آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-06-19, 12:58 AM
| #161 | ||||
| نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات
|  السلام عليكم ورحمة الله أنا كل بالي القصة عن صافي والشريط 🤭🤭🤭🤭😁 بس برضو الشاب الوسيم دا ينفع ههههههههه وشكل العفاريت حتطلع لصافي من نافذة أحلامها ههههههه بس جد أسلوبك هنا إبداع في إبداع والحلم والمعلومات إلى فيه كانوا روعة بحكم جميلة وقيّمة يا ريتنا نلتفت لبعضنا ونتكافل ونهتم بعلمنا ومدارسنا وندرك إنه التغيير يمكن يبدأ بشخص.. وإنه مجتمع كامل ممكن ينشأ من هالشخص ويا ريت معلمينا يكونوا بهالأخلاق وهال مباديء والإهتمام بنفسية وخلفية وهموم طلابهم مش بس العلامات جزاكِ الله خيراً يا قلبي ويعطيكِ العافية ويسلموا هالأنامل 😘😘🤩💐🌸🌹🌷 وبانتظار قصة إيمو و بكل شوق 💐😘🤩 | ||||
|  |
|
05-06-19, 01:15 PM
| #163 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب  
| كل لحظة و أنتم بخير وسعادة و عيد مبارك عليكم و على الامة الاسلامية في انتظاركم دائما حبايب قلبي وقلب سفسف وأمسكوا في سفسف اللي نمش راضية تكتب رواية مش عارفة قيمتها الكوميديا خلاص فينيتو ولم يعد لها كتاب اعيدي لنا البسمة يا فتاة امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووه | ||||||||||
|
| |
|
07-06-19, 01:48 PM
| #164 | ||||||
| مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات  
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... مساء السعادة جميعاً... اليوم رحلتنا الأخيرة من الحب رايح جاي بقلم الرائعة إيمان عمر....وبإذن الله سيتجدد لقائنا قريباً... قصة مؤثرة ورائعة جدا ... أتمنى ان تستمتعون بها كما استمتعت بها وتمنيت أنها لم تنتهي.... أترككم الآن مع من (أجلي... عاد)... قراءة شيقة للجميع... حفظكم الله ورعاكم...  | ||||||
|
| |
|
07-06-19, 01:50 PM
| #165 | ||||||
| مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات
| من أجلي .. عاد بقلم (إيمان عمر) **************** لا تعرف لماذا أخذها الحنين لهذا المكان .. منذ قرأت عن نقله للاستيداع وقيام الدولة بمشروع جديد أكثر تطوراً من تلك العربيات القديمة الخضراء اللون .. تلك التي كانت تحملهم بين ربوع المحافظة في شبكة كبيرة تستخدمها ككل الناس حتى انتقلت لمدينة أخرى محافظة غير ما كبرت فيها حتى لا تعيش وحيدة .. المترو كان سر سعادتها وسر تعاستها في الوقت ذاته.. كل ليلة تغفو على صوت والدها يعدها على أنغام صوت عقـارب الساعة تتراقص بتكتكة منتظمة :" سأعود أميرة أبيك ". كل ليلة تشهق وتكتم أنفاسها حتى تذهب في سبات عميق .. ما زالت ترتدي السواد رغم أنها لم تعد قادرة على احتساب الزمن .. منذ غادرها لتقف هي على حافة الهاوية على صراط حريري رفيع لو مرت عليه ستسقط داخل هوة سحيقة تقتل الأمل في عودته حتى زائراً لأحلامها .. تعلم أن الذنب ما يجعلها تحيا أن كانت هذه حياة فعلية .. لقد رحل عمرها معه فأصبحت بالثاني والثلاثين من أعوامها .. أما أمها فقد مرضت من الحزن على الأب الضائع في هوة السماء .. فبات المقعد هو مكانها ورحلتها اليومية بينه وبين فراشها رحلة أبدية موهنه لعظامها .. توقفت أمام باب المترو المفتوح .. يتحرك ببطء شديد لذا تم ترك بابه مفتوح في هذه الاحتفالية المكتظة بحاملي الذكريات .. بينما هي لا تتحرك إلا داخل عقلها الخطوات تهرول بحدة حول ما كان مصدر سعادتها يوماً أبيها الذي كان يحرص على حملها حتى هذه العربة ويجلسها على قاعدة ساقيه هنا فوق مقعد المترو الخشبي المكسو بجلد يميل للاحمرار .. وعندما كبرت فصارت تقصد مدرستها منفردة في هذا الأمن اللطيف بكل ما فيه .. تنظر من خلال الباب المفتوح على ذكرياتها .. وقت انتظاره لها وجهه المبتسم وذراعاه المفتوحتان بالأسفل فقط ينتظر أن ترمي نفسها كالماضي بين يديه ..ككل مرة ترحل إلى دفئه وصدره العريض يحميها .. لا ترى في عينيه العميقة سوى الحب .. كانت تهفو للحظة الفارقة داخلها .. ترنو بعينيها للذراعين الممدودتين أمامها .. ابتسمت بلا وعي واستعدت لتترك قدميها التي تحولت لهلام تهوي تجاهه .. بلحظة صدمها شيء قوي صلب وصوت جامد :" أحذري ستسقطين هديل". انتفض عقلها صعقاً من الصوت المشابه للصوت أبيها وكأنه يحذرها .. تمسكت بالذراع التي منعتها السقوط وانتبهت عيناها التي كانت غشيتها الذكرى فتنتفض بفزع عندما أدركت أنها على أرض الواقع وتينك العينين العسليتين تنظران إليها بدهشة توشاها حنان غريب .. سحبت نفسها خلفاً بينما هو يصر على الارتفاع درجة ليكون أمامها أكثر :" من الخطر ترك الباب مفتوح هكذا .. حتى لو كان يسير ببطء أكثر من خطوات البشر .. لا يعني هذا الأمان لنا". لم تدرك أنه يفتعل موقف يغاير موقفها الانتحاري.. لفت أنظار الناس عنها فكفت الشهقات والمصمصات التي علت الشفاه .. بينما ذراعيه ما زالت تحيط كتفيها لم تشعر الجزع فقط هدوء غريب لفها من دفء هذا الرجل الشاب .. اعتذرت بلطف يكمن بطيات الشكر :" شكراً لك .. كدت أنزلق .. في الغالب أحد دفعني ". لم تجد غير هذه الأكذوبة فلم تجرؤ على النطق بالحقيقة كاملة .. هل كانت ستقول لهم أنها تحلم بأبيها الذي غدر به المترو نتيجة اندفاعها وطيشها .. عندما طلبت منه في احتفالها بنهاية مراهقتها وبلوغها سن الرشد أن تركب المترو كالماضي .. لتكون لحظة تحقيقها حلمها هي لحظة حتفه عندما أنغلق الباب على رأسه فيما كان يميل لجلب حقيبة إحدى السيدات سقطت على الدرج .. كان خدوماً بطبعه .. إحدى عشر عاماً مرت لم تصعد للمترو لحظة ولم تعد لنفس الشارع فما أعقب الحادث كان مرار طفح بحياتها فبدلها .. أمها التي كادت تذهب حزناً عليه بجلطة دموية أصابت المخ تركت أثرها على ساقيها التي فقدت الحركة فيهما .. انتقلا لمكان آخر قريب من خالها الوحيد الذي يرعاهما .. لكن رعايته المميزة لم تمحو أي أثر للحادث الرهيب .. ابتسامة الشاب بحنان دافق جعلتها تتراجع للخلف بعيداً عن الباب وتختار مكان قصياً بعيداً عن أي اختراق لخصوصيتها .. ابتسامته لم تكن وقحة بل العكس هو الحادث كانت تتحلى باللطف لتشبه ابتسامة أباها كثيراً.. بينما هو مصر على عدم ترك فرصته تلك .. أخيراً شاهدها وفي آخر مكان قد يلتقيا فيه .. همس بها :" البقاء لله هديل ". لم تكن تحلم إذاً هناك من همس باسمها ارتفعت عيناها باتساع مندهش يكاد يلصق حاجبيها بمنابت شعرها .. ليكمل هو ما يريد شرحه لها منذ مات أبيها :" حضرت جنازته وكنت ممن حمله .. ربما لا تتذكريني وقتها سلمت عليك معزياً أنت والسيدة والدتك .. لكنك لم تنظرين لوجه أحد ". غمغمت :" أنت تعلم الفراق ". أجابها متنسماً الهواء حولها :" نعم أعلم فراق المحبين جيداً كم يكون قاسياً.. خاصة لو كان مثل والدك أدهم الجيوشي ". ابتسامة برقت داخل عينيها تتوسله الكلام عن أبيها .. تشعر أنه حي وعاد من جديد من أجلها هي .. هتفت بخفوت متحمس:" هل كنت تعرفه جيداً؟!!". عقد ذراعيه ومال للخلف يستند على جسم العربة الحديدية الناعمة همسه سلب لبها :" نعم عرفته كما لم يعرفه غيري .. علمني كل شيء بلحظة واحدة .. أباك علم علي عقلي قبل قلبي ". تنهدت بحبور متطلب المزيد :" كيف هذا .. أريد المعرفة ". أشار للباب فالمترو قد توقف بآخر محطاته :" تفضلي نشرب قهوة ثم نتحدث فأحكي لك ". لم تعترض وكأنها مسلوبة الإرادة هناك شيء يطمئنها حياله .. خرجت من المترو لتتنسم الهواء الحامل للنسمات الباردة في هذا الشتاء .. قبض على أصابعها بدفء راحته وعبر بها الطريق حتى الجهة المقابلة حيث قهوة صغيرة تكتظ الطريق بمناضدها على قارغة الطريق .. اختار منضدة بعيدة عن زحام الشارع والمارة تكمن جوار جدار وسحب لها المقعد بتهذيب شديد ثم جلس بعد ان أطمئن لراحتها .. بينما هي تتلهف على حياة أبيها من جديد .. كل معلومة وردت على لسان أحدهم بعد وفاته كانت تجعلها تفتخر بأبوته .. بدأ يجلي صوته ثم يعرض عليها بعض القهوة أو المشروب الساخن فرفضت بحركة من رأسها فعاندها منادياً الجرسون الذي قدم مبتسماً وكأنه يعرفه .. قبل ان يهتف معلناً عن معرفته الجيدة :" فادي باشا جبران أهلا بك .. تأخذ المعتاد ". رفع كفه ملوحاً بخفة ثم أعلن موافقته عندما رفع أصبعيه برقم اثنين .. لا تعرف لما تشعر بالاطمئنان لوجوده .. رياح الماضي جلبت لها أبيها من جديد حتى لو بالذكرى والحديث .. همست بصوت خفيض يحمل الخجل :" يبدو أن الجميع يعرفك هنا ". رفع لها نظراته بتحديقة مستهدفة مرآة روحها :" هناك كانت شقتكم ". حركت رأسها فهي تعلم جيداً أين هي ؟!!.. رفعت اصبعها تشير لأعلى :" كنا هناك نعلق فانوس رمضان .. وعلم مصر وقت المباريات .. أبي كان يحتفل بمباريات مصر فقط ". حضر الجرسون ليضع فنجان من القهوة .. بينما هو يطالبها باختيار شيء فلم تستطيع الرفض :" أي شيء ". أمر الجرسون بجلب عصير ليمون بالنعناع .. وبلمحة كان الجرسون ينادي بصوته :" واحد ليمون بالنعناع لفادي باشا". تحرك بالجهة المقابلة أحد الجرسونات جالباً ما طلبته من كوب كبير من العصير المنعش بلونه الأخضر الباهت ووضع داخل الكوب ماصتين طويلتان أومأ برأسه وافتر فمه عن ابتسامة لون بشته السمراء الملوحة بتأثير الشمس ففتحه أعلى قميصه التي تظهر جزءاً من أسفل عنقه تشي بهذا فهي ذات لون افتح يحددها احمرار جديد من تأثير الشمس .. :" هناك على محطة المترو ألتقيت والدك كنت بالماضي صغير غر أحاول التقليد لكل ما أراه فكنت بتلك اللحظة أحاول تدخين سيجارة مثل أبي .. واخترت محطة المترو لأشعلها .. قبل أن أضعها في فمي كانت يد تأخذها مني .. نظرت غاضباً واستخدم لغة الانفعال كما يفعل أبي دائماً.. حياتنا كانت كلها صخب وشجارات بالأيدي قبل اللسان .. وجدت رجل مهيب شاب لكنه يحمل هدوء عجيب .. ظننتني سأتغلب عليه بصوتي .. ظللت أصرخ فيه .. من تظن نفسك حتى تأخذها .. ستدفع حقها .. لكنه لم يغير من ابتسامته .. حتى خفت منه ومن هدوءه .. كل ما أذكره اني صمت وابتلعت ريقي الذي جف أن يكون يعرف أبي فوقتها سيلهب ظهري بالحزام الجلدي ككل يوم .. لكنه أخرج قلمه من جيب قميصه وقال لي أكبر أولاً ثم اختار بنفسك ما ينفعك ربما لا تدخنها .. نظرت للقلم وحركت رأسي مستفسراً.. ما هذا ؟!!.. وما علاقته بالاختيار ؟!!.. لأجد كلمات خطت حياتي كلها كنت بالثامنة من عمري وقتئذ لكني فهمت كلماته " تعلم لتستطيع الاختيار .. العلم هو ما يجعلك تختار أفضل ". وقتها امتعض وجهي فقال لي :" افترض أنك ستركب المترو لتصل لمكان تريده .. هل تركب أي واحد أم تختار الذي يوصلك لمقصدك ".. هتفت وأنا كلي ثقة " طبعاً الذي يوصلني حتى لا أتوه ". ضحك بلا ضجيج ساخر وكأنه فخور بإجابتي ثم استطرد " وكيف ستختار المترو الذي يوصلك بدون معرفة مسبقة عن المترو والاتجاهات والمكان الذي تريده ؟!!". ضرب راحتيه ببعضهما واستمر أمام دهشتها :" وقتها أدركت أن هناك معارف كثيرة لأختار شيء واحد صحيح .. بدأت أنتظم بالمدرسة .. وأحارب لأحظى بالتعليم المتاح لي حتى لو أعترض أبي .. نعم كان أبي يكره أن أتعلم .. كان يرمي لي الكتاب والكراسة كلما وجدني أقوم بأداء واجبي اليومي .. كل يوم يضربني ويهينني .. يكلفني بكل مهام العمـارة التي يحرسها .. أنظف الدرج وأشتري حاجيات السكان وأنظف السيارات التي ينال هو مبلغ شهري من كل صاحب سيارة ليتم تنظيفها كل صباح .. كل هذا حتى أجلب مبالغ له وأنا لا أنال شيئاً .. مثل أخوتي .. لكني شعرت بعد كلمات أبيك أن هذا الطريق لا أرده .. أو حتى لكي أختاره يجب أن أتعلم .. أعرف .. أصبحت كل يوم أقوم بأداء واجبي المدرسي هنا ..". عاد يشير بأصبعه لمحطة المترو ذات المقعد الحجري الأبيض الذي تحول للرمادي بفعل السنون مستكملة هي ما يريد إيصاله لها :" على محطة المترو .. كنت تكتب واجباتك على المقعد ". أجابها بكل اعتداد بنفسه وكأن هذا لا يعيبه :" نعم .. في كل الفصول .. كنت أقوم بفرضي المدرسي قبل العودة للمنزل الذي هو غرفة داخل الجراج أسفل العمـارة التي يحرسها أبي .. حتى جاء يوم فرغ قلمي وأنا لم أنهي واجباتي .. لم أكن أحمل مال حتى أبتاع واحداً وقلم أبيك معي في المنزل ". دهشة علت عيناها ليجيبها بتعقيب حاني .. مخرجاً قلماً نبيذي اللون من جيب قميصه يدفعه إليها :" ما زال معي كسلاح أتمسك به في كل وقت .. ". أخذت القلم ووضعته داخل راحتها وظلت تمسده بأناملها وكأنما تمسد رأس أبيها تستشعر بحنانه من مجرد لفتة كهذه .. لم تدرك أن دموعها بدأت تقطر .. أكمل وهو مرتاح لهذه النتيجة التي وصل إليها معها .. ربما تفرج الدموع عما تحمله داخل قلبها من كتمان :" ذاك اليوم هبط والدك من المترو وأنت خلفه تحملين حقيبتك الوردية خلف ظهرك .. تقفزين مطمئنة لأن يدك في راحته .. شاهدني فلم يتكلم فتح حقيبتك ومنحني كل ما فيها من أقلام وقال لي " أنت شاطر وذكي .. أكتب وتعلم ولو احتجت شيئاً لتفهمه تعال لي ".. بعدها صار سندي في الحياة في كل عمل عملته كان هو من يوصي علي.. أباك صار أبي الروحي وسندي بلا أي مقابل .. فقط أوصاني عليك قبل وفاته بيوم واحد ". هد التعب صوتها وخنقتها الدموع :" كنت دائماً أركض إليه بعد عودته .. أصرخ فيه بشوق .. كنت أعلم أنك ستعود .. كنت موقنة بذلك .. حتى أختفي من الكون .. ذات يوم أصريت عليه أن نركب المترو .. لتكون نهاية رحلة المراهقة وبداية رحلة الشباب.. كان دائماً كل ليلة صيفية يأخذنا للخروج عبر المترو .. ننزل بعد محطتين ونتناول أيس كريم ثم نعود بالمترو .. بعد مغادرته لم يعد لشيء قيمة .. لا الشارع ولا المترو حتى الآيس كريم ربما لم أتناوله من بعده ". رفع كفيه مصفقاً للجرسون الذي حضر من فوره ليأمره:" اثنين آيس كريم بالشيكولاتة والبندق من عند الناصية ". هرول الجرسون منفذاً لأمره .. دهشتها كانت أشد من توقعه فقد تجمدت لحظات من هذا الذي يعرفها جيداً ثم همست بحنين جارف لتمكنها من معرفة مصدر المعلومة عنها :" كيف علمت أني أتناوله هكذا .. من بابا أيضاً". كانت تحاول إخفاء شيء شعرت به فأجادت مواراة سعادة خفية أن هناك من كان يبحث عنها .. لكنها عادت تبعد هذا الخاطر عن قلبها .. فلا هو بحث عنها وإلا كانت صادفته ولو مرة .. لم يعرف ما يجيبها به .. أيقول منذ رأيتك وتعلقت بطفلة الرجل الوحيد الذي أشعرني أني إنسان ،وكنت أبدو كمنحرف يتتبع كل شيء يخصها .. ابتلع ريقه ثم أجابها :" كنت ذات يوم بمحل الآيس كريم وأنت كنت تطلبين نوعك المفضل .. وما أعلمني أنك لن تتناولي غيره .. البائع وقتها قال لا يوجد .. فرفضت تناول نوع آخر.. وقلتِ له يومها بالحرف .. لا يوجد شيء اسمه آيس كريم بدون هاتين النكهتين ".. هرولت خلف ذكرياتها مرة أخرى لتتذكر هذا اليوم ثم غمغمت بذات المقولة لتؤكدها :" بالفعل خلق الآيس كريم بسبب هاتين النكهتين ". كان الجرسون يضع أمامهما عبوتين كبيرتين من الآيس كريم وملقعة بلاستيكية صغيرة .. وكأنها في اختبار للذوق والتهذيب .. سقطت فيه ببراعة فلم تشعر بنفسها إلا وهي تمد راحتيها تحتضن برودته ثم تسحبه أكثر مقربة العبوة منها وبدأت تأخذ منه ندفة خلف أخرى وهي تتلذذ به .. بينما هو يشعر بغمرة غريبة من التوق لها حتى بطريقتها هذه .. قشعريرة أصابت عموده الفقري ودغدغة هائلة تلاعبت داخل معدته .. وعيناه صارت محل الصراع الحقيقيين رغبات دفنها أعوام .. لم يكن يعرف مكانها .. حتى هاتف أباها الذي كانت أمها تفتحه كل فترة فيطمئن عليهما خلاله لم يعد يفتح .. حتى مكانهما لم يعد يعرفه .. صارت نسمات في قلب إعصار لم تعد لها وجود مكاني ولكن مكانها داخل قلبه كان محفوظ .. صوتها المتلذذ النهم أخرجه عن نطاق صمته ليهتف بها بحنان مراعِ .. يريد أن يعلمها بآخر لقاء بينه وبين أبيها :" ربما ما سأقوله لك الآن هو أغرب شيء ستسمعينه يوماً". استدركت أن هناك كلام فبدأت تنظر تجاهه فإذا به يفقد شجاعته مرة أخرى من مجرد نظرة مستفسرة منها .. ليغير اتجاه حواره بينما هي تتحاشى:" أتعرفين أني قد أبتعت شقتكم من عام تقريباً ". الحنين الذي يجلبه لها أقصى ما تتحمله .. غصت بندفة الآيس كريم الذي كانت تتناوله في هذه اللحظة .. سعال حاد انتابها كموجة لا تريد النهاية لدرجة أعتلت الدموع عينيها بعد احمرار شديد .. جعلته يقف من مكانه ويتحرك ليكون جوارها يمنحها قليل من الماء ويطلق الشهادتين ثم يتبعهما بتكرار البسملة .. طريقته نفس طريقة أبيها معها عندما كانت تغص بطعامها ..شيء إضافي جعلها ترتبك تحت كفه التي وضعها خلف ظهرها وصار يربت بخفة متجاوز جميع الخطوط التي وضعتها حول نفسها .. ارتباك وفوضي داخلها .. جعلته يصر على التكرار .. حتى توقفت أمامه هاتفة به :" لا أريد ان أعرف شيئاً .. لا أريد شيء". كادت تهرول لولا أن أحكم قبضته على معصمها هاتفاً:" لا .. لن أتركك تفرين من جديد .. بعد والدك اعتكفتِ المنزل فلم تعودي تخرجين وبعد فترة تركتِ المنطقة .. لابد أن تعلمي من أنا وماذا أريد ان أكون ". نظرت إليها بحدقتي يكحلهما السواد المقيم وسحبت ذراعها من بين سنابك أصابعه .. هتف بصوت شجي :" كل مرة كنت ترحلين لصدر أبيك كنت أتمنى أن أكون مكانه .. كل نظرة أرسلتيها إليه تمنيتها لي .. كم تمنيت أن أقول لك بوعدي سأعود لك أميرتي ". صدح صوتها بنهر مختنق :" أنت من تكون لي حتى تقول لي هذا الكلام .. أنت ..أنت ..". لم تسعفها الصفة لتكمل بينما هو يعقب :" لم أعد نكرة .. نعم كنت بالماضي نكرة .. يصفعه أبيه كل لحظة ويتعرض لتنمر أخوته الكبار حتى أجدت الاختيار بسبب أبيك .. ذاك الرجل لا يموت طالما وضع في كل مكان ذكرى .. هنا بالقهوة له ذكرى .. بشقتكم القديمة له ذكرى .. بالمترو له ذكرى .. هناك بالشارع له ذكرى .. كم حمل حقائب بدل سكان المنطقة .. أباك كان يمنح ذكاته بصحته وعافيته .. بالنهاية أراده الله بسبب مرؤته .. كلنا شاهدنا الحادث وقتها كنت احتضنك .. وأنت تبكين وتصرخين ثم وقعت في غشية كاملة بين ذراعي هاتين .. لم يستمر وجودك كثيراً حتى أعلمك .. أني .. أني قد طلبت يدك من والدك قبل وفاته بيوم واحد .. كان قد وافق على طلبي وكان سيعلمك بالموضوع بعد نهاية جولتكما الأخيرة بالمترو .. وها أنا أنتظر الرد حتى الآن ". كانت تحرك رأسها برفض كامل هاتفة بين دموعها :" لا .. لا .. أنت تكذب ". عقب بهدوء أكثر :" كانت والدتك متواجدة وأنا أطلب يدك .. لس ذنبي أني انتظرت كل هذا .. الذنب ذنبك لأنك فررت مني ". رفعت كفيها لأعلى :" يا لك من مجنون .. كيف أفر من شخص لا أعرفه ؟!!.. لولا الصدفة ما كنت شاهدتك أصلاً". أطرق رأسه بحزن :" نعم .. الصدفة أعادتك لنفس لحظة افتراقنا ..ما رأيك أن نبدأ من هنا .. أسألي والدتك عني وهي ستعلمك .. وها هو هاتفي ليكون معك .. امليني هاتفك حتي نتحدث ". كانت تمليه رقمها بكل سهولة .. تريد الفرار من هذا المكان .. لن تتاح لها فرصة البقاء داخل قوقعة أحلامها الداكنة مرة أخرى .. بعد هذه الدفقات من السعادة .. هكذا نال هاتفها بينما هي تقول :" لا تتعب نفسك فأنا رافضة ". هاجمها بنعومته :" أهناك شخص آخر ". رفضت بحركة مهتزة من رأسها :"لا .. كان فقط أبي ورحل بسببي ليتني ما طالبته بالركوب للمترو .. مات بسببي ". هتف بها بجدية :" هل دفعتيه أنت ؟!!.. هل كرهتيه لدرجة تمني موته ؟!!". اتسعت عيناها بسخاء من تأثير كلماته ليهتف :" إذا لم تكوني أنت .. عيشي بسعادة ليكون مرتاح داخل قبره .. فأمثاله لا يموتون .. هم داخل كل فرد ومكان مروا به .. هرولت من أمامه ..لماذا تشعر أن أباها عاد إليها .. خوف جديد من فقد شعورها بالسعادة جعلها تفر من أمامه .. لكنه لن يفقدها هذه المرة .. طالما رقمها معه هذا أقصى ما يحتاجه .. **************** بعد شهر كامل ** في حفل صغير ترتدي ثوب كشميري اللون ويده تدفع حلقة معدنية حول أصبعها فيضاء ثغرها بالسعادة .. هتفت وهي تبادله الخاتم الخاص به :" من أجلي عاد ". هتف بخفوت :" دوماً سيعود من أجلك من عشقك يا أميرتي ". الحب هو رحلة يقطعها جميع المحبين معاً .. هناك من يهبط قبل محطة الوصول فيترك الطرف الآخر وهناك من يعود دائماً حيث كان اللقاء .. هكذا أكد لها فادي أنه كان دائماً يعود لأجلها .. حتى هذا اليوم الذي شاهدها صدفة كان يبحث عنها في المكان .. حان الوقت لتعترف بسعادتها الخاصة .. **************** تمت بحمد الله | ||||||
|
| |
|
07-06-19, 03:09 PM
| #166 | ||||
| نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات
| مساد الورد والحب والخير والرضى والبركة 😁😘 جيت أحجز مقعدي عشان محدش يسبقني عليه وراجعة أول ما أفضى بإذن الله الأسيرة وإيموا مشكورا يا حلوات بارك الله فيكن وفي جهودكن ❤️😘🌷🌸💐🌼🌺 | ||||
|
| |
|
07-06-19, 03:17 PM
| #167 | ||||||||||
| مشرفة الأدبي،المجلة الشبابيةوعالمي خيالي وشاعرة ،نبضٌ متألّق ومميز وحي الكلمة ومحررة ورئيسة الجريدة، كاتبة،قاصة ،مدققة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام ،راوي القلوب،ملهمة كلاكيت  
| [type=203850]همسة صغيرة بحق كنت وعدت بالاستمرار بروايتي في شهر رمضان ولكن بعدما دخل الشهر الكريم وجدت الكتابة والالتزام شبه مستحيل مع التزامات الشهر ومتطلباته من عبادة ومنزل وخلافه لذا حق علي شيئين الأول : الاعتذار لكن عن هذا التقصير ..على وعد بالالتزام بالفصول الجديدة بإذن الرحمن الرحيم .. ليس تهاونا لكن بالفعل شبه استحاااااااااالة بسبب ضيق الوقت وكثرة المشاغل . ثانيا : شكر كلا من الكاتبتين الرائعتين الملتزمتين رجاء ( أميرة الحب ) و ايمي ( Just Faith ) على التزامهم بذلك الاستمرار بالكتابة رغم صعوبته بل شبه استحالته بالشهر الفضيل قمة بالروعة والتضحية رغم ما نعرف عن ظروفهم خاصة ظروف غاليتي ايمي ووفاة عمها وتعب والدها حتى الآن .. حبيباتي أرفع لكما القبعة فتحياتي وقبلاتي[/type]  | ||||||||||
|
| |
|
07-06-19, 08:21 PM
| #168 | ||||
 
| 💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عيد سعيد وكل عام وانتم بالف خير يعاد عليكم وانتم بافضل حال ان شاء الله. قصه جميله فعلا الحنين ياخذنه الى امكان تكون لنا فيه ذكريات جميله ولا تنسه 🥺 وكانت من اجمل المصادفات ان تلتقي بهذا الشاب العاشق 😘 ابدعتي عزيزي تحياتي لك 🌹🌹🌹🌹 | ||||
|
| |
|
07-06-19, 09:17 PM
| #169 | ||||
| 💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عيد سعيد وكل عام وانتم بالف خير يعاد عليكم وانتم بافضل حال ان شاء الله. قصه جميله فعلا الحنين ياخذنه الى امكان تكون لنا فيه ذكريات جميله ولا تنسه 🥺 وكانت من اجمل المصادفات ان تلتقي بهذا الشاب العاشق 😘 ابدعتي عزيزي تحياتي لك 🌹🌹🌹🌹 | ||||
|
| |
|
08-06-19, 06:36 AM
| #170 | |||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| اقتباس:
صباحك فل شكلك بجد شغالة حجز بس هههههههههههههه ربنا يسعد قلبك يا سكر امووووووووووووووووووووووو وووووه | |||||||||||
|
| |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
.png)
.png)
العرض العادي
