آخر 10 مشاركات
حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          قصيدة بقلمي : أبدا لن ننكسر ....*مميزة* (الكاتـب : حكواتي - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          سجل حضورك ببيت شعر ^^ * مميزة * (الكاتـب : ميار بنت فيصل - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-04-19, 03:14 PM   #751

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينب عبد الكريم مشاهدة المشاركة
اسعد الله صباحك 🌷
زويا بدأت تهتم بنفسها...راجعت تمارس حياتها بشكل صحيح...شهاب فرحان علشان زويا ويرى هذا خطوة جيدة لحياتهما مع بعض...هدى وتدخلتها على زويا يعرب تخوف...شكلها تجلب مصيبة زويا...تخناق مع شهاب بسببها..تمنى شهاب يكون متفهم موقف صداقة زويا ويعرب 👍👍تسلم ايدك يادنيا زاد 🌷🌷

غاليتي زينب ربي يسعد نهارك بالنور والسرور 😍🌷🌸
فعلا زويا قررت الانطلاق من جديد بروح مفعمة بالحياة بعد الكلام المشجع لها من شهاب وان شاء الله في فصل اليوم احداث كتيرة بانتظاركم وستجدوا من خلالها توضيحات عن بعض الاستفهامات بشأن يعرب وهدى وباقي الابطال بتمنى ينال اعجاب
الله يسلم قلبك حبيبتي وشكرا على تعقيبك الرائع 💜



دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
قديم 08-04-19, 03:15 PM   #752

ياسمينة الماضي
 
الصورة الرمزية ياسمينة الماضي

? العضوٌ??? » 365458
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 351
?  نُقآطِيْ » ياسمينة الماضي is on a distinguished road
افتراضي

مسا الخير
تسجيل حضورررررررررررر 😘 😘 😘


ياسمينة الماضي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-19, 05:52 PM   #753

meeth__22

? العضوٌ??? » 442867
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,126
?  نُقآطِيْ » meeth__22 is on a distinguished road
افتراضي اا

الحمدلله حمدا كثيرا طيبها مباركا فيه

meeth__22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-19, 06:26 PM   #754

meeth__22

? العضوٌ??? » 442867
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,126
?  نُقآطِيْ » meeth__22 is on a distinguished road
افتراضي اا

استغفرالله العظيم واتوب اليه

meeth__22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-19, 06:36 PM   #755

meeth__22

? العضوٌ??? » 442867
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,126
?  نُقآطِيْ » meeth__22 is on a distinguished road
افتراضي اا

استغفرالله العظيم واتوب إليه

meeth__22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-19, 07:07 PM   #756

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي



مساء الورد البنفسجي اعزائي
حالا سأقوم بتنزيل الفصل الحادي عشر واتمنى ينال اعجابكم 💜


دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
قديم 08-04-19, 07:10 PM   #757

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي



الفصل الحادي عشر

كانت زويا توشك الدخول إلى القصر عندما لمحت شهاب في الحديقة خارجا من بيته متجها إلى المسبح.. راقبته من بعيد وهو يخلع ثيابه فظهرت بشرته المسمرة من أثر الشمس.. أدار ظهره المستقيم القوي العضلات.. صعد بثقة لأعلى سلم القفز وقام بمهارة بتنفيذ غطسه قوية.. بقي في الأعماق لوقت ظنته زويا طويلا، قدميها اندفعت سريعا نحو المسبح بقلب منتفض، وقبل ان تصل رأت شهاب يطفو ويشق وجهه إلى سطح المياه..
شهقت زويا بارتياح مشبع بدهشة الإعجاب ببراعة قدراته وحيويته.. وقفت في ظل الأشجار تتأمله بانبهار وهو يسبح سريعا ذهابا وإيابا بقوة ساعديه وعضلاته المنتفخة حول كتفيه دون شعوره بالمشقة أو التعب..
تحت أشعة ضوء الشمس قطرات الماء لمعت فوق جسده الضخم كأنها لؤلؤات لا تحصى..
فجأة تنبهت أنه ينظر باتجاهها وقد لاحظ تحديقها المتواصل به، أشاحت وجهها تتطلع بعيدا محرجة ..
تعالى صوته يسألها:- ألا ترغبين بالسباحة؟
أجابته نافية بإيجاز:- لا .
- لماذا لا؟
فسرت موضحة :- السباحة تحتاج إلى جهد بدني مضني لهذا مُنعت عنها دائما.
خرج من حوض المسبح، تناول عن المقعد منشفة مررها فوق شعره وجفف بها جسده الرياضي.. قطع المسافة التي تفصل بينهما وهو يحرك المنشفة حول رقبته قائلا:- هذا كان قبل إجراء عملية زرع الخلايا الجذعية، صحتك الجسدية في تحسن مستمر، أعتقد بإمكانك ممارسة السباحة على الخفيف.. لكن احتياطا سوف نستشير الطبيب المعالج.

هزت كتفها وزفرت بخيبة:- ما الفائدة فأنا لا أعرف السباحة أصلا.

- سأقوم بتعليمك بنفسي.
- تقصد أن تصبح مدربي؟.
- نعم
اتسعت عينيها بألق من لطف مبادرته.. أردف مستفهما:- هل تمانعين؟
- لا ..
استدركت سريعا:- شرط إذا وعدتني أن تكون صبورا ولا تقسو علي.

اخذ نفسا عميقا معترفا:- أكون كذلك من أجل مصلحتك فقط.

أقترب بخطواته منها حتى أصبح واقفا قبالتها، لاحظت زويا على الجانب الأيسر من كتفه وفي صدره العاري أثر ندوب عميقة بيضاء، رفعت رأسها وتفحصت بعينيها الفجوات التي أحدثتها الشظايا والرصاصات النارية .. أرادت ان تلمسها وتمرر كف يدها على جراحه.. سألته بصوت خافت:- هل تؤلمك ؟!!
- لا .
ابتلعت ريقها وقالت:- حتى الآن أنت لم تخبرني شيئا عن تفاصيل العملية ونجاتك.
علق بتهكم:- استنطاق رسمي.
هزت رأسها بشدة نافيه فقال:- هل حقا تريدين أن تعرفي؟
- بالتأكيد أهتم بمعرفة كل ما يتعلق بك.
ابتسامه خفيفه لاحت على شفتيه فبدا مسرورا باهتمامها، لكنه أغاضها:- ربما حس فضول الصحفية التي بداخلك يتحرك لتعاودي مزاولة نشاطك العملي بسبق صحفي فتقومي بنشر سلسلة مقالات حول الأحداث.

- تلك الفكرة لم تراودني.

لمعت حدقتي عينيها وأضافت تناكفه مشاكسة:- لكنها أعجبتني وسأبدأ حالا بعصف ذهني حولها.. يجب أن أقوم باتصالات مع الجهات المعنية لتنسيق من أجل إعطائي الموافقة وتحديد مواعيد مع المعنيين للمقابلات الصحفية.

أوضحت:- لا أريد التعرض لاتهامات من أي جهات بأني قمت بتجاوزات محاباة الوساطات لصلة القرابة بيننا فذلك سيلحق الضرر بمصداقيتنا.

وافقها شهاب :- جيد.. فأنا أيضا أفضل ان تتم الإجراءات بالطريقة الرسمية القانونية.

رفعت رأسها ترنو إليه :- وسأتصل بمكتبك في دائرة المخابرات لأطلب لقاءك بما أنك قائد عمليات اقتحام بالقوات الخاصة.

عبس شهاب فاستقامت بوقفتها وسألته بجدية بشيء من التوجس:- شهاب بيك لن ترفض مقابلتي لتحاور معك؟

- ربما أكون غير جاهز للحديث.

لوهلة ظنت أنه يسخر منها فعلقت:- رفضك قد أفهمه خوف.

التعبير الذي انبثق من عينية جعلها ترتعش.. أشاح وجهه شاردا بوجوم يبوح:- لست ذاك المحارب البطل الخارق.. أنا بشر لي مشاعر إنسانية يا حياة وبالطبع أخاف.. أخاف فقدان من أحبهم.. أخاف كلما قمت بمهمة أو عدت من معركة..

زفر بعمق واسترسل:- حين أخرج لتنفيذ اقتحام لأوكار وجحور الإرهابيين أكون مشحونا بالعزيمة وقناعة عدم إمكانية استخدام المنطق والتفاهم مع أولئك المسلحين.. هم لا يتعاملون ألا بلغة القتل.. للإرهابيين إيديولوجية فكر متطرف تشمل الجميع هم ضد الإنسانية وضد الدين الذي لو عرفوه لأدركوا ان دين الله يدعو إلى الخير والتعامل بالحسنى مع النفس والغير ولا يكون بالذبح والترهيب وترويع الأبرياء من المواطنين.

استدار بوجه متجهم محدقا بنقطه في الفضاء مستفيضا:- العودة من ساحة القتال بعد انفتاح عداد الدم يكون كما الخوض في الجحيم يا حياة.. في كل مرة نضطر فيها لفقد شخصا عزيزا على القلب يموت جزء منا هناك معه بالميدان.. مهما تمرنا وتدربنا لنكون ثابتين ومسيطرين على أحاسيسنا خلال المعارك لكن بعد كل عملية يبقى هناك أثرا دامغا في أعماق وجداننا.

فهمت زويا لما يعاني شهاب من الأرق ليلا وتداهمه الكوابيس .. غصة قبضت على حنجرتها فلم تستطع ان تنطق بكلمة مواساة..

أضاف شهاب باقتضاب:- لذلك لا تتوقعي ان تعرفي كل شيء.

ازدردت ريقها وأومأت توافقه.. أيقنت أن لدى شهاب بحر شاسع من الأسرار المؤلمة..

وفي محاولة منها لإخراجه من حالة الشجن قالت له بخفة:- أتعرف ما المصيبة بأي نقاش معك؟..
لم تنتظر رده واستدركت:- أنك قادر على إقناعي بذكائك واستدراجي إلى حيث تريد بحنكتك.

استدار نحوها وقد لانت ملامحه وابتسم لها. غير الموضوع حين باغتها قائلا:- تعجبني قصة شعرك الجديدة.

مررت يدها فوق شعرها:- كنت متشوقة جدا لأعرف إذا كنت ستنتبه لتغير بمظهري.

مدت يديها للأمام تريه أطراف أصابعها:- لقد قمتُ أيضا بطلاء أظافري.

أردفت على عجل:- أجبني سريعا بنظرك عدم ارتداء المرأة حلق في أذنها يقلل من أنوثتها؟
- لا .
تنهدت بارتياح:- دينا ونوزت قالتا انه يجب ان ارتدي حلق وهذا يتطلب ثقب أذني بالآلة والأمر جدا مؤلم لذا ترددت.. قلت لنفسي سوف أسألك عن رأيك وعلى ذلك أقرر.

- ماذا لو أجبتُ بنعم؟ هل كنتِ ستثقبين أذنك؟.
- لكنك أجبت لا .
تجمدت لثوانِ وقد خطر ببالها أمر، بعد تحليل فكري سريع استفسرت:- شهاب هل كنت منتبه أني لا أضع حلق وأذني غير مثقوبتان؟!!

- كوني متأكدة أني أنتبه لأدق التفاصيل فيكِ.

أدركت زويا أن شهاب أجاب لا كي لا يعرضها لألم ثقب أذنها..
تابعته بنظراتها وهو يتجه إلى أحد المقاعد الموزعة حول المسبح ليلتقط روب سباحة أبيض.. ارتداه بتؤدة والتفت يسألها عن يومها.. ردت ببساطه دون ان يفوتها ما يهدف من سؤاله:- قمت بمراجعة عمادة شؤون الطلبة وأجريت مقابلة مع مدير التحرير في الجريدة.. كذلك التقيتُ يعرب بالمقهى..

رصدت تعابير وجهه بتمعن.. شعرت زويا ان شهاب لم يتفاجئ وكأنه يعرف كل تحركاتها مسبقا.. كانت شبه واثقة ان هدى لا بد أرسلت له على بريده الالكتروني تقرير مفصل وربما أرفقته بصور لهما كدليل أثبات وتوثيق..

- هل ضايقك لقائي بيعرب في المقهى؟

أجابها بصدق:- نعم .
فوجئت بصراحته وهمت بالكلام لتوضح له ما حدث لكنه قاطعها قائلا:- لا احتاج لشرح ومبررات فأخلاقك عندي يا حياة فوق أي شبهات.. أنا أثق بكِ تماما مثلما أثق بنفسي.

تابع متجهما بغضب مكتوم:- أتفهم ان تعملا معا في الجريدة وبمواقع الحدث، لكني لا أحبذ تواجدكِ برفقته في المقاهي والمطاعم لوحدكما على انفراد.

لم تجادله وتكابر بعناد مدركه ان له كل الحق باعتراضه وعليها الانتباه لهذا الموضوع ولا تغفل عنه.. رمقته بنظرة إعجاب لقدرته على ضبط أعصابه وثبات انفعالاته في احتواء ما جرى دون أن يصل إلى مشادات حامية وخلاف خطير..

فجاه وهما واقفان سقطت من أعلى الشجرات ثمرة كبيرة، انحنت زويا لتلتقطها عن الأرض، استقامت بوقفتها وهي تقلب الثمرة بين يديها قائلة:- أنها فاكهة السفرجل !! أتعلم أن لها أسما أخر.
رفعت نظرها نحو الشجرة الباسقة :- نحن واقفان تحت شجرة قمر السعادة.

تنهد شهاب بصوت مرتفع وقال:- هل تعرفي ما يخطر ببالي الآن؟

- ماذا؟..

أفصح بطريقة ممتزجة بين المزاح والجدية:- أن أعاقبك على كل العذاب الذي تذيقيني إياه بطريقة العمة تيتيان.

بحلقت به للحظات فاغرة فمها ثم مالبثت ان تأوهت باستهجان:- أوه .. لا.

- بل نعم.

ضمت كفيها بحركة توسل هزلية وتذمرت بنبرة احتجاج شديدة:- لا ... لا.. ألا عقاب صنع مربى السفرجل.

استمتع شهاب بالتغير المنعش واعتبر ان مجرد قدرة زويا على تقبل ممازحته لها واستجابتها له تطور حقيقي في علاقتهما.


- شهاب لن تجعلني أندم لأني صارحتك ذاك اليوم بحقيقة أكثر عقاب كنتُ أمقته.

لاحت فوق وجه شهاب تعابير التسلية:- مرارة العلقم الذي تجرعته منكِ لن يزول ألا بمذاق مربى قمر السعادة.

كررت وراءه :- لن يزول ألا بمذاق مربي قمر السعادة!!
أكملت بفكاهة :- ألم تقل انك تحب ضحكتي؟.. ألا يمكن استبدال مربى السفرجل بضحكتي.. سأسمعك ضحكتي حتى تملها.

عينيه امتلأتا لهفة وشوق، همس بتوق:- إذا كنتِ تريدين المقايضة.. فأنا أشتهي ان أتذوق وأسمع شيئا يكون أكثر أثارة.
مرت لحظات قبل ان تستوعب قصده، عضت شفتها السفلى بإحراج ثم خبأت وجهها بكفيها عندما ضحك مقهقها بصوت مرتفع.


يتبع ...




دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-19, 07:14 PM   #758

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي



جلست دينا فوق الأريكة، بتؤدة فتحت الصندوق المزخرف، سحبت منه أحدى الأوراق المطوية وضمتها بين كفيها برقة ثم رفعتها تشمها بعمق لتتنشق رائحة نارت.. بحرص شديد فردت الورقة وقرأت..
( في المستوصف ليس لدي من وسائل الحماية ألا مطفأة حريق واحدة صغيرة..
لا أعرف لماذا لم أتعلم فنون القتال من أجل هكذا يوم لاستطيع الدفاع ليس عن نفسي وما أؤمن به بل من أجل الدفاع عن الأطفال الصغار الأبرياء الذين يموتون وهم لم يعرفون من الحياة ألا لغة السلاح..

الوقت ليس مناسبا لتقريع الذات, لا جدوى من تأنيب النفس بفلسفة لا تفيد فالمهم ان نواجه واقعنا الملموس لنحاول تحديد موقعنا وسط كل ما يجري من صرعات ومجازر دموية وخراب..

ما كان لدينا من مخزون طعام أستولى عليه الإرهابيين، الطرقات ملغومة بحواجز المسلحين ولم نتزود بعد بأي مؤن.. ماء الشرب مقطوع والخزانات جافة تماما.. مياه الآبار ملوثة غير صالحة لشرب، نحتاج إلى غليها أذا أردنا شربها، أنابيب واسطوانات الغاز فارغة ولا نستطيع إشعال النيران لتسخين وتعقيم الماء.

الشموع أيضا تكاد تنفذ وسيكون عليّ الاستعانة بضوء الصواريخ والقذائف لرؤية ما حولي وسط الظلام الحالك حين أتفقد المرضى والمصابين، أنهم يرقدون بأجسادهم المعذبة أسرى لآلامهم دون ان يبدو عليهم علامات الحياة سوى بريق خافت بعيونهم.. ليتني امتلك ما يخفف أوجاعهم.
عند الفجر هدأ الرصاص.. اقتربت من النافذة, سكوت شامل يعم المنطقة، لابد وان المقاتلين بكل الاتجاهات يبردون أسلحتهم استعدادا لجولة أخرى من المعارك..

مع شق ضوء الصباح لمحت رجل يخرج من أحد أبواب الحي ويسير بالزقاق الضيق بمحاذاة الجدران المتهالكة، كان يتلفت بارتباك يمينا ويسارا، توجه نحو شجرة اللوز وبدأ يلتقط على عجل الثمرات الصغيرة، لم يأكل منها بل راح يجمعها في جيوبه وبطرف قميصه ثم يعود بخطوات سريعة إلى بيته ليطعمها لصغاره الجائعين.. ساد صمت متوتر ولاحظت ان بعض الجيران في البيوت القريبة ينظرون بعيونهم مثلي من خلف النوافذ يتابعون بترقب، أحسست ان قلوبنا جميعا تنبض بقلب واحد وتدعو الله من اجل ان يصل كل مرة سالما بأمان..
اقترب الرجل من باب بيته، وفي تلك اللحظة التي مد فيها يده دافعا الباب ليدخل انطلقت فجأة رصاصة أصابته من خلفه في منتصف الرأس تماما.. شاهدناه يتصلب لبرهة قبل ان يسقط أرضا وتتناثر من حوله حبات اللوز الأخضر..
فهمنا فورا مدلول ما حدث.. القناصة يستعرضون مهاراتهم كمن يقولون لنا: (نحن قادرين على إصابة أي هدف مهما كان بالتوقيت واللحظة التي نحددها.. أجسادكم تحت سيطرتنا، رؤوسكم نستطيع ان نثقبها متى شئنا، لو أردنا يمكننا التصويب لبؤبؤ عيونكم دون خطأ، سنطلق رصاصاتنا عليكم كيفما يحلو لنا).
حين هوى الرجل شعرت وكأنني أختنق .. كتمت صرخاتي وابتلعتها بغصة القهر..
هممتُ بالخروج من المستوصف لكن احدهم امسكني بقوة يمنعني:- أولئك لن يترددوا لحظة من إطلاق النار على أي كائن يتحرك..
توسل:- أرجوك طبيب نارت.. المرضى كلهم بحاجة لك.. ليس لدينا طبيب غيرك في المرج.
الغيلان المتوحشة تتحكم بنا لمجرد أنهم يمتلكون الأسلحة التي تدربوا لبعض الأسابيع على استعمالها في معسكراتهم الإرهابية، لتذهب كالهباء كل الأعوام التي قضيناها في الجامعات والمختبرات لندرس ونتعلم ونتثقف..

حين سقط الرجل، سقطت كل الأمنيات معه وتكومت فوق العتبة جثة..
لم يجرؤ أي أحد منا على الخروج.. لقد فهمنا رسالة الوعيد بالترهيب فانغلقت بإحكام أبواب البيوت كتوابيت ولم تفتح أبدا..

الرصاص تدفق بقوة لاغيا أي لغة لتعقل..
عند الظهيرة وبعد جولتي على المصابين بالمستوصف اقتربت من النافذة فوجدت الجثة مازالت على الأرض في مكانها..
من بعيد دخان رمادي يعلو كالضباب في الأفق ويغطيه..
خيل لي أني اسمع همهمات خافته.. نشيج بكاء الأطفال وأصوات استغاثة.. أصوات موحده بالحزن من المرضى والجرحى والمتعبين..

الحرب مرعبة .. ان نرى أشخاص ينتفضون على الأرض متخبطين بدمائهم أو محترقين بالنيران أو مذبوحين نحرا ونحن نقف نتفرج أمرا في قمة الفظاعة والبشاعة والأجرام ألا محدودة..
الغروب بدأ يلقي بعباءته السوداء فوق جراح المرج.. لم يبق ألا الظلام والصمت ورائحة البارود والنار.. لا أثر للحضارة بعد ألان لقد عدنا إلى العصر الحجري..

حزن عميق يطوقني بالسواد كما لو ان أضواء الكون انطفأت دفعة واحدة..
ومع هذا كله أرفض ان أنشر الحزن والكآبة في نفوس من حولي.. رغم كل السلبية التي في تحيطني ألا أني لن أفقد الأمل أبدا.. غدا لابد وان تشرق شمس نهار الحق ومن تلك الشقوق والشروخ في الجدران المظلمة سيعبر النور.

_________________________________







صباحا في تمام الساعة السابعة فوجئ يعرب برنين هاتفه النقال، لم يظهر على الشاشة أي رقم.. مرر إصبعه باتجاه إشارة الضوء الأخضر.. كلمات موجزة سمعها بصوت أنثوي حاد:- معك مكتب شهاب بيك.
ردد بوجل:- شهاب بيك !!..
- نعم .. هدى تتكلم.
أردفت بحدة أقل :- صباح الخير.
رد عليها بلباقة:- صباح النور
- هل أيقظتك من النوم؟..
- لا كنتُ مستيقظ.
سمعها تتنهد بارتياح ثم قالت وفي لكنتها همس ناعم:- جيد لأني ما كنتُ أرغب بإيقاظك من نومك.
استدركت بنبرة جادة:- البيك يطلب حضورك.
أستفسر :- لماذا ؟..
أجابته محذره:- يعرب الأفضل لك أن لا تتأخر.
- متى يريدني ؟..
ردت هدى باقتضاب:- بعد ساعة في مكتب البيك.

راح يخمن عن السبب الذي يدعو شهاب بيك لاستدعائه على جناح السرعة!.. توترت أعصابه قلقا لفكرة أنه أكتشف بدهائه مخططات وتحضيرات شباب الحراك الوطني بتصعيد الاحتجاجات ضد حكومة القبضة الأمنية..
لشهاب بيك أجهزة وشبكة معلومات خاصة قوية دون شك، يوجد لديه دائما مصادر متعددة وعيون تعقيب وطرق مختلفة لمعرفة خبايا ما يدور بالخفاء، لا شيء يفوته أو يغفل عنه فهو دائما في تأهب واستنفار..

تساءل ان كان سيواجه الاعتقال ويخوض جولة جديدة في التحقيق..
تمتم لنفسه بحيرة وهو يرتدي ثيابه:- إن أراد إخضاعي عنوة فالسؤال الذي يطرح نفسه لماذا أذن لم يرسل الحرس ليجرجروني بمهانة إلى زنازين التعذيب؟ شهاب بيك قادر بالتأكيد على التحكم والقيام بما يشاء..


طوال الطريق ضل يفكر بفحوى الكلام الذي قالته هدى خلال اتصالها القصير..

وصل في الموعد المحدد عند الساعة الثامنة، أشار له السكرتير بالجلوس على كرسي إلى حين مجيء البيك.. بعد مرور ساعة تأكد يعرب أن الضابط شهاب يتصرف معه بعقلية المحقق الحقيقي البارع المحنك، يعذبه بالانتظار وهو أكثر من يتقن ذلك ..

انتظر وانتظر والصمت يأخذ امتداده، وجوه الموظفين والزائرين مغلقة.. وحده صوت ساعة الحائط يتدفق لتعلن الثانية عشر ظهرا..
بعد أربع ساعات ظهر شهاب بيك وبجانبه مساعدته الشخصية هدى..
مر به متوجها نحو الباب كما لو أنه لم يكن هناك، تجاهله المقصود أعفاه من الاضطرار إلى تقديم واجب الاحترام أو الأقدام على حركة تنم عن التذلل الرخيص مثلما فعل بعض الزائرين وذاك السكرتير الذي هبّ عن الكرسي مفزوعا ما أن لمحه وسارع لأخذ الحقيبة من يده وفتح باب المكتب منحنياً بطواعية..

ساعة أخرى مضت دون أن يتكلف أحد طول مدة الخمس ساعات ليعرض على يعرب شرب فنجان قهوة أو حتى كوب ماء..
تعالى نداء الهاتف فوق طاولة السكرتير الذي أخذ يتلذذ بمذاق الشاي، غص بالسائل الذهبي مرتبكا، همس بالسماعة:- أمرك سيدي .

أشار له برأسه ليدخل فقد حانت لحظة المقابلة أخيراً.. شعر يعرب بتشنج في ساقه بعد مدة التعذيب الباردة بالجلوس.

في تلك الأثناء خرجت هدى بهيئتها الرصينة واتجهت إليه، وقفت قبالته وقالت بصوت خافت:- عليك أن تكون قد تعلمت الدرس من المرة السابقة.

أجابها بعنفوان:- لا أحد قادر على منع الطير من التحليق في السماء.


- الحبس يا يعرب ليس بالضرورة ان يكون في قفص من قضبان حديدية.

استطردت هامسة بلهجة تظهر اهتمامها:- إذا ما طردت من الجريدة التي تعمل فيها لم ولن تقبل أي مؤسسة إعلامية تعينك بها رسميا، فهناك مئات غيرك ينتظرون دورهم للحصول على أي وظيفة شاغرة أما أنت فستبقى عاطلا عن العمل والحياة.

أردفت تنصحه دون ان تفسح له مجالا :- هذه فرصتك مع شهاب بيك فلا تضيعها.. لا تضيعها.

دخل يعرب إلى المكتب ليقف وجهاً لوجه أمام حضرت شهاب بيك، اعتقد أنة سيواصل معه لعب دور المحقق، ينشغل بالملفات ويجيب على مكالمات وهمية ويتظاهر بنسيانه وكأنه غير موجود، لكن شهاب لم يفعل أي من السيناريوهات التي توقعها، بل فاجئه بأن نهض عن كرسيه الوثير وصافحه بمودة..
دعاه للجلوس قائلاً بأسلوبه المبهم :- تعرف أن ما قمت به يا يعرب كان أكبر من أن أسكت عنه.

شعر يعرب ان في طيات كلمات شهاب معنى باطني ولا يقصد فقط سلسلة مقالاته التي كتبها واعتبرها مدير التحرير بالجريدة تحريض على الدولة.

استطرد شهاب :- كما رأيت تم في الحال توجيه إنذار لكِ من الجريدة.. من الممكن أن تطرد إذا استمريت في أسلوبك المستفز وستبقى عاطلا لسنوات عن العمل إذا لم أفتح بنفسي لك مجالاً.

عرضه بدا واضحا تماما كصفقة:- وما الذي سأقدمه مقابل عدم طردي وبقائي عاطلا عن العمل لسنوات.

- نتعاون معاً .

ضلت الدهشة تعبث بملامح يعرب :- ماذا تقصد ؟..

تعرف أن أوضاع العمل صعبه في كل مكان وعليك بذل جهد لتحافظ على ما تتاح لك من فرص وظيفية..

ألقى نظرة إلى ساعته وقال:- سنتحدث بالتفاصيل فيما بعد.. ستقام الليلة سهرة عشاء في مزرعة خاصة لأحد الوزراء حيث يستضيف نخبة من المسؤولين الكبار والمتنفذين المهمين.. أريدك أن تكون حاضرا، سيكون هذا مفيدا لك.

بقي يعرب ملتزما الصمت..
عيناي شهاب انصبتا على ملامحه، تابع بخشونة ونفاذ صبر:- لم أسمع ردك؟!

أفصح يعرب دون مهابة:- شهاب بيك أنا لستُ من الصنف الذي يفتخر ويتباهى بحضور السهرات والتواجد حول موائد العشاء مع مسؤولين كبار لأطلع وأحلل وأستفيض في مقالاتي بعبارات بلغني من مصادر عليا موثوقة.

تجهم شهاب وقال:- لا أظنك تفضل الحياة منبوذا من المجتمع.

ابتلع يعرب ريقه مستوعبا سطوة هيمنة التهديد المستتر، هز رأسه موافقا فبدا شهاب مرتاحا بما حققه، أرجع ظهره يسنده إلى المقعد باسترخاء :- قيل لي أنك تكتب كتابا عن واقع الثورات العربية؟!..
دون ان ينتظر إجابة استرسل:- في ضوء المتغيرات والأحداث الكثيرة والتطورات التي تحدث ربما يتوجب عليك أن تعيد كتابة كتابك من زوايا لرؤيا مختلفة جديدة.. وحين تنهي كتابك سأتكفل بطباعته على حسابي في دار نشر عريقة محترمة.

أراد يعرب سؤاله عن معالم الرؤية المختلفة الجديدة التي يريد أن يكتب عنها فالكلام يشير وكأن عهد النضال والمعارضة والمناكفة العلنية باتت ماضيا بموافقة تعاونه معه.

استهل شهاب حديثه:- يجب أن تستعيد وعيك وتعرف مصلحتك.. سوف أساعدك وأرشدك وأفتح عينيك على الحقائق كي لا يضطر غيري فعل ذلك معك بطرق أخرى.

لم يحتاج يعرب لكثير من الفطنة ليعرف ما الطرق الأخرى..

انحنى شهاب فوق مكتبه ورفع سماعة الهاتف:- هدى أعطي الأستاذ يعرب عنوان مزرعة معالي الوزير.

أعاد السماعة لمكانها والتفت ناحية يعرب يخاطبه:- أثق بذكائك لذلك لن أنبهك بأن ما يقال بيننا يبقى بيننا.

فهم يعرب ان المقصودة زويا، استوعب تماما التحذير المبطن لشهاب بيك فهو لا يريد لزوجته ان تعلم شيئا عن ما يدور بينهما.

أنهى شهاب اللقاء وقبل ان ينصرف استوقفه:- يعرب .. عليك ان تعرف أننا في خندق واحد.
للحظات ضل يعرب واقفا بحيرة.. رفع شهاب يده مشيرا للباب:- يمكنك المغادرة.. أراك الليلة.



يتبع ....




دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-19, 07:16 PM   #759

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي



فتح شهاب باب بيته ودخل منهكا، زفر بتعب وقد قرر الاستلقاء ليرتاح ساعة ثم الاستمتاع بحمام دافئ ينعشه قبل الاستعداد لسهرة الليلة..
تقدم نحو الصالة ببطء وقد شعر ان في المكان أجواء مختلفة..
وقف مستغربا لوهلة، كانت النوافذ متروكة مشرعة على اتساعها لنسائم الهواء العطرة التي راحت تداعب الستائر وتطيرها بحرية..
فجأة تناهى لسمعه أصوات ثرثرات متداخلة مع ضحكات مرتفعة صافية عذبة..

وضع حقيبته السوداء فوق الطاولة بهدوء وجال بصره يتلفت باحثا متتبعا مصدر الأصوات..
لمعت عيناه بانبهار حين قابله مشهد لم يراه من قبل..
زويا وتالا كانتا في المطبخ تعملان وهما تتجاذبان أطراف الأحاديث بمرح..
تسمر في مكانه للحظات ونظراته لا تحيد عن زويا مندهشا بألق حين أبصرها تقف أمام موقد الفرن تطهو وتحرك محتويات الطنجرة..
بدت مستمتعة فيما تفعله، كانت ترتدي قميص أبيض وسروال جينز ازرق وتضع فوقهما مئزر الطهي حول وسطها.

تلك البرهة تنبهت تالا لوجود شهاب.. نظرت إلية لوهلة فرأته يتقدم نحوهما بطوله الفارع وهو يرتدي زيه العسكري المهيب، هبت واقفة متصلبة كما الجنود في الجيش.. حركتها تلك استرعت انتباه ودهشة زويا وشهاب معا.
ارتبكت وأسرعت تستأذن بخفوت بصوت مرتعش غير مفهوم، طأطأت رأسها وانسحبت للخارج من باب جانبي في المطبخ والرعب يسيطر على كيانها.

عبس شهاب للحظات ثم مالبث أن هز كتفه بغير اكتراث واقترب من زويا قائلا بانشراح :- ممتع أن أعود وأجدكِ هنا.

همست زويا بشقاوة:- طلبت من الحرس عدم إبلاغك بوجودي.. أردت مفاجئتك.

أجابها ببساطه :- هذا بيتك.

ابتسمت له وعادت تحرك بالملعقة الضخمة المزيج داخل الطنجرة وقد فاحت الروائح الشهية.
تقدم منها ووقف وراءها ينظر من فوق كتفها.. قال كمن لا يصدق:- مربى السفرجل.
التفتت إليه زويا مستمتعة برؤية الصدمة الايجابية في عينيه جراء تحقيقها ما طلبه منها.
علت الابتسامة العريضة على وجهه وأضاف بفيض سرور :- يبدو لذيذا.. كم جميل أن تعدي لي بيديكِ مربى السفرجل.

ردت بنبرة مرح:- يمكنني أيضا أن أطبخ ألذ المأكولات.

- ظننتك تكرهين المهمات المطبخية.
- عميمة تيتيان أصرت على تعليمي كل ما يتعلق بالشؤون المنزلية.. حسنا لا أنكر أني أبغض دخول المطبخ.

رمقته بنظرة خاطفه ثم همست بنعومة تصرح:- لكني أحب أن أطهو الطعام لك.

رفع حاجبيه للأعلى وتمتم ذاهلا:- حقا !!

أومأت وقد اجتاحها شعور هائج من دفق الحنان جعل الكلمات تنساب من بين شفتيها تلقائيا:- أنت فقط قل لي الأكلات التي تحبها وسأقوم بإعدادها.. سأطهو لك ما تشاء.

ما قالته أثر بقوة شديدة على شهاب، همس بصوت عميق يفيض بالبهجة: - يسرني جدا أنكِ تحاولين فعل هذا من أجلي.

التقط يداها وجذبهما إلى شفتيه يقبلهما برقة فما قامت به يعتبر تقدم هائل وبالغ من الاهتمام.
- لا أريدك ان تتعبي نفسك وصحتك.

ابتسمت تؤكد له: – أطمئنك في حياتي كلها لم أشعر أني بصحة قوية كما الآن.

تنحنحت وأردفت :- لكن لا أظنك تمانع إذا ما ساعدتني تالا قليلا بالوصفات فهي بارعة جدا وأنا مازلت بحاجة لتعلم الكثير من فنون الطهي.

أنهت جملتها بضحكة حركت في نفسه مشاعر من الفرحة العارمة..
جلس شهاب يراقب زويا دون ان يشعر بمرور الوقت.. نسي تماما كل ما لديه من مخططات ومشاريع ومواعيد.. حتى حين اتصلت به هدى لتذكره بشأن السهرة في مزرعة معالي الوزير.. خرج من باب المطبخ إلى الحديقة وقال لها:- سأتأخر.. اسبقيني إلى السهرة وأبقي إلى جانب يعرب.. لا تتركيه .
ردت هدى بحماس:- لا تشغل بالك.. أنا أراقب تحركات يعرب جيدا.

عاد شهاب سريعا إلى المطبخ فتوقفت زويا عن تحريك المزيج وعلقت:- إذا كان لديك عمل ضروري يتطلب ذهابك أستطيع أن أتفهم.

أجابها بإيجاز:- الأمر ليس عاجل .

رمقته بطرف عينها وهي تلعق دبق المزيج المحلى عن أصابعها مسرورة لبقائه ووعدته:- ستذوق أطيب مربى قمر سعادة.
افتر ثغره عن ابتسامة عريضة غمرت عينيه:- ليس لدي أدنى شك.
بادلته الابتسام وعادت تمسك بالملعقة الكبيرة متمتمة:- يجب ان استمر بتحريك المربى كي لا يلتصق بقاع الطنجرة ويحترق.

أمضى شهاب أمسية دافئة ولحظات رائعة من الألفة مليئة بالانسجام والتقارب مع زويا التي ضلت تثرثر وتأسره بروحها العفوية.. استمرت تحرك المربى ببطء حتى أصبح المربى جاهزا فأطفئت النار تحت الطنجرة.
أخذت تتنقل في المطبخ براحه وتفتح الخزائن، سألته وهي تفتش داخل أحدى الخزانات:- أليس لديك مرطبان زجاجي فارغ لتعبئة المربى؟ .

- لا أعرف.. دعيني أساعدك بالبحث.
في اللحظة التي تقدم للأمام أغلقت زويا الخزانة وتراجعت للوراء دون ان تلتفت فاصطدمت به في قوة أفقدتها التوازن، شهاب مد يداه سريعا يمسكها ويثبتها في مكانها.. كان قريبا منها بحيث اشتمت عطره وشعرت بأنفاسه الدافئة..
تمتمت:- عفوا لم أراك.
شكرته بلطف وحاولت الابتعاد لكن كفيه طوقتا خصرها بلمسات مثيرة.
قفز قلبها بين ضلوعها وتسارعت نبضاتها بجنون عندما التصق بها إلى حد أنها أحست بعضلاته.. رفعت وجهها للأعلى تحدق في عينيه المشتعلتين بالشوق.. ارتابت من مشاعرها أثر ملامسته واستغربت عدم مقاومتها له حين طوقها بذراعية القويتان وانحنى يعانقها بشغف..
همست بخجل بصوت ناعم ذوب قلبه الخافق:- شهاب

رفع بصره إليها فقالت بأنفاس لاهثة مضطربة:- علينا ان نتصارح.

شهاب فجأة ارتد إلى الخلف مبتعدا عنها قليلا متوجسا متوقعا ان تفاتحه مجددا بموضوع الطلاق..
ساد بينهما صمت متوتر.

نظرت زويا إلى الأرض وهي تفرك كفيها بتوتر فقد حان دورها لتبادر في أزالت وهدم الحواجز التي تمنع وصالهما،

ازدردت ريقها وجاهدت لتسيطر على أحبالها الصوتية وقد عقدت العزم على إخباره :- شهاب أنا لا أريد الطلاق.

ودون ان تتيح له مجالا للكلام استرسلت:- أود أن أقضي حياتي كلها قربك ولا تظن أبدا أن ذلك عرفانا بجميلك معي.. شهاب أنت تعرفني ..لا أكذب ولا يمكنني أن افعل شيئا بالتزام كواجب امتنان فتلك ليست شخصيتي.. تذكر أني عندما وافقت على عرض زواجك لم يكن لأي غاية أو مصلحة.. لا لمعروف ولا أي شيء.. تزوجتك لأني أحبك.

رفعت رأسها ترنو إلى عينية مباشرة :- لنحاول أنجاح زواجنا. لا أريد أن أخسرك... لا أريد الانفصال عنك.. أود أن نستمر معا ولا نفترق أبدا.. اسكن بيتك الدافئ وابقي داخل قلبك بأمان.

نظرت إلى صدره الذي أخذ يهبط و يعلو وهو يقول:- لقد طلبتِ الطلاق.. الطلاق!!

عضت شفتها بتوتر وقالت بصوت مختنق مرتعش:- أنا أخطأت بحقك لكن عذري أني كنت أتعذب من فكرة أنك دفعت لأحدهم أو أجبرته بنفوذك على التبرع لي.

ابتعد عنها في صراع بين نفسه وأشواق قلبه، همس بقهر:- أكثر ما ألمني أنكِ ظننتِ بي السوء.

- اعترف انه كان ينبغي ان أثق بك أكثر.. اعتذر.. أنا حقاً آسفة.

حدق لعمق عينيها ليجد جواباً يبحث عنه:- أريدك ان تخبريني الآن هل ستثقين بي؟

أجابته بقوة:- بالطبع سأفعل.

- لن تعاودي طلب الطلاق؟

هزت رأسها يمينا ويسارا:- هل كنت حقا ستوافق على الطلاق؟

تنهد بأسى:- ما كنتُ سأفعل بإرادتي.. أنتِ بالذات دون غيرك من البشر لا يمكنني أن أفرض عليكِ ما لا ترغبين أو أرفض لكِ طلبا.

- شهاب حتى وان أفلت لساني يوما فلا تصدقني ولا تسمح لي بالابتعاد عنك.

دنت منه ووقفت أمامه، نظرت لعينيه برقة وعذوبة، أمسكت بيده ووضعتها فوق قلبها:- هذا القلب لك أنت وحدك وسيبقى يحبك مادام فيه نبض يخفق.

مالت برأسها تسترخي على كتفه وكمن أحس بحاجتها للامان فضمها بحنان إلى صدره.. سمعته يهمس بأذنها:- جهزتُ لكِ غرفة نوم بالطابق الأعلى.
رمقته بخجل :- تريد أن أبقى ؟

- أنت حبيبتي وزوجتي وهذا بيتك.. يجب أن تنتقلي إلى هنا لنعيش معا.

- لا استطيع ان انتقل لأعيش معك.

أجفل عابسا فاستطردت سريعا:- أقصد .. حتى وإن كنا قد عقدنا قراننا لكن خطوة كهذه تحتاج لموافقة الأهل ومباركتهم لنا.

_________________

كانوا مجتمعين في القصر عندما باغتهم شهاب معلنا ان زويا ستنتقل لتقيم معه في بيته.
علقت الشريفة إيمان قائلة:- لا أراكما في توق لحفل!!

- حياة لا نحب احتفالات الصخب والبذخ كما أننا سنقوم بالتبرع بتكاليف الزفاف إلى منظمة أطباء بلا حدود من أجل غرف العمليات المتنقلة.

تيتيان لم تغفل عن نظرة الخيبة التي اعتلت وجه الشريف.. انبرت قائلة:- لكنكما لن تمنعونا من إقامة حفل استقبال لكما في القصر.

الشريفة أيمان تدخلت داعمة موقف تيتيان وهي تنظر مباشرة إلى شهاب:- نعم لابد من إقامة حفل استقبال فالكل يتساءل منذ شهور عن موعد الزفاف.. وأنا في الآونة الأخيرة أصبحت أعاني كثيرا من الإحراج.. ومع طول المدة لم أعد أجد أي مبرر لتأخير وتأجيل الحفل خاصة وأن حياة تقيم أصلا في القصر.. وجودها هنا قبل الزفاف أثار الكثير من الأقاويل.
قاطعها شهاب :- عمتي لا تنصتي لثرثرات الفارغة.

- أنت شاب لكن حياة فتاة وهذا يسيء لسمعتها.

- يسيء لسمعتها!! حياة زوجتي شرعا وقانونا.

تنهدت الشريفة وأوضحت بهدوء:- بني نحن نعيش في عمان.. أي أننا مقيدون بمجتمعنا المحافظ ولابد من الاستجابة لمتطلباته، من الضروري مراعاة المظاهر والأصول الاجتماعية.. عقد قرانكما تم ضمن نطاق عائلي ضيق أقتصر على حضور نخبة من الأقارب.. الزفاف سيكون إشهار علني لزواجكما الرسمي ويمنع انتشار المزيد من الإشاعات.

أسهبت الشريفة:- كما أنه من المفترض عليك أن تكرم عروسك بالقصر في حفل فخم ضخم يليق بمكانتها لديك وبمقامك.. يجب أن نقيم عرس بهيج ندعوا إليه جميع أقاربنا ومعارفنا وأصدقائنا فكلهم ينتظرون مناسبة زفافك.. أنهم يريدون المجيء ليرونك عريسا ويفرحوا لك..

التفت شهاب نحو زويا التي وجدت نفسها تقتنع وتتفق مع أراء الشريفة وعمتها، وافقت بإيماءة من رأسها :- من حقهم ان يشاركونا السعادة.

ابتسم شهاب:- حسنا سنقيم حفلا على ان يكون موعده يوم الجمعة القادم.

صرخت الشريفة :- ماذا ؟!! هذا مستحيل.. نحتاج مهلة شهرين لأجراء التجهيزات.

قال شهاب بإصرار:- الجمعة القادم .

تمتمت الشريفة بنزق:- لقد انتظرناكما عاما كاملا، ألا تستطيعا أن تنتظرا شهر على الأقل لإتمام الاستعدادات.

أخفضت زويا رأسها بحياء شديد حين أجاب شهاب بحزم:- لا .. لسنا قادران على الانتظار.

هبت الشريفة واقفة توجه كلامها لتيتان مدركة ان شهاب لن يغير رأيه :- علينا ان نبدأ حالا بالعمل فليس أمامنا أي وقت لنضيعه..

بتفكيرها السريع قالت تيتيان:- أولا سنبدأ ببطاقات الدعوات يجب ان نختارها فورا ليتم انجاز طباعتها وتوزيعها منذ الغد على أبعد تقدير، ليس من ألائق إرسالها للمدعوين قبل يومين من الحفل.
- ماذا بشأن الورود ؟.. حتى وان أوصينا بإحضارها حتما لن تصل قبل أسبوعان.

اقترحت تيتيان:- لنقيم الحفل في الحديقة .

- حسنا .. حسنا.. سأتعاقد مع شركة خاصة بالاحتفالات لتنسق كافة المستلزمات .. ماذا بخصوص العشاء والضيافة؟... وقبل كل ذلك الكعكة، علينا الاتفاق مع أمهر الطهاة..

هتفت زويا:- سأطلب من تالا عمل الكعكة.
عبست الشريفة مستنكرة:- تالا ليست طاهية محترفة بصنع كعكات الزفاف.. لا يمكننا المجازفة في حفل سيحضره أمراء وأشراف وشخصيات مرموقة.

- لقد رأيتُ بنفسي بعض من الكعكات التي قامت بإعدادها في الأكاديمية الملكية لطهي أنها مذهلة.

تساءلت الشريفة بتشكك:- أواثقة أنها ستجيد صنعها؟!.
- نعم واثقة تماما ببراعتها.

أسهبت بحماس :- في يوم ما تالا ستفتتح محلها الخاص الذي سيتهافت عليه الزبائن وستغدو أشهر وأهم بائعة حلوى في الوطن.

الشريفة بدت متوجسة في توكيل تالا بمهمة صنع كعكة العرس ألا أن شهاب ورغم قناعته ان زويا بالغت كثيرا في مديح وإطراء إمكانيات ومهارات تالا قال سريعا:- لا أحد يجرؤ ان يقول لا ما دامت هذه رغبة العروس.


تدخلت العمة تيتيان بحكمتها :- حسنا الحفل كبير والمدعوين كثر ولا بأس من وجود أكثر من كعكة.. واحدة تعدها تالا بطلب من العروسان وكعكة أخرى يعدها طاهي خبير مثلما تريد الشريفة إيمان.


لمعت عينا الشريف طلال وهو يرمق تيتيان بلطف كمن يشكرها على ما تفعله لتدخل السرور بقلوبهم جميعا.. أشرق محياه بالغبطة والحبور:- سأتصل بوالدي حياة وأخبرهما بالمستجدات كي يتمكنا من ترتيب مواعيد السفر.

تمتمت زويا بخيبة:- من غير المتوقع حضورهما.. اديغتنا الخابزة تمنع مشاركة أهل العروس في حال زواجها من خارج القبيلة.

شهاب ابتلع ريقه بصعوبة واعيا لحقيقة التضحية التي قدمتها زويا حين وافقت على الزواج منه.. لقد تركت أهلها وعالمها كله من أجله ولتكون معه.

رفع شهاب رأسه وابتسم حين سمع أبيه الشريف طلال يقول:- بزواجك من أبني شهاب أصبحتِ فرد من عائلتنا وبمثابة أبنتنا يا حياة.. نحن كلنا أهلك وعزوتك.


******************

لم تستطع زويا فعل شيء إزاء ما شهدته من حالة ابتهاج وفرحه عمت أرجاء القصر، رغم ان الحفل تسبب لها بصداع حاد لكنها لم تعبر عن استيائها وكتمت اعتراضها على البهرجة التي رافقت الاستعدادات والتحضيرات.. الشريفة ايمان والعمة تيتيان أشرفتا معا على انتقاء كل شيء بالكامل بما في ذلك جهاز عرسها.

وقفت زويا قبالة خزانة ملابسها وقد امتلأت بالفساتين المهفهفة الزاهية الألوان.. استدارت وتأملت الحقائب العديدة والعلب الكبيرة المتناثرة في أرجاء غرفة النوم ..
أخذت تفتح الصناديق وتستطلع محتوياتها وتفرغ بعضها داخل الأدراج..
حدقت بارتياع مذهولة من مجموعة ملابس داخلية حريرية تحيط بها الدانتيل والشرائط المطرزة.. رفعت بأطراف أصابعها حمالات رفيعة لغلالة شفافة لامعة فاضحة.. تمتمت باستنكار :- هل حقا سأرتدي هذه الأشياء!!

- بالتأكيد.

التفتت فأبصرت أمامها شهاب واقفا مستند بكتفه على إطار الباب، كان على شفتيه ابتسامه واسعة، غمز لها:- أتشوق لرؤيتها عليكِ.

في تلك اللحظة شعرت زويا بالدم يتدفق بحرارة إلى وجهها، بحركة تلقائية اخفت وراء ظهرها الغلالة الفاضحة.. دخل شهاب إلى الغرفة ووقف بجانبها، أطلق صافرة طويلة عندما شاهد قمصان النوم الحريرية البراقة والمخرمة التي تكشف الكثير بإغواء وإغراء..
أسرعت تقفل العلبة والحياء يكتسحها بإحراج شديد.
- لماذا تخفينها؟..
أضاف ضاحكا:- هل تريدين أن تفاجئيني بها عندما ترتدينها؟.

تصاعدت حرارتها فأشاحت بوجهها المحمر.. أطلق شهاب ضحكة مجلجلة مثيرة إلى حد لا يوصف زادتها خجلا..

جلس فوق السرير وشدها برفق بحركة خاطفه من خاصرتها لتستقر بجواره، أبعدت خصلات شعرها وراء أذنها بارتباك.. تضاعف إحراجها عندما مد يده إلى ذقنها يرفع رأسها، داعب وجنتها ثم أخذ يتلمس بأصابعه كل جزء من وجهها.. همست:- يقولون ان العريس لا يجب ان يشاهد العروس قبل ليلة زفافهما كي يضل بشوق لها.
- شوقي لكِ لن يخف أبدا بل أنه يزداد وهجا.

رمقها باشتهاء واقترب يلتصق بها يغمره شعور توق الغرام.. وضعت زويا يدها على صدره توقف اندفاعه لكنه أزداد التصاقا وضمها بقوة..
- شهاب هدأ من حماسك.
كاد يفقد سيطرته على نفسه ليلتهمها بقبلاته لولا امتلاكه لإرادته الجبارة.
- شهاب كفى.

قال متبرما وهو يجاهد ليكبح عواطفه:- منذ الغد لا أريد ان اسمع هذه الكلمة بتاتا.
التهب وجنتيها بالاحمرار فضمها إلى صدره العريض ضاحكا.


همت تالا بدخول الغرفة وهي تحمل بين يديها علب هدايا فخمة وصلت خصيصا إلى العروس من عائلتها.. لكنها في اللحظة الأخيرة تراجعت للوراء متوارية خلف الباب عندما اخترق سمعها ضحكة رجولية.. وقفت مندهشة لا تصدق.. شهاب بيك الذي بالكاد يبتسم وإذا فعل يكون حدثا نادرا جدا، تسمعه الآن يضحك!.. بل وضحكاته تعلو بقهقهات مجلجلة غير عادية!!..
شهاب بيك الضابط المهيب الجاد العابس برصانة الذي تخافه وتهابه منذ طفولتها ويتراءى لها في كوابيس مناماتها كل ليلة أنه يجرها إلى الطابق العلوي بالقصر ليحبسها في مرسم أمه وقد قرر أن يقطع لسانها كي يضمن سكوتها للأبد..
شهاب بيك الذي أنطبع بذهنها طوال حياتها بتلك الصفات والخيالات المرعبة تراه برفقة زويا شخص أخر مختلف تماما كما لم تراه من قبل.


نهاية الفصل الحادي عشر
بانتظار تعليقاتكم وأرائكم ولايكاتكم






دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-19, 07:20 PM   #760

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي


شكرا لحضوركم احبتي ربي يسعدكم ولا يحرمني منكم قراءة ممتعة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 8 والزوار 4)
‏دنيازادة, ‏تالا الاموره, ‏affx, ‏ندىمنصور, ‏ahmedman2010, ‏دوسة 93, ‏lolly20, ‏وسق المهدي
أدوات



دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:42 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.