31-05-20, 11:28 PM
| #1499 | ||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام  
|  . الفصل الحادي عشر قبل يومين الهزيمة مذاقها مُر كمرارة فقد الوطن! لقد هُزم في معركة كان يجب أن ينتصر فيها هُزم وخطت هزيمته ممزوجة بالدموع في عينيه وهو يجلس على حافة الأريكة المزدوجة بعدما حدث يضع رأسه بين يديه ويشعر بطعم الدموع تملأ حلقه وكيانه ، روحه وقلبه ....! يشعر بضربة قاسية نزلت على رأسه كصاعقة ليس لها تمهيد ،الهزيمة خطوطها غائرة ... الدم ينزف منها بلا توقف . " قصي يا بني ...." " أبيي ......." صوت والده لا يذهب من رأسه ... صوت والده كنقش بين عينيه يُخبره مرارا بالهزيمة .... بالوجع ... بالألم ... بالحسرة . " أنتَ الكبير ... العائلة أمانتك .... والدتك أمانة فاحفظها .. شقيقتك بذرة صغيرة فراعها ... شقيقك كذراعك الأيمن لا تتركه .." لقد رحلت العائلة يا أبي ولم يتبق سوى الذكرى رحلت بألم لا يهدأ بخوف لا يطمئن بذنب ينخر في الروح كل لحظة فهو كل ليلة يلوم نفسه على تركه لوالدته التي رفضت مغادرة وطنها مُتشبثة برائحته ليضطر للمغادرة وحده حتى يستطيع العمل وإرسال المال لها .. لم يكن يعلم أنها لن تنتظر طويلا حتى يعود لها ، لم يكن يعلم أن الحسرة تملأ قلبها بموت والده وشقيقه ... بأنها كل ليلة تمر عليها ووطنها يموت كانت تموت معه ... والدته التي كبرت بين ياسمين الأرض ، كانت أبية ... حزينة . رحلَت العائلة يا أبي ولم يتبق سوى الهزيمة ! الدموع عصيّة كشهقة الموت ! الدموع تُريح وهو لا يُريد الراحة تلك اللحظة بل يُريد تهشيم الجدار بيديه .... يُريد تحطيم كل شيء حوله . كيف ..؟؟ كيف فقد تحكمه ...؟؟. كيف تاه عن نفسه وانكسر جدار تحكمه بغريزة تحكم بها لسنوات ..؟؟ يكاد يجن مما يحدث معه فرؤية الهزيمة بالعيْن قاسية .. قاسية للغاية وذلك الوجه الأبيض بالعيون الزيتية يُلاحق عينيه أينما رحلت ، هل ظن أنه سينساها ...؟؟؟… أم أراد أن يثبت لنفسه أنها لا شيء مُجرد إعجاب سيزول فور لمس أخرى ويا لغبائك يا قصي ، تشعر بطعم الصديء يملأ روحك بعد هزيمتك ! وضع رأسه بين يديه يُغمض عينيه بقوة علّه ينسى ضعفه وجُبنه فها هو يجد الاعتراف راحة . ليته اعترف منذ زمن ! | ||||||
|  |
|
31-05-20, 11:30 PM
| #1500 | ||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام
| . الحُب في قاموس البعض يندرج تحت القدسية في المشاعر ، تلك المكانة التي لا تحتمل كذب أو نفاق أو قلب أسود والبعض الآخر يفعل كل ما يستطيع ليحصل عليه ،حتى لو كان الفِعل أسود ! كانت تقف أمام مرآتها تنظر بعين الثقة والسعادة الخالصة لملامحها ، أن تحلم بشيء لوقت طويل ويتحقق وقتها لن تستطيع منع سعادتك من التسرب لملامحك ، لقد حلمت طويلا بالقرب منه ، بكسر حاجز الصداقة ورد الجميل الذي يحمله على أكتافه ويتعامل طبقا له لليوم . لقد أتى لها بدافع الواجب وهي تعلم ولكن لن يستطيع أحد لومها على أخذ فرصتها معه ، فرصة حلمت بها طويلا وفعلت ما استطاعت فعله لأجلها ، فلم يكن الزواج بدافع الحماية يوما فهي أكثر من قادرة على حماية نفسها أو الوقوع برغبتها . هي نجمة وممثلة .. عملها الإقناع وإقناع قصي بالخطر المتربص بها من جاسم لم يكن صعبا خاصة مع مطاردة جاسم لها وإلحاحه عليها ، ولكنها لم ترد جاسم ، لقد أرادت قصي ، الرجل الذي خطف قلبها منذ أول لحظة بينهما . نظرت لنفسها بتمعن أكثر ... تمرر أناملها بين خصلاتها الشقراء الرطبة ... ترطب شفتيها بلسانها بشغف فها هي المرأة المنتصرة ، لم تكن لتتركه لتلك الساذجة صاحبة الثياب البشعة ، لقد رأت ولَه الفتاة به ورأت نظراته لها ، نظرات تفلت منه بلا قدرة على التحكم ، وفهمتها . فهمت نظراته الرجولية التي لم ترها من قبل ، نظرات أخافتها .. لقد كاد يضيع من بين يديها ، هي تعرف قصي جيدا ، تعرف عقدته من الحب ومن الاقتراب من أحد ، حتى صداقته معها يحدها الواجب من كل اتجاه وكأنه يخشى الانغماس أكثر فيتألم ، تعرف أن اعترافه بالحب سيتطلب الكثير من الوقت وكانت فرصتها ، لن تتركه ليصل للحب أبدا .. فبداية الطريق خطوة وهي أخذتها . تنهدت بتفكير لتجذب مئزر الحمام حولها أكثر وتتحرك لتجلس على حافة حوض الاستحمام وتفكر ، كيف تكون خطوتها القادمة ، هي لا تريد أن تفقد مكانتها لدى قصي فتلك المكانة كانت سببا قويا لما حدث اليوم ، لا تريد إظهار اللهفة فيشك. في نواياها ، لقد كانت امرأة حزينة ، خائفة ، وحيدة ولا لوْم عليها فهو في النهاية زوجها وهذا حقها . أطبقت فمها لتتذكر اتفاقها معه ، مجرد زواج صوري لحمايتها ، لم يُخبرها يوما أنه يريدها أو يحبها ، لم يتقرب لها أو يغازلها ، لم ينتهز يوما فرصة لأخذ حقه منها رغم ترحيبها الداخلي بهذا . ماذا تفعل ...؟؟ لمعت عيناها والفكرة تحوم في رأسها ، لقد اختارت اليوم الصحيح وأخذت خطوتها التي لم تكن واثقة من نتيجتها ، ولكنها تأمل بأن يكون القدر حليفها أكثر . ستأخذ خطواتها معه واحدة .. واحدة ... الى أن يسلم راياته ويؤمن بأهمية وجودها في حياته . لن تكون المرأة اللائمة أو الباكية بل ستكون متحضرة ، امرأة تنسج خيوطها بحنكة وتروّي . حينما خرجت من دورة المياه وجدته على جلسته البائسة ، رأسه مدفون بين يديه وجسده يميل للأمام بانحناءة خسارة ، هل حقا يشعر بالخسارة لما حدث ؟؟ ، ازدردت ريقها تتحكم في ذلك الغضب الأنثوي الذي راودها .. فهي النجمة التي يتطلع لها الجميع ومن تريده بحق يشعر بالخسارة حينما أصبحت له . أي سخرية هذه …! لكنها لن تضعف أو تتخاذل أو تتراجع عما أرادته من البداية ، هو الوحيد الذي رغبت بقربه وهو أبى ، رغم كل شيء لم يقترب أو حتى يُحاول فهم قربها ، بل دوما كانت الصديقة الوفية . " هل أنت حزين لتلك الدرجة … ؟؟؟…." صوتها صفع صمته ليرفع رأسه فجأة بعينين صامتتين ، هو لم يحاول التفكير في تبرير أو هروب ، لم يعتد يوما الهروب من مسؤوليته ولن يفعل الآن … . " نسرين … أنا …." صوته رغم صلابته حزين … صامت .. رغم نبرته الصادحة وهي تفهم لتقاطعه بهدوء وهي تجلس على أريكة مُجاورة بوضع قائم ، تضم مئزر الحمام حولها بأناقة " قصي .. ما حدث .. لا يحتاج لتبرير أو أسف .. أنا وأنت ناضجان كفاية لنفهم أن ما حدث … حدث بلا تفكير أو تخطيط .. أنا لا أحملك شيء … أنا لا أطالبك بشيء فأنت تعلم رأيي في الزواج .. فزواجي السابق أغلق كل الأبواب في وجهي والا كنت فكّرت بك منذ البداية كزوج .." قالت آخر كلماتها بابتسامة رقيقة بها مداعبة لم يهتم بها ، فهو لم يرها كزوجة أبدا رغم ما حدث بينهما منذ قليل ولكنه يتحمل مسؤوليته جيدا " نسرين … ما سيحدث وأنا عند كلمتي … ما حدث بيننا مسؤوليتي أيضا ولن أتهرب. .. لو أردت إعلان لزواجنا سأفعل .." لمعت عيناها والكلمة تجد صداها داخلها لتسبل أهدابها للحظات بتفكير ، إن وافقت سيضطر قصي لفعلها ويكرهها وربما يظن أنها جذبته لتجبره على هذا … الأفضل أن تأخذ الأمور بتروّي وبطيء وستحصل على كل ما تريد . تنحنحت لتردف بخفوت " وهل تريد هذا من داخلك ...؟؟…" بهتت ملامحه للحظة ليعقد جبينه بشيء من الحيرة وسؤالها يُشعره بشيء خاطيء لتبتسم على الفور وتتابع بهدوء لطيف " قصي .. أنا مثلك … الزواج بالنسبة لي خطوة كبيرة .. لا أعلم ماذا سيحدث غدا ولكن الآن أنا لا أريد شيء سوى أن تظل معي .. صديقي الغالي .. هل يُمكن ..؟؟.." أومأ لها ليقول وهو ينهض من مكانه " أنا جوارك دوما إذا احتجت لأي شيء .. أنت تعلمين هذا … " ثم تابع بخشونة وملامح جامدة رغم حمائية كلماته " بالنسبة لهذا الجاسم .. دعيني أقابله وأنهي هذا الأمر ولن يستطيع النظر لكِ بعدها فليس من اللائق والطبيعي أن تربطي حياتك بزواج سري خوفا من رجل … أنتِ تستحقين حياة طبيعية يا نسرين … يجب أن تستطيعِ أخذ قرارك بنفسك في حياتك لا أن تخافِ من هذا الرجل أو غيره … " اتسعت عيناها للحظة لترمش بعدها وتجيبه بخفوت حزين " لا تقلق يا قصي … سأتعامل أنا مع هذا الأمر قريبا فالآن ذهني مشغول بسيناريو عمل جديد قد أبدأ في العمل به عن قريب … " هز رأسه دون رد " سأغادر …" لم يستطع البقاء أكثر من ذلك وقد شعر بأنفاسه تهرب منه ! " انتظر كي أعد القهوة لنا …" لم يستطع الرد على جملتها بل بل أردف باختصار " أخبريني إذا تواصلتِ مع هذا الجاسم … لابد من إنهاء هذا الأمر …" ثم تركها وغادر لتقف بجسد جامد تنظر في إثره بغضب مكبوت ، لماذا يُصر الآن على إنهاء هذا الأمر .. لقد استطاعت في كل مرة إلهاؤه والتحجج بعملها والشائعات التي ستنتشر حولها وتؤثر عليها ولكنه الآن يبدو مُصر . ضيّقت عينيها لتفكر أنها لن تنتظر طويلا .. قبل انتهاء عملها الجديد سيكون قصي لها بالكامل ..! | ||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
8992Likes
.png)
العرض العادي
