آخر 10 مشاركات
وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الرغبة المظلمة (63) للكاتبة: جاكلين بيرد×كامله× (الكاتـب : cutebabi - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كل المنــــــى أنتِ للكاتبة / سراب المنى / مكتمله (الكاتـب : اسطورة ! - )           »          همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree60Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-19, 10:05 AM   #701

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل




زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 04:27 PM   #702

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أووركيدا مشاهدة المشاركة
أسووووووورتي الرقيقة الجميلة المبدعة بكل حروف تعليقها 😍😍😍😍😍..حقا انت اكثر من يشعرني بتأنيب الضمير عند انتهاء كل فصل من الرواية لأنه دائما ما ينتهي بدموعك الغالية فسامحيني علي ذلك وإعلمي ان الأمور كلها بخير سواء لسومة او لوجد
الابداع منبعك حبيبتي سلمتِ هذا من ذوقك... وصدقا سعيدة أن تعليقاتي تنال إعجابك...
لا أرجوك بالعكس لا تشعري بالتأنيب ولا تعتذري مطلقا...
فهذا يدل على تميزك وجعلنا نشعر بما يشعرونه الأبطال "ما شاء الله تبارك الله"...
وقلبي اطمأن على وجد وسومة.....
في انتظار فصل اليوم بحماس كبير جدا...
تحياتي وودي وقبلاتي واحترامي لك جميلتي...


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 05:50 PM   #703

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضورررر
احلى
تراتيل عشق وردية
واحلى
ايمان اووركيدا
بالانتظار حبيبتي ❤️❤️❤️❤️


Maryam Tamim غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 07:44 PM   #704

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الحادي والعشرين
*********************

شعرت سومة بأن زمام الأمور بدأت تفلت من بين يديها .. وأنها بدأت تفقد سيطرتها على وجد الذي غيب عقلها وراء إحساسها المتزايد بالظلم والقهر ..وفكرة أن تؤذي وجد نفسها .. بتمسكها بفكرة الانتقام .. جعل مشاعر لا حصر لها تتآكل داخلها ..ليختار جسدها التخلي عن تماسكه وإظهار ضعفه ..فتهاوت سومة أرضاً أمام ناظري وجد التي همست بفزع :
"خالتي ..."
ركعت وجد بسرعة أمام سومة تناديها وقد تملك الخوف منها :
"خالتي ..رد عليّ ..أنا آسفة ..لن احتمل أي سوء قد يصيبك .. خالتي "
أجابتها سومة بأنفاس متقطعة:
"سأكون بخير ..ناوليني بخاخ التنفس من حقيبة الأدوية وراءك "
قامت وجد تفتش في حقيبة الأدوية الخاصة بسومة .. حتى عثرت على البخاخ وناولتها إياه تساعدها لأخذ عدة أنفاس منه حتى أشارت لها سومه أن تتوقف وتساعدها في النهوض ..
أخذتها وجد لفراشها بحرص وسألتها بقلق :
"خالتي هل أصبحت بحالة جيدة فعلاً أم أنادي نديم "
ربتت سومه على كف وجد بحنان وحدثتها باكية :
" أنا بخير حقاً ...وسأكون بأفضل حال إن نزعت فكرة القتل هذه من رأسك ..إن أردت أن تحرقي قلبي عليك ياوجد وتقتليني كمداً وحسرة عليك افعليها .. وإن كنت لا أهمك إلى هذه الدرجة ..فكري بنديم ..كيف سيكون حاله وقد فشل في حمايتك .. هل نسيت وعدك لي أنك من ستهتمين بأكرم من بعدي "
انفجرت وجد بالبكاء من جديد وكلمات خالتها تحز بقلبها كحد السكين ..ثم انهالت تقبل رأس سومة بإعتذار حار من بين دموعها وتؤكد عليها أنها لن تفعل شيئاً أو تخبر أحد .. تشعر بحالها مقسومة لنصفين .. نصف يريد الانتقام والآخر يريد مراضاة الجميع وإخفاء وجع ما حدث بداخلها .. لكنها الآن وهي ترى خالتها بهذا الضعف بسببها .. وتفكيرها بردة فعل نديم إن علم بحقيقة الأمر تجعلها تتريث وتحد من انفعالاتها .. ستصمت وستداري الألم تحت قناع التعقل والثبات ليس من أجل صالحها ولكن من أجل أحبتها .....

*************************************

أفاقت شذى من سباتها تحاول تذكر ما حدث لها .. فآخر ما تذكره أنها كانت تجلس مع وجد ترتشف العصير الذي أعدته أمها .. وتنتظر خروج أمها من اجل مفاجئة وجد ومصالحتها .. كيف نامت ومن جلبها لفراشها وما الذي حدث بين وجد وأمها ؟؟؟!!..

أسئلة دارت بخلدها وهي تترك فراشها مترنحة بعض الشيء ولكنها استطاعت في النهاية أن تحصل على توازنها المطلوب وسارت نحو غرفة أمها متلهفة للمعرفة نتيجة لقائها بوجد..
نادت شذى أمها عدة مرات دون أن تلقى إجابة منها .. فدقت بابها بقوة وقد تملكها الخوف أن تكون وحيدة في الشقة .. ففتحت شادية باب غرفتها بحنق تصيح بوجه شذى :
" ماذا تريدين أيتها الغبية ..تصيحين باسمي وكأن الدنيا ستنهدم فوق رؤوسنا "
تراجعت شذى للخلف .. متيقنة أن مزاج أمها متعكر .. فقررت العودة لغرفتها اتقاء لغضب أمها في مثل هذا الوقت وهي تعتذر :
"أنا آسفة يا أمي .. كنت خائفة ان أكون بمفردي في الشقة .. سأذهب إلى غرفتي "
جرت شذى من أمام أمها تحتمي بغرفتها .. وقد حصلت على إجابة سؤالها عن نتيجة مقابلتها لوجد .. فالأمر لا يحتاج لذكاء كي تعلم أن الأمور باءت بالفشل ..
أخفت شذى نفسها تحت الغطاء ترتعد خوفاً من أن تصب أمها فوق رأسها جام غضبها .. في الماضي كانت تحتمي بوجد ،فتأخذها بين ذراعيه وتضمها لصدرها تطمئنها أنها ستدافع عنها ولن تجعل أمها تمس منها شعره ، فكانت في الكثير من الأحيان ما تتلقى عنها العقاب بلسعات العصي أو السباب ...في الآونة الأخيرة بعد رحيلها تعودت أن تغلق عليها باب غرفتها بالمفتاح .. حتى لا تطالها أمها .. فلا تنول منها إلا جعجعة وتوعدات تنتهي بمجرد أن تتصل بأبيها تشكو إليه وتتحامى به أو بضياء ..
طرقت شادية باب غرفة شذى بعد أن فشلت في فتح الباب ونادتها بلطف :
" افتحي الباب يا شذى .. أريد التحدث معك يا حبيبتي "
رفضت شذى وأجابتها خائفة :
" لا أنت تبدين غاضبة .. وحين تكونين كذلك .. تضربيني لأتفه الأسباب "
ردت شادية تكز على أسنانها غيظاً .. متمالكة نفسها حتى تستطيع استمالة شذى .. ورقتها الجديدة الرابحة التي ستكسر بها قلب غريمتها وجد :
" لا ياحبيبتي .. أقسم لك لن اضربك أو أي شيء من هذا القبيل .. دعيني ادخل كي اتحدث معك وأفسر لك سبب حنقي عليك ..ألا تريدين معرفة ما حدث بيني وبين وجد "
علمت شادية أنها ستستميل شذى بتلك الكلمات.. فهنأت نفسها على ذكائها وهي تسمع صوت المفتاح يدور ليفتح الباب على مصراعيه .. تطل من خلفه شذى بلهفة طفلة يدفعها الفضول .. إن كان ضياء خيب أملها ورفض القيام بمهمته .. متحدثاً بصوت الأخلاق .. فستتركه حتى يأتيها من نفسه صاغراً لكل أوامرها.. إنه ابنها وهي الأعلم به ، لن يمر وقتاً طويلاً حتى يتعلم عواقب عصيانه لها ...
وتلك الصغيرة الهشة العواطف ستشكلها هي كيفما تشاء لتكون الخنجر الذي ستطعن به فؤاد وجد .. خاصة وهي تعلم مكانة شذئ لديها ..
دخلت شادية بوجه حزين تجلس على السرير وبدأت تسرد قصتها مدعية الحزن :
" سامحيني يا صغيرتي لأني صرخت بوجهك.. ولكن إساءة وجد لي في بيتي .. وأنا التي سعيت للصلح جعلتني مستاءة للغاية "
ردت شذى بعدم تصديق :
"وجد لا تسيء لأحد "
تمالكت شادية عصبتيها وهي ترى ابنتها تدافع عن غريمتها وقالت تكمل القصة :
" بالطبع ستقولين ذلك .. أنت لم تري ما حدث بيننا .. لا أعرف ما الذي حدث لك فحين خرجت وجدتك ذهبت في سبات عميق فوق مقعدك "
وافقتها شذى باستغراب :
" نعم وانا أيضاً أتساءل عم حدث لي وقتها .. ولا أعرف كيف نمت هكذا .. رغم أنني كنت أتحدث مع وجد بصورة طبيعية جداً .. وفجأة شعرت أن جفناي أصحبا ثقيلين وغلبني النوم .. وحين استيقظت وجدت نفسي بالفراش "
أقنعتها شادية بدهاء :
" حين وجدتك بهذه الحالة كاد قلبي أن يتوقف خوفاً عليك فحاولت إفاقتك ولكنك همست بنعاس أنك تريدين النوم .. فارتاح قلبي وأخذتك للفراش كي تنامين بهناء .. ولأستطيع أن أتحدث مع وجد دون أن تزعجك أصواتنا .. ولكن للأسف الشديد حدث ما لم أكن أتوقعه ابدا من وجد "
رفعت شذى حاجبها الأيمن بحركتها المعهودة متسائلة :
" وما الذي حدث ؟؟؟"
اندفعت شادية تحكي وهي تتظاهر بالبكاء حتى استطاعت أن تجبر دمعتين على الهطول على وجهها :
" أهانتني بشدة يا شذى .. قابلتني بطريقة سخيفة جداً وفظة للغاية .. حين مددت يدي إليها بالسلام رفضت أن تضع يديها بيدي قائلة أنها لن تصافح امرأة مثلي مفترية وكاذبة .. أنا يا شذى مفترية وكاذبة أنا !!!..سامحك الله ياوجد .. ومع ذلك يا حبيبتي تحاملت على نفسي وكتمت حزني منها بداخلي .. واعتذرت لها بمنتهى اللطف عما قد يكون بدر مني في حقها دون قصد أو في لحظة ضيق .. وتوسلت إليها أن تعود للعيش معنا مرة أخرى .. بل ووعدتها أني سأغير من أسلوبي معها ولن افعل مطلقاً أي من الأمور التي كانت تزعجها قديماً .. أتعلمين ما كان ردها "
نظرت إليها شذى بتعبير قلق وملامح وجهها تتراوح ما بين الشك والتصديق :
" هل رفضت ؟؟"
تنهدت شادية وهي تعتصر جفنيها في محاولة بائسة لبضعة دموع أخرى وقالت :
"وأي رفض يا شذى ..ليتك رأيتها .. لا لا الحمد لله أنك لم ترينها كنت صدمت بها .. وأنا أعلم جيدا أنك تحبينها حتى أكثر من محبتك لي .. هذه ليست ابداً وجد الوديعة التي ربيتها السنوات الماضية وتكفلت بها في بيتي وعاملتها كواحدة من بناتي .. أهانتني بتعجرف ورفضت نهائياً فكرة أن تعود لمنزلنا مرة أخرى .. وأخذت تتباهى بعائلة والدتها رحمها الله .. وبمنزلها الجديد وحياتها المترفة مع خالتها وأولادها .. وأنها لم تعد بحاجة لأي منا في حياتها القادمة بأي شكل من الأشكال ..حتى عندما طلبت منها أن تعود من أجلك وكم أنت متلهفة إليها.. رفضت "
راقبت شادية بدهاء تعابير شذى المتغضنة بالخزن والهم وهي تتمتم :
"رفضت !!!"
فأكدت عليها :
" نعم رفضت تخيلي !!..فحاولت أن أضغط عليها من خوفي عليك لصدمتك حين تعلمين برفضها كما الأن .. وأخبرتها أنني سأمنعك من رؤيتها .. فتمادت بالرفض أكثر .. وأخبرتني بمنتهى التكبر أنها لا تحتاج إليك في حياتها .. ولا يهمها رؤيتك من عدمها .. لأنها قريباً ستتزوج من ابن خالتها وستنجب أولادها وسيكونوا عوضاً لها عنك .. بل وأخبرتني أنها لن تسامحك أبداً على كذبك عليها وادعائك المرض لتجعليها تأتي إلى هنا "
هزت شذى رأسها ينكر قلبها صدق أقوال أمها فوجد مستحيل أن تتخلى عنها .. مستحيل :
" وجد لن تتخلى عني أبداً ..لا أصدقك "
واصلت شادية سرد أكاذيبها :
" ولم سأكذب عليك يا حبيبتي .. إن كانت حقا تحبك أو كان لك خاطر عندها .. كانت ستوافق أن تعود من أجلك على الأقل .. أو كانت اتصلت بك تطمئن على حالك بعد أن نمت بهذه الطريقة الغريبة .. أو كانت بررت موقفها لك ورفضها للعودة .. وهي تعلم أنني سأقص عليك حقيقة ما حدث ..هي أرادت أن توصل إليك حقيقة واحدة أنك لم تعودي ذات قيمة لديها .. فأفهمي هذا ولا تحاولي أن تفرضي نفسك عليها من الآن وصاعداً .. لقد فعلت كل هذا من أجلك أنت يا شذى لأني اعلم مدى حزنك على فراقها .. فحفظي كرامة أمك التي اهدرتها من أجلك ولا تعاودي التواصل معها من جديد والا سأحزن منك كثيراً "
قبلت شادية جبين شذى بحنان زائف وهي تدعي النحيب .. ودون أن تنتظر منها رداً تركتها وغادرت الغرفة لتقف من وراء الباب تتلصص عليها تعلم أن ابنتها ستقوم بالاتصال بوجد بمجرد خروجها وقد كان ...
رفعت شذى هاتفها تحاول الاتصال بوجد عدة مرات دون إجابة .. فأرسلت إليها رسالة على تطبيق الواتس اب " أخبرتني أمي بما حدث بينكما من شجار .. وأنك تطاولت عليها .. وأنك أخبرتها بوضوح أنك لم تعودى تريدني في حياتك .. إن كان الأمر صحيحاً فلا تجيبي عن سؤالي وسأفهم أنه لم يعد لي مكان في حياتك .. وإن كان ادعاء منها فأخبريني بالحقيقة .. "

وضعت شذى الهاتف أمامها وكلها أمل أن الرد قادم من وجد .. وأنها لن تتخلى عنها مطلقاً .. خاصة وقد ظهرت إشارة وصول الرسالة إليها .. وبعدها بلحظات اضيئت باللون الأزرق علامة استقبال وجد للرسالة وقراءتها ...دقيقة .. دقيقتان ..ثم ثلاثة وخمسة وعشرة ولم يأتي رد من وجد فانقبض قلب شذى وعلمت أنه ليس هناك رد قادم ..وأن وجد قد استغنت عنها بالفعل .. لكن أمل ضعيف مازال يراودها .. فنقلت هاتفها إلى جوار رأسها التي توسدت وسادتها وعلقت عينيها الباكية بشاشته المطفأة لعل وعسى تحدث المعجزة وتتصل بها وجد ...
رأت شادية حالة العبوس والبكاء الذي أصبحت فيه شذى .. فعلمت أن وجد لم تجيبها .. فسارت نحو غرفتها هانئة البال مبتهجة بسير خطتها الجديدة ...


*************************************

قبل وقت قصير وضع نديم فنجان قهوته وأرهف سمعه للرنين المتواصل من إحدى الهواتف القريبة منه لكن عيناه لم تستطع التوصل لتحديد مكانه لإنقطاع الصوت ، بسرعة التقطه مرة أخرى فتتبع مساره إلى أن وجد الهاتف المنبعث منه نغمة الرنين ..فوجئ بأنه هاتف وجد الذي اعطاه لها .. موضوع فوق المنضدة في وسط الغرفة .. تذكر أن أمه كانت تلوح به مؤكده أنها أخذته من جوار وجد حتى تستطيع النوم بهدوء.. ولكن ما لفت نظره وصول رسالة نصية على تطبيق الواتس اب من رقم شذى .. استطاع أن يلتقط منها بضعة كلمات أثارت جنونه .. ففتح الهاتف بسهولة كون وجد لا تغلقه ببصمة أو برقم سري ودون تفكير بدأ يقرأ محتوى الرسالة ..
" ما معنى أن شذى عرفت ما حدث بين وجد وأمها ..هل حدث شئ ..هل قابلت وجد زوجة عمها اليوم . أهذا هو السبب الذي جعل وجد تأتي متعبة .. هناك أمر حدث من وراء ظهره يخص وجد وأمه تعلم به ولكنها أخفته عنه "
نادى نديم سنية بصوته الجهوري فأقبلت عليه مسرعة لقد عاشت معهم ما يكفي لتعلم أن نبرة صوته العالية دليل على غضبه .. فهمست في سرها " أستر يارب " وأجابته بإرتباك :
"نعم يا أستاذ نديم ..أؤمر "
سألها نديم محاولاً أن تكون لهجته عادية قدر الإمكان :
"منذ متى والدكتورة وجد نائمة ؟!"
ردت سنية بتلقائية دون أي لحظة تفكير :
" منذ جاءت مستندة على ابن عمها للمنزل "
فطنت سنية أنها أفشت السر الذي حذرتها منه سومة .. عندما رأت احتقان وجه نديم وتجهمه .. فشهقت برعب وهي تضرب صدرها بكفها فحاولت إصلاح الأمر لكن نديم بادرها قائلاً :
" ابن عمها من ..ضياء ؟"
اتسعت حدقتيها بخوف حقيقي وقد سلمت بأمر انتهاء عملها بهذا المنزل فصرخ بها نديم :
" انطقي هل هو ابن عمها ضياء ..شاب طويل وعريض ممتلئ الجسد بالعضلات ..أليس كذلك ؟"
انتفضت سنية خوفاً منه .. فهزت رأسها بنعم .. دون أن تنطق ثم انحنت تحاول تقبيل كفه لكنه ابعد نفسه عنها فقالت تتوسله :
" أقبل يديك يا سيد نديم ..لا تخبر الحاجة أني أخبرتك بشيء .. وإلا ستقطع لقمة عيشي من بيتكم .. لقد حذرتني أن أخبرك "
تأكد نديم أن شكوكه كلها في محلها .. فانطلق يهرول صاعداً درجات السلم بلمح البصر حتى وصل لغرفة وجد .. حاول استجماع طاقته حتى يهدأ ولا يتسبب بكسر ذلك الباب الذي يقف حاجزاً بينه وبين وجد ..فأخذ عدة أنفاس عميقة ودق الباب لكن دقته كانت عنيفة متطلبة اعقبتها دقات متتالية يصاحبها نداء نديم الملح :
"وجد ..أمي ..أفتحا الباب في الحال "
خرج أكرم من غرفته على إثر صياح نديم .. وبالداخل نظرت وجد إلى خالتها بخوف حقيقي من أن يكون نديم قد علم بحقيقة ما حدث فحدثتها سومة بسرعة:
" اسمعي إن سألك عن شيء اخبريه أنك تشاجرت مع زوجة عمك من أجل شذى أو لأي سبب آخر .. وكنت متعبة فوجدك ضياء وأنت تخرجين من هناك وكاد يغمى عليك فقام بإسنادك حتى المنزل وسلمك لي وانصرف ..هل تفهمين لا تزيدي أي كلمة أخرى "
" نعم يا خالتي ..نعم " أطاعتها وجد ..
وسومة تنهض تستند على عصاها حتى وصلت لباب الغرفة وهي تتمتم "يارب الطف بنا ومرر هذه الليلة على خير ..سامحك الله يا سنية ..كنت أعلم أن فمك لن يحفظ سراً "
فتحت سومة الباب أخيراً وصاحت بنديم :
" ما الذي حدث لك يا نديم ..كيف تدق علينا الباب بهذه الطريقة القوية يابني .. أيقظتنا من النوم مفزوعين"
رد نديم بوجه جاد :
" أمي هذا الخبث لن ينطلي عليّ .. أنا أحفظك كنفسي ..كنت أشك أن هناك أمر مريب حدث وكنت تخفيه عني ولأن الله كان رحيم بي اخرجني من غفلتي بهذه الرسالة "
انطلقا كل من أكرم وسومة في صوت واحد :
" أي رسالة ؟!!"
لوح نديم بهاتف وجد أمام كليهما ليقرأ رسالة شذى بصوت عال :
"اخبرتني أمي بما حدث بينكما من شجار .. وأنك تطاولت عليها وأخبرتها بوضوح أنك لم تعودى تريدني في حياتك .. إن كان الأمر صحيحاً فلا تجيبي عن سؤالي وسأفهم أنه لم يعد لي مكان بحياتك .. وإن كان ادعاء منها فأخبريني بالحقيقة .. "
عقب أكرم بإندفاع :
" تلك المرأة تشاجرت مع وجد مرة أخرى.. والأن تتبلى عليها أنها ترفض وجود شذى بحياتها ..يا الله كم هي شيطانة ومؤذية "
حمدت سومة ربها أن شادية ادعت أمر الشجار هذا ليكون حديثها ووجد متطابقاً مع ما جاء في رسالة شذى .. فإن كان هذا الادعاء في نظر أكرم أذى .. فماذا لو هو ونديم علما بحقيقة مخططها الشرير ..
سأل نديم بانفعال وقد فرغ صبره :
" أريد أن أعرف حقيقة ما حدث .. وما علاقة ضياء بالأمر ولماذا جاء بوجد إلى هنا "
" سامحك الله يا سنية ..سامحك الله "... قالتها سومة بسرها وهي تبتلع ريقها الجاف .. فجاءت وجد من ورائها على استحياء وقد وضعت حجابها كيفما اتفق وقالت برجاء :
" لو سمحت يا خالتي وأنت يا أكرم ..هل يمكنني التحدث مع نديم على انفراد ..أرجوكم "
" نعم يا ابنتي .. افهمي نديم الأمر فمن حقه أن يعرف حقيقة ما حدث " أجابتها سومة ونظراتها إليها مغزاها واضح
"أخبريه ما أتفقنا عليه فقط "
خرجت سومة من الغرفة سامحة لنديم بالدخول لتبتعد هي وأكرم نزولاً للطابق الأرضي ..
وقفت وجد تواجه نديم بقلب يهدر عن آخره.. والتوتر يسيطر على كل عصب فيها .. حتى شعرت بتعرق جبينها وكفيها فمسحت كفيها بفستانها التي لازالت ترتديه منذ الصباح وطلبت منه باضطراب :
" لنجلس يانديم وسأخبرك بكل شيء "
أجابها نديم ساخراً :
" اجلسي أنت قبل ان تنهاري أرضاً.. فجسدك بأكمله يرتعد .. أتساءل لماذا ترتجفين هكذا أمامي يا وجد .. إلا لو كنت ستختلقين أكذوبة وتخافين ان أكشفها "
وبخت وجد نفسها بقوة على ضعفها الواضح أمامه .. يجب أن تفعل هذا بثبات وقوة حفاظاً عليه من القيام بأي عمل متهور إن عرف الحقيقة .. لقد خسرت الكثير من الغالين في حياتها ولن تخسره هو أيضاً .. بسبب دافع أعمى للانتقام ... وإن لم يكن من أجلها فلأجل خالتها وأكرم ..ردت عليه بهدوء ظاهري :
"ولماذا سأكذب عليك يا نديم .. أنا فقط أخاف أن تفهم الأمور على غير حقيقتها "
جلس نديم فوق أقرب مقعد .. وأجابها بنفس هدوئها الأجوف :
"إذن اخبريني أنت حتى أفهم الأمور على حقيقتها "
جلست وجد أمامه على حافة سريرها وبدأت تسرد عليه بداية القصة الحقيقية:
" لقد اتصلت بي شذة وأنا خارجة من الجامعة تخبرني أنها مريضة جداً ..وتحتاجني بأقصى سرعة .. وأنه ليس هناك أحد موجود معها بالمنزل ..أنت بالطبع تعلم ما تمثله شذى بالنسبة لي ، فما كان مني ألا أن ذهبت إليها مباشرة وكنت في أقصى حالات الرعب عليها .."
قاطعها نديم موبخاً :
"وفي خلال المسافة من الجامعة حتى منزل شذى لم تجدي وقتا لكي تهاتفيني وتخبريني بما ستفعلينه .. أم أنني مجرد خيال مآته معك بهذا المنزل .. ولست خطيبك على سبيل الذكر .. إلا ولم أكن في المقام الأول المسؤول الأول عنك .. وابن خالتك .. إن كانت صفتي الأولى لا تلقى تقديراً لديك "
اعترضت وجد على اتهامه .. وقالت تدافع عن نفسها بدموع تسبق حديثها :
"أقسم لك يانديم أني لم افكر في تلك اللحظة بالتقليل منك أو أي تجاهلك .. هدفي كله كان أن أصل إليها بأسرع ما يكون .. وانا أحارب هواجسي أن يحدث لها سوء ولا أستطيع اللحاق بها ..إنها شذى يا نديم ..السبب الوحيد في هذه الحياة الذي أخرجني من غيبوبة الحزن والجمود التي كانت تسيطر عليّ بعد الحادثة ..لولاها لكنت انتحرت أو مازلت حتى الآن نزيلة في مستشفى الأمراض النفسية .. لو كان حدث لها شيء لا قدر الله لكانت روحي فاضت ورائها "
قطب نديم حاجبيه بتأثر وتمتم بكبرياء رجولي لا يريد اظهار ضعفه أمامها :
"أطال الله في عمرك وعمرها ..إياك أن تتفوهي بالحديث عن الموت مرة أخرى "
نظرت وجد للأرض بانكسار وقالت تراضيه :
"أمرك .."
سأل نديم نفسه ونعومه الطاعة في صوتها تذيبه " إن أخذتها الآن لحضني وأشبعتها تقبيلاً .. فهل يعد هذا تجاوزاً؟؟ "
نفض نديم أفكاره اللاهية هذه عن رأسه وسألها بخشونة :
"وماذا بعد ..لماذا تشاجرت أنت وزوجة عمك "
رمشت وجد عدة مرات ورأسها مازلت على انخفاضها تستجمع أفكارها ثم قالت :
"لأني فوجئت أنها هي من حرضت شذى على ادعاء المرض .. لكي تجعلني أذهب إليها لتحاول استمالتي للعودة إليهم من جديد "
مال نديم للأمام يسند ذراعيه فوق فخذيه ويراقبها عن كثب ..شعرت به وجد فرفعت رأسها تعانق عيناه فخافت أن يشك بكذبتها فرفعت سبابتها في وجهه قائلة بارتباك :
"لكني رفضت ..لأني أعلم أنها ربما تدبر لي مكيدة أخرى .. وتريدني أن أعود كي تحفظ لنفسها حقي بشقة أبواي .. وكلمة منها وكلمة مني حدث بيننا شجار وتركت لها المنزل وغادرت .. لكني شعرت ببعض التعب وأنا اهبط السلالم حتى كدت أن افقد الوعي ربما من تسارع الاحداث وفزعي على شذى ..المهم أنني ألتقيت بضياء عند مدخل المنزل .. وعندما وجدني بهذه الحالة عرض علي أن يساعدني حتي أصل للمنزل .. وقبل أن أقبل أو ارفض اغمي عليّ .. وحين استيقظت وجدت نفسي في فراشي هنا .. وطلبت منى خالتي أن ارتاح وأنام قليلاً حتى استعيد قوتي "
احمرت وجنتيها لشدة لكذبتها المتقنة .. لكهنا بررت الأمر لنفسها أن ما قالته كان أقرب ما يكون للحقيقة .. وهربت بعينيها بعيداً عنه قائلة :
" هذا كل ما حدث "
كز نديم على أسنانه بغيظ .. بأن ضياء هذا قد لمسها وأمسك بها أثناء قدومه بها إلى هنا من جهة ..ولكنه لا يستطيع لومها وقد كانت فاقدة الوعي .. ومن جهة أخرى ثارت ثائرته على تلك المدعوة شادية وألاعيبها التي لا تنتهي .. فقفز من مكانه وقال :
"تلك المرأة لابد أن أوقفها عند حدها ، سأذهب إليها الآن بنفسي واهددها ألا تتواصل معك ثانية "
فقفزت وجد بدورها وجرت مسرعة نحو الباب تغلقه قبل أن يصل إليه نديم .. ثم وقفت تسده بجسدها فاردة ذراعيها عليه وهي تهز رأسها رافضة :
"لا لن اتركك تذهب إليها "
اقترب منها نديم يسألها بانفعال :
"لماذا لا تريدين مني الذهاب إليها .. إن لم تكوني تخفين عني أمراً تخافين أن تكشفه هي "
أجابته وجد باندفاع :
"لا ..أنا لا أخفي شيئاً ..أنا خائفة عليك فقط "
حاول نديم إزاحتها جانباً .. وبداخله تصميم أن يذهب لتلك المرأة في التو واللحظة :
" لا تخافي عليّ ..لقد وعدتك أن أحميك من أي شر .. وتلك المرأة يجب أن تقف عند حدها "
في لحظة شعرت وجد أن عالمها بأكمله سينهار .. فالله وحده أعلم بما قد تدعيه تلك المرأة عليها لإخراج نفسها من عملتها المنكرة.. فما كان منها الا أن ركعت أمامه علي ركبتيها تتوسله بدموع حارة :
" أتوسل أليك يا نديم ألا تذهب "
صدم مرآها قلب نديم .. واستغرب فعلتها تلك .. فشدتها لتقف بسرعة ونادها بعدم تصديق :
"وجد ما هذا الذي فعلتيه للتو ؟؟؟!!!"
تمسكت وجد بقميصه المنزلي .. في اللحظة التي انحسر فيها حجابها عن شعرها .. فانسدل كالشلالات على وجهها لكنها في غمرة خوفها لم تشعر به أو تبالي .. وأجهشت بالبكاء حتى تقطع صوتها وهي تخبره :
"أخاف عليك يانديم .. أقسم بالله العظيم بأني أخاف عليك ..لهذا لم نخبرك بالحقيقة أنا وخالتي .. أنت لن تسلم أبدا من بطش تلك المرأة ..إنها لئيمة ..خبيثة ومريضة بالشر ..لن تتركنا بحالنا لنعيش بسلام ..إن كانت تتدعي لشذى أنني ما عدت اقبلها بحياتي فما سيحدث معك إن ذهبت إليها الآن وهددتها ...لا استبعد مطلقاً أن تبلغ عنك بحجة أنك كنت تتهجم على بيتها في منتصف الليل .. وستسبب في سجنك ولديها القدرة أن تتدبر بدل الشاهد اثنان ثلاثة ..ألم تخبرني دوما أنك ستكون لي حامي ..احميني إذن من الألم الذي سأشعر به إن حدث لك مكروه ..أتوسل إليك يانديم لا تذهب ..لن احتمل أن يحدث لك أي مكروه بسببي ..أرجوك "
كانت تبكي بشدة حتى بح صوتها .. فأصابت بتوسلاتها الموجعة ذات نديم وأسرت بصدق حرصها عليه لبه ..لم يعي لنفسه إلا وهو يضمها لصدره مهدئاً متلمساً خصلات شعرها بحنان وصوت نحيبها يعلو ..
تأوه كيان نديم بصمت .. وهو يحاوطها بذراعيه يقربها إليه .. وهي تتشبث به باستماته يدفعها خوفها عليها .. ألم وراحة ...شعوران متناقضان يمتزجان معاً ليكونا في النهاية انتشاء لا مثيل له ..كم كان يشتاق لتلك الضمة وهذا الاحتواء .. حوريته الصغيرة التي انتشلها يوماً من الغرق .. ليغرق هو بكليته بطوفان حبها غير راغب أن ينقذه أحد من الغوص داخل عمق عشقها ..
انسابت يديه فوق ظهرها يقربها إليه أكثر غائب العقل عن عدم احقيته بهذا القرب وهي لم تصبح حلاله بعد ...تحركه أمواج عاطفة هوجاء تعصف بكل شعور بالواقعية والواجب .. ولا تبقي سوى اشتعال الرغبة بالالتصاق بها بتسكينها بين ضلوعه وخافقه .. حتى يطمئن أنها ستبقي بأمان دائم وسلام ..
وكيف يجاوره التعقل إن اراد وعطر شعرها يتخلل داخل أنفه لكل خلية بعقله .. تخضعها لسلطة الحب والتعشق بها .. حتى بدأ ثغرة يلثم شعرها وصولاً حتى وجهها .. دون أن يعي توقف وجد عن النحيب وانتفاضة جسدها جراء هجومه الحسي عليها .. وهي الجاهلة بفنون العشق والجوى .. فكانت كما الأعمى في ظلام ملكوت الوداد والوصال.. تتلمس طريقها تخشى التقدم باندفاع أو التراجع للعدم... فتجمدت بمكانها ترتجف على صدره .. وهو يكاد يستبيح حرمة قطرات الشهد فوق فمها ، فرفعت كفها تحجب بها شفاهها عن ثغره .. فالتصقت قبلته بأناملها تلفحها حرارة أنفاسه اللاهبة ..
تراجعت عنه وقالت تناجيه من وراء حجاب كفها :
"نديم تعقل ..هذا ليس من حقنا الآن ..أنا لا أجوز لك بعد .."
كور نديم قبضته يضربها بعارضة الباب خلفها .. يستدعي عقله المغيب .. حتى يلملم بعضاً من قدرته للإبتعاد عنها وعدم التهور ..ثم استدار عنها يجعل بينهما مسافة واسعة وهو يمشط شعره الكثيف بأصابعه يهدأ فوران الدماء برأسه ويتنفس بعمق ليفيق من شعوره المسيطر عليه بالإشتهاء لها ..
بعد دقيقة أمرها دون ان يستدير اليها :
" افتحي الباب حالاً ..."
أطاعته وجد على الفور وساقيها تكاد لا تحملها :
"حاضر .."
صاح بها باستفزاز :
"لا تحدثيني بهذه الرقة والنعومة ..اخشوشني قليلاً "
أجلت وجد حنجرتها وأجابته بجدية :
"حاضر "
غطي نديم وجهه بكفيه وهو يلعن نفسه: " سحقاً لك يا نديم ..إن نبرة صوتها بكل أشكالها تفقدك تعقلك .. أثبت يا رجل لم يبقى سوى خمسة أيام وتصبح حلاك "
استنشق نديم بعمق ثم التفت إليها يملي عليها أوامره .. فبادرته مقاطعة قبل أن يتفوه بكلمة واحدة وهي تغريه بخضرة عينيها الآسرة :
"هل سامحتني ؟"
ارتفع صدره وهبط بسرعة أنفاسه المتلاحقة ..هل تنوي أن تقتله هذه الفتاة ..سيكون أول رجل يقتله الشوق ..كيف لا يسامحها وهي تنظر إليه بكل هذه البراءة .. وتبدو بالضبط كقطة تموء برقة وتتمسح بقدمه ليحملها مغلغلاً أنامله بفروها الناعم ..
أشار إليها نديم رافعاً كفه أمام وجهها. فقاطعته للمرة الثانية بجرأة دون أن تدري أنه يتماسك أمامها بشق الأنفس :
"أنت لن تذهب لشادية ..ولن توجع قلبي عليك ..أليس كذلك يا حبيبي"
ماذااااااا!!!!!..هذا ما كان ينقصه .. أن تناديه بحبيبي في هذا الوقت بالذات وحمم عواطفه تكاد تثور من بركان عشقه اللامحدود لها لتصهرهما معاً ...أيضحك أم يبكي على حاله فلو علمت أنها بطريقتها هذه قد تجعله كالخاتم بإصبعها لضاعت هيبته أمامها تماماً ..
تراجع بظهره حتى التصق بجدار غرفتها وطلب منها بهدوء يضاهي هدوء البحر قبل هياجه:
"وجد.... أخرجي خارج الغرفة وقفي في الردهة... افتحي هذا الباب الذي ورائك تماماً ..نعم باب غرفة أمي ..هيا.. حسناً ..قفي هناك في آخر الغرفة ..رائع ..التصقي بهذا الجدار ..بالضبط هذا هو المطلوب ..أولاً ستقفي في موقعك هذا ولا تتحركي خطوة واحدة حتى أغادر غرفتك ..ثانياً إياك أن تقاطعيني حتى أتم حديثي وأغادر ..وحتى بعد أن انتهي مما أريد قوله .. هزي رأسك علامة الموافقة ولا تتفوهي بأية كلمة .."
وقفت وجد مكانها تضم شفتيها وهي تشير إليه بإشارة سحاب وهمي تغلق به فمها وتهز رأسها موافقة ..حركتها المرحة بعثت بابتسامة على وجهه لم يلبث أن أخفاها بملامحه الجدية وهو يملي عليها قرارته :
"من الآن وصاعداً إن كنت تخافين علي من أذية نفسي بسببك .. فعليك أن تلتزمي بالآتي ..أريد جدول محاضراتك ومواعيد خروجك من الجامعة ..لن تذهبي لأي مكان إلا بإذن مني وطالما أنا موجود .. سأوصلك بنفسي للجامعة وأعود لأخذك ..في الأيام القادمة سأعلمك قيادة السيارة وقبل أن أعود لعلمي ستتقدمين للحصول على رخصة قيادة .. لا تظني أني اقيد حريتك بأوامري أو أنني لا أثق بك .. أنا أحاول فقط أن أحافظ عليك ..ليس لأجلك فقط وإنما لراحتي أنا أيضاً .. ولسبب بسيط آخر يوم وافقت على الارتباط بي فأنت اسلمت نفسك لي ..ونفسك هذه أصبحت أمانة برقبتي حتى يوم الدين ..وأنا رجل يحفظ أمانتاه بروحه ..فإن أصابك مكروه لا قدر الله أو تأذيت حتى ولو بالقول وليس بالفعل فقط دون أن أكون قادراً على رد حقك ..فأنا لا استحق لقب رجل ..هل فهمت .."
دمعت عيناها من جديد وهزت رأسها لأعلى وأسفل بقوة تؤكد فهمها فأردف قائلاً :
"هذه المرة سأمرر ما حدث .. ولكن في المرة القادمة ..!! أقسم لك لا توسلاتك ولا نحيب الشارع بأكمله سيثنيني عن الذهاب لتلك المرأة لو تلاعبت بك مرة أخرى ..وابن عمك ضياء لن أقول لك أن تقاطعيه لا هو ولا شذى لأني لم اسمع منك كلمه سوء بحقه يوماً .. ولكن احذري من التباسط معه في المعاملة أو المزاح .. وأنسي حياتك التي عشتها معه قبل أن أقابلك ..كلها أيام معدودة وتصبحين زوجتي رسمياً ..وأنا رجل تحرقه غيرته على أهل بيته فما بالك بزوجته ..حبيبته.. الملكة على عرش قلبه "
شعرت وجد برفرفة الفراشات داخل معدتها وكلمة حبيبته يرتد صداها داخل فضاء كيانها .. فألصقت باطن كفيها المتعرقين ببرودة الجدار وراءها تستجدي من صلابته القوة ضد خدر ساقيها .. فهزت رأسها موافقة دون أن تشيح بعينيها عنه .. تتناغم مع حرارة نظراته إليها حتى قطع حبل النظرات وانطلق مندفعاً ليعود للطابق السفلي مع أمه وأكرم محتمياً بهم من سلطتها عليه ..
فانسحبت وجد من غرفة خالتها لغرفتها تتناول هاتفها وعلي شفتيها ابتسامه غناء .. مازال يلفها دفء طيف الحبيب ورائحة عطرة الساكنة بغرفتها .. فنامت بارتياح فوق فراشها الوثير .. تدق بحروف رسالتها لشذى تدحض فيها كلمات أمها الزائفة وتؤكد عليها أنه لو كان بينهما أسوار العالم كله ستبقى هي ولا غيرها قطعة من روحها لا يضاهيها أحد في الغلاوة مهما طال الزمن .....
لتقفز الصغيرة من رقادها على اشعار رسالة وجد مضيئة الأمل بداخلها نوراً يزيل عتمة الحقد والأكاذيب السقيمة ..ثم تنتبه لخبطات الحصى فوق شباكها فتهرول لباب غرفتها توصده بالمفتاح .. رغم علمها أن أمها ودارين مشغولتان بالحديث في غرفة أمها ولكن لازدياد الحرص.. وجرت إلى شباكها تفتحه على مصراعيه .. تستقبل ريح صديقتها وأختها وأمها الروحية ببشاشة طفلة توجهها فطرتها القلبية والحسية لمن تصدقه أو تكذبه وهي كلها وبعضها لا تصدق إلا من اسقتها من الحنان ما اشبع حواسها كلها ..فنادتها بلهفة
"وجد .. ظننت أنك لن ترسلي لي بتلك الرسالة أبداً "
ابتسمت لها وجد وقالت :
"إلا أنت يا شذى .. أنت بكفة والعالم كله بكفة يا حبيبتي ..كيف تصدقين أنني قد اتخلى عنك ولا أريدك بحياتي ..اعذريني تأخرت عليك بالرد لانشغالي بمشكلة أخرى بمجرد أن انتهت منها أجبتك في الحال ..لا تصدقي أي كلمة تقال لك عني يا شذى ..وأسأليني أولاً ..ولو حدث وشعرت أنني اهملتك نبهيني ولا تخجلي هذا حقك ..فلا تتخلي بحقك فيّ مهما حدث ..ولا تخبري أمك أننا تصافينا ..دعيها تظن أننا افترقتا حتى لا تتسبب لنا في المزيد من المشاكل ..واطلبي دوماً رضاها .. إنها أمك في النهاية يا شذى ما يحدث بيني وبينها خاص بنا فقط لا دخل لك فيه ..اتفقنا "
أجابتها شذى بتفهم :
"أتفقنا "
ثم تغضنت ملامحها بالذعر حين تناهى إلى سمعها صوت أمها يقترب من باب غرفتها تناديها فأخبرتها وجد أن تغلق الشباك بسرعة وهي تلقي إليها بقبلة على الهواء وتقول :
"تصبحين على خير "
أغلقت الفتاتين الشباك بنفس الوقت واتجهت كل منهما لفراشها قريرة العينين بعد أن أجابت شذى أمها أنها بدأت تستغرق بالنوم والقت عليها تحية المساء وانتهت وجد من تغير ثيابها وتأدية فروض الصلاة التي فاتتها وقرأت وردها اليومي .. فغزا النعاس عينيها ولسانها محلة بحمد الله علة كل ما انقذها منه اليوم ..........

*****************************

وقف ضياء يؤدى صلاة الفجر وقد هجرها منذ وقت لا يذكر طوله ..وقف خاشعاً خجلاً من ذاته التي نفرت من طاعة رب العباد سنين كثر بمشوار حياته ..لا يذكر يوماً عاقبه أبوه على ترك الصلاة او حثته أمه على تأدية الفروض حين شبت قامته وأصبح مطالب بها ..حتى إنه لم يرى أبوه يوماً يؤدي الصلاة إلا إن اضطر لها مع حشد أو في جنازة ..الجميع لاه عن العبادات في منزله إلا الملاكين الذين اندسا بين عائلته وكأنهم وضعوا داخل جدران ذاك المنزل بالخطأ ونسيهم الزمن ...
وجد علمت شذى ما تعلمته هي نفسها من أبويها واستمرت عليه حتى يومنا هذا ..شربتها من عمق ورعها وحبها للعبادة ..تلك الطاهرة قلباً ونفساً قدمت إليه كالذبيحة ليرتكب معها الفحشاء كعطية له وعليه التهليل بامتلاكها وتقبيل الأيادي تشكراً لأمه على تلبية رغبته بها ..وكأنه يهادى بأعراض الصبايا..
رفع ضياء كفيه يكبر للصلاة فاراً من ألم الذكرى فسالت من عينيه دمعة حارة وهو يقرأ الفاتحة ..
"الحمد لله رب العالمين ..الرحمن الرحيم ..مالك يوم الدين ..اياك نعبد وأياك نستعين ..."
وتوقف ... صامتاً مختنقاً بالدموع حتى سلمت نفسه بضعفها فأخذ ينهنه كالطفل الصغير وهو يعيد نفس الآية مرات عدة "إياك نعبد وإياك نستعين " ثم يردد بسره ..يا ربي استعنت بك فأعني فلك الحمد يارب العالمين ...
"اهدنا الصراط المستقيم ..صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين .... آمين "
وانهالت شلالات الدمع تجرف معها عصيان القلب والروح عن الهداية والفؤاد ينادي رب السماء العالم المطلع ..مستجيب الدعاء .."يارب اهدني إلى صراطك المستقيم .. أنا عبد من عبادك تهت بين الخطايا والملذات وأناشدك الهداية والرضى "...
فتش داخل دفاتر ذاكرته عن بضعة آيات يحفظها ليكمل بها صلاته فلم تسفعه الذاكرة ولا بأية واحدة فاختار قصار السور التي يصمها كل إنسان بطريقة آلية وتبقى محفورة بلسانه وعقله مهما مر من سنين العمر ..
انحنى راكعاً خاضعاً مبتهلاً لله عز وجل فانغمس شاكياً مر ما كان سيجبر عليه ...داعياً أن يظل على ثباته وهداه ....وحامداً رئفة ربه به أن استطاع الانسلاخ عن سواد وفسق حياته الأولى ..
لبث وقتاً لا يعرف ما طوله أو مدته الزمنية ..إنما يعلم أنه أفرغ كل ما بداخله بين يدي بارئه فكانت الراحة والسكينة متسائلاً كيف حرم ذاته وغفل عن كل هذا التنعم والتلذذ بروحانيات الفجر المنير ..
لم يدري بنفسه إلا مع دقات خفيفة على باب غرفته التي استضافته فيها خالته فقام يرد على الطارق فاتحاً الباب ليجد خالته بأسدال الصلاة تلقي عليه تحية الصباح بابتسامة عطرة رحيمة تهادى لها قلبه بالحب الأمومي الخالص فأجابها :
"صباح الخير ياخالتي "
صمتت أحلام قليلاً تتأمل ملامح الإجهاد علي وجهه ثم قالت بلطف :
"لقد انتهيت من صلاة الفجر ووجدت نور غرفتك مضاء فقلت لنفسي أن آتي إليك أدعوك لتناول الفطور معنا إن كنت متيقظاً .."
سألها ضياء بإستغراب :
"هل تتناولون الفطور في هذا الوقت المبكر "
ضحكت أحلام وقالت توضح له الأمر :
"يجب أن نتناوله اليوم مبكراً لأننا سنخرج مع عمال المزرعة لقطف ثمار المانجو ..وفي هذا الوقت نعمل باكراً قبل أن تصدح الشمس في السماء ويتعبنا حر الظهيرة ..تعال لتناول الطعام معنا ثم اخلد للنوم مرة أخرى يبدو أنك لم تنم من الأساس "
تحرج ضياء من البلبلة التي تسبب فيها لها ليلة البارحة وأخبرها :
" اعذريني يا خالتي ولكني سأرحل الآن وأشكرك كثيراً على استضافتي هذه الليلة "
رفضت أحلام اعتذاره بشده وأخبرته بتصميم :
"هلا اغلقت فمك هذا وخرجت لتناول الفطور .. أنا اذكر أنك قلت البارحة أن شادية طردتك من المنزل فإلى أين ستذهب "
أجابها ضياء :
"سأذهب للمكوث لدى أحد أصدقائي أو احجز في أي فندق "
جادلته أحلام بعقلانية :
"ولماذا تفرض نفسك على أحد أصدقائك أو تبذر أموالك على الفنادق ..امكث معنا كما تشاء حتى تحل مشكلتك مع أمك ..ولا تظن أنني أمنن عليك بشيء .. اعتبره رداً للجميل فلولا وقفتك معنا لكنا جميعاَ في الشارع الآن .."
حاول ضياء الاعتراض مرة أخرى لكن أحلام بادرت قائلة :
"ولا تظن أنني لن استفيد من مكوثك معنا ..أنا لست كريمة لهذا الحد بل سأستغلك أسوء استغلال في العمل معنا اليوم بما أنه يوم الجمعة وليس لديك عمل لتذهب إليه ..هيا في خلال خمس دقائق أريد أن أراك في الخارج "
تركته أحلام وابتعدت دون أن تسمح له بقول مزيد من الاعتراضات .. إنه بحاجة ليلهي عقله عن التفكير في أي ما كان حدث له مع أمه وليس هناك أفضل من الجهد العضلي ليقضي على التفكير العقلي ..
وقفت أحلام وحبيبة بالمطبخ تنهيان إعداد الفطور الدسم ليكون خير زاد للجسم كي يتحمل عن صبر اشغال اليوم ..فسألتها حبيبة :"وكم تعتقدين أنه سيبقى معنا ياأمي أو ما سبب شجاره مع امه الحرباء هذه"
انبت احلام حبيبة بزمجرة وقالت :
"سيمكث كما يريد ياحبيبة وليس من شأنك أن تحققي معه عن أي مما حدث مع أمه هل تفهمين ..هذا شئ يخصه وحده ..إن أراد الأفصاح عنه فليكن وإن لم يشأ لن يجبره أحد على ذلك ..الأمر منتهي "
لوت حبيبة فمها غير متقبلة تنبيهات أمها فأكدت أحلام عليها :
"حبيبة هل كلامي مفهوم "
اندفعت حبيبة مجيبة :
"حسناً ياأمي وهل اعترضت !!"
ناولتها أحلام طبقين وأمرتها :
"هيا اذهبي ورصي الأطباق فوق الطاولة وحين تنتهين نادي جدتك "
فعلت حبيبة ما أمرتها به أمها وفي خلال دقائق كان أفراد العائلة ملتفين حول مائدة الطعام ..فرحت أمينة بمرأى ضياء المقبل عليها فتهللت أساريرها وهو ينحني عليها مقبلا ً جبينها وملثماً ظاهر كفها ..كانت احلام قد قصت عليها مجيئه في الليل بسبب مشادة بينه وبين أمه ولم تفصح لها عن انهياره حتى لا تقلقها أكثر وتركت لضياء حرية اخبارها بما يجيش بصدره إن أراد .. شدته أمينة ليجلس إلى جوارها مستأنسة بوجوده قربها في الوقت التي أتت فيه حبيبة بآخر الأطباق فزمت فمها بحنق وقالت :
"هذا مكاني الذي جلست فيه .."
نهرتها جدتها بغضب وردت عن ضياء :
"وأنا من أردته أن يجلس إلى جواري ...ضياء ضيفنا وما فعلته الآن ليس من آداب التصرف الجيد "
دافعت حبيبة عن نفسها بدهاء :
" وأنا لم اعتبره ضيفاً يا جدتي ..إنه فرد من العائلة ..لذا اطالب بأحقيتي في الكرسي الخاص بي "
حاول ضياء القيام من مكانه خجلاً لكن جدته تمسكت به وأجلسته مرة أخرى قائلة :
" لا تتحرك ياضياء من مكانك ..وأنت ياحبيبة اجلسي على كرسي آخر وتأدبي "
ضربت حبيبة قدميها بالأرض رافضة أن يأخذ ضياء مكانها ليس سوء سلوك منها أو معاندة ولكنها تشعر في قرارة نفسها أن ضياء بوجوده في المنزل سيخفي الضوء عنها وسيكون محل اهتمام الجميع يكفيها فقط النظر إلى يوسف ذو الابتسامة العريضة منذ اللحظة التي عرف فيها بوجود ضياء بالمنزل أو اصرار جدتها على التعدي على أحقيتها بمقعدها المفضل .. حتى وهي تسمع توبيخ أمها الآن أن تكف عن عنادها وطفوليتها وتحصل لها على مقعد آخر .. أيقنت أنها ستصبح مهملة طالما أن هذا الضياء متواجد بنفس المنزل .. لكنها ابتلعت غيرتها واختارت أقصى مقعد حول منضدة الطعام لتبتعد عنهم .. في محاولة منها أن تظهر استيائها منهم .. إلا أن أحد منهم لم يعجبه ما فعلت فتجاهلوها تماماً .. مرحبين بضياء ولم ينقطع سيل الأحاديث على لسان يوسف لضياء أو من الجدة في موضوعات مختلفة .. حتى سأل ضياء أحلام :
"متى سنذهب للعمل ؟"
عقدت حبيبة حاجبيها "هل سيذهب معهم لقطف الفاكهة أيضاً "
أجابته أحلام وهي تنظر لساعة يدها :
"ربع ساعة أخرى وننطلق جميعاً ..ولكن إن كنت ستأتي معنا..؟؟فعليك أن ترتدى ثياباً أخرى غير التي عليك الآن .. فملابسك لا تلائم طبيعة العمل الذي ستقوم به ..اعتقد أن ملابس زوجي رحمه الله يمكن أن تناسبك فقد كان يماثلك في الطول سآتي لك بشيء من ثيابه "
قامت أحلام لتجلب له الملابس فاختلس ضياء بضعة نظرات نحو حبيبة المتذمرة الملامح .. والتي كانت تتلاعب بالطعام في طبقها ولم تمس منه سوى القليل .. يعلم أنها غير راضية عن وجوده هنا ولكن ما يشغله حقاً هو لماذا؟!!.. لماذا تظهر له هذا الرفض المبطن بأفعالها وأقوالها كما حدث منذ دقائق وثورتها الطفولية حين جلس بمقعدها ...هل يكون صدر منه ما جرحها أو أغضبها دون أن يشعر ..؟؟؟ ..لا يعلم وعليه أن يحل هذا اللغز سريعاً قبل أن يغادر المزرعة ..فما عاد يريد كرهاً من أحد أو خلافات ونزاعات .. وخاصة معها هي فبالرغم من عبسها الغير مبرر إلا أن لها معزة بداخله لا يجد لها اسماً ولا قولاً سوى أنه يسعد بها .....
بعد قليل عادت أحلام بقميص وبنطال ناولتهم لضياء معتذرة :
"قد تكون الملابس قديمة بنظرك ولكنها ستتحمل شقاء تعب اليوم "
أخذ ضياء الملابس من يديها وقال شاكراً :
" شكراً خالتي ..سأجربهم ولو أني أشك أن البنطال لن يناسبني "
كزت حبيبة على أسنانها غيظاً فأمها لم تفرط مطلقاً في قطعة قماش تخص والدها منذ وفاته .. ولآن وبهذه السهولة تقرض ملابسه لضياء ليعمل فيها فقالت باندفاع :
" نعم بالطبع لن يناسبك ..أبي لم يكن ضخم الجثة مثلك "
صاحت بها أحلام مكتفية من تدخلها المشين :
"هلا صمت أنت ونظفت المائدة لنلحق بعملنا وأنت ياضياء اذهب يابني وجرب الملابس "
بعد ذهاب ضياء سحبت أحلام حبيبة من ذراعها نحو المطبخ وعنفتها قائلة :
"ما الذي حدث لك ..ها ؟..لماذا تتعاملين مع ضياء بهذا الأسلوب الفظ وكأنك تخبرينه بصريح العبارة أنه ضيف غير مرغوب فيه "
شدت حبيبة ذراعها من قبضة أمها وأخبرتها :
"وما الذي فعلته أنا.. منذ جاء والجميع يرحب به بحفاوة بالغة ..أليس هذا هو نفسه ابن أختك التي كنت تظنين أنه لن يجلب علينا سوى المتاعب وتخشين تواجده معنا "
أردفت أحلام بسرعة :
" لأني ايقنت صدقه ورأيت الخير فيه وأنت نفسك دافعت عنه حتى قبل أن أراه "
لم تجد حبيبة ما تقوله ولكنها حفظت ماء وجهها بقولها :
"ومع ذلك يجب أن نكون حريصين أكثر ولا ندع له الحبل على الغارب ..ربما كان كل ما يفعله مكيدة مدبرة من أختك "
ربما لو سمعت أحلام هذا الحديث من حبيبة قبل عدة أيام لأقرت صحته ولكن بعد أن رأت بعينها انهياره أمس وحديثه عن أمه ايقنت براءته من أي ظن كهذا :
" اطمئني لا اعتقد أن هناك أي من ذلك ..ضياء لم يتشرب سم أمه "
كادت حبيبة أن تواصل جدالها ولكن نداء ضياء على خالته أوقف حديثها ..فتركتها أحلام وخرجت بعد أن نبهت عليها ألا تزعج ضياء مرة أخرى بحديثها البارد ..
وجدته أحلام قد غير قميصه فقط بقميص زوجها وتركه مفتوح الأزرار لعدم تمكنه من غلقه وارتدى تحته فانلة من القطن الأبيض محتفظاً ببنطاله الأصلي .. قدم إليها بقية الملابس موضحاً :
"البنطال للأسف لم يناسبني "
أخذت أحلام منه البنطال تضمه لصدرها يعلم الله وحده كم يعز عليها أن تفرط بأي شيء من رائحة زوجها ولكنها عليها أن تمضي قدماً لعلها بتلك الخطوة تستطيع أن تندمج مع رحيله فلا ملابسه ستعيده إليها حياً ولا حزنها عليه سينتهي ...
اندمج ضياء سريعاً مع عمال المزرعة القلائل وأحب جو المرح السائد بينهم ..فهناك من يقطف الثمار ملقياً النكات وغيره يحمل الاقفاص الممتلئة ليرصصها في مكانها وتلك السيدة العجوز جوار جدته تغني بأغاني الفلاحين القديمة ..علمته خالته ما عليه فعله وباشر يوسف معه العمل لا يتركه كظله ، لسخرية القدر يعتبره الشاب الصغير مثل أعلى .. بينما يجد هو نفسه هيكل فارغ لا نفع منه ولا ضرورة له.. بمرور الوقت تلاشت كل أفكاره السلبية وقد وجد نفسه في حالة من السباق مع حبيبة .. تحاول قدر استطاعتها أن تتفوق عليه بقطف الثمار وتعبئة الأقفاص .. ظنها في البداية حالة من النشاط تلم بها لخبرتها بأمور العمل .. لكنه بالنهاية استطاع أن يفهم أن سرعة العمل بينهم تحول إلى منافسة حامية بينهم ..الأمر الذي لامس هوى فيه واخرجه من حالة اللاشعور التي يغوص فيها ..
ابتسم لها بسخرية في إحدى المرات وهو يمر بها وقال يناورها :
"مهما كان لديك من خبرة فأنت نسيت أنه هناك فارق كبير بين قوة التحمل و القوة العضلية للرجل والمرأة فلا تتباهي بنفسك كثيراً وانضجي لأنك خاسرة لا محالة "
تصلبت نظراتها عليه وقالت تواجهه بغيظ :
"سنرى يا ضياء ..ولتتحضر لخسارتك منذ الآن"
مر الوقت ما بين جذب وشد بين كليهما .. فوعى العمال حقيقة ما يحدث بينهما .. فأنقسم الجميع بين مشجع لحبيبة بنت المزرعة ومناصر لبني جنسه من الرجال .. وخاصة يوسف الذي توقف عن العمل ووقف يقلد معلقي كرة القدم يحاكي بصورة مضحكة مجريات ما يحدث بين كلا الطرفين حتى أصبحت الشمس حارقة فأوقفت أحلام العمل ليرتاحوا ويتناولوا الغداء ثم يعاودوا العمل بعد العصر فتوقف ضياء وحبيبة عن العمل يناظران بعضهما بتحدي وأنفاس لاهثة متعرقين من شدة الجري ..فانطلق يوسف نحو ضياء يرفع ذراعه عالياً وهو يصيح بفرح :
"لدينا فائز استطاع عن جدارة جمع أكبر قدر من ثمار الفاكهة بفارق عشرة صناديق عن الخصم ..لذا يستحق أن يأخذ لقب افضل عامل بالمزرعة اليوم دون منازع "
رفع ضياء قبعته يحي المهللين باسمه ثم انحنى أمام حبيبة بابتسامة مرحة يستفزها بنظرة مغزاها : "أخبرتك "
دبت حبيبة قدميها بالأرض حنقاً وقد احتقن وجهها من جراء الشمس الحارقة وغضبها المكتوم .. ثم جرت من أمامه نحو المنزل ثائرة وقد خارت قواها مع شعورها المخزي بهزيمتها أمامه لتسقط فوق فراشها باكية ...
رق قلب ضياء لها وهو يراها تفر من أمامه هاربة وعقد عزمة على ضرورة أن يحدثها وجه لوجه قبل أن ينقضي اليوم ..

*************************************
استكانت ياسمه على طرف سريرها تضم كفيها في حجرها بسكون مطلق .. هادئة المظهر وغليان دمها يكاد يصهرها صهراً .. طمئنها من قبل ..نعم ..وحكي لها كل ما اخبره به والد سيلين عن كذب ادعائها كونه والد طفلها ..لكن التقرير النهائي هو التأكيد الخالص على انتهاء تلك الغمة .. ضوضاء العقل تشعل فتيل الضجيج في النفس فتتوالى الظنون والشكوك تعكر صفاء الذات التائبة عن الحزن ...
فركت كفيها ببعضهما تصرخ بسرها دون صوت :
" صمتاً يا نفسي صمتاً.. واصبري لمرأى الحبيب..
قد يأتينا بالخير بشرى.. ويثمر صبرنا فرحاً مديد.."
ثم تتمتم بصوت هادئ واثق :
"سيأتي بالفرح ..بإذن الله سيأتي "
وهدرت خفقاتها تعلن قدوم حميد .. فقلبها يرى بعين الحب ما لم يراه العقل بنظرته الواقعية ..تعلقت بالباب منتظرة أن يفتح بين لحظة وأخرى لكن ثقتها بدأت تتلاشي والدقائق تنقضي وحميد لم يظهر بعد ..خفضت عينيها للأرض بخيبة أمل ..يبدو أن لهفتها للقياه شتت إحساسها به ... لكن صوت الباب الذي بدأ يفتح وتهليل كريم لرؤية أبيه أكدت أن إحساس المحب بحبيبه لا تخطئ أبداً...
جرى كريم لحميد ليتعلق برقبته فرحاً لقدومه وتعلقت عيون العاشقين ببعضهما ..تسأله الراحة غير قادرة على أن تبرح مكانها فخفض كريم أرضاً يلهيه بقطعة حلوى كبيرة ثم تقدم إليها راكعاً أمام ركبتيها يحتوي كفيها الباردتين في حضن يديه الدافئتين دون أن بشيح للحظة بنظره عنها وهو يزف البشرى بابتسامة رائقة :
"ليس ابني .."
أغمضت ياسمه عينيها ارتياحا وصدرها يعلو ويهبط بسرعة محررة أنفاسها ، فشد كفها لثغره يلثم باطنه بعمق ثم يبسطه فوق جانب وجهه مستئنساً بحرارة بشرتها .. رفعت ياسمه كفها الأيمن تحيط جانب وجهه الآخر مريحة جبينها على جبهته ليغوص هو في بحر العسل بعينيها.. وتنصهر هي في دفء مقلتيه ..فتهمس بتنهد :
"الآن فقط أشعر بأنفاس الحياة تغزو صدري .. الأن أصبحت حية من جديد "
سرحت أصابع حميد تتغلغل بنعومة شعرها وهو يرتشف من زفير أنفاسها الحارة فوق ثغره ويجيبها معتذراً :
" سامحيني ياسمتي ..جئت بك إلى هنا قاصداً الخير فلم تري سوى الحزن والغم "
رفعت ياسمه سبابتها فوق شفاهه تسكته :
" كل ما فات فات وانتهى ..المهم أن هذه الغمة انزاحت عن كاهلنا أخيراً ولم تفرقنا مرة أخرى .."
قبل إصبعها برقة وتراجع عنها قليلاً مؤكداً :
" لا فراق بيننا ثانية إلا فراق القبور وأدعو الله أن يجعل يومي قبل يومك لأني لن احتمل يوم يمر بحياتي دونك "
دنت منه ياسمه تسكته بقبلة شغوفة افضت فيها بكل ما كتمته الأيام السابقة من ترقب وشوق إليه ثم همست فوق ثغره بمحبه:
" اطال الله بعمرك .. يا فرحة عمري "
اشتعلت عيناه بالشوق إلى ودادها لكنه احجم عقله عن التهور قانعاً أنها تستحق أن يتوله بها كما يجب ..فأخبرها عاقداً العزم :
"ليكن اليوم لنا وحدنا ..أنا وأنت وفقط "
"وكريم " أجابته متسائلة فرد عليها موضحاً :
" اليوم آخر يوم لنا هنا .. وجدي كريم طوال مدة إقامتنا لم يستطيعا أن يتواصلوا معه كما يجب ..سنتركه اليوم في عهدتهم "
سألته ياسمه بقلق :
"ألا تخاف أن يرفضوا إعادته إليك "
طمئنها حميد :
" إنهم يعلمون أنه من الأفضل للجميع أن يكون بعهدتي ..تلك كانت وصية أمه وبيننا اتفاق ينص أنني المسؤول عنه ..فلا تخافي سيكون معهم بأمان ..هيا سآخذ كريم إليهم الآن .. وحين أعود أريدك أن تكوني على أهبة الاستعداد سنقضي اليوم بأكمله في الخارج "

************************************

تسمرت لمياء أمام المرأة وهي ترتدى ثوب السباحة الجديد الذي أصرت علي شرائه امس دون علم حمزة .. الثوب عباره عن مايوه قطعة واحدة برتقالي اللون ومعلق خلف رقبتها بشريط معقود وفوقه وشاح طويل وعريض ينتهي بحمالة للكتف في طرفيه ترتديهم بصورة معكوسة ليتشكل الوشاح في النهاية الي فستان رقيق يصل حتي قدميها مخفياً ما تحته.... صحيح أنها قررت ان تمشي بخطوات واسعة فوق خطوط صبر حمزة وتلاعبه بدهاء الأنثي وأسلحتها ..ولكنها حين ألقت نظرة علي هيئتها تملكها الرعب متسائلة كيف كانت ستأتيها الجرأة لتظهر أمامه هكذا لو كان موجداً فمهما كانت الجرأة التي تملكتها فخجلها الفطرى يمنعها من إظهار نفسها أمامه بهذا الشكل ..
لحسن حظها فإن المتهرب الكبير أصبح يترك لها الشالية طيلة الوقت منذ مشاداتهم الماضية ،ففكرت انها ستكون فرصة جيدة لها لتستمتع بحمام الجاكوزى الخاص بمسكنهم ..منذ جاءت وكانت تحلم ان يعلمها حمزة السباحة في البحر وقضاء اوقاتاً خاصة بهم علي رمال الشاطئ ..لكنه هدر احلامها كلها وتركها بمفردها تحترق برفضه لها وبسؤالها المتواصل نفسها "أليست ترتقي للأخريات جمالاً "
حين تتفحص جسدها لا تجد فيه ما يشين مقوماتها كأنثي ..فمنحنياتها متناسقة وليست سمينة جدا ..لا تنكر انها ربما تكون في نظر البعض ممتلئة قليلاً في مناطق معينه بجسدها ولكنها لا تظنها قد تعيبها ..أم انه يفضل النساء شديدات النحافة ضعيفات البنية!!..
ألقت لمياء نظرة اخيره علي نفسها وقررت ان من حقها التمتع باليومين الباقين لهم علي الجزيرة كما تشاء وترتدي كل ما ظنت انها ستبهر به حمزة وتسلب بفتنتها عقله كما كانت تداعبها الحاجة خديجة فهمست لصورتها المغرية :
"حسنا ..حسنا ياسيد حمزة ..أهرب أنت وأنا سأستمتع بالجاكوزى وحدى "
بعد قليل خلعت لمياء عنها ثوب الشاطئ الخارجي لتبقي بالمايوه فقط تسترخي داخل المياه الدافئة التي تدغدغ جسمها بطريقة مريحة للغاية ..
أغمضت لمياء عينيها براحة تحاول جهدها أن تطرد أي فكرة تطرأ عليها اتجاه حمزة ..لا تريد أن تفكر بشئ الأن ..يكفيها حريق الظنون برأسها منذ تلك الليلة والوحدة التي تغتاب كافة أحلامها ..
لكنها تشتاق اليه كثيراً الي حد البكاء فبالرغم من قربه منها الا انه بعيد بعد السماء عنها ..ليته يعلم كم تحبه وأن كل ما يهمها حاضرهم ومستقبلهم فقط .. هذا الوسيم ذو الوجه المليح والعينان الساحرة يكاد يقتلع جذور صبرها عليه ببرده وتباعده ..ظنته قد يلين لكن لا.. ولا اي شئ تغير فيه... لذا اخذت القرار للمرة التي لا تعلم عددها الا تفكر فيه وتتركه علي عناده ..
ثم لم تمضي سوي لحظات ..لحظات بسيطة وعادت بدون إرادة منها تفكر فيه ..تفكر بمظهره الصباحي وهو يطل عليها بلباس متدرج ما بين الأزرق بقميصه والأبيض بسروال خفيف ..خطف أنفاسها بحلاوته وهو يلقي عليها تحية الصباح... فعادت ونبهت حالها ان الحلاوة لا يوصف بها الرجال ليعارضها قلبها مؤكداً حلاه .. وكيف لا وهي تري بأم عينها مراقبة النساء ونظراتهم المتفحصة له حين يذهبون لأي تجمع او أي مكان ..
لاحت ابتسامة ساخرة علي وجه لمياء وهي تفكر :"لا تحزنوا عزيزاتي النساء فإن كان ليس في متناول ايديكم فأنا أوازيكم حسرة في بعده عني"
" اتضحكين أم تسخرين من نفسك" فاجأها حمزة سائلاً ففتحت عيناها علي اتساعها دهشة لوجوده الذي لم تشعر به متسائلة كيف اصبح يجاورها في حوض الجاكوزى دون ان تحس به ..
وفجأة غسلها شعور بالخجل طفق علي كل شبر فيها..لقد رأها ..رأها!!! ..أحرجتها حقيقة انها شبه عارية أمامه لدرجة ان اعترتها كل المشاعر جملة واحده فتلون وجهها احمراراً وشهقت خزياً منه ثم غاصت للأسفل بسرعة حتي وصلت المياه لذقنها .. ومع تسلط نظراته عليها إنعقد لسانها ثم صرخت :
"أنت كيف تسللت الي هنا دون أن اشعر بك وبلا استئذان ..وكيف تسمح لنفسك أن تفاجئني هكذا ...أنت .."
ثم كانت الغلطة الكبرى ان تلاقت عيناها بعيناه..عيناه .. والف أهة مما تفعله بها تلك العيون تقيدها اليه بقيود من حديد ولا يحمل مفتاح قيدها سواه .. فصمتت ثم قاومت الصمت فجاء صوتها متلجلجاً لا تفقه شيئاً مما تقوله :
"أنت ..أنا ..لا أريد...اقصد لا يحق لك ..أعني ..أنا "
وحين عجز لسانها عن التعبير صمتت تناديه بعيون متوسلة :
"كن رحيماً ياأسري فأنا بسجن هواك محطمة الفؤاد ورغم حزني لا اتوق الي التحرر منك او الفرار "
زمت فمها رافضة ان تغرق في سحره فمشاعرها في تناقض ما بين اللحظة والأخرى تخاف ان تضعف به وفيه فكانت صيحتها احتجاج صارخ:
"كف عن النظر اليّ بهذا الشكل "
وكيف يفعلها ؟!! ..لقد ممر لعينيه أمر بعد أمر بعد أمر ان تخفض عنها ولكن عقله تمرد عليه رافضاً ان يطيعه..
انه يتلاعب بالنار منذ اللحظة التي دخل فيها لهذا الحوض رغم علمه ان النار ستحرقه من الداخل للخارج بسببها خاصة وهي بهذا الشكل المهلك ..صحيح ان جسدها الأن يغوص بأكمله تحت الماء ولكن تلك اللحظة التي التقطها بجزئها العلوى وهي تستند برضي فاردة ذراعيه علي حافتي الحوض أحالت نبضات قلبه الي زئير هادر يطالب بأحقيته في أنثاه...
"وكيف أنظر اليك "
استطرد سائلاً بعناد عالم أنها ستفقد اعصابها بين اللحظة والأخري وقد كان .. انسال غضبها بوجهه كنغمات الموسيقي الصاخبة استمتع بها اكثر من تجاهلها التام له في الفترة الماضية ..
" تنظر اليّ كما ينظر العاشق لمعشوقته .. تشعلني كإشتعال الهشيم في النار ومن ثم تسكب فوق رأسي دلوا من ماء بارد حين تتحدث بكلماتك المقتضبة وتتركني راحلاً "
أعترف قائلاً غير عابئ بصراخها :
"أنت جميلة بشكل يأسر النظر يالومي "
وهوي قلبها مستسلماً لغزله في لحظة تسأله :
"حقاً .. أنا جميلة ..ظننت انني لست من النوع الذي يروق لك"
اجاب سؤالها بسؤال أخر :
" وما هو النوع الذي ظننت اني افضله "
ردت لمياء بصراحة:
"تلك النوعية المنمقة من نساء أغلفة المجلات الفائقات الجمال "
ضحك حمزة بتسلية وأفهمها بعقلانية :
"ومتي كان القلب يهوى كل جميل تراه العين.. العين تري وتري وسلطان العشق يعميه عن كل فتن الحياة وجه الحبيب ..العاشق يري في انعكاس كل قبيح جمال الحب .. فما بالك ان كانت المحبوبة جميلة الخلقة والخلق"
ذبحته لمياء بنظرتها غير المصدقة وهي تهز رأسها مثل البلهاء قائلة :
"أنت تخبرني كلمات ترشح بمعاني وأعترافات أخاف ان اصدقها منك ياحمزة وكأن حديثك ينبع من جزء فيك لا يعي حقيقة تصرفات ونأيك عني فأخبرني ما حكايتك معي اليوم ؟ "
أجابها بتنهيده ساخرة حتي من نفسه:
"إنها حكاية صغيرة مكورة الجوانب.. ندور فيها أنا وأنت فلا نذكر من أين كانت البداية أو متي ستكون النهاية ..حتي يعتب منا أحد فيسلم الراية "
سألته بإندفاع :
"ولماذا نجعلها تدور بنا دون هدي .. إن كانت حكايتنا فلما نجعلها تتحكم فينا وبمصيرنا معاً ..لماذا تصر ان احد منا سيستسلم في النهاية.. لا اريد أن أسلم رايتي اليك بإنهزام ياحمزة .. انا اسلمها لك من الأن طواعية لأكون تحت ظلك مسماة بأسمك ..ملكك "
أنها تعرض عليه نفسها بمنتهي الشفافيه وهو استدار عنها بغباء تاركاً الحوض ليقف علي الأرضية الامعة بالماء المتساقط من بنطاله المبتل قائلا :
"الأمر ليس بهذه السهولة لمياء ..انت تتحدثين الأن بحالمية وإندفاع ، مع معرفتك لحقائق الأمور ستكرهيني وتكرهى ذاتك لأنك سلمت لي رايتك راغبة "
استغلت لمياء استدارة حمزة عنها وخرجت هي الأخرى من حوض الجاكوزى تداري جسدها بالوشاح الخارجي الذي التصق بجسدها المبتل وقالت تجيبه بتأنيب حاد :
"أنت من يرى الأمور بهذه النظرة التشاؤمية وليس انا..علي الأقل اوضح لي الحقائق وبعدها اعطني الفرصة لأرفض او أقبل ..لكن لا تحكم علي ّ من تلقاء نفسك "
التفت اليها متيقناً انها سترت نفسها عنه وأجابها بإعتراف :
"ربما أرفض ان أخبرك يالمياء لأحافظ علي وجودك في حياتي أطول فترة ممكنة .. ربما أرفض لأني خائف من خسارتك "
أنطلقت لمياء مقتربة منه تؤكد عليه :
"لن تخسرني ياحمزة بصراحتك معي ..بالعكس انا سأحترمك أكثر وسأتفهم كافة ظروفك وأفعالك في الماضي .. إن ماضي أي أنسان جزء لا يتجزأ منه لا يمكنك دفنه او التهرب منه لأنه السبب في بلورة جميع جوانب شخصيتك ..لا يحق لأحد تقيم المرء من ماضيه الا حين يكون عنده علم بكافة ظروفه ودوافعه "
اقتربت منه أكثر تلاحق نظراته المتهربة منها هنا وهناك حتي وقفت أمامه تماماً فاشاح بوجهه للجانب الأخر ..رفعت كفها اليمني لوجهه تديره اليها بتصميم وهي تخبره بصدق:
"أنا أكثر إنسانة في العالم ستجدها متسعة الصدر لأي حديث سترويه اليها ..سأصغي اليك بقلبي الذي سيصيغ من اجلك مئات الأعذار وأتفهمك بعقلي الذي يراك مهما أخطأت بالماضي مازلت ذو معدن نظيف ومحاسنك تظهر علي الملأ .. فقط خذ هذه الخطوة وتحدث اليّ ولن تندم "
ظهر التردد جلياً علي حمزة فخافت ان يعود لإنطوائه عنها لكنه فجاءها بحديثه :
"أنا متعب كثيراً يالمياء ..اجهدني صراعي بين الخير والشر بداخلي ..أنت لا تعلمين قسوة ما أعانيه حتي أمنع نفسي عنك ..فقط امنحيني مزيداً من الوقت حتي استطيع ان امتلك من القوة ما يجعلني اتحدث اليك وأعدك حينها ان أسرد عليك الماضي كله وأترك لك الخيار "
أكدت عليه لمياء دون تفكير :
"وأنا سأصبر ياحمزة حتي تأتيني بنفسك راغبا بالحديث .. لأني بمنتهي البساطة .. أحبك "
قالتها غير نادمة علي البوح بها ..ربما تقوي عزيمته بها او تهدم علي رأسها بها المعبد ..لا يهم ..المهم انها إرتاحت لقولها أخيرا ولا تريد شيئاً في المقابل للتفوه بها ..لذلك حين أراد ان يرد عليها القول وضعت اناملها فوق شفاهه تمنعه من التعقيب قائلة :
"أنا اخبرتك بها لأن قلبي ما عاد يستطيع كتمانها أكثر من ذلك ياحمزة ولا أريد منك رداً عليها أو مقابل لها ..فقط تقبلها مني وحاول أن تشعر بها لربما وجدت بداخلك صدى لها "
ودون مزيد من الكلمات دارت علي عقبيها وتركته واقفاً كما هو ينظر في إثرها بجمود ليس رفضاً لتصريحها ولكن لأن صدي اعترافها بداخله إرتجت له أعماق روحه وتبعثرت خفقاته فوق مسار قدميها المبتعدة عنه فجري ورائها محتضناً إياها من الخلف ..يحيطها بذراعيه بشدة وهو يضمها الي صدره فرفعت ذراعيه بقدر ما تستطيع لأعلي تتمسك بذراعيه الملتفين حولها تؤكد عليه انها لا تريد الأفلات منه أبداً ..لفحتها سخونة أنفاسه فوق رقبتها فمالت اليه أكثر تبتغي قربه ..تنشد الأطمئنان بدفئه المشع من حرارة جسمه ..فشدد من ضمها أكثر حتي شعرت بأضلعها تكاد تئن ألماً نسيته مع وقع شفاهه علي طول رقبتها ..قبلات خفيفة مرفرفة مثل ملمس الحرير فوق بشرتها انتهت الي جوار أذنها حين همس بإنكسار أذاب خلجاتها :
"سامحيني يالمياء أني لا أستطيع ردها لك الأن ..أعلم كم أنت كريمة النفس معي تفيضين عليّ من مشاعرك ما ينطق الصنم الأخرس ..تحمليني قليلاً بعد وأصبرى معي حتي أجد في نفسي الشجاعة لأخبرك "
كان صدق كلماته الحزينة ينساب مرقرقاً في اوردتها كالماء العذب .. واثقة ان وراء تعدد زيجاته أمر جلل ..فعذابه وخوفه من إخبارها بالحقيقة يبين انه لم يسعد بماضيه وإنما يخزيه التحدث فيه أمامها ..أجابته بتصميم وقد حررت ذراعها اليمني ورفعتها لجانب وجهه القريب من أذنها تضغط وجنته برقة وحنان ليلتصق بها أكثر :
" أنا معك للنهاية ياحبيبي .. فقط لا تبعدني عنك ياحمزة .. "
أدارها حمزة لتواجهه بلطف وقال موضحاً :
" لا تعتقدى انه جفائي عنك سهل يالمياء ..أنا أكاد أجن في البعد عنك "
تنفست لمياء بعمق وابتسمت بارتياح لقد قطعا شوطاً طويلا معاً ..وستصبر عليه ولن تتعجله طالما سيكون لإنتظارها نهاية .. ثم رفعت سبابتها تنغز صدره برقة مؤنبة :
"لن اسمح لك بعد ذلك ان تهجرني طوال اليوم وتتركني وحدي .. أريد ان استمتع بوقتي معك هنا لم يبقي لنا سوى يومين أخرين ونعود لحياتنا "
أجابها بطاعة :
"أمرك ياجميلة الجميلات .. أين تريدين الذهاب ؟ "
ردت لمياء بدلال :
"أنا جائعة جداً ..هيا إعزمني علي الطعام وأريده ان يكون طعاماً بحرياً .. فمؤكلاتهم البحرية هنا لذيذة للغاية سأفتقدها كثيراً حين نعود "
وعدها حمزة مؤكداً :
" اذن ليكن ما تريدين ..هيا جهزى حالك ولنذهب "
إنطلقت لمياء بسعادة لغرفتها تجهز حالها راضية أن تصل مع حمزة لنقطة التقاء ربما تصفو لها حياتهم ويعيشا معاً دون أسرار ....

**************************************

انقضي اليوم سريعاً مع حميد وياسمة بين التجوال في المحلات لشراء الهدايا للجميع ونزهتهم الأخيرة ..كانت فرصة رائعة ولا تعوض لغسل عقولهم وعوطفهم من عناء الأيام الماضية .. لم تفارقها ابتسامتها طوال اليوم ولم يدع لها حميد فرصة الا ودللها سارقاً قبله خاطفة من وجنتيها دون انتباه منها غير عابئ بتخضب خديها خجلاً ..حتي كاد يغمي عليها حرجاً وهو يصرخ معترفاً بحبها في ساحة مليئة بالبشر راكعاً علي قدميه بحركة تمثيلية صفق له الجميع استحساناً ...
أخيراً حين عادا للفندق كانت ياسمة قد استنزفت تماماً لكنها في نفس الوقت كانت فرحة راضية حد الأمتلاء لم تتخيل للحظة ان كل ما مرت به طيلة اليوم ليس سوى بداية لرحلة عشقية ليلية ..بمجرد ان دخلت لغرفتهم وجدت ان الغرفة أصبحت مزينة بالكثير من الورود الحمراء والإضاءة الخافتة ..مظهر أعادها لليلة زفافهم فوضعت يدها فوق صدرها الخافق من جمال الغرفة وجوها الرومانسي الرقيق وهي تهمس بإسمه :
"حميد ..ما هذا الجمال "
شدها حميد اليه وسألها :
"أعجبتك ؟!!"
أجابته بإعجاب صريح :
"أعجبتني فقط ..انها رائعة الجمال ..متي فعلت كل هذا "
أردف حميد مجيباً :
"كنت علي اتصال بإدارة الفندق لترتيب الأمر"
ثم تركها واقترب من احدي الحقائب يقدمها اليها قائلاً :
"أرتديه من أجلي الليلة ياسمينتي "
اخذت ياسمة الحقيبة منه سائلة :
"ما هذا ..ومتي اشتريته ..انت لم تتركني لحظة "
غمز لها حميد شارحاً :
"إنه فستان لطيف لفت نظرى في العرض فطلبت من البائعة ان تلفه لي وتختار المقاس الذي يناسبك دون علمك "
حاولت ياسمة اخراجه ولكنه رفض قائلاً :
"خذيه الي الحمام وأرتديه وأنا سأنتظرك هنا "
هزت ياسمة رأسها موافقة واحتضنت الحقيبة مسرعة الي الحمام فهي في حاجة الي حمام سريع وتجهيز حالها لزوجها ....
أجري حميد اتصال سريع بصوفيا جدة كريم ليطمئن علي حال ابنه فأنبأته جدته ان الامور علي ما يرام وأنه الأن يتناول عشاء خفيف مع جده ..
انهي حميد اتصاله وغير ملابسة لملابس اخري مريحة وجلس علي كرسيه منتظراً خروج ياسمة .. ياسمينته العطرة التي طلت عليه بعد وقت ليس بطويل كأميرة من الخيال ..وقد إرتدت الفستان وفردت خصلات شعرها السوداء علي طول ظهرها العاري ..وكأن الإغراء تجسد أمامه علي هيئة امرأة بذلك القماش الأحمر الملتف حول جسدها بإنسياب تام ..
مد يده اليها طالباً قربها فتهادت أمامه بساقيها المكشوفتين من فتحات الفستان الطويلة علي كلا الجانبين ..فغازلتها عيناه بكل خطوة تخطوها اليه متنعماً بجمالها وأنثوتها الطاغية في كل جزء مكشوف او مستور فيها حتي لامست اناملها راحة يده الممدودة اليه فأخذها الي حضنه متنشقاً عبير الياسمين فوق جيدها متنهداً براحة لقربها الأثير منه ..
سألته ياسمة بلهفة :
"هل أعجبك الفستان بعد أن أرتديه .."
أدارها حميد بين يديه حول نفسها عدة مرات فتطايرت اطراف الفستان حولها كوهج النيران فأشتعلت عيناه إثارة وأخبرها :
"الأن أعجبني الفسان لأنه إزداد فتنة منذ أن ارتديته "
ضحكت ياسمة بإبتهاج وتعلقت برقبته معترفة :
"حميد انا أحبك كثيراً ..كثيراً ..كثيراً ..كثيراً "
أرفقت كل كلمة بقبله علي وجنتيه حتي قهقه حميد ضاحكاً وهو يحملها بين ذراعيه يدور بها في الغرفة وبعد أن هدأ قليلا أنزلها أرضاً وهو يسألها :
"هل أطلب منك شيئاً وتلبيه لي "
أجابته بلا تفكير :
"بالطبع اطلب أي شئ وسأنفذه لك ياحميد "
تشجع حميد وقال :
"طائرتنا غدا بعد الظهر ..ما رأيك ان تكملي بقية التحاليل التي لم تقومي بها المرة السابقة قبل سفرنا "
تراجعت ياسمة عنه متصلبة لكن حميد لم يمهلها وقتاً للتراجع والعبوس قائلاً :
"افعليها من أجلي لا من أجلك ..انت لا تعلمين كم أحمل نفسي وزر ما حدث لك من ذلك الحقير الذي تزوجته قبلي ..أرجوك ياسمة ..اعلم ان الأمر عسير عليك ولكن دعينا فقط نعلم حجم المشكلة التي تعانين منها وإن كان لها حل أم أن الأمر انتهي .."
سألته ياسمة مباشرة :
"وهل تأمل شيئاً من وراء تلك التحاليل "
أجابها حميد علي الفور :
" اقسم لك انا راض بأي شئ ولا أمل شيئاً ..دعيني أقوم بواجبي نحوك تكفيراً عن ذنبي القديم بحقك ..فلو لم اتركك وأرحل ما كان حدث لك أي شئ من هذا .. "
إعترفت ياسمة بهدوء :
"أنا خائفة .. لقد هيأت نفسي طوال الوقت ان لا أمل لي في امر الأنجاب هذا ..اخاف ان تمني نفسك بأمل واه وفي النهاية لا يحدث ما أردته "
مد حميد كفيه معانقاً كفيها ورفعهما الي صدره قاسماً :
"أقسم لك ..أنني فقط أريد الأطمئنان عليك وأنني لا أمل بشئ من هذا ..ولا يهمني أمر الأنجاب ..أنت وكريم أغلي ما عندى في هذا العالم ولست طامعاً بشئ من الدنيا سوى براحة بالنا وسعادتنا ..فهل تبخلين علي حبيبك الأن براحة البال .. دعيني أبذل ما في وسعك لك حتي يرتاح ضميري وعقلي "
تنهدت ياسمة بإستسلام ووافقت قائلة :
"حسنا ياحميد سأفعلها من أجلك هذه المرة ولكن لا تطلبها مني مرة أخرى ..هذا مؤلم ..مؤلم جدا أقصي مما تتصور لأني فعلتها من قبل ولم ألقي سوي خيبة الأمل "
وعدها حميد قائلا :
"أعدك أن تكون أخر مرة أسألك فيها ياسمة ولن أكررها ثانية حبيبتي "
صمت حميد قليلاً يدغدغ خديها بأنامله بحنان بالغ وسألها ثانية :
"هل أطلب أمراً اخرى ..ام أنك مللت من طلباتي "
نظرت اليه ياسمة بإستفهام هذه المرة تخشي ان تعطيه موافقتها فيفاجئها بأمر أخر فضحك حميد قائلا :
"هل بدأت تخشين من طلباتي ؟"
أجابته بحب :
"أطلب ما تشاء ياحميد "
"أرقصي لي " سألها بعيون لامعة فإستغربت قائلة "أرقص!!!"
أجابها مؤكداً :
"نعم ..ولا تتهربي لأني اعرف انك تجيدين الرقص "
"وكيف عرفت ؟؟!" سألته بإستغراب
فأجابها بثقة :
"أذكر جيداً انك كنت تمازحيني يوماً قائلة أنك سؤلت يوما وأنت صغيرة عما تريدين ان تكون حين تكبرين فأجبت أريد ان أكون راقصة ..فأكيد ستكون مواهبك قد تقدمت كثيراً بعد أن أصبحت بهذا العمر.. " ختم حديثه بغمزة مشجعة فضحكت ياسمة من مظهره وقالت :
"لقد كان هذا منذ وقت طويل جدا ياحميد وانا لم افعلها منذ سنوات ..أظن أنني نسيب كل مهاراتي "
ادار حميد مقطوعة موسيقية شهيرة صدحت نغماتها بالغرفة وأخبرها مازحاً :
"إذن لننفض الغبار عن مواهبك المدفونة ياحبيبتي .."
فرد ذراعيه في الهواء وأشار اليها مشجعاً فبدأت ياسمة بالتمايل بخجل في البداية وتحت نظرات استحسانه وبريق عيونه بالرغبة بدأت تثق بحركاتها الراقصة حتي اندمجت تماما مع نغمات الأغنية الصاخبة وبدأت ترددها أثناء تمايلها المثير بغنج انثوى اطاح بإتزان حميد وتعقله لتجد جسدها مرفوعاً بالهواء بين ذراعي حميد في لحظة ليضعها فوق بتلات الورود الحمراء يقبلها بشغف رجل اثقل الحب قلبه فباتت كل حركه وهمسه من حبيبته تذيب فؤاده جوعاً الي التشبع بها والانصهار فيها فكان اللقاء إرتواء من ينبوع عشق لا ينضب مهما مرت عليه السنين وتخللته الصدمات ....

*************************************
دخلت دارين الي غرفتها تلقي بجسدها المتعب فوق فراشها المريح فمنذ الصباح وهي تدور علي محلات الملابس والأحذية لأختيار فستان مناسب لأستقبال أحمد حين يأتي لطلب يدها من أبيها رسمياً ..فأبيها أمامه يومين أخرين ويعود من سفرته ..اخيرا كل أمورها أصبحت تسير علي هواها وكما تمنت ..أحمد أصبح مقرباً اليها خلال الايام الماضية لا يطيق فراقها ويتعجلها لإتمام خطبتهم ..وعامر قد تولي أبيها أمره وأخبرها ان تحدث اليه وتمم معه أمر اجتيازها اختبارات مادته مقابل مبلغ مالي ..
ابتسمت دارين لنفسها مهنئة حالها علي نجاح كافة خططها حتي دق هاتفها معلنا عن إتصال وارد من عامر فكشرت وجهها غير راغبة في التحدث اليه لكنها في النهاية ضغطت علي حالها للرد عليه ومعرفة سبب اتصالها
"دكتور عامر ..كيف حالك "
اجابها عامر ساخراً :
"انا بأفضل حال وكيف لا وقد مناني ابيك بمبلغ كبير مقابل عدم رسوبك بمادتي ..لم اكن اعلم ان اباك بهذا الغني والكرم "
اكدت عليه دارين بتفاخر :
"ابي يفعل أي شئ من أجلي .. ولا يبخل بماله من أجل مصلحتي "
سألها عامر بلؤم :
"وأنت ما الذي ستفعليه من أجل أباك ومن أجل عدم رسوبك بعد ان اعرض تسجيل مكالمته علي مجلس الجامعة وأقرب قسم للشرطة واكشف انه يبتزني من أجل ان تنجح ابنته في مادتي بل وهددني ان لم افعلها ان يلحق بي الأذي في حياتي الشخصية "
هبت دارين من مكانها مصدومة :
"ماذا ؟!!"
رد عامر عليها أمراً :
"غدا تأتين لشقتي في الساعة السابعة مساءً وعندها سأفهمك ما تريدين فهمه ياحلوة ..مع السلامة "



************انتهي الفصل ******




أووركيدا غير متواجد حالياً  
التوقيع
وتمر الحياة بحلوها ومرها ...ونحيا كما قدر لنا أن نحيا ..فإرضي بما قسم لك يابن أدم ..لن يأخذ نصيبك غيرك ..وقد يكون ما حرمنا منه شره أكثر مما فيه من خير لنا ..فالحمد لله علي كل شيء
رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 08:57 PM   #705

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

والله ونهايتك قربت يادراين كما تدين تدان
اخيرا ياسمة تاكدت ان الطفل مش ابن حميد عندى احساس ان ياسمة ممكن تكون حامل
وجد ونديم يلرب يتجوزوا بسرعة قبل مالحقيرة شادية تعمل فيهم حاجة
حمزة خايف يقول للمياء الحقيقة لتسيبه وهى عارفة مخاوفه بس ياترى امتى هيقولها تعبتنا معاك يا حمزة


عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 09:47 PM   #706

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
Rewitysmile1

وها قد اوشكت نهاية دارين وشادية
شاية الافعى مازالت تبخ ثمومها عن قريب ستبتلع مل السم وتموت به
وجد وناديم
مشهد ابداع
ناديم رجل بمعنى الكلمة يخاف على لحمة وعرصة وناديم اعتبرها من اللحظة الاولى انها عرضة
حمزاوى خليك بارد
والله لمياء عملت البدع
وحمزة ولا يهمنى
الى اللخ حمزة اذهب الى الاخ حميدو المتواج الان بفندق بالمانيا وسيعلمك ماذا تفعل

ابدعتى ايمان


MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 09:53 PM   #707

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل اقل ما يقال عنه .. رائع
ابدعتي باظهار جميع الابطال .. واكيد كان هذا شاقا عليك
تسلم ايدك وممنونين على بذلك كل هذا الجهد من أجل اسعادنا
جملتين ما اقدر اصبر عليهم لحد ما اكتب الريفيو 😂😂😂
اول شئ لحمزة ... ماتجمد يلا وتقوي قلبك وتتكلم 😒😒 حتنأطنا بسكاتك واللهِ

والتانية لدارين .. بداية السقوط للهوية واخيرااااااا عامر جر رجلك .. خلصي نفسك ياشاطرة.


تسلم ايدك أووركيدا 😘


Maryam Tamim غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 09:58 PM   #708

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monaeed مشاهدة المشاركة
وها قد اوشكت نهاية دارين وشادية
شاية الافعى مازالت تبخ ثمومها عن قريب ستبتلع مل السم وتموت به
وجد وناديم
مشهد ابداع
ناديم رجل بمعنى الكلمة يخاف على لحمة وعرصة وناديم اعتبرها من اللحظة الاولى انها عرضة
حمزاوى خليك بارد
والله لمياء عملت البدع
وحمزة ولا يهمنى
الى اللخ حمزة اذهب الى الاخ حميدو المتواج الان بفندق بالمانيا وسيعلمك ماذا تفعل

ابدعتى ايمان



ربنا يسعدك ضحكني تعليقك 😂😂😂😂
فعلا حمزة لازم ياخذ دروس من الاستاذ حميد
عل وعسى يتلحلح شوية😂😂😂😂


Maryam Tamim غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 10:14 PM   #709

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي

الله الله يا ست الكل وبدات تحلو ..
الفصل عبقري جدااا ..
اولا سلامتك ياقلبي من الافلونزا ربي يشافيك ..
ثانيا ..شكرا لكل كلمة ولكل مساندة الي انت كنز حقيقي
ثالثا نعود للفصل ..


كان فصل ذكي جدا حوى جميع الثنائيات بتطورات ممتازة ..
كل اثنين وجدا الارض الصلبة لينطلقا مجددا عليها بسبب المصارحة والتفاهم والاهتمام

وجد ونديم
ياسمة وحميد
لمياء وحمزة ..
هالثنائيات كان الفصل عندهم فيصل في تجاوز الماضي والقفز نحو الامام بثقة كبيرة ..

متأكدة ومطمئنة انهم حيرجعوا اقوى بعد كل ازمة ..

حبيبة وضياء هالاثنين ضحكوني . فديتهم .. جمالهم يكمن بعفوية حبيبة وبانطلاقها ..

بصرررااااحة الفصل اليوم مرضي بشكل كبببير جدااا .
كله حب وتشويق ..

مشهد وجد ونديم والحضن فيه كان مبهر بانقسامه ما بين لتوحد وبين لا يجوز .عبقري مثالي ..

مشهد ياسمة وحميد ..اندماااج الارواح يا ماشاء الله حميد ( شغال ليل نهار😉😉😉😉😂😂😂)

ومشهد لمياء وحمزة والثقة الي بتعطيها له كانت راااائعة ..


ولتكون النهاية اروع بكثير ..تم ختمتها بمهارة ..

بفخ مميت لدارين ..


عاشششت ايدددك يا غرررااامي


Malak assl غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملاك عسل
رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 10:46 PM   #710

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة esoo as مشاهدة المشاركة
حبيبي يا ضياء ما خيبت أملي فيك و كنت قد الثقة و قد النظرة الجيدة الي لمحتها فيك 😍

.
ضياء إنسان جيد لكن شادية الشمطاء غلفت جوهره الجميل بسوادها...
ولطخت روحه بوحل قذارتها..
سقته من كأس الفسوق و العربدة..
لكن الإنسان بداخله أبى إلا أن يخرج في نهاية المطاف ..
نافضاً عن ضياء الغبار الذي يغطي عينيه كاشفاً حقيقة أمه البشعة الطاغية..
شبهه لعمه أكمل لم يكن عن عبث ..
فبداخله أيضاً كان يوجد شبه لعمه أكمل ليس شكلاً فقط ..
إنما قلباً و قالباً ...

يشعر بالخزي من أمٍ أنجبته و إنه لمن أقسى المشاعر على الإنسان أن تتحول قدوته العليا في الحياة إلى إنسان يمقته ويشعره بالخزي و العار ...
لأن الإنسان قادر على أن يختار حبيبه وصديقه لكنه لا يستطيع أن يختار أمه ..
و ليس بوسع ضياء أن يغير امه التي تشعره بالعار والخجل من نفسه لأنه ولدها..
.
لذلك توجه لأول مكان شعر فيه بدفئ العائلة ..
ساقته قدماه لإنسانة أحس معها بأنها أمه أكثر من أمه الحقيقية..
لمكان أحس فيه أن شخص محبوب وإنسان مرغوب ..
لا كتلة عضلات فارغة ..


.
.

مشهد انفجاره امام خالته وهو يشكي أنين قلبه الذي طعنته أمه بسكين الشر و هو يغالب دموعه بإباء رجولي يليق به
ومشهد لسعة الدموع لعينيه و هو يحمل وجد
كان مؤثر و صميمي وحقيقي جداً لدرجة أني أحسست بأشعة الدموع وحرقتخا بعيني و غصته و هو يتكلم في حلقي أنا
أبكاني معه
ابكيتيني معه ولأجله من فرط الكلمات المحاكة بإحساس عالي

بطل الفصل كان بلى منازع ضياء😍
☆☆☆☆☆

نديم يهفو قلبه قلقاً على برعمه الصغير الذي نما في ظل قلبه ..

يحس بقلبه العاشق أن وجد ليست بخير



.

.
بينما الحاجة سومة تحاول جهدها و على قدر صحتها أن تحمي وجد و اولادها..
لأن شادية حتى وإن لم تطال شرورها وجد و قد أنقذها الله تعالى من بين براثنها..
سيطول شرها وأذاها لنديم ما إن يعلم بفعلتها..

فقط أكرم بحسه المرهف أدرك أن والدته تخفي عنهم حكاية خطيرة ..
.
.
أما وجد فقد كانت بحالة أنفجار بعد سنوات و سنوات من ضغط شادية وأفعالها وهي تكتم بداخلها وتبتلع الظلم و القهر فأصبحت كالقنبلة الموقوتة
لتأتي الأحداث الأخيرة كالقشة التي قصمت ظهر البعير ..
و انفجرت من غيظها و قهرها و رعبها الذي عاشته على يدي تلك الساحرة..

أتمنى أن تكون تمثيلية من الحاجة سومة لردع وجد عن التهور و العراك مع شادية
لا أن تكون فعلاً قد أثرت عليها الأحداث و تأذت بسببها...
.
.


.
السررررد ماشاء لله تبارك الله كل فصل بقول أنا أحلى من الي قبل😍😍
تسلم يمينك و جهدك بالكتابة لأجلنا
لا يهم فصل طويل او قصير صحتك أولاً بعدها لو في مجال نتدلل عليكي شويتين ههههههههه😂



عليكي الف عافية يارب سلامتك من كل شر يا حبيبتي يكفي التزامك وعدم تخلفك عن التنزيل لحاله أكبر هدية لينا

+ كلامك بحقي يخجلني و يكبر راسي بالراحة عليا يا جميل


تحياتي و حبي و قبلاتي لكِ من هنا لمصر😘😘😘🥰🥰❤
حبيبتي إيسووووووووووووووو الرائعة 😘😘😘😘😘😘😘
تسلميلي علي الريفيو المميز بجميل كلمات وعمق احساسك بالشخصيات ..اعشق جملك وتعبيراتك وفلسفتك مع الشخصيات ....😍😍😍😍😍😍😍😍


أووركيدا غير متواجد حالياً  
التوقيع
وتمر الحياة بحلوها ومرها ...ونحيا كما قدر لنا أن نحيا ..فإرضي بما قسم لك يابن أدم ..لن يأخذ نصيبك غيرك ..وقد يكون ما حرمنا منه شره أكثر مما فيه من خير لنا ..فالحمد لله علي كل شيء
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:24 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.