آخر 10 مشاركات
8 - نداء الدم - آن ميثر (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : pink moon - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          75 - كن صديقي (الكاتـب : فرح - )           »          مستأجرة لمتعته (159) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          4- عمري بين يديك -كاي ثورب - (كتابة /كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          121 . الزهرة والحجر - روبين دونالد (الكاتـب : حبة رمان - )           »          وإني قتيلكِ ياحائرة (4) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree60Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-07-19, 03:39 PM   #281

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



رااااائع جدا كما توقعت ان حمزة هو نفس الشخص الذي معجبة به بصمت وكم سعدت هي بذلك.... وهو شعوره متبادل ولكن يتخلله بعض القلق.... سعيدة جدا جدا للقائهما....
........
أحببت كلمات لمياء له فكرامتها فوق كل شيء وهو أعجب أكثر فأكثر بها وبشخصيتها عندما أملى عليها شروط العمل...
متأكدة أنها ستبدع في عملها...
.......
ياسمة طلبت من وجد الاهتمام بسومة وهي وافقت... وكم صدمت وجد عندما علمت انها ليست ابنتها...
كم أنتِ رائعة سومة...
......
وكم تألمت كثيرا من أجل ياسمة فهي ستتزوج للمرة الثانية فألمها عميق مكلل بالجروح التي لن تبرأ بسهولة.... قلبي عليك ياسمة....
.......
أكرم جميل لقد رسمت وجد فإحساسك
عال جدا "ما شاء الله" في البداية هي تضايقت ولكنها في النهاية سعدت من كلماته...
.....
رااااائع أنت أكرم تأثرت وجد بحديثك وأنا معها فقد دمعت عيناي من أجلها...
وهي وانت ستكونان شقيقان وصديقان مقربان من مشاكستكما لبعضكما..
........
غضب نديم كثيرا عندما تجادلت معه عن منحه المال ...وكانت سومة نعم السند لها بنصائحهاوكم تأثرت بذلك الحضن فكانت تريد الحنان فقد تذكرت والدتها رحمها الله.... وسومة تشعر ان وجد قريبة منها بالدم صحيح؟؟ متشوقة لمعرفة صلة القرابة بينهما...
....
ستخسرين دارين فأنتِ تلعبين بالنار مع أحمد وهو علم معدنك وحقيقتك...
.....
شادية كم أمقتك وصديقني جميعه سيرتد عليك وعلى ابنتك المقيتة تلك... ما كمية الحقد والغيرة تلك يا الله حمى الله وجد من شرورك...
.....
أتروكني على تلك تلك الدنيئة شادية... آآآآآه كم أود لكمها إنني غاضبة منها جدا يصل حقدها للشرف... صدقيني سيحميها الله منك بإذن الله وسيرتد عليك جميع أفعالك...
أحسنت ضياء باخبار وجد ان والدتك علمت انها دخلت للشقة...
وهي أعتقد ستذهب لمنزل سومة...
.......
وانتهى الفصل الرائع كروعتك ايمان الغالية...
سلمت أناملك عليه حبيبتي...أبدعتِ بكل كلمة كتبتها "ما شاء الله تبارك الله"..
حفظك الله ورعاك...
وفي انتظار ما سيحدث من أحداث بلهفة كبيرة جدا....
تحياتي وقبلاتي وتقديري لك جميلتي...
😍💞😍






الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 30-07-19, 03:40 PM   #282

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42 ( الأعضاء 7 والزوار 35)
‏الأسيرة بأفكارها, ‏ساره عادل محمود, ‏Rehab.rm, ‏ola mohamed 2020, ‏Rofd, ‏hoba2017, ‏abberdandal


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 30-07-19, 03:48 PM   #283

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأسيرة بأفكارها مشاهدة المشاركة
سلمتِ حبيبتي أنت الأروع والأجمل وتستحقين التميز بجدارة جميلتي.....
دوما السعادة والفرحة لا يفارقانك...
حفظك الله وأسعدك....
🌺🌷🌺
اشكرك علي ذوقك ياأسورة😘😘😘😘😘😘😘😘


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-19, 03:51 PM   #284

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأسيرة بأفكارها مشاهدة المشاركة

رااااائع جدا كما توقعت ان حمزة هو نفس الشخص الذي معجبة به بصمت وكم سعدت هي بذلك.... وهو شعوره متبادل ولكن يتخلله بعض القلق.... سعيدة جدا جدا للقائهما....
........
أحببت كلمات لمياء له فكرامتها فوق كل شيء وهو أعجب أكثر فأكثر بها وبشخصيتها عندما أملى عليها شروط العمل...
متأكدة أنها ستبدع في عملها...
.......
ياسمة طلبت من وجد الاهتمام بسومة وهي وافقت... وكم صدمت وجد عندما علمت انها ليست ابنتها...
كم أنتِ رائعة سومة...
......
وكم تألمت كثيرا من أجل ياسمة فهي ستتزوج للمرة الثانية فألمها عميق مكلل بالجروح التي لن تبرأ بسهولة.... قلبي عليك ياسمة....
.......
أكرم جميل لقد رسمت وجد فإحساسك
عال جدا "ما شاء الله" في البداية هي تضايقت ولكنها في النهاية سعدت من كلماته...
.....
رااااائع أنت أكرم تأثرت وجد بحديثك وأنا معها فقد دمعت عيناي من أجلها...
وهي وانت ستكونان شقيقان وصديقان مقربان من مشاكستكما لبعضكما..
........
غضب نديم كثيرا عندما تجادلت معه عن منحه المال ...وكانت سومة نعم السند لها بنصائحهاوكم تأثرت بذلك الحضن فكانت تريد الحنان فقد تذكرت والدتها رحمها الله.... وسومة تشعر ان وجد قريبة منها بالدم صحيح؟؟ متشوقة لمعرفة صلة القرابة بينهما...
....
ستخسرين دارين فأنتِ تلعبين بالنار مع أحمد وهو علم معدنك وحقيقتك...
.....
شادية كم أمقتك وصديقني جميعه سيرتد عليك وعلى ابنتك المقيتة تلك... ما كمية الحقد والغيرة تلك يا الله حمى الله وجد من شرورك...
.....
أتروكني على تلك تلك الدنيئة شادية... آآآآآه كم أود لكمها إنني غاضبة منها جدا يصل حقدها للشرف... صدقيني سيحميها الله منك بإذن الله وسيرتد عليك جميع أفعالك...
أحسنت ضياء باخبار وجد ان والدتك علمت انها دخلت للشقة...
وهي أعتقد ستذهب لمنزل سومة...
.......
وانتهى الفصل الرائع كروعتك ايمان الغالية...
سلمت أناملك عليه حبيبتي...أبدعتِ بكل كلمة كتبتها "ما شاء الله تبارك الله"..
حفظك الله ورعاك...
وفي انتظار ما سيحدث من أحداث بلهفة كبيرة جدا....
تحياتي وقبلاتي وتقديري لك جميلتي...
😍💞😍


وكالمعتاد تعليق روعة مميز ،وروعتك تكمن في احساسك بكافة المشاهد والتفاصيل 😘😘😘😘😘😘💃


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 11:05 AM   #285

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل
الثامن ❤❤❤


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 01:22 PM   #286

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
اتمني الفصل يعجبكوا وأشوف تعليقاتكم ولايكتكم 🙋🙋
الفصل الثامن
اقتربت وجد من منزل عمها ، بترقب يملأها الخوف بعد مكالمة ضياء لها، رغم أنه أكد عليها ألا تشعر أمه أنها عرفت شيئاً ، وتتعامل معها بصورة طبيعية ، ولكنها متيقنة أن زوجة عمها لن يمر الأمر عليها مرور الكرام ، كل خطوة تخطوها تنقبض معدتها من القلق
، حتى توقفت تمام اً أمام باب المنزل ، متخشبة ، لا تجرؤ على الدخول .
أخذت عدة أنفاس تطرد بها قلقها وتمد صدرها بقوة وهمية مرددة لنفسها" ماذا بك وجد ، كوني شجاعة ، هذا منزلك، أنت لم تتعدي على ملكية أحد ، لا تجعليها ترعبك، اظهري قوتك ، ومهما كان رد فعلها دافعي عن حقك باستماته "
" وجد.. لماذا تقفين هكذا أمام منزلكم ، وأين كنت في هذا الوقت المتأخر، هل أنت على ما يرام ، هل حدث لك مكروه " سألها نديم باهتمام بالغ مباغتاً إياها ، فقفزت وجد ، صارخة فزعاً لحضوره المفاجئ ، وحين تأكدت من هويته استندت بإحدى يدها على الحائط خلفها ، ويدها الأخرى فوق صدرها ، تستعيد أنفاسها وتهدأ ضربات قلبها .
لمس نديم ما ألم بها فقال معتذراً " أعتذر عن إخافتك ، ولكني لمحتك من شرفة حجرتي وافقة منذ مدة ، ولا تتحركين من مكانك فخشيت أن يكون قد أصابك مكروه اً لا سمح الله "
لمست وجد فيه صدق اهتمامه فأجابته بصوت مهتز" أنا بخير .. أشكرك على اهتمامك " أعاد سؤاله من جديد" أين كنت ؟؟ ولماذا تقفين هكذا !! "
اعتدلت قائلة ببساطة " كنت قادمة من عملي
"
"عملك .. في هذا الوقت !!! إنها تقارب الحادية عشر والنصف " سألها باستغراب رافض ، لم يلقى قبولا ً لديها ، فاستنفرت أعصابها قائلة " وماذا في ذلك ، العمل ليس عيباً أو حراماً ، أم تعتقد أني اكذب عليك " " أنا لا اعيب في عملك ، أنا فقط لا يروقني فكرة أنك تعودين للمنزل في وقت متأخر هكذا ، فلا ضامن لسلامتك الشخصية في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل ، وأنا لا أكذبك يا وجد فمثلك لا أعتقد أنها قد تعرف الكذب "
تلعثمت سرور اً لمديحه المبطن " سيد نديم أنا أفعل هذا من سنوات فاطمأن "
أطلق عليها نظرة حادة وقال بانزعاج " تفعلين هذا منذ سنوات !!!!...لماذا ؟؟ وما الذي يجعلك تخرجين للعمل وأنت طالبة ؟؟ أنا اعلم أن عمك غني جد اً فكيف لا يتكفل بك"

تأففت وجد من أسئلته الحساسة وهي بهذه الحالة من التوتر ، أيحسب نفسه ولياً عليها أم ماذا ، أم يظن أن بظهوره في حياتها سيعدل المائل ويصلح الخطأ ، ألا يعلم أن ما يفعله
جديد اً كليا ً عليها ، منذ متى يهتم بها أحد او يقلق على سلامتها
وما الذي يحدث لها كلما رأته ، لماذا تشعر دوم اً وكأنها تقف على صفيح ساخن كلما حدثها أو اقترب منها، فتشحذ كل طاقتها ، وكأنها ستبارزه لتأكد له أنها ليست ضعيفة أو تحتاج لمن يهتم بها ويرعاها .
إنها سيدة نفسها .. وليس لديها رفاهية الشعور كالمراهقات اللاتي يذبن أمام رجل وسيم مثله ، يفقدن عقولهن عند أول كلمة ينطقها .
لا إنها لن تتعلق بأي رجل على وجه الأرض ، لأنها ببساطة لن تعرص حالها مطلق اً لفقدان حبيب من جديد ، يكفيها والديها ، لقد وعدت نفسها أنها ستعيش وحيدة ، ولن تقع في خطأ مماثل يكلفها البقية الباقية ، من حياتها فوقعة كهذه لن تقوم منها ثانية......
نهرت وجد نفسها " ما كل تلك التراهات التي يفرضها عقلها ، وأي تعلق هذا الذي تتحدث عنه ، إنها لم تره إلا البارحة ، والرجل يعاملها كأخته كما يدعي، ولكنها واثقة أنه يتعامل معها من منطلق الشعور بالذنب تجاهها
.

..وجد.. وجد يا بلهاء أوقفي متاريس أفكارك الدائرة كالآلات الطاحنة دون ملل ، فأحوالك في حضرته أصبحت مدعاة للخزي"
استقامت تضم شفتيها بعناد قائلة" هذا شأني وحدي سيد نديم ، ولست ملزمة بإخبارك التفاصيل ، لذا أرجو منك أن تحترم خصوصيات حياتي"
ألقت كلماتها في وجهه ، وهمت بالصعود فاستوقفها " وجد انتظري ، أريد سؤالك سؤال أخيراً ، ولكن عديني أن تجيبي عليه بصدق " " تفضل" أجابته بقلب منتفض
" هل تكرهينني ؟"
قطبت جبينها باستهجان رافض" أكرهك !!
لماذا تعتقد أنني قد أكرهك"
أجابها بصدق" لأنني السبب في تذكرك لكل ما هو مؤلم"
"سيد نديم أنا"....
توقفت وجد فجأة ، واذنيها تلتقط حركة اعلى السلالم ، فانتفضت خائفة أن يراها أحد من عائلة عمها واقفة مع نديم ، وشعرت بفداحة خطأها في السماح له ولنفسها بالتحاور في الخفاء كاللصوص ، فتراجعت للخلف معتذرة" آسفة يجب أن أدخل ، تصبح على خير"
تركته واقفاً في أشد حالاته احتياج اً وتعطشاً لجوابها وصعدت تهرول فوق سلالم بيتها ..

دخلت وجد لشقة عمها ، بقلب خافق لا يسع صدرها لطرقاته ، وهي ترى زوجة عمها جالسة فوق كرسيها واضعة قدم فوق الأخرى ويديها مرتاحتين على جانبي المقعد ، ازدرت وجد غصة الخوف بحلقها بصعوبة ، وألقت عليها السلام وهي تمر بها متوجهة لغرفتها " فنادتها قائلة دون أن ترد عليها السلام " إلى أين أنت ذاهبة يا وجد "
" إلى حجرتي يا زوجة عمي، هل لديك اعتراض " أجابتها بتساؤل
قامت شادية من مقعدها تطلق نظرات ساخرة " نعم لدي اعتراض ، فأنت تتجهين للغرفة الخطأ ، لأنك ومن الليلة ستكون حجرتك تلك التي في نهاية الردهة ، وفي الصباح يمكنك أن تنقلي أشيائك إليها ، في الحقيقة شذى جاءت واشتكت لي أنها تريد غرفة خاصة دون مشاركتك لها، وهذا حقها ، فبأي حق تعيش في منزل أبيها وتعيش في غرفة مشتركة"

قضمت وجد شفتيها حتى أدمتها وشعرت بطعم الدماء في فمها ، توقعت أي شيء من زوجة عمها ، ولكن أن تفرق بينها وبين شذى فهذا اقسى وأقبح ما قد تنوله منها ، رمقتها شادية بنظرات خالصة الكره ، تلقتها وجد بثبات وجمود رغم غليان صدرها ، رغم حرقة قلبها ، رغم عروقها النافرة، ولكن ما يطفأ هذا الغليان ويصبرها ، تأكدها التام أن شذى استحالة أن تطالب بأمر كهذا ، شذى ارتوت من حبها يوم رفضت أن ترضع من شادية ، وهي طفلة لم تتعدى أسبوع ، وبكائها يصدح بين جدران المنزل ، وكل محاولات اسكاتها وتهدئتها باءت بالفشل ، حتى محاولة ارضاعها الحليب الاصطناعي فشلت .
يومها خرجت إليها ، يجذبها صراخ الرضيعة ، من عمق بياتها الذهني الرافض للحياة بعد أبويها ، منير اً أعماق ظلمتها .
لتأخذها بين يديها بأذرع واهنة ، وعقل مشتت تضمها لصدرها ، وكانت الضمة ، ومن بعدها السكون ، ثم الوصال ، وكأن رابطا ً انعقدت عقده بخيوط من حديد ، لا يذيبها فراق ، ولا يصهرها فتن ، ولا يقطعه كل محاولات شادية لإبعادها عن شذى، فكلما أخذوها من يديها
ازدادت صراخاً ، حتى سئمت زوجة عمها ، وتركتها لها تعتني بها ، وتسهر على راحتها ليالي وسنوات برضا ومحبة .
فكيف تظن تلك المرأة أن كذبتها قد تخدش ثقتها بحب شذى لها، هي تعاقبها بحرمانها من شذى دون وجه حق ..
تحركت وجد لغرفتها الجديدة دون كلمة نقاش تمتم " لله الأمر من قبل ومن بعد" ....
ومع انطلاق المؤذن بصلاة الفجر، كانت وجد قد انتهت من توضيب تلك الغرفة ، وإيجاد فسحة تسعها وتتسع لأشيائها ، فهذه الغرفة مكدسة بالصناديق وكل ما هو قديم ومخزن بالمنزل .
رقدت ترتاح قليلا ً على أرضية الغرفة العارية ، بعد تأدية الصلاة ، وكادت تغفو بمجرد أن اغمضت جفنيها من شدة الإرهاق ، إلا أن باب غرفتها فتح بهدوء ، لتخطو شذى للداخل تغلقه ثانية خلفها بنفس الهدوء ، تنادي وجد بهمس
.
جلست وجد بمكانها تتلقاها في حضنها بشوق أم لأبنتها الوحيدة فتعلقت شذى برقبتها تبكي بحرقة.
حاولت وجد إن تهدأ من بكائها المكتوم ، وهي تستمع لحديثها اللائم " كيف هنت عليك يا جوجو ، لتتركيني وحدي بالغرفة ، وتخبرين أمي أنك لا تريدين المكوث معي بنفس الغرفة ، هل فعلت شيئاً اغضبك ، كنتِ اخبرتني ، وأنا اقسم لك ألا افعلها مجددا ، ولكن لا تتركيني لوحدي "
ربتت وجد على رأسها بحنو وقالت " أنا لن أتركك أبداً بإرادتي، أنت روحي يا شذى فهل يبتعد الإنسان عن روحه يا حبيبتي "
"اذا ما حدث يا جوجو لتتركي الغرفة "
" ولا أي شيء يا عمري ..أنا فقط ..رغبت بأن تأخذي مساحتك من الحرية في غرفتك ، وتعتادين على النوم بمفردك ، أنت أصبحت كبيرة الآن ويجب أن يكون لك غرفة منفصلة "
رفعت شذى وجهها الأحمر من أثر البكاء وقالت " ولكني لا أريد الانفصال عنك ؟ "
مسحت وجد الدموع عن وجنتي شذى وأجابتها " ومن قال اننا سننفصل سنظل كما نحن وحين أصل للمنزل كل ليلة سأراسلك على الهاتف حتى تنامي ، وإن شعرت بالخوف سأسمح لك بأن تأتي اليّ وتكملي نومك معي ولكن ليس كل ليلة فقط حتي تعتادي الأمر اتفقنا " هزت شذى رأسها" نعم "
ثم بدأت في البكاء من الجديد" ولكني أريدك معي فهذه أول مرة افترق فيها عنك منذ وعيت علي الدنيا "
" حبيبتي انا معك هنا وأعدك أني لن أتركك ابدا " اجابتها وجد وأخذتها في حضنها مهدهدة حتى ذهبت غفتا الاثنتان في نوم عميق .....
***********************************
اليوم التالي ..
استيقظت وجد متأخرة مجهدة تؤلمها أضلعها من رقادها على الأرض دون أن تجد شذى ، تشعر بصداع يفتك برأسها وعينيها ، جاهدت كي ترفع جسدها وافقة ، ولكنها لم تقوى على فعلتها ، فأسبلت جفنيها تستجدي قواها الخائرة أن تحتمل وزن جسدها فوق قدميها ، لكن مقاومتها همدت سريعاً وكل ضلع فيها يئن من الألم ، بدنها يتوسلها الراحة والطعام ، فلا هي قادرة على الراحة فوق أرضية غرفة باردة ولا باستطاعتها ابتلاع كسرة خبز أو حتى إحضارها لنفسها ، لكنها مجبرة على النهوض ، على المواصلة واستنفاذ القطرات الباقية من إرادتها وعزيمتها فتلك هي قوتها الحقيقة وليست قوة الجسد ، تناولت هاتفها تتصل بالخالة سومه تطمئن عليها وتعتذر لها عن عدم ذهابها اليها
" السلام عليكم خالتي "
"سلمك الله بنيتي ، انتظرتك طوال الصباح ولم تأتي ، أهذا وعدك لي "
" سامحيني خالتي ، استيقظت متأخرة وعلي اللحاق بمحاضراتي ، أعدك سآتي إليك غداً وأنت عديني ألا تنسي دوائك "
استشعرت سومه بحة صوتها المتعبة فسألتها " هل أنت بخير وجد ، صوتك يبدو متعباً .."
فرت دمعة على خدها وهي تجيب " أنا بخير حال اطمئني ، سلامي لياسمه وأكرم "
تنهدت سومه بحزن " ياسمه سافرت فجراً ، أخذها نديم للقرية ، وفقها الله ويسر أمورها سأشتاق إليها كثيراً "
"أسعدها الله وفرح قلبها ، أنا أيضا سأشتاق لها كثيرا ، فأنا اعتبرها بمثابة أخت وهبني الله إياها بعد وقت طويل "

أنهت وجد الاتصال على وعد باللقاء غداً ، ثم تحاملت علي نفسها وحركت قدميها بتثاقل للذهاب لجامعتها ومواصلة عملها ..
خرجت تدعو الله ألا تجد زوجة عمها أو ابنة عمها في طريقها ، حتى وصلت لغرفة شذى كي تستبدل ملابسها ، وتنقل متعلقاتها ، فاصطدمت بباب الغرفة المغلق في وجهها بالمفتاح ..
" هل تريدين شيئاً من الغرفة " سألتها شادية من خلفها فالتفتت إليها بدهشة " هل تغلقين الغرفة بالمفتاح كي تمنعيني من دخولها يا زوجة عمي"
"نعم ، لم يعد لك حق بدخولها من اليوم "
"وأشيائي ، ملابسي ، كتبي "
رفعت شادية ذراعها على برواز الباب ومالت بكتفها ستند عليه قائلة بلؤم " ستأخذينها ، أمام عيني وأنا واقفة معك ، أم ان هناك ما تخفيه عني في الغرفة ولا تريدين مني رؤيته "
ربعت وجد ذراعيها فوق صدرها وقالت بهدوء
" وما الذي تعتقدين أني أخفيه ، الحجرة ليس بها سوى ما هو ملكي ، حقي "
اقتربت شادية منها تقول بصوت كريه " وحقك هذا داخل جدران منزلي ، في شقتي التي يأويك سقفها ، لذا فكل ما يخصك هنا لن تأخذيه إلا برضاي أنا ، فلا تظني أنك قد تستغفليني لأخذ مرادك دون علمي "
أجابتها وجد ببرود رغم كل ما تواجهه من صعوبة في جعل صوتها يبدو على هذا النحو " أنا لا أخذ سوى ما يخصني ، لا أمد يدي على ممتلكات الغير دون وجه حق ، أنا أسكن في شقتك نعم ، ولكن ليس في منزلك ، لماذا ؟ لأنني فعلياً أملك نصف هذه الشقة ، وذلك بعد أن استوليت على شقتي التي ورثتها عن والدي أنا وعمي واسكنت ضياء فيها ، فإن أردتُ أن أحصل على حقي فيها سأفعل ولن يوقفني إنسان ، يمكنني بمنتهى السهولة أن أبني جدار فاصل في إحدى الشقتين ونقتسمها ، إما في شقتي فوق أو في هذه الشقة اختاري أنت إذا اردت ، ولكني اتبع سُبل الخير معكم حتى النهاية لأننا في الأول والأخر أهل ، أهل يا زوجة عمي ، والأهل لا يأكلون في لحم بعضهم من أجل حفنه جنيهات لن تشفع لهم عند رب العالمين "
نظرت شادية إليها شذراً كما لو كانت ترى سوسن أمامها ، وقبضت على كفيها بقوة ، تتآكلها رغبة عارمة في لف يديها حول عنق وجد وخنقها حتى تفارق روحها الحياة أمام عينيها ، وتنهي سلالة أكمل وسوسن نهائياً من على وجه الأرض .
ضيقت عينيها غيظاً وقالت من بين أسنانها تسحق قبضتها ذراعي وجد النحيفتين " أقسم لك يا وجد سأقص لسانك يوماً ما ، وأشذبه ، ثم أعلمك معنى أن تحترميني جيداً ، وحين أنتهي منك لن يكون لك فائدة أو قيمة تذكر في الحياة .. وهذا عهد مني إليك "
ارتعدت وجد رغما عنها لكنها تماسكت وأجابتها بتحدي " من معه الله لا يخيب رجائه ، ولا يطوله فاسد ، ولا يمسه شيطان "
ضحكت شادية ساخرة وقالت بصوت مخيف "سنرى يا تقية يا مؤمنة سنرى ، ادخلي أمامي وأجمعي قذارتك من غرفة ابنتي ، حتى أنظفها من وساخة وجودك بها ، فمثلك لا يليق به سوى غرف الخادمين "

"حسبي الله ونعم الوكيل ، قذارتي أطهر وأنظف من أي شيء في منزلك " صرخت بها وجد من شدة انفعالها ، فرفعت شاديه كفيها تكاد تلطمها على وجهها ، لولا أن أوقفتها يد وجد في اللحظة الأخيرة صارخة بشراسة " لا تظني أني سأسمح لك بصفعي في كل مرة يا زوجة عمي ، المرة الماضية أخذتني على حين غرة أما الآن فلا ، لا يحق لك ضربي أو إهانتي هل تفهمين "

أعمى الغضب والكره روح شادية قبل عينيها ،
فمالت على وجد تشدها من شعرها تكاد تقتلعه من منابته بكل الغل والحقد الذي تحمله في قلبها ، ودفعت برأسها نحو الحائط المجاور لها حتى ارتطم به بقوة وانفجرت الدماء تسيل على وجهها .
شعرت وجد أن قلبها يكاد يهوي أرضا ، والضوء يكاد يختفي أمامها داخل ظلمة سحيقة ، فدفعت شادية بأقصى ما أوتيت من قوة ، وهرولت لا تدري إلى أين تأخذها قدميها ، تنجو بحياتها ، متشبثة بكل ذرة وعي بعقلها حتى وصلت لمنزل نديم ، تدق بابه وتستنجد بأهله .
وبمجرد أن فتحت الخادمة الجديدة الباب خطت وجد للداخل وانزلقت أمامها على الأرض فاقدة الوعي ...

صرخت الخادمة تنادى السيدة سومه وتخبرها عن الفتاة الملقاة أرضاً أمام بابهم فخرجت سومة من مجلسها تتبعها بخوف وقلب يخفق بشدة ..
"وجد .. وجد ، يا رب سترك ، ماذا حدث لك يا ابنتي " نزلت سومه على ركبتيها جوار وجد تحاول إفاقتها وصاحت بالخادمة "احضري صندوق الإسعافات الأولية بسرعة كي نوقف الدماء "
ثم نادت أكرم بأعلى صوتها " أكرم .. أكرم .. احضر زجاجة عطر "
في دقائق كانت سومة تضغط بقوة فوق جرح وجد الذي كان لرأفة الله بها سطحي ، وليس عميقاً او طويلاً ، فتح أكرم زجاجة العطر يمررها فوق أنفها ، حتى فتحت عينيها استجابة لندائهم القلق ، كانت الرؤية مشوشة أمامها فهمست بوهن " أمي.."
ثم أغلقت عينيها مرة أخرى ، ورفعت يدها المهتزة تبسطها فوق رأسها تتأوه من الالم
فسألتها سومه " هل أنت بخير بنيتي ، هل تشتكين من شيء ، هل نطلب الإسعاف ؟"
جاء صوتها ضعيفاً مهتز وهي بالكاد تفتح جفنيها " خالتي سومه ، لم أجد إلا سواك التجأ إليه "
" ماذا حدث لك يا وجد وكيف أصيب رأسك " استفسرت سومه فهمست وجد تائهة في ضبابية أفكارها " رأسي تؤلمني كثيراً ، أرجوك غطي رأسي يا أمي "
تحسست سومه جبينها ونظرت لأكرم بفزع " إنها ساخنة جداً وتهذي "
" احضري ماء بارد لنضع لها الكمادات حتى تنخفض حرارتها " حدث سنية الخادمة ثم أخبر سومه " ستكون بخير يا أمي إن شاء الله وغطي لها شعرها حتى لا تحرج مني حين تفيق "
بعد نصف ساعة بدأت وجد تستعيد وعيها وتستفيق مدركة وضعها بعد أن انخفضت حرارتها نوعاً ما ، وقد وتوقف نزيف رأسها ، وتم تعقيم جرحها ولفه بالضمادات النظيفة ..
فاستطاعت بمساعدة سنية وسومة أن تنتقل إلى الأريكة العريضة ، في أحد أركان البهو الواسع ...
حاولت سومه أن تستوضح منها عما حدث بروية وصبر .
فألقت وجد بنفسها على صدرها وبدأت بسرد كافة ما حدث معها منذ اليوم الذي جاءت فيه لبيت عمها بعد الحادثة ، ومعاملتهم السيئة لها ، افضت بمكنونات صدرها كلها ، بمآسيها وأحزانها ، مخاوفها ورغباتها ، أحلامها وطموحاتها ، أفرغت كل ما تخفيه دفعة واحدة
حتي هدأت طواحين الذكريات ورفرف النعاس بأجنحته فوق جفنيها فتراخت تسدل الستار أمام عينيها وهمست " أريد النوم " وغطت في نوم عميق لأول مرة منذ سنوات .......

وفي نفس الوقت جلست شادية على سريرها تفرك كفيها بغضب مقيت ، وتفكر في مخرج لنفسها ، من إتهام وجد لها فيما فعلته بها ، خاصة وقد احتمت ببيت الجيران الجدد ، كيف تعرفت بهم تلك الفتاة بهذه السرعة ، وبأي وجه ستذهب إليهم الآن لترجعها دون فضائح ، لا ، إنها لن تذهب بنفسها ، فكامل هو من سيذهب لاسترجاعها ، ولكنها ستعمل على أن لا تكون المذنبة في نظرهم ، فعلى وجد أن تدفع ثمن مناطحتها بالكلام وإغاظتها ، والأمر بسيط ، نعم بسيط... تبلورت الخطة في ذهن شادية ، فابتسمت لنفسها وهنئت ذكائها على خطتها الشيطانية ، فكلمتها ستنتصر أمام كلمة وجد وستعود للمنزل كسيرة ذليلة .....




استأذنت دارين لدخول مكتب الدكتور عامر في تمام الساعة الثانية عشر ظهراً تهنئ نفسها على إتمامها البحث العلمي في وقته ، في الحقيقة أنها لم تبذل أي مجهود يذكر ، فكل ما قامت به أن قصت من هنا وهناك ونسخته على الورق فقط وانتهى الأمر ، لتأكدها أن عامر لن ينظر إليه ، إنما سيهتم فقط بحضورها في الوقت الذي حدده..
دخلت المكتب تتسع ابتسامتها في مواجهة عبوسه القاتم وجدية وجهه
" دكتور عامر ، لقد وصلت في موعدي تماماً كما طلبت " قالت مقتربة من مجلسه الذي لم يبرحه قيد أنمله ، فأجابها بتعبير جامد " أنا لم اطلب ، أنا أمرت "
وضعت أمامه البحث مصححة قولها " كما أمرت دكتور عامر" واستدارت تتخذ مقعداً لتجلس عليه ، فاستوقفها قائلا " أنا لم أسمح لك بالجلوس "
قطبت جبينها استهجاناً لرفضه جلوسها ، ولكنها ظلت واقفة مكانها لا ترغب في إغضابه ، بدأ عامر في تفحص أوراق البحث بتدقيق كامل التركيز لمدة عشرة دقائق ثم لوى فمه قائلاً " هذا البحث مسروق بأكمله من صفحات الإنترنت يا دكتورة ، ظننتك ستكونين أذكى من هذا بكثير "
هربت الدماء من وجهها وحاولت استجماع شجاعتها فجاءت كلماتها بتأتأة " أنا ..أنا لم افعل "
صاح بها غاضباً " لا تكذبي ..أشد ما أمقته الكذب "
دافعت عن نفسها " لم أكن لأنهيه في موعده لو لم أفعل ذلك كما طلبت .. أقصد كما أمرت "
أنثنى للأمام ونظر إليها مباشرة " كان عليك بذل اقصى ما لديك لترضيني ، ولكنك عوضاً عن ذلك تسخرين مني وتستخفين بي ، ببضعة أوراق لا تساوي أي قيمة علمية ، لقد أعطيتك فرصة ولكنك فقدت سبيلك إليّ "
احتقن وجهها تحت وهج نظراته الغاضبة "ولكن يا دكتور ..أنا .."
خطا نحو الباب قائلا ببرود " أخرجي ، ولا تعودي إلى هنا مرة أخرى ، لا أريد أن أراك أمامي ..أخرجي "
هدرت الدماء بعروقها غاضبة ، من يحسب نفسه هذا الرجل كي يعاملها بكل هذا الصلف والتكبر ، فليذهب الي الجحيم ، لن تسمح له بإهدار كرامتها من جديد ...
رفعت رأسها عالياً ، ومرت من أمامه دون أن تنبس ببنت شفه .. فتأمل عامر مشيتها المتعالية ، ويقسم في نفسه أنها ستأتيه متوسلة راكعة ، وقتها سيعلمها كيف تكون الطاعة العمياء بحق ...
..................................................

وصل نديم لمنزل العائلة في القرية ، تجاوره ياسمه وكلاهم يخشى الاقتراب ..
ياسمه ذاهبة لمصير مجهول المعالم ، مجبرة على القبول ، بأكثر ما تاقت روحها إليه ، فصار الحلم الوردي كابوساً يطبق على صدرها ...
ونديم ليس لديه ما يسعده بهذا المكان ، الذي استقبل أولى صراخاته ، واحتضن خوف وضعف صغير يرى أمه تهان من الكبير والصغير ، وشب فيه حتى صار شاباً فاض به الكيل من استبداد أب لا يرى سوى أولاده من زوجته الثانية ، ولا يهمه أمره أو أمر أكرم ، كما لو كان أكرم نقطة سوداء في جبين وجاهته ومكانته بين أشراف القرية .

كرهه وبغض كل ما عاش يستكثره عليه ، كان ابنه البكري ، والمفروض أن يكون أول فرحته كما يقولون ، وريثه الأحق بلقب كبير العائلة من بعده ، لكنه لم يلق منه يوماً ما يجعله يحارب لنيل حقه ، كان متمرداً رافضا ً لكل مخططات أبيه ، فبدلاً من أن يمشي تحت عباءته متبعاً خطاه في الاهتمام بشؤن العائلة من أراضي زراعية ومزارع وxxxxات ، أمضى حياته في الترحال والسفر حول موانئ العالم ..
فبمجرد أن انهى دراسته الثانوية التحق بالأكاديمية البحرية ، ضارباً برغبة أبيه لعدم استكمال تعليمه عرض الحائط ، وبمساندة أمه التي باعت كل ما تمتلكه من أجل تحقيق حلمه وتوفير تكاليف الدراسة الباهظة ، بعد رفض والده أن يتكفل بمصاريف دراسته ، عقاباً له على كسر كلمته ، واتخذ من محمد ابن سعاد خليفة له في كل صغيرة وكبيرة ، فكان نعم التابع والمطيع ..

خرج نديم من سيارته ، ممسكاً بيد أخته مسانداً لها ، رغم كل ما يعتريه من رفض لمجريات حياتها سواء زيجتها الأولى أو الثانية .
يعلم أن داخلها منطفئ ، وفرحتها باهتة ، وكل ما تظهره ما هو إلا حلاوة روح حتى لا تنكسر هامتها أمام أحد ، فالشامتين أكلوها حية وعابوا فيها عند طلاقها .
حاول كثيراً أن يثنيهم عن زواجها مرة أخرى ، فما كان من زوجة أبيه إلا اتهامه بأنه لا يريد لها خيراً ، بل ويرغب في تدمير مستقبلها .
فآثر الصمت مراقباً لمجريات الأمور، واعداً ياسمه أن يتدخل في اللحظة التي تطلبه فيها حتى لو كان عليه دخول حرب مع اخيه وزوجة ابيه لإنقاذ أخته .
لكنه هذه المرة متفائل بالخير لطلب حميد ، فقد جاءه حميد طالباً يدها بعد رجوعه مباشرة من الخارج ، باسطاً أمامه كافة مشاعره تجاه ياسمه...

استقبلهم أخوه الأصغر عند باب المنزل مرحباً ، فبادله الترحاب بحب خالص ، هو لم يكره أخاه يوماً ، رغم كل ما فعلته سعاد بأمه ، وكل وجهات نظرهم المختلفة .
والسبب كان سومه ، هي من قابلت كل الكره التي زرعته ضرتها في نفوس أولادها ، بتسامح بالغ ، فانغرست بذور الحب في قلوبهم ندية ، يرويها عطفها ومحبتها الصادقة ،ف مهما دار وقابل لم يصادف يوماً نفساً اغتسلت من كل مشاعر الخبث والكره كأمه ...
بادره محمد قائلاً " عوداً حميداً يا نديم ، أطلت الغيبة هذه المرة "
" اشتقتك يا أخي ، كيف حالك وحال أولادك "
ربت محمد على كتف نديم قائلاً " في أحسن حال ويشتاقون لعمهم .. تفضل .. تفضل لقد حدثت حميد وطلبت منه المجيء اليوم ليقابلك ويطلب يد ياسمه في حضورك "

هدر قلب ياسمه ترقباً ، ظنت أنهم سيمهلونها وقتاً قبل مقابلة حميد ، ولكنهم لم يصبروا على نبش جراح أدمتها خيبة الأمل ..
استقبلتها أمها بلهفة فاترة ، لا تروي ظمآن ، ولا تشبع جائع ، كل همها أن تسلمها لزوجة أخيها كي تزينها وتهيئها لاستقبال العريس ...

قاد حميد سيارته ناهباً الطريق يسابقه قلبه ، أخيراً سيملي عيناه برؤيتها ، ست سنوات ثقيلة طويلة مرت عليه دون أن يلمح طرفها حتى ، علم بأمر طلاقها لم يفكر طويلاً ، أنهى كل شيء وقرر العودة لبلده ..
فقد مر على موت زوجته إلين عامين ، فما الذي سيبقيه بعيداً عن طفلة قلبه بعد الآن ، سيحميها من أفواه الناس وسياط السنتهم السامة ، لن يجعل مخلوق يمسها بسوء ، سيهبها روحه إن شاءت ، سينسيها كل شيء في العالم ، ولن يجعلها تذكر سواه ، ففكرة أنها كانت زوجة رجل أخر ، أن أخر لمسها ، تمتع بدفئها تسلب عقله،
تكويه نيران الغيرة ، سينسيها أي عاطفة أحستها بين أحضان زوجها ، لا يهمه أبداً أنها لا تنجب ، مادام هذا العيب الذي فيها مكنه من رجوعها إليه ، فهو شاكر فضل الله عليه ولا يرغب إلا بقربها ويكفيه زياد سيعوضه ويعوضها نعمة الانجاب ..

وصل يستقبله محمد ونديم بحفاوة بالغة ، يظنون أنه طوق نجاة لأختهم ، ولا يعلمون أنها نسائم عطرة الشذى ، ابنة قلبه ، مبتغاه الأسمى والأعظم في الحياة ، جائزته الكبرى ، ومعزوفته التي صاغ نغماتها منذ وعى العالم لكنها تاهت في فوضى نوتات حياته ، وتسلقه سلم الطموح وتحقيق الذات .
والآن حان وقت إزالة الغبار عن قصة حبهم واسترجاع حقه فيها ..
مرت ساعة منذ وصل ، ستون دقيقة كاملة دون أن تظهر طفلته .
تحدثوا في كل شيء وعن كل شيء إلا الأمر الذي جاء إليه خصيصاً ، فقد طلب ان تكون حاضرة أثناء طلبه لها ، ورغم علامات الاستفهام الكثيرة على وجهوهم ، إلا أنهم وافقوا في النهاية .

متى ستطل عليه أميرة الحكايات ؟ هل تراها تغيرت كثيراً منذ افترقا ؟ هل ستسامحه يوماً ؟ هل ما زلت تتذكره من الأساس ، أم تخليه عنها نزع كل لبنة تراصت في بنيان حبهم ..

وقفت ياسمه تحملق في الباب المغلق ، الحاجز بينها وبين حميد ، بعد أن كانت بحار العالم ومحيطاته تباعد بينهم ، أصبح كل ما يفصلهم عن التلاقي باب .. إن فتحته الآن ودخلت فلا تراجع ، وإن عصت سيكون جزاؤها ذل العيش في كنف عجوز يمتص شبابها ويقضي على الباقي منها .
كلا الخيارين أمر من العلقم في حلقها ، لكن اهون الشقاء عليها ، أن تعيش مع حميد حمى حبها له ، وتأخذ من الدنيا فرحة زائفة منقوصة ، مسروقة ، مع حب من طرف واحد ...
شمخت برأسها عالياً ، واعدة نفسها ألا تجعله ينول منها هذه المرة ، ستتزوجه وتشفي غليل قلبها مما اقترفه بحقها يوماً ، ستجعله يدفع ثمن ما قاسته بسببه ، بسبب عشقه المستحوذ عليها المتأصل فيها ، بسبب قلبها الخائن الرافض أن ينساه ..
دفعتها أمها للدخول فنحت أفكارها السوداء جانباً ، وطرقت الباب بخفة لتدخل ، قام حميد من مجلسه يلتهمها بعينيه ، يستنشق عبيرها ، يلملم تفاصيلها الصغيرة ، فستانها الأصفر بورداته الصغيرة الملونة وحجابها من نفس اللون ، زينة وجهها الخفيفة ، حتى الخواتم الرقيقة التي تزين أصابعها النحيلة ، وزنها خف كثيراً لكن نحافتها زادتها حلاوة وصغراً

كفها الصغير وهي تصافح أيادي الحاضرين من أعمامها وأخيها محمد ، واحد ، اثنان ، ثلاثة ، والتالي هو، لحظة واحدة ، ويتلمس كفها بين يديه يحتضن دفئها ، تصبيرة صغيرة تريح لهفة قلبه ، تبرد ناره المشتعلة ..
لكن القاسية أضنت عليه بها ، فما إن اقتربت منه حتى استدارت عنه جالسة في مواجهته جوار أخيها الكبير نديم ، تغوص عينيها في أرضية الغرفة ، فجلس مكانه خائب الرجا مهزوماً ..
" سلامي إلى قلبك يا قاسية القلب .. كيف هنت عليك لتحرمي عاشق مثلي أضناه البعد ، من مصافحة يداك ، من لمس أطراف أصابعك ، ألا تعرفين أن السلام ودفء الكفوف تسري في العروق ناراً ، تذيب جمود القلوب ... تدللي يا صاحبة الجلالة فمثلك يليق به الدلال ، سأصبر حتى تصيرين لي حلالاً ، وحين يغدوا القرار قراري ، سأعلم ثغرك الحزين هذا معنى ابتسامات السعادة "
أفاق من مناجاته لها وكان هو من بدأ الحديث قائلاً " بما اننا اجتمعنا جميعاً .. أحب أن اخبركم أني قد جئتكم طالباً يد كريمتكم ياسمه وكلي رجاء أن تقبلوني زوجاً لها "

ارتعش قلبها ، وفاضت روحها بالسكينة رغماً عنها ، واهتزت أهدابها الطويلة فوق وجنتيها تمنع دموعها القادمة ، وشعرت فجأة بضيق تنفسها ، إنها لا تستطيع أن ترى ولا أن تفكر ، هي تحولت لإنسان بلا روح ، فكم تمنت تلك الكلمات في وقت مضى ، رفعت عينيها تغوص بعينيه فأبتسم لها فأحست بقلبها يخترق صدرها سعياً إليه ..

أجابه نديم بعد اتفاق مسبق مع أخيه محمد ، وأخذ موافقة ياسمه ، التي نطقت بها كما لو كانت توقع وثيقة عقوبتها " ونحن يشرفنا أن تكون صهرناً يا سيد حميد ، لنقرأ الفاتحة على بركة الله "
بدأ الجميع يهمس بالآيات القرآنية ، حتى انتهوا من قراءة الفاتحة ، فشعرت ياسمه أنه انتزع منها عنوة ما لم يكن من الممكن أن تمنحه إياه برضاها ، لقد استغل كسرتها حتى يحصل عليها
قال نديم بتؤدة " نوصيك خيراً بأختنا يا حميد إنها أمانة برقبتك فأحسن معاملتها "
أجاب حميد بصدق " سأضعها بين رموشي وأحافظ عليها بروحي"

نفس الكلمات ..نفس الوعود وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد ، شعرت بوهن مفاجئ وأحست بحاجتها للهواء ..
اهتز ركن فم حميد بعصبية وهو يحدق فيها ويرى ارتعاشة يديها التي تحاول إخفائها بدسها تحت فخذيها ، إنها تذكر الوعد ، ووعد الحر دين ، وقريباً جداً سيفي بهذا الوعد والذي تأخر في تنفيذه ..
انتقل حميد ببصره إلى نديم وقال " ما رأيكم لو نجعل الزفاف بعد أسبوعين من الآن "
" أسبوعين !! لا لن نستطيع تجهيز ياسمه كما يليق ، إنها فترة قصيرة جداً ، كما وأن شقتك هنا لم تكتمل بعد " اعترض محمد
فابتسم حميد وقال باعتداد " أولاً شقة الزوجية ، ليست تلك التي أقوم ببنائها هنا ، وإنما ستكون في .....( سكت برهة ، ثم سلط أنظاره على ياسمه قائلاً ) في نفس الحي الذي تسكن فيه يا سيد نديم ، على بعد شارعين من منزلكم الجديد "
رفعت ياسمه أنظارها إليه مصدومة ، في حين صاح نديم بفرح " حقاً يا حميد ، إنه اختيار رائع ، أنا سعيد جداً أن ياسمه ستعيش بالقرب منا "
سأله محمد بتوتر " ولكننا طننا أنك ستعيش هنا بيننا "
" في الحقيقة .. لقد بحثت كثيراَ ، ووجدت أن الحي الذي انتقل إليه السيد نديم أفضل مكان في المحافظة ، لافتتاح مكتبي الهندسي الجديد والاستقرار به ، وشقتي هناك مكتملة لا ينقصها شيء سوى أن تنيرها ياسمه ، أما بالنسبة لبيت العائلة هنا ، فقد قررت أن ارممه وأبقيه للزيارات حين نأتي إلى هنا "

تبادل محمد ونديم النظرات ثم قال محمد " حسناً .. ولكي نكون واضحين من البداية ، أختي ستجهز كأي عروس يا حميد وكما يليق بها وبعائلة الصاوي ، سنشتري ما علينا ، وتشتري ما عليك ، كما هو متعارف عليه في تقاليد قريتنا عند الزواج ، وسنتأكد من ضمان كافة حقوقها ، فحتى لو كانت ياسمه مطلقة ، يحق لها أن تعامل كما يجب ولن نبخس قدرها لأمر لا يد لها فيه ، "
اندفع حميد مؤكداً " سيد محمد ..أنا لا يهمني سوى سعادة ياسمه في المرتبة الاولى "
خفق قلبها خفقة لا يستطيع غيره أن يحركها ، ولكنها قبض نبضة أخرى ، بقبضة قاسية حين واصل قائلاً " كما أن ابني يحتاج لأم تحتويه ، و تحن عليه بعد رحيل أمه ، يحتاج لأسرة ، أريد له الاستقرار والتأقلم في جو عائلي مريح ( رفع عينيه يسلطها على ياسمه ، المحمرة غضباً او خجلاً .. لا يعلم ماهية شعورها وهي تستمع إلى ما يقوله ) أريده أن يتعرف على عادات و ثقافة بيئته الجديدة ، وتهيئته للعيش هنا حتى يتقن لغتنا ويستوعب حياته الجديدة في أسرع وقت ، كل ما تريده سيد محمد أمور شكلية وكل الضمانات التي تريدها سأوافق عليها "

مال نديم على أخيه هامساً فهز محمد رأسه وقال " فليكن الزواج بعد شهر من الآن "
أجابه حميد " أوافق .. ولكن أطلب أن نعقد القران يوم الجمعة القادم .. أي بعد يومين من الآن .. حتى استطيع جلب كريم ابني ليتعرف على أمه الجديدة "

قطبت ياسمه حاجبيها ، وشعرت بالذعر يتصاعد داخلها ..ابنه !! كيف سيكون شعورها تجاه ابنه ؟ هل لديها القدرة كي تعطف عليه وتحبه ؟؟ أم أنها ستجد صعوبة في تقبله ، ففي كل مرة ستنظر إليه سترى صورة امرأة أخرى ، فضلها حميد عليها وزرع في رحمها بذرة من صلبه ...
دار أخيها محمد بنظراته على الجالسين من أعمامه وتيقن في أعينهم القبول .
فوافق قائلاً " على بركة الله .. ليكن عقد القران بعد يومين .. والزفاف بعد شهر من اليوم "

اهتز بدن ياسمه برعشة خفيفة ، يومين فقط وتصبح زوجته رسمياً ، لو كان أمراً كهذا حدث منذ ست سنوات ، لكانت الأن تقفز على قدميها فرحاً وتملأ الدنيا صراخاً .
لكنها اليوم كالذبيحة التي دفع ثمنها عداً ونقداً لبائعها ، على وعد بتسليم قريب ليتم ذبحها من جديد ، ولكن هذه المرة بيد الرجل الوحيد الذي أحبته وتمنته من قلبها ، أغلقت جفنيها متسائلة والزغاريد تدوي في وسط الدار ( هل ستسامحه يوماً على فعلته بها ، وتركها تواجه قدرها وحيدة بين أنياب وحش كريه اسموه زوجها ، هل يستحق ان تخبره بحقيقة أمرها أم تترك الأمر لمشيئة الله معه ؟؟ )
تساؤلات لن تجبيها عليها سوى الأيام القادمة ، رغم كل ما يعتمل داخل قلبها من شوق إليه ، نهرته صارخة بصمت يدوي في حنايا عقلها...

" كفاك يا قلبي صراخاً ....كيف تهفو إليه بعد كل ما كان .. كيف ترجو منه الوصال .. لقد رماك جانباً .. وأختار أن ينسحب .. تاركاً إياك وحيداً ذليلاً بلا سند ..
سنوات مرت عليك .. ذقت فيها ويلات رجل آخر دون أمل في الخلاص .. وحين أتى الخلاص كنتُ كسيرة النفس .. مختومة بالنقص في عرف النساء .. فلا صلاح لي .. ولا أمل في لقب أم .. أو للإحساس بنبضة صغيرة صغر صاحبها .. تجاور نبض قلبي فتحيه .. أو لركلة منه تنعش روحي .. من جنين يسكن بين الأحشاء .. فلا تظن أنه جاءني اليوم قاصداً وصالي .. بل طامعاً في أم بديلة لطفله من امرأة فضلها عليّ "


أنهى ضياء دوامه في البنك ، بعد يوم شاق من مراجعة الحسابات ، والتنقل بين المسؤولين من أجل اتمام كافة الأوراق المطلوبة لتسهيل القرض الذي طلبه والده ..
أخيراً وافقت المديرة المسؤولة عن قروض المشروعات الكبرى ، فالرقم الذي طلبه أبوه كبير ، وعليه تقديم كافة الضمانات التي تضمن حق البنك ، لو حدثت أي خسارة غير متوقعة ..
خرج من البنك يحدث أبيه على هاتفه المحمول ، يبشره أخيراً بصدور الموافقة على القرض ، فلم يلحظ تلك الفتاة الواقفة جوار سيارته حتى انهي مكالمته وحين هم بفتح سيارته بادرته قائلة " استاذ ضياء ، لحظة من فضلك "
فتاة صغيرة ، قصيرة القامة لا تتعدى العشرين من عمرها أو أقل ، تبدو ملامحها بريئة رقيقة إلى الحد الذي تخشى عليها من الخدش كلوح الزجاج الرقيق .
اقتربت منه بتردد تخشى الاقتراب تفرك يديها ببعضهما مرتبكة فسألها بفضول " نعم ..هل ترغبين بشيء يا آنسة"
رفعت حبيبة نظراتها إليه فصعقته قوة نظراتها وحلاوة حبتي البندق تحت جفنيها ، أخبرته بوضوح " لقد قدم والدي على قرض لديكم هنا في هذا البنك منذ خمس سنوات ، وسدد قدر كبير من مبلغ القرض ، ولكنه توفي منذ عام ، وواجهنا صعوبات جمة في سير المشروع الذي أسسه والدي بنقود القرض ، فتوقفنا عن السداد لحين استقرار أمورنا ، ومنذ اسبوع وصلنا إنذار من البنك إما سداد الدفعات المتأخرة وإما الحجز على الأرض المقام عليها المشروع "

سألها ضياء باستغراب " وما دخلي أنا ؟!! "
" لقد قدمت على التماس لإعطائنا مهلة حتى نستطيع توفير المبلغ المطلوب ، ولكنك رفضته ، رفضت التوقيع عليه " أجابته برقه
فرد عليها بحنق " إنها سياسة البنك بالتأكيد ، قد تكون الضمانات التي قدمتيها لا تكفي لقبول الالتماس ، والآن هل يمكنني الذهاب فلدي موعد وقد تأخرت عليه "
" استاذ ضياء ، أرجوك وافق على الالتماس ، وأعدك أنني سأسدد الدفعات كامله صدقني ، لقد تحسنت أحوالنا كثيراً ، والمشروع بدأ يقف على قدميه من جديد ، أنا فقط احتاج للوقت حتى استطيع جني المحصول والحصول على ثمن جيد "
" لا أفهم ما هو مشروعك من الأساس "
" والدي أنشأ مزرعة ، لزراعة المحاصيل العضوية ، وكان العائد المادي منها جيد جداً ، حتى أنه كان ينوي التوسع .
لكنه مرض فجأة .. واهملت المزروعات عند مرضه ، ولكني استطعت مواصلة العمل فيها ، وكل شيء سيتحسن ..
هناك الكثيرين من رجال الأعمال توافقون على منحهم مهله للدفع فلماذا لا تتساهلون قليلاً مع ذوى المشروعات الصغيرة "

نظر ضياء لساعته بضيق قائلاً " اسمعي يا آنسة لا اعتقد أن باستطاعتي مساعدتك "
ثم دس مفتاحه في باب السيارة منهياً الحوار ..
لكن حبيبة التي فاض بها الكيل ، وسئمت الوجوه الرافضة ، والأبواب التي تغلق بوجهها واحداً تلو الآخر ، صاحت به بيأس " أليست بقلبك رحمة ، ظننتك إنسانا لديه ضمير وأخلاق ، ولكن ماذا سأنتظر من ابن شادية شكري سوى التعالي والظلم "

أظلم وجه ضياء غضباً وسألها " كيف تتجرئين على العيب بحقي وحق أمي أيتها الحقيرة ، اقسم أني سأجعلك تدفعين الثمن غالياً "
ابتعلت حبيبة ريقها ورفعت كتفيها تتنفس بعمق وقالت بشجاعة " ماذا هل ستسجنني كما فعلت أمك مع أبي من أكثر من خمس وعشرون عاماً "
نظر إليها ضياء شزرا وقال من بين أسنانه " هل أنت مجنونة .. ومع علاقة أمي بأبيك .. أغربي عن وجهي .. وحضري نفسك جيداً .. لأني سأرميك أنت وعائلتك في الشارع .. إن لم تسددي الدفعات المتأخرة في وقتها .. سأجعلك تدفين ثمن ما تفوهت به غالياً "

استخدمت حبيبة ورقتها الأخيرة وسألته " وحين تضع رأسك على وسادتك ليلاً هل ستسامح نفسك حين تفكر انك ألقيت خالتك الوحيدة وابنتها في الشارع دون وجه حق "

" نعم ..!! خالتي وابنتها .. ما تلك التخاريف التراهات التي تتفوهين بها .. أمي وحيدة أبويها وليس لديها أي إخوة او أخوات .. لتكون لي خالة "
" أهذا ما اخبرته إياك امك ... إذن حين تعود لمنزلك اسأل السيدة شادية من تكون أحلام عوني وماذا فعلت بها "
صاح فيها ضياء بغضب " أنت كاذبة .. أمي اسمها شادية شكري فكيف تكون أمك أنت أختها "
فسرت حبيبة " أمي اختها من الأم .. فأمي حين مات والدها زوجوا جدتي لأخيه الأصغر .. فأنجبت منه والدتك .. وأمي احلام أختها الكبرى .. اكبر منها بعامين .. وفي نفس الوقت ابنه عمها ..على العموم .. اذهب وأسأل والدتك وقل لها أن أبنة أحلام ونشأت العلايلي تبلغك السلام .. وتخبرك أن نسلك من صنفك لا انسانية لديه "

صاح بها ضياء من بين أسنانه مكوراً قبضته في وجهها " اقسم لك .. أنك لو كنت رجلاً .. لكنت هشمت لك أسنانك .. وطمست لك معالم وجهك بقبضتي .. لكن الواقف أمامك يعلم جيداً سمات الرجولة وكيف يعامل النساء ..
لذا سألجم جماح نفسي ..عنك واعلمي أن موضوع قرضك منذ الآن سيكون تحت وصايتي .. ولن اتراجع إلا بعد أن اجعلك تتجرعين مرارة الخسارة .. رداً على وقاحتك .. وسوء اخلاقك .. وأكاذيبك الملفقة " ثم استدار عنها يركب سيارته وينطلق بها بأقصى سرعته ، مخلفاً ستارة ترابية أغشت الرؤية أمام حبيبة ، وحفزت لديها نوبة من السعال الحاد ، لم تؤلمها كما آلمتها خيبة أملها في أخر فرصة كانت لها للحفاظ على مشروع أبيها وحماية عائلتها من التشرد .....


فتحت وجد عينيها ، لا تعلم كم استغرقت في النوم حتى الآن ، لكنها تيقنت من الظلمة الباثقة من شقوق النافذة ، أنها نامت لساعات طويلة على هذه الكنبة العريضة دون حراك .
حاولت الحراك فشعرت بالألم يدق رأسها ، فبسطت كفها فوق الضمادة تتحسسها برفق فوجدتها ما زلت كما هي ، تحاملت علي نفسها للنهوض فلم يطاوعها جسدها المعدم القوى ..

" لا تضغطي على نفسك ، فأنت بحاجة للراحة ، بعد كمية الدم التي فقدتها ، اضجعي حتى لا تشعري بالدوار وتقعي مرة أخرى " أخبرها أكرم من ورائها ، فالتفتت إليه بحدة فنبض الألم اكثر في رأسها ، أغمضت عينيها محاولة تحمل ضربات الألم النابضة مكان الجرح في رأسها دون جدوى .
اقترب منها أكرم قافزاً على كفيه ونصحها " لا تحاولي التحرك كثيراً حتى لا تتألمي ، فأنت ضعيفة جداً ، لقد اخبرت سومه أنك استيقظت ، فانا أراقبك منذ فترة وأنت نائمة ، حتى نطمئن عليك فقد خفنا أن يكون حدث لك ارتجاج في رأسك إثر الضربة فتبادلنا أنا وأمي فترات مراقبتك "

"هل نمت لفترة طويلة " سألته وجد بقلق
ابتسم اكرم وقال " نمت حوالي اثنا عشر ساعة كاملة "
انتفضت وجد من مكانها صائحة في دهشة " ماذا ..كل هذا الوقت !! اااااه " انتفاضتها سببت لها ألم اكبر حتى دمعت عينيها توجعاً ، فسألت اكرم بضعف " أرجوك يا أكرم أليس لديكم أي حبة مسكن لم اعد اطيق هذا الصداع والألم "
رفع أكرم ناظريه نحو أمه القادمة تتبعها سنية بصينية الطعام التي اعدت لوجد فرد عليها " سأجلب لك حبة المسكن ، ولكن بعد انتهائك من الطعام اولاً "
تنحى أكرم جانباً لتجلس أمه جوار وجد وتضع سنية صينية الطعام أمامها ، والتي رفضتها وجد بحرج بالغ
" خالتي سومه ما كل هذا الطعام .. أنا لست جائعة ابداً .. لقد تطفلت عليكم اليوم بما فيه الكفاية .. وأنا محرجة جداً واعتذر منكم .. لقد أتعبتكم معي كثيراً.. سأظل احفظ جميلكم فوق رأسي طول العمر .. ولكن هذا يكفي لابد أن اعود للمنزل الآن "
مدت سومه يدها تنتزع قطعة من صدر الدجاجة ورفعتها لفم وجد متجاهلة ما قالته ، كلماتها ، وأمرتها بلهجة أمومية خالصة
" افتحي فمك ، وكفي عن تلك التفاهات التي تقولينها ، هيا أنت لم تأكلي شيئاً منذ الصباح "
قربت سومه قطعة اللحم لفم وجد بإصرار ، فتسللت رائحتها الذكية لأنف وجد ، فقرقعت معدتها طلباً للطعام ، وشعرت بالجوع الشديد ، لكن حيائها منعها فقالت " أنا حقاً لست ...." لم تكمل حديثها فقد حشرت سومه الطعام في فمها بسرعة وأمرتها " امضغي طعامك فتلك الدجاجة لن يعود منها شيئاً هل فهمتي "
" ولكن ..."
" ليس هناك لكن .. وليس مسموح لك بأي كلمة اعتراض ..لا اريد إلا سماع صوتك وأنت تمضغين الطعام هل فهمتني "

هزت وجد رأسها والدموع تتجمع من جديد لتنهمر على خديها فسألتها سومه بخوف " ماذا حدث يا وجد .. ؟ هل الألم شديد لهذه الدرجة .. هل اطلب لك طبيباً ليفحصك "
فردت عليها وجد بصوت باكي" الألم تجمع كله هنا يا خالتي " وأشارت بإصبعها نحو قلبها .
" كيف بالله عليك يكون الغريب أحن علي من اقرب المقربون لي ، وكيف تنزع من قلوبهم الرحمة .. ليملئهم الطمع جشعاً وحقداً "
اخفضت سومه يديها الممسكة بقطعة لحم أخرى ،وسألتها لائمة " وهل بت غريبة عليك يا وجد ، ألم نتفق أنني بمقام خالتك يا ابنتي، الله وحده يعلم ما أكنه في قلبي لك "
بسطت وجد كفها على كتف سومه معتذرة وقالت " سامحيني يا خالتي فعطفك عليّ طيب كافة جروحي ، وحنانك الفائض يذكرني بأمي رحمها الله "
"رحمها الله يا ابنتي هي وأبيك وأسكنهم فسيح جناته " وضعت سومه قطعة اللحم بيدها في فم وجد ، وقررت أنه حان الوقت لتسالها السؤال الذي يشغل بالها ليل نهار " أتعلمين يا وجد منذ عرفت قصتك ، وانا أخص والديك بالدعاء في صلواتي ، لكني لم اعرف حتى الساعة ما هو اسم والدتك "
" اسمها سوسن ..." أجابتها وجد بحزن فتلاحقت دقات قلب سومه ترقباً ، وسألتها بأمل " حقا ..اسم جميل هل تعلمين .. أمي كان لديها نفس الاسم "
" حقاً ..؟!! "
" نعم ..هل ما زلت تذكرين اسم أمك بالكامل ، ففي بالي أن اصنع شيئاً رمزياً باسمها ، ليكون لها صدقة جارية ، فقصة وفاة والدتك مست شغاف قلبي "
فرحت وجد كثيراً وقالت بامتنان " هذا كرم كبير منك خالتي سومه لست مضطرة له "
" إنه امر بسيط يا حبيبتي ، اخبريني اسمها كاملاً واتركيها للمولى " واكملت سومه تحدث نفسها " اخبريني يا ابنتي ولعلها تكون معجزة من رب العالمين وتكون هي "
" اسمها سوسن عبدالمجيد سلامة الزرقاوي"

سرت قشعريرة في جسد سومه .. وزمت فمها تمنع بكاء وشيكاً .. فتجمع في حلقها خليطاً مكثفاً من فرحها الغامر لما عرفته .. وحزنها العاصف من ألم الفراق .. وشكر لله على اكتشافها الحقيقة وتلاقي سبلها مع وجد ...
تأملتها سومه بنظرة جديدة .. فاتضحت المعالم أكثر .. وبان التشابه أعمق وأوضح من ذي قبل ..
فهمست بشجن " سبحانك يا رحيم .. سنوات وسنوات .. ونحن نبحث .. حتى سئمنا العثور على حقيقة واحدة .. تدلنا على الطريق إليها .. ونحن غافلون أن لله كلمة أخرى .. وأن الأرواح كما تبعث للحياة بميعاد .. تتلاقى أيضاً بميعاد .. لا يتأخر ولا يستقدم .. مهما حاول الإنسان أن ينبش في الحقائق ويسعى كله في النهاية بمشيئة الله وحده "
همت وجد تستفسر عن معنى حديثها ، ولكن جرس الباب الذي انطلق دون هوادة لم يمنحها وقتا للسؤال ..
وبعد لحظات اندفع عمها لداخل البهو يصرخ في وجه الخادمة لتأتيه بوجد في التو واللحظة ..
انكمشت وجد في مكانها على الأريكة ، فصوت عمها ينبأ بالشر ، قامت من مكانها ترغب في الذهاب إليه ، ووأد فتيل غضبه فلا ذنب لهذه العائلة التي راعتها واستقبلتها في اشد لحظات حياتها ضعفاً وبؤساً ، أن تمسهم بكلمات مؤذية من فم عمها ، لكن سومه اوقفتها رافضة أن تتحرك إنشاً واحداً من مكانها .
واعتدلت وهي تمسح يديها وتزيح صينية الطعام من أمامها ، ثم اتخذت من عصاها سنداً وتقدمت تواجه ذو الصوت الجهور قائلة " أهلاً وسهلاً يا سيد ، ألا تعلم أن للبيوت حرمات ولا يحق لك أن تصرخ هكذا وتفزع سكان المنزل "
" أمي ..هل أنت بخير لقد جئت مسرعاً على الصراخ ، من تكون يا سيد وكيف تقتحم منزلنا هكذا " سأله أكرم موبخاً بنبرة رجولية لا يهمه نظرات كامل المتفاجئة والمتفحصة لمظهر أكرم الغريب عليه وإعاقته النادرة ..

سخر كامل في نفسه من لجوء وجد للاحتماء بأهل هذا المنزل ، فهم أنفسهم من يحتاجون للرعاية والحماية لكنه ابتلع سخريته وأكرم يصرخ به بعنف " أنت يا سيد... ماذا تريد ؟!! "
تجاهله كامل موجهاً حديثه لسومه " اعذريني يا حاجة .. ولكن حين علمت بما فعلته ابنة أخي .. وهروبها للاختباء لديكم جن جنوني "

شعرت وجد بالسخف من جلوسها هكذا ورمي الحاجه سومه وأكرم في مواجهة عمها لوحدهم بدلاً منها ، فتمسكت بجانب الأريكة ووقفت على قدميها تجرها للرحيل مع عمها ، فيكفي لسومه وأكرم ما لاقوه بسببها خاصة مع قول سومه
" لست أنا من سألك السؤال يا سيد كامل إنه ابني ورجل هذا المنزل في غياب أخيه ، ومن كان عليك أن تستأذنه قبل أن تخطو خطوة واحدة داخل بيتنا ، وليس من الأدب والاحترام أن تتجاهله "

شعر كامل بالخزي من كلمات سومه ، كالطفل الذي تؤدبه معلمته فقال متلعثما " أنا ..أنا لم اقصد أن أسئ إليه أو اقلل من شأنه ..أنا .."
قاطعته وجد واضعة نقطة النهاية لذلك الحديث " عمي أنا هنا ، دعنا نذهب للمنزل "
تقدم كامل منها يشدها بعنف من ذراعها قائلاً " حسابك عسير معي يا وجد على ما اقترفته في حق شادية "

نظرت إليه وجد بوهن مصعوقة تتساءل "هل قلبت شادية عليها الآية .. وأصبحت هي المذنبة الآن "
اعترضت سومه بحدة ورفضت أن تجعله يخرج بوجد " لا لن تذهب بها من هنا .. لقد جاءتنا والدماء تسيل من وجهها .. والله اعلم ما قد تفعلوه بها .. لن اتركك تأخذها أبداً "
حاولت سومه أن تشد وجد إليها بشراسة الأم التي تحمي ولديها من الضباع ، فصاح بها أكمل " يا ست سومه أنت لا تفهمين شيئاً .. اتركيها لي إنها تستحق التأديب "
" مساء الخير .. ما الذي يحدث هنا ؟!! "
جاء صوت نديم كانهمار الماء العذب بين شقوق أرض بور فارتوت بالأمان ..
تسمرت عيون الجميع على نديم ..عيون فرحة بوصول السند .. وعيون تسأل العون .. وأخرى متسائلة عن هوية الوافد ..
" نديم حمداً لله على سلامتك يا ولدي.. أنرت بيتك " قالتها سومه بتحدي لكامل أن يتجرأ على الاستهانة بهم الآن .
سألها نديم ثانية " ما الأمر أمي ، ولماذا تقبض على ذراع وجد هكذا يا سيد "
صاح به كامل وقد فقد صبره " أنا عمها .. وجئت لأخذها .. فلماذا تشعرونني أنني أقدم على ارتكاب جريمة ما .. أنا أريد ابنة أخي .. ولا يحق لكم بمنعي من أخذها "
" لا نحن نمنعك من أخذها لأننا على يقين أنك ستؤذيها أنت وزوجتك .. لقد فقدت وعيها بمجرد أن وصلت الينا .. وكانت دماؤها تسيل بسبب ما فعلته زوجتك بها " اتهمته سومه بقوة .
فسألها نديم متفاجئاً " ماذا ..هل حقاً ما حدث يا وجد "
لم يمهلها كامل وقتا للإجابة ، وقال بحنق " أي كلمة ستقولها لتبرر موقفها فهي كاذبة .. زوجتي لم تفعل بها شيئاً ..إنها هي من صدمت رأسها بالحائط لتتبلى علي زوجتي حتى تداري على فعلتها السيئة "
" اقسم لك يا عمي أني لم افعل شيئاً مما تدعيه زوجتك " قالت وجد تدافع عن نفسها
فصاح بها " اصمتي أيتها الناكرة للجميل زوجتي لا تكذب أبداً .. أنت من تكرهينها .. ولا تعترفي أبداً بفضلها عليك "
ردت عليه وجد بعدم تصديق " أنا يا عمي ..أنا ..؟!!"
سأله نديم بهدوء " وأي سبب هذا الذي يجعل فتاة كوجد .. تصدم رأسها بالحائط .. وتؤذي نفسها بهذا الشكل "
" هذا لا يخصكم " بصق كامل عبارته في وجه نديم .. وشد وجد للمغادرة فسبقه نديم مغلقاً باب المنزل من الداخل ليمنعه من الخروج قائلاً " لن أسمح لك بأخذ وجد .. إلا بعد ان افهم ما الذي يحدث هنا بالضبط .. واعرف من المذنب ومن البريء "
" هل تحتجزني يا ولد " صرخ به كامل ثم نظر لوجد قائلاً بقنوط " هل يعجبك هذا الوضع يا هانم ، جعلت عمك مسخة أمامهم "
التفتت وجد لنديم متوسلة " أرجوك يا سيد نديم افتح الباب .. هذا يكفي لا داعي للمشاكل سأذهب مع عمي ..عمي لن يؤذيني أبداً "
لكن سومه اصرت على الرفض " لا يا وجد لن اتركك تذهبين إلا على جثتي .. يكفي ما فعلته بك زوجته "
انبري كامل يدافع عن شادية بحرقة " زوجتي لم تفعل بها شيئاً ، لقد ضبطتها وهي تحاول أن تسرق إحدى أساورها الذهبية .. حين ظنت أنه لا يوجد غيرها في المنزل .. دخلت حجرتنا وفتشت في اغراض شادية ، حتى وجدت إحدى اساورها ، فأخفتها في ملابسها ، في حين كانت زوجتي تراقبها ، وحين واجهتها تشاجرت معها وسبتها ، ثم خبطت رأسها بالحائط حتى تتبلى على زوجتي إن اتهمتها بالسرقة "
اندفعت وجد صارخة بهيسترية لا تصدق مدى الشر الذي قد وصلت إليه شادية باتهامها بالسرقة " لا يا عمي ..لا ..اقسم لك أن شيئاً من هذا لم يحدث ..اقسم برحمة أبواي ..أنا لم افعلها .. كيف صدقت أني قد افعل أمراً كهذا .. أنا وجد يا عمي .. وجد ابنة أخيك .. الحافظة لكلام الله كاملاً أسرق .. أمد يدى على مصوغات زوجتك !!"
" وما الذي سيدفع زوجتي لتدعي عليك بالباطل .. وهي التي ترعاك .
وتحن عليك كابنتها منذ وفاة ابيك وامك ؟!"
" وإن أخبرتك يا عمي حقيقة ما حدث هل ستصدقني ." سألته بشموخ رغم ألمها الساحق .
فكانت الإجابة قاطعة من أكرم " وجد ليست كاذبة .. وليست سارقة .. ونحن الذين لم نعرفها سوى منذ أيام .. متأكدين من ذلك .. فكيف تكون أنت يا عمها لا تؤمن بما نراه نحن فيها "
وواصل نديم مؤكداً على قول أخيه " وجد إنسانه صادقة .. وأنا شخصياً لا أصدق كلمة واحدة مما تقوله الآن " ثم تقدم واقفاً بين وجد وعمها وقال بقوة مواجهاً كامل " النقاش انتهى يا سيد ، وجد ستبقى هنا ولن تتحرك خطوة واحدة من منزلي ، وهي بهذه الحالة حين تتعافى وتكون بكامل قواها سنرى حينها ما الذي تريد فعله "

تحداه كامل بصوت كريه ودفعه جانباً بكامل قواه صائحاً " لا يمكنك أن تبقيها هنا فبأي حق تبقى ، ومن أنتم في الأساس لكي يكون لكم كلمة او سلطة عليها أو عليّ "
ختم كامل حديثه محاولاً الوصول لوجد ،التي كنت تقف شاحبة متيبسة ، كما لو كانت في حالة صدمة قصوى ، لكنه لم يستطع على إزاحة نديم من طريقه ، فكاد الأمر يتحول معهم إلى شباك بالأيدي ، حتى طرقت سومه بعنف فوق بلاط الأرضية بعصاها عدة مرات وقالت بقوه " أخرج يا سيد كامل ، وجد لن تذهب معك "
فثار كامل قائلاً " وأنا لن اخرج دونها "
فصاحت به " وأنا لن ادعك تأخذ وجد إلا على جثتي "
" لماذا تتمسكين بحمايتها هكذا .. لماذا ؟"
" لأنها ابنة اختي ".....

انتهي الفصل ******


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 03:19 PM   #287

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

مفاجأة جميلة ان تكون وجد ابنة اخت سومة
اعتقد ان سوسن هربت من عائلتها وتزوجت
رغما عنهم ...
ولم يعرفوا مكانها...
اخيرا جاء من يدافع عنها ويحميها ...
اعتقد ان سومة سوف تطلب من نديم
أن يتزوج وجد لكى تبقى فى منزلهم...
تسلم ايدك ❤❤❤


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 04:06 PM   #288

رنا رسلان

قاصة هالوين


? العضوٌ??? » 304310
?  التسِجيلٌ » Sep 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,154
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي

#وجد محصورة في الماضي وخايفة تحب احد وتتعلق به فتفقده رغم اني مقدرة خوفها الا انها كده بتسمح له يدمر حياتها
#مفروض انها مؤمنه بالله يعني عارفه ان الموت علينا حق وان الحياة بتستمر غير تشاؤمها وهذا خطأ يجب علي الانسان ان يكون حسن الظن بالله
#يالله علي حقد شاديه ديه شيطانه ولا وجد اللي صعبانه عليا جدا 😭وعجبني ردها
(" من معه الله لا يخيب رجائه ، ولا يطوله فاسد ، ولا يمسه شيطان)
#احساس اسمه انها كشاه مذبوحة ما فائدة رجوعها لحبيبها بعدما ذبحهاوانه يريدها كأم بديله لطفله
#حميد الفرح اخير انه علي وشك الزواج من حبيبته لايهتم بعدم انجابها فهو السبب في هذا الزواج وغيرته ان شخص لمسها قبله
#احساسي بيقولي ان امها هي السبب في الفراق بين حميد واسمه
#نشأت هو زوج اختها اللي سجنته لانه فضل عليها اختها ايه الست ديه😠 وابنته حبيبة التي قابلت ضياء واعلمته بذلك غير رغبتها في تقديم التماس حتي لا يضيع مشروع والدها
#ضياء شخص طيب مش عارفه ازاي ابن شاديه واخيرا عرف معدن والدته وانها شيطانه
#الحمدلله ان سومه خالتها دلوقتي هتستريح من عذاب عمها وزوجته وهترجع حقها اللي مأخوذ


رنا رسلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 04:45 PM   #289

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

روووووووعة ولا يوصف الفصل سلمت يداك وموهبتك الجميلة.

شادية شيطانة ولكني ضننتها ستتهمها بشئ هي ونديم ولكن ما فعلته كان أفضل لها فقد قربها من خالتها وعائلتها، ولكن تفريقها عن شذى واتهامها بالسرقة مؤلم جدا.

أتمنى أن يصدقها عمها ويرى حقيقية شادية جيدا، شادية التي حتى أختها لم تسلم من أذاها.

ضياء عندما يعود للبيت موقف أمه سيجعله يتأكد من كلام حبيبة، واظن أنه سيساعدها.

موقف سومة عندما علمت بأنها ابنة أختها صعب جدا منتظرة أعرف أبعاد الموضوع.

حميد وياسمة ومنتظرين تبريره لها وبداية حياتهم.

متشوقة للقادم جدا جدا 💖💖💖


اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 06:00 PM   #290

جوري القدور

? العضوٌ??? » 437451
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 87
?  نُقآطِيْ » جوري القدور is on a distinguished road
افتراضي

فصل روووعة وفرحة انو سومة خالة وجد ياترى راح ترتاح وجد

جوري القدور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:59 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.