آخر 10 مشاركات
البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          روايه لا يغرك نبض كفي وارتجافه ضاق بي قلبي وشلته في يدي (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          عشقتها فغلبت قسوتي-ج1من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي *كاملة+روابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          كاذبة للأبد (35) للكاتبة الرائعة: strawberry13 *مميزة & كاملة* (الكاتـب : strawberry13 - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-06-19, 10:57 AM   #11

ساره النجار

? العضوٌ??? » 445018
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » ساره النجار is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة al-jood مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
مبروك عزيزتي روايتك الأولى....


إن شاء الله تجدي النجاح الذي تتمنيه...
مقدمة جميلة... موفقة بإذن الله
مشكوره عزيزتي
دمت بخير




ساره النجار غير متواجد حالياً  
قديم 06-06-19, 10:59 AM   #12

ساره النجار

? العضوٌ??? » 445018
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » ساره النجار is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاردينيا73 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مقدمة تثير التساؤلات .. فيها غموض جذاب
اسلوبك حلو كثير وقلمك قوي

اتمنالك كل الموفقية بروايتك الاولى

كاتبتنا المبدعة يشرفني رأيك و تواجدك الجميل


ساره النجار غير متواجد حالياً  
قديم 06-06-19, 11:00 AM   #13

ساره النجار

? العضوٌ??? » 445018
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » ساره النجار is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
مبرووك روايتك الجديدة اتمنى لك التوفيق ودمتي بخير💟💟
شكرا عزيزتي انرتي الرواية


ساره النجار غير متواجد حالياً  
قديم 06-06-19, 11:02 AM   #14

ساره النجار

? العضوٌ??? » 445018
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » ساره النجار is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ظبية البان$ مشاهدة المشاركة
رمضان مبارك

ومبروووك روايتك الاولى ومن الجيد انها رأت النور .
مقدمة رائعة لفصول اروع ان شاء الله
بالتوفيق ان شاء الله.
اشكرك كثيرا على كلماتك الجميلة


ساره النجار غير متواجد حالياً  
قديم 06-06-19, 11:03 AM   #15

ساره النجار

? العضوٌ??? » 445018
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » ساره النجار is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة reem1997 مشاهدة المشاركة
مقدمة جميلة جدا منتظرينك بفارغ الصبر🌷🌷🌷🌷
أتمنى أن ينال الباقي اعجابك
شكرا


ساره النجار غير متواجد حالياً  
قديم 06-06-19, 11:05 AM   #16

ساره النجار

? العضوٌ??? » 445018
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » ساره النجار is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
بدايه تبشر بالخير

بالتوفيق
شكرا مشرفتنا العزيزة


ساره النجار غير متواجد حالياً  
قديم 06-06-19, 11:20 AM   #17

ساره النجار

? العضوٌ??? » 445018
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » ساره النجار is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الأول



" أشعر بأن الحياة صارت مختلفة ، قالتها أمي يوما ما بفرحة .
و أنت نفسك صرت مختلفة و لم تعودي تنغصين علي حياتي كعادتك . "

و حياة أمي التي لم أعد أنغصها كانت علاقتها بالخادمة الجديدة ، حياة أمي بصفة عامة كانت هي البيت و نظام البيت و ترتيب البيت و لمعان النجفة و البريق الذي تعكسه أكواب الكريستال التي أهداها إياها أبي الغائب في جهازها .
" صرت مختلفة "، كررتها أمي و هي تشدد من احتضانها لي .
كنت بالفعل قد صرت مختلفة و ذلك لأن خديجة نفسها كانت مختلفة .
لم تكن تسرق مثل غيرها .
كانت " تستعير " .
تأخذ بنطلونا ، قميصا ، حلقا ذهبيا ثم بعد أيام يعود بقدرة قادر ليظهر في مكانه .
و لا أنكر أعجبني كثيرا هذا فيها ، وجدت لذة في خبثها .
ما استغربت له أيضا أنها كان لها نفس ذوقي و ذائقتي ، دائما تأخذ أفضل أشيائي وأقربها لقلبي .
طبعا لم أخبر أمي عن هذه السرقات الاستعارات .
ما الذي كانت ستفعله ؟ لا شيء .
بسلبيتها المعتادة كانت كما هو الحال دائما لتجعل الخطأ خطئي أنا ، كانت لتقول " لا تضعي حلق أذنيك في أي مكان ، احرصي على إقفال باب غرفتك " و كل هذه النصائح التي تجعلك تشعر أنك لست سيد بيتك ، أنك مجرد زائر داخل فندق تديره الخادمات .
أعتقد أن أمي كانت من ضمن أولئك الناس الذين اخترعوا تلك العبارة الشهيرة " عزيزي الحريف حافظ على أشيائك الثمينة ، نحن لسنا مسؤولون عن ضياعها "
لذلك نوعا ما في داخلي شعرت بالامتنان لخديجة ، كانت كريمة معي ، هذا ما شعرته وقتها كأنها كان يعز عليها أن تحرق قلبي على ممتلكاتي الغالية .
و شعرت بما هو أعمق ، شعرت بأنها تحاول أن تضع نفسها مكاني و شيئا فشيئا تعلمت أنا أيضا أن أضع نفسي مكانها .
و الآن و أنا أنظر لتلك الطفلة الصغيرة التي كنتها لا أستطيع إلا الشعور بالفخر و أنا أتذكر كيف في ذلك العمر القليل السنوات اكتشفت أن الحياة مجرد ركح كبير ، البعض يكون مستريحا في الدور الذي يوكل إليه و البعض يعيش يتنقل من دور إلى آخر دون أن يجد في أيها نفسه .
و هكذا كنت و هكذا كانت خديجة .
و في الفترة التي تلاقت فيها طرق حياتنا أعتقد أن كلتانا عشقت تلك اللعبة : لعبة تبادل الأدوار .
عشت تارة دورها و عاشت تارة دوري و لكني لم أكن أبدا جاهزة لتلك اللحظة المفزعة التي انقلبت فيها الأدوار بشكل جدي و أبدي .
لكن لكي أشرح أكثر علي أن أقول أكثر .
و خديجة كما قلت كانت مختلفة و لم يكن اختلافها يقتصر على ما ذكرته .
كانت صامتة ، لا تتكلم أبدا إلا حين يوجه إليها الكلام و لم تتكلم يوما بسوء عن مخدوميها السابقين مع أنه كان طبعا في الخادمات .
حتى بسنواتي الصغيرة وقتها عرفت أن خديجة لم تخلق لتكون خادمة .
ما بين الضفادع اللاتي كنت أشبه بهن الخادمات كانت هي ذلك الضفدع المسحور الذي ينتظر قبلة الحياة لتتحول إلى الأميرة التي هي عليها .
الآن بعد سنوات لا أدري إن كان علي أن أهنئ نفسي أو أنهال عليها شتما كوني تنبؤاتي بشأنها كانت صحيحة .
كانت المفاتيح أمامي و رغم ذلك لم أنجح في فتح أي من مغاليق أسرارها .

******

قبل سنوات .
جلس نصف متكئ ، نصف مستلق ، ظهره مستند على الوسادة العريضة ، ذراعه اليسرى تحت رأسها و ذراعه اليمنى ترتفع من حين لآخر لينفض رماد سيجارته .
كانت قد مضت عليهما لحظات طويلة من الصمت ليس لأنه شعر بمرورها ، عرف ذلك لأنها كانت سيجارته الثالثة .
أدار وجهه ينفث دخانها بعيدا عن وجهها ثم بدأ يتحدث بصوت خافت و داخل عينيه تبدت نظرة شرود :
" أتذكر حتى الان أول مرة سببت فيها الدين . "

توقف ليَمُجَّ ثانية في ذات اللحظة التي انبعث فيها صوت استغفارها الخافت .
" في الواقع لم تكن أول مرة ، واصل و صوته تشحب نبراته ، لكنها كانت أول مرة تسمعني فيها الوالدة . "

عاد إلى الصمت بعض ثوان أخرى راقب فيها بطرف عينه تنقل نظراتها بين شفتيه و السيجارة المحبوسة بين وسطاه و سبابته .
ابتسامة خافتة طافت على شفتيه سرعان ما اختفت ثم أرجع رأسه إلى الوراء مسدلا جفنيه ببطء ليختفي بحر عينيها تدريجيا عن ليل عينيه .
" لا أدري كيف سمعتني يومها مع أنها مئات المرات لم تسمع شكواي من حذائي الذي صار أداة تعذيب و هو يضغط على قدمي ، لم تسمع شكواي من ذلك المدرس الذي تتغذى روحه العفنة على إهانتي و مرة في الأسبوع على الأقل كان يطبع أصابع كفه على وجهي أمام جميع رفاق الصف .
لم تسمع كل ذلك و سمعتني بوضوح و أنا أسب دين صاحب الورشة الذي أكل علي أجر أسبوعين .
و من فورها انطلقت إلى المطبخ و حين أقبلت علي كانت تحمل في يدها قرن فلفل أحمر و قبل أن أعي ما الذي تنوي فعله به كانت قد قسمته نصفين و قبضت على رأسي بقسوة و مررت أحدهما على شفتي مرارا و تكرارا . "
" مرارا و تكرارا " ، همس ثم توقف ليأخذ نفسا طويلا آخر من سيجارته .
" كنت جامدا في مكاني ليس لأني كنت عاجزا عن تخليص نفسي منها و لكن فقط لأني لم أقدر أن أفهم .
لم أستطع أن أفهم ما هذا الدين الذي تدين به أمي لتعاقبني بتلك الطريقة لمجرد أني سببته ؟
أي دين و أنا الذي لم أشاهدها في عمري تصلي سوى أيام الجمعة ؟
أي دين و هي التي أول من علمنا كيف نسب و نلعن ؟
أي دين و هي التي لم تحضن يوما و لم تطبطب و لم تسامح ؟
لم أقدر أن أفهم و لكني عرفت أنه يوم فاصل في حياتي و أني سأكره هذا الدين إلى الأبد أو أحبه إلى الأبد .
الاختيار الأول كان الأرجح و الأقوى خاصة حين رفعت أصابعي لأطرد تلك الدمعة الخائنة و نسيت أن نفس تلك الأصابع مسحت بها فمي .
و لا توجد كلمات تكفي لوصف ما شعرت به حينها، تعالت زفراته للذكرى ، كانت عدستاي تحترقان حرفيا و قلبي بداخلي يحترق أكثر .
و لم أشعر بنفسي كيف طرت إلى الشارع .
كنت كمن فقد عقله و أنا أنحني على كل بركة موحلة تقابلني أغسل بها عيني ثم أشرب منها محاولا إطفاء نار لهيبي .
و كلما أنحني أتساءل ما هذا الدين الذي يكون له هكذا أتباع .
و كلما ازداد اللهيب ازداد غضبي و عماي و كرهي و مقتي .
في تلك اللحظة صرت كرة من البغض تنطلق دون هدف ، و في داخل قلبي تأجج حقد أسود على كل شيء ، على قدري ، على حظي ، على مولدي ، على نشأتي .
كنت طفلا في الحادية عشر يجري و يبكي و كل دمعة تنزل نارا تحرق عينيه و يتلظى لها جوفه . "

توقف يجذب نفسا طويلا أخيرا ينهي به حياة السيجارة قبل أن يرمي بقاياها الذابلة داخل المنفضة ثم يمد كفه يمررها ببطء على بشرتها من أعلى ذراعها حتى وصل بها إلى أصابعها الرابضة على موضع قلبه ليغطيها بباطن يده ثم يضغط عليها بلطف .
" و في أوج غلياني و جنوني شعرت بتلكما الذراعين تحضناني من الخلف ، كانت أختي فاطمة و بالعنف الذي سكن حينها بداخلي أعدت رأسي بقوة إلى الخلف ليصطدم بذقنها و أفلت منها و مضيت أركض و أواصل هروبي المخبول و من خلفي كنت أسمعها تبكي و تنادي اسمي .
شيء ما ، شيء لم أشعره فيها أو في أحد ممن يدعون أسرتي أبدا من قبل جعل خطواتي تبطئ و تبطئ حتى لحقت بي و حينها و لأول مرة ليس فقط حضنتني بل نادتني أخي .
ثم حملتني على ظهرها حتى بيتنا و حين وصلنا وضعتني برفق فوق سريري الضيق و وضعت ضمادة متضمخة بماء الورد و كانت تلك المرة الأولى التي أشمه فيها و أسمع أصلا عن وجوده ثم بهمسات باكية بدأت تتلو علي قصار السور فذلك كان كل ما تحفظه من كتاب الله . "

استدار يتكئ على جنبه الأيسر يواجهها ، تأمل ملامحها طويلا كما يفعل كل ما يلتقيان و كما في كل مرة سابقة كلما تأمل كلما كبرت لهفته و تضخم حرمانه .
" لماذا تحكي لي كل ذلك الآن ؟ " تمتمت و هي تدير كفها تحت كفه لتشبك أصابعها بأصابعه .
" لأني كما سبق و قلت لك بالنسبة لي كان ذلك اليوم فاصلا .
بعد ما حصل عرفت أن مشكلتي ليست مع الدين الذي سببته ، مشكلتي مع الناس الذين يتبعونه .
و في ذلك اليوم كان أمامي أكثر من مثال احتار له عقلي ، أولهم كان ذلك الميكانيكي المنافق الذي ينسى الدين و يتذكره على حسب المصلحة ، يشغل آيات الرزق كلما يفتتح محله و في آخر الأسبوع يأكل عرق مساعديه و هو يلعن قلة أصلهم و نكرانهم للمعروف .
ثانيهم كان الوالدة و أنا لن أتهمها بالنفاق لكني لم أنجح أبدا في فهمها ، أطلقت علينا جميعا أسماء الأنبياء و مع ذلك نادرا ما كان يعلو صوت القرآن داخل جدران بيتنا بينما طوال اليوم تقريبا يصدح التلفاز بالأغاني الهابطة و في ذات الوقت كانت تحرص على إخراس جميع تلك الضوضاء ما إن يعلو صوت الأذان .
ثالهم أختي فاطمة ، فتاة ولدت و نشأت ابنة لامرأة مثل أمي و مع ذلك كانت شيئا آخر ، تصلي و تدعو الله و في قلبها حب فطري للدين دون قسوة و دون تعصب . "
همست و هي تمد يدها الحرة تداعب بلطف ذقنه الخشنة .
" لم تجبني بعد لماذا اخترت هذه اللحظة لتحكي لي كل هذا ؟ "

خلص أصابعه من حضن أصابعها ثم مد يده يتناول سيجارة أخرى ، استنشق و مج طويلا و عندما ظنت أنه نسي سؤالها أو ينوي تجاهله تكلم دون أن يلتفت نحوها :
" أنت رابع صنف لم أفهمه .
طوال الوقت أسمعك تنصحين والدتك ، " لا تحرقي حسناتك يا ماما باغتياب الآخرين " ، " صفي نيتك يا ماما و جدي لفلانة و علانة عذرا " ، " اصبري يا ماما فالصبر مفتاح الفرج " و و و كلام كثير على هذه الشاكلة . "

التفت يواجه عينيها ثم قال بصوت خال من التعبير :
" و بعد كل هذا تنتهين بين أحضاني . "

تحت ذراعه التي يتوسدها رأسها شعر بتوتر رقبتها و كتفيها بينما نظراتهما و أنفاسهما تواصل التشابك بعناد أقوى منهما .
تنهد بعمق و هو يراقبها تقوم فجأة لتبتعد و تنكمش بتحفز عند قدميه في الطرف الآخر للأريكة .

تصلب فكه و هو يسمعها تغمغم بكراهية باردة :
" عشرات المرات حذرتك أن لا تشعرني بأني عاهرة لديك . "

استوى جالسا هو الآخر :
" تعرفين أني لا أقصد ، حك ذقنه ببطء مستمرا بتثبيت نظراته في عمق حدقتيها ، أنا فقط أبحث عن قليل من الفهم . "
" لا تبحث عند من لا يملك إذن ، أنا نفسي لا أفهم كيف انتهيت مع واحد مثلك " ، قالت بحدة و هي تدلي رجلها اليمنى أرضا بينما تواصل الاستناد على الأريكة بركبتها اليسرى .
" لم يكن هناك حل آخر أمامنا ، أنت تريدني و أنا أريدك و كل عائلتي بجميع أفرادها من كبيرهم إلى صغيرهم كانوا سيقفون أمام زواجنا و أنت تعرف ذلك أكثر مني "، صعدته بنظرة احتقار غاضبة ثم استمرت لاهثة ، " و أنا لست زانية كما يصورني عقلك المريض ، بيننا عقد لو كنت تذكر . "

شخر بصوت عال بينما يتقدم على ركبتيه حتى مكانها .
" تظنين أني أفعل ما أفعله معك لأني أريدك ، كلا يا روحي ، أنا أريد نصف بنات الحي الذي أعيش فيه لكني لم أجرأ على التفكير يوما على تحويل خيالاتي عنهن إلى علاقة حقيقية . "

شحب وجهها و هو يواصل الاقتراب منها حتى تلامس طرف أنفيهما و عادت أنفاسهما الثائرة للتعانق و الالتحام .
" و ذلك العقد العرفي الذي تتكلمين عنه تعلمين ما الذي قاله لي الشيخ عمرو عنه ؟ "

انحنى برأسه قليلا يداعب أذنها بشفتيه قبل أن يهمس لها ببعض الكلمات الخارجة .
دفعته في صدره بعنف و هي تقول :
" لا أستغرب أن يكون تفكيرك بهذه السفالة مادام شيخ مسجدكم يتكلم بهذه الطريقة . "
" الشيخ عمرو يا غبية هو الوحيد من شلتنا الذي تاب توبة نصوحا لذلك ندعوه بالشيخ "
" و أنت يا سافل أخبرته عما بيني و بينك ؟ "
" أنا يا .. بنت الناس لم أخبر مخلوقا و لن أفعل عما بيننا "
قالها ثم بحركة سريعة قبض بيديه على خصرها و عاد ليستقلي جاذبا إياها معه .
للحظات ظل يسافر بنظراته على ملامحها الغاضبة المشرفة عليه يزيد من ثورتها بابتسامته الساخرة الواسعة بينما يبطل بسهولة جميع محاولاتها للتخلص من حضنه ، أخيرا فغر شفتيه قليلا ينفخ على خصلة فاحمة تدلت تدغدغ خده الأيمن .
اعتقل خصرها بذراع واحدة و رفع كف الأخرى يمررها على طول ظهرها لتستقر أخيرا على رقبتها ، عيناه لا تفارقان عينيها بينما أصابعه تتحرك ببطء مدروس تداعب بشرتها ، عادت ابتسامته للظهور و هو يشعر بارتجاف جسدها بين ذراعيه ممهدا لاستسلام ناقض لهيب التمرد الذي تنطق به عيناها .
بنفس التمهل أحنى وجهها باتجاه وجهه و طبع قبلة خفيفة على طرف أنفها .
" أفلتني و لا تلمسني يا حقير . "

هذه كانت كلماتها أما جسدها كان له رأي مخالف و هي تسدل أهدابها بضعف أهلك أحاسيسه و تفغر ما بين شفتيها في دعوة واضحة لم يتردد ثانية في قبولها .
و كعادة قبلاتهما في تلك الفترة من علاقتهما لم تختلف تلك القبلة عن سابقاتها و لاحقاتها .
و التقت شفتاهما بجموح محموم و من حولهما بدا كأن العالم يمطر حمما ساخنة ألهبت الدماء داخل شرايينهما لتتقطع الأنفاس و تهدر النبضات و تذوب ذرات المقاومة ، ليس جميعها لأنه في لحظة ما تمالك نفسه ليحضن خديها و يبعد ثمرة شفتيها عن متناوله .
" أكرهك " ، همست بحروف متكسرة .
" كاذبة ، كما تكذبين على الجميع و توهمينهم بأنك تلك الفتاة الباردة التي لم تكونيها يوما . "
" أكرهك " ، كررتها بتماسك أكبر .
" لو كان ما حصل بيننا للتو كرها فاكرهيني بكل ذرة من كيانك . "

أكرهك ، سمعها منها كثيرا حتى أجبر على تصديقها .
لكن لم يكن هو الشخص الوحيد الذي تكرهه ، كان يعلم أنها تكره ذاتها أكثر لأنها سمحت لنفسها بأن تختاره هو دونا عن غيره .
و ربما هي تعمدت اختياره هو بالذات ، من يدري ؟ فهو أبدا لم يفهمها .
ربما كان لعبتها الوقتية التي تنفس من خلالها رغبات الأنثى الثائرة التي تسكنها و تخفيها عن الآخرين .
لعبتها المتاحة الرخيصة .
عاد إلى الحاضر ليتململ بضجر و هو يشعر بأصابع المرأة المستلقية إلى جانبه تتحرك على صدره العاري ببطء ليس له غير تفسير واحد .
" لم تخبرني أبدا عن الحكاية وراء هذه الندبة " ، همست بإغواء و هي تتحسس آثار ذلك الجرح الطولي على الجانب الأيسر من صدره .
" و لن أخبرك "
" أتعرف أنك ممل "
" أنا ممل جدا أعترف و مللي معد ، تصبحين على خير "
بدأ يدير ظهره لكنها غرست أصابعها في أعلى ذراعه و هي تحمل نبراتها نفس الهمس الإغوائي :
" نسيت أن أخبرك بأني أعشق الرجال المملين "
أغمض عينيه و هو يهز رأسه بيأس ، الحال معه لم يتغير قيد أنملة ، مازال لعبة بين أيديهن حتى و إن اختلفت القوانين .
بعد لحظات كان يعطيها ما أرادته منه ، وجهه مدفون داخل عنقها و هو يغمغم نفس الكلمة مرارا .
" إلياس ، كفاك رخصا ، اخرس و لا تناديني باسمها و نحن في لحظاتنا الخاصة "
ببطء رفع رأسه و بقسوة باردة قال :
" من قال أني أناديك ، أنا أناديها هي و فقط هي "

بنفس البرود ابتعد بجسده عنها و عاد ليستلقي على ظهره و في جوف الليل همس بعمق :
" نيروز "

********
نهاية الفصل


ساره النجار غير متواجد حالياً  
قديم 06-06-19, 11:22 AM   #18

ساره النجار

? العضوٌ??? » 445018
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » ساره النجار is on a distinguished road
افتراضي

عيد مبارك عليكم اعزائي

ساره النجار غير متواجد حالياً  
قديم 07-06-19, 08:02 AM   #19

تالا الاموره

? العضوٌ??? » 320247
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,200
?  نُقآطِيْ » تالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond repute
افتراضي

مبارك الرواية الجديدة

الرواية مشوقة جدا

بالتوفيق عزيزتي


تالا الاموره غير متواجد حالياً  
قديم 07-06-19, 06:20 PM   #20

ساره النجار

? العضوٌ??? » 445018
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » ساره النجار is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تالا الاموره مشاهدة المشاركة
مبارك الرواية الجديدة

الرواية مشوقة جدا

بالتوفيق عزيزتي
شكرا عزيزتي
انرتي الرواية


ساره النجار غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.