24-07-19, 10:46 PM | #171 | ||||
كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء
| مازال في الحب بقية / لطيفة قرناوط الفصل الثامن/ مازال في الحب بقية .. لطيفة قرناوط بعد أن لحقت سارة بصهيب واستقر بهما الحال بدأت رحلتهما الجديدة من أجل العلاج ومحاولة الحمل عن طريق تقنية الأنابيب تطلب الأمر الكثير من الركض، والسفر والمصاريف الكبيرة كان الحب سلاحهما فيها، وما عانياه قبلا رادعا لهما عن اليأس، وكان الأمل في الله هو ما يتعلقان به كانت سارة تستيقظ ليلا لتجد صهيب يصلي في جنح الليل تراه يرفع يديه متضرعا لله، وكانت تعرف دعواته دون أن تسمعها، كثيرا ما كانت تنضم إليه ليصلي بها ركعات كلٌ منهما يناجي ربه في صمت، وكل منهما يعرف أن مناجاته هي نفسها مناجاة رفيقه، ورغم الأمل الذي طال عليه الوقت ولم يتحقق، إلا أنها كانت تعيش في دنيا من السعادة أغرقها فيها صهيب بحبه وشوقه عاد يعاملها كصغيرته المدللة، كحبيبته المنشودة كحلمه الذي كاد يضيع من بين يديه وكانت ترد له الحب حبا والشوق شوقين. ********************* عائدان من عند الطبيب، دخلا إلى شقتهما والصمت يلفهما لا أحد منهما كان قادرا على قطع هذا الصمت الثقيل الذي كان يجثم على قلبيهما، تقدمته إلى غرفة نومهما تغير ثيابها، بينما دخل هو إلى الحمام وأطلق الماء الساخن على جسده، عله يريحه من هذا العبء الذي أثقل كاهله، بعد وقت قصير خرج من الحمام متجها إلى الغرفة ليجدها هناك تطوق قدميها المطويتان بذراعيها وتضع رأسها على ركبتيها، آلمته رؤيتها هكذا وهو يعرف أنه سبب حالتها هذه، وليس بيده أي شيء يفعله اقترب منها وهو يشد على قلبه الموجوع جلس أمامها على السرير يمرر كفه على شعرها ما إن أحست بلمسته حتى رفعت رأسها إليه محاولة الابتسام، كانت تظنه في الحمام، لم تكن ترغب أن يراها هكذا وهي تعرف أنه يلوم نفسه على حالتهما وهي منذ عودتهما لبعض، كانت تخفي شوقها لهذا الطفل الذي يعاندهما غير راغب في المجيء هذه ثاني محاولة لهما، لكن الحمل لم يحدث في المرتان في كل مرة كانا يتأملان، ينتظران بشوق وخوف يتلهفان موعد الطبيب ويخشيان الخيبة، مرتان وفي كل مرة كانت الخيبة، في المرتان لم تنجح نطفاته المزروعة بداخلها في التمسك ببويضاتها والنمو داخل رحمها مرتان وجسده يخذله ويخذلها، وهي ترى في كل مرة كسرته التي يعانيها. ابتسمت مرغمة وهي ترى حزنه على وجهه جاهدت نفسها لتخرج كلمات ثابتة يحتاجها هو في هذا الوقت: ـ لا بأس حبيبي سنحاول مجددا سكتت غير قادرة على إضافة كلمة واحدة، وهي تغالب غصة في حلقها تكاد تفضحها، لكنه كان عالما بحالها دون أية كلمة منها، وحتى لو ادعت لا مبالاتها هو يعلم أنها تشتاق، وأنها تحلم، وأنها تعاني من كسرة الأمل الذي يخذلهما لثاني مرة، كان يريد أن يطمئنها أن يؤكد لها أن الحمل سيحدث إن آجلا أو عاجلا كان يريد أن يجد كلمات تبعد عنها هذا الحزن لكنه وجد نفسه غير قادر على قول شيء سوى كلمة واحدة، كانت الآن ملاذه وسلاحه: ـ أحبك قالها وسكت من جديد، بينما كان هو هذه المرة من يقاوم الغصة التي تكاد تخنق قلبه، قبل صوته ارتمت في حضنه وهي تقول: ـ وهذا يكفيني لأحاول مرة بعد مرة، أعلم أن الله يختبر صبرنا وحبنا، وأنه لن يضيعنا، سيأتي يوم حبيبي نتذكر فيه هذه اللحظات الصعبة، ونحكيها لأطفالنا سنحكيهم كم انتظرناهم، ونحكيهم كم صبرنا من أجلهم رفعت رأسها تنظر إلى عينيه الحزينتين وهي تضيف مازحة مبتسمة: ـ سنذلهم بتذكيرهم بكل ما عشناه من أجلهم فلتت منه ابتسامة صغيرة وهو يقول: ـ أولادك سيعانون منك أيتها الاستغلالية أجابت مبتسمة: ـ وأنت ستفسدهم بدلالك ـ لو كانت بنتا سأدللها كدلالي لوالدتها انتفضت تدعي الغيرة: ـ إذن لن أنجب إلا الذكور، لا أريد لأحد أن يشاركني دلالك فلتت منه ضحكة صغيرة: ـ ستكتبين في وصل الطلبية، الصنف المطلوب " ذكر" ارتعش قلبها لرؤية ضحكته المعجونة ببقايا حزن يصارع لإخفائه: ـ سأبقى صغيرتك حتى لو جاءت ابنتك تزاحمني؟ أجابها والحب يرتسم ويلون ملامح وجهه: ـ ستبقين صغيرتي حتى وأنت عجوز بشعر أبيض وظهر مقوس وفم رحل عنه سكانه البيض انفجرت ضاحكة لوصفه: ـ تحدث عن نفسك، أنا لن أسمح للزمن بأن يسلب مني شبابي ألا تعرف أنني مهما كبرت سيبقى عمري ثلاث وعشرون سنة هذه المرة لم يستطع منع ضحكته العالية، وهو يتخيل صورتهما بعد مرور سنوات ـ ويلي أنا من سيكبر، ليقاتل الشباب اللذين يتقربون منك ومن ابنتك، ظانين أنكما شقيقتان أخذت وجهه بين يديها وهي تجيبه متدللة عاشقة حتى النخاع: ـ ليس هناك ما تخشاه، سأظل أنا عاشقة لك وحدك لا أرى من الرجال غيرك ثم اقتربت واضعة قبلة طويلة على شفتيه النائمتان حتى حركهما شوقها وأيقظهما إلحاحها، فراح يلتهم قبلتها ويزيد في حضنها، متناسيا كسرته وخيبتها. ******************************* كانت سارة تتجول بين الأروقة تختار ملابس شتوية جديدة لها عندما اصطدم بقدميها جسم صلب انتفضت تنظر إلى الأسفل لتفاجأ بطفل صغير لا يتجاوز السنتين يحيط بقدميها وينظر إليها في ابتسامة ملائكية جعلت قلبها يقفز من مكانه ليحط على وجه هذا الفتى رفعت عينيها تبحث عن شخص ينتمي إليه هذا الصغير لكنها لم تصادف أية نظرات أحست بقبضة يده الصغيرة تشد على ملابسها فعادت بناظريها إليه لتسمعه يقول كلمات غير مفهومة وهو مازال يبتسم ذات الابتسامة الملائكية، نزلت بجسمها إليه تمسكه من ذراعيه بلطف محاولة عدم إثارة خوفه ـ أين أهلك أيها الصغير؟ ـ هنات (هناك) ـ أين هناك؟ لابد أن أمك قلقة عليك نظق الصغير بكلمات ضاعت نصف أحرفها لم تفهم منها سارة شيئا ـ ما اسمك حبيبي؟ ـ ذاد كانت سارة تحاول ربط أحرف الصغير مع الأسماء التي تعرفها عندما سمعت صوتا ذكوريا جهوريا ينادي: ـ (جاد) التفتت إلى حيث مصدر الصوت لتجد رجلا يقترب منها ينظر إلى الفتى وهو يقول: ـ جاد، كم مرة يجب أن أفهمك ألا تتحرك من أمامي مدَّ الرجل كفه العريضة لتلتقط كف الصغير لكن هذا الأخير فاجأه بالارتماء في حضن سارة وابتسامته لا تغادر وجهه لولا أنها أمسكت نفسها وهي تعود إلى الوراء لكانت سقطت أرضا هي وجاد. فاجأها حضنه الصغير الذي حمل لها دفئا كبيرا أيقظ بداخلها شوقا أكبر تجاهد منذ سنوات لكتمانه وعدم إظهاره، ترقرقت الدموع في عينيها وهي تشد الفتى إلى صدرها في رقة محاولة السيطرة على مشاعر الأمومة التي انتفضت بداخلها فجأة انسحب الصغير من حضنها واضعا قبلة على خدها ثم مد يده للرجل الواقف بانتظاره وانصرف من أمامها ملوحا بيده كحلم جميل سكنها لحظات قليلة من الزمن وغادرها ليترك بداخلها حسرة كبيرة وألما يستيقظ بداخلها رفعت رأسها تتبع خطوات الصغير ودمعة صامتة تنساب على خدها لم تستطع منعها، لتصطدم بنظرات أخرى كانت تراقبها منذ مدة كان هو صهيب قد جاء يقلها للمنزل ليراها في هذه اللحظات تعاني هذا الفقد الذي تتحمله بسببه عندما رآها تحتضن الطفل كان ذلك أجمل منظر رآه في حياته كلها ولكنه كان أيضا أقسى منظر، خاصة وهو يرى الآن دمعتها وألمها وحسرتها، ما إن رأته حتى وقفت مسرعة تمسح دمعتها وترسم ابتسامة على وجهها لكنها علمت أنه رأى كل شيء رأى شوقها، حضنها، ألمها... ودمعتها أسرعت إليه محاولة جعل الأمر يبدو عاديا لكنها عجزت عن قول كلمة واحدة ولم يكن هو قادرا على قول كلمة تساعدها علقت ذراعها بذراعه وتحرك الاثنان في خطوات متثاقلة وصمت مطبق كان يقول عن حزنهما الشيء الكثير. في الأيام التي تلت كان صهيب صامتا بشكل مخيف تذكرت سارة ذلك الوقت الذي عرف فيه بعلته فصمت كأنه يعاقب نفسه بينما كان يعاقبها هي، عاد إلى ذلك التيه الذي عرفه وقتها، لم يقربها منذ أكثر من أسبوع وكانت هي تعلم أن ما رآه ذلك المساء هو سبب بعده اليوم خشيت أن يغلبه صمته أن يطغى عليه يأسه، تركته يستعيد قوته ولكنه كان عاجزا عن المبادرة، سكنته صورة وجهها وذلك الصغير في حضنها وقد رأى بعينيه ما كانت تخفيه دائما كان يعرف ولكنه عندما رآه قرأ حجم ما تخفيه من معاناة وألم وشوق، وعاد الضعف يسكنه، عاد إحساسه بالعجز يوجعه ويكسره فما عاد قادرا على لمسها. لطيفة قرناوط مازال في الحب بقية | ||||
24-07-19, 11:09 PM | #172 | ||||
| ما أصعب إنتظار الطفل ومشاعر الأمومة التي لا ترحمك ويزيدها صعوبة كلام الناس الذي لايرحم. كلماتك تلمس الجرح فعلا وبشدة، رزق اللّٰه كل محروم طفلا أو إذا لم يكن من نصيبه الطفل فرزقه صبرا ورضا. سلمت يداك 💖💖💖 | ||||
25-07-19, 12:15 AM | #174 | |||||||
قاصة هالوين
| #صهيب الذي تعلم من خطأه وان يرضي #رحلتهم الي بدأت في العلاج ومناجاة صهيب الله بان يرزقه بطفل #المحاولاتان التي بائت بالفشل حزن كليهما فسارة تأمل في طفل ولكن الحب يصبرها #اما صيب المكسور وحزنه الشديد ومحاولات سارة ان تبهجه مع تعهد بنها ستظل تعشقه فهي لاتري رجلا غيره #خوف مع كسر مع عتاب لنفسه عندما رأي سارة تحمل طفلا بتعابير مشتاقه حزينة #هل سيحاول الفراق مرة اخري اما ماذا سيكون غبي ان فعل #الامومه غريزة فبرغم الحب الا ان سارة تشتاق الي طفل وهذا ليس بيدها وليس معناه ان تحاول او تعاتب صهيب امتي هيفهم ده وللاسف هيفضل شايف نفسه ناقص رغم محاولاتها | |||||||
25-07-19, 07:34 AM | #175 | ||||||
| و تبقى سعادتهما منقوصة مهما حاولا نهل أكبر قدر من السعادة و يبقى شوق يضاهي شوقهما لبعضهما ينمو بداخلهما لقطعة صغيرة مشتركة تجمع ما بينهما في شكله و ملامحها في روحه و قلبها في طباعه تفكيرها لكن تشاء الأقدار و لا يتم ذلك الأمر .. ليعاوده اليأس و الأحباط ويعتزلها يجلد ذاته وكأن ما يحصل معهما بيده هو .. لا يستطيع أن لا يلوم نفسه وهو يرى لهفتها و جوعها بشعور الأمومة الذي لا يستطيع اشباعه .. عطشها لحضن صغير كحضن جاد و لا يستطيع أن يرويه .. أعود و أقول أن شخص كصهيب يا عزيزتي لا يوجد مثله سوى في الخيالات و الأحلام الوردية فقط.. يركض للأطباء و يفعل شتى الوسائل و يدعو الله لل نهار لأجلها و لأجل عينيها لا يفكر بنفسه داهساً على شعوره الذي يماثل شعورها بالشوق الأبوة و لأطفاله منها .. ويفكر فيها فقط لو أن رجل غيره كان استسلم قائلاً أن هذا قضاء الله وقدره.. و لو حاول وجاهد لأجل نفسه و دوام نسله . لديكِ طريقة في الكتابة تجعلني أغص معهم من شدة تأمري وبعد قرائتي للفصل ذهبت وقرأت عن حالات يائسة وكيف توجت بالنهاية بالحمل بفضل الله وكرمه.. و منهم تم الحمل دون أي وسائل المساعدة .. منهم ٣ سنوات و اربع و خمس و تسع وعشر .. حتى كان هناك رجلاً طاعناً في السن رزق بطفلة بعد ٣٨ عاماً .. فسبحان الله من أمره بين الكاف والنون الذي يقل للشيء كن فيكون . دمتي مبهرة مبدعة يا لطيفة اللطيفة | ||||||
26-07-19, 06:00 PM | #178 | |||||
كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
شهادة أعتز بها جدا جدا 💖 اللهم آمين يا رب | |||||
26-07-19, 06:02 PM | #179 | |||||
كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
صهيب إحساس أفظع لأنه عارف أنها تستطيع أن تنجب ولكنها تتحمل الحرمان بسبب حبه الله يسلمك حبيبتي | |||||
26-07-19, 06:06 PM | #180 | |||||
كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
صهيب إنسان ومع الأسف الإنسان ضعيف لا يدرك حكمة الله في المنع لا في العطاء وقليل الصبر شعور صهيب بالنقص طبيعي اشتياق سارة للطفل كاشتياق أي أنثى لشعور وإحساس الأمومة ولكنها اختاتر صهيب والامر منتهي شكرا حبيبتي على التعليق الجميل | |||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مازال في الحب بقية، لطيفة قرناوط |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|