آخر 10 مشاركات
هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          110 - أحلامي ليست لي (الكاتـب : حبة رمان - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أنثى من ضوء القمر **مميزة ** (( كاملة )) (الكاتـب : هالة القمر - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          صفقة زواج (56) للكاتبة jemmy *كاملة* ...a marriage deal (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          482 - خفقات مجنونة - ميشيل ريد ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree60Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-19, 02:05 PM   #541

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأسيرة بأفكارها مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 3 والزوار 5)
‏الأسيرة بأفكارها, ‏malak assl+, ‏om aya



اسمي منور اهووو يا ايموووز .. سايبة ام روايتي الكئيبة وراشقة عندك .. ههههههههههههههه ..
المزز هنا ترد الروح .. والدكتور قالي اقعدي بحته كلها طراوة ....




Malak assl غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملاك عسل
رد مع اقتباس
قديم 27-09-19, 02:32 PM   #542

esoo As
 
الصورة الرمزية esoo As

? العضوٌ??? » 373476
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 686
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » esoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Malak assl مشاهدة المشاركة
اسمي منور اهووو يا ايموووز .. سايبة ام روايتي الكئيبة وراشقة عندك .. ههههههههههههههه ..
المزز هنا ترد الروح .. والدكتور قالي اقعدي بحته كلها طراوة ....




esoo As غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-19, 08:10 PM   #543

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
Bravo

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Malak assl مشاهدة المشاركة
اسمي منور اهووو يا ايموووز .. سايبة ام روايتي الكئيبة وراشقة عندك .. ههههههههههههههه ..
المزز هنا ترد الروح .. والدكتور قالي اقعدي بحته كلها طراوة ....
ياقلبي ده أنا روايتي منورة بيكي ..يانهار ابيض ده انا افرشلك الرواية ورد وابعتلك المزز كلهم ملفوفين بالسوليفان😉😉😉😉😉😉😉😉


أووركيدا غير متواجد حالياً  
التوقيع
وتمر الحياة بحلوها ومرها ...ونحيا كما قدر لنا أن نحيا ..فإرضي بما قسم لك يابن أدم ..لن يأخذ نصيبك غيرك ..وقد يكون ما حرمنا منه شره أكثر مما فيه من خير لنا ..فالحمد لله علي كل شيء
رد مع اقتباس
قديم 28-09-19, 12:55 PM   #544

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأسيرة بأفكارها مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

كانت سعادة لولو لا توصف بالكلمات عندما طلب حمزة يدها... في البداية لم توافق ولكن مع اصراره وافقت أخيرا بالطبع بعد ما أخبرها بشروطه وهي وافقت بصدر رحب وتتمنى ان يأتي اليوم الذي يعترف لها بحبه... أما هو سعادته ناقصة بسبب خوفه ان علمت بماضيه وذلك ينغص عليه سعادته فهو خائف انه لن يرى حبها الذي يظهر بعيونها ويحل محلها الاشمئزاز ان علمت.... قلبي عليكم... ومبارك عقد قرانهما... إنني قلقة من ردة فعل والدك لمياء.... فأنت ذهبتِ لمنزلك بعد عقد القران وبعد أن أصبحت زوجته....
.......
وااااااو أحسنت حمزة كانت كلماتك بالصميم لوالدها المقيت ويستحق ذلك....
أحببت كلماتك حمزة التي ألقيتها على عبد الجيد المقيت.... ولكنه استفزني كثيرا بكلماته تلك بحق لمياء وهنا حمزة لم يحتمل ولكمه يستحق ذلك... لقد بردت نار قلبي قليلا فقط...

.......
انت دنيء لا تهتم سوى بالمال والد لمياء كم أود ان أكون هنالك بتلك اللحظة كي أقوم بلكمك وأوسعك ضربا أيها المقيت....
وكانت صدمتها كبير ومجروحة بعمق أيضا...
أما كلمات زوجة والدها لا أقول سوى الله يمهل ولا يهمل أيتها المقيتة....
أواااااه عليك لمياء كان الله معك...
.....
يستحق والد لمياء كلمات حمزة الأخيرة له...
....
وكم أحببت فعلته انه يريد ان يسعد لولو وينتظرها لتتجهز كأي عروس ليقيم لها حفلة صغيرة...
......
ولكنه بات يلوم نفسه كثيرا ويخبر نفسه أنه لا يستحقها فعندما تعلم ستبتعد عنه هذا ما يعلمه جيدا... وذلك يؤلمه ويجرحه كثيرا فهو تاب إلى الله ولم يعد يفعل كما يفعل بالماضي ويتزوج..... أواااه عليك كم يتألم قلبي من أجلك...
.......
وأخيرا الحمد لله ها أنت اعترفت أمام سومة انك تريد ان تتزوج وجد نديم وتحبها كثيرا... وسعادة سومة لا توصف بالكلمات في تلك اللحظة... سعيدة من أجلكما.... وكم أحببت كلماتها المشجعة والمساندة له..
......
يا ربااااه دمعت عيناي من أجلك وجد فأنت خائفة من فقد أي شخص عزيز عليك لذلك ترفضين الارتباط وبعد كلمات سومة الناصحة لك أدركت فجأة مشاعرك اتجاه نديم.... فبت خائفة قلقة ....قلبي الصغير لا يحتمل....
.......
الحمد لله مرت الأمور على خير وخرج يوسف من السجن بكفالة من ضياء....
كم أحببت تصرف ضياء الحكيم مع يوسف وشروطه كي يكون معه بالتدريب الرياضي....
وحبيبة لم يعجبها ذلك فهي تهتم بيوسف ولم ترد ان يكون هنالك شخص يهتم به غيرها....
.......
كم تألم ضياء لمعرفته الحقيقة وتيقنه بعد صمت جدته ...
......
لااااا قلبي ليس مطمئنا فسارة لم تقابل لمياء بسلام دافئ بل جامد فاتر ُمقيم لها استر يا رب....
.....
لااااااااا كانت كلمات سارة جارحة وقد استمعت إليها لمياء... اعتقد انها ستطلب الابتعاد والله أعلم.... فجميع ما قالته سارة جرحها وآلمها بسبب تفكيرها ذاك......
سارة ألا تذكرين كيف كنتم لما تلقين تلك الكلمات دون مراعاة لحمزة على الأقل...
نظراتك محرجة فقط سارة ولست نادمة على كل كلمة قلتها صحيح؟ بت أمقتك...
أما حال لمياء لا يسر أبدا هي ستبتعد.... وحمزة صدم ولام نفسه وقلق من ردة فعلها ومتألم من أجلها أيضا... يا ربااااه...
......
لاااااااا بالتأكيد ان سيلين تكذب فهي ليست حامل من حميد بكل تأكيد... من المستحيل ان يفعلها ....ياسمة بالتأكيد ذهلت وصدمت وأتمنى ان لا تصدق ذلك ولا تدع غضبها وحزنها يجعل تفكيرها يتوقف عن العمل...
.......
وانتهى الفصل الرائع كروعتك والمؤثر جدا حبيبتي أوركيدا....
سلمت يداكِ على ماخطته وأبهرت وتألقت...
صدقا أبدعتِ بكل كلمة كتبتها "ما شاء الله تبارك الله"....
وفقك الله وسدد خطاك...
وفي انتظار الفصل القادم بلهفة كبيرة جدا..
تحياتي وودي قبلاتي واحترامي لك جميلتي
😍💕😍


حبيبة قلبي ..ودى انا وقبلاتي واحترامي انا لكل كلمه تخطها يداك بحق كل فصل من روايتي ...اعشقك ياأسورة واعشق طريقتك في نقد احداث الرواية ..سلمت يداك ياجميلتي 💙💙💙💙💙💙💙💙😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘


أووركيدا غير متواجد حالياً  
التوقيع
وتمر الحياة بحلوها ومرها ...ونحيا كما قدر لنا أن نحيا ..فإرضي بما قسم لك يابن أدم ..لن يأخذ نصيبك غيرك ..وقد يكون ما حرمنا منه شره أكثر مما فيه من خير لنا ..فالحمد لله علي كل شيء
رد مع اقتباس
قديم 02-10-19, 09:18 AM   #545

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-19, 05:51 PM   #546

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ❤❤❤❤❤
اتمني ليكم قراءة ممتعة وان الفصل يعجبكم 😍😍😍😍😍😍😍
الفصل الخامس عشر*****

وصلت سيارة الأجرة إلى المكان المنشود .. فخرج ثلاثتهم تلفحهم برودة الجو في هذا الوقت حتى وصلا إلى باب المنزل ..
فدق حميد جرس الباب معلناً وصولهم ليفتح الباب سريعاً تستقبلهم سيدة راقية المظهر رغم بساطة ملبسها علت ابتسامتها محياها لرؤية حفيدها فقبلته مرحبة بالألمانية ودعتهم للدخول .. ثم صاحت بلغتها الأم بضعة كلمات جاء على إثرها رجل يبدو عليه أنه جد كريم وزوجها متلهفاً هو الآخر لرؤية حفيده... ما ظهر بعد برهة قصيرة فتاة شابة جميلة تصغرها كثيراً تكاد تتم عامها العشرين، منتفخة البطن ، تظهر عليها علامات الحمل في شهورها الأخيرة ..
فلاحظت نظرات حميد المستغربة إليها وسمعته يسألها بالعربية لدهشتها " سيلين ..هل تزوجت من صديقك ؟"
أجابته المدعوة سيلين باللغة العربية الفصحى الثقيلة لعدم اتقانها لها جيداً " أنا لم أتزوج ..هجرته بعد سفرك "
هز رأسه بحيرة " لقد كنت احدثك بانتظام طيلة الشهور الماضية ولم تخبريني أي شيء عن حملك ..من يكون والد طفلك ..هل تخلى عنك ام اعترف بالطفل "
نظرت سيلين نحو ياسمه بكره واضح وقالت " هذا سؤال.. أسأله لنفسك... لأنك والد الطفل "
انقلب وجه حميد حتى اسودت ملامحه من هول ما سمع وصاح بها بالألمانية " هل جننت ..هذا مستحيل ..كيف أكون والد طفلك وأنا لم ألمسك قط "
بان الذعر على وجهي جد وجدة كريم وهما يستمعا لصياح حميد على ابنتهم فتدخلوا جميعاً بالحديث متسائلين عن حقيقة ما حدث من والد حفيدهم العربي وسأله جد كريم برعب " أنت والد الطفل ..كيف تجرؤ على فعل هذا بها أيها الحقير "
جادله حميد مصراً على رأيه " أقسم أني لم ألمسها يوماً هذا مستحيل ..أنا أعرفها منذ كانت في الرابعة عشر من عمرها أعتبرها كأختي الصغرى "
دافعت سيلين عنه قائلة بعض العبارات المهمة بلغتها العربية غير المتقنة ثم تعيدها بالألمانية كي يفهمها أبويها " لقد حدث الأمر دون أن يكون بوعيه ..كان في الليلة التي مرض فيها وارتفعت حرارته كثيراً فذهبت للاعتناء بكريم حتى يتعافى ..لكنه في وقت ما أصبح يهلوس وظل يردد اسم ايلين طوال الوقت وكم هو محتاج إليها ..لقد كان عاطفياً ولم استطع رده حين تقرب مني متصوراً أنها أنا وكنت في حالة اكتئاب لافتراقي عن صديقي في هذا الوقت وفي الصباح وجدته لا يذكر شيئاً عما حدث فقررت ألا اخبره بشيء حتى لا أسبب له الإحراج ...هو عاد لبلده بعد شهر ولم اكن اكتشفت أمر الحمل بعد .. وحين تأكدت من حقيقة حملي رفضت أن أخبر أحد بهوية والد الطفل خوفاً من أن تجعلونني اجهض الطفل ..انا أريده بشدة ..إنه ابنك شئت أم أبيت "
شعر حميد أن عقله سيتوقف من قسوة هذه الابتلاء الواقع عليه ولسان حاله يردد بعدم تصديق " مستحيل ..مستحيل أن يحدث هذا مني ..كيف لم تخبريني طوال هذا الوقت "
اهتزت ثقة حميد ببراءته من أمر الحمل ..معبده صارت تتهدم لبناته واحدة تلو الأخرى ...سيلين الصغيرة حامل منه هو ..كيف سمح لنفسه باقتراف الحرام معها ..كيف سيتصرف الآن وكيف ستتقبل ياسمه أمراً كهذا ...ياسمه !!!!!! التفت بحدة ليواجها خجلاً من فعلته "ياسمه ........."
ذهب ندائه ادراج الريح... ياسمه اختفت من جواره دون أثر فتحرك من مكانه يبحث عنها هنا وهناك في أرجاء المنزل ..نادى كريم بفزع " كريم ..كريم ..هل رأيت ماما ياسمه "
أجابت كريم محاولاً تجميع كلماته "سمه ..جرت ..دموع ..تبكي "
انطلق حميد للخارج منادياً بعلو صوته " ياسمه ..ياسمه ..ياسمه "
لكن ما من مجيب على نداءاته سوى الصمت .. الشارع فارغ تماماً ولا أثر لبشر فيه .. إلى أين ذهبت وهي لا تعرف شيئاً في تلك البلد .. هل تكون عادت للفندق ..
جرى حميد للداخل مرة أخرى يدعو بصمت أن تستطيع ياسمه أن تسلك الطريق الصحيح للفندق أو أنها تحفظ اسمه صحيحاً على الأقل ..اخرج هاتفه محاولاً الاتصال على هاتفها عدة مرات متتالية دون رد حتى شعر باليأس فاتصل متحدثاً مع استعلامات الفندق كي يبلغوه فور عودة زوجته لغرفتهم بالفندق...
أبعد هاتفه عن أذنه ليتهاوى على اقرب كرسي باستسلام ..كل شيء تهدم في لحظة ،ما حاول بناءه مع ياسمه في تعضيد علاقتهم ووضع أسس المحبة والسعادة ذهب هباءً أمام عينيه ..إنه خائف عليها كثيراً ستضيع منه هذه المرة للأبد ..لكنه رغم حديث سيلين المقنع إلا إن بداخلة شعور واثق بعدم اقترافه لتلك الخطيئة البشعة ،فهل أصبح لديها من الثقة فيه ما يؤهلها للاستماع إليه وتفهم موقفه أو مجاورته في ازمته حتى تمر على خير ....
قدمت ياسمه قدماً أمام الأخرى مغشية البصر بدموعها المنهمرة لا تدري إلى أين أو ما يتوجب عليها فعله ...فقط ترغب في الرحيل والابتعاد قدر ما تستطيع عن هذا المكان الموحل بذنوب أهله ..تلوم نفسها أن سلمت في لحظة وظنت أنها ستحيى بسعادة دائمة ..كيف اعتقدت أن الأقدار ستتركها بحالها هانئة البال ..لابد من طعنة أخرى وأخرى كما لو كانت تدفع ضريبة كل لحظة شعرت فيها بالفرح والحب مع حميد ..حميد !!، كيف هان عليه أن يضعها بمثل هذا الموقف ..هل هو حقاً بمثل تلك الأخلاق المهلهلة التي تجعله يقيم علاقة غير شرعية مع أخت زوجته الصغرى ..أم أن ما حدث بالفعل كان دون إرادة منه ؟!!!..الفتاة يبدو عليها الثقة بما تدعيه ..كيف ستعود إليه الآن ؟!!..كيف ستنظر في وجهه ..أو ستتقبل أن يكون له طفل آخر من غيرها ؟!!!...
ضعفت ساقيها وما عادت تحملانها فاستندت فوق أقرب جدار قابلها لتتهاوى أرضاً تلكم بقبضتها بطنها بحرقة وهي تنوح بوار أرضها التي لن تنبت بين أحشائها ما يبرد لهفة قلبها على ضمة طفل من صلب حبيبها ..بكت كثيراً حتى ألمها حلقها وضربها صقيع البرد فارتعدت تصطك أسنانها لا تصدق أنها تخلصت من قذارة زوجها الأول لترضي بهفوات حبيبها القديم ....
حاولت النهوض لكن أضلعها كانت تئن بالألم ..إلى أين الذهاب ؟!!..وأين هي من الأساس ،الشارع أمامها فارغ ..ضربها الخوف بفوة آلمتها أكثر مما هي متألمة ..تكاد يغشي عليها من التعب ولا فكرة لديها كم مشت أو ابتعدت ..أخيراً تهادى إليها صوت هاتفها المخبأ بحقيبتها التي لازلت لحسن الحظ تحملها ..فتحتها ملتقطة هاتفها لترى كم هائل من الرسائل والمكالمات مرسلة من هاتف حميد ..عاندها كبريائها ألا ترد اتصاله لكن خوفها من تواجدها في مكان لا تدري عنه شيئاً دفعها للرد عليه قبل أن ينتهي الاتصال بلحظة ودون أي مقدمات سألته بصوت واه "تعال وخذني "
أجابها حميد بغضب متلهف لحبيبته "أين انت ياسمه "
فرت دمعة سخية ساخنة من عينيها فصوته مازال وإن كان غاضباً حتى ورغم أنه لا يحق له الغضب يدفئها ويمدها بالأمان " لا أعلم أين أنا"
يستطيع شم حزنها وعويل قلبها عبر صوتها المبحوح من أثر البكاء فسألها بلطف " أليس هناك شيء مميز في المكان الذي تقفين فيه ..حتى استدل على موقعك "
دارت ياسمه بعينيها حول المكان الذي تقف فيه وبدأت حواسها السمعية والبصرية تحاول التقاط أي شيء مميز حولها وقالت بعد وقت قصير " استطيع أن أرى أمامي محل صغير يعرض مختلف أنواع الساعات "
ارتدت انفاس حميد إليه أخيراً فالمكان قريب منه "سأكون أمامك في دقائق ..لا تتحركي من مكانك "
استدار حميد محدثاً عائلة والدة ابنه قائلاً "سأذهب الأن لأخذ زوجتي واطمئن عليها في الفندق ثم سأعود إليكم مرة أخرى لنرى ما سنفعله ..ابقوا على كريم بحوزتكم حتى أعود "
انطلق حميد يسعى للوصول إلى ياسمه داعياً الله أنها حين تهدأ تحكم عقلها وليس قلبها فيما سمعت ..وصل إليها بعد دقائق بأنفاس لاهثة من أثر الجري ..رآها متخشبة بوقفتها تسند كتفها الأيمن فوق أحد الجدران وتريح جانب رأسها فوق أحجاره .. فتذكر يوم شدها لصدره هامساً أن صدره أولى أن تريح رأسها عليه .. فهل ستقبل الآن أن يضمها لصدره يستشعر وجودها بين ذراعيه بعد الرعب الذي عاشه حين لم يعثر عليها جواره ، أم ستنبذه من حياتها وتجلده بسياط الذنب والهجران ...
اقترب منها مناديا ً" ياسمه " فأفاقت من شرودها لتلقاه بنفس القلب النابض بحبه وكأنها ليست جريحة الفؤاد بسببه فترجته قبل أن يهمس بأي قول "لا أريد التحدث بشيء الآن أرجوك فقط أريد أن ارتاح فقدماي ما عادت تحملاني "
جاورها حميد ببضعة خطوات مخرجاً إياها من الزقاق الصغير الذي وجدها فيه ثم أوقف أول سيارة أجرة وجدها لتقلهم إلى الفندق متحملاً جدار الصمت الفاصل بينهم حتى وصلا إلى غرفتهم بالفندق ..
بدأت ياسمه تخفف من ملبسها الذي تحول الصقيع فوقها إلى بلل في الجو الدافئ للحجرة .. فاستوقفها حميد حين حاولت الهروب منه إلى الحمام فهو على يقين أنها إن دخلت فلن تخرج الآن .. وأنها إشارة إليه بأنها تريد أن تنزوي بعيداً عنه " ياسمه ..حبيبتي علينا التحدث "
ارتفعت أنظار ياسمه إليه وسألته بعيون ذابلة كسيرة " وما الذي سنتحدث فيه بالضبط يا حميد ..اعترافي بطفلك القادم وتسليمي بوجوده ..أم تريدني أن أخبرك أن لا ذنب لك فيما حدث وأن هذه المصيبة لن تمس علاقتنا بشيء "
قبض حميد على كلتا ذراعيها بشدة ليثبتها مكانها قائلاً " أنت سمعت ما قالته سيلين ..أنا لم اكن في وعي بدليل عدم تذكري لما حدث ..هي من اخفت عني الأمر حتى تضعني أمام الأمر الواقع الآن ..صدمتي بالأمر لا تقل عن صدمتك .. ولكني أصبحت الأن موضوعاً تحت حد المقصلة فأخبريني أنت ما الذي يتوجب عليّ فعله مع سيلين أو ما عليّ فعله لإرضائك أنت"
ملامحه كلها كانت تنبض بالألم والحيرة وقلة الحيلة ففرت حبات الدمع على وجنتيها تتسابق للفرار من محبس عينيها فهمس بعذاب "ياسمه .. أرجوك .."
قاطعته بقهر طعن صميم قلبه " اصفعني.. لعلي افيق من ألمي ..أو لعل مدارات الكون تهدأ من حولي ..ثم ضمني إليك لربما الظنون تذوب في دفئك ..بين ذراعيك ..فأرى الحقيقة لا الزيف .. أو اقتلني يا حميد ففي النهاية سعير الجرح واحد ..فأنا لسوء حظي قتيلة هواك "
شدها لصدره في لحظة غير قادر على رؤية الألم الناطق بكل كلمة تبعثرت فوق شفاهها لترشق بقلبه كطعنه سكين تصيبه في مقتل .. تشبثت بحضنه كغريق يتمسك بقشه كي لا يغوص في أعماق الوجع وتزهق أنفاسه قسوة القدر ..تشبثت به وتشبث هو بتشبثها حتى صارت ضمته كالقيد يخاف عليها ان تبعدها عنه حتي انفاسها ..
يخشي أن تضيع منه بعد أن ذاق معها حلاوة الوصال بعد الهجران ..وهي تكاد تموت رعباً من غموض مستقبلهم القادم ...فكانت الحاجة للقاء يداوي الوجع ويثبت أن الحب باقي مهما تزعزع استقرار حياتهم ..لقاء بدائي اللمسات عشوائي الهجمات ..كلاهما يسلب من مشاعر الأخر ما تطوله يداه ..غنائمهم في الوصال أن يظلا ملتصقين ببعضهما يكاد صخب قلوبهم يصم الآذان من علو هدره فوق صدر الآخر ..ضجيج حزنهم ضل طريقه في فضاء حبهم الشاسع ..فكانت كل معزوفة أنين أو أي همسة ذائبة في شوق الحبيب للحبيب كمسن سريع المفعول يسري للقلب مباشرة ...

*****************************
التفت حمزة بسرعة لاتجاه نظرات أخته المحرجة فاصطدم بوقفة لمياء الجامدة ...هدر قلبه بغضب من نفسه لأنه لم يحسب حساب لكون لمياء قد تستمع لحديث أخته المشين بحقها وهمس بذعر "لمياء "
شعرت لمياء على الفور بذعره الواضح وتغضن ملامحه ..عرفت أه عرف أنها تأذت بحديث أخته وهذا يطيب خاطرها ..يكفيها تأثره بحزنها وخوفه من جرح كرامتها أمام اخته ..ويرضيها وجوده بحياتها ..ستمضي إليهم وكأن شيئاً لم يكن ..ستبتلع غصة الالم بحلقها وتتقدم بابتسامة مشعة مرحبة بأخت زوجها كما لو كانت لم تنغز بشخصها خناجر مسمومة ..
تحاملت على نفسها وخطت إليهم يجذبها ندائه البائس ، ترنو إليه وحده وكأن بعينه طاقة النور التي ستمحو من ذكراها كل ما سمعت ...
توقفت أمامهم مباشرة وقالت بتهذيب منخفض النبرات فلو علا صوتها أكثر ستنفجر بالبكاء وتحرج نفسها " لم أكن أعرف ما الذي تفضل الدكتورة سارة أن تشربه فجئت أسألها إن كانت تفضل الشاي أم القهوة أو أي شيء آخر "
تملصت سارة من المكوث أكثر ورفضت بسرعة شاعرة بالحرج منها " لا شكراً ..لا أريد أي شيء .. لقد تأخرت على موعد العيادة ولابد أن أذهب وعليّ أولاً أن ارجع حمزة الصغير إلى المنزل قبل الذهاب للعيادة"
قامت من مكانها علامة استعدادها للرحيل منادية حمزة الصغير اللاهي بلعبته الإلكترونية المفضلة على التابلت خاصته لتشده ملتقطة حقيبتها وتسابق خطاها للخروج من هذا الموقف المخجل فكلها ثقة أن زوجة أخيها قد سمعت كل حرف قالته بحقها ....
بعد رحيل سارة ونزول حمزة معها ليتأكد من تحركها بسيارتها بأمان ..
تحركت لمياء في المطبخ تنظف كل شيء يقابلها حتى وإن لم يكن بحاجة للنظافة ..تغسل الأطباق هنا وترتب الأواني هناك ،تجفف هذا وتزيل البقع عن سطح ذلك كما لو كانت في سباق للسرعة حتى تبعثرت منها الأواني وهي ترصها فوق بعضها داخل الخزانة نفخت بزهق وانحنت تلملمهم .. لتتفاجأ بانحناء حمزة إلى جوارها يساعدها بهدوء فاعترضت " حمزة أرجوك.. لا داع لهذا .. سأجمعهم أنا "
شرعت بترتيبهم بارتباك ظاهر ليتهاووا مرة أخرى فمسك حمزة يديها عن تنسيقهم من جديد وطلب منها بصبر " اتركيهم يالمياء ..اعلم أنك متوترة وأعصابك على حافتها "
تظاهرت لمياء بالهدوء وعدم الفهم وقالت وهي تقف باستقامة متهربة من النظر إليه مباشرة " لا أعلم عما تتحدث ..أنا فقط أكون خرقاء في بعض الأحيان ربما من تعب وقفتي في المطبخ طيلة اليوم ..أتعلم من الأفضل أن أذهب للنوم "
اعترض طريقها بسرعه ليسد باب الخروج بجسده وقال معترفاً " اعلم أنك سمعت حديث سارة ..وأنا اعتذر لك عن كل كلمة معيبة قالتها بحقك ... صدقيني يالمياء حين تتعرف عليك سارة عن قرب ستغير وجهة نظرها ناحيتك تماماً ..المسألة فقط مسألة وقت ليس إلا"
تنفست لمياء بعمق مستجمعه شجاعتها وقالت بانكسار " الدكتورة سارة لم تقل شيئاً خاطئاً يا حمزة ..أيعاب المرء وهو معاب بالفعل ..لكني اقسم لك أني لم أكذب عليك يوماً في أي شيء أو طمعت فيك .. إن كنت تعتقد أنك تسرعت يا حمزة أو تريد ..."
قاطعها حمزة مؤكداً "لا تكملي .. أنا لن أفرط بك أبداً ..الأمر منهي إلا إذا كنت أنت من تريدين ذلك ..فهل ترغبين ؟"
أخفضت رأسها للأسفل تهزها نفياً فمد حمزة يده تحت ذقنها يرفع وجهها لتواجهه قائلاً " أنت لست معابة بأهلك أبداً يالمياء ..أنت انسانة صادقة ..رائعة ..طيبة (ثم خفض وجهه حتى همس أمام فمها بحرارة ) وجميلة "
ردت بحالمية " أنا ..جميلة حقاً في نظرك "
لامس بطرف إصبعه جانب خدها نزولاً وتنهد قائلاً " لو رأيت نفسك بعيني لعلمت أنك لست جميلة فقط بل جميلة الجميلات يا لومي "
سألت بإعجاب " لومي !!!!"
أجابها متأملا. تقاطيع وجهها الحالم " أحب أن ادللك بهذا الاسم فهل من اعتراض"
هزت رأسها بسرعة يميناً ويساراً وهمست "أبدا"
أتسعت ابتسامته فأنارت زرقة عينيه بجمال افقدها اتزانها فزفرت أنفاس حارة تائقة إليه قربتها منه كثيراً لتصدمها رائحة جسده ..نفس تلك الرائحة التي كانت تتسلل داخل رئتيها في ليالي الوحدة ..مدت رأسها ملصقة أنفها لا إرادياً برقبته تشتم رائحته المنبعثة من جلده العاري فتهادت رائحته الرجولية داخل أنفها تسبل طبقات من الدفء داخل عروقها معيدة إليها ذكرى احلامها الجامحة معه ...
أرخى حمزة جفنيه باستمتاع لالتصاق أنفها الغريب برقبته حتى سمع هدير قلبه بأذنه واستثارت عاطفته أكثر مما قد يحتمل العزوف عنه فتراجع للخلف خطوة... أفاقت لمياء من نشوتها الحسية لرائحة جسده خجلة من جرأتها التي قد يترجمها لسوء أخلاقها فاعتذرت منه بحرج " أنا آسفة ..ولكن رائحتك جذبتني ..إنها مميزة "
استغرب حمزة قولها وقال " هذا غريب أنا لم أضع أي عطر "
ابتلعت لمياء ريقها وأجابت بخجل " أنا قلت رائحتك وليس عطرك ..فلكل إنسان رائحة لجسده مميزه لا يشتمها سوى وليفه ونصفه الأخر "
سألها بذهول " وأنت اشتممتها بهذه السرعة"
ردت بصدق " وهل ستصدقني لو أخبرتك أني كنت أشمها قبل اقترابي منك ..سبحان الله لم أتخيل أبداً أن تكون الرائحة التي كنت اشمها بأحلامي هي ذاتها رائحتك "
عضت لمياء على لسانها ندماً على ما تفوهت به أمامه ..في حين تمكن خدر ثقيل من أطرافه كلها رغم الحرارة التي يشعر بها وقلبه النابض باضطراب "ألهذه الدرجة تحبه ..هو ..من لا يستحق الحب أبداً منها ..أيكون هذا عقاب الله له ..أن يحرم من حبها ولا يكتب له وصالها ..كيف سترضى به إن علمت حقيقته يوماً وهي بكل هذا الطهر والعشق الخالص "
مسح بكفيه على وجهه يخفي خزيه عنها للحظات بسيطة ثم ابتعد عنها اكثر موسعاً المسافات بينهم بقدر ما يستطيع ليلتقط مفاتيحه الخاصة قائلاً "سأذهب لأرى سير العمل في المطعم ..لا تنتظريني لأني سأتأخر"
فتح باب الشقة تاركاً إياها تقف وحيدة في منتصف الصالة لا تفقه ما قالته خطئا ليهرول مغادرا هكذا كأنه يهرب من شيء ما ....

*************************************
غطت ياسمه بنوم عميق من فرط تعبها بعد لقائهم العاصف فدثرها حميد جيداً مقبلاً جبهتها بحنو بالغ داعياً الله أن يثبتها إلى جواره حت تمر أزمتهم على خير ...وذهب لأخذ حمام سريع ليعود مرة أخرى لمنزل سيلين تاركاً ملاحظة صغيرة جوارها يعلمها بذهابه لجلب كريم حتى لا تفزع حين تستيقظ وحيدة في الغرفة ....
وصل حميد لمنزل سيلين تسيطر عليه فكرة واحدة .." الرواية التي قصتها سيلين عليهم كاذبة"
بمجرد أن فتحت له باب المنزل شدها من ذراعها نحو إحدى الغرف يلصقها بالحائط سائلاً من بين أسنانه دون أي مراعاة لحملها " أخبريني الحقيقة والآن يا سيلين فكل ما قلتيه كاذب ولا أصدق منه شيئاً ..أنا واثق كثقتي بوقفتك أمامي الآن أني لم ألمسك حتى وأنا في مرضي .. قولك أنني كنت أهلوس باسم ايلين كاذب ..لقد كنت مريض جداً ذلك اليوم ولا أظن أبدا أن هناك عاقل قد يصدق أنني أستطيع إقامة علاقة مع أي امرأة وأنا بتلك الحالة "
بسطت سيلين كفيها فوق صدره قائلة بدلال لا يستساغ من فتاة حتى الآن رغم تجاوزها الواحدة والعشرون من عمرها لم تكبر في ناظريه عن فتاة الأربعة عشر عاماً التي قابلها لأول مرة " لقد كنت منهك القوى تماماً ولكني قمت بكل العمل ..أنت كنت تظنني ايلين صدقني.. وكنت سعيداً جداً وكنت تردد "أحبك إيلين ..اشتقت إليك ..اذكر ذلك جيداً "
أزاح حميد كفيها بشدة وأخبرها ببطء كي تفهم وتستوعب كل كلمة " أتعلمين سيلين لو أنك كنت ادعيت أنني همست باسم ياسمه تلك الليلة لكنت صدقتك ..أنا وإيلين كانت حياتنا عملية وروتينية للغاية ..زواجنا كان عقلياً بحت ، مبني على المصلحة المتبادلة أنا أؤمن حياتي هنا وأحصل على الإقامة وإيلين تحصل على الزوج الذي أرادته ويناسب متطلبات حياتها المهنية لكي تبني حياتها العملية كما تشاء ..لم يكن الحب يوماً له سبيل بيننا . ما بيننا كان الاحترام المتبادل والكل يعلم ذلك ..العاطفة بيننا كانت عبارة عن لقاءات سريعة آليه في أواقت محددة ..أن تأتني الآن وتخبرينني أني كنت أنادي عليها متوجعاً فراقها فهذا ادعاء منك مكشوف للغاية "
قالت سيلين بصوت مضطرب كانت تحاول أن تحتفظ بسيطرتها عليه " ربما إيلين لم تكن تكن لك المشاعر ولكني أحبك كثيراً حميد ..أنت كنت المارد في أحلامي دوماً منذ اللحظة الأولى التي رأيتك بها ، أعلم أنك ستقول أنه حب المراهقة وأنا أيضا كنت أظن أن حبي لك انبهار بشخصك لا أكثر وحاولت أن انساك ..لكني حين علمت بمرض إيلين وقرب موتها انتظرت بصبر حتى تكون متاحاً لي ومن حقي ، فلن يكون هناك من هو أولى بك غيري أنا.. خالة ابنك ..بعد موت إيلين حاولت التقرب إليك بشتى الطرق لكنك لم تلاحظني مطلقاً وكأني كنت عبارة عن هواء حولك غير مرئي لا تراني ولا تشعر بي مدعياً أنني صغيرتك الشقية ..انظر إلي جيداً وتأمل كيف صارت الصغيرة شابة وجميلة ..كيف لا ترغب بي وتفضل عليّ تلك الوضيعة العربية "
هددها حميد بخشونة " إياك أن تخطئ بحق زوجتي سيلين ..إنها أفضل منك ألف مرة ..على الأقل لم تنتظر موت أختها كي ترمي بنفسها بين أحضان رجل تائه بين أنات المرض من أجل أن تحصل على مبتغاها منه في لحظة لا يدري فيها إن كان ما فيه واقع أم خيال ..كيف أصبحت فاسدة بهذا الشكل المخزي"
صاحت فيه بحقد " أصبحت هكذا لأني أحبك ..لأنك لم تنتبه لي يوماً ..لأن الجميع لم يكن يرى سوى ايلين ..ايلين المتفوقة علمياً ومهنياً ..إيلين الرائعة والجميلة ..التي من حقها أن تفعل أي شيء وكل شيء حتى لو تزوجت وأنجبت من عربي الأصل والمنشأ وليس حتى من نفس ديانتها ..اسمعني جيداً حميد ..ربما لا أكون مثل ايلين جمالاً ومقاماً ولكني حارة المشاعر لست باردة مثلها سأجعلك تعيش أيامك معي بسعادة لم تتخيلها في حياتك ولم تراها مع تلك العربية التي تدافع عنها الآن ..فهي لن تتحمل أن يكون لك طفل أخر ليس من نسلها ..وأنا أعرفك جيداً أنت لست من النوع الذي قد يتخلى عن طفله .."
تأملها حميد باستغراب لا يصدق فحوى حديثها " أنت مجنونة ..وتحتاجين لمعالج نفسي ..أنت لا تحبيني أو أحببتني يوماً ..كل ما يدفعك نحوي هو الاستيلاء على كل ما كان بحوزة أختك ..حتى تشعري أنك مثلها ولا تقلين عنها .. تدرسين في نفس مجالها في الجامعة ثم تأخذين زوجها ..وتتحايلين عليه حتى تنجبي طفلاً منه مثلها ..ولكنك نسيت أنه ليس كل ما ترغبين به يمكنك الحصول عليه ..إن كنت حقاً احببتني سيلين كنت تفهمت أن نظرتي إليك لم تتعد نظرة الأخوة وكنت تمنيت لي السعادة ..المحب دوماً ما يكون مضحياً وليس أنانياً كاذباً ومدعي "
هدأت سيلين من ثورتها ثم قالت بنعومة تظن أنها تلتمس طريقاً إليه " سأسهل الأمر عليك كثيراً عزيزي لتعرف فقط كم أحبك وهمي راحتك "
أجابها ساخرا ً " حقا ..وكيف هذا إذن ..هاتي ما عندك "
تغاضت سيلين عن سخريته الواضحة من حديثها وقالت كمن يمنحه جائزة " سأسمح لك بأن تتزوجني "
تيبس حميد بوقفته فاغراً فاهه باندهاش ثم قال بعد برهة " أتزوجك!!! ..ما هذا الذي تهذين به ..ألم تفهمي شيئاً من حديثي السابق ..وكيف أتزوج من جلالتك وأنا متزوج "
جادلته سيلين بعناد " وما المشكلة بهذا ..أنت عربي ومسلم ودينكم يسمح بتعدد الزوجات ..يمكننا أن نتزوج وتبقى معي هنا ونربي كريم والطفل القادم معاً "
دهش حميد من جدية قولها وسألها في فضول " وزوجتي الحالية ؟؟!!"
أجابته على الفور "سأكون عادلة معك ستبقى متزوجاً منها ولن أبلغ عنك السلطات هنا في المانيا حتى لا يرحلونك حين يعلمون بزواجك من أخرى غير زوجتك الألمانية ..ولكنك ستدعها في بلدها ويمكنك أن تزورها مرة في السنه .."
صمت حميد لوقت قصير يستهجن أفكارها ويعيد تقيم من كان يعتقد أنها ملائكية الطباع ليجيبها بصوت يغلي من الغضب " أهذه خطتك لتحصلي عليّ!!! وتظنين أنني سأصدق كل هذا بمنتهى السهولة ،أنا على يقين أني بمجرد أن أتزوجك ستهددينني بأن تبلغي عني للسلطات أني لم أطلق ياسمه وأكون لك وحدك ..(تنهد عميقاً ثم قال بهدوء وثقة ) أنا لن أترك زوجتي مطلقاً سيلين لأنها ببساطة حب عمري كله ، زواجي منها كان حلماً يئست أن يتحقق يوماً ، ولن أتخلى عنها حتى مماتي ..أما بالنسبة إليك فأنسي أمر زواجي منك هذا تماماً ولا تفكري به حتى في أحلامك ..فكري أولاً إن كان هذا الطفل يخصني حقاً أم لا ..أو أخبرك لا تفكري ولا تتعبي نفسك ..اختبار فحص إثبات النسب هو الذي سيثبت نسب الطفل.. فحضري نفسك كي نذهب غداً لمعمل التحاليل كي نجري اختبار dna "
تسمرت سيلين بمكانها وقالت بصوت حاولت أن تداري اهتزازه قدر المستطاع " وكيف ستقوم بالتحليل وأنا لم ألد بعد ..هذا مستحيل "
أجابها بخشونة " لا ليس مستحيلاً ..لقد حدثت أحد الأطباء من أصدقائي هنا وأنا في طريقي إليك ..وأخبرني أنه يمكنني أن اجري التحليل والجنين مازال داخل الرحم ..لأن الجنين يكون أفرز جيناته داخل دم الأم ..استعدي غداً لأخذ عينة من دمائك لإجراء التحليل وبعد أن أرى النتيجة واتأكد أنه طفلي سيكون لنا حديث آخر "
تركها تقف متخشبة بمكانها وخرج يبحث عن ابنه ليواجه جد كريم موجهاً بندقيته في وجهه بغضب " كيف فعلت هذا بابنتي .. لقد أمنتك على أسرتي أيها العربي.. كنت اعتقد أنكم لا تقيمون علاقات غير شرعية خارج نطاق الزواج ..لكنك كنت حقيراً ولم تحترم ثقتي بك "
وقف حميد أمام فوهة البندقية شامخاً غير عابئ بخطر الإصابة بطلقة مميتة وقال بثقة ضاغطاً على كل كلمة " أنا ..لم ..أمس .. ابنتك ، ولم انقض عهدي لك بالاعتناء بأسرتك ..منذ قدمتني إليك ايلين في الشركة في أول قدومي إلى هنا كمهندس معماري مبتدئ ..أنت بنفسك اعترفت أنك احترمت أخلاقي العربية واجتهادي الشديد في عملي وعدم انقيادي وراء أضواء التحرر هنا في ألمانيا ..حين قررنا انا وإيلين الزواج أخبرتني انك تثق ان ابنتك ستعيش حياتها معي في أمان واستقرار ..حتى أنك لم تعارض حين اقترحت أن تنجب طفلاً من رجل أصوله عربية سيكون على نفس ديانة أبيه وليس أمه ..لماذا ؟؟ لأنك وثقت بي وبأخلاقي ..ابنتك نفسها اعترفت أن ما حدث.. هذا لو كان صحيحاً أنه حدث ..لم يكن بإرادتي أو كنت شاعراً به ..فلا تأتي لتلومني الآن "
أخفض والد سيلين بندقيته مطأطأً رأسه للأرض وقال " لقد اختفت سيلين منذ أن غادرتَ المانيا عائداً لوطنك واستقلت بحياتها تماماً بعيداً عنا ..حتى أنها رفضت العمل معي في شركتي الخاصة مفضلة أن تكمل دراستها الجامعية أولاً ...لم تظهر سوى البارحة حين أخبرتها أمها أنك قادم مع زوجتك لزيارتنا ..تفاجئنا بحملها ولكنها صممت ألا تخبرنا بهوية الوالد إلا في وجودك ، لم أتخيل مطلقاً أن تكون أنت الوالد "
تهدل كتفي حميد أسفاً واعتذر قائلاً " أنا آسف حقاً على وضعك في هذا الموقف ..ولكني اقسم لك أني لا اذكر شيئاً مما تدعيه سيلين أو أني فكرت يوماً فيها كحبيبة أو عشقية ..لك أن تتخيل ما اعاني منه الآن ،لم يمر على زواجي إلا أسبوعين وبكلمة واحدة قالتها ابنتك تهدمت حياتي كلياً "
سأله الجد مستفهماً " وماذا لو كان الطفل ابنك حقاً "
اندفع حميد قائلاً " أنا لا اتخلى عن مسؤولياتي تجاه طفلي ..هذا إن كان طفلي "
" هذه المرة ..الأمر مختلف ،لقد تركنا لك كريم لتربيه بطريقتك لأنها كانت وصية إيلين ..لكن طفل سيلين سيكون لنا نربيه حسب عادات بلدنا وسيكون على نفس ديانتا " قال والد سيلين بجدية بالغة فصاح حميد برفض قاطع " كل ما قلته الآن مستحيل أن اتقبله لطفلي "
حاول حميد تمالك أعصابه لمواجهة الوقائع أمامه بعقلانية وقال كاظماً غضبه "سيدي دعنا أولاً نتأكد من نسب الطفل ثم نقرر كيف سيكون مصيره ..غداً سأمر عليكم لأخذ سيلين لإجراء الاختبار ..أرجوك أريد كريم الآن لنعود إلى الفندق فالوقت قد تأخر وزوجتي بمفردها "
أجابه الجد بعفوية " كريم نائم في غرقة أمه القديمة دعه معنا حتى الصباح "
بادره حميد قائلاً متوجساً القلق " لا أستطيع أن أتركه ..هو وزوجتي أصبحا متعلقين ببعضهما كثيراً وإن عدت بدونه ستقلق عليه كثيراً ..وأنا أيضاً لن استطيع أن أغمض عيني وابني ليس بحضني "
وبخه والد سيلين " نحن لن نأخذه منك حميد ..إنه ابننا كما هو ابنك "
" اعذرني ولكني لن استطيع الذهاب دونه .." أصر حميد فرضخ له الجد على مضض منادياً زوجته لجلب حفيده ..الذي احتضنه أبوه بين ذراعيه مستوحشاً إياه كما لو كان ابتعد عنه لأيام وليس لساعات قليلة ففتح الطفل عينيه وقال بنعاس " أريد سمه ..ماما سمه"
هدهده أبوه بحنان وهو يدثره جيداً ويستقل سيارة الأجرة "اطمئن يا صغيري سنذهب إليها حالاً "
وصل حميد وطفله الي غرفتهم في الفندق ليجد ياسمة مازالت تغط بالنوم فحرر كريم من ملابسه الثقيلة ليضعه الي جوار حبيبته ويجاورهما محاولا احتضان كل منها متنعماً بدفء كلاهما ليغمض عينيه بإجهاد قاسماً الا يفرق بينهم شيء وداعياً الله الا يكون طفل سيلين أبنه ...

************************************
في ظهيرة ليوم التالي
خرجت دارين من باب الجامعة لا تعلم ان كانت مغادرة ام هاربة من ان يلتقي بها عامر صدفة أو ترصداً بعد انتهاء محاضرته ..لأول مرة تهاب شخصاً بهذا الشكل ..انها تعترف بمنتهي الصدق أنها تخاف منه وتخشي الاحتكاك به عن قرب ..فأوامره اليها غريبة وغير منطقيه بالمرة ..لا تمس من قريب او من بعيد علاقة طالبة بأستاذها . انه يهوى ان يلاعبها ،يتحكم بها ..لقد وصل به الأمر ان يتحكم بخط سيرها وحتي ملبسها .. اليوم علي سبيل المثال اتصل بها صباحاً يحدثها يكلفها بالبحث القادم حتي يكون لديها الوقت الكافي للقيام به ثم أعلمها بطريقة غير مباشرة انها ستبدو رائعة بلباس أسود اللون وبالطبع كان عليها التنفيذ والرضوخ لنيل رضاه ..
ركبت دارين سيارتها مغتاظة من حالها وطاعتها المفروضة عليها والغير مبررة لعامر ..فقط لو لم يكن يدعي النزاهة والضمير لكانت استطاعت ان تنجح هذا العام بامتياز دون تعرض شخصها لكل تلك المناورات والاستبدادية ..الا يكفيها سعيها الدؤوب وراء أحمد ..انه الشخص الأول والأوحد الذي اتعبها وعاند بإستماته لعدم الوقوع بحبها أو اصطياده بفخاخ تدللها... ولكن وان حاول قدر ما سيحاول لن يفلت منها الا علي جثتها ليس لأنه المناسب فقط ولكن لأنها للأسف من وقعت بالحب ..فهذه المرة هي من تتلهف للقاء وترنو لرؤيته بأي شكل ..هي من تحاول استمالته لشخصها وإظهار كافة محاسنها أمامه حتي وصل الأمر ان تلقي بنفسها عليه رغبة في أن يشعر بها ويتقبلها ..إنه غير كل من مر بها ، واثق بنفسه وبقدارته كرجل وطبيب ، متأصل فيه عفاف النفس عن الجري وراء الملذات ومتشرب لأصول الوجاهة والتفوق الطبقي حتي الثمالة ..
لم تراه منذ يومين كاملين فثقيل الطباع يبقيها فوق صفيح ساخن ، يبتعد عنه كما يشاء ويعود اليها وقتما يشاء ، لكنها ستفاجئه اليوم بزياره جريئة وتذهب لشقته بإدعاء الإطمئنان عليه فقط عليها ان تذهب سريعاً لتغير تلك الملابس الكئيبة بأخري زاهية وتذهب اليه .. لابد ان يعلم ان لا مهرب له منها ..
لكنها لم تكن تعلم أن هناك من يخطط للقاء أخر يستغل فيه طاعتها المحدثة ويمارس نوياه المرسومة بدقة ليهيأها لدخول اللعبة بقدميها دون ان تشعر أو تقاوم ..فضحيته الجديدة يسيرها تكبرها ورعونتها التي تسيطر علي عقلها حتي اصبحت لا تفقه الي أين يقودها غباؤها ..
بمجرد ان استقلت دارين سيارتها مجدداً بعد ان بدلت ثيابها بأخري .. دق هاتفها بإسم عامر فإرتعدت علي الفور شاعرة بقلبها ينقبض خوفاً فقررت الا ترد عليه وتتحجج بأي حجة فيما بعد عن عدم رؤيتها لإتصاله ..لكنه عاود الإتصال بها مرة أخري فنظرة لأسمه الظاهر علي الشاشة كارهة لكل حرف فيه تتأكلها أصابعها لإلتقاط الهاتف والرد عليه فشددت قبضتها فوق المقود رافضة ان ترضخ لخوفها منه حتي قاربت نغمة الاتصال علي الإنتهاء فمدت أصابعها في لحظة ضعف قبل انتهاء الإتصال بثانية واحدة واجابت لاهثه لشدة فوران دمائها وهدير قلبها
" دكتور عامر ..أسفة لم أسمع رنين الهاتف سوى الأن "
أجابها هازئاً " حقا ..أم لم تكوني تريدين الرد"
دافعت عن كذبتها سريعاً بإرتباك " انا !! ولماذا قد أفعل ذلك ..الأمر فقط ان الهاتف كان في حقيبتي وانا اقود سيارتي فلم أسمعه "
سألها بنبرة سليطة " وأين أنت الأن بالتحديد؟"
أخبرته دارين بمكانها فسألها "حسنا انا في مطعم .....هل تعرفين مكانه "
اجابته فوراً "نعم سيدى "
أخبرها أمراً وليس مخيراً "بحساب المسافة بيني وبينك أمامك بالضبط عشرين دقيقة وتكونين أمامي ..لا أريد أي تأخير "
تمتمت دارين بإعتراض ضعيف " ولكن سيدى انا في طريقي لأمر أخر ..ولن استطيع القدوم "
زمجر عامر علي الجانب الأخر سائلا بتهديد واضح " أترفضين تنفيذ ما أطلبه منك دارين.. حسناً لا تأتي ولا أريد رؤية وجهك "
حاولت دارين ان تتفاهم معه " ولكن دكتور عامر ......."
لم تستطع اكمال ما أرادت قوله لأنه اغلق خط الاتصال بوجهها معلناً رفضه لمواصلة الحديث ..
ضربت دارين بيدها فوق المقود بغضب شديد لاعنة اليوم الذي قررت فيه التقرب منه ومراضاته ناهرةً حالها " خانك ذكائك يادارين هذه المرة ..ظننت نفسك قادرة علي اصطياده لكنه من قيدك بشباكه ..حاصراً إياك بين مخالبه ليتلاعب بك كما يشاء"
أطلقت صرخة مكتومة وأدارت المقود متوجهة للمطعم المتواجد به تسابق الدقائق كي تستطيع اللحاق بالوقت الذي حدده له ..
وصلت بعد مرور ثلاثين دقيقة للمطعم ثم وقفت بأنفاس متقطعة كما لو كانت قد جاءت جرياً حتي اصطدمت انظارها برؤيته جالساً بأريحية ..
التقطت حواسه وجودها في المكان ..كان واثقاً من مجيئها لكنه لم يرفع رأسه اليها ظل بجلسته يتناول طعامه بثبات دون حراك ..
تهادت بمشيتها اليه تحاول جهدها ان تهيأ حالها للقادم منه يهدئها نظرات الجالسين بطاولاتهم واثقة من جمالها ورقي مظهرها لتأخذها مشكلة ملبسها المغاير لما كان صباحاً علي حين غرة فتقف في منتصف الطريق مسمرة بمكانها هامسة بنزق " انه يوم اسود من بداية النهار ..ما الذي سأفعله الأن "
أحس بوقفتها فغرز شوكته بقطعة اللحم عميقاً ينتابه الشك لأول مرة ..هل ستتوقف الأن وتعود ادراجها هاربه ام ستتقدم اليه متلقية عقابها ..
قررت وتقدمت اليه بخطي ثابته فمن يكون كي تخشاه كما تخشاه ..ليس لديه اي حقوق عندها ولا عليها واجبات نحوه ..ليكن ما يكن ولتكن النهاية لتلك العلاقة الغير متساوية الأطراف أبداً....
وقفت أمامه يسبقها عطرها الفواح فإلتقط قطعة اللحم المعلقة بشوكته بين اسنانه يمضغها بتلذذ شديد ..
بادرت دارين بقولها " دكتور عامر ..."
لم يكلف حاله بالنظر اليها وانتظر لبرهة من الوقت حتي ابتلع ما بفمه ببطء وتروي ليقول ومازالت يداها تقطع اللحم
" الم أخبرك ألا تأتي .."
جلست دارين قبالته وقالت بشجاعة " دكتور عامر ليس من حقك ان تطلبني في أي وقت تشاء او تفرض عليّ ملبس معين او تعطلني عن اشغالي ..هذا ليس منصفاً فعلاقتي بك علاقة طالبه بأستاذها ولا اعتقد ابدا ان هنالك استاذ يتحكم بحياة طالبته كما تفعل أنت "
ضغط عامر اصابعه فوق سكينه ثم كز علي اسنانه غضباً ورفع سكينه بسرعة البرق يضربها بشده علي ظهر كفها حتي ترك علامه حمراء علي جلدها فنظرت اليه بحده غير مصدقة لما فعله الأن فإستطرد قائلاً " اولا ..أنا أخبرتك الا تأتي ..ثانياً انا لم أمرك بالجلوس "
قامت دارين علي الفور من مكانها لتستقيم واقفة فأردف قائلاً "والأهم من كل هذا .. هذه هي طريقي ..إن أردت أتبعيها أو أرحلي ..أنا لم افرض عليك شيئاً بل أنت من جئتني تتوسلي رضاي عنك .. أنا استاذك ومن حقي عليك ان تحترميني ..واحترامك في معجمي معناه الطاعة والإلتزام بكل ما أريده منك ..لكل امرء شخصية تختلف عن الأخرين ..وهذا أنا فلا تأتيني اليوم شاكية .. أغربي عن وجهي ، لا أريد ان أراك بأي مكان أتواجد فيه "
تأتأهت دارين بالكلمات " أنا ..أنا ..لم اقصد ..أنا .."
قاطعها بحدة " قولت اغربي عن وجهي "
تراجعت دارين للخلف تبتلع امتهان كرامتها منه ، ولا تدري بأي حديث تجيب كي تراضيه فقالت في محاولة أخيرة " سيدي أرجوك أسمعني انا لم أقصد ان استفزك انا فقط قصدت ان تعطيني بعض الحرية الشخصية وأي أمر أخر يخص الجامعة والدراسة سأنفذه فوراً "
أشار عامر الي النادل يستقدمه غير مبالٍ لأي مما تقوله ليضع شوكه وسكينه جانباً بترتيب الي جوار منديل المائدة محدثاً النادل بإبتسامة صغيرة وبرقي بالغ " لقد انتهيت ..لو سمحت اريد فاتورة الطعام وبالمرة استعلم من الأنسة عما تريده او عمن تبحث عنه فالظاهر ان الوجوه تشابهت عليها وبالتأكيد لست انا الشخص المنشود الذي تريده"
كان تلك اخر ما يمكن ان تتوقعه دارين من رد فعل تجاه ما قالته من حديث قالته في غمرة انفعالها وتورتها اتجاه تدخله بحياتها فلم تجد ما يقال فعامر قد سوى بكبريائها وكرامتها الأرض بمنتهي الهدوء وبلا أي انفعال ...فقررت الحفاظ علي ما تبقي من ماء الوجه ومغادرة المكان حتي تستوضح خطة أخري للعودة اليه واستمالته من جديد فغضبه معناه حرمانها من الكثير من المميزات التي فضلها بها اليومين الأخرين وقد تخسر اكثر من ذلك برسوبها بمادته ... وبعد ان كان الجميع كان يحسدها علي قربها منه ..ستخسر كل شيء بغبائها وتسرعها ..حكت ظهر يديها بقهر متمنيه ان تجد من أحمد ما يطيب خاطرها ويخفف عنها ما لاقته من عامر .....

**************************************

رقدت ياسمه علي جانبها الأيمن تراقب كريم وهو يشاهد فيلم الكرتون علي شاشة التلفاز بحجرتهم داخل الفندق ..تتساءل ان كان الطفل القادم ابن حميد بالفعل هل ستحبه كما تحب كريم ..هل ستتقبله بحياتهم ام سيكون قدومه بداية الفراق بينها وبين حب عمرها ..
أغمضت جفنيها بتعب غير متحملة للألم الناقر برأسها من جراء الصداع ..مصبرة حالها بقري قدوم حميد حاملاً اليها الدواء ، فتحت عينها من جديد لكن الالم نخر داخل رأسها حتي شعرت ان الرؤية أصبحت ضبابية أمامها فأعادت غلقهما مرة أخري متأوهة بصوت عالٍ لتحس برفرفة رقيقة فوق جفنها الأيمن منتقلة الي الجفن الأخر فرفعت رموشها كاشفة عن حبتي البندق لتجد كريم مائلاً فوقها فابتسمت بضعف " ما الذي كنت تفعله "
اجابها بصوت منخفض يفهمها " اقبلك .. يذهب الالم "
سألته بمكر "اتعلم ما الذي قد يريح أكثر ..العناق ."
كانت تعلم انه لن يفهم حديثها ففردت ذراعيها واسعاً واشارت اليه ان يغوص بينهما فإرتمي برفق علي صدرها لتضمه بحب فأصبحا متقابلين الوجه فسألته " أتحب ياسمه ياكريم"
هز راسه موافقاً وقال" سمة ..حبيبتي ..سمة ..ماما "
تدافعت الدموع لعينيها حارقة أنفها فتلك المرة الأولي التي تسمع منه لفظ ..ماما ..فأجابت بصوت مكتوم يغرقه السعادة " أنا ..ماما !؟!!"
رأها كريم تشير بإصبعها نحو صدرها وتهمس بتلك الكلمات فرفع اصبعه هو الأخر لصدرها يقلدها وتمتم " انا ما..ما ...ماما سمة " ثم قبل فمها قبلة طفولية محببة جلب السعادة لوجه ياسمة رغم وخزات الألم ..
ليقف عند الباب حميد مراقباً الصورة الجامعة بكريم تحتضنه ياسمه بعيون تبرق بالحب الخالص فأخرج هاتفه ملتقطاً صورة بكاميرا هاتفه تخليداً لتلك اللحظة ..ليرن هاتفه في نفس اللحظة معلنا عن وصول مكالمة من جد كريم ..ففتح خط الإتصال يجيب عليه ليبادره الأخر بذعر حقيقي
"حميد سيلين هربت "......


******أنتهي الفصل ******



























أووركيدا غير متواجد حالياً  
التوقيع
وتمر الحياة بحلوها ومرها ...ونحيا كما قدر لنا أن نحيا ..فإرضي بما قسم لك يابن أدم ..لن يأخذ نصيبك غيرك ..وقد يكون ما حرمنا منه شره أكثر مما فيه من خير لنا ..فالحمد لله علي كل شيء
رد مع اقتباس
قديم 02-10-19, 06:51 PM   #547

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
Rewity Smile 2

هروب سلين يوضح كذبها لكن وضعت حميد فى مأزق شك ياسمة
نادين وعامر
ووقعت فى بئرة وقاربت على الغرق

حمزة بجد بيوجع قلبى حائف من ماضى مؤسف لو علمتة لمياء سوف تهتز صورتة امامها
لكن لمياء المتفهمة
الحنون لا تنظر لما كان وتنظر للان
ابدعتى ايمان فصل رهيب بس وحشنى نادين ووجد واكرم


MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-19, 09:04 PM   #548

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

كنت واثقة ان حميد برئي هروب سلين اكبر دليل على كدة
يارب ياسمة هى كمان تتاكد ان سلين كاذبة
حمزة قلبى وجعنى عليه ليه ميصارحش لمياء بالحقيقة ويسبيها تقرر
نادين وقعت فى ايد واحد سادى مش هيرحمها
للاسف كل ذنوبها وذنوب امها هيخلصها عامر بابشع طريقة للاسف
تسلم ايدك ايمى


عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-19, 10:09 PM   #549

ميادة عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 378366
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 377
?  نُقآطِيْ » ميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل رائع
تسلم ايدك
وحقيقي ساره دي حقيره وسطحيه


ميادة عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-19, 11:06 PM   #550

رنا رسلان

قاصة هالوين


? العضوٌ??? » 304310
?  التسِجيلٌ » Sep 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,154
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي

#باين أوي إن سيلين كاذبة وشعوره الداخلي أنه لم يرتكب ذلك الذنب العظيم
#وهروب سيلين يدل علي ذلك لخوفها من إنكشاف كذبها بعد التحليل
#وياسمة المصدومة المطعونه من حبيب يرتكب ذلك الفعل ومن أن الألم أصبح رفيق حياتها لن ينساها أو يجعلها تنساه
#لمياء التي تحاول أن تخفي عن حمزة أنها استمعت لسارة وكلامها السئ عنها وكشف حمزة أنها تكذب
#ولا رائحته التي جذبتها كالنحلة الي الزهرة العطرة
#بس هو الكلام ده حقيقي عن إن الوليف يستطيع شم رائحة نصفه الأخر
(.فلكل إنسان رائحة لجسده مميزه لا يشتمها سوى وليفه ونصفه الأخر)
#دارين وعامر الذي يتربص بها كالعنكبوت يغزل شباكه من حولها وفي لحظة أخري في قبضته تقع وتكون لعبته الجديدة
#أما أحمد وقعت في حبه رغم ثقله وأنها دائما تسعي له


رنا رسلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:43 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.