنهك تعبا ويبح صوتها وتسقط مغشيا عليها..

وكانت إذا جلست على عتبة الدار لا تتحرك ولا تتزحزح من مكانها قيد أنملة، تسرح شاردة في ملكوتها، ولا تتقبل وجود أي أحد بجوارها باستثناء أخي تامبر، ربما لأنه هو من أنقذها وساعدها بالخروج من حفرة جوف الأرض. كانت تفسح له مجالا ليجلس قربها وتصغي لحديثة باهتمام وترد عليه بالإشارات فيومأ لها برأسه أنه يفهمها.. كانا قادران على التواصل معا بطريقة ما.

بعد مرور عام كامل انفكت عقدة لسان موليجان وعادت للكلام من جديد، كما توقفت عن الصراخ الهستيري المرعب.. لكن أهلها لاحظوا أن أمر غريب أصابها جعل في سلوكها بعض الشذوذ والاضطراب وكأنها ممسوسة، تنزوي في ركن وهي منهمكة في حديث خافت مع نفسها، تحرك يديها ورأسها بحذر، وأحيانا قد تنفلت منها ضحكة تكتمها بضغط كفها فوق فمها وتتلفت خشيت ان يسمعها أحد..
كنا نسمع صوت أمها عندما تضربها قائلة:- تلبسوكِ وخاووكِ ملعونو الذكر..
لكن كل ذاك العقاب وشدة الضرب المبرح ما كان يؤثر في موليجان ليردعها عن تصرفاتها المشبوهة، بل بالعكس مع الأيام لم تعد تحرص على أخفاء أمورها.. باتت بالعلن تهذي في ثرثرات غريبة غير مفهومة عن وجود أخوة لها تحت التراب.. وبدأت تخبر عن أحداث تقع في اليوم نفسه أو الذي يليه..

وفي المدرسة حدثتنا عما حصل معها قالت أنها عندما لحقت صبيان الحي في ذلك اليوم فقدت أثرهم، راحت تبحث عنهم بفضول حيث توقعت ان يكونوا.. دخلت في أحدى المغارات الأثرية وهناك سمعت صدى أصوات ظنتها للأولاد فتبعت مصدرها..
كان ضوء الشمس يتسلل من شقوق الصخور لكن عندما أوغلت في عمق ممر المغارة الواسعة حل الظلام في المكان.. قررت ان تعود أدراجها لكن فجأة أحست بسيخ جليدي يخترق عمودها الفقري، أخذتها رعشة ارتجاف سرت في كل خلية من جسدها ونفضتها نفضا، تملكها الرعب وقررت ان تسرع بالخروج لكنها ما ان استدارت وجدت نفسها تسقط وتهوي إلى جوف المغارة وهي تسمع صدى يأتِ من باطن الأرض:- هذه المغاوير ملكنا
وقعت موليجان مغميا عليها بعمق الحفرة.. قالت أنها حين استيقظت رأت شيخ يشع بالنور مهيب الطلعة صارم النظرات تسترسل لحيته البيضاء هفهافة على صدره، يرتدي عمامة خضراء همس بصوت هادئ رخيم:- نرفض اعتدائكم وإزعاجكم لنا فهذا المكان ملكنا.
موليجان اجتاحها فزع شديد.. قلبها امتلأ بالخوف والرهبة وكاد يتوقف من شدة الخفقان..
عندما أفاقت من إغماءتها للمرة الثانية وفتحت عينيها وأجالت نظرها في الظلام.. حاولت الوقوف وهي تتلمس أرجاء المكان فاكتشفت أنها محاطة بالجدران الصخرية من كل الجهات دون أي منفذ.. أخذت تصرخ وتبكي بأعلى صوتها تستنجد.
ظهر لها الشيخ المهيب وقال بصوته الرخيم العميق قوي النبرات:- لا تخافي أيتها الصغيرة.. اسمعيني جيدا يا موليجان.. نحن في الماضي قدرنا ظروف أجدادكم عندما اضطروا لسكن معنا في كهوفنا والإقامة في مغاورنا، ومازلنا نكن الاحترام لجدك لما كان عليه من شجاعة بالمواجهة.. لن نؤذي نسل ذريته لهذا اطمئني في مقامك.. وسوف أتيكِ عند الإحداث الفاصلة فلا تخافِ.


الطالبات في المدرسة انتابهن الهلع الشديد من كلامها المريب وتوقعاتها التي كانت تصدق.. :- تلك المعلمة غدا لن تداوم.
وبالفعل تغيب المعلمة لأمر طارئ.

ضلت موليجان تبوح بتنبؤاتها مثيرة حالة من الاضطراب بالمدرسة..
وفي أحد المرات نعتتها أحداهن بالعفريتة الساحرة المشعوذة.. ردت فعل موليجان فاقت التصور فلقد أصابتها نوبة غضب مهولة، قبضت على زميلتها وانهالت عليها بالضربات المبرحة، ضربتها بلا هوادة ودون ان تتوقف لتلتقط أنفاسها، حتى كادت تقتلها.. تدخلت المعلمات وحاولن تخليص الطالبة من قبضة يديها بجهد جهيد شاق وهن يلهثن لشدة قوتها الفائقة الخارقة الجبارة.
مديرة المدرسة والإدارة قاموا بتحويلها في الحال إلى مجلس التأديب الذي اتخذ قرار فصلها من المدرسة.. لكن المديرة طلبت من المجلس إعادة النظر بالقرار، فموليجان طفلة ومن الظلم ان لا تكمل تعليمها في المدرسة، كما أنها وقبل الحادثة كانت من الطالبات الذكيات المجتهدات وذات حسن سير وسلوك، وهذا ما شفع لها عند مجلس التأديب فقاموا بتخفيف العقوبة واكتفوا بتوجيه إنذار واستدعاء ولي أمرها ليتباحث بشأنها مع المرشدة التربوية بالمدرسة.
عندما عدنا للبيت واخبرنا والدتها بما حدث لطمت على وجهها عند عتبة الدار وهرعت لتجلب القران الكريم، بسملت مستعيذة من الشيطان الرجيم ثم أمرت أبنتها ان تضع يديها فوق المصحف الشريف وتردد وراءها ( أقسم بالله العظيم ان لا أتحدث بما أراه ولا أقول ما أسمعه لأي إنسان، فإذا حنثت أو نكثت بقسمي فأرجو من رب السموات العلي القدير ان يحرقني فورا بنار لا تطفئها بحار العالم كله)
أقسمت موليجان كما شاءت أمها لكنها كانت صغيرة ولم تستوعب معنى حنثت ونكثت.. ولم تفهم ما هذا الذنب العظيم الذي اقترفته إذا تحدثت بما تراه وقالت ما تسمعه ليعاقبها الله بنار جهنم.. هي حتى لم تكن تعرف ما هي نار جهنم.. فما أن لمحت أخي تامبر ركضت ناحيته وسألته عنها فأوضح لها قائلا أنها نار تشتعل باستمرار، والإنسان العاق يحترق بها، يذوب جلده وعظمه ثم يطلع له عظم وجلد جديد لتحرقه نار جهنم من جديد، وهكذا إلى أبد الآبدين.
كبرت موليجان واستمرت نوبة سماعها لطنين الأصوات في أذنيها لكنها لم تعد تصرخ مرعوبة، بل تتمدد فوق الأرض أينما تواجدت بأي مكان كانت به في حال اقرب إلى الغيبوبة..
أكثر من مرة تامبر شاهدها وقد أغمي عليها في الشارع فكان يركض ليحملها إلى منزل ذويها. وكانت حين تستيقظ من إغماءتها تصرح عن تنبؤاتها وتوقعاتها..
ذات يوم أغمي عليها أمام بيت الجدة توجان وكالعادة ركض أخي تامبر لمساعدتها فأخبرته أنها لم تسمع صوتا فقط بل رأت كارثة فظيعة.. طائرة في السماء تنفجر وتتحطم على الأرض ويموت كل من على متنها..

في صباح اليوم التالي سقطت الطائرة بأبي نيازي وتوفي.

بعد حادثة الطائرة التي تنبأت بوقوعها موليجان أهلها فضلوا إبقاء ابنتهم بالبيت خشيت ان يذاع ويشاع أكثر سيطها بالسوء..
أمها كانت تعاملها بقسوة شديدة جدا.. أخرجتها من المدرسة ومنعتها من مغادرة البيت أو الاختلاط بالآخرين خوفا من التعرض لألسن الناس وفضائح القيل والقال..
كنا نلمحها واقفة تراقبنا من وراء نافذة غرفتها، تناظرنا ونحن الفتيات نزهو مستمتعات بفرح الصبا ونعيش حياتنا، نذهب إلى المدرسة كل صباح وفي عطلة نهاية الأسبوع نتوجه إلى النادي الأهلي لنسبح في البركة ثم ننتقل لملعب كرة القدم لنشجع شباب فريقنا في مبارياته بالدوري.. أو نخرج إلى السينما لحضور الأفلام..

بينما موليجان حكم عليها بالبقاء كالمنبوذة معزولة عن المجتمع.
لم يكن يسمح لها حتى المشاركة في سهراتنا واحتفالاتنا.. ولا أتذكر أنها رقصت لمرة واحدة جوغ أديغي.
همست دينا بتأثر :- مسكينة الخالة موليجان.. عاشت معذبة بسبب حادثة المغارة الأثرية.

أومأت نالقت إيجابا:- نعم.. الحق يقال موليجان عانت كثيرا في طفولتها وشبابها.. أهلها لم يدركوا أن تصرفهم ذاك وطريقتهم القاسية في تنشئتها جعل سلوك موليجان يزداد سوء فأصبحت أشد عدوانية وأكثر شراسة.. يتملكها غل أسود يتفاقم في قلبها على الجميع، باستثناء شخص واحد فقط لا غير استطاع ان ينجو من حقد ضغينتها.

همست دينا:- أبي تامبر .

وافقتها نالقت واستطردت:- صحيح أخي تامبر الشخص الوحيد الذي ضلت موليجان تكن له معزة دون سواه. كانت تراه عائدا من الجامعة فتناديه من شباك غرفتها لتتحدث معه..

موليجان ما ان بلغت السابعة عشرة أهلها فجأة زوجوها لقريب لهم من مدينة القنيطرة في سوريا.. أمها قالت ان لا أحد من شباب عمان سيرغب بالارتباط من أبنتها والزواج لموليجان ستره.. كان زوجها كبير بالسن أرمل له أبناء كبار من عمر موليجان.. والحقيقة رغم ما كانت تثيره موليجان في الحي من مشاكل لكننا حزنا على مصيرها وافتقدناها.. طوال فترة زواجها لم تأتِ إلى عمان ولم تزور أهلها أبدا، عادت فقط بعد وفاة زوجها لتقيم في بيت أبيها..
أتذكر أننا عندما ذهبنا لتقديم واجب العزاء ومواساتها لاحظنا أنها لم تكن عليها أي من مظاهر الحزن، كما رفضت ارتداء ملابس الحداد على زوجها المرحوم، بل كانت تحاول جاهدة أثناء العزاء أخفاء تعابير سرورها وابتسامات سعادتها..
وعندما اكتشفت بعد فترة أنها حامل جن جنونها وحاولت بكافة الوسائل التخلص من جنينها، لكن المولى سبحانه إذا أراد شيئا قال له كن فيكون..
تامبر كان حينها قد تخرج كمهندس زراعي وتزوج زميلته في الجامعة.. الجدة توجان أوكلت له مسؤولية أراضيها الزراعية فكان يشرف بنفسه على العاملين ويتعاقد مع التجار لبيع المحاصيل.. وفي مواسم الحصاد يبقى في المزارع لأيام عديدة..
مرت الشهور وأنجبت موليجان أبنتها شاها.. وأمك أنجبتكِ يا دينا.
عندما حان موسم قطف الزيتون اضطر تامبر بطبيعة الحال ان يغيب عن منزله، كنت حينها دينا رضيعة تبلغين من العمر شهر ونصف، في المساء ارتفعت حرارتكِ كثيرا.. أمك وضعتكِ بين يدي عمتكِ تيتيان وخرجت الى الصيدلية لشراء علبة دواء خافض حرارة، كانت تسير على الرصيف عندما دهستها سيارة مسرعة سائقها ثمل سكران فقد السيطرة على مقود القيادة.. كلنا فجعنا بوفاة أمك رحمها الله.. ومرت علينا أيام وليالِ جدا صعبة..
لا أحد منا يعرف كيف ومتى استطاعت موليجان رسم ورمي شباكها على أخي تامبر.. حتى حين جاء يخبرنا عن رغبته بالتقدم لزواج منها شيء ما لجمنا فلم يعترض أحد وتم زواجهما.. وبسببها حياته تحولت إلى جحيم.. لقد أخذها إلى أشهر الأطباء والاختصاصيين لكن جميعهم أكدوا أنها لا تعاني أي مرض نفسي أو اختلال عقلي ليعالجوه.. ورغم أنه لم ينجب منها أطفالا لكن نخوته وشهامته أبت ان يتركها.. وربما يشفق عليها وينتابه شعور بالذنب لأنه لم ينتبه لها حين تبعتهم في ذاك اليوم الذي سقطت به داخل حفرة المغارة ولهذا يرفض تطليقها.

علقت دينا:- الشفقة والشعور بالذنب سببان لا يكفيان لاحتمال التصرفات الغير طبيعية للخالة موليجان.


- أبيك تامبر رجل شهم وحنون وصبورا جدا.

- نعم أبي كذلك فعلا.. لكن باعتقادي السبب الذي يجعله يصبر على الخالة موليجان أنه يحبها.. وبقوة حبه يحتمل صعوبات الحياة معها.

الجدة توجان فتحت عينيها، ابتسمت وقالت :- الله العظيم ارحم بعباده من ان يبلوهم دون ان يمد لهم العون. برحمتك نستغيث يا ذا الجلال والإكرام.


يتبع ...




دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-19, 08:01 PM   #463

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي




وقف خدم القصر محتشدين قرب مدخل الباب الخارجي لاستقبال الشريف شهاب والتسليم عليه لتهنئته بخروجه من المستشفى سالما معافى..
نزل شهاب من السيارة الفارهة سار ناحيتهم بقامته الشامخة وحياهم بدماثة أخلاق مصافحا أياديهم الممتدة..
من زاوية عينيها راقبت تالا تقدمه باضطراب.. وضعت يديها وراء ظهرها وحاولت ان تتوارى ببنيتها الضئيلة بين زميلاتها الخادمات حتى تصبح غير مرئية..

كانت الجو لطيفا في حديقة القصر المحاطة بالمدى الأخضر والأشجار المثمرة، قرر شهاب الجلوس بها ليستمتع بأشعة الشمس الدافئة.. وضع الكتاب من يده بجانبه فوق الأريكة واسند ظهره إلى الوراء بارتياح مستغرقا في تأمل الجالسة قبالته على الكرسي وأمامها فوق الطاولة جهاز الحاسوب تجري عبر شاشته محادثة مرئية مع دينا..
أصغى لحوارهما حيث كانت دينا تعتذر لأنها لم تزورهم:- تلك قوانين أديغتنا.. لن نتبادل الزيارات.. ويحضر علينا حتى مجرد الكلام مع بعضنا.
تذمرت زويا متأففة:- لا افهم ما الداعي لتمسك بمثل هذه العادات والتقاليد المتزمتة.
ردت دينا:- يستمرون بها كي يضعوا العراقيل والتعقيدات أمام كل أنثى ترغب بالزواج من خارج العشيرة.. هم يعرفون ان الفتاة لن تطيق صبرا على القطيعة والالتزام بواقع هذه الشروط الصعبة للغاية، ستفكر الف مرة قبل ان تتمرد وتجازف في الارتباط بشاب ينتمي لقبيلة ليست أديغييه.. التحمادة الكبار يريدون أن يحافظوا على دماء الأجيال القادمة من الاديغيين الشراكسة نقية دون اختلاط..

- مهمتهم باتت صعبه بل ومستحيلة، لأن دماءنا وخلايانا اختلطت وتوحدت.

ضاقت عينا شهاب مدققا في كل كلمة تلفظها زويا:- تلك القوانين الصارمة لم تعد تجدي نفعا.

انبرت دينا:- أنتِ شخصية قوية يا زويا تستطيعين المقاومة، والقرارات لا تردعك، لا تستسلمي بسهولة ولا تيأسي من محاولة التغيير.. بعكسي طبعا أنا ما كنت سأجرؤ على مكالمتك والتحدث معك مرئيا لو لم تسمح لي العمة نالقت.. لقد وعدتني أنها ستناقش الأمر مع التحمادة الكبار بالعشيرة.. المهم أين شهاب لأسلم عليه.

زويا رفعت رأسها لتناديه فوجدته ينظر أليها مبحلقا بطريقة غريبة.. ابتسمت قائلة:- دينا تود ان تسلم عليك.
أومأ موافقا فأزاحت الشاشة جانبيا وأسرعت لتجلس بجانبه على الأريكة ملتصقة به..

بالكاد تبادلا العبارات الاعتيادية من تحيات حتى فجأة ظهرت عبر الشاشة طفلة صغيرة تمشي على ساق واحدة سليمة وأخرى اصطناعية.. اندفعت لتلقي بنفسها بين أحضان دينا التي فتحت ذراعيها لها، غمرتها ورفعتها لتجلسها فوق ركبتيها قائلة:- أعرفكما على صديقتي الحلوة ليلك.

لوحت زويا بابتسامة واسعة لليلك التي أخذت تشكو لدينا بان لا احد من الأطفال يرغب باللعب معها لأنها بطيئة في حركتها ولا يمكنها ان تركض وتجري مثلهم.

- أنا سألعب معكِ.

- هل نذهب في نزهة إلى حديقة الألعاب؟.

وافقت دينا فأطلقت ليلك صيحة ابتهاج وقامت بخفة تقفز على ساقها السليمة وقد جنت من السعادة، ابتعدت عن الشاشة لكن صوتها وهي تغني مسرورة ضل مسموعا.

- ليلك صغيرة في عالمها تلهو وتفرح ببساطة ولا تدرك المشاكل الخطيرة التي ستبقى عالقة بها طول حياتها.

راح شهاب يستفسر عن حالة ليلك ووضعها باهتمام بالغ..
عادت ليلك لتظهر على الشاشة وتطلب من دينا ان تسرعا لنزهتهما قبل مغيب الشمس..
أغلقت زويا الجهاز تقول:- ليتنا نستطيع تقديم المساعدة لهذه الطفلة المسكينة وأمثالها.. عليها ان تكون قوية لتتعايش مع حالتها... خاصة حين تبدأ دخول المخروبة.

هتف شهاب :- المخروبة !!

- أقصد المدرسة.

عدل من جلسته مفصحا:- تبهريني كل مرة بمصطلحاتك العجيبة.

أوضحت بهدوء:- تلك ليست مصطلحات عجيبة بل مفردات متداولة في لهجة الشارع الشعبي... المهم انا أخشى على ليلك من المخروبة.. عفوا المدرسة.

- يبدو واضحا ان تجربتك مع المدرسة كانت سيئة ولم تحبينها.

في تلك اللحظة لمحت زويا تالا قادمة بتؤدة وبين يديها تحمل صينية مليئة بأصناف متنوعة من الفاكهة.. بدت مرتبكة متلعثمة وهي تقول بصوت خافت:- الشريفة تيتيان طلبت مني أن أجلب لكما الفاكهة.

وضعت الصينية فوق الطاولة وأسرعت تتراجع مرتدة بخطواتها تتعثر حين لمحت شهاب، على الرغم من أنه لم يعيرها أي التفاته بل انشغل بهاتفه النقال ولم يرفع بصره عن الشاشة.

همت تالا بالابتعاد لكن زويا نهضت واستبقتها بسؤالها:- بالمدة الأخيرة لم أعد أركِ كثيرا؟.

باحترام وقفت تالا ترد بنبرتها الرقيقة:- هذا لأني بدأت الدوام في الأكاديمية.. الشريفة تيتيان لاحظت شغفي بالطهي فشجعتني لأطور من مهاراتي وأصبح طاهية محترفة.. أرسلتني على نفقتها لأتعلم في الأكاديمية الملكية لفنون الطهي.

أشرق وجه زويا ودعمتها بحماس:- هذا خبر رائع .. واثقة أنكِ ستبدعين في مجال الطهي، لطالما أحببتُ الطعام الذي تقومين بإعداده.

شكرتها تالا بابتسامة لكن وجهها بدا مضطربا يشي بتوترها واستعجالها بإنهاء محادثتهما.. استأذنت في لباقة بالذهاب إلى المطبخ لإكمال واجبات عملها.
أسرعت تفر كالمذعورة باتجاه المدخل الخلفي للقصر والمخصص للخدم.

ضلت زويا ترقبها حتى اختفت.. استغربت تصرف تالا ولم تفهم لما بدت مضطربة متوترة خائفة..

عادت لتجلس بجانب شهاب على الأريكة وهي تبوح:- تالا بها شيء يجعلني أشعر بالألفة معها.

ترك شهاب هاتفه وراقب زويا بصمت وهي تتناول من جاط الفاكهة برتقالة كبيرة أخذت تقشرها وتثرثر ببساطة:- أنت تعرف أن مرضي جعل من طفولتي جحيم بالإقامة الجبرية في غرفة العزل بالمستشفى.. تعلمتُ القراءة والكتابة لكن تأخرتُ إلى حين سمحوا لي الأطباء الذهاب للمدرسة التي كرهتها منذُ اللحظة الأولى. مذ ضحك علي الطلاب حين خلعت حذائي قبل دخول الصف.

تساءل شهاب ضاحكا:- هل حقا خلعتِ حذاءك؟..

علقت زويا تمازحه:- حتى أنت يا شهاب تضحك عليّ.

أردفت :- نعم خلعت حذائي لاعتقادي أننا سنكون في بيتنا.. لقد سمعتُ المديرة تقوله لأبي وأمي ( كونا مطمئنان المدرسة ستكون بيت زويا الثاني).

- ذلك مجرد تعبير مجازي غير صحيح حرفيا.

- كنتُ بريئة لم أختلط بالناس والعالم الخارجي.. لم أكن أعرف إلا الأطباء الودودين والممرضات اللطيفات، وصديقاتي الوهميات الرائعات اللواتي استنسختهن بخيالي لألعب معهن حينما أقيم في غرفة العزل.. أخبرتك عنهن سابقا..
أومأ شهاب :- شبيهاتك المستنسخات اللواتي أجبرتهن بعد خروجك من المستشفى على الاتحاد بداخلك وهكذا أصبحتِ قبيلة من الشخصيات.

التفتت زويا نحوه تنظر بعمق عينيه:- نعم.. صحيح .. فوجئت أنك تذكرهن.
لم يعقب فواصلت كلامها تقول ببساطة:- بما أني كنتٌ ساذجة صدقت المديرة واعتبرت المدرسة بيت.. انطلت عليّ الأكذوبة في البداية فقط.. فبعدها تبين لي حجم الخديعة وكرهت المدرسة.. كرهت آلية نهج التلقين بالدراسة.. كرهت العصا الطويلة المزركشة للمعلمة السادية.. كرهت عريفة الصف الفسادة التي كانت تخطئ في تهجئة وكتابة أسماءنا وبرغم هذا احتفظت بمنصبها كعريفة لأنها من عائلة المديرة.. كانت طفلة بغيضة ولعلها الآن تضع لأسرتها لوحا في المطبخ تكتب عليه اسم كل من يضحك..

أسلوب زويا الفكاهي الظريف السلس بسرد ذكرياتها كانت بالنسبة لشهاب متعة أرغمته على الضحك ببساطة.

فجأة وهي منهمكة بكلامها رفعت بأصابعها الرقيقة حز برتقالة وقربته من فمه لتطعمه غير واعية لمدى حميمية ما تفعله.. تناول شهاب حز البرتقالة مبتسما..

أكملت:- هل تعلم أني كنتُ سأصبح أهم شاعرة في الوطن العربي لولا تلك المخروبة المدرسة؟
رفع شهاب حاجبيه حاول ان يبدو جادا حين قال مندهشا:- حقا !! لم أكن أعرف أنكِ تملكين موهبة الشعر!

- مواهبي كثيرة.. لكن تلك المخروبة أطاحت بأحلامي الشعرية في عالم الأدب.. كنتُ في الصف الرابع الابتدائي عندما كتبت قصيدتي الأولى.. توجهت إلى المعلمة وأخبرتها فرحة بانجازي المذهل.. وقفت أمام الصف وقرأت القصيدة.. مازلتُ أحفظها أسمع.


مسحت زويا يداها بمنديل ورقي معطر ثم نهضت واقفة بخفة ورشاقة، استقامت بظهرها ورفعت يدها اليمنى تفردها أمامها وتلوح بها كمن ترسم دوائر في الهواء برتابة متتالية، علقت غامزة بطرف عينها تشير لحركتها:- هذه الحركة الخرقاء كنا نعتبرها ونحن صغار هامة جدا وجزء ضروري من الاستعراض عند قراءة القصائد والأناشيد..

عينا شهاب تتبعت حركاتها باستمتاع تام.. سألته:- هل أنت مستعد؟

رمقها بشغف مجيبا بمراوغة:- دائما مستعد لكِ.

تجمدت زويا للحظات بمشاعر مختلطة بين شعورها بالحرج من جرأته والاغتباط لأنها مازالت تستحوذ على اهتمامه.. رفعت عن الطاولة كوب الماء تبلل حلقها الجاف واعية بسعادة لانتباهه إلى أدق التفاصيل الصغيرة فيها. رتبت هندامها البسيط المكون من قميص أبيض فضفاض وسروال جينز.. تنحنحت لتجلي أحبالها الصوتية ثم صدحت بصوت مرتفع تشدو قصيدتها بترنيمة ملحنة:
ياااا مدرستي ياااا سجني.. ياااا من قضيتُ فيكِ أتعس الأيامِ
إما في الممراتِ تسكعا وضجرا .. أو في صف مثل خم الحمامِ

لم يستطع شهاب منع قهقهة ضحكة عفوية صدرت عنه.
- تخيل ان المعلمة نهرتني.

علق وهو يحاول التوقف عن الضحك :- فقط نهرتكِ!!.

- نهرتني وقالت لي( هذا ليس شعر أدب بل قلة أدب). ثم طردتني من الصف.

قال معاتبا بلوم:- طردك أمر متوقع بعد تشبيهك الصف بخم الحمام.

ردت زويا مشاكسة:- أكان يجب أن أقول صف خم الدجاج؟.

أكملت سريعا متهكمة:- أو ربما الأنسب صف الببغاوات.. فالمعلمة كانت تقوم بتلقيننا ونحن نحفظ ونردد ورائها كالببغاوات.

عادت زويا تجلس قربه مفصحة:- غضبتُ وقد استفزني كثيرا طرد المعلمة لي ولهذا لم أخرج من الصف فقط، بل من المدرسة كلها.. وفي ذاك اليوم اكتشفت أن لدي موهبة أخرى.


التقطت من جاط الفاكهة تفاحة وراحت تقطعها بالسكين، شهاب بدا عليه الارتياح والانشراح فمد ذراعه يضعها على ظهر الأريكة قرب كتف زويا يسألها بفضول وبانشداد تام:- ما هي؟..

مالت باتجاهه تطعمه بيدها شريحة التفاح، وهمست تبوح: - موهبة القفز.

سألها وهو يمضغ متلذذا بمذاق التفاح من يديها:- تقصدين رياضة القفز بالزانة؟

هزت رأسها:- أي زانة ؟!!.. بالتأكيد لا.

أضافت مبتسمة بشقاوة:- موهبتي كانت بالقفز من فوق سور المخروبة.

حدق بها رافعا حاجبيه مستنكرا: - لااا..!!

استفهم مدهوشا:- حياة هل حقا كنتِ تهربين من المدرسة؟

فرقعت زويا أصابعها بجموح حماسها تجيب بعينان متوهجتان:- نعم تعلمت فن الهروب من سجن الجدران لأخرج مستنشقة الهواء الطبيعي، أتجول في الشوارع بين الناس البسطاء، أراهم واسمعهم وأعرف همومهم وما يعانونه.. وكي لا أنكشف كنتُ أرجع للمدرسة في موعد انطلاق الحافلات للعودة إلى البيت.

نظرات شهاب الذاهلة لم تحيد عنها وهي تثرثر:- واظبت على هروبي من فوق سور المخروبة حتى فتنت عليّ تلك العريفة الفسادة الواشية...

أسهبت زويا باعترافاتها:- ونظرا لفداحة غلطتي وخطورة جريمتي حُكم علي بخمس عصي ساخنة من المديرة شخصيا وأمام الطابور الصباحي لأصبح عبرة للطالبات جميعا.. ولأني نلت العقاب بصمت فلم أبكِ ولم أصرخ ولم أطلب الرحمة تلقيت ثلاث عصي فوق الأخرى.. وأيضا لم أذرف دمعة ولم يصدر عني صرخة، ذلك أغضب المديرة فضربتني حتى انكسرت العصا..

التفتت شهاب إليها بكل جسده، تجهم عابسا مستنكرا:- ضربتكِ!!.. نعم أنتِ أخطئت.. هروبك أمر خطير جدا كان قد يؤدي لمصائب كثيرة، لكن عذرك أنك بريئة لا تدركين أبعاد وخطورة تصرفاتك المتهورة الطائشة.. المديرة أخطئت أيضا باستعمالها عقاب الضرب الجسدي، وبالتأكيد هي كانت مطلعة على سجلك وتعرف أنكِ مريضة بخلل خلقي في خلاياكِ جعل جهازك المناعي وجسدك ضعيف.

مدت يداها وبسطت كفيها أمامها شارحة:- عدتُ يومها إلى المنزل ويداي الاثنتان متورمتان محمرتان كما جمر النار.. ثم التهبتا بشدة وظهرت انتفاخات فقاعات بيضاء.

فجأة أمسك شهاب يداها يتلمس كفيها بلطف.. عيناه توغلت في عينيها هامسا بلطف:- تألمتِ كثيرا؟.

تكلمت دون مكابرة:- لا أحد تألم وتعذب مثلما تألمت وتعذبت.

تنهدت بعمق ثم ما لبثت ان أردفت بإصرار:- ورغم ما كابدته من ألام مبرحة استلزم عودتي للمستشفى والإقامة شهرين لمعالجة تقرحات يداي لكني كنتُ مسرورة من نفسي لأني حين ضربتني المديرة لم أبكِ أو أتذلل بخنوع بل بقيتُ صامدة برأس مرفوعة بكل كبرياء أمام المعلمات وزملائي الطلاب.

ابتسم لها شهاب بإعجاب.. ضم يديها بين كفيه برقة متناهية وسألها:- وماذا فعل أهلك؟

- أبي استشاط غضبا وكاد يستعمل نفوذه لإقالة المديرة وإغلاق تلك المدرسة الخاصة.. كان قادرا على ذلك لكن عندما زال غضبه وعاد لرشده ودبلوماسيته بطبعه الهادئ، استدرك ان لا ذنب لطلبة والمدرسين ليتعطلوا عن دراستهم وإعمالهم.. قرر ان يتخذ الإجراءات القانونية فرفع قضية بالمحكمة ضد المديرة.

كشرت ملامحها :- بعد ان تحسنت صحتي، حاولتُ جهدي إقناع أهلي بعدم ذهابي للمخروبة.. لكن كل محاولاتي ضاعت سدى.

رقت عيناه وقال متفهما:- تشكلت لديكِ عقدة من المدرسة.

هزت رأسها تؤكد:- لدي عقدة من كل شيء يكبلني.. ولهذا رفضت بشدة فكرة نقلي لمدرسة خاصة أخرى لتخوفي من عدم إمكانية هروبي أو الإمساك بي بالجرم المشهود وتكرار ما حصل.

لم يستطع سوى التحديق بها منبهرا، فلا أنثى أذهلته بشخصيتها المتفردة كما فعلت زويا.. سألها:- هل كنتِ حقا تفكرين بالهروب مجددا؟!

أومأت إيجابا:- نعم .. ولهذا قلت لأبي إذا كان ولابد من الذهاب إلى المخروبة فلتكن مدرسة حكومية،

مالت ناحية شهاب توضح:- من حسنات المدارس الحكومية سهولة الهروب هناك.

- حياة يا لكِ من ذكية مشاغبة بعناد !!..

استفاضت شارحة:- استغرب أبي رد فعلي وإصراري الشديد ولهذا حيلتي لم تنطلي عليه.. قام بتسجيلي في مدرسة راهبات الوردية وهناك أُقفِلت في وجهي كل سبل الهروب.. حائط سور مدرسة الراهبات مرتفع جدا ومن الصعب تسلقه وحتى لو نجحت فالقفز من عليه يعني كسر أحدى ضلوعي.. أما البوابة الحديدية الضخمة موصدة بإحكام والحارس الأمني لا يغادر مكانه بتاتا.. وحيثما اتجهت في المدرسة كنتُ تحت المراقبة الحثيثة المشددة الصارمة من العريفات والراهبات.

ابتلعت ريقها ثم أسهبت:- ولفشلي في إنشاء صداقات مع زميلاتي الطالبات، لم يبق لدي سوى مكتبة المدرسة كمتنفس وحيد.. وهكذا قضيت السبع سنوات المتبقية من محكوميتي في المخروبة وأنا أعد السنوات.. وطوال تلك المدة لم أقتنع أن من حق أي جهة سجني بين الجدران لتلقيني ما يريدون دون ان يستمعوا لما أريده أنا.. أتذكر جيدا كلمات الراهبة التي فقدت الأمل مني ومن أن أنعدل في حياتي لدرجة أنها وهي تسلمني شهادتي في حفل التخريج وشوشتني قائلةليكن الله في عون من سيتزوجك يا أبنتي).

ضحك شهاب كما لم يضحك في حياته.
- كنتُ ومازلتُ امقت نهج التلقين المقيت، وشعور الالتزام بأي فعل بداعي الواجب الإجباري، ولهذا أثور دائما ضد حصار القيود لانطلق بحرية.

استطردت :- كان من المفترض ان تكون سنوات طفولتي الأمتع والأبهج لكنها كانت الأقبح والأبشع بين سجون جدران المستشفى والبيت والمخروبة.. لكني لاحقا نجحت بالهروب إلى حرية الشوارع.. أصبحت أخرج للمشاركة في الاحتجاجات.. وهناك في مظاهرات الاعتصامات تمكنت من تطوير موهبتي بالهروب والقفز.. فتعلمت ببراعة فن المطاردات لكي أفلت من القبضة الأمنية وضربات الهراوي واعتقال قوى تكميم الأفواه.

صمتت وعضت لسانها الذي أفلت من جديد..

اختلست زويا نظرة خاطفة من طرف عينها لشهاب متوقعة غضبه.. لكن بدا ان شيئا أخر لفته واستحوذ على تركيزه.. كان قريبا منها جدا فرأته يمعن التحديق باستغراب في منطقة أسفل عنقها حيث أنفك زر القميص الأعلى لكثرة ما تحركت.. بتلقائية رفعت يدها لتغلق الزر لكن سبقتها يده لتمنعها..
تسارعت خفقات قلب زويا وشعرت أن يده التي غمرت كفها ضغطت عليها قليلا لتبعد ذراعها برفق وحزم.. مد أصابعه من فتحة ياقة قميصها، لمس رقبتها برقة، تحسس عنقها.. وأمسك بقلادة القلب..
رفع القلادة وقد لاحت على شفتاه ابتسامة خفيفة كمن انتابه السرور لأنها ما زالت عند وعدها له بأن لا تخلع القلادة التي ألبسها إياها بنفسه.. لم تنكث بالعهد ولم تنزع هديته.. احتفاظها بالقلادة دليل واضح أنها تكن له بأعماقها مشاعر..

بتؤدة أعاد قلادة القلب من فتحة القميص فاصطدمت يده بسلسلة فضية لامعة.

توجست زويا من التحول الذي ظهر على معالم وجهه وهو يمسك السلسة الفضية يتفحصها.. تجهم بعبوس مخيف..
حاولت التكلم فخرج صوتها ضعيفا باهتا:- وجدتها في درج غرفة نومك.. بالصدفة.

سأل :- رأيت الملف إذن؟..

أومأت إيجابا، همست باضطراب :- نعم رأيت الملف.. بالصدفة.

- وهل قرأتِ الأوراق التي بداخلة؟.

- نعم.
علق متهكما:- بالصدفة أيضا.

هزت رأسها:- لا ليس بالصدفة.. الفضول دفعني لفتح الملف وقراءة الأوراق.. كان عليك ان تعلمني بحقيقة تبرعك لي بالخلايا الجذعية.

قال باقتضاب :- لا ما كان يجب ان تعلمي.

حدق ساهما في نقطة فارغة بالفضاء:- لقد خمنت أنكِ علمتِ وعرفتِ الحقيقة.
أستدرك:- هدى أخبرتني أنكِ في المستشفى أردت التبرع لي بدمك، قلتِ لطبيب أن لنا نفس فصيلة زمرة الدم.. هذه المعلومة ما كنتِ ستعلمينها لو لم تطلعي على أوراق الملف.

تمتمت ممتعضة:- يبدو ان هدى تخبرك بكل شيء، ولا تخفي عنك أمرا.

- صحيح.. هدى صادقة معي، مخلصة ووفيه لي دائما وابدأ.

فتحت فمها وهمت بالكلام لكنه أضاف سريعا:- كما كانت هناك الكثير من الإشارات والعلامات في تصرفاتك التي تدل وتثبت ان شكوكي في محلها.. إصرارك العجيب على البقاء قربي بعد أن كنتِ لا تطيقين حتى رؤيتي!!.. اهتمامك بي وبوح حبك الذي ظهر فجأة!!.

رمقها بنظرات ثاقبة مفصحا:- اسمعيني وافهميني جيدا.. قلتُ لكِ من قبل وأعيد وأكرر كلامي للمرة الأخيرة.. لا أريدك ان تبادليني أي من عواطف عرفان الجميل.

هب واقفا على قدميه في لحظة وقال بعنفوان بنبرة حاسمة:- لا أحتاجكِ جانبي بمشاعرك الممتنة.. لا داعِ لإدعائكِ الحب وتظاهرك بالاهتمام بي.

انتفضت وهمست تسأله بصدمة حقيقية:- هل تظن أني أمثل عليك الحب والاهتمام؟!!!

لم يجبها فأكملت بخيبة بصوت متحشرج مختنق:- يبدو أني مهما فعلت لن أنال ثقتك ولن تصدقني وتقتنع.

قال بغير اكتراث:- لا يهم.

أردف بجدية وخشونة:- ما بيننا اتفاق محدد.

أجفلت زويا حين تابع بصوت أجش:- نقضي ليلة كاملة معا كزوجين وبعدها أمنحكِ الطلاق الذي طلبته.

تركها مصعوقة وابتعد متوغلا بين الأشجار في الحديقة الواسعة..

كانت تالا تجمع في سلة قش بعض الأوراق العطرية التي تلتقطها من شجيرات النباتات المزروعة بأحواض مخصصة.. صادفت شهاب يسير بين ممرات الحديقة.. رد فعلها جاء سريعا تركت كل ما بيديها يسقط أرضا وهرعت متعثرة بفزع لتتوارى مختبئة وراء جذع شجرة ضخمة، ثبتت في مكانها تحبس أنفاسها ألاهثة المرتعشة في صدرها.. وقفت دون حركة بأعصاب مشدودة وأوصال مرتجفة منتظرة ان يتجاوزها شهاب بيك.


نهاية الفصل السابع

لا تحرموني من تعليقاتكم وأرائكم ولايكاتكم




دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-19, 08:04 PM   #464

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي


منورين يا غاليين بتمنى الفصل ينال اعجابكم .. قراءة ممتعة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 8 والزوار 9)
‏دنيازادة, ‏zahra beja, ‏ميعاد احمد, ‏مون شدو, ‏affx, ‏موني جابر, ‏lamie, ‏ام محمد آمين


دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
قديم 11-03-19, 08:58 PM   #465

affx

? العضوٌ??? » 407041
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 733
?  نُقآطِيْ » affx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond repute
افتراضي

هي موليجان شو مالها 🤔🤔ما هو يعني مش طبيعي اللي بصير فيها لانو ما حد بالدنيا بعرف شو حيصير حتى الشاطين حاسيتها خيالية القصة 🙂😇
شو مالها تالا كل شوي تهرب من شهاب هي بتحبه يعني ولا شو؟
يعني كانت زويا وشعاب مبسوطين وفرحانين وبحكوا وبضحكوا لازم يتنكدوا😑ع فكرة شهاب زودها كتير خلص بكفي !لازم زويا تبعد عنه ليعرف قيمتها بكفي دلع عنجد ما بنفع معه غير العين الحمرا


affx غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-19, 09:17 PM   #466

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة affx مشاهدة المشاركة
هي موليجان شو مالها 🤔🤔ما هو يعني مش طبيعي اللي بصير فيها لانو ما حد بالدنيا بعرف شو حيصير حتى الشاطين حاسيتها خيالية القصة 🙂😇
شو مالها تالا كل شوي تهرب من شهاب هي بتحبه يعني ولا شو؟
يعني كانت زويا وشعاب مبسوطين وفرحانين وبحكوا وبضحكوا لازم يتنكدوا😑ع فكرة شهاب زودها كتير خلص بكفي !لازم زويا تبعد عنه ليعرف قيمتها بكفي دلع عنجد ما بنفع معه غير العين الحمرا

موليجان نموذج حقيقي وموجود فعلا في مجتمعنا واللي صار معها من الواقع وابدا مو خيالي..
اما تالا لازم اتابعوا الآتي لتعرفوا مالها..
لا ابدا شهاب ما زودها هو مقتنع ان زويا ما بتحبه واهتمامها فيه مشاعر امتنان نابع من اكتشافها انه اتبرعلها بخلاياه وهو حاليا اتاكد من ظنونه بمعرفتها بهالحقيقة



دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
قديم 11-03-19, 09:18 PM   #467

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 8 والزوار 14)
‏دنيازادة, ‏عبير سعد ام احمد, ‏م ام زياد, ‏Zain'A, ‏ahmedman2010, ‏ward77, ‏ميعاد احمد, ‏مون شدو


دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
قديم 11-03-19, 09:27 PM   #468

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

لا بقي هنرجع تاني 😒ياعم شهاب خلاص ينوبك ثواب
وبعدين تالا فيه ايه متوتره منه كده في وجود شهاب
لا ده كده الموضوع بيكبر قوي 😂


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-19, 09:51 PM   #469

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
لا بقي هنرجع تاني 😒ياعم شهاب خلاص ينوبك ثواب
وبعدين تالا فيه ايه متوتره منه كده في وجود شهاب
لا ده كده الموضوع بيكبر قوي 😂

تسلسل الأحداث لازم يكون بالمنطق
بتمنى اتركزوا على التفاصيل المطروحة لأنها مهمه جدا
في كتير مواضيع بهمني تلتفتوا الها وتناقشوها
تالا ان شاء الله بتوضح عنها بالفصول القادمة 😋




دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
قديم 11-03-19, 09:54 PM   #470

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 6 والزوار 7)
‏دنيازادة, ‏مون شدو, ‏عمق السنين, ‏رسوو1435, ‏ميعاد احمد, ‏كريستااال




دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:27 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.