شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f394/)
-   -   رواية القِِيَّـــادي (1) *مكتملة* .. سلسلة مغرم بكِ (https://www.rewity.com/forum/t440930.html)

الهام رفعت 25-03-19 10:18 PM

رواية القِِيَّـــادي (1) *مكتملة* .. سلسلة مغرم بكِ
 
المقدمة...

حاول الإيقـاع بها ، ولكن ماحدث العكـــــس.
وقع هو في حبهـا، وبادلته هي ذلك الحـــب .
وعندما علمت بمكيدته،اجبرها على الخضوع له.
فحالت هي دون ذلك ، وأذاقتـه من بعـدهــا .
فعـاد إليها راكــعًا ، فهل سيحـن قلبهـــــا ؟.



https://i.pinimg.com/originals/43/9b...84f984b5a1.jpg


رواية القيادي اجتماعية رومانسية من قلب الواقع..

يتمحور حديثها حول ابطالها ولايمكن تجاهل الشخصيات الأخري حيث تتناول نفس الموضوع مع فارق المستويات..
"من منا لا يمتلك المال ، نمتلكه ولكن بدرجات ، درجات تجعلك تعلو وأخري لمجرد سير يومك دون اللجوء لأحد ، البعض لا يملكه ، خطأ ، الجميع يملكه ، يمكن بيع نفسك ليصبح معك ، يمكن بيعك انت ليستفيد الأخرين منك ، يمكن السعي وراءه وترك أعز ما لك لتحصل عليه وتركض خلفه !! ، يمكن للحب دخل بأن تحصل عليه ، كيف ؟..سنري ..
يمكن لمن يمتلكه بكثرة السيطرة وامتلاك ما يرغب به ، امتلاك الأشخاص ؟...نعم لما لا ، امتلاك القلوب ؟؟!!...سنري..
المال هو القائد الذي يركع الجميع تحت اقدامه "تشبيه".. ومن يمتلكه بقوة يصبح بالتأكيد ...."القيادي"....
القِِيَّادي
بقلم / إلهام رفعت
دي تاني رواية ليا ..اتمنى تتابعوها علشان أول مرة أنشر في روايتي

ارجو الاهتمام والمتابعة وقول رأيكم في أحداث الرواية..

التنزيل يومياً بإذن الله

روابط الفصول

الفصل الأول ... المشاركة التالية
الفصول 2، 3، 4، 5 ... بالأسفل

الفصول 6، 7، 8، 9 نفس الصفحة
الفصل 10، 11 نفس الصفحة
الفصل 12، 13 نفس الصفحة
الفصول 14، 15، 16، 17 نفس الصفحة
الفصول 18، 19، 20، 21، 22 نفس الصفحة
الفصول 23، 24 ج(1، 2)، 25، 26، 27 نفس الصفحة
الفصول 28، 29، 30، 31، 32 نفس الصفحة
الفصول 33، 34، 35، 36، 37، 38، 39، 40 نفس الصفحة
الفصول 41، 42، 43، 44، 45، 46 نفس الصفحة
الفصول 47، 48، 49 نفس الصفحة
الفصول 50، 51، 52 نفس الصفحة
الفصول 53، 54، الأخير متتابعان



الهام رفعت 25-03-19 10:27 PM

رواية القيادي
 
الفصـل الأول
القِِيَّـــادي
ــــــــــــــ

في إحدى القرى المصرية ، أشرقت شمس يوم جديد ، أظهرت جمال الأشجار المُصطفة والمُزدانة وهدوء مياة النيل ، وبداخل إحدى المنازل العصرية إلى حد ما ، صعدت الدرج سيدة ما يبدو عليها الوقار في مقتبل الأربعين من عمرها وولجت إحدى الغرف ، ارتسم على وجهها ابتسامة هادئة وهي تطالع تلك الفتاة الغافية ثم توجهت للشرفة وقامت باقصاء الستائر جانبًا تاركة المجال لأشعة الشمس في التسلل وبالتالي تسلطها على وجه الراقدة على الفراش والتي عبست بملامحها مُتذمرة ما أن سقطت عليها اشعة الشمس ، دفنت وجهها في الوسادة قائلة بانزعاج :
- اقفلوا الستاير دي وسيبوني انام شوية .
ابتسمت عمتها لها واقتربت منها وازاحت الغطاء قليلاً من عليها وحدثتها بنبرة حنونة وهي تجلس بجانبها :
- اصحي يا حبيبتي بقى ، كل يوم بتقولي الكلمتين دول ، ويلا علشان متتأخريش على الدرس عند الدكتور بتاعك .
تأففت وأزاحت الغطاء بعنف واعتدلت جالسة وردت مغمضة العينين :
- صحيت أهو .
ضحكت الأخيرة عليها ثم دنت منها أكثر وربتت على ظهرها بحنان قائلة :
- كل يوم هتتعبي عمتو كدة ، وريني العنين الزرقا اللي بتسحرني دي .
فتحت عينيها ووجهت بصرها نحوها قائله بفتور :
- حتى في الأجازات فيه دراسة ، وانا اللي فاكرة أن الجامعة دي يعني راحة .
نهضت الاخيرة وهتفت بمعنى :
- انتي مش زي غيرك ، انتي هتبقي دكتورة ولازم تشدي حيلك علشان تبقي متفوقة ، استأنفت بنفاذ صبر :
- يلا قومي بقى هتتأخري ، وزمان بنت عمك جهزت هي كمان
اومأت برأسها ونهضت لتجهيز نفسها ونظرت لها عمتها واردفت:
- انا هروح اجهز الفطار على ما تخلصي لبس..

بعض وقت وجيز انتهت رسيل من ارتداء ملابسها وبدا عليها النشاط ، هبطت الدرج بخفة متجهه للغرفة الخاصة لتناول الطعام ، ووجدت عمتها بانتظارها ، رمقتها الأخيرة باعجاب ، ثم جلست رسيل وشرعت بتناول الطعام على عجالة قائلة :
- اما الحق افطر، قبل ما سي عمرو الرخم يسمعني كلمتين ، مبيبطلش يقولي نتجوز ، لحد ما زهقت .
زمت عمتها شفتيها متفهمة حالتها ومدى فرض تحكمات اخيها عليها في الماضي وانتهى المطاف بابنه ليفرض سيطرته هو الآخر على ابنة عمه ، اخرجت سميرة تنهيدة عميقة قائلة للتهوين عليها :
- متخافيش ، ميقدرش يغصبك على حاجه طول ما انا موجودة
صمت قليلا ًوهي تعلم في نفسها انها ضعيفة امامهم فهي لا تملك سوى بعض الكلمات الغاضبة التي تلقيها عليهم للتنفيس عن ضيقها ،زفرت بقوة وتابعت بضيق :
- مش كفاية وقف حالي ومانع حد يتجوزني ، وعمري راح وكله علشان الفلوس .
تغيرت تعابير رسيل للحزن على عمتها ، وخشيت ان تحظى بنصيب مثلها وكادت ان تتحدث ولكن اصوات ابواق سيارته التي تصدح من الخارج استوقفتها ، فتفهمت رسيل ونهضت وعلى وجهها تأفف ملحوظ من مجرد رؤيته ضمن روتينها اليومي ، حدثت عمتها وهي تقبل رأسها :
- سلام بقى يا عمتو .
ابتسمت لها سميرة وردت بنبرة هادئة :
- مع السلامة يا بنتي ، خلي بالك من نفسك .
دلفت للخارج وجدته مستندًا على سيارته وعلى وجه ابتسامة جانبية مستفزة وهو يتطلع عليها كليًا ، تقدمت منه محاولة تجنبه ولكنه اعتدل في وقفته قائلاً :
- صباح الجمال .
رمقته بتأفف واتجهت صوب السيارة لتستقلها ، تتبعها بضيق وزفر بقوة ، ثم ولج للداخل هو الآخر ، واستقل مقعد السائق ، ادار عمرو رأسه لهما وهما جالسات في الخلف ، هتف بامتعاض :
- حد قالكم اني السواق بتاعكم ، واحدة فيكم تيجي تقعد جمبي.
أشاحت رسيل وجهها ناظرة للخارح بعدم اكتراث ، بينما اضطرت اخته زينه للترجل على مضض والجلوس بجانبه رغم ضيقها الداخلي وخوفها منه ، ثم ادار سيارته متجهم التعابير من سوء معاملتها واقنع نفسه بالصبر ....

عند مطلع احدى الأراضي الزراعية ، تقف فتاة شابة في منتصف العشرينات مستندة بظهرها على احدى الأشجار ، ممسكة بورقة ما وتدون فيها بعض الملاحظات .
زوى بين حاجبيه أحد الفلاحين المحدق فيها وسألها بنبرة راجية متوسلة:
- خلاص يا ست ملك ، هتجيبلنا المبيد لأحسن الزرع يروح مننا
نظرت له بعبوس واجابته بنبرة جدية وعملية مستنكرة ما تفوه به:
- دا شغلي ، هو هنا بلعب يعني .
هتف مصيلحي بنبرة ممتنة وهو يلوح بيديه :
- ربنا يخليكي لينا يا ست المشمهندسة ، مش عارفين من غيرك كنا هنعمل ايه .
نظرت له وكادت ان تتحدث ، ولكنها التفتت برأسها عفويًا ناظرة لتلك السيارة المالوفة لها ، ظهر على محياها ابتسامة عذبة ، ثم استدارت تجاه الفلاحين وهتفت وهي تهم بالذهاب :
- خلاص يا رجاله ، كل اللي عايزينه انا هجيبه ، سلام عليكم .
ثم اسرعت بخطاها ووقفت امام السيارة ولوحت بيدها كي تقف ، وبالفعل اوقفها عمرو لمعرفته بشخصها ومدى صحوبيتها مع ابنة عمه ، تقدمت ملك من رسيل ودنت من النافذة وحدثتها بابتسامة محببة :
- صباح الخير يا رسيل ، عاملة ايه ؟ .
ردت رسيل بنبرتها الهادئه :
- صباح الخير يا ملك ، تابعت زاممة شفتيها للجانب :
- هعمل ايه يعني ، رايحة الدرس .
ادار عمرو رأسه نحوهما وحدث ملك متطلعًا عليها بنظرات مهينة لها :
- صباح الخير يا بشمهندسة ، مش عيب برضو توقفي العربية كدة ، انتي خدتي علينا قوي .
شعرت ملك باحتقاره لها ، فهي لم تتعجب تكبره المُعتاد مع الجميع ، اعتدلت في وقفتها ورمقته بثقه ولم تتزحزح عن اعتزازها بكرامتها حين ردت بحنق :
- انا بسلم على صاحبتي ، ولا انت عندك مانع .
ابتسم بسخرية ونظرت له رسيل بانزعاج من تعمده استفزاز الآخرين ولم يهتم هو لنظراتهم المُنزعجة ونظر امامه وعلى وجه ابتسامة توحي بثقته الزائدة في شخصه ، وبحقارة منه ادار السيارة دون سابق إنذار وسار بها ، فشهقت ملك وتراجعت للخلف خيفةً من دعسها ، بينما صرخت فيه رسيل باهتياج جلي :
- ايه اللي عملته ده ، انت اكيد مجنون ، كان ممكن يحصلها حاجة يا بني آدم أنت .
ضحك عمرو بصوت عالي ورد عليها بلا مبالاة :
- أهو محصلهاش حاجة ، أحدت رسيل النظر اليه كاتمة غيظها وانفعالاتها التي التي ثارت بداخلها ، ولاحظها عمرو عبر المرآة الامامية وحدثها لاستفزازها اكثر :
- كان حصل ايه يعني ، المفروض تعرف ازاي تعامل اسيادها كويس .
لم ترد عليه فاستأنف بابتسامة سخيفة:
- نفسي بقي تحني عليا ، وتسيبك من الناس دي بقى ، أقبلي اتجوزيني وهتلاقيتي ملك ايدك وبعمل اللي انتي عوزاه ، انا مليت من الإنتظار يا قلبي .
لوت ثغرها بابتسامة ساخرة وردت بنبرة عنيدة واثقة :
- دا بُعْدك ، اثنى ثغره للجانب مبديًا ضيقه منها ورد عليها بعناد اشد وملامح مكفهرة :
- خلاص خليكي كدة ، ومحدش هيقربلك ابدًا طول ما أنا موجود .
لم ترد رسيل واكتفت بالنظر للخارج زائغة في وضعها السيئ ، ضغطت زينه على شفتيها منزعجة من افعال اخيها الفظة ، بينما هو أكمل طريقه وهو يزفر بقوة.......
_____________________________

ولجت والدته غرفته كي توقظه ، حدقت فيه محركة رأسها بقلة حيلة ، ثم اقتربت منه ودنت من اذنه صارخة بنبرة مباغتة:
- اصحي يا اسماعيل ، مهجة برة وعوزاك .
انتفض من نومته ووثب من على الفراش مهرولاً وهو يردد بلهفة :
- هاتي ياما جلبيتي خليني اطلعلها .
ضحكت عديلة عليه بصوت عالي ، فنظر لها باستغراب قائلاً باستفهام :
- بتضحكي علي ايه ؟ .
عديلة محاولة السيطرة على ضحكتها وهي تنهج :
- هي البت دي هتفضل مجنناك كدة الله يخيبك .
تفهم اسماعيل خدعتها وصر اسنانه مغتاظًا منها ، هتف بانزعاج :
- كده ياما ، تعملي كدة فيا .
ردت بلا مبالاة وهي تنفض الفراش :
- روح يا واد يلا ابوك مستنيك برة علشان تروا الزرع.
نظر لها شزرًا وزفر بقوة وهو يلتقط جلبابه الموضوع على الأريكة الشبه متهالكة ، ثم ارتداها بعنف وهو يلعن عيشته النكرة ، هدج للخارج وهو يسب من بين شفتيه ..
وجد أبيه جالسًا على الأرضية ويتناول افطاره ، فتوجه اليه وجلس بجانبه عابس الملامح ولم يتفوه بكلمة واحدة ، نظر له والده بتعجب وحدثه وهو يسأله :
- مالك يا واد انت على الصبح كدة ؟ .
تجهمت تعابيره وهو يرمق ما حوله باستهجان مستحقرًا تلك الحياة الدونية التي اضحت نصيبه الحتمي ، والتي تعيق زواجه رغم تقدمه بالعمر ورد على والده منزعجًا :
- انا هتجوز امتى بس يابا ؟ ، انا تعبت وعايز اتجوز واتلم .
هتف عبد الصمد باستغراب من لهفته الزائدة :
- ومستعجل كده ليه؟ .
اسماعيل وهو يحدجه بضيق جلي ، هتف بامتعاض :
- يابا انا كبرت ، وعايز اتجوز مهجة ، انا بحبها .
تقدمت والدته منهم حاملة لبعض الأطباق بيدها ، فالتقفها منها ووضعها امامهم ، ثم تربعت على الارضية بجانبهم وتشدقت بعبوس :
- اهمد يا واد شوية وخليك ناشف كدة ، اكبر منك ولسه متجوزوش ، وان شاء الله ربنا هيسهلهالك من عنده .
ابتسم اسماعيل بسخرية ورد شاردًا امامه :
- ان شاء الله ياما ، أديني مستني ، هو انا ورايا حاجة .....
________________________________

هبط الدرج رجل كبير تملك الشيب من رأسه ، وبهيبته المعتادة ناظرًا امامه بتكبر ومن غيره فريد الزيني الذي يخشاه من يعمل تحت وطئته فهو معروف من قبل الجميع بساديته في القرية ، نكس الواقف في بداية الدرج رأسه ما أن رآه معبرًا عن احترامه وحدثه بخوف داخلي ونبرة مهزوزة :
- صباح الخير يا فريد بيه .
نظر له فريد مشمئزًا من هيئته وتوجه للأريكه في ردهة فيلته وجلس عليها ، ثم حملق في ذلك الواقف وهتف بتأفف :
- انطق عاوز ايه ؟ .
رد الخفير بنبرة سريعة :
- مش انا يا سعادة البية ، دا بيومي المحامي هو اللي عايز حضرتك ، صاح فريد بوجه كالح وهو يسأله :
- وهو فين ده يا غفير الزفت انت ؟ .
رد الخفير بنبرة مرتعدة :
- و..و واقف برة يا سعادة البية .
حدجه بانزعاج وهتف معنفًا إياه بانفعال :
- دخلو فورًا يا بهيم ، ازاي تسيبه وافق بره ، أما غفير غبي .
ارتعد الخفير وحرك رأسه عدة مرات بطاعة وهرع للخارج ليأتي به ،وفي لحظات قليلة ولج المحامي بيومي للداخل وعلى وجهه ابتسامة راضية ، تقدم من فريد الناظر له وهو يحدثه مشيرًا بيده :
- تعالى يا بيومي أقعد ، معلش على وقفتك برة ، كله من البهايم اللي بيشتغلوا عندي .
ابتسم بيومي ورد بنبره هادئه :
- عادي يا فريد بيه محصلش حاجة
اومأ برأسه وهتف وهو يسأله بجدية :
- تشرب ايه ؟ .
رد بيومي ناكسًا رأسه بامتنان :
- أي حاجة يا فريد بية .
صاح فريد بصوت اجش وهو ينادي على الخادمة :
- سعدية ..انتي يا سعدية .
هرولت اليه وردت بطاعة وهي تجفف يديها في جانبي جلبابها:
- تحت امرك يا فريد بيه .
حدثها فريد بنبرة آمرة :
- هاتي أتنين قهوة مظبوط ومتتأخريش .
اومأت رأسها بطاعة وتوجهت للمطبخ راكضه ، ثم وجه فريد بصره له واستطرد مستفهمًا :
- خير يا بيومي ، ايه الجديد ؟.
تنحنح بيومي ورد بنبرته العملية :
- جهزتلك الأوراق يا فريد بيه ، والجماعة هيستلموا البضاعة في ميعادها .
انصت له فريد باهتمام وقال بتساؤل :
- فلوسهم جاهزة يا بيومي ؟ .
حرك بيومي رأسه بتأكيد ورد :
- جاهزة يا فريد بيه والمحصول السنة دي عال العال .
مط فريد شفتيه باطراء ورد وهو يوضح بمعني :
- أصل الأراضي نَفَسْها حلو في الحشيش ، قهقه بيومي عاليًا وهو يوافقه الحديث :
- أصلها قريبة من النيل والحشيش بيشرب وبيزيط وزبطنا معاه.
ضحك فريد هو الآخر وهو يردد :
- الله يرحمك يا أخويا ، كان ناصح قوي لما أشترى الأراضي دي ، استأنف بحنق :
- بس يا خسارة بتاعة بنته .
زم شفتيه للجانب بتبرم بينما هتف بيومي بنبرة ماكرة ذات مغزى :
- وخسارة ليه يا فريد بيه ، ما أنتوا فيها ، جوزها لعمرو بيه ويبقى هو المالك لكل حاجة .
كاد فريد ان يرد ولكن دخول عمرو بملامحه المنزعجة منعه من ذلك ، هتف عمرو متنهدًا بضيق :
- سلام عليكو .
نهض بيومي على الفور ومد يده ليصافحه ورد باكتهاء :
- وعليكم السلام يا عمرو بيه .
صافحه عمرو ثم جلس بجانب بوجه محتقن ، فنظر له فريد وسأله بتعجب :
- ايه يا عمرو مالك على الصبح كدة ؟! .
رد بتأفف ملحوظ :
- مافيش يا بابا حاجة .
تدخل بيومي وهتف بتفهم :
- أنا همشي أنا يا فريد بيه .
اومأ فريد برأسه ورد بهدوء:
- طيب يا بيومي روح أنت وأبقى بلغني بالجديد .
رد مؤكدًا بطاعة :
- امرك يا فريد بيه ، استأذن أنا .
ما أن هدج للخارج حتى وجه فريد بصره لابنه وسأله بجدية :
- قولي بقى مالك ، وايه اللي قالب وشك كدة ؟ .
هتف الأخير بتجهم بائن :
- هيكون مين غير الست رسيل ، معاملتها ليا بقت بتضايقتي، ومش راضي اعملها حاجة علشان عمتي بس.
رد فريد بتفهم :
- ما هو أنت لو عدل كان زمانها بتجري وراك ووافقت على الجواز منك ، بس هقول ايه .
زفر عمرو بقوة وهتف بانزعاج :
- انا كويس ، مالي يعني ، انا ممكن اتجوزها غصب عن الكل ووقتها محدش هيمنعني ، بس مش راضي لحد دلوقتي اعملها حاجة ومستحمل عنادها وطريقتها معايا .
عنفه والده بشدة وهو يرمقه بانزعاج :
- انت اتجننت ، عايز الناس تقول ايه ، دا كفاية عمتك لوحدها ، دا هتبقى أول واحدة هتقف قصادك ، هي خلاص مبقاش يهمها حاجة من ساعة ما كرهت الجواز وشالته من دماغها .
هتف عمرو بابتسامة ساخرة على زاوية فمه :
- ولا تقدر تعمل حاجة ، كانت عملت لنفسها لما كنت بترفض اللي بيتقدمولها .
تأفف فريد وهو يردد بنفاذ صبر :
- سيبك من الكلام دا ، اللي بتفكر فيه مش هيحصل غصب عنها وانا مش هوافق على كدة .
رد عليه بحنق :
- وأيه الحل بقى .
رد فريد بعدم اكتراث :
- اهدى انت وهبقى اشوف حل .
جاءت سعدية بالقهوة ووضعتها امامهم، نظر لها فريد بعبوس وهو يقول بتبرم:
- وانتي مستعجلة عليها ليه ، كنتي هاتيها بكرة.......
____________________________

سار إلى حيث يوجد والده بعدما انهى عمله بداخل الأسطبل ، وما أن لمحها قادمة حتى رفع جلبابه للأعلى قليلاً وركض نحوها وهو مسلط انظاره المتلهفة عليها ، رأته هي الأخرى قادمًا نحوها فنكست رأسها بخجل ، وقف اسماعيل امامها وهو يلهث وحدثها بانفاس متقطعة:
- وحشتيني قوي يا بت ، بقالي يومين مشوفتكيش .
عضت شفتيها السفلية بخجل وردت بتردد :
- عيب يا اسماعيل حد يشوفنا .
ابتلع ريقه ونظراته الراغبة فيها تكاد تخترق جسدها ، همس بهيام :
- انا ميهمنيش اي حد ، أنتي بس اللي تهميني .
ضحكت بخجل وردت بتوتر :
- وانت كمان وحشتيتي يا اسماعيل .
اتسعت ابتسامته الفرحة وهو يقول بتنهيدة حارة :
- امتى بقى نتجوز ؟، انا خلاص معنتش قادر اصبر اكتر من كدة.
لوت شفتيها للجانب وقالت بسخرية :
- ماتشد حيلك انت ، دا حتة الأوضة اللي هنتجوز فيها مش عارف تجهزها لحد دلوقتي .
شعر اسماعيل بالخزي من حديثها وحرك شفتيه ليرد عليها ولكن صوت والدتها وهي تدنو منهم قاطعهم حين هتفت بعبوس :
- صباح الخير ، موقف البت كدة ليه يا اسماعيل ؟.
التفت إليها اسماعيل بتوتر استحوذ عليه ، بينما انتفضت مهجة في مكانها ولم تجد ردًا على والدتها ، فتشدق اسماعيل بتلعثم:
- صباح الخير يا حماتي ، عاملة ايه .
هتفت مهجة باضطراب :
- انا همشي انا بقى اروح لأبويا.
ظلت نظرات والدتها تتابعها بحنق ، بينما نظر اسماعيل لها شزرًا لإفسادها لتلك اللحظة ، نظرت له تحية وقالت باستهزاء بائن يحمل التهديد :
- مستعجل شد حيلك واحنا مجهزينها ، وإلا هتروح لغيرك.
تجمد اسماعيل للحظات غير مستوعبًا ما تفوهت به ،ثم انتبه لها ورد عليها بانزعاج جلي :
- مهجة مش هتبقى مرات حد غيري واللي هيقربلها هيبقى آخر يوم في عمره ، تابع بتأفف :
- وايه موضوع شد حيلك دي ، انا والله شادد حيلي ومستعد اتجوزها دلوقتي .
ضحكت تحية عاليًا وهتف بمعنى وهي تلكزه في كتفه :
- اللي مصبرني عليك لحد دلوقتي خفة دمك دي يا واد .
هتف اسماعيل بنبرة مرحة لكسب ارتضاءها :
- يا حلاوتك يا حماتي ، ايوة انا عايزك تحني عليا كدة .
زمت ثغرها للجانب وهي تقول بتهكم :
- انا حنينة على طول ، بس مضمنش لحد امتى ، انا بنتي اللي بيتقدمولها ياما .
امتعض اسماعيل من حديثها فاستكملت بسخرية وهي تستدير للذهاب :
- اشوف وشك بخير يا ..يا جوز بنتي .
تعقب ذهابها بنظرات منزعجة واخرج سباب من بين شفتيه ثم انتبه لوالده الذي ينادي باسمه :
- تعالى يا اسماعيل ، انت واقف بتكلم نفسك.......
__________________________

في القاهرة باحدى النوادي الرياضية الكبرى ، تمعن النظر إلى تلك الكرة الصغيرة ووزع انظاره عليها وعلى تلك الحفرة الصغيرة ، ثبت عصاه خلفها وحين أتت لحظة دفعه لها فعل ذلك بتمكن حتى سقطت في مكانها السليم ، لوى زاوية فمة مبتسمًا بانتشاء ثم ادار رأسه تجاه صديقه الذي هلل باطراء :
- برافو أيهم ، أنا راهنت عليك وكسبت .
ابتسم له ايهم بتباه ثم استدار بجسده ليذهب نحو اصدقاءه الجالسين على احدى الطاولات متابعين لما يدور امامهم باعجاب بائن ، رأته سالي وهو يتقدم منهم وسارت لتقابله بابتسامة ناعمة وهي تهتف باعجاب ونظراتها هائمة فيه :
- برافو يا حبيبي ، ما فيش حاجة صعبة عليك .
ثم قبلته من وجنته فابتسم لها بعدم اكتراث وتنهد ليتابع سيره تجاه رفاقه ، زمت سالي شفتيها وعبست ملامحها من معاملته لها ، تنفست بهدوء وحاولت ان تساير الموقف فهي ليست لتغضب امامه فهو بالتأكيد سيسعد بذلك خبر ، تأنت سالي في كسب ارتضاءه عليها وسارت خلفه راسمة ابتسامة زائفة وهي تجلس بجانبه .
هتفت رانيا صديقتهم المقربة بابتسامة ذات مغزى:
- بصراحة يا ايهم انت ممتاز ، مافيش مرة خسرت فيها ، "رانيا صديقتهم رغم الفارق الإجتماعي بينهم فقد اضحت صحوبيتها عن طريق مصطفى عندما صدمها بسيارته ولم يحدث لها شيء حينها سوى اعجابه بها وتحول ذلك لصداقة بينهم وبين بقية رفاقة وتوطدت العلاقة بينهم من عامين مضوا " ، ابتسم لها ايهم بامتنان وهو يرد :
- ميرسي رانيا .
وجهت رانيا بعدها بصرها لمصطفى الجالس بلامبالاة وهتفت بتهكم وكلمات مقصودة :
- خلي الناس تتعلم منك .
تفهم ايهم ما ترمي اليه وضحك عاليًا وهتف :
- لأ خليني انا لوحدي .
نظر لها مصطفى مضيقًا عينه بغيظ وحدثها بحنق بائن :
- قصدك ايه بالكلام دا يا رانيا ، ردت بلا مبالاة أغاظته أكثر :
- مقصدش حاجة .
تنهد بضيق مكتوم ولم يعلق ، بينما دنت سالي من أيهم لتهمس له في اذنه :
- بحبك قوي .
ابتسم لها ببرود ولم يرد عليها فابتسمت بحزن ونظرت امامها ، وعن مصطفى تأفف وهو يقول بضيق :
- احنا عاوزين نسهر النهاردة ، انا متضايق قوي وعايز اغير جو .
رانيا بنبرة حانقة وهي تنظر إليه بسخرية :
- طبعًا انت وراك حاجة غير السهر .
اشاح بوجهه بعيدًا عنها متعمدًا ذلك فهو يعلم ما يزعجها منه وسببه حبها له والذي يقابله ببرود لعدم طاعتها له في التمادي في علاقتهم مرتدية لقناع الشرف ، فأردف ايهم وهو ينظر لماجد الصامت :
- ايه يا ماجد انت ساكت كدة ليه.
نظر له ماجد ورد بسخرية :
- بتفرج عليكم ، رد ايهم بابتسامة منزعجة :
- يلا يا ماجد انا ورايا شغل مهم قوي .
نهض ايهم وخلفه ماجد فهتفت سالي بلهفة وهو تمسك ذراعه :
- هشوفك الليلة ، صح يا ايهم .
رد بجمود وهو يهم بترك المكان :
- ان شاء الله .
تابعته سالي بابتسامة راضية حالمة ، هتفت رانيا ساخرة مما تراه :
- بايخة قوي يا سالي وانتي بتجري وراه كدة وهو مش مديكي وش ولا حتى شايفك.
التفتت لها سالي واثنت ثغرها بابتسامة منزعجة وردت بنبرة ذات مغزى :
- على اساس انا لوحدي .
تفهمت رانيا ما ترمي إليه ووجهت بصرها تلقائيًا لمصطفى وردت عليها بثقة لا متناهية وهي تنظر إليه :
- والله انا بحب بس مش مستعدة أرخص نفسي علشان أي حد ، اللي عاوزني يبقى لازم يبقى متجنن عليا.
ازدردت سالي ريقها لمعرفتها بركوضها خلف أيهم طمعًا بأن تحظى به ويتزوجها وها هي تنتظر تلك اللحظة، وعن مصطفى ابتسم لها بجمود ثم نهض من مقعده ، هتف بضيق داخلي وهو يجمع متعلقاته:
- انا همشي انا ، سلام .
راقبته رانيا بنظرات حب ولوم في ذات الوقت ثم تنهدت بهدوء متأملة للخير في القادم....
____________________________

وقف امام ذلك المبني الخاص بعيادة هذا الطبيب مستندًا على سيارته ومسلطًا بصره على تلك البوابة الحديدية ، نظر عمرو في ساعة يده منتظرًا خروجها من الدرس الخاص التي تذهب إليه بدلاً من سفرها لجامعتها وحتمًا مكوثها بالقرب منها نظرًا لبعدها عن القرية ، فقد رفض وباصرار حدوث ذلك وابتعادها عنهم وبقيت هي تحت انظاره وتذهب فقط اثناء اداء امتحاناتها ، فرض عمرو سيطرته بعد والده الذي بدأ يرق في معاملته عن ذي قبل وأمسك هو زمام الأمور مما جعل الجميع يمقت التعامل معه لتعجرفه الدائم على من هم أقل مستوي منه ، لم يكترث لأحد مما حوله سوى رسيل ابنة عمه لطمعه في الحصول عليها وبالكاد الحصول على جميع الأملاك لتضحى تحت وطئته ، زفر بقوة من عنادها ومعاملتها السيئة معه ، هدأ من نفسه فهي لن تصبح ملكًا لأحد غيره فالجميع يخشى التقدم لخطبتها وهذا ما يسعده في الأمر ويجعل حصوله عليها سهل المنال ، تنهد بضجر وهو ينظر حوله ، فهو منتظرها منذ وقت ، لمح خروج عدد قليل من زملائها ودقق فيهم النظر ليراها بينهم وهي تدلف للخارج ، رأته رسيل فتأففت على الفور واشاحت بوجهها لتنظر في جميع الأماكن إلا وجه الذي يسبب لها التقزز بسبب افعاله الدنيئة معها ، تحركت لتستقل السيارة وسط نظراته الماكرة وابتسامته المستفزة مجبرة على ذلك فلا أحد في القرية يمتلك لسيارة سوى هما وعمدة القرية فقط ، وقف امامها ليحيل دون ركوبها فنظرت له باستغراب ، ضمت ذراعيها حول صدرها وهتفت بعدم فهم :
- عاوزة اركب ، فيه حاجة ؟! .
ابتسم بمغزى وقال باحترام مصطنع وهو يفتح لها الباب :
- دا واجب عليا يا مراتي المستقبلية .
نظرت له بثقة وردت وهي تبتسم بسخرية :
- اطلع بقى من احلامك ، انت لو آخر واحد مش هفكر فيك ، مبقاش غيرك انت يا بتاع البنات ، انت اخرك واحدة منهم مش أنا.
كانت كلماتها كالسياط بالنسبة له مما جعله يزداد غضبًا، أمسك عضدها ضاغطًا عليه بقوة ليقول بتحذير :
- اعرفي الكلام قبل ما تقوليه وتندمي عليه ، انا لحد دلوقتي بعاملك بأدب علشان مش عاوز ازعلك .
تشنجت تعابير وجهها وهي تزيح يده ، هتفت بامتعاض :
- ابعد ايدك دي عني ، انت بتستقوى عليا علشان بنت .
اومأ رأسه فهي محقة ، نفض يدها ثم قال متنهدًا بهدوء :
- ماشي يا رسيل ، الأيام بينا وهنشوف هتبقي لمين .....
_____________________________

استمر في الإطلاع على تلك الأوراق التي ارسلها له محاميه وتخص شراء الأراضي التي سيحتاجها لتنفيذ مشروعه الذي يزمع تنفيذه في الفترة القادمة فقد بات ذلك حلمه وعليه الآن تحقيقه ، حدق أيهم في الأوراق وبدا مستاءًا من وجود بعض الاراضي المفروض شراؤها لم تنتهي حتى الآن من التخليص فيها ، زفر منزعجًا وألقى الاوراق امامه باهمال ، فدخل ماجد عليه بعدما طرق الباب ليقول وهو يتقدم منه :
- أيهم فيه.....
اشار بيده ليصمت فتعجب ماجد، هتف ايهم بحدة منزعجًا:
- ازاي بقية الأراضي دي يا ماجد لسه مخلصتش ، هو انا ناقص اتعطل أكتر من كدة ، وفين المحامي اللي بعتلي الورق ده ولسه فيه اراضي مش خلصانة .
ماجد وهو يقف امامه ، رد بجهل :
- انا لسه مش عارف يا أيهم ، اللي اعرفه انه لسه بيشتري في الأراضي علشان نبدأ المشروع .
هتف ايهم بنبرة مهتاجة :
- انا قولت يدفع اللي هما عايزينه علشان اخلص من الموضوع ده ، ازاي لحد دلوقتي مخلصش اللي طلبته منه ، بيعمل ايه هو ؟.
كاد ان يتحدث فأشار أيهم للمقعد المقابل له ليجلس ، جلس ماجد ثم سأل بتردد :
- طيب ايه المطلوب مني يا أيهم ؟ ، اللي فهمته منه أن الأراضي اللي باقية اصحابها فلاحين وعايشين في قرية كدة ، يعني مش هياخد وقت معاهم وبالفلوس هيوافقوا على طول .
رد بجدية حادة :
- كلملي الموظفين اني هعمل اجتماع مهم قوي بكرة لأني النهاردة متضايق ومش في المود ، عايز اخلص بقى من الموضوع دا وابتدي انفذ المشروع ، مش هوقفه على حاجة متستهلش .
أومأ ماجد رأسه بتفهم ثم سأل بحذر :
- طيب ما تروح تسهر النهاردة ، زمان الجماعة...
قاطعه بنظرة قوية اسكتته حين تفهم مقصده ، تنهد وهو يرد بمغزى :
- بكرة هسهر ، النهاردة ماليش مزاج لأي حد .
زم شفتيه ثم تابع بتساؤل وهو ينظر إليه بقتامة:
- إنت قولت القرية اسمها أيه؟ ..............................
x x x x x x x xx ___________________
x x x x x x x x x x xx _____________
x x x x x x x x x x x x x x x _______

الهام رفعت 25-03-19 10:32 PM

رواية القيادي
 
الفصـل الثاني
القِِيَّـــادي
ـــــــــــــ

في إحدى المنازل العريقة بداخل القرية يجلس على طاولة الطعام رجلؒ ما وقور وهو عمدة القرية "عبد الحميد" برفقة زوجته السيدة رئيفة يتناولون فطورهم بهدوء ، قامت زوجته بصب الشاي له وهي تحدثه بنبرة هادئة محببة:
- شايك يا حاج .
ابتسم لها عبد الحميد بود وهو يتناوله منها ، ارتشف منه القليل وسألها بعدها بجدية :
- مازن فين ؟ ، صحي ولسه نايم زي عادته .
تنحنحت بخفوت وردت متنهدة بانزعاج طفيف :
- سيبه براحته يا حاج ، دا ابننا الوحيد ، عايزه يصحي يعمل ايه.
وضع كوب الشاي ليرد بتهكم ونظرات مُتعجبة :
- يعني ايه ابننا الوحيد ! ، دا بدل ما تقولي يشوف مصالحنا علشان هو اللي هيمسكها من بعدي .
تابع بمعنى وهو يحرك رأسه بقلة حيلة :
- دلعك فيه هو اللي هيبوظه.
زمت شفتيها بلامبالاة وكاد ان يكمل حديثه حيث هبط مازن الدرج ليرد هو :
- احنا مزعلينك في ايه ياحاج ؟
تنهد عبد الحميد واقترب منه مازن وقبل يدة وهو يقول باحترام ممزوج بالمرح :
- صباح الخير على احلى بابا في الدنيا .
ابتسم له والده بهدوء وردت والدته بنظرات شغوفة :
- صباح النور يا حبيبي ، اقعد افطر يلا .
جلس مازن بجانب والده وتسائل بمغزى :
- كنتوا بتجيبوا في سيرتي وبتقولوا ايه بقى ؟ .
رد والدة بنبرة جادة تحمل انزعاجه :
- مش ناوي تساعدني في الشغل وتسيبك من السهر والكلام الفاضي ده اللي ملوش لازمة .
تأفف داخليًا ورد بانزعاج طفيف :
- مش لما تجوزوني الأول ابقى اشتغل واتعب .
حدجه والده بتعجب وهتف ساخرًا لما تفوه به :
- يا سلام ! ، عاوز سيادتك تتجوز وأنت عاطل كدة ، دا زمن ايه اللي بقينا فيه ده ؟! .
انزعجت زوجته من مضايقته بالحديث حيث ردت هي بعدم رضى من حديثه :
- وفيها ايه لما يتجوز ، هو احنا عندنا اغلى منه .
- انا طبعًا .
قالتها سيرين الابنة الصغرى وهي تتقدم منهم بابتسامة مشرقة ، فوجه عبد الحميد بصره نحوها وهو يردد بابتسامة محببة :
- تعالي يا حبيبة ابوكي .
تحركت تجاه والدها لتنحني برأسها مقبلة وجنته بحب ، ابتعدت عنه وقالت :
- صباح الخير يا احلى بابا ، ربت على رأسها ورد بنبرة لطفة :
- صباح الخير يا بنتي .
ثم جلست سيرين بجانب اخيها وحدثته :
- صباح الخير يا ميزو .
رد بلا مبالاة :
- صباح النور .
لوت شفتيها والتقطت بضع لقيمات لتقول بعدها وهي تنهض :
- انا همشي انا بقى.
نظرت لها والدتها بتعجب مستفهمة :
- رايحة فين يا سيرين ؟ ، اقعدي كملي اكلك .
توترت وردت بتردد :
- انا رايحة مشوار كدة يا ماما ومش هتأخر ، يلا سلام عليكم.
تتبعتها قاطبة بين حاجبيها كأنها تفكر في شيء ما ، بينما تدخل زوجها وقال :
- سيبيها براحتها يا رئيفة ، مش كفاية بتسافر علشان جامعتها ومبتخرجش .
زمت شفتيها وردت على مضض :
- طيب يا حاج سكت أهو.....
__________________________________

أنهت عملها ودونت ما هو مطلوب منها في ورقة صغيرة دستها داخل حقيبتة يدها ، تنهدت ملك بإجهاد من كثرة متطلبات الفلاحين كأنها المسؤلة عنهم ، زفرت بقوة قبل ان تخطو منزلها البسيط لتجد اخيها الأكبر امامها جالسًا على المنضدة الصغيرة في ردهة المنزل ويتناول افطاره ، دنت ملك منه لتقول بابتسامة هادئة :
- صباح الخير يا ايهاب .
رفع رأسه تجاهها ليرد مبتسمًا :
- صباح الخير يا بشمهندسة .
تنهدت بعمق وجلست بجواره والتقطت قطعة من الخبز وغمستها في طبق الفول والتهمتها بشراهة ، فحدجها اخيها بتعجب ، هتف ايهاب بنفاذ صبر :
- ما انتي لو بتصحي زي الناس وتفطري مكنتيش تاكلي بالشكل ده .
نظرت له بعدم اكتراث وردت وهي تلوك الطعام :
- مش لازم اشوف شغلي ، ما انت عارف انا بحبه قد ايه .
اكمل تناول فطوره هو الآخر ، بينما تركت ملك ما بيدها لتهتف بضيق ممزوج بالغضب عندما تذكرت ما فعله ذلك السمج عمرو:
- آه لو كنت شوفت الرخم عمرو دا عمل ايه معايا .
انصت لها اخيها باهتمام كبير ، فاستأنفت بتجهم :
- كان هيدوسني بعربيته امبارح ، الله يكون في عون رسيل منه ، كان باين من شكلها قلة ادبه معاها .
ابتلع ايهاب ريقه وتسارعت دقات قلبه لسماع تلك الكلمات ، قال باستفهام :
- هي كويسة يا ملك ، عملها حاجة وحشة ؟ .
نظرت له مضيقة عينيها مدركة لهفته عليها ، ثم قالت بمكر :
- يعني مسألتش انا كويسة ولا لأ .
تابعت بحنق :
- بقولك كان هيدوسني ، تقولي هي عاملة ايه ، هو دا بس اللي فكرت فيه ، علشان كدة مكنتش عايزة اقولك لأنك مش هتخاف عليا .
ثم تنهدت بضيق وبدا عليها الحزن الزائف .
اسرع بالتبرير رغم تلعثمه في الرد عليها :
- أ..أنتي .كويسة أهو ، انما هي يتيمة ومحتاجة حد يسأل عليها.
ملك متنهدة بعدم اقتناع فهي على علم بحبه لها ، ردت بتأفف :
- رسيل كانت قالتلي انه بيلح عليها علشان يتجوزها .
هتف ايهاب بنبرة سريعة منزعجة :
- اوعي يا ملك تخليها توافق ، دا تبقى غبية قوي لو وافقت تتجوزو ، مش كفاية سرقين حقها وحرمينها من كل حاجة .
ردت ملك بتأكيد :
- هي مش موافقة عليه ابدًا مهما عملها .
ابتسم ايهاب بحبور ،فاستأنفت هي بمغزى بعدما رأت عينيه اللامعة من الفرحة :
- طبعًا انت بتعتبر رسيل زي اختك ، مش كدة يا ايهاب .
ازدرد ريقه وتوتر من كلماتها ، ورد وهو يومئ رأسه بتأكيد زائف :
- ايوة طبعًا رسيل زي اختي .
ثم ابعد نظراته عن اخته فقد ترى كذبه فيها ، نهض ايهاب ليتابع بتوتر :
- انا هروح على شغلي .
ثم تركها وتتبعته ملك متفهمة ما يشعر به وشردت للحظات في حبه المكنون البائس لها والذي لم يعرف النور حتى الآن.......
__________________________

حركت رأسها باحثة عنه وهي تدور حولها زمت شفتيها وتنهدت بقوة منزعجة من عدم رؤيته رغم معرفتها بوجوده هنا لمباشرة عمله ، استدارت سيرين عائدة وتبدلت ملامحها وانفرجت شفتيها بسعادة عندما وجدته يخرج من احدى الأراضي فقد احالت تلك الزروع دون رؤيته ، ابتلعت ريقها بهدوء وتأنت في خطواتها وهي تتقدم منه ، تشدقت سيرين بابتسامة هادئة :
- صباح الخير يا ايهاب .
ثم وقفت امامه ونظر لها باستغراب وسألها بعدم فهم :
- صباح الخير ، ليه دايمًا بشوفك هنا ؟! .
توترت سيرين من معرفته انها متعمدة القدوم من اجله ، فأجابته مبررة بتلعثم :
- أ.أصل بحب أتمشى في الوقت ده ، صدفة مش أكتر .
رد بعدم اقتناع :
- آه طيب ، زيفت ابتسامة وقالت بتردد :
- زمانك بتتعب قوي ، الله يكون في عونك .
رد بابتسامة شاحبة :
- عادي ، اتعودت على كدة ، تابع بمغزى :
- مكتوب علينا الشقى ، ما احنا مش زيكوا .
حركت سيرين رأسها مُستنكرة ما تفوه به ، هتفت مستفهمة :
- ليه بتقول كدة يا ايهاب ؟ .
فتح شفتيه ليتحدث ولكن اصوات سيارة قادمة اجبرته على الصمت والنظر نحوها ، عرف ايهاب على الفور انها سيارة ذلك السمج عمرو ، وامتعض من الداخل حينما وجد رسيل جالسة بجانبه ، لا يعرف ايهاب ما هو ذاك الشعور الغريب الذي جعله يغار من رؤيتها مع هذا الشخص وتجمدت انظاره عليهم ...

كانت رسيل تنتوي شراء بعض المُستلزمات الخاصة بها ، ولكن عمرو لم يسمح بخروجها بمفردها حيث أصر على مرافقتها ووافقت علي مضض فهي بحاجة لبعض الأشياء الضرورية ، ظلت صامتة طوال الطريق ولم تتفوه مع بكلمة رغم انه لم يكل من الحديث معها وكانت تستمع له بعدم اكتراث ولم ترد مما اجبره على الصمت بقية الطريق ، وصلوا لمدخل القرية وتوغل للداخل ليجد عمرو امامه ايهاب بصحبته سيرين ابنة عمدة القرية ، زوى شفتيه بابتسامة مستهزئة وهو يتأمل هيئتهم واظلم عينيه بمكر نحوهم ، أوقف سيارته عندما اقترب منهم ليقول بخبث :
- صباح الخير ، بقيت متعود أشوفكم في المكان دا على طول .
نظر له ايهاب بعدم فهم ، بينما توترت سيرين ووزعت انظارها عليهم ، وعن رسيل رمقته باستهجان لوقاحته معهم ، هتفت بحنق :
- ايه الكلام اللي بتقوله ده ، على فكرة عيب .
تأفف بلا مبالاة وظل على نهجه عندما تابع بوقاحته :
- قولت ايه يعني ، اصلي مش اول مرة أشوفهم واقفين الوقفة دي .
ثم نظر نحوهم بمكر وتابع :
- ولا كلامي فيه حاجة غلط .
حدجه ايهاب بغضب لفهمه ما يرمي إليه هذا الوقح ، في حين نكست سيرين رأسها بخجل وتوتر ، فحركت رسيل رأسها بمعنى لا فائدة ونظرت اليهم وحدثتهم بأسف :
- انا بعتذرلكوا يا جماعة ، ما انتوا عارفين عمرو كويس .
نظر لها عمرو ورد بضيق :
- وانا مالي ان شاء الله ، يعني ايه عارفيني دي .
ردت بنفاذ صبر ونبرة منزعجة :
- يلا روحني .
تحكم في عصبيته وتنهد بقوة ليدير سيارته بعدها بعدم رمقهم باستهجان جعل ايهاب يشتغل غيظًا ، نظرت سيرين لايهاب عندما رأت ملامحه المُتجهمة ، حدثته بحذر :
- عمرو طول عمره دمه تقيل وبيقول كلام ...
قاطعها متنهدًا بضيق غير قادرًا على سماع المزيد ، هتف :
- خلاص يا سيرين ما فيش حاجة.......
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،
زفرت رسيل بقوة ونظرت للخارج من افعاله المُشينة التي يفتعلها مع الآخرين ، وعن عمرو لم يكترث لما حدث حيث حدثها بسخرية :
- مالك ان شاء الله .
تابع باستهزائه المستفز :
- لتكوني زعلانة على الأستاذ ، دا واحد فلاح ومتفكريش انك هتقارنيني بيه ، احنا طول عمرنا اسياد البلد ، وانا أقول اللي انا عايزه .
صرت اسنانها بغيظ شديد وهتفت باستنكار :
- انت ازاي كدة ، انا عمري ما قستها بالمستوى ابدًا .
تابعت بمعنى ونظراتها تجاهه مليئة بالإشمئزاز :
- علشان كدة محدش بيطيقك .
ابتسم بسخرية وهتف بتكبر :
- ولا أنا بحب حد ، طول عمري عارف أصلي وكلهم خدامين عندي .
لوت شفتيها بابتسامة ساخرة ، زفر بضجر وولج لحديقة الفيلا ليصف سيارته ، ركضت زينة نحو رسيل بسعادة واحتضنتها وهي تهتف :
- جبتيلي يا رسيل اللي قولتلك عليه .
ردت عليها بابتسامة رقيقة :
- جبتلك كل اللي انتي عوزاه وقولتي عليه .
صفقت زينة بفرح ووجهت بصرها لأخيها الذي يفتح الشنطة الخلفية للسيارة ، ثم تركت رسيل لتصل عنده وهمت بحمل حقائب المشتريات ، فاستوقفها عمرو بانزعاج :
- هو انتي اللي هتشيلي ، اومال الخدامين هنا يعملوا ايه .
ابعدت يدها وتراجعت خطوة وردت بعبوس :
- أسفة يا أبيه .
ابتسم لها وضغط على وجنتها وهو يردد باعجاب:
- شاطرة يا زينة ، لازم تعرفي انتي مين ، وكل اللي هنا خدامينك ، فاهمة يا حبيبتي .
ردت بابتسامة زائفة :
- فاهمة يا ابيه ، كلامك مظبوط .
ابتسم بغرور وهو ينظر لرسيل التي تحدجه بجمود مستنكرة بداخلها عجرفته الزائدة...
__________________________

أعطتها والدتها لفة كبيرة من الطعام لوالدها الذي يعمل بالأرض ، ظلت مهجة تدندن طوال الطريق ببعض الأغاني الشعبية إلي أن وصلت ورآها اسماعيل وهي تخطو بقدمها لتأتي نحوهم ، حدق فيها بهيام وحرك رأسه بعدها بقلة حيلة لاعنًا وضاعة الزمن التي جعلته في عيشة ضنك كهذه لا يمتلك فيها ما يحقق أمانيه ، تنهد بهدوء ورسم ابتسامة باهتة عندما دنت منهم وهي تهتف بخجل :
- أنا جبت الأكل يابا .
اشار لها بيده على الأرضية ورد بنبرة محببة :
- حطيه هنا يا مهجة .
اومأت رأسها بطاعة ووضعته امامهم وبسطته بذوق متحاشية النظر لاسماعيل الذي لم يبعد انظاره الهائمة من عليها ، اعتدلت لتقول بعدها :
- انا همشي انا بقى ، عاوز مني حاجة .
هتف بمغزى وهو ينظر لاسماعيل :
- مش هتسلمي على خطيبك ولا إيه ؟ .
نظرت له بخجل ولم ترد ، فضحك والد اسماعيل قائلاً :
- خلاص متكسفهاش يا عبد الصمد .
نظر عبد الصمد لاسماعيل وحدثه بنبرة ذات معنى :
- متشد حيلك يا اسماعيل علشان تتجوزوا وتتلموا بقى .
نظر له بتعجب وهتف :
- هو ايه موضوع متشد حيلك دي ، واللهي انا حيلي مشدود وصحتي زي الفل ، ومستعد اتجوز دلوقتي .
ضحكوا عليه بشدة وتوردت وجنتي مهجة من الخجل لكلماته الموحية ولم تجد سوى انها ركضت مغادرة المكان ، فكف والده عن الضحك وعنفه :
- عيب يا واد الكلام دا كسفت البت .
رد بتهكم وهو يلوح بيده منزعجًا :
- انا مش عارف انتوا مصعبينها ليه ، المهم انا جاهز للجواز ، ان شاالله اتجوز في الزريبة .
رد والده بخجل من جرأته المبالغ فيها :
- مافيش فايدة فيك ، اعمل حساب لحماك اللي قاعد ده .
نكس رأسه وتنهد بضيق ، بينما ابتسم حماه ورد بهدوء :
- سيبو يا عبد الصمد انا مش زعلان منه ، كفاية انه بيحب بنتي وبيخاف عليها ، وانا مش هلاقي احسن من اسماعيل .
ابتسم له اسماعيل بامتنان وشرد بفكره فيما سيحدث بعد ذلك..
____________________________

في غرفة الإجتماعات جلس الجميع على الطاولة صامتين ومن بينهم مدحت مُحاميه الخاص ، اطلع ايهم على الاوراق بوجه مُكفهر والقاها امامه وهتف بانزعاج جلي :
- تقدر تفهمني الأراضي دي لحد دلوقتي مش بتاعتنا ليه ، وليه مخلصتش فيها .
رد ممدوح بتوتر جم وهو يرمش بعينه ليبرر :
- الأراضي كلها جاهزة يا ايهم بيه ، بس فيه كام ارض جمبهم لسه شوية لأن صاحبها متوفي وهي ملك بنته وعمها اللي مسؤل عنها وشوية حاجات بتعطل الموضوع .
اومأ رأسه بتفهم وهتف بحدة :
- تروحله وتخلص بسرعة ، وكل اللي هو عايزه ادفعهوله ، المهم عندي اخلص من الموضوع ده .
رد مدحت مؤكدًا :
- اعتبرها خلصت يا ايهم بيه ، انا بنفسي اللي هروح اتكلم معاه واشتريها منه .
ايهم بتأفف شديد :
- بسرعة ، الموضوع مش ناقص تأخير.........
_____________________________

امتطت جوادها وقررت التجوال في القرية به كعادتها للتنفيس عن جو الفيلا الذي تختنق منه ، سارت رسيل به وهي تتنفس بعمق كمن خرج من السجن للتو فطالما أحبت مصاحبة الفلاحين ورؤيتهم وتسعد دائمًا حين يتحدثون معها ويشكون الآمهم فهي رغم دراستها بالسنة الثانية في كلية الطب إلا أنها تمارس المهنة ببراعة لحبها العميق فيها ، نظرت امامها لتجده يقترب منها ويلوح بيده ، فهو مازن الذي امتطى جواده هو الآخر وما أن رآها حتى توجه صوبها ، دنا بجواده منها وحدثها بابتسامة هادئة تعلو ثغره :
- هاي رسيل ، بقالك كتير مش بتخرجي .
اوقفت جوادها أمامه وردت بابتسامة رقيقة :
- هاي مازن .
تابعت بتنهيدة :
- عادي ، أصلي كنت بذاكر وكدة ، وقولت أخرج شوية .
هتف وهو يتأمل وجهها باعجاب :
- هو انتي على طول حلوة كدة .
ابتسمت بخجل قائلة :
- ميرسي يا مازن .
تنحنح قائلاً بضيق داخلي :
- صحيح هتتجوزي عمرو ، تابع بتردد :
- أصلي كنت سهران معاه وقال أنك هتتجوزيه .
تنهدت بقوة وردت نافية بشدة :
- ما فيش كدة خالص ، هو يقول اللي هو عايزه ، انما أنا من ناحيتي مافيش حاجة .
رآهم ايهاب من بعيد يتبادلون الحديث فعزم على الذهاب نحوهم ، دنا منهم وأنظاره على رسيل ، وعندما نظرت له ابعد انظاره على الفور وحدثهم بابتسامة متوترة :
- مساء الخير .
حدثه مازن بمزح :
- أهلا يا هوبا ، هو الدود واخدك مننا .
ضحكت رسيل بصوت عالي مُلفت جعلهم يجمدوا انظارهم الحالمة نحوها ، انتبهت لنفسها وسيطرت على ضحكاتها ، وهتف مازن بمغزى :
- خلاص لو انا بضحكك قوي كدة خليكي معايا ومش هتندمي .
لم تتفهم رسيل مقصده ولم ترد ، بينما رد ايهاب بابتسامة جانبية كأنه ليس من مستواهم :
- متشكر يا مازن مقبولة منك ، استأنف بلا مبالاة منزعجة :
- وعادي دا شغلي ، انا مهندس وحب الأرض في دمي .
ردت رسيل لتهدئة الأجواء لشعورها بانزعاج ايهاب :
- أكيد دا شغلك ولازم تحبه ، كفاية انك مهندس ومتعلم .
شعر مازن بأنها تقصده بالحديث لأنه كما يعلم الجميع يفشل في دراسته ووالده هو من يبتاع له شهادة النجاح ، احس بالحرج وصمت ؛ كان هناك من يراقبهم بغيظ وحقد ، وقف عمرو عند اول الطريق متسمرًا عندما وجدها معهم وتتحدث وتضحك غير مبالية بمن حولها كونها فتاة وبالتأكيد لم تخشى غضبه هو الآخر ، صر غضبه في نفسه وتحرك صوبهم وتحكم في انزعاجه ، هتف بابتسامة حانقة :
- الله على اللمة الحلوة .
نظر له الجميع واستدارت رسيل لتتفاجأ بوجوده ، تأففت بوضوح وقالت :
- انا همشي أنا ، سلام .
ثم تحركت بجوادها تاركة إياهم ، فهتف عمرو بسخرية وهو يتتبع ذهابها :
- هو إذا حضرت الشياطين ولا إيه .
لم تعيره اهتمام واكملت طريقها فابتسم بغيظ ثم وجه بصره لهما وقال بثقة جلية :
- بكرة تبقى بتاعتي ان شاء الله ، هي مسألة وقت مش أكتر.
زفر ايهاب بقوة ورمقته بامتعاض قبل ان يتركهم ويغادر هو الآخر ، تتبعه عمرو بنظرات ساخطة مستهزئة وهو يردد :
- ناقص دا كمان علشان يقف مع اسياده .
رد مازن بتأفف :
- ليه الكلام دا يا عمرو احنا كلنا متربين سوا وعمرنا مافكرنا في مستوى حد فينا .
رد عمرو بعدم اكتراث متأففًا :
- سيبك انت ، هتسهر الليلة ولا لأ .
هتف مازن غامزًا بعينه :
- هسهر طبعًا.........
_____________________________

دلف خارج المرحاض بعدما اغتسل لاففًا خصره بمنشفة قطنية ، توجه ايهم بعدها لخزانة ملابسه ليرتدي ملابسه فقد انتوى السهر الليلة واستوقفه صوت هاتفه ، استدار ايهم بعدما تنهد ليجيب عليه ، ابتسم بتهكم عندما وجدها هي ، اثنى ثغره بابتسامة ساخرة قبل ان يرد :
- هاي سالي .
ردت بنبرة هائمة لائمة :
- وحشتني يا بيبي ، اتصلت بيك كتير قوي ، وكمان انبارح انت مجتش واستنيتك طول السهرة .
تأفف بخفوت قبل ان يرد بسخط داخلي :
- لحقت اوحشك ، احنا كنا امبارح بس مع بعض .
ردت سالي بدلال :
- وأيه هي المشكلة لما توحشني على طول ، اعمل ايه في حبي ليك .
اوشك ايهم على غلق الهاتف في وجهها من تماديها معه ولكنه سيطر على نفسه بصعوبة ، رد عليها بلا مبالاة :
- طيب ممكن بقى اروح ألبس هدومي .
ردت بلهفة مدعية الحزن :
- طيب هشوفك النهاردة ، اوعى تقول مش جاي .
رد بتأفف :
- لأ جاي ، أصلاً متضايق ومحتاج اسهر شوية .
ردت بفرحة بائنة :
- بجد يا أيهم ، يعني هشوفك النهاردة ، انا هستناك .
انهى مكالمته معها والقى هاتفه بإهمال وهو يزفر بقوة من سماجتها معه وتوجه لإرتداء ملابسه ، أما سالي فنظرت امامها وهي منزعجة من عدم اهتمامه بها وهدأت نفسها قائلة :
- انا هصبر يا ايهم عليك ، علشان انت ليا لوحدي......
___________________________

صعد ماجد الدرج بعدما أتي من عمله يريد الذهاب لغرفة أخته للإطمئنان عليها فهي عادت وقت أجازتها لسكنها في بيت الطالبات رغم قرب الجامعة ولكنها قررت ذلك بسبب وحدتها وانشغال اخيها عنها ، طرق ماجد باب غرفتها ليدخل بعدها ويجدها جالسة تتصفح حاسوبها ولكنها انتبهت له وهتفت بفرحة:
- أبيه تعالى، أخيرًا اتنازلت وجيت تشوفني .
دنا ماجد منها وجلس بجانبها ورد بابتسامة هادئة :
- غصب عني يا حبيبتي ، عاملة أية ؟ .
ردت بضجر :
- مبعملش ، قاعدة مع نفسي شوية ، هعمل ايه .
ابتسم ماجد ورد وهو يمسح على ظهرها :
- انا جيت أطمن عليكي علشان خارج ، هروح اسهر شوية .
زمت ثغرها للجانب وقالت بضيق :
- سهراتك كترت قوي وبتسبني لوحدي حتى مش بتقضي معايا وقت الأجازة اللي باخدها هنا .
رد باستنكار :
- ليه بقى لوحدك ، والخدامين اللي في الفيلا دول راحوا فين .
هتفت خلود بانزعاج :
- يعني ايه الكلام ده ، عاوزني آخد اجازة علشان أقعد مع الخدامين ، ما بلاش آجي أحسن .
نهض ماجد وهو يقول بنفاذ صبر :
- خلود حبيبتي أنا كدة هتأخر ، وكل مرة تسمعيني الكلمتين دول .
ثم دنا ليقبل جبهتها وتابع :
- يلا تصبحي على خير .
ثم سار للخارج وسط نظراتها التي تتابعه بحزن وعبوس ، تنهدت خلود بقوة وقررت مهاتفة صديقتها ربما تقنعها بأن تترك أهلها ويعودا سويًا لسكنهم في بيت الطالبات أفضل لها من وحدتها تلك ....
____________________________

ولجت السيدة رئيفة غرفة ابنتها حاملة مشروب ما بيدها ، تدرجت نحو الداخل وهي تحدثها بنبرة محبوبة :
- أنا جيبالك العصير بنفسي .
اعتدلت سيرين لتتناوله منها وتقول بامتنان :
- ميرسي يا ست الكل ، تاعبة نفسك ليه بس .
جلست رئيفة بجانبها وهي تسألها باستغراب :
- ايه يا حبيبتي قاعدة لوحدك ليه ، وكل اما ادخل عليكي ألاقيكي سرحانة ومش بتيجي تقعدي معانا .
تنهدت سيرين بهدوء ونكست رأسها ولم ترد ، بينما ابتسمت والدتها وردت بمكر بائن :
- فكراني مش حاسة بيكي ، دا أنا أمك .
حدجتها سيرين بتوتر وردت بتلعثم :
- قصدك..ايه يا ماما .
نظرت رئيفة نحوها واظلمت عينيها وردت بمغزى :
- ايهاب ، هو فيه غيره يعني .
نكست رأسها بحزن وخجل ، فتعجب رئيفة وسألتها بعدم فهم :
- مالك يا حبيبتي إيه اللي مزعلك ؟! .
ردت بعبوس شديد :
- بس هو مش حاسس بيا يا ماما ، خايفة يكون مش بيحبني .
هتفت على الفور بانفعال وملامحها متشنجة :
- مش بيحبك ليه بقى ان شاء الله ، هو كان يطول ، دا انتي بنت العمدة ، كان فاكر نفسه ايه ، دول شغالين عندنا .
نظرت لها سيرين وردت بعدم رضى :
- أيه الكلام دا يا ماما ، تابعت بحزن :
- اهو هو دا الموضوع اللي مخوفني ، خايفة بابا ميوفقش عليه علشان المستوى بينا .
ثم تلألأت الدموع في عينيها ، فربتت رئيفة على ظهرها وقالت بحنان :
- متخافيش يا حبيبتي ، ان كان علينا خليه يتقدملك بس وانا هقنع أبوكي بيه ومتشليش هم حاجة .
هتفت سيرين بتأمل :
- بجد يا ماما ، يعني لو اتقدملي هتوافقوا .
ردت بابتسامة متمنية :
- ان شاء الله يا حبيبتي ، الله ربنا عايزه هيكون .
قطع حديثهم صوت هاتفها ، فأمسكته سيرين ورأت انها صديقتها خلود ، فابتسمت لوالدتها وهي تقول :
- دي خلود صاحبتي يا ماما اللي ساكنة معايا .
رئيفة وهي تنهض :
- طيب كلميها يا حبيبتي براحتك وأنا هقوم أنا ........
______________________________

ارفد أيهم برفقة ماجد لأحد الملاهي الليلة "نايت كلب راقي" ، تحركوا نحو الداخل ليجدوا اصدقائهم واقفين امام احدى الطاولات ويرتشفون المشروبات ، رأته سالي وهرعت تجاهه وهي تهتف بلهفة ظاهرة وهي تتشبث بذراعه :
- ايهم مبسوطة قوي أنك جيت .
زيف ابتسامة وهو يرد :
- وأنا كمان مبسوط قوي .
اتسعت ابتسامتها الفرحة وتقدموا نحو رفقاتهم ليجتمعوا سويًا .
هتف مصطفى مرحبًا :
- ايهم باشا منورنا ، فينك يا راجل أستنناك انبارح .
ابتسم له أيهم ولم يرد بينما قال ماجد بضيق زائف :
- وأنا مش منور ولا إيه .
ضحك مصطفى عاليًا ليقول بمرح :
- كلنا منورين .
ثم التفت للجانب كأنه ينظر لشيء ما ، نظرت له رانيا قاطبة الهيئة واستدارت عفويًا هي الأخرى لتراه ينظر لفتاة ما بنظرات تعرفها جيدًا كأنه يواعدها على قضاء الليلة معه ، شعرت رانيا بالغِيرة وهي توزع انظارها على كليهما ، نهضت الفتاة وهي تشير له فابتسم مصطفى لها ونهض ليذهب خلفها هو الآخر ، وحدثهم بمغزى :
- اسيبكم أنا ، عندي مصلحة كدة .
رد عليه ماجد غامزًا :
- يا مصالحك يا ميمو ، ابتسم له مصطفى بسخرية وتركهم فتتبعته رانيا بنظراتها الغاضبة ولم تعد تتحمل ذلك حتى نهضت هي الأخرى خلفه ، فقالت سالي بمعنى حينما رأت ذلك :
- دا باين الليلة دي مش هتعدي علي خير .
يرتشف أيهم من المشروب الموضوع أمامه غير مبالي بما يدور حوله ، فدنت منه سالي واستندت على كتفه قائلة بهمس :
- مش يلا بينا احنا كمان ، انت وحشتني قوي .
أكمل تجرعه لكأسه ثم نظر لها بقتامة ورد :
- يلا قومي .
اتسعت فرحتها ونهضت على الفور ، نهض هو الآخر وتشبثت بذراعه ليأخذها ويذهب ، فهتف ماجد بانزعاج :
- انتوا هتسيبوني لوحدي .
لم يرد عليه احد فتأفف وتجرع كأسه دفعة واحدة وقال وهو ينظر حوله كأنه يبحث عن شيء ما :
- أما أشوفلي واحدة أنا كمان....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،
استدار ليتفاجأ بمجيئها خلفه ، نظر مصطفى لها بمكر وهو يسألها لعلمه بضيقها مما سيفعله :
- أنتي جاية ورايا ليه ؟.
لم تجب عليه بل أقتربت منه بحركة مباغتة لتحتضنه بقوة جعلته يجذبها أكثر إليه متعمقًا في ضمها إليه ليشتد تمنيه لها، بعد وقت ابتعد وهو يقول بنبرة راغبة وسط انفاسه التي تلفح وجهها :
- تعالي معايا ، انا عاوزك انتي .
ردت وهي تلتقط انفاسها التي تأججت من اقترابها الشديد منه:
- نتجوز .
ابتسم بسخرية وهو يرد :
- انا مش بتاع جواز ، يلا تعالي معايا .
ثم سحبها لتأتي معه ولكنها تجمدت موضعها فحدجها بتعجب وقال :
- مالك ؟!..يلا تعالي .
حركت رأسها بنفي وردت :
- عاوزني يبقى نتجوز .
صر اسنانه ببعضهما ونفض يدها بعنف وهتف بانزعاج :
- يبقى متجيش ورايا تاني انتي فاهمة .
ثم استدار ذاهبًا وتركها تتبعه بأعين دامعة لعدم احساسه بها مُدركة اختلاف الفوارق الإجتماعية بينهم التي تحول ارتباطه بها ، تنهدت رانيا بحزن ثم تركت المكان مغادرة إياه......
____________________________

في احدى الحانات الشعبية ذي المستوى الوطيء ، وصل عمرو ومعه مازن الذي ما أن دخل وهو يتأفف وينظر حوله بتقزز ، تقدموا للداخل وإذ بفتاة ما مبهرجة الهيئة تقترب من مازن ، تمايلت عليه بجسدها وحدثته وهي تلوك العلكة بطريقة مقززة :
- منورنا يا سي مازن ، عاش من شافك .
حدجها مازن بانزعاج ملحوظ ، فغمز له عمرو قائلاً :
- يا بختك يا عم ، دوسة بنفسها جيالك .
مازن بحنق وهو يدفعها ناحيته :
- وعلى ايه ، خدها أهي .
شهقت دوسة وهتفت بحزن زائف وهي تتدلل عليه :
- أخص عليك يا مزموزي ، دا انت اللي في القلب .
هتف بسخط :
- أيه مزموزي دي ما تحترمي نفسك ، نسيتي انا مين .
تدخل عمرو لتهدئة الأجواء :
- خلاص يا دوسة ملكيش دعوة بيه ، احنا جايين نشرب كاسين وماشين .
زمت شفتيها واستدارت إلى حيث ستذهب وهي تتغنج بجسدها ، فسلط مازن بصره عليها وهتف بامتعاض جم :
- ايه الأشكال الجربانة دي .
لم يتمالك عمرو نفسه حتى انفجر ضاحكًا بشدة وهو يرد عليه :
- أعملك أيه ، هي الاشكال هنا كدة ، مفكر نفسك هتشوف ايه.
رد مازن بتأفف ونبرة ذات مغزى :
- تعالى شوف البنات في القاهرة ، حاجة نضيفة مش زي هنا
أخرج عمرو تنهيدة قوية وهو يقول بشرود :
- ياما نفسي أسيب البلد القرف دي وأروح أي بلد أجنبية ، تابع بقلة حيلة :
- بس أعمل أيه ، مستني بس الفرصة تجيلي .
مازن وهو يومئ رأسه بلا مبالاة، رد مشيرًا بيده لأحد المقاعد:
- تعالى نقعد الأول نشربلنا كاسين احسن ما أحنا واقفين كدة ، سار الإثنان للبار الخاص بالمشروبات وتناول كل منهما كأسه ، ثم نظر مازن لعمرو وقال بابتسامة ساخرة :
- ألا صحيح جوازك من رسيل دا طلع فشنك .
تجهمت تعابيره ورد بحنق :
- مش موافقة عليا ، بس هتروح مني فين .
تابع بتنهيدة حارة :
- أصل رسيل دي الحاجة الحلوة اللي في البلد المقرفة دي ، ومكانها مش هنا خالص ، والصبر جميل.....
___________________________

قضى معها بعض الوقت المحرم دون ارتباط بينهم، نهض أيهم ليرتدي ملابسه وسط نظراتها المدهوشة كونه سيتركها، ناهيك عن بروده في التعامل والمكتسح طلعته، تأكدت من احساسها حينما قال بجمود:
- أنا ماشي .
شهقت بصدمة جلية وهي ترد بضيق :
- ليه ؟! ، ما تخلينا مع بعض .
لم يرد عليها وارتدى ملابسه وسط نظراتها الحانقة ، فاستكملت حديثها بتعجب :
- أيهم أنت بجد هتسيبني .
رد ببرود شديد :
- ما أنا كنت معاكي من شوية .
لفت جسدها بالملاءة ونهضت مقتربة منه ، وقفت سالي قبالته وهتفت بنبرة جدية وهي تسأله :
- أيهم أحنا هنتجوز أمتى ؟ .
رد بنبرة استفزتها :
- ليه ؟ .
ردت باستغراب ممزوج بالضيق :
- يعني ايه ليه ، واللي بينا دا أخره أيه ؟ .
رد بنبرة ساخرة تحمل الازدراء في شخصها :
- اللي بينا متجوزين او مش متجوزين بنعمله .
صرت اسنانها بغيظ وهو يدلف للخارج امام ناظريها بلا مبالاة ، ارتمت سالي على طرف الفراش وهي تتوعد باغتياظ :
- اوكية يا أيهم ، انا مش هسكت على اللي بتعمله معايا.....
__________________________

غطت جسدها بذلك الشال ولفته حولها جيدًا ، دلفت رسيل للخارج متوجهه للإسطبل الذي يحوي حيواناتها الأليفة التي تتولى تربيتها بداخله ، ولجت الاسطبل لتتطلع عليه بانبهار نظرًا لنظافته ، مررت رسيل بصرها على حيواناتها بنظرات راضية ثم اقتربت من جوادها ومسحت على رأسه قائلة :
- باين اسماعيل بيهتم بيك كويس .
ثم نظرت حولها واتسعت ابتسامتها من نظافة المكان ، تنهدت براحة وازاحت الشال من عليها واسندته جانبًا ، ثم توجهت لدلو الماء الموضوع على الأرض ودنت منه وحملته بكلتا يديها عازمة على ان تُسقي جوادها ، استدارت رسيل لتتفاجأ به امامها ويحدق فيها ، ازدردت ريقها وأضطربت من وجوده التي تعجبت منه ، قالت بتوتر :
- عـ عـمرو ، بتعمل أيه هنا ؟! .
لم يرد عليها وبدأ في التحرك تجاهها ويبدو أنه ثمل لأن رائحة المشروب تفوح منه ، اضطربت رسيل وتراجعت للخلف ولا إراديًا تعثرت قدماها في شيء ما ووقعت على الأرض وبالتأكيد سقوط دلو الماء عليها فابتل جسدها بالكامل وشهقت عاليًا وهي تنظر حولها ولجسدها المبتل ، ابتسم عمرو بخبث وهو يتأمل جسدها الذي بات اكثر اغراء ، قال بنظرات ارتابت منها :
- جسمك حلو قوي يا رسيل .
تسارعت انفاسها ووضعت يدها عفويًا على صدرها ساترة جسدها الذي حدده الماء ، تسارعت انفاسها من نظراته نحوها فهو بحالة غير طبيعية ، انحنى عليها لتهتف بزعز اكتسى تعابيرها :
- انت عاوز ايه ؟ ، انت سكران .
لم يستمع لها وظلت نظراته الراغبة عليها ودنا أكثر منها وهو يحاول الهجوم عليها وسط صراخها..........
__________________
_____________
_______

Lina 91 25-03-19 11:04 PM

لطيفة قوي 💖💖💖💖
جميلة قوي رسيل
بس امانة عليكي خلي اي حد يلحقها
هتاذم نفسيا

قصص من وحي الاعضاء 26-03-19 01:19 AM


اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html



واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء




الهام رفعت 28-03-19 10:35 AM

رواية القيادي
 
اولا أحب أقول لمنظمين المنتدى أنا لسه مش فاهمة حاجة، ومش بعرف ازاي ارد على التعليقات ، القراء اللي بيتابعوا الرواية سامحوني على بس ما اعرف الموضوع كويس وهارد عليكم، ولسه غلاف مش عارفة احطه سامحوني، بس تابعوا الرواية معايا وهتعجبكم بإذن الله لأنها رائعة، واشكر متابعتكم وتفهمكم لوضعي، وتعويضا عن فصل امس هانشر بارتين اليوم
الفصـل الثالث
القِِيَّـــادي
ــــــــــــــ

ملأت صراخاتها المكان مما يفعله معها ، عجل والده في التوجه لمصدر الصوت المُستغيث وكذلك عمتها هي الأخرى التي تزعزعت اوصالها لمعرفتها بأنه صوتها ، ولج فريد الاسطبل ليتفاجأ بابنه يعتدي عليها ، زاغ للحظات عابرة وسرعان ما عاد لوعيه حيث هرول تجاههم ووجهه مُحتقن من الغضب وأمسكه بقوة دافعًا إياه بعيدًا عنها بكل ما أوتي من قوة ، ساعده ابعاده عنها انه كان ثملاً وغير متزنًا ، ولجت عمتها هي الأخرى لتشهق مصدومة مما تراه أمامها ، حركت رأسها بتشنج وتوجهت لذلك الشال وسحبته واتجهت نحو رسيل مُحاولة ستر جسدها وضمتها لأحضانها لتهدئتها حيث كانت رسيل ترتجف بشدة ودموعها غطت وجهها ، دفنت وجهها في صدر عمتها باكية بحرقة تاركة العنان لأصوات بكاءها ، لم تتحمل سميرة رؤيتها هكذا وتشنجت تقاسيمها ثم احدت له النظر وهتفت بغضب جلي :
- كنت عاوز تعمل ايه يا حيوان انت ؟.
ترنح عمرو في وقفته ولم يرد لثمالته الشديدة ، بينما رمقه والده بغيظ جم وتنهد بعدها ليبرر لأخته الغاضبة :
- معلش يا سميرة ، هو سكران ومش واعي بيعمل ايه .
انتفضت قائلة بصوت غاضب وهي تلومه :
- انت بدافع عنه يا فريد ، دا بدل ما تديله قلمين ، دي تربيتك ليه ، انه يعمل كدة في بنت عمه .
طأطأ رأسه في خزي من افعال ابنه المُشية والهوجاء ، بينما رد عمرو بنبرة مُهتزة وهو يتأسف :
- انا آسف يا رسيل ، انا مش عارف عملت كدة ازاي .
انتحبت رسيل بخفوت وربتت سميرة على ظهرها بحنان ، حدثتها سميرة وهي تساعدها علي النهوض :
- يلا يا حبيبتي تعالي معايا خلينا نمشي من هنا .
ثم أمسكت ذراعيها لتنهض معها وأتكأت رسيل عليها مُحاولة قدر الإمكان تحاشي النظر إليه ، وعن سميرة رمقته بازدراء بائن قبل ان تترك المكان وودت في نفسها أن تفتك به ثم سارت للخارج وتتبعهم فريد حتى اختفوا ، ثم استدار ناظرًا لابنه بغضب ورفع يده عاليًا وصفعه بقوة جعلت عمرو ينظر له مصدومًا وصر اسنانه بغيظ ، واردف فريد بانفعال :
- واحد و**** ، ازاي تعمل كدة ، انا مش قولتلك تبطل الزفت اللي بتطفحه ده .
زفر عمرو بقوة ورد بتهكم :
- جوزهالي وأنا هبطل ، صعبة دي .
ضحك فريد بسخرية ثم صمت ليرد عليه :
- عايزني أجوزهالك غصب عنها ، تابع بسخط :
- على اساس هتموت عليها ولا على فلوسها .
اشاح عمرو بوجهه فابتسم فريد للجانب ورد وهو ينظر له بحنق:
- يلا نمشي ورانا شغل بكرة ....
___________________________

في الصباح ولجت والدته غرفته وهي تتسلل للداخل عندما سمعته يتمتم ببعض الكلمات ، دنت عديلة منه لتتسمع لما يقوله وهو نائم ، كان اسماعيل نائمًا ويبدو أنه يغوص في احلامه مما جعله يهمهم ببعض الكلمات وهو يضحك ، همس بضحك :
- تعالي يا بت بس هقولك كلمة .
ثم تابعه بضحك كأنه يركض خلفها في احلامه ، صكت عديلة على صدرها عندما تسمعت عليه ، لوت شفتيها للجانبين ثم اعتدلت وهي تحدجه بغيظ ، ثم هتفت بصوت عالي وهي تلكزه بكلتا يديها :
- أصحى يا واد ، هي حصلت تحلم بكدة .
فزع اسماعيل وانتفض لينظر لها باضطراب واعضاء مرتعدة ، نظرت له شزرًا وهي تقول بتهكم :
- مالك يا واد مش على بعضك كدة ، كنت بتحلم بأيه يا اخويا .
كتم اسماعيل غيظه بأعجوبة قائلاً :
- حرام عليكي ياما ، هتقطعي خلفي قبل ما أخش دنيا .
نزعت عنه الغطاء لتقول بانزعاج :
- يلا قوم علشان تروح لفريد بيه تنضف الاسطبل .
زفر بقوة مُنزعجًا وهو يرد بحنق :
- اكيد هروح ، هو أنا ورايا غير الشقى والمرمطة عند الناس ، بصحى الصبح على وش البهايم .
شهقت عديلة بصوت عالي كونها من افاقته منذ قليل وكأنه يقصدها بالحديث ، هتفت باهتياج ضروس :
- انا بهايم يا عديم التربية ، دي اخرتها تشتم أمك .
رد بنفي قطعي :
- ابدًا ياما ، انا مش قصدك انتي واللهي ، انا ....
قاطعته بنبرة منزعجة :
- يلا امش اطلع برة ، ومن هنا ورايح هدخل الجاموسة بنفسها تصحيك ، علشان تكسر السرير على دماغك .
ضحك على حديثها وهو يرفض :
- لا والنبي بلاش الجاموسة انتي احسن .
التقطت هي الوسادة لتقذفها عليه وكان هو الأسرع في التقاط جلبابه والركض للخارج ، هتفت عديلة بضيق :
- ماشي يا اسماعيل ، واد قليل الادب متسربع على الجواز....
_____________________________

ارتدت ملابسها وجلست على طرف الفراش تفكر فيما حدث لها ليلة امس ، شكرت رسيل ربها بقدومهم في الوقت المناسب وتخليصها من بين يديه ، كسا الحزن وجهها عندما تذكرت اقترابه منها ، كانت ستدفن نفسها حية اذا لمسها عنوة ولن تتحمل الحياة بعدها ، تنهدت بهدوء وهي تمسح بأناملها حواف عينيها لمنع العبرات من التساقط ، نهضت رسيل والتقطت مذكراتها فهي ذاهبة لدرسها الخاص بعدما اتفقت مع عمتها علي ان يقلها السائق بدلاً عنه ، سارت للخارج وهبطت الدرج لتجد عمتها تنتظرها بالأسفل وعلى محياها ابتسامة حنونة ، ابتسمت لها رسيل وهي تهبط لترتمي بعدها في احضانها ، ربتت سميرة على ظهرها بلطف وهي تردد :
- انتي كويسة يا رسيل ، مش عايزاكي تزعلي نفسك ابدًا طول
ما انا معاكي ، ابعدتها قليلاً وهي تستكمل بمعنى :
- احمدي ربنا ان احنا وصلنا في الوقت المناسب وملحقش....
بترت جملتها حتى لا تذكرها بما كان سيحدث لها لولا تدخلهم ولكن هيهات لم تتناسى رسيل قط ما حدث ، زيفت سميرة ابتسامة وهي تقول :
- المهم دلوقتي تخليكي في دراستك وتنسي اللي حصل .
هتفت رسيل باحتجاج :
- انسي أيه يا عمتو ، انا كنت خايفة منه قوي .
ردت سميرة بتفهم وهي تهدأها :
- هو كان سكران ومش واعي هو بيعمل أيه .
ابتسمت بسخرية قبل ان ترد باستنكار :
- ودا سبب علشان اللي عمله ، لو سمحتي يا عمتي متدفعيش عنه .
ابتسمت لها عمتها بعذوبة وقالت بحذر :
- هو عايز يتأسفلك على اللي عمله ، و.ومستني ..برة .
جحظت عيناه مُنزعجة وردت بانفعال :
- انا قولت السواق هيوصلني ومش هركب معاه ، ازاي يا عمتو تسمحيله بعد اللي حصل دا اني حتى اشوف وشه .
ردت بتردد :
- معلش يا رسيل ، علشان خاطر عمتو حبيبتك .
تنهدت بضيق وهي تنظر لها عابسة الملامح ، بينما ابتسمت لها سميرة كأنها تتوسل ، اومأت رأسها وسارت للخارج على مضض لرؤية وجهه بعدما حاول الاعتداء عليها ..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،
دلفت رسيل للخارج لتجده منكسًا رأسه للأسفل ، ابتسمت بسخرية وتوجهت صوب السيارة لتستقلها غير مكترثة لوجوده ، انتبه عمرو لها ونظر لها قائلاً بلهفة :
- رسيل استني عاوز اتكلم معاكي .
زفرت بقوة واستقلت السيارة غير مُهتمة بالحديث معه ، تنهد عمرو بهدوء واستقل السيارة هو الآخر وربما تكون فرصة ليتأسف لها ، ادار السيارة ولم يزيح عينيه من عليها وهو يتأمل عبوسها عبر المرآة الأمامية ، بعدما ابتعد قليلاً عن الفيلا تشدق بنبرة آسفة :
- رسيل انا بعتذر على اللي حصل امبارح ، انا كنت بجد شارب ومش واعي لأي حاجة .
صمت ليجدها كما هي ناظرة للخارج غير مبالية بحديثه ، ضغط على شفتيه مُنزعجًا من نفسه ومن تجاهلها له ، سيطر على نفسه وتابع بضيق ونبرة شبه عالية :
- ممكن تردي عليا يا رسيل ، بقولك مكنتش قاصد اقربلك ، انا كنت شارب ، ودلوقتي بتأسفلك .
استدارت لتنظر له بشراسة وجمد انظاره عليها عبر المرآة عندما وجدها غاضبة منه ، فهتفت هي بانفعال :
- تقدر تسكت مش عاوزة اسمع صوتك ، وأسفك مرفوض .
صر اسنانه بانزعاج فلأول مرة يتطاول أحد عليه في الحديث ، وكانت هي لها طابع خاص يجعله يتركها لا يريد اغضابها ، بينما تعجبت زينة التي تتابع الموقف في صمت ، فدائمًا ما يتحكم أخيها في الجميع ولم يبدي ردة فعل مُنزعجة من تعنيفها له ، ابتلع عمرو كلامها وهتف من بين اسنانه لتحكمه في عصبيته :
- انتي حرة ، انا أتأسفتلك ومش هعيدها تاني .
صمت ليتابع بتحذير :
- وتاني مرة يا رسيل متعليش صوتك عليا ، علشان وقتها هتلاقيني واحد تاني ، حذرتك قبل كدة ودي آخر مرة .
ثم نظر امامه يتابع القيادة وملامحه غاضبة ، وعن رسيل ظلت كما هي تحدق في الخارج ببرود متجاهلة إياه تمامًا ......
___________________________

بعدما ارتدى حلته الرسمية للذهاب لشركته ، هبط الدرج ليجد والدة كان يتحدث مع احدهم وانهي مكالمته ، تحرك أيهم تجاهه وهو يقول بابتسامة هادئة :
- صباح الخير يا بابا .
ابتسم له والده ليرد بتنهيدة :
- صباح الخير .
جلس أيهم بجانبه وسأله باقتضاب :
- كنت بتكلم مين يا بابا ؟.
رد مروان متنهدًا بضيق :
- بكلم عمتك ، جوزها مش سايبها في حالها ، كل شوية يطلعلها بمشكلة جديدة وأخرها بيقول عايز بنته .
هتف أيهم بملامح مقتطبة ونبرة منفعلة :
- وهي ليه مبتنزلش مصر وتجبها معاها ، قاعدة هناك ليه ؟! .
حرك مروان رأسه بحيرة ورد بامتعاض :
- الحيوان دا بيهددها لو سابت امريكا هياخد منها البنت ويحرمها منها .
ابتسم ايهم بسخرية وقال بمعني :
- طيب ما هو عايز ياخدها منها ، فرقت ايه ، استأنف بحنق :
- ودا مش عارف هي مين ، ازاي يفكر يعمل معاها كدة .
مروان بنبرة منزعجة :
- كل دا بسببها ، هي اللي اتجوزت واحد اجنبي ، وقال أيه بتحبه ، وقتها مسمعتش كلامي لما رفضته ، بس هي عاندت واتجوزته .
ايهم بنبرة ذات معني :
- وحضرتك يعني هتسيبها يا بابا ، دي اختك والمفروض تقف جمبها حتى لو غلطت .
اومأ رأسه ورد بتأكيد :
- اكيد هقف جمبها ، اومال يعني هسيبها .
صمت للحظات ثم وجه بصره تجاهه وسأله بحذر :
- بس مقولتليش انت ايه أخبارك ، مش ناوي تتجوز بقى .
رد بلا مبالاة :
- جواز ايه يا بابا ، اما أشوف المصنع اللي هبنيه ده .
مروان باستفهام :
- خلاص حددت هتعمله فين ؟ ، لازم تختار مكان كويس .
رد بانزعاج طفيف :
- حددت المكان ، بس لسه فيه بعض الأراضي لسه مخلصتش .
تسائل مروان بفضول :
- ليه ؟ ، ادفعلهم اللي هما عايزينه ، ليكونوا مش موافقين .
رد أيهم بتأفف :
- شوية مشاكل كدة واستاذ مدحت هيخلصها ، واول ما تخلص هبدأ فيه على طول .
اكمل بتساؤل عندما رأي هيئته الغير رسمية :
- هو حضرتك رايح فين ؟ .
رد بتنهيدة قوية :
- النهاردة هروح النادي ، اصل رؤوف مستنيني نلعب شوية رياضة ، وكان عايزني في موضوع كدة .
بدا على أيهم الضيق ونهض قائلاً بعدم اكتراث :
- طيب انا همشي انا علشان عندي اجتماع مهم قوي .
مروان متسائلاً بحذر :
- اخبارك ايه انت وسالي ؟ .
رد بابتسامة زائفة :
- عادي يا بابا ، بتسأل ليه ؟ .
مروان زاممًا شفتيه ، رد بمغزى :
- يمكن رؤوف عايزني علشان كدة ، باين سالي اشتكتله من حاجة ، تأفف أيهم وتابع مروان بعدم فهم :
- انتوا زعلانين ولا أيه ، انتوا مش كنتوا اتفقتوا على الجواز .
رد بجدية قوية لينهي الأمر :
- دا كان زمان ، دلوقتي احنا أصحاب وبس ، ولو فكرت اتجوز يبقى أكيد مش هي ولازم تعرفوا كدة.......
___________________________

خرجت من غرفته واوصدت الباب خلفها مُكفهرة الملامح بسبب حالة زوجها التي تسوء يومًا بعد يوم ، تقدمت مديحة من ابنتها الجالسة التي ما أن رأت وجهها الحزين شعرت بالأسف تجاه والدها المريض ، هتفت رانيا بقلق عظيم :
- بابا عامل ايه يا ماما ؟ .
جلست والدتها بجانبها والحزن جلي على هيئتها وردت بقلة حيلة تامة :
- ابوكي تعبان قوي يا رانيا ، ومش معانا حتى نجيب العلاج بتاعة ، آخر مرة كشفنا عليه الدكتور قال لازم يعمل عملية وأحنا أصلا مش معانا نجيبله الدوا .
تنهدت رانيا بحزن وقالت بحيرة :
- طيب هنعمل ايه يا ماما ، هنسيبه كدة ؟! .
نظرت لها مديحة وقالت بمعنى :
- لازم تشتغلي يا رانيا ، اومال يعني هنجيب منين ، كنا علمناكي وصرفنا عليكي علشان في الآخر تقعدي .
تأففت رانيا وردت موضحة بضيق :
- ما هو على إيدك يا ماما ، صاحب البوتيك اللي كنت بشتغل عنده كان بيتحرش بيا ، واضطريت اسيبله الشغل ، ودورت كتير ومش لاقية .
مديحة بعد تفكير :
- طيب ما تشوفي شغل عند أصحابك اللي تعرفيهم ، انتي مش قولتي تعرفي ناس واصلين ، شوفيهم يمكن يشغلوكي .
نظرت لوالدتها بحزن وشردت في حياتها البائسة وهي تسأل في نفسها عمن سيساعدها في معضلتها تلك ، حركت رأسها بتفكير عميق لترتسم صورته امامه ، تجمد رانيا شاردة في مساعدته لها ولن يتأخر لحبه لها وسيسعد بالتأكيد اذا طلبت منه ، ابتسمت بارتياح وهي تهتف في نفسها :
- هو مصطفى وما فيش غيره ، أكيد هيساعدني .
نظرت رانيا لوالدتها وطمأنتها قائلة :
- خلاص يا ماما متشليش هم ، انا هروح دلوقتي اشوف شغل ، بس ادعيلي انتي .
هتفت مديحة بدعاء :
- ربنا يوفقك يا بنتي يا رب .....
___________________________

اتسعت ابتسامته تلقائيًا من رؤيتها امامه ، ابتسمت سيرين هي الأخرى وهي تدنو منه عندما وجدته يبتسم لها ، اقترب ايهاب منها ليتقابلا سويًا ووقفت هي امامه وكادت ان تموت خجلاً من نظراته نحوها ، تنحنح ايهاب ليقول بمزاح :
- بقيت متعود اشوفك لما تبقي في البلد ، لو عدى يوم مشوفتكيش هبقى قلقان عليكي .
ابتسمت بخجل وردت بتوتر :
- علة فكرة انا جيت أشوفك علشان هرجع بكرة .
صمتت لتتابع بمرح :
- علشان لو مشوفتنيش بكرة متقلقش .
تسائل بتعجب :
- ليه هتمشي بدري كدة ، الجامعات لسه بدري على ما تفتح ؟!
اومأت برأسها موضحة :
- أصل عندي واحدة صحبتي أخوها دايماً يسيبها لوحدها ، وهي كلمتني علشان عايزة ترجع وانا مقدرش اقولها لأ ، اصلنا أصحاب قوي .
ابتسم قائلاً :
- تروحي وترجعي بالسلامة .
ابتسمت بخجل ونظراتها نحوه مليئة بالحب وردت :
- ميرسي قوي يا ايهاب ......
____________________________

كان منهمكًا في دراسة المشروع الذي يزمع لبناءه في الوقت القريب ريثما ينتهي من تجهيز مكانه للبدء فيه ، طرق مدير اعماله ومحاميه الخاص الاستاذ مدحت الباب ليدخل بعدها وينظر أيهم اليه ثم يشير له بيده وهو يقول :
- تعالى يا أستاذ مدحت أقعد .
تحرك مدحت ليجلس قبالته ، رد بعملية :
- صباح الخير يا أيهم بيه ، انا كنت جاي علشان ابلغك ان الأراضي كلها تقريبًا جاهزة ، بس...
ابتلع ريقه وتوتر في التكملة ، بينما هتف أيهم بجدية :
- قول على طول فيه أيه .
رد مدحت موضحًا بتردد :
- الأراضي اللي كلمت حضرتك عليها مزروعة مش زي غيرها .
رد ايهم بعدم فهم وهو ينظر له باستغراب :
- وتفرق في ايه مزروعة ولا مش مزروعة ، انا هبني عليها .
زم شفتيه للداخل وهو يوضح أكثر :
- الأراضي مزروعة حشيش يا أيهم بيه .
فغر أيهم فاهه في صدمة وهو يردد :
- حشيش ! .
رد مدحت مؤكدًا :
- دي المعلومات اللي وصلتني قبل ما أكلم صاحبها .
ايهم بنبرة منزعجة :
- ودا يمنع في ايه اننا ناخدها .
تابع بحدة وتعابير عابسة :
- انت لازم تتصرف ، الأراضي دي عاوزها بأي طريقة.
اومأ مدحت رأسه بطاعة وهتف بمغزى :
- حضرتك لو موافقش حتى يبيع ، احنا نضغط عليه ونهدده اننا هنبلغ عنه ، ووقتها هيخاف من الفضيحة لأن اللي عرفته انه معروف في القرية بتاعته وله أسمه .
مط أيهم شفتيه باعجاب قائلاً :
- كويس قوي ، انت تحاول تعمل اللي تقدر عليه .
صمت ليتابع بجدية :
- بس تخلصني من الحشيش ده ، مش ناقص مصايب انا .
رد مدحت بعملية وهو يطمئنه :
- انا عايز حضرتك تطمن ، انا بنفسي رايحله دلوقتي.....
___________________________

ترجلت من سيارة الأجرة وولجت لداخل النادي بعدما اتفقت معه على ان تقابله بداخله لحل أزمتها التي تمر بها ، جابت رانيا جميع الطاولات ببصرها لتراه أخيرًا جالس ويلوح لها ، اقتربت منه وتعجبت من ابتسامته الغير مفهومة ، لم تبالي بها فشاغلها الأكبر مساعدته في الوقت الحالي ، دنت لتجلس معه على الطاولة وابتسمت قائلة :
- هاي مصطفى .
تأفف بقوة ورد بابتسامة منزعجة :
- انتي عارفة اني مش بحب اسم مصطفى .
تابع بنظرات حقيرة:
- بس طلعة من بوقك انتي حلوة زيك .
ابتلعت ريقها بغضب من نظراته نحوها التي تفهمتها ، نظرت له وقالت بنبرة راجية مُصطنعة :
- ميمو ممكن اطلب منك طلب .
رد بمكر :
- بما أنك كلمتيني يبقى أكيد هتوافقي على طلبي منك .
ردت بضيق داخلي :
- مصطفى انا جيالك علشان تشوفلي شغل ، انا محتجاه ضرورى
رد بنبرة مُوحية ونظرات طامعة فيها :
- وايه المقابل ؟ .
تنهدت بعمق مُتفهمة مقصده ، ردت رانيا بترجي شديد :
- مصطفى اللي بتفكر فيه ده مش هيحصل ، انا اخترتك انت علشان تشوفلي شغل ، احنا اصحاب ومتخلنيش اندم اني في يوم لجأتلك في حاجة .
رد بابتسامة ذات مغزى وهو يحاول مسايرتها في الوقت الحالي لأخذ مراده منها فيما بعد ، وربما هي فرصته معها :
- هشغلك .
اتسعت ابتسامتها التي سرعان ما تلاشت حين اكمل بوقاحة :
- بس تفكري في اللي قولتهولك ، انا لسه عاوزك......
___________________________

تعمدت الخروج مبكرًا كي لا تختلط به ، استقلت رسيل احدى سيارات الأجرة عائدة للفيلا ، ولجت للداخل لترى عمتها التي هتفت باستغراب :
- رسيل ، انتي راجعة بدري النهاردة ليه ! .
ارتمت على الأريكة وأخذت نفسًا طويل لترد بعدها بحنق :
- علشان مش عاوزة أشوف وشه بعد اللي عمله معايا .
ابتسمت لها عمتها وجلست بجانبها وقالت بنبرة مُتعقلة :
- أنسي بقى يا رسيل ، متخليش أي حاجة تضايقك بالشكل ده ، كل اللي عايزاكي تفكري فيه جامعتك وبس ، استأنفت بتمني وهي تمسح على رأسها :
- وأنا حاسة بإذن الله ان الأيام الجاية دي حلوة قوي ليكي .
ابتسمت رسيل بسخرية ونظرت لعمتها بمعنى ان هذا في الأحلام ولن يحدث ، ادركت عمتها تلك النظرات وشعرت بها ، قالت بنبرة حنونة :
- اتعشمي خير ، واطلعي غيري هدومك يا حبيبتي علشان ناكل سوا .
تنهدت رسيل بعمق ونهضت لتصعد للأعلى ولكنها وقفت في الطريق لتقول بعدما تذكرت :
- هو اسماعيل جه علشان ينضف الاسطبل ، تابعت بضيق :
- من بعد اللي حصل.....
__________________________

توجه لمكتبه بعدما تم استدعاءه ، طرق ماجد الباب ثم ولج المكتب وتدرج نحو الداخل ، حدثه أيهم بهدوء :
- أقعد .
جلس ماجد ونظر اليه وتحدث بتردد :
- خير يا أيهم انت كنت عاوزني في أيه .
رجع بظهره للخلف ليستند على المقعد ورد بابتسامة جانبية :
- الأراضي اللي لسه باقية .
انصت ماجد باهتمام بينما تابع أيهم بسخرية :
- مزروعة حشيش .
انتصب ماجد في مقعده وهتف :
- حشيش .
اتسعت ابتسامته وتابع بفرحة :
- كويس قوي ، احنا نشتريها ونجيب الحشيش ده ونلفه ونشربه.
نظر له أيهم بمعنى انه ليس وقت المزاح ، فتنحنح ماجد وهو يقول بجدية متوترة :
- طيب فين المشكلة ، صاحبها مش عايز يبيع ولا أيه ؟.
رد أيهم بتأفف :
- لسه مش عارف ، تابع بانزعاج :
- لازم تطلعلي حاجة تعطلني ، انا بعمل اللي اقدر عليه علشان ابتدي ابني المصنع بتاعي ، ويقف كل ده علشان حاجة خيبة .
ماجد بتفكير :
- طيب وانت هتعمل ايه دلوقتي .
رد بجدية :
- مدحت عنده دلوقتي وبيشوف الموضوع .....
____________________________

في مكتب فريد جلس مدحت قبالته بعد عدة ترحيبات لم يعرف بعدها فريد سبب زيارته له ، ارتشف مدحت من القهوة التي احضرها له ووضعها امامه ليقول بعدها بامتنان :
- متشكر قوي على القهوة .
فريد بابتسامة مُصطنعة :
- بالهنا والشفا ، تابع باستفهام :
- مقولتليش بقى حضرتك كنت عاوزني في أيه ؟ .
تنحنح مدحت ليرد بتوضيح :
- انا مدحت رشدي ، محامي وجاي بخصوص الأراضي بتاعة أخوك .
تنحنح ليستأنف بمكر ونظرات ذات مغزى :
- اللي مزروعة حشيش .
انتفض فريد في مقعده ثم وقف وسلط نظراته المرتعبة عليه وقال بتلعثم بائن :
- أ.أنت..بوليس ؟! .
ابتسم مدحت وأشار له بيده كي يهدأ حين قال :
- أهدى أهدى ، انا مش بوليس ولا حاجة ، تابع بتعجب :
- وقفت ليه أقعد علشان أفهمك انا جاي ليه .
ابتلع فريد ريقه وجلس مرة أخري وهو يحدق فيه بعدم فهم ، فهتف مدحت بجدية :
- الأراضي انا عاوز أشتريها ، تابع ساخرًا بمزاح :
- طبعًا من غير الحشيش ، هو ميلزمنيش في حاجة .
رد فريد بمعنى :
- بس الأرض دي مش بتاعتي ، دي بتاعة بنت أخويا ، وأنا مش بفكر أبيعها .
قال مدحت بتفهم :
- لازم تعرف أن الأراضي دي انا محتاجها قوي ، والسعر اللي تقول عليه انا موافق عليه ، وجاهز ادفعهولك ودلوقتي حالاً .
ابتسم فريد في نفسه بخبث ، بينما تابع مدحت بجدية :
- حاول تتصرف يا فريد بيه لأن أنا مستعجل .
رد فريد بتفكير :
- سيبني شوية أشوف الموضوع وهبقى أكلمك .
مدحت بعملية ذات مغزى :
- الموضوع مش محتاج تفكير ، أعتبرها صفقة مُربحة وجات لحد عندك ، وصدقني مش هتندم لحظة بعد كدة .
نهض مدحت وهو يتابع :
- قدامك لحد بكرة تديني الموافقة علشان نخلص الموضوع .
نهض فريد هو الآخر ورد :
- هحاول أشوف الموضوع ده وارد عليك .
استأذن مدحت بالمُغادرة وتتبعه فريد بنظرات خبيثة وهو يردد في نفسه :
- بقى الأراضي دي ممكن يجيلي من وراها حاجة .
تجمدت ملامحة فجأةً متابعًا بامتعاض :
- ودي هبيعها ازاي ، دي بتاعة بنت أخويا....
___________________________

ولجت لداخل الفيلا حاملة بيدها طبقًا من الحلو قد أعدته مُسبقًا واعتزمت القدوم به لرسيل كي تتذوقه فطالما احبت ما تصنعه ، سارت مُهجة للداخل وشهقت بفزع عندما تفاجأت بمن يسحبها من ذراعها لداخل الاسطبل ، كادت ان تصرخ ولكنه كمم فمها ليمنع صراخها من الخروج ، وهمس ليهدأها :
- أهدي يا بت انا أسماعيل .
تأملت وجهه جيدًا ثم حدجته بانزعاج ، ازاح هو يديه من على فمها لتهتف بتعنيف :
- ازاي تشدني كدة ، انا افتكرت حرامي وخوفت .
لم يبالي بحديثها وظل يجوب بأنظاره جسدها وملامح وجهها بشوق جارف وقال بتمني بائن في نظرات عينيه:
- وحشتيني قوي يا بت ، انتي حلوة قوي .
ابتسمت بخجل وردت وهي تدفعه للخلف :
- عيب اللي بتعمله ده ، حد يشوفنا يقول أيه .
ظل ملتصقًا بها وهو يرد بخبث :
- هيقولوا ايه يعني، على الأقل هيضطروا يستروا علينا .
ثم انحنى برأسه ليقبلها ولكنها منعته حين ارجعت رأسها للخلف ، دفعها هو لتلتصق بالحائط واضطربت داخليًا وبدت ترتجف متوترة ، هتفت باعتراض :
- عيب يا اسماعيل اللي بتعمله....
حاول إشباع رغباته المكبوة غير واعي لعواقب ذلك حين حاول لمسها، صرخت مهجة رافضة لتبعده عنها، لكن صوتها الغاضب منعه حيث هتفت بنبرة جعلته يبتعد على الفور:
- ابعد عنها يا حيوان .
ابتعد اسماعيل عنها وهو يلتقط انفاسه ناظرًا لرسيل بتوتر متفاجئًا برؤيتها له ، بينما صكت مهجة على خدها عدة مرات من وضعها في موقف كهذا وأخذت تبكي بشدة ، تقدمت منها رسيل لتقول بمعنى علها تهدأ :
- متخافيش ، انتي ملكيش ذنب .
ثم وجهت نظراتها الغاضبة نحوه وجدته منكسًا رأسه في خزي كأنه شعر بخطأه مما حدث ، هتفت رسيل بتعنيف :
- انت ازاي تعمل كدة ، لو عايزها اتجوزها ، وانت لو بتحبها بجد مكنتش فكرت تقربلها بالطريقة دي .
لم يرد اسماعيل وظل مطأطئًا رأسه بحرج ، فتابعت بصرامة :
- يلا روح ، مش خلصت شغلك .
اومأ رأسه بطاعة ودلف للخارج دون ان يتفوه بكلمة واحدة ، تتبعته رسيل بأنظارها حتى اختفى ، ثم استدارت لمهجة وحدثتها بنبرة جعلت مهجة ترتاح لها :
- اعدلي نفسك كدة محصلش حاجة ، وامسحي وشك ده علشان محدش يلاحظ .
اطاعتها مهجة وهندمت ملابسها وحجاب رأسها الذي انسدل ، ثم نظرت لرسيل وحدثتها بنبرة ممتنة :
- متشكرة يا ست رسيل ، مش عارفة من غيرك كان عمل معايا ايه .
ربتت رسيل على ظهرها وردت بابتسامة هادئة :
- خلاص انسي ، تابعت بمعنى :
- بس انا متأكدة ان اسماعيل بيحبك ، هي بس ظروفه مش مساعداه يتجوزك .
رد مهجة باعتراض :
- بس دا ميدهوش الحق يعمل معايا كدة .
ردت بتفهم :
- خلاص هو مش هيعمل كدة تاني ، خصوصًا أني شوفته وهو حس بندمه .
صمتت للحظات ثم تابعت متسائلة بفضول :
- هو صحيح انتي كنتي جاية ليه؟......
_________________________

انفرد بابنه في غرفة مكتبه ليتحدث معه بشأن ذلك الأمر الهام الذي لا يتحمل التأجيل ، جلس عمرو قبالة والدة في غرفة مكتبه الخاصة ليستفهم :
- خير يا بابا كنت عاوزني في أيه ؟ .
رد فريد بجدية :
- الأراضي بتاعة مارية فيه واحد عاوز يشتريها .
زوى ما بين حاجبيها ليقول بعدم فهم :
- وحضرتك عاوز تبيعها ولا أيه ؟! .
حرك رأسه بنفي ورد موضحًا الموضوع :
- انا مش ببيع حاجة ، بس فيه واحد جالي النهاردة ومحتاجها قوي وبيقول ناوي يدفع فيهم كل اللي نطلبه منه .
انتصب عمرو في جلسته وهب متسائلاً بجدية :
- وحضرتك ناوي على ايه ؟ .
رد بابتسامة ساخرة ونبرة ماكرة :
- طبعاً هبيع ، احسن من الحشيش اللي بنزرعه فيها ده واللي ممكن يجبلنا مصيبة في أي وقت .
هتف عمرو بسخط بائن :
- وهتبيعها ازاي ، مش لازم توافق رسيل الأول ، تابع بسخرية :
- ويا ترى لو بعتها ، الفلوس هتاخدها منها عيني عينك كدة .
رد والده وهو يرمقه بنظرات ممتعضة :
- ما انت لو عدل كان زمانك متجوزها وخلصنا من الموضوع ده .
اشاح عمرو بوجهه بلا مبالاة ، فتابع والده باستهزاء :
- وهي يعني هتحب فيك ايه ، الصياعة ولا اللي كنت عايز تعمله معاها امبارح .
نظر لوالده وهتف بانزعاج :
- انا كنت شارب ، وروحت اتأسفتلها ، مش مشكلتي بقى .
قال فريد متأففاً بنفاذ صبر :
- خلاص خلينا في الراجل اللي جاي بكرة ده وعايز موافقة مني.
تنهد عمرو وسأل :
- بتفكر في ايه حضرتك ؟ .
رد فريد بنبرة ذات مغزى جادة :
- مافيش غير حل واحد ، نبيع من وراها........................
_________________
____________
_______

الهام رفعت 28-03-19 10:44 AM

رواية القيادي
 
الفصـل الرابع
القِِيَّـــادي
ــــــــــــــ

توجهت رانيا إلى مقر شركة والده ، وقفت للحظات تتأمل هيئتها من الخارج فقد كانت ضخمة وبها الكثير من الأبواب ، اخدت قرارها بأن تدخل من أحدهم وخطت بقدمها لتسير مُتجهة للداخل وهي تحاول ضبط انفعالاتها فقد كانت متوترة ولا تعلم لما كنت ترتجف مجرد الدخول في مكان كهذا ، استوقفها فرد الأمن لتخبره عن سبب قدومها وسمح لها بالدخول ، تنهدت براحة ثم سارت للداخل ناظرة حولها بانبهار تام ، انتبهت لنفسها لتكمل طريقها واستعلمت من أحدهم عن مكان مكتبه ، استقلت رانيا المصعد صاعدة للأعلى ، وصلت رانيا لتتقدم نحو السكرتيرة الجالسة لتخبرها عن هويتها كون مصطفى ابلغ والده بقدومها ، جلست رانيا على المقعد بعدما امرتها السكرتيرة بالإنتظار ، اضطربت خيفةً من عدم قبولها نظرًا لمستواها الوطيء ، حاولت ضبط انفاسها وظهورها بمظهر جيد عله يمنحها تلك الوظيفة ، بعد لحظات قليلة دلفت السكرتيرة وحدثتها بنبرة عملية :
- اتفضلي ، البيه منتظر حضرتك .
اومأت رانيا برأسها ونهضت راسمة ابتسامة متوترة وهي تولج المكتب ، ولجت رانيا قائلة بهدوء :
- صباح الخير يا فندم .
رفع رأسه نحوها ثم أشار بيده لها ان تجلس ، اطاعته رانيا وجلست قبالته ، هم شاكر بالحديث متسائلاً :
- أنتي بقى صاحبة مصطفى ابني ؟ .
اومأت رأسها وهي ترد بتردد :
- أيوة حضرتك .
مط شفتيه وهو يوميء برأسه وتابع تساؤلاته :
- اشتغلتي قبل كدةx .
أجابته بتوتر :
- أيوة ، تابعت موضحة :
- بس مش في شركات ، أماكن عادية .
نظر لهيئتها مما جعلها تتوتر أكثر ، فقال بمعنى :
- باين عليكي محترمة مش من إياهم .
توترت قائلة بخجل :
- لا حضرتك ماليش في الكلام ده .
نظر للأوراق الموضوعة امامه وهو يقول :
- مبدئيًا معنديش مانع انك تشتغلي ، لأن مصطفى موصيني عليكي ، تابع بجدية وهو ينظر لها :
- هتشتغلي مع آنسة زيك وهتعرفك شغلنا ، وبعد كدة تشدي حيلك وتوريني همتك .
ردت بابتسامة ونبرة ممتنة :
- متشكرة يا فندم ، ان شاء الله هتنبسط مني ..
____________________________

اتسعت ابتسامتها عندما وجدتها جالسة على ضفة المجرى المائي وتنظر امامها بشرود ، اسرعت ملك في خطواتها وهي تتقدم نحوها فهي صديقتها المحببة لقلبها رغم فارق السن بينهم ، فطالما عاشا سويًا ولعب معًا ، وضعت يدها على كتفها لتنتبه رسيل لها وتستدير برأسها نحوها ، ابتسمت ملك بعذوبة حين حدثتها :
- القمر سرحان في أيه ؟ .
ردت رسيل بابتسامة باهتة :
- مافيش ، بفكر شوية ، لقيت الجو حلو قلت آجي هنا .
تسائلت ملك بتردد وهي تنظر لها :
- شكلك زعلانة ، لسه عمرو بيضايقك .
تغيرت على الفور ملامحها للإنزعاج حين ذكرت اسمه .
هتفت رسيل بنبرة غاضبة :
- مش عايزة اسمع اسمه ، دي قليل الأدب ، نظرت رسيل لها لتتابع :
- تعرفي انه كان عايز يعتدي عليا .
شهقت ملك قائلة بتساؤل :
- وحصل أيه ؟ .
ردت رسيل سريعًا كي تطمئنها :
- متخافيش محصلش اي حاجة .
ملك متنهدة بارتياح :
- الحمد لله ، نظرت لها وتابعت بانزعاج :
- لازم تاخدي موقف من اللي عمله .
ضحكت رسيل بسخرية على ما تفوهت به وردت بمعنى :
- لو اتكلمت واخدت موقف هيقولوا اتجوزيه ، وهما ماهيصدقوا.
هتفت ملك بنبرة اطراء :
- عمتك كان عندها حق لما خدتك تعيشوا في الفيلا لوحدكوا ، زي ما تكون كانت حاسة انك مش هترتاحي بعد كدة معاهم .
رسيل موافقة اياها الحديث :
- عمتي طيبة قوي ومتستهلش اي حاجة وحشة ، وكويس انها بعدتني عنهم .......
__________________________

هاتف فريد المحامي مدحت كي يمهله الفرصة في مجاراة ابنة أخيه لأخذ موافقتها النهائية للبيعة ، اضطر مدحت لإعطاءه مُهلةx محددة فهو مجبر على ذلك ، انهى بعدها الاتصال وهو يزفر بقوة فماذا سيخبر رب عمله ، قرر ان ما عليه الآن اخباره بآخر المستجدات في الأمر ليتحاشى ضيقه ، التقط هاتفه وهو يعتزم مهاتفتة واخباره ....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،
قضى ايهم وقت لا بأس به في المغطس ليخرج بعدها من المرحاض ، شعر بتقاعس في ارتداء ملابسه وتوجه للفراش وارتمى عليه واغمض عينيه كأنه غط في نوم عميق ، شعر بعدها بيد احدهم تتحسس صدره ، لم يبالي بالأمر وظل نائمًا ، ولكنه افاق بعد ان وجد احد يستند على صدره ، نظر لها ايهم بحنق عندما وجدها هي ، ابعدها عنه ليقول بتعنيف :
- ازاي تدخلي اوضتي من غير ما تستأذني .
قال جملته ليعتدل بعدها ونهضت هي الأخرى وهي ترد بتعجب:
- ايهم انتي ليه بقيت بتعاملني كدة ، احنا كنا متفقين نتجوز قريب .
ابتسم بسخرية ونظراته القاتمة نحوها البكتها ، كان ايهم يدرك ما فعلته دون علمه بسهرتها داخل شقة ما ادي الى تطور الأمر لقضاءها ليلة مع احدهم ، تنهد بلا مبالاة ونظر لها ورد بازدراء :
- انتي آخر واحدة هفكر اتجوزها يا سالي ، واعتقد انتي عارفة كويس ليه .
ابتلعت ريقها وتوترت من ان يكون لديه علم بما حدث لها ، فهي لم تتعمد ذلك حيث كانت ثملة وانتهز شخص ما ذلك وقضى الليلة معها ، جمدت اعصابها المرتجفة ونظرت له قائلة بتردد :
- بس احنا يا ايهم كنا متفقين على كل حاجة ، بسهولة كدة تنسى اللي حصل بينا .
نهض ليقف امامها وملس على خدها وهو يرمقها بنظرات شعرت بعدها باحتقار ظاهر في عينيه ، قال ايهم بسخرية :
- انا احسن منك ، انا ملمستش حد غيرك ، وانتي اللي جيتيلي بمزاجك .
حاولت عدم اظهار صدمتها لحديثه واقنعت نفسها بأن ليس لديه علم بما افتعلته دون وعي منها ، فلم تخبر احد بذلك وتكتمت على الأمر لأنها لا تريد خسارته ، نظرت له كأنه يخبرها بابتسامته غير المفهومة بأنه يعرف كل شىء.
قالت سالي كأنها تترجاه بأنظارها بأن يلتمس لها العذر ان كان يعرف ، سالي بحب :
- بحبك قوي يا ايهم ، انا عمري ما شوفت غيرك قدامي .
لم يعرف بما يرد عليها فهي اذا ركعت تحت اقدامه لن يسامحها مطلقًا ، قطع حوارهم صوت هاتفه الذي يصدح ، ابعدها عنه ثم سار غير مكترث بها مما جعلها تشعر بالوضاعة والحزن وابتلعت تلك الغصة والاهانة ولو اضطرت للتوسل له بقية حياتها ليرضي عنها لفعلت دون تردد ، تجمّدت أنظارها عليه وهو يتحدث في الهاتف مُعلنه في نفسها بأنه سيظل لها مهما كلفها الأمر لعشقها له.

رد أيهم بانزعاج عندما اخبره مدحت بما حدث :
- قولتلك اديهم اللي هما عايزينه .
رد مدحت موضحًا الأمر :
- أصل الموضوع معقد شوية ، الراجل موافق بس لسه بنت اخوه على ما يكلمها في الموضوع ، اصلها لسه قاصر وهو اللي مسؤل عنها والموضوع ملخبط قوي .
تأفف أيهم منزعجًا وهو يستفهم منه :
- والموضوع دا هياخد وقت كتير ، تابع باستهزاء :
- ولا هتقولي استنى اما تبلغ سن الرشد علشان تبيع بنفسها .
مدحت كاتمًا ضحكه ، وضح الأمر :
- لا مش هتوصل لكدة ، هي في الحالة بتاعتها ممكن ناخد موافقتها بالكلام وعمها هو اللي يبيع نيابة عنها .
ايهم بنفاذ صبر :
- اعمل اي حاجة وخلصني من الموضوع ده ، انا زهقت منه .
كانت سالي خلفه وتستمع لحديثه بعدم اكتراث إلى أن تسلل لآذانها ذكره فتاة ما في الأمر ، أثار الموضوع حفيظتها أكثر تريد معرفة عما يتحدث ومن تلك الفتاة .....
___________________________

سعدت خلود لعودتها فهي صديقتها التي تعرفت عليها كونهم يدرسون معًا ، وعادةً ما تهون عليها شعور الوحدة بسبب انشغال أخيها عنها ، احتضنتها سيرين باشتياق ثم جلس الاثنان على الاريكة بداخل الغرفة التي تجمعهم في سكن الطالبات ، هتفت خلود بسعادة :
- انا مبسوطة قوي يا سيرين انك رجعتي ، انا خلاص كنت هتخنق من جو الوحدة ده .
ردت سيرين باستغراب :
- وأخوكي ده مش فاضيلك كدة خالص ، وكمان عندكوا فيلا وجاية تعيشي في بيت الطلبة ، طيب انا وعندي ظروفي علشان الجامعة بعيدة ، انما انتي قريبة قوي .
ردت خلود بتهكم بائن :
- ما أنا بقولك بسيبني ويخرج يسهر ، وبيقولي انتي مش لوحدك ما فيه خدامين ، باخد اجازة علشان اقعد انا معاهم .
سيرين بتفهم :
- خلاص متزعليش نفسك ، تابعت بمرح :
- وكمان انتي مسلياني احسن ما انا قاعدة لوحدي .
اعتدلت خلود وهتفت بنبرة شغوفة :
- يا بختك بعيلتك يا سيرين ، نفسي قوي آجي البلد بتاعتكوا وأعيش الجو الأسري ده .
سيرين باستغراب :
- بجد يا خلود عاوزة تيجي! ، تابعت بجدية :
- انا عندي استعداد نرجع تاني سوا ونقضي الأجازة عندنا في البلد
هتفت خلود بسعادة :
- بجد يا سيرين انا موافقة قوي ، تابعت غامزة بمكر :
- وبالمرة اشوف الأستاذ اللي مجننك ده .
سيرين متنهدة بحرارة:
- هو مجنني بس ، دا مطلع عيني .....
____________________

علم أنها بداخل الاسطبل الخاص بها ، ولج عمرو عليها وجدها تطعم عنزتها الصغيرة بيدها ،رفعت رسيل بصره نحوه وحدقت فيه بانزعاج ولم تخفي حدة الخوف من تطاوله عليها مرة اخرى ، فاشار عمر لها بيده ليقول بمعنى التروي :
- انا مش جاي اعمل حاجة ، انا جاي اتأسفلك وعايزك تقبلي اسفي ، نظرت له بغيظ فتابع هو بضيق من نفسه :
- مش عايزك تخافي مني ، انا كنت شارب وغصب عني ، انما انا لو فايق عمري ما هفكر اعمل حاجة غصب عنك .
تأففت وقامت بوضع العنزة الصغيرة في مكانها ، ثم نهضت لتسأله بتبرم :
- وانت جاي عاوز ايه دلوقتي .
رد بمعنى :
- قولت جاي اتأسفلك وعايزك تقبلي أسفي ، احنا مش هنفضل مش طايقين بعض كدة كتير .
ابتسمت بسخرية وهي تقول بمعنى :
- هو انت بطبعك دا حد هيطيقك ، تابعت بضيق :
- على طول راسم حدود بينك وبين الناس وبتقارن بينهم كأنهم خدامين عندك ، وبتقول عايزني اطيقك .
تأفف بعدم اكتراث واقترب منها ليقول بجدية :
- سيبك من الكلام ده ، انا كنت جاي عاوزك في موضوع تاني بما انك مش عاوزة تقبلي أسفي .
نظرت له منتظرة ان يكمل حديثه ، فاستأنف عمرو موضحًا :
- الاراضي بتاعتك اللي جمب النيل .
نظرت له باهتمام ، فتابع :
- هي ملهاش لازمة ومش بنستفيد منها في حاجة ، فأنا بقول نبيعها احسن ، انتي ايه رأيك .
تنهدت بقوة وهي ترد :
- مفرقتش كتير ، هو انا كنت بشوف منها حاجة .
رد بنبرة ماكرة :
- وعلشان كدة لازم تتباع ، لأنها مش جايبة همها .
اشاحت بوجهها لتكمل عملها ثم ردت بلا مبالاة :
- تتباع ولا تفضل ، هي اصلا مش نفعاني بحاجة ، تابعت بضيق وهي تنظر إليه :
- بس ممكن لو سمحت تسيبني لوحدي بقى .
عمرو بابتسامة واسعة :
- انا هسيبك براحتك خالص ، انتي تؤمريني.......
___________________________

استدعاه والده في غرفة الضيوف ليتحدث معه ، جلس مازن بجوار والده الذي يرمقة بنظرات كأنه غير راضي على ما يفعله ، تشدق عبد الحميد بنبرة مُمتعضة :
- مش ناوي تساعدني بقي وكفاية سهراتك اللي مبتخلصش دى.
قطب ما بين حاجبيه وهو يرد بضيق :
- أعمل ايه بس يا بابا ، انا قولت جوزوني ووقتها هشتغل .
رد عبد الحميد بنبرة ساخطة :
- عايز تتجوز ، هو دا اللي يهمك ، ووقت ما تتجوز تقعدل جمبها
رد بجدية مُنزعجة :
- جوزني رسيل ، وانا اوعدك اني هعمل اللي تطلبه مني .
زوى ما بين حاجبيه ليقول بسخرية :
- وانت ملقتش غير رسيل اللي كلها كام سنة وتبقى دكتورة ، وانت فاشل ولا نافع في حاجة ، دا انا اللي كنت بنجحك .
اشاح مازن وجهه بانزعاج، بينما تابع عبد الحميد بمغزى :
- وانت مفكر ان عمها ولا عمرو هيسيبوها لأي حد ، تبقي غلطان لو فكرت في كدة ، عمرو عمره ما هيوافق .
مازن بضيق :
- هو الجواز بالعافية يعني ، انا سألتها وهي مش عوزاه .
هتف عبد الحميد بحدة :
- اشتغل الأول وانا هعملك اللي انتي عاوزه .....
__________________________

في الملهى الليلي ألقت هاتفها باهمال بعدما انهت اتصالها معها ، رمقها الجالس بجانبها وهو يسألها بفضول شديد :
- قالتلك ايه يا سالي؟x .
ردت بلا مبالاة :
- مش هتيجي ، بتقول باباها تعبان وعندها شغل الصبح .
صر مصطفي اسنانه وهتف بنبرة متشنجة :
- انا غلطان اني شغلتها ، دلوقتي مش فاضية .
هتفت سالي بنفاذ صبر :
- سيبها يا ميمو في حالها ، هي مش زينا .
نهض ليقول بانزعاج :
- يعني ايه مش زينا ، اللي اعرفه اني عاوزها وهو دا اللي هيحصل .
ثم سار للخارج بهيئة غاضبة وتتبعته سالي قائلة بسخرية :
- كل واحد بيدور على مزاجه وبس .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،
وقف بالخارج منتظرًا ردها عليه،xتوعد مصطفى في نفسه لها لتدللها الزائد معه ، فلم ترفضه فتاة من قبل ، زفر بقوة وهو مازال ينتظر، أتى صوتها فصاح بغضب :
- رانيا تعالي دلوقتي عاوزك .
ردت بصوت ناعس مُتأفف:
- مصطفى انا نايمة وعندي شغل الصبح ومش فاضيه للسهر .
رد بامتعاض نبرة تحمل التهديد :
- ايه رأيك لو خلصتك من الشغل ده علشان تبقي فضيالي .
اعتدلت في جلستها لتتوسل له :
- حرام عليك يا مصطفى ، ليه بتعمل معايا كدة ، قولتلك لو عايزني يبقى نتجوز ، ووقتها هبقى خدامة تحت رجليك ، انما اللي بتطلبه مني دا مستحيل .
مصطفي بجمود :
- دا آخر كلام عندك .
ردت بجدية :
- أيوة يا مصطفي .
مصطفى بنبرة مغتاظة :
- ماشي يا رانيا ، اغلق هاتفه لينظر امامه متوعدًا :
-x مبقاش مصطفى ان مخليتك تجيلي بنفسك ....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،
تهللت اساريرها عندما وجدته امامها ، نهضت سالي لتقابله بابتسامة سعيدة وهي تهتف بعدم تصديق :
- ايهم انا مش مصدقة انك جيت .
ابتسم لها ببرود وجلس على البار ، جلست هي بجانبه واضعة يدها على كتفه والأخرى على صدره ، تابعت بدلال :
- هنروح النهاردة شقتك ، انت و.....
قاطعها بتأفف :
- ماليش نفس ، انا جاي اشرب شوية وأشوفكم ، تابع ناظرًا حوله بتساؤل :
- اومال فين الباقين ؟ .
تنهدت بضيق وردت وهي تبعد يديها :
- افتكرتك جاي علشان نبقى مع بعض .
رد بجمود :
- لأ .
شهقت سالي وانزعجت وهي ترد عليه :
- وهتفضل معايا كدة لحد امتى ، انتي اتغيرت خالص ومبقتش زي الأول .
هتف بعصبية من حديثها البريء كأنها لم تفتعل شيء :
- ما خلصنا بقىx .
انتفضت سالي من صوته الغاضب ، بينما تابع أيهم بنبرة ذات مغزى :
- وأحسنلك تسكتي علشان لو اتكلمت الكلام مش هيعجب ابوكي ، وانتي عارفة لو عرف عنك حاجة من اللي بتعمليها هيعمل فيكي ايه ، خبط بأصابعه اسفل ذقنها ليتابع بسخرية :
- فهماني يا سالي ولا اقول تاني .
ابتلعت ريقها وجمدت انظارها عليه وباتت متأكدة بمعرفته بتلك الليلة التي قضتها مع رغيد اثناء سهرة اقامها بداخل شقته ، لم تعلم سالي حقارة رغيد مما فعله معها وادعى انه لم يدري بذلك وسافر تاركًا إياها تعاني بمفردها ، تنهدت سالي بحسرة كونها كانت مغيبة حينها ولم تتعمد ذلك ، نظرت له تريد تبرير ما حدث وفتحت شفتيها للحديث ولكنه قاطعها قبل ان تبدأ :
- يلا تعالي وأنا هوصلك ، انا اصلا زهقت وعايز امشي......
____________________________

اعتلى وجهه سعادة بائنة حينما ابلغه ابنه بموافقتها على البيع وهذا ما سيسهل عليه الأمر دون اختراق القوانين ولجوئه لتزوير اوراق ربما ستدخله في مشاكل هو في غنى عنها ، غمز له عمرو وهو يقول بمكر :
- دلوقتي بقى الموضوع سهل ، هي تقول موافقة وأحنا نطلب اللي احنا عوزينه .
رد فريد متنهدًا بارتياح :
- وكدة نبقى خلصنا من الحشيش اللي شابهنا ده، تابع بجدية:
- انا من بكرة هكلم المحامي علشان نخلص من الموضوع ده .
يتحدثون بأريحية غير مدركين بالتي تتسمع على الحديث الدارج بينهم ، كانت زينة واقفة بالخارج ولفت انتباهها الحديث عن اموال ما وأسم رسيل ، لم تتأنى في التسلل خلف الباب وتتسمع لما يقولونه ، شهقت زينة عندما فطنت الأمر كونهم يريدون سرقة اموالها دون علم منها مُستغلين سذاجتها ، تراجعت للخلف عائدة قبل رؤيتهم لها ولكن لسوء حظها لم تنتبه للطاولة التي خلفها لتسقط المزهرية من عليها وأحدثت صوت انتبه له الإثنان من الداخل ، وضعت يدها على فمها مُسيطرة على فزعها من الموقف برمته وربما كشف امرها ، قررت التدخل سريعًا بعدما سمعت حديثهم عن وجود شخص بالخارج ، هدأت نفسها وتقدمت لتدخل عليهم مُدعية رغبتها في مقابلة والدها ، طرقت زينة الباب وولجت للداخل ، تجمدت لثواني عندما رأتهم يحدقون فيها ، زيفت على الفور ابتسامة وهي تتحرك نحوهم وقالت بتردد :
- اسفة يا بابا ، انا كنت جاية لحضرتك بس اتخبطت في الترابيزة .
تنهد عمرو بارتياح ، بينما رد فريد بابتسامة هادئة :
- ولا يهمك يا حبيبتي ، تعالي كنتي عاوزة ايه ؟ .
ردت ارتباك داخلي مُختلقة سبب لمجيئها :
- كنت عاوزة فلوس يا بابا اشتري شوية مذكرات .
رد بنبرة حنونة :
- بس كدة ، تعالي يا حبيبتي خدي اللي انتي عوزاه ، اقتربت زينة منه واخرج هو من حافظة نقوده بعض النقود ومد بعدها يده لها وهو يقول بلطف :
- خدي يا حبيبتي ، ولما تعوزي حاجة تعالي على طول .
ابتسمت زينة وردت بامتنان زائف :
- حاضر يا بابي ، ميرسي قوي ، ثم تناولت النقود وسارت للخارج بسرعة قبل ان ينكشف امرها فكادت ان تموت رعبًا من نظرات عمرو نحوها فقد أخافها حقًا ، اوصدت الباب خلفها لتتنفس الصعداء وهي تردد في نفسها بحبور جم :
- الحمد لله عدى الموضوع ، انا كنت هروح فيها ، تابعت بحماس:
- لازم اقول لرسيل علشان تعرف .......
___________________________

لم يتفوه بكلمة طوال الطريق فهو لا يريد سماع تبريرات لن تجدي نفعًا ولن تغير شيء ، فهو علم بأمر قضاءها ليلة مع رغيد عندما اخبره ذلك السمج بذلك قبل سفره ، شعر ايهم حينها بغليان في عروقه كونه كان ارتباطهم وشيك وافتعلت ذلك غير مبالية به ، نفض علاقته بها خلف ظهره بسهولة فما سهل الأمر عليه عدم حبه لها ، حيث ارتباطه بها عمليًا لرغبة والده كونه يشاركه في بعض المشاريع وقرر نسيان الأمر ..
كان الحزن بادي على سالي التي طالما حلمت بالزواج منه وكان رفاقها يحسدون زواجها منه الذي بات منعدمًا بفضل شيء لم تكن تتعمد فعله ، قررت في نفسها التحدث معه لاحقًا في وقت ملائم غير هذا عندما وجدته غاضب منها وذلك لتبرير موقفها ، اخرجها من شرودها صوته حين قال ببرود :
- يلا أنزلي .
انتبهت سالي انهم وصلوا لفيلتها ، نظرت له وجدت ملامحه جامدة ، نكست رأسها مُتفهمة وترجلت حابسة دموعها بصعوبة من النزول ، ما أن اغلقت الباب حتى سار بسيارته دون القاء نظرة واحدة عليها ، بدأت في البكاء وولجت لداخل الفيلا لتجد والدها يتقدم منها وهو يردد باستغراب :
- ايه يا سالي انتي بتعيطي .
ردت عليه ببكاء :
- أيهم هيسيبني يا بابي ومبقاش عاوز يتجوزني .
رد رؤوف بنفاذ صبر:
- خلاص سيبك منه ، انا لما كنت في النادي ابوه قال هو حر وملوش دعوة بيه ، وايهم اللي في دماغه بيعمله .
ردت بانزعاج جلي :
- يعني حضرتك مش هتقدر تساعدني وتخليه يتجوزني .
رؤوف بتعجب ممزوج بالتوجس :
- انتي ليه متمسكة بيه ؟، مش عاوزك يبقى خلاص سيبك منه ، تابع بنبرة قوية :
- انتي فيه حاجة حصلت بينكم ومخبياها .
نفت سريعًا بارتباك :
- لا يا بابا مافيش حاجة حصلت ، انا بس بحبه هو .
نظر لها بعدم اقتناع ورد بتنهيدة :
- طيب اطلعي اوضتك وهبقى أشوف الموضوع ده .....
_________________________

فتح باب شقته وولج للداخل بصحبة فتاة ما أتى بها من الملهى الليلي ، تقدم مصطفى بها لغرفة نومه ويبدو عليهم الثمالة الشديدة ، ارتمى مصطفى على الفراش واشار للفتاة بيده أن تأتي، اطاعته ودنت من الفراش مُتسطحة بجانبه، حدجها بازدراء جعلها تقول بتعجب :
- مش عجباك ولا أيه! ، تابعت بامتعاض:
- مش كفاية طول الطريق بتقولي يا رانيا .
نظر لها بجمود وملس على شعرها وتوغل بأصابعه للداخل ليجذبها بقوة إليه مما جعلها تتألم ، هتف مصطفى بحدة :
- متتكلميش خالص ، وأنا أقول اللي انا عايزه .
ثم دفعها بقوة وتسطح ناظرًا للأعلى ، فقالت هي بانزعاج :
- اومال جايبني ليه لما فيه واحدة تانية عاوزها .
تمطى بذراعيه بلا مبالاة ثم رد:
- شكلك كدة مش بتاعة شغل ، خدي بعضك وامشي .
- لا كله إلا كدة ، قولي عاوز ايه وانا أعمله على طول .
ابتسم باعجاب ثم قال وهو يغمز لها :
- طيب قربي ووريني شغلك .....
____________________________

صُدمت رسيل عندما اخبرتها ابنة عمها زينة بما سيزمع له اخيها ووالدها بشأن بيعهم لأراضيها ، اغلقت معها الهاتف بعدما وعدتها بأن لا تقول بأنها من ابلغتها بذلك ، تفهمت رسيل موقفها وقررت ابلاغ عمتها عما القته على مسامعها قبل قليل ، سارت للخارج متجهه لغرفة عمتها ويبدو عليها الانزعاج ، ولجت دون استأذان لتهتف بضيق :
- شوفتي يا عمتي عمي عاوز يعمل أيه .
اندهشت سميرة من دخولها عليها بتلك الطريقة وسألتها بعدم فهم :
- فيه ايه يا رسيل خضتيني ، عملولك ايه يا حبيبتي ؟ .
ردت بضيق جلي :
- عمرو جاي يضحك عليا ويقولي الأراضي ملهاش لازمة علشان اوافق ابيعها ، وهو عايز يبيعها بفلوس كتير من ورايا .
سميرة بتساؤل :
- وانتي قولتيله أيه ؟ .
ردت بتأنيب وقلة حيلة :
- للأسف قولتله موافقةx
هتفت سميرة بتفهم :
- خلاص يا حبيبتي دا كلام ، ارجعي قولي مش موافقة ، هو يعني المحامي اللي هيوثق البيع سألك .
ردت رسيل باستفهام :
- يعني موافقتي له عادي وممكن ارجع فيها .
ردت سميرة مؤكدة :
- ايوة يا حبيبتي ، تابعت بامتعاض :
- دا انا حتى سمعت انه بيزرعها حشيش .
شهقت رسيل لتقول بصدمة :
- حشيش ! .
هتفت سميرة موضحة بتأكيد:
- بيزرعها حشيش علشان سمعته مرة كان بيكلم واحد .
اتسعت مقلتيها لتهتف بتوجس شديد :
- الاراضي دي بتاعتي ، يعني ممكن انا اللي اروح في داهية
انتبهت سميرة لحديثها واردفت بشرود :
- عندك حق ، ازاي مخدتش بالي ان الاراضي بتاعتك انتي .
انفعلت رسيل وقالت بنبرة متشنجة :
- حرام عليهم ، مش كفاية واخدين كل حاجة مني ، كمان عاوزين يودوني في داهية .
حركت سميرة رأسها بنفاذ صبر منهم وهتفت :
- انا تعبت من فريد واللي بيعمله ، دايما اندفاعي في تصرفاته ، ازاي ميفكرش في مستقبلك ، وحتى مبوظ ابنه معاه ، تابعت بامتعاض :
- عمرو مكنش كدة ، ابوه السبب في انه يكره الناس وورث اللي ابوه كان بيعمله وماشي زيه .
قالت رسيل بقلة حيلة :
- وأنا هعمل ايه دلوقتي يا عمتي ، انا خايفة قوي .
ردت سميرة بتروي :
- انتي ملكيش دخل بأي حاجة ، انتي قاصر وهو المسؤل قدام الحكومة عن اموالك ، يعني انتي بعيد .
ارتاحت رسيل بعض الشيء ، فأكملت سميرة بجدية :
- المهم دلوقتي ترفضي تبيعي علشان مش هتاخدي منها حاجة لو اتباعت .
قالت رسيل بتحدي وهي ناظرة امامها :
- وأنا بقى مش هبيع ، عايزة اشوف هيعملوا أيه..............
x x x x x x x x x x x __________________
x x x x x x x x x x x xx x _____________
x x x x x x x x x x x x x x x x ________

الهام رفعت 30-03-19 12:28 AM

رواية القيادي
 
الفصـل الخامس
القِِيَّـــادي
ـــــــــــــــــ

فتح عينيه بتثاقل ثم ظل للحظات غير مستوعب نفسه، ادار رأسه للراقدة بجانبه وضيق عينيه نحوها بعدم فهم ، اعتدل مصطفى في نومته ونظر لنفسه فقد كان دون ثياب، تأفف بضيق ملحوظ ثم سحب ملابسه لإرتداءها، نهض بعدها من على الفراش مقطب التعابير، تنملت الأخيرة في نومتها حينما شعرت به، وجهت الفتاة بصرها نحوه، سألته وهي تتثائب:
- رايح فين يا ميمو لسة بدري ؟ .
اكمل ارتداء ملابسه دون الإلتفات إليها فزمت شفتيها للجانب لعدم رده عليها ثم نهضت من على الفراش، باشرت بالإقتراب منه فرفع إصبعه في وجهها محذرًا :
- خليكي عندك ، اوعي تقربي .
تجمدت الفتاة موضعها وهي تنظر له بعدم فهم ، بينما التقط متعلقاته، تابع باستهجان قبل أن يغادر:
- عندك فلوس على المراية، خديها وأمشي على طول .
قال جملته واستدار تاركًا الشقة ؛ دلف مصطفى خارج البناية عابس التعابير، توجه لسيارته ممسكًا بهاتفه وهو يحاول الإتصال بها، زفر بقوة وهو يهاتفها ولم تجب عليه ، حيث عاود الاتصال بها ولم تجب تلك المرة أيضًا ، ركل مقدمة السيارة بعنف لينزعج من تجاهلها، هتف متوعدًا :
- مش بتردي عليا ، طيب يا رانيا! .....
___________________________

دلف شركته مبكرًا بعدم ابلغه محاميه للحضور لأمر ما ضروري ، ولج أيهم مكتبه وجده في انتظاره وملامحه تبدو سعيدة ، جلس على مكتبه ليستفهم بفضول :
- خير يا استاذ مدحت ، ايه الموضوع المهم اللي قولتلي عليه
رد مدحت بنبرة شغوفة فرحة :
- خلاص يا أيهم بيه، موضوع الأراضي خلص واعتبرها بتاعتك من دلوقتي، انا اتفقت معاه وأداني الموافقة وناقص بس نمضي العقود ونخلص كل حاجة .
تنهد أيهم بعمق ثم تسائل بنبرة ساخطة :
- وأنا هخدها بحشيشهاx .
ضحك مدحت ليرد بعدها موضحًا :
- متقلقش حضرتك ، انا اتكلمت معاه وهستلمها نضيفة .
رد أيهم بارتياح :
- طيب كويس ، خلص كل حاجة في اقرب وقت ، انا عايز كل الأراضي تبقى بأسمي .
رد مدحت بعملية :
- سيب سيادتك الموضوع دا عليا وانا هخلصه في يوم .....
___________________________

وقفت في شرفة غرفتها مُستندة على الحاجز الرخامي وناظرة امامها بشرود تام في حياتها، لم تجد أمينًا عليها سوى عمتها التي نالت من عمرها حظها الذي رسمه أخيها لها، فهي تعتبرها سلاح ضعيف للوقوف أمامهم ولم تجد سواها لتلجأ إليه، تمنت في نفسها من يأتي ويحلق بها بعيدًا عن تلك الحياة التي رغم نعومتها تبقى لديها كالسجن المحبوسة فيه ، حركت رأسها حائرة ومُتحيرة فيما ستناله هي الأخرى بعد عمتها ، فهل سيصبح نصيبها هي ايضًا هكذا ، حركت رأسها لا إراديًا رافضة ، فلم تنعم بالآمان منذ توفى والداها ، نكست بصرها للأسفل لتتأمل من يعملون لديها ، وعادةً ما تحسدهم على الفرحة التي تكسو وجوههم رغم فقرهم ، ابتسمت ساخرة من نفسها وعليها ايجاد السبيل للخروج مما هي فيه ، قطع جموحها صوت الخادمة تحدثها من الخلف :
- فريد بيه طالب يشوفك يا ست رسيل في مكتبه..
انتبهت لها رسيل واستدارت بجسدها لتنظر إليها للحظات ، تنهدت بعدها ثم سألتها :
- هي عمتي فين ؟ .
ردت الخادمة موضحة :
- الست سميرة مش هنا ، راحت تشتري شوية حاجات .
اومأت رسيل برأسها وقالت :
- طيب روحي انتي وانا هروح اشوفه عاوز ايه .
اطاعتها الخادمة ودلفت للخارج تتبعتها رسيل حتى خرجت ، ثم اغمضت عينيها لتتهيأ لمقابلة عمها بعد قليل ....
___________________________

توجه لشركة والده من اجل رؤيتها ، فلابد من أخذ حل فاصل في علاقته بها ، جلس مصطفى امام والده الذي استغرب حضوره فهي ليست من عادته القدوم للشركة ، فحياته يقضيها في التسلية والافعال الطائشة الجهولة ، لم يبالي بنظرات والده المتعجبة فشاغله الأكبر معرفة اين تعمل بداخل ذلك الصرح وتعمد عدم سؤال الموظفين لعدم لفت انتباههم لعلاقته بها ، لذا جاء لوالده أفضل لعلمه بأنها صديقته ، تجاهل تساؤلات والده عن سبب حضوره واستفهم هو :
- هي رانيا شغالة فين ؟ .
حدق فيه والده باستغراب ، ورد قاطب الجبين :
- هو انت جاي مخصوص ليها ولا أيه ! .
رد مصطفى بتبرير زائف :
- يا بابا انا بسأل عليها بس لتقول جايب واحدة أي كلام .
نظر له شاكر بعدم اقتناع ، ورد بمعنى :
- لأ اطمن ، هي شغالة كويس وباين عليها بنت محترمة .
زيف مصطفى ابتسامة وقال بحذر :
- يا ريت تكون شغلتها في مكان كويس .
رد شاكر بحنق :
- شغلتها في قسم الحسابات ، لتكون عايزني اقعدها مكاني .
مصطفى بضحك مصطنع :
- يا بابا بس بطمن ، اصلها صاحبتي مش اكتر ومش عايزها تقول اني شغلتها في مكان مش قد كدة .
هتف شاكر بضيق :
- وسيادتك مش ناوي تيجي تشرفني وتشتغل معايا .
نهض مصطفى وهو يقول بعدم اكتراث :
- طيب سلام بقي يا بابا ، اشوفك بليل .
ثم دلف للخارج وسط نظرات والده الحانقة والمتعجبة ، هتف شاكر بقلة حيلة :
- هتعقل أمتى بس ؟...
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،
سار مصطفى الى قسم الحسابات وعلى وجهه ابتسامة خبيثة يريد رؤيتة وجهها حين تراه ، اراد ان يثبت لها مدى اهميته لديها وماذا في مقدوره ان يفعل حتى يحصل على ما يريده منها ، ولج لتلك الغرفة التي تحوي عدد من الموظفين العاملين بالقسم ومنهم من نظر له ومنهم من لم ينتبه لوجوده كرانيا المنهمكة في العمل المكلفة به ، رآها مصطفى وتوجه اليها ونظراته الغير مفهومة مسلطة عليها ، وقف امام مكتبها وخبط بأطراف اصابعه لتنتبه له ،رفعت رانيا بصرها لتتفاجأ به امامها ، ازدرت ريقها متوترة ومصدومة خشية فعله لشيء ما احمق معها ، لم تفارق عيناهم بعضهم وظل هكذا للحظات فقط أعينهم تتحدث ، لاحظن الفتيات ما يحدث واخذن يتابعن الموقف ، التفتت رانيا لهن لتجدهن محدقين فيها ، لا تعرف ماذا تفعل ولكنها واخيرًا قررت ان تلتزم العملية حين حدثته بتوتر :
- خير يا استاذ مصطفى ، فيه حاجة ؟.
رد باقتضاب ونبرة موحية جعلتها تضطرب من الداخل :
- عايزك .
شهقن الفتيات وتجمدت رانيا كالتمثال ، فابتسم بخبث واكمل كي يوضح الأمر :
- عايزك في موضوع مهم .
ردت بتوتر قاتل متحاشية النظر له :
- انا عندي شغل كتير ، هبقى اعدي على حضرتك .
ابتسم بسخرية ودنا منها بحركة مباغتة تهامسن على اثرها الفتيات ، فهمس لها بمكر :
- شوفتي اقدر اعمل ايه، اومأت برأسها متفهمة وردت بطاعة:
- تحت امرك يا فندم، هنفذ اللي هتقولي عليه .
اعتدل ليقول باطراء:
- برافو عليكي يا رانيا بتفهمي بسرعة ، وانا مستني .
ثم استدار تاركًا المكان ، فتنفست الصعداء ولم تنظر لهؤلاء الفتيات فليس لديها قدرة للتبرير واكملت عملها في صمت.....
____________________________

اخذت نفسًا طويلاً قبل أن تطرق الباب فهي تعلم انها سوف تشعل حربًا بعد قليل حينما تخبرهم بما انتوت له، ولجت رسيل مكتب عمها بعدما سمح لها بالدخول، وجدتx عمها جالس على مكتبه وابن عمها قبالته وينظر لها فتنحنحت وباشرت بالتقدم منهم، هتف فريد مرحبًا :
- تعالي يا رسيل ، اقعدي يا حبيبتي .
زيفت ابتسامة وجلست في المقعد المقابل لعمرو الذي يعلو ثغره ابتسامة هادئة سعيدة ، ابتسمت في نفسها بسخرية فسوف تمحي تلك الابتسامة بعد قليل ، وجهت بصرها لعمها الذي حدثها بمعنى :
- عمرو قالي انك موافقة تبيعي الاراضي ، وزي ما انتي عارفة لازم تيجي معانا علشان تقولي انك موافقة ، وانا همضي على البيع بعدها .
وزعت رسيل انظارها بينهم وعلى ثغرها ابتسامة جانبية لم يتفهماها الإثنان ولكن عمرو ادرك ردها بالموافقة كما اخبرته من قبل وما حدث لم يتوقعه حين فاجأتهم بردها :
- بس انا مش موافقة أبيع .
انتصب عمرو في جلسته ليحدثها بانزعاج :
- انتي مش قولتيلي انك موافقة ، غيرتي رأيك ليه ؟.
ردت ببرود استفزه :
- انا حرة ، انا مش عاوزة ابيع .
نهض عمرو واقترب منها مما جعلها تشعر بالخوف منه ، هتف عمرو بغضب :
- يعني ايه الكلام ده ؟.
تدخل فريد خيفةً من تطاوله عليها وحدثه بحدة :
- اقعد يا عمرو ، الكلام ما يبقاش كدة .
نظر له عمرو ليهتف بانفعال :
- اومال ازاي يا بابا ، حتة عيلة هتلعب بينا .
نهضت هي الأخرى وهي تحدثه بملامح مكفهرة :
- انت ايه اللي مضايقك ، الاراضي بتاعتي وانا حرة فيها ، ابيعها ما بيعهاش دخلك ايه .
لاحظ فريد ملامح ابنه الغاضبة تجاهها والتي توحي بتعنيفة لها ، فنهض على الفور وقال منعًا من تأزم الوضع :
- روحي يا رسيل انتي ، هنبقى نتكلم بعدين .
نظرت له بسخرية قبل ان تذهب مما جعل عمرو يستشاط غيظًا منها ، وجه بصره بعدها لوالده وحدثه بضيق :
- عاجبك اللي حصل دا يا بابا .
رد فريد بتروي وهو يجلس :
- لا مش عاجبني بس اقعد .
جلس عمرو على مضض وهو يزفر بقوة ، بينما استأنف فريد بجدية :
- انا مش هغصبها تبيع ، والكلام ما يتخدش كدة لأنها ممكن تشك في اصرارك للبيع ، عاوزك تبقى هادي علشان نشوف هنعمل ايه .
عبست تقاسيمه ورد بجدية :
- خلاص نبيع من وراها .
رد فريد باعتراض :
- هي عرفت بالموضوع ، يعني ممكن تاخد موقف وشكلنا يبقى مش كويس وهيقولوا بنسرقها .
عمرو معنفًا نفسه :
- يا رتني ما قولتلها ، تابع بحيرة :
- بس هموت واعرف ايه اللي خلاها تغير رأيها ......
_________________________

حملت بعض الطعام الذي اعددته لوالدها ، دلفت مهجة من المطبخ حاملة إياه فاستوقفتها والدتها حين حدثتها بفرحة :
- تعالي يا مهجة اختاريلك شوية هدوم من الحاجات الحلوة دي
نظرت لها مهجة فقد كانت جالسة بصحبة امرأة يبدو انها بائعة ملابس ، تقدمت مهجة منهم وهي تتأمل تلك الملابس الفاضحة وشهقت بخجل فقالت لها والدتها بمغزي :
- يا بت ما تتكسفيش ، تعالي شوفي انتي عاوزة ايه .
تلعثمت مهجة في الرد وقالت بنبرة سريعة متوترة :
- أ.أنا هروح اودي الأكل لأبويا ، سلامو عليكو ، ثم ركضت للخارج فتتبعتها والدتها بتعجب قائلة :
- البت مكسوفة ، اومال لما تتجوز هتعمل ايه ؟! ....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،
اسرعت بخطاها وهي ترتجف من التوتر ولم تشعر بالذي يسير خلفها والذي ناداها :
- مهجة ..
شهقت باضطراب واستدارت بجسدها نحو صوته المألوف لها ، اقترب منها اسماعيل فازداد توترها ، تشدق اسماعيل بنبرة حزينة :
- لسه زعلانة مني يا مهجة ، انا اسف ، انا عملت كدة علشان بحبك وعاوزك .
رمشت عدة مرات بعينيها وردت بتلعثم :
- لا مش زعلانة ، تابعت محذرة :
- بس لو عملت كدة تاني ، يبقى اللي بينا انتهى .
بادر بالرد مؤكدًا :
- عمري ما هعمل كدة تاني ، كله إلا انك تسيبيني ، تابع وهو يبرر :
- انتي عارفة ظروفي صعبة ، وحتى طلبت من الزفت عمرو يساعدني رفض واتكبر عليا ، تابع بنظرات حب :
- اعمل ايه يعني ، اصلي عاوز اتجوز يا ناس .
ابتسمت بخجل ، فتنهد بارتياح وقال بمغزى :
- خلاص هتنسي اللي حصل .
اومأت رأسها مؤكدة :
- نسيت يا اسماعيل علشان بحبك......
___________________________

لم ترجح عودتها للفيلا خاصةً عدم وجود عمتها ، عرجت رسيل ذاهبة لمنزل صديقتها الوحيدة التي تشكي همها لها وتؤنس وحدتها ، سعدت ملك حين رأتها وسحبتها لتدخل المنزل وولجت رسيل وعلى وجهها ابتسامة خجلة ، هتفت فوزية مرحبة بحرارة:
- احنا زارنا النبي .
ثم انهالت فوزية عليها بالقبلات الحارة جعلت رسيل تبتسم بخجل ، قالت رسيل بامتنان :
- ميرسي يا طنط .
شهقت فوزية لتقول بلوم :
- قوليلي يا خالتي احسن ، ولا احنا مش قد المقام .
ردت رسيل بابتسامة هادئة :
- لأ يا خالتي مافيش الكلام ده .
ملك متدخلة :
- ممكن بقى تسيبيني انا ورسيل شوية.
ردت فوزية بطاعة :
- حاضر ، هروح اعملكوا الشاي .
ولجت فورية المطبخ وسحبت ملك رسيل لتجلس على الاريكة وسألتها بنبرة شغوفة :
- اقعدي وقوليلي عاملة ايه ؟ .
ردت رسيل بتنهيدة عميقة :
- هكون عاملة ايه ،انا زي ما انا ، وشكلي هفضل كدة .
ملك محركة رأسها بتفهم ، قالت مهدأة اياها :
- متضايقيش نفسك انتي وخليكي في دراستك لانها هي اللي هتنفعك ، تابعت بتمني :
- ويمكن ربنا يحلها من عنده .
ردت رسيل بسخرية :
- مش باين .
ربتت ملك على ظهرها وقالت بنبرة حنونة :
- مالك يا رسيل ، شكل في حاجة مزعلاكي ، احكيلي يا حبيبتي.
ردت بتجهم ونبرة متحيرة :
- انا مش عارفة الفلوس بتعمل للناس ايه ، انا اللي يشوفني بيحسدني على حياتي ، بس في الحقيقة انا اللي بحسدهم ونفسي ابقى مكانهم .
شعرت ملك بنبرة الحزن الظاهرة في صوتها ، فأكملت رسيل بعدم رضي :
- انا تعبت من العيشة دي وعايزة حد يحبني لشخصي وميبقاش طمعان فيا .
- كلنا بنحبك يا رسيل .
قالها ايهاب وهو يولج للداخل وسمع حديثها ، انتبهن له وردت رسيل بابتسامة باهتة :
- ميرسي يا ايهاب .
تدخلت ملك قائلة بمعنى حتى لا ينساق اخاها وراء الاوهام :
- كلنا بحبك يا رسيل زي اختنا بالظبط .
نظر لها ايهاب ونظرت له ملك هي الأخرى لتخبره انها تتفهم عليه فتوتر ايهاب وابعد انظاره حتى لا تفضحه عيناه اكثر ، واردفت رسيل بنبرة ممتنة :
- ميرسي ليكوا بجد ، انتوا اكتر ناس برتاح معاها بعد عمتو....
______________________________

انتفض من مقعده عندما اخبره بالتراجع عن البيعة لنية ابنة اخيه في عدم البيع ، تشنجت تعابير مدحت وهو يرد عليه باهتياج :
- يعني ايه الكلام ده ، انت مش قولت انها موافقة وخلاص .
رد فريد بنبرة ممتعضة :
- هو دا اللي حصل ، هي مش عاوزة تبيع .
هتف مدحت بغضب بائنx :
- اتصرف ، انا قولت اللي عايزه هدفعه ، تابع بتهديد صريح :
- ولو مأقنعتهاش متلومنيش لو بلغت عنك .
ارتعد فريد وهب قائلاً بنفي :
- لأ ، انا هحاول معاها وهبلغك .
هتف مدحت بحزم :
- انا عايز تبلغني بالموافقة وإلا مش هبقى مسؤل عن اللي هيحصل ....
انهى فريد اتصاله معه ونظر له عمرو قائلاً بغضب :
- ماله دا كان ، وخايف منه كدة ليه؟ .
اجابه فريد بخوف لم يخفيه :
- بيقول هيبلغ عننا لو مبعناش ، بيهددني وشكله مش بيهزر .
صر عمر اسنانه وهتف بانزعاج :
- يا دي المصيبة ، ناقصين دا كمان ، صمت ليتابع باستفهام :
- وهنتصرف ازاي يا بابا؟ .....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،
طرق على مكتبه بعصبية عندما ابلغه مدحت بتراجعهم عن البيع ، لم يتحمل ايهم ذلك الخبر حتى القى جميع ما هو علي المكتب بعنف ، ابتلع مدحت ريقه بتوتر عندما وجد الغضب يعتريه ، بينما استدار ايهم حول مكتبه ووقف امامه وهو يردد بانفعال :
- يعني ايه الكلام دا يا مدحت ، انت مش قولت ان كله تمام ، رجع دلوقتي في كلامه ليه ، تابع بمفهوم :
- لو كان عايز اكتر اديله وخلينا نخلص .
رد مدحت بتردد :
- الموضوع مش كدة يا ايهم بيه ، البنت مش موافقة تبيع .
صاح ايهم بعصبية مفرطة :
- بلغ عنه ، هدده ، وبلغ عنها هي كمان ، انا اللي هقولك تعمل ايه ، انت لازم تتصرفx ، نهض مدحت هو الآخر من مقعده ورد بنبرة مهزوزة :
- تحت امرك يا ايهم بيه انا هتصرف......
_____________________________

اخذن ذلك الدلو الصغير المملوء بالحبوب وبدأن في اطعام الحمام سويًا ، ابتسمت زينة بسعادة وهي تسقيها الماء بفمها ، ضحكت رسيل عليها وهي تقول :
- بتحبي الحمام قوي كدة .
ردت زينة بابتسامة فرحة :
- بحبه قوي يا رسيل .
مسحت رسيل على شعرها بلطف وقالت بنبرة ممتنة :
- انتي طيبة قوي يا زينة ، متشكرة قوي علشان قولتيلي على اللي سمعتيه .
ابتسمت لها زينة فتابعت رسيل بضيق :
- لو مكنتيش قولتيلي كان زمانهم بعوها ومشفتش منها حاجة .
زينة بنبرة هادئة :
- انا بحبك قوي يا رسيل ، علشان انتي غيرهم .
تصلب عمرو موضعه مصدومًا حينما تسمع علي حديثهن ، تجهمت تعابيره وهو يحد النظر لهن عندما ادرك أن اخته هي من اخبرتها ، ضبط عمرو انفعالاته وتأنى في عقابها وبدأ يتقرب منهم بهدوء ظاهري بعكس ما بداخله ، لمحته رسيل واشاحت بوجهها لتكمل اطعام الحمام ، ابتسم عمرو بخبث وقال :
- بتأكلوا الحمام بنفسكوا .
ردت رسيل بسخرية وهي تنظر له بطرف عينيها :
- وفيها ايه ؟.
رد بجمود :
- لا مفيهاش ، عادي براحتكوا .
ثم وجه بصره لاخته وتابع بغضب دفين :
- تعالي يا زينة عاوزك .
ارتعدت زينة ونظرت لرسيل كأنها تتوسل لها ، فابتسم عمرو بسخرية ونظر لها مرة أخرى وهو يصرخ :
- قولتلك تعالي معايا ، واقفة ليه .
تعجبت رسيل من نبرته الغاضبة وردت زينة بطاعة :
- حاضر يا ابيه انا .....
قاطعها حين سحبها بعنف خلفه وملامحه لا تبشر بخير ، تتبعتهم رسيل وهي تقول بتعجب :
- هو ماله ده وعايز منها أيه؟! .......
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،
دفعها عمرو لتقف امامه وصفعها بقوة وكادت ان تسقط ، صرخ فيها باهتياج :
- بقى انتي اللي روحتي قولتلها ، بتتجسسي علينا ، جتلك الجرأة دي منين .
وضعت يدها على خدها والأخرى علي وجهها لحمايته من صفعه لها مرة اخرى وتعالت اصوات بكائها مع توسلها :
- أسفة يا أبيه ، مش هعمل كدة تاني .
دلف فريد من مكتبه منزعجًا وبادر بالتوجه ناحيته ليقول بغضب:
- انت اتجننت ، بتضرب اختك .
هرعت زينة لتتحامى خلف والدها خيفةً من بطشه بها ، هتف عمرو بانزعاج :
- كله منها يا بابا ، هي اللي قالت لرسيل متوافقش تبيع ، كانت الهانم بتتجسس علينا .
استدار فريد نحوها ليسألها بضيق :
- صحيح الكلام دا يا زينة ، انتي كنتي بتتجسسي علينا؟.
ازدردت ريقها وردت بنبرة متزعزعة :
- أ.أسفة..يا بابا .مش هعمل كدة تاني ، سامحني .
حدجها فريد بغيظ شديد وهتف بحدة :
- اتفضلي اطلعي على أوضتك .
هرولت زينة من امامهم صاعدة للأعلى وتعقبها عمرو بنظرات غاضبة ، ثم وجه بصره لوالده وقال :
- شوفت يا بابا ، حتة العيلة دي هي اللي هتودينا في داهية ، وعلشان كدة انا مبحبش البنات لأن مبيجيش من وراهم غير المشاكل .
رد فريد محاولاً ضبط انفعالاته :
- خلاص اللي حصل حصل ، خلينا دلوقتي نشوف هنتصرف ازاي في الناس اللي طلعولنا دول.......
_____________________________

ولج فيلته منزعجًا من تعطيل ابتياعه لتلك الاراضي والبدأ في بناء مصنعه ، وجد ابيه جالس في ردهة الفيلا ولم يتحدث معه وقرر الصعود للأعلي فهو ليس بمزاج جيد للحديث ، ولكن والده استوقفه حين ناداه :
- ايهم استني عاوز اتكلم معاك .
تنهد ايهم بقوة واستدار لرؤية ما يريده والده ، سار بتقاعس تجاهه ثم جلس بجانبه وملامحه مكفهرة للغاية دليل ضيقه ، تعجب مروان من هيئته وتسائل بحذر :
- فيك ايه يا أيهم ، فيه حاجة حصلت في الشغل .
رد بعبوس شديد :
- فيه واحد مش عايز يبيع .
هتف مروان باستفهام :
- ليه ؟ السعر مش عاجبه .
رد أيهم بنفي :
- بالعكس ، دا انا عرضت المبلغ اللي هما يقولوا عليه .
مروان زاممًا شفتيه بتفهم ، قال بجدية :
- خلاص سيبلي الموضوع دا وأنا هتصرفلك فيه .
رد ايهم بضيق :
- وانا عيل يا بابا قدامك ، انا بطريقتي هتصرف في الموضوع
اومأ مروان رأسه بعدم اكتراث وتشدق بجدية :
- خليني في الموضوع اللي عايزك فيه ، نظر له ايهم فتابع :
- رؤوف كلمني على علاقتك انت وسالي و....
نهض ايهم ليهتف بضيق :
- بابا انا دلوقتي مبفكرش غير في شغلي وبس ، وسالي دي من دلوقتي خرجت من حياتي كلها ، ولو فكرت ارتبط يبقى مش هي .
كاد مروان ان يرد فقاطعه ايهم بنفاذ صبر :
- بابا انا جاي تعبان ومش ناقص وجع دماغ ، ويا ريت مش عاوز اسمع عن الموضوع دا تاني ، تصبح على خير .
ثم توجه ايهم صاعدًا للأعلى وسط نظرات والده المتعجبة......
______________________________

هاتفت زينة ابنة عمها لتسرد لها ما فعله عمرو بها وعلمه بأنها من اخبرتها ، فهدأتها رسيل وسألتها التزام غرفتها فاطاعتها الأخيرة وانهت الاتصال معها ، زفرت رسيل بقوة وتفاجأت بصوت عمتها من الخلف تسألها وهي تدنو منها :
- بتكلمي مين يا حبيبتي .
التفتت رسيل لها وردت بضيق :
- اصل عمرو ضرب زينة لما عرف انها هي اللي قالتلي على موضوع بيع الاراضي .
جلست سميرة بجانبها وصكت يديها ببعضهما وهتفت منزعجة :
- هي حصلت يضربها ، وكل دا علشان الفلوس ، لا حول ولا قوة إلا بالله .
قالت رسيل بامتعاض جم :
- انا كنت بفكر اسيبه يبيعها علشان اخلص من الحشيش ده ، بس بعد اللي عمله في زينة انا هعاند وخليهم يوروني هيغصبوني ازاي ابيع .
هتفت سميرة بجدية :
- ميقدرش يعملك حاجة وانا موجودة ، انا مبقاش يهمني حاجة خلاص ، وكفاية اللي عمله معايا، ولو وصلت هبلغ عنهم بنفسي.
قالت رسيل بخوف :
- لا يا عمتو اوعي تعملي كدة ، الأراضي بتاعتي وانا اللي هروح في داهية ...
____________________________

ذهب اليه مدحت مرة اخرى بنفسه لمكتبه وذلك لأخذ رد قاطع في مسألة البيع ، اضطرب فريد من حضوره وظن انه جاء لتنفيذ تهديده ، فباشر مدحت معنًا سبب مجيئه :
- البيه متضايق قوي ، وقالي اللي عاوزينه هيدفعه .
رد فريد بقلة حيلة :
- البنت مش موافقة ، اعملها ايه يعني .
رد مدحت بنبرة حادة :
- اتصرف ، البيه ممكن يعمل اللي ميخطرش علي بالك ، واقل حاجة هيعملها هو انه هيحبسك انت وابنك ، صمت ليتابع بخبث :
- وهي كمان معاكوا .
انتفض فريد ليقول بتوجس بائن :
- لا ارجوك ، دي بنت اخويا وهي بعيدة ومتعرفش اي حاجة عن الموضوع دهx .
هتف مدحت بمغزي :
- يبقى تقنعها تبيع بالذوق بدل ما اعمل اللي مش هيعجبك .
شعر فريد بمصداقية حديثه ، فلم يخاطبه احد من قبل هكذا ، فدائمًا ما يخشاه من حوله ، ادرك وقوعه مع من هم اكبر منه لذلك حدثه بتوسل مضطرًا لذلك بسبب زراعته لذلك الحشيش الذي بات نقطة ضعفه بعدما كان سبب ثراءه :
- طيب اديني فرصة وأنا هقنعها تبيع .
نهض مدحت وهو يقول بجدية قوية :
- هديك ، واتمنى تكون بالموافقة ..............................
x x x x x x x x x xx __________________
x x x x x x x x x x x xx x _____________
x x x x x x x x x x x x x xx x x x _______

الهام رفعت 30-03-19 02:31 AM

رواية القيادي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lina 91 (المشاركة 14104355)
لطيفة قوي 💖💖💖💖
جميلة قوي رسيل
بس امانة عليكي خلي اي حد يلحقها
هتاذم نفسيا

اتمنى تعجبك أنا نشرت للفصل الخامس وشكرا لمرورك عزيزتي

زهرورة 30-03-19 07:52 PM

مبرووك الرواية جميلة ومشوقة عجبتني ..اسيل مسكينة بين عمها وابن عمها الجشعين الي زرعوا الحشيش في ارضها حقراء وكمان عاوز يجوزها لعمرو الفاسد الحقير ..زينة مسكينة بريئة صدمت من دناءتهم وايهاب المتعلق بأسيل بي هي بعيدة بعد النجوم
وسيرين المسكينة بنت العمدة بتحبه ومازن كمان الفاشل عاوز اسبل بي لسة مازن كويس عيبه انه فاشل بس مش سيئ زي عمرو .مصطفى الصايع عاوز رانيا بس مش عاوز يتجوزها اصلا الغلط من رانيا ايه الي يخليها تصاحب الشلة الفاسدة دي وهي زي مابتدعي انها محترمة وكمان بتجري وراء مصطفى وتقوله مش حتنولني الا بالجواز ايه الرخص الي هي فيه ازاي تقبل على نفسها وعلى كرامتها ده ازاي تقبل تتجوز واحد لعبي لو اتجوزها حيكون عشان مقدرش ينولها من غير جواز وحيفضل على سفالته وهي حتقبل تعيش مع واحد زي ده ..وايهم وسارة طالما خلاص مش عاجباك وعرفت عنها من رغيد رحت نمت معاها ليه افرض حملت حتتدبس بيها كلهم شلة فاسدة ..ياترى حيعمل ايه فريد وايهم عشان يجبروا اسيل ع البيع منتظرين الفصول الجاية بشوق ودمتي بخير 😘😘


الساعة الآن 10:40 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.