آخر 10 مشاركات
دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          موسم الورد* متميزه * مكتملة (الكاتـب : Asma- - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          الشمس تشرق مرتين (43) للكاتبة:Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : najima - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          وداعا.. يليق بك || للكتابة : إيناس السيد (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          639 - فلورا - ساندرا استيف - د.م (الكاتـب : angel08 - )           »          560 -زواج بالقوة -فلورنسا كامبل - روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          488 - لن ترحل الشمس - سارة كريفن (عدد جديد) (الكاتـب : Breathless - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree28Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-19, 10:06 PM   #41

Roqaya Sayeed Aqaisy

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Roqaya Sayeed Aqaisy

? العضوٌ??? » 345099
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,439
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Roqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل السادس
.................
..................
" تبدأ الخطيئة بمجرد نظرة واحدة ... لتتوالى بعدها سلسلة النظرات الجائعة الراغبة حتى وان لم يعترفا ... بل حتى وان انكرا ذلك ... نظرة صامته يتبادلاها وهما يعرفان جيدا ما تكمن خلفها وما تحوي من شفرات وطلاسم هما الوحيدان القادران على فكها وفهمها جيداً تعتبر خيانة عظمى لا يمكن غفرانها ابداً "
.............
لندن
تنهدت بضجر .... وهي تفكر بفضول .... لقد أصبحت تصرفات همام الأخيرة مثيرة للشك والريبة .. دائما ساهم وشارد ليس لمرة واحده فقط بل طوال فترة وجوده في المنزل وهو يتصرف بهذا الشكل ... وهاهي عندما سألته بنعومة مظهرة اهتمامها كما تفعل اي زوجة مهتمة بزوجها عن سبب شروده المستمر افتعل مشاجرة قوية وخرج من الغرفة !!!
هي تعرف بأن له علاقات سابقة قبل الزواج فلعدة مرات اكتشفت وجود مكالمات ورسائل غرامية قديمة في هاتفه ... وعندما واجهته أنكر قائلا أن الرسائل ليست له وان شريحة الهاتف كانت تخص صديقه !!!
صدقته بإرادتها ظناً منها بأنه سيتغير لكن أحواله في اليومين السابقين لا تطمئن ابدا !!!!
همست بألم
- أنت السبب أمي ... طلبت منك ان أكمل دراستي أولا ثم بعدها أفكر بالزواج لكنكِ اصريتي على ان أتزوج همام الذي لا اعرف عنه شيئاً سوى انه شقيق صديقتك !!
دائما كانت والدتها لا مبالية لا لها ولا لشقيقتها المسكينة ... ربما هي حظيت باهتمام أكثر من حبيبة بسبب جمالها الناعم وتحصيلها العلمي المتميز لذلك كانت والدتها تأخذها للسهرات والحفلات كوجه مشرف لها .... زرعت بينهما البغض والبعد .... كم تمنت ان تقترب من شقيقتها تفهمها وتحتويها ... لكن والدتها فرضت عليها نوع معين من التربية .... وقبل ان تتم الثاني والعشرين كانت قد تزوجت من همام ولم تملك الحق في الرفض ...كيف ترفض ووالدتها كانت مقتنعة لا بل أصدرت قرارها وانتهى!
تنهدت بضيق ثم أبعدت الغطاء وهي تقف لتتوجه الى المطبخ متمته بخفوت
- كثرة التفكير والحزن جعلني اشعر بالجوع ...
ثم مسدت على بطنها التي بدأت معالم الحمل تظهر جلية عليه تهمس بحنان
- لا تقلقي طفلتي ألان ماما ستطعمك
اجل طفلتها دائما عندما تخاطب جنينها تخاطبه على أنها طفلة لا تعرف لما لكن حدسها يخبرها أنها تحمل طفلة جميلة بيضاء البشرة بعينان بنيتان وشعر فاحم السواد ... لقد رأتها بأحلامها مراراً وتكراراً ...ودائما أحلامها تتحقق !!
....................
................................
دلف إلى المطبخ ليراها تقف أمام الموقد تعد القهوة .... راقبها بتمعن .... مشت نظراته الوقحة على جسدها المثير ... ردفيها الممتلئان ..... ابتلع ريقه وهو يشعر بالرغبة القوية تجتاحه فجأة .... كل يوم يمر وهو يراقب تصرفاتها الأنثوية تزيد من انجذابه ناحيتها أكثر من السابق ...أحست بوجوده فاستدارت بسرعة وهي تقول بفضول
- همام !!!!! لقد سمعت صوت شجاركم لكني لم أرد التدخل ! ماذا هناك هل حصل شيء!
أجابها وهو يتقدم ببطء وعيناه مثبته على وجهها
- اجل حصل ... حصل إنني ندمت على زواجي من ابنتك !! فهي متذمرة فاقدة للثقة بنفسها تشك بكل شيء وأي شيء ... ليتها تمتلك عقلك الراجح ... أنها حتى ... حتى
قالت باهتمام وهدوء
- حتى ماذا !!
اقترب أكثر وهمس بأنفاس ساخنة
- حتى لا تملك منحنيات أنثوية لتثير غريزتي ... بالإضافة على أنها جامدة باردة .... وأنا حار ملتهب ارغب بامرأة نارية مثلي .... امرأة وقورة .... أنثى ناضجة .... مثل ... مثل .. مثلك أنت سناء ! تشبهك بكل ما فيكِ !!
لم يتسنى لها الرد فقد دلفت ابنتها قائلة بملل
- أمي أنا جائعة اعدي لي بعض الشطائر أرجوك
تبادلا هي وهمام النظرات الصامتة لعدة ثوان قبل أن تلتفت لتقول لابنتها بارتباك طفيف
- حسنا حبيبتي دقائق وساعد لك شيء تأكلينه
قال همام بسخرية
- ولما لا تعديه أنت ... الست ربة منزل !!! هل عليك الاعتماد على والدتك بكل شيء !!!!!
تجاهلت تعليقه وتوجهت لتجلس على الكرسي المجاور للطاولة ليهز همام يده باستخفاف قبل ان يخرج من المطبخ متأففا ... اقتربت سناء من ابنتها وقالت بهمس
- مالذي يجري بينكما ؟!
أجابت رضاب بمرارة وهي تبادل والدتها النظرات
- لا اعرف أمي ... اشعر بأنه متغير منذ عدة أيام تحديداً منذ ان عاد من الحفلة .... وعندما سألته مابه افتعل شجاراً لا مبرر له ... لقد تعبت يا أمي ... تعبت من غروره ولا مبالاته !!
ربتت سناء على كتفها وهي تحاول إخفاء اضطرابها وضربات قلبها الهادرة بعنف وقوة وهي تقول بمواساة كاذبة
- لا بأس يا ابنتي ربما ضغوط في العمل !!
همست رضاب بنبرة مثيرة للشفقة
- اجل .. اجل .. أمي معك حق ...ربما ضغوط في عمله !
أجلت سناء حنجرتها ثم هتفت وهي تتوجه إلى البراد
- حالا سأعد لك الشطائر
وبيدين مرتجفتين وقلب ينتفض بقوة أعدت الشطائر بشرود .... قلبها لم ينتفض رعباً او ارتباكاً بل بسبب شيء أخر جديد بدأت تشعر به مؤخرا ولا تعرف كيف تصفه او تسميه
.................
...............................
شمال العراق
..................
مشت بتمهل لتلحق تبارك التي سبقتها إلى السيارة لكن صوته العميق جعلها تتسمر في مكانها قرب مدخل المطبخ
- غسق توقفي أريد التكلم معك قليلا
ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة وشبكت أصابعها بتوتر ثم استدارت ببطء وهي تهمس داخلها بكره شديد ... أف يا إلهي لما لا يتركني وشأني !!!
نظر لها متمعنا بدقة ابتدأ من حذائها الأسود البسيط ثم تنورتها الفضفاضة ذات اللون البني إلى قميصها الأبيض الذي احتوى على أزهار صفراء وبنية على الجانبين انتهاءاً بحجابها البني الرقيق الذي أحاط بوجهها المورد فبدت رائعة وصغيرة جدا .. قطب وهو ينتبه إلى تململ وقفتها وكأنها مجبرة على الوقوف معه .... الازالت للان تحمل له الضغينة !!! هذه الفتاة بالفعل تمتلك قلباً اسوداً !!! من أين أتت بكل هذا العناد والاندفاع !! أخرجه صوتها المتأفف من شروده وهي تطرق رأسها وتقول بنفاذ صبر
- نعم !!! هل هناك شيء !؟
أجابها بهدوء وهو يكتف ذراعيه على صدره
- بل أنا من يجب ان يسالك هذا السؤال !
رفعت رأسها بسرعة لتصطدم بعينه السوداء اللامعة خفق قلبها رعبا من ملامحه القاسية حاجباه المعقودان وذلك الجرح جانب وجنته جعلت منه سفاحا او قرصانا شرير كما في القصص الخيالية التي تقرئها ... أجابت باستغراب
- ماذا تقصد...لا .. افهم ؟!
سحب نفسا عميقا ثم تقدم منها ببطء لتجفل الأخيرة وتعود بعفوية الى الوراء أجابها وهو يضع يديه على بجيبي بنطاله
- اشعر بأنك لازلتِ غاضبة بسبب ما حدث قبل عدة ايام !
لاتنكر بأنها ارتبكت قليلا من لطفه المفاجئ ... واهتمامه ان كانت لاتزال غاضبة .. هذا الوليد يدهشها بتصرفاته المتقلبة .... تماسكت بسرعة وادعت الامبالاة وهي تجيب بتكبر
- لقد نسيت الأمر... المهم ان لا يتكرر ما حصل؟!!
رفع حاجبه وهو متعجب من لهجتها اللامبالية و أوامرها التي تلقيها وكأنها أميرة المنزل ليجيبها مدعياً عدم سماعها
- نعم !!! ماذا قلتِ !!!
قطبت قائلة وهي تعتدل بوقفتها
- لا شيء فقط قلت أني نسيت نسيت !!!
قال لها بجدية وهدوء وهو يركز نظراته المتفحصة على عينيها الفيروزية التي كانت تبدو ألان اكثر تألقا وجمالا وهي تبادله النظرات المتضايقة
- حسنا هذا جيد غسق ... جيدا جدا كبداية مبشرة بالخير ان شاءلله
أرادت ان تسأله ماهي البداية المبشرة التي يقصدها ؟!!
هي وهو لن يكون بينهم اي بدايات ابداً
لكنها سمعت صوت تبارك تستعجلها
- هيييا غسق اين انت !!!
اجابت بعفوية ودون ان تشعر أخذت تلوح بيدها قبل ان تنصرف بسرعة
- عن أذنك وليد يجب ان اذهب
قطب يراقب خطواتها الرقيقة وكأنها لا تسير على الأرض بل ترفرف عليها مثل الفراشة ! لقد قالت اسمه !! لاول مرة يسمعها تناديه بهذه العفوية .. مرر اصابعه بشعره ثم مشى متجها ليراقب ابتعادها من نافذة المطبخ وهو يهمس بشرود وابتسامة رجولية ظهرت على وجهه
- أنها صغيرة جدا وبريئة وعنيدة ونارية الطباع
سيعاملها كما يعامل شقيقته وابنة خالته وسيتحمل مزاجيتها وطبعها المتقلب الذي لا يعرف صدقا من اين ورثته فلا عمته سعدية ولا زوجها رحمه الله يمتلكان صفة واحده من صفاتها النارية هذه !!
..........................
الأشجار الخضراء التي بدأت تميل للاصفرار والشلالات الرائعة وتلك النسمات الباردة التي تهب بين فينه وأخرى ساعدت من تهدئة أعصابها المتوترة خاصة وهي تنظر بحسرة للغنج والدلال الذي تمارسه سلمى وزهير يستقبله بابتسامة بشوشة .. كيف لايرى زيفها وخداعها هي لاتحبه هذا واضح جدا .. ام تراها هي الوحيدة التي تشعر بهذا الشعور ؟!
جلست بركن منعزل عنهم .. كانوا قد افترشوا غطاء قطني على الأرض بينما الأواني البلاستيكية وزعت بالترتيب .... كانت تحتوي على كل ما لذ وطاب من مأكولات ... فاليوم خالتها قررت ان يذهبوا بنزهة لبستان التفاح التي تملكها العائلة .. خاصة وان العمة سعدية وابنتها لم ترياه أبدا فكانت فرصة جيده لتغير الجو والتنزه قبل حلول الشتاء وطبعا نزهة مثل هذه يجب ان تكون خطيبة ابنهم موجودة معهم ....
نقلت نظراتها بينهم ... غسق وتبارك ذهبتا لتسيران قليلا في البستان بينما خالتها تجلس مع العمة سعدية تتكلمان بأمور شتى ... اما هي فهي تجلس وحيدة وكأنها الخادمة المنبوذة .. لماذا تركتني هكذا يا امي .. لماذا مهما فعلت ومهما حاولت إرضائك تصرين على جرحي وإهانتي ... تذكرت والدتها تلك السيدة الشامخة الطيبة مع الكل الا معها منذ الطفولة وهي تعاملها بقسوة دوما تفضل أختها الكبرى ... طبعاً فرضاب هي الجميلة الذكية التي تجذب الأنظار إليها أينما تذهب .. دوما كانت تقيم مقارنه بينهما ... رضاب اجمل منكِ .. رضاب اذكى منكِ .. رضاب رفعت رأسي وحصلت على معدل عالي وأنت فاشلة !!!
هل يوجد ام في الدنيا تفضل إحدى ابنتيها على الأخرى ؟!
اجل يوجد ... والدتها تفعل ذلك .. لم ولن تحبها مهما حاولت ان تتقرب منها .. لازالت تذكر ذلك اليوم الذي تم تعينها بأحد الشركات في لندن حيث وجد لها همام عملا يناسبها .. حينها قالت لها بكل برود وهدوء
- اسمعيني انا سأسافر وحدي ألان لكي أهيئ الأمور واجد مكان مناسب للسكن ... وعندما استقر سأبعث لأجلك او أتي انا وأأخذك بنفسي والى ذلك الحين ستبقين في منزل خالتك سعاد .
هتفت ببكاء وهي تتشبث كالطفلة بيد والدتها
- أمي أرجوك لا تتركيني وحيدة خذيني معك
أبعدت يدها بقسوة وهي تقول بحدة
- افهمي يا حبيبة من الضروري ان أسافر وحدي ألان وجودك سيعيق علي عملي !
أجابتها بنبرة مرتجفة وشهقات متقطعة
- استطيع ...البقاء ..في منزل .. رضاب و...
قاطعتها بقوة
- أجننت !! اتركي شقيقتك بحالها ونفذي الأوامر كالبنات المهذبات وإلا سأغضب عليكِ .. ثم انا لن اتأخر فقط أسبوعان وسأعود لأخذك ! الأسبوعين صارا ألان شهرين ووالدتها حتى لم تكلف نفسها عناء الاتصال للاطمئنان عليها !!
اااااه من تلك الذكريات البعيدة كم هي بشعة ومشوهه تأبى ان تتركها تعود لتطفو من جديد كلما لمحت انسجام وحب بين ام وابنتها .. لماذا هي ليست مثلهم لماذا دائما السعادة لم تكتب لها !!
حتى دراستها قد حرمت منها لأنها فشلت لعاميين متتاليين في الثانوية العامة .. عندها والدتها أصرت على ان لا تكمل دراستها قائلة لها بسخرية
- حتى ان أعدتي العام الدراسي للمرة الثالثة ايضا ستفشلين لقد أصبحت مصدر سخرية بين الجميع بسببك ... ليتك تتزوجين لأتخلص منك ومن فشلك أنت تماما كوالدك !
أبي الحبيب لماذا تركتني ورحلت لماذا !! قلبها يؤلمها بشدة لفراقه .. وكأن والدها قد توفي البارحة وليس قبل عدة سنوات !!
هاهي الآن ستبلغ العشرين بعد عدة أشهر ولم تحقق شيء بحياتها .... ليس لها شهادة تعينها وتحميها من غدر الزمن ولا هي فتاة كاملة كبقية الفتيات لتكون محط أنظار الشباب ليتقدم احدهم لخطبتها ... رغم انها جميلة نوعاً ما ..فهي تمتلك عينان بنيتان ووجه مدور مائل للبياض اكثر منه للسمرة مع شعر بني طويل يصل لنهاية خصرها ... لكن كل ذلك لا يأتي نقطة في بحر تلعثمها وتأتأتها التي تجعل الكل ينفر منها ظنناً منهم ان مرضها هذا وراثي !!!

ربااااه هي مستعدة للموافقة على أول خاطب يتقدم لها حتى وان كان معدوماً .... الزواج والخروج من منزل خالتها وحياة والدتها افضل مئة مرة من الذل والهوان الذي تعيشه بينهم !!!
أطرقت رأسها وهي تتلاعب بأصابعها المرتجفة كانت على وشك البكاء لكن صوت زهير المرح أخرجها من أفكارها الحزينة وجعلها تبتسم رغما عنها
- لماذا تجلسين وحدك ؟!
احمر وجهها بسرعة وهي تعتدل بجلستها قائله بخجل بينما يدها أخذت تعبث بجديلتها الطويلة
- لا ارغب بالتطفل عليكم !
نظر لها بعتاب ثم تقدم وجلس القرفصاء أمامها وهو يقول
- تطفل !! للان لم تعرفي قدرك ومقامك لدينا !!! أنت بمثابة شقيقتنا الصغرى صدقيني !!!
"شقيقة !! لكن انا لا أرك أخي ابدا "
صرختها داخلها بمرارة لتجيبه بابتسامة مترددة
- اعلم ذلك زهير .. و
- زهير حبيبي الماء بارد جدا .. تعال لترى بنفسك
كان هذا صوت سلمى تناديه بنعومة وهي تشير له بأن يذهب اليها .. كانت تلمس بيدها الماء المتدفق وهي تجلس على حافة النهر ليجيبها وهو يلوح بيده
- حالا سآتي !!
التفت ينظر لها بعطف باتت تمقته وتكرهه جدا
- تسلي عزيزتي او اذهبِ الى تبارك وغسق لكن لاتجلسي وحيدة
هزت رأسها بطاعة لتختفي ابتسامتها ما ان ابتعد عنها ... نظرت لهما بألم ..اه يا زهير فقط لو تعلم كم احبك وكم أحببتك منذ الأزل منذ ان شعرت لأول مرة بمشاعر الحب .... منذ أن بدأت احلم بفارس أحلامي وأنا أتخيلك بكل ليلة تأتي لتخطفني على حصان ابيض .. تأخذني بعيداً ... بعيدا ... تهمس لي انك تحبني أنا فقط ....أنا وحدي ... اخترتني دون غيري من النساء .... انحدرت دمعة عنيدة على وجنتها لتسارع بمسحها وهي تنظر يمينا ويسارا تتأكد من عدم انتباه احد لها .. لتبتسم بانكسار وهي تهمس
" ومنذ متى كنت مرئية بالنسبة لهم !!! فانا كنت ولازلت وسأبقى مجرد غبية وعديمة الفائدة ... هكذا أمي تقول "
............................





Roqaya Sayeed Aqaisy غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 04-07-19, 10:08 PM   #42

Roqaya Sayeed Aqaisy

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Roqaya Sayeed Aqaisy

? العضوٌ??? » 345099
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,439
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Roqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

......................................
كانت كلا من غسق وتبارك تتجولان في المزرعة وهما تتحدثان بأمور عامة فغسق وتبارك ربطت بينهما صداقة قوية وكأنهما تعرفان بعضهما البعض منذ فترة طويلة ... كانت تبارك تخبرها عن طبيعة عملها في المصرف وكذلك حكت لها عن ملجئ الأيتام
- في بادئ الأمر كان العمل متعبا ... فكما تعرفين يجب الحذر بطريقة التعامل مع المراجعين .... فبعضهم ذو طباع حادة نحتاج للصبر والتأني لكي نتعامل معهم وبعضهم ممن يعتقدون أنفسهم ملوك ورؤساء ونحن عبيد عندهم يريدون كل شيء يتم بسرعة فائقة !!
أجابت غسق بهدوء
- معك حق لكن ليس كلهم هكذا
قالت تبارك مؤيده
- اجل فعلا يوجد من هم طيبين و وودودين !
لم تنتبه تبارك لقدمها التي التوت بسبب نتوء بارز في الأرض لتقع في الحال وهي تصدر صرخة متألمة ... جثت غسق جانبها بسرعة وهي تقول بذعر
- تبارك عزيزتي هل انت بخير
وقبل ان تجيب سمعا صوتا رجوليا يقول باهتمام
- هل انت بخير آنستي ؟!!
رفعت تبارك رأسها وهي تشعر بالخجل من جلوسها على الأرض بهذا الشكل
- اجل انا بخير شكرا لك
نقل نظراته المرتبكة بين غسق وبينهما وكأنه لم يصدق ما قالته ليقول مرة أخرى
- حاولي ان تنهضي لنرى ان كانت قدمك أصيبت برض ؟!
نظرت له تبارك بتعجب ليطمئنها قائلا
- انا الدكتور عبد العزيز ... في الحقيقة انا الطبيب البيطري الجديد في المزرعة !!
سارع بالقول بلهجة مرحة عندما لمح نظرتها المستنكرة والمتعجبة
- حتى ان كنت طبيباً للحيوانات فهذا لا يعني أني لا ستطيع التفريق بين الكسر والرض .... جسد الحيوان والإنسان متشابهان اقصد كلاهما كائن حي أليس كذلك !!
ثم ضحك بارتباك وكأنه يريد أن يبين لهما خفة دمه وتفكهه ... تسللت الابتسامة لشفتيها لكنها كبحتها بسرعة وهي تقول بشكر وامتنان
- أنا بخير صدقني شكرا لاهتمامك
إلا انه أصر قائلا بجدية وهو مقطب الحاجبين
- أسف يجب أن أتأكد بنفسي .
تأففت داخلها بقلة حيلة .. من أين ظهر هذا الطبيب الذي يبدو انه لن يتركها بسهولة إلا أن فعلت ما يريد ... همست وهي تنظر لغسق التي كانت ترقبهما بصمت
- غسق من فضلك ساعديني
سارعت غسق لامساك ذراعها وهي تقول بلطف
- هيا تبارك حاولي النهوض على مهل
سحبت نفسا عميقا ثم وقفت بصعوبة تحاول قدر استطاعتها عدم الضغط على قدمها كان الألم قد بدا يختفي قليلا جثى عبد العزيز على ركبته بسرعة وهو يمعن النظر لقدمها المغطاة بجوارب سوداء شفافة قائلا بلهجة لطيفة ودافئة
- حسنا مما يبدو لي انه لا يوجد تورم إذن هو مجرد رض بسيط حاولي السير قليلا وسيختفي الألم تدريجيا
أومأت بخجل لتستدر بمساعدة غسق وما ان مشت قليلا حتى شعرت بتحسن ملحوظ .. التفت لتشكره لتجده قد اختفى فجأة كما ظهر فجأة
...........
..................
عادت إلى حيث تجلس والدتها وعمتها وما ان رأتها ولدتها وهي تعرج قليلا متكأه على ذراع غسق حتى هتفت وهي تقف وتتجه لها
- ماذا حصل يا ابنتي !!!
أجابتها وهي تطمئنهم بعد أن تجمع الكل حولها بسبب صراخ والدتها
- لا تقلقوا لقد تعثرت بصخرة صغيرة أنا بخير
أجابها زهير وهو يساعدها على الجلوس
- يجب ان أخذك إلى الطبيب
أجابت غسق بعفوية
- لقد رآها الطبيب بالفعل ...
لتكمل بتلعثم
- كان طبيب بيطري في الواقع !
قال زهير بعدم فهم
- ماذا ؟! لم افهم ماذا تقصدين ؟!
أجابته تبارك وهي تحاول أن تتكلم بصورة طبيعية دون ارتباك لكنها لم تستطع ان تمنع تسلل لون الخجل لوجهها
- قال انه يعمل في المزرعة ويدعى الدكتور عبد العزيز
هتف زهير وبدا انه قد تعرف عليه
- اجل عبد العزيز ... بالفعل هو الطبيب الجديد لقد استلم العمل منذ فترة
ليكمل وهو غير منتبه لخجل شقيقته
- ماذا قال عن قدمك ؟!
أجابته بهدوء
- قال انه مجرد رض بسيط وسيشفى بسرعة
أومأ ثم وجه الحديث لوالدته
- هل نعود أمي فتبارك تحتاج للراحة !!
قالت تبارك بسرعة
- كلا اخي لا حاجة للعودة دعنا نستمتع قليلا وأنا سأبقى جالسة
قال بشك
- أأنت متأكدة !؟
هزت رأسها وهي تقول
- اجل أخي متأكدة
جلست حبيبة وغسق قربها تتحدثان معها غير أنها كانت شاردة رغما عنها بذلك الطبيب المضحك ... يبدو لطيفا جدا وذو شخصية مرحة ...هناك أناس تشعر نحوهم بالراحة منذ الوهلة الأولى وهذا ما حدث مع تبارك بالضبط عندما شاهدت عبد العزيز ... شعرت وكأنه قريب من أقربائهم وليس رجل غريب التقته في التو واللحظة !!
...............
............
في المساء كان عبد العزيز يجلس مع شقيقته يشربان الشاي في غرفة المعيشة ... كانت رونق تشاهد فلما تلفزيونيا بتركيز ... بينما عبد العزيز يفكر بتلك الشابة المدعوة تبارك .... كان كالعادة يقوم بجولة تفقدية في البستان ليطمئن على سير الأمور في المزرعة والبستان ... لمحها من بعيد فتاة سمراء البشرة رقيقة الملامح جميلة بشكل غامض .... ترتدي ملابس فضفاضة وحجاب زيتوني فتح اللون ... لفته حول وجهها البيضوي فبدت رقيقة جدا ... تساءل بسره من هي هذه الفتاة ... كانت تسير مع فتاة أخرى وهما منهمكتان بالحديث ... أراد ان يقترب و يرمي السلام عليهما لكنه تراجع لكي لا يحرجهما .... وفجأة شاهدها وهي تتعثر بحجر وتتكوم على الأرض ليسارع إليها ... وكما توقع فعلا كانت رقيقة وصوتها ناعم جدا وخافت يدل على الأدب والرزانة ... عندما سمع الفتاة الأخرى تناديها تبارك تذكر مباشرة ان وليد له شقيقة تدعى تبارك كما ان تقاسيمها تعطي شبهاً له ... أذن فهذه الشابة هي شقيقة وليد !
خلال الشهور المنصرمة لم يتعرف على عائلة وليد عن قرب ...كان يعرف عنهم مايعرفه جميع الفلاحين والعاملين في المزرعة ... لكنه كان يعلم بأن له شقيقان ..فزهير ياتي أحيانا الى المزرعة لكن بفترات متباعدة ! كما ان وليد كتوم وحريص جداً بأي أمر يخص عائلته !
نظر لشقيقته وقال لها بعد ان اجلي صوته
- رونق !!
ردت وهي لاتزال تركز على التلفاز
- نعم أخي ؟!
حك رأسه بحرج لا يعرف كيف يطلب منها ما يريد دون أن يثير انتباهها ... التفتت تنظر له وهي تقول
- ماذا أخي هل تريد ان تأكل شيئاً ام اعد لك الشاي من جديد ؟!
هز رأسه وقال
- لالا عزيزتي سلمت يداكِ لا أريد شيئا ...
ليردف بابتسامة مترددة
- حسنا أنا فقط كنت أريد منك أن تزوري عائلة وليد !!
رفعت حاجبيها والتفتت ناحيته توليه اهتمامها قائلة
- وليد !! صاحب المزرعة !!
أجابها بهدوء
- اجل .
تساءلت باستغراب وهي تركز نظراتها المتفحصة على وجهه
- ولماذا ازور عائلته هل هناك شيء اخي؟
ليرد عليها بحرج طفيف وهو لا يعرف كيف يجعل الأمر يبدو عفويا وبريئا فهو يعرف رونق كم هي ذكية ولماحة وربما ستكتشف اهتمامه الواضح بتبارك وتبدأ بفضولها وأسئلتها التي لن تنتهي ابدا
- الحقيقة ... حسناً ..فقط اطمئني على شقيقته تبارك لقد تعثرت في البستان والظاهر انها أصيبت في قدمها !
رفعت حاجبها الأيسر وهي تفكر بفضول .... لأول مرة أخيها العزيز يهتم بأنثى ... لا ويطلب منها زيارتها أيضا !! هذا شيء ملفت للنظر ... بدأ حدسها البوليسي يعمل بصورة سريعة وفعاله ...مادام أخيها مهتم بتبارك ..اذن هناك أمر ما!!
أجابت وهي تهز رأسها بمكر
- ااااااها تبارك قلت لي !!!
نظر لها بغضب وقال بارتباك طفيف
- مابك رونق !!! هي تعتبر مريضة وزيارة المريض واجب اليس كذلك !
قالت بسرعة وهي تبتسم لحرج وغضب اخيها
- اجل ... اجل ... اخي معك حق واجب طبعاً ... حاضر غدا سأعد لهم كيك الشكولاته واذهب لمنزلهم ... اعتبر الأمر منتهياً !!
أومأ وكان على وشك ان يقول شيئا إلا انه تراجع لتقول شقيقته ببراءة مزيفة
- أتريد ان تقول شيء عبد العزيز ؟!
أجابها وهو يقف بسرعة
- لالا ... لاشيء شكرا لك ... تصبحين على خير
ابتسمت وهي تراقب ابتعاده الهادئ عنها
- وأنت من أهل الخير عبد العزيز
همست برجاء ...
" يارب ان كان ما أفكر به صحيحاً فقربه واجعله حقيقي يا الله "
...............
....................................
نزلت الدرجات بسرعة لقد استيقظت متأخرة لابد ان خالتها الآن مستاءة .. وقبل ان تدلف إلى المطبخ سمعت صوتها وهي تهمس بحدة
- لماذا تفعلين هذا يا أختي أنها ابنتك !! من لحمك ودمك كيف ترميها بهذا الشكل صحيح أنا أحبها واعتبرها كتبارك تماما لكني شعر بها ... أنها تريدك وتشتاق لك أنت ولدتها !
صمتت قليلا لتكمل بصوت منخفض ومنفعل
- ماذا ؟!!! عن إي مستقبل تتكلمين ؟! من المفترض ان تري مستقبلك من خلال ابنتيك !
صمتت لتكمل بذهول
- يا امرأة اتقي الله ؟!!!!
لتصمت مرة أخرى ثم تجيبها بقوة وهي تحاول قدر استطاعتها ان تخفض صوتها
- تبا للمستقبل دون دفئ العائلة و تبا للمال .. تبا لكل شيء ... أنها ابنتك ... ابنتك ... افهمي كلامي جيدا ... ثم أنا اعرف انك تفضلين ابنتك الكبرى عليها ... لا تتخذي مسألة العمل حجة ... انت تتصرفين معها وكأنك تحملين حبيبة ذنب اعاقتها انت .....
وضعت حبيبة يدها على فمها ثم خرجت مسرعة الى خارج المنزل لم يعد لها القابلية على الاستماع .... توجهت الى مساحة خالية من الحديقة تقع جانب المطبخ مباشرة .. اتكأت على الجدار تبكي بحرقة .... والدتها لا تريدها !!! والأبشع من ذلك هي انها تستعر منها ... تشعر بالعار من عوقها بالفعل ! صحيح هي كانت تعرف بكره ونفور والدتها الملحوظ منها لكن ان تستمع لخالتها وهي تستجدي الاهتمام لها وممن ؟! من والدتها ... والدتها يا بشر .... خالتها تتوسل الام بأن تهتم بابنتها ! هذا كثير وكثير جداً
اي شعوراً بالنقص والثقل هذا الذي استحل روحها وكيانها !
الحزن والقهر يغلي بقلبها ... يغلي وكأنه قدر كبير موضوع على نار مستعرة .. ما ذنبها ان خلقت هكذا ؟!!! الله اختار لها هذا الشيء ما ذنبها !!
هي تحاول قدر استطاعتها ان تسترخي ولا تخجل وترتبك لتستطيع التكلم بصورة طبيعية لكن الأمر ليس بيدها .... دائما طبيعتها الخجولة تنتصر عليها فما ان يتكلم معها احد ما فجأة تتحول لكتله من البلاهة ... تتلعثم وتنطق الحروف ببعثرة ووجهها يتحول لثمرة حمراء ....
غبية غبية .... اذا كانت والدتها لا تريدها وتخجل منها فهل سيحبها هو ؟! هل سيفكر وينظر لها كأنثى من الأساس ؟! كلا كلا هي تحلم ... وبالتأكيد ستبقى امانيها مجرد احلام وردية بعيدة المنال! صوته الرجولي جعلها تشهق وتعتدل بسرعة وهي تحاول مسح وجهها الغارق بالدموع لكن كيف وهو على ما يبدو رأى كل شيء
- لماذا تبكين حبيبة !!!
.....................
...............................
كانت تجلس في كافتريا الجامعة مع صديقتها دلجين تتبادلان الحديث عندما شعرت بنظراته المسلطة عليها دون ان تلتفت ناحيته.... رمته بنظرة خاطفة وليتها لم تفعل .... كان يدخن سيكارته وهو ينظر لها بنظرات مظلمة عميقة ومرعبة ... نظراته بعثت داخلها موجة من البرد والارتجاف.... التواء حاد مزق أمعائها خوفاً وذعراً ... الهي .... ماذا يريد منها ... ولماذا يلاحقها من مكان لأخر .... لما لا يتركها وشأنها !!!
فجأة شعرت به يقف ويتجه ناحية طاولتهم ببطء شديد وكأنه فهد على وشك افتراس صيده الثمين ..... سمعت صوته قائلا بجدية وهدوء
- آنسة غسق هل لي ان أتكلم معك على انفراد !!
.......................
.................................
نهاية الفصل السادس
...................


قراءة ممتعة


Roqaya Sayeed Aqaisy غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 05-07-19, 09:52 PM   #43

نورالخاقاني
 
الصورة الرمزية نورالخاقاني

? العضوٌ??? » 420542
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 702
?  نُقآطِيْ » نورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الانوار يعمري 💐💐💐💐

الفصول كانت رائعه جدا واستمتعت فيهن 🌸🌸

حبيبه فتاة مسكينه اكثر شي في الفصل كان مؤلم جدا هو حياة حبيبه

التعيسه وخصوصا بعد استماع حديث خالتها والدتها

والدتها انسانه لا تعترف بالأمومة حتى مع ابنتها الكبيره

اتمنى ان يعوضها الله بعد كل هذه الاحزان ويكون زهير من

نصيبها 💝

دكتور عبد العزيز اعتقد وقع في الحب من اول نضره واكيد مثل اخلاق

عبد العزيز سيعوض تبارك بالحب والعاطفه التي افتقدتها مع خطيبها

السابق 🥀

نهاية كانت مع غسق خطيره جدا نتتضرتك بأحداث جديدة

سلمت اناملك عزيزتي 💖💖💖


في حفظ الله ورعيته. 🌷🌷


نورالخاقاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-19, 01:35 AM   #44

عشقي بيتي

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 427263
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,408
?  نُقآطِيْ » عشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

فصلين قمه في الروعه والجمال
يارب زهير يحس بحب حبيبه ويحبها ويتزوجها
وغسق ماحيتركهاسليم الاوقد اذاها اوهي عرفت كيف تصده وتحمي نفسها ويمكن تستنجدبوليد
اماسناءفالى المحرقه هي وهمام ان شاءالله يسلمو يداتك ياقلبي والله حسيت بوجع حبيبه حالتها تخلي القلب القاسي يحن
موفقه باذن الله


عشقي بيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-19, 01:04 PM   #45

Roqaya Sayeed Aqaisy

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Roqaya Sayeed Aqaisy

? العضوٌ??? » 345099
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,439
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Roqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورالخاقاني مشاهدة المشاركة
مساء الانوار يعمري 💐💐💐💐

الفصول كانت رائعه جدا واستمتعت فيهن 🌸🌸

حبيبه فتاة مسكينه اكثر شي في الفصل كان مؤلم جدا هو حياة حبيبه

التعيسه وخصوصا بعد استماع حديث خالتها والدتها

والدتها انسانه لا تعترف بالأمومة حتى مع ابنتها الكبيره

اتمنى ان يعوضها الله بعد كل هذه الاحزان ويكون زهير من

نصيبها 💝

دكتور عبد العزيز اعتقد وقع في الحب من اول نضره واكيد مثل اخلاق

عبد العزيز سيعوض تبارك بالحب والعاطفه التي افتقدتها مع خطيبها

السابق 🥀

نهاية كانت مع غسق خطيره جدا نتتضرتك بأحداث جديدة

سلمت اناملك عزيزتي 💖💖💖


في حفظ الله ورعيته. 🌷🌷



عبد العزيز انسان طيب ورجل بكل ا تحمله الكلمة من معنى لكن هسه تشوفين شلون راح تكون علاقته بتبارك الفتاة الصادقة
اما سناء نهايتها راح تكون منصفة للفتاتين
شكرا على متابعتج حياتي
نورتيني


Roqaya Sayeed Aqaisy غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 06-07-19, 01:10 PM   #46

Roqaya Sayeed Aqaisy

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Roqaya Sayeed Aqaisy

? العضوٌ??? » 345099
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,439
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Roqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشقي بيتي مشاهدة المشاركة
فصلين قمه في الروعه والجمال
يارب زهير يحس بحب حبيبه ويحبها ويتزوجها
وغسق ماحيتركهاسليم الاوقد اذاها اوهي عرفت كيف تصده وتحمي نفسها ويمكن تستنجدبوليد
اماسناءفالى المحرقه هي وهمام ان شاءالله يسلمو يداتك ياقلبي والله حسيت بوجع حبيبه حالتها تخلي القلب القاسي يحن
موفقه باذن الله
للاسف الشديد زهير راح يتمم زواجه من سلمى .... زهير حاله كحال اغلب الشباب الذين يتزوجون زواج الصالونات طبعا مو كل النوعيات هذا الزواج فاشل لكن مثل حالة زهير فهي فاشلة طبعا
لان ماكو اي توافق او تقارب بينهم لا بالفكر ولا بالطباع

صح سليم راح يأذي غسق جدا غرورة صورله ان كل البنات ممكن تحبه وتوافق عليه بسبب ماله ووسامته

سناء وهمام انا عاجزة عن التعليق عليهما لأن فعلا هما احقر شخصيتين بالرواية ومافعلاه غير مقبول لا دينيا ولا اخلاقيا .... بس هما المثلهم هل يعترفون بدين او اخلاق ؟!! اشك بذلك
نورتيني حبيبتي


Roqaya Sayeed Aqaisy غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 08-07-19, 09:56 PM   #47

Roqaya Sayeed Aqaisy

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Roqaya Sayeed Aqaisy

? العضوٌ??? » 345099
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,439
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Roqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
..................
" ألم القلب والروح اشد واقسى من ألم الجسد خاصة ان لم نجد من يحتوينا ويفهمنا "
.......
شهقت بقوة وذعر ويديها تسارع لمسح دموعها التي أغرقت وجهها .... سيطرت على لهاثها ثم أجابت بتلعثمها المعتاد
- مت..ى ...أتيت ؟!
أعاد سؤاله مقطبا وهو يتقدم نحوها متفحصاً بدقة وجهها المحمر من البكاء
- لماذا تبكين ؟!
صمتت تنظر له بحيرة وارتباك ماذا ستقول ؟ أتقول بأنها سمعت خالتها تطالب شقيقتها بأن ترمي لها فتات اهتمامها كالمتسولة !!!
هتف بحدة وضيق عندما لاحظ حيرتها وصمتها
- بحق الله أجيبي حبيبة !هل أمي هي السبب !
نظرت له بحزن بينما رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها
- خالتي !! وهل يوجد في الدنيا احن من خالتي سعاد !!!
احتدت ملامحه أكثر ليقول بنبرة متسائلة
- أذن هي تبارك ؟! أو ربما ..
قاطعته بلطف وهي تدعو بسرها ان يصدقها وينسى
- لا ... احد ... صدقني ... أنا فقط .. فقط .... ابكي ... بسبب ...بسبب ... الحمل الصغير !
رفع حاجبه بتعجب وهو يردد ورائها بعدم فهم
- الحمل الصغير ؟!!! وما به الحمل الصغير ؟!
هزت كتفها وهي تنظر لأصابعها المتشابكة قائلة
- اشعر بالشفقة عليه فأمه ماتت وهي تلده وهو يبدو ... صغيرا وضعيفا...
كان يستمع لها بسعادة ... لم يكن يهمه ما تقول او ما تتفوه به بل كل ما يشغله هو أنها لم تتلعثم ... حبيبة لم تتلعثم وهي توجه له الكلام ...لأول مرة منذ مجيئها قبل بضعة أشهر تكلمه بهذا الانطلاق ودون خجل ... كانت الكلمات تخرج من شفتيها الورديتين بانطلاق وسرعة أثارت دهشته وسعادته ... تلك الفتاة الضئيلة التي تعتقد أنها منسية ولا احد منتبه لها وهي لاتعرف بأنه يراقبها لا بل يدقق بكل حركة وكل نظرة وابتسامة تقوم بها بانتباه شديد .... أخرجه من شروده وتحديقه بها صوتها اللاهث وهي تقول
- هذا كل ما في الأمر صدقني !!!
أومأ بصمت وهو يتفرس بوجهها الرقيق وتلك الجديلة الطويلة المتدلية على كتفها الأيمن لتفاجئه بالسؤال
- وأنت لماذا ...عدت باكراً !!!
لانت ملامحه وهو يجيبها بابتسامة رجولية خطفت أنفاسها
- نسيت عدة أوراق هندسية وعدت لأخذها !!
ابتسمت بخجل بينما قلبها يخفق بشدة يا الهي كيف اخترعت تلك الكذبة البيضاء ... تذكرت كلمات خالتها ليعاود وجهها على التجهم وتختفي ابتسامتها ببطء لاحظ زهير تغير ملامحها على الفور ليسارع بالسؤال
- لما العبوس ألان ؟!!
أجابت بارتباك لذيذ أنعش قلبه لسبب لا يعرفه
- خالتي طلبت مني أن أقوم بإنزال الغسيل من السطح وإنا نسيت
تحركت بخطوات متمهلة وهي تهمس بحزن
- عن إذنك زهير
راقب اختفائها بعينان شاردتان تلك الفتاة تحيره بتصرفاتها ... تارة يراها مرحة وتارة منطوية وحزينة !!! ربما حزنها نابع بسبب والدتها المتحجرة القلب التي تركتها وسافرت لاهثة من اجل المال !!!! مسكينة أنت يا ابنة خالتي الصغيرة !! كل من بالمنزل يعرف بشأن كره والدتها لها ومعاملتها الشاذة التي تعامل بها ابنتها .. اجل شاذة فلأول مرة بحياته يشاهد هذه النوعية المقززة من الأمهات ... الحمد لله ان والدته الحنون ليست مثلها
" لك الله يا حبيبة "
همسها بشفقة وهو يتوجه لأخذ ما جاء لأجله
....................
..........................
استيقظت على صياح الديك الذي كان يصيح بإلحاح شديد على غير العادة ... اوووف حتى بيوم العطلة لا تستطيع النوم لوقت متأخر .... أبعدت شعرها عن عينيها ثم نظرت لهاتفها المحمول تتأكد من الساعة ... وقد كانت تشير العاشرة وعشر دقائق ....حاولت النوم من جديد إلا أنها لم تستطع ... ظلت تتقلب لبعض الوقت ثم فجأة تذكرت ما طلبه ذلك المجنون منها عندما جلس أمامها على الطاولة بعد ان سمحت له على مضض ... كانت تريد ان تعرف ماهو الشيء المهم الذي يريد قوله ولا يحتمل التأجيل !!!
قال بهدوء ووقاحة وهو ينظر لصديقتها دلجين
- هل من الممكن ان تتركينا لوحدنا فأنا أريد ان أتكلم معها على انفراد !
وقفت دلجين بارتباك وخجل شديد ثم قالت لغسق وهي تحمل حقيبتها
- حسنا غسق انا سأنتظرك في قاعة المحاضرات ... عن أذنكما
لم تنتظر ردها اذ سارعت بالمغادرة فوراً ... نظرت له بانزعاج وضيق مما جعله يسعل بخفه وهو يدعي الحرج ثم قال بهدوء بعد ان رسم ابتسامة هوليود على وجهه
- حسنا أنا لن أطيل عليك في الكلام ... من الواضح انك مستعجلة
أجابت بنفاذ صبر بينما قلبها يخفق بسرعة من شدة خوفها منه حتى ظنت بأنه يستطيع سماعها
- اجل معك حق المحاضرة ستبدأ بعد دقائق !!
هو يعلم أنها كاذبة لكن لابأس المهم ان يحضى بها حتى لو لفترة مؤقتة
- انا أريد ان أزوركم في المنزل .
نظرت له ببلاهة وهي تقول بعدم فهم
- ماذا !! تزورنا ؟! لكن لماذا اقصد مالسبب ؟! أهناك مشكلة !
أجابها بتعجرف وغرور ... بينما انتصب ظهره وانتفخ صدره كأنه طاووس يعرض جمال ريشه على الملأ
- سآتي لأطلب يدك !!
تبع كلمته الأخير بابتسامة سمجة كان يظن بأنها ستخطف دقات قلبها التي بالفعل خفقت بعنف اكبر ليس سعادة بل ذعرا ... هذا المجنون ...هي لا تطيق وجوده في الجامعة ليأتي ويفاتحها بأمر خطبتها !!!! فعلا لقد جن وفقد عقله .... وبطريقة حاولت ان تجعلها رسمية وعملية لكنها بدت لسليم جارحة جدا ومهينة قالت
- آسفة سليم انا لا أفكر بالزواج ألان ... كما أني اعتبرك كزميل وأخ ... أرجو ان تجد من تناسبك ... فعلا أنت شاب مميز تتمناه عشرات الفتيات !!
وقفت وهي تلملم كتبها ثم حملت حقيبتها وقالت وهي تتصنع الابتسامة
- حسنا ... عن اذنك ...
تركته وحثت خطاها التي أصبحت ثقيلة وهي تزفر الهواء من رئتيها براحة وتهمس بخفوت " غبي وأبله الحمد لله تخلصت منه "
لو انها شاهدت نظرات سليم المصوبة ناحيتها لظنت بأنه فعلا مجنون هارب من إحدى المستشفيات النفسية !!!
عادت من شرودها وهي تتمطى بتكاسل ... أبعدت الغطاء وقررت ان تقوم بأمر كانت تتوق للقيام به منذ مجيئها إلى اربيل
...........................
.......................................
نزلت الدرجات ببطء لتتجه الى المطبخ .. لم تجد أحدا .. سمعت صوت جلبه في الجهة الجانبية من الحديقة خرجت على مهل لتجد والدتها وزوجة خالها تجلسان جانب الفرن الطيني بينما حبيبة تجلس أمام طاولة مستديرة وبيدها عصا طويلة ترص قطع العجين ثم تقوم بفرده بمهارة وسرعة رائحة الخبز الطازج التي كانت تنتشر في المكان تسيل اللعاب وتفتح الشهية ...
التفت والدتها هاتفه
- اهااااااا لقد صحوت أخيرا ... تعالي لتفطري وتتذوقي هذا الخبز الطازج
تقدمت لتجلس جانب حبيبة التي أفسحت لها مكاناً بابتسامة واسعة ... التقطت الخبز الحار وبدأت تفطر بنهم ... كانت هناك صينية تحوي على الزبد واللبن والجبن وكلها من صنع يدي زوجة خالها سعاد ... أخذت ترقب ما يفعلون بانبهار ... حاولت أن تقدم المساعدة غير أنها كانت فاشلة وبطيئة جدا لذلك قررت الاكتفاء بالمراقبة فقط ...
تعجبت من والدتها كيف ترص الخبز وكيف تضعه داخل الفرن الطيني بكل مهارة .. وكأنها اعتادت على ذلك منذ فترة طويلة
قالت بدلال وهي توجه كلامها لوالدتها
- أمي منذ وصولنا لأربيل وأنا لم أزر أي مكان ... أرجوك اسمحي لي بالخروج اليوم مع تبارك وحبيبة !!
أجابت والدتها وهي مشغولة بمرقبه الفرن ووضع الحطب فيه
- حبيبتي اجليها للأسبوع القادم فتبارك كما تعلمين قدمها تؤلمها قليلا وحبيبة مشغولة تساعدنا في أعداد الخبز فلقد عجنت خالتك سعاد كمية كبيرة جداً من الطحين !!
قالت برجاء
- اذن فليأخذني زهير أذا لم يزعجه الأمر !!
هذه المرة أجابت الخالة سعاد بأسف حقيقي
- زهير ايضا غير موجود ... اليوم ذهب الى منزل خطيبته لقد قاموا بدعوته للغداء ولن يعود باكرا !!!
انطفأ الوهج بعينيها واختفت ابتسامتها ... لو كانت الظروف التي تمر بها البلاد طبيعية لاقترحت ان تذهب وحدها لكن ومع المصائب التي مرت عليهم والدتها لن تسمح لها بان تخطو خارج المنزل خطوة واحده دون حماية !!!
هتفت حبيبة ببراءة وحماس وكأنها وجدت حلا لمشكلة كبيرة
- وليد موجود في غرفة المكتب لقد رأيته قبل قليل أظن بأنه لن يمانع ابدا !!! ما رأيكم ؟!!!!
وقبل أن تسارع غسق باختراع عذر للتملص من مرافقته سمعت صوته الرخيم وهو يقول بتساؤل
- لن أمانع في ماذا ؟!!!
............................
....................
يجلس في الشرفة مع والد سلمى السيد مراد والذي كان صديق حميم لأبيه رحمه الله بل من اقرب أصدقائه ... له وقفات مشرفة معه فلعدة مرات أعطى والده المال وبمبالغ ضخمة قائلا له
- لا تفكر بتسديد الدين ألان ... نحن إخوة قبل ان نكون أصدقاء !
وبسبب تلك الصداقة المتينة المغلفة بالامتنان وتحميل الجميل أصر والده على مصاهرته ظناً منه انه بهذا العمل يظهر حبه وعرفانه لصديقه .... هذا هو حال والده دائما يبالغ بالثناء والشكر ... يقدم تنازلات ووعود كثيرة حتى لو كان على حساب مستقبل أولاده .... قال له مراد بلطف
- اذن كيف حال أخيك والعائلة ؟!
أجابه بأدب ورزانة
- الحمد لله عمي جميعنا بخير
أومأ قائلا وهو يتفحص وجه زهير بدقة
- لقد أخبرتني سلمى بأن جميع التجهيزات والتحضيرات الخاصة للزفاف قد تمت بسهولة ويسر !
أجابه موافقا
- اجل لقد ذهبت البارحة للاتفاق مع التاجر لكي يبدأ العمال بنقل الأثاث وكل المستلزمات إلى الجناح المخصص لنا في منزل والدي
ابتسم مراد باستحسان فبالرغم من ثرائه وحالته المادية الممتازة وبالرغم من الفرق الواضح بالمستوى المعيشي بينه وبين عائلة أكرم الا انه كان متواضع وعطوف جدا من يرى طيبته وتفهمه وتساهله مع زهير في طلبات الزواج لا يفكر بأن سلمى المتعجرفة اللامبالية هي حقا ابنته
- هذا جيد يا ولدي اذن لم يتبقى الكثير على تحديد موعد الزفاف ؟!
أجابه زهير بفتور وصوت أجوف لم ينتبه له مراد
- أفكر ان اجعله الأسبوع القادم أو الذي بعده بما أننا انهينا كل شيء !
قال مراد بسعادة حقيقية
- متى ما قررت انا موافق ليس لي الا سلمى وأنا سعيد وفخور بأنها أصبحت من نصيبك ... مبارك لكما ...
أجابه زهير بابتسامة صغيرة
- شكرا لك عمي ... انا الذي زادني شرف بنسبك
بعد عدة دقائق هتفت سلمى بمرح وهي تقف عند باب الشرفة
- هل ستقضيان الوقت بالكلام وحدكما !
وقف والدها قائلا بحنان وهو يربت على كتف زهير الذي وقف جانبه هو الأخر
- لقد كنت أتحدث مع زهير كأب وابنه ... أليس كذلك يا ولدي ؟!
أومأ زهير يوافقه بينما داخله يشعر بالانزعاج والخجل من اللطف والاهتمام الذي يبديه مراد له والذي يجعله يشعر بأنه مكبل بحبائل الامتنان تماما كوالده
- اجل .. اجل سلمى كما قال والدك بالضبط نتحدث كأب وابنه
..................................
..............................................
هتفت سعاد قائلة وهي لاتزال تجلس أمام الفرن الطيني
- تعال يا وليد ... غسق المسكينة منذ وصولها لاربيل وهي لم تشاهد المعالم السياحية في المحافظة ... ففكرنا بما ان اليوم جمعة وهو يوم عطلتك بأن تأخذها في جولة ترفيهية طويلة !!
رفع حاجبه ووجه نظراته لغسق التي كانت ملامحها تظهر ضيقاً ورفضاً واضحاً جدا ليقول بتسلية
- موافق وبكل ممنونية ...يسعدني ان اكون مرشدك السياحي يا ابنة عمتي !!
رسمت ابتسامة باردة على وجهها المتشنج وهي تقف قائلة
- شكرا لك وليد ... لقد غيرت رأي !!
قالت والدتها بتعجب
- غيرت رائيك ؟! لكن لماذا ! قبل دقائق كنت متحمسة ومتشوقة للخروج !!
أجابت وهي تتعمد عدم النظر ناحيته
- لا أريد ان أثقل عليه فلربما يوجد لديه أعمال أخرى أكثر أهمية يقوم بها !
قال وليد يدعي البراءة
- اليوم أنا متفرغ تماما يا غسق وأنت لا ثقلين علي أبدا ... إلا اذا !!!!
نظرت له بسرعة وحدة وهي تقول بتأهب بدت له كأنها قطة على وشك الانقضاض عليه
- الا اذا ماذا ؟!!
أجابها وهو يدس يديه بجيبي بنطاله الجينز
- إلا اذا كنت تخافين الخروج معي !!!
هذه لعبة قذرة ومكشوفة ... همستها غسق بحقد بينما كانت تبادله نظراته التي كانت تتحداها بان تنفي ما قاله وتوافق على الخروج معه ... هتفت سعدية بحرج وهي تقف وتنفض الطحين من يديها
- مالذي تقوله يا وليد كيف تفكر بذلك !! بالتأكيد غسق لا تقصد ما فهمته وهي حالا ستذهب لتغير ملابسها وتخرج معك
ثم التفتت لابنتها قائلة وهي تغمز بعينها اليمين أقسمت غسق داخلها بأن كل الموجودين انتبهوا لحركتها
- اليس كذلك غسق !!
نظرت لوالدتها بجمود وملامح مبهمة لعدة ثوان ثم قالت بابتسامة واسعة
- اجل أمي سأذهب حالا لتغير ملابسي !!
تقدمت لتدلف الى الداخل بهدوء بينما داخلها تغلي غضباً وغيضاً من ذلك المغرور المتباهي الذي يقف متكئاً على إطار الباب ينظر لها بتسلية قالت بجمود
- أريد المرور اذا سمحت !!
أجابها ببراءة وهو يتنحى جانبا
- اها ... اجل أسف يا ابنة عمتي الصغيرة
راقبها وهو يكبح ضحكته بصعوبة ... حقا لا يعرف لما شعر بالتسلية عندما لاحظ عنادها وهي تحاول التملص من الخروج معه وكأنها قطة علقت بماسورة للمياه ولا تعرف كيف تخرج منها !!
.........................
.................
ما ان خرجا وليد وغسق حتى تعالى صوت جرس الباب .. ذهبت حبيبة لتفتحه بسرعة وهي تهمس " بالتأكيد هذه غسق قد نسيت شيئاً ورجعت لتأخذه " لكنها تفاجأت بشابة ثلاثينية جميلة جدا تقف وهي تحمل علبه كارتونية تبدو وكأنها كعكة مغلفة !!!
قالت حبيبة بابتسامة ناعمة
- ت...فضلي سيد..تي !!
أجابتها الشابة بحرج طفيف
- السلام عليكم ... هل الحاجة ام وليد موجودة ؟!
هزت رأسها ثم قالت
- وعليكم ..السلام و..رحمة الله ..وبركاته ... ا...جل موجودة ... هل من خدمة !!
أجابت رونق وهي تتنهد براحة
- من فضلك اخبريها بأن شقيقة الدكتور عبد العزيز الذي يعمل في المزرعة تريد رؤيتها !
قالت حبيبة وهي تتنحى جانبا لتدعوها للدخول
- أهلا.. وسهلا سيدتي ... تفضلي للداخل و...سأناديها حالا
دلفت رونق إلى الداخل ثم أغلقت حبيبة الباب الحديدية وهي تحثها على السير قائلة
- تفضلي سيدتي .. من ...هنا !
مشت خلال الممر الأسمنتي الطويل الممتد من الحديقة الى باب الصالة ... دلفت حبيبة وهي تقول
- تفضلي بالجلوس !
ثم تركتها وأسرعت الى الداخل ... جلست رونق تتلفت حولها بارتباك وهي تهمس
" كم هو محرج مجيئي إليهم هكذا فجأة وهم لا يعرفوني "
لتجيب نفسها بحماس وسعادة
" كلا .. كلا .. لا يوجد حرج ابداً ... المهم عبد العزيز وتبارك "
لقد خطبها وتم الزواج بينهما وأصبح لعزوز طفل صغير يناديها عمتي كل ذلك جرى داخل عقلها
وهي تكاد تطير من السعادة فكيف ان أصبح ما تتخيله حقيقة ؟!!!
دلفت سعاد لتخرجها من خيالاتها الوردية وهي تقول بترحاب حار وكأنها تعرفها بالفعل مما جعل موجة من الراحة تسير عبر جسدها لتستقر بقلبها ...هذه بداية مبشرة بأذن الله .... والدتها بشوشة فبالتأكيد تبارك كوالدتها تماما كما يقول المثل ... لا تسأل عن البنت .. اسأل عن أمها
- أهلا وسهلا يا ابنتي
وقفت رونق وهي تبادلها التحية بخجل
- أهلا خالتي ... انا ... رونق شقيقة ...
قاطعتها سعاد وهي تهتف وتهم باحتضانها وتقبيلها بمودة
- اجل اجل عرفته عبد العزيز الطبيب الذي عالج قدم تبارك لقد أخبرتني حبيبة ... أهلا وسهلا بكِ لقد أنرت المنزل !
أومأت رونق قائلة باهتمام
- شكرا لك خالتي ... لقد جئت لأطمئن عليها .. كيف أصبحت قدمها ؟!
أجابتها سعادة بطيبة وهي تجلس وتحثها على الجلوس جانبها
- الحمد لله هي بخير كانت تشعر بألم طفيف البارحة لكن اليوم أفضل بكثير
لتكمل بسعادة حقيقية
- والله انها مصادفة جميلة جدا ان نتعرف عليك بسبب قدم تبارك
أومأت ضاحكة
- اجل خالتي وانا سعيدة جدا بأني تعرفت عليكم
لتكمل وهي تلتقط العلبة الكارتونية التي وضعتها على الطاولة
- تفضلي خالتي لقد صنعت لكم كيكة الشكولاته أرجو ان تعجبكم
أجابت سعاد بعتب وهي تلتقط العلبة من يدها
- لماذا كلفت وأتعبت نفسك عزيزتي !
نظرت رونق لباب الصالة المؤدي الى داخل المنزل وهي تقول
- لا يوجد تعب خالتي ... اممم .. احم ... أين تبارك أريد ان اسلم عليها واطمئن على صحتها بنفسي !
قالت سعاد ببشاشة وطيبة
- دقائق وأناديها .... عن أذنك ثانية واحدة
تركتها وخرجت مسرعة لتتنهد رونق قائلة بفضول
- ترى كيف هو شكلك يا تبارك !!
......................
..................................
بعد مرور عدة دقائق وبينما هي جالسة تترقب وصولها بفضول دلفت فتاة رقيقة عرفتها رونق على الفور
- أنت تبارك
قالتها وهي تقف لتستقبلها ابتسمت تبارك ابتسامة واسعة أظهرت أسنانها اللؤلئية المتراصة
- اجل انا تبارك وأنت رونق أليس كذلك...
تقدمت رونق وعانقتها ثم قبلتها قائلة
- اجل عزيزتي انا هي شقيقة عبد العزيز
ثم أكملت بهمس خافت
- محظوظ يا عزوز ومعك حق الفتاة جميلة وتستحق!
ابتعدت عنها تبارك قائلة بتساؤل
- عفوا ماذا قلت ِ ؟!
هزت رونق رأسها وقالت
- لالا لاتهتمي لم اقل شيئا تعالي واجلسي جانبي ...
جلست جانبها وهي تبتسم لها بمودة ...لم ترتدي تبارك الحجاب بل أطلقت شعرها الأسود الحريري حراً على أكتافها مما جعل رونق تنظر لها بإعجاب واضح وهي ترسم ابتسامة بلهاء وحالمة على شفتيها لتستطرق قائلة بتعمد
- لقد بعثني وأصر عبد العزيز ان أتي لأطمئن على قدمك .. اخبريني كيف أصبحت ؟!
تصاعد الاحمرار لوجه تبارك وهي تجيبها بهدوء
- شكرا لك وله عزيزتي انا بخير الحمد لله
تبادلا الكلمات والأحاديث وكأنهما تعرفان بعضهما منذ زمن طويل ... كانت رونق تتكلم ببشاشة وانطلاق وهي تحاول قدر استطاعتها ان تجمع المعلومات عنها ... عرفت أنها غير متزوجة او مخطوبة وعندما سألت عن السبب أجابتها بهدوء وثقة
- لم يأذن الله بعد وكل شيء بنصيب !
سألتها بفضول وهي تشرب العصير
- ماذا تعملين ؟! شكلك يوحي بأنك مدرسة ؟!
ضحكت تبارك بخفوت وقالت برقة
- كلا أنا محاسبة اعمل في المصرف الوطني
لا تعرف كيف ومن أين أتتها الفكرة لتهتف وهي تدعي السعادة
- يالها من مصادفة
ابتسمت تبارك قائلة
- خير ان شاءلله أتحتاجين لمساعدة ؟!
أومأت قائلة وهي تدعي الأسف
- اجل ... اجل احتاج لان استخرج البطاقة الذكية الخاصة باستلام الراتب الشهري باعتباري زوجة شهيد !!
همست تبارك بتعاطف وهي تمسك يدها
- البقاء في حياتك عزيزتي
قالت رونق هذه المرة بحزن حقيقي وهي ترسم ابتسامة صغيرة على شفتيها
- شكرا لك تبارك ... حدث ذلك منذ فترة طويلة !!
لتكمل بحماس
- أذن هل ستساعدينني ؟!
قالت تبارك بترحاب شديد
- هذا من دواعي سروري
هتفت رونق قائلة وهي تخرج هاتفها الخلوي من حقيبتها و تدعي البراءة
- أعطني رقم هاتفك لكي استطيع الاتصال بك في وقت لاحق لتحديد موعد مناسب لأزورك في المصرف
همست رونق بسرها وهي تحتفظ برقم تبارك الذي أملته لها بعفوية وطيبة
" افرح يا عزوز ها أنا ذا حصلت على رقم هاتفها أيضا فقط لتعرف من هي شقيقتك "
.................
...............................
- أذن إلى أين ترغبين أن أأخذك ؟!
أجابت بلا مبالاة وهي تنظر إلى معالم المدينة من النافذة
- وهل زرت الأماكن قبلا لكي اعرف !! اختر أنت !!
تنهد بصبر وهو يهمس داخله
" هذه الفتاة لا تملك لساناً كباقي البشر حاشا لله بل هو مبرد حاد تصيب به من تشاء دون ان تفكر "
قال لها وهو يركز على الطريق امامه
- تعالي نعقد اتفاقاً !!!
التفتت له بسرعة وهي مقطبة الجبين
- نعم نعقد ماذا !!!
ابتسم وقال بهدوء
- نعقد اتفاقا بأن نكون صديقين فقط لهذا اليوم ... كوني هادئة ... لا تجادلي ولا تتشاجري ... فقط كوني هادئة ومطيعة !
أجابت بضيق
- انا دائما هادئة كالنسمة !!
التفت ينظر لها وكأنه يستنكر ما قالته لتكمل بتساؤل وهي ترمقه بحذر
- ماذا !!! لماذا تنظر لي وكأنك لا تصدقني ! على فكرة كل من يتعرف علي يقول لي هذا الكلام !!
هز رأسه وركز بصره على الطريق مرة ثانية اراد ان يقول اجل كالنسمة مع الجميع الا معي تنقلبين كالقطط المتوحشة .... لكنه عوضا عن ذلك قال لها برزانته المعتادة
- أصدقك طبعا ... لكن مع ذلك هل من الممكن ان تنفذي ما طلبت !
صمتت لا تعرف ما تقول ... لكنه و مما بدا له من صمتها وسكونها بانها توافقه على كلامه ... وفعلا كانت كالطفلة الهادئة تنظر حولها بانبهار ... أخذها الى جميع المناطق السياحية المهمة ... قلعة اربيل التاريخية ... مئذنة جولي ( المظفرية ) شلالات بيخال وكلي علي بك ... عيون جنديان السحرية وغيرها من المناطق الرائعة
كانت تسير معه بخجل وارتباك في بادئ الأمر لكن الخجل بدا يتلاشى شيئا فشيئا ... لا تصدق انها تسير لجانبه بل لا تصدق بان وليد الجاد المتجهم له هذا المزاج الرائق ... كان يشرح لها بلطف وصبر جميع ما يصافهم من أماكن تراثية ... شخصيته كنت منفتحة مرحة مع خفة دم لم تتوقع وجودها به أبدا ... إحساسها السابق بالنفور والخوف منه بدأ يتلاشى ليس ألان بل منذ فترة حتى انها أصبحت تجد متعة بأغاضته وإغضابه ... لكنها لازالت لحد ألان تمقت تدخله وسيطرته التي يمارسه عليها ... فقط لو يلتزم حدوده معها ولا يتدخل بحياتها الخاصة لا صبح فعلا شخصا رائعا وصديق لا بأس به !!!
بدأ الظلام يزحف ببطء والأضواء الملونة بدأت بالانتشار مع أصوات الموسيقى الخاصة بالدبكة الكردية وقف وهو يشير الى جموع الراقصين
- من المعروف عن المناطق الشمالية أنها مستوطن للعديد من الحضارات والمجتمعات منذ بداية التاريخ ويرجع ذلك إلى التوسعات التي حدثت فى عهد الإمبراطورية العثمانية فضمت إلى البلاد الكثير العادات الأخرى فاختلطت الثقافات وتنوعت ....هذا بالإضافة إلى الموقع الجغرافي بين الدول العربية ودول الشرق الأوسط . وانعكس هذا الاختلاط بين الثقافات على ثقافة الشعبية للفنون مثل الموسيقى والرقصات فهناك رقصات متعددة لكل منها اسم معين

قالت بتساؤل وهي معجبة رغما عنها بثقافته الواسعة ... فعلا كان يبدو كمعلم او مدرس للتاريخ
- ما اسم هذه الرقصة ؟!
ابتسم بهدوء وهو سعيد بتجاوبها يبدو انها بدأت تعتاد عليه ....هذا جيد فكر بذلك ثم اجابها بحنكة وفخر
- يطلق عليها هلبركي ينتشر هذا النوع من الرقص فى المناطق الواقعة في العراق ولبنان ودول البلقان وتؤدى هذه الرقصة بشكل جماعى كما ترين حيث يرتدي الراقصون ملابس سوداء مزركشة الفضة ...
قالت وهي تشير الى ملابس الرجال الغريبة التي لاحظت انهم يلبسوها باستمرار وبشكل يومي
- وما هذه الملابس !! لماذا لا يلبسون الملابس الرجالية العادية !
قال لها شارحاً بصبر
- أنها ملابسهم التقليدية ويعتبر رمز من الرموز التي يتميز بها أكراد شمال العراق ... كل قطعة لها اسم معين ...
بعد ذلك أخذها بجولة أخرى بمحاذاة النهر ... الأضواء الساطعة وأصوات السياح المختلطة مع أصوت الباعة كانت تصلهم من مكان بعيد ... فجأة تراءى أمام ناظريهما صوت طائر يئن بألم ... أمعنا النظر جيدا كان طائر عالق بشباك نصبها احد الصيادين بمحاذاة النهر .. نزع سترته وأعطاه لها قائلا بجدية
- سأذهب لأحرره ثانية واحدة وأعود !!
لا تعرف لما احتضنت سترته بقوة وهي ترقبه بانتباه شديد كيف رفع طرفي بنطالة وتخلص من حذائه وجوربه ثم تسلل بهدوء ليخلصه بكل حرفيه وخفة ثم يحرره ليطير عالياً محلقاً في السماء ... ليطلق بعض الأصوات الغريبة وكأنه يشكره على مساعدته وتخليصه من موت محتم ... كان وليد رائعا رجوليا و جذابا ... من يراه يعتقد بأنه ولد وترعرع في هذه المدينة ... تشرب من أصالتها واندمج بروحه بين طيات حكايات وخرافات المكان .. غير ان الحقيقة ليست كذلك أبدا ... فعائلة خالها انتقلوا إلى المناطق الشمالية بسبب ظروف عمل خالها اكرم وقد وجد راحته هنا فاستقروا واشتروا تلك المزرعة الصغيرة .. هذا ما عرفته صدفة من والدتها !!!
راقبته يعود أدراجة وجسده الرجولي الضخم يتحرك بخفة ومرونة ... له هيبة يفرضها أينما ذهب ... قلبها بدا يهدر بعنف وهي تفكر ان ابن خالها يمتلك سحراً خاصاً ... سحر خطر جدا .. حتى لو لم يكن وسيما بالمعنى الحرفي!
أخذها بعد ذلك الى إحدى المطاعم الشعبية المنتشرة في شوارع المدينة كان مطعما صغيرا ونظيفا .. جلسا يأكلان الطعام بلذة .. أكلت أمامه دون خجل وكأنها تجلس أمام والدتها... قالت له وهي تمضغ الطعام
- هل تتكلم اللغة الكردية ؟!
أجابها وهو يضع الشوكة جانبا
- اجل أتقنها بطلاقة لا تنسي لقد عشت هنا سنوات عديدة !
أومأت وهي تهمهم بشرود ثم قالت بترفع
- انا ايضا تعلمت بعض الكلمات من صديقاتي في الكلية !
ابتسم لطفوليتها وهي تحاول ان تغيضة ليجيها قائلا بلطف
- هذا جيد !
قالت وهي مقطبة الحاجبين
- تكلم معي قليلا باللغة بالكردية وانا سأترجم لك لكن إياك ان تساعدني .
رفع حاجبه وقال
- لا يزال الوقت مبكرا للترجمة أنت لم تتعلمي إلا بضع كلمات قد يكون صعب عليكِ ...
قاطعته بنفاذ صبر وهي تمسح فمها بالمنديل
- لالالا ...تكلم أنت فقط وسترى كيف أترجم ! لكن اختر كلمات سهلة وبسيطة !
هز كتفه بلامبالاة وقال
- كما تشائين .... والان لنرى ... اممم ...
حك ذقنه يدعي التفكير لعدة ثوان ثم قال
- تو به بوولة اله توني !
قطبت وهي تنظر له بضيق لعدة ثوانِ قبل ان تقول بانزعاج
-لا هذه لم اعرفها هات جملة أخرى !
تراجع بظهره إلى الوراء ومد ذراعه على الكرسي مستمتعا بمنظرها وهي تتقلب بقلة حيلة وكأنها تقف على صفيح ساخن
- تو تيريد زبان ده ريش !!
ملامح ووجهها التي احمرت غضبا وغيضا كانت فعلا مثيرة للضحك ... قالت باختناق وكأنها خسرت مباراة عظيمة
- أيضا لم اعرفها ! هذا ليس عدلاً !
ابتسم رغما عنه لتقول له بحقد ومزاجها الناري المتقلب عاد إليها من جديد
- لماذا تبتسم !!! ما هي الكلمات التي وجهتها لي ... أكنت تشتمني !
رفع حاجبه باستنكار حقيقي وقال لها بجدية
- ماهذا الكلام الساذج ولماذا أشتمك !
رفعت كتفها وقالت بإصرار
-لا اعرف ربما تريد ان تنتقم مني !
نظر لها لعدة دقائق بصمت وتجهم ثم استدعى النادل ودفع الحساب وهب واقفا وهو يقول
- هيا غسق حان وقت العودة ... فلنعود قبل ان ترفعي ضغطي و تختمي رحلتنا اللطيفة هذه بمشاجرة أخرى من مشاجراتك التي لا تنتهي !
هبت واقفة وهي تقول معترضة
- انا لا أتشاجر !!
ارتدى سترته قائلا دون ان ينظر لها
- اذن ماذا تفعلين !!
قالت بصوت هادئ
- فقط .. فقط ..كنت اسأل لا أحب ان أكون كالأطرش في الزفة !!
ردد باستغراب وكأن كلامها لم يعجبه
- أطرش في ماذا !!!!
ليكمل قائلا بلهجة صارمة لا تقبل المناقشة
- هيا غسق قلت لك حان وقت العودة
..................................
عادا الى المنزل بوقت متأخر ... كانت غسق لا تعرف ما عليها ان تقول لقد حدثت اليوم أمور كثيرة شوشت عليها تفكيرها ... جعلتها تكتشف جزء جديد من شخصيته لم تكن تعرفها ..او لم تحاول ان تعرفها ... حسنا هي لن تنكر بأنه كان مسلياً ولطيفاً بالإضافة لثقافته العالية ... اوف ياربي لكنه مازال كريها وغامضا ... ثم لماذا لم يترجم لها ما قاله !
شعر بتنهيدتها الحادة استطاع ان يرى وجهها الجميل عابسا ومنزعجا ... انقبض قلبه وساوره الشك ... هل كانت تتكلم بجدية !!! هل فعلا شكت بأنه شتمها !!! تبا هذه الفتاة ستفقده عقله بتصرفاتها المتسرعة
- مابك غسق الم تستمتعي بالرحلة ؟!
قالها وهو يحاول ان يكون لطيفا معها ويبين لها بأنه نسي ما تفوهت به في المطعم ...نظرت له وقالت
- ماذا قلت لي عندما كلمتني باللغة الكردية ؟!
التفت ينظر لها وعيناه الداكنتان التي انعكست عليهما أضواء مصابيح الشوارع كانت حادة وغاضبة
- يا الهي غسق الازلت تفكرين بذلك الأمر!!
أجابت بسرعة وهي تقضم شفتها بتوتر
- اجل ويجب ان اعرف !!
قال لها بتحدي وهو ينظر أمامه ببرود
- وان أخبرتك بأني لن أترجمها لك !! ما هو قولك !
هتفت باستنكار
- قولي انك كنت تشتمني بالفعل !
طحن أسنانه بقوة ثم قال بغيض
- فكري كما تشائين غسق لا طاقة لي للشجار !
قطبت والتفتت الى النافذة بعناد تبا هي حتى لم تحفظ الكلمات لتترجمها لها دلجين اوووف ماهذا الحظ العاثر الذي تملكه !!!
.............
.............
دلف سليم الى المطبخ ثم قال بلهجة مبطنه وهو يركز نظراته نحوها يرسل لها رسالة فهمتها جيدا ورحبت بها وقلبها يتراقص بسعادة
- أريد فنجان من القهوة يصل لغرفتي ألان حالا
القى أمره و تركهم مغادرا بسرعة تحركت افيندرا لتخرج الدلة الخاصة بالقهوة ثم وضعت فيه بالماء بينما قالت والدتها بانزعاج
- لا تأخذي القهوة له انا سآخذها
أجابت وهي تضع الدلة على الموقد
- امي غرفة السيد سليم في الطابق الثاني وانت لا تستطيعين الصعود بسبب الم قدميك
مسحت يديها بالمنشفة ثم توجهت لتجلس على لكرسي قائلة بتنهيدة حارة
- لا يعجبني نظراته التي يوجهها لك !!
ابتلعت افيندرا ريقها بصعوبة ثم قالت بلامبالاة وهي تحرك القهوة بالملعقة
- لا تقلقي امي اعرف كيف أتعامل معه اطمئني أنت فقط
تمتمت والدتها بعدم رضا
- فليحفظك الله من كل سوء يا ابنتي
صبت القهوة في الفنجان ثم حملت الصينية وقالت
- اذهبِ للنوم امي وانا سألحق بكِ بعد ان انظف المطبخ !!
......................
..................................
كان ممدد على فراشة يضع يده تحت رأسه يحدق في السقف بشرود ... من هي تلك الغسق لترفضه ... كيف تجرأت على التكلم معه بتلك الطريقة ... لكن الخطأ ليس منها بل منه هو أعطاها حجما اكبر من حجمها ... حسنا باران أنت السبب فهذه كانت فكرتك العبقرية حيث قال له وحسب نظرته التي لا تخطأ ابدا بأنها من النوع الذي لا تحب العلاقات العابرة وان اسهل طريق اليها هو عبر الدخول من الباب اي خطبتها !! وهاهي قد رفضته بطريقة مهينة !!
اخرجه من شروده صوت افيندرا عندما دلفت بصينية القهوة قائلة بدلال
- القهوة كما أمرت سيدي
هب واقفا ثم امسك الصينية ليضعها على المنضدة بلا مبالاة ... كبل خصرها وقربها ناحيته قائلا وهو يستنشق عطر رقبتها ويغرس انفه هناك
- اي قهوة !!! فلتذهب القهوة للجحيم انا احتاجك انت حبي
تملصت من بين ذراعية وهي تقول بهمس ناعم
- سليم سيرانا احدهم اتركني أرجوك
دفعها نحو السرير وهو يفتح أزرار قميصه الأبيض قائلا
- لا احد في المنزل لا تقلقي يا حبي فلنستمتع قليلا اشتاق إليك حلوتي
وكالعادة تضعف أمامه ومنذ الكلمة الأولى ..... لتسلم له جسدها وهي تبادله الشغف دون خجل او تفكير
................................
............................
دائما تنقل نظراتها بينهم بتشتت وخجل وكأنهم يتصدقون عليها بفتات الخبز ... يرموه لها كطفل فقير يقف على عتبة بابهم ...
شعورها بالغضب من والدتها يحرق روحها يخنق أنفاسها .. كل ليلة تعد الكلام ... الكثير.. الكثير من الكلام لتلقيه على مسامعها عل ذلك الغضب يخبو قليلا لكن ما ان تشرق شمس الصباح حتى يتلاشى كل شيء بغمضة عين لتعود لصمتها ووحدتها من جديد .. أخرجت صورة زهير من تحت الوسادة وهي تفكر بحرقة
زهير ... زهير ... اااه والف اااه منك يا زهير .. كل ليلة يغزو مخيلتها الجامحة لتتخيل ألاف الخيالات المستحيلة ... يتسابقان على شاطئ البحر تتقاذفه بالماء تارة هي وتارة هو وضحكاتهم تتعالى ... يجلسان متعانقين أمام المدفئة الحجرية في فصل الشتاء
يهمس لها بكلام لم تسمعه في حياتها ولا تريد ان تسمعه الا منه هو فقط ... لكن هيهات فتلك هي مجرد أحلام مثيرة للشفقة ... حمد لله ان الأحلام سرية لا يمكن ان يطلع عليها احد والا لكانت فعلا مثيرة للشفقة والسخرية!!!
خرساء ... بلهاء ... عديمة النفع ... كل ذلك ومايزال هناك الكثير من النعوت والألقاب التي تطلقها والدتها عليها ... خنقت شهقة حادة كادت ان تخرج منها وتوقظ تبارك النائمة على السرير المقابل لسريرها ... أغمضت عينها بألم و ابتلعت ريقها وهي تعيد الصورة لمكانها ثم تهب واقفة لتتجه لغرفة خالتها سعاد ... يجب ان تتكلم مع والدتها ... لو انها تملك هاتفا خلويا كتبارك وغسق لما كان هذا حالها ... تستجدي منهم الهاتف كالمتسولة !! لكن لا لا يجب على حبيبة ان تمتلك هاتفا لازالت صغيرة قد تتعرف على الشباب او تفسد أخلاقها !!! هذه كانت حجة والدتها .... اذن لماذا اشترت لشقيقتها هاتفا عندما كانت بعمرها !!!!
طرقت الباب بخفوت وهي تطرد دموعا جديدة أوشكت على السقوط من مقلتيها .. سمعت صوت خالتها تدعوها للدخول ... دلفت بابتسامة واسعة وهي تقول
- مساء ...الخير خالتي ... ظننتك نائمة !
أجابتها سعاد بحنانها المعهود
- مساء السعادة حبيبتي .. لازال الوقت مبكرا لم تتجاوز الساعة الحادي عشر ... تعالي اجلسي الى جانبي
جلست جانبها على الفراش ثم قالت بتوتر وخجل
- خا..لتي هل .. من ..الممكن ان اطلب منك طلبا ؟!
أجابت خالتها وهي تدعي الحزن
- وانا التي ظننتك قد أتيت لتتسامري مع خالتك العجوز .!!
قالت بسرعة وصدق
- بل جئت لأتسامر معك واطلب منك طلبا بذات الوقت
تبسمت سعاد ببشاشة ثم قالت
- اطلبي ما تشائين حبيبتي
خرجت تنهيدة حزينة من شفتي حبيبة ثم قالت بخفوت وهي تسبل أهدابها
- أريد ان اكلم أمي .. أرجوك خالتي !!
اختفت الابتسامة من وجه سعاد وهي تقول بهدوء
- لماذا تريدين ان تكلميها هل تحتاجين لشيء ؟!
قالت حبيبة بعينان دامعتان
- وهل يجب ان يكون هناك سبب او ان احتاج لشيء لأتحدث مع والدتي ؟!!!
ابتسمت سعاد بتوتر وهي تسب وتشتم شقيقتها ذات القلب المتحجر التي لم تشعر هذه الفتاة اليتيمة يوما بحنانها وأمومتها وكأنها ليست ابنتها التي حملتها في أحشائها تسعة أشهر !!!!
- حاضر حبيبتي سأتصل بها غدا ...
قاطعتها حبيبة بتوسل
- لماذا غدا اتصلي بها الان
أجابتها سعاد كاذبة وهي تشدها الى أحضانها
- لا تنسي فرق التوقيت لابد أنها ألان مشغولة او ربما نائمة انتظري للغد واعدك ان اتصل بها
قبلت حبيبة يد خالتها وشكرتها بأدب ثم خرجت بهدوء وسط دموع سعاد التي بدت بالانسكاب شفقة على تلك اليتيمة
.........................
...................................
وقفت تحت رذاذ الماء الدافئ تغمض عينيها بهدوء تحاول غسل روحها التي تعبت من كل شيء ... عل الماء يزيل قذارة روحها قبل جسدها ...
هو يقول انه سيخطبها قريباً ... وأنها تعتبر بموجب العقد العرفي زوجته ... لكنها تشعر بالرخص جسدها بات مقرفاً ...
تنهدت بحسرة وهي تتذكر ماضيها البشع الذي تحاول ان تتناساه ... ماضيها في ذلك الحي الفقير ... حيث ولدت وتربت قبل ان يموت والدها جراء مرض سرطان الدم ... ليتركها مع والدتها الأربعينية عرضة للتحرش من الذئاب البشرية ...
كانت دائما تشعر بالضآلة والفقر .. تنظر لما يمتلكوه صديقاتها في المدرسة من ملابس وعطور ومصوغات ذهبية بينما .. هي مجرد فقيرة بائسة تراقبهم بحسرة وحسد
لازالت تذكر ذلك اليوم عندما ذهبت الى احتفال المدرسة ... كانت في الخامس عشر من عمرها بريئة وصغيرة ... طلبت من والدها فستانا جديدا للحفل ... وكم كانت فرحة عندما حقق لها ما تمنت ... لكن للأسف سعادتها تلاشت وتبخرت عندما بدأو بالاستهزاء منها .. ونعتها بأبشع الصفات وأقذرها .. بكت بألم وخيبة ... بكت بحقد وغل ... بذلك اليوم
ماتت افندرا الضعيفة واحترقت لتولد من رمادها افندرا جديدة أقسمت على ان تنال السعادة والثروة والغنى مهما كلفها من ثمن ... وقد كان ...
فها هي على عتاب القصر لم يبقى الكثير لتنال لقب زوجة سليم ابن أشهر رجال الأعمال في اربيل ...
أغلقت الصنبور ... لفت منشفة حول جسدها ثم خرجت بخطوات هادئة وابتسامة رضا تزين وجهها .. سترتدي ثيابها وتعود لغرفتها ... والدتها تنام بعمق لا تستيقظ حتى لو أطلقو مدفعا قرب أذنها .. فهي منهكة من عمل المطبخ ... حسنا امي لم يبقى الكثير لترتاحي ... فقط اصبري ... همستها بوعد ... دلفت لغرفة النوم لتراه لايزال ممدا يستند على الوسائد وهو عاري الصدر ... نظرت له بابتسامة مغرية ثم توجهت إلى المرآة لتمسك الفرشاة وتمشط شعرها الأسود .. أحست بنهوضه واقترابه منها .. لف ذراعيه حول خصرها ودفن انفه ليستنشق شعرها الرطب قالت ببرود
- الم تقل لي ان أغادر الان ؟
أجابها وهو يقبل رقبتها برقة بينما تسللت يده تحت المنشفة ليلمس فخذها الناعم صعودا وهبوطا
- ارحلي بعد قليل حبيبي
أدارها ناحيته قائلا بهمس وهو يفرك كتفيها المرمريان
- لما الاستعجال جميلتي والليل لازال في أوله ووالدي مسافر ووالدتك ألان تغط بنوم عميق !
ابعد المنشفة التي تحجب يديه عن جسدها الطري ليلتهم بعينيه الجائعتان كل انش ظهر منها قبل ان يدفعها للسرير ويبدأ معها جولة جديدة كانت هي الخاسرة فيه كالمعتاد
...................................
.........................................
كانت كل من خالتها والخالة سعدية تجلسان في المطبخ تحفران الخضروات وتنظفان الأرز استعدادا لعمل وجبه الغداء بينما هي تنتقل من مكان لأخر وهي تنتظر ان تتصل خالتها بوالدتها كما وعدتها ... يجب ان تتحدث إليها مهما كلفها من ثمن .. وقفت عند باب المطبخ ثم قالت
- خالتي !
همهمت خالتها وهي تركز في حفر الباذنجان
-همممممم
أجابتها بحده وغضب رغما عنها
- أنسيت ما وعدتني به ؟!!!
رفعت سعاد رأسها ثم ابتسمت بتردد ... هي لم تنسى لكنها أملت بأن حبيبة هي من ربما ستنسى موضوع الاتصال .. قالت بتلكؤ
- اجل ... اجل .. حبيبتي حالا فقط افرغ من ...
قاطعتها بإصرار
- لا خالتي لن انتظر أرجوك اتصلي بها هياااااااا !!
تركت ما بيدها ثم نظرت لسعدية وقالت بحرج
- أكملي حفر الخضراوات عزيزتي ريثما اجري اتصالا سريعاً وأعود
أومأت سعدية وهي تتابع خروجها بتعجب وفضول
.....................
..............................
- متى ستعودين لتأخذيني يا أمي ؟!!
قالتها بقوة وحدة ... ليس ذنبها أنها خلقت معاقة ... ليس ذنبها أنها لم تكن الابنة التي تفخر بها والدتها ؟!!! وليس ذنبها أنها جاءت إلى هذه الدنيا ؟!!!
هي ابنتها شاءت ام أبت ويجب ان تتحمل مسؤوليتها ... حتى لو أسمعتها مئات الكلمات الجارحة لقد تعودت ... تعودت على اهاناتها المستمرة لن تؤثر بها بعد ألان ستتحمل وتغلف قلبها بجدار قوي وسور عالي لن تسمح لأي احد ان يجرحها ويهينها .... سمعت صوت والدتها البارد القاسي كما هو كأنها لم تفارقها !!! كأنها لم تشتق اليها ؟!!!!
- اسمعيني جيدا حبيبة أنت لست طفلة ... بل شابة واعية وكبيرة ... لذلك سأتكلم معك بصراحة !!
ابتلعت حبيبة ريقها بينما أحست بالبرودة في أطرافها ... والعرق بدأ يتجمع على جبينها لتكمل والدتها بهدوء مستفز
- أولا انا لم أكمل إجراءات العمل بعد .... ثانيا وهو الأهم .... هو أني وجدت لك رجل ... اقصد عريس موافق على الزواج منك رغم إعاقتك !
..............................
نهاية الفصل السابع














التعديل الأخير تم بواسطة Roqaya Sayeed Aqaisy ; 08-07-19 الساعة 10:19 PM
Roqaya Sayeed Aqaisy غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 08-07-19, 09:58 PM   #48

Roqaya Sayeed Aqaisy

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Roqaya Sayeed Aqaisy

? العضوٌ??? » 345099
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,439
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Roqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
.......................
لندن
.............
كانت تقف خلف والدتها في الصالة دون ان تشعرها بوجودها ... استمعت لكل كلمة قالتها لحبيبة.... أحست بالاختناق ... هل سيعيد الزمن نفسه ؟! هل ستجبر حبيبة على الزواج من شخص لا تريده فقط في سبيل إرضاء مزاج والدتها الغريب !!!! هل ستحطم حياة شقيقتها الصغيرة كما حطمت حياتها مع همام !!
ما ان أغلقت والدتها الهاتف حتى تقدمت لتجلس على الأريكة المقبلة لها ... قالت سناء وهي ترفع حاجبها بتعجب
- رضاب !! منذ متى وأنت هنا ؟!
اجابت رضاب بنبرة لائمة ومعاتبة
- منذ ان أخبرت حبيبة بشأن العريس المرتقب !!
انحنت سناء نحو الطاولة لتلتقط سيكارة من العلبة وتبدأ بإشعالها .... سحبت نفساً عميقاً ونفثت الدخان بلامبالاة ثم قالت وهي تعتدل بجلستها
- ولماذا تتكلمين معي هكذا !!! وكأن الأمر لايعجبك !!!
هتفت رضاب بانزعاج هي تبعد خصلة من شعرها الناعم لتضعه خلف أذنها
- اجل لا يعجبني .... لا يعجبني ... حرام ما تفعليه بنا ... حرام عليك يا أماه !
قالت سناء بصرامة وهي ترمق رضاب بحدة
- بنت تأدبي وأنت تتكلمين معي !!
همست بخفوت
- آسفة أمي
لتكمل بصوت أعلى قليلا وبرجاء صادق
- أرجوك أمي ... أرجوك ... حلفتك بالله اتركِ حبيبة بحالها لا تحطمي مستقبلها مثلما فعلت معي
أطفئت سناء السيكارة في المنفضة بقوة وغضب ثم اعتدلت بجلستها وهي تقول
- مالذي تتفوهين به يا رضاب لقد جننت تماما !!! ثم اي حياة هذه التي حطمتها !!! انت تعيشين هنا كالأميرات زوجتك من جراح تجميلي يديه ملفوفتان بالحرير ... لكن ماذا اقول انها الجينات أنت أيضا كوالدك تحبين حياة الفقر ...
قالت رضاب وهي تشعر بالاختناق بسبب الكره الشديد الذي تكنه والدتها نحوه أبيها رحمه الله
- لاتذكري أبي بالسوء يا امي .... هو لم يؤذيك ابدا ... دائما كان يحبك ويبحث عن راحتك !! واجل انا أحب حياة الفقر كوالدي تماما يا ليتنا نعود كما كنا سابقاً ... والله حياة الفقر بظل ابي أفضل مئة مرة من هذه الحياة البائسة التي أعيشها هنا مع زوج لا مبالي يقضي اغلب وقته مع النساء !
قالت سناء وهي تتنهد بضجر
- لماذا لا تريدين ان تنضجي وتكبري عقلك قليلا !! همام جراح تجميلي ومن الطبيعي ان يكون اغلب تعامله مع النساء ....
ابتلعت رضاب ريقها وقالت بغصة مريرة
- اتركينا من همام واخبريني .... ما هو رائي حبيبة بموضوع الزواج !!
قالت سناء بابتسامة صغيرة
- كانت شبه موافقة بل بالفعل كانت موافقة لكني قلت لها بأني سأهتفها بوقت لاحق لأخذ قرارها النهائي !!
قضمت رضاب شفتها السفلى وقالت
- ومن هو عريس الغفلة ؟! وكيف تعرفتي عليه ؟!
نظرت سناء لأظافرها المطلية بلون الأحمر القاتم وهي تقول بلامبالاة
- الدكتور مهيمن زميل همام في المشفى !
ثم نظرت لها ببراءة مزيفة وهي تقول
- لا داعي لا خبرك كيف تعرفت عليه !!! بالتأكيد خمنتي بأن همام من رشحه لحبيبة !! عندما اخبره مهيمن بأنه يبحث عن فتاة ملائمة له وهو مستعد لتلبية جميع طلباتنا ... اقصد طلباتها هي !
كانت رضاب تستمع لما تقول والدتها بذهول وعدم تصديق ... هل جنت هذه المرأة ! كيف تفكر وكيف تحلل الأمور وتربطها ببعض ... ثم هل حبيبة بنظرها ملائمة فعلا للدكتور مهيمن ! فلا يوجد الا مهيمن واحد تعرفه ... من المستحيل ان يقصده همام ! هبت واقفة وهي تهتف بقوة واستنكار
- من تقصدين !!! مهيمن !!! صديق همام !!!
وبنظرات جامدة باردة أجابتها سناء بكل ثقة وغرور
- اجل هو !!!
هزت رضاب رأسها وقالت بضعف وصدمة ووجهها قد شحب فجأة
- انه ...انه ...انه بالأربعين من عمره !!! لكن ... امي ... كيف ... تفعلين هذا بحبيبة انها ابنتك حرام ... والله حرام
وقفت سناء وهي تقول بغضب وضجر
- ااااه كفى كفى مابك أجننت ترددين كالغبية البلهاء حرام... حرام ... أين الحرام فيما سأفعله !! انا سأزوجها من طبيب غني كثر الله خيره بأنه رضي بها وهي معاقة !!!
هتفت رضاب بصرامة ولأول مرة بوقاحة لم تعهدها هي بنفسها
- المال !!! اذا كان كل ما يهمك هو المال !!! اذن تزوجيه انت ... فأنت لازلت شابة وجميلة !
قالت سناء بحدة بعد ان حدجتها بنظرات باردة
- لسانك بات طويلا جدا يا رضاب ... انتبهي لما تتفوهين ولا تنسي بأنك تكلمين والدتك !!
ثم أكملت وهي تحمل حقيبتها بكل ترفع وكبرياء
- سأخرج الان واعود قبل التاسعة لدي ما اقوم به ... سلام
لم تشعر بخروج والدتها بل لم تشعر بأي شيء يدور حولها كل فكرها وحواسها مركزة حول ما قالته ... مهيمن هو من يريد ان يتزوج حبيبة !!! مهيمن الطبيب الوقح الذي تعرفت عليه في بغداد عندما رافقت زوجها بإحدى الحفلات .... مهيمن هو عبارة عن نسخة مكبرة من همام !!!
ستكون ملعونة ان لم تنقذ شقيقتها من مصير بائس مثل مصيرها ... توجهت بخطوات متثاقلة الى غرفتها أغلقت الباب والتقطت هاتفها المحمول وضغطت بأصابع مرتجفة على رقم وليد .... الحمد لله انها تحتفظ برقمه .... اجل وليد هو الوحيد القادر على التصرف بعقل وحكمة ... هو كبير العائلة وحاميها !! ستتكلم معه ألان وبالتأكيد سيجد حلا ... اما السيد همام ستتفاهم معه فيما بعد ! ستخبره بل تأمره بأن يبعد عن شقيقتها المسكينة ويلغيها من حساباته القذرة
خلال ثوان معدودة أتاها صوته الرخيم الوقور لتقول بسرعة وقلبها يخفق بشدة وكأن شقيقتها ستزف غدا لذلك الطبيب الماكر
- وليد ... انا رضاب ... هل لديك الوقت الكافي لتسمعني هناك أمر ضروري أريد أن أخبرك به
.......................................
.................................................
كانت حبيبة تعمل طوال الوقت وهي شاردة باهته الملامح هل حقا هناك من يرغب الزواج منها !! ترى من يكون !! ولماذا اختارها هي ؟!
لماذا تفكر وتتعب نفسها وهي قد حسمت أمرها بأن تتزوج أول رجل يتقدم لخطبتها ... ستوافق ... اجل توافق فلتخرج من هنا قبل فوات الأوان ... فهي لن تتحمل رؤيته يزف فتاة أخرى يمسك يد فتاة أخرى يقبل جبين فتاة أخرى ... انحدرت دمعتان على وجنتيها وهي تهمس بسرها ..
" الزواج والهروب من هنا هو الحل الأفضل والأمثل للجميع .... من جهة هي لن تراه وتتعذب وهو يبتسم و يمازح زوجته أمامها ومن جهة ثانية ستريحهم من وجودها الثقيل بينهم "
عندما أخبرتها والدتها بأمر الخطبة لم تعرف ما عليها قوله ... فقط ضربات قلبها كانت تهدر بعنف ... أرادت ان تبلغها موافقتها فورا لكن لسانها انعقد ... قلبها الضعيف لم يطاوعها على نطق كلمة نعم موافقة ..... وكأن والدتها أحست بارتباكها لتقول لها بمكر ...
- سأتصل بك فيما بعد لأعرف رائيك ... أرجو ان تفكري جيدا أنها فرصة لا تعوض
أغمضت عينها وهي تتكأ على المجلى هامسة بألم ... يا الهي ... أعطني القوة والصبر لا تحمل كل ما يجري حولي ... يارب ليس لي سواك
.......................
....................................
لندن
....
كانت سناء تجلس في مكتب السكرتيرة وهي تنظر بجمود وعينين ضيقتين لأولئك النسوة اللاتي يخرجن الواحدة تل والأخرى من مكتب همام ... كلهن جميلات أنيقات ... ابتسمت ساخرة وهي تفكر برضاب ... لها حق بأن تشعر بالغيرة خاصة وان زوجها وسيم وله أسلوب ساحر وناعم يستطيع من خلاله امتلاك أجمل الجميلات بلحظات معدودة ... تنهدت بعمق بينما ارتجف جسدها وهي تتذكر نظراته وهمساته عندما تكلم معها في المطبخ ... يا الهي هذا الرجل سيفقدها صوابها إلى أين يريد أن يصل معها !!!
طردت تلك الأفكار من رأسها هي ألان يجب ان تركز بأمر زواج حبيبة ليتسنى لها ضرب عصفورين بحجر واحد .. تزوج ابنتها من جهة والاستفادة من ثروة زوج ابنتها المستقبلي من جهة أخرى ... ربما لن تضطر للعمل ايضا من يدري !!
صوت السكرتيرة وهي تخبرها بأن همام بانتظارها أخرجها من شرودها .. رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها ودلفت الى مكتبه .. هب واقفا ما ان رآها ثم استدار ليمسك يدها ويرفعها ليلثمها برقة قائلا بلطف
- ما هذه المفاجأة الرائعة سناء
أجابت وهي تجلس على الكرسي المجاور للمكتب
- لقد جئت لك بخصوص حبيبة
اتكأ على المكتب وقال لها بهدوء
- هل اتصلت بها وأخبرتها ؟!
هزت رأسها قائلة
- اجل أخبرتها
كتف ذراعيه وقال
- وما كان رأيها ؟!
أجابت وهي تضع ساق فوق الأخرى
- بدت لي انها موافقة لكني غير مطمئنة
قطب حاجبيه متسائلا
- لماذا غير مطمئنة هل تقصدين بسبب فارق العمر بينما !!
هزت رأسها بلا ثم تنهدت قائلة
- وليد ابن شقيقتي سعاد .. انه يدقق بكل صغيرة وكبيرة كما ان له كلمة مسموعة أخشى ان عرف بعض التفاصيل يرفض ويمنع هذه الزيجة !
ابتسم وانحنى نحوها قائلا بلطف
- لا أظنهم سيرفضون خاصة وان ابنتك معاقة وهي كالحمل الثقيل عليهم أنها فرصة لا تعوض سيوافق وسترين
تنهدت بعمق وقالت وهي تنظر له بجدية
- أنت لا تعرف وليد يا همام ... لكن مع ذلك أتمنى ان أكون مخطئة !
قال لها بنعومة وهو يقترب منها أكثر
- سيكون كل شيء على مايرام صدقيني
قالت بهدوء
- أرجو ذلك ....
ثم رفعت حاجبيها وقالت بابتسامة ماكرة
- لكن أتعلم جميلات هن المراجعات اللاتي يترددن هنا !!!
قهقه بخفة وقال وهو يقرب وجهه منها لدرجة انها شعرت بأنفاسه الساخنة عندما تكلم معها
- جميلات فعلا ... لكن ولا واحدة منهن استطاعت ان تلفت انتباهي !!
أجابت بابتسامة صغيرة
- لما ؟!!!
هز كتفه وقال بعبث ودهاء بينما عيناه تلمعان كالثعلب
- لأنهن باردات ... لا يمتلكن الحرارة لإشعال الرغبة ...
اعتدل بجلسته مكملا
- ليس كل امرأة امتلكت منحنيات أنثوية تستحق ان تسمى وتلقب بالأنثى صدقيني
أوه تأوهت بسرها وهي تفكر ... يال كلماته الناعمة التي تجعلها مخدرة وفاقدة القدرة على الرد فكرت سناء بذلك وهي تراقبه كيف يخلع ردائه الأبيض ويشرع بارتداء سترته الداكنة وهو يتوجه نحوها قائلا
- وألان هلا تتكرم سيدتي الجميلة وتوافق على مشاركتي العشاء ؟!
وضعت يدها داخل راحة يده الدافئة وقالت وهي تنهض
- موافقة طبعا دكتور همام
.........................
...................................
شمال العراق
..............
كان زهير يدور بغرفة المكتب بغضب وتوتر ... تتزوج ؟!! ومن سيسمح لها ان تتزوج من الأساس تبا ... نار نشبت داخل أضلعه عندما اخبره وليد بكل ما قالته رضاب ... كيف ... كيف تتزوج وتسافر !!! هذه الفتاة لا تضع اعتبارا لأحد .... تنهد وتخلل أصابعه بشعره الأسود ووقف أمام النافذة ينظر أمامه وهو مقطب الجبين ... لن يحضى بها الا من يستحقها ...حبيبة ليست عالة ولا مقطوعة الأهل ليسمح لها ان ترمي نفسها بأحضان رجل بعمر والدها .... تبا لك خالتي من أين تأتي بتلك الأفكار التي لا تخطر ببال احد !!
سمع صوت وليد وهو يدلف الى المكتب قائلا
- لقد طلبت من تبارك ان تناديها لي ... وسنفهم ألان كل شيء
التفت له زهير قائلا
- على جثتي يا وليد ... فقط على جثتي سوف تتزوج حبيبة من هذا الرجل الذي يدعى مهيمن !!
جلس وليد خلف المكتب وقال وهو يشبك أصابعه على سطحه اللامع
- لا تدعني اندم لأني أخبرتك يا زهير ... كف عن هذا الغضب الأعمى البنت لم تعطي قرارها بعد وتذكر ليس كل الأمور تحل بالصراخ والقوة !!
تنهد وأكمل
- أنت اصمت وأنا سأتفاهم معها
أومأ زهير قائلا وهو يتوجه ليجلس على الأريكة الجانبية وهو يهز ساقه بتوتر
- حسنا وليد كما تشاء !!
بعد عدة ثوان سمعا صوت الباب يطرق بخفة
- ادخلي حبيبة
قالها وليد بهدوء وهو يرمق زهير الذي تأهب بجلسته وكأنه أسد مفترس يتهيأ لكي ينقض على فريسته ... بنظرات محذرة
دلفت حبيبة وهي متشابكة الأصابع ما ان لمحت وجود زهير حتى أطرقت رأسها هامسة
- نعم وليد تبارك أخبرتني بأنك تريدني لأمر هام !
ابتسم قائلا بلطف
- اجلسي حبيبة
تقدمت وهي تشعر بنظرات زهير الغاضبة المنصبة عليها ليخفق قلبها بسرعة جنونية وهي تتساءل ترى لما هو غاضب بهذا الشكل .... قال وليد
- حسنا حبيبة سأدخل بصلب الموضوع مباشرة انا لا أحب اللف والدوران
أومأت حبيبة بصمت وهي تنتظر ان يكمل كلامه ... قال وليد وهو يشبك ذراعيه على المكتب ويميل بجذعه الا الأمام
- لقد علمت ان هناك من تقدم لخطبتك !! هل هذا صحيح ؟!
ارتبكت واضطربت أنفاسها وهي تنظر له بخوف بدا جليا بعينيها البنيتين ليحثها وليد بلطف
- تكلمي حبيبة لا تخشي شيئاً !!
ابتلعت ريقها ثم رمقت زهير الغاضب المتجهم بنظرة خاطفة وقالت بخفوت وهي تسبل أهدابها
- ا..اجل ... ا..مي .. أخبرتني بذلك ... هذا الصباح !
وهنا لم يعد لزهير الطاقة على التحمل بعد ان أكدت الخبر ليهب واقفا وهو يتوجه نحوها قائلا بحدة جعلتها تتراجع بجلستها الى الوراء
- وكل هذا الوقت وأنت ساكتة !!! متى كنت تنوين أخبارنا يا آنسة !!! ام ربما نحن لسنا رجالا نملئ عينيك لتخبرينا وتأخذي بمشورتنا !!!!
تلقت حبيبة هجومه الغريب بذعر حقيقي وعيناها متسعة بشدة ... عن اي وقت يتكلم هي لم تعرف بالأمر الا منذ عدة ساعات فقط ثم متى كانت ستخبرهم اذا كانا لايزالان في العمل ... صرخ بوجهها قائلا
- تكلمي ... انطقي ... هل أكلت القطة لسانك ؟!!
وقبل ان تجيب صرخ وليد قائلا وهو ينظر لزهير الذي لايزال يرمق حبيبة بنظرات نارية حارقة
- زهير !!!! اما أن تجلس وتصمت او أن تخرج من هنا !!
زفر زهير بحدة وضيق وهو يحول نظراته مرغما لوليد قائلا
- حسنا وليد ... حسنا ... كما تريد
ثم تراجع ليجلس مكانه مرة أخرى وهو يعقد ذراعيه على صدره منتظراً ان يكملا كلامهما ... قال وليد بلطف
- وألان يا حبيبة اخبريني ما هو رأيك بما قالته والدتك ؟!
قالت بخفوت وهي تنظر لزهير بخوف وقلق
- انا ... انا ... حس...ناً ... انا .. فكر..ت با...لموافقة .. لان ..
وقبل ان تتم جملتها هدر زهير بقوة وغضب اكبر وكأنه عاصفة رعدية قوية
- على جثتي حبيبة ... أسمعتي ... على جثتي ..انت ستتصلين بوالدتك الشمطاء تلك التي لا تحسب على الأمهات وتبلغيها برفضك القاطع !!!
ضرب وليد بيده على سطح المكتب وقال بحدة تماثل حدة وغضب زهير
- اقسم بالله العظيم يازهير ان نطقت بحرف اخر سأقذفك خارجا وانا جاد فيما اقول ... هذا اخر انذار لك !!!
مسح زهير وجهه بيديه و أومأ مستسلماً
كان قلب حبيبة يخفق بشدة وقوة يا الهي ... لماذا يفعل ذلك من المفترض ان يكون فرحاً ومرحبا بهذا الأمر خاصة وانه سيتخلص من وجودها الثقيل في المنزل .... لم تهتم لما قاله عن والدتها ولم تهتم بغضبة وجنونه بقدر اهتمامها وسعادتها بلمعة الغيرة التي لمحتها بعينيه العاصفتين ... لتهمس بيأس اوف يا حبيبة عن اي غيرة تتكلمين يا غبية هو يعتبرك كشقيقته تماما ... قال وليد بهدوء وصوت رخيم
- حسنا حبيبة انا سأسألك سؤالاً واحدا فقط وأرجو ان تجيبي بصراحة !
أومأت بسرعة وهي تنظر له بعينان لامعتان ليكمل وليد قائلا بجدية
- اخبريني يا حبيبة هل تعتبريني ولي أمرك ام لا ! وأعيد واكرر أرجو ان تجيبي بصدق وصراحة!!
قالت بصدق وبراءة تامة
- با... لتأكيد وليد ...انا اعتبرك اخي الكبير... صدقني
ارتخت ملامح وليد وقال لها بطيبة
- اذن انت تثقين بقراراتي وبأني أفضل مصلحتك أولا واخيرا ً؟!
همست بخفوت وهي ترطب شفتها الجافة و تسبل أهدابها باستسلام
- ا...ا ..جل
ليكمل قائلا
- وان أخبرتك رائي وقراري هل ستوافقين عليه دون نقاش !
نظرت له بارتباك وأحست بما يريد قوله ... صمتت لعدة دقائق وهي حقا عاجزة عن الرد وليد ليس فقط ابن خالتها بل هو بمثابة أخيها ووالدها كيف تستطيع ان تعانده او تتجاهل رائية !!! همست مجبرة
- اجل وليد سأوافق على اي قرار تراه مناسباً لي
تراجع بجلسته إلى الخلف وقال لها وهو يطرق بإصبعه على سطح المكتب .... راسماً ابتسامة صغيرة على شفتيه
- وانا أرى ان هذا الرجل الذي تقدم لخطبتك غير ملائم لك ... ليس من ناحية واحدة فقط بل أنتما مختلفان من جميع النواحي !
ليكمل بهدوء
- اذن يا حبيبة هل ستأخذين بمشورتي ام لا !
عم الصمت العميق والثقيل في الغرفة لا يسمع فيه الا صوت ضربات قلبها الهادرة التي ظنت ان كلا من وليد و زهير سيسمعانه لا محالة ....سحبت نفسا عميقا وقالت بهدوء
- كما ...تريد ..وليد
اوما وليد متنهداً براحة ثم قال بلطف
- اذن تم حل المشكلة ! ولا داعي لاي احد في المنزل ان يعرف بكل ما جرى اليوم !
قالت بتوتر وخجل وهي تفرك يديها
- حسنا ..و.. ليد .... وان اتصلت ... أمي ماذا اقول لها !!!
اجاب وليد بهدوء
- لا تخبريها شيئا انا سأحل المسألة اذهب أنت الان
خرجت بخطوات مرتعشة وهي تتجنب النظر ناحية ذلك الذي يجلس ينفث نارا ودخانا من انفه وأذنيه ....ماان وصلت الى السلم حتى أحست بقبضة قوية على ذراعها التفتت تنظر لزهير الغاضب بينما اضطربت أنفاسها بقوة وهي تقول وقد شعرت بجفاف مفاجأ في حلقها
- ز..زهير ... ماذ..ا ... هنا..ك
همس بفحيح غاضب وشرس لم تعهده به ابدا
- أذن تأخذين بنصيحة ومشورة وليد وأنا لا !!!! هل انا بنظرك فزاعة لطرد الطيور في المنزل ! الست رجلا بما فيه الكفاية لتستمعي لنصيحتي !
رباااااه يا زهير أتريد ان تعرف ما أنت بنظري .... انت حبيبي وتاج رأسي وفارس أحلامي ... فقط اشر بأصبعك وسأكون تحت طوعك ... لكن أرجوك أحبني يا زهير .... أحبني مثل ما احبك ... همستها بسرها وهي تبادله النظرات الدامعة لترد عليه بهمس
- انا ... انا .... لم اقصد ...هذا زهير ... فقط ..انا
قاطعها زهير قائلا بحدة وهو يبتعد عنها
- كفى كفى لا تبرري حبيبة لقد طعنتني في الصميم كنت أظن بأنك تعتبريني المسئول الوحيد عنك في هذا المنزل ... خيبت ظني فعلا !
تركها وغادر غاضبا بينما حبيبة تهمس بضياع ..... فقط لو تعلم ... لو تعلم ما في قلبي لك لما قلت ذلك !
................................
........................................
قاربت الشمس على المغيب والجو يميل ويزداد برودة يوما بعد يوم ... كان يجلس في الشرفة ينظر أمامه بشرود ... راقبته بحب وحنان .... منذ عودتها من منزل تبارك وسردها أمامه كل التفاصيل بعفوية وبراءة مزيفة حتى شعرت وأحست بسعادة شقيقها ... وكأنه كان ينتظر بلهفة ان تكون تبارك فعلا غير مرتبطة ... ابتسمت وتقدمت ناحيته ببطء
- أتريد ان أخطبها لك أخي !!!
التفت ينظر لها بدهشة وارتباك قائلا بابتسامة حرجة
- مالذي تقوليه !!! من التي تريدين ان تخطبيها لي !!
جلست جانبه وقالت بدهاء وفطنة
- ومن غيرها ؟ تبارك طبعاً ... أنت تريدها لا تحاول أن تنكر !!!
تنهد قائلا وهو ينظر للأمام
- حتى لو أتعتقدين بأنها ستوافق على طبيب لا يمتلك عملا ثابتاً ؟!
هتفت باستنكار وقوة
- ما هذا الكلام يا عبد العزيز !!! أنت شاب تتمناه مئات الفتيات !!
ابتسم بلطف وهو يلاحظ دفاع أخته عنه ... قال لها بهدوء
- لانني شقيقك تقولين هذا الكلام !!
هزت رأسها وقالت بصدق وعاطفة غريزية
- صدقني عزيز المسألة لا تخص كونك أخي لكنني اقول الصدق فقط .. ثم أنت رجل بكل ما تحمله الكلمة من معنى ! محظوظة هي تلك المرأة التي ستصبح أنت زوجها !
صمتت قليلا وقالت
- أتريد ان أفاتحها بالموضوع ...لقد ربطت بيننا صداقة قوية حتى اني بت اتصل بها دائما ... أنها لطيفة جدا ... لا تضيعها من يدك عزوز !!
قال بجدية وهو يتنهد
- كلا رونق لا تفاتحيها أنت اتركيها للظروف
رفعت كتفها وقالت بعفوية مزيفة
- حسنا سأخزن رقمها في هاتفك ريثما تفكر اخي
ودون ان تنتظر جوابه او موافقته التقطت هاتفه من الطاولة ودونت الرقم بسرعة ثم قالت بمكر و ابتسامة منتصرة تتراقص على شفتيها
- ها هو رقمها وقد أصبح عندك أرجو ان تفكر جيدا .... وتخطبها قبل فوات الأوان ... بيني وبينك لقد سمعت في المصرف بأن هناك من يريد ان يتقدم لها
نظر لها بسرعة قائلا بلهفة واهتمام لم يستطع أن يتحكم بهما
- من !!!
هزت كتفها وقات بلامبالاة
- شخصا يعمل معها في المصرف !!
وقفت وغادرت بعد ان بعثرة كيانه وشتت تفكيره بما قالت ... تبا ... هل فعلا ستضيع من يده !!
لالا لن يسمح بذلك ... خلال سنوات عمره التي شارفت على الأربعين وهو يتعمد أن ينسى أو يتناسى موضوع الزواج ليس لعيب فيه بل لان الظروف كانت غير مناسبة له ... من جهة كان مشتت بالتنقل بين المحافظات ومن جهة اخرى مسؤولية شقيقته ... والأوضاع السيئة التي مرت بها البلاد من حروب و انفجارات وخطف وقتل حسب الهوية والمذهب .... كل ذلك جعل رغبته وحماسة للزواج يتلاشى ويبهت ... لكنه ومنذ وصولة الى هنا وبالذات عندما رائها شعر بحاجته لزوجة مثلها ... هادئة رقيقة وناعمة ... تؤنس وحدته وتنجب له الأطفال ... ما شعره تجاه تبارك كان شعوراً جديداً وعميقا ... شيئا ما بوجهها ونظرت عينيها البندقية جعلت قلبه واحاسيسة ومشاعره كلها تتحرك وكأنها كانت متجمدة منتظرة ظهور شمس دافئة لتذوب ... ويبدو ان تبارك هي الشمس التي أضاءت حياته وروحه وسيكون مجنونا وغبياً ان فرط بفتاة مثلها !!
.................................
..........................................
- أتساءل دوما يا خالتي ... هل فعلا حبيبة ابنتك ؟!!! هل حملتيها تسعة أشهر في بطنك !! القطة المتوحشة تحن على صغارها وتحميها ... اي قلب تملكين .! كيف تفعلين بها هذا كيف !!
كانت تستمع لما يقوله وليد بغضب وتوتر لتهتف بحدة
- وليد تأدب انا خالتك !!! ثم ماذا فعلت معها !!!
اجابها وليد قائلا بسخرية وتهكم
- لا شيء .... في الحقيقة لم تفعلي بها شيئاً ابداً ... عدا انك تهمليها وتهينيها وتشعريها بأنها ليست كفئ لكي تكون ابنتك .. تفرقين بالمعاملة بينها وبين شقيقتها ... كما انك أحضرت لها عريس ماشاءلله بضعف عمرها ... هل أكمل ام هذا كاف يا خالتي العزيزة !
هتفت وهي تقف وتضغط على الهاتف بقوة
- لاااااا لقد تماديت جدا معي ... ... الظاهر بأنكم قد فهمتم سكوتي واحترامي لكم بأنني ضعيفة او خائفة !!
تنهد وليد وقال بهدوء
- أولا نحن لم نفكر لو لثانية واحد بأنك ضعيفة او خائفة ... ثانيا فيما يخص العريس فحبيبة ترفض الارتباط به !
هتفت سناء بقوة
- ليس من حقها الرفض انا والدتها وأدرى الناس بمصلحتها ... اين هي ؟! أعطيها لي لأكلمها !!
أجابها بحدة وصوت غاضب جعلتها تبهت وتبتلع ريقها بارتباك
- الى هنا ويكفي .... حبيبة لن تتزوج الا من يناسبها ويقدرها ... ثم هي ليست قاصرا لكي تسيريها على مزاجك ... حبيبة ستبلغ العشرين وهي مسئولة عن تصرفاتها ... ابتعدي عنها خالتي ... وركزي بعملك وبناء مستقبلك الزاهر .
أغلقت الخط وهي تمتم بكلمات غاضبة كانت تعلم بأن وليد سيقف حجر عثرة بمخططها ... تبا اذن فلتبقى حبيبة عالة وثقل عليهم ... هكذا يريحون و يستريحون ....
كانت رضاب تقف بعيدا تبتسم بسعادة .. الان تشعر بأنها فعلت شيئاً ايجابياً تجاه شقيقتها ... حتى وان كان ما قامت به أمرا صغيراً لا يحتسب الا أنها تشعر وكأنها ... كأنها ... أنقذت نفسها هي ... اجل لقد رأت انعكاس حياتها البائسة من خلال حبيبة التي كانت ستقع بنفس الخطأ الذي وقعت به سابقاً همست وهي تتنهد براحة ...
" الحمد لله ... الان استطيع ان أنام وانا مطمئنة البال "
...............................
....................................
كان صوت فيروز يصدح في أرجاء المطبخ عندما نزلت في ساعة متأخرة قليلا ... اعتقدت ان لا احد في المنزل غير خالتها والخالة سعدية الا أنها توقفت فجأة عندما اخترق صوته الرجولي أذنها وهو يكلم والدته قائلا
- اليوم سأذهب لأشرف على العمال أثناء إحضارهم للأثاث يا أمي
قالت والدته بسعادة حقيقية
- مبارك لك يا ولدي .... لا اصدق ان زفافك سيتم خلال أسبوعين ! لدينا الكثير لنحضره في المنزل !
أجاب بصوت هادئ لامبالي
- لا تقلقي اماه كل شيء سيتم بسهولة انت فقط لا تتعبي نفسك !
أحست وكأن الأرض تميد تحت قدميها ... أسبوعان .... أسبوعان وسيتزوج !!! أسبوعان وستنام الى جانبه وتتوسد صدره امرأة أخرى .... أسبوعان فقط يا حبيبة !!!
أغمضت عينيها ودموعها تتساقط بغزارة ...استندت على حافة الدرجات بقوة ... قلبها كان يؤلمها بشدة بينما اختناق يكاد يكتم أنفاسها وكأنها تغرق في لجة بحر عميق هائج لا قرار له .... اريد ان أتنفس يارب ... أريد الهواء ... همستها وهي تتكئ على الحائط لتخرج الى الممر الخارجي من باب الصالة .... استنشقت الهواء الصباحي البارد بعمق ... تريد ان تهدأ قيلا ... تريد ان تتماسك وتلمم شتات نفسها المبعثرة ... جلست على الأرض ثم ضمت ركبتيها بذراعيها ودفنت وجهها بينهما ... تمتمت بصوت خافت مرتعش ... لماذا أحببتك ... لماذا أحببتك يا زهير وانت لست لي ... لست لي ولن تكون أبدا حتى في أحلامي البائسة ... يارب ليس لي سواك ساعدني واعني على اقتلاع حبه من قلبي .... شهقت مرة اخرى ودفنت وجهها بحضنها اكثر لتكتم نشيجها الخافت ... سمعت صوت باب المطبخ يفتح لتقف بسرعة وارتباك ... شاهدته يتقدم بخطوات هادئة وهو يرتدي نظارته الشمسية ورائحة عطرة وصلتها رغم المسافة بينهما .... مسحت دموعها بيد مرتعشة ... قلبها لم يطاوعها ان يظل غاضبا عليها لسبب هي لم تقصده ... خاصة وانه سيتزوج ... وربما سينشغل ولن تراه في المرة المقبلة الا وزوجته معه ... تقدمت ناحيته بسرعة قبل ان يفتح باب سيارته ونادت بصوت مرتعش
- ز.. هير ... زهير
وقف وهو يوليها ظهره صامتا ينتظرها لتكمل كلامها ... قالت بهمس
- الازلت غاضبا مني ؟!
لم يرد عليها همست مرة اخرى بخيبة أمل
- ارجو...ك .. زهير ...لا تغضب ... انا فقط ... فقط ... اعتبر ...وليد ... كو..الدي ...تماما
فتح زهير باب سيارته وهو يجيبها ببرود
- انسي حبيبة لم يعد يهم
أرادت ان تقول انت ولي أمري وانت المسئول عني لا تتركني ابدا ... الا أنها صمتت تنظر له من بين دموعها كيف قاد سيارته ولم يعرها أدنى انتباه ... اه يا زهير ... وكأنه ينقصني الجراح والهموم لتزيد أنت من جراحي ... وتزيدني فوق عذابي عذابا ...
...........................
.....................................
احاول اضحك ويا الناس
بس دموعي تفضحني
بشر متعوبه من دنياي
صغير وكاشخ بحزني
شنو ذنبي
غريب وديرتي احساسي
وشنو ذنبي
انخلقت الناس مو ناسي
شنو ذنبي
اديرن غيركم بالكاس
واشرب ناس ما احبها
وصوركم تصعد براسي
.......................
كانت الوقت قد شارف على الظهيرة عندما وصل زهير مع العمال الذين بدأو بنقل الأثاث إلى شقته التي وضعو لها سلم خارجي من الجهة اليمنى للحديقة .... كانت تنظر لهم من شباك الصالة الجانبية بحسرة والم بينما سكاكين حادة تطعنها دون رحمة .... انتهى ...لقد انتهى كل شيء ... هاهم ينقلون اثاث غرفته .... ليتهم يخرجون جنازتها قبل ان تراه يزف غيرها ... ذلك الألم الذي يعتصر قلبها والشعور الذي تشعر به الان يشبه ألمها وشعورها حين مات والدها قبل عدة سنوات ... اليتم ... اجل اليوم تيتمت للمرة الثانية ....
اه يا وليد لولا احترامي وخجلي من لطفك وحنانك لوقفت في وجهك ووافقت على الخطبة من ذلك الرجل لكن مع الأسف لم استطع أن اكسر كلمتك لم استطع !!!!
.......................
....................................
كانت تقف مع دلجين وبعض زملائها أمام باب الجامعة تتبادلان بعض المراجع والكتب الخاصة بالدراسة عندما وقف أمامهم شاب تقريبا بعمرهما اخذ يتكلم مع دلجين باللغة الكردية والتي لم تفهم منها حرفا لذلك ظلت صامته تراقبهما بهدوء .... بعد عدة دقائق ابتسمت لصديقتها وهي على وشك الاستئذان الا أنها أحست بصوت وليد البارد وهو يقول لها من بين أسنانه المطبقة و بنبرة هامسة مبطنة لم تعجبها ابدا
- انا انتظرك في السيارة منذ نصف ساعة كالأبله وانت هنا تتضاحكين أيتها الآنسة المحترمة!!
فتحت فمها لترد عليه الا انه أوقفها قائلا وهو يمسك ذراعها دون وعي منه
- هيا أمامي دون كلمة غسق !!
لا تعرف كيف ودعت صديقتها بارتباك ولهاث ثم تبعته وقلبها يخفق بشدة وهي تتسأل مابه مالذي حصل لكل ذلك !!! جلست كالعادة في المقعد الخلفي وما ان أدار المحرك وابتعد قليلا عن الجامعة حتى هتف بقوة وغضب
- الان هلا تتكرمين وتخبريني من هذا الشاب الذي كنت تبتسمين له وكأنك تعرفيه منذ سنين ؟!
عقد لسانها وهي تنظر لجانب وجهه بذهول ....هل يتكلم بجدية !!! هل فعلا رآها تبتسم له ؟!! لكنها حتى لم تنظر لوجهه لكي تبتسم له !!!! هذا الرجل سيتسبب بمقتلها في يوما ما !! صرخته القوية جعلتها تجفل بخوف وذعر
- انا انتظر ردا غسق لا تفقديني صبري !!!
اجابت بصوت حاولت ان تجعله عاديا طبيعياً عكس ما يجري داخلها من ذعر وارتعاش
- تنتظر ردا على ماذا ؟!
استغفر الله وقال بصوت هادئ وخطر
- من هذا الشاب !!! هل تربط بينكما علاقة ؟!
قالت بنبرة ساخرة بينما كل ذرة بجسدها يرتجف قهرا وحزنا
- انت مجنون ومعقد نفسياً !!!
فجأة أوقف سيارته جانب الرصيف والتفت ناحيتها قائلا بشراسة وعيناه الداكنة تنظر لها بحدة والشرر الأسود يتطاير منهما
- تبا غسق لا تفقديني صوابي واصبح مجنونا بالفعل ... اعترفي بالتي هي احسن من هو !!!
قالت بهدوء وهي تنظر له بثبات وثقة
- لا اعرفه ... هو كان يتكلم مع صديقتي وليس معي !!
تنفس بعمق وقال بهدوء خطر وبارد أثار قشعريرة داخلها
- للمرة الثانية ... من هو غسق ؟! ان كان يحبك اعترفي وانا اعدك بأني سأكون متفهما
صاحت بحدة وغضب بينما وجهها الأبيض تحول لكتلة من اللون الاحمر الملتهب
- كيف تجرؤ ... كيف تجرؤ ... ماذا تظنني هل انا فتاة خفيفة ومستهترة بنظرك لهذه الدرجة !! ثم لو كنت فعلا على علاقة معه او مع غيره لست بحاجة لكي اقف واتكلم معه في الشارع بل سأطلب منه ان يتقدم لخطبتي فورا !!!
وهنا جن جنون وليد بالفعل امتدت يده لتمسك ذراعها وهو يهتف بقوة
- اذن فانت تعترفين بأنك على علاقة معك
نظرت له بذهول وهي تقول بصوت مرتجف يهدد بالبكاء
- انا لم اقل ذلك لا تفسر الكلام حسب مزاجك !! واترك ذراعي انت تؤمني ؟!
همس بغضب مكبوت وهو يضغط على ذراعها اكثر حتى كاد ان يكسرها
- انطقي غسق ... هل فعلا تربطك علاقة به ؟!!
وبكل ما اوتيت من قوة حررت ذراعها وهي تتراجع الى الخلف قائلة بصوت باكِ و مختنق
- قلت لك لا اعرفه لا اعرفه اقسم لك بأني اراه لاول مرة !!
هز رأسه وكأنه لا يصدقها ثم استدار ليدير محرك السيارة بينما غسق تبكي بقوة وقهر ... ظل طوال الطريق يصرخ قائلا دون ان يشعر
- بماذا نصحتك !!! مع من كنت أتحدث في الأيام السابقة !!! الم أخبرك الا تبتسمي لأحد !! أجيبي الم أنصحك !! الم احذرك !! تبا غسق تبا لماذا أنت عنيدة ومتهورة !!
استقبلت هجومه بصمت ... لم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع و ما ان وصلت أمام المنزل حتى فتحت باب السيارة وأغلقتها بكل ما أوتيت من قوة ... ثم هرولت بسرعة الى الداخل ووجهها يتوهج احمرارا .... تبعها وليد بخطوات واسعه وهو يهتف بغضب
- تعالي هنا كلامنا لم ينتهي بعد !!
...........................
.......................................
- اتركها وليد أجننت !!!!!
قالها زهير وهو يقف جانبه يمسك ذراعه ... الجميع كانوا يحيطون بهما ينقلون نظراتهم بينهما بدهشة واستنكار بعد ان تجمعوا على شهقات غسق وصرخات وليد المدوية التي ترددت صداها في المنزل ..
كانت غسق ترتجف بشدة ودموعها تجري كالأنهار ...
اما هو فبعيون مظلمة ووجه متجهم وبارد كان يوجه أنظاره اليها لايرى احد في الصالة الواسعة سواها ... نار مشتعله شبت بقلبه دون ان يعرف سببها عندما لمح ذلك الشاب الذي كان يقف أمامها وهي تبتسم بنعومة ! صحيح هو لم يرها تكلمه لكن ان تبتسم بتلك الطريقة في الشارع هذا ما لن يسمح به او يتحمله ابدا!!
تقدمت سعدية بثبات لتقف جانب ابنتها وهي تنقل نظراتها الحائرة بينهما قائلة بهدوء
- هلا تفضل أحدكما وشرح لي سبب هذا الشجار المخزي بينكما !؟
اجابت غسق بغضب وهي تضع يديها على خصرها بينما ووجهها الرقيق يتوهج بحمرة قانية بسبب بكائها الشديد
- اسألي ابن اخيك الهمجي المتخلف عديم الذوق !!
قطبت والدتها وهي تنهر ابنتها باستنكار وحدة
- ماهذا الكلام الذي تقوليه غسق عيب يا ابنتي يجب ان تحترمي من هم اكبر منك سنا !!
لا يعرف لماذا ألمه وجرحه كلام عمته وطعنه بالصميم عندما قالت اكبر منها سناً ... اجل اكبر منها سناً ... هو لو تزوج مبكراً لكان له الان ابنة تقاربها بالعمر ... كان الجميع ينظر الى وليد بدهشة وتعجب كيف كان يقف يستقبل كلامها المهين بهدوء رغم ملامحه المظلمة الغامضة التي لم تحيد عن وجهها لتكمل غسق هجومها دون رحمة
- احترمه عندما يحترمني امي ... انت لا ...تعرفين ما فعل
أكملت ببكاء وهي تلوح بيدها
- لقد لقد سحبني أمام زملائي وكأني .. وكأني نعجة من نعاجه المقرفة ثم ... ثم أمطرني بوابل من الاتهامات والأوامر ... طوال الطريق لم يكف عن تقريعي لذنب لم اقترفه ! أخبرته اني لم افعل شيئا لكنه لا يريد ان يصدقني !
نظرت لوالدتها تهتف برجاء جعلت قلبه يتمزق ألما وأمعائه تتلوى وكأن سكاكين حادة تقطعه بشدة
- امي فلنعد للمنزل أرجوك لم اعد احتمل النظر لوجهه ... ولا العيش في منزل هو فيه ولا ان تنفس الهواء الذي يتنفسه !
قالت جملتها الأخيرة ببكاء حار وانطلقت لغرفتها وهي تهتف بلوعة
- أبي لماذا لم أمت معك لماذا لا تأخذني لأرتاح الى جانبك !!
كان وليد ينظر امامه حيث كانت تقف بجمود وكأنها لاتزال موجودة ترشقه بسهامها الحادة التي لا تعرف تأثير وقعها عليه وصدقا لا يعرف لماذا كانت كلماتها موجعة لروحة وقلبه بهذه الطريقة .. طال الصمت بينهم ... صمت عميق يحمل توترا ملحوظا ساد في الأجواء ... سعاد كانت تنظر لولدها بشفقة وحزن هي باتت تعرف جيدا ان ولدها يعشق ابنة عمته الصغيرة شكها لم يكن وليد اللحظة ... كلا هي كانت منتبهة لكل ما يجري بينهما منذ زمن ... كيف لا تعرف تغيره وهو فلذة كبدها وولدها البكري .. دعت بسرها ان لا يلاحظ الباقون ويكتشفوا حبه وانكساره الواضح بلمعة عينيه عندما كان ينظر لغسق وهي تكيل له الأهانات بكل برود وعدم أحترام
تقدمت سعدية بخجل شديد من تصرفات ابنتها الطائشة لتقول معتذرة بهمس
- وليد يا ولدي انا ....
قاطعها وهو لايزال يركز على مكانها الفارغ بينما اختلاجة مرت في عضلة فكه
- لا تقولي شيئا عمتي ... انا المخطئ ...
شهقة الم صدرت من والدته بينما شهقة استنكار هي ما صدر عن عمته ليكمل وهو ينظر لها بعينان حمراويتان
- اجل انا المخطئ هي معها حق لم يكن علي إحراجها بتلك الطريقة خاصة وان صديقتها كانت تقف جانبها ...
ابتلع ريقه بصعوبة ليكمل هامسا
- كان يجب ان انتظر الى حين العودة الى المنزل لأفهم ما يجرى بهدوء ودون تسرع وصراخ !
رفع نظراته الغامضة لينظر لعمته التي كانت تذرف الدموع بصمت
- ابلغيها أسفي ولا داعي لمغادرتكم المنزل .. انا سأغادر لعدة أيام الى ان تهدأ وتنسى قليلا
وبوجه متغضن هتف سعاد تعارضه وهي تضع يديها على صدره القوي لتمنعه من الخروج
- كيف ستغادر يا ولدي إلى اين ستذهب ؟!
أجابها بهدوء وهو يبعد يدها بلطف
- سأعود أمي .... فقط بضعة أيام وأعود من جديد أعدك
قالها واستدار بسرعة ليغادر الصالة بخطوات هادئة يحاول الثبات والقوة بينما داخله تعصف مشاعر الانكسار والقهر والخذلان لسبب يجهله او يحاول ان يتجاهله !!!
........................
.....................
دلفت لغرفتها وهي تبكي بشهقات مختنقة ..... قلبها وعقلها بحرب ضروس لقد واجهته وتخلصت من تحكماته واستبداده .... ليهمس صوت قلبها كلا أنت لم تتخلصي منه انه لازال موجود داخلك يحتل جزء من تفكيرك دون إرادة منك ... مسحت دموعها بحدة وفتحت حجبها بيدين مرتجفتين ... لتتنهد هامسة بينما جسدها يرتجف بقوة
" كلا كلا لقد تخلصت منه اقسم ان .. ان ... "
لينهرها عقلها صارخا لا تقسمي على أمر تعرفين انك لن تنفذيه ... ارتمت على الفراش بقوة لتدفن وجهها في الوسادة تكتم شهقاتها الحادة التي جرحت حنجرتها تخفي أنينها بين جدران صدرها ... ضربت الوسادة بقبضتها الصغيرة عدة مرات وداخلها سؤال يتردد صداه و يؤرقها منذ فترة
لماذا انجذب اليه رغم تمردي وكرهي له ولتصرفاته ولسيطرته المقيتة ؟! همس صوت بعيد جدا داخلها .. ماذا تريدين يا غسق !! أتريدين إنكار أن وليد لا يشغل حيزا من اهتمامك وتفكيرك مهما ادعيت عكس ذلك خاصة بعد تلك النزهة المميزة التي كشفت لك الكثير !!!
صرخت بصوت مكتوم وهي لاتزال تدفن وجهها في وسادتها ... انا لا اعرف شيئا .. ولا أريد شيئاً .... لا أريد ... لا أريد ! فقط كل ما أريده ...هو ان يختفي من حياتي كلها كلها!!
ألم ... حيرة وانقباض هي ما كانت تشعر به داخلها !يجب ان تتخلص من هذه المشاعر وتضع لها حدا ... يجب ان تثبت لنفسها بأنها فعلا تكرهه ولا تفكر به ... لكن كيف كيف وبأي وسيلة !!
دلفت تبارك بعدما طرقت الباب بهدوء ... وقفت قليلا تنظر لجسد غسق الصغير الغارق في الفراش ... تقدمت ببطء وجلست على طرف السرير ... ربتت على ظهرها برقه ثم همست
- غسق عزيزتي .. يكفي لا تبكي
لم يصلها غير صوت بكائها المختنق في الوسادة تنهدت لتكمل بتعمد
- كفى غسوقه لقد رحل قال انه لن يعود للمنزل
اعتدلت مباشرةً لتجلس وتمسح وجنتيها التي تبللت كما بتلات الورد بينما سلاسلها الذهبية مبعثرة حولها بهمجية رائعة
- ماذا تقصدين لن .. يعود .. لل.. منزل ..؟!
أجابتها تبارك ببطء وهي تتفحص وجه غسق الذي عكس اهتماما صادقا او ربما شيء اخر
- سمعته قال بأنه سيغادر المنزل لعدة أيام الى ان تهدئي
أجابت بلامبالاة بينما انقباضه اختلجت روحها جعلتها تختنق بشدة
- هكذا أفضل انا سأكون مرتاحة منه ومن تدخلاته المستمرة بكل ما يخصني
أومأت تبارك توافقها بنعومة
- حسنا مادام ذلك سيشعرك بالراحة !!
أجابتها غسق بتقطيبة صغيرة
- اجل هذا يشعرني براحة كبيرة جدا أكثر مما تتصورين !
وقفت تبارك ثم قالت بحنان
- وأنا أصدقك غسق ... الان سأتركك لترتاحي قليلا حبيبتي
أومأت بصمت بينما يديها تلاعب أطراف شعرها بتوتر لاحظته تبارك جيدا .. ما ان خرجت وأغلقت الباب حتى همست غسق بكآبة
- أخيرا سأرتاح من رؤيته الممللة
حسنا الأن هي سعيدة تشعر بنشوى الانتصار... اجل .... اجل سعيدة .. ارتجفت شفتيها مرة أخرى وامتلأت عيناها بالدموع .... توهم نفسها انها سعيدة ... لا هي ليست سعيدة .... لا .. تريده ان يرحل ... هي .. هي.. أرادت فقط ان ... ان ... ان ماذا ؟ ماذا بالضبط ؟! مالذي أرادته لا تعرف ... لا تعرف .. تبا ... تبا ..لما مشاعرها مشوشة ومتذبذبة !
اااه يا الهي... لماذا لم أمت بدلا منك يا أبي او بدلا عنك يا انفال لماذا .. لماذا !!
همستها بقهر وحسرة ثم
عادت لتدفن وجهها في الوسادة من جديد وشتى المشاعر المحيرة تتقاذفها دون رحمة
......................
...................................
- ألن تكف عن...
كان يظن أن المتصل هو زهير ... فقد اتصل به عدة مرات وبإلحاح شديد مما اضطره إلى أن يقفل الهاتف .....لتقاطعه بسرعة
- هذه أنا أخي !!
أجابها وهو يفرك عينيه بتعب ويرجع رأسه الى مقعد السيارة
- ماذا هناك تبارك ؟!
همست بقلق
- أولا اخبرني أين أنت !هاتفك كان مقفلا منذ عدة ساعات !
أجابها وهو لايزال مغمض العينين
- انا في كوخ المزرعة سأقضي به بعض الوقت !
تنهدت براحة وهي تهمس برقة
- مابك أخي ؟! لماذا تعامل غسق بهذه القسوة ؟! مالذي جرى لك !! أكاد لا اصدق انك وليد الهادئ المتحكم بغضبه ؟!
كان يسمعها بصمت مدقع لتكمل بتعمد وكأنها تريد ان تتأكد من شي
- فقط لو تعرف كم كانت تبكي بحرقة و...
هتف بلهفة وهو يفتح عينيه ويعتدل بجلسته
- ألازالت تبكي ؟!!!
أجابته بمكر ودهاء
- لا تقلق ما ان عرفت بأنك غادرت حتى سكتت قليلا وهدأت
فتح باب السيارة ليخرج ويستقبل الهواء الخريفي البارد بينما داخله يشعر بثقل يجثم على صدره !! هل فعلا شعرت بالراحة لانه غادر المنزل ؟! الهذه الدرجة تكرهه ؟! سمع صوت تبارك القلق
- اخي .. وليد اين ذهبت !!
أجابها باختناق
- معك ... تبارك ... اسمعي انت فقط ابقي معها وهدئيها ... قولي لها ان وليد لن يعترض طريقك ابدا فقط فلتنسى فكره المغادرة !
أجابت بشفقة وحنان ... الان هي شبه متأكدة أن شقيقها غارق في حب غسق ... لكنها حتى وان علمت بأمره ماذا بيدها أن تفعل ...كيف تساعده ؟!!
- حسنا لا تقلق ... انتبه لنفسك ... في امان الله
دلف الى الكوخ بتعب ... فتح الضوء وتوجه إلى الأريكة العريضة التي تتوسط الصالة الصغيرة ليرمي جسده عليه ... تنهد بحرارة وارجع رأسه الى الوراء وهو مغمض العينين ... صوت طفولي بعيد يتردد صداه داخل صندوق ذكرياته
- لماذا تجلس وحيدا ؟!
التفت ينظر لذلك الوجه الأبيض وتلك الجدائل الذهبية المتوهجة يكاد يقسم بأنها سرقت توهجها من شعاع الشمس وقت الشروق ... لو لم تكن قد تحجبت لأجبرها هو على الحجاب ورغما عنها حتى لو لم توافق
ليجيبها بابتسامة رجولية تليق برجل على وشك ان يخطو أعتاب الثلاثين
- الوحدة خير صديق يا صغيرة !
مطت شفتيها الورديتان وتخصرت قائلة له بتقطيبة طفولية وكأنها طفلة في العاشرة لا فتاة في الثاني عشر
- انت لا تملك أصدقاء ؟!!!!
هز رأسه بلا وهو ينظر لها بتسلية ... لتكمل بشفقة جعلت نبضة من نبضات قلبه تهرب من بين اضلعه ودون سبب يذكر
- انا سأكون صديقتك لا تحزن !
سأكون صديقتك ... سأكون صديقتك .. سأكون صديقتك ... قالتها ببراءة طفلة في احدى المرات المتباعدة التي زارهم بها .. ليتردد صداها في متاهات عقله الذي يفكر بها ليلا نهارا ليهمس بألم
- ليتك تقبلين ألان ان تكوني صديقتي غسق !! ليتك صغيرتي !
..........................
.....................................
نهضت صباحاً بتكاسل أخذت حماماً دافئا ثم أردت ملابسها على مهل الحزن لازال مسيطرا عليها ... اليوم لن يوصلها للجامعة !!! لن تراه !! تبا مالذي تهذي به ؟! لقد جنت لا محالة ! بعد الذي فعله يحلم بأن تجلس معه في سيارته البائسة !!
وقفت أمام المرآة تلف الحجاب بشرود عندما سمعت صوت تبارك وهي تستأذنها للدخول .
- صباح الخير غسوقه ... هل نمت جيدا
أجابتها بابتسامة واسعة وهي تدعي اللامبالاة
- صباح النور عزيزتي ... اجل الحمد لله
كان يبدو جليا ان غسق كاذبة فعينيها الحمراء وارتعاشه يديها توحي بشيء أخر لكنها أجابتها بهدوء
- حسنا انتظرك في الأسفل لنفطر سويا .. ثم نذهب مع زهير ليوصلنا في طريقة لا تتأخري فهو على عجلة من امره !!
هزت رأسها بصمت وما ان أغلقت تبارك الباب حتى اختفت ابتسامتها وهي تهمس بكآبة
" اذن بالفعل لن يوصلني الى الجامعة اليوم !!! "
....................
............................
كانت تجلس بمكتبها تراجع بعض الملفات الخاصة بالمراجعين عندما رن هاتفها فجأة فتحت الخط وأجابت دون ان تنتبه لأسم المتصل لتتجمد أطرافها وهي تسمع صوته الدافئ يتسلل لها عبر الأثير والذي تعرفت عليه فورا رغم أنها لم تتكلم معه الا مرة واحدة فقط ولعدة دقائق !!
- مرحبا آنسة تبارك كيف حالك
أجابت وهي تدعي عدم معرفته بينما عقلها اخذ يفكر بسرعة .. كيف ومن أين حصل على رقم هاتفها ؟!!!
- اهلا ... من معي ؟!
قال بصوت رخيم
- انا الدكتور عبد العزيز الطبيب البيطري الذي يعمل بمزرعتكم ارجوا ان تكوني قد تذكرتني ؟!
أجابت بهدوئها ورزانتها المعتادة
- اهلا وسهلا دكتور عبد العزيز هل من خدمة ؟!
- أرجو ان لا أشغلك عن عملك !!
هزت رأسها نفيا وكأنه سيراها ... بينما قلبها يخفق بشدة ..قائلة بتساؤل
- كلا طبعا ... لكن هل لي ان اعرف كيف حصلت على رقم هاتفي ؟!
أحس فعلا بالحرج وتصبب جبينه عرقا كيف يخبرها انه اخذ رقم هاتفها من شقيقته حتى وان املته هي بهاتفه دون استئذان الا انه لن ينكر بأنه كان سعيدا ومرحباً بذلك .... أخرجه من رحلة أفكاره صوتها العذب وهي تسأل
- مرحبا دكتور هل لازلت معي ؟!!
أجلى حنجرته ثم قال بحرج
- الحقيقة آنسة تبارك رقم هاتفك حصلت عليه من شقيقتي رونق
رفعت حاجبيها بتعجب ثم قالت
- رونق هي .. من أعطتك رقم هاتفي ؟؟؟؟
بدت وكأنها تسأله عن السبب ليجيبها شارحا
- هناك امر مهم جدا أردت ان أتكلم به معك ... الأمر لا يحتمل التأجيل ...
هتفت تقاطعه بقلق
- هل الأمر متعلق برونق ؟! أرجوك طمئني هل هي بخير ؟!
أجابها بهدوء ولطف
- اجل هي بخير لكني اريد التكلم معك بأمر حساس جدا
توجست خيفة من نبرته الهادئة ثم قطبت قائلة بتردد
- هل الأمر ضروري لهذه الدرجة ؟!
أجابها بلهفة صادقة
- اجل ضروري جدا صدقيني
ابتسمت قائلة
- حسنا اذن سآتي بعد قليل في المقهى القريب من المصرف هل تعرفه ؟!
أكد بسرعة
- اجل اعرفه سأكون عندك خلال ثانية واحدة
أغلقت الهاتف وهي تقطب بفضول
- ترى ماذا يريد منها و ما الشيء المهم الذي لا يحتمل التأجيل ؟!!
...........................
......................................
نهاية الفصل الثامن









Roqaya Sayeed Aqaisy غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 09-07-19, 12:34 AM   #49

عشقي بيتي

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 427263
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,408
?  نُقآطِيْ » عشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

فصلين ولااروع ولااجمل منهن
وليد والله عايش في صراع بسبب فارق العمربينه وبين غسق
وحبيبه ياقلبي عليها هذه البنت مسكينه اوجعت قلبي وكمان زهيربدال مايتفهم موقفهازادهاعليها بزعله منها
وغسق اعتقدانهابدأت تحس بحبهالوليد بس غيرةوليد مرعبه
اماسناءالحقيره تستاهل اللي عمله فيها وليد ورضاب احسن شئ سوته اتصالهابوليد لانقاذ اختها وان شاءتكتشف امها وزوججها ووساختهم
يسلمويداتك ياقلبي يارائعه انتي
موفقه باذن الله


عشقي بيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-19, 12:36 PM   #50

Roqaya Sayeed Aqaisy

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Roqaya Sayeed Aqaisy

? العضوٌ??? » 345099
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,439
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Roqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشقي بيتي مشاهدة المشاركة
فصلين ولااروع ولااجمل منهن
وليد والله عايش في صراع بسبب فارق العمربينه وبين غسق
وحبيبه ياقلبي عليها هذه البنت مسكينه اوجعت قلبي وكمان زهيربدال مايتفهم موقفهازادهاعليها بزعله منها
وغسق اعتقدانهابدأت تحس بحبهالوليد بس غيرةوليد مرعبه
اماسناءالحقيره تستاهل اللي عمله فيها وليد ورضاب احسن شئ سوته اتصالهابوليد لانقاذ اختها وان شاءتكتشف امها وزوججها ووساختهم
يسلمويداتك ياقلبي يارائعه انتي
موفقه باذن الله


مايشغل بال وليد موبس فارق العمر انما التحصيل الدراسي ايضا لاتنسي غسق فتاة جامعية ووليد لم يكمل تعليمه فهذا كان حسب وجهة نظرة عثرة كبيرة بينهما ....
رضاب راح تكتشف علاقتهم بالفصول القادمة
شكرا حبيبتي على متابعتج وتعليقج الرائع
صباحج ورد معطر


Roqaya Sayeed Aqaisy غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:35 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.