آخر 10 مشاركات
رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          وداعا.. يليق بك || للكتابة : إيناس السيد (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          639 - فلورا - ساندرا استيف - د.م (الكاتـب : angel08 - )           »          560 -زواج بالقوة -فلورنسا كامبل - روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          488 - لن ترحل الشمس - سارة كريفن (عدد جديد) (الكاتـب : Breathless - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          85 - لن يعود الموج - ربيكا ستراتون (الكاتـب : فرح - )           »          امرأة متهورة - شارلوت لامب - روايات غادة (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree28Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-19, 10:00 PM   #31

Roqaya Sayeed Aqaisy

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Roqaya Sayeed Aqaisy

? العضوٌ??? » 345099
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,439
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Roqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


..................
الفصل الثالث
................
مائدة طويلة غطيت بملاءة بيضاء مطرزة بتطريزات يدوية ملونة متقنة ورائعة ... رصت فوقها أطباق متنوعة .. كان وليد يتصدر رأس الطاولة ... يرتدي قميصاً صحراوي اللون التف حول جسده القوي فأظهر عرض كتفيه وصلابة عضلات صدره القوية ... مع بنطال من الجينز الأزرق ... شعره الأسود المشوب بشعيرات فضية مازال رطباً ... بينما وجهه الأسمر يبدو مسترخياً
خطفت نظرة سريعة ناحيته ... لم يكن وسيماً كما لم يكن دميماً .. ربما جذاب تنبع جاذبيته من شخصيته القوية الواضحة !!
يجلس على جانبه الأيمن شقيقه زهير الذي كان أكثر وسامة وجاذبية منه !! أعادت نظرها ناحيته مرة أخرى ..... كل شيء فيه غامض ... صمته سكونه ... بالإضافة لنظراته الثاقبة العميقة التي وجهه ناحيتها عندما بادلها التحية ..... ارتعش جسدها بقوة عندما نظر لها بتلك الطريقة ..... طريقة لا تعرف بماذا تصفها لكنها اخترقت أعماقها ....شعرت على الفور بالرهبة والحذر منه على عكس زهير المتفكه المرح الذي أشعرها بالألفة والأخوة .... كان وليد يتكلم مع الجميع بشموخ وهيبة ... يجبر الشخص المقابل على احترامه ... هذا الانطباع لم يكن محصلة لقاء اليوم كلا فهي كانت تتذكره عندما زارهم قبل خمسة أعوام مضت !!!!
أما والدتها فقد كادت أن تطير من شدة سعادتها ... عانقته وقبلته بمودة امومية .. بالغت جدا بالثناء عليه .... كان وليد يهز رأسه لها يجاريها مبتسماً ... لا تعرف هل يتعمد أن يكون مغرورا ومتعجرفا أم هذا أمر عادي اكتسبه بالفطرة نظراً لسنوات عمره التي قاربت السادس والثلاثين !!
- أذن كيف وجدت الرحلة عمتي ؟! هل كانت مريحة ؟!!
أجابته بمودة وفخر وهي تنظر لأبن شقيقها الذي يضج رجولة وهيبة ووقار
- اجل يا ولدي كانت مريحة جدا الحمدلله ..
قال لها بعتاب طفيف
- لِم لم تدعيني أحضركم بنفسي عمتي !!!
أجابت بحنان
- لا تنزعج يا ولدي الأوضاع في العاصمة متدهورة ... أل ...
أكملت باختناق وهي تتنهد بحسرة
- القتل والخطف أصبح عشوائيا .. لا يفرقون بين صغير وكبير... رجلا كان او امرأة ... فليكن الله بعون الجميع ويرفع هذه الغمة عن بلدنا
امنوا خلفها جميعا بحزن ... غير وليد مجرى الحديث قائلا بلطف
- سيكون هذا البيت منذ اليوم بيتكم عمتي وان احتجتِ لأي شيء لا تترددي في طلبه .
هتفت بسعادة وامتنان
- بارك الله بك يا ولدي .... اعلم جيدا بأنك لن تخيب ظني أبدا !
نقل نظراته الحادة إليها ....لازالت تلك المراهقة ذات الخمس عشر عاما التي شاهدها لأخر مرة بجدائلها الذهبية ... لازالت تمتلك ذات الوجه الناصع البياض الذي يحمل بين ثناياه طفولة تأبى مغادرة ريعان شبابها ... كيف لفتاة بعمرها أن تمتلك ذلك الوجه البريء الطفولي لدرجة أن من يراها يتخيلها في الرابعة عشر ... لكن نظراتها التي وجهتها إليه مرغمة عندما ألقى التحية عليها كانت نظرات خائفة ومتوترة ... وكأنها تخشى منه !!! حتى سلامها له كان مقتضبا وسريعا !!!!
هل هو مخيف ؟! هل ملامحه مرعبة لتلك الدرجة ؟! ربما منظر الندبة التي تحتل جانب خده الأيمن سبب لها الذعر! اجل فالكثيرين يجدونها مقززة ومثيرة للاشمئزاز ! فهي واضحة حتى مع وجود لحيته !
اجلى حنجرته ثم قال لها بهدوء بينما عيناه الداكنتان العميقتان تراقب حركة يدها وهي تمسك الملعقة بقوة وكأنها تحاول أن تسيطر على ارتجافها
- كيف حال ابنة عمتي الصغيرة ؟!
رفعت رأسها لتنظر له برموشها الطويلة وعيناها التي بدت زرقتها أكثر وضوحا تحت الضوء القوي الساطع في الصالة ... وكأنهما سماء صافية في جو ربيعي ... قالت بصوت غلبته بحة مميزة تليق بها
- أنا .. بخير .. الحمد لله
أومأ موافقا ثم قال
- يمكنك المباشرة بالذهاب إلى الجامعة بأي يوم تريدينه فلقد أتممت جميع الإجراءات الخاصة بالنقل قبل وصولكم بعدة أيام !!
همست وهي تتجنب النظر إليه
- شكراً..
انتظرها لتكمل لكنها عادت لتأكل من جديد ... كانت متباعدة ومتحفظة ربما معه فقط !! لأنه لاحظ كيف بادلت شقيقة التحية كانت تحيتها عفوية وصادقة إنما معه !!!
قطب وداخله شعر بالانزعاج قليلا ... تنهد ثم عاد ليأكل من جديد بينما والدته وعمته لم تتوقفا عن الحديث المتبادل
انتهت وجبه العشاء وسط الأجواء الحميمة التي بينت لها مدى تماسك عائلة خالها وحبهم واحترامهم لبعضهم البعض ! حتى حبيبة كانوا يعاملوها بلطف وأخوه !
ألقى عليهم وليد تحية المساء متعللا بتعبه من العمل .... بينما وقفت حبيبة وتبارك لينقلا الصحون الى المطبخ حاولت أن تشاركهم إلا أن زوجة خالها لم تسمح لها أبدا
- يا ابنتي هذا يومك الأول هنا سوف تشاركيهم في تنظيف المنزل لكن ليس ألان !
...................................
.........................
كانت تقف أمام المجلى تغسل الصحون عندما سمعت صوته الرجولي وهو يقول لها بتعب
- حبيبة من فضلك اعدي لي قدحا من الشاي واحضريه لغرفتي رأسي يكاد ينفجر .
ضربات قلبها بدأت تضخ الدماء الساخنة بعنف بينما تصاعد الاحمرار لوجهها التفتت ناحيته كان يتكأ على إطار الباب يفرك عينيه بإرهاق إجابته بتلعثم
- حا...ضر ..ثا..نية واحد..ة
أومأ ثم تركها وغادر بينما رائحته الرجولية ملئت المطبخ و أزكمت رئتيها .... ابتسمت بمرارة ثم غسلت يديها الغارقة برغوة السائل الخاص بغسل الصحون قبل ان تتوجه لعمل ما طلبه
زهير دائماً يعاملها بصورة طبيعية وكأنها فتاة عادية لا تعاني نقصاً صحيح أن جميعهم يعاملوها بلطف وطيبة لكن زهير كان مختلفاً .... خجلها البغيض هو ما يجعلها تنطق الكلمات بصعوبة وتأتأة تأبى أن تغادرها بوجوده ... لكنه لا يهزئ ولا يسخر منها عندما ترد عليه ببطء .... زهير يشبه مدرسة اللغة العربية الآنسة فاطمة كانت تحبها جدا وعندما تطلب منها ان تشرح موضوعا ما أو تقرأ أبيات للشعر داخل القاعة كانت تبتسم لها بحنان .. تصبر على تلعثمها ... وهذا ما كان يجعلها تتحمل سخرية الطالبات معها ... كانت دائما تقول لها بعطف ...
" لا تهتمي ولا تلقي بالاً لما تسمعينه من انتقادات .. ثقي بنفسك وكوني كما أنت ... لا تتغيري من اجل احد ... ولا تحاولي إرضاء الناس على حساب راحتك وسعادتك ...ارفعي رأسك دائما ..فأنت مصدر فخر لأي أسرة "
عبست وانقبض قلبها وهي تهمس بأنين خافت .. إذا كنت فخر لأي عائلة أذن لماذا أمي لم تفخر بي !
ربما ... ربما سيسخرون منها لو علم احد ما ... بأنها تحب مدرستها أكثر من والدتها !! فمدرستها أغدقت عليها بحنان لم تتذوقه إلا من والدها !
فبعد وفاته أصبحت مهملة في المنزل لا احد يهتم بها أو يلقي بالا بما تفعله في المدرسة ... تكاد تقسم لو انها تبيت خارج المنزل فأن والدتها لن تعرف ولن تهتم ... كل همها هو شكلها و مظهرها أمام الناس فقط ...
..................
.........
رمى جسده المرهق على السرير بعد ان تخلص من سترته وحل الأزرار الأولى من قميصه .... ثم فرك جبينه بتعب .... اليوم كان مرهقا وطويلا جدا ... وكأنه ثور يدور بساقية لا نهاية لها ...ربما كان ليجد متعة لو انه بالفعل يحب عمله كمهندس !
كم كان يتمنى أن يدرس بمعهد الفنون الجميلة فهو يعشق الرسم لكن للأسف الرسم لا يتلاءم مع طموح والده ونظرته المستقبلية .... فكل واحد من أبناءه يتخذ مسار مشرف يرفع رأسه ... تبارك محاسبة في المصرف ... وهو مهندس معماري ... فقط وليد هو الوحيد الذي لم يسمح له والده بأن يكمل دراسته بل اكتفى بتخرجه من الإعدادية ورغم ذلك أيضا وليد كان ولا زال مصدر فخر للعائلة فهو يمتلك من الخبرة في الأمور الزراعية ما يمتلكه مهندس زراعي وربما يفوقه بمراحل !!
تنهد بتعب وأنهاك ليخرجه من أفكاره صوت اهتزاز الهاتف يعلمه بوصول رسالة نصية فتحها ليقرئها بلامبالاة ... كانت خطيبته كالعادة تسأله عن سبب انشغاله طوال النهار وعدم رده على مكالماتها .. وكأنه كان بجولة ترفيهية وليس بعمل متعب يتجول مابين المكتب ومواقع البناء ... أرسل لها رسالة يطمئنها بعدة كلمات مقتضبة ... أراح رأسه على الوسادة وهو يتذكر طريقة خطبته لها ... لقد كانت في ألأصل خطيبة وليد ... خطبها له أبوه دون اخذ الموافقة منه ... وعندما علم وليد بذلك الاتفاق جن جنونه ... لأول مرة كان يصرخ بحده وغضب وهو يقسم ويتوعد بترك المنزل والسفر إلى الخارج إذا ما تحداه والده وأرغمه على إتمام هذه الزيجة ... مما اضطره إلى تغير الاتفاق ... ولحفظ ماء وجهه قدمه ككبش فداء بدلا عن أخيه ... وهو قد وافق على ذلك ففي النهاية هو سيتزوج ... وسلمى بنت جيدة لابأس بها رغم سطحيتها ولا مبالاتها لكنها تناسبه نوعا ما .... همست بتنهيدة واهنة
" رحمك الله وغفر لك أبي "
........................
...................................
دلفت إلى الغرفة بعد أن طرقت الباب بهدوء ... كانت تحمل قدح الشاي لتتسمر مكانها تطالعه بحنان ... كيف ينام كطفل صغير حتى انه لم ينزع حذاءه
المسكين إلى أي حد هو تعب ومرهق !! وضعت الصينية على الطاولة المجاورة للسرير ثم تقدمت ناحيته لتجثو على ركبتيها تنزع حذاءه وجوربه ... ثم غطته بالملاءة الرقيقة ... تنهدت بعمق وهي تلتهم ملامحه الوسيمة المسترخية ... وقعت عيناها على الحلقة الفضية التي تزين بنصره الأيمن لتهز رأسها بحزن قبل أن تعتدل لتتجه إلى الخارج ...
تذكرت تلك المقولة التي لا تعرف أين قرأتها
" قلوبنا لم يعذبها احد هي التي عذبت نفسها عندما أحبت من ليس لها "
اجل فهي من عذبت نفسها بنفسها عندما جعلت عواطفها ومشاعرها تنجرف نحو حب من المستحيل أن يكون في يوم من الأيام متبادلا ... فهي بالنسبة له ابنة خالته ...اليتيمة ....المعاقة .... وستبقى طوال حياتها هكذا !!!
- غبية وبلهاء أنت يا حبيبة
......................
- اشتقت لك ... الم تشتق لحبيبتك !!
همستها قرب أذنه وهي تدلك كتفه العريض بأغراء ابتسم ببرود ثم قال لها بلا مبالاته التي تزيده جاذبية ويزيدها تعلقا وحبا به
- عندما احتاجك أنا من سيطلبك افندرا
لم تيأس تقدمت أكثر واحتضنت خصره ثم أراحت وجنتها على ظهره الصلب
- لكني اشتقت لك كثيرا سليم صدقني !!
تنهد بملل لقد بدأت افيندرا تمارس ضغوطها عليه و تصدق نفسها بأنها ذات أهمية بحياته ! أجابها بهدوء وهو يبعد يديها عن خصره
- حسنا عزيزتي وأنا لن ارفض لك طلبا اليوم تعالي لمكاننا المعتاد وبنفس الموعد !
هزت رأسها بحماس ...ثم طبعت قبلة سريعة على شفتيه قبل ان تبتعد عنه قائلة بسعادة
- وقبل الوقت ستجدني بانتظارك حبيبي .
راقب خروجها من غرفته بابتسامة هازئة .. ربما قد حان الوقت للتخلص منها .. حياته الخاصة لا احد يعرف عنها شيئا هو أمام الكل الطالب ذو الشخصية الغامضة ... أما في جانب أخر فهو شغوف وعابث .... وكأي شاب في مثل عمره .... له متطلبات وكبت ... يخرج هذا الكبت من خلال علاقاته السرية التي يقيمها بالخفاء ... لو أراد لتزوج لكنه لا يريد أن يكبل حريته بهذا العقد الذي يربطه كالسجين مدى الحياة ثم هو لم يجد للان من تأسره وتجبره ليقع في فخ الزواج طائعا .
لكن افيندرا الوحيدة التي أطال علاقته معها أكثر من المعتاد ولا يعرف السبب !!
ربما لأنه أول شخص بحياتها فقد كانت مرتها الأولى معه هو ... كانت عذراء وهذا شيء جديد عليه فأغلب علاقاته كانت مع نساء من ذوات تجارب سابقة إلا هي ! كما أنها جميلة جداً وغير متذمرة وهذا الأمر بات يعجبه جداً !
.............................
........................
اضطربت أنفاسها وهي تقف عند بوابة الجامعة تنظر أمامها برهبة وكأنها في عامها الأول .... كيف ستتمكن من التأقلم هنا !! الجامعة عالم مختلف ..عالم متكامل أخر يحتاج إلى الكثير من القوة والتحمل .. تنهد بحسرة وهي تتذكر صديقاتها المقربات في العاصمة .. كانت تربطها بهم علاقة أخوة أكثر منها صداقه .... استجمعت شجاعتها ودلفت إلى الداخل
لقد أوصلها وليد مع تبارك ... حيث ذهبت تبارك إلى عملها في المصرف أما هي فقد كانت كليتها تحتاج إلى وقت أطول لأنها بعيدة نسبيا عن المزرعة ... طوال الطريق كانت تحاول أن تسترخي وتخفي اضطرابها وخوفها ... وهو كان مراعيا لها فقد صمت ولم يفتح معها موضوعا للحوار أبدا ..... وعندما وصلت إلى الجامعة قال لها باهتمام وجدية وهو يستدير ناحيتها
- اتصلي بي قبل خروجك لأتي وأرجعك إلى المنزل !
أجابته بانزعاج وهي تتجنب النظر لوجهه
- لا حاجة لذلك استطيع العودة وحدي لقد حفظت الطريق جيداً !!
قاطعها بصرامة
- غسق ... اتصلي بي ... هل كلامي واضح !!!!
أرادت أن تجادله وتتحداه إلا أنها تذكرت كلام والدتها
" وليد اكبر منك سناً يجب أن تحترميه وتطيعه فهو يعتبر شقيقك الأكبر" كما أنها لم تكن تريد أن تعطي لهم الفرصة لكي يأخذوا انطباع خاطئ عنها !! تمتمت بالموافقة ثم خرجت مسرعة ... ابتسم وليد وهو يتابع اختفائها من أمامه
- حسنا هذا جيد ... بل جيد جدا كبداية يا ابنة عمتي الصغيرة !!
...................
...........
كانت الجامعة كبيرة جدا ... وقع الاختيار عليها لأنها تدرس اللغة العربية وهو التخصص الذي كانت تدرسه في بغداد ولم تشاء أن تغيره تحت أي ظرف ...
دلفت إلى الداخل ... الهدوء يعم المكان ... همست باستياء
" اوووه يا الهي أتأخر في اليوم الأول يا له من فأل حسن "
سألت احد المارة عن قسم اللغة العربية .. بعد جهد وبحث استغرق عدة دقائق وجدت القاعة المطلوبة ... لوهلة شعرت بالتوتر والارتباك .. ابتلعت ريقها وأخذت نفسا عميقا ثم طرقت الباب بهدوء ...
سمعت صوتا رخيماً يدعوهاً للدخول فدلفت برأس منخفض ووجه متورد وهي تقول بلهجة آسفة
- أنا آسفة أستاذ لقد تأخرت بسبب .. بسبب .. ازدحام الشوارع
كانت تتكلم بارتباك شديد وأنفاس متقطعة .. صدرت بعض الهمهمات والأصوات الخافتة بين الطلاب طرق الأستاذ الطاولة بقوة وهو يهتف بصوت جهوري صم أذنيها
- هدوووووووء
ثم عاود النظر لها قائلا بتفهم
- أنت الطالبة الجديدة أليس كذالك ؟؟
رفعت رأسها وقالت بخجل
- اجل أستاذ
أجابها بهدوء
- حسنا اليوم فقط سأسامحك لأنه اليوم الأول لكني لن أتهاون في المرة القادمة !
ثم أشار بيده قائلا
- تفضلي بالجلوس
نظرت حولها بارتباك تريد إيجاد مكان لتجلس فيه لتسمع صوت فتاة رقيقة في المقعد الذي يقع ما قبل الأخير تقول لها بتهذيب
- تفضلي هنا
ابتسمت غسق بامتنان واتجهت لتجلس جانبها وهي غير منتبه لتلك العيون الحادة الداكنة التي كانت ترمقها منذ أن دلفت إلى القاعة

حجاب اسود اللون وجه طفولي جسد صغير ابتسامة أطاحت بصوابه جعلته ينتبه لها بشدة ... أنها تجسد مثال للبراءة والنقاء الذي يبدو جلينا على وجهها وكأنها هاله تحيط بها .. حسنا أنها صيد جديد وثمين أيضا ..لكن يجب أن يكون حذرا معها ... تبدو صعبة المنال .... لكن لا توجد من تستطيع أن تفلت من سحر سليم سليل الحسب والنسب فهي أن لم تحبه لوسامته فهي بالتأكيد ستلهث وراء ثروته !!!
.....................................
.........................
........
قالت رونق وهي تجلس على الكرسي المقابل لأخيها في المطبخ
- اذهب أخي استطيع الاعتناء بنفسي قد تتأخر على عملك !!
أجابها عبد العزيز بحنان
- هراء ما تقولين ...يجب أن أساعدك بتنظيم الأثاث فهو ثقيل جدا لا تستطيعين حمله وحدك !
فرغم وصوله قبل عدة أشهر الا انه احتاج وقتا لترتيب مكان يليق للسكن له ولشقيقته ... قالت رونق ببراءة تامة
- لا تقلق أخي استطيع العمل بمفردي !!
أومأ موافقا
- اعلم ... مع ذلك أريد أن البقاء اليوم لأساعدك
أجابته بصرامة امومية تعرف بها فهي تعتبر شقيقها كطفلها الصغير... على الرغم من أنها تصغره بعشرة أعوام
- قلت لك أخي اطمئن أنا سأبدأ بتنظيم الأشياء خفيفة الوزن وكل ما هو ثقيل سأبقيه لحين عودتك
ابتسم بحزن وهو ينظر لها بعطف
- اعلم أني أتعبك معي بانتقالي المستمر من محافظة إلى أخرى .. لكني اقسم لكي أختي ستكون هذه محطتنا الأخيرة بأذن الله ..... أنا اعمل ألان في مزرعة قريبة من هنا ... لكن بصورة مؤقتة إلى أن يصدر أمر بتعيني الحكومي أو ربما أقرر فتح عيادة خاصة بي ... ففرص العمل متوفرة هنا أفضل من العاصمة !!
إجابته بتفهم وحنان
- لا تقل هذا الكلام أخي ... ثم من قال إني اتعب من الانتقال بالعكس فأنا صرت أحب تغير الأماكن بين حين وأخر !!
أعقبت كلامها بضحكة صغيرة ... هي كاذبة تعلم ذلك .. لكنها يجب ان تساند أخيها يكفي انه يأبى الزواج من اجلها لقد شارف على الأربعين من عمره .. هو يعتقد أنها لا تعرف انه يضحي في سبيل إسعادها ... منذ استشهاد زوجها أثر سيارة مفخخة قرب محل عمله في بغداد وهي تعيش معه ليس لديها معين وسند إلا هو .. وقد كان فعلا نعم الأخ والسند والعزوة لها !!
قالت بمرح وهي تقف وتحثه على الوقوف هو الأخر
- هيا ...هيا اذهب بحفظ الله ستتأخر عن عملك
وضعت الطعام الذي أعدته له في صندوق صغير لحفظ الأطعمة وهي تقول
- خذ طعامك وتوكل على الله أخي
تناول الصندوق منها بابتسامة واسعة وهو يقول
- لا تطبخي شيئا للغداء أنا سأحضر معي ما نأكله
أومأت وهي تشيعه بنظراتها العطوفة هامسة بحنان
- لا حرمني الله منك ومن طيبتك أخي
....................
لندن
...............
مجتمعين حول طاولة الطعام يأكلون بصمت قطعته سناء وهي توجه كلامها لهمام قائله
- متى استطيع استلام العمل في الشركة !!
أجابها وهو يقطع شريحة اللحم
- أسبوعان أو ثلاث وتستطيعين أن تباشري العمل ... أنا سأخبرك حينها !!
قالت بامتنان
- لا اعرف كيف أشكرك همام ... لولا توسطك لي عند أصدقائك لما استطعت أن أجد هكذا عمل مريح وبهذا الراتب المغري !!
ابتسم قائلا بطيبة غريبة
- لا تقولي هذا الكلام سناء نحن بمثابة عائلة واحدة
كانت رضاب تتابع حوارهم وهي تأكل بصمت ... رغم كل برود وغرور همام معها إلا انه يحترم والدتها .... وهذا يسعدها ويخفف عنها بعض شعورها بالنقص أمامه ... فوالدتها مثقفة جدا ... تعرف كيف ومتى تتكلم وبالوقت المناسب .... كما أنها جميلة وأنيقة ... تهتم بمظهرها ولبسها وشعرها .. من يراها يعتقد أنها في الثلاثين وليس سيدة في الأربعينيات من عمرها ولها بنتان شابتان وألان هي على وشك أن تصبح جدة !!!
أخرجها صوت همام من شرودها وهو يوجه لها الحديث بجدية
- غدا أنا مدعو لحفلة مهمة جدا ... ويجب أن تأتي معي !!!
أومأت موافقة وهي تجلي حنجرتها
- حاضر همام ...سأرافقك وسيكون كل شيء على مايرام أن شاءلله .
رمقها بنظرة متفحصة ثم تمتم وهو يلتقط المنديل ليمسح فمه
- أرجو ذلك حقاً !
ابتسمت بتوتر وهي تتذكر تلك الحفلة التي رافقته بها عندما كانا لايزالان في العراق ... لقد تصرفت بسذاجة وبراءة تامة لكن عذرها الوحيد هي أنها كانت غريبة ووحيدة في ذلك الحفل الذي كان أشبه بغابة مظلمة وهي تائهة فيه .... كما أن ذلك الشاب كان وقحاً جدا ... فما ان تركها همام لخمس دقائق حتى تقدم منها وهو يرميها بكلمات مخجلة .... فما كان منها سوى أن صرخت بوجهه ليتركها وشأنها وهذا ما اغضب زوجها ... حتى عندما أخبرته عن تحرشه البذيء بها قال لها ببرود
" من المفترض أن تتصرفي بحكمة .... تتجاهليه ولا تلقي بالا له ...لكنك أفسدت كل شيء بغبائك .... جعلتني أضحوكة الحفل "
كلماته جرحتها كثيراً ... وجعل شعورها بالنقص أمامه يتفاقم ويزيد !!
................
.............................
دلفت إلى المصرف بخطواتها الهادئة وهي تلقي السلام بأدب ورزانة.... تعلم جيدا أن بعض الموظفات يتهامسن ويثرثرن بينهن ... ينسجن الأقاويل ويخترعون القصص والحكايات عن حياتها الشخصية .... ابتسمت بلامبالاة ... كل الكلمات التي يتهامسون بها تصل إلى مسامعها صدفة ...كان أخرها بأنها عانس غيورة .... تغار عندما تشاهد فتاة تمت خطبتها او تسمع بخبر زواج زميلة لها !! حتى وصل الأمر لأن تتجنب بعضهن التكلم أمامها عندما يحضر لهن أزواجهن الهدايا أو عندما تلد أحداهن .. كانوا يخافون الحسد ... ربما كانت لتشعر بالقهر والحزن لو كانت تمتلك تلك العقلية التي كانت عليها قبل أربع سنوات !!! أما ألان ... صدقا لم تعد تبالي أو تهتم ... فليقولوا ما يشاءون فكلامهم لن يقدم ولن يؤخر شيئا في حياتها المملة الروتينية الباردة ! كل ما تريده هو أن يتركوها بسلام !
تنهدت بمرارة وهي تجلس خلف مكتبها الذي تتشاركه مع زميلتيها ريم و بثينة .... ألقت عليهما تحية الصباح وبدأت عملها بصمت ..
قالت ريم وهي توجه كلامها لبثينة
- أتعلمين بثينة كنت سأقيم حفل عيد ميلادي في المنزل الا أن خطيبي أصر على ان يقيمه لي في قاعة فخمة !
نظرت لها بثينة وهي ترفع حاجبيها بتعجب
- اووووه ومتى كان عيد ميلادك !!
أجابتها بابتسامة سمجة
- لقد كان في الأسبوع الماضي وكما قلت لك أقامها لي خطيبي في أفخم قاعة موجودة بالمحافظة !!
أومأت بثينة وهي تقول بتهكم فهي بكل تأكيد لا تصدق ما تقوله ريم لانها تعرف حالة خطيبها المادية البسيطة والتي لا تسمح له بإقامة هكذا حفلات مكلفة وتعلم جيدا بأنها ترمي بهذا الكلام لتغيض تبارك المسكينة
- ولما لم تقومي بدعوتنا ... كنا سنحضر ونمضي وقت ممتع بكل تأكيد !!
رفعت ريم كتفها وقالت بلامبالاة
- الحقيقة الحفلة كانت خاصة ... فخطيبي أصر ان يكون هو المدعو الوحيد فيها !
أصدرت ضحكة قصيرة ثم نظرت إلى تبارك التي كانت منكبه على عملها وكأنها لا تسمع ما يدور من حديث في الغرفة ... لتقول لها بلهجة خبيثة ومسمومة
- لماذا لا تشاركينا الحديث ... ربما أنت خجلة لأنك الوحيدة هنا التي لم ترتبط بعد !!
ثم ضحكت بخلاعة وكأنها بملهى ليلي .... قطبت تبارك وقالت بهدوء متجاهله أهانتها المتعمدة لها
- آسفة لم انتبه لحديثكما !!
أجابتها ريم بغيض وبرود
- لا داعي للكذب تبارك ... أنا لن أطالبك بهدية !!!
نظرت لها تبارك بتعجب وهي تقول بصدق أثار غيضها وحقدها
- ولما اكذب عليك ريم ثم ما مناسبة الهدية !! صدقا لم اسمع بماذا كنتما تتحدثان !
حملت ريم بضعة الأوراق وقالت وهي توجه كلامها لبثينة بحدة وغضب
- سأذهب إلى المدير
ثم تركت الغرفة وغادرت بخطوات غاضبة ... نظرت تبارك لبثينة وقالت بدهشة
- ما بها هذه البنت هل جنت ؟!
أجابت بثينة بلطف
- لا تهتمي لها ... في بعض الأحيان اشك بأنها تعاني من مرض نفسي !!
هزت تبارك رأسها وعادت لإكمال عملها بصمت ... على الرغم من حقد وخباثة ريم إلا أن بثينة عكسها تماما طيبة القلب ولطيفة ... تعاملها بلطف وتتكلم معها بعفوية ... ربما هذا ما جعلها تحتمل البقاء بغرفة واحده مع تلك المدعوة ريم !!
.............................
.....................................
تعرفت على عدة صديقات في الجامعة كن طيبات ومتعاونات معها .... حسناً لن تنكر أنها في بادئ الأمر كانت تتكلم معهن بحذر مشوب بالخوف ... لكن مع مرور بعض الوقت صارت أكثر انطلاقا معهن.. كما أنها واجهت صعوبة بفهم لغتهم الكردية إلا أنهم كانوا يتكلمون معها العربية إكراما لها ... لم تتكلم مع الشباب بتاتا .. كل وقتها تقضيه مع صديقه جديدة تعرفت عليها تدعى دلجين كانت طيبة جدا وخلوقه على الرغم من أنها لم تكن ترتدي الحجاب مثلها ... أخبرتها بكل صغيره وكبيره في الجامعة .. حتى أنها حذرتها لعدة مرات من بعض الشباب المستهترين اللذين لا يتوانون عن أفساد سمعة الفتيات ... عندها أجابتها غسق بثقة
- لا تقلقي أنا أساسا لا أفكر بهذه الأمور ...أنا هنا للدراسة فقط !!
...........................
...................................
كانت شمس شهر نوفمبر على وشك الغروب والساعة لم تتجاوز الرابعة والنصف عصراً .... خرجت من بوابة الجامعة بعد أن ودعت زميلاتها ... نسمات الهواء المائلة للبرد تسلل عبر النسيج الناعم لقميصها القطني الأخضر.... الشتاء بات على الأبواب ... همست بذلك وهي تخرج الهاتف لتتصل بوليد ... ليأتيها صوته الرخيم قائلا
- أنا انتظرك على بعد مسافة من البوابة !
أغلقت الهاتف ثم مشت وهي تلتفت حولها تبحث عنه .... فالسيارات كانت تملئ الشارع العام ...اغلبها للطلاب و الأساتذة ... وجدته بعد عدة دقائق ... فتحت الباب الخلفي وهي تهمس بالتحية ... قالت وهي تسبل أهدابها لا تستطيع النظر له عبر المرآة ولا تعرف سببا لذلك الارتباك الذي يصيبها بوجوده
- هل .. هل ... كنت تنتظر منذ وقت طويل ؟!
أجابها كاذباً وهو يلقي نظرة لوجهها المطرق عبر المرآة قبل ان يركزه على الطريق
- كلا ... فقط منذ عدة دقائق
أومأت صامته ... بينما ركز هو على القيادة ... لقد كان ينتظرها منذ الثالثة ظهرا حتى انه لم يذهب إلى المنزل للغداء فقد اخبر والدته بأنه سيشارك الوجبة مع الفلاحين ...غسق قبل أن تكون ابنة عمته ومسئولة منه هي أمانه بعنقه وحمايتها واجب عليه !
للان هي لطيفة وهادئة لكن خوفها وارتباكها منه يشعره بالحيرة ....خاصة وهو يراقب كيفيه تعاملها المرح مع الجميع في المنزل !!!
ما سبب هذا الخوف المنعكس بتصرفاتها وعينيها لا يعرف ...هو يحاول قدر استطاعته أن يكلمها بهدوء وطيبة .... تنهد بعمق وهو يعاود النظر أمامه ... ربما مع الوقت ستتعود عليه وتكون أكثر راحة معه و تقبلا لوجوده
........................
.................................
ما أن دلفت إلى المنزل وألقت عليهم التحية حتى توجهت إلى غرفتها مباشرة
دلفت والدتها إلى الغرفة لتشاهدها نائمة على الفراش بتعب قالت لها بحنان
- هل احضر لك شيئا تأكلينه حبيبتي
هزت رأسها وهي ترد عليها بنعاس
- كلا أمي أريد أن أنام ... عندما استيقظ سأكل .
أومأت والدتها وهي تقول بهدوء قبل ان تخرج من الغرفة
- كما ترغبين حبيبتي
حدقت غسق بالباب المغلق وهي تفكر بتشوش وتعب .... لقد تعمدت البقاء في الغرفة بحجة أنها متعبة ...هي فعلا متعبة لكن ليس لدرجة الانزواء في الغرفة .... السبب الحقيقي لفعلتها هذه ... هي انها لا تريد التواجد مع وليد بمكان واحد ... وجوده يشعرها ورغماً عنها بالتوتر ....هو الوحيد الذي يجعلها تبدو كالطفلة التي تحتاج للمساعدة المستمرة ... حتى عندما يوصلها للجامعة تعد الدقائق لكي ينتهي الطريق بسرعة وتخرج من دائرة وجودها معه بمكان مغلق !!!
هزت رأسها وأغلقت عينيها لتذهب بسبات عميق بعد عدة دقائق معدودة
...................
........................
في المساء
.........
قالت سعاد وهي تنظر لسعدية بتسأل
- ماذا ...أين ابنتك لماذا لم تأتي لتشاركنا العشاء ؟!
أجابتها سعدية وهي تتخذ مكانها حول المائدة
- لقد نامت تقول أنها تعبه جدا اليوم الدراسي كان طويلا ومرهقاً !!
هزت سعاد رأسها وقالت
- معها حق فليكن الله بعونها ... أنا اعذرها خاصة وأنها لازالت غريبة هناك ولا تمتلك الكثير من الأصدقاء
بعد مرور عدة دقائق وبينما زهير منهمك في الأكل قالت له والدته بطيبة ومودة
- زهير ...حاول أن تدعو سلمى لتشاركنا وجبة الغداء ... مر وقد طويل منذ أخر زيارة قامت بها ألينا ثم ستكون فرصة جيدة لتتعرف على عمتك وغسق!!
أجابها وهو يرفع قدح الماء ليشرب منه قليلا
- أن شاءلله أمي سأحضرها قريباً .
شعرت حبيبة بالاختناق .... وكأنهم بذكرها يغرسون سكينا في صدرها ....هذا حالها وهي لازالت خطيبته كيف سيكون وضعها بعد ان يتزوجا ويسكنا معهم في المنزل ...
الهي الحب من طرف واحد أصعب أنواع الحب وأقساه !!!
هل من العدل ان يبتسم لها ويحبها ويسمعها كلام الغزل وهي تجلس تنظر لهما بحسرة وقهر !!!
هل من العدل ان تكتب كلمات الحب والاشتياق الذي يعتمر بصدرها لشخص هي تعرف جيداً بأنه لن يقرأ ما كتبته له أبدا ..... هل من العدل أن ترسمه كحلم وردي في دفتر مذكرتها وهو لن يعرف ولن يشعر بها مطلقاً !!!
سامحك الله يا أماه ... أنت السبب لو كنت سمحتي لي بالسفر معكم لما كانت هذه حالتي ... أعيش كالمنبوذين والعلقة !
حتى مع واقع قضائها للعطلة الصيفية هنا في منزل خالتها إلا أنها كانت تعود مرة أخرى لمنزل والدها ...لكن ألان ومع سفر عائلتها تشعر وكأنها ثقيلة عليهم !!
يا الهي ...لو جلست أكثر ستنفجر بالبكاء وتفتضح ....وقفت بسرعة أثارت استغراب الجميع إلا هو .... قالت سعاد بدهشة
- إلى أين حبيبتي لم تكملي عشائك
همست باختناق لم ينتبه له احد
- لقد ... ش..بعت ..خالتي ... سأ...ذهب لأعد الشاي لكم ...
تركتهم وانطلقت إلى المطبخ ... لم تهتم بما سيفكرون عنها وما هو سبب هروبها بهذا الشكل ... أساسا ربما لم ينتبه لها احد ... فهي هكذا دائما منسية ووحيدة ... وقفت أمام النافذة تنظر إلى النجوم البراقة في ذلك الليل الحالك السواد وهي تهمس بألم .... الهي ألا مخرج و نهاية لما أنا فيه !
....................
........................
تجلس على الأريكة تنتظره بشوق ... تختطف تلك الساعات والدقائق لتنفرد به ... راضية ومستسلمة لما فرضه هو عليها .... فهي من سمحت له ان يمتلكها في الخفاء كأنهم خفافيش ليل لا يلتقون ولا يخرجون إلا في الظلام ... ابتسمت بحزن ... لو والدتها تعرف بأمر زواجها السري منه ماذا ستفعل ؟!! ماذا سيكون موقفها تجاه هذا الأمر !!!
أخطأت اجل تعرف ذلك جيدا لكن عذرها الوحيد والضعيف هي أنها أحبته ... أحبت فكرة ان يعجب بها ابن سيد القصر.. الوسيم الشاب ذو الخمس والعشرون عاماً من عمره .. والذي تعمل والدتها فيه كخادمة !
بحياتها لم تشعر أنها مميزة إلا معه صحيح أن الكثيرين أعجبوا بجمالها الناعم إلا ان كلهم كانوا فقراء بالإضافة إلى ان لا احد منهم مطلقاً استطاع التغلغل إلى أعماقها كما فعل سليم ومنذ الوهلة الأولى التي رأته بها ... عندما انتقلوا للعيش هنا كانت قد تخرجت من المعهد المتخصص باللغات لم تبحث عن عمل بسببه قبلت ان تساعد والدتها في المطبخ بحجة عدم وجود وظائف مناسبة لكنها كاذبة هي أرادت حجة لكي تبقى قريبة منه .
عندما بدأ يلاحظ وجودها وينظر إلى مفاتنها وجمالها وأصبح يخصها بنظرات جائعة وراغبة ... يرميها بكلام معسول يتغزل بها بطريقة غير مباشرة لكنها أحست به ... طارت فوق السموات تحلق مع الطيور والنجوم .. ترقص وتغني وتقرص نفسها وكأنها تعيش حلما رائعا ... اجل انه حلم كان مستحيلا وألان صار ملموسا ... لكن شعلة حماسها وسعادتها انطفأت عندما عرض عليها الزواج العرفي !!!
رفضت لعدة مرات إلا ان رفضها لم يستمر طويلا فهي تحبه ... تحبه بصدق وعاطفة قوية ... لذلك رضيت ان تكون امرأته في الظل ... ولفترات قصيرة مسروقة من الزمن ...
تنهدت ونهضت لتقف أمام المرآة تطالع قميص نومها الجريء الذي ارتدته له ... تتأكد من زينتها ... لطالما كان لجمالها قدرة على الإيقاع بالكثير من الشباب لكن للأسف كلهم كانوا فقراء أو متوسطي الدخل وهذا لم يكن يتناسب مع طموحها إلى أن جاء هو ووجدت به ضالتها وما تبتغيه ... وفوق كل هذا أحبته !!!!!!
أخرجها من عمق أفكارها صوت الباب .... قلبها خفق بعنف .. كل مرة يحضر بها إلى الغرفة الملحقة بالقصر والذي اتخذاه كعش لهما وهي تشعر كأنها اول مرة تراه فيها ... دلف الى الداخل ينظر لها بجوع ورغبة انعكست بعينيه العسليتان ...تخلص من سترته وتقدم ناحيتها ليحتضن خصرها ويأسر شفتيها بقبلة شغوفة .. يلتهمهما بنهم ويديه تعمل على تجريدها من روبها الشفاف ..... ليدفعها إلى السرير ويمتلكها برغبة لم تنطفئ ابدا منذ اليوم الأول الذي تزوجها فيه عرفياً !!!
بعد فترة طويلة جدا من الرغبة المشتعلة التي تبادلاها ... انقلبت الى جانبها لتقبل كتفه العاري ثم تريح خدها عليه وهي تهمس بحب
- متى سينتهي هذا الوضع الذي نعيشه سليم ؟!!
كان يطالع السقف بشرود وعقله يفكر بأمور أخرى كانت أحداها تدور حول تلك الفتاة الجديدة التي سلبت لبه في الجامعة .. لكن همسها أثار انتباهه ليجيبها بسخرية اعتادت عليها
- ومابه وضعنا الم تكوني راضيه به منذ البداية ؟
أجابت وهي تعتدل وتشد الغطاء حول صدرها
- اجل كنت راضية في البداية لأنك قلت بأن الوضع لن يستمر طويلا لكن ...
قاطعها وهو يجلس وينزل قدميه أرضا
- لم يحن لوقت المناسب ثم لا تنسي إني لازلت أدرس وأمر زواجي شيء مفروغ منه ألان
نظرت لظهره الأسمر العضلي لتقترب منه وتطبع قبلة عليه قبل ان تسند وجنتها هامسة برجاء
- وماذا أن علم احد بالأمر ؟!
أجابها ببرود وهو يشعل سيكارة
- أنت فقط اصمتي ولا تفتحي فمك ... ولن يعلم مخلوق أعدك بذلك !!
تنهدت باستسلام وهي تهمس بخنوع وذل ارتضته هي ووافقت عليه منذ البداية
- كما ترغب سليم .
...........................
.........................................
الساعة لم تتجاوز الخامسة صباحاً عندما استيقظت بنشاط .... أحست بالجوع فقررت ان تنزل لتعد لها فطورا مبكراً ... أردت روبها ووضعت حجابها ثم توجهت إلى المطبخ ... المنزل هادئ جدا على مايبدو انهم لايزالو نائمين .... وضعت أبريق الشاي على الموقد .... قطبت جبينها عندما سمعت صوت خطوات ... جفلت واستدارت لتنظر له بعينين متسعتان لكنه لم ينتبه لنظراتها ... ألقى عليه التحية وتقدم باتجاه الدولاب ... تنفست عدة مرات لتهدا من روعها ...وهي تهمس داخلها بقلق ... اهدئي غسق ليس هناك داعٍ للذعر ...
قررت ان تدعي اللامبالاة ... وفعلا توجهت إلى الثلاجة وأخرجت طبق الجبن ثم وضعته على المائدة .... نظرت بطرف عينها تراقب ما يفعله .... كان قد اخرج دله القهوة على ما يبدو يريد أن يعد القهوة ...أحست بالخجل من تجاهلها له استدارت وهي تخفض نظراتها قائلة بصوت متلعثم
- استرح ..أنت.. وأنا اعد القهوة لك !!
أجابها بابتسامة واهنة
- لا أريد أن أتعبك
قالت وهي ترفع نظراتها لوجهه المتعب قائلة بجدية
- لا يوجد تعب أرجوك اجلس وساعدها حالا
اومأ وهو يتوجه إلى الكرسي اتكأ بمرفقيه على المنضدة ثم احتضن رأسه من الجهتين ... كان يبدو عليه التعب الشديد ... لا تعلم لما أحست بالشفقة عليه ....أعدت له القهوة ثم وضعت الفنجان أمامه .... اعتدل بجلسته وبدأ يشربها بتمهل ... لم ينظر ناحيتها أبدا وكأنها غير موجودة... جلست على الكرسي قبالته ثم بدأت تشرب الشاي بهدوء ... قالت بعد فترة صمت دامت لدقائق
- وليد ... أن ...أن .. أردت استطيع الذهاب وحدي إلى الجامعة !!
قطب قائلا وهو يرجع بظهره إلى الوراء لينظر لها جيدا
- لماذا تقولين هذا الكلام
هزت كتفيها ببراءة
- تبدو متعبا ومريضا
انفرجت أساريره ... وارتخت ملامحه المتشنجة بثانية واحدة ... أسعده كثيراً نبرتها المهتمة ... رغم تلعثمها وخجلها الواضح .... قال بلطف جعلت نبضاتها تتسارع
- لا انا لست مريضا لكن فقط متعب من ضغط العمل في المزرعة .... شكرا لاهتمامك غسق !!
أطرقت رأسها وعادت لتكمل إفطارها بخجل وارتباك
.............................
........................................
لندن ظهرا
...................
قالت رضاب بتعب وهي تعض على شفتها السفلى
- آسفة همام أنا لن استطيع الحضور إلى الحفل !!
قطب ثم ترك الأوراق من يده وأولها اهتمامه قائلا
- ولماذا ؟!!
أجابت بخفوت
- اشعر بالتعب الشديد ... لا اعرف فجأة داهمني الألم أسفل ظهري
تأفف قائلا بحدة
- وألان ماذا علي أن افعل ... أنت زوجتي ومن المفترض أن ترافقيني أينما اذهب أليس كذلك !!!
قالت بلهجة معتذرة
- حبيبي انا آسفة صدقني لولا الم ظهري المفاجأة كنت لأتي معك .... أساسا انا مللت من الجلوس في المنزل وكنت متحمسة جدا لهذه السهرة !!!
أومأ باستسلام وعاود النظر إلى الأوراق التي بيده لتهتف بعد عدة دقائق
- لقد جاءتني فكرة رائعة
نظر لها وهو يرفع حاجبة بتساؤل لتكمل بعفوية وبراءة
- خذ أمي معك ... فهي كما تعلم سيدة مجتمع راقية ... كما أنها بالتأكيد سترحب بهذه المبادرة ... فهي تشعر بالملل مثلي تماما بسبب تأخرها باستلام العمل !!!
أجابها بفضاضة
- انا أقول لك بأن زوجتي من المفروض أن ترافقني وأنت تقترحين ان اصطحب والدتك ! يا لها من فكرة عبقرية !
همست برجاء
- ارجووووك انه أفضل حل
فكر قليلا ... ثم تنهد قائلا باستسلام
- حسنا فليكن وأمري إلى الله
................................
نهاية الفصل الثالث




Roqaya Sayeed Aqaisy غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 01-07-19, 10:02 PM   #32

Roqaya Sayeed Aqaisy

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Roqaya Sayeed Aqaisy

? العضوٌ??? » 345099
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,439
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Roqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
............................
...............
يا عود اعزف صبا ... راحن ايام الصبى
واحد يعذبه الزمن واحد هله تعذبه
يا عود ما خالفت بس خالفو خلتي
زرعوني وسط الجمر واتنطرو شجرتي
من كل كتر مشتعل يالغرتك ضحكتي
يا عود كلك حزن ؟! ما للفرح حصه ؟
ويصير نقضي العمر غصه بأثر غصه
يا عود عندك علم ما ظل إلي صاحب ؟
تركوني وسط البحر وتكسر القارب
يا عود وين الصدق ضاعت قياساتي
والناس الاحبهم صفو اسباب مأساتي
............
الشاعر كريم العراقي
...........
..............................
يجلس بمكتبه الهندسي المتواضع ... صحيح هو ليس مكتباً ضخماً وكبيراً إلا انه يفي بالغرض ويناسبه .... فهو يعرف ويقدر الظروف التي تمر بها المزرعة خاصة بالآونة الأخيرة ... حتى وان لم يتكلم وليد عن وضعه المالي أمامه أبدا .... يتمنى أن يقدم المساعدة إلا انه صدقا لا يفهم بأمور الزراعة والحيوانات !!!
لم يكن يريد أن يثقل على أخيه .... غير أن وليد أصر على استئجار هذه الشقة البسيطة وتحويلها لمكتب تصاميم هندسية خاص به ...
تعالى صوت رنين الهاتف ليرفعه ويجيب وهو لايزال يركز على الأوراق المبعثرة
- مرحباً !!
وصله صوتها الناعم وهي تقول بليونة
- مرحبا زهير ... كيف حالك !
أجابها وهو يرفع رأسه ثم يرجع بظهره إلى الوراء
- أهلا سلمى ... الحمدلله بخير ..... كيف حالك أنت ؟!
قالت بضجر
- بخير .. غير أني اشعر بالملل !
زفر بضيق .. لقد بدأت موشح التذمر والتشكي الذي تلقيه على مسامعه يوميا أجابها بصبر
- لقد اقترحت لك الحل المناسب لتشغلي وقت فراغك لكنك لا ترغبين حتى بالتجربة .
قاطعته بسرعة وذكاء
- اتركنا من هذا الكلام وركز معي
قطب قائلا
- خيرا ماذا هناك ؟!
أجابته بهدوء وحذر
- اممممم ... لقد سمعت أمي تتحدث مع والدتك وتقول بأن عمتك وابنتها جاءوا ليسكنوا معكم ؟!
أجابها موافقا وهو لا يفهم مغزى سؤالها
- اجل لقد وصلوا قبل بضعة أيام !!
قالت بضيق واضح
- ولماذا ؟!
رفع حاجبه بتعجب قائلا
- ما هو الماذا ؟!!
أجابت وهي تتململ بجلستها
- لماذا جاءوا .... اقصد هل سيعيشون هنا إلى الأبد ؟!
قال بعدم اهتمام وهو لا يزال متعجب من أسألتها الغريبة
- اجل أظن ذلك ... تعرفين الأوضاع الأمنية المتدهورة في بغداد !!
قالت بحقد وبنبرة لم ترق له أبدا
- ولماذا يسكنون في منزلكم ؟! لما لا يستأجرون منزلا خاصا بهم لقد ...
قاطعها بحده وغضب وقد فهم تماما مقصدها
- ماذا هناك سلمى ؟! ما شأنك بعمتي وابنتها سواء سكنوا معنا أم لا ؟!
أجابته ببراءة وهي تبتلع ريقها بتوتر
- بالتأكيد ليس من شأني أنا فقط اقصد أن منزلكم صغير ولا يتحمل وجود عدد أضافي خاصة بعد أن سكنت حبيبة معكم !
أجابها بصرامة لا تقبل الجدل
- شكرا لك على خوفك واهتمامك ... لكن أعيد و أأكد عليك مرة أخرى هذا ليس من شأنك !! عمتي وابنتها لا ليس هما فقط بل كل أفراد أسرتي .. خط احمر لا تحاولي المساس أو التدخل بأي أمر يخصهم بتاتاً... اتفقنا ؟!!
أجابت وهي تلوي فمها بغل بينما تهمس بصوت منخفض
- كنا بابنه خالتك المعاقة لتأتي آنسة غسق وتكملها !!
أجابها بقوة
- ماذا قلتِ !!
قالت بنعومة وطيبة
- كنت أقول يجب ان أزوركم لأتعرف على عمتك وابنتها هذا واجبي حبيبي!
تنهد وقد لانت ملامحه قليلا
- حسنا .... بالفعل كنت أريد أن أكلمك بهذا الخصوص ... ما رائيك أن تأتي اليوم على الغداء ؟!!
أجابت بلهفة وسرعة فهي تريد أن تراها لتعرف هل هي جميلة أم لا !!
- اجل .. اجل .. أود ذلك ...
قال بهدوء قبل أن يودعها
- حسنا سأمر لاصطحابك ما أن انهي العمل .
أغلقت الهاتف وهي تلوي شفتها بعدم رضا
- فلنرى الآنسة غسق ما وراءها هي الأخرى
دلفت والدتها إلى الصالة وهي تنظر لأبنتها بتعجب
- ماذا ؟! هل أصبت بالجنون لتكلمي نفسك ؟!!
أجابتها وهي ترمي هاتفها على الطاولة الصغيرة
- الظاهر ان نهايتي الجنون بسبب أفعال السيد زهير وعائلته الموقرة
قالت والدتها بتساؤل وهي تجلس جانبها
- ماذا هناك ؟!
أجابتها وهي مندهشة من برود والدتها ولامبالاتها
- الم تقولي بنفسك أن عمته وابنتها جاءوا ليعيشوا معهم في المنزل؟!
قالت والدتها بعدم فهم
- اجل لكن ما شأنك أنت بهما
أجابتها بحدة
- كيف ما شأني ؟!! الم يتفق مع أبي أن أعيش معهم في المنزل !! وأنت تعرفين أن منزلهم بالكاد يكفيهم مع تلك المعوقة الخرساء لتأتي عائلة عمته وتكمل احتلالها !!
رفعت والدتها حاجبها باستغراب
- وهل هذا ما يعكر مزاجك ؟!
لتجيبها وهي تقضم شفتها بتأفف
- هل هذا قليل بنظرك أمي !! أعيش بغرفة صغيرة طوال حياتي !!
ابتسمت والدتها بمكر
- يا غبية لقد اشترطنا عليه بأن يبني لك جناح منفصل في منزلهم إنسيتي !! أجابتها سلمى بتوتر
- لم أنسى أمي لكن على الرغم من ذلك أنا أيضا سأضطر للنزول إليهم في أثناء الوجبات وهذا يعني بأني سأبقى تحت أنظارهم ومراقبتهم المستمرة !
قالت والدتها بنبرة استخفاف وسخرية
- ومن قال بأني سأبقيك هناك طوال حياتك !!
نظرت سلمى لوالدتها وعيناها العسليتان تلمع بسعادة
- ماذا تقصدين أمي ؟!
أجابت والدتها بخبث
- عندما يتم الزواج ستعرفين ليس وقته ألان ... المهم أن تتمتعي وتفرحي مع خطيبك ولا تحملي هما أبدا
انحنت سلمى لتقبل والدتها وهي تقول بسعادة
- لا حرمني الله منك أمي
نهضت بنشاط لتكمل
- سأذهب لأستعد لقد قال بأنه سيأخذني اليوم لا تعرف عليهم
وقفت والدتها توافقها
- اجل اذهبِ وحاولي أن تكوني لطيفة مع الكل لا نريد مشاكل فهمتي ؟!
أجابتها بسرعة قبل ان تنطلق لغرفتها
- حسنا أمي سأحاول من أجلك فقط !
.............................
..................
كانت تسير في الممر المؤدي إلى قاعة المحاضرات عندما شعرت بشخص يصطدم بها فجأة .. لا تعرف من أين ظهر أمامها !!!
تبعثرت الكتب من يدها ... انحنى بسرعة البرق قائلا لها بليونة وعيناه تلمعان
- أسف آنستي لم أرك أمامي
تمتمت بكلمات مقتضبة وهي تأخذ كتبها منه ثم تنحت جانبا لتكمل طريقها غير ان صوته الرجولي أوقفها ثانية
- أنا سليم معك في نفس القسم وأنت غسق أليس كذلك ؟!
أومأت بحذر وهي تجيبه ببرود
- اجل انا غسق وسررت بالتعرف إليك
مد يده ليصافحها ... نظرت الى يده الممدود بجمود ثم قالت
- أسفه لا اصافح الرجال
سحب يده بحرج وهو يتوعدها بسره على برودها وتعجرفها ماذا تظن نفسها
- هل من الممكن أن ادعوك لشرب شيء ما ؟!
نظرت له بدهشة ليسارع بالقول
- فقط كعربون صداقه واعتذار
هزت رأسها بالنفي قائله
- لم يحدث شيء لتعتذر عنه ... عن أذنك !
تركته وابتعدت بسرعة وهي تتمتم بانزعاج
-اف ياله من علقه ألا يفهم أنني لا أريد التكلم معه ... غبي !
اما سليم فقد ظل يراقب ابتعادها شارداً وبعينيه نظرة إصرار على إيقاعها مهما كلفه من ثمن ...شعر بيد صديقه وكاتم أسراره ( باران ) وهو يربت على كتفه بسخرية
- يبدو أن خطتك لم تنجح .... أنها ليست سهلة كما كنا نتصور !
أجابه دون ان يبعد عينيه عن طيفها البعيد
- المعركة لاتزال في أولها وسنرى من يضحك أخرا !!!
.......................
.................................
ما ان اتصل زهير بوالدته يعلمها أن خطيبته ستأتي معه لتشاركهم الغداء حتى أحست وكأن الهواء بدأ ينسحب من رئتيها ؟!
بكل مرة تراهما معا تتمنى ان تصرخ قائلة بأعلى صوتها .. اتركيه ... هو لي .. من حقي أنا ... أنا أحببته قبلك ... أنا ابنة خالته و أولى به ... لكنها ما ان تراها وتقيس مقدار الفرق بينهما حتى تلوذ بالصمت ... وتسقط على صخور الواقع المرير .... فما هي سوى خرساء تخرج الحروف بشق الأنفس وبتأتأة بغيضة ... مثيرة للضحك والسخرية ... لا يوجد علاج لهذا المرض ... فمرض هو مرض نفسي وليس عضوي ... فهي بالفعل عندما تكون سعيدة وفرحة تتكلم بصورة طبيعية ودون تلعثم وان كان تلعثمها طفيفا لكن المشكلة هي عندما ترتبك او تخجل ...الكلمات تخرج لاهثة متقطعة...وهي ما شاء لله مع زهير طوال الوقت تشعر بالخجل والضآلة!!
كانت تقف تجلي بعض الصحون عندما سمعت سعدية تسأل خالتها سعاد بفضول
- من هي خطيبة زهير هل هي من العائلة ؟ أأعرفها ؟!
أجابتها سعادة وهي تقطع الخضراوات استعدادا لعمل السلطة
- كلا عزيزتي لا تعرفيها .... هي ابنه صديق أكرم .
أومأت سعدية ثم قالت بشك
- اممممم لا اعرف لماذا اشعر بأنك لا تحبيها !!
رفعت سعاد حاجبيها ونفت قائلة
- بالعكس يا سعدية ... الفتاة لم تفعل شيء يغضبني والله يشهد ... لكن ...
حثتها سعدية
- اجل ...لكن ماذا ؟!!
انحنت ناحيتها وقالت بخفوت
- بيني وبينك ... أنا اشعر بأن ولدي لا يميل لها !!
بادلتها سعدية الهمس
- ولماذا تشعرين بذلك !!
وقبل أن تجيب قالت حبيبة بهدوء بينما داخلها شعرت وكأنها متلصصة وطفيلية عليهما .... ومما بدا لها انهما تتهامسان بشيء لا يردانها ان تسمعه لذلك فضلت الانسحاب بكرامة
- خالتي سأذهب لأستحم ... عن أذنكما
أومأت سعاد قائلة بعطف
- اذهبِ حبيبتي
وما أن خرجت حتى قالت سعدية
- أكملي لماذا تشعرين بان زهير لا يميل لها !! هل قال لك ذلك !!
هزت رأسها وهي تمسح يدها بالمنشفة
- كلا طبعا ... زهير لا يتكلم أبدا ... لكن انا اعرفه جيدا ... قلب والدته يحاول ان يبدو سعيداً ومتحمساً .... قد يستطيع خداع الجميع إلا انه من المستحيل إن يخدعني !!
تنهدت وأكملت بحسرة
- لكن ماذا أقول رحم الله أخيك هو السبب !!
قطبت سعدية قائلة
- كيف ؟!
أجابتها وهي تلوي فمها بعدم رضا
- لقد فرضها عليه فرضاً دون حتى أن يعطيه الفرصة للاختيار !
تنهدت سعدية وهي تقول بشرود
- أكرم كان قاسيا جدا ... رحمه الله
شددت سعاد على ما قالته
- جدا جدا صدقيني .... أخيك لم ينصف اي من ابناءه .... ربما تبارك فقط من كانت محظوظة بأن والدها كان عطوفاً عليها على غير العادة !!
قالت سعدية بجدية وصدق
- لما لا يفسخ الخطبة ان كان لا يحبها ... اعذريني سعاد لكن هذا زواج وليس لعبة للأطفال ... كيف سيقضي حياته مع فتاة لا يكن لها أيه مشاعر !!
أجابتها سعاد وهي تهز رأسها بأسى
- يا ليته يفسخها يا أختاه .... لقد نصحته بذلك لكنه قال بأنه موافق وهو يريدها فعلا .. متعللا بأنه و بكل الأحوال سيتزوج ولما لا تكون هي ... كما انه لا يريد أن ينزل كلمة والده !!
قالت سعدية
- منطق غريب وغير مقبول أبدا .... على أية حال هو أدرى بمصلحته ... فليوفقه الله ويكتب له السعادة
آمنت سعاد خلفها برجاء وخوف من المستقبل المجهول والذي قلبها غير مطمئن له ابداً
- اللهم أمين
..................
...........................
كالعادة رمت السلام بهمس وجلست في المقعد الخلفي للسيارة .... بدأت تشعر بالضجر والاختناق من تدخل وليد بكل أمر يخصها ... لازالت تذكر ذلك اليوم عندما أصابها مغص شديد في بطنها ... كانت علامة على اقتراب دورتها الشهرية .... بذلك اليوم لا تعرف كيف أكملت المحاضرات وخرجت من الكلية بسلام ... لكنها ما أن جلست في السيارة حتى سارع وليد باستجوابها بنبرة فضولية
- مابك غسق لما أنت شاحبة ... هل هناك شيء ؟!!!
هزت رأسها وهي تقول بإنهاك
- كلا ... لا يوجد شيء اطمئن !
قطب وهو ينظر لها من المرآة ليعاود سؤالها بإلحاح مستفز وبلهجة استجوابيه تكرهها بشدة
- تكلمي يا فتاة ماذا هناك ... هل تعرضتي للمضايقة ... هل أسمعك احد الشباب كلاما أزعجك !
ايضا هزت رأسها بلا وقالت بضيق
- بطني تؤلمني قليلا !
ليوقف السيارة بمحاذاة الرصيف قائلا وهو يلتفت و ينظر لها بتركيز واهتمام
- ربما اكلت شيئا فاسدا ... سأأخذك إلى المشفى !
قالت بسرعة بينما وجهها الشاحب تحول لكتله من الون الأحمر والعرق البارد بدأ يتجمع على جبينها
- لا داعي ... هو مجرد الم بسيط ربما تعرضت للبرد ... احتاج لشراب دافئ وأصبح بخير .
عندها فقط كف عن إلحاحه المزعج ... ألان ذعرها وخوفها من وليد تحول لاستنكار وبغض ...بغض ليس منه هو بل من تصرفاته وأوامره التي أصبح يمليه عليها بتعجرف ولامبالاة !!!
عادت من رحلة أفكارها على صوته الرخيم وهو يقول لها
- غسق أود ان أتكلم معك بموضوع مهم جدا
رفعت نظراتها الزرقاء لتصطدم يعيناه الداكنتين عبر المرآة .. قطبت وقالت بتسأل
- تفضل ماذا هناك ؟!
سحب نفسا عميقا ثم نظر الى الطريق الممتد أمامه بصمت .... يحاول إيجاد كلمات مناسبة ليبدأ كلامه معها ... هو لا يردها أن تفهمه خطئاً لكن يجب ان ينبه عليها وينصحها بحكم انه ابن عمتها واكبر منها سناً وخبرةً ... ثانياً هي جميلة جدا بالتأكيد ستكون محط انظار الشباب المستهترين الذين يعبثون بمشاعر الفتيات تحت مسمى الحب والصداقة ... لا يريد لها ان تقع في هذا الفخ الحريري الناعم والذي يشبه بنعومته شباك العنكبوت الماكرة .... أجلى حنجرته وقال بهدوء
- حسنا ... انا فقط أود ان أنصحك بأن تنتبهي جيدا لتصرفاتك في الجامعة بعض الشباب يفهمون الابتسامة والتصرفات العفوية خطئاً كما ان اغلبهم غير صادقين بمشاعرهم يحاولون التسلية ... يعقدون الرهانات فيما بينهم على مشاعر الفتيات لذلك .....
كانت تستمع له بذهول وعيناها متسعة من مدى وقاحته ... ماذا يعتقد !! هل هي طفلة ام ساذجة يمكن ان تخدع بكلمتين ناعمتين يلقوه على مسامعها وكأنها فتاة خفيفة ومستهترة تصطاد الشباب !!!!
هتفت تقاطعه بحدة
- ارجوك لا تكمل !
صدرها اخذ يعلو ويهبط بسرعة بينما تجاهد ليخرج صوتها هادئا وقد نسيت حذرها منه وأخرجت من حالة السبات تلك الروح المتمردة التي تتلبسها عندما تكون غاضبة
- ماذا تظنني !!! هل انا بنظرك سهلة لهذه الدرجة لكي اصدق اي كلام يتناهى إلى مسامعي ....ام ربما بدا لك بأني فتاة أعاني من جفاف عاطفي !
قطب قائلا بتعجب واستغراب
- جفاف ماذا ؟!! مالذي دهاك يا فتاة !!
أجابته بوقاحة وجراءة
- ماذا دهاني انا !!! بل ماذا دهاك أنت لتكلمني بهكذا موضوع !! مالذي رأيته علي ليثير الشكوك لديك ؟!!!
قال بحدة وبنبرة مرتفعة نسبياً
- لقد فهمتني الأمر بشكل خاطئ .. أنا أردت أن أقدم لك النصح لا أكثر
أجابت بلهجة حاسمة وهي تمسك الكتاب الذي بين يديها بقوة
- أرجوك ... لا احتاج للنصح لا منك ولا من غيرك ... لذلك وفر نصائحك لنفسك وشكرا لك كثيرا على خوفك وحرصك ! أنا اعرف كيف أتصرف جيداً !
هذه الفتاة بحاجة الى أعادة تأديب وتربية وعلى طريقته الخاصة همسها داخله غاضباً ... قبل ان يرد عليها ببرود وجدية وهو يقطب حاجبيه الكثيفان
- اولا تعلمي انه عندما تتكلمين معي تتكلمين بأدب ...وصوتك هذا لا يعلو بحضوري أبدا !! هل هذا واضح ؟!
ليكمل بجمود وعيناه مثبته على الطريق
- وثانياً وهو الأهم والذي يجب ان تعرفيه وتعيه جيدا هو أن كل من في المنزل لا يتصرفون الا بمشورتي انا عدا والدتي طبعاً ... ومادمت تسكنين تحت سقف منزلي فأنا مسئول عنك شئت هذا ام ابيتِ ..هل فهمتِ يا ... ابنة عمتي الصغيرة !!
مالذي عليها ان تفعله ألان ! أخذت تفكر بسرها !! هل تغرس اظافرها بوجهه الكريه الهادئ ام تفتح الباب وترمي نفسها في الشارع لتتخلص منه !!
لكن لا لن تعطيه الفرصة لإذلالها اكثر ... ظلت صامته تنظر الى الشباك بعد ان حدجته بنظرة باردة لا مبالية وكأنها تخبره بأنها لا تهتم بكل ما قاله
بينما وليد يشعر بأن الأيام القادمة ستكون صعبة جدا مع تلك المتمردة الصغيرة ! همس بخفوت يا الهي أعطني الصبر وطولة البال لا تحمل تصرفاتها الطفولية من اجل عمتي المسكينة وإكراما لذكرى والدها الطيب !
.............................
........................................
دلفت سعدية إلى الغرفة ثم قالت بهدوء
- من الجيد انك أتيت اليوم مبكراً من الجامعة فخطيبة زهير مدعوة على الغداء وكان سيكون من غير اللائق عدم وجودك معنا
أومأت غسق بصمت ووجه متجهم وهي تجلس على طرف الفراش
قالت والدتها وهي تنظر لها بفضول وانتباه
- مابك غسق لما أنت منزعجة !!!
أجابت غسق بضيق
- لست منزعجة أمي !! أنا فقط تعبه من الدراسة !!
قالت والدتها بحب
- ليكن الله بعونك صغيرتي
ثم أكملت وهي تتوجه إلى الخارج
- استعدي وانزلي لتساعدينا فهم على وشك الوصول
راقبت غسق اختفاء والدتها ثم همست ببرود
" هل يجب علي أن أتحمل وجود ذلك المغرور المتكبر وأتصرف بصورة طبيعة ... ثم حتى لو تحملت ...إلى متى سيظل يتدخل بشؤون لا تعنيه !! لماذا يضعني في رأسه ومالذي يريده مني بالضبط !!!
هي تستطيع وبكل بساطة ان تخبرها بكل شيء يفعله وليد معها ..لكنها لا تريد ان تزعج والدتها المتعبة التي ألان فقط وجهها عاد لتورده قليلا ...كما أنها بالإضافة لذلك لا تريد افتعال المشاكل ولم يمضي على وجوده سوى عدة أسابيع قليلة !!

زفرت بضيق ثم قالت بصوت مرتفع
- تبا لك يا وليد ... لن أكون غسق أن لم اقنع والدتي باستئجار منزل مستقل لنا ...عندها ارني كيف ستتحكم بي وتفرض رأيك و سيطرتك علي "
........................
......................................
أنها جميلة .... لا بل جميلة جدا حتى أنها أجمل منها بكثير... صحيح هي تمتلك عينان عسليتان وبشرة بيضاء .. إلا ان تلك الدخيلة الجديدة بالفعل جميلة همستها سلمى داخلها بغل وهي ترمق غسق بنظرات خاطفة ... لتدير وجهها لتلك الخرساء تبا لها متى ستغادر وترحل من هنا .. تكاد تقسم ان هذه الفتاة تعشق احد الشابين أما وليد او زهير لكن من المرجح أنها تميل لزهير ... فزهير يعاملها دوما بحنان وعطف ... كم مرة قالت له ونبهته من مغبة اهتمامه المبالغ به ناحيتها لكنه لا يلقي بالا ... يرد عليها بهدوء قائلاً ... انها لديه بمثابة شقيقته تبارك تماماً .... أف ياربي لما لم يخطبني وليد !!!

نظرت لهيبته الرجولية ..شعره ...عيناه ...وجهه ... ابتسامته ... كم تمنته سرا ان يكون زوجاً لها ... والله لارتضت ان تعيش معه بكوخ صغير .. لكن شاء الله ان يخطبها الابن الأصغر ... تنهدت بصوت مسموع لتعلق سعاد بحنان
- لقد اشتقنا لك سلمى لما لا تزورينا باستمرار ؟!
إجابتها بابتسامة صغيرة
- ان شاءلله خالتي سأزوركم دائما لقد أحببت غسق واشعر بأننا سنكون صديقتين
أجابت غسق برقة وابتسامة صادقة
- يشرفني ذلك سلمى ... وانا أيضا أحببتك وكذلك تبارك وحبيبة لم أكن أتخيل ان أحظى بهذا الكم من الأخوات والصديقات !!
تحولت ابتسامة سلمى إلى أخرى باردة وهي تجيبها
- اجل اجل . تبارك وحبيبة فعلا طيبات جدا
أجابت تبارك وهي توجه كلامها لغسق متعمدة تجاهلها لسلمى التي لم تحبها او ترتح لها منذ البداية ... فهي لأكثر من مرة عارضت موضوع خطبة أخيها لتلك الماكرة الا ان والدها رحمه الله لم يكن يأخذ بنصيحة اي احد !
- وانا سعيدة بوجودك انت وحبيبة ... فقد كنت فعلا اشعر بالوحدة قبل وجودكما !
وقبل ان تجيب غسق قالت سلمى بنبرة ودية لكنها عرفت أنها أصابت هدفها بنجاح عندما لمحت وجه تبارك الذي شحب بشدة
- غدا عندما تتزوجين سترزقين بالأطفال وستكونين مشغولة برعايتهم وعندها لن تشعري بالوحدة ابداً !!
الجو أصبح مشحوناً حتى زهير ووليد لاحظا ذلك غير ان سعاد سارعت بتغير دفة الحديث بمهارة وقلبها يتقطع على حال ابنتها وحظها العاثر .. كاملو وجبه الغداء بينما تبارك تجاهد لكي لا تبين حزنها ودموعها التي كانت على وشك الانسكاب ....
.........................
.......................................
لا أنت بعيد فأنتظرك
ولا أنت قريب فألقاك
لا أنت لي فيطمئن قلبي
ولا أنا محروم منك لأنساك
أنت في مُنتصف كل شيء
...........
" رباه أعطني القوة والإرادة لأوقف تغلغله إلى داخلي ... لأمنع انتشاره بين خلايا دمي وروحي وعقلي .... الهي الرحيم لا تدعهم يكتشفون أمري فأنفضح وأكون فعلاً مثيرة للسخرية والشفقة "
هذا ما همست به حبيبة التي كانت تعيش بعالم خاص بها معزولة عنهم تماما تنظر لهما بين حين وأخر ... كم هما يليقان لبعض .... احدهم يكمل الأخر ... عندما تلتقي الرجولة والوسامة مع الأنوثة والدلال يشكلان مزيجا رائعا

لا يهم ... لا يهم حزنها ... لا يهم تعاستها ... المهم هو .... يارب فقط اجعله سعيداً وفرحاً طوال حياته ... هذا جل ما أتمناه !!
تعرف جيداً أن سلمى تكرهها وتنفر منها ...ليس هذا فقط بل هي حتى أظهرت امتعاضها وعدم قبولها على وجودها المستمر في منزل خالتها ... كما انها أحست بأن اهتمام زهير الأخوي الذي يبديه لها بات يزعج سلمى كثيراً ..ليس من الضروري أن تسمع رفضها واستنكارها لكل ذلك يكفي أن تنظر لوجهها لتقرأ ما هو واضح وجلي فيه !
صدقاً لو كان الأمر يعود إليها لهربت من هنا ...للاذت بالفرار إلى مكان بعيد ...لا تعرف فيه احد ...تعيش بمفردها تبكي حظها العاثر ومصيرها المجهول التعس !
.......................
.............................
مساءاً في لندن
....................
- من هي تلك المهرة العربية الأصيلة ؟!
همسها جابر بالقرب من أذن همام الذي وجه نظراته حيث أشار صديقه
أجابه وهو يشرب الشمبانيا ببطء
- سناء ... والدة زوجتي
اتسعت عينا جابر وقال بصدمة حقيقية
- أنت تمزح بالتأكيد !!!
هز همام رأسه وقال
- كلا طبعا ... صدقني هي والدة زوجتي !
قال جابر بتساؤل وهو يلتهم جسد سناء الذي برزت منحنياته الأنثوية المثيرة من خلال فستانها الأسود القصير ... بينما شعرها الليلي كان متموجا بتصفيفه راقية يصل لمنتصف ظهرها ... كانت تقف مع إحدى المدعوات تتكلم معها بثقة وكبرياء .... وابتسامة مشرقة تشق شفتيها المكتنزتين بينما بشرتها تتلألأ تحت الأضواء .... والفضل يعود في ذلك لحقن الفيلر والبوتكس بالإضافة لجلسات الأقنعة والحمامات المغربية التي تحرص على سناء على عملها بين حين وأخر ... كانت بالفعل سيدة مجتمع راقية وجذابة
- كم تبلغ من العمر ؟!
أجابه همام بلامبالاة
- في الأربعين ... اممم ربما ثلاث وأربعون عاماً ... لكن لما تسأل ؟!
تجاهل جابر سؤاله وأردف بلهجة تنم عن الشهوة
- تباً لقد ظننتها في الثلاثينيات من عمرها ....
ليكمل بخبث ومكر وهو يلتفت لينظر لهمام الذي ركز نظراته على سناء وكأنه انتبه للتو لما قاله صديقه
- أين كان عقلك !!! لا اعرف لما لم تفكر بالزواج منها بدلا من ابنتها اللحوحة التي قرفتك في عيشتك منذ أن تزوجتها للان !!
.....................
................................
نهاية الفصل الرابع


حررره likes this.

Roqaya Sayeed Aqaisy غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 02-07-19, 06:32 PM   #33

نورالخاقاني
 
الصورة الرمزية نورالخاقاني

? العضوٌ??? » 420542
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 702
?  نُقآطِيْ » نورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم

ابدعتي عزيزتي

بداية حياة جديدة الغسق في جامعه وتعرفها على اصدقاء جدد

اكيد هي راح تكون حذره من اي اغراء يوجها في حياة جامعية جديده

بعد مارات من عذاب في حياتها واكيد ماراح تخون ثقة امها

لكن هي متحسسه جدا من وليد اعتقد عدها خوف انه هو قاصي متحكم

سلمى ماحبيتها أبداً وخصوصا هي مخطوبه زهير وعينها على أخيه

حبيبه فتاة مسكينه وخجولة اكيد بسبب امها اهملت بناتها

اهتماماته بنفسها وجمالها ونورقها كدام العالم كان اهم من بناتها

احداث كثير ابدعتي فيها اليوم سلمت اناملك

تحياتي لكي حياتي 💖💖💖💖💖💖


نورالخاقاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-19, 08:15 PM   #34

Roqaya Sayeed Aqaisy

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Roqaya Sayeed Aqaisy

? العضوٌ??? » 345099
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,439
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Roqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورالخاقاني مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

ابدعتي عزيزتي

بداية حياة جديدة الغسق في جامعه وتعرفها على اصدقاء جدد

اكيد هي راح تكون حذره من اي اغراء يوجها في حياة جامعية جديده

بعد مارات من عذاب في حياتها واكيد ماراح تخون ثقة امها

لكن هي متحسسه جدا من وليد اعتقد عدها خوف انه هو قاصي متحكم

سلمى ماحبيتها أبداً وخصوصا هي مخطوبه زهير وعينها على أخيه

حبيبه فتاة مسكينه وخجولة اكيد بسبب امها اهملت بناتها

اهتماماته بنفسها وجمالها ونورقها كدام العالم كان اهم من بناتها

احداث كثير ابدعتي فيها اليوم سلمت اناملك

تحياتي لكي حياتي 💖💖💖💖💖💖


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صح غسق ما راح تخون ثقة امها ابدا وهي فتاة طيبة القلب وحنونة مع الجميع ماعدا وليد
طبعا اندفاعها راح يوقعها بمشاكل معقدة .... اي فعلا حبيبة فقدت ثقتها بنفسها بسبب معاملة امها المجحفة ...صعب جدا ان يفرق احد الأبوين بالمعاملة بين الاولاد هذا راح يخلق هوة عميقة بينهم اتمنى ان تنتبه الامهات لهذا الامر ....
صح سناء ماتفكر غير بنفسها وبس
عاشت ايدج حبيبتي تحليل روعة
منورتني بمتابعتج


Roqaya Sayeed Aqaisy غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 02-07-19, 09:21 PM   #35

عشقي بيتي

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 427263
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,408
?  نُقآطِيْ » عشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

فصلين رائعين واحداث مشوقه
حبيبه اكثر شخصيه احببتهاتحتاج الى تعزيز ثقتهابنفسها ودعمها نفسياومعنويا لكن من ياترى بيكون الداعم لهااتمنى من غسق ان تلاحظ عليها ذلك وتتخذها صديقه مقربه منها
اماسناءفهي مثال للام القاسيه اللامباليه بأبنائها واهتمامها ينصب على نفسها وجمالها وعلاقاتهاالراقيه
يسلمو يداتك غاليتي على هذاالجمال والرقي


عشقي بيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-19, 01:11 PM   #36

Roqaya Sayeed Aqaisy

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Roqaya Sayeed Aqaisy

? العضوٌ??? » 345099
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,439
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Roqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشقي بيتي مشاهدة المشاركة
فصلين رائعين واحداث مشوقه
حبيبه اكثر شخصيه احببتهاتحتاج الى تعزيز ثقتهابنفسها ودعمها نفسياومعنويا لكن من ياترى بيكون الداعم لهااتمنى من غسق ان تلاحظ عليها ذلك وتتخذها صديقه مقربه منها
اماسناءفهي مثال للام القاسيه اللامباليه بأبنائها واهتمامها ينصب على نفسها وجمالها وعلاقاتهاالراقيه
يسلمو يداتك غاليتي على هذاالجمال والرقي
اهلا وسهلا حبيبتي .... حبيبة راح يصير حدث قوي ومهم يخليها تتغير وتزيد قوتها وانا اشاطرك نفس الرائي قصة حبيبة بالاضافة لقصة رضاب اكثر قصتين مؤلمتين بالرواية
حبيبتي عاشت ايدج على تعليقك الرائع نورتيني بمتابعتك


Roqaya Sayeed Aqaisy غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 03-07-19, 07:00 PM   #37

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

من الواضح أن ابطالك سيعانوا كل واحد بطريقة ما🙄


غسق تمر بمرحلة صعبه تهاجم من أمامها دون أن تشعر وبالأخص وليد متى ستتأقلم على الوضع الجديد وتهدأ أما وليد فشخصية يعتمد عليها وغامض نوعاً ما 😎



زهير أخطأ باستمراره بالخطوبه لأنها فاشله وسيكون زواج افشل و سلمى غير مريحه و والدتها أيضا وستأتى مصائب منهم وحبيبه ما تمر به صعب حب من طرف واحد ولا تستطيع البوح لأحد ثقتها بنفسها ضعيفه للغايه وتبارك ما سبب عدم زواجها الى الآن 🤔



القفلة مريبه💥 كنت أحس ما بين السطور أن هناك ما سيحدث بين همام و والدة زوجته ولكن معقول ما أفكر به صحيح وان يتصرفوا بهكذا وضاعة الصراحه لا استبعد عنهم أى شىء لأنهم احقر من بعض ولكن توصل أن ينظر لها همام بطريقة غير أنها والدة زوجته لنرى معك 😮



هذه الأم👿 استغلت ضعف ابنتيها لصالحها يا ريت كانوا أقوى من ذلك لأنها تحتاج لمن يقف بوجهها كسرت ابنتيها ولا على بالها ولكن الى متى تستمر بذلك ربنا ينتقم منها



هناك أيضا عبدالعزيز واخته رونق👍 اعتقد لا ضرر منهم عكس سليم اللى ممكن يكون له دور مؤذى😒



احسنتى عزيزتي بالتوفيق 👏👏👏


bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-19, 10:54 PM   #38

Roqaya Sayeed Aqaisy

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Roqaya Sayeed Aqaisy

? العضوٌ??? » 345099
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,439
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Roqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bobosty2005 مشاهدة المشاركة
من الواضح أن ابطالك سيعانوا كل واحد بطريقة ما🙄


غسق تمر بمرحلة صعبه تهاجم من أمامها دون أن تشعر وبالأخص وليد متى ستتأقلم على الوضع الجديد وتهدأ أما وليد فشخصية يعتمد عليها وغامض نوعاً ما 😎



زهير أخطأ باستمراره بالخطوبه لأنها فاشله وسيكون زواج افشل و سلمى غير مريحه و والدتها أيضا وستأتى مصائب منهم وحبيبه ما تمر به صعب حب من طرف واحد ولا تستطيع البوح لأحد ثقتها بنفسها ضعيفه للغايه وتبارك ما سبب عدم زواجها الى الآن 🤔



القفلة مريبه💥 كنت أحس ما بين السطور أن هناك ما سيحدث بين همام و والدة زوجته ولكن معقول ما أفكر به صحيح وان يتصرفوا بهكذا وضاعة الصراحه لا استبعد عنهم أى شىء لأنهم احقر من بعض ولكن توصل أن ينظر لها همام بطريقة غير أنها والدة زوجته لنرى معك 😮



هذه الأم👿 استغلت ضعف ابنتيها لصالحها يا ريت كانوا أقوى من ذلك لأنها تحتاج لمن يقف بوجهها كسرت ابنتيها ولا على بالها ولكن الى متى تستمر بذلك ربنا ينتقم منها



هناك أيضا عبدالعزيز واخته رونق👍 اعتقد لا ضرر منهم عكس سليم اللى ممكن يكون له دور مؤذى😒



احسنتى عزيزتي بالتوفيق 👏👏👏




غسق مندفعة بقراراتها ومتسرعة وهذا راح يخليها بموقف صعب جدا .... اما وليد فهو فعلا له ماضي مؤلم لم يعرف به احد فقط والدته ..... تبارك بالفصل القادم راح تعرفين ليش هي غير متزوجة لحد الان ..... عبودي راح يكون اله دور مميز هو ورونق ....
سناء لاتعليق فعلا .... بس احساسج صحيح
نورتيني بوجودج حبيبتي


Roqaya Sayeed Aqaisy غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 04-07-19, 09:59 PM   #39

Roqaya Sayeed Aqaisy

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Roqaya Sayeed Aqaisy

? العضوٌ??? » 345099
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,439
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Roqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخيرات احبتي اليكم الفصلين الخامس والسادس
....................

الفصل الخامس
..................
لم اتمنى البكاء يوما ولكن هم الزمان ابكاني تمـنيت ان اعـيش كمـا تريد نفسي ولكن نفسي عاشت كما يريد زماني
....................
دلفت تبارك إلى غرفتها وهناك أطلقت العنان لدموعها الحبيسة ... شعورها بالإحباط والحرمان يتفاقم ... لقد خلق الله داخل كل أنثى فطرة تميل للأنس والتوق للالتقاء بشريك حياتها أسوة ببنات جنسها ... لكن هل ذنبها أن يرزقها الله برجل نذل وجبان !! بانت نواياه الطامعة خلال فترة الخِطبة !!
ثم هي لم تشعر نحوه بأية مشاعر رغم محاولتها لأكثر من مرة التغاضي عن عيوبه !!!
تعرف جيدا أنها في الفترة الأخيرة أصبحت انطوائية تميل الى العزلة لكن ذلك كله بسببهم ... بسبب المجتمع المتخلف الذي لا ينفك يتدخل بكل صغيرة وكبيرة ...فما ان تذهب لمناسبة اجتماعية حتى يبدؤون بسؤالها دون خجل او تسمعهم يتهامسون بينهم .. لماذا لم تتزوج الى الان ؟! ماذا فعلت ليتركها خطيبها !
نسجو الأقاويل ورمو سبب فسخ الخطبة على عاتقها هي ... دون حتى ان يسألوا سببه او الظروف التي أحاطت به !!
لقد تسرعت منذ البداية بقبولها .. وكل ذلك لكي تهرب من لقب العانس .. وماذا كانت النتيجة !!
رغم كل ذلك البؤس هي راضية وقانعة بحياتها ... تشبع فطرة الأمومة داخلها من خلال اعتنائها وحنانها الذي تغدقه على الفتيات والأطفال في ملجئ الأيتام ... فهي تذهب هناك كلما سنحت لها الفرصة .... نشأ نوع من الألفة والصداقة بينهن .... كلهن ألان بتن يحببنها ويفضون إليها ما يجول بخاطرهم وما يقلقهن من مشاكل عامة وشخصية .. وهذا يسعدها جدا ... وهي مكتفيه بهذا القدر .. فقط فليتركوها وشأنها !!
لماذا يعتقدون ان الزواج شيء مهم ويجب عليها فعله ؟! هل سعادتها ستكتمل بالزواج وإنجاب الأولاد !إذا كان كذلك لماذا والدتها كانت بائسة وحزينة طوال الوقت ! لماذا كانت تسمع بكائها وأنينها في الخفاء ظنا منها ان لا احد منتبه إليها !
والدها ورغم انه كان حنونا معهم بعض الشيء ألانه كان عصبي المزاج جدا خاصة مع والدتهم وهذا الأمر لم يخفى على احد منهم !!
رغم ذلك هي لا تنكر بأنها أرادت وحلمت بزوج محب عاشق يدللها ويمنحها حب من نوع اخر مختلف عن حب والدها وأخويها ... فهي لم تجرب تلك المشاعر حتى مع خطيبها السابق ... ربما ... ربما ... ما شعرت به وقتها كانت مشاعر أعجاب او ربما مشاعر مقيدة مجبرة لأنها كانت في التاسع والعشرين وهو عمر خطر فهي كانت تتأرجح على أعتاب العنوسة لذلك أرادت وبشدة ان تتخلص من ذلك اللقب الذي باغتها على حين غرة فهي كانت منشغلة بدراستها الجامعية وبعدها انشغلت بوظيفتها في المصرف !!!
داهمتها السنوات وغافلتها الأيام وهي ترفض الخاطب تل والأخر بسبب او دونه ... فجأة انتهى كل شيء فلم يعد احد يرغب بفتاة باتت على أعتاب الثلاثين !!
إلى ان أتى هو وجدت به او تغاضت عن عيوبه بإرادتها ووجدت به الشخص الذي ظنت بأنه مناسب ... وافقت على الخطبة ... لتبدأ بعدها سلسلة من المشاكل التي لا حصر لها طلبات تعجيزية كان يطلبه منها وكأنه يلوي ذراعها ويتحداها ان ترفض .... فمثلا مرة من المرات اقترح عليها لا بل أمرها بأن يأخذ راتبها كله ويعطيها مصرف شهري ضئيل بحجة حرصه على مدخرتها !! ومرة اخبرها بأنه بعد ان يتم الزواج ستقلل من زيارة عائلتها وتقلل من مشترياتها الخاصة كشراء الملابس ومستحضرات التجميل والعطور وغير ذلك والذي يقول عنه حسب رأيه بأنها كماليات لا ضرورة لها !!!!
إلى أن فاض بها ... لم تستطع أن تحني رأسها له مره بعد مرة .... ليس هكذا حتى لو كانت الحياة الزوجية تطالب ببعض التنازلات لكن ليس لتلك الدرجة المهينة ... هذا وهما لايزالان في طور الخطبة وهو يتصرف بهذا الشكل كيف عندما يتم الزواج فعلا ؟!!!
عندها توجهت لأخيها وسندها الذي لم يخذلها يومها لتطالبه بتحريرها منه وعدها ووفى بوعده ....
عندما خلعت خاتمة من أصبعها أيقنت لا بل تأكدت ان العنوسة لا تتوقف على نظرة المجتمع لها ولا على عدد سنوات عمرها بل تتوقف على نظرتها هي لنفسها .... فمادامت تشعر بالرضا والاكتفاء لن يهمها كلام الناس ابدا ابدا ...
لكن رغم ثقتها وقوتها التي تبديها أمامهم ورغم نضج تفكيرها ورغم وجود عائلتها ودعمهم لها ... الا ان هناك أوقات قليلة تشعر فيها بالضعف والإنهاك ... تشعر بأنها طفلة صغيرة بحاجة إلى الاهتمام والرعاية ... بحاجة إلى من يربت على كتفها ويطمئنها بأن المستقبل المجهول سيكون بخير .... خاصة عندما تستمع لكلام مسموم وحاقد مثل الذي سمعته من سلمى !!!
.... طرقات خافته على الباب أخرجها من بحر ذكرياتها التي تعد أسوء ذكريات بتاريخ حياتها قالت بصوت مهتز
- ت .. تفضل
فتحت غسق الباب وأطلت برأسها قائله بمزاح
- أأدخل ام أعود أدرجي خائبة !
ابتسمت وهي تمسح وجنتيها من الدموع العالقة به
- تعالي عزيزتي
دخلت وأغلقت الباب خلفها بهدوء ثم تقدمت لتجلس جانبها قائلة بعتب
- لم يكن عليك ان تمنحيها الفرصة لإزعاجك !
رفعت تبارك نظاراتها الدامعة باستنكار وقبل ان تتكلم سبقتها غسق تكمل
- اعلم انك ترينها مخطئة وتصرفت بوقاحة بل فعلا تصرفها كان وقحاً لكنها ومما بدى لي تحاول اغاضتك وإزعاجك ... فلماذا تعطيها الفرصة .... تجاهليها فقط وادعي عدم سماعك او أجيبيها ببرود .
بضحكة مهتزة ومختنقة همست وهي تبعد عينيها عن وجه غسق الناعم
- تتكلمين بكلام اكبر من سنوات عمرك يا فتاة
عبست غسق تدعي الغضب لتجيبها بطبيعتها الطفولية التي تغلبها أحيانا كثيرة
- اشعر انك تسخرين مني تبارك ؟! ثم من قال لك ان الحكمة ورجاحة العقل تقاس بالعمر!
لتكمل بجدية وهي تركز على عيون تبارك البندقية الغارقة ببحيرة من الدموع والحيرة
- صدقيني تبارك انا افهم ما تريدين قوله ومعك حق لكن ...
وقفت تبارك بسرعة واتجهت الى النافذة وهي تهتف بوجع كانت تكبته داخلها منذ سنوات
- يكفي غسق ... يكفي أنت تحاولين التخفيف عني وأنا شاكره لك ..
همست بخفوت وكأنها تهمس لنفسها
- هل تعلمين بأني كنت مخطوبة ثم فسخت الخطبة !!
لم تفاجأ غسق بما قالته بل كانت موقنة ان هناك سرا خلف صمتها وانطوائها ... أكملت تبارك بنبره اخف وهي تريح جبينها على الزجاج
- انا ... انا... اعرف ان سلمى ترمي الكلام الذي يخشى اغلبهم قوله أمامي ... لكنهم لا يفهمون .. لا يفهمون ان الزواج ليس مجرد عقد بين اثنين وكفى ... كلا ...
استدارت لتتقدم من غسق وتجلس جانبها من جديد
- صدقيني غسق الزواج هي حياة كاملة ستعيشينها بحلوها ومرها مع شريك حياتك ... ويجب أن تختاريه بتأني ودون استعجال وإلا .... وإلا ... العواقب ستكون وخيمة .. انا لو كنت وجدت الحب الحقيقي في حياتي السابقة لم أكن لأتركه أبدا .. لكن للأسف خالد كان بخيلا ... جشعاً .... مستغلا ... لم يكن يستحق حتى نظرة مني ... الحمدلله الذي خلصني منه ونحن لازلنا على البر
نظرت لملامح غسق الجميلة وهي تقول بهمس خافت
- أنت لازلتي صغيرة ولم يطرق الحب باب قلبك بعد .. عندما تشعرين بتلك المشاعر ستعرفين ما اقصده من كلامي تماما ..
........
................
في طريق العودة لاحظت سلمى ملامح زهير المتجهمة ... طوال الوقت كان صامتاً لا ينطق بحرف ... حتى والدته وجميع أفراد عائلته كانوا متشنجين يتكلمون معها بتكلف...ماذا فعلت ليعاملوها هكذا !عائلة متخلفة وبغيضة ! أجلت حنجرتها ثم قالت بلطف
- لطيفة جدا ابنة عمتك !
لم يعرها انتباها ظل يحدق أمامه بجمود لتكمل بنعومة
- لقد استمتعت جدا برفقة عائلتك اليوم !!
ايضا لم تجد ردا ... تنهدت بملل وهي غير مستوعبه سبب عبوسة لتقول مباشرة
- مابك زهير لماذا أنت متجهم وصامت !!
ألقى نظرة خاطفة ناحيتها ثم نظر أمامه قائلا بلهجة ساخرة
- أحقاً لا تعرفين ؟!!!
جابته ببراءة وهي تهز كتفها بلا مبالاة
- ومن أين لي ان اعرف ؟!!
قطب قائلا بحدة
- لا تظني أني لم انتبه لكلامك المبطن الذي وجهتيه لتبارك !!
هتفت باستنكار وهي تضع يدها على صدرها
- اناااااا !! متى حصل ذلك !!!
أجابها بسخرية
- جميل جدا دور البراءة التي تلعبيه !!
أجابت وهي تدعي الحزن وتجاهد لتجمع الدموع بعينيها
- صدقني لم أتعمد جرحها بالعكس انا أتمنى لها الخير من كل قلبي .. لا اعرف لما لا تصدقني !!
ثم نظرت الى النافذة وأكملت وهي تدعي البكاء
- لكن لما الاستغراب فهذا هو حظي معكم دائما تفهمون اهتمامي وحبي لكم بشكل خاطئ ... وتفسروه حسب مزاجكم !
تنهد زهير بعمق ثم استغفر ربه بصوت منخفض قبل ان يقول
- حسنا سلمى سأصدقك هذه المرة بمزاجي .. لكن اقسم لو سمعتك تكلمين شقيقتي بذلك الموضوع من قريب او بعيد سيكون لي تصرف أخر لن يعجبك ابدا !!!
أجابت وهي تكفكف دموعاً وهمية
- مع إني لم افعل شيئاً سيئاً ... لكن لا بأس أعدك إني لن أتدخل بأمورها الشخصية أبدا .
هز رأسه قائلا بجدية
- هذا أفضل للجميع
هتفت بحماس وقد عاد لها مزاجها المرح
- وألان قل لي متى سنذهب لشراء الأثاث ... تذكر لم يتبقى على زفافنا الا أسابيع قليلة !!!
أجابها بهدوء بينما داخله لا يشعر بالسعادة لأقترب ذلك اليوم الذي من المفترض ان يكون متشوق إليه .... شعوره كان عاديا جدا لا هو سعيد ولا حزين
- لم يتبقى الا بضع أشياء بسيطة ويكتمل الجناح المخصص لأجلنا ... لا تقلقي كل شيء يتم على أكمل وجه !
أكملت باقي الطريق وهي تتحدث بانطلاق عن زفافهم غافله عن ملامح زهير الباردة والمتجهمة وكأن ما يسمعه لا يخصه ابدا !!!
....................
.........................
لندن في الحفلة
......
تقدمت ناحيته وهي تبتسم بنعومة لتقف قربه هامسة بأسف
- الحفلة جميلة جدا من المؤسف ان رضاب لم تأتي معنا !
اجبها بشرود وهو يركز على ملامحها الجذابة والتي بالفعل ينتبه لها لأول مرة
- هذه هي رضاب دائما تحبط كل خططي وتفشلها ... ابنتك لاتزل بعقليه طفولية سناء ... تحتاج الى من يرشدها وينصحها !
اومأت قائلة بلطف
- انا ابذل جهدي معها صدقني .... ثم هي لازالت صغيرة ... غدا ستصبح أما وتعرف معنى المسؤولية لا تقلق !
أطفأت الأنوار لتبدأ الفرقة الموسيقية بالعزف ... بدأ المدعوين بالرقص على الأنغام الهادئة ... امسك يدها وقال بنعومة
- هل تسمح سيدتي الفاتنة بهذه الرقصة
أحست سناء بإرتعاشة هزت جسدها بالكامل عندما لمس يدها بينما قلبها خفق بعنف وهي تلاحظ نظراته اللامعة العميقة المركزة على وجهها ومفاتنها الظاهرة من فتحت الصدر المثلثة الخاصة بفستانها ... تبا لما تشعر بهذا الشعور اللذيذ !!!! انه زوج ابنتها !!! إي يجب أن يكون بمثابة ولدها حتى وان كان فرق السن بينهما ضئيلا ... ابتلعت ريقها بتوتر ورفقته إلى المكان المخصص للرقص ليبدأن بالتمايل بخفة .... كان همام يقترب من شعرها بتعمد يستنشق عطرها الأنثوي ... كيف لم ينتبه لها .... تبا لك جابر أكان عليك ان تقول ما قلته أمامي ... وتضعها في رأسي !!
.......................
عندما انتهت الحفلة بوقت مبكر قرر همام ان يأخذها بجولة في شوارع لندن الصاخبة وقد اكتشف فعلا بأنها أنثى بكل ما للكلمة من معنى ... ناعمة ... ناضجة ... متفهمة ولبقة الكلام ....
أما هي فلقد تصرفت معه بعفوية لكنها كانت يقضه ومنتبهة لتلك النظرات التي كان يرمقها بها همام على غير العادة
الساعة قاربت على الثانية عشر مساءا عندما دلفا إلى الشقة ... كانت رضاب ممدة على الأريكة تنام بعمق وهي تضع طبق البوشار على بطنها بينما صوت التلفاز يتردد صده في الصالة .... نظر لها همام بلامبالاة وتوجه الى غرفة النوم بخطواته الكسولة الواثقة بينما جلست سناء جانب ابنتها ثم التقطت الطبق من بين أناملها لتتملل رضاب بنعاس وهي تفرك جفنيها بتكاسل
- أمي ... متى عدتم ... لقد تأخرتم كثيراً !!!
قالت والدتها بارتباك لم تنتبه له ابنتها وهي تلتقط جهاز التحكم لتطفئ التلفاز
- قبل قليل ... لقد وصلنا قبل قليل الحفلة كانت صاخبة لذلك تأخرنا !!
لا تعلم لماذا لم تستطع ان تقول لها بأنهما خرجا مبكرا ثم تسكعا بشوارع لندن ... صوت بعيد بعقلها كان يدعوها بل ويلح عليها أن تشعر بالذنب من اجل ابنتها ...لكن لماذا الذنب لقد كانت سهرتهم بريئة جدا وهو زوج ابنتها اي بمثابة ولدها أليس كذلك ؟!!!
همس رضاب الناعس جعلها تعود من رحلة أفكارها حيث قالت وهي تتثائب
- حسنا امي سأخلد الى النوم وغدا اخبرني عن تلك الحفلة ... تصبحين على خير
غمغمت سناء وهي تنظر لأثرها بشرود بينما داخلها هي موقنة بل متأكدة بأن شيئاً ما سيحصل ... وأن هناك أمور قد تغيرت ... لكنها لا تعرف ماهي ولا كيف ستكون نهايتها !!
- تصبحين على خير .
.....................
...............


Roqaya Sayeed Aqaisy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-19, 10:01 PM   #40

Roqaya Sayeed Aqaisy

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Roqaya Sayeed Aqaisy

? العضوٌ??? » 345099
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,439
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Roqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اربيل
............
دلفا إلى الداخل وقد كانت تسبقه بعدة خطوات ... لها الآن ثلاث أيام وهي لا توجه له الكلام ... وكأنه سيهتم لخصامها من الأساس ... مجنونة لم تعرف من هو وليد بعد ... نظر لها وهي تسير بهدوء ورزانة كانت مثال حي للرقة والأنوثة ... قميصها الأبيض الذي ترتديه وتنورتها السوداء الطويلة بالإضافة لحجابها الأبيض الذي تداخلت في حاشيته ألوان هادئة زاد من إشراقها وبين تورد وجهها الناصع .. ضيق عينيه بتوعد عندما لاحظ كيف ألقت التحية على البستاني المراهق الذي يأتي بين حين وأخر ليعتني ويساعده بتشذيب وتقليم أشجار حديقتهم الواسعة ....
وقف الصبي منشدها ببلاهة يبادلها التحية ووجهه محمر من الخجل ... تبا انه معجب بها هذا واضح ... الم يحذرها لأن تنتبه لتصرفاتها !! هل تتحداه وتحاول كسر كلمته ! هذه ليست المرة الأولى التي تكلمه فهو لاحظ وقوفها مع الصبي لعدة مرات !
وقبل أن تدلف إلى داخل المنزل أوقفها البستاني قائلا بصوت خشن يدل على بلوغ مبكر
- تفضلي غسق أنها لك
ثم مد يده يهديها زهرة حمراء تنافس حمرة وجنتيها ... التقطته منه قائلة بشكر وعفوية جعلت عيون الصبي تتحول الى قلوب متلألئة
- شكرا لك سردار هذا لطف منك
استنشقت عطرها و أهدته ابتسامة رائعة بالمقابل... لو كان للصبي جناحان لحلق بهما حولها وكأنه فتى أهبل ... التفتت وهي لاتزال مبتسمة لكن ابتسامتها اختفت ما ان لمحته يحدق بها وعيناه مظلمتان ومخيفتان ... شحبت بسرعة ثم حاولت الهروب من نظراته الحادة الا انه وقفها قائلا
- لحظة من فضلك !
قال وهو يوجه كلامه لسردار بينما عيناه مثبته عليها ببرود
- اذهب لتكمل تشذيب الأشجار في الطرف الأيمن من المنزل
هز الفتى رأسه بسرعة ثم قال لغسق بهيام قبل ان يغادر مهرولا
- عن أذنك غسق
وما ان ابتعد حتى قال لها بصرامة
- مالذي فعلتيه قبل قليل !
نظرت له بتساؤل ليكمل بهدوء جليدي
- ألا ترين إن من الخطأ أن تتكلمي مع مراهق مشاعره مازالت مشوشة ومضطربة بهذه الطريقة التي تدل على ..... على
هز يده باستخفاف وكأنه لا يجد كلمات تناسب ما حدث
حثته بعدم فهم
- تدل على ماذا ؟!
ليجيب بتحدي
- على الحميمية وكأنك تعطيه أملا !
اتسعت عيناها الزرقاء بذهول وقالت له بأنفاس مضطربة
- أعطيه أملا لماذا ؟!!! أرجوك أفصح عما تريد دون اللف والدوران !
أجابها بقسوة ووقاحة وهو مقطب الحاجبين وعابس الوجه
- أملا بأن تحبيه !!
شحوب وجهها الناعم وابِيضاض شفتيها بشكل ملحوظ جعل وخزه تستقر بقلبه بينما انب نفسه على التكلم معها ألان وهي عائدة من الجامعة وبالتأكيد تشعر بالتعب والإرهاق .. أجابته ببراءة وصوت مرتجف وكأنها على وشك البكاء
- أنا ... أنا ... أحب .. سردار ؟!!! انه كشقيقي الصغير !!
أجابها وهو يرفع حاجبه الأيمن وكأن ما تقوله لا يعجبه
- أنت تريه كشقيق أما هو لا .. صدقيني أقول لك هذا الكلام لكي تنتبهي لتصرفاتك أكثر ! بالنهاية أنا أريد مصلحتك !
أومأت وهي تشد كتبها لى صدرها لتجيبه باختناق
- لماذا تفعل ذلك !!!
قطب قائلا بتساؤل وهو يكتف ذراعيه
- افعل ماذا !!
أجابته بحقد وعيناها حمراء تهدد بالبكاء
- تجعلني أبدو أنني بلهاء وغبية ... لا جيد التصرف !!!
رفع حاجبه وقال مؤكدا كلامها بلامبالاة
- وأنت هكذا فعلا ! من الجيد انك تعرفين ذلك !!
اتسعت عيناها ليكمل
- عندما لا تستمعين لنصيحة من هم اكبر منك سناً فأنت فعلا غبية وبلهاء
أجابت بصوت بالكاد يخرج هادئا ومتماسكاً
- معك حق أنا غبية وبلهاء لأني لازلت أقف هنا واستمع لكلامك المهين !!
سحب نفسا عميقا ثم استغفر بصوت منخفض وقال لها
- لما تعتبريه مهينا !!! لما لا تعتبريه نصيحة من أخ او صديق !!
لم ترد عليه فقط نظرت له بعينان باردتان غامضتان ثم استدارت لتكمل طريقها للمنزل بينما ظل وليد يراقبها بتجهم .. هل بالغ بتأنيبها ؟! هل تفكيره انحرف بأمور تافهة او ربما هي مجرد أوهام نسجتها مخيلته المتيقظة على الدوام والتي تنظر إلى الأمور بمنظار ابعد مما تبدو عليه للغير !
ربما سيستغني عن مساعدة سردار هنا وينقله لكي يعمل في المزرعة فهو مراهق ومشاعره لاتزال متذبذبة وخيالية !!!
هز رأسه وهو يغمغم بإصرار وثقة
- اجل هكذا أفضل ... يجب أن أكون حذراً على الدوام ... قبل ان تحصل أمور لا تحمد عقباها !!
...................................
..........................................
طول النهار وغسق تشعر بالغضب والتوتر .... تريد ان تجد فرصة لتكلم والدتها لكنها لم تستطع ... فهي تقضي اغلب الوقت مع الخالة سعاد ...او بالجلوس مع بقيه أفراد العائلة ....
أخيرا حل المساء ودلفت والدتها الى الغرفة ... لاحظت تجهم ابنتها التي كانت ممدة على الفرش تمسك بيدها كتاب لم تكن تقرأه بل كانت تنظر أمامها بشرود ووجه عبس ... بدت من ملامحها وكأنها تخطط لشيء ما ...
توجهت لتتمدد على السرير وهي تقول بعفوية ....
- بم تفكرين غسق ! حالك في اليومين الأخيرين لا يعجبني بدا !
نظرت لها غسق وقالت بتوتر
- أماه أنت وعدتني بأنك ستفكرين بأمر استئجارنا لمنزل في حال لم استطع العيش هنا !!
قطبت والدتها وقالت بهدوء
- وما الداعي لهذا لكلام الان !
انفجرت غسق كالبركان الثائر تتكلم بسرعة وغضب وهي تلوح بيدها
- الداعي !!! تسأليني ما الداعي حسنا ... الداعي هو إني سأمت ... سأمت من تعجرف وغرور ابن شقيقك المحترم !!
رفعت سعدية حاجبيها قائلة بتعجب
- على مهلك من تقصدين ؟!
قالت بلهجة حاقدة
- وهل يوجد غيره السيد وليد !!!
قالت والدتها بإنهاك وهي تعدل وضع الوسادة خلف ظهرها
- مالذي فعله هذا المسكين ليقع فريسة تحت أنيابك الحادة
هتفت غسق باستنكار وهي تهب واقفة تشير إلى نفسها بسبابتها
- أنياب !!! أنا يا أمي املك أنياب !!
قالت والدتها ببساطة وهي تمسك السبحة قبل ان تبدأ التسبيح
- اجل عندما تغضبين ... أنت ابنتي وأنا خير من يعرفك .... قاسية ومندفعة عندما لا يعجبك أمر ما !
زفرت بضيق واتجهت لتجلس على طرف الفراش وهي تقول بنبرة متوسلة
- أرجوك أمي أرجوك حلفتك بالله لا ترفضي طلبي !
رفعت والدتها حاجبها وقالت ببراءة
- وما هو طلبك اذا كنت استطيع تحقيقه ثقي بأني لن أخذلك أبدا !
تأففت بضجر والدتها تعرف كيف تراوغ في الكلام
- اماااااااااه قلت لك نستأجر منزلا لنا !!
أومأت وهي تقول
- اجل اجل تذكرت اووووه أصبحت كثيرة النسيان
أجلت حنجرتها وقالت وهي تدعي الاهتمام
- وألان لنرى ما الأمر الشنيع الذي فعله وليد والذي يستدعي تأجير منزل والرحيل من هنا !!
قالت وعيناها الزرقاء تنظر لها بتحدي
- حسنا أمي سأخبرك كل ما قاله لي واحكمي بنفسك !!
أخبرتها كل ما حصل حتى عن محادثتهم في السيارة قبل بضعة أيام .... والدتها كنت تستمع لها بهدوء وصمت وهي مستمرة بالتسبيح ... خرجت الكلمات من فم غسق قوية وسريعة كنت تلهث من فرط غضبها و انفعالها ... وعندما انتهت سحبت نفساً عميقاً ثم قالت وهي تعقد ذراعيها على صدرها بعناد
- هذا كل مجرى !! لقد انتهيت !! ما رأيك بابن أخيك الغالي !
قلبت والدتها شفتها السفلى بعدم اهتمام وقالت
- تريدين الحقيقة !!! كل ما قاله وليد عين العقل ولا يعيبه شيء
وقفت وهي تهتف باستنكار
- نعمممممممم عين العقل ؟!! اين العقل بتصرفه فقط أريد ان فهم !!
ثم أخذت تعدد على أصابعها بغضب
- أولا يتدخل بأمور لا تعنيه ... ثانيا يتهمني بأني أوهم البستاني بالحب واستغل مراهقته ... ثالثا دائما يشعرني بأني طفلة لا أجيد التصرف كما انه يتكلم معي بعجرفة وغرور وكأنه السيد هنا ونحن عبيدة وكذلك ....
قاطعتها والدتها وهي ترفع يدها باستياء
- كفى كفى كفى أتحملين كل هذا بقلبك على وليد المسكين !!
ضربت غسق جبينها بيأس وقالت
- عادت لتقول لي مسكين ... هذا مسكين هذا !!! بل قولي مغرور مستبد متعجرف بارد ولا يمتلك ذرة من الذوق
قطبت والدتها بضيق وقالت بجدية
- كفى غسق لا تتكلمي عنه هكذا ... وليد زينة شباب العائلة ... وهو كبيرنا والخيمة التي تضلل رؤوسنا ... غدا ستعرفينه على حقيقته وتندمين على كل كلمة خاطئة تقوليها بحقه ... وعندما يحصل ذلك تذكري كلامي هذا ...
قضمت غسق شفتها السفلية بتوتر وغيض ثم قالت بعناد
- حسنا ... فليوصلني إلى الجامعة زهير هاا ما رأيك !!
قالت والدتها بهدوء
- زهير مشغول بعمله كما تعرفين فهو يخرج منذ الصباح الباكر ! كما أن زفافه بات قريبا جدا بالكاد يستطيع إنهاء أموره العالقة !
أصرت غسق قائلة
- حسنا ... امممم هناك سيارات نقل جماعية تنقل لطالبات من مكان سكنهن إلى بوابة الجامعة وبأجر شهري مناسب ... فلأسجل فيه ... ماذا قلتِ ؟!
هزت والدتها رأسها قائلة بصرامة
- كفي عن هذه الأفكار الساذجة أنت تعرفين جيدا بأني من المستحيل ان أوافق
أكملت وهي تستعد للنوم
- وألان هيا ... أطفئي هذا الضوء المزعج أريد النوم ...
قالت غسق بعدم تصديق
- هل ستنامين دون ان تجدي حل لمشكلتي مع ابن اخيكِ ؟!
أجابت ولدتها وهي تضع يدها على فمها متثأبة
- لا توجد مشكلة لأحلها ... استهدي بالرحمن واخلدي للنوم وانسي تلك الأوهام التي تملئ رأسك !!
قالت وهي متسعة العينين
- أوهام بعد كل الذي أخبرتك به وتقولين أوهام!!
أجابت والدتها وهي تغمض عينيها ...وفعلا بدأ جفنيها يتثاقلان
- حبيبتي لا تكوني حساسة أكثر من اللازم خذي الأمور ببساطة ... تصبحين على خير .
ولم تمض عدة ثوان الا وصوت شخير والدتها اخذ يدوي في الغرفة ... زفرت بضيق وهي تتوجه لسريرها ترتمي عليه هامسة بإصرار
- لن أيأس أبدا ... سأتحرر من قيودك في يوما ما سيد وليد !!
......................
.................................
طاولة مستدير بعثرت عليها كؤوس الشراب وأوراق اللعب ... رائحة دخان السكائر والمخدرات تخنق الغرفة بينما يجلس هو بأقصاها .... يسحب نفسا عميقاً من سكارة تحتوي على مواد مخدرة ... همس صديقه بخبث
- هناك حلان لمشكلتك !!!
هتف قائلا بصوت متثاقل
- قل ما عندك وأرجو ان يكون حلا مناسباً
ابتسم بمكر ودهاء
- أن لم ينفع الخيار الأول نجرب الخيار الثاني ! لكن على مهل لا نريد الاستعجال ....
أجابه بابتسامة جانبية باردة
- أنا أحب أن أحضى بالأشياء المستحيلة والتي انتظر نضوجها على نار هادئة جدا ... لا تقلق !!
.............................
............................................
نهاية الفصل




Roqaya Sayeed Aqaisy غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.