14-01-20, 07:08 PM
| #831 | |||||
| قلم مشارك بقلوب أحلام 
|  اقتباس:
| |||||
|  |
|
22-01-20, 08:35 PM
| #836 | ||||||||||
| الفصل السابع والعشرون ******************** استيقظت دارين علي صدى نبضات قوية من الألم في مختلف أنحاء جسدها، فتأوهت بشدة حتي طفرت الدموع من عينيها، وهي تحاول أن ترفع نفسها لتعتدل جالسة لكنها فشلت في تحريك أي من عضلاتها المتيبسة، فخارت قواها وارتمت فوق الفراش بتعب، تحاول تذكر كيف وصلت لتلك الحالة .. ليأتيها صوت عامر من خلفها قائلاً بنبرات متعالية متهكمة : "صباح الخير .. ياعروسي الجميلة " التفتت إليه دارين بجزع تسأله بنبرات متألمة: "ماذا فعلت بي .. جسدي بأكمله يتألم " "لم أفعل شيئاً لم توافقي عليه عزيزتي ..فكل ما حدث كان برضاك التام شفهياً وخطياً " أجابها عامر ببرود وتهكم. فتملك الغضب من دارين ونهضت من رقادها متحاملة على ألمها العارم لتمسك بتلابيبه وهي تثور عليه بجنون : " أيها الكاذب السادي .. لقد فعلت كل هذا نكاية بي لأنك لم تتحمل أني أريد إنهاء علاقتنا ..لكني سأجعلك تدفع الثمن ..أنا دارين كامل يحدث لي هذا ؟!.. كيف جرؤت وشوهت جسدي المثالي بكل تلك الرضوض والكدمات ..أيها الحقير سأبلغ عنك الشرطة " نفض كفيها عنه وأخبرها بسخرية : " رائع ..وما الذي ستخبرين به الشرطة ..كانت بيننا أنا وزوجي ليلة جامحة استيقظت على أثرها بآلام متفرقة في جسدي ..؟ والأن أريد معاقبته لأن جسدي الجميل الفتان ليس من حق أحد أن يعبث به " صرخت فيه دارين بغل : " أنت لست زوجي ..سأخبرهم أنك اغتصبتني بعد أن وضعت لي مخدر في الشراب ..وأنك أستاذي الجامعي واستغللت نفوذك لتهددني بالرسوب في مادتك، إن لم أرضخ لك وأقيم معك علاقة، وحين رفضت انتقمت مني وسأطالب بإجراء تحاليل للدم لإثبات وجود مادة مخدرة فيه " كشر عامر عن أنيابه فشدها من خصلات شعرها المتهدل بفوضى فوق كتفيها بمقت وهمس إليها بعنف : " والمفروض أن أخاف الآن أو أطلب العفو والسماح ، ألا تفقهين شيئاً مما أقوله أيتها الغبية الثرثارة .. سأعيدها عليك مرة أخرى فاستمعي لي جيداً أنت زوجتي بموجب ورقة زواج عرفي " | ||||||||||
|
| |
|
22-01-20, 08:36 PM
| #837 | ||||||||||
| حاولت دارين التملص منه فآلمتها فروة رأسها بشده لتزيد من دفقات الألم بجسدها فكان صوتها متوجعا لأقصى حد والرغبة في العويل تحرق عينيها وأنفها : " كاذب ..كاذب ..أنا لم أوقع على أية ورقة زواج بيننا ..سأتهمك بالتزوير " جرها عامر من شعرها وهي تأن صارخة، محاولة أن تفك قيد قبضته عن خصلاتها التي تكاد تنزع من مكانها، حتى وصل بها إلى احدى الأدراج وأخرج ورقتان مطويتان ليبسطهما أمام عينيها وهو يقول : " انظري جيداً لهذين التوقيعين في طرف كل ورقة .. هذه ورقة زواجنا العرفي بتاريخ يعود إلى ثلاثة أشهر سابقة ، بمعنى أن علاقتنا بدأت قبل بداية العام الدراسي .. أما هذه الورقة فهي اتفاق معقود بيننا أنك موافقة على كل أشكال علاقتنا الحميمة وأن كل ما يحدث هو بمحض إرادتك ولم تجبري علي أي شيء " كادت مقلتي دارين أن تقتلع من محجريهما وهي تقرأ نصوص العقدين وتتحقق من توقيعها عليهم ، فشعرت لأول مرة في حياتها بضآلة ذكائها وقلة حيلتها أمام هذا السادي المتعجرف فأخذت تردد دون ثبات : " لا أصدق ..هذا تزوير مؤكد .. أنا لم أوقع تلك الأوراق ..لا لم أفعلها " رفع عامر رأسها لتواجهه قائلاً بشماتة : " بل فعلتها أمس ..وأنت تحت تأثير المخدر ولعلمك تلك المادة التي وضعتها لك في الشراب لا تترك أي اثر في الدم، ولا يمكن اكتشافها بأي من التحاليل ..أيتها المعتوهة أنت تتحدثين مع طبيب مختص بتلك الأمور فكيف سأترك أثراً ورائي " نظرت إليه دارين بكره شديد لا تصدق أنها وقعت في فخه بكل تلك السهولة، وصدقت ادعاءاته بالأمس أنه سيتركها بحالها فأخذت تنوح على ما آل إليه حالها : " أنا دارين يحدث لي كل هذا ..أنا !!" تركها عامر ملقياً اياها على الأرض بغشم وهو يسبها بكلماته : " ومن انت بالأصل ..وبأي هوية تتنفسين ..أنت مجرد كائن ، شيطاني العقل ، عاهرة المزاج ، تظنين أنك حالة فريدة وجائزة كبرى لأي رجل سال لعابه عليك ،ثم في النهاية حين يزال القناع عن حقيقتك لا يرى المرء منك سوى بشاعتك، وعفونة أفكارك، وعشقك الأبدي لذاتك الضحلة والمنقوعة داخل شرور نفسك أيتها الغانية " كزت دارين على أسنانها من بشاعة ألفاظه وصاحت فيه : "وإن كنت تراني بكل تلك القذارة فلماذا فعلت بي كل هذا " أخبرها عامر بخشونة ومقت : " لأني أراها فيكي .. وكأنها قد عادت من جديد للحياة أمام عيناي ..تعشقين أذية من حولك دون ندم أو ذرة تأنيب للضمير في حين أنك لا تتحملين أن يمسك أحد بسوء وكأنك تتميزين عن الجميع .. أنا عرفتك من قبل أن اكون أستاذك وقبلت بالعمل داخل الجامعة من أجل هدف واحد ألا وهو الوصول إليك " | ||||||||||
|
| |
|
22-01-20, 08:37 PM
| #838 | ||||||||||
| ضيقت دارين عينيها استغراباً وهو تقول : "ماذا ..؟!" ركع عامر علي إحدى ركبتيه أمامها وهو يفسر لها بعيون تبرق بالظفر لنجاح مخططاته : " أنا خال أسعد والمسؤول عن حالته العصبية .. أتذكرين من يكون ؟..ذلك الولد الذي أضعت حياته ومستقبله بعنجهيتك وغرورك ..علقته بك لتتركيه بلا أي مقدمات سوى لأنك مللت من علاقتكما كأي حدث في حياتك تسأمين منه بسرعة ..طيلة وجوده بالعناية لم يكن ينطق سوى باسمك وكأنك ترياق لألمه الذي لا ينتهي ..كان يبكيك كالطفل الصغير المشتاق لأمه وأنت اختفيت من الوجود دون أثر ..كنت أتابع حالته يوم بيوم، وصراع عائلتي في البحث عنك حتى وجدوك تقضين أجازتك الصيفية على إحدى الشواطئ باستمتاع فوق أنقاض هذا الصبي ولا تعطين لأي مما فعلتيه اهتماماً وحتى أنك رفضت رؤيته بكل عنجهية .. إنسانة أنانية لا يهمك في الحياة سوى نفسك وذاتك مثلها تماماً ، وكل يوم كان يكبر بداخلي الميول إلى إيجادك ووضعك تحت قدمي وخنقك بيداي حتى أزهق روحك، وأنا أرى أسعد أمامي كالجثة الهامدة فوق فراشة يرفض الحياة ولا يستجيب لأي من العلاجات النفسية أو الدوائية استمعت دارين لحديثه لا تصدق أنها وقعت بمصيدة عامر بكل تلك السهولة ..الانتقام كان نيته المبيتة منذ البداية، ولأي سبب لأنها تذكره بامرأة من الواضح أنها أذاقته من ويلاتها ..ما ذنبها هي إن كان الجميع لا يرتقي لمستوى أن تتخذهم في حياتها سوى لهواً ومتعة وقتيه حتى أسعد ذاك .. حاولت أن ترفع رأسها إليه تواجهه لكن كل نبضة في صدرها كان يصاحبها خفقة ألم في جسدها .. هي تمقت الألم فهي امرأة لم تخلق لتتألم أو أن ينول الأذى منها مكاناً حتى لو من كان رجلاً ذو خلفية حياتية معقدة مثله يحاول إخراج عقده النفسية عليها، لذا اخبرته برعونة غير قادرة على التحكم بأفكارها اللامنطقية ولا ترى سوى أنها عطية له أساء التصرف فيها : " أنا لست كأحد .. أنا دارين التي يسعى الجميع للتقرب منها ونيل رضاها .. لا يشبهني أحد ولا زوجة أبيك تلك ..وأسعد هذا كان ضعيفاً مدللاً متعلق بي كالحشرة حتى اختنقت منه ومللت من رتابته وخنوعه لي .. ليس ذنبي أنه لم يجذبني إليه أو يستطع أن يكون بالمواصفات التي أريدها .. من هو ليكون حبيب دارين ، أنا الأجمل والجميع أقل مني مكانة وجمالاً ..لا يحق لأحد أن يتجاهلني أو يقلل من مقداري ..والكل عليه احترامي والتودد اليّ وطاعتي لا أذيتي أيها المريض " قوس عامر حاجبيه لا يصدق كم الغرور الذي تتباهى به تلك القابعة تحت رحمته والتي تحفز فيه كل خلية لسحقها أكثر والسيطرة عليها ليلغي تعاليها ويكسر أنفها المتكبر هذا .. أجابها مندهشاً : "أنت انسانة مريضة نفسياً ..نرجسية الطباع ابتزازية وصولية تستغلين مزايا الآخرين من أجل تحقيق أهدافك الذاتية ومصالحك الشخصية . كما حدث مع هذا الذي بعت نفسك لي من أجل إتمام زواجك به وفي النهاية تركك كالآفة التي ينفضها المرء عن نفسه قبل أن تمتص دمه .. نفذ بجلده منك لأني قدمت إليه نسخاً من محادثاتك الحميمة معي ودلائل على خيانتك له" انتحبت دارين وهي تسأله بصوت مغلول : " أنت كنت السبب في تركه لي .. أيها الوضيع كيف تفعل بي ذلك " جابهها عامر بقدر كبير من البغض والنفور مجيباً : " لأنقذه منك ومن قبحك .. أنت امرأة لديك توقعات غير معقولة بالمرة بالامتثال والرضوخ لكل أوامرك ..كيف تخيلت أن أتركك له بهذه السهولة وألا أجعلك تدفعين ثمن أخطائك كاملاً ، وأنا أعلم جيداً أن وجودي في حياتك ليس سوى لتلبية طموحاتك .. أنت حرباء يا دارين تتخذين أشكالاً عديدة وتتلونين بما يتناسب مع مصالحك لإخضاع الآخرين لرغباتك ..وأنا لم أكره في حياتي سوى مثيلاتك من النساء ..قد أكون ساديا مسيطراّ ،لكنى لم أكسر قلب إنسان لم يؤذيني ، و قد أكون ملئ بالخطايا والعيوب ولكني لا أتكبر على من مد يده لي بالإحسان أو أجرح من عاملني بحب " لوت دارين ملامح وجهها بشناءة وكره وهي تقول : " ومادمت ملاكاً هكذا فلماذا مارست ساديتك فوق جسدي بالأمس ..وشوهت جماله ومثاليته بكل تلك الكدمات وآثار الجلدات " " أتعلمين كل هذا الألم الذي بك الآن لا يساوي نقطه في بحر أنات قلب ركلته بقدمك لتزيحيه جانباً من طريقك لترتكني لآخر .. أنا لست ملاكاً ولن أكون يوماً .. أنا عامر بكل سيئاته وعقده ورغم كل ما فعلتيه وتظلي تفعلينه وغرورك بشخصك الذي لا نهاية له ، لم أطاوع شيطاني واتعمد ضربك وأنت بكامل وعيك ، فلتعلمي أني رحمتك بإعطائي المخدر لك .. لسعات الألم التي تفور بجسدك الآن ستصمت عما قريب بحبة مسكن وتختفي آثارها مع الأيام كأن لم يكن لها وجود ،ولكن أي حبة مسكن ستشفي آلام شاب كأسعد وكم عدد الأيام التي سينسى بمرورها عليه ذكرى ما حدث له بسببك .." "صاحت دارين بوجهه : " أنا أكرهك كما لم أكره أحداً في حياتي وأكره أسعد هذا الذي كان سبباً في معرفتك بي ..وألعن هذا اليوم الذي وقعت فيه عيناي عليك ..وأعدك أنك ستندم على كل ما فعلته معي " قبض عامر علي فكها بعنف وهو يردد : " ألم تتعلمي بعد أن تهذبي لسانك الأبله هذا ولا تلقي تهديدات فارغة لست على قدرها.. أنت هنا تحت يداي ولست أبداً بموضع قوة .. إنك العنصر الضعيف الذي عليه أن يبتلع حقارته ويبدي حتى لو بعض من الندم على ما اقترفته في حق اناس أبرياء كل ذنبهم أنهم ضعاف النفس أمام فتنتك المزيفة " كشرت دارين غاضبة وهي تخبره : "وأنت كنت ممن افتتنوا يا حضرة الطبيب ..فلا تتباهى بنفسك كثيراً ..وإلا ما كنت ابتزيتني من أجل معاشرتك " | ||||||||||
|
| |
|
22-01-20, 08:38 PM
| #839 | ||||||||||
| هز عامر رأسه نافياً صحة ادعائها وهو يقول : " بل التعبير الأصح كنت مشمئزاً .. أنت إنسانة جامدة بلا روح أو أحساس وكأنك صنم ..باردة الدم ، الأمر معك كان آلياً للغاية وأنا أحب دفء المرأة في الفراش لكني في النهاية اخضعتك وكنت تأتيني بإرادتك دون أي ضغط مني ، وموضوع الابتزاز هذا اعتقد أنك أذكى من أن تصدقيه ..لقد أتيت إليّ في منزلي وأنت تعلمين جيداً أني سأستغل الأمر لصالحي ،كان من الممكن أن تخبري والدك عن تهديدي لك وتتركين له حرية إبعادي عن طريقك ، لكنك حضرت ولم تعارضيني لوقت طويل قبل أن تقبلي بكافة شروطي بل واندمجت معها بسرعة شديدة .." لقد وضعها عامر عند حدها فلم تجد كلمات تؤذيه أو تعيب فيه سوى أن تخبره : " فلتشكر حظك أنني وافقت أن اجعل كريه مثلك يكون أول من يلمسني أنا دارين ، فلو كنت أعلم أن النهاية ستكون هكذا فما كنت خطيت عتبة بابك أيها السادي وأشك بأن أية امرأة كانت لتوافق أن تكون معك بشذوذك هذا " اعتدل عامر أمامها قائلا بجدية : "لعلمك أنا لما أفرض السادية على أي من نسائي ولم أطبق عليهن فنونها وعلاقتي معهم طبيعية جداً ، إلا من ارتضت منهن وكان لديها ميل لتجربة الأمر .. وما يتم بيننا يكون بإرادتها وبمجرد أن تجد نفسها غير قادرة على المواصلة فنطقها لكلمة الأمان المتفق عليها يوقفني على الفور " حاولت دارين الوقوف على قدميها لكن صلابتهم خانتها فوقفت بساقين مرتجفان تسأله بجهل : "وما الذي تنوى فعله بي الآن .. أنا لن أسمح لك بحبسي هنا " "حتى الآن لا شيء بعقلي .. أنت الآن زوجتي وتحت إمرتي وحين أطلبك أجدك في التو واللحظة وحتى يجد جديد بعقلي سأخبرك ..ارتدي ملابسك وارحلي من بيتي ما عدت أرغبك الآن " ثم أكمل في سره " أعدك أن أجعلك لا تصلحين لأي رجل يا ملكة القلوب كما تتبجحين ، وسأجعل الجميع يرى مدى قذارتك وحتى يأتيني القبول وأجد في نفسي شفاعة وقتها سأطلق سراحك " نظرت إليه دارين شذراً وهي يستدير عنها للخارج ،لا تصدق كم ظلمها هذا الرجل وكيف انقلبت الأدوار عليها .. وبمجرد أن خرج واغلق الباب خلفه، التفتت دارين على الفور لترى انعكاس صورتها في المرآة لكي تتبين مدى الضرر الذي نال جسدها، مرعوبة أن يكون هناك ندوب لا يمكن إصلاحها وأفسدت روعة بشرتها الصافية فرفعت قميصها للأعلى تستوضح آثار الضرب فوق بشرتها من الأمام ومن الخلف فلم تجد الكثير من الكدمات ولكن ألم ضلوعها شديد فتمتمت تخفف عن حالها : " يالك من مسكينه دارين .. لا تستحقين أبداً تلك المعاملة القاسية أو أن يستحق جسدك الآسر أن ينول هذه الوحشية ..سأجعل هذه الرضوض تزول سريعاً ويعود جذاباً من جديد ..لا تهتمي لحديث رجل منحور العقل تسيطر عليه عقده فأنت إنسانة صادقة لم تؤذي أحد ، هم من أذوا أنفسهم بأيديهم .. ألا يعلمون أن الألم خطيئة كبري في حقك فذاتك الفريدة لا يجب أن تتألم أو يجرح قلبك ، أنت الضحية ، ولكنك ستبقين على الدوام أيقونة الأغراء والفتنة ..فقط تخلصي منه والفظيه من حياتك ونظفي البقعة السوداء التي سيخلفها ورائه بعملية بسيطة وتعودين كما كنت براقة وتأسرين القلوب ..ستتعبين قليلاً معه ولكن اعذريه فكل ما يفعله لأنه يهيم بك حباً ويخشى فراقك ..سايريه حتى تحصلين على تلك الأوراق وتمزقيها .. هيا الآن ماطليه ودلليه أو مثلي عليه الحب فأنت قديرة في ذلك، حتى تتخلصي من هذه الورطة " استدارت دارين عن المرآة تتناول ملابسها لترتديها بأسرع ما تستطيع متناسية ألمها لدقائق ، دون أن تنسى إصلاح زينتها وانسيابية خصلاتها خلف ظهرها فمهما حدث لابد أن تبقي بكامل بهائها .. ثم خرجت ببطء تجر قدميها بثقل فوجدته يتوسط مقعده المفضل ممسكاً بكوب يتصاعد البخار منه فأشار إليها بأصبعه أن تتقدم منه ثم وضع قدماً فوق الأخرى بتعالي أمامها وأخبرها : " اذهبي الى منزلك ..ومن حاولت أن تستغلي ذكائك المحدود لتتخلصي مني فاعلمي أنني سأفضحك في كل مكان ..وإياك أن تتحركي حركه واحدة دون علمي أو أذن لك بها وإلا فهذه المرة ستعرفين ما معنى العقاب والوجع الحقيقي يا ملكة القلوب " ابتلعت دارين توعدها له بأنها ستنتقم منه بمجرد أن تجد نفسها بأمان في منزلها، حتى تستطيع أن تغادر هذه الشقة فوراً وتجد مسكنا لألمها وتحركت سريعاً نحو باب الشقة لتلوذ بجلدها من هذا الذئب المفترس .... ************************************** | ||||||||||
|
| |
|
22-01-20, 08:39 PM
| #840 | ||||||||||
| وصلت دارين منزلها بعد ان مرت على أول صيدلية قابلتها في طريقها وابتاعت أقوى حبة مسكن لتهدئ ألم جسدها قبل أن تفكر ما الاكذوبة التي ستدعيها أمام عائلتها لقضائها الليل بطوله خارج المنزل ..فالنحس يلازمها كظلها منذ الحظة التي دخل بها عامر الكلب حياتها ..ما الذي ستخبرهم به الآن ، سيقتلها أباها إن لم تجد حجه قوية ليصدقوها .. فتحت باب شقتهم لتجد أمها تطوى الصالة ذهاباً وإياباً، في حين يجلس والدها يضم رأسه بين كفيه. وبمجرد أن شعروا بوقوفها أمامهم رمقتها أمها بنظرات قاتلة، لكنها لم تجد متسعاً من الوقت تلقي فيه كذبتها حتي كان أبوها يقبض على خصلات شعرها بعنف جعل صراخها يجلجل في الشقة وهو يلطمها بقوة صارخاً فيها : " أين كنت يا عديمة التربية .. انطقي أين قضيت ليلتك خارج المنزل ..؟ سأقتلك إن لم تخبريني الحقيقة ، ولا تحاولي الادعاء بأنك كنت تبيتين الليل عند إحدى صديقاتك لأننا اتصلنا بهم جميعاً ولا أحد فيهم يعرف مكانك " تشبثت دارين بقبضته فوق شعرها تحاول أن تخفف من قوة شده لفروة شعرها المتألمة وهي تستجريه : " أتوسل إليك يا أبي .. أنت تؤلمني أكثر مما بي من أذى ..انتظر حتى أخبرك بما حدث " صاح فيها كامل بلا صبر : "انطقي أين كنت .." حاولت شادية تهدئة كامل قائلة : " تريث يا كامل حتى نسمع منها .. ولا تكن متسرعاً " أردف كامل بعصبية : " أي تسرع هذا ياهانم ونحن نضرب أخماساً بأسداس طيلة الليل ولا نعرف شيئاً عن ابنتك وهاتفها مغلق " اندفعت دارين قائلة : " لقد حدثت لي حادثة يا أبي ..أقسم لك وبقيت طيلة الليل في المشفى ولم استرجع الوعي سوى في الصباح وبمجرد أن استطعت النهوض جئت إليكم مباشرة " شحب وجه كامل وترك شعرها بسرعة وهو يقول : " حادثة ..ولماذا لم تحدثينا ؟.. أتعلمين لو اتضح لي أنك كاذبة سأقتلك دارين " ارتعش كف دارين وهي تقسم أمام أبيها متقنة لدورها التمثيلي : " أقسم لك يا أبي أني أخبرك الحقيقة وآثار ارتطامي بالسيارة ستجدونه على جسدي ..لقد كنت فاقدة للوعي طيلة الليل لهذا لم أستطع أن أحدثكم ولم يعرف أحد في المشفى من أكون " ثم انهارت أرضاً متظاهرة بفقدان الوعي، واضعة كلمة النهاية لثورة أبيها عليها، وهي تسمع ندائه القلق عليها وحمله لها حتى غرفة نومها .. كانت دارين على وعي كامل بعبارات أبيها القلقة عليها وخوفه الظاهر في كلماته ومحاولته الحثيثة لإفاقتها حتى فتحت عينيها بتثاقل متمتمه: " ما الذي حدث لي وكيف جئت إلى هنا " زغرت لها شادية بعينيها ثم ربتت فوق كتف كامل وطلبت منه أن يخرج لكي ترتاح دارين وتتمكن أن تغير ملابسها فتحرك كامل مردداً : "سأطلب الطبيب ليفصحها ويخبرنا ما مدى تأثير تلك الحادثة عليها " رفضت شادية قائلة بحرص وهدوء : "لا داع للطبيب يا كامل اعتقد أن دارين تحتاج الى الراحة فقط الآن ..اخرج أنت لعملك وأنا سأهتم بها .. المهم أن تبحث عن الملف المفقود وإلا ستخسر الصفقة وطمئني حين تجده " وافقها كامل بهزة مترددة من رأسه وسألها : "هل أنت متأكدة أنها بخير ولا تحتاج لطبيب " تحركت شادية تحثه على الخروج وهي تؤكد : " متأكدة جداً ..لا تقلق أنت .. وإن احتاجت للطبيب سأتصل به بنفسي " خرج كامل في حين عادت شادية إلى ابنتها تشدها من ذراعها المتألم فتأوهت دارين بتوجع وشادية تحرقها بنظراتها المستجوبة لها وهي تسألها : " أين كنت يا ابنة شادية ..وإياك أن تفكري للحظة أن تكذبي علي لأني سأكشفك .. أنا لست كأبيك الذي ستضحكين عليه بإغماءة كاذبة وبعض الترهات أنا أحفظك كخطوط كفوف يدي " تلجلجت دارين بقولها : " أخبرتك يا أمي أنه حدثت لي حادثة و......" قاطعتها شادية بسخط : " دارين انطقي بالحقيقة ..أين كنت؟ " ابتلعت دارين ريقها بصعوبة فأمها تمتلك استشعارات خاصة نحوها تكشف كذبها بسهولة فقوت من عزيمتها وصممت على ادعائها السابق مكررة : " ولماذا سأكذب عليك أمي ..لقد كنت أسير في الشارع وفجأة صدمتني سيارة ولم أعرف ما حدث لي إلا حين أفقت في الصباح " " حقا ..إذن اريني آثار تلك الحادثة على جسدك فأنا لا أرى في وجهك أية خدوش " اردفت شادية قولها وبدأت أصابعها تزيل الملابس عن جسد ابنتها حتى ظهرت لها آثار ليلتها مع عامر، وأثر الحبال حول معصميها واللطخات الداكنة على بشرة عنقها وظهرها المخطط بعدة جلدات خفيفة الأثر بالإضافة إلى طبعة أصابعه أعلى كتفها فاتسعت عينا شادية عن آخرها وهمست : " يا مصيبتي .... تلك ليست آثار حادثة .. إنها أثار علاقة حميمية عنيفة .. ماذا فعلت يا ابنة ******" صدمت دارين من قدرة أمها على تبين حقيقة الكدمات على جسدها فيخرس لسانها غير قادرة على الأتيان بأي زعم آخر وأصفر وجهها كما لو كانت حمرة الدماء هربت حرجاً من هول الحقيقة القادمة. فجرتها أمها لتوقفها على قدميها غصباً وهي تهزها بقوة صارخة فيها : " أخبريني مع من كنت .. هل ذهبت لذلك المدعو أحمد ..هل أجبرك على فعل شيء وتخافين من قول الحقيقة ..أخبريني أنا أمك ..أم انه كانت بينكم علاقة سابقة لهذا تركك بعد أن شبع منك " ارتعدت دارين أمام أمها خائفة من ردة فعلها فمهما كانت قوية ومتماسكة فلا أحد تضع له ألف حساب أو يخيفها كأمها ، أخذت دارين انفاسها بصعوبة وهي تنطق بكلمات غير مفهومة : " أنا ..أنا يا أمي ..حاولت صدقيني ..لكنه ... إنه كان يخطط للإيقاع بي ..أنا ..لم أكن أعرف ..ولكنه عامر لم يسمح لي بالاختيار " | ||||||||||
|
| |
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
60Likes
العرض العادي
