آخر 10 مشاركات
تنظيم الانجاب| حبوب اجهاض للبيع في الرياض (0563940846) حبوب سايتوتك200 للبيع في الريا (الكاتـب : دكتور تركي - )           »          1112-الإستسلام - شارلوت لامب ج6 -د.ن (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          صيدلية الرياض| حبوب اجهاض |بسرية تامة| في جدة 0563940846 حبوب سايتوتك 200 للبيع جدة (الكاتـب : دكتور تركي - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          حبوب الاجهاض (سايتوتك للبيع في السعودية؟) 0563940846 حبوب سايتوتك السعودية (الكاتـب : دكتور تركي - )           »          اعلان| حبوب الاجهاض للبيع في #الرياض# (0563940846) حبوب سايتوتك للبيع في #السعودية# (الكاتـب : دكتور تركي - )           »          عيشها صح| حبوب سايتوتك النهدي للبيع الرياض 0563940846 حبوب تنزيل الحمل للبيع في الريا (الكاتـب : دكتور تركي - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          1078 - أسيرة الماضي - شارلوت لامب - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          هام وحصري| سايتوتك الاصلي في الرياض 0563940846 للبيع (الكاتـب : دكتور تركي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree60Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-19, 07:05 PM   #181

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmedman2010 مشاهدة المشاركة
#احييكي ايمان علي قدرتك توصيل المشاعر بالشكل ده
#من كرم الخائف والمتعلق بوالدته بشده رغم تحديه لاعاقته
#انا دمعت وانا بقرأ الجزئيه ديه
(.تأمل أكرم وجه أمه المتعب بتجعيداته المحببة إليه ، ثم تحرك كفيه تلقائياً محتضناً أصابع يديها ، ليرفعها لفمه مقبلاً ظهر يديها هامساً بحنان بالغ " أمي ..يا حب السمسم ..ردي عليَّ ..ردي على طفلك العاجز .. الناقص .. الذي ينسى عجزه ونقصه ، ويشعر بالكمال .. فقط .. لوجودك بقربه تدعمينه وتشدين من أزره ..أمي أنا لا شيء بدونك .. أمي (مع ندائه الأخير لم يتمالك نفسه فانفجر باكياً ) ردي علي يا أمي ..أتوسل إليك سأموت إن حدث لك مكروه) "
#اما وجد لسه محبوسه فيما حدث من 10 سنوات وانهيار حياتها وتحاول ان لا تفكر فيه حتي لا تسترجع ما حدث
بس ظهور نديم جعلها تتذكر كل شئ ولا صرختها ثم الاغماء😭😭
#اما حمزه ومناكفته لاخته ساره العم فكري 😂
تخليه عن حلمه بعد موت والديه من اجل ان يساعدها في دراستها وزواجها
وموافقته علي حصول لمياء علي العمل في المطعم
#اما ياسمه صعبت عليا اوي من تخلي حبيبها حميد عنها الي زوج عذبها لدرجه قتله لمشاعر الانوثه فيها الا ام لا تراها والاهم عندها ان تتزوج حتي لا تكون مطلقه
الفصل رائع جدا 😍😍
iعزيزتي ان كان الفصل رائع في نظرك فالأروع في نظري انا هو تعليقك الرااااااائع وحرصك علي إظهار كافة التفاصيل وتأثرك الواضح بعلاقه اك رم بأمه ..
وجد كان لابد لها من هذا الإنهيار عند رؤيه اي طيف من الماضي يعيد إحياء كافة الذكريات المؤلمة لتلك الليلة
حمزة إنسان عاني من ذل الحاجه والإحتياج واكثر من يشعر بها لذا كان لابد من فهم احتياج الأخرين
ياسمة وحيد في رأي من اكثر القصص الرومانسيه التي ستكون في روايتي..
سلمت اناملك التي خطت من الكلمات ما ابهج روحي وأسعدني
لي رجاء اخير ..الإسم علي المنتدي غير الموجود علي الفيس يالطبع لذا ارجو معرفه من تكوني علي الفيس




أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-19, 11:27 PM   #182

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

ما شاء الله تبارك الله سلكت يمينك على ما خطت وابدعت في احداث الفصل المؤثر 😭😭
ما شاء الله فصل مليئ بالمشاعر والاحاسيس الممؤثرة ابدعتي في وصفها وتوصيلها للقارئ في كل مشهد ..
بداية من مشهد اغماء سومة وتاثر يايمة وارتباكها فيما تفعل لتنقذ حياتها مرورا بوجد واحياء ذكرى ما حدث لوالدها عندما اغمى عليه في عرض البحر في نوبة انخفاض مستوى السكر لديه احيا تلك الذكرى المحزنة لديها وابكاها ..
..
حميد وياسمة وعلاقة سابقة وترك ثم زواج ياسمة من عامر قم عودة حميد لطلبعا مرة اخرى للزواج هناك قصة وغموض في حكايتهم وواضح انها قصة مؤثرة مشوقة بانتظار احداثهم ✋
لنياء ووجد فولة وانقسمت نصفين فكل واحدة تعاني بما يكفي وكل منهن تشد عضد الاخرى وتسندها وتعطيها دفعة تشجيع للحياة ..
واضح انه حمزة انسان سوي مضحي من احل توئمته ليكتفي هو بالعمل ليوفر سبل الحياة والراحة لاخته سارة وهي مقدرة لتلك التضحية ..بانتظار لقاء حمزة ولمياء معا وان شاء الله يكون هو نفس شخصية القطار ..


وجد وصدمتها بمعرفة من هو نديم وانهيارها بالدموع وذلك لمساهدة نديم وتعرفها عليه الذي احيا داخلها ذكرى مؤلمة موجعة لها بقيت سجينة داخلها طوال سنواتها العشرة في بيت عمها الذي لم تجده بديلا عما عاشته مع والديها ...
اكرم وحديثه الحزين مع والدته وفقده لها اذا ما حدث لها شئ وتركته وحيدا فهو قوي بها ..
تسلم ايدك ايمان الفصل ابداعي رررراااائع جدا جدا استمتعت بقرائته وتاثرت باحداثه كثيرا ...
بانتظار القادم ان شاء الله ✋❤
شكرا على المنشن ❤❤


منال سلامة متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-19, 05:56 AM   #183

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
Rewitysmile1

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

ما شاء الله تبارك الله سلكت يمينك على ما خطت وابدعت في احداث الفصل المؤثر 😭😭
ما شاء الله فصل مليئ بالمشاعر والاحاسيس الممؤثرة ابدعتي في وصفها وتوصيلها للقارئ في كل مشهد ..
بداية من مشهد اغماء سومة وتاثر يايمة وارتباكها فيما تفعل لتنقذ حياتها مرورا بوجد واحياء ذكرى ما حدث لوالدها عندما اغمى عليه في عرض البحر في نوبة انخفاض مستوى السكر لديه احيا تلك الذكرى المحزنة لديها وابكاها ..
..
حميد وياسمة وعلاقة سابقة وترك ثم زواج ياسمة من عامر قم عودة حميد لطلبعا مرة اخرى للزواج هناك قصة وغموض في حكايتهم وواضح انها قصة مؤثرة مشوقة بانتظار احداثهم ✋
لنياء ووجد فولة وانقسمت نصفين فكل واحدة تعاني بما يكفي وكل منهن تشد عضد الاخرى وتسندها وتعطيها دفعة تشجيع للحياة ..
واضح انه حمزة انسان سوي مضحي من احل توئمته ليكتفي هو بالعمل ليوفر سبل الحياة والراحة لاخته سارة وهي مقدرة لتلك التضحية ..بانتظار لقاء حمزة ولمياء معا وان شاء الله يكون هو نفس شخصية القطار ..


وجد وصدمتها بمعرفة من هو نديم وانهيارها بالدموع وذلك لمساهدة نديم وتعرفها عليه الذي احيا داخلها ذكرى مؤلمة موجعة لها بقيت سجينة داخلها طوال سنواتها العشرة في بيت عمها الذي لم تجده بديلا عما عاشته مع والديها ...
اكرم وحديثه الحزين مع والدته وفقده لها اذا ما حدث لها شئ وتركته وحيدا فهو قوي بها ..
تسلم ايدك ايمان الفصل ابداعي رررراااائع جدا جدا استمتعت بقرائته وتاثرت باحداثه كثيرا ...
بانتظار القادم ان شاء الله ✋❤
شكرا على المنشن ❤❤
ليس هناك ما هو احلي من أن يري المرء ثمرة مجهوده من خلال كلماتك حبيبتي ..تعليقك اسعدني الي درجه لاتوصف ..شعرت من كلماتك حلاوة تأثرك بالأحداث ومتابعتك للشخصيات ..كلمات وسام علي صدري وسلمت أناملك التي خطتها بتلك الطريقة المشجعة الجميلة ..أتمني ان يعجبك القادم 💜💜💜💜💜💜💜💜


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-19, 05:51 PM   #184

موني جابر
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 382135
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,404
?  نُقآطِيْ » موني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond repute
افتراضي

تفوقت على نفسك في هذا الفصل إيمي الكلمات لا تسعفني لاختيار أنسبها لبيان حالة التأثر بحالة وجد وتذكرها والديها الذين لم تنسهم فعليا ولكن لم تتقبل أيضا أو لنقل أنها فضلت العيش بوهم وجودهما ولكن برؤيتها نديم فقدت الأمل الواهم لرؤيتهما أحياء مرة أخرى
نديم كان علاج لحالتها المستعصية فالجرح لابد مت تنظيفه جيدا ليطيب وهو علاجها ومعالجها
علياء ومقابلة مرتقبة وأخيراً لوجها لوجه مع حمزة فارس المترو بل والعمل لديه وما ستؤول إليه الأحداث
سعاد أم كأغلب الأمهات تعتبر ابنتها سلعة فاسدة لا إنسانة لها جميع الحقوق مهما كانت حالتها الاجتماعية وحميد يطلب الزواج منها بعد أن كسرها تركه لها من قبل تعاني مع زوج غير سوي كسرها أيضا
سؤال ملح لم تركها حميد من الأساس ولم عاد ليطالب بها وماذا ستكون العلاقة بينهما بعد ما عانياه بعيدا عن بعضهما البعض؟!
زوجة والد علياء تستحق القتل بالإضافة لزوجة عم وجد
أكرم شاب جسديا وطفل نفسيا وتمسكه بالأمل في الحياة مرتبط بحياة أمه... مسكين في ظل مجتمع غير سوي مزدوج المعايير
ياسمه مسكينة ولكنها لديها عائلة حقيقية تحبها
نديم وحمل ثقيل سيكمله مع وجد التي خطفت قلبه منذ عشر سنوات
هل يستطيع انتشالها من الهوة العميقة التي تمنعها الاستمتاع بحياة كتبها الله لها أم.... ؟!
بانتظار التطورات المثيرة 😊


موني جابر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-19, 11:07 PM   #185

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موني جابر مشاهدة المشاركة
تفوقت على نفسك في هذا الفصل إيمي الكلمات لا تسعفني لاختيار أنسبها لبيان حالة التأثر بحالة وجد وتذكرها والديها الذين لم تنسهم فعليا ولكن لم تتقبل أيضا أو لنقل أنها فضلت العيش بوهم وجودهما ولكن برؤيتها نديم فقدت الأمل الواهم لرؤيتهما أحياء مرة أخرى
نديم كان علاج لحالتها المستعصية فالجرح لابد مت تنظيفه جيدا ليطيب وهو علاجها ومعالجها
علياء ومقابلة مرتقبة وأخيراً لوجها لوجه مع حمزة فارس المترو بل والعمل لديه وما ستؤول إليه الأحداث
سعاد أم كأغلب الأمهات تعتبر ابنتها سلعة فاسدة لا إنسانة لها جميع الحقوق مهما كانت حالتها الاجتماعية وحميد يطلب الزواج منها بعد أن كسرها تركه لها من قبل تعاني مع زوج غير سوي كسرها أيضا
سؤال ملح لم تركها حميد من الأساس ولم عاد ليطالب بها وماذا ستكون العلاقة بينهما بعد ما عانياه بعيدا عن بعضهما البعض؟!
زوجة والد علياء تستحق القتل بالإضافة لزوجة عم وجد
أكرم شاب جسديا وطفل نفسيا وتمسكه بالأمل في الحياة مرتبط بحياة أمه... مسكين في ظل مجتمع غير سوي مزدوج المعايير
ياسمه مسكينة ولكنها لديها عائلة حقيقية تحبها
نديم وحمل ثقيل سيكمله مع وجد التي خطفت قلبه منذ عشر سنوات
هل يستطيع انتشالها من الهوة العميقة التي تمنعها الاستمتاع بحياة كتبها الله لها أم.... ؟!
بانتظار التطورات المثيرة 😊
Mony Gaberجميلتي الخلوقة لا تسعني حروف الكلمات كما اود لشكرك علي جميل تعليقك ..سلمت أناملك علي هذا الريفيو المميز كما هي صاحبته ..والله انه لشرف كبير لي ان تكوني كاتبة ولديك القدرة علي متابعه اكثر من رواية اثناء كتابتك لفصول روايتك انا نفسي افشل في فعل هذا واشعر اني في متاهة بمجرد بدأي في كتابة الفصل الجديد ..سلمت حبيبتي وسلم ذوقك ورقي اخلاقك كل كلمة كتبتيها وسام علي صدري 💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-19, 08:04 AM   #186

esoo As
 
الصورة الرمزية esoo As

? العضوٌ??? » 373476
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 686
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » esoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير يا اووركيدا العسل
وينك أنتِ من زمان .. أكتشششاااااف انتِ يا حبيبتي ماشاء لله كاتبة متمكنة بحق و لم يكن عندي ذرة شك بغير ذلك منذ قراءة المقدمة ..
مع كل فصل يزداد انبهاري بقلمك و سردك و جملك التعبيرية الحوارات وطريقة رسم الشخصيات..
بالمناسبة نزلت تواقيع الأبطال وكانت شبه يلي تخيلتهم من خلال وصفك لهم..
نجي للفصل الجميل بشجن
بصراحة اللقاء كان المشهد حبكته متمكنة جداً جداً ..
يعني لو أن رد فعلها اختلف لكانت اختلفت وجهة نظري
لأنه ليس من المعقول أن تقابله بخجل و دهشة و فرحة
بل بصدمة و رعب المشهد يتكرر أمامها كان في غاية المنطقية والإبهار ..
هو شخص أنقذها صحيح لكنه أنقذ الجسد وبقيت الروح عالقة في ظلمة المحيط تحتضن روح والديها المفارقان الحياة..
يعني أنا كقارئة و أعلم أن هناك من رسم الشخصية بتفاصيل معينة وتأثرت وحتى الآن لا أزال عالقة هناك في رعب اللحظة و هول الموقف..
ليس بالشيء الهين أو الذي يمكن أن يمحى أثره او يزول ..
بعد رؤية نديم فتح لها أبواب جحيم الذكريات التي كان عقلها الباطن يرفض أن يعترف بها وكل ما حصل شيء يذكرها بالحادث يعطي جسدها دفاعاً عكسياً ضد الذكرى لشدة الألم و العذاب ..
و بقيت وجد متقوقعة طوال سنوات تحارب وتجاهد وتكافح عاملة بوصية والدها أن تتشبث بالحياة بعيداً عن ذكرى تلك الليلة و بعيداً عن تذكر تفاصيلها..
وكلما حاول بركان العذاب و الرعب أن يطفو تعود لإخماده لا تسمح لحممه بشق صدرها و أن تفيض وتخرج من روحها علها ترتاح..
برؤية نديم غلى البركان و تأججت حممه و عند تذكيره لها بالموقف الذي جمعهما فاض البركان و وصل حد السيل الزبا
فصرخت روحها واستنجدت حواسها طالبة النجدة من الغرق و الرحمة من هذا الألم المعذب لقلبها وعقلها..
إن لم تخرج قيح جرحها الملتهب بذكرى والديها و طريقة موتهما وعجزها أمامهما سيبقى يؤلمها و سيستمر نزيفه كلما لمسه أحد بشيء يذكرها بتلك الحادثة
الآن نديم فتح الجرح و وضع عليه الكحول الحارقة كاوياً الجرح بذكرى اللقاء أتوقع وجد مغشياً عليها من الألم بعد مخاض الذكرى و كأنها كانت تعاني من ولادة معسرة..
بعد الآن سترتاح روحها المعذبة قليلاً ولن تأتي تلك الحالات مجدداً بما أنها سمحت لنفسها بالتذكر و مجابهة الألم..
ربما كتبت طلاسم و أشياء وتشابيه غير بليغة ولا في غاية التنميق لكن فعلاً أكتب لك بصدق انطباعي عن المشهد و مهما وصفت لا اوفيكِ حقك
كل الكلمات باتت باهتة أمام موهبتك وقلمك..
أكرم وتعلقه الشديد بوالدته لأنها تعوضه عن عجزه وفقدانه للجزء السفلي منه .. تسد خواء روحه وشعوره بالنقص و تعطيه شعوراً بالكمال بوجودها ودعمها له و مساندته..
أبكاني معه حين نادى امه مناجياً أن لا يمسها مكروه..
ياسمه تلك الياسمينة الرقيقة التي عاشت زهرة شبابها كصبارة شوكية
حب مفقود و زواج بالأكراه و أرض رحمها غير صالحة لزراعة جنين يدفئ برد روحها وملئ قلبها بمشاعر الأمومة الفياضة وهذا أقسى ما تعاني منه الأنثى أن تحرم من حق الأمومة 💔
عاد حبها القديم ليستعيد حقه في محبوبته و الآن بعد أن وصمت بالمطلقة تمت الموافقة عليه فقط كي لاتبقى مطلقة وكأنها راية عار على العائلة..
مسلوبة القرار والخيار ..
رافضة أن يعود لها الإنسان الذي تركها في منتصف الطريق بعد أن كانت مملوءة بعزة النفس والكبرياء و هالة الثقة التي كانت تحيطها
و الآن سيأخذ حطام أنثى مع كبرياء مبعثر و ثقة و أنوثة عبارة عن كومة رماد .
لكن انا أثق أنها ستنبعث من رمادها وتكون كما العنقاء لتحيا كما كانت قبل زواجها الأول وافضل
.

نديم وصدمته لحالة وجد و قد هاله أن لقائهما كانت ذكراه ذات أثر عنيف الوقع على روحها
التقى بوجد القلب و منية الروح التي طالما رافقته في أسفاره و حملتها له امواج البحر الغادر و كأنها هدية عرفان من قدره له
سيكون الحامي و العائلة المفقودة والحضن الدافئ الذي سيذيب صقيع روحها..
حب السمسم ذات القلب الكبير المعطاء بلى حدود طال عطاءه حتى ابنة ضرتها (التي بالمناسبة صدمتيني صدمة عمري بها)
لدرجة أن تناديها وتضعها في مقام أمها..
بينما الأفعى شادية ناهيكِ عن وجد ابنة سلفتها.. حتى أولادها لا يطالون منها خيراً بتلك التربية الفاسدة التي تضرهم لا تنفعهم.
لذلك ستعوض وجد عن الأم التي غابت شمسها و أكرم سيعوضها عن الاخ الذي يرى النور بل اختنق في ظلمات رحم امه ملتحفاً بظلمة المحيط ليضيف للظلمة ظلمات ..
قرأت الفصل مرتين وثلاثة و أرغب بقرائته للمرة الرابعة
أنتظر انتهائك من الرواية لأعيدها كاملة بدون انقطاع لقد أسرت جزءً من قلبي و حيزاً من عقلي و روحي..

كل الحب لكِ ولقلمك عزيزتي
دمتي مبهرة مبدعة


esoo As غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-19, 11:43 AM   #187

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة esoo as مشاهدة المشاركة
صباح الخير يا اووركيدا العسل
وينك أنتِ من زمان .. أكتشششاااااف انتِ يا حبيبتي ماشاء لله كاتبة متمكنة بحق و لم يكن عندي ذرة شك بغير ذلك منذ قراءة المقدمة ..
مع كل فصل يزداد انبهاري بقلمك و سردك و جملك التعبيرية الحوارات وطريقة رسم الشخصيات..
بالمناسبة نزلت تواقيع الأبطال وكانت شبه يلي تخيلتهم من خلال وصفك لهم..
نجي للفصل الجميل بشجن
بصراحة اللقاء كان المشهد حبكته متمكنة جداً جداً ..
يعني لو أن رد فعلها اختلف لكانت اختلفت وجهة نظري
لأنه ليس من المعقول أن تقابله بخجل و دهشة و فرحة
بل بصدمة و رعب المشهد يتكرر أمامها كان في غاية المنطقية والإبهار ..
هو شخص أنقذها صحيح لكنه أنقذ الجسد وبقيت الروح عالقة في ظلمة المحيط تحتضن روح والديها المفارقان الحياة..
يعني أنا كقارئة و أعلم أن هناك من رسم الشخصية بتفاصيل معينة وتأثرت وحتى الآن لا أزال عالقة هناك في رعب اللحظة و هول الموقف..
ليس بالشيء الهين أو الذي يمكن أن يمحى أثره او يزول ..
بعد رؤية نديم فتح لها أبواب جحيم الذكريات التي كان عقلها الباطن يرفض أن يعترف بها وكل ما حصل شيء يذكرها بالحادث يعطي جسدها دفاعاً عكسياً ضد الذكرى لشدة الألم و العذاب ..
و بقيت وجد متقوقعة طوال سنوات تحارب وتجاهد وتكافح عاملة بوصية والدها أن تتشبث بالحياة بعيداً عن ذكرى تلك الليلة و بعيداً عن تذكر تفاصيلها..
وكلما حاول بركان العذاب و الرعب أن يطفو تعود لإخماده لا تسمح لحممه بشق صدرها و أن تفيض وتخرج من روحها علها ترتاح..
برؤية نديم غلى البركان و تأججت حممه و عند تذكيره لها بالموقف الذي جمعهما فاض البركان و وصل حد السيل الزبا
فصرخت روحها واستنجدت حواسها طالبة النجدة من الغرق و الرحمة من هذا الألم المعذب لقلبها وعقلها..
إن لم تخرج قيح جرحها الملتهب بذكرى والديها و طريقة موتهما وعجزها أمامهما سيبقى يؤلمها و سيستمر نزيفه كلما لمسه أحد بشيء يذكرها بتلك الحادثة
الآن نديم فتح الجرح و وضع عليه الكحول الحارقة كاوياً الجرح بذكرى اللقاء أتوقع وجد مغشياً عليها من الألم بعد مخاض الذكرى و كأنها كانت تعاني من ولادة معسرة..
بعد الآن سترتاح روحها المعذبة قليلاً ولن تأتي تلك الحالات مجدداً بما أنها سمحت لنفسها بالتذكر و مجابهة الألم..
ربما كتبت طلاسم و أشياء وتشابيه غير بليغة ولا في غاية التنميق لكن فعلاً أكتب لك بصدق انطباعي عن المشهد و مهما وصفت لا اوفيكِ حقك
كل الكلمات باتت باهتة أمام موهبتك وقلمك..
أكرم وتعلقه الشديد بوالدته لأنها تعوضه عن عجزه وفقدانه للجزء السفلي منه .. تسد خواء روحه وشعوره بالنقص و تعطيه شعوراً بالكمال بوجودها ودعمها له و مساندته..
أبكاني معه حين نادى امه مناجياً أن لا يمسها مكروه..
ياسمه تلك الياسمينة الرقيقة التي عاشت زهرة شبابها كصبارة شوكية
حب مفقود و زواج بالأكراه و أرض رحمها غير صالحة لزراعة جنين يدفئ برد روحها وملئ قلبها بمشاعر الأمومة الفياضة وهذا أقسى ما تعاني منه الأنثى أن تحرم من حق الأمومة 💔
عاد حبها القديم ليستعيد حقه في محبوبته و الآن بعد أن وصمت بالمطلقة تمت الموافقة عليه فقط كي لاتبقى مطلقة وكأنها راية عار على العائلة..
مسلوبة القرار والخيار ..
رافضة أن يعود لها الإنسان الذي تركها في منتصف الطريق بعد أن كانت مملوءة بعزة النفس والكبرياء و هالة الثقة التي كانت تحيطها
و الآن سيأخذ حطام أنثى مع كبرياء مبعثر و ثقة و أنوثة عبارة عن كومة رماد .
لكن انا أثق أنها ستنبعث من رمادها وتكون كما العنقاء لتحيا كما كانت قبل زواجها الأول وافضل
.

نديم وصدمته لحالة وجد و قد هاله أن لقائهما كانت ذكراه ذات أثر عنيف الوقع على روحها
التقى بوجد القلب و منية الروح التي طالما رافقته في أسفاره و حملتها له امواج البحر الغادر و كأنها هدية عرفان من قدره له
سيكون الحامي و العائلة المفقودة والحضن الدافئ الذي سيذيب صقيع روحها..
حب السمسم ذات القلب الكبير المعطاء بلى حدود طال عطاءه حتى ابنة ضرتها (التي بالمناسبة صدمتيني صدمة عمري بها)
لدرجة أن تناديها وتضعها في مقام أمها..
بينما الأفعى شادية ناهيكِ عن وجد ابنة سلفتها.. حتى أولادها لا يطالون منها خيراً بتلك التربية الفاسدة التي تضرهم لا تنفعهم.
لذلك ستعوض وجد عن الأم التي غابت شمسها و أكرم سيعوضها عن الاخ الذي يرى النور بل اختنق في ظلمات رحم امه ملتحفاً بظلمة المحيط ليضيف للظلمة ظلمات ..
قرأت الفصل مرتين وثلاثة و أرغب بقرائته للمرة الرابعة
أنتظر انتهائك من الرواية لأعيدها كاملة بدون انقطاع لقد أسرت جزءً من قلبي و حيزاً من عقلي و روحي..

كل الحب لكِ ولقلمك عزيزتي
دمتي مبهرة مبدعة
ياربي علي حلاوة الريفيو وجماله ورقي كل كلمه فيه ..هقول مميز عمري ما هوفيكي حقك فيه ..بس التعليق بتاعك أعظم تعليق وصلني منذ بدأت كتابة الروايه ...والله أنت بحلاوة وعمق تعبيراتك وإحساسك بالمشاهد اجمل وسام علي صدري ككاتبه وشهادة افتخر بها بين الجميع لو قولت لك كما انتظرت تعليقك علي الفصل لقولتي اني ابالغ منذ البارحة ليلا حين وجدت اسمك بين القراء وانا افتح الموقف كل دقيقة لأري تعليقك وحين وجدت كنت اقفز كالطفل الذي اهده الحلوي ..انتظرتك علي شووووووق ولم تخيبي رجائي بعمق كلماتك ..ماشاء الله تبارك الله في كل كلمه كتبتيها فكلمات وسام شرفي لأي كاتبه 😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-19, 11:08 AM   #188

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي خ

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-19, 12:09 PM   #189

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

** الفصل الخامس**

اطلقي العنان لكل ما بداخلك يا وجد.. اطلقي سراح آلامك واسمحي لها بالخروج حتى تسطيعين التنفس"

وكأنها كانت في أمس الاحتياج لأمر باتر كهذا ، منذ عشر سنوات ، كي تستطيع أخيراً أن تنتزع سلطة الجمود عن كل دواخلها ..فكانت صرخة واحدة شقت ضلوع صدرها ، خرجت من رحم المعاناة ، كما المولود حديثاً حين يصرخ معلناً عن وجوده في وجه الحياة ، اتبعتها شهقات متقطعة حتى استطاعت التنفس بروية ثم تهاوت على الأرض دون حراك .....

شعور غريب يعتريها ، وخصلات شعرها العسلي الطويل تغطي وجهها ، والتي تتطاير بفعل نسمات الهواء العليلة ، القادمة مع أمواج البحر ، وهي تسابق الريح عدواً ، فوق حبيبات الرمال الناعمة على الشاطئ ، فكل شيء جميل ، منتظم الحركات ،وباهي الألوان ، على غير العادة حتى أن أبيها يجالس أمها ، محتضناً كفتيها ، يمسده بحب وضحكاتهما تغار منهما أمواج البحر فتضرب قدميهما بضراوة .. سكون مريح يتخلله سيمفونية مختلطة ، من أصوات الطيور المحلقة ، وانغام البحر المتهادية مياهه فوق الرمال الذهبية .. لا شعور يعلو الآن سوى سعادة تسري في عروقها ، فتتفتح بها كافة أواصرها وتجمل الابتسامة محياها .. يقتحم السكون الصراخ فجأة ، وترجح كفة الغدر والموت ، فالبحر الهادئ ثار وفارت أمواجه ، تبتلع الشاطئ وأناسه .. لا يهتم بلوعة فراق الأحبة عن بعضهم ، ولا يبكيه توسلات أفواههم بالخلاص .. الوضع عاد كما كان ، وعادت الأمواج الباردة تتقاذفها داخل عتمة البحر ، وظلمات ليل دامس ، وهذه المرة البعد أطال المسافات ، فلا هي استطاعت الاحتماء بأبيها ، ولا وجدت يد أمها تتمسك بها .. دوامة كبيرة ، تبتلع الجميع ، وهناك على أطرافها يقفان ، بوجوه لا تبدو كعابسة ولا ضاحكة ، تجمع بين الإثنين .. لوحت لهم بشدة ، حتى آلمتها ذراعاها ، صارخة بهم تسترعي انتباههم ، فيعاندها هزيز الريح ، منادياً موج البحر الهادر ، لتفور مياهه فوق رؤوس ثلاثتهم غضباً ، الكون بأكمله يتحرك ، وهم ثابتون ساكنون ، انطلقت توسلات وجد باكية مدوية "أااااامي ..أاااابي ..خذوني معكم ..أنا خائفة ..انتظروني .. أنا إليكم قادمة "
شدت سومه طرف قميص نديم منبهة " إنها تبكي في غشيتها يا ولدي .. لهف قلبي عليك يا ابنتي .." ثم انفجرت بالبكاء حزناً على حال وجد ، لتشاركها ياسمه المجاورة لها البكاء بشدة .
بينما صرخات وجد تملأ الغرفة ، تنادي أبيها وأمها ، بحرقة وتوسل ، لا يحسه سوى من ذاق لوعة اليتم وشجنه..

جاهدت وجد بكل قواها أن تصل لأبويها ، تصفع وجه المياه بذراعيها تسعى جاهدة للعوم .. فلينجوا معاً أو تبلعهم دوامة الموت سوياً هذه المرة... لن تسمح لهم بالافتراق عنها مجدداً ، سيعيشون معاً أو يموتون معاً لقد سئمت طعم الحياة بدونهم ..

"ماذا سنفعل يا نديم ..هل نأخذها للمشفى ..إنها في حالة انهيار عصبي حاد " تحدث أكرم باضطراب واضح ، فالفتاة عبارة عن كتلة حية من الألم ، تموج أمامهم وهم في عجز عن فهم حالتها أو مساعدتها .. نديم وحده من لدية خلفية عن ماضيها
" يجب أن نخبر أهلها فهم اعلم الناس بحالتها " قالتها ياسمه بشهيق باكي ، واندفعت خارج الغرفة ، فور هزة رأس موافقة من نديم ، في سبيل الوصول لمنزل السيد كامل كي تخبر ساكنيه عما حدث لوجد ..
نديم يقف في أقصى الغرفة ، عاجزاً عن اتخاذ قرارٍ أكيدٍ بشأن الخطوة المفترض القيام بها .. قلبه يموء بالوجع على حالة وجد ، وإحساس الذنب يملأ جنباته بأنه تسرع في تقديم نفسه لها ، من كان يعلم انها ستنهار هكذا ، منتفضة تهذي وتصرخ ، كما لو كان موت أبويها منذ دقائق فقط وليس قبل عشر سنين مضت ..
نفض عنه اضطرابه وقال " سآخذها لأقرب مشفى ، يبدو أنها في حالة صدمة شديدة ، وهناك سيعطونها شيئاً مهدئاً "
سألته سومه باهتمام " هل وجد هي نفس الفتاه التي حكيت لي عنها في تلك المرة التي ذهبت فيها لإنقاذ الناجين بعد غرق سفينة المحروسة قبل عشر سنوات "
"نعم يا أمي هي نفسها ..لم اتخيل ان تنصدم هكذا بمعرفتي " قالها بحزن فواسته أمه مزيحةً الذنب عن كاهله " لا يا ولدي لا تحمل نفسك ذنب ما يحدث لها الآن ، فعلى ما يبدو أن رؤيتك جلبت لها ذكريات تلك الليلة .. ما استغربه أنها وبعد كل تلك السنوات ، مازالت تتألم هكذا ، وكأنها لم تشفى بعد من صدمة فقدانها لهم "
أجابهما أكرم بشرود " كل ما في الأرض من كلمات وعبارات مواسية لا تعزي فاقداً عم فقده يا أمي ..قرأتها يوماً ، والآن أراها بعيني تتجسد بكل رجفة وصرخة ألم من هذه الفتاة "....

تكاد تصل رغم الجو المشحون ، لا يهمها سوى أن تصل ، يملأها الأمل ، وعزيمتها تقويها شحنات من الشوق المضني لحضنٍ آمنٍ دافئ ..
ويبقي البحر خائن لكل وعوده بالتلاقي فحين ظنت انه اللقاء شدتها قوة غير مرئية للوراء ، فكان البعد بينهم مصير والفراق قدر ، خبطت بكفيها فوق صفحة المياه بأسى وشجن ، نادتهم متوسلة أن يحاولوا هما الاقتراب ، فهدرت دموع عيونهم في صمت دون جواب .
.

عادت ياسمه لاهثة الانفاس قائلة " لا احد في منزل عمها دققت الباب كثيراً ولا مجيب "
هتف نديم بعصبية " لا وقت نضيعه ، سأبدل ملابسي فوراً وسنذهب بها للمشفى ..
ياسمه ابحثي في حقيبتها واخرجي هاتفها بالتأكيد سنجد عليه رقم هاتف عمها ، اتمنى فقط ألا يكون هاتفها مغلق برقم سري فلن نستطيع فتحه حينها "

خرجت ياسمه من الغرفة نحو غرفة الجلوس تمشط الغرفة بحثا عن حقيبة وجد حتى وجدتها جوار المقعد الذي كانت تجلس عليه ، فتحتها بأيد مرتعشة متأثرة بما حدث باحثة عن الهاتف حتى وجدته قابعاً في قعر الحقيبة ، استرعى صغر حجمه وقدم نوعه انتباهها بعد أن أخرجته ، فما عاد أحد يستخدم ذلك النوع من الهواتف في وقتهم الحالي .
سلمته لنديم الذي استغربه بدوره ، لكنه حمد الله سراً فتلك الهواتف ليست معقدة الاستعمال كمثيلاتها الحديثة والمتطورة .
خرج عائداً إلى غرفته متخلصاً من قميصه البيتي على باب حجرته بإحدى يديه ، والأخرى تعبث بالهاتف في محاولة لفتحه ، والذي فتحَ بسهولة من ضغطة زرين معاً ، فوجدَ الكثير من المكالمات الفائتة ، وكلها تعود لرقم واسم واحد سجل باسم " لولو"
أخذ يبحث في قائمة الأسماء لديها بينما يُسقطُ بنطاله خالعاً إياه أثناء ذلك مختصراً بذلك المزيد من الوقت ، فلم يجد سوى أربعة اسماء على هاتفها فقط .." لولو ، شذى ، د/عبدالعال ، زبونة "
تساءل نديم وهو يرتدي ملابسه " أربعة أرقام فقط يا وجد على هاتفك ، وليس لديك رقم هاتف لأي من أفراد عائلتك .. ترى ما الذي حدث لك خلال العشر السنوات الماضية ؟ ما الذي فعلتهُ بك الدنيا لتصبحي بهذه الانطوائية عن اهلك ؟ "
هم نديم بأخذ للاتصال بتلك ال " لولو " فلا خيار امامه الآن سواها ، لعلها تكون من أفراد العائلة فيصل لعمها إلا أن هاتفها دوى صوته بنغمة دينية محببه معلناً عن اتصال من " لولو " فضغط زر الرد فوراً ليسمع صوتاً نسائياً متلهفاً على الجانب الأخر " وجد ..أين انت لقد اتصلت بك عشرات المرات ولم تجيبي هل انت بخير عزيزتي ؟ هل حدث لك مكروه ؟.."
أجابها نديم برجاء " أرجو أن تهدئي يا آنسة وتخبريني من تكوني "
تفاجأت لمياء من الصوت الرجولي المجيب لها وهتفت بجزع " ماذا ...؟ من تكون أنت ؟!!..هل حدث لوجد مكروه ؟ أرجوك طمئني عليها "
أجابها نديم مهدئاً بلطف " اهدأي ستكون بخير إن شاء الله ، أنا فقط اريد ان اسألك إن كنتِ فرداً من عائلتها "
أيقنت لمياء أن مكروهاً ألمَّ بوجد ، فتاهت منها حروف الكلام ،غير قادرة على استيعاب فكرة أن تفقد وجد او أن يمسها أذى ، فسألته بصوت متردد خائف " هل .. هل حدث لوجد حادثة ما ؟ هل هي .. في المشفى وتريدون الوصول لأهلها .. أخبرني بالله عليك "
"لا ..لا يا آنسة إنها بخير اقسم لك ليس الأمر كما تظنين .. لا اعرف كيف اشرح لك ما حدث "
قالت وهي تسأله شبه صارخة " من أنت أذن وما بها وجد ؟!!..انطق ارجوك "
أجابها بتوتر "يجب ان اعرف اولاً من تكونين انت بالنسبة لوجد "
تأففت لمياء بغضب من غموض هذا الرجل وقالت بانزعاج " أنا صديقتها الوحيدة الاقرب اليها من أي انسان في الوجود حتى من أهلها فهلا تفضلت الأن واخبرتني ما الذي يحدث فقد وصل صبري معك لمنتهاه "
تكلم نديم شارحاً ما حدث لوجود منذ وصولها لمنزلهم " لقد جاءت وجد لمنزلنا اليوم كي تطمئن على صحة والدتي و...."
قاطعته لمياء مصدقة على حديثه " أنتم جيران وجد الجدد إذاً ، اعلم أنها كانت ستذهب إليكم لتطمئن على السيدة سومه فماذا حدث "
أجابها نديم بزفرة ارتياح لكون هذه الفتاة تعلم كل تحركات وجد وبالتأكيد سيكون لديها فكرة عن ماضي وجد " في الحقيقة كل شيء كان على ما يرام حتى ..حتى علمت وجد من اكون.. "
ردت لمياء هاتفة بقلة صبر وسألته " ومن تكون أنت ..؟!!! "
أجابها نديم بصراحة أملاً أن تتفهم الاثر الرجعي على معرفة وجد لمن يكون قائلاً " أنا نديم الضابط الذي انقذ وجد من البحر بعد غرق سفينه المحروسة وموت والديها من عشر سنوات وحين علمت وجد هذا حتى انهارت تماماً "
لطمت لمياء بيدها على صدرها رعباً ، فأبواب الماضي فتحت على مصراعيها جحيماً مستعراً في وجه وجد ، وهي بمفردها في بيت غريب عنها ، بين أناس لا تعرفهم حق المعرفة ولن يستطيعوا التعامل مع سقطتها ..
أستكمل نديم حديثه مفسراً " أنا بحاجه لإعلام اهلها بحالتها فهي غائبة عن الوعي تماما "

الظروف تداخلت وتشابكت حلقاتها .. صديقة عمرها انهارت وحيدة وعليها الذهاب إليها فوراً .
في حين أنها في طريقها للحصول على وظيفتها الجديدة في المطعم وإن لم تذهب ستضيع عليها ..
تسمرت أقدام لمياء أمام المطعم ، لا يفصلها عنه سوى بضعة خطوات ، عالقة بين شقي الرحى ، مخيرة بين عمل مريح وأكثر آدمية ورقي من كل الوظائف التي عملت بها ، وصديقة عمرها التي تناضل أشباح الماضي وحدها ..
" آنسة ..يا آنسة إلى أين ذهبت ..أرجوك اخبريني إن كان لديك اي رقم هاتف لأهلها فيجب أن آخذ وجد وأذهب بها للمشفى "

نظرت لمياء للافتة المطعم للمرة الأخيرة مودعة ، واستدارت عائدة فالأمر بسيط جداً لا يحتاج لتفكير أو مراوغة .. وجد عندها أغلى من كل الوظائف والأعمال .. وجد هي السند ، وحين ينكسر السند فلا راحة ولا مال ولا اي وظيفة ، تستطيع ان تستبدل لبنة واحدة كسرت في ميثاق صداقتهم ، أو ترميم ما فقد من ثقة ومؤازرة بين روحين ، ذاقتا من مرارة تخلي الأقربون عنهم وفراق الاحبة ، ما يجعلهم يستشعرون أقل الآلام ويستمسكون بكل رباط يجمعهم معاً في مواجهة هذا العالم ...
"لا إياكَ أن تأخذها للمشفى إنها تكرهها ، وإن شعرت انها بداخلها سيكون انهيارها اشد هذه المرة .. انتظرني أنا قادمة ..أنتم في البيت المجاور لمنزلها أليس كذلك ؟" أجابته مشيرة لسيارة أجرة ، موقنة انه سيأخذ الحصيلة الأكبر من نقودها ولكنه أسرع وسيلة للوصول لوجد في ظل هذه الظروف ..
اعترض نديم " ولكن حالتها لا تسمح بالانتظار لابد ان يعاينها طبيب في أسرع وقت ، إنها غائبة عن الدنيا وتصرخ باكية تنادي والديها "

انخرطت لمياء ببكاء صامت حتى لا تلفت نظر السائق لها ، وقالت باستسلام ، تجهل ما عليها فعله أو إذا كان لهذا الرجل حق في معرفة أسرار وجد الشخصية " لا أعرف كيف اتصرف .. فكل ما أعرفه أن دخولها المشفى سيجلب إليها ذكريات ، صدقني هي في غنى عنها الأن وستزيد الطين بله .. ووجود أحد من أهلها إلى جوارها وهي بهذه الحالة لن يكون الا كشوكة في خاصرتها ..أرجوك انتظر فقط حتى أصل ، فقد يكون وجودي الي جوارها مريحاً لها واستطيع إخراجها من غشيتها "
رضخ لها نديم قائلاً "حسنا سأنتظرك ولكني سوف أتي بطبيب خاص لها هنا في المنزل ، وإن احتاج الأمر لإدخالها المشفى فليس أمامنا اختيار أخر حينها"
"حسناً ..حسناً " أجابته بصوت متكسر ، وطلبت من السائق أن يتجه بها لأقرب ماكينة لصرف النقود ، كي تحضر من حسابها الضئيل والمحفوظ من أجل المستقبل المجهول ما يساعدها إن احتاجت وجد المال ، فلن تسمح لأحد ان يتمنن على صديقتها بأجرة طبيب أو بدواء ، وهي على وجه الأرض فمن غيرها أعلم بعزة نفس وجد ....

عاد نديم لغرفة امه التي ترقد بها وجد فوجدها تدثرها بغطاء ثقيل رغم حرارة الجو فبررت سومه فعلتها قائلة " إنها ترتجف بشدة ويديها باردتين كالثلج .."
هز نديم رأسه متفهماً وقال "لقد حدثت صديقتها ، وأخبرتني أن ذهابها للمشفى أو إخبار أهلها ستكون نتائجه سلبية على حالتها ولن يعود بالنفع عليها أبداً "
اعترضت سومه قائلةً " لكن يا ولدي هذا ليس أمراً هينناً وأهلها إن علموا قد يتهمونا بأننا فعلنا بابنتهم سوء ولهذا لم نشأ ان نخبرهم ، وأخاف أن يتسببوا لنا بمشكلة "
قال موافقاً علي كلامها " اعلم يا أمي . ولكن ياسمه ذهبت إليهم ولم تجد احداً منهم ، أليست هذه إشارة لنا وتدابير من الله لكي يبعد أثرهم السلبي عنها ، فمن الواضح أن وجودهم معها الان لهو شر اكثر من كونه خير ، فأنا حتى لم اجد رقماً واحداً مسجلاً باسم اي فرد منهم على هاتفها .."
"حسناً يا ولدي " أجابته سومه بتعب واضح ، فأنب نديم نفسه لإثقال كاهل أمه بما يحدث لوجد ،والإرهاق بادياً عليها ، فالتقط كفيها مقبلا باعتذار " سامحيني يا أمي إن وضعتك وسط كل هذا وأنت ما زلت متعبة فلو كنت اعلم أن الأمور ستتطور لهذا الحد ما كنت عرفتها بنفسي "
ربتت سومه بود على خديه وقالت " كفاك اعتذارا يا ولدي فما يؤلمني حالة الفتاة وقساوة ما تعانيه ..ومن نحن كي نتضرر من حالتها ، إننا جميعا بشر ، وربما سخرنا الله عز وجل لها ، لنكون جوارها في سقطتها هذه ، فنقدرها ونكون أحن عليها من أقرب الناس إليها فمن ذاق مر اليتم يقدر حالها "
قبل نديم رأس أمه متمتاً " شكراً لك أمي لا حرم الله أحد من حنانك وطيبة قلبك "

التفت سومه ناظرة لوجد والتي علا العرق جبينها وقالت بحنو " لقد جربت صبابة اليتم ، والعيش كالغريبة وسط عائلة أمي ، مع خالي الذي رباني وسط أولاده ..يشهد الله أنه رباني مثلهم تماماً ، ولكن لم يفارقني يوماً شعوري بالغربة والعرفان بالجميل فما بالك بها .. من يعلم كيف يعاملوها ، فحين زارتني زوجة عمها وصلني على الفور تصنعها وتعاليها والتفاخر بزوجها وأولادها ، وكأنهم ملوك الأرض ، وأسئلتها كانت كثيرة عن أصلنا وفصلنا وحجم عائلتنا .. لم أحبها ابداً أو أستسيغها كصديقة "
تخلل نديم شعره بيده حائراً وقال " لا أعلم يا أمي ..أنا بالتأكيد أثق بحدسك ولكني لم أقابل احداً منهم ولا أعرفهم ..كل ما أعرفه هو شعوري اتجاه وجد "
سألته سومه بصراحة مباشرة "هل يهمك أمرها لدرجة الحب "
نظر نديم لأمه متفاجئاً وأجابها بتوتر " لا بالطبع يا أمي ..أي حب تتحدثين عنه .. ما يربطني بوجد أبعد ما يكون عن الحب ..أنا عرفتها طفلة تعرضت لأسوء ما يمكن للمرء أن يتعرض له في حياته ، وكان من نصيبي أنا أن أكون شاهداً عليه .. تعلقي بها ورجائي طوال السنين الماضية ان أجدها نابع من عاطفة حمائية بداخلي نحوها ، كيف ولماذا لا أعرف .. ربما يجذبني ضعفها ويتمها ، فأشعر بغريزة الحماية داخلي تدفعني نحوها لأنجدها وأطمئن عليها لا أكثر.. الأمر إنساني أكثر منه عاطفي ..فلا تبني أمالك يا أمي على قصور واهية ، فالمرأة التي أريدها بحياتي لابد وأن تكون قوية وذات طابع قيادي حتى تستطيع تحمل المسؤولية في غيابي "

أهدته سومه إيماءة خفيفة ، وجلست جوار وجد متنهدة بتساؤل فعلي ،على الرغم من ارتياحها لعدم تعلق ابنها بوجد ، فالفتاة لا تبدو بخير أبداً ولا تظن أن لديها المقدرة على تحمل منزل كمنزلهم ولا حياة كالتي يخطط لها ابنها ، إلا أن قلبها رق لها وكأنها تعرفها منذ وقت طويل كما لو كانت من دمها او قريبتها ..

قاومت وجد أمواج البحر العاتبة محاولة السباحة ضد التيار دون جدوى .. الدوامة تبتلع كل شيء ، لكنها لا تثير بها الخوف ، فالمحفز الحقيقي للرعب بداخلها ارتياعها من موتها بعيداً عن والديها ، فلا يكون جمعهم موت في الحياة السابقة ، ولا ضم أرواحهم في اللحظات الأخيرة معاً الآن ..أيقنت وجد أن القدر سطر كلمته الأخيرة بحق ثلاثتهم ونصيبهم سيكون الفراق لا محال .. فالضباب غلف الأجواء حولها ورائحة الموت تجزع النفوس .. والديها يلوحون لها مودعين بابتسامات حزينة ، وهي في مكانها ثابتة عاجزة ، وكأنها مسمرة بقوى مجهولة غير قادرة على التحرك أو السباحة نحوهم ..وكالمحكوم عليه بالإعدام توسلت أمنيتها الأخيرة صائحة بكل ألم العالم

"ضمة ..ضمة يا أمي ..كل ما أرجوه منكم ضمه يا أبي ..انا بعدكم ما حنت عليَّ الدنيا ولا ارتاح لي جنب ..دعوتي لي بالنجاة يا أمي وشددت عليّ أن اتمسك بحقي في الحياة يا أبي ، ولم تخبراني كيف اواجه قسوتها وانعدام الرحمة فيها بعدكما "

خمس وستون عاماً عمرها وما لاقته من الدنيا ليس ابداً بقليل ..فارقها من الغالين والأحبة ما أبكى قلبها قبل عينيها ، ولكن سيبقى نداء تلك اليتيمة لأبويها حفراً محفوراً داخل قلبها حتى تموت ، لن يبرح أذنيها صدى لوعتها وقهرتها ..
انهار تماسك سومه وتداعت قوتها ،فرقدت جوار وجد على جنبها الأيمن ، تشدها لحضنها بقوة لا تعلم من أين اتتها وظلت تمسد بيديها على طول ظهرها هامسة بأذنها " لا تخافي يا ابنتي أنا إلى جوارك .. اعتبريني بمثابة أمك التي فقدتيها اهدأي يا حبيبتي اللهم اشفها وعافها وأخرجها من كربتها سالمة يا رب العالمين "

" أمي أخيراً وجدت حضنك ..ضميني أكثر أشعر بالبرد الشديد .. ضميني يا أمي صدرك دافئ وحنون " تهلوس في غيبوبتها ممسكة بتلابيب سومة دافنة رأسها في صدرها ، كلاجئ في بلاد الله دون وطن أو بيت يستره ، ولحسن حظه واستجابة لدعوة في حقه من جوف قلب محب ، وجد سكناً يحتويه ، وأمست الراحة والسلام تسري في بدن واهن أثقلته الهموم والمتاعب ، فخمدت ثوراته وأسبل جفونه ، يطفو ناعم البال فوق وسادة من الأمن والأمان ، كان حشوها نبل ومحبة صافية دون هدف او منفعة .. نامت غائبة عن الإدراك والوعي ..تائهة ما بين الواقع ولاواقع في عالم أخر ..عالم افتراضي بعيد .....

وصل نديم لذروة تحمله وما عاد يمكنه ترك وجد في ذلك الوضع لأكثر من هذا ، متسائلاً ماذا سيحدث لو تفاقمت حالتها وأثرت على حالتها الصحية أيضا كما هي حالتها النفسية ..
للأسف وجودهم في هذه المدينة حديث ، ولا معرفة لديه بأسماء أو عناوين لأطباء نفسين ، يستطيعوا الكشف عن حالة وجد في المنزل او حتى في عيادتهم الخاصة .. واحدة فقط هي من يعرفها ..واحدة فقط لم يتخيل يوماً ان يلجأ إليها طلباً للمساعدة ، بعد عامين من الفراق ، فهل يجرؤ على فعلها ويسألها أن تعاين وجد ، أم يكون قد فتح بيديه أبواباً جاهد مراراً على غلقها ، وقتل أي أمل في فتحها مجدداً ، رغم محاولاتها الاثيرة للنفاذ من أي شق فيها حتى اليوم ...
لا خيار أمامه سواها ..فهل حقا لا خيار أم هو الحنين لرؤيتها .. تحركت أنامله فوق شاشة هاتفه لامساً رقم هاتفها المدون باسمها متردداً ، فتهادى لسمعه أنات وجد الباكية ، ليضغط طرف أصبعه زر الاتصال منادياً فينال ندائه استجابة فورية من الطرف الآخر شاحناً لهفة واشتياق حملت كلها بحروف اسمه بتساؤل " نديم ..هذا أنت "
فأجاب نديم بتصلب " يسرى .. أقصد دكتورة يسرى أحتاج مساعدتك "
قالت يسري غير مصدقة " لا أصدق ان تطلبني لأساعدك بعد كل هذا الوقت يا نديم "
" أرجوك ..ليس هذا وقت للحوار ، أنا لا أعرف طبيبة أمراض نفسية غيرك ، وإحدى قريباتي منهارة تماماً ولا أستطيع إدخالها المشفى فهل بإمكانك المجي ومعاينتها أم لا "
تألم فك نديم من كثرة ضغطه عليه وهو يتحدث ، موقناً أن ما يفعله خاطئ وقد يمنحها أملا ً بالرجوع ، ولكن لا حيلة له في هذا الوضع وعليه ان يساعد وجد بأي طريقة لأنه من تسبب لها بكل ما تعانيه الآن .
أجابته يسرى بمهادنة " حسناً سوف آتي وستكون فرصة جيدة لرؤية صديق قديم ..اعطني العنوان "
املاها نديم عنوان منزله وختم المكالمة سريعاً داعياً ربه ألا يكون كما الفراشة التي جذبها ضوء النار فطارت إليه بإرادتها حتى أحترق جناحيها...

جلست دارين في محاضرة الدكتور عامر ، متأهبة مدونة لكل كلمة ينطقها فمه ، فلأول مرة في حياتها تهاب أحداً بهذا الشكل ، فالرجل والحق يقال متمكن من شرح مادته على أكمل وجه ، لكن الكلمات تتباعد وتتقارب أمام عينيها دون ادنى استجابة عقلية منها وكأنها طلاسم .. كما أنه جاد لأبعد الحدود ، كل شيء لديه بميعاد فإن خطت قدماه داخل غرفة المدرج انتهى الأمر فلا دخول بعده ولا حتى الأنفاس يسمع صداها أثناء حدثيه .. الكل في غاية الانتباه ، فقد يتعرض أحدهم في أي لحظة لسؤال منه ومدى قدرته على الإجابة تحدد درجات أعمال السنة خاصته .

..تأفف دارين في سرها ، فهي لم تحضر محاضرة بكل هذا التركيز منذ وقت طويل جداً تقريباً منذ دخلت لهذه الجامعة ..يجب أن تجد سبيلاً لهذا الرجل قبل الامتحانات النهائية ، فقد سمعت أنه منضبط وصارم جداً إزاء تصحيح أوراق الامتحان ، ولا تظنه قد يرتشى ببعض المبالغ النقدية ، كغيره لضمان نجاحها هذا العام في مادته .. فماذا هي فاعلة ؟إنه عامها الأخير والكل سيشمت بها لو حدث لها مكروه ورسبت في مادة كمادة الدكتور عامر .

رفعت دارين أنظارها اليه تتأمل ملامحه مفترسة .. إنه في أواخر الأربعينيات لكنه ذو مظهر شبابي ، أنيق ولديه طريقة في الجلوس تنم عن الكبرياء والسلطة مقبول شكلاً ولكنه لا يصل إلى الوسامة فقط لو كان أصغر بعدة سنوات لكان صيداً ثمينا لها ..اعتدلت دارين فجأة في جلستها حين التقت عيناها بعينيه للحظات وهو يطوف بعينيه على جميع الطلاب فهالها ما شعرت به من خوف واضطراب وتلك المشاعر لا تحبذها أبداً اتجاه أي مخلوق فليست دارين من تخاف احداً أو تهابه.. فالشيء الوحيد الذي يرعبها في الدنيا هو الألم البدني تقريبا دخلت داخل إطار فوبيا الألم فهي ترتعب من احتمالية تعرضها لأي ألم ولا تحتمل أقل درجات الألم ...
لا يبدو ان أمر المتابعة المستمرة للمادة والمذاكرة سيجدى نفعاً معها لذا قد تضطر لتخطي قاعدتها الثابتة بعدم التورط مع أي من أستاذتها الجامعين ..فاللعب مع رجل كالدكتور عامر سيكون ممتعاً لأقصى حد ، فهو في النهاية رجل كأي رجل حين يخلع عنه عباءة الأستاذ الجامعي إلى جانب انه سيكون تغير جيد في روتين حياتها ، بجوار قصتها القادمة لا محالة مع الدكتور أحمد فهو سيصير أساس كل القصص .. هو المستقبل المشرق لها ولا مانع من التسلية مع الطرفين حتى تصل لهدفها فتتخرج هذا العام وبعدها تغادر الجامعة ، واضعة كلمة النهاية في قصة الدكتور عامر وتكون قد وضعت قاعدة الأساس في قصتها مع أحمد ..
انهى الدكتور عامر المحاضرة بطلب بحث علمي في مادته يسلم بعد أسبوع واحد ، وخرج يضرب الأرض بقدميه نهباً نحو مكتبه في الطابق الثاني فتبعته دارين بين زحام الطلبة تبتغي الانفراد به لتذكره بنفسها فنادته برقه وهو يهم بفتح باب المكتب "دكتور عامر لو سمحت لحظة واحدة"
التفت اليها عامر بعصبية قائلا " ماذا ؟"
اضطربت دارين وتلجلجت بالحديث فهتف بها "هل ستظلين واقفة أمامي كالصنم هكذا دون أن تنطقي "
دخل مكتبه ملقياً بالمراجع الممسك بها على سطح مكتبه فردت دارين بتردد وهي واقفة على عتبة مكتبه " أنا ..أنا كنت أريد أن أخبرك أنني انتظمت بحضور المحاضرات خاصتك يا دكتور منذ أخر مرة قابلتك بها واستفدت كثيراً من كل كلمة شرحتها لنا اليوم "
"حقاً وماذا أيضاً هل ستخبرينني بأن هناك أمراً ما لا تفهمينه في المحاضرة يا دارين كامل الباهي ..أم ستبتكرين شيئاً جديداً غير المعتاد لتطيلي الحديث معي "
شحب وجه دارين فمازال حتى الأن متذكراً اسمها بالكامل فهل تلك إشارة جيدة أم إنذار وتحذير ،قررت دارين ان تتراجع حتى تستكشف المدخل الأمثل إليه فخفضت عينيها للأسفل صامتة تنأى عن المجادلة وتمتمت " أنا أسفة على إزعاجك دكتور عامر ..سأنصرف فوراً "
همت دارين بالرحيل يتآكلها الغيظ من هذا الرجل ومعاملته السيئة لها فتلك أول مرة يساء إليها هكذا من أحد أساتذة الجامعة خاصة بعد معرفة الجميع بوضع أبيها .. سارت عدة خطوات حتى استوقفها قائلاً من داخل مكتبه " ألم يخبرك أحد انني أمقت الطلاب الذين يعترضون طريقي ذهاباً وإياباً او يتبعوني كالجراء الصغيرة طمعاً في نيل رضاي عليهم ظناً منهم أنهم بهذا سيكون لديهم مكانة خاصة عندي "
أخطأت دارين أخطأت ..هذا الرجل ليس سهلاً أبداً وعليها أن تغير كافه استراتيجيات تعاملها معه من الآن فصاعداً ومهما يكن فالأمر ممتع في حد ذاته لأنها تهوى صعاب الأمور ..
أجابته دارين بمسكنه " آسفة سيدي .. لقد وددت إخبارك بمدى تعلقي بمحاضراتك وانبهاري بطريقة تدريسك لمادتك وكم سنخسر قامة مثلك بعد تخرجنا هذا العام "
ابتسم عامر استهزاءاً بها ورد عليها قائلاً " أنتِ منافقة كبيرة يا دارين ..فأنا واثق أنك لم تفهمي كلمة واحدة طوال المحاضرة ، وكان تفكيرك كله منصب في الوصول للطريقة المثلى لتتقربي مني وجذبي لصفك ..لعلمك انا أعرفك جيداً ، وليس لأني جديد في الجامعة فلن أعرف كيف استطعت النجاح طوال السنين الماضية احب ان انبهك أنك تسلكين الطريق الخاطئ للفوز باستحساني لشخصك "
" وما هو الطريق الصحيح سيدي " قالتها دارين بجرأة وفضول ، استقام عامر في جلسته فوق كرسيه وراء مكتبه ورفع رأسه بتعال وأجابها ببساطة " الطاعة "
استغربت دارين قائلة "ماذا ..الطاعة !!"
أكد عليه القول " نعم الطاعة" ..صمت قليلاً يتأملها بعين رجل راغب ثم واصل قائلاً .."أريد البحث العلمي بعد غد هنا في مكتبي الساعة الثانية عشر دون دقيقة تأخير واحدة ..هل فهمتي ؟"
اعترضت باندفاع دون تفكير " بعد غد ولكنك أخبرتنا أنك تريده بعد اسبوع ..لن أستطيع الانتهاء منه أبدا في هذا الوقت "
ضيق عينيه ونظر إليها مباشرة ثم كرر قوله بصرامة " أريد البحث العلمي بعد غد هنا في مكتبي الساعة الثانية عشر وكما قلت سابقاً دون دقيقة تأخير واحدة .. إن أردت ما تطمحين إليه "
اختبار إنه اختبار لا محالة وعليها الطاعة ..الطاعة !!! هي دارين سيأتي عليها وقت تجبر أن تطيع فيه أحد ..حسنا إن الأمر ينتهي بنجاحها وحصولها على لقب " الدكتورة دارين" رسمياً ،لذا سوف تجبر نفسها على الطاعة ، تمتمت قائلة "حسناً يا دكتور عامر سأحاول كل ما في وسعي للانتهاء في الوقت المحدد "
لوى عامر فمه ضاحكا برعونة وقال " لا يعجبني ردك دارين ..ردك كان من المفترض أن يكون ..أمرك سيدي ..لا أظنك تصلحين لأن ترتقي وتكونين مقربة مني "
اندفعت دارين قائلة " لا لا سأنفذ كل ما تقوله ..أمرك سيدي "
أشار لها عامر بيده أن تنصرف "حسنا اذهبي الآن ولا أريد رؤيتك إلا في الموعد الذي حددته لك "
تراجعت دارين تمضي بطريقها تكز على أسنانها كرهاً وغيظاً من أفعال عامر معها ، متوعدة في قرارة نفسها أنها ستجعله يركع أمامها يوما ما وسيدفع ثمن ما يفعله بها الآن .................................................. .
أغمضت لمياء عينيها تعباً من مجادلة الحاجة خديجة وتوبيخها المستمر لها على الهاتف منذ اخبرتها بالتراجع عن دخول المطعم لاستلام الوظيفة ، والعودة لمساندة وجد فردت عليها بأدب رغم حنقها "حاجة خديجة أنت تعملين جيداً مقدار وجد عندي فما يربطنا أكثر من الأخوة إنها جزء من روحي ، أختي التي لم تنجبها أمي ، شريكتي في كل شيء في الحياة ونصفي الثاني كيف تريدين مني أن اتخلى عنها الآن وهي في أمس الحاجة لي ، في سبيل الحصول على وظيفة جديدة ..أنا أعمل طوال عمري دون كلل أو راحة وإن ضاعت مني هذه الوظيفة فلا نصيب لي فيها وسأسعي لغيرها ..أنا اعلم اني وضعتك بموقف محرج لأنك من توسط لأجلي عند صاحب المطعم ولكني آسفة حقا (ثم صمتت قليلا تكتم بكائها حتى لا تنفجر باكية وواصلت قولها) سامحيني إنها اعز عندي من الف وظيفة ومن مال الدنيا كله "
أنبت الحاجة خديجة نفسها سراً من فتح مكبر الصوت أمام حمزة ،لتسمعه تبرير لمياء لعدم حضورها ، ومن دون ان تعرف لمياء بهذا ، ولكنها خافت أن يصمم حمزة على رفضه لمنح الوظيفة للمياء ، بعد تخلفها عن الحضور اليوم وقد أكدت الدكتورة سارة لها مدى كرهه لعدم الانضباط وقلة الالتزام من موظفيه لكنها أثرت فعل هذا ليستخلص بنفسه مدى الكرب الذي تعانيه لمياء اتجاه صديقتها ..نظرت خديجة لحمزة المحرج من الوضع الذي وجد نفسه فيه فقد فاجأته بفتحها لمكبر الصوت أمامه دون حتى أن تسأله رأيه بالأمر أو تنبهه لما تريد فعله وإجباره على سماع المكالمة فقالت بعطف تبعث برسالة خفيه إليه "يا ابنتي أنا اعرف جيدا كل هذا ..لكني استخسر فقدانك لوظيفة كهذه في ظل الظروف التي تمرين بها ..كنت دخلتي استلمت عملك على الأقل وبعدها كنت أنا بنفسي سأرجو حمزة أن يدعك اليوم على ان تباشري عملك غداً كي لا يشعر بأنك مهملة أو لا تقدرين مساعدته لك "
أجابتها لمياء باستماته .."وجد أهم .. فكل لحظه اتأخر فيها عن الوصول إليها لا اعلم ما قد يحدث لها ، إنها منهارة تماماً في مكان غريب بين أناس لا تعرفهم.. يا حاجة قدر الله وما شاء فعل فعلى ما يبدو أن لا رزق لي عند قريبك أرجوك أبلغيه اعتذاري وأسفي وإني اقدر له تمام التقدير فضله علي بمساعدته لي "
تنهدت خديجة بخيبة أمل من لمياء المصرة على عدم الرجوع وتصغيرها أمام حمزه برفضها استلام العمل فأنهت المكالمة معها باستسلام " حسناً افعلي ما تشائين فلا يبدو أنك ستغيرين رأيك الصلب هذا "
رفعت خديجة ناظريها لوجه حمزه الجامد ونهرت نفسها على عدم احترامها لسنها ومكانتها بأن تضع نفسها وحمزه في هذا الموقف المحرج ، ولكنها حمدت الله أنها قررت المجيء لتكون مع لمياء عند استلامها العمل وتشكر حمزه بنفسها لتتفاجأ بعدم حضور لمياء ، .. لتخبرها لمياء بما جرى مع وجد ، فسارعت دون تفكير وفتحت مكبر الصوت ، ليسمع حمزة بأذنه وعبر الأثير لمياء وهي توضح وتشرح لخديجة أسباب عدم حضورها وتراجعها في آخر لحظة من وصولها فحاولت تلطيف الأجواء المتوترة قائلة " سامحني يا حمزة يا بني أني وضعتك بهذا الموقف المحرج لكني كنت أريدك ان تعلم ان لمياء ليست انسانة مستهترة ولكن ما حدث خارج عن إرادتها فصديقتها هذه يتيمه الأب والأم وقد مرت بظروف سيئة جدا ولمياء تعتبرها أختها قبل أن تكون صديقتها و......" قاطعها حمزه يؤنبها بحرج بالغ " يا حاجة خديجة لو أنك كنت قصصت لي ما حدث لكنت تفهمت الوضع دون اللجوء لإجباري على سماع أمور شخصيه للفتاة لا يحق لي معرفتها ولو علمت بما فعلت ستسبين لها بإحراج جم لي ولها حين تأتي للعمل "
تمسكت خديجة بذراعيه فرحة واتسعت ابتسامها قائلة " حقا يا ولدي لن تحرمها من الوظيفة ..بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك "
رد لها ابتسامها بأخرى منيرة وتناول كفها مقبلاً ظاهرها وأنبها قائلا " ألا تعرفين غلاوتك بقلبي يا حاجة أنت في مقام امي رحمها الله ولا انسى وقفتك ابدا مع سارة وأحمد ، حين كانت اختك والدة احمد ترفض زواجهم ، لكنك ساندتهم ، واقنعت أختك بكل الطرق أنها لن تجد افضل من اختي زوجة لابنها ..أنت لا تطلبين انت تأمرين وأنا انفذ دون نقاش وكل من يأتي من طرفك هو بنفس غلاوتك عندي "
تأثرت خديجة كثيراً بحديث حمزة فشدت رأسه بحنو مقبلة خده بأمومة خالصة وهي تدعو له بقلب صادق " وفقك الله يا ولدي ورزقك من حيث لا تدري "
...….…………………...............
نزلت لمياء من سيارة الأجرة مسرعة تكاد تعدو حتى وصلت للمنزل المنشود ، فدقت الجرس بأصابع ترتعد توتراً ، خاصة بعد المكالمة التي أنهتها للتو مع الحاجة خديجة ، وتأكدها التام أن الوظيفة ذهبت ادراج الرياح ..
دقيقة او أكثر وفتح الباب ، يقابلها شاب وسيم في اوائل الثلاثينات عاقداً حاجبيه متسائلاً عن هويتها فبادرته قائلة " أنا لمياء صديقة وجد "..علت ملامحة الراحة متمتماً لنفسه ، إذن لولو هي لمياء ، رحب بها مفسحاً لها الطريق لتدخل " أهلا آنسة لمياء ..تفضلي "
أشار إليها أن تتقدمه موجهاً إياها نحو الغرقة القابعة بها وجد فسألته بإهتمام "كيف حالة وجد الأن "
" إنها هادئة الأن تماما ..وأعتقد أنها نامت أو أغمي عليها لا أعرف فهي هادئة جداً "
أجابته شارحة " أظن أنها نائمة ، فعندما تحدث لها هذه الحالة تغرق في النوم لمدة بسيطة أو طويلة على حسب حالتها النفسية ومدى تضررها ثم تفيق بمفردها وتحدثك وكأن شيئاً لم يكن "
أستوقفها نديم سائلاً عند مدخل الغرفة " وهل تحدث لها هذه الحالة كثيرا "
" الأمر يتوقف على حالتها المزاجية ومدى تقبلها لذكريات الماضي ..هناك اوقات يمر الامر مرور الكرام ، وتتعامل وجد مع الأمر بتفهم وتتحمله ..وأوقات أخرى تنهار رافضة الحاضر والماضي ويحدث لها انهيار مشابه ولكن من وصفك لحالتها يبدو أن الأمر جدي هذه المرة ..هل يمكنني الآن الدخول لأراها "
فتح نديم باب الغرفة سامحاً لها بالدخول مؤكداً عليها " لقد طلبت من صديقة لي تعمل كطبيبة نفسية أن تأتي لتفحص وجد وهي في طريقها الينا الآن "
هزت لمياء رأسها موافقة ، ثم ترددت تفرك يديها اضطرابا قبل أن تطأ قدميها الغرفة وقالت "سيدي .. أعلم جيدا أنكم لستم مضطرين لتحمل مسؤولية وجد وهي بهذه الحالة ..يمكنني أخذها بمجرد أن تفيق ونرحل "
اعتدل نديم بوقفته رافعاً رأسه بكبرياء رجولي وأخبرها " هل تريدين إخباري أنني لست رجل كفاية في نظرك يا أنسة حتى أعتبر وجد عبء عليّ وارغب في التخلص منها بأي طريقة "
دافعت لمياء عن وجهة نظرها وإعجابها يزداد بشخص نديم سراً " أنا اردت ان أخبرك أننا لا ننتظر منكم العناية بوجد وهذه ليست مسؤوليتكم لذا لا نريد أن نثقل عليكم "
طمأنها نديم معترفاً " وجد انقذت حياة أمي ولولاها لكانت حالة أمي الصحية تدهورت إلى حد مفارقة الحياة ومهما فعلت لوجد فلن استطيع رد حسن صنيعها أبداً"
دخل نديم الغرفة يتقدمها مؤكداً عليها " لا تقلقي بشأن وجد فمنذ الآن هي في مقام اختي الصغيرة "
"شكرا يا سيد ...؟؟" نظرت إليه مستفسرة عن اسمه فأجابها بهدوء " نديم .."
"شكراً يا سيد نديم "
خطت لمياء داخل الغرفة شاعرة بخيبة الأمل ، فقد كانت تأمل في مقام أشد عاطفية لوجد من مقام الاخت الصغرى ..تمنت أن تجد العوض فيه ، فذات يوم بعيد بُعد السنين ، حدثتها وجد في لحظة صفاء ، عن ضابط سفينة الإنقاذ وشهامته معها وتعلقها بوعده لها ،ووفائها بقسمها له أن تخصه دوماً بالدعاء حتى يوم مماتها ...
ابتلعت لمياء غصة الألم في حلقها ، وهي ترى وجد عضدها في الحياة راقدة على الفراش ، شاحبة كالموتى ، تحتضنها سيدة متقدمة في السن ، يبدو عليها الوقار وصلاح الحال ، تمسد على ظهرها وكل ما تطوله من جسد وجد ، متمتمه بآيات من القرآن الكريم ..راقبتها لمياء مشدوهة لكم الحنان الفياض من هذه السيدة نحو وجد ، ودعت رب العالمين أن يكون لوجد حظ مع هذه العائلة ، حتى تشعر بدفء الجو الأسري والإهتمام العائلي عن حق..قدمها نديم لأمه معرفاً "أمي اقدم لك الأنسة لمياء صديقة وجد ..أنسة لمياء اقدم لك أمي الحاجة سومه "
بادرت لمياء بالسلام قائلة "السلام عليكم ياسيدتي..اعتذر لك عن هذا الوضع المحرج الذي وضعتم فيه " نظرت إليها سومه متفحصة وأهدتها إبتسامة لطيفة ثم أخبرتها قائلة "تقدمي يا ابنتي واجلسي على الطرف الأخر من السرير ،ضميها إليك فأنا واثقة أنها ستستشعر وجوك بحواسها وترتاح اكثر في غفوتها "
تقدمت لمياء بحرج منفذة ما اخبرتها به سومة وهمست بإمتنان "حفظك الله سيدتي وأطال عمرك ..شكراً على اعتنائك بها "
"لا تشكريني على شيء يا ابنتي فالله وحده اعلم كم يؤلمني قلبي عليها "
اقتربت لمياء تحتضن وجد من الخلف لشدة تشبثها بسومه ورفضها التام لتركها ، همست تخبرها أنها وصلت ، وتعدها أنها ستكون جوارها إلى الأبد ولن تتخلى عنها ابدا ...
……………………………………
تركت دارين الجامعة متوجهة بأقصى سرعتها للقاء أمها ، في المول التجاري ، لشراء ملابس جديدة ، احتفالا بقدوم الدكتور أحمد الليلة لمنزلهم لتناول العشاء بناء على دعوة أبيها له من باب الشكر لشهامته معها وللتعرف عليه ..
مكاملة بسيطة من شادية أخبرتها فيها بمجريات الأمور ، غيرت تماماً من حالتها المزاجية وأنستها ما حدث مع الدكتور عامر .

ركنت دارين سيارتها وقفزت منها بسعادة غامرة ، متجهة إلى المكان المتفق عليه لملاقاة شادية مفكرة أنها الليلة ستبهره بجمالها وتتفاخر بعائلتها أمامه ..لأول مرة تشعر بقيمة ما أجرته أمها من تغيرات واسعة على المنزل على مدار السنوات الماضية حتى أصبحت شقتهم آية في الرقي بالديكورات المبتكرة المتماشية مع جو العصر الحديث ،إبتسمت بفرح فأحمد صيد ثمين جدا ،جائزتها الكبرى لو صح ثرائه ومكانته العلمية والمهنية كجراح تجميل ..
أشارت لأمها تلفت إنباهها من بعيد ملقية إليها قبلة في الهواء أتبعتها بأخري على خدها حين وصلت إليها
" لا أصدق أنك استطعت إقناع أبي ان نستضيف أحمد لدينا في المنزل ليتعرف عليه "
استندت شاديه لظهر مقعدها ترفع ساقاً فوق الأخرى بتعالي " لقد نفذت لك ما أردت ، وطلبت من أبيك أيضاً أن يبحث له عن عدة مواقع جيدة ليطلع أحمد عليهم حتى يختار انسبهم اليه فأريني قدرتك أنت على الإيقاع به "
ضحكت دارين بإنتشاء وأجابتها بتفاخر "لن يأخذ مني الأمر سوى عدة لقاءات وبعدها أعدك سيقع في هوى دارين لا محالة فما من رجل استطاع الفكاك من سحري ، ولن يكون هو الاستثناء بينهم "
"حسنا ولكن اعلميني بكافة المستجدات معه " قالتها شادية وهي تنظر لساعتها الذهبية ثم اعتدلت واقفة وأمرتها "هيا بنا الآن ، فأمامنا الكثير من الأشغال ، علينا شراء ملابس مناسبة لهذا اللقاء ، والذهاب إلى مركز التجميل ،أريد صبغ الشعيرات البيضاء في شعري والعودة للمنزل قبل السابعة مساءاٍ لاستلام طلبية الطعام التي اوصيت عليها من اجل العشاء الفاخر .."
"أنا متحمسة جدا يا أمي ،ولكن هنالك شيء واحد ينغص على حماسي "
نظرت إليها أمها مستفهمة " تلك الحشرة المدعوة وجد لا اريد ان يراها أحمد الآن.."
طمأنتها شادية قائلة " لا تقلقي إنها لا تأتي للمنزل الا متأخرة ، وحتى إن أتت وعرفناها به سترتفع مكانتنا في عينيه لحرصنا على رعاية الفتاه اليتيمة بعد موت والديها .. فلا تضخمي الأمور إنها اتفه من ان يلاحظها أحمد بعين الرجل في وجودك انظري إليها وإلى نفسك لا سبيل للمقارنة يا عزيزتي ..الليلة أريدك أن تخطفي لب الرجل ، حتى لا يرى غيرك إن كنت تنوين حقاً أن تستمري معه للنهاية ، ولكن علينا الليلة أن نتأكد من خلفيته الاجتماعية ونستفهم عن اصله "
هزت دارين رأسها وتتبعت خطوات والدتها مؤكدة لنفسها أنه لو توافرت في أحمد كافة الشروط المرجوة فلن يقف عائق في سبيل تحقيق حملها معه ...
.................................................. .
استقامت لمياء تقف بمحاذة سرير وجد والطبيبة تدخل الغرفة لمعاينة وجد .. طبيبة شابة ، ربما اتمت عامها الثلاثون ، وربما مازالت تخطو أواخر العشرينات .. أنيقة لدرجة كبيرة ومن خلال خبرة لمياء في سوق الملابس فملابسها باهظة الثمن وذات ماركة عالمية ، تجمع شعرها في ذيل خصان أنيق يظهر طوله وزينة وجهها احترافيه .. دخلت يسبقها عطرها الأخاذ وابتسامة جلية علي وجهها ، يتبعها فتاة اخرى تبدو من ساكني المنزل لارتدائها عباءة منزلية مزخرفة معدة لاستقبال الضيوف والزائرين ..
حاولت سومه ان تترك وجد لتستقبل الطبيبة ، بوجه بشوش مرحبة بها ، ولكنها حين حاولت التحرك مفلتة وجد من حضنها صرخت وجد في غشيتها محتجة وتمسكت بما طالته يداها من ملابس سومه رافضة تركها بأي طريقة ..فاسترعي هذا انتباه الطبيبة وقالت " أنا احتاج لأن أعرف التاريخ النفسي لحالتها ولماذا هي متشبثة بهذه الطريقة بالسيدة ..(ثم وجهت حديثها لسومه )هل أنتي والدتها ؟؟"
أجابتها سومة بإرهاق " لا يا ابنتي ..إن والديها توفيا منذ وقت طويل "
حاول نديم شرح حالة وجد ولكن لمياء سبقته مفسرة " هذه وجد ..والديها لقيا حتفهم في حادث غرق المحروسة الشهير منذ عشر سنوات ..هل تذكرين هذا الحادث ؟" أومأت الطبيبة برأسها ، فواصلت لمياء " والديها ماتوا أمامها خلال الساعات الطويلة التي قضوها في مياه البحر ، بانتظار أن ينجدهم أحد ، ولكن حين وصلت فرق الإنقاذ كان والديها قد فارقوا الحياة ، ولأنها كانت متعلقة بشكل عميق بوالديها ، حاولت وجد دفن كافة ذكريات تلك الحادثة المشؤمة بعقلها ، فلا تتذكر منها شيئا خاصة وأمها قد ماتت وهي حامل بشهرها السادس .. لقد علمت بتلك التفاصيل على مر سنوات معرفتي بها وأغلب المقربون منها ومن عائلتها يعلم تلك التفاصيل .. لقد كانت تحب أن تسرد على مسامعي تفاصيل حياتها قبل الحادثة ، ومواقف والديها معها ، والذكريات السعيدة لهم في بلاد الغربة ، ولكن حين كان أحد يحاول مس أو نبش أحداث تلك الليلة ، وما حدث منذ غرقت السفينة حتى وجدوها ، تنهار تماماً وتدخل في حالة من التيه ، وتغيب تماماً عن الواقع من شده حزنها، ثم تعلمت بمرور الوقت أن تتحكم في انفعالاتها وتسيطر على سواد الذكريات بداخلها "
علقت يسري بعملية " ومتى كانت أخر مرة حدث لها انهيار كهذا او مثيل له "
جالت لمياء بعينيها حول الوجوه المصوبة أنظارهم إليها ، وترددت أن تخبر الطبيبة بأمور وجد الشخصية في حضرتهم فيكون في الأمر امتهان لكرامة وجد ، أو إحراجا لها بعد أن تفيق وتعلم ما حدث لها ، فحاولت عدم المساس بما تعانيه وجد من أهلها والتركيز عما حدث لها بالأمس " البارحة بعد مساعدتها للسيدة سومه وتعرضها لذات الموقف مرة اخرى ، العمر الطويل للحاجة سومه ، ولكن والدها توفي في البحر بسبب غيبوبة انخفاض السكر "
وضعت سومه يديها فوق فمها تخنق آهة موجوعة ، لما عانته وتعانيه هذه الفتاة المسكينة ، فأشفق نديم على أمه واقترب منها مواسياً " أمي لا تحملي نفسك عبء ما يحدث لوجد الآن بسبب إنقاذها لك انه قضاء الله وما حدث كان صدفة لا اكثر "
فأكدت لمياء على حديثه بسرعة " بالطبع يا سيدة سومه ، لقد استطاعت وجد أن تخرج من تلك الحالة على خير ، وكنت معها على الهاتف ، بدليل أنها جاءت تطمئن عليك بنفسها هذا الصباح "
التقطت يسرى اطراف الحديث وسألت " إن كانت استطاعت البارحة أن تخرج من صدمتها بنفسها ، فما الذي حدث اليوم وجعلها تصل إلى هذه الحالة ولماذا هي متمسكة بوالدتك بهذا الشكل يانديم ؟!!!"
أجابها نديم موضحاً " كل هذا بسببي ..فأنا ضابط سفينة الإنقاذ التي التقطتها من البحر وكان لي موقف معها.."
سرد عليهم ما حدث معها تلك الليلة وإصرارها علي عدم ترك جثتا والديها ووعده لها بانتشالهم وتسليمهم لأهلها ، ختم حديثه قائلاً "وقد وفيت بعهدي معها ، وفعلت المستحيل حتي استطعت إيجاد موقعهم بين الجثث المنتشلة من البحر ، والوصول لعمها من المعلومات التي دونت عند انقذها منها شخصياً ، وتسهيل كافة الإجراءات له لتسليمه الجثتين ودفنهم ، وطلبت منه ان يخبرها أنني قد وفيت بوعدي لها .. ولكن يبدو أن مقابلتها لي بعد كل هذه السنوات نكأت كافة الجروح التي لم تندمل رغم مرور كل هذا الوقت"
أكملت سومه حديثه قائلة " لقد انهارت تماماً عند علمها بهوية نديم ، ودخلت في شبه غيبوبة تصرخ منادية أبيها وأمها وتتوسل إليهم ، راجية أن يضموها قبل الرحيل عنها ، فقطعت نياط قلبي على حالتها ، اقتربت منها أضمها واهدهدها مواسية فتشبثت بي ظناَ منها أنها بحضن أمها ولا تريد تركي "

جلست يسرى على طرف السرير جوار وجد ممسكة بوريدها النابض بمعصمها الأيمن وقالت بلهجة هادئة عملية يختص بها الطبيب " أعتقد الآن أني استطعت تكوين خلفية عن حالتها النفسية ..أنها واقعة الآن ما بين الماضي وذكرياتها التي اندفعت دون ضابط أو سيطرة من عقلها الباطن ..لقد عاشت حالة من النكران لأحداث تلك الليلة ، لما فيها من أذى وجرح وفقدان لأقرب الناس إليها ، وبرؤيتك فتح باباً لم تستطع غلقه ثانية على غرفة الأسرار المغلقة لما حدث بعد غرق السفينة ، ولكن تبقى حلقة مفقودة في القصة ، لماذا تناضل باستماته هكذا لعدم التعرض أو البوح بما حدث، هناك سر ما .. إنها تعاني من انهيار عصبي ونكران للواقع ،عليها أن تتابع مع طبيب نفسي يمكنها أن تأتيني للعيادة واحدد لها عدة مقابلات علاجية،ستفيدكثيرا في حالتها سأعطيها حقنة مهدئة الآن ستنام على إثرها نوماً عميقاً ، وحين تستيقظ تحدثوا معها وكأن شيئاً لم يكن ، فإن لم تستجيب وزاد إنهيارها فلا فرار من إيداعها إحدي المصحات النفسية على الفور لأنه سيكون هناك خطراً على حياتها "
اندفعت لمياء رافضة " ..مستحيل ان تذهب لأي مصحة ، لن اعرضها لهذا ابداً أما بخصوص الطبيب النفسي فسأناقش وجد في هذا بعد ان تفيق وتسترد صحتها وتركيزها وسأقنعها بمشيئة الله"
بدأت يسري بتعبأة الحقنة بمصل طبي مهدئ وشرحت " ستنام في خلال لحظات ويمكنك عندها ان تتملصي منها يا سيدة سومه "
أجابتها سومه بحزن " الله اعلم يا بنتي إنه لولا شعوري بالتعب ما كنت تركتها ابداً حتى تفيق فقلبي يؤلمني أشد الألم على حالها "

كانت وجد تطفو فوق غيمة من الهدوء والرضا والتماسك ، باستجابة أمها سوسن وضمها لها كما الماضي والأيام الهانئة ، ستبقى هكذا متمسكة بها بكل قواها ولن تتركها للدوامة تبتلعها مثل أبيها ، ستحافظ عليها بين يديها حتى تأتيهم المساعدة وينقذوها ، حتى لو ماتت هي ستكون انقذت حياة أمها ، وخففت عن كاهلها شعورها الدائم بالذنب بأنها كانت السبب بموتها هي والطفل في أحشائها ، إنها فرصتها الأخيرة ولن يهديها القدر فرصة اخرى مثلها ، حاولت أن لا تستسلم للخدر الذي يسري في عروقها ويجبرها بإفلات يديها حول أمها ..لا ..لا شئ سيجبرها على تركها ترحل ..
جاهدت وجد لتمسك بكل ما تطوله يديها من جسد أمها ، ولكن الظلام خيم فوقها أخداً عقلها وتركيزها في دوامات من النعاس .. حاولت أن تحرك جسدها للحاق بجسد أمها الطافي فلم يسعفها جمود كافة عضلاتها ..
كل شيء فيها ساكن لا يهتز ، حتى صوتها تائه عن مخرجه لا تجد سبيلا للصراخ معترضة ..
لحظة فارقة ضاعت فيها أمالها في إنقاذ أمها ، فهالها الضياع والتشتت ، وتخلي قواها الجسدية عنها في أشد أوقاتها احتياجاً .. فأجبرت كل حواسها وأعصابها على النفور اعتراضا على حكم القدر ..
تراجعت سومه بهدوء من جوار وجد التي مازلت تناضل حتى لا تفلت يديها من تمسكها بها ، يسندها نديم بقوه حتى لا تقع فالإرهاق يبدو جلياً على وجهها ، رغم محاولاتها الحثيثة لإخفائه ، وعيونها معلقة بوجه وجد الشاحب ، وأثار الدموع التي توقفت بعد كانت مستمرة في الهطول دون انقطاع ..
تراجعت للخلف دون ان ينقطع دعائها لوجد ، حتى فاجأتهم وجد منتفضة من على الفراش تصرخ بعلو صوتها بطلقة ألم من باطن جوف روحها منادية
"أااااااااااااااااااااااا� �مي "
لتسقط مرة أخرى فوق الفراش خامدة دون حراك غائبة عن الجميع واقعياً وافتراضياً..



التعديل الأخير تم بواسطة سمية سيمو ; 10-07-19 الساعة 12:33 PM
أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-19, 01:53 PM   #190

esoo As
 
الصورة الرمزية esoo As

? العضوٌ??? » 373476
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 686
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » esoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور سريع يا كوكي
حقرأ الآن و التعليق مساءً أو ربما ليلاً وربما غداً
هههههههه
بحب استمخ و اكتب بكل تروي و بياخد وقت طويل
لذلك سأؤجل التعليق لكن لن استطيع تأجيل القراءة بقالي من الأربعاء الفائت بنتظر اليوم على أحر من الجمر


esoo As غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:13 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.