آخر 10 مشاركات
رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          201 ـ أغنية كي يرحل ـ ليز فيلدنغ فراشات أحلام (كتابة / كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          من أجلكِ حبيبتي (71) للكاتبة: ميشيل ريد ×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          الحب الأزرق *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : Fatma nour - )           »          زَخّات الحُب والحَصى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          [تحميل] ارادة رجل ، للكاتبة/ قلب الجبل (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          87 - ومرت الغيوم -آن هامبسون -عبير جديدة (كتابة /كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-19, 11:37 PM   #51

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي رواية القيادي


الفصـل الثامن عشر
القِِيَّـــادي
ــــــــــــــــــــ

ارتسم على ثغره ابتسامة عذبه عندما وجدها أمامه ، ظل شاردًا في الطريقة التي أتت بها وود أن تأتي بنفسها إليه ، مد مصطفى يده ليمسك يدها وتدخل هي ، ولجت رانيا بتردد وهي تنظر حولها بتوتر ، اوصد مصطفى الباب خلفها وحدجها بنظرات عاشقة وهو يردد بحب :
- أخيرًا يا حبيبتي .
ابتسمت له بتصنع وتسائلت بصوت مُتحشرج وهي تنظر إليه :
- أنت كويس ؟ .
رد بحب وهو يدنو منها :
- أنا بقيت كويس بس لما شوفتك .
ابتسمت للجانب ولم تعلق ، استطرد وهو يسحبها لتتقدم داخل الشقة :
- مش هتدخلي ، هتفضلي واقفة كدة .
امتثلت لرغبته ثم سارت رانيا للداخل وهو خلفها ، اغمض عينيه لثواني محاولاً تهدئة تلك الرغبة التي تملكت منه فور رؤيتها ، جابت رانيا المكان ببصرها وهي تتأمل شقته ارتسم شبح ابتسامة وهي تطالعها فكم شغفت للعيش معه ولكنه يُعثر الأمور بينهم، تنهدت بقوة لتستدير بعدها ناحيته ، سألته رانيا بمعنى :
- صحيح الكلام اللي قالته سالي ، أنت زعلان علشان هبعد عنك.
حرك رأسه نفيًا وهو يرد بنظرات متمنية :
- انا مش زعلان ، انا هموت لو حد غيري لمسك .
التوى ثغرها بابتسامة ساخرة ، تفهم مصطفى موقفها ، وأمسكها من كتفيها وقربها منه ليقول بنبرة ذات معنى :
- سيبي كل حاجة وتعالي معايا يا رانيا .
ابعدت يديه وحدجته بنظرات قوية ، هتفت رانيا بانزعاج :
- واللي طلق مراته علشان يتجوزني دا أقوله ايه .
نظر لها بعدم تصديق لما تفوهت به ، هتف باستنكار :
- رانيا انتي بجد عاوزة تتجوزي البني آدم ده ، انتي بتقارنيني أنا بيه ، المفروض تختاريني أنا ، أنا حبيبك ، انا اللي هعملك كل اللي انتي بتحلمي بيه ، شاوري بس وهتلاقي معايا اللي عمرك ما شوفتيه .
حركت رأسها لا تريد سماع المزيد ، هتفت بحزن :
- كل ده هيبقى على حساب سمعتي اللي هتبقى في الأرض ، وشرفي اللي هيبقى في التراب ، وسيرتي اللي كل الناس هتنهش فيها ، كل دا ميهمكش .
بدت تتغير نظراته تجاهها ، فطن ان الحديث صعب معها ، رد بمغزى البكها :
- اللي يهمني دلوقتي اني عاوزك ، وهاخدك يا رانيا .
اخفت ارتباكها وردت ساخرة :
- هتاخدني غصب عني يعني .
حاوط خصرها وجذبها إليه بحركها مباغتة تفاجأت بها ، وادركت أنها لعبة منهم لتأتي إليه ، نظرت له بأعين مهزوزة ، مد يده وجذبها من شعرها بعنف وقربها منه وجهه وهتف بصوت لاهث:
- انت الليلة بتاعتي يا رانيا......
__________________________________

زاغت عيناها يمينًا ويسارًا حينما اخبرها بنية الآخر من الزواج من ابنة عمه وعلمت سبب تخليه عنها وعدم التماس العذر لها لما فعلته دون عمد منها ، تفحص عمرو ملامحها التي تغيرت للإنزعاج والغضب ، ابتسم بتشفي فقد صدق حدسه لوجود علاقة ما بينهم ، نظرت له سالي لتقول بمغزى ونظرات قاتمة :
- وانت جاي عاوز مني أيه ؟ .
ادعى قلة الحيلة بملامحه وقال بمكر دفين :
- هو أنا اللي هقولك هتعملي أيه ، مش دا حبيبك برضه وواحدة تانية هتيجي تاخده منك .
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تستمع له، شعرت سالي بعجزها فما هو الذي ستقدمه ، وضحت بتردد :
- انا فعلا متضايقة ، بس مش عارفة اعمل ايه ، أيهم مش سهل زي ما انت فاكر ، انا مقدرش اقف قصاده ، انت متعرفش هو ابن مين ويقدر يعمل ايه .
لوى ثغره للجانب في تهكم وتفهم من حديثها الأمر ، ولذلك أخذ في الحسبان أن يسلك طريقًا آخر لمحاولة الإستفادة منها ، وضح عمرو خطته بــ :
- انتي مش هتقفي قصاده ولا حاجة ، مش علاقتكم انتهت خلاص .
اومأت برأسها وهي تنظر له بعدم فهم لما ينتويه ، ابتسم عمرو بمكر ليوضح أكثر :
- ملكيش دعوة بيه ، خليكي معاها هي .
بدا الجهل الشديد عليها وهو يوضح بمغزى :
- أنتي هتيجي عندنا البلد وهتبقي ضيفة عندي ، وانتي بقى تحاولي توقعي بينهم بطريقتك .
مطت شفتيها للأمام بتفكير وبدا عليها اعجابها بالفكرة ، نظرت له لتقول بابتسامة جانبية ذات مغزى :
- عجبتني الفكرة دي .
قال عمرو بمفهوم جاد :
- لازم تلمحيلها على علاقتك بيه ، وأنه لمؤاخذة كان معاكي .
ازدرت سالي ريقها ونظرت له بارتباك، ابتسم عمرو بمكر وقال:
- عادي بتحصل ، مش هقول لحد خالص ، سيرك في بير ، كل اللي يهمني رسيل بس تعرف......
___________________________________

ساعده اسماعيل في الإختلاء بها ، أخذها أيهم بعيدًا عن هؤلاء البشر حتى يتمكن من الحديث معه بأريحية أكثر ، ظل للحظات مُحدقًا في هيئتها المُحتشمة وملامحها الاوروبية الجميلة ، كان عليه ان يتيقن أنه كان يحلم بها ، فهي مختلفة كليًا عن التي رآها في منامه بشعرها المكشوف وجسدها العاري ، لاحظت رسيل نظراته نحوها وتملك من الارتباك وشعرت ببرودة في جسدها جعلت وجنتيها تزداد حمرة ، ابتسم ايهم لخجلها المُبالغ فيه والذي لم يتعود عليه من قبل ، تنحنح ليكسر ذلك الصمت ، سألها أيهم بمعنى :
- مقولتليش هاجي اطلب ايدك امتى ؟ .
ازدردت ريقها وتلعثمت في الرد، تنحنحت لترد بصوت متحشرج:
- الوقت اللي يعجبك ، كلم عمي الاول .
ابتسم بمكر فهي من هيئتها تبدو ضعيفة ناهيك عن خجلها الزائد ، تنهد ايهم ليرد بجدية :
- يبقى بكرة .
دُهشت رسيل من تسرعه ونظرت له بعدم فهم وكادت أن تتحدث ، فقاطعها وهو يتابع بجدية أكثر :
- احنا هنتجوز على طول ، يعني قبل الدراسة بتاعتك ، وأنا اللي هوديكي الجامعة بنفسي ، قولت ايه؟ .
نظرت له بحيرة ولم تجد ردًا فهي ما زالت مُتعجبة من سرعته في الإرتباط بها ، نظر لها أيهم يقتله فضوله لسماع ردها ، بينما وضحت رسيل الموضوع :
- مش ناخد على بعض الأول ، أنا لسة معرفش عنك حاجة .
زفر بخفوت ورد عليها بمعنى فقد مل من الإنتظار :
- كل حاجة عني هتعرفيها ، انا مش عاجبك يعني .
نظرت له رسيل فأي فتاة تتمناه بكل صفاته تلك ناهيك عن وسامته الزائدة ، ادرك ايهم نظراتها وابتسم من الداخل ، حاول التأثير عليها أكثر حين قال بهدوء ساحر :
- رسيل تعالي معايا ، محدش هيقدر يقف معاكي ضد عمرو غيري ، هعملك كل اللي انتي عوزاه ، هتعيشي حياة غير دي وسط ناس تانية نضيفة ، حياتك كلها هتتغير معايا ، تعالي معايا وسيبي هنا ومش هتندمي .
حدقت فيه رسيل مذبهلة وتاهت في حديثه ، فهل بالفعل ستخرج منها وترى تلك الحياة التي تراه بالتلفاز ، فلم تحظى برؤية تلك الأماكن النظيفة سوى بداخل جامعتها اثناء تواجدها فيها ، شردت لبعض الوقت فلم يتجرأ أحد غيره على الزواج منها ، استنبط ايهم مؤشرات وجهها التي توحي بالموافقة ، لم يعطيها الفرصة للحديث أكثر حتى هتف بجدية مُتلهفة :
- بكرة هاجي اتقدملك يا رسيل.....
__________________________________

حاوط خصرها بقوة مانعًا إياها من الإبتعاد ، حيث دفعته رانيا بعيدًا عنها بكل ما أوتيت من قوة عندما حاول مصطفى تقبيلها ، هتفت باهتياج وهي تحاول الإفلات من قبضته :
- مصطفى مش هينفع اللي بتعمله ده ، انا خلاص هتجوز .
ظهرت على هيئته علامات التمني لها ، لم يهتم بكل حديثها حيث هتف بنبرة عنيفة :
- أنا هبقى أول واحد يلمسك وآخر واحد ، مش هخليكي لغيري مهما حصل ، سمعاني ولا لأ .
لم يمهلها الفرصة للرد عليه، حيث احكم يديها خلف ظهرها وهو يأمرها :
- خليكي معايا بمزاجك احسنلك يا رانيا .
اوشكت على البكاء فقد ضعفت قواها تجاه قوته المضاعفة عنها بمراحل ، استشعر مصطفى ضعفها وطرحها أرضًا ، اجفلت عيناها كأنها ترى أنه لا مفر من ردعه عنها.
وضع يده على جسدها مُحاولاً تمزيق ملابسها ، هنا صرخت رانيا وترجته :
- حرام عليك مش هينفع كدة ، انت عاوز تفضحني .
أعمته رغبته فيها وتجاهل كل حديثها وبات فقط تمنيه لها.
لثمها بقبلة أشعرتها برغبتها هي الأخرى فطالما حلمت بلمسه لها ، لم تدفعه رانيا ولاحظ مصطفى هدوءها وتعمق أكثر معها مما أجج تلك الرغبات الأنثوية بداخلها ، لم تجد امامها سوى التجاوب معه الذي جعله لم يتراخي في النيل منها بعدما وجدها راغبة فيه هي الأخرى ، بدت لحظات الرغبة طارئة على حالتيهما واستسلم الإثنان لما يفعلانه.....
___________________________________

قام بضبط ربطة عنقه وتقدم نحوها محاولاً العلو من شأنه ، تنحنح ماجد بخشونة ليُلفت انتباهها ، قال بنبرة هادئة :
- مساء الخير يا ملك .
التفتت له ملك وتمعنت النظر في هيئته المنمقة ، وما أثار استغرابها رفعه لرأسه للأعلى ويبدو عليه التكبر والتعالي ، لوت شفتيها للجانب وهتفت بمقت :
- طيب عن إذنك.
ثم استدارت تاركة المكان، شهق ماجد وانتفض من مكانه وهتف ليمنعها من الرحيل :
- عن اذنك ايه ، انتي على طول مستعجلة كدة .
التفتت مرة أخرى لترد عليه باستهزاء :
- أصلي مش بحب المتكبرين .
رد على الفور بتبرير كاذب :
- أنا مكنتش بتكبر، دا أنا كنت بشوف القمر طالع ولا لأ.
نكست رأسها وهي تلوي شفتيها بعدم اقتناع ، فحدق هو فيها واستطرد بغزل صريح :
- بس الحمد لله ملقتهوش ، طلع واقف قدامي بالظبط .
رفعت رأسها لتنظر إليه وبدا عليها التوتر من نظراته الجريئة نحوها ، انتصبت في وقفتها وحاولت التقلد بالقوة ، هتفت بجدية زائفة وهي تعنفه :
- لو سمحت عيب الكلام ده ، انت فاكر نفسك فين .
اسبل عينيه وهو يبرر لها :
- دا أنا نيتي سليمة واللهِ ومعجب قوي قوي قوي .
ضغطت على شفتيها من غزله فيها وقررت إيقافه عند حده وأن يلتزم الحدود معها كي لا يخيل له أنها سهلة المنال ، لذلك هتفت بتنبية شديد :
- لو سمعتك بتقولي حاجة من الكلام ده تاني مش هيحصلك كويس ، ولازم تعرف أني مش سهلة ومش من البنات إياهم ، انا متربية قوي و....
اشار بكلتا يديه كي تكف عن الحديث وهو يحدق فيها باندهاش ، هتف باستنكار :
- ايه ده ، نافورة كلام ضربت في وشي ، مكنوش كلمتين حلوين اللي قولتهم .
تابعت تحذيرها بحدة :
- انا حذرتك وخلاص ، وأحسنلك تتقي شري ، سلام .
ثم استدارت تاركة إياه خلفها يتتبعها مدهوشًا ، هتف ماجد بعدم تصديق :
- هي عملت كل ده علشان قولتلها أنتي حلوة ، اومال لو قلتلها أنتي جامدة هتعمل أيه.....
___________________________________

أصر على توصيلها بنفسه لفيلتها خاصةً أن الفيلا تبتعد مسافة قليلة عن سرايته ، كانت رسيل خجلة طوال الوقت من قرب المسافة بينهم وارتبكت من الداخل ، حاولت تهدئة نفسها فلم تشعر بذلك الشعور الغريب من قبل ، لامت نفسها على رهبتها منه فسيصبح زوجها كيف وهي بتلك الحالة الخجلة ، تنفست رسيل بهدوء وهي تسير بجواره ورسمت الهدوء بصعوبة ، وعن أيهم لم تخالجة أيًا من تلك الأحاسيس ، فقد كان في عالم آخر ، ينظر فقط اسفل قدمية خيفةً من أن يدعس بقدميه على ارواث الحيوانات فسيغمي عليه حتمًا اذا حدث ذلك ، تنهد بارتياح بعض الشيء عندما اقتربوا من الفيلا فالمكان خاوي من تلك الأشياء المقززة ، اتسعت ابتسامته وحمد الله في نفسه أنه لم يصبه مكروه ما ..
وقفا الإثنان امام الفيلا وابتسم أيهم بعذوبة وهو يقول :
- حمد الله على السلامة ، الحمد لله وصلنا .
تعجبت رسيل منه ولكنها ابتسمت بتوتر وردت :
- طيب تصبح علي خير .
هتف بحزن زائف :
- على طول كدة ، خلينا نتكلم شوية .
نظرت رسيل للفيلا بتوجس تخشى رؤية عمرو لها ، ذلك الأمر جعل أيهم ينزعج ، هتف بصوت غاضب جعلها ترجع للخلف :
- قولتلك متخافيش منه وأنتي معايا ، ليه مبتسمعيش الكلام .
صمت ايهم ليرى خوفها منه نتيجة عصبيته ، تنهد بهدوء وقال بهدوء ظاهري وهو ينظر إليها :
- رسيل أنا مش قصدي اخوفك مني ، انا بس عايزك تثقي فيا ومتخافيش من حد يا حبيبتي .
هدأت رسيل فور نعته لها بحبيبته ، استشعر أيهم تأثير كلماته عليها ، فكم يرى البراءة فيها وفي شخصيتها النقية التي لم ترى الغدر والكُره في حياتها ، شرد لوهلة فيما جاء من اجله وادرك أن تلك الفتاة لا تستحق ما تقاسيه وما ينتويه معها ، ابتسم لها أيهم بهدوء لتنظر له هي الأخرى بطمأنينة ، قال بتروي :
- رسيل انتي بنت كويسة قوي ، وعلشان كدة انا حابب ارتبط بيكي أنتي .
ابتسمت برقة وهي ترد :
- ميرسي ....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
اشتعلت الغِيرة في قلب ايهاب حين رآهم سويًا ، ناهيك عن ذلك الإسترسال في الحديث الدارج بينهم وتلك الابتسامة الخجلة على وجهها ، على الفور خَمَّن وجود شيئًا ما بينهم ، تجهمت ملامحه واستحوذ عليه الغيظ مما يحدث امام ناظريه ، حيث تتبع مغادرتهم ووقف خلف تلك الشجرة ليدقق النظر فيما بينهم ، لم يتحمل أكثر واعتزم التقدم منهم ، هم بالتحرك صوبهم ولكن ذلك الصوت المألوف له استوقفه :
- استنى يا ايهاب .
استدار ايهاب تجاه صوت اخته وحدق فيها بتعجب ، سلطت ملك بصرها هي الأخرى عليه ودنت منه لتقول بجدية جامدة :
- متروحش يا ايهاب ، تعالى نروح وهحكيلك كل حاجة .
نظر لها باندهاش لتمريرها الموضوع هكذا، هتف بانزعاج:
- مش همشي غير لما اعرف ايه اللي بين رسيل وبينه .
تفهمت ضيقه وأجابته بتأني رزين :
- ايهاب لازم تهدي ، انا قولتلك قبل كدة رسيل مش بتفكر فيك زي ما انت متخيل ، ايهم طلب ايديها وهي وافقت .
على الفور بمجرد نطقها لآخر جملتها كان استدار لينظر لهما بعدم تصديق وهما ما زالوا يتبادلون الحديث ، هتف بصدمة :
- لا مش معقول ، مش معقول كدة.....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مر الوقت وهم يتحدثان ، ابتسمت رسيل بخجل وهي تقول بمعنى :
- تصبح على خير بقى ، احنا وقفنا كتير .
اومأ أيهم برأسه وهو يبتسم بهدوء ، قال بتردد :
- رسيل عايز ابقى اشوفك اكتر من كدة ، تابع بتوضيح :
- انتي مش بتقولي عايزين نعرف بعض اكتر ، خليني بقى اشوفك .
حركت رأسها بموافقة وردت بتعقل أعجبه :
- طيب ، بس لما نتخطب الاول علشان ما فيش بينا حاجة وانا مقدرش اكلمك كدة .
حدق فيها باعجاب وشرد في جمال اخلاقها التي لم يرى مثلها من قبل ، انتبه لنفسه وقال بلطف :
- بكرة ان شاء الله الكل هيعرف أني طلبت إيدك.....
_______________________________

انتهى عرسه بسلام وها قد أتت الليلة التي كان يتمناها ، ولج اسماعيل الغرفة عليها وجدها جالسة على طرف الفراش ومُغطاة الوجه ، ارتسم على ثغره ابتسامة عذبة وهو يطالعها بسعادة بالغة شاعرًا خلالها بمدى تمنيه لها.
باشر بالإقتراب منها ففركت مهجة يديها بارتباك ملحوظ وتوجست حين سمعت خطواته التي تقترب منها ، حاولت أن تبث القوة في روحها والزمت نفسها بتنفيذ تلك النصائح التي اطلعتها عليها والدتها ، انحنى اسماعيل بجسده عليها ليمسك رسغيها ساحبها نحوه لتقف قبالته ، نهضت مهجة معه وهي مغمضة العينين ، مد هو يديه ليرفع ذلك الغطاء الشفاف للأعلى ، ابتلعت ريقها وهي تتأهب لما سيفعله بعد ذلك ، تقوس ثغره بابتسامة فرحة لإختلاءه بها في مكان يجمعهما سويًا، اقترب أكثر والتصق بها فشهقت بخفه من قربه الشديد منها ، أمسك وجهها بكلتا كفيه ليحثها على النظر إليه ، رفعت بصرها نحوه بتردد، واقشعر جسدها وانزوت للخلف ، شعر اسماعيل بها وابتعد قليلاً عنها وهدأها بنبرة مُريحة :
- متخافيش مني ، أنا جوزك وحبيبك .
رمشت بعينيها بحركات سريعة دليل توترها ، ضمها اسماعيل إليه بحنان ليبُث في قلبها الطمأنينة ، هدأت قليلاً واستكانت بين احضانه ، همس لها بحب :
- بحبك قوي يا مهجة ، انا عاوزك دلوقتي............
x x x x x x x x x ____________________
x x x x x x x x x x x x _______________
x x x x x x x x x x x x x xx _________



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 01-09-21 الساعة 08:23 PM
الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-19, 12:41 AM   #52

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي رواية القيادي

الفصـل التاسع عشر
القِِيَّـــادي
ــــــــــــــــــــ

وضعت يدها على فمها تنتحب في صمت لما حدث بينهم بالأمس ، انسابت العبرات على وجنتي رانيا لتبلل تلك الوسادة المستندة عليها ، اغمضت عينيها وخرجت شهقة متمردة منها أخترقت آذانه واستشعر بها.
تنمل مصطفى في نومه وفتح عينيه ناظرًا إليها ، كانت رانيا توليه ظهرها ، وضع يده على كتفها العاري وملس عليه برفق قائلاً :
- رانيا أنتي زعلانة على اللي حصل بينا .
ثم استند على ساعده وانحنى برأسه ليتمكن من رؤية وجهها ، نظر لها بضيق حينما رأى دموعها ، مد يده ليبعد يدها عن فمها لترتفع اصوات بكاءها قليلاً مما ازعجه منها ، ادارها مصطفى إليه ومسح بأنامله دموعها التي كست وجنتيها ، نظرت له رانيا بأعين محتقنة من كثرة البكاء فحزن هو لذلك ، استنكر بداخله عدم ارتضاءها لما حدث بينهم واستطرد :
- معقول كل ده علشان كنا مع بعض ، هو دا حبك ليا .
كفت رانيا عن البكاء ليهتف مصطفى بجدية :
- خليكي معايا هنا على طول ، انسي حياتك اللي كنتي فيها دى ونعيش مع بعض .
تنهدت بعمق لتُهدأ انفاسها ، نظرت إليه ولامت نفسها على انسياقها وراء اغواءاته لها وشهوتها ، التوى ثغره للجانب من نظراتها اللائمة ، صرخ فيها بانزعاج :
- متبصليش كدة ، على اساس كان غصب عنك .
لم تتحمل رانيا حيث دفعته من صدره بقوة ليبتعد عنها ، فارتد للخلف مدهوشًا منها ، نظرت له بغضب وهي تهتف بعصبية :
- أنا ضعفت علشان بحبك ، قولي هعمل ايه في اللي عايز يتجوزني ، وأمي اللي لو عرفت ممكن تروح فيها ، كل دا مفكرتش فيه ، كل اللي يهمك مزاجك وبس .
وبدأت تنتحب بشدة وبكاءها يملأ الغرفة ، تصلبت انظار مصطفى عليها وشعر بوخزة في قلبه من رؤيتها تبكي هكذا ، دنا منها وهو يقول بنبرة هادئة رغم نفاذ صبره :
- قولتلك نتجوز عرفي ، أنتي اللي رفضتي .
حدجته بغضب وصرت اسنانها ونهضت من على الفراش وهي تحكم الملاءة على جسدها وسط نظراته المتعجبة ، سألها بعدم فهم:
- رايحة فين ؟ .
انحنت لتجلب ملابسها من على الأرضية لترتديها ، ردت بضيق وهي لا تنظر إليه :
- رايحة في داهية ، ملكش دعوة .
زفر بقوة فقد سئم من معاملتها تلك ، هتف بانزعاج :
- رانيا رايحة فين ؟، خلينا مع بعض شوية .
نظرت لها بغيظ مكتوم ، ردت ساخرة :
- طول الليل معاك ، انت ناسي اني نمت هنا وزمان ماما هتقول ايه دلوقتي لما تعرف أني نمت برة .......
_________________________________

تسطح على الفراش منكمشًا في نفسه وضامًا ركبتيه بكلتا ذراعيه لصدره ، اختلى ايهاب بنفسه يواسي مشاعره المحطمة ، اطبق على صدره بقوة غير مستوعبًا ما رآه ومستنكرًا لحديث أخته ، تملكت هي من احلامه واخترقتها وتمناها له ، حظي بها هذا الغريب وما أدهشه موافقتها عليه فلم يتعرف أحد عليىسبب مجيئه بعد وهويته لم تتضح كاملة رغم ما ينعم به فهذا ليس سببًا كافيًا لترتضي به ، تجاهل تحذيرات اخته من الإنسياق وراء الأوهام، ولزامًا عليه الآن أن يتمنى لها السعادة فهذه من سمات المُحب ، حاول ايهاب تهدئة تلك الأحزان المتأججة بداخله ثم اعتدل في نومته ونظر امامه عازمًا على فعل شيء ما ، هتف بنبرة حادة بعض الشيء:
- ما فيش غير كدة علشان انسى حبك ده......
_________________________________

ضغط عدة ارقام عازمًا على مهاتفتها والتوى ثغره للجانب بابتسامة ذات مغزى ، وشعوره بالنشوة لما وصل إليه في وقت ضنين لا يُذكر ، أستند أيهم على المقعد ورفع يده لخلف رأسه ليسندها عليها ورفع قدميه أعلى الطاولة قدم فوق الأخرى ، ثم انتظر ردها عليه بأعين ماكرة، جاء صوتها الرقيق وهي ترد عليه:
- أهلا أيهم .
اتسعت ابتسامته الخبيثة وهو يشدد على نطقه في الرد عليها:
- صباح الخير يا حبيبتي .
ابتلعت ريقها وارتبكت من غزله لها قبيل أن يجمع بينهم شيء ما ، تملك منها الخجل والتوتر ، استشعر أيهم خجلها وهي نقطة ضعفها التي ادركها ، تمادى أكثر معها ليشعرها بمدى هيامه الزائف الذي دبجه في حديثة ، استأنف بوله مصطنع :
- ايه يا حبيبتي ساكته ليه ، انا قولتلك قبل كدة أنك حلوة وعنيكي أحلى .
وضعت رسيل يدها على فمها لتكتم شهقة مصدومة شاعرة بالحرج لما يتفوه به وتسارعت انفاسها، حاولت أن تستكين قليلاً وتورعت عن الحديث معه بتلك الطريقة المُعيبة من وجهة نظرها، تعجب أيهم من صموتها الذي طال وتخيل أنها ربما أغشي عليها من كلماته ، كتم ضحكته وهو ينتظر ردها وعندما جاء ردها الذي فاجأه والذي فطن أنها تريد تغيير الموضوع ،سألته رسيل بتردد:
- مقولتليش ايه هو سبب وجودك هنا ، جيت هنا ليه؟.....
_________________________________

أوقف سيارته بعيدًا ممتثلاً لرغبتها ، وجه مصطفى بصره تجاهها وجدها على حالتها ، زفر بقوة وهو يهتف بامتعاض من مبالغتها في الإملاق مما حدث بينهم :
- خلاص بقى ، كان حصل ايه لكل ده ، انتي مكبرة الموضوع قوي.
ادارت رأسها سريعًا ناحيته ورمقته بنظرات منزعجة من رعونته الزائدة وعدم اكتراثه لما فعله معها ،هتفت بتجهم:
- انت معندكش دم ، انت فاكر اللي حصل ده سهل .
رد ببرود استفزها لأقصي الحدود :
- عادي .
ضغطت على شفتيها وحدقت فيه باستياء من هدوءه المستفز ، هتفت وهي تقاسي مرارة ما حدث :
- عندك حق ، ما الحاجات دي اصلها عادي عندكوا ، اما أحنا مين يحس بينا ، اصلنا معندناش غير شرفنا .
تأفف مصطفى لا يريد سماع المزيد ، ولكنها اكملت بصوت مُختنق اوشك على البكاء:
- طول عمري عايشة في الفقر اللي انت نفسك مجربتوش ، واللي كان عندي سيادتك ضيعته مني .
نفذ صبره وحدق فيها بنظرات منزعجه وهو يمسك رسغها بقوة جعلتها تتألم ، هتف من بين اسنانه مُحاولاً كبت غضبه :
- على اساس مكنش بمزاجك .
لم يبالي بتعابيرها المتألمة واكمل بانفعال خفيض :
- قولتلك سيبي كل حاجة وتعالي معايا ، انتي اللي مُصرة تقعدي في القرف ده .
تجهمت ملامحها وحاولت الإفلات من قبضته التي اعتصرت رسغها وفشلت، فنظر لها بضيق ونحى يدها بعنف وهو يردد بنبرة حادة :
- انزلي ، وأحسنلك تفكري في كلامي .
نظر لها بقسوة واستطرد بتهديد صريح:
- وإلا هتندمي ، لأني مش هقبل حد غيري يلمسك....
_________________________________

لم يتأهب لذلك السؤال ولم يطرأ على ذهنه تلفظها بسؤال كهذا ، أرتبك أيهم وهو يحاول اختراص اجابة مُقنعة لتُخرجه من تلك الورطة التي هوى فيها دون سابق أنذار ، تنهد بهدوء ورد عليها بتردد بعدما هداه تفكيره لرد ما :
- أصلي جيت هنا علشان أغير جو ، لأني كنت متضايق واخترت مكان بعيد شوية عن اللي أعرفهم وجو القاهرة ، فهماني يا رسيل انا اقصد ايه .
انصتت له رسيل باهتمام مقتنعة إلى حد ما ، زمت شفتيها بتفكير تريد ان تستعلم أكثر عن حياته المتنابزة عنها ، سألت بمفهوم :
- انت بتشتغل ايه يا أيهم ؟،كلمني عن نفسك شوية ، عايزة اعرف عنك كل حاجة .
ادرك سؤالها وعليه اعلامها ببعض المعلومات عن شخصيته الغامضة لدي الكثير ، اجابها بجدية :
- انا عندي بابا وعايش معاه ، وماما ماتت وأنا صغير ، عندي شركتي الخاصة وهي بتاعتي لوحدي غير بتوع بابا.
مطت شفتيها بانبهار لذلك المستوى الذي ستنعم به ، استأنف أيهم بتعال :
- عايش حياتي عادي ، كل حاجة عندي والكل تحت أمري.
رفعت رسيل حاجبيها من مبالغته الزائدة في وصف نفسه كما تظن هي ولكنه لم يبالغ فهي تلك حياته واوردها معلومات جدية عنه ستنبثق فيما بعد عندما تصبح معه ، ادركت رسيل غروره وتأففت من الداخل ، ردت بملل وهي تسأله:
- مين اللي هيجي يطلب إيدي ؟ .
جاءت النقطة الحاسمة في الموضوع، رد بارتباك داخلي:
- أنا وماجد ، بابا هيبقى يجي بعدين لأنه مسافر .
اومأت برأسها وهتفت بتنبيه :
- أنت عارف عمرو كويس ، لازم تبقى جاهز لأي حاجة ممكن يقولها .
جهل أيهم ما ينتويه ذلك السمج ، فتابعت رسيل :
- ممكن يطلع فيك أي عيب علشان رفضت اتجوزه ، هو دلوقتي زمانه هيتجنن علشان رفضته .
ضحك أيهم بصوت عالي جعلها تنتفض خجلاً من فكرة وجودها معه في مكان واحد ، هامت رسيل في ضحكته الساحرة التي تعلن مدى هيبته في جعلها تمور من مجرد اقترابه منها ذات يوم ، كف أيهم عن ضحكه ليرد بجدية ذات مغزى :
- رسيل انتي متعرفنيش كويس ، بكرة لما تبقي معايا هتعرفي أني مش بهزر في أي كلمة بقولهالك .
ازدادت ضربات قلبها أكثر ولكن خالجها سؤال ما ودت رده عليه ، تجرأت رسيل وسألت :
- ليه أنا ؟ ، ليه أختارتني انا علشان نتجوز ، كان ممكن تختار واحدة من اللي يمشوا معاك ونفس طريقة حياتك .
تنهد أيهم فقد حضر بعض الكلمات التي ستجعلها تذوب ، رد بهيام شديد زائف :
- علشان بحبك قوي يا رسيل ، انتي احلى بنت شوفتها في حياتي ، عمري ما شفت بنت احلى منك .
لم تتحمل رسيل حتى سقط الهاتف من يدها وانقطع الإتصال وتجمدت موضعها وباتت في عالم آخر محدقة امامها بتعابير غير مفهومة ، تعجب أيهم من غلق الهاتف ولكنه سرعان ما تفهم الوضع وانفجر ضاحكا ً، هتف باستنكار :
- معقول لسة في بنات كدة .
صمت ليتابع بمغزى :
- بس شكلي مش هتعب معاكي في أي حاجة ....
_________________________________

تقلقل في نومته أثر دغدغاتها على صدره العاري لتحثه على الإستيقاظ ، اخرج أنين ضعيف وتمطى بذراعيه ليقول بنعاس شديد :
- سيبيني ياما أنام شوية .
ثم غرق في النوم مرة أخرى ، كتمت مهجة ضحكها عليه وعاودت دغدغته بقوة هذه المرة ، فتلوى بجسده وفتح عينيه لينتبه لما يحدث ، ادار رأسه نحوها ليجدها بدأت في الضحك ، حدق فيها اسماعيل غير مستوعبًا وجودها معه حتى الآن ، لم يشعر بنفسه المتمنية لها إلا وهو يسحبها لترتطم في صدره حتى شهقت بخفة مضطربة من حركته المباغتة، تلوت مهجة بجسدها لتبعده عنها ، ابتعدت قليلاً وهي تقول بضيق زائف :
- ايه ، مشبعتش طول الليل .
تسارعت أنفاسه وهو ينظر لها ، رد بمكر وهو يخطف قبلة من على ثغرها :
- لأ لسة مشبعتش .
تلوت أكثر لتزيح يديه المحاوطة إياها بقوة ، هتفت بتمايع :
- طيب قوم بقى .
نظر لها بتعجب وسألها بعدم فهم :
- لية ؟ .
ردت بدلال زاده تمني :
- علشان تفطر يا حبيبي.
ازدرد ريقة في توق بائن ، رد بأنفاس متسارعة حارة :
- هو بعد حبيبي دي عايزاني أقوم ، دا أنا أبقى عبيط قوي.
لم يمهلها الفرصة لترد عليه حتى طرحها بجانبه ليتذوق معها طعم العشق الذي كنه لها .....
_________________________________

هداها تفكيرها المتشتت لتخرج من تساؤلاتها التي حتمًا ستُلقيها عليها أنها ذهبت لتبتاع بعض المأكولات لتناول الإفطار سويًا ، زيفت رانيا ابتسامة حتى لا ترتاب والدتها في أمرها ، مرقت لداخل المنزل على عجالة حين لم تراها ولكن استوقفها صوت والدتها التي تحركت تجاهها وتنظر لها باستغراب ، سألتها مديحة :
- كنتي فين يا رانيا ؟ .
ارتبكت رانيا ونظرت لها بابتسامة متوترة ، تقدمت من والدتها بخطوات ثقيلة ، اجابت بتردد :
- أنا كنت بجيب فطار يا ماما .
هتفت مديحة وهي قاطبة جبينها :
- دي أوضتك زي ما هي ، انتي كنتي نايمة فين ؟ .
مثلت رانيا الضيق وهي ترد باعتراض شديد لما تفوهت به:
- اسمه ايه الكلام ده يا ماما ، انام برة اية .
ابتلعت ريقها وتابعت بتبرير مُختلق :
- دا انا لقيت نفسي صحيت بدري فقولت انضف اوضتي وأنزل اجيب لنا فطار .
زمت مديحة شفتيها واومأت رأسها كأنها تجد الأمر طبيعيًا ، تنهدت رانيا بحبور ونظرت لها لتقول بابتسامة زائفة :
- مش هنفطر بقى يا ماما .
ردت بجدية :
- المهم دلوقتي تجهزي نفسك علشان عزت جاي علشان تشوفي هتعملي ايه في فرحكوا ....
_________________________________

توصل لهاتفها من عند أخته وأخذه خفية حتى يتسنى له التواصل معها ، ضغط مازن ارقام هاتفها يريد الإعتذار منها ثانيةً كونه تواقح معها ورؤيته لها في المرة الأخيرة كاسفة ومنزوية على نفسها ، وضع الهاتف على أذنه ينتظر ردها في الإجابة عليه ، عبث بأظافره بين اسنانه يقلمها في ارتباك ملحوظ ، ما أن أتاه صوتها حتى أنتصب في مكانه وابتلع ريقة يتأهب للرد عليها بهدوء ، هتف مازن بتردد :
- خلود .
علمت بهويته فور نطقه لاسمها ، التوى ثغرها بابتسامة مُغترة وتهادت في خطواتها مُتجهة لذلك المقعد ، جلست خلود واضعة ساقًا فوق الأخرى، ردت ببرود مستطير على هيئتها بالكامل :
- عاوز ايه ؟ .
ضغط على شفتيه متفهمًا برودها معه واعتزم اقصاء امتعاضه من حديثها الجامد معه فهو هاتفها من أجل الإعتذار ، تنهد قائلاً بأعتذار محتم :
- أنا بتصل علشان أعتذرلك و....
قاطعته بوقاحة أزعجته وهي تشدد على كلماتها :
- على قلة أدبك معايا ولا على قلة ذوقك ؟ .
بهت من سماجتها العلنية وفطن تلك المعاملة السيئة التي تعكس ضيقها لما اقترفه معها من تطاول وغطرفة في حقها ، حاول مازن أن يتراخى في عدم إبانة استياءه منها ، رد مُسيطرًا على انفعالاته قدر المستطاع :
- أنا آسف على كل حاجة عملتها ، سامحيني .
ظهر على محياها ابتسامة مُختالة وعبثت بخصلات شعرها ، ردت خلود بتعجرف مستفز :
- سيبني أفكر .
لم يتحمل أكثر من ذلك حتى نهض من مقعده وتشنجنت تعابيره ، احست بانفعاله من انفاسه المتسارعة التي بينت ضيقه مما جعلها تبتسم بانتصار ، اردفت باستفزاز أكبر :
- سلام مش فضيالك .
ثم أغلقت الهاتف وقهقهت بشدة على تغلبها عليه واستندت على المقعد باسترخاء تام عازمة على اسدائه العديد من الدروس حتى يستشعر مدى سخافته معها ، وعن مازن ألقى هاتفه بعنف على الفراش موبخًا نفسه على تفكيره الأهوج في استسماحها مرة أخرى، ولم يعرف لما قرر مهاتفتها، نظر أمامه متوعدًا :
- أنا اللي غلطان ، بس مش هعديهالك يا خلود وهتشوفي ....
________________________________

أحكمت سميرة ربط حزام الخصر لها من الخلف فبدا الفستان مجسدًا لإنحناءات جسدها بطريقة جذابة ، وقفت رسيل أمام المرآة ونظرت لإنعكاس صورتها والتفتت يمينًا ويسارًا لتتفحص ما أن يكون هناك خلل ما في الفستان ، اعتلى وجهها ابتسامة راضية عن هيئتها ، حدقت فيها سميرة باعجاب بائن ومدحتها :
- ايه القمر ده يخربيت عقلك .
ابتسمت رسيل بشدة ، فأكملت سميرة وهي تتطلع عليها بمغزى :
- هتسيبي شعرك ولا ...
قاطعتها رسيل باعتراض شديد :
- لا يا عمتي ، أنا مش هتخلى عن عاداتي علشان أي حاجة .
مسحت سميرة على ظهرها بلطف ، هتفت بنبرة حنونة :
- ربنا يهديكي يا بنتي ويسعدك.
ثم تلألأت الدموع في مقلتي سميرة من فرحتها لزواجها وبأنها ستحظى بحياة كهذه ، لاحظتها رسيل والتفتت لها لائمة إياها :
- أنتي هتعيطي يا عمتو ولا أيه ؟! .
ابتسمت سميرة وهي تمسح بأناملها دموعها الوشيكة على النزول ، ردت مبررة :
- دا من فرحتي يا حبيبتي ، انتي متعرفيش أنا مبسوطة قد أيه النهاردة .
احتضنتها رسيل بقوة ، فربتت عليها الأخيرة لتمسد على ظهرها بحنان عميق ليثريها عن فقدان والدتها ، احست رسيل بتلك الراحة التي تغدقها بها عمتها من حنانها الدائم ، قطع تلك اللحظات طرقات على الباب ، وإذا بها ملك تدخل عليهم ، أغذت في السير نحو رسيل لتهتف مباركة بفرحة جلية :
- أنا مش مصدقة ، خلاص هتتجوزي يا قمر أنتي....
________________________________

أخبرها بضرورة المجيء اليوم بعدما اعلمها بأنها ليلة طلبه الزواج منها ، اغتاظت سالي وتملك الحقد منها وتوعدت ، ولكن توجسها منه يعيق انتقامها منه ، ما اراحها قليلاً تلك الخطة التي رسمها عمرو والتي ستساعدها في أخذ حقها منه بطريقة غير مباشرة لتتحاشى ضراوته معها ، ضبطت سالي اغراضها داخل حقيبتها بعدما انهت اتصالها معه مُتهيأة للذهاب لتلك القرية وهي تكمن الحقد الكره والخبث بداخلها لتصبح هذه نهايتها فسوف تخربها على الجميع كما اضحت حياتها هي....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تنهد عمرو بعمق غزا هيئته وابتسم بمكر لتبلد تلك البلهاء ، فقد ظنت بأنها ستنتقم بمفردها ولم تعي بأنها خطته الدنيئة من وجهة نظره والتي ستمنحه الفرصة لينال من تلك الزيجة الكثير فهي مجرد طعم وضعه ليُحفز الآخر على اعطاءه بإرادته ما يطلبه منه مقابيل الزواج منها دون جهد منه سيكلفه فوق طاقته ، وجه عمرو بصره تجاه ابيه الجالس امامه واخرج ضحكة بينت مدى سعادته ، وهذا ما جهله فريد الذي يتطلع عليه بعدم فهم ، استمر عمرو في ضحكه ليسأل والده المتعجب من أمره :
- انت بتبصلي كدة ليه يا بابا؟ .
نظر له فريد بضيق وسأله بتجهم :
- مين اللي كنت بتكلمها من شوية دي وعايزها تيجي عندنا ؟.
هدأ عمرو ورد باقتضاب ممزوج بالغموض :
- ضيفة مهمة قوي .
هتف فريد بعدم فهم :
- وضح أكتر .
نظر له عمرو وابتسم بمكر ، رد غامزًا :
- الليلة هتعرف كل حاجة......
______________________________

أنزعج مروان من تصرفات ابنه الجهولة الغير مسؤلة لزواجه بتلك الطريقة ومن فتاة كهذه وبمستوى أدنى ، هدأه أيهم بمدى رغبته في الزواج منها لأمر ما ضروري سيعلمه به حين يراه كما اوضح أنها ليست بذلك المستوى الوطيء كما يخيل له ، استنكر مروان ما يحدث دون علم منه فقد أخبره بسفره للخارج لعمل ما ولكنه تفاجأ به هنا وفي مكان وضيع كهذا ، أنهي أيهم اتصاله به بعدما شرح موقفه له ، تقبل مروان ذلك على مضض منه فهو ابنه ولم يملقه من شيء ما ذات يوم، شعر أيهم بالهدوء كونه أنتهى من مهمته الأولي السهلة بعض الشيء .
لم يتبق له سوى تلك الحرب كما يظنها هو والتي سيخوضها اليوم من أجل أن يحظى بها وتهيأ نسبيًا فيما سيحدث واستنبط ذلك بطلبه بالتأكيد للمال لمعرفته المُسبقة بشخصهم ، تنهد أيهم لينظر لماجد ، قال أيهم بمفهوم :
- مش المشكلة عندي الفلوس ، المهم عندي اخلص من عمرو ده ، وبأسرع وقت .
اومأ ماجد برأسه وهو يردد بتأكيد :
- ان شاء الله هشوفله حل وقبل ما تتجوز كمان .....
_________________________________

نهض بتقاعس من مضجعه ولف عنقه بحركة دائرية وفركه قليلاً ليَبُث النشاط في اعضاءه ، نهضت مهجة هي الأخرى بعدما ارتدت ثوب نومها وعلى وجهها ابتسامة خجلة ، نظر لها اسماعيل وغمز لها بعينه مما ألبكها خشية استمراره في مغازلتها ، هتف وهو يتمطى بذراعيه ليطمأنها :
- خلاص مش قادر ، عضمي مكسر .
لوت شفتيها للجانب فرغم ذلك إلا أنها امتعضت ، نظرت له شزرًا ثم انحنت بجسدها لتلتقط روبها من على الأرضية ، حاوط خصرها من الخلف بحركة مُباغته فشهقت بفزع وانتفضت ، هتفت بانزعاج:
- خلاص يا اسماعيل بقى .
ادارها إليه ورد وهو يتحسس وجهها بأنفه برغبة حبه الكامن لوجودها معه :
- أعمل ايه ، محروم ومحدش حاسس بيا .
ازاحت يده بهدوء وردت عليه بدلال أجج شهوته تجاهها :
- ما أنا جمبك أهو ، هروح فين يعني .
ابتلع ريقه وهو يحاول السيطرة على رغبته ، فطنت مهجة تلك النظرات وتراجعت للخلف وهي تحذره باقتطاب :
- أوعى يا أسماعيل ، أنا كدة أخاف منك.....
_______________________________

استدارت رسيل عائدة لداخل الفيلا بعدما غادرت صديقتها ملك ، وجدته يحملق فيها بنظرات غامضة يصعب عليها تفسيرها ، لوت ثغرها للجانب باستهزاء وتجاهلت حين أكملت سيرها نحو الداخل ، وقف عمرو امامها لتقف هي الأخرى وتنظر له بعدم فهم ، وقف عمرو قبالتها واضعًا كلتا يديه في جيب بنطاله وبداخله خبث أتقن عدم غزوه على هيئته ، رفعت رأسها بتعال وهي ترمقه بتأفف ، هتفت متنهدة بنفور :
- عاوز ايه ، زمانك بتفكر تبوظ الموضوع .
ثم صمتت لتتابع بتنبيه :
- إياك يا عمرو تعمل حاجة تضايقني .
صر اسنانه بقوة داخلية وكبت انزعاجه وهو ينظر لها بأعين خالية من التفسير ، حاول تناسي كل حديثها الفظ ليسألها بحقد مكبوت:
- شكلك بتحبيه ولا أيه ؟ .
ادركت غِيرته التي لم يظهرها ، نظرت له بثقة وهي ترد بجدية :
- قولتلك قبل كدة ملكش دعوة ، أنا حرة أتجوز اللي يعجبني .
تجهمت تعابيره وهو يرد باستهزاء :
- وهو دا بقى اللي يعجبك ؟ .
مطت شفتيها للامام وتحركت خطوة منه ، همست بمغزى لتشعره بمدى وضاعته أمامه :
- عندك أحسن منه يتقدملي ؟
نظر لها عمرو بجمود وابتلع إهانتها له ، هدأ ثورة غضبه لفترة وتناسي ذلك مؤقتًا فقط وذلك للربح من تلك المسألة ومن ثم الإيقاع بينهم بطريقة ما سيكشف عنها فيما بعد ، نظرت له رسيل بتعجب فاضحى مُتغيرًا عن الماضي ولم ينزعج كعادته ، حاولت استنباط ما هذا البرود السائد عليه ، ولكنه هتف بنبرة جامدة حاقدة :
- فيه واحدة صاحبتي جاية النهاردة وهتقعد عندنا كام يوم.
قطبت بين حاجبيها لترد بعدم اكتراث :
- هات اللي تجيبه ، انا دخلي ايه ؟! .
تنهد بقوة ليُحدق فيها بنظرات مطولة ليستشف من الآن ما سيحدث حين يرى زوجها المستقبلي تلك المرأة ، اكفهرت تقاسيم رسيل مجرد تخيلها ارتكابه لحماقة ما الليلة ، بينما حدق فيها عمرو بشرود ليردد في نفسه بسخرية :
- بكرة هتبقى غريمتك ، وأبقى ساعتها قولي ماليش دعوة....
_________________________________

نظرت شزرًا لهذا الأحمق الذي يبتسم لها ببلاهة ولم يتوانى في التحديق فيها برغبة لم يجاهد حتى لإخفاءها ، زفرت رانيا بقوة وتجهمت تعابيرها من نظراته التي تلتهم جسدها بدون حياء ، توجست بداخلها من افتضاح أمرها علي يد ذلك السمج ، فما حدث لها وضعها في موقف لا تحسد عليه خاصةً ضيق الوقت والمُتزامن مع زواجها غدًا ، ارتابت رانيا مما هو قادم وعليها التفكير سريعًا لتخرج من تلك المعضلة التي ستودي بسمعها تحت أقدام الجميع ، انتبهت له يتحسس كف يدها ، نظرت له بنفور وسحبت يدها ، هتفت منزعجة :
- جاي عاوز ايه ؟ .
دُهش من معاملتها فقد انصاع لامرها وامتثل لشرطها في تركه لزوجته ولم تتقاعس عن معاملتها له بجمود ونفور ، حدق فيها وهو يهتف باستياء :
- مالك يا رانيا ، بقالي ساعة قاعد معاكي وأنتي ولا أنتي هنا ، ولما آجي أمسك ايدك مش طيقاني .
امتعض ليستأنف بعدم رضي :
- دا حتى جوازنا بكرة ، يعني كلك على بعضك هتبقي ملكي .
زمت شفتيها بتبرم جم لائمة نفسها على تسرعها الأهوج في سنح الفرصة له للتقرب منها ، ازدردت ريقها فقد أطبق على انفاسها ، نظرت لوجهه الذي يشعرها بالتأفف واعهدت نفسها بإيجاد الحل الذي سيخرجها من ارتباطها به وفضيحتها الحتمية التي ستقع فيها ......
________________________________

فرج يديه مرحبًا واتسعت ابتسامته مُتأهبًا لما سيجري بمجيئها، تقدمت منه سالي بخطوات مُغترة وعلى محياها ابتسامة ذات مغزى تعكس مدى المكر والحيلة بداخلها وعن عمرو بادلها النظرات الغامضة ، وقفت سالي امامه مباشرةً وخاطبته بنبرة ناعمة تُتقنها جيدًا :
- هاي عمرو .
حدجها بابتسامة خبيثة مُنتشية لما هو قادم ورد مُرحبًا بحرارة تعكس فرحته بقدومها :
- يا أهلا وسهلا ، انتي شرفتيني في فيلتي المتواضعة .
انتبهت سالي لحديثه ونظرت حولها وهي تتأمل المكان ، سلطت بصرها على الفيلا فهي مُنمقة إلى حد ما على خلاف بقية المنازل المتهالكة مما يعكس هيبته في القرية ومكانته ، وجهت بصرها عفويًا للإسطبل ورمقته باعجاب ، سألته بمعنى :
- عندكوا أحصنة بقى ؟.
ابتسم بمصافاة ووضح لها :
- الحقيقة هو حصان واحد ، بتاع رسيل ، اجمل بنت في القرية .
كلحت تقاسيمها حينما سمعت مدحه لها ، حدقت فيه لاوية شفتيها ، ادرك عمرو غِيرتها وابتسم وهو يستأنف مبررًا :
- انا منكرش جمالها الحقيقة وأدبها ورقتها ، هي حلوة قوي ، دا غير أنها محترمة قوي حتى في لبسها .
اشتعلت سالي غيظًا فتابع بتعال:
- ومش عايزك تنسي احنا مين في البلد .
اومأت رأسها مع ابتسامة زائفة ممزوجة بذلك التهكم الذي اصابها من الموضوع برمته ، زفرت بقوة لتسأله بفتور :
- وأنا هقعد فين ؟ .
نظر لها بخبث ودنا منها ليهمس في اذنها :
- عندها طبعًا.............................
_________________
___________
______



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 21-09-21 الساعة 12:18 PM
الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-19, 12:43 AM   #53

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي رواية القيادي

الفصـل العشــرون
القِِيَّـــادي
ــــــــــــــــــــ

حدقت رسيل في هذة المرأة التي أتى بها عندها ، نكست بصرها للأسفل متأملة تلك الحقيبة المسنودة على طرف الطاولة وفطنت أنها التي من أخبرها بحضورها قبل مرة ولكنها جهلت مكوثها معها ، لتكن هي مفاجأته الوضيعة بأن يضع غريمتها كما أسماها لتصبح الحياة بينهم كالنار الموضوعة بجوار الحطب لتشتعل الغِيرة بينهم بعدما ينال ما يبتغيه، رفعت رسيل بصرها لتجوب هيئتها التي تختلف عنهم بملابسها المتبرجة وظلت تتأملها لبعض الوقت ، وعن سالي رمقتها بنظرات جامدة وحاقدة من داخلها لفوز تلك القروية به ، تجولت سالي بنظراتها المتفحصة لها كليًا وملابسها العادية وذلك الحجاب الساتر لشعرها ، استنكرت بداخلها ارتباط أيهم بفتاة كهذة فربما في الأمر شيئًا ما غير معلوم كونها تعرفه جيدًا وعالمة لطباعه الحديثة وميوله الأوروبية ، احتارت في تفكيرها وتأنت لتعلم الأمر ، كسر عمرو تلك النظرات المتسائلة ليهتف بابتسامة ونبرة معنية:
- دي سالي يا رسيل اللي كنت قولتلك عليها .
نظرت لها رسيل وابتسمت بتصنع ولم تعلق ، فاستطرد عمرو بخبث مكبوت:
- انتي عارفة أنه مينفعش أقعدها عندي ، انا شاب والعادات هنا متسمحش ، علشان كدة جبتها تقعد معاكوا ، انتوا ستات زي بعض ومحدش هيقول حاجة .
اومأت رسيل رأسها بتفهم ، بينما هتفت سميرة مُرحبة كعادة اكرام الضيف:
- أهلا بيها في أي وقت .
ثم نظرت لها لتتابع بجدية :
- اعتبري المكان مكانك ، خدي راحتك على الآخر اعتبريه بيتك .
ابتسمت سالي بتصنع وهي تردد بامتنان زائف :
- ميرسي يا طنط على ذوقك ، ثم وزعت نظراتها بين كلتيهما واستأنفت بنبرة ذات مغزى :
- أنا حاسة أني هبقى مرتاحة هنا ، انا حبيتكم من ساعة أما شوفتكم ......
________________________________

انتهوا من تناول الطعام والتي لم تخلو جلستهم من اختلاسه للنظرات الحالمة لوجودها بجانبه وتُقاسمه لقمته ، هتفت عديلة بنبرة قاسية كالحمى التي تفرض سيطرتها تلقائيًا بمجرد زواج ابنها:
- يلا يا مهجة شيلي الأكل وأعملينا الشاي .
اطاعتها مهجة على الفور ونهضت وهي تهم بلم الأطباق ونقلها للمطبخ وسط نظرات اسماعيل الوالهة ، ولجت المطبخ وتنهد هو بشغف يريد الذهاب خلفها ، نظر لأبوية وهتف بعدما اختلق عذرًا ليذهب خلفها :
- طيب أنا هقوم أغسل ايدي وجاي .
نهض اسماعيل وسار تجاه المرحاض ، وقف امامه واستدار ليراهم وجدهم يتحدثون ، تسلل بهدوء وعرج سريعًا للمطبخ قبيل لمحهم له ، فزعت مهجة من دخوله المباغت عليها وكادت ان تصدر صوتًا ولكنه بادر بتكميم فمها وهمس بمغزى :
- هتفضحينا يا بت ، اهدي كدة .
ازاحت يده والتفتت له وهي تهتف بضيق :
- ايه اللي جابك ورايا ، مش خايف حد يشوفنا .
تذمر اسماعيل ورد باستياء :
- انتي مراتي، يعني حلالي وابقى معاكي وقت ما أحب.
همست باستنكار :
- روح يا اسماعيل ، احنا عندنا أوضتنا .
حرك رأسه نفيًا وقال بتلهف :
- مش قبل ما أخد بوسة الأول .
شهقت بخفة وأنبته :
- مش هينفع كده
ارتبكت مهجة من اقترابه الشديد منها ومن رؤية والديه لهما وحاولت الإبتعاد حتى تراجعت للخلف لتتملص منه، فاصطدمت بتلك الأطباق من خلفها والتي سقطت متهشمة على الأرضية وأحدثت ضجيجًا انتفض الإثنان منه واضطر اسماعيل للإبتعاد عنها ، تملك الزعر منهم حيث نظرت له مهجة وهي تصك على خديها وذلك بعدما صدحت عديلة من الخارج بانزعاج :
- أيه اللي حصل عندك يا مهجة؟ .....
_______________________________

أدركت اخته مدى ضيقه ، فدائمًا ما يُطالعها بنظرات شغوفة حالمة حين يراها ومتفهمة لحبه لها وما يريحها بعض الشيء أنه متعقل كثيرًا في تصرفاته ولكن ما يربكها تلك النظرات الجامدة والقاسية التي غزت قسماته وتبلدت في فهمها ، دنت ملك منه لتجلس بجانبه دون تنبيه مما جعله يرتعد قليلاً ، لامها ايهاب بامتعاض :
- أيه يا ملك ، اعملي صوت قبل ما تيجي .
تجاهلت حديثه المنزعج ونظرت له لتسأله بفضول تود معرفة ماهية ملامحه العجيبة نوعًا ما :
- مالك ؟ ، شكلك مش عاجبني ، انا مبقتش فهماك .
تنهد بعمق ونظر لها ليوضح :
- لو قصدك على رسيل علشان هتتجوز ربنا يسعدها .
أحدت إليه النظر غير مقتنعة بالمرة بتغيره المباغت وتخبطت الأفكار في رأسها ، استفهمت باندهاش :
- يعني أنت مبقتش زعلان ؟! .
اجابها بدون مقدمات :
- اللي بيحب حد بيتمناله السعادة يا ملك ، وأن يهمني تكون سعيدة وبخير .
ارتسمت ابتسامة اعجاب على طلعتها ، هتفت ملك بمدح:
- عين العقل يا ايهاب ، طول عمري بقول عليك عاقل .
ابتسم لها بتصنع ، رد بجدية :
- كان عندك حق لما قولتيلي أخليني مع اللي بتحبني .
اتسعت ابتسامتها وهتفت بشغف :
- يعني أنت موافق تتجوز سيرين يا ايهاب؟ .
نظر لها كأنه يسخر من حديثها كونها تتمنى أن يرتضي هو بالزواج منها وكأنه متوقف عليه ، هتف بنبرة مستهزئة :
- أنا موافق ، بس يا ترى هما اللي هيوافقوا عليا ؟ .
هتفت باحتجاج ضروس :
- ليه بقى أن شاء الله ، انت واحد بتشتغل وعندك بيتك وبتجهزفيه .
نظر لها ايهاب بملامح خالية من التعابير ، فالبرغم من حالته المحمودة إلا أنه يجدها لا تتناسب مع حياتها المُرفهة ، رد بهدوء مُستطير :
- اللي ربنا عايزه هيكون يا ملك.....
________________________________

ارتدى أيهم حلته رمادية اللون والتي برزت جسده الرياضي وبطنه المُسطح ناهيك عن وسامته المعتادة ، تتطلع على نفسه بنظرات أخيرة وتنهد ليستدير بجسده مُتأهبًا للخروج ، وجه بصره لماجد وهتف بنبرة جامدة ونظرات خالية من المشاعر :
- جبت دفتر الشيكات ؟ .
تنحنح ماجد ورد بطاعة :
- أيوة معايا .
ثن صمت ليكمل بتردد :
- بس كدة الحكاية مش هتبقى كويسة يا أيهم ، انت رايح تطلب ايدها مش رايح تشتريها ، حتى لو كنت بتفكر الموضوع كدة بس هي لأ ، انت بالنسبة لها واحد رايح يتجوزها ، لازم تنتبه لكل ده علشان الموضوع يمشي .
انصت له أيهم باهتمام وأخذ يفكر في الموضوع بطريقة أخرى ، قرر الإعدال عن ما ينتويه ، هتف بتفهم :
- عندك حق ، دي كمان ممكن ترفض ، ما فيش واحدة هتقبل كدة ، خصوصًا لما تكون زي رسيل .
صمت لتعبس هيئته فجأة ، استطرد بتوجس :
- بس عمرو دا مش مريحني ، حاسس بيخطط لحاجة .
نظر له ماجد وهو يرد باستنكار :
- ايه يا أيهم انت خايف منه ؟.
حدجه أيهم بنظرات غاضبة البكته ، هتف ايهم بانفعال :
- انا مبخفش من أي حد وانت عارف دا كويس .
ارتبك ماجد ولام نفسه على ما تفوه به وحاول التبرير :
- مقصدش يا أيهم ....
لكن قاطعه أيهم بحدة ونظراته شرسة :
- الزم حدودك معايا يا ماجد ، واعرف كلامك قبل ما تقوله....
_______________________________

انتهت رسيل من ارتداء فستانها الأزرق الحريري ذو حزام خصر انيق من اللون الذهبي وطويل يصل لقدميها ذو أكمام ضيقة تصل لرسغيها بدون أي نقوشات ملفتة ، وما زادها جمالاً حجابها الذهبي وبعض مساحيق التجميل الخفيفة التي ابرزت جمالها الأجنبي ولون عينيها المُتماشي مع لون فستانها ، بدت رسيل اكثر جاذبية لأنظار الآخرين في التطلع عليها ، ابتسمت برضى وهي تحمد الله على جمالها لتليق به ، كانت سميرة خلفها تتأمل جمالها باعجاب داعية الله في نفسها أن تلقى الأفضل وتسعد بحياتها القادمة ، كل ذلك كان امام ناظري سالي التي ترمقها بحقد بذلت جهدها كي لا يظهر على هيئتها الحاقدة عليها بأن تلك الفلاحة هي من ستحظى به بمفردها وتنعم بحياة لم تتخيلها يومًا مع أيهم الذي تركض خلفه الفتيات متمنين لنظرة واحدة منه ناهيك عن ذلك العز والترف الذي ستغرق فيه ، لم تتحمل سالي وكادت أن تنفجر من غيظها وهي تتأمل جمالها وهي لم تظهر منه سوى القليل ، فكيف هي إذا بدت أمامه بمفردهم ، من الآن تخيلتها في أحضانها وشعرت بداخلها بغِيرة قاتلة ، وما يحزنها عجزها في التفريق بينهم فهي تخشاه لأبعد الحدودx ، هدأت سالي ثورة حقدها غضبها حتى تتمكن من اتمام الخطة التي جاءت من أجلها ، كما أنها لم تتوانى في كشف سبب مجيئه لذلك المكان بالأخص ، بات هذا الأمر شاغلها الأكبر في كشفه والزمت نفسها بمعرفته....
_______________________________

دلف من باب السراية مُتقدمًا نحو الخارج بخطوات حذرة ، سلط أيهم بصره يتفحص الأرضية بأعين زائغة متوجسة ، رفع ماجد حاجبيه متعجبًا غير مُدركًا ما أصابه بمجرد الخروج ونظراته المهزورة كأنها تخشى شيئًا ما ، وقف أيهم عند الدرجة الأخيرة من السلم الخارجي وتجمد موضعه ، وجه بصره لماجد الذي يحملق فيه باستغراب ، أمره بجدية ذات معنى :
- هي فين العربية ؟ ، مجبتهاش ليه ؟ .
استغرب ماجد من طلبه فالفيلا لا تبعد سوى بضع خطوات ، استنكر ماجد حين رد عليه :
- ليه العربية ، الفيلا هناك أهي مش مستاهلة !.
هتف أيهم بحنق وهو يرمقه بغضب مدروس :
- قولت عايز العربية أركبها ، ولا عايزني ادوس في القرف اللي كنت فيه ده .
تذكر ماجد ما حدث وحاول جاهدًا ألا يضحك أمامه ، امتثل لطلبه رغم قرب المسافة ونظافة المكان إلى حدما ، رد بطاعة :
- حاضر يا أيهم ، هكلم السواق يجبها ....
_________________________________

لم تجد رانيا أمامها سوى ذلك الحل لتخرج من ورطتها ، فوضعها لا تحسد عليه فتاة وعليها التحرك سريعًا خوفًا من الفضيحة المؤكدة التي تنتظرها خاصةً عدم رغبتها والتي اضحت معدومة في الإرتباط بغير من أحبته ، خالجها شعور مُتأجج في تمنيها لشخصه كونه أول من لمسها ولذلك اعتزمت الذهاب إليها علها تساعدها دون دراية منها ، وقفت امام منزل وفاء زوجته الأولى وطليقته الحالية وذلك بعدما استعلمت على منزل أهلها من أحد جيرانها ، تهيأت رانيا لمقابلتها واضعة في الحسبان وجود مشادة كلامية وحربًا نسائية وشيكة كونها من سلبتها زوجها وشردت بناته ، اخذت نفسًا طويلاً وزفرته ببطء ثم قرعت الجرس منتظرة الإجابة عليها......
_________________________________

نظر عمرو مطولاً لتلك السيارة الحديثة كليًا واستغرب قدومها كون المسافة تكاد تكون معدومة ، ادرك في نفسه أنه يتعمد فرض سيطرته ومدى قدرته في الحصول علي ما يريد ، ابتسم بتهكم وعليه هو الآخر أن يحدد طريقه في الوصول لمبتغاه وهي خطوته التالية ، تجول أيهم ببصره عليهم بنظرات مُغترة وبات من هيئته علو شأنه ، تقدم منهم متهاديًا في خطواته وخلفه ماجد المُترقب بشغف لتلك المقابلة ..
وقف قبالة فريد الذي مد يده ليصافحه بترحيب لابد منه :
- أهلا أيهم بيه شرفتنا .
صافحه أيهم وهو يرد بهدوء رزين :
- أهلا وسهلا بيك .
التوى ثغر عمرو بابتسامة جانبية حاقدة منزعجة فلم يتخيل يومًا أن يأتي شخص كهذا لخطبتها فعادةً ما يخشى الجميع النظر حتى إليها ، وها قد أتى من له القدرة في الحصول عليها ، تفحص عمرو هيئته وفيما يرتديه مما عزز لديه فكرة ترك ذلك المُستنقع كما يشبهه دائمًا ورافضًا لفكرة وجوده في مكان غير مرئي كهذا ، تحرك الجميع لداخل الفيلا وذلك لبدأ الحديث الجاد الذي أتى من أجله.....
________________________________

انفجرت فيها وفاء حينما رأتها أمامها وقادمة بنفسها إليها ، احتقنت تعابيرها وجرت الدماء في عروقتها التي اشتعلت غضبًا فهي من استلبت منها زوجها واوصلتها إلى ما هي فيه ، ارتدت رانيا تلقائيًا للوراء خوفًا من بطشها ، احالت والدتها بينهم جاهدة في السيطرة عليها ، أشارت لها رانيا بكلتا يديها كي تهدئها وتعلمها بسبب مجيئها الغير متوقع ، هتفت رانيا بتأني :
- اهدي يا وفاء ، دا أنا جاية علشان مصلحتك .
هبت فيها الأخيرة مُستنكرة ما تفوهت به :
- مصلحتي تاخدي جوزي مني وتخليه يطلقني .
حاولت وفاء التملص من قبضة والدتها للفتك بها ، فاستطردت رانيا حديثها لتوضح سبب مجيئها وهي تتحامى في والدتها :
- لو مش عايزاني اتجوزوه انا كمان مش عاوزاه ، بس ساعديني في كدة .
استكانت وفاء ونظرت لها بعدم فهم غير مُصدقة حديثها ، ابتلعت ريقها وسألتها بملامح مقتطبة :
- اساعدك ازاي ؟ ، انا مش مصدقاكي .
تابعت ساخرة بمغزى :
- وانا كل اللي مضايقني أنك هتشاركيني فيه .
عقدت رانيا بين حاجبيها غير متفهمة كلماتها ، بينما نظرت لها وفاء بثقة واستأنفت بغرور لتُشعلها غيظًا :
- هو انتي مفكره أن عزت ممكن يستغنى عني .
ثم حدقتها بنظرات تقييم دونية وهي تتابع بتعال وسط نظرات رانيا المندهشة :
- ولا مفكرة هيسيبني علشانك أنتي ، دا بيموت فيا وهيرجعلي بعد ما يتجوزك على طول .
صُدمت رانيا فقد سقطت الكلمات عليها كالصاعقة فقد اراد هذا الحقير السمج خداعها ، فهي لا ترتضي به وهو كذلك ، فكيف اذا شاركتها فيه هذة المرأة ، شردت رانيا بفكرها كأنها وجدت مخرجها من ذلك المأزق ، ابتسمت داخلها بخبث وهي تنظر لتلك المرأة الواثقة في نفسها ، واعتزمت كسب الموضوع لصالحها لتخرج مما هي فيه و....
________________________________

حدق فيها باعجاب ملحوظ فور ولوجها الغرفة عليهم ، شرد أيهم للحظات في جمالها الأخاذ وملامح وجهها الأجنبية وهيئتها المحتشمة المنسقة ، تحركت رسيل للداخل ناكسة رأسها بخجل شاعرة بنظراته نحوها ، تحاشت النظر نحوه وعنه فعل العكس حيث ظلت نظراته مُسلطة عليها وهذا الأمر كفيل بجعل عمرو يستشاط غيظًا وحقدًا مما جعله رغبته تزداد في افساد حياتهم ، نظر للباب وابتسم بخبث ظهر أيضًا في نظرات عينيه حينما ولجت الأخيرة لتبدأ اللعبة .
ولجت سالي تقدم قدم وتُأخر الأخرى خوفًا من ردة فعله ، ولكن تجهمت تقاسيمها حين وجدته مُحدقًا بها بنظرات زادتها غِيرة وكره دفين كاد يقتلها من الداخل ، ابتلعت تلك الغصة بصعوبة كأنها تتماشى مع ما يحدث فلا مفر ، لم تستطع رسم ابتسامة ووجهت بصرها لعمرو الذي يحدق فيها بانزعاج لخوفها منه ، اشار لها بأن تتقدم نحوهم وأومأت برأسها لتُكمل سيرها للداخل ، التفت ماجد ناحيتها عفويًا وحجظت عيناه في صدمة غير مستوعبًا إلى الآن رؤيتها امامه وهنا بالتحديد ، ابتلع ريقه ولا إراديًا نكز أيهم في ذراعه فأنزعج أيهم من حركته تلك والتفت له وحدجه بغيظ من حركته غير اللائقة ، استغرب هيئته المتجمدة وكأنه ينظر لشيء ما ، وجه بصره تلقائيًا إلى ما ينظر له وتفاجأ بها هو الآخر وتجمدت انظاره عليها و....
_______________________________

حاولت رانيا ضبط انفاسها الغاضبة وتستفيد من تلك المسألة حيث هداها تفكيرها للعب بهم سويًا ، هتفت مستهزئة لما تفوهت به:
- وأنتي مفكرة أني مش عارفة ، دا هو اللي قالي هيفهمك كدة علشان يطلقك ومتخديش منه حاجة ويتجوزني أنا .
شهقت وفاء بعدم تصديق وصكت على صدرها بكفيها ، ابتسمت رانيا بتشفي وهي ترى نجاح خطتها الوهمية ، تابعت بتأكيد زائف :
- انتي مفكراني عبيطة زيك ، دا ميقدرش حتى يرفضلي طلب ، أول ما قولت يطلقك متأخرش .
تحركت نحوها بحذر وهي تتأمل ملامحها المصدومة ، استطردت رانيا بحزن زائف :
- بس أنتي صعبتي عليا ، خصوصا بناتك اللي ملهمش ذنب ان ابوهم الندل دا يعمل معاهم كدة .
نظرت لها وفاء بحزن ممزوج بالصدمة ، ثم التفتت لوالدتها التي تنظر لها بحسرة ، هتفت والدتها بتأنيب :
- سمعتي وشوفتي يا وفاء ، أنا كان قلبي حاسس ومش مطمناله ، أهو ربنا كشفه علشان تفوقي لنفسك .
حركت وفاء رأسها غير مُصدقة خداعه لها وبدا الحزن على وجهها ، ابتسمت رانيا بمكر وقررت أن تأجج الإنتقام بداخلها لتعيق زواجها منه ، هتفت بخبث مكبوت :
- أنا لو منك مسبوش كدة من بعد ما ضحك عليكي ، لازم تعملي حاجة علشان خاطر بناتك دول ، نظرت لها وفاء مشدوهة ، فأومأت رانيا رأسها لها كأنها حزينة عليها لتحثها على الإنتقام ، تنهدت بارتياح حين رأت تعابيرها التي تغيرت للشر والغضب ، اتسعت ابتسامة رانيا فلعل تلك البلهاء تخلصها منه.....
_________________________________

رسم أيهم الهدوء القاتل بعدما ادرك بحسه ان ذلك الأحمق هو من جلبها لمعرفته بها قبل مرة ، وجه أيهم بصره نحوه ولكنه اثار حنقه بابتسامة ساخرة ونجح في ذلك حينما تغيرت تعابير عمرو للإندهاش من عدم اكتراثه لوجودها ، أغاظه أيهم أكثر حين استند على الأريكة ووضع ساقًا فوق الأخرى ، وجه بصره بعدها لفريد وهتف بنبرة صلبة قوية جعلت عمرو ينظر له بامتعاض داخلي :
- أنا جاي طالب ايد رسيل ، اتمنى توافقوا .
على الفور توردت وجنتي رسيل ونكست رأسها بخجل صريح فلم تجد الأمر بتلك الصعوبة فلم يتقدم أحد لخطبتها من قبل ، ربتت سميرة على فخذها برقة عندما أحست بها ، وعن سالي ظلت نظراتها المتوجسة منه ترفض النظر نحوه فقط تستمع لحديثه الذي فطر قلبها كأنه سكين حاد غرس فيه للتو ، وعن عمرو ادرك مدى سيطرته فالمرأة التي جلبها لم تُجدي نفعًا بقدومها ، تملك الحقد والكره منه ومن سالي حين أكمل أيهم :
- وكل اللي رسيل عوزاه أنا هعملهولها ، وياريت جوازنا يكون بسرعة .
وجه عمرو بصره لسالي ورمقها بنظرات خالية من التعابير لرؤيتها خائفة منه ، استنبط مدى سيطرته وأنه ليس بتلك السهولة لينال منه ، فقد ضاع مجهوده هباءًا وأعتزم في نفسه ألا يرتضي بتلك الهزيمة وسوف يرد له الصاع صاعين حين تأتي فرصته واكتفى حاليًا بإكمال مخططه الآخر عله ينهي تلك المسألة برمتها أو ينتفع من وراءها .
نظر أيهم لرسيل بابتسامة عذبة جعلتها ترتجف من الخجل وتنكس رأسها وهي تتنفس بهدوء ، ابتسم ايهم مُحركًا رأسه بمعنى لا فائدة ، تنحنح عمرو ليهتف بمعني مُبينًا نيته الخبيثة التي لم يتعجب أيهم منها :
- طبعا رسيل غالية علينا قوي .
انتبه له أيهم ليتابع عمرو بمغزى :
- ويا ترى هتقدر قيمتها زي ما احنا عارفينها .
تجمدت انظار أيهم عليه متفهمًا نيته الوضيعة في الربح من وراءها ، بينما اندهشت رسيل وسميرة حين نظرن له بعدم فهم وجهلن معرفة مقصده ، جلست سالي كالمتفرجة تنتظر ردة فعل أيهم فبات الأمر مُسليًا إلى حد ما .
التفت أيهم لماجد وحدق فيه بنظرات ذات مغزى مؤكدًا تخمينه ، اومأ ماجد رأسه بتفهم ، فتنهد أيهم بعمق ليعاود النظر إلى عمرو ، هتف بثقة :
- قول عاوز ايه وأنا أعمله ؟ .
التوى ثغر عمرو بابتسامة خبيثة ، ثم وجه بصره لوالده الغير راضي بالمرة لما يفعله ، تجاهل عمرو كل ذلك ليرد عليه بمكر:
- مهرها هيبقى عشرة مليون وزيهم مؤخر ، والشبكة بقى انت وذوقك وقيمتها عندك قد ايه .
فغرت رسيل فاهها غير مُصدقة ما تفوه به ، ادركت بداخلها بأنه يتعمد فشل تلك الزيجة ولم يبخل في ذلك ، نظرت لأيهم تريد معرفة ردة فعله وتعجبت من ملامحه الجامدة ، وعن سالي نظرت لعمرو باستهزاء فتلك المبالغ لا تسوى أمامه شيئًا وتعتبر زهيدة للغاية ، حاولت ان تلمح له بالإعدال عن حديثه ولكنه لم يتفهم ، اشاح بوجهه لينظر لأيهم ويتابع بخبث :
- قولت أيه يا أيهم بيه ؟ .
رد أيهم بجمود دون مقدمات رغم سخريته المكبوته :
- موافق ......
_______________________________

أعلن هاتفه عن وصول رسالة ما وقام بفتحها ، تشنجت تعابير وجه مازن على الفور حين قرأ ما دون فيها وأن تلك الحمقاء من بعثت بها ، اعتدل في نومته متوعدًا لها ، لم يتحمل أن يبقى مكتوفي الأيدي حيث عزم على مهاتفتها ليعنفها على وقاحتها معه ..
على الناحية الأخرى وجدته خلود يتصل بها ، اتسعت ابتسامته المُتشفية فهو من بدأ التواقح معها ، استلقت على بطنها على الفراش واجابت علية باستفزاز :
- كويس انك اتصلت ، كدة بتأكد اللي اكتشفته فيك .
صر اسنانه يريد الفتك بها ولحسن حظها أنها بعيدة عن قبضته ، هتف بانفعال :
- أنا قليل الادب وغبي .
زمت شفتيها وهي ترد بعدم اكتراث مُستفز :
- بالراحة علينا شوية ، مش دي برضه الحقيقة .
هتف بعصبية مدروسة :
- قصدك ايه بكلامك ده ؟ .
ردت ببرود اثار حنقه على الأخير :
- مفكر اهانتك ليا هعديها كدة ، لازم اعرفك قيمتك انت كمان .
رد بامتعاض جم :
- يعني انتي قاصدة تشتميني بقى ؟ .
مطت شفتيها وردت بمعنى حين تذكرت وقاحته معها :
- أصلي دلوقتي مش في بيتك علشان احترمك ، ولازم اخد حقي منك ، ولا ايه .
ضغط على شفتيه مانعًا نفسه من تفوه ما يندم عليه بعد ذلك ، هتف من بين اسنانه :
- أتأسفتلك قبل كدة ، وكلمتك بنفسي علشان اتأسفلك، عوزاني اعملك ايه تاني ، ارقصلك .
انتفضت من مكانها ضاحكة بشدة وخرجت انفاسها معها لم تعد قادرة على السيطرة على ضحكاتها أو تنفسها ، فابتسم هو بقلة حيلة لتصرفاتها الصبيانية معه ، بينما هتفت هي من بين ضحكاتها:
- يخرب عقلك ، طلع دمك خفيف وبتعرف تهزر أهو .
ضحك هو الآخر وهو يردد ببراءة مُخادعة :
- علشان تعرفي بس انك ظلماني ، كفت عن ضحكها وقالت بمفهوم:
- برضه قليل الأدب ، نسيت عملت ايه معايا .
اراد مازن ان يعبث معها قليلاً فباتت تزعجه تلك الفتاة وعليه النيل منها ، رد عليها بخبث جرئ :
- بس شكلك وإنتي ماشية بفستانك القصير حلو قوي
شهقت بصوت شبه مسموع وحركت رأسها بهستيرية ، عنفته بانفعال شديد :
- فعلا قليل الأدب ، أنا لو شوفتك دلوقتي هــ ...
قاطعها بنبرة متسلية :
- هو انا يا قمر أنتي مقولتلكيش أن جسمك حلو من اول مرة شوفتك فيها .
تلجلجت في الحديث ولم تجد كلمات مُوازنة تهتف بها من جرأته معها ، فضحك هو بشدة ليتابع بوقاحة مُصطنعة البكتها :
- هو أنا مقولتلكيش أن أنا سافل كمان....
________________________________

حدجت سميرة اخيها بنظرات لائمة غاضبة كأنها ترى ابنه فيه ، ولكنه نكس رأسه تاركًا له زمام الأمور ، صرت سميرة اسنانها ولم تعلق وترقبت إلام سيصل الأمر ، بينما عقد عمرو بين حاجبيه ونظر لسالي بمعنى ، فلوت ثغرها كأنها تستهزأ منه ، فطن عمرو أنه تسرع في تحديد ذلك المبلغ ، لعن غباءه الاهوج فكان لابد من سؤالها عن حالته قبل ذلك ، تنهد بضيق مكتوم لينظر له بعدها وهو يردد بتبريك حاقد :
- مبروك يا أيهم بيه ، مبروك عليك رسيل .
رد ببرود ونظرات غير مكترثة به :
- انا عايز أتجوز رسيل الاسبوع الجاي .
هتف عمرو بامتعاض :
- نعم .
لم يرد ايهم عليه حيث وجه بصره لفريد وهتف بجدية :
- انا هدفع اللي هتقولوا عليه ، بس أنا عايز أتجوز رسيل وياريت يكون الأسبوع ده كمان .
صُدمت سالي من تسرعه المُبالغ فيه وزاغت عيناها وهي توزع انظارها عليهم بحقد مكبوت ، بينما رد فريد عليه بنبرة متفهمة:
- طيب نسأل رسيل الاول .
وجه ايهم بصره نحوها وجد الملامح البريئة التي لا تعي مكر من حولها وكأنها في عالم آخر جاهلة لما يحدث امامها ، ظنت رسيل بأنها سلعة يتفقوا على ثمنها ، خالجها شعور غير مريح لما يحدث ولم تعرف بما تجيب عليه ، شعرت بها سميرة ورأفت بحالتها كونها لا تنتمي لعالم حاقد ماكر ليس لها مكان فيه ، ردت سميرة بالنيابة عنها :
- رسيل موافقة .
نظرت لها رسيل بأعين بريئة ، فابتسمت لها سميرة كأنها تقول لها بأنه الأصح ..
ضغط عمرو على اسنانه تكاد ان تنكسر من شدة غيظه وحقده لربحه بها وكأن الأمور خرجت من يده يريد بداخله أن ينهي تلك الزيجة ونظر لرسيل كأنه يتمنى رفضها كونه كان علي علاقة سرية بتلك المرأة وربما تعاني هي معه فيما بعد، حاول الردx ولكن صوت رسيل حين تحدثت جعله يصمت ، هتفت رسيل مُحركة رأسها بموافقة :
- أنا موافقة .
شعر أيهم براحة من الداخل وبدا على محياه ابتسامة راضية ، ثم ادار رأسه ليوزع انظاره بين عمرو وسالي وحدجها بتعال يعزز مدى انتصاره اليوم ، تنهد بعمق وحدث فريد بلطف :
- ممكن أقعد مع رسيل شوية لوحدنا .
كاد أن يرد عليه فريد بالموافقة ، ولكن اوقفه عمرو حين رد هو بامتعاض يعكس حقده الذي ظهر في عينينه وفطنه ايهم :
- لا طبعا ، انت مفكر نفسك في القاهرة والحياة سايبة زي هناك .
ثم نظر لسالي كأنه يخبره بعلاقته بها ، ابتلع أيهم ريقة وظل على هيئته القوية غير مكترث لهما ، بينما هتفت سميرة باستنكار :
- اسمه ايه الكلام دا يا عمرو ، مافيهاش حاجة .
هتف عمرو باعتراض قاطع :
- أنا قولت لأ يبقى لأ ، اذا كان عاجب ، معندناش بنات تقعد مع رجالة لسة مافيش بينهم حاجة .
تجهمت ملامح أيهم وهو ينظر إليه ، هتف بنبرة متشددة لكل كلمة يهتف بها ليثير حنقه :
- متخافش ، هيبقى فيه وقريب .
ثم نهض أيهم وسط نظرات الجميع التي تسلطت عليه ، استأنف بامتعاض داخلي :
- انا همشي انا علشان أجهز لكل حاجة ، يلا يا ماجد .
قالها ايهم وهدج للخارج دون النظر لأحد بعدما القى فقط على سالي بعض النظرات القاسية لتعلن مدى الإنتقام الذي ستتلقاه منه مما جعلها ترتبك ثم اسرع للخارج حتى لا يثير ريبة الآخرين حوله ، وخلفه ماجد الذي اطاعه ودلف للخارج هو الآخر ...
نهضت رسيل هي الأخرى وهي تحدق فيه باغتياظ جم ، توجهت ناحيته وهي تردد بعصبية لتعمده التحكم فيها :
- أنت ازاي تخليه ما يقعدش معايا ، كل الناس كدة .
تأفف عمرو ولم يرد عليها، فصرت اسنانها لتتابع بسخط:
- وعادات ايه اللي بتتكلم عنها ، انت بتفهم في العادات ، انت آخر واحد يتكلم فيها .
ضغط على شفتيه مُنزعجًا من حديثها ونهض وهو يرمقها بانزعاج بائن ، كاد ان يقترب منها لتطاولها عليه ولكن عمته وقفت أمامه بالمرصاد ، هتفت سميرة بحدة :
- عايزة تعملها ايه ،كل كلمة قالتها كانت صح .
استأنفت بتجهم:
- وفلوس ايه اللي بتتكلم عنها ، هي بيعة وشروة ، عايز الراجل يقول علينا ايه .
كبت عمرو انفعالاته ونظر لها وهو يرد بضيق :
- ما خلاص وافق، وكل حاجة ماشية زي ما انتوا عايزين.
هتفت سميرة بنبرة ذات مغزى ونظرات قاتمة :
- وسيادتك بقى مكنتش عاوز الموضوع يمشي ، دا اللي كنت بتفكر فيه وقتها .
اشاح عمرو بوجهه وحدقت فيه رسيل باستهجان وسط نظرات فريد وسالي الذين باتوا كالمتفرجين في صمت ولم يستطع فريد أن يتحدث لشعوره بالمرض فهو لم يتحسن بعد للدخول في مشاحنات، فتابعت سميرة بعناد:
- وهي هتجوز أيهم وأنا وافقت عليه ، دا أحسن واحد ممكن يتقدملها ، ولا عايزها تفضل طول عمرها في القرف ده .
نظر لها عمرو بحنق وهو يردد بحيرة مدروسة تعكس عصبيته:
- أنا مش عارف هو عملكوا ايه ، واحد جاي البلد دي ومنعرفش عنه حاجة ولا نعرف هو جاي ليه ، ومعاه فلوس يدفع ويتجوزها ، كل حاجة بتحصل مش داخلة دماغي....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هرول ماجد خلفه مستنكرًا سيره على قدميه ومن سرعته في الإنكتال ، هتف ماجد وهو ينهج :
- ايهم انت نسيت تركب العربية و...
قاطعه بعصبية عنيفة :
- عربية أيه يا زفت انت ، ابعت لأي حد يجبها ، مش شايف اللي انا فيه .
اطاعة ماجد قائلاً :
- حاضر ، هكلم السواق يجبها .
والتزم بعدها الصمت .
وصل الإثنان للسراية وولجوا للداخل ، ما أن دخل أيهم حتي ركل بقدمه كل ما يقف في طريقه ، هتف بنبرة مُهتاجة :
- شايف الحيوان دا كان بيكلمني ازاي ، إن ما وريته ، مبقاش أنا أيهم .
وقف ماجد امامه بحذر ، رد مُهدئًا إياه :
- اهدى يا أيهم ، قولتلك هشوفله حل وهبعده عن البلد دي كلها.
دفن أيهم وجهه بين راحتيه مُسيطرًا على هياجه العنيف ، ابعد يديه ليهتف بانفاس منفعلة :
- أنا عمري ما حد كلمني كدة .
صمت ليسرح فيما حدث ، ابتسم بتهكم بعدها وهو يتابع بتعابير مُتجهمة :
- لا والست سالي مشاركة في اللي بيعمله ، جاتلها الجرأة تقف معاه ضدي ، دا جزاتي أني مرضتش افضحها قدام أبوها .
نظر له ماجد لا يعرف بما يجيبه، بينما هتف أيهم بوعيد:
- بس خليها تعمل حاجة ولا تبوظ الموضوع ، صدقني هتشوف واحد تاني غير اللي كانت تعرفه.....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،
ضرب عمرو الحائط بقبضته لاعنًا نفسه على تسرعه الأهوج في ضياع فرصة كهذة من بين يديه ، وقفت سالي خلفه ساخطة على حماقته اللامتناهية ولوت شفتيها في تهكم ، تحركت لتقف بجواره وهي تضم ذراعيها حول صدرها ، هتفت بسخرية :
- هو دا المخطط اللي قرفتني بيه ، طيب اسألني الاول وأنا أقولك تعمل ايه ، دلوقتي بقى مبقاش ينفع ترجع في كلامك، والكل وقتها هيعرف انك بتفكر في الفلوس.
كور قبضته يعتصرها بقوة دليل غيظه ، هتف وهو يلوم نفسه:
- انا غبي ، غبي ، اعمل ايه دلوقتي علشان أوقع بينهم ، انا كنت فاكر أنه مش هيقدر يدفع كل ده .
ثم اخرج نفسًا قويًا مُفرغًا غضبه المدروس ، بينما قالت سالي بقلة حيلة :
- أنا قولتلك أيهم مش سهل ، وأنا مقدرش أقف قصاده ولا حتى أقول لرسيل أو غيرها أنه كان معايا ، انا غلطت لما سمعت كلامك وجيت ، انا مش قد اللعب معاه .
حرك رأسه بغضب ظاهر في عينيه وهو يردد بحيرة جلية:
- انا مش عارف دا جالنا من أنهي داهية ، دا أنا مش عارف هو أصلا جاي البلد عندنا ليه لحد دلوقتي .
وجه بصره لها ليتابع وهو يسألها بفضول :
- متعرفيش انتي ايه اللي يخليه يجي هنا ويسيب حياته هناك .
ردت محركة رأسها بجهل :
- أنا معرفش عنه أي حاجة ، دا أنا اتفاجئت بالصدفة أنه هنا ، دا كان بيقول أنه مسافر برة مصر وعنده شغل .
نظر لها عمرو باستغراب وعدم فهم بينما استأنفت سالي بحيرة جمة :
- بس ليه يجي هنا ، دا حتى عنده المشروع بتاعه وكان مهم قوي بالنسبة له ، أنا هتجنن .
حملق فيها عمرو بنظرات حائرة ، سألها بشغف :
- انتي توضحيلي بالراحة كدة ، مشروع ايه ده المهم اللي سابه علشان يجي هنا .
ردت زاممة شفتيها بعدم اكتراث :
- بابي كان بيقول أنه هيعمل مصنع معدات طبية مش موجود زيه في مصر ، وكان بيدور على اراضي علشان يبنيه عليها .
انتبه عمرو لحديثها وبدا عليه الإهتمام بكل كلمة تخرج منها ، سألها باهتمام ودقات قلبه تتسارع :
- عايزك تحكيلي كل حاجة بالتفصيل ، وتقوليلي هو كان بيفكر في ايه وايه موضوع المصنع ده ................................
x x x x x x x x ____________________
x x x x x x x x x x x _______________
x x x x x x x x x x x x x x __________



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 21-09-21 الساعة 12:18 PM
الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-19, 02:39 PM   #54

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارتات روووعة اسماعيل والعسل الي غرقان فيه مع مهجة 😍😍الاتنين يفطسوا من الضحك😂😂 ياترى امه حتسكت ع الصحون الي كسرتها ..وعمرو الي مش راضي يسكت وسالي الي حتعرفه عن المشروع ياترى رد فعل ايهم حيكون ايه الحقير مش راضي يسكت ..ايهاب اخيرا استسلم احسن يروح يشوف سيرين الي بتحبه ..رانيا الي عملته كان غلط بس انا مازعلتش عليها لانها كانت ناوية تبني حياتها على حساب وحدة غلبانة 😖😖ومفكرتش في وفاء الا لما حصل الي بينها وبين مصطفى ياترى حيحصل ايه بينهم وهل حينتج عن العلاقة الي حصلت حمل😧😧 الله يستر البارتات بقت الاحداث فيها مولعة بارك الله فيكي ووفقك 😍😍

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-19, 12:58 AM   #55

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هاااااااه وأخيييرا وصلت لآخر كلمة ... الأجزاء مليئة بالأحداث المتتالية والمترابطة

مصطفى ورانيا .. وصلت علاقتهم لمنحنى خطير جداااا بس هى رانيا ساذجة لما راحت لعنده فى شقته وقلبت ناصحة لما راحت لزوجة عزت وحرضتها ضده !!

أيهم ورسيل .. مكنتش متوقعة أنه يوافق ببساطة على العشرين مليون يعنى لسه هيدفع ثمن الأرض كام مليون ,, وعمرو هو الى بيتكلم فى القعدة .. غريبة مش ليها عم وهو المفروض وصى عليها ؟؟

وسالى .. هتوصل عمرو لهدفه فعلا ؟؟ هينجح فى التفريق بين ايهم ورسيل لمصلحته الشخصية ؟

فى انتظار الجديد بفارغ الصبر لنعرف ايه الى منتظر أبطالنا الحلوين وخاصة خلود ومازن الوقح ..

تسلمى يا الهام .. ربنا يوفقك عزيزتى


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-04-19, 12:59 AM   #56

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 2 والزوار 6)
‏MooNy87, ‏Kokinouna


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-04-19, 01:24 AM   #57

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي رواية القيادي

الفصـل الحـادي والعشـرون
القِِيَّـــادي
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

لم ينم طوال الليل فقد اثارت كلماتها حفيظته للكشف عن ماهية الأمر بنفسه وتأكيد نبوءاته ، تهللت اسارير عمرو وصدق حدسه فأضحى هو من يريد تلك الأراضي وسلك هذا الطريق للحصول عليها ، فقد بات متستغربًا من عدم فتح الموضوع مرةً أخرى وتهديدهم الصريح لهم أصبح في طي النسيان وغدت خدعته الجديدة لها ، نجح في ذلك ووقعت تحت وطئته ، تنهد عمرو بعمق ونظر أمامه بغموض مفكرًا في خطوته القادمة ولابد أن تكون محسومة لصالحه حتى لا تضيع تلك الفرصة هي الأخرى ، حيث اصبحت اللعبة الآن في يده وهو المُتحكم فيها ولزامًا عليه اختيار الوقت المناسب لإشعال تلك الشرارة بينهم وينطلق هو نحو تحقيق أهدافه الكامنة والحصول على ما يتمناه ..
ترجل من سيارته وتسلل لداخل أذنيه أصوات داخل الإسطبل ، ابتسم عمرو عفويًا وايقن أنها بالداخل فتوجه صوبه يريد رؤيتها ، شعر بالشفقة عليها ولكنها من فضلته عليه فلتتحمل ما هو آت ، ولج الإسطبل وجدها عابسة الملامح فادرك ضيقها لما حدث بالأمس ، نظر لها بمغزى وتحرك ليدنو منها ، انتبهت رسيل لقدومه ناحيتها ونظرت له بتأفف ثم اشاحت بوجهها ، تجاهل عمرو كل ذلك وتنهد قائلاً:
- صباح الخير يا رسيل .
زفرت بقوة ولم تجب ، فاستطرد هو بندم زائف حتى لا يثير شكوكها تجاهه :
- أنا مكنش قصدي أنكم متقعدوش مع بعض .
ثم صمت ليتابع بتبرير مختلق:
- انتي عارفة أنه لسة غريب ومنعرفش عنه حاجات كتير ، والمهر والمقدم وكل ده علشان اضمنلك حياتك معاه ، بس يا ريتني كنت طلبت اكتر لأن فيه يدفع اكتر من كدة بكتير .
انصتت رسيل لحديثه بتقاسيم مقتطبة واستنكرت تزويجها من اجل المال ، هتفت رسيل باحتجاج شديد :
- لأ طبعاً ، انت مفكرني ايه ، حاجة بتبعها وهو بيشتريها ، انا مش هسمح بكدة ابداً .
نظر لها بمكر دفين وهو يردد مؤكدًا حديثها :
- أكيد يا رسيل ، لأنك أغلى من كدة بكتير ، ودي بتبقى طلبات اساسية في الجواز .
لوت ثغرها للجانب بتأفف فقد ملت من الحديث معه ، هتفت باستياء:
- ممكن بقى تتفضل ، انا عاوزة انضف الإسطبل لأنه وسخ زي ما أنت شايف .
استنكر تنظيفه بنفسها فصاح معترضًا بانزعاج :
- انا مش قولت قبل كدة انتي متشتغليش في الكلام ده ، وعندنا الخدامين اللي يعملوا كدة .
هتفت بامتعاض زاممة شفتيها :
- وهما فين الخدامين دول ، ولا قصدك على اسماعيل اللي لسة متجوز، ولا عايزني اقوله تعالى .
حدق فيها وهو يرد بانفعال :
- انا بقى هبعتله يجي ، واياه ميجيش ، نهاره اسود.....
_________________________________

فركت يديها ببعضهما في توتر داخلي قاتل ، خشيت رانيا افتضاح أمرها وعدم مُساعدة تلك البلهاء لها فاليوم زواجها منه ويجب التصرف سريعًا ، اغمضت عينيها بحزن لتخليه عنها مُدعي ذلك السبب الوضيع ومستنكرًا حبها له ، تذكرت في نفسها قربه منها وباتت راغبة في العيش معه وأن تصبح له فقط ، ولكن تلك الورطة المُعقدة تخرجها من احلامها الوردية التي تتمنى الخوض فيها ، اخرجت تنهيدة عميقة واعتزمت مهاتفته عله يساعدها إذا تخلت هذه المرأة عنها ، جاء صوته المألوف لها ، لتُجيب هي بقلة حيلة ووجه حزين :
- الحقني يا مصطفى ، انا هتجوز النهاردة .
انتفض من مكانه ليجيب عليها بعصبية مُفرطة :
- قولتلك سيبي كل حاجة وتعالي ، انا مش هسمحلك تتجوزي ولا أي حد يقرب منك .
هتفت باعتراض :
- طيب ما تشوف حل انت ، ومتقوليش نتجوز عرفي علشان مش هيحصل .
امتعض بشدة من رأسها اليابس الذي سيودي بها إلى الهاوية غير مكترثة لحياتهم سويًا ، هددها بنفاذ صبر :
- دا آخر كلام عندي ، ولو اتجوزتي يا رانيا هفضحك وهقول انك كنتي معايا بمزاجك .
اغرورقت الدموع في عينيها وردت بصوت وشيك على البكاء :
- ليه مش حاسس بيا ، ولا علشان انت راجل بتهددني بالفضيحة ، المفروض تساعدني اخرج من المصيبة اللي مستنياني دي .
رد متأففًا بملل :
- قولت تعالي ، مش هقولها أكتر من مرة ، وكل كلامك ده ولا في دماغي .
قطبت تعابيرها ليتابع هو بجدية ذات معنى :
- ومش هتندمي في يوم يا رانيا انك اختارتيني ، انا بحبك ، تعالي نعيش سوا ، انا عايزك انتي ، ومش معنى اننا كنا مع بعض خلاص كدا ، انا لسة عاوزك ومش بفكر في حد غيرك انتي ، انتي حبيبتي انا .....
_________________________________

دلف من غرفة الصالون ووجه بصره للطاولة منتصف ردهة السراية حيث لفت انتباهه علبة كرتونية كبيرة نسبيًا ، حدق فيها بعدم فهم وتوجه ناحيتها لمعرفة ما بها ، شرع ماجد في فتحها وبدت عليه الصدمة حين رأي تلك الزجاجات المُعبأة بالخمور ، شرد لوهلة عن سبب وجودها وانتبه للخادم يقف امامه، عقد بين حاجبيه ليسأله باهتمام:
- مين اللي جاب دول هنا ؟ .
اجابه الخادم بعملية :
- أيهم بيه طلب يجبهم من القاهرة ووصلوا دلوقتي .
وجه ماجد بصره للعلبة الكرتونية مرة أخرى ورمقها بتعابير غير مفهومة ، زفر بهدوء وقرر الصعود إليه ليشرح له الأخير عن سبب وجودها ..
تمدد أيهم على الأريكة مُغطيًا وجهه بذراعيه شاردًا فيما حدث بالأمس وتجرأ هذا السمج عليه وتوعد للنيل منه ريثما ينتهي زواجه منها وسيغدو لا يأبه أحد ، فكل تفكيره مُنصبًا حول انهاء تلك المسألة في اسرع وقت والعودة لمباشرة اعماله التي وضعها على عاتق والده ، كما توعد لتلك الحقيرة لمعاونتها له ، قرر ايهم في نفسه عدم مبالاته بالأمر حتى لا تضحى نقطة ضعفه امامهم لتخريب زواجه والتزم التأني والتريث فيما سيزمع له لحين زواجه منها ..
ولج ماجد الغرفة ليقطع فكره العميق ، تحرك تجاهه ليبعد ايهم ذراعيه عن وجهه وينظر له ، وقف ماجد امامه ليسأله باستنكار:
- صحيح يا أيهم انت اللي طلبت الخمرة دي .
نظر له ورد ببرود :
- وفيها ايه اما اشرب ؟ .
حملق فيه ماجد بدهشة ، هتف بامتعاض :
- فيها كتير ، انت نسيت احنا فين ولا أيه .
تأفف بعبوس جلي على تقاسيمه ، رد بعدم اكتراث :
- عايز اشرب ، متضايق .
نظر له ماجد للحظات ورد بتوجس :
- بس انا مش مطمن للقرف ده هنا ، ممكن حد يشوفه تبقى مصيبة ، الشرب له الأماكن بتاعته ، بس محدش بيدخلها بيته.
أحد ايهم إليه النظر ، عنفه باهتياج :
- انت اتجننت يا ماجد ، من امتى وأنا بخاف من حد .
اشار له بيده ليأمره بحدة :
- روح خلي حد من الخدامين يطلعهالي هنا .
ابتلع ماجد ريقة وحرك رأسه بطاعة وهو يرد بتوتر :
- حاضر يا أيهم ، أنا آسف .....
_________________________________

جلس على طرف الفراش واضعًا قدميه في ذلك الدلو المملوء بالماء ، جلست مهجة امامه على الأرضية جاثية على ركبتيها تدلكهما بلطف ويعلو ثغرها ابتسامة مُحببة ، بينما حدق فيها اسماعيل بحب ومد يده ليلامس عنقها كنوع من المغازلة ، تراجعت قليلاً للخلف ولامته بدلال :
- اخص عليك يا اسماعيل خضتني .
غمز لها بعينه ورد وهو يتجول ببصره على سائر هيئتها:
- أصلك حلوة قوي يا بت .
ردت بتغنج :
- طيب ما أنا عارفة ، سال لعابه وهو يحملق فيها بتمني ، شعرت به وهتفتx مُحذرة وهي تنظر إليه :
- اوعى تقربلي ، كفاية اللي حصل في المطبخ والكلام اللي سمعته .
تأفف اسماعيل حين تذكر ، هتف باستياء :
- نفسي آخد راحتي بقى في بيت يكون لوحدي .
ردت باستنكار شديد :
- طيب ما احنا عندنا أوضتنا ولوحدنا .
حدجها بنظرات خبيثه ورد بمغزى :
- طيب ما انتي عارفة اننا في اوضتنا ولوحدينا اهو .
ثم باغتها بمسكه لعضدها مقربها منه فتملصت هي منه وسقطت على ظهرها وظهرت ساقيها ، نهض صوبها غير منتبهًا لقدمية في الدلو وانزلق ليسقط بجانبها على الأرضية وانقلب الدلو مُغرقًا المكان وانقسم لنصفين مما جعل مهجة تخرج صرخة مصدومة ، عاتبته وهي تنظر له بخوف :
- حرام عليك يا اسماعيل ، انا خلصت من الأطباق علشان يطلعلي دا كمان .
تلجلج في الحديث وحرك رأسه حائرًا فيما سيحدث وتلك المياة في كل مكان ، انتفض الإثنان ونظروا لبعضهم البعض اثر طرقات على الباب ووالدته تصدح من الخارج مُتسائلة :
- ايه اللي حصل عندكوا جوه ده ، انتوا كويسين ؟ .
ارتبك اسماعيل وكذلك مهجة التي تلومه بنظراتها ، امتعض هو ليرد عليها بتردد :
- ايوة ياما احنا كويسين .
هتفت بانزعاج :
- طيب يلا اطلع علشان عمرو بيه بعت عاوزك تنضف الاسطبل .
اغتاظ اسماعيل وصر اسنانه لينهض من مكانه متجهًا ليفتح الباب ، نظرت مهجة تريد تحذيره حتى لا ترى حماتها بعثرة الغرفة ولكنه لم ينتبه لها وفتح الباب ، حدثها اسماعيل مُنزعجًا :
- اسمه ايه الكلام ده ياما ، انا لسه عريس جديد .
لم تكترث لضيقه قدر ما انتبهت للغرفة والراقدة على الارضية ويبدو عليها الزعر وهي تنظر إليها وغارقة في المياة ، شهقت عديلة وهتفت بتعنيف :
- يا نهاركوا اسود ، انتوا كسرتوا السطل.....
__________________________________

ارتدت ملابسها غير الساترة بالمرة وهبطت الدرج غير مكترثة لنظرات الخدم المُحدقة بها وهمساتهم لبعضهم ، تبخترت سالي في مشيتها بذلك الكعب العالي الذي تُجيد ارتداءه ، دلفت للخارج وتوجهت صوبه حينما وجدته واقفًا في حديقة الفيلا ، استدار عمرو تجاه اصوات الحذاء المتهادية ووجدها قادمة نحوه ، ابتسمت له سالي بعذوبة ووقفت قبالته ، فهتف عمرو مرحبًا بإشراقة:
- يا اهلا باللي منورانا ، اخيرا الجميل صحي .
ردت بابتسامة مُغرية :
- اصلي متعودة اصحى متأخر .
رد غامزًا بعينة :
- براحتك طبعا ، اصحي وقت ما انتي عاوزة .
ابتسمت له وقالت بنعومة :
- ميرسي .
صمتت للحظات ثم اكملت بحرج زائف :
- ممكن اطلب منك طلب لو مش يضايقك .
هتف بترحاب :
- انتي تؤمري مش تطلبي .
اجابته بنبرة ذات معنى :
- كنت عاوزة شوية كريمات للبشرة ، اصلي مجبتش معايا .
تأففت بصوت عالي وتابعت بتذمر:
- من ساعة ما جيت وأنا عمالة أهرش، حاسة أني جربانة.
قهقه عمرو بصوت عالي ، رد بغزل صريح :
- دا علشان انتي يا قمر مش واخدة على الجو هنا .
تأمل ملابسها المثيرة وتابع بمكر وهو يمرر بصره عليها:
- وتلاقيكي بتنامي واخدة راحتك في اللبس.
ابتسمت له بتصنع وهي منزعجة من الداخل لنظراته التي تيقنت بأنه يحتقرها، التي تبين مدى رخصها ، ردت بامتنان زائف:
- ميرسي قوي يا عمرو ، ياريت تجبهملي علشان محتاجاهم ...
________________________________

سلط ماجد بصره عليه وهو يرتشف من المشروب غير مكترث لأحد ، فضل ماجد الصمت خوفًا من انفعالاته السريعة وحدوث ما لا يحمد عقباه ، ارتشف أيهم من تلك الخمور بكثرة كأنه يفرغ فيها شحنة غضبه وهياجه الداخلي بها، ثم وجه بصره نحوه وسأله بجمود مُستطير:
- هتروح تقابله أمتى؟ .
تنحنح ليرد بتردد :
- الليلة ، هو كلمني وقال أنه عايز يشوفني .
التوى ثغرة للجانب ونظر له ليقول بمغزى :
- مش ملاحظ حاجة في الموضوع ، اصل الواد ده مش مرتاحله ، مرة واحدة يطلب منك تقابله يبقى أكيد بيخطط لحاجة .
رد ماجد بسخرية :
- هيعمل ايه يعني ، ولا أي حاجة، المهم تتجوزها وبسرعة .
حرك رأسه بتأكيد وقال بتنهيدة عميقة :
- مش هستريح غير لما تبقي ملكي هي والأراضي بتاعتها ، خليني اخلص بقي من الموضوع ده وارجع لحياتي وشغلي ، انا قرفت من المكان ده.....
__________________________________

انزعجت رانيا من قدوم تلك المرأة خاصةً أن ذلك الأحمق هو من جلبها ، تعمدت رانيا طردها فهي لم تُبدي نيتها حتى الآن في تقبل امر الزواج منه ، ولج الأخير عليها الغرفة دون سابق انذار ، دُهشت رانيا من وقاحته وتماديه معها قبيل الزواج منها ، هبت رانيا صارخة بامتعاض :
- انت ازاي تدخل اوضتي بالشكل ده من غير ما تخبط ، انت فاكرها سايبة .
كان مُسلطًا بصره علي جسدها ، حيث انها كانت ترتدي لثياب منزلية كاشفة عن اغلب جسدها ، انتبهت رانيا له ، حدجته بغيظ وهتفت مُعنفة إياه :
- بتبص على ايه يا بني آدم أنت ما تحترم نفسك .
ابتلع لعابه ورد بنبرة تمني ونظرات والهة :
- أصلك حلوة قوي يا رانيا وأنا عايزك .
لم تتعجب هذة المرة من وقاحته التي باتت سمة من شخصه في التحملق في جسدها وعدم اخفاءه لرغبته فيها، رمقته بنظرات ازدراء وتأفف مُتمنية التخلص منه ، قالت باستهجان :
- امشي اطلع برة ، مش من حقك تدخل اوضتي كدة .
رد بطيش :
- وفيها ايه ، ما كلها شوية وهتبقي مراتي قدام الناس كلها .
نظرت له شزرًاx مُحتقرة إياه ، فاستطرد هو بخبث :
- وليه بس طردتي الست اللي بعتهالك ، دي كانت هتعملك ...
قاطعته صارخة بحدة حين تمادى بوقاحته :
- أخرس يا قليل الأدب ، انت زودتها قوي .
تجاهل ضيقها وانحنى برأسه للجانب ليتفحص جسدها ببذائة مما جعلها تصل إلى نهايتها ومدى رغبتها في اتيان زوجته الأولى وانهاء تلك المسألة ، هتفت منفعلة بنفاذ صبر :
- قولتلك امش اطلع برة ، انت ايه معندكش دم .
رد بعدم اكتراث :
- مقولتلك مفرقتش، كلها شوية والمأذون يجي ويجوزنا.
ردت بتأفف ممزوج بنفورها من وجوده :
- لا فرقت ، ولو سمحت بقى .
كتم ضيقه ورد على مضض ممتثلاً لرغبتها :
- تحت امرك يا عروستي .
استطرد بوقاحة :
- بس الليلة محدش هينجدك مني .
رمقته باحتقار ودلف للخارج وسط نظراتها المُنزعجة ، سَبّته من بين شفتيها :
- أبو تقل دمك يا سمج....
________________________________

صف سيارته في حديقة الفيلا وترجل منها ، حيث وصل عمرو وهو يحمل بيده حقيبة بلاستيكية بها بعض الكريمات الخاصة بالبشرة التي ابتاعها لها ، نظر حوله فوجده يخرج من الإسطبل ويبدو عليه التذمر والإنزعاج ، رمقه عمرو بنظرات ساخرة وتقدم منه بخطوات بطيئة ، رفع اسماعيل بصره ليجده يتقدم منه ، ابتسم عمرو بمغزى وحدثه باستهزاء :
- مبروك يا عريس ، انت زعلان علشان سبت حضن العروسة .
اكفهرت ملامح اسماعيل من تحكماته الزائدة واجباره للمجيئ ، خشي اسماعيل الدخول معه في تشاجر فهو ليس بالمستوى ليقف امامه ، لعن في نفسه حياته البائسة وابتلع اهانته ، رد بمفهوم:
- انا جيت علشان الست رسيل بس متزعلش مني
رد عمرو باستهزاء اثار حنق اسماعيل :
- لا يا راجل .
قطع حديثهم رنين هاتفه ، التوى ثغر عمرو بابتسامة ذات مغزى وهو يطالع اسم المتصل به ، وجه بصره للواقف امامه ورفع تلك الحقيبة البلاستيكية، أمره عمرو بجدية:
- دخل الكيس ده للهانم اللي عندنا فوق .
زم شفتيه في تهكم داخلي وتناوله على مضض وانصاع لأمره ، تحرك اسماعيل نحو الفيلا ، وتتبعه عمرو حتى ولج ، اجاب علي الآخر بابتسامة منفرجة :
- ماجد باشا...
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ولج اسماعيل للداخل وهو يهمهم ببعض الكلمات النابية ، تحرك للداخل بحرج حيث كان الباب مفتوحًا ، نظر امامه ليجد الخادمة تهبط الدرج وتسب من بين شفتيها شخصًا ما ، دنا اسماعيل منها وحدثها وهو يمد يده بالحقيبة البلاستيكية :
- خدي الكيس ده طلعيه للهانم اللي عندكوا .
تشنجت تعابيرها وهتفت بضيق :
- ابدًا ، مش هطلعلها تاني ، كفاية اللي عملته فيا ، انا عارفة هي بتعمل معايا كدة ليه ، بتكلمني كأني كلب جربان وقرفانة مني ، ربنا ما يحرمني من الست رسيل وادبها معانا .
نظر لها اسماعيل بتعجب وهو يستمع لها ، بينما استأنفت الأخيرة بامتعاض :
- قال بتقولي ريحتك بصل وتوم روحي استحمي .
تأفف اسماعيل ليقول بضجر :
- يعني اعمل ايه دلوقتي ، عمرو بيه قال طلعهولها .
تابعت سيرها تجاه المطبخ وردت بعدم اكتراث :
- ماليش دعوةx ، هو قالك انت ، اطلعلها في الأوضة اللي ناحية السلم دي ، انا ورايا شغل .
تذمر اسماعيل وتعقبها بنظرات منزعجة ، تنهد بضيق وصعد الدرج على مضض منه ، تحرك صوب الغرفة وشرع في طرق الباب بتأفف ..
جلست سالي على طرف الفراش بعدما انتهت من الإستحمام لاففة جسدها بمنشفة قطنية ، لعنت سالي تلك المرأة الدنسة ورائحتها المشمئزة ، انتبهت لطرقات الباب ، قالت باستياء :
- أدخل .
فتح اسماعيل الباب ليخطو بقدمه نحو الداخل ، تنحنح بخشونة ونكس رأسه للأسفل ، حدثها لتأخذ تلك المشتريات بعدما خطف نظرة سريعة جعلته يتجمد بعدها ، لأول مرة يرى أمرأة بتلك الهيئة سوى بالأفلام، ناهيك عن لبسها العاري ودعوته بالدخول عليها هكذا دون أن تستحي ، حدقت فيه سالي بعدما انتبهت لهيئته التي تعرفها جيدًا وما حدث بينهما من مشادة عنيفة وكانت نهايتها غير مرضية ، تجرأ اسماعيل وعاود إليها النظر لها غير منتبهًا لوجهها ليحملق في جسدها شبه العاري ، ابتلع ريقه بصعوبة ولاحظت نظراته نحوها ، صاحت باهتياج وهي تنهض :
- بتبص على أيه يا حيوان يا جاهل انت ؟ .
رفع بصره لينظر لوجهها بصدمة ، هتف باستنكار :
- هو أنتي ....
_________________________________

تربعت رسيل على الأرضية امام عمتها الجالسة على المقعد خلفها وتمشط شعرها الأشقر المتماشي مع لون عينيها الزرقاء مما يعطيها ملمح اوروبي ، وحجابها الساتر له يعيق دون رؤية أحد له ، انتهت سميرة من تمشيطة ثم طوقت عنقها من الخلف ودنت لتهمس في اذنها :
- مبروك يا عروسة ، عريسك يجنن .
ابتسمت رسيل باستحياء ، ردت بخجل بائن :
- خلاص بقى يا عمتو .
ضحكت سميرة عليها وهتفت بنبرة فرحة للغاية :
- اخيرًا يا رسيل هطمن عليكي ، انا كنت شايلة هم اليوم ده وخايفة ميجيش ، بس الحمد لله ربنا بيحبك وبعتلك أيهم هيحقق كل احلامك ، وهتعيشي في مستوى احسن وهتطلعي من هنا ، انا فرحتي متتقدرش بأي حاجة .
ادارت رسيل بصرها نحوها ، وقالت بابتسامة عذبة :
- ربنا ما يحرمني منك يا عمتو .
تابعت بضيق وهي تضع رأسها على فخذ عمتها :
- انا مش عارفة هبعد عنك ازاي .
نظرت لها لتتابع بحماس :
- تعالي عيشي معايا يا عمتو، ايهم اكيد مش هيمانع ده.
ابتسمت لها سميرة ومسحت على شعرها بلطف ،قالت بمعنى:
- مقدرش يا رسيل اسيب هنا ، ولازم تتعودي على بيتك وحياتك ، انا آه متجوزتش علشان انصحك بس انا كبيرة وعارفة ان الست تحافظ علر بيتها وحياتها .
اومأت رسيل برأسها لتنصت لها باهتمام ، فتابعت سميرة بتمني :
- ربنا يسعدك يا بنتي و...
توقفت سميرة عن الحديث حيث رن هاتف رسيل ، انتبهت رسيل له وقالت وهي تنهض :
- هروح اشوف مين بيتصل ، تلاقيها ملك .
ثم تحركت ناحية هاتفها والتقطته لتعض على شفتيها بخجل حين رأته هو من يتصل بها ، استدارت لتنظر لعمتها التي لاحظت تغيير ملامحها وفطنت بحسها أنه خطيبها ، ابتسمت لها ونهضت لتقول بمكر وهي تنتوي الخروج :
- طيب يا رسيل ، اسيبك تاخدي راحتك .
ابتسمت لها رسيل بخجل بينما غمزت لها سميرة بعينها قبل ان تخرج ، اوصدت سميرة الباب خلفها لتهب رسيل مجيبة عليها ، اجابته بتوتر :
- أيهم......
_________________________________

تحركت سالي تجاهه بعدما احكمت المنشفة عليها وهي مستشاطة ، صاحت لتعنفه بعدما وقفت امامه :
- انت بني آدم همجي وحيوان ومتخلف ، جتلك الجرأة ازاي يا فلاح تيجي عندي بنفسك .
عبست تعابيره من اسلوبها الوقح وتعمدها إهانته ، باغتها اسماعيل بمسكه لعضدها بعنف ، هتف من بين اسنانه ونظراته المنزعجة مسلطة عليها :
- انتي عارفة لولا أنك هنا بالذات مكنتيش هتتخيلي هعمل معاكي ايه ، انتي واحدة ناقصة رباية وعايزة اللي يربيكي علشان طولة لسانك دي .
تألمت هي وقطبت ملامحها ، هتفت بانزعاج :
- انت يا جاهل انت اللي هتربيني .
صر اسنانه من مواصلتها اهانته ، فأمسك بيده الأخرى شعرها بقوة لتتألم أكثر ، فوضعت يدها لا إراديًا على صدره لتدفعه بعيدًا عنها ، حدقت فيه بملامح مغتاظة سرعان ما تغيرت إلى الهدوء وهي تتفرس ملامحه عن قرب ، ادرك اسماعيل نظراتها نحوه ولم يتفهم نيتها منها ، فطنها فقط عندما وجهت بصرها لثغره كأنها تغريه بنظراتها تلك على تقبيلها، وهذا ما تفهمه وشرع في الاقتراب منها.....
___________________________________

اتسعت ابتسامتها من مهاتفته لها ، شعرت رسيل بأحاسيس داخلية أججت شعور ما ناحيته ، ابتلعت ريقها محاولة تهدأة انفاسها المضطربة وهي تجلس على طرف الفراش ، ردت عليه بعدما سألها عن احوالها :
- انا كويسة .
لوى ثغره بابتسامة ذات مغزى وارتشف الكأس الذي بيده دفعه واحدة ، رد بثمالة بعض الشيء لم تدركها :
- وحشتيني .
ضغطت على شفتيها بحياء صريح وتسارعت دقات قلبها فلم يُحاكيها أحد من قبل هكذا ، قطب أيهم جبينه بعدم فهم من غيابها في الرد عليه ، استطرد بتساؤل :
- ايه ياحبيبتي ، مش هتردي عليا ؟ .
ابتلعت ريقها بصعوبة بعدما بدا عليها الإرتباك ، ردت بتلعثم :
- أ.أ.أقول أيه ؟ .
هتف باستنكار شديد وهو يسكب لنفسه كأسًا آخر :
- تقوليلي ايه ، قوليلي وانا كمان ، هو انا هقولك تقوليلي أيه.
ارتجفت عيناها بخجل فلم تتحدث مع أحد قبل ذلك بتلك الطريقة الجريئة ، فربما حياته المختلفة عنها تسهل عليها الأمر فهي على النقيض ، ضجر أيهم من قلة حديثها ، هتف باستياء :
- رسيل ردي عليا ، افهم من كدة مش عايزة تكلميني .
نفت سريعًا وهي تبرر :
- لا مش كدة خالص ، اصلي أنا مش متعودة أكلم حد قبل كدة بالطريقة دي ، هو بس كدة .
اومأ رأسه بتفهم ، رد بمغزى :
- طيب عايز اشوفك ،مش كفاية معرفتش اقعد معاكي لوحدينا.
عضت على ظفر اصبعها مفكرة ، توترت رسيل واحتارت كيف تجيبه ، ولكنها وجدتها فرصة مناسبة إلى حد ما للتعرف عليه أكثر فسيغدو زوجها ، ردت رسيل بتردد :
- طيب خلاص هاجي ..
_______________________________

ابعدته عنها بصعوبة وتراجعت للخلف؛ خوفًا من تماديه معها، ظلت سالي تحاول أن تضبط المنشفة عليها وتستر جسدها من أعينه المنصبة عليها، قالت:
-انت مجنون، كنت عاوز تعمل أيه يا حيوان
ابتلع ريقه وتسارعت انفاسه المطربة ولم يعلق، فقد فعل شيء غير مقبول، بينما نظرت له سالي بتعالٍ واشارت للباب وأمرته :
- أمشي اطلع برةx .
حدق فيها في خزي، قال:
-معملتش حاجة يا ست
احكمت المنشفة عليها بعدما زحزحها عنها قليلاً، ردت في حزم :
- قولتلك امشي اطلع برة .
رغب في التقرب منها علها تعطيه فرصة وأنها سهلة كما أحسّ؛ لكن حذرته بشدة:
- أياك تقربلي ، هبهدلك ، انت متعرفنيش .
كز على اسنانه بضيق وهو ينظر لها ، استدار اسماعيل وهدج للخارج فتتبعته بنظراتها وعلى محياها ابتسامة ماكرة، عادت تتذكر ملامحه ودرجة القُرب بينهما، هتفت باطراء :
- يخرب عقلك ، انت خسارة هنا....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هبط الدرج وهو ينفض جلبابه منزعجًا ، تفاجأت سميرة من وجوده ، تحركت ناحيته ممتعضة الملامح ، سألته بحدة :
- انت كنت فوق يا اسماعيل ؟ .
التفت لها وتلعثم في الرد حين قال بتبرير :
- اصل. عمرو..بيه بعتني بشوية طلبات للست الجديدة ، والباب كان مفتوح وملقتش حد يطلعلها الحاجات ، فطلعتهم أنا .
زمت شفتيها بتفهم ورغم ذلك استاءت مما حدث ، قالت سميرة بجدية قوية :
- بعد كدة يا اسماعيل تستأذن ، لأن رسيل في الفيلا بتاخد راحتها.
نكس رأسه بحرج ، رد بطاعة :
- تحت أمرك يا ست سميرة ، مش هعملها تاني....
________________________________

ارتدى عمرو ملابسه وهبط الدرج متأهبًا لملاقاته ليُحادثه في ذلك الأمر الذي عرضه عليه قبل مرة لينتهي من كل شيء قبيل زواج الآخر منها حتى ينتهي من أخذ مراده ويتسنى له بعد ذلك الإيقاع بينهم ، تقدم عمرو نحو ابيه الجالس ، حدثه باستفهام :
- قاعد كدة ليه يا بابا ؟ .
تفرس فريد هيئته على مهل ، سأله بفضول :
- انت رايح فين علي كدة ؟ .
جلس على مسند المقعد واجابه بتردد :
- رايح مشوار مهم قوي يا بابا .
سأله فريد بعدم فهم :
- مشوار ايه ده يا عمرو ؟ .
رد بلا مبالاة :
- بعدين يا بابا ، استأنف بتساؤل :
- برضه هتجوزهم السنة دي قبل ما تدخل جامعتها .
تأفف فريد ليرد بوجه كالح :
- كان نفسي تتجوزها أنت ، بس انا مقدرش اجبرها ، كفاية سميرة وزعلها مني .
زم عمرو شفتيه ليتابع فريد بمعنى :
- وأيهم باين عليه مش محتاج علشان يبص في اللي عندها .
سخر عمرو في نفسه من سذاجة الجميع من حوله بعدما علم بأمر قدومه إلى هنا ، اكد حديث والده بتصنع :
- عندك حق يا بابا ، عمره ما هيبص لأي حاجة ليها .
ثم نهض مستطردًا حديثه بمفهوم :
- انا همشي أنا بقى علشان فيه واحد مستنيني....
__________________________________

ارتدت ذلك الثوب الأبيض فقد مر اليوم سريعًا عليها ، حركت رانيا رأسها في حيرة فكل فتاة تحلم بمثل ذلك اليوم وهي على العكس يخنقها تريد انتزاعه من عليها ، خاصةً من زواجها بغير حبيبها ، انفطر قلبها مجرد الفكرة في لمس شخص آخر لها ، انتظرت رانيا قدوم طليقته حتى تنجدها فقد نجحت في استغلال مخططه الدنيئ لصالحها وقلبت الأمور عليه ..
امسكت مديحة يدها فأنتفضت مُنتبهة لها ، هدأتها مديحة كأي أم في مثل تلك المواقف :
- اهدي يا حبيبتي، كل بنت بتبقى كدة، الموضوع عادي .
نظرت لها رانيا بشرود ، فلو علمت بأمرها لأنهت حياتها ، تنهدت رانيا ووعيت لنفسها واعتزمت مُسايرة الأمور حتى تأتي طليقته وتنهي كل ذلك خيفةً من التشنيع بسمعتها ، ولج هذا الابلة بابتسامته السخيفة عليهم الغرفة ، هتف عزت بانشراح :
- يلا يا عروستنا ، المأذون والمعازيم وصلوا كلهم ...
_________________________________

احكمت ربط حجابها عليها وارتدت ملابسها العصرية المُحتشمة أيضًا عبارة عن بنطال من الجينز الأزرق وبلوزة بيضاء منقوشة باللون الأسود وحجاب بنفس لون البلوزة ، وضعت رسيل بعض مساحيق التجميل البسيطة على وجهها لتبدو في نظره مختلفة عن فتيات القرية فهي مختلفة كليًا في نمط حياتها غيرهن ، انتهت من هندمت وتوجهت للخارج ذاهبة إليه ..
هبطت الدرج ولم يقابلها أحد اكملت سيرها ودلفت للخارج وسارت بخطوات مُتهادية لحين الوصول لسرايته القريبة من الفيلا ، وصلت رسيل وولجت من البوابة الخارجية بتردد بعدما نظرت حولها وخشيت رؤية أحد ما بها ، سارت للداخل ووصلت لبوابة السرايا الداخلية ولفت انتباهها سيارته المصفوفة بالداخل والحديثة كليًا رمقتها رسيل باعجاب ثم شرعت في قرع الجرس ، بعد لحظات قليلة فتح لها احد الخدم ، كان الخادم يعلم بأمر قدومها كما أوصاه رب عمله ، قال الخادم بعملية :
- أيهم بيه مستني حضرتك فوق يا هانم .
اومأت برأسها وتحركت للداخل بتردد ، بدأت في مسك درابزين الدرج لتبدأ في الصعود له.....
رمش بعينه عدة مرات ليستطيع الرؤية أمامه ، تجرع أيهم الكثير من المشروب وبات غير متزن حتى في جلسته ، حيث يجلس ايهم في صالون في احدى الغرف ويبدو أنه ثمل للغاية فلم يدرك تناوله لتلك الكمية الكبيرة حتى بات يتناول كأسًا تلو الآخر دون ان ينتبه ، وصلت رسيل للأعلى وتحركت للداخل ، ما أن رأته حتى ابتسمت عفويًا وباشرت بالإقتراب منه ، انتبه أيهم لحضورها ونظر لها بأعين مشوشة الرؤية ، اضطر لتضيق عينيه لرؤيتها جيدًا ، التوي ثغره بابتسامة خفيفة عندما رآها ، دنت رسيل منه وتغيرت تعابيرها وبدت غير مفهومة وهي تجوب ببصرها هيئته وتلك الزجاجات الموضوعة امامة على الطاولة ، ادركت أنها خمور وأنه تناولها ، استنكرت ما تراه وبدت اعصابها مشدودة ، وكيف لها ان تتعجب فحياته مختلفة وتسمح له بالكثير ، نظر لها أيهم باستغراب لجمودها في موضعها ، كاد أن يحدثها ولكنه بدأت هي حين صاحت بضيق وهي تشير بيدها للزجاجات :
- انت بتشرب القرف دا يا أيهم ؟!.
مط شفتيه وهو يرد بعدم اكتراث :
- وفيها اية ؟ .
شهقت رسيل وردت بانزعاج بائن :
- الحاجات دي مش كويسة وبتدمر الصحة وكمان حرام .
قهقه أيهم بصوت عالي وهو يرد بسخرية بينت ثمالته :
- انتي جاية تشوفيني ولا تديني دروس في الأخلاق .
انزعجت رسيل من افعاله الجهولة وانصدمت فيه ، ردت باستياء وهي تهم بالذهاب :
- تصبح على خير .
استدارت مغادرة ولكنها تفاجأت بمن يمسك معصم يدها بقوة ، حيث نهض أيهم بسرعة ليمنعها من تركه ، استدارت رسيل إليه وهتفت بضيق ممزوج بالإرتباك :
- سيب ايدي .
دنا منها بأنفاس ثقيلة ناهيك عن رؤيته التي باتت مجفلة بفضل المشروب وقال متجاهلاً لنظراتها الخائفة:
- معقول هتمشي ، انا مصدقت انك جيتي ....
________________________________

صدح صوتها الغاضب ليملأ المكان وسط نظرات المدعوين المتعجبة ، بعثرت وفاء كل ما تطاله يدها في صالة المنزل وهي في حالة هياج كلي ، ارتعد عزت في جلسته وهو ينظر لها باستغراب ، بينما رقص قلب رانيا طربًا لعدم اخلافها بوعدها ، دنت وفاء منه وهي ترمقه بنظرات مشتعلة غضبًا ، هتفت وفاء باهتياج واضح :
- بتضحك عليا وانت طابخ الموضوع معاها ، مفكرني عبيطة يا عزت ، بس أنا مش هسكت وهطربق الفرح على دماغك .
اتسعت ابتسامة رانيا مما تراه ، وعن عزت انتفض من موضعه ونهض ليحدثها بمغزى وهو يغمز لها بعينه :
- ايه الكلام ده يا وفاء ، احنا اتفقنا على أيه .
رمقته بنظرات ازدراء قبل ان ترد بحدية :
- يبقى ترجعني الأول قبل ما تكتب عليها، هو دا شرطي
جاءت اللحظة الحاسمة لرانيا لتتدخل وتنهي تلك المسألة قبل أن يرفض هذا السمج العودة لزوجته ويكمل زواجه منها ، هتفت رانيا باحتجاج وهي تنظر له :
- وأنا مستحيل أتجوزك وهي مراتك ، بقى كنت عايز ترجعها يا عريس الغفلة .
نظر لها عزت كاتمًا لضيقه فأضحى في موقف لا يحسد عليه ، ود في نفسه ان يستغني عن زوجته من اجلها، شعرت رانيا به واستطردت بنبرة ذات عزيمة :
- انا مستحيل أتجوزك بعد ما كنت هتضحك عليا ، روح رجع مراتك احسن ، لأني مستحيل اتجوز واحد زيك .
بدا عليه الحيرة وهتف بنبرة بلهاء :
- طيب ينفع اتجوزكم انتوا الأتنين ، انا صحتي ....
قاطعته صارخة بانزعاج :
- قولت لأ ، انت معندكش دم ....
__________________________________

حاولت التملص من قبضته ولكن لم تسعفها قوتها امامه ، نظرت رسيل له وادركت أنه بحالة ثملة غير مُنتبه لما يفعله ، جذبها أيهم ليقربها منه فهتفت بانفعال :
- أيهم ابعد عني .
ترك معصمي يديها وحاوط خصرها ورد ببرود ونظرات غامضة :
- لأ .
حاولت ابعاده بيديها حين دفعته من صدره الصلب ولم تستطع ، قالت بقلة حيلة ممزوجة بالحزن :
- طيب عاوز ايه ؟ .
بدا مُترنحًا في وقفته ولكنه حاول الصلابة امامها ، حاوط خصرها بيد والأخرى رفعها ليمسح على خدها، رد بخبث:
- إنتي ، أنا أصلا جاي علشانك إنتي .
لم تتفهم مقصده ولكنها حاولت ان ترد ، فمنعها حين انحنى هو كي يقبلها ، فأرجعت وجهها للخلف صارخة باهتياج :
- انت بتعمل ايه ، انت واحد سكران .
ضحك أيهم بثماله وهو مازال يحتضنها ، اومأ برأسه ليؤكد :
- أنا شارب ، وشارب كتير كمان ، والنهاردة مزاجي حلو قوي .
اضطربت رسيل وخشيت فعله لشيء ما معها كما ترى بالأفلام ، كما جاء في مُخيلتها ما كان ينتوي عمرو فعله معها ، ارتجف بدنها وحاولت الأفلات منه ولكنه أصر على تقبيلها وسط رفضها ، حاولت ابعاده بيديها وازدادت ثمالته لتتمكن بعض الشيء من منع سيطرته الكاملة عليها ، ظلت تتوسله ولكنه تجاهلها ، لم ينتبه أيهم بالفعل لما يفعله وبات مغيبًا غير مدركًا لما حوله ، بينما وهي تدير رأسها للجانب لتمنعه من تقبيلها سقطت عيناها على تلك المزهرية القريبة منها ، لمعت الفكرة في ذهنها لإبعاده عنها فهو غير واعي لما يفعله ، مدت رسيل يدها بصعوبة لتلتقطها ، امسكتها وبحركة مُباغته هشمتها على رأسه ، تألم أيهم بشدة وتركها حين ارتمى على الأرضية غارقًا في دماءه وفاقدًا للوعي ، تملك الزعر منها وهي تنظر له ولتلك الدماء من حوله ، ارتعدت أكثر وخشيت اصابته بمكروه ما ، نظرت حولها بهستيرية مذعورة واخذت قرارها بترك المكان وركضت للخارج بحالة يرثى لها تاركته خلفها بحالته تلك............................
x x x x x x x x x xx ___________________
x x x x x x x x x x x x x x _____________
x x x x x x x x x x x x x x x x x ________



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 30-09-21 الساعة 05:56 PM
الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-19, 06:56 PM   #58

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وااااو حركات واثارة الفصل ده غير الفصول التانية خالص

رانيا وتخلصت من الحاح عزت للابد ولكنها ما زالت غير قادرة على اقناع مصطفى بالزواج منها علانية

واسماعيل .. وسالى مع بعض !! غريبة جداااا

وأيهم ثمل ورسيل حطمت المزهرية على رأسه وهربت ..

المسألة كده اتعقدت خالص ,, ربنا يستر من الجاى

تسلم ايديك يا الهام , فصل غير متوقع ونهاية مأساوية


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-04-19, 11:22 PM   #59

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي رواية القيادي

الفصـل الثـاني والعشـرون
القِِيَّـــادي
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

دنا من الفراش بهدوء حذر وجلس على طرفه ، مد ماجد يده أعلى جبهته بحذر شديد يتحسس حرارة جسده بكف يده ، تنهد بارتياح حينما وجدها ذهبت عنه وابتسم برضى ، حدق فيه وحرك رأسه حزنًا عليه ووجه بصره لتلك الضمادة أعلى رأسه وهمس باستنكار:
- كان مستخبيلك دا فين ، حذرتك من الزفت اللي بتشربه ، شوف وصلك لفين .
تنهد بضيق ثم نهض من على طرف الفراش وتوجه لتلك الأدوية التي وصفتها له ، التوى ثغرة بابتسامة جانبية ذات معنى ، قال بامتنان وهو يعيد النظر إليه :
- والله كتر خيرها ، أنا لو منها كنت سبتك ولا سألت فيك.
كاد ان يستدير ليتركه ولكنه انتبه لأنين ضعيف أخرجه الأخير ، التفت ماجد له وهرع تجاهه بلهفة بائنة ، أخرج أيهم أنين ضعيف للغاية مرة أخرى دليل استعادته لوعيه ، دنا ماجد منه وانحنى برأسه ليحدثه بنبرة قلقة :
- أيهم أنت كويس؟ ،رد عليا ، قولي اي حاجة .
حرك رأسه وهو مغمض العينين وعبست ملامحه اثر ذلك الألم المسيطر عليها فرأسه تؤلمه بشدة ، حدق فيه ماجد بشغف مترقبًا إفاقته ، سأله ماجد بمفهوم :
- حاسس بوجع في راسك ؟.
رد عليه بإخراجه لأنين ضعيف وحاول فتح عينيه ببطء ، قال بصوت خفيض متألم :
- راسي بتوجعني .
ادرك ماجد حالته فقد اخبرته بأنه سيساوره ألم حين يفيق ، اعتدل ماجد لينفذ ما طلبته منه وتوجه للأدوية الموضوعة على الكومود والتي وصفتها له ، بدأ ماجد بالبحث عما يريده وحدثه بتفهم :
- اهدى يا أيهم ، انا هديك دلوقتي مسكن يريحك .
همهم بصوت خفيض شبه واعي :
- رسيل ...رسيل .
فطن ماجد أنه يريد معرفة ما حدث ، قال بتعقل :
- خد المسكن الأول وأنا هحكيلك كل حاجة .....
_________________________________

افاقت من نومها متألمة ثم نهضت من على الفراش لتجلس علي طرفه بتقاعس فقد غفت متأخرة بعدما أتت من عنده ، خيفةً مما فعلته معه ، حمدت رسيل الله لعدم تأزم وضعه كما أن اصابته طفيفة إلى حد ما لا تستدعي القلق ، نظرت امامه بشرود وتذكرت حين شعرت بوخزة عنيفة في قلبها لرؤية دماءه علي الأرضية ولم تستطع تركه وهو بحالته السيئة تلك...
عودة لليلة أمس ...
خرجت من الغرفة مزعورة مما حدث ، نظرت امامها بحيرة وباتت اعصابها مشدودة وهي تركض لتهبط الدرج ، هبطت عدة درجات معدودة لتتوقف بعدها متجمدة غير قادرة على تركه ، ادارت رسيل رأسها لتنظر للأعلى بعزيمة غريبة وقررت في نفسها العودة إليه ، صعدت مرة أخرى متجهة للغرفة ، ولجت رسيل وتسارعت نبضات قلبها وهي تتأمل هيئته المغشي عليها ، دنت منه وهي تتفرس حالته ثم انحنت قليلاً ومدت يدها على عنقه تستشعر نبضه لتجده مازال يتنفس ، تنهدت براحة ودنت اكثر منه لتقوم بمعالجته خوفًا من تفاقم الأمر ومن أن تسوء حالته ، رفعت رسيل رأسه بحذر شديد وتفحصت ذلك الجرح بتأني وبدا من شكله أنه ليس بعميق ، ابتلعت ريقها ووضعت رأسه مرة أخرى ونظرت له بحزن ، لم تجد الوقت لتندب حظها بجانبه وعاودت التصرف بمهنية حيث نهضت باحثة عن ما تحتاج له لتنظف جرحه من الدماء وتعقيمه ، هداها تفكيرها حين توجهت للمرحاض لتبحث في الصيدلية المنزلية ، فتحتها رسيل لتجد بداخلها ما تريده إلي حد ما من قطن طبي ومطهرات للجروح لتضميده مبدئيًا لحين التصرف إذا استلزم الأمر ، التقطها بسرعة ودلفت خارج المرحاض ذاهبة إليه....
صف سيارته امام السراية بعدما انهى حديثه مع عمرو واتفقوا سويًاx ، ترجل ماجد منها وعلى وجهه ابتسامة واسعة يريد ان يخبر الآخر بما أنجزه اليوم ، ولج للداخل ليصعد بعدها الدرج بسرعة كبيرة ، صعد لغرفة الصالون حيث تركه وتصلب موضعه حيث صُدم مما يراه أمامه ، انتبهت له رسيل وتجاهلت صدمته لتكمل تضميد جرحه وشرح ما حدث له لاحقًا ، هم ماجد بالتوجه ناحيتهم وهو يتطلع عليها بأعين زائغة غير واعية لما تراه وعن وجودها هنا ؛ جثا علي ركبتيه وردد بقلق بائن وهو ينتبه لما تفعله معه :
- أيهم حصله أيه ، مين عمل فيه كدة ؟ .
خطفت نظرة مرتبكة له وردت بتلعثم وهي تضمد جرحه :
- أ..أ.أنا .
حملق فيها مصدومًا ومستنكرًا فعلتها ، تغيرت تعابيره للتجهم وهو ينظر لها ، عنفها بقسوة البكتها :
- انتي اتجننتي ، ازاي تعملي كدة ، انتي عارفة دا مين.
اقشعر جسدها وبررت بمعنى وبدا عليها الخوف :
- انا مليش ذنب ، هو اللي حاول يــ...
لم تكمل جملتها اجباري عنها وشعرت بالحرج لما ستتفوه به ، انصت لها ماجد بملامح مقتطبة وللحظات تفكير منه ادرك ما حدث وهو فعله لشيء ما معها اجبرها على ذلك ، تنحنح بحرج وسألها بمعنى وهو ينظر إليه بقلق :
- طيب هو عامل ايه ، حالته خطيرة يعني ؟ .
حركت رأسها بنفي ، اجابت بعملية دارسة :
- لا ، هو بس هيحتاج لشوية ادوية وحاجات كدة هكتبهالك علشان اخيط الجرح وهيبقى كويس ان شاء الله...
عودة للوقت الحالي..
نهضت رسيل وتوجهت للمرحاض لتنعم بحمام دافىء يفيقها من ذلك الصداع عازمة في نفسها أن تهاتف ماجد لاحقًا لتطمئن علي حالة الآخر عله استعاد وعيه ..
________________________________

رقد اسماعيل علي الفراش ناظرًا للأعلي شاردًا فيما حدث بينه وبينها، فلقاءه الأول بها غير مرضي خاصةً تلك المشادة الكلامية التي نشبت بينهم وتطاولها عليه ، لامسه شعور جم مختلف عما يشعر به مع زوجته ناهيك عن هيئتها المختلفة تمامًا عنها ، ارتسم شبح ابتسامة راضية على محياه حين أبدت إعجابها به، كشر وجهه فجأة حين ابعدته عنها وامرته بالمغادرة دون أن تتلفظ بكلمة حول ما حدث ، سأل نفسه هل كانت لحظة عابرة أم ستغدو لأكثر من ذلك.
تنهد بقلة حيلة والزم نفسه على الذهاب هناك ثانيةً لرؤيتها علها تتحدث معه وتتطور معرفتها به.
تمطت الراقدة بجانبه بذراعيها مُعلنة افاقتها ، ثم استدارت نحوه ونظرت له باستغراب ، سألته وهي تتثاءب :
- صحيت يا اسماعيل ؟ .
التفت نحوها ونظر لها بملامح غير مفهومة ، فأقصى امانيه كان الزواج منها ، ولكن هناك ما لم يره من قبل ، فقد بدلت تلك المرأة فكرة الوصول لما يحلم به وتمنى أكثر بأن تنتشله من ذلك الفقر والعيش برفقة أمرأة مثلها.
كانت مهجة تتحدث معه وهو في عالم ثان يرسم فيه أمانيه ، تعجبت من هدوئه غير المعتاد معها فعادةً ما يباغتها بحركاته الراغبة فيها ، توجست في نفسها أكثر لادعائه المرض ليلة أمس دون حديث معها ، تنهدت مهجة واستطردت بقلق علي حالته فربما أسمعه هذا البغيض عمرو بعض الكلمات المُهينة ، هتفت مستفهمة :
- حد عملك حاجة هناك يا اسماعيل ؟ .
انتبه لها وابتلع ريقة ليرد بارتباك داخلي :
- لأ محدش عملي حاجة .
استنكرت باقتطاب :
- اومال مالك ، مش عوايدك معايا ، نظر لها بتوتر بينما غيرت نبرتها للدلال .
تابعت بدلال وهي تدنو منه لتلامس وجهه :
- يعني سيبتني امبارح ، خلاص زهقت مني .
ابتسم لها بتصنع وحاول التملص من حديثها فاعتدل ليقول بضيق زائف :
- أصلي مُضطر اروح عند هيثم بيه ، قالي تعالى تاني علشان عاوزني في شغل وكدة .
لوت شفتيها للجانب متهكمة لما تفوه به ، هتفت بامتعاض :
- منه لله ، يعني مش عارف أنك لسة متجوز .
تجاهل حديثها ونهض من مضجعه وسط ضيقها ، هتف بمعنى :
- يلا قومي حضريلي الفطار علشان متأخرش عليه....
________________________________

أعدله ليستند على الوسادة كي يتمكن من اعطائه ادويته لتخفف من حدة الألم ، تناولها أيهم منه ثم اسند رأسه للخلف ليريحها من الألم الذي يغزوها ، نظر لماجد بأعين متعبة ، سأله بجهل :
- هي ممكن تزعل مني وترفض تتجوزني وكل حاجة تنتهي ؟ .
حرك رأسه بتفهم ، رد بتوضيح :
- امبارح لقيتها زي ما قولتلك ، كانت بتعالجك ومسابتكش ، فمعتقدش أنها تزعل منك ، واحدة غيرها كانت هربت وسابتك وخافت على نفسها .
تنهد أيهم بضعف ، رد متأففًا من نفسه :
- أصلي شربت كتير قوي ، لدرجة أني مكنتش شايف قدامي .
نظر له ماجد وهو يرد باستياء :
- والله حذرتك يا أيهم ، انا مكنتش مطمن من اللي بتعمله ده ، وأديك شوفت النتيجة .
تجهمت ملامحه بجانب تعبه واغمض عينيه بضعف ليسأله بحيرة:
- يعني اعمل ايه دلوقتي ؟ ، انا خايف تكون مش عاوزة تتجوزني ويضيع كل حاجة وصلتلها .
نظر له ماجد منزعجًا فالبرغم من عدم تخليها عنه إلا أنه ما يشغله فقط ما ينتوي فعله وسبب مجيئه دون أن يكن لها معروفًا ، نظر له أيهم وسأله بضيق :
- بتبصلي كدة ليه ؟ ، ما تقول حاجة .
انفجر ماجد ليعبر عن غيظه المكبوت ، هتف باستياء :
- كل اللي يهمك جوازها منك علشان مصلحتك وبس ، وهي ولا فارقة معاك ، انا لو مكانها مكنتش عالجتك ، كنت خنقتك بإيديا دول .
حدجه أيهم بنظرات جعلته يرتبك ويصمت اجباري عنه ، بينما هتف أيهم آمرًا إياه :
- قوم اتصلي بيها .
اومأ برأسه ممتثلاً لطلبه وأمسك هاتفه ليهاتفها ،سأله بحذر:
- هتكلمها انت ؟ .
رد بنفي قطعي :
- لا طبعًا انت اللي هتكلمها ، وهتقولها أن أنا تعبان ولازم تيجي تشوفني ضروري .
اطاعه ماجد على الفور وهم بالضغط على ارقام هاتفها بأيد مرتعشة ووضعه على اذنه منتظراً ردها عليه....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
انتهت من الإغتسال وارتدت منامتها وتوجهت صوب المرآة لتمشيط شعرها ، شردت رسيل في انعكاس صورتها وهي تتذكر قربه الشديد منها ، شعرت بالإرتباك مجرد لمسه لها ، توجست من الموضوع ككل مُعلنة عدم تهيئتها للإرتباط بأحد ، تملكت منها رهبة شديدة في وجودها معه في مكان واحد.
وضعت رسيل فرشاة الشعر لتستدير نحو تلك الأريكة وتجلس عليها ، ضمت ذراعيها حول صدرها تريد رفض الزواج لرهبتها الشديدة منه ، لم تدرك بحياتها تلك المشاعر الأنثوية التي طرأت عليها سوى عند اقترابه منها ، رغم دفعها لتبعده عنها إلا أنه تملك منها وباتت لمساته القادمة تشغل تفكيرها ، الزمت نفسها بتغيير حياته شيئًا فشيء وألا تتعجل معه.
انتبهت رسيل لهاتفها الموضوع أمامها على الطاولة الصغيرة ، التقطته لتجيب على الفور بنبرة قلقة :
- خير يا ماجد ؟ ....
________________________________

دلفت من المرحاض وهي تجفف شعرها وتدندن ببعض الأغاني الدارجة ويعلو وجهها فرحة جلية تعجبت منها والدتها التي ترمقها بعدم فهم ، فلم تنعي حظها لما حدث لها بالأمس كون عرسها فشل ، توجهت رانيا ناحية والدتها الجالسة على الأريكة ودنت منها مُقبلة وجنتها بمحبة ، حدثتها بابتسامة راضية :
- صباح الخير يا أحلى أم في العالم كله .
عقدت مديحة ما بين حاجبيها وردت متعجبة من امرها المتناقض:
- مش المفروض تكوني زعلانة علشان جوازتك اللي باظت دي .
لوت شفتيها وجلست بجانبها لترد بسخط :
- وهزعل ليه ، ما في ستين داهية .
رفعت يديها بدعاء لتتابع :
- إلاهي يروح ما يرجع ابدًا .
هتفت مديحة باستنكار وهي تحد إليها النظر :
- ليه يا بنتي كدة ؟! .
نظرت لها رانيا بنظرات منزعجة ، هتفت باهتياج :
- يعني ايه ليه يا ماما ، عوزاني اتجوز الكداب ده ، انتي تعرفي انه كان متفق مع مراته يرجعها بعد ما يتجوزني الندل .
هتفت مديحة بنظرات مصدومة :
- ايه الكلام دا يا رانيا .
اكدت رانيا باغتياظ :
- مراته وقعت معايا بالكلام وقالتلي انه متفق معاها على كدة.
وضعت مديحة يدها اسفل ذقنها لترد بانزعاج :
- ابن الحرام ، كان عاوز يضحك علينا .
سعدت رانيا بانقلاب والدتها عليه ، قررت في نفسها ان تعكس الموضوع لصالحها كما فعلت قبل مرة لتكسب ود والدتها واستعطافها نحوها ، هتفت بابتسامة زائفة لينطلي عليها ما ستتفوه به:
- نفسي يا ماما نبقى احسن من كدة ومحدش يستغل فقرنا أنه عايز يشترينا او يضحك علينا ، نفسي نعيش في مكان انضف .
رمقتها مديحة باستغراب ، استنكرت بشدة :
- هنروح فين يا بنتي ، احنا حيلتنا حاجة! .
نهضت رانيا لتجلس بجانبها وتلتصق بها ، ردت بمغزى :
- هيبقى حيلتنا يا ماما ، لم تتفهم مديحة غموض حديثها لتوضح رانيا بنبرة شغوفة :
- اشتغل يا أمي ، يعني ارجع الشغل اللي كنت فيه ، ايهم بيه كان بيديني مرتب كبير وقالي أنه مستعد يساعدني في ظروفي دي ، عاوزين نعيش يا امي بقى زي الناس احسن ما نموت واحنا في القرف ده .
صمت رانيا منتظرة ردة فعلها ، بينما شردت مديحة في حديثها ولا إراديًا وزعت انظارها على محتويات الشقة ، فحالتها بالية إلى حد ما وقد ضجرت هي الأخرى من عيشة ضنك كهذة لم تذق فيها طعم السعادة يومًا سوى البؤس والشقاء ، نظرت لابنتها التي تبتسم لها كأنها تحثها على أنه الصواب ، حيث ترقبت رانيا الموافقة بعدما اعلنت نظرات والدتها رفضها لما حولها ، حركت مديحة رأسها بموافقة وهتفت :
- خلاص يا رانيا ، اللي يريحك يا بنتي اعمليه .
انقضت رانيا عليها بالعديد من القبلات الفرحة ، هتفت بمدح :
- يا حبيبتي يا ماما ، ايوة كدة.....
________________________________

جلس على المقعد غارقًا في بحر أحلامه التي رسمها ليسعى لتحقيقها وها قد أتت إليه دون عناء منه ، جلس عمرو في ردهة الفيلا شاردًا في ذلك العرض المغري الذي قدمه له وهو يتقن جيدًا الأسباب التي دفعته لذلك ولكنه اعتزم الإستفادة من الأمر قدر المُستطاع ويلقي خلف ظهره حياته الماضية والعيشة في تلك القرية التي اضحى مدفونًا فيها ؛ نظر امامه بمكر وهو يقرر في نفسه ابلاغها بنيته الوضيعة في الزواج منها قبل أن يترك الجميع ويرحل لتكتشف خداعه لها لتندم على تفضيله عليه؛ وجه عمرو بصره للجانب ليجد اخته تهبط الدرج ، ابتسم بهدوء وهو يطالعها بنظرات مُحببة ، اشار لها عمرو وهو يناديها :
- تعالي يا زينة عاوزك .
على الفور انصاعت له وتوجهت إليه ، نهض عمرو ليقابلها وابتسم لها ليحدثها بحب لأول مرة يظهره لها :
- عاملة ايه يا حبيبتي ، بتذاكري كويس ؟ .
حملقت فيه زينة بتعجب بائن وبدت بلهاء وهي تنظر إليه ، فضحك عمرو على منظرها واستطرد وهو يضرب اسفل ذقنها بخفة:
- ايه يا بنتي ، انا بكلمك على فكرة .
اومأت رأسها عدة مرات ببلاهة وردت وهي تبتلع ريقها :
- انا كويسة يا أبيه ، وبذاكر واللهِ .
انزعج عمرو من خوفها ، هتفت بلطف :
- خايفة كدة ليه ، انا بس بطمن عليكي .
ابتسمت بتصنع ولم تعلق ، دنا منها ليأخذها في احضانها فتراجعت متوجسة منه ، استاء عمرو من خوفها فلم يمنحها حبه سوى كانت صغيرة فقط لا تعي شيئًا ، تقدم تلك الخطوة التي رجعتها وضمها لأحضانه وسط اندهاشها فكما تعلم كرهه للفتيات بالأخص وباتت من معاملته السيئة تستنكر الأخوة بينهما ، ابتسمت بعدم تصديق واحتضنته هي الأخرى ، ربت عمرو على ظهرها بحنان بالغ ، قال بنبرة اقلقتها :
- عايزك تخلي بالك من نفسك كويس ، وتبقي شاطرة في مدرستك ، سمعاني يا حبيبتي .
رفعت رأسها لتنظر إليه ، سألته باستغراب :
- ليه بتقولي الكلام ده يا أبيه .
اجابها بابتسامة ونبرة حنونة :
- علشان بحبك يا حبيبة أبيه.....
_____________________________

تمنى ايهاب لها حياة سعيدة مع من اختارته فدائمًا وابدًا يريد الإبتسامة على وجهها ، وربما هذا الغريب يحيي فيها الفرحة ويغدو بها لحياة افضل وعيشة تستحقها فهو من وجهة نظرة يناسبها وليس بيده ما يقدمه لها ليحظى هو بها ، استطرد تفكيره بحيرة فلم يتجرأ احد على التلفظ بكلمة حسنة قط في حقها خوفًا من البطش بهم ولكنه وضع في فكره المال فأين الحب في الموضوع ، تذكر ايهاب نصائح اخته التي باتت تزعجه حينها واخذ يفكر فيها لإتخاذ الصواب وامتثل لهذا الأمر عله يحد فيه حبه الضائع وبدأ خطوته الأولى في مهاتفتها ليخبرها بنيته في الإرتباط بها وألا يتسبب في حزنها كما هي حالته الآن وأن كان الرفض من ناحيتها فسيبرأ ذمته بأنه فعل ما هو مطلوب منه ؛ وضع ايهاب الهاتف على اذنه منتظرًا ردها ...
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
قفزت سيرين في انحاء الغرفة غير مُصدقة مهاتفته لها ، انتابها شعور عنيف في الإرتماء في احضانه ، سيطرت على ارتجافتها وارتباكها الملحوظ لتجيب عليه ، اجابته سيرين بعدم تصديق:
- ايهاب!، انا مش مصدقة أنك بتكلمني دلوقتي بنفسك.
ادرك ايهاب حبه المخزون بداخلها له والذي اتضح من نبرة صوتها المُتلهفة وفرحتها التي شعر بها ، رد بنبرة ذات معنى:
- لأ صدقي يا سيرين ، أنا قاصد أكلمك .
اتسعت ابتسامتها وهي تحرك رأسها بعدم تصديق إلى الآن رغم حديثها معه ، سألته هي بتردد :
- خير يا أيهاب ، كنت عاوزني في ايه ؟.
ثم انتظرت رده عليها تريد سماع ما تمنته يومًا ، فاجأها ايهاب بالأقوى حين قال :
- تتجوزيني يا سيرين ؟ .
نظرت امامها بشرود وتجمدت موضعها لا تعرف كيف تفعل وما هو المطلوب منها ، لا إراديًا كما اخبرها عقلها أماءت برأسها عدة مرات دليل موافقتها ولكن دون أن تتكلم ، تعجب الأخير سكوتها وسألها بحيرة :
- ساكتة ليه يا سيرين ؟ .
انتبهت سيرين أنه يخاطبها عبر الهاتف ، عنفت نفسها الغبية ، ردت بفرحة مصدومة :
- أكيد موافقة ، انا بحبك قوي يا ايهاب ، عمري ما حبيت حد غيرك .
التوى ثغره بابتسامة شاحبة ، وهي تلك خطوته الأولى وتسائل في نفسه عن والديها وقرارهم في ذلك ....
________________________________

جهزت نفسها وأخذت معها حقيبتها الطبية للكشف عليه ودعت الله في نفسها أن يصبح حاله أفضل وألا يتفاقم وضعه للأسوء ، دلفت رسيل للخارج وسارت في حديقة الفيلا لتخرج منها ، تفاجأت بوجود اسماعيل جالسًا أمام الإسطبل ، رمقته باستغراب وايقنت أن ابن عمها هو من اجبره على ترك عروسه وقدومه على غير رضى ، تنهدت وهي تشفق عليه ، نادته رسيل :
- أسماعيل .
انتبه لها اسماعيل ونهض ليتوجه نحوها مجيبًا بطاعة :
- تحت امرك يا ست رسيل .
ردت بجدية ذات معنى :
- روح يا اسماعيل لعروستك ، انا عارفة عمرو ورزالته تلاقيه غصبك تيجي ما أنا عارفاه .
نفى باعتراض شديد جعلها تستغرب :
- لا يا ست رسيل، أنا اللي جيت علشان أنضف الإسطبل.
نظرت له بغموض لبعض الوقت غير متفهمة ، زمت شفتيها لتقول بعدم اكتراث وهي تهم بالذهاب :
- طيب يا اسماعيل براحتك .
قالت جملتها واستدارت مُغادرة من بوابة الفيلا ، تتبعتها نظرات اسماعيل وكذلك نظرات سالي من الأعلى التي لم تعرف وجهتها للذهاب ، زفرت بغيظ وهي تحسدها بكل ما فيها وتمنت التخلص منها ، انتبهت بعدها لهذا الفلاح ورمقته بابتسامة عابثة ، تنهدت بدلال لترتدي ملابسها للعب معه قليلاً.....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وقفت رسيل امام باب السرايا وتنفست بهدوء قبل ان تقرع الجرس ، فتح لها الخادم وما أن رآها حتى اخبرها بقلق زائف :
- أيهم بيه يا هانم تعبان قوي ومستني حضرتك فوق .
اقشعر جسدها خيفةً عليه ، ولجت للداخل كأنها تعرف وجهتها ، صعدت رسيل الدرج متجهة لغرفته وشرعت في فتحها ولم تعي ما تفعله فشاغلها الأكبر هو الإطمئنان عليه ، ولجت رسيل لتجده متسطحًا على الفراش وينظر للناحية الأخرى ، انتبه لها أيهم وادار رأسه نحوها فقد باغتته بدخولها ، حاول ان يمثل المرض فرغم مكره الداخلي إلا أنه بالفعل هيئته مُقلقة ووجهه متعب ، نظر لها واخرج انين مُتألم ليحثها على الإقتراب والكشف عليه ، وهذا ما حدث حين ركضت نحوها واللهفة والقلق ظاهر في عينيها فابتسم ايهم في نفسه ثم دنت هي منه ، هتفت رسيل بقلق جلي :
- أيهم انت كويس ؟ .
حرك رأسه بنفي ورد بصوت متعب مصطنع :
- انا تعبان قوي وراسي بتوجعني .
دنت أكثر لتنحي واضعة يدها أعلى جبهته وجدت حرارته طبيعية ، قاست نبضه بيدها ووجدته جيدًا إلى حد ما ، استنكرت رسيل وهي تنظر إليه :
- حرارتك كويسة ونبضك كمان ، قولي بالظبط ايه بيوجعك ؟ .
تنهد بضعف مُفتعل وقال باجهاد زائف :
- رسيل ممكن تساعديني اقعد ، اصلي زهقت من نومتي دي.
اومأت برأسها ولفت ذراعيها حوله مُتناسية نفسها ، حاولت رفعه بحذر واضحت انفاسها قريبة للغاية منه لتلفح وجهه ، اغمض عينيه دافنًا وجهه في عنقها مُستنشقًا رائحتها ، انتبهت رسيل لالتصاقه بها فاضطربت اعضاءها وتسارعت دقات قلبها ووجود شعور مختلف غزا احاسيسها عن تلك المرة التي ارادها عنوة ، ارتبكت رسيل واسندته على الوسادة بحذر وهمت بالإبتعاد ولكنه حاوطها بذراعيه ليهمس في اذنها :
- لسة زعلانه منه ؟ .
حاولت التملص منه وردت بارتباك ملحوظ :
- لأ ، ممكن تسيبني .
تجاهل حديثها ليدفعها نحوه مديرًا وجهها ليلتصق بوجهه ، ظلت النظرات بينهم وهو يتفرس ملامحها الأجنبية عن قرب والتي لم يدركها بالتفصيل ، ورائحتها التي اخترقت انفه ، كل ذلك جعل اعصاب رسيل مشدودة وتنظر له بأعين مُجفلة، وجهلت ما يريده منها وذابت أوصالها.......
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
انصاع لأمره وترك السرايا حتى يختلي بها بمفرده ، كما وجدها فرصة مناسبة له للإعتذار منها عما فعله فرسيل بنت رقيقة غير بقية الفتيات ، تمشى ماجد في القرية وطرأت على باله هذة الفتاة العنيدة يريد رؤيتها فلم تمنحه الفترة الماضية وقت لرؤيتها ، تحرك متجهًا لمنزلها واعتزم أخذ خطوة جدية معها فهي دون سواها من سيأتمنها على نفسه وسمعته ، ساقته قدماه للوقوف امام منزلها وانتبه لنفسه ليتوارى عن الأنظار فوقف بعيدًا نسبيًا وتمنى في نفسه رؤيتها مرة واحدة ، حدث نفسه بهيام وهو يتأمل المنزل التي تعيش فيه :
- اطلعي بقى لمي الهدوم المنشورة دي عايز اشوفك....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تضاعفت ضربات قلبها من اقترابه الشديد منها ، فبدا عليها الإرتجاف ولم تتحمل ملامسته لها حتى اغشي عليها وارتمت تلقائيًا على صدره ، شهق ايهم بصدمة وهو يحدق فيها فهو لم يفعل لها شيء.
اعدلها قليلاً ونهض من نومته مُتناسيًا ألمه تمامًا وهم بوضعها على الفراش ، نظر لها لبعض الوقت فلم يعي ماذا اصابها ، لم يجد امامه سوى التوجه للمرآة وجلب عطره ، توجه ايهم نحوها ودنا من الفراش وجلس على طرفه ثم نثر الكثير منه على راحة يده ، قربها من انفها لتأليبه على افاقتها ، استشعرت رسيل تلك الرائحة وفتحت عينيها ببطء مستعيدة لوعيها ، نظرت له وجدته أمامها ويحدق فيها بنظرات قلق لم تتفهمها ، حاولت استيعاب ما حدث وعاجلاً ما تذكرت ، انتفضت من مكانها ونظرت له مُحذرة :
- اوعى تلمسني تاني ، وإلا المرة دي مش هيحصلك كويس .
نظر لها ايهم بتقييم ماكر فقد اسعفها الحظ ما فعلته معه كونه ثمل ، فهل تقدر وهو واعي عمل شيء، نهضت هي من نومتها ووقف هو الآخر ، استنكر تكبيرها للأمر :
- كل دا علشان قربت منك .
شهقت رسيل بخجل ونظرت له بعدها بغيظ ، ليكمل هو بوقاحة :
- اومال لما يحصل بينا....
صرخت لتقاطعه بصوت مُنفعل :
- قليل الادب ، انا لسه منستش اللي حصل امبارح ، وانت مش همك وعمال تزودها معايا .
ثم رمقته بانزعاج وهرولت تجاه الباب ، فوقف قبالتها ليمنعها مما جعلها ترتد للخلف ، قال هو بنبرة ماكرة ممزوجة ببلاهة مصطنعة :
- على فكرة انا قربت منك ، يعني لازم نتجوز بسرعة وإلا الناس هنا هتتكلم عليكي.
نظرت له بصدمة فتابع بخبث شديد:
- ووقتها انا مش هنكر وهقول عملت وعملت .
ضغطت على شفتيها بغيظ ولم تعرف ماذا تفعل معه وكتم ابتسامته لرؤية ملامحها الغاضبة ، صرخت من بين أسنانها مما جعل ابتسامته تتسع :
- اعمل ايه فيك بس غير اللي انت فيه ده ....
________________________________

التوى ثغرها بابتسامة جانبية خبيثة وهي تتحرك لتدنو منه ، تبخترت سالي كعادتها في سيرها لتلفت الجميع حولها ، وجه اسماعيل بصره تلقائيًا تجاه هذا الصوت ووجدها هي من تأتي نحوه ، اعتلى وجهه ابتسامة شغوفه وهو يطالعها بنظرات حماسية ، اقتربت منه مُتعمدة التغنج في مشيتها حتى تستثير مشاعره نحوها ونجحت في ذلك حين ادركت نظراته التي تأكلها.
وقفت امامه لينتفض قلبه ببعض الضربات من وجوده مع امرأة مثلها ، سألته سالي وهي تعبث بخصلات شعرها المُتدلية :
- انت بتشتغل هنا ؟ .
اجابها سريعًا وهو يتأملها بشغف ممزوج بالإحترام :
- ايوة يا ست هانم .
كتمت ابتسامتها من احترامه الزائد لها عن المرة السابقة التي أهانها فيها ، سألته بمكر :
- وانت بتحب الشغل هنا ؟ .
رد بامتعاض ممزوج بقلة الحيلة :
- مُجبر ، مافيش غيره .
مطت شفتيها بتفكير جعله على اعصابه ، ثم سألته بمغزى :
- تحب تشتغل شغلانة احسن من دي ؟ .
انفرجت شفتيه وهو يردد بلهفة جلية :
- يا ريت يا ست هانم ، يا ريت .
اظلمت عينيها نحوه وهي تتطلع عليه بخبث داخلي ، مررت بصرها على هيئته ثم تأملت وجهه الحسن وتلك اللحية التي تعيق دون رؤيته ، نظر لها اسماعيل بترقب كأنه يجد مصيره في يدها ، بينما سألته سالي بدلال:
- مقولتليش انت اسمك ايه؟............
x x x x x x x xxx xx __________________
x x x x x x x x x x x x x _____________
x x x x x x x x x x x x x x xx _________



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 30-09-21 الساعة 05:57 PM
الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 10:14 PM   #60

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ياختاااي 😱😱راح اسماعيل حرام عليكي يابنتي ليه تعملي فيه كده مهجة صعبانة عليا😖😖 مبقتش بتملأ عينيه وعجبته المعفنة سالي شكلها حتاخذه ع القاهرة وحتغيره للاسف ..عمرو ياترى مخطط لايه طول عمرك دنيئ بس بعمايله دي خلا اخته الوحيدة تخاف منه ..ايهم ده صايع بيشرب وكمان هجم ع البنت انا نفسي عمرو يقولها الحقيقة عشان ترفضه وهو يحفى وراها😤😤 مشكل شوي عاوز اتجوزها واخلص وقرفت خلي راسيل تربيك فاكرها غبية وسهلة ..رانيا واتخلصت من عزت الزفت بس خايفة من الي في دماغها باعت شرفها وبإسم الحب الغبي حتقبل تعيش معاه بالحرام نهايتها الندامة اكيد 😢😢..البارتات ولعت موفقة يارب 😘😘

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:14 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.