آخر 10 مشاركات
تحت إيوان النخاس (3) * مميزة ومكتملة * ...سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          339 - على ضفاف الرحيل - آن ويل (الكاتـب : سيرينا - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree183Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-07-19, 12:21 AM   #61

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 4 والزوار 9)

ام زياد محمود, ‏rontii, ‏منال سلامة, ‏la luz de la luna


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 18-07-19, 09:48 PM   #62

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
امين شاكك فى جزاء ان هى اللى سربت المعلومات بس مش معاه دليل عشان بكر طبعا خفى الادلة خوفا على جزاء واستغلال للموقف عشان يقدر يسيطر عليها وعلى رغبتها فى الانتقام
جزاء مش قادرة تسامح ابوها ومنسيتش الماضى اللى بسببه عاشت منبوذه هى وامها

بكر كان شاهد على الخطة الحقيرة اللى عملوها ناهد ومديحه بس للأسف كان صغير واكيد مكنش حد هيصدقه

ناهد بتعرف تستغل المواقف لصالحها يخربيتها
زعلانه على عهد اللى يأست من اعتراف امين بحبه ليها وفضلت توافق على انس وتسكت قلبها

تسلم ايدك ياقمر

بس معظم التوقيعات مش ظاهره ياجوجو
التوقيعات كان فيها مشكله و اتحلت خلاص الحمد لله


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-19, 09:50 PM   #63

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. هنزلكم الفصل الثامن حالا

الفصل الثامن :
( قبل عدة دقائق .... غرفة حامد )
" يا الله ! .. ماذا يحدث له ؟! "
هتفت بها مديحه بجزع و هي تنظر الى هيئة زوجها الذي كان يبدو و كأنه يحتضر دون أن تفهم هي ما يحدث معه بالضبط !
فقد ارتفع ضغط دمه فجأة و فشلت كل محاولاتها هي و الممرض الخاص به في السيطرة على الوضع ....
" يجب ان ننقله الى المستشفى في الحال "
ارتدت الى الخلف قليلاً تحدق في وجه زوجها و الرعب قد شل حركتها ليهتف بها الممرض مجدداً محاولاً افاقتها مما تغرق به :
" سيدتي .. ايقظِ أحدهم و انا سأجهزه ، يجب أن نذهب الان "
فتحت مديحه باب غرفتها و ركضت دون تمييز الى غرفة امين و دقت على الباب بسرعه تحاول إيقاظه دون أن يصلها رد ففتحت الباب لتجد الغرفة خاليه من صاحبها !
ركضت مجدداً و قد غيرت وجهتها إلى غرفة بكر و فتحتها دون استئذان لتجدها هي الأخرى فارغه فكادت تصرخ عجزاً .. تحركت تنوي الذهاب الى جاسم ليوقفها صوت بكر الذي يأتي من الغرفة المجاورة لها .. غرفة اللعينة !
لتتسمر و كأن سكينة العالم كله نزلت عليها ثم تحركت ببطء مقصود تسترق السمع دون فائدة .. لا يصلها الا همهمات بسيطة ففتحت باب الغرفة عليهم فجأة فيما تهتف بعلو صوتها و هي تحدق في هيئتهم المريبة وقد أتى المشهد على هواها :
" ليلتكم سوداء .. ماذا تفعلان هذه الساعة لحالكما في الغرفة ؟! "
تمالك بكر نفسه بسرعه ليقف أمام جزاء في اعلان واضح انها تحت حمايته ليرد على سؤال زوجة عمه بسؤال آخر بنبرة مغلقه كملامح وجهه في تلك اللحظة :
" ماذا تفعلين أنتِ هنا ؟! "
أوشكت مديحه على افتعال فضيحه ليوقفها هتاف الممرض :
" اسرعي سيده مديحه .. هيا يجب أن نذهب الان "
التفتت مديحه الى الخلف برعب عاد يهاجمها من جديد ليقطب بكر و قد استشف وجود أمر غير طبيعي ليسألها بسرعه :
" ما الذي يحدث ؟! .. هل عمي بخير ؟! "
خرجت مديحه تركض عائدة إلى غرفتها يتبعها بكر و جزاء التي لملمت شتات نفسها بمعجزه ليدخلوا جميعاً غرفة حامد ليفهم بكر حقيقة ما يجري فقال مخاطباً جزاء التي كانت تحدق فيما يحدث بصدمه و شبح حديثها الأخير معه يحاوطها :
" اذهبِ و خذي مفاتيح سيارتي و انزلي شغليها بسرعه كما علمتك حتى احضر عمي ثم ايقظِ ابي أو جاسم "
ركضت جزاء تنفذ ما أمرها به بينما حمل هو و الممرض حامد ووضعوه فوق كرسيه المتحرك ليحملاه سويا ً و ينزلا به الى الأسفل حيث السيارة .
بعد عدة دقائق دقت جزاء على باب غرفة جاسم تحاول إيقاظه بينما خوفها من أن تكون السبب في موت أحدهم يسيطر عليها ليفتح جاسم الباب بعد لحظات ينظر إليها بلا تركيز لتقول هي بدون مقدمات :
" عمك مريض جدا و بكر أخذه الى المستشفى و طلب مني ايقاظك "
" أيهما ؟! "
سألها جاسم و هو يبتعد للداخل حتى يبدل ملابسه لتجيبه هي بلا حذر :
" ابي "
توقفت خطواته للحظه ثم التفت إليها لتستوعب هي ما تفوهت به ثم قالت محاولة ً السيطرة على ارتباكها :
" اقصد حامد "
تركها جاسم و عاد إلى الداخل ثم خرج بعد عدة دقائق يحمل مفاتيحه و هاتفه فيما يسألها بغموض اقلقها :
" و انتِ ماذا بك ؟! .. تبدين و كأنك كنتِ تبكين ؟! .. لا تقولي لي انكِ تبكين خوفاً عليه ! "
حاولت جزاء تمالك نفسها حتى لا تخطئ اكثر من ذلك ثم اجابته :
" لا لقد كنت نائمه و استيقظت لتوي "
لم يعقب جاسم ثم نزلا سوياً ليقول هو حينما توقفت خطواتها :
" تعالي .. أنتِ سترافقينني الى المستشفى ، لا تنسي أنه من المفترض أنه اباكِ "
اومأت له جزاء بهدوء متجنبه مناقشته فيما تسأله بتشوش مما يحدث حولها :
" ماذا عن وصال ؟! .. ألن نوقظها ؟! "
أجابها جاسم محاولاً تجاهل ضيقه و قد تذكر ما فعله معها و ما فعلت هي معه في الحفل :
" اتركيها نائمه .. سنخبرها في الصباح "
تبعته جزاء ليصلا الى المستشفى بعد وقت لا بأس به فيقابلهما بكر الذي كان يتجنب الاحتكاك بجزاء بشكل مؤقت ثم قال لزوجة عمه التي تطأطأ رأسها بحزن و قلق :
" لقد اتصلت بأدم و سيأتي الان وأبي و امين سيصلان في اي لحظه .. لا تقلقِ سيكون بخير "
لكن ما أن رفعت مديحه رأسها و رأت جزاء حتى نهضت تحاول التهجم عليها فيما تقول بكراهية غير طبيعية :
" ماذا فعلتِ به يا ابنة الـ........ ؟! .. لقد أخبرني الممرض انكِ كنت معه قبل أن تنتكس حالته ، ماذا قلتِ له يا وجه النحس ؟! "
ابعد بكر زوجة عمه بحزم بينما ظلت جزاء مكانها وراء جاسم دون أن يظهر على وجهها اي انفعال فيما ترد ببرود :
" جدي هو من طلب مني مجالسته كل يوم .. انا لم أفعل له شيء "
التفت لها جاسم برأسه و أمرها ببرود مشابه لبرودها :
" اصمتِ الان "
تعجب بكر وكاد أن يردع جاسم بسبب أسلوبه لكن صمتها هي جعله يصمت ليصل بعد لحظات عبدالحميد يتبعه امين الذي سأل بتوتر بينما وجهه يحكي كل حكايات الإرهاق و التعب :
" كيف حاله الآن ؟! "
أجابه بكر متنهداً :
" سنعرف بعد قليل .. لقد ارتفع ضغطه بشكل مفاجئ "
هتفت مديحه مجدداً و هي تنظر لجزاء بنفور :
" كله منكِ يا وجه النحس ، تريدين قتله "
" اصمتِ "
هتف بها عبد الحميد فانكمشت مديحه تلقائياً ليحذرها عبد الحميد بخفوت حاد :
" نحن لسنا في المنزل .. لا ترفعِ صوتك ولا تفتعلِ اي مشاكل هنا ، لا اريد اي فضائح .. هل فهمت ؟! "
جلست مديحه فوق المقعد تغلي من الغيظ بينما حاول بكر إبعاد جزاء عنها فقال موجهاً حديثه لجزاء :
" تعالي معي اذا سمحت ِ "
فقالت مديحه بكيد و هي تكاد تصرخ غيظاً من برود الأخرى :
" اجل .. أجل اذهبا و اكملا ما كنتما تفعلا في الغرفة "
أوشك بكر على تحجيمها لكن سبقه أباه الذي قال بنبرة التحذير الأخير :
" قسماً بالله إن لم تصمتِ الان سأعيدك الى المنزل و لن ابه لتوسلاتك "
تحرك بكر متجاهلا ً نظرات امين المستفهمة و جاسم الذي كان يبدو و كأنه يصمت مجبراً لكنه يخطط الى أمرا ً ما ثم وجه حديثه لمن تخصه مجدداً :
" لو سمحتِ .. هيا لنجلس في الأسفل لبعض الوقت "
" لا اريد "
قالتها جزاء ببرود قاطع أصبح يحفظه ليقاطعهم صوت عبد الحميد الذي قال بحزم :
" اتركها على راحتها يا بكر .. هل اتصلت بأدم ؟! "
اومأ له بكر ليخرج الطبيب بعد لحظات و يطمئنهم على استقرار وضع حامد لكنه أقر بضرورة بقاءه تحت الملاحظة لعدة أيام ليستغفر عبد الحميد ربه ثم يوجه حديثه إلى امين :
" خذ زوجة عمك و أعدها الى المنزل "
أوشكت مديحه على الاعتراض ليوقفها عبدالحميد قائلاً بضيق :
" تستطيعين العودة في الصباح يا مديحه ، عودي الان الى المنزل من أجل ابنتك ثم تعالي معها غداً من جديد "
التفت بعدها إلى جاسم و استطرد :
" و انت يا بني ، اوصل ابنة عمك في طريقك "
استشف بكر من حديث أبيه بأنه هو من سيمكث هنا بجوار عمه ليلوي شفتيه بضيق شديد فهو لا يضمن ما ستفعله زوجة عمه وما ستقوله فور أن تعود إلى المنزل ، قد تتهم جزاء في اخلاقها أو حتى تدبر لها فضيحه لكن يبدو أنه و رغماً عنه سيصمت الان فلا هو يستطيع الاعتماد على بقاء امين بدلاً منه خاصة ً بعد ما عانى منه اليوم على يد جده و لا حتى يستطيع التملص من قرار أبيه والا سيكون شكله سيئاً للغاية في نظر الجميع !
تابع بكر اختفائها بصحبة جاسم بعينين قلقتين لينتبه بعدها إلى أبيه حين سأله بشكل مباشر :
" ما قصة الغرفة التي تتحدث عنها زوجة عمك ؟! "
ابتلع بكر ريقه ثم التفت إلى أبيه مجيباً إياه بتوتر نادر :
" لا يوجد قصص يا أبي ، زوجة عمي كعادتها تتوهم "
رفع عبدالحميد حاجبيه بسخريه فيما يقول بتحذير مختصر متجنباً الغوص اكثر في الأمر بعد رؤيته لتوتر ابنه :
" لا تنسى أنها ابنة عمك يا بكر، إياك أن تتجاوز حدودك معها أو حتى تتطاول عليها ولو من باب المزاح .. ها انت ترى بنفسك أن هناك ألف عين تترصد لها هي بالأخص "
تنهد بكر بضيق يزداد اكثر مع مرور الوقت ليرد على أبيه بعد لحظات :
" لا تقلق "
ثم استطرد هامسا ً :
" سأحميها من نفسي لو اضطررت "
جلسا سويا ً بعد ذلك ليظل بكر على شروده بينما يراقبه عبدالحميد خاصة ً حركة رجله العصبية و كأنه يعد كل ثانيه ليطير خلف الفتاه فقال بعد عدة دقائق بطريقه متلاعبه ليرفع عن ابنه الحرج :
" آه .. لقد نسيت هاتفي في البيت "
نظر له بكر مقطباً دون استيعاب فقال عبد الحميد مجدداً بنبرة آمره بينما عيناه تلمع بتسليه :
" اذهب و احضر لي هاتفي من المنزل ولا تتأخر .. ها .. لا تتأخر و بالمرة احضر بعض المستلزمات لعمك و لا تعتمد على أن آدم قادم و سيبقى معي "
التقط بكر حركة أبيه و حديثه فنهض بسرعه مقبلاً كتفه فيما يقول مبتسماً :
" حبيبي اقسم بالله .. سأحضر لك ما تشاء "
ليرحل بعدها بخطوات شبه راكضه جلبت الابتسامة الى وجه عبد الحميد الذي همس ساخراً :
" ابنك وقع يا امل .. ليتك كنتِ معي الآن لتشاهدي تلك اللحظات النادرة "
..............................
( قبل وقت قصير )
تجلس في غرفتها تضم ركبتيها الى صدرها بقلق و الأرق يداهمها بلا رحمه !
عقلها الغبي لا يفكر الا به فبعد الكارثة التي حدثت !
بالتأكيد جدها انزل كل غضبه فوق رأسه هو قبل اي شخص لأن المعلومات خرجت من مكتبه الخاص ...
أمسكت هاتفها تنوي الاتصال به لتطمئن عليه لتتراجع بعدها توبخ نفسها وهي ترى تأخر الوقت فطأطأت رأسها بعجز تام و اغمضت عينيها لتضيع رغماً عنها في غياهب تلك الذكرى التي اختارت ذلك الوقت تحديداً لتؤرقها أكثر و كأنها تضعها أمام ما عرضّها له امين في لحظه كتلك التي تعيشها الان حين رن جرس هاتفها في وقت شبه متأخر فاستقبلت المكالمة بقلق بالغ خوفاً من أن يكون هناك مكروهاً قد أصاب أحدهم دون أن تدري ان المكروه لن يصيب غير قلبها هذه المرة !
حاربت عهد دموعها و صوته المبتهج يعود و يبدو و كأنه حقيقه و تُعاد على مسامعها من جديد :
" مساء الورد صديقي العزيز .. كيف حالك ؟! "
يومها توترت عهد و شعرت بالتشوش الشديد بسبب نبرة السعادة التي تطل من صوته فسألته دون أن يخفى توترها عنه :
" ماذا حدث يا امين ؟! .. هل كل شيء على ما يرام ؟! "
نسفت ضحكته المنطلقة قلقها لكن ظل استغرابها و تشوشها على حاله ليرد عليها بعد عدة لحظات :
" بالطبع كل شيء على ما يرام ، ما بالك لما كل هذا القلق ؟! "
اجابته بعفويه لطالما اعتادت عليها معه :
" لست معتادة على اتصالك بي في مثل هذا الوقت "
أجلى حلقه ليقول بعدها بإحراج بسيط :
" انا آسف لكني لم استطع الصبر حتى الصباح لأراكِ و اخبرك "
" تخبرني بماذا ؟! "
ألقت سؤالها بترقب ليصمت هو قليلاً ثم يغرس خنجره في قلبها بكل سعادة و فرح :
" لقد طلبت يد علياء منذ قليل ووافقت "
صمت قاتل احتل المكان .. حتى صوت أنفاسها لا تسمعه !
هل توقف قلبها عن الخفقان ؟! .. لما لا تستطيع التنفس ؟!
وضعت يدها على قلبها تستشعر نبضاته فوجدتها صفراً و تحجرت الدموع في عينيها تشعر كما لو أنها تعيش كابوساً بشع لا سبيل للاستيقاظ منه و الدنيا تميد بها و هي بمفردها تماماً ليأتيها صوته مجدداً حين لم يصدر عنها أي صوت :
" عهد ! .. اين انت ِ ؟! .. هل سمعتِ ما قلت ؟! .. الو ! .. الو ! "
يومها أنهى اصبعها المكالمة لا ارادياً و اغلقت بعدها الهاتف تماماً تنظر إليه كمن ينظر إلى عقرب لعين لتظل نظراتها شاخصه أمامها بلا هدف و كأن كل جزء فيها قد توقف عن العمل تماماً ، حتى عقلها لم يستوعب ما يجري حوله لتظل بعد ذلك جالسه فوق فراشها بلا حراك بينما قلبها يحتضر و يترنح بين اضلعها بنزيف لم يتوقف للحظة الى الان !
اجفلت عهد على صوت رنين هاتفها فرفعت وجهها الغارق بدموعه و أمسكت به لتجدها مكالمه أخرى منه و كأن الزمن يعيد نفسه فمسحت دموعها بسرعه و أجلت صوتها ثم استقبلت المكالمة لكنها لم تستطع النطق بحرف إلى أن جاءها صوته المرهق التي يذبحها ذبحاً بهمسه القاتل :
" عهد "
لم ينطق بأكثر من ذلك و كأنه يتوسلها الفهم و لم تحتاج هي لأكثر من ذلك لتهتف بقلق عارم :
" ماذا بك يا امين ؟! .. هل انت بخير ؟! "
لم يجيبها بشيء مما ارعبها لتسمع بعدها اصوات سيارات فهتفت بخوف :
" امين اين انت ؟! .. الى اين انت ذاهب في هذا الوقت ؟! .. الو .. امين قل شيئاً بحق الله "
كان يشتم نفسه في تلك اللحظة .. لما اتصل بها ؟!
لم يعد من حقه !
لم يكن يوماً من حقه ...
لكنه عاجز ، متألم .. يشعر كما لو أن كل أحمال الدنيا سقطت فوق كتفيه !
" انا بخير لا تقلقِ "
قالها ليطمئنها لكن صوته لا ينبئها الا بالعكس فعادت تسأله من جديد و الرعب يشل أطرافها :
" أين أنت ؟! .. ما هذه الأصوات ؟! "
تنحنح امين قليلاً يحاول السيطرة على أعصابه التالفة ليرد عليها بعد لحظات من الترقب من ناحيتها :
" انا ذاهب الى المستشفى .. عمي حامد تعب و نقلناه الى هناك "
" ماذا ؟! .. ماذا حدث له ؟! .. هل هو بخير ؟! "
خرجت التساؤلات منها بشكل متتالي مما جعله يبتسم بحزن ليهمس مجدداً و كأن طاقته قد نضبت حتى عن الحديث :
" اهدأي قليلاً .. لقد ارتفع ضغطه و بكر أخذه الى المستشفى و ها أنا ذاهب اليهم "
حوقلت عهد لتساله بعدها بخفوت :
" هل اوقظ ابي أو امي ؟! .. ماذا افعل ؟! .. هل ارسل لكم ادم ؟! "
اللعنة على غباءه .. لقد ارعبها تماماً !
تنفس امين بعمق محاولاً استعادة تركيزه بينما كادت هي أن تتحدث مجدداً فقاطعها هذه المرة قائلاً بنبرة اكثر تماسكاً :
" اسمعيني أولاً .. لا توقظِ احداً وغدا ً في الصباح اخبريهم بشكل هادئ ، لا داعي لأن تصيبِ عمتي بالذعر .. اتفقنا ؟! "
اومأت عهد يرأسها فيما تردد خلفه :
" اتفقنا .. اتفقنا "
أوشك على إنهاء الاتصال لتوقفه هي حين نادته لينتظر ما سوف تقول فيأتيه صوتها الهامس بعد لحظات :
" لا تنسى أن تطمئني و....... اعتني بنفسك "
صمت مغلقاً عينيه يلعن تأخره في فهم ما يدور حوله ليرد عليها بعد لحظات بهمس خافت متألم :
" و انتِ أيضاً اعتني بنفسك .... و كوني سعيدة "
لينهي بعدها المكالمة و يصف سيارته أمام المستشفى زافراً بضغط بينما غرقت هي في بركة دموعها التي يبدو أنها لن تنتهي أبدا ً !
....................................
نزلت جزاء من سيارة جاسم تزفر بارتياح كبير و تحمد ربها بأن تلك الدقائق الثقيلة على روحها قد انتهت أخيرا ً تتمنى في قرارة نفسها أن تنتهي هذه الليلة العصيبة دون خسائر اكثر !
نظرت له جزاء باستغراب فرغم انها ظنت بأنه سيخضعها الى تحقيق مفصل عن علاقتها بالغبي بكر خاصة ً بعد حديث زوجة أبيها إلا أنه فاجئها بصمته التام طوال طريق العودة مما أصابها بالتوتر و ها هو لا يزال على صمته متلاعباً أكثر و أكثر بأعصابها .
دخلا سويا ً الى المنزل ليجدا الجميع يجلسون في صالة البيت فألقت جزاء نظره سريعة لترى وصال تربت على ظهر أمها و امين يجلس منزوياً مغمضاً عينيه بإرهاق بينما كان جدها يستند على عصاه ليقول بلهفة فور أن لمح جاسم :
" تعال يا بني و أخبرني بما حدث فزوجة عمك لا تستطيع تكوين جمله مفيدة ببكائها هذا "
استنتجت جزاء أن جدها لا يزال يعاقب امين و يقاطعه و استغربت ذلك منه في تلك الظروف ليقترب جاسم شارحاً لجده ما حدث باختصار بينما جلست جزاء بصمت مطبق تقاوم النعاس الذي يهاجمها ليهمس لها جاسم على حين غفله فيطير بعدها نعاسها تماماً :
" بالمناسبة .. لقد طلبتك من جدي صباح اليوم و لولا احداث الليلة لكان اخبرك "
التفتت له جزاء تحدق فيه بصدمه بينما عينا وصال لا تغفل عنهما و إن كانت لا تسمع ما يهمس لها به !
بعد وقت قصير دخل بكر ينظر إليهم بترقب محاولاً استشفاف الوضع فبادره الجد موبخاً بينما نظر الجميع إليه بتعجب :
" انت لما عدت ؟! "
أجابه بكر دون أن تفوته نظرة زوجة عمه النارية التي القتها نحوه حين نظر إلى جزاء التي تجلس شاحبة الوجه و تتجنب النظر إليه :
" جئت أخذ بعض المستلزمات لعمي "
تمتم صفوان بضيق :
" ألن تنتهي هذه الليلة ؟! .. ليتني كنت بصحتي كنت ذهبت معكم بدلاً من جلستي هكذا في المنزل كالنساء "
تنهد بكر ثم قال مطمئنا ً :
" لا تقلق يا جدي .. وضع عمي مستقر ، هم فقط يبقونه تحت الملاحظة "
هز صفوان رأسه بغير رضا دون أن يغادر القلق وجهه ليوجه بكر بعدها حديثه إلى زوجة عمه التي تبدو لعينيه كطفله بلهاء أمسكت على زميلها ذله :
" حضري لي ما قد يحتاجه من فضلك "
ليستطرد بعدها و هو يتجه إلى الأعلى و قد اطمئن قلبه على الوضع لكن شحوب وجهها يخبره بأن هناك ما لا يعرفه :
" سأصعد لأجلب هاتف ابي "
قالها مخرجاً نفسه عنوة من أفكاره ليوجه بعدها صفوان حديثه إلى جزاء :
" اصعدي إلى غرفتك و ارتاحي قليلاً يا ابنتي ... وجهك يبدو مرهق للغاية "
اومأت جزاء ثم نهضت تفكر في حل لهذا المأزق الذي اوقعها فيه ذلك الغبي جاسم ، فهي ليست مستعدة بعد لتلك التعقيدات كما أن هناك أيضاً السيد بكر الذي يلوي ذراعها بذلك التسجيل الذي يجب أن تحصل عليه في اسرع وقت ممكن حتى تتخلص من تهديده لها .
تباً كل الامور تفلت تباعاً من تحت سيطرتها !
دخلت غرفتها لاهيه عن عينيه التي تتبع كل سكناتها بحذر يجب أن يخطو به بعد ذلك حتى لا يعرضها لما تعرضت إليه اليوم مره اخرى ، فتاريخ امها مع هذا البيت لن يجعل إتهام زوجة عمه لها الذي سيأتي لا محاله هيناً عليها !
تباً له و لغبائه و لانجذابه ناحيتها الذي يحركه بلا تحكم !
نزل الى الأسفل ينتظر زوجة عمه ليسأل جده بعد لحظات من الصمت الخانق :
" ماذا سنفعل في مشكلة الشركة يا جدي ؟! ... يجب أن نتصرف في اسرع وقت "
تغصن وجه صفوان بضيق ليجيبه بعد لحظات بما خمنه هو سابقاً :
" ماذا سنفعل برأيك ؟! .. سأعرض المزرعة للبيع ، يجب أن نحل مشكلة السيولة قبل اي شيء "
صمت صفوان قليلاً ثم قال بتهكم :
" صحيح .. الهانم ابنة عمتكم .. اريدها هنا في الصباح "
هنا نطق امين اخيرا ً قائلاً بدفاع :
" عهد لا ذنب لها يا جدي "
التفت له صفوان قائلاً بملامح مغلقه :
" ما حدث مسؤوليتك انت و هي يا محترم ، أليست هذه حافظة اسرارك ؟! .. لن اتعجب حتى اذا علمت انك اعطيتها ارقام الخزينة لهذا هي أيضاً مسؤوله مثلها مثلك عن ما حدث "
تكلم بكر بضيق محاولاً تهدئة الوضع :
" يا جدي هذا ليس وقت توبيخ .. لنحل أمر المزرعة و ننهي الموقف بأقل الخسائر "
ضرب الحاج صفوان الارض بعصاه هاتفاً بحده :
" انتهينا .. لا أريد أن أسمع صوت احد منكم "
في تلك اللحظة نزلت مديحه تحمل حقيبة صغيره بينما تأفف امين محاولاً السيطرة على أعصابه لينهض بعدها يأخذ منها الحقيبة معلناً أنه من سيذهب إلى المستشفى بدلاً من بكر ثم غادرهم جميعاً دون انتظار رداً من احد فنهضت وصال تتبعه لتخفف عنه قليلاً فهي أكثر من يفهم ما يعانيه اليوم من ضغط على أعصابه و لن تتعجب إذا انفجر بوجه جده يوماً ما !
ركضت خلفه و استوقفته أمام سيارته فيما تقول بتهور :
" لم يفت الأوان بعد يا امين ، اخبرها و استعدها "
التفتت لها مقطباً بعدم فهم لتزفر هي بتوتر بسيط ثم اقتربت منه بعدها فيما تقول بنبرة خفيضه :
" انت تحب عهد يا امين .. استطيع ان ارى ذلك ، اذهب و اخبرها بحقيقة مشاعرك و انفض هذا الحمل من فوق ظهرك "
قاطعها امين ناكراً :
" انا لا ...... "
قاطعته هي الأخرى تحاول تضييق الخناق عليه حتى ينهي تلك الفوضى التي تعربد بداخله و تظهر جلية ً في تصرفاته و ردود أفعاله خاصةً في الفترة الأخيرة :
" انا اختك و اكثر من يفهمك ، لا داعي لأن تنكر الأمر أمامي .. صدقني يا امين هذا الأمر لن يحله إلا البوح ، اذهب و اخبرها قبل أن تضيع من بين يديك بحق "
حدقت وصال به بإشفاق وقد بدا لعينيها في تلك اللحظة و كأنه غريق تعلق بقشه !
بينما استسلم هو لها تماماً متخلياً عن دور الجاهل الذي يلعبه .. فأن يدرك أحدهم بما يعانيه و يشاركه فيه بل ويقدم له العون حتى و إن كانت أخته الصغيرة جعل لسانه يعترف لا ارادياً و هو يتنهد بغم :
" ليت الأمر كان بمثل هذه السهولة ، لقد خسرت فرصتي معها من قبل أن اكتشف وجودها حتى يا وصال "
هتفت به وصال و قد استفزها رده السلبي :
" بحق الله يا امين انفض هذا الدور عنك .. ما بالك منذ متى و انت ضعيف هكذا ؟! .. ما الذي تغير بك منذ وفاة علياء .. هل ستظل على ذكراها لما تبقى من عمرك ؟! .. هذا ليس وفاء يا امين هذا اشهر أنواع الغباء البشري .. انا وانت نعلم جيدا ً أن الحياه لا تقف عند احد .. و برغم حزني على اختي ها أنا من اطلب منك أن تذهب و تخبرها و حتى إذا رفضتك رغم أني اشك بذلك ستكون فعلت ما عليك .. لكن بقائك هكذا لن يزيد الأمر إلا سوءاً "
اغمض امين عينيه متجنباً التعليق على أمر علياء و ( وفاءه ) المفترض لها ليرد على من تقابله بصبر يُحسد عليه :
" لن يصح يا وصال .. لقد خُطبت و انتهى الأمر "
تمنت وصال أن تصفعه في تلك اللحظة ليفيق من غيبوبته المستفزة لأعصابها بينما تهتف بغيظ :
" و هل قلت لك اذهب و انزع الخاتم عنوةً من اصبعها ؟! .. انا كل ما اطلبه منك أن تتحدث معها فقط لا غير حتى لا تندم فيما بعد و تقول ليتني فعلت و ليتني قلت "
ربت امين على رأسها بحنان فيما ينهي حديثه قائلاً :
" حالياً لا استطيع الاقتراب منها بأي شكل ، انا لا اقبلها عليها .. الان سأنتظر و اراقب ما ستأتي به الايام "
تركها و ركب سيارته لينطلق بها فيما تعيد هي حديثه من بين أسنانها بغضب و تهكم :
" سأنتظر و اراقب ما ستأتي به الايام ! .. انتظر يا حلو و راقب حتى تطل للآخر بالأبيض .. تباً لك و لبرودة اعصابك يا شيخ "
و في الداخل كان بكر يجلس متراخياً على مقعده يقابل نظرات زوجة عمه المريبة ببرود تام لا يعلم من الأساس ما فائدة جلستهم تلك و كأنهم في حداد !
آه .. كم يتمنى أن يصل الان إلى فراشه و يريح رأسه ببضعة ساعات من النوم بعد كل المجهود الذي بذله اليوم مع ادم بدلاً من جلسة الحزانى التي بُلي بها و يا عالم متى ستنتهي ؟!
اغلق عيناه متجاهلاً بعض الأحاديث الجانبية التي تدور بين جاسم و جده حول ما حدث في الشركة ليعود ذهنه مجدداً إلى تلك اللحظة التي ضم فيها جزاء إليه !
هل سيصدقه أحد إذا وصف شعوره وقتها بشعور اب التقى بابنته اخيراً بعد طول غياب ؟!
كم يتمنى أن يعرف سر تعلقه بها هي بالأخص و الذي ازداد لأضعاف مضاعفه بعودتها !
تنهد و استرخى جسده ثم داهمه النعاس لعدة دقائق قبل أن يفتح عينيه بإجفال و صوت زوجة عمه يصل إلى مسامعه كمنبه سخيف يرن في السابعة صباحاً :
" هل تشاغل الشابين في نفس الوقت ؟! .. ليس غريبا ً على ابنة صباح ، و من اين ستأتيها التربية ؟! "
قطب بكر محاولاً فهم الجزء الذي سقط منه بينما وقعت عيناه على وجه وصال الممتقع و ملامح وجه جده التي لا تنبئ بالخير بينما السيد جاسم كان ينظر له و كأنه يفكر بالطريقة الأمثل للتخلص منه و التمثيل بجثته !
اللعنه هل كان يجب أن يسقط في غفوته الان ؟!
هل فجرت زوجة عمه قنبلتها و هو نائم ؟!
جاءته الإجابة على سؤاله الاخير تتمثل في سؤال جاسم :
" ماذا كنت تفعل في غرفة جزاء ؟! .. ما علاقتك بها ؟! "
آه .. لقد أطلقت لسانها
إنا لله وانا اليه راجعون !
تمالك بكر نفسه بسرعه قياسيه ليرد على ابن عمه ببرود تام معاكس تماماً للقلق الذي يشعر به :
" لا دخل لك .. سأخبر جدي فيما بعد "
كاد جاسم أن ينهض و يلكمه ليتدخل الجد ناهراً بكر :
" رد على ابن عمك .. جاسم سيكون له دخل بكل ما يخص جزاء "
ارتجف قلبه للحظه قبل أن يسأل جده بخفوت :
" ماذا تقصد ؟! .. لا افهم "
جاءه الرد من جاسم الذي يمسك نفسه بشق الأنفس و هو يرى هذا الحقير يهدد خطته :
" يقصد انني خطبتها منه في الصباح و الان ماذا كنت تفعل معها في الغرفة ؟! "
تجاهل بكر سؤال جاسم مجدداً ليسأل جده بريبه :
" و هل جزاء تعلم بالأمر ؟! .. هل وافقت ؟! "
نهض جاسم هاتفاً و قد فاض كيله :
" تعلم أو لا تعلم ما دخلك انت ؟! "
اوقفه الجد ليرد على بكر مجدداً فهو اعلمهم بطريقة تفكير حفيده و يدرك جيداً أن خلف أسئلته يوجد أمر ما :
" لا لم نتحدث معها بعد "
هنا نطق بكر بثقه لا يعلم من اين حطت عليه :
" لا تتحدث معها عن جاسم يا جدي حتى لا تحرجه ولا تحرجها ، لأنني حين كنت معها في الغرفة كنت اطلبها للزواج ووافقت "
كاد جاسم يفقد عقله مما يسمعه ليهتف بعدها بدون تصديق و هو يكاد يتهجم عليه :
" ماذا ؟! .. وافقت عليك انت ؟! .. مستحيل "
هز بكر كتفيه دون أن يهزه جنون من يقابله و ظل يراقب ردود أفعال من يحيطون به ليجد جده التزم الصمت مفضلاً المراقبة بينما لوت مديحه شفتيها بغير رضا مما يحدث كله اما وصال فكانت تراقب ما يحدث بوجه هادئ خالي تماما ً من التعبير ليهتف جاسم مجدداً فيجذب انتباه بكر :
" انت كاذب .. جزاء مستحيل توافق على الزواج بك "
كان يعلم أنه يجازف لكنه لا يملك من أمره حيله !
هي له !
و تلك هي الحقيقة المجردة التي تجلت أمام عينه حين سمع برغبة جاسم في الارتباط بها !
ثم ما بال البقية صامتين بترقب هكذا ؟!
هل يظن أحدهم أنه قد يجن و يضحي و يتركها من أجل إبقاء الود مع جاسم ؟!
لا و حق الله ! .. لتبقى هي له و ليذهب ودهم الى قعر الجحيم !
حتى تخيلها برفقة جاسم تبدو فكرة شاذة لعقله !
جزاء نصفه هو الآخر .. رفيقة دربه حتى و إن لم تكن حاضره .
هذه فتاته .. خاصته !
تكلم بكر بثقة لا يدري من اين جاءته و كأنه صدق ما لفقه بنفسه منذ لحظات :
" اسألها إن كنت لا تصدق ، دعنا نحضرها الى هنا و نخيرها بيننا لترى بنفسك من منا ستختار "
فاجأه جاسم حين ابتسم قائلاً بثقه غريبه :
" سأحضرها ... و الآن "
لينادي بعدها على أحد العاملات ثم أمرها بفظاظة أن تذهب و تنادي جزاء فهرولت الفتاة إلى الأعلى بينما صرخت مديحه بغيظ و هي تنهض من مكانها لتترك المكان و تصعد الى غرفتها :
" ما هذه المسخرة ؟! .. هل ستتشاجران من أجل ابنة الخادمة ؟! .. هل تتشاجران على الزواج منها و عمكما يرقد في المستشفى بين الحياه والموت ؟! "
نادت بعدها وصال لتصعد معها لكن وصال خرج صوتها بحزم و قوه لا جدال فيها :
" انا سأنتظر .. لن اصعد الآن "
بعد عدة لحظات نزلت جزاء بقلق بالغ وقد وصلتها اصواتهم العالية دون أن تفهم شيئاً ليناديها الجد لتقف بجواره فيما يقول برفق خاصة ً بعد أن رأى شحوب وجهها و نظراتها المتسائلة لما يحدث :
" تعالي يا ابنتي .. هو سؤال واحد لننهي هذا الأمر هنا و الآن و لن يفتحه اي شخص من جديد "
ارتفع حاجبيها بقلق فيما تقول بصوت خافت و قلبها تقرع فيه الطبول :
" اي امر يا جدي ؟! .. ماذا يحدث ؟! "
ألقى صفوان ما في جعبته مره واحده تاركاً الكرة في ملعبها :
" جاسم ابن عمك طلبك للزواج لكن بكر يقول بأنه سبق و عرض عليكِ الأمر قبله و انكِ وافقتِ على طلبه "
انسحب الدم من وجهها و مادت الأرض بها !
تباً اي مصيبه هذه أوقعت نفسها بها ؟!
إذا رفضت بكر و كذبّته سيعلن للجميع ما يخبئه و اذا رفضت جاسم سيجن جنونه و قد يروي لجده ما حدث !
تباً .. تباً .. تباً
كل خيوط اللعبة فلتت من بين أصابعها و يجب أن تختار اقل الضررين و الآن !
" لا تخافِ يا ابنتي و اخبرينا رأيك بكل صراحه حتى نحسم هذه المسألة الان "
ابتلعت جزاء ريقها و اغمضت عيناها للحظات تذكر نفسها بأن جاسم ليس غبي لدرجة أن يضر نفسه و يخبر جده بأنه جلب فتاة من الشارع لتحل محل ابنة عمه ليستولي على ارثها .. سيكون الأمر بالنسبة له بمثابة انتحار !
فتحت عينيها أخيرا ً و اخذت نفساً عميقاً و هي تعد نفسها بأنها ستأخذ من بكر التسجيل ثم تنهي هذه المهزلة تماماً لهذا نطقت اخيراً بثقه دون أن يرف لها جفن :
" بكر صادق يا جدي ، هو فعلا عرض عليّ الزواج و انا وافقت "
انهت جزاء كلماتها بهدوء لتغشى الراحة عين أحدهم و يلتمع الجنون في الأخرى .

نهاية الفصل الثامن


في انتظار ارائكم


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-19, 01:04 AM   #64

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,825
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

جاسم ممكن يصور قتيل 💃💃💃💃💃💃 بس فرحانة فيه

Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-19, 10:18 PM   #65

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنزل الفصل حالا ❤❤

الفصل التاسع :
دخلت الى غرفتها بهدوء ميت غمر روحها التي تهاوت اليوم من أعالي السماء إلى سابع أرض !
غبيه .. غبيه
كيف وصل بها الوضع إلى هذه النقطة ؟!
بعد أن منت نفسها بنجاح اول ضرباتها وجدت نفسها محشورة بين أفضل الضررين !
تبا ً لها كيف لم تكون أكثر حرصاً ؟!
لقد جعلها الحقير بكر تختاره بنفسها و بملء إرادتها دون أن ينبس ببنت شفه !
فقط نظره واحده لعينيه جعلتها تدرك أنها وقعت في فخه وهي تنصب لجاسم الفخ الآخر ....
جاسم الذي بتسرعه و غباؤه قضى على كل ما كانت تخطط له !
كيف ستخرج من هذا المأزق الآن خاصة ً بعد أن اسهبت زوجة أباها في شرح ما رأته بعينيها بل و أضافت له ؟!
جلست على حافة فراشها تحدق في الفراغ أمامها بعد أن انقلب السحر عليها ووقعت في فخ بكر !
ترى اين يخبئ ذلك التسجيل الذي يمسكه عليها ؟!
اذا حصلت عليه او على تلك المشاهد التي احتفظ بها لنفسه ستتمكن وقتها من الإفلات منه و إنهاء تلك المهزلة .
عاد عقلها يعمل في الجهة الأخرى مجدداً و فكرت في أن جاسم سيسعى الان للانتقام منها و سيعرف في اقرب وقت من تكون لكنه لن يجرؤ على التلفظ بحرف مما سيغذي غضبه عليها الذي يعلم الله وحده كيف ستكون نتائجه !
رن هاتفها فأجفلها لتجد نفسها تحدق في اسم بكر تود لو أن تمحوه من على وجه الارض فأغلقت المكالمة ليأتيها بعد قليل رساله منه
( ردي يا جزاء .. ردي لدقيقه واحده فقط .. ردي بدلاً من أن تجديني في غرفتك الان )
هل له وجه يهددها ايضاً ؟!
تباً له و لحقارته !
اتصل بها مجدداً ففتحت الخط دون أن تنطق بحرف و لم يقل شيئا ً هو الآخر لعدة لحظات أوشكت فيهم أن تغلق الهاتف في وجهه لينطق هو اخيراً قائلا ً بصوت خافت :
" لقد فعلتها لأجلك "
كادت أن تسبه لكنها صمتت حين استطرد بنبرة غريبه :
" أنتِ لا تحبين جاسم و لا هو يحبك ، انا أعرفه جيداً .. جاسم يريد نصيبك في الشركة لا اكثر "
تنهدت جزاء و تكلمت من بين أسنانها بغضب لم يخفى عليه :
" وما دخلك انت ؟! .. كنت اتركني أرفضه إذا شئت .. انت بأي حق تتصرف كما لو انك تملك الحق بي تهددني بعينيك أن أنكر كذبتك القذرة مثلك وإلا ستعطي لجدك ما وجدت "
ظل صامتاً قليلاً يصلها صوت أنفاسه العنيفة ليقول بعدها بنفس الخفوت و كأنه لا يصدق ما آل إليه الوضع :
" لم يكن الأمر هكذا .. لقد اخبرتهم زوجة اباكِ بما رأت و أضافت له من خيالها الخصب .. كان يجب أن اتصرف و لم اجد طريقاً آخر "
شتمت جزاء حظها ثم قالت بغيظ تداري به خجلها من الموقف السابق :
" انت السبب .. كيف سمحت لنفسك أن تعانقني ؟! .. من اعطاك الحق في الاقتراب مني من الأساس ؟! "
تغيرت نبرته كطفل مذنب فيما يسألها في المقابل بتبرم :
" و هل هذا وقته ؟! .. هل ستتركين كل ما تمر به من كوارث و تركزين بهذا الأمر ؟! "
اتسعت عينا جزاء و كادت تصرخ حنقاً لترد عليه و قد استسلمت لغضبها اخيراً فخرج صوتها مرتفعاً :
" انت مجنون ؟! .. يا غبي ، يا متخلف .. لولا فعلتك و دخولك إلى غرفتي ما وصلنا الى هذا الوضع "
لا تختفي نبرته المتبرمة بل أضاف اليها البرود المتأصل في كينونته وكأنه عاد طفل في العاشرة توبخه امه و لا يدري بماذا يرد :
" جزاء لا تشتمي لو سمحتِ .. انا لا احب ذلك "
اخرسها بروده كلياً و شعرت و كأنها تمر ببوادر شلل من ردود أفعاله التي لا علاقة لها بالعقلاء لتجد لسانها يردد بلا توقف حتى بعد أن أغلقت الهاتف بوجهه :
" حسبي الله ونعم الوكيل "
حاول الاتصال بها مجدداً لكنها أغلقت الهاتف كلياً هذه المرة لترقد بعدها فوق فراشها تحدق في سقف غرفتها بضياع تام دون أن يسعفها عقلها بأي حل سريع يخرجها مما سقطت فيه .
.............................
و على مسافةٍ غير بعيدة كانت وصال تجلس أمام المرآه تحدق في ملامح وجهها بجمود و كأنها تبحث عن الخطأ الموجود بها و الذي يمنعه من رؤيتها !
مسحت حبات العرق المتجمعة فوق جبهتها و سألت نفسها من جديد إلى متى ؟!
إلى متى ستنتظره و تتحمل عماه عن رؤيتها ؟!
الى متى ستتحمل خناجره التي يغرسها بكل غباء و لا مبالاه في قلبها ؟!
لقد رفعها اليوم إلى أقصى السماء حين اوقفها في الحفل و اعتذر منها عما فعله معها في المكتب لكنها لم ترد عليه و بقيت على موقفها البارد تجاهه ترفض اعتذاره الجاف مثله لتتسع عيناها وقتها حتى كادت تخرج من محجريها عندما اخرج لها من جيبه حلواها المفضلة التي اعتاد شرائها من أجلها في طفولتهم و التي ظنت انها توقف صنعها من زمن إلى أن رأتها بين يديه فطار غضبها فوراً و سألته و هي تهم بمد يدها لتخطفها من بين يديه بسعادة بالغة :
" من اين حصلت عليها ؟! .. انا ابحث عنها منذ سنوات "
لكنه رفع كفيه في اخر لحظه لتقطب هي بطفوليه و تنظر له فيقول هو بمودة قلما تظهر منه فجعلت قلبها يرجف تأثراً :
" هل تصافينا أولاً ؟! "
لوت له شفتيها ليتنهد هو باضطراب و كأنه لا يعرف ماذا عليه أن يقول ليهمس في النهاية بنبرة جافه لكنها بدت لاذنيها اجمل من اجمل اغنيه عاطفيه :
" اسمعِ يا وصال .. انا لم اعتاد الاعتذار من احد لكني بالتأكيد لم اقصد أن أمد يدي عليكِ بسوء ، أنتِ مهما كنتِ مستفزه و ثرثارة كان يجب أن اتحكم في غضبي ولا اقول لك ِ ما قلت .. لهذا خذي حلواكِ و دعينا ننهي هذا الموقف السخيف "
رغم سعادتها بل رقصها الداخلي مما يقول إلا أنها حافظت على تخشب ملامحها و لا كأنها نفس الفتاه التي كادت تطير من السعادة من أجل قطعة حلوى منذ لحظات لتهمس بعد لحظات بعنجهية تبدو مضحكه رغم جدية حديثها :
" لم يكن يصح أن تتهمني هذا الاتهام و تنعتني بـ....... "
قاطعها قائلاً بفظاظته التي تحفظها :
" انا اعلم جيدا ً ماذا قلت ؟! .. و قلت لك ِ انني آسف و لم اقصد "
تصنعت التفكير لعدة لحظات بينما رفع هو حاجبيه بذهول ليمسك بعدها بكفها عنوة مما ارسل الرجفة الى أوصالها ووضع الحلوى في يديها بجلافة فيما يقول بغضب بدا لعينيها ممتعاً للغاية :
" لم يبقى الا اتوسل لكِ أنتِ أيضاً يا شبر و نصف "
وقتها أخفت ضحكتها بمهاره و رسمت دور الغضب لتطيل وقفته معها اكثر فيما تقول :
" لا تقل عليّ شبر و نصف انا لست قصيره "
رفع لها حاجباً مستهجناً فيما يقول بسخريه :
" دعينا ننزع عنكِ هذا الحذاء و بعدها لنرى كيف سيظهر لكِ صوتاً ! "
أدارت عينيها بعيداً عنه بدلال تجيده ثم نظرت اليه مجدداً لتسأله وهي تنظر لكنزها الذي وضعه بين كفيها منذ لحظات بهيام :
" من أين جلبتها ؟! .. لقد بحثت عنها كثيرا ً و لم اجدها أبداً "
رد عليها ببساطه و هو يدير نظره في الارجاء :
" لقد رأيتها عند رجل بسيط وقفت لأشتري منه مناديل فتذكرت مدى حبك لها و جلبتها لكِ "
ابتسمت له عينيها قبل شفتيها لتهمس له بسعادة بالغة :
" شكرا ً يا جاسم .. لقد اسعدتني جدا "
لتستطرد بعد لحظات بغرور مضحك :
" حسناً .. لقد سامحتك ، تستحق العفو "
كتم جاسم ابتسامته التي تهدد بالانفلات فيما يقول :
" نشكر كرم اخلاقك يا وصال هانم "
لتمضي بعدها بقية الأمسية بجواره دون أن تطيل في الحديث معه كثيرا ً حتى لا تظهر بشكل ( الواقعة ) بينما تبادل هو معها بعض الأحاديث بشكل لطيف لم تحظى به معه منذ وقت طويل مما جعلها تحلق في أعالي السماء بسعادة لكنه اوقعها أرضا ً بأفظع الطرق حين عرفت في نهاية المطاف أنه طلب يد جزاء في الصباح و حتى مشاجرته مع بكر كانت تذبحها ذبحا ً لكنها صمدت حتى النهاية لترى بعد ذلك وجهه المكفهر و تشمت به بعدما اختارت جزاء الزواج من بكر و رفضته هو .
وقتها بالكاد أخفت ضحكتها المريرة لتنهض بعد رحيله الغاضب تجرجر ذيل خيبتها ورائها و تعد نفسها مثل كل ليله بأنها ستكون اقوى و افضل في الغد !
كل وجع يمر و كل ألم ينتهي و كل انسان يُجزى بما صبر و هي ستصبر و تنتظر و تعود فتشن هجومها من جديد على قلبه و ستفوز به في النهاية .
لا يهم كم ستصبر إذا كانت نتيجة صبرها تتمثل فيه هو !
في قلبه التي تدرك جيداً مدى طهره ونقاءه رغم تصرفاته في الفترة الأخيرة التي تشي بعكس ذلك لكنها تعلم أن كل ذلك ما هو الا غشاء مغبر و سقط فوق قلبه الذي ستعمل جاهدة ً على تنفيض هذا الغبار عنه ليعود كما كان !
فرغم أنه كان أكبرهم و اضخمهم إلا أنه كان دائما ً احنهم !
كان يحميهم جميعاً في صغرهم و لا يتحمل بكاء أياً منهن و هي كانت تستغل تلك النقطة دائماً و تذهب إليه كل فتره تبكي بعد أن تخترع اي سبب فيحاول هو محايلتها لكنها لا تتنازل ولا تصمت إلا بعد أن يضعها فوق كتفيه و يركض بها في الحديقة لبعض الوقت مما كان يثير غضب علياء لأنها كانت أكبر منها ولا يصح أن يحملها جاسم بهذا الشكل على حسب كلام امها فكانت تستمتع هي معه بتلك اللحظات بمفردها إلى أن كبرت هي الأخرى واصبحت ممنوعه من التأرجح و اللعب بهذه الطريقة مع أبناء عمومتها !
وضعت قطعه من الحلوى بفمها تمضغها بغيظ لتتعكر ملامحها بعد لحظات حينما التقطت طعماً سيئاً بفمها فنهضت و بصقت ما تأكله لتحدق بعدها في تلك الدماء التي تغطي أسنانها فتمضمضت بسرعه ثم غسلت وجهها متأففة من تعرقها الذي لا ينتهي هذه الفترة حتى في عز البرد القارس !
لا تعلم ماذا يحدث معها هذه الفترة ؟!
شهيتها لم تعد مثل قبل مما أفقدها بعض الوزن لكنها سعيدة بهذا الشيء للغاية لأنها في كل مره حاولت تقليل وزنها فشلت فشلاً ذريعاً و ها هي الان تُقدم لها الرشاقة على طبق من ذهب !
عادت ذكرى ما حدث اليوم تعكر صفوها فهتفت بغيظ و هي تنشف وجهها بعنف :
" منك لله يا جاسم ستجلب لي المرض مبكرا ً "
عادت بعد ذلك إلى فراشها تتمنى أن تحظى ببضعة ساعات من الراحة حتى تستطيع الاستيقاظ غداً و الذهاب الى المستشفى بينما عقلها يؤهل نفسه لمخاطرة جديدة لم يحسب نتائجها بعد !
...................................
( بعد عدة أيام )
تحركت بترقب و قلق شديد يداهم قلبها فبعد تلك الليلة السوداء التي خُطبت فيها لبكر أمام عين جاسم و الصمت المطبق حل على الجميع !
فجاسم اختفى تماماً و بكر تتجنبه هي لأقصى درجة حتى تجد حلاً لورطتها معه وهو نفسه اصبح لا يعود إلى المنزل الا لماماً متجنباً هو الآخر أباه الذي صُدم كما الجميع بما حدث بينهما .
اما البقية فكانوا يتناوبون على المستشفى لزيارة حامد الذي سيخرج اليوم على الأغلب بعد أن استقرت حالته تماماً .
توقفت تنظر باستغراب الى رغده التي كانت تقف أمام غرفتها بملامح غريبه تحدق فيها بشيء من... الجنون !
آه .. بالطبع .. كيف نسيت حبها المستحيل للسيد بكر ؟!
و هي في نظرها الان سارقة الرجال التي استولت على فتى أحلامها !
تحركت جزاء بخطوات مدروسة فعلى كلٌ جاسم سيعرف حقيقتها في اي لحظه لذا لتتعامل مع أخته كما ترغب :
" لما تقفين هكذا ؟! .. هل تريدين شيئاً ؟! "
كانت عيناها تنفث النيران فبدت اكثر شبهاً بأخيها لتهمس بعد لحظات بفحيح بدا مضحك للأخرى :
" ألم احذرك سابقاً من الاقتراب من بكر ؟! "
اقتربت منها جزاء متفوقه عليها بطول قامتها ثم اجابتها ببرود مستفز :
" فعلتِ .. لكنك لم تحذريه هو على الأغلب ، فهو من أتى إلى غرفتي و هو من عرض عليّ الزواج "
هتفت رغده بغضب و كأنها ترفض التصديق :
" أنتِ كاذبه .. بكر يحبني انا ، انتِ بالتأكيد فعلتِ شيئاً ما أجبره على الزواج بك "
ضحكت جزاء بسخرية ثم ازاحتها باستخفاف من أمام باب غرفتها فيما تقول بنبرة ثلجيه :
" انا لا املك وقت لهذا الهراء "
في لحظةٍ خاطفه فلتت أعصاب رغده فدفعت جزاء بقوه وهي تصرخ ببكاء :
" اغربِ عن حياتنا .. من اين ظهرتِ لنا ؟! "
اختل توازن جزاء فضربت جبهتها بقوه في حافة الباب الخشبية مما جعلها تطلق صرخة ألم ظهر على إثرها صوت عبد الحميد الذي وصلت إليه اصواتهن العالية و صراخ رغده ليهتف في رغده و هو يتحرك ناحية جزاء التي سقطت ارضاً ممسكه بجبينها :
" أيتها الغبيه .. ماذا فعلت ؟! .. هل جننتِ ؟! "
تركتهم رغده وهرولت باكيه إلى غرفتها تختبئ بها بينما ساعد عبد الحميد جزاء لتقف مجدداً فأصدرت هي صوت اخر متألم بينما دمعت عينها اليسرى بشده و احمرت فساعدها عبد الحميد على الجلوس فيما يقول بتأني :
" اهدأي و ابعدي يدك حتى ارى جبهتك "
همست جزاء بخفوت :
" عيني تؤلمني جدا "
ذهب عبد الحميد و نادى على أحد العاملات لتجلب له ثلج ثم عاد إليها من جديد قائلاً بهدوء دون أن يقترب منها مجدداً :
" لا بأس .. جرح بسيط في جبهتك و عينك سنعتني بها الآن .. توقفي عن العبث بها فقط "
تبرمت جزاء بطفوليه :
" لا استطيع .. تؤلمني للغاية "
تنهد عبد الحميد قائلا ً :
" هل اتصل لكِ بأدم نسأله عما يجب فعله ؟! "
" ادم من ؟! "
قالتها وهي تكاد تضع يدها على عينها مره اخرى ليبعدها هو هذه المرة بحزم فيما يجيبها :
" ادم ابن عمتك "
علقت جزاء و قد بدأ الصداع يهاجم رأسها إثر الضربة :
" لا افهم "
قطب عبد الحميد قليلاً ثم سألها باستغراب :
" ألا تعلمين أن آدم طبيب ؟! "
هزت له رأسها نفياً ثم علقت :
" لا يظهر عليه أنه طبيب "
ضحك بخفه يوافقها في الرأي لتدخل بعدها ام رمزي تحمل قطع الثلج لتضعهم برفق على الجزء الذي بدأ بالتورم لتطلق جزاء انين وجع بسيط ثم تحكمت بعد ذلك في نفسها بينما ظل عبد الحميد واقفاً يراقبها لبعض الوقت إلى أن اكتفى ثم تحرك بعدها مغادراً الغرفة ليوقفه صوتها الذي خرج هذه المرة صادقاً :
" سيد عبد الحميد ... شكرا ً لك "
التفت لها مجدداً فوجدها مازالت على اغماضها و للحظه انتابته الشفقة على يتمها فقال بهدوء :
" لا تناديني بسيد يا ابنة حامد .. انا لست سيد أحد "
صمتت جزاء و لم تقل اي شيء اخر بينما خرجت ام رمزي تجلب لها مسكن لرأسها و دهان للتورم فقال هو قبل رحيله مستغلاً بقاءها معه بمفردها :
" على الأغلب بيننا حديث طويل يا عروس ابني لكن ليس الآن .. فكما ترين الظروف ليست مناسبه حالياً "
اومأت له جزاء دون أن تقوى على النطق بحرف من الوجع أو حتى على فتح عينيها ليتحرك هو اخيراً و يغادر غرفتها متجهاً الى غرفة الغبيه الأخرى التي كادت تتسبب في كارثة أخرى و كأن ما بهم لا يكفيهم !
دخل عليها الغرفة فوجدها تبكي بصوت مرتفع بينما تحتضن ركبتيها ببؤس فاقترب منها محاولاً التحكم في أعصابه :
" هلا تخبريني ماذا الذي كان يدور في عقلك بالضبط لتدفعي ابنة عمك بهذا الشكل ؟! .. لقد اصيبت عينها و جرحت جبهتها "
رفعت له رأسها تهتف دون خجل من أن تبدأ هذا الحديث مع عمها :
" لقد سرقت بكر مني .. انا احبه و أعرفه اكثر منها "
اتسعت عينا عبد الحميد بتعجب فهو كان يتخيل أن تضع وجهها في الأرض و تعتذر و تنهي الأمر بسرعه لا أن تحدثه بكل هذه الجرأة عن مشاعرها ناحية ابنه !
تمالك نفسه ثم قال موبخاً :
" و هل بكر طفل صغير حتى تسرقه ؟! .. أليس لدى بكر عقل يميز به و يختار الافضل له ؟! "
ضربت رغدة بقبضتيها فوق فراشها فيما تردد ببكاء لا ينتهي :
" لكن انا من تحبه "
لم يجد عبد الحميد ما يقوله لهذه المتخلفة المصرة على احراجه بإجراء هذا الحديث معه فهتف بها مما افزعها :
" احترم ِ نفسك يا ابنة فاروق و اخجلِ قليلاً .. ما هذه الوقاحة التي نزلت عليكِ ؟! "
صمتت رغده دون أن تتوقف عن البكاء فأشفق عبد الحميد عليها لأنه يدرك جيداً أن يُتم هذه الفتاه المبكر و فقدها لأبيها و أمها في حادث واحد و ابتعاد أخيها عنها السبب الرئيسي لتخبط مشاعرها التي أصابها الحول في نهاية المطاف و ذهبت إلى بكر فأقترب منها قائلاً ببعض اللين عل وعسى يأتي الأمر بنتيجة ايجابيه هذه المرة :
" اسمعِ يا رغده .. انا اكبر منكِ و افهم عنكِ ، بكر لا ينفعك يا ابنتي .. لن يسعدك "
نظرت له رغده كقطه صغيره تبحث عن الأمان فجلس جوارها لتسأله هي بعدم تصديق :
" لماذا ؟! "
تنهد عبد الحميد لا يعلم من اين عليه أن يبدأ حديثه فقالت هي مجدداً بنبرةٍ مست قلبه لأنه شعر بأنها ما صدقت أن وجدت من تتحدث معه عن مشاعرها :
" في اليوم الذي تعرض فيه ابي و امي للحادث و توفيا سقط جدي بعد أن أصيب بالجلطة فركضتم جميعاً الى المستشفى و نسيتموني هنا ،حتى جاسم الهاه الخبر عني و بقى ينعي فاجعته بمفرده .. وقتها وجدت انا نفسي فجأة بمفردي "
ابتعلت ريقها ثم التفتت تنظر له و استطردت :
" كنت لا أفقه شيئاً عن ماهية الموت .. كيف يعني لن توقظني امي كل صباح مثلما اعتدت ؟! .. كيف لن يدخل ابي من الباب مرةً أخرى ؟! .. لمن سأركض إذاً و من سأعانق ؟! .. كان الأمر كله كالمزحة السيئة بالنسبة لي و كنت دائماً أظل جالسه في مكاني انظر الى الباب و كأنه سيُفتح في اي لحظه و اجدهما أمامي عائدين "
ربت عبد الحميد على كتفها و قلبه رغماً عنه ينغزه و هو يذكر بأنه مر تقريباً بنفس الشيء عندما ماتت زوجته !
الأمر يبدو و كأن مطرقه بحجم الكون كله قد نزلت على رأسك و قصمت ظهرك خاصة ً حين يحدث الأمر فجأة ..
مسحت رغده دموعها ثم قالت بخفوت بعينين لامعتين :
" و في مره كنت اجلس كعادتي انتظرهما جلس بكر بجواري و ظل يربت على ظهري و كأنه كان يعلم ما كنت أشعر به تحديداً في تلك اللحظة ، لم يقل شيئاً و لم يفعل شيء غير تربيته على ظهري .. لم يفعل هذا الأمر معي مره او مرتين بل في كل مره كنت اجلس و انتظرهم كان يجلس جواري صامتاً مربتاً على وجعي حتى تبدلت الأمور بداخلي و بت انظر الى الباب دائما ً انتظر مجيئه هو لكنه تغير مع الوقت و اصبح لا يجلس معي ولا يساندني "
قاطعها عبد الحميد موضحاً :
" بكر احبك كأخته ليس أكثر وحين وجد الأمر يتخذ شكلاً آخر بداخلك قرر الانسحاب لأنه ليس مستعداً على الاطلاق لمبادلتك مشاعرك "
دمعت عيناها مجدداً فقرر عبد الحميد أن يجازف و يخبرها بما يظن بكر أنه لا يعرفه :
" هل أخبرك شيئاً و تحتفظين به لنفسك دون أن يخرج إلى خارج هذه الغرفة ؟! "
اومأت رغدة بطفوليه فقال عبد الحميد مختصراً قدر الإمكان :
" تلك الأوقات التي كان يختفي فيها و يوبخه جدك عليها دائما ً كان يبحث فيها عن جزاء أو عن اي خيط يدله على طريقتها "
اتسعت عيناها و كادت تهتف بتهور لكنه قاطعها مستطرد ً :
" هذا يعني أن الوقت الذي جلس فيه جوارك يشاركك النظر إلى الباب كان ينتظر عودتها هو الآخر "
مسحت رغدة وجهها و اعتدلت تسأله ببراءة :
" هل تقصد أنه كان يحبها من وهي طفله ؟! "
ضحك عبد الحميد بخفه على نظرتها الوردية للأمور ليجيبها بعد ذلك :
" لم اقصد ذلك .. لكنه اعتاد وجودها دائما ً معه و فجأة اختفت من حياته مما اربك طفولته و ربط بينه و بينها اكثر لأن الاشياء الناقصة من حياتنا تظل عالقة بداخلنا و تشكل فجوه لا يسدها اي شيء عداها "
صمتت رغده قليلاً تقلب حديثه برأسها ثم قالت بعد ذلك بترقب :
" هل تقصد انني ..... "
اكمل هو جملتها قائلاً بهدوء :
" ربطتِ طفولتك بعودة والديكِ و حين سلّمتِ بالأمر الواقع و يئست من انتظارك لهما ربطتِ الأمر ببكر و اصبح هو هاجسك الجديد و لو كان أي شخص غيره قدم لكِ هذا الدعم الذي لم نقدمه نحن إليكِ وقتها كنتِ ستتعلقين به بنفس الشكل أيضاً "
" هل تقصد انني لم احبه ؟! "
سألته باستنكار مضحك فأجابها بصبر يُحسد عليه :
" حسناً لنقل انكِ لا تحبينه بالمعنى الحرفي للكلمة .. هو فقط ظهر في فترة حرجه من حياتك كنتِ تعانين فيها من الوحدة و بعدها رفضت ِ أنتِ إخراجه من دائرة تفكيرك حتى لا تعودين لوحدتك مجدداً "
نهض عبد الحميد بعد ذلك تاركاً لها الفرصة حتى تفكر في كلامه و تعقل الأمر ليقول بعد لحظات بصوت مهادن جداً .. حنون و كأنه يخاطب طفله و هو فعلاً لا يراها غير ذلك في تلك اللحظة :
" لا تفتعلِ اي مشكله اخرى تخص هذا الأمر .. أنتِ اغلى بكثير من أن تفرضِ وجودك على أحد ، أنتِ تستحقين أن يحارب الرجل من أجل أن يفوز بكِ ... هل فهمتِ ؟! "
اومأت له بتشوش لكنها نادت عليه قبل أن يخرج من الغرفة ثم نهضت بعد ذلك و عانقته فجأة فيما تقول بطفوليه :
" شكراً لك عماه .. انا احبك جدا ً "
تفاجئ عبد الحميد من تصرفها لكنه تمالك نفسه و ربت على ظهرها قائلاً بلين فاجئه هو شخصيا ً :
" و انا ايضا ً احبك يا صغيره .. كلنا نحبك و حولك و سنحميكِ دائما ً "
ابتسمت له رغدة بعينين دامعتين فآلمه قلبه اكثر على وضعها فربت على خدها بحنان يعلم جيداً انها تحتاجه ثم تركها وخرج تاركاً إياها تعيد النظر في حديثه معها .
......................................
في اليوم التالي كانت جزاء تراقب انشغال معظم اهل البيت حيث كان امين و بكر يحملان عمهما ليضعاه في غرفته بينما كانت وصال تساعد جدها المرهق بعد أن اُستنزفت طاقته البسيطة في الأيام السابقة ما بين حزنه على بيع المزرعة لحل ازمتهم و ما بين قلقه على ابنه خاصة ً و أنه لم يتمكن من زيارته بسبب تعبه هو الآخر !
تحركت جزاء تنوي النزول الى الأسفل لتجد جاسم ظهر لها من تحت الارض و سحبها فجأة و الصقها في الحائط ينظر إليها كمختل فيما يقول من بين أسنانه مما أوضح لها أنه عرف بحقيقتها اخيرا ً :
" مرحباً يا ....... جزاء "
حاولت جزاء أن تتملص من كفه التي كانت تعتصر كفها في تلك اللحظة ليسحبها هو عنوة و يبتعد عن مرمى الرؤية محذراً إياها من النطق بحرف فتحركت معه رغماً عنها ليقفا متواجهين اخيراً دون اقنعه أو تخفي ليبدأ هو حديثه قائلاً بسخريه شيطانيه :
" ندى عبد الحي ! .. جزاء ماتت ! .. قبلت صفقتك ! ... هل كنتِ تظنين انكِ ستستطيعين خداعي الى الأبد ؟! .. الى ماذا كنتِ تخططين أيتها الحقيرة القذرة ؟! "
ابتسمت له جزاء باستفزاز فيما ترد ببرود :
" انا حقيرة و قذرة ؟! .. إذا ً بما نصف سعادتك ؟! .. يا من كنت تخطط لسرقة إرث ابنة عمك و النصب على عائلتك "
طحن جاسم أسنانه فيما يهدر فيها بخفوت يود لو يقتلها و يمثل بجثتها في التو و اللحظة :
" الى ماذا كنتِ تخططين ؟! "
" الى تربيتك "
فجأة طار تماسكه بإجابتها الوقحة فامتدت يده الى عنقها يعتصره بين أصابعه لاصقاً جسدها في الحائط فيما يهدر من بين أسنانه مستغلا ً انشغال الجميع عنهما :
" أيتها الحقيرة .. انتِ تلعبِ بي أنا ! .. قسماً بالله سأحيل نهارك لليل أسود لن يرى النور أبدا ً ، انتِ لا تعرفين بعد من هو جاسم الغانم "
ابتسمت رغم اختناقها و عروق وجهها النافرة لتجيبه بتحدي مستفز يثير جنونه اكثر :
" بل أعلم ، جاسم الغانم ليس إلا مجرد غبي طامع يعتقد أنه اذكى من خلق ربه ..... "
قاطعها بضغطه على عنقها اكثر و الجنون يعتلي حدقتيه لتكمل هي بخفوت بعد لحظات مستمتعة رغم عدم قدرتها على التنفس برؤية وجهه المكفهر :
" لا يعلم المسكين أنه كان أحد ادواتي التي ما أن ينتهي نفعها .. تُلقى في اول سلة قمامه "
زمجر بجنون ليخبط رأسها بالحائط عدة مرات بينما تسعل هي بقوه و قد قاربت قدرتها على التحمل على الانتهاء لتُفاجئ بعد لحظات بقوتين أحدهما تسحبه بعيداً عنها و الأخرى تسحبها هي لكنها لم تستطع المقاومة فسقطت أرضا ً تسعل بشده و تتنفس بعنف لتفتح عينيها بعدها فترى وجه امين القلق يطمئن عليها و يضرب على خدها برفق بينما كان بكر ملهياً يكيل اللكمات الى جاسم و قد بدى في قمة جنونه يسب و يشتم ليتركها امين بعد أن عاجل جاسم بكر بعدة ضربات مستغلاً ضخامته فيتدخل امين مدافعاً عن أخيه ضد الآخر !
نهضت بصعوبة يهاجمها الدوار و تطن اذنها تحاول ابعاد بكر و امين ففي اكثر أحلامها جموحاً لم تتخيل أن يتصعد الموقف لهذه الدرجة لتنال بعدها لكمه غاشمه من أحدهم فصرخت حين كادت تقع من فوق الدرج لولا ذراع بكر الذي حاوطها كالكماشة لاصقاً جسدها بصدره و حين هم بإبعادها مجدداً تمسكت به وهي تسمع أصوات السباب والشتائم الصادرة من أمين و جاسم و قد اتخذ العراك منحنى اخر فيحاول بكر الفكاك منها لتشده هي تلصق نفسها به و قد تجمعت الدموع بعينيها من الألم فيتسمر هو أمامها قليلاً ثم ينتفضا معاً على صوت جاسم الهادر :
" ماذا ؟! .. هل تريد ضمها هي الأخرى لقائمة مكاسبكم ؟! .. ألا تشبع ؟! .. ألا تشبع ؟! "
فيصرخ امين بجنون و قد التقط ما يود الآخر قوله و كأن شياطين الدنيا أمامه :
" ايااااااااااااااااك ... إياك أن تأتي بسيرتها "
جلبت اصوات العراك بقية اهل المنزل ليحاول عبدالحميد الفصل بينهما و حين حاول بكر الاقتراب مجدداً حذره أباه و هو يرى وجهه الدامي فعلم أنه لا ينوي على خير ليستفيقوا جميعاً على صرخات جزعه من الأسفل فالتفتوا ليطالعهم جسد جدهم ممدداً على الأرض بينما اختفى اي أثر للحياة من على صفحة وجهه .

نهاية الفصل التاسع


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-19, 11:31 PM   #66

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اوف الامور وصلت معهم على الآخر ...
لعاد يموت الجد بتنقلب المشكلة على رأس جزاء ..
شكرا على الفصل 💖💖


Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-19, 12:06 AM   #67

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

بدأت لاطلع على الرواية لأرى هل سأتابعها أم لا فلم أستطع تركها حتى أكملت الفصول.

مشوقة وجميلة وأحببت الفكرة من الرواية، فكرة أنه إذا تعرض الإنسان للظلم الشديد فالشيطان سيزين له الإنتقام واكن لا يعلم أن الإنتقام سيؤذيه هو أكثر شئ ويؤدي إلى قتل روحه.
جزاء إنسانة عاشت اليتم ووالدها حي وعاشت الفقر وأهلها أغنياء مع ذلك تربيتها كانت جيدة فأول ما بدأت تحصد ثمار انتقامها بدأت تضعف وتحس بالذنب لأن ضميرها مازال حيا.
منتظرة القادم بشوق 💖 سلمت يداك 💖💖


اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-19, 02:37 AM   #68

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

ياختيييي علي مشكله آمين وجاسم 😒ديه مصيبه فعلا لما يبقوا قرايب وفيه بينهم مشاكل

م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-19, 09:58 PM   #69

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Reem1997 مشاهدة المشاركة
اوف الامور وصلت معهم على الآخر ...
لعاد يموت الجد بتنقلب المشكلة على رأس جزاء ..
شكرا على الفصل 💖💖
شكرا لمتابعتك و ردودك


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-19, 10:01 PM   #70

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اللؤلؤة الوردية مشاهدة المشاركة
بدأت لاطلع على الرواية لأرى هل سأتابعها أم لا فلم أستطع تركها حتى أكملت الفصول.

مشوقة وجميلة وأحببت الفكرة من الرواية، فكرة أنه إذا تعرض الإنسان للظلم الشديد فالشيطان سيزين له الإنتقام واكن لا يعلم أن الإنتقام سيؤذيه هو أكثر شئ ويؤدي إلى قتل روحه.
جزاء إنسانة عاشت اليتم ووالدها حي وعاشت الفقر وأهلها أغنياء مع ذلك تربيتها كانت جيدة فأول ما بدأت تحصد ثمار انتقامها بدأت تضعف وتحس بالذنب لأن ضميرها مازال حيا.
منتظرة القادم بشوق 💖 سلمت يداك 💖💖
ربنا يخليكي يا أجمل لؤلؤه فرحتيني جداااااااااااااااا والله إن الرواية عجبتك


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.