آخر 10 مشاركات
تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حب العمر (108) - قلوب أحلام شرقية - للكاتبة إيمان مغربي{مميزة}**كاملة&الرابط** (الكاتـب : شواطيء مولي - )           »          شظايا الورد - [حصرياً]قلوب شرقية(97) - *مميزة *للكاتبة:سارة عاصم *كاملة &الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أحبك لكن كبريائي أولى(106)-قلوب شرقية-للكاتبة ف.الزهراء عزوز *مميزة&كاملة&الروابط* (الكاتـب : Fatima Zahrae Azouz - )           »          شمع أحمر (7) للكاتبة الجميلة: Futoon *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          مع الذكريات(70)قلوب شرقية-للكاتبة المبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة&روابط (الكاتـب : منى لطفي - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          الثأر أو العشق ـ قلوب شرقية(105) ـ للكاتبة::واثقة الخطى*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : واثقة الخُطى - )           »          [تحميل] وصفها بين العجب والمستحيل أخجلت عذب القصايد والأدب ، لـ rwaya_roz (الكاتـب : Topaz. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-10-15, 04:23 AM   #1

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 العشق الممنوع الكاتبه / بنوتة أسمرة ، مصريه ، مكتمله




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخباركم يا حلوااات
جبت لكم روايه تقننننننن
من روايات الكاتبه الرائعه / بنوتة اسمرة
العشق الممنوع
جرايم قتل وتحقيقات
ان شاء الله تعجبكم يارب


قراءة ممتعه



ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة اسطورة ! ; 17-06-16 الساعة 01:59 AM
اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-15, 04:24 AM   #2

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أن يطعنك أحدهم فى ظهرك فهذا أمر طبيعى ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس اليك فهذه هى الكارثة !!






مقدمــة الروايــة


حبـك وعشقــك كاللعب بالنــار
سأتـــرك خلفى ألف دار ودار
سأهرب بقلبى فى وضح النهــار
حبــك وعشقــك سراب فى سراب
خيانــــة وألــم وذل وعــذاب
إذا عشقك حضر فالفضيلة فى غيــاب
حبـــك وعشقــك غير مشروع
اشتهائي لقربك هو الممنوع
شوقى اليـــكِ من الخنوع
اسمعى فصوتى عالى مسموع
حبــك خطيئة يندى لها الجبين
سأذكر نفسى بذاك كل حين
أنــكِ أفعــى حتمــاً يقيــن
وإن نادى قلبى بحب الأفاعى
وإن ذكر اسمك من بين الأسامى
وإن خفق بحبــك وزاد الحنين
فسأكون حتمــاً من المغرقين
كيف لمستِ قلبــي الحصين ؟!
كيف وأنتِ من الجاحدين
لستِ حلالى فهل تذكرين ؟!
حبــك خيانـــة ومرار السنين
سأقتل بقلبــى أى لهفة وحنين
أيــا عينــي لا تلمحيها
أيــا شفتــى لا تناديها
أيــا قلبــى اترك أراضيها
فتلك وردة لها أشــواك
ستجرحنى بعمــق بلا ادراك
ستودى بى حتمــاً نحو الهلاك
ستندم إن تَبِعتَ يومــاً هواك


تنويــه

معلوماتى عن المسلسل .. مصدرها موقع ويكيبيديا و جوجل و الفيس بوك .. بالإضافة الى بعض من أعرفهن ممن شاهدن المسلسل


رجـــاء

عدم بناء أحكام مسبقة عن محاكاتى لقصة المسلسل قبل التعمق فى أحداث الرواية


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-15, 04:29 AM   #3

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول




دوى صوت طلق النار عالياً حتى كاد أن يصم الآذان .. نهضت فزعة وجلست على فراشها تحاول تنظيم ضربات قلبها التى تسارعت فى جنون .. مدت يدها الى المصباح بجانبها وبحركات عصبية حاولت اضاءته دون جدوى .. حاولت تلمس الطريق الى هاتفها الى أن وجدته .. لعبت فى أزراره بعصبيه وصوت تنفسها المتقطع يتسرب الى أذنيها ليزيدها رعباً .. أضاءت الكشاف الصغير بالهاتف فأنار وجهها ذو البشرة البيضاء وذلك الشعر الأشيب الذى الذى يظهر من مقدمة رأسها .. دوى صوت الطلق النارى مرة أخرى لتنتفض فى فراشها وهى تتمتم :
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. يارب استر يارب ........

أزاحت الغطاء لتنهض .. فحدث ما لم يكن فى الحسبان .. انتهى شحن الهاتف لتُظلم الغرفة مرة أخرى بظلام دامس .. حاولت تلمس طريقها الى الباب بأيدى مرتعشة وقلب ينبض رعباً .. فتحت الباب لترى الظلام بالخارج .. نادت بصوت مضطرب :
- "عدنان" .. "عدنان"
لم تجد رداً على نداءاتها المتكررة .. تلمست طريقها ووضعت كفيها على الجدار لتسير بمحاذاته حتى وصلت الى باب مغلق .. طرقت عليه عدة طرقات بإضطراب .. ثم بعنف أكبر .. ثم أدارت المقبض وفتحت الباب .. كانت الغرفة مظلمة كما هو الحال خارجها .. عبر ضوء القمر المتسلل من الشرفة استطاعت تبين أن الفراش فارغاَ .. وفجـــأة .. سمعت وقع خطوات على السلم المؤدى الى المكان الذى تقف فيه .. شعرت بالهلع .. دخلت الغرفة ووقفت خلف الباب تنظر علها تتبين القادم .. رأت دائرة برتقاليه كبيرة تتحرك على الأرض يميناً ويساراً لتضئ المكان .. قفز قلبها فى حلقها .. أخفت نفسها خلف الباب المفتوح وصدرها يعلو ويهبط بسرعه شديدة .. ماذا لو كان لصاً .! .. لو صرخت مستنجده سيجدها قبل القاطنين فى المنزل .. كادت أن تغلق الباب لكنها خشت أن يصدر صوتاً يُنبئه بمكانها .. نظرت مرة أخرى من الباب المفتوح .. تبــــأً .. هذا اللص فى غرفتها .. ماذا يفعل فى غرفتها ؟ .. عادت مرة أخرى تقف خلف الباب المفتوح وهى تحاول كتم أنفاسها .. وفجـــأة .. رأت الدائرة البرتقالية تلعب فى محيط الغرفة التى تقف فيها .. كتمت أنفاسها بصعوبة .. اللص يقف بمحاذاتها لا يفصل بينه وبينها سوى الباب الذى تختبئ خلفه .. شعرت بالهلع والفزع .. تستطيع أن ترى ظله الملقى على الفراش وهو يحمل الكشاف يسبح به فى فضاء الغرفة .. فجأة وبدون تفكير أمسكت الباب جيداً ثــــــم .. دفعته بقوة كبيرة ليرتطم به اللص صارخاً :
- آآآآآآآآآه
حاولت أن تدفع الباب لتدفع اللص الى الخارج وتغلقه عليها .. لكن عيناها اتسعت دهشة وهى تنظر الى ذلك الجسد المنحنى واضعاً كفه فوق جبينه يتحسس موضع الألم .. وقد أوقع الكشاف منه .. أمسكت الكشاف وسلطته على وجهه لتتسع عيناها أكثر وهى تهتف :
- "لميس" !
وضعت "لميس" ذراعها فوق جبينها تحاول حماية عينها من ذلك الضوء المسلط عليها وهى تئن بألم .. قالت بصوت متألم :
- أيوة أنا يا "انعام" هانم
قالت لها "انعام" معتذرة :
- آسفة جداً يا "لميس" افتكرتك حرامى .. كنت مرعوبة
قالت "لميس" وهى تحاول فرك جبينها بقوة حتى لا تترك الكدمة أثراً ظاهراً :
- لما سمعتك بتنادى على "عدنان" بيه طلعت عشان أطمن عليكي
سألتها "انعام" بلهفة :
- ايه اللى حصل .. ايه صوت ضرب النار اللى تحت ده ؟
قالت "لميس" :
- اتصلت بالسيكيوريتي على البوابة قالولى حرامى كان بيحاول ينط عندنا فى الفيلا .. بس معرفش لأن السور عالى .. هما شافوه وجريوا وراه وضربوا نار فى الهوا عشان يخوفوه
قالت "انعام" بدهشة :
- ايه الجرأة دى
ثم قالت :
- ومسكوه ولا لأ
- مش عارفه .. أنا عرفت منهم كده وجيت عشان أطمن عليكي .. أعتقد هو اللى فصل النور عن البيت .. ممكن يكون لعب فى الكبلات اللى بره الفيلا .. عامة أكيد حد من السيكيوريتي هيجى يطمنا
فجأة أنار ضوء المصابيح المكان كله .. عادت الكهرباء مرة أخرى .. فوضعت "انعام" كفها على صدرها وهى تتنهد قائله :
- الحمد لله
ظهر الارتياح أيضاً على وجه "لميس" التى احتفظت بجمالها رغم سنوات عمرها التى تجاوزت الخامسة والأربعون .. خرجتا من الغرفة وأغلقتها خلفها .. التفتت اليها "انعام" مستفهمة :
- فين "عدنان" ؟ .. افتكرته نايم
قالت "لميس" بأدب :
- "عدنان" بيه لسه مجاش
هتفت "انعام" بدهشة :
- معقوله .. فى الشركة لحد دلوقتى .. هروح أكمله
قالت "لميس" وهى تنزل الدرج :
- وأنا هروح أعرف آخر الأخبار من السيكيوريتي
دخلت "انعام" غرفتها وأخرجت الشاحن وأوصلته بهاتفها .. اتصلت بـ "عدنان" وهى جالسه فوق فراشها تضع ساقاً فوق ساق .. أتاها صوت رجولى أجش يقول :
- ألو .. أيوة يا "انعام"
هتفت بإستنكار :
- انت فين يا "عدنان" ؟
- فى الشركة
- معقوله لحد دلوقتى
- عندى شغل كتير يا "انعام" .. انتى ايه اللى مصحيكي لحد دلوقتى
قالت وهى تتذكر حالة الفزع التى أصابتها منذ قليل :
- اسكت يا "عدنان" .. كان فى حرامى بيحاول ينط على الفيلا عندنا .. وقطع النور عن الفيلا كلها
هتف "عدنان" بحده :
- ايه .. حرامى .. وانتوا كويسين .. حد جراله حاجة
قالت بسرعة :
- لا لا متقلقش .. تقريباً السيكيوريتي مسكوه
- أنا جاى حالا
لم يعطيها فرصة للرد .. بل أنهى المكالمة على الفور

********************

تننتقل الى مكان آخر .. الى تركـيــــــا .. تحديداً العاصمة "اسطنبول" .. وفى أحد الشوارع الراقية .. عبرت سيارة رياضية بسرعة كبيرة .. ثـــم زحفت السيارة بقوة على أرض الأسفلت لتتطلق صريراً مرعباً عالياً قبل أن تتوقف .. كادت الفتاة بجوار السائق أن يرتطم رأسها بالتابلوه أمامها من قوة الرجه .. كانت تلهث بشدة .. التفتت الى الرجل بجوارها وهى ترجع شعرها الأسود الى الخلف وتنظر اليه بنظرة غاضبة تشع من عينيها البنيتين ثم هتفت :
- "باهر" .. قولتلك 100 مرة بخاف من السواقه بسرعة كدة
ضحك الرجل بجوارها ومد يده الى وجنتها مداعباً .. أشاحت بوجهها مبتعده عن يده ودفعت يده تبعدها عن وجهها .. ثم عادت تنظر اليه بغضب .. فقال دون أن يتوقف عن ضحكاته :
- يا بنتى جمدى قلبك بأه هتفضلى فافى كده لحد امتى
ازدادت حدة نظراتها وهى تقول :
- أنا مش فافى .. بس بترعب من السواقه المجنونة بتاعتك دى
اقترب منها مقبلاً وجنتها وهو يقول :
- آسف يا "سمر" معدتش هسوق كدة تانى
تنهدت بحدة قائله :
- كل مرة تقولى كدة وبرده تسوق بالشكل المرعب ده .. أنا كل ما اركب معاك أفضل حطه ايدي على قلبى وأقول يارب متحصل حاجه وحشة
قبلها مرة أخرى قائلاً :
- متخفيش يا حبيبتى .. انتى مش عارفه خطيبك ولا ايه
نظرت اليه قائله :
- لأ عارفه .. عارفه انك بطل من أبطال سباق السيارات .. بس ده فى السبق لكن هنا فى ناس حوالينا وعربيات لو انت محترف سواقه فى غيرك ممكن يكون بيسوق على أده .. ولا قدر الله ممكن تحصل حاجه وحشة
زفر بضيق قائلاً بتبرم :
- أوووف يا "سمر" .. دمك بيبقى تقيل لما بتقلبى وتسمعيني محاضرة من بتوعك
تنهدت فى يأس وابتسمت قائله :
- مفيش فايدة فيك .. مش بتسمع نصيحة من حد
نظر اليها مبتسماً يرفع أحد حاجبيه قائلاً بمكر :
- بس بتحبينى وبتموتى فيا مش كدة ؟
أطلقت ضحكة ناعمه وهى تمرر أصابعها فى خصلات شعرها قائله وهى تنظر اليه بحب :
- أهاا .. بحبك وبموت فيك .. نصيبى بأه أعمل ايه
قبل يدها ونظر اليها بسعادة وقال مبتسماً :
- ده نصيبى أنا .. أحلى نصيب
نزلت "سمر" من السيارة والتفتت تنظر اليه من الشباك وابتسمت قائله :
- باى أشوفك بكرة
أرسل لها قبلة فى الهواء وهو يقول :
- تصبحى على خير يا حبى
- وانت من أهله
التفتت لتتوجه الى البناية خلفها .. وقبل أن تعبر أبوابها .. سمعت صوت صرير السيارة مرة أخرى فإلتقتت لتجد "باهر" منحرفاً بسيارته فى أحد الشوارع بطريقة مرعبة .. هزت رأسهاً بحنق وزفرت بضيق وهى تعبر البوابة الى داخل البناية

*****************

أشرق الصباح بضوئه على تلك الفيلا الكبيرة التى شهدت أحداث محاولة الإقتحام بالأمس .. وفى غرفة الطعام حول المائدة .. جلس على رأس الطاولة رجل خط الشيب رأسه فأختلطت شعيراته الرمادية بجاراتها السوداء فأعطته مع شاربة الأنيق مظهراً وقوراً .. جلس بحلته الأنيقة الكلاسيكية يتصفح جريدة الصباح .. يرتشف من كوب الشاى بجواره دون أن يحيد نظره عن الجريدة .. التفت وابتسم عندما دخلت "انعام" غرفة الطعام وهى تقول :
- صباح الخير يا "عدنان"
- صباح النور يا "انعام"
جلست فى مكانها المعتاد فى مواجهته على رأس الطاولة .. وأمسكت بالنابكن المطوى فوق الطاولة بعناية وفردته لتضعه فوق قدميها .. ثم تبدأ فى تناول طعامها وهى تقول :
- عملت ايه .. مفيش جديد ؟
ترك "عدنان" الجريدة من يده وتجعد جبينه فى ضيق وهو يقول :
- لا للأسف .. معرفوش يمسكوا الراجل
هزت "انعام" رأسها وهى تقول متذكرة أحداث الليلة الماضية :
- ده أنا كنت هموت من الرعب لما سمعت ضرب النار .. واللى زاد وغطى النور اللى اتقطع ده
قال "عدنان" شارداً وهو تناول رشفه من فنجانه :
- بس حرامى جرئ أوى اللى يقرب من الفيلا بتاعتنا .. أى حرامى المفروض انه بيختار مكان سهل يقتحمه .. لكن الفيلا سورها عالى وكمان عليها حراسة .. معقول يكون فى حرامى غبى للدرجة دى
قالت وهى تدس الطعام فى فمها وتلوكه ببطء :
- أنا برده استغربت قولت ايه الجرأة دى
ثم ضحكت بخفوت قائله :
- يا عيني "لميس" اللى راحت فيها .. افتكرتها الحرامى وخبطتها بالباب
لم تكد تنهى جملتها حتى عبرت "لميس" مديرة المنزل غرفة الطعام .. نظر "عدنان" بإشفاق الى تلك الكدمة فوق جبينها وهو يقول :
- ألف سلامة عليكي يا مدام "لميس"
ابتسمت قائله بأدب :
- الله يسلمك يا "عدنان" بيه
قالت "انعام" بأسف وهى تنظر الى كدمتها الظاهرة :
- آسفة مرة تانية يا "لميس"
التفتت اليها "لميس" قائله :
- لا مفيش حاجة يا "انعام" هانم .. وحضرتك كنتى هتعرفى منين انها أنا
نظرت اليها "انعام" بإمتنان أن تقبلت اعتذراها .. قالت "لميس" مشبكة يديها خلف ظهرها وهى تنقل نظرها بينهما :
- بخصوص حفلة الآنسة "نهال" أنا انتهيت من ترتيب كل حاجة .. واتفقت على التورت والجاتوه والأكل اللى هيتقدم ان شاء الله
هز "عدنان" رأسها قائلاً برضى :
- ممتاز
قالت "انعام" وهى تنظر اليهما :
- كلمتها الصبح .. ان شاء الله هترجع من الرحلة بكرة هى والجماعة .. طبعاً أنا مجبتش سيرة عن الحفلة اللى هنعمهالها بمناسبة دخولها الجامعة .. حبيت انها تكون مفاجأة
اتسعت ابتسامة "لميس" وهى تنظر اليها قائله :
- أكيد هتفرح أوى
ثم صفقت يبيدها قائله بحماس :
- أروح أنا أشوف اللى ورايا .. فى تجهيزات كتير لازم أعملها .. عن اذنكوا
عادت "انعام" الى اكمال طعامها ثم نظرت الى "عدنان" قائله :
- "مهند" هيحضر الحفلة بكرة ؟ .. ولا هيطول فى السفر ؟
قال "عدنان" وهو ينهض حاملاً هاتفه :
- لا ان شاء الله هيرجع قبل معاد الحفلة .. يلا سلام أشوفك بعدين
أومأت "انعام" برأسها وأكملت طعامها فى رضا

******************

خرجت "لميس" من الفيلا .. ونظرت الى ذلك الشاب الذى وقف يمسح تلك السيارة الفارهة التى تقف أمام الفيلا .. توجهت اليه مبتسمة وهى تقول :
- صباح الخير يا "بشير"
التفت الشاب اليها وقال بإحترام :
- صباح النور يا مدام "لميس"
قالت بإهتمام :
- عملت ايه فى اللى قولتلك عليه
قال "بشير" بحماس :
- متقلقيش يا مدام "لميس" .. كل حاجة هتبقى مظبوطة ان شاء الله .. والطلبات اللى حضرتك كتبتيهالى جبتها كلها وحطتها عندنا تحت
اتسعت ابتسامتها وهى تقول :
- تمام أوى .. تسلم يا "بشير"
التفتت .. فرأت "عدنان" الذى خرج من الفيلا متوجهاً اليهما .. أسرع بشير فى فتح باب السيارة قائلاً :
- اتفضل يا "عدنان" بيه
ابتسم له "عدنان" و ركب فى السيارة بينما توجه "بشير" الى مقعد السائق وانطلق بالسيارة خارج الفيلا تودعهما نظرات "لميس"

*******************

تقلبت "سمر" فى فراشها وهى تفرك عينيها متمطعة .. كادت أن تعود الى نومها مرة أخرى لولا ذلك الصياح الذى سمعته فى الخارج .. جلست فى فراشها لبرهة وهى تستمع الى تلك الأصوات الصاخبة فى تبرم .. أزاحت الغطاء ونهضت عن فراشها مرتدية ذلك الروب الموضوع على أحد المقاعد .. خرجت من غرفتها وهى تفرك عينيها لتتضح لها الأصوات أكثر .. توجهت الى غرفة المعشية .. كان هناك رجل وامرأة يقفان فى مواجهة بعضهما البعض ويبدو أن نقاشاً حاداً يدور بينهما .. تمتمت "سمر" :
- صباح الخير
لم يجيبها أحد .. فكلاهما منشغل بالشجار مع الآخر .. صاح الرجل :
- اللى أنا أقوله يتنفذ .. الست دى مش عايز تعرفيها تانى
صاحت المرأة :
- ليه بأه .. انتى فاكرنى جاريه عندك ولا ايه .. لا فوق .. من امتى وانت بتقولى اعرفى دى ومتعرفيش دى .. احنا فى تركيا مش فى مصر
- اللى قولته يتنفذ يا "فيروز"
- انت ملكش حق فى انك تدخل فى علاقاتى وصداقاتى يا "حمدى"
- لا ليا الحق .. طالما علاقاتك وصداقات هتأثر على شغلى يبأه لازم أتدخل
تمتمت "سمر" بوهن والتى كانت تنقل نظرها بنيهما :
- فى ايه ؟
لم يجيبها احد تلك المرة أيضاً .. صاحت "فيروز" :
- أنا مش فاهمة اشمعنى الست دى اللى عايزنى أقطع معاها
صاح "حمدى" بغضب هادر :
- عشان ست زبالة وسمعتها زى الزفت .. وعندها شقة مفروشة وفيها قمار وسكر ومسخرة وقلة أدب .. أقول كمان يا "فيروز" .. أظن كفاية كده لانك عارفه كويس أوى بلاوى صحبتك
رفعت "سمر" حاجبيها فى دهشة وهى تنظر الى "فيروز" التى صاحت بحنق :
- دى اشاعات
قال "حمدى" بحده :
- لا مش اشاعات وأنا واثق انك عارفه أخلاق صحبتك كويس وعارفه اللى بتعمله .. وواثق ان هى اللى مضيعه الفلوس اللى بتسحبيها منى كل شوية والتانى لما خلاص قربت أبقى على الحديدة
زفرت "فيروز" بحدة :
- بطل بأه .. بطل كل شوية تفكرنى اننا خلاص هنفتقر
- اسمعى يا "فيروز" أنا داخل فى صفقة مهمة ومش مستعد أخسرها عشان مراتى مصاحبه واحدة سمعتها قذرة زى دى
- يا سلام وايه علاقة صحبتى بصفقاتك ان شاء الله
- العلاقة ان سمعتى مش عايزها تتأثر بأى حاجة .. شكلى هيبقى ايه لما شركائى فى الصفقة يعرفوا ان مراتى مصاحبه واحده زى دى وداخله خارجه معاها
- حياتى الخاصة ملكش دعوة بيها يا "حمدى"
- هى كلمة واحدة ومش هكررها تانى يا "فيروز" .. اقطعى علاقتك بيها فوراً
غادرت "فيروز" المكان فى تبرم بينما جلس"حمدى" متهالكاً فوق الأريكة شارداً حزيناً بائساً .. اقتربت منه "سمر" وربتت على كتفه قائله :
- بابا انت كويس
أومأ برأسه دون أن ينظر اليها .. ثم نهض وغادر البيت وأغلق الباب خلفه بقوة .. أسندت "سمر" ظهرها الى الأريكة وهى تتنهد فى حسرة .. لم تكن تلك الشجارات جديدة .. ولا حتى مضمونها غريباً .. ففى الغالب تحدث تلك الشجارات عدة مرات شهرية ويكون سببها الأول والأخير هو .. المــال .. لا تذكر أنها رأتهما يتشاجرات حول أى شئ آخر .. فكل منهما همه مصالحه الخاصة ..

**********************

وقفت "سمر" أما المرآة متأنقة تتمم على ملابسها التى أبرزت مفاتنها بذاك البنطلون الذى حدد تفاصيل ساقيها مرتدية فوقه بلوزة ضيقه تغطى بصعوبة نصفها العلوى ! .. نظرت الى لمسات المكياج التى زينت بها وجهها وعادت ضبط أحمر الشفاه على شفتيها .. ثم حملت زجاجة العطر وأخذت تعطر نفسها برشات خفيفه .. قبل أن تحمل حقيبتها وتتوجه الى الباب .. أوقفتها "فيروز" قائله بلامبالاة وهى تحمل كوباً من العصير :
- خارجه ؟
قالت "سمر" وهى تعبث فى هاتفها دون أن تنظر اليها :
- أيوة .. "باهر" مستنيني تحت
قالت "فيروز" بتبرم :
- مش ناويين تتجوزوا بأه .. خليكي ناصحة اتجوزيه قبل ما يهرب منك أو تيجي واحدة تانية ترسم عليه الرجاله ملهمش أمان
نظرت اليها "سمر" بحده ثم خرجت وهى تغلق الباب خلفها بعنف .. وقفت للحظة أمام الباب وهى تتمتم :
- مستفزة
توجهت الى المصعد ومنه الى أسف البناية لتجد "باهر" جالساً فى سيارته المكشوفة .. نظر اليها وأخذ يتأمل تفاصيل جسدها مبتسماً .. ركبت بجواره وقبلت وجنته قائله :
- معلش اتأخرت عليك
عدل من جلسته خلف المقود وهو ينطلق بالسيارة قائلاً :
- بس ايه الحلاوة دى .. موزه موزه يعني
أطلقت ضحكة رنانه تنم عن استمتاعها بكلماته ثم قالت :
- دى أقل حاجة عندى
توقفت سيارته أمام أحد المقاهى .. هبطا معاً محيطاً كتفيها بذراعه .. فظهرت السلسلة الذهبية المتدلية من عنقه من قميصة النصف مفتوح .. أشار لهما أحد الشباب فتوجها الى تلك الطاولة التى ضمت شباب وفتيات يتضاحكون ويتمازحون معاً بالألسن .. وبالأيدى !
كانت سهرة ككل السهرات التى حضرتها "سمر" برفقة "باهر" .. وبدونه .. كانت تلك أكثر اللحظات التى تشعر فيها بالسعادة .. فأصدقائها حولها لا يشغل بال أى منهم متاعب الحياة .. فجميعهم من تلك الطبقة التى تنام ملء جفونها لا يشغل بالها التفكير فى رزق الغد ! .. بعض تلك الوجوه مصرية وبعضها تركية .. لكن العامل المشترك بينهم .. هو تلك الأحاديث التافهة التى تدور بينهم .. وتلك الجرأة التى يتعاملون بها مع بعضهم البعض شباب وفتيات .. نظر أحد الشباب الى "باهر" يغيظه قائلاً :
- خلاص يا ابنى انت وقعت فى الشبكة خلاص .. معدتش طير حر زى الأول .. راحت عليك
قال "باهر" وهو ينظر اليها بلامبالاة :
- راحت على مين يا ابنى .. اتكلم على أدك
اقترب الشاب من "سمر" بجرأة واضعاً ذراعه حول كتفيها وهو يقول بمرح :
- طيب قولى انتى يا "سمر" .. "باهر" حر ولا متكتف بحبك ياقمر ؟
أزاحت "سمر" ذراعه ووقفت تواجهه وهى تنظر اليه بحده قائله :
- انت عارف كويس انى مبحبش الطريقة دى
نظر اليها الشاب بإستخفاف وهو يتناول رشفة من الكأس فى يده وهو يقول :
- طريقة ايه .. هو أنا عملت حاجة
ازدادت حدة "سمر" وهى تقول بوضوح :
- مبحبش حد يحط ايده عليا
صاح أحد الشباب ضاحكاً :
- الا "باهر"
تعالت الأصوات بالضحك .. فتوجهت "سمر" متبرمة الى الخارج مبتعدة عن الموسيقى الصاخبة شيئاً فشيئاً .. مالت احدى الفتيات على الأخرى قائله :
- مالها قافشه النهاردة كده
هزت الفتاة كتفيها بلامبالاة وقالت بحنق :
- سيبك منها .. أصلاً مش عارفه "باهر" معجب بيها على ايه .. دى حتى ميتقالش عليها حلوة .. هى بس شوية الشعر اللى هيا فرحانه بيهم .. وأنا واثقه حتى انه مش طبيعي أكيد بتعمل فير قبل ما تنزل كل يوم
قالت الأخرى ضاحكة :
- انتى بتغيرى ولا ايه
هتفت بإستنكار :
- هغير ايه انتى كمان هى دى واحدة يتغار منها
ثم قالت بثقة شديدة :
- واحد زى "باهر" بوسامته ومستواه وشخصيته المجنونه دى .. أكيد بعد فترة هيمل منها وهيرميها .. وبكرة تشوفى

لحق بها "باهر" وجذبها من ذراعها قائلاً :
- "سمر" .. ايه فى ايه
زفرت "سمر" بضيق وقالت :
- معرفش اتخنقت .. انت عارف انى مبحبش حد يرخم عليا كده
قال "باهر" وهو يزم شفتيه :
- هو كان بيهزر معاكى مكنش قصده حاجه
قالت "سمر" بحنق :
- اضايقت وخلاص
ثم نظرت اليه بأسف قائله :
- معلش يا حبيبى أنا هروح .. بجد مزاجى وحش النهاردة
اقترب منها قائلاً :
- ماشى يا حبى زى ما تحبى .. بس لازم تتعوض بكرة
لمعت عيناها بمرح واتسعت ابتسامتها وهى تقول بدلال :
- كل سنة وانت طيب يا حبيبى
لمعت عيناه بخبث وهو يرفع حاجبيه قائلاً :
- لا مينفعش كده .. بكرة ان شاء الله هعمل حفله صغيره عندى فى البيت .. أنا وانتى وبس .. وتبقى تقوليهالى ساعتها
قالت بمرح :
- اتفقنا
توجها الى السيارة ففتح لها الباب وأحنى قامته وأشار بيده بطريقة مسرحية .. فضحكت وركبت .. وانطلق بها الى بيتها
قبل أن تنام توجهت الى خزينتها وتممت على الهدية التى اشترتها لـ"باهر" .. ارتسمت ابتسامه على شفتيها وهى تتخيل فرحته بهديتها .. أعادتها الى خزينتها وتوجهت الى فراشها وقد داعب النوم جفونها

*********************

فى ظهيرة اليوم التالى .. بينما كانت "انعام" جالسة فى شرفة غرفتها .. سمعت زمور سيارة يطلق بقوة .. قامت ونظرت الى الأسفل فارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيها وهى ترى السياراتان اللاتان عبرتا بوابة الفيلا .. نزلت الى الأسفل .. توجهت احدى الخادمات لفتح الباب .. اندفعت من الخارج فتاة جميلة شقراء ممشوقة القوام .. ارتمت فى أحضان "انعام" وهى تهتف :
- وحشتيني يا عمتو .. وحشتيني أوى
عانقتها "انعام" بقوة وهى تقول :
- حبيبتى "نهال" .. وحشتيني جدا جدا جدا
رفعت الفتاة رأسها لتنظر اليها مبتسمة .. فى تلك اللحظة دلف من الخارج رجلين وامرأة استقبلتهم "انعام" قائله :
- أهلا أهلا .. حمدالله على سلامتكوا
قبلها أحد الرجلين قائلاً :
- ازيك يا عمتو وحشتيني
ابتسم له قائله :
- وانت كمان يا "علاء" .. وحشتيني أوى
تقدمت الفتاة وعانقتها قائله :
- وحشتيني أوى يا طنط .. الرحلة كانت عايزاكى
ضحكت "انعام" وهى تعانقها قائله :
- حبيبتى "بيسان" انتى كمان وحشتيني أوى
ثم نظرت الى الرجل خلفها وقالت :
- ازيك يا "نهاد"
اقترب منها مبتسماً وقبلها قائلاً :
- ازيك يا عمتو .. وحشتيني أوى
- تسلم يا حبيبى
ثم نظرت اليهم قائله :
- اتفضوا على الصالون
دخل الجميع الى حجرة الصالون الواسعة والتى تقع فى الدور الأول من الفيلا .. قالت "نهال" بمرح وهى تجلس على يد المقعد الذى تجلس عليه "انعام" :
- متتصوريش يا عمتو فرحنا ازاى .. بجد الرحلة كانت رهيبة
قالت "بيسان" بمرح وهى تضع يدها على بطنها المتكور :
- كنت خايفة أوى أولد هناك .. كانت هتبقى مصيبة بجد
جلس "نهاد" على طرف المقعد بجوارها وأحاطها بذراعه قائلاً :
- متقلقيش يا حبيبتى لسه على ولادتك شهر بحاله
هتفت قائله بإستنكار وعيونه تتسع خوفاً :
- يا "نهاد" مسمعتش عن ستات بتولد فى السابع وفى التامن .. أنا بجد مرعوبة
قام "علاء" وقد بدا عليه الضجر .. فقالت له "انعام" :
- على فين يا "علاء" ؟
قال وهو يحك رأسه :
- شوية كدة يا عمتو
هتفت "نهال" بغيظ :
- آه شوية كدة يا عمتو .. وحشتك السرمحه مع صحابك مش كده
اقترب منها وجذبها من شعرها بمزاح وقال :
- عيب لما تتكملى مع أخوكى الكبير كدة
هتفت "نهال" تستنجد بعمتها :
- يا عمتو خلى البنى آدم ده يسيب شعرى
نظرت اليه "انعام" بحزم وقالت :
- عيب يا "علاء" هو انت صغير .. سيب أختك ميصحش كده
ترك شعر "نهال" وهو ينظر اليها مغتاظاً .. ثم خرج من الغرفة .. تابعه "نهاد" بنظره ثم قال بحنق :
- الواد ده مش هيعقل أبداً
قالت "انعام" مبتسمه :
- معلش يا "نهاد" .. أخوك لسه صغير ..بكرة يكبر ويعقل
هتف "نهاد" بإستنكاء :
- صغير ايه يا عمتو .. اللى أده فتحين بيوت دلوقتى
قالت "بيسان" وهى تنهض بصعوبة بمساعدة "نهاد" :
- معلش يا جماعة أنا هطلع أرتاح شوية قبل معاد الـ ..........
قطعت حديثها ووضعت يدها على فمها بعدما نظرت اليها "انعام" بإستنكار .. فهتفت "نهال" وهى تصفق كالأطفال :
- فى حفلة مش كدة .. عاملينلى حفلة بمناسبة دخولى الجامعة .. صح صح .. قولوا صح
نظرت "بيسان" الى "انعام" بخجل وهى تقول :
- والله آسفة يا طنط .. معرفش الكلام خرج منى ازاى .. باين الحمل خلانى غبية أوى
نظر اليها "نهاد" قائلاً :
- ولا يهمك يا حبيبتى .. حصل خير
ابتسمت انعام" وهى تقول :
- ولا يهمك يا "بيسان" .. أصلاً كان لازم تعرف من دلوقتى عشان تلحق تحضر نفسها للحفلة
قفزت "نهال" بمرح وعانقت عمتها وهى تقول :
- يا حبيبتى يا عمتو
ضحكت "انعام" وهى تقول :
- كنت واثقة انك هتفرحى كدة .. يلا اطلعى استعدى للحفلة
- ماشى
خرجت "نهال" متوجهة الى غرفتها عندما استوقفتها "لميس" وهى تقول بسعادة :
- حبيبتى "نهال" وحشتيني أوى .. اتبسطتى فى الرحلة ؟
قالت بمرح :
- جداً جداً يا مدام "لميس" .. انتى عارفه ان فى حفلة النهاردة عشانى ؟
ضحكت "لميس" ثم قالت :
- إلا عارفه .. طبعاً عارفه .. ده أنا اللى مرتبالك الحفلة بنفسى
قالت "نهال" بسعادة وحماس :
- طيب تعالى ساعديني بأه عشان أستعد للحفلة كويس .. أكيد هيكون فيها كل العيلة
أمسكت "لميس" بكفها الممدود ثم صعدتا معاً الى غرفة "نهال"

*******************

نظر "باهر" فى المرآة يتمم على تصفيفة شعره التى استغرقت ما يقرب من نصف ساعة لضبطها .. ثم ألقى نظرة على الطاولة فى الشرفة .. نظر بعين الرضا الى المفرش الأحمر والى الكاسين الفارغين والثلج الموضوع به زجاجة الخمر .. والى الشموع و العشاء الشهى .. نظر الى ساعته لبرهه ثم .. سمع جرس الباب .. فعلت شفتيه اتسامه خبيثه وتوجه مسرعاً الى غرفة النوم يلقى نظرة على الشموع التى أعدها وعلى المفرش النارى الموضوع فوق الفراش .. ثــم توجه الى الباب وفتحه وهو ينظر اليها متأملاً اياها فى فستانها الأنيق الذى كشف عن ساقيها ذراعيها .. ثم قال مبتسماً وعيناه تلمع بخبث :
- سمــر !


وقفت فى الشرفة وكأنها تنتظر أحداً .. دخلت "لميس" الغرفة وهتفت بإستنكار :
- "نهال" بتعملى ايه عندك .. يلا الضيوف كلهم تحت
أطلقت نظرة قلقة على ساعتها ثم على الطريق وهى تقول :
- ثوانى بس يا مدام "لميس" .. ثوانى ونازله .. قوليلهم ثوانى
قالت "لميس" بحزم وهى تخرج :
- طيب متتأخريش عشان ميصحش كدة
عادت تتطلع الى الطريق خارج الفيلا .. ثم ما لبثت أن اتسعت ابتسامتها ولمعت عيناها بسعادة وهى تنظر بلهفة الى تلك السيارة السوداء الفارهة التى عبرت بوابة الفيلا .. وهتف قلبها وهو يقفز فرحاً :
- مهنــد !


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-15, 04:37 AM   #4

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني


وقفت فى الشرفة وكأنها تنتظر أحداً .. دخلت "لميس" الغرفة وهتفت بإستنكار :
- "نهال" بتعملى ايه عندك .. يلا الضيوف كلهم تحت
أطلقت نظرة قلقة على ساعتها ثم على الطريق وهى تقول :
- ثوانى بس يا مدام "لميس" .. ثوانى ونازله .. قوليلهم ثوانى
قالت "لميس" بحزم وهى تخرج :
- طيب متتأخريش عشان ميصحش كدة
عادت تتطلع الى الطريق خارج الفيلا .. ثم ما لبثت أن اتسعت ابتسامتها ولمعت عيناها بسعادة وهى تنظر بلهفة الى تلك السيارة السوداء الفارهة التى عبرت بوابة الفيلا .. وهتف قلبها وهو يقفز فرحاً :
- مهنــد ! ........

توقفت السيارة أمام الفيلا .. انحنت "نهال" لترى الفتاة التى ترجلت من السيارة .. ثم تسير السيارة بضع خطوات بعيدة عن الفتاة لكى تصطف السيارة بعيدة عدة أمتار عن باب الفيلا حتى لا تعيق مرور سيارات الضيوف التى ستدخل وتخرج من الفيلا .. رأت "بشير" وهو يسرع بإتجاه السيارة ويفتح الباب .. اتسعت ابتسامتها وهى تنظر الى ذاك الرجل الذى ترجل من السيارة بحلته الكلاسيكية و شعره المصفف بعناية .. كان يوليه ظهرها ويضع ذراعه على كتف "بشير" الذى رأته يبتسم بسعادة وهو يتحدث اليه .. ربت الرجل على كتف "بشير" مرتين قبل أن يلتفت فى اتجاه الفيلا .. تأملته بوجهه الذى لوحته الشمس فأكسبته سمره محببه زادت من اسمرار بشرته .. وتلك الملامح التى وإن خلت من الوسامة الظاهرة إلا أنها تشع قوة ورجولة .. اقترب من الفتاة التى نزلت من السيارة ووقفت تنتظره .. أحاط كتفيها بذراعه وتوجها معاً الى داخل الفيلا .
التفتت "نهال" تلقى نظرة سريعة فى المرآة لتتأكد من أنها تخرج فى أبهى زينه .. هبطت الدرج بسرعة .. رأت احدى الخادمات تفتح الباب ليدخل منه ذالك الرجل مع تلك الفتاة .. اتسعت ابتسامتها وتوجهت اليهما لتستقبلهما .. ابتسمت الفتاة فى وجه "نهال" وقالت :
- "نهال" .. ازيك .. وحشتيني أوى
عانقتها "نهال" قائله :
- انتى كمان يا "فريدة" وحشتيني أوى
التفتت "نهال" تنظر الى الرجل قائله :
- حمدالله على السلامة با "مهند"
تأملته عن قرب بتلك العينين الثاقبتين وهو يقول بصوت رخيم :
- الله يسلمك يا "نهال"
ترك الفتاتان معاً وتوجه الى الداخل مما سبب الحسرة فى قلب "نهال" .. ابتسم "عدنان" بمجرد أن رآى "مهند" مقبلاً عليه وتعانقا .. قال "عدنان" :
- حمدالله على السلامة يا "مهند"
ابتسم "مهند" قائلاً :
- الله يسلمك يا عمى
توجه "مهند" ليسلم على عمته الجالسه تتحدث الى احدى النساء فهتفت قائله :
- "مهند" حبيبى .. حمدالله عى السلامة .. فين "فريدة"
قبلها قائلاً :
- بره مع "نهال"
توجه الى رجلين يقفان معاً .. ابتسم "نهاد" وسلم عليه قائلاً :
- حمدالله على السلامة يا "مهند"
- الله يسلمك يا "نهاد"
ثم التفت لينظر الى "علاء" الذى نظر اليه ببرود وهو يحتسى العصير فى يده قائلاً :
- ايه أخبار السفرية
قال "مهند" بإقتضاب :
- الحمد لله
احتد "علاء" قليلاً :
- أيوة الحمد لله ايه يعني .. اتفقت معاهم على ايه .. والأسعار مشتها زى ما احنا عايزين ولا فى اتفاقات جديده
قال "مهند" بصرامة وهو ينظر اليه بثبات :
- المعلومات دى هتعرفها فى الإجتماع يا "علاء" .. بس لما تتعرض على عمى الأول .. هو صاحب الشغل يعني لازم يكون أول واحد عارف بتفاصيل الصفقة اللى هتم بينا وبينهم
أشاح "علاء" وجه بغيظ ورفع كوب العصير الى فمه ينهيه فى رشفة واحدة كبيرة .. استأذن "مهند" ليسلم على بعض الأشخاص فى الحفل .. التفت "علاء" يرمقه بنظرات حقود ثم قال لأخيه "نهاد" :
- شايف بيتعامل معانا ازاى .. الشحات ده
قال "نهاد" محذراً :
- شششششش وطى صوتك احنا فى حفلة .. لو حد سمعك مش هتبقى ظريفة
قال "علاء" محتداً بغضب :
- هو فاكر نفسه ايه بالظبط .. هو ناسى ان أنا وانت شغالين فى الشركة دى زينا زيه .. بيتعامل كده ليه معانا أكنه مشغلنا عنده .. الشركة دى بتاعة عمى "عدنان" وكلنا بنشتغل فيها زى بعض محدش أحسن من حد عشان يتعامل معايا كدة
قال "نهاد" بحنق :
- يا ابنى انت غاوى مشاكل وخلاص .. "مهند" مقالش حاجة .. قال ان لازم عمى "عدنان" يعرف التفاصيل الأول وبعدين هنعرف كلنا فى الإجتماع
وضع "علاء" الكأس الفارغ بقوة فوق أحد الطاولات قبل أن يغادر قائلاً :
- بكرة يبقى "مهند" الكل فى الكل ونتركن أنا وانت على الرف يا "نهاد" .. بكرة تقول "علاء" أخويا قال
توجه "علاء" الى احدى الفتيات يتحدث معها .. بينما نظر "نهاد" فى اتجاه "مهند" بريبه .. وقلق .. وخوف من المجهول !

****************
نظر "باهر" فى المرآة يتمم على تصفيفة شعره التى استغرقت ما يقرب من نصف ساعة لضبطها .. ثم ألقى نظرة على الطاولة فى الشرفة .. نظر بعين الرضا الى المفرش الأحمر والى الكاسين الفارغين والثلج الموضوع به زجاجة الخمر .. والى الشموع و العشاء الشهى .. نظر الى ساعته لبرهه ثم .. سمع جرس الباب .. فعلت شفتيه اتسامه خبيثه وتوجه مسرعاً الى غرفة النوم يلقى نظرة على الشموع التى أعدها وعلى المفرش النارى الموضوع فوق الفراش .. ثــم توجه الى الباب وفتحه وهو ينظر اليها متأملاً اياها فى فستانها الأنيق الذى كشف عن ساقيها ذراعيها .. ثم قال مبتسماً وعيناه تلمع بخبث :
- سمــر !
ابتسمت وهى تدخل البيت .. أغلق الباب خلفه .. فقالت بنعومة :
- كل سنة وانت طيب يا "باهر"
أمسك يدها مقبلاً اياها وهو يقول :
- وانتى طيبة يا حبيبتى
أعطته تلك العلبة التى كانت تحملها فى يدها .. فتحها مبتسماً ليجده نموذج مصغر لأحد سيارات السباق .. لمعت عيناه بشغف وهو يتفحصه ويقول :
- رااائع يا "سمر" بجد رائع .. والأروع ان معدنيش زيها فى المجموعة بتتعتى .. جبيتيها منين دى
نظرت اليه بسعادة تتأمل فرحته بهديتها وقالت بحماس :
- وصيت عليها حد من معارف بابا .. بجد عجبتك يا "باهر"
ابتسم وهو مازال ينظر الى النموذج يقلبه بين كفيه بإعجاب :
- طبعاً عجبتنى
توجه بها الى الشرفة .. وأخرج زجاجة الخمر يفتحها ويصب منها فى الكأسين ويعطى أحدهما الى "سمر" وهو يبتسم قائلاً :
- أحلى عيد ميلاد مر عليا .. عشان ده أول عيد ميلاد يمر عليا وانتى معايا
ابتسمت فى سعادة لكلماته التى أطربتها .. ثم ما لبثت أن نظرت بقلق الى محتويات الكأس .. رفع "باهر" كأسه الى فمه ينهيه .. فنظرت اليه بأسف قائله :
- معلش يا "باهر" انت عارف انى مليش فى الشرب
وضعت كأسها فوق الطاولة .. فقال "باهر" بضيق :
- بس النهاردة عيد ميلادى .. يعني يوم مميز
قالت برجاء :
- عشان خاطرى متزعلش مش بحب أزعلك .. بس فعلاً مش بطيق البتاع ده
قال متظاهراً بعدم الغضب :
- خلاص يا روحى ولا يهمك
جلسا معاً وشرعا فى تناول عشائهما .. قالت "سمر" بسعادة وهى تتأمل ما أعده باهر لها على الطاولة من زهور وشموع :
- انت اللى عملت كل ده
نظر اليها بهيام قائلاً :
- طبعاً يا روحى .. حبيت يكون العشا مع حبيبتى وخطيبتى رومانسى على الآخر
تناولت عشائها فى استمتاع وهى سعيدة بتلك المعاملة وذاك الإهتمام .. بعد العشاء وقفت تستند على سور الشرفة بينما أحضر "باهر" كوبين من العصير تناولته منه مبتسمة .. ثم التفتت تنظر الى ظلمة السماء شارده .. وقف "باهر" بجوارها قائلاً :
- مالك يا "سمر" شكلك مش فى المود النهاردة
تنهدت بحسرة .. وصمتت .. ثم ما لبثت أن قالت بحزن :
- عارف يا "باهر" .. أنا نفسى أرجع مصر أوى
قال وهو يبتسم بسخرية :
- ليه بأه .. حد يسيب تركيا ويرجع مصر
تنهدت مرة أخرى وقالت شاردة :
- وحشنى ناسها أوى .. شكلهم .. ملامحهم .. طيبة قلبهم .. أخلاقهم .. طباعهم .. وحشنى أماكن كتير كنت بروحها مع ماما الله يرحمها .. نفسى أروح الأماكن دى تانى
قال "باهر" بلامبالاة وهو يحرك كوبه فى يده :
- ما فى هنا مصريين كتير نعرفهم
قالت "سمر" وفى عينيها نظرة حزن :
- لا المصريين اللى بنشوفهم هنا مش زى اللى كنت بشوفهم فى مصر وأنا صغيرة .. كانوا حاجة تانية .. تحس انك بتحبهم من غير ما تعرفهم .. تحس انك عارف وشوشهم وحافظها .. ممكن تقابل واحد لأول مرة فى حياتك بس تحس انك تعرفه من زمان
ثم سرحت بخيالاتها الى عدة سنين للوراء وقالت بنبرة حالمة :
- زمان وأنا صغيرة .. أفتكر فى يوم كنت راجعه من المدرسة .. وكالعادة ماما كانت واقفة فى المطبخ بتعمل الأكل .. فجأة سمعت صوت صويت .. كان فى حريقة فى العمارة بسبب ماس .. والستات عماله تصوت .. الشارع كله اتلم والرجالة طلعت وسط النار وطفوا الحريقة ونزلونا كلنا تحت .. ماما فضلت شيلانى وحضانى .. كنت مرعوبة أوى .. بصيت على وشوش الناس وهما بيطبطبوا عليا عشان أبطل عياط .. السكان خافوا يرجعوا العمارة تانى قبل ما ييجى حد يكشف على سبب الماس عشان متحصلش حريقة تانى .. جيرانا فى الشارع فتحولنا بيوتهم نعد نستنى فيها بدل وقفتنا فى الشارع .. سعتها حسيت ان الناس دى كلها عيلة كبيرة أوى .. ومتقسمة على بيوت جمب بعض .. بيحبوا بعض وبيخافوا على بعض .. حتى لو فيهم ناس وحشة .. وناس مؤذية .. هفضل الأغلبية طيبة وكويسة
بدا على "باهر" الضجر وهو يستمع الى حديثها .. لم ترى تعبيرات وجهه لأنها كانت شاردة تنظر أمامها .. ران الصمت بينهما الى أن قطعته وقالت :
- عارف يا "باهر" أنا ايه اللى خلانى أحبك ؟
نظر "باهر" اليها .. فالتفتت تنظر اليه وابتسامه صغيره على ثغرها وقالت :
- من يوم ما ماما اتوفت وبابا اتجوز "فيروز" وجينا عيشنا هنا .. وأنا بحس انى مختلفة شوية عن الناس هنا .. عارفه ان العلاقات ممكن تكون فى بلد زى اللى احنا فيه حاجة عادية .. حتى المصريين لما بينزلوا هنا بيفتكروا ان خلاص عشان سبت مصر وعشت هنا يبأه هتصرف زى ناس كتير هنا وهسمح بعلاقات زى دى
صمتت قليلاً ثم قالت وهى تتطلع ايه بحب :
- اللى عحبنى فيك انك مكنتش زيهم .. من أول مرة شوفتنى فيها جيت وقفت بجرأة قدامى وقولتلى عايز أتجوزك .. ساعتها فرحت أوى .. حسيت انك مختلف عن كل الناس هنا وبتدور على حاجه غير اللى الناس بتدور عليها
مط "باهر" شفتيه وحك رأسه فأكملت "سمر" :
- عارف لو كنت عملت زيهم وحاولت انك تدخلنى معاك فى علاقة كده أنا كنت كرهتك أوى وكنت سيبتك فوراً
بدا عليه الحنق لكنها لم تنتبه لذلك وأكملت شاردة وهى تنظر أمامها الى السماء الحالكة :
- عارف يا "باهر" رغم انى عشت هنا سنين طويلة .. وبقيت بقلدهم فى حاجات كتير .. بس فى حاجة جوايا بتخليني أفتكر "سمر" الصغيرة اللى كانت عايشة مع مامتها وباباها فى مصر .. حاجه بتخليني ساعات بحس نفسى ضايعه .. ساعات بحس انى مش لاقيه نفسى .. نفسى ضايعه جوايا من عارفه أوصلها .. وفى نفس الوقت مش عارفه اتجاهلها واشيلها من جوايا .. عارف لما تحس انك بردان وحران فى نفس الوقت ؟ .. أنا حسه بكدة حسه انى بردانه وحرانه فى نفس الوقت .. لا أنا عارفه أتغطى ولا عارفه أشيل الغطا
ظهرت تعبيرات وجه "باهر" واضحة جلية بمدى ضجره من ذلك الحديث وتلك الطريقة التى آلت اليها السهرة والتى لم تكن مثلما خطط ! .. نظرت اليه "سمر" متأملة ثم قالت معتذرة :
- صدعتك مش كده .. انا آسفة يا "باهر" .. النهاردة عيد ميلادك وطول الوقت قضيناه فى الكلام عنى
رست بصعوبة بسمة على شفتيه وهو يقول :
- لا أبداً يا روحى أنا بحب أسمعك وانتى بتتكلمى
نظرت "سمر" الى ساعتها ثم قالت :
- أووف الوقت اتأخر .. لازم أمشى
هتف "باهر" بإستنكار :
- هو احنا لحقنا نعد مع بعض يا "سمر"
قالت معتذره وهى تحمل حقيبتها :
- معلش يا حبيبى .. انت عارف ان من يوم ما انت ركبت عربيتي وعملت بيها الحادثة وأنا بابا مجبليش غيرها .. وأنا بخاف اركب تاكسيات فى وقت متأخر أوى .. انت عارف الحوادث اللى بنقراها كل يوم فى الجرايد
قال "باهر" بإستسلام :
- خلاص يا حبى ولا يهمك
قبلته مودعة وقالت مبتسمة :
- كل سنة وانت طيب يا حبيب قلبى .. ان شاء الله كل أعياد ميلادك الجايه نقضيها مع بعض
- اهااا
خرجت "سمر" وهى تلوح له قبل أن تركب المصعد .. أغلق "باهر" الباب ووقف خلفه للحظات وهو يزفر بضيق قائلاً :
- ده ايه البلوه اللى بليت نفسى بيها دى !

خرج آخر ضيف فى الحفلة فأغلقت الخادمة الباب خلفه .. كانت العائلة مازالت مجتمعه فى الغرفة التى أقاموا بها الحفل الصغير .. قبلت "نهال" وجنتى "عدنان" وقالت :
- تسلم يا عمو فرحت أوى بالحفلة دى ربنا ما يحرمنى منك
ابتسم "عدنان "وهو ينظر اليهم جميعاً فى حنان ويقول :
- تعرفوا يا ولاد بفرح أوى لما بشوفكوا متجمعين حوليا
ثم تحولت نظرته الى الحزن وقال :
- من يوم ما فقدت زوجتى وابنى وأنا كنت حاسس انى وحيد أوى فى الدنيا دى .. لحد ما جمعتكوا حوليا .. يومها حسيت ان ابنى لسه عايش .. وبشوفه فى كل واحد فيكوا .. وبحبكوا أكنكوا ولادى من صلبى مش بس ولاد أخواتى
اقترب منه "مهند" مربتاً على كتفه قائلاً :
- واحنا كمان يا عمى بنعتبرك كأب لينا
ثم التفت ينظر الى "فريدة" قائلاً :
- بالذات أنا و "فريدة" بنعتبرك بجد أب لينا
صدقت "فريدة" على كلام "مهند" قائله وهى تنظر الى "عدنان" فى تأثر :
- فعلاً يا عمى .. من يوم ما بابا وماما اتوفوا محدش حن علينا أنا وأخويا "مهند" زيك كده .. ومن يوم ما جبتنا نعيش معاك هنا وأنا بحس اننا فعلاً ولادك .. يمكن "نهال" و "نهاد" و "علاء" بيحبوك وبيعتبروك مثل أعلى ليهم .. بس هما ربنا يبارك فى والدهم ووالدتهم لسه عايشين وما داقوش مرارة اليتم زيي أنا و "مهند" .. عشان كدة أنا حسه أد ايه اننا فى نعمة اننا نبأه تحت وصايتك ورعايتك
ألقى عليها "علاء" نظرة ساخرة بينما قال "نهاد" :
- فعلاً يا عمى كلنا بنعتبرك أب ومثل أعلى لينا
اتسعت ابتسامة "انعام" وهى تنظر اليهم جميعاً وقد غلبتها عبراتها فترقرت فى عينيها وهى تقول :
- الكلام ده كله لعمو "عدنان" .. طيب مفيش حاجة لعمتو "انعام"
أقبلت عليها "نهال" فى مرة مقبله اياها قائله :
- ازاى بأه يا عمتو .. ده احنا كلنا كده من غيرك ولا حاجة خالص
ابتسمت وهى تربت على رأسها قائله :
- ربنا يبارك فيكوا يا "نهال"
أشارت "بيسان" لـ "نهاد" فأسرع يمسك يدها ليعينها على النهوض .. قالت والنوم يداعب جفونها :
- معلش يا جماعة بس أنا تعبت النهاردة ومحتاجه أرتاح
قالت "انعام" على الفور :
- طبعاً يا حبيبتى اتفضلى اطلعى ارتاحى
قالت "بيسان" وهى تلتقط حقيبتها :
- معلش يا طنط أنا حبه أروح أنا و "نهاد" بيتنا
قال "عدنان" فى استنكار :
- ليه يا "بيسان" الوقت اتأخر وانتى عارفه ان فى الفيلا أوض كتير فاضية .. باتوا هنا وبعدين ابقوا روحوا الصبح
اعتذرت قائله :
- معلش يا عمو بس فعلاً أنا حبه أروح البيت
قال "نهاد" على الفور :
- خلاص يا عمى مفيش مشكلة نروح البيت وان شاء الله نجيلكوا بكرة
قالت عمته محذره :
- لا بلاش تخرجها بكرة يا "نهاد" خليها مرتاحه خاصه انكوا لسه راجعين من السفر النهاردة .. يلا خد مراتك وروحها
ثم نظرت الى "بيسان" مقبلة اياها وهى تقول :
- هبأه أتصل بيكي الصبح أطمن عليكي يا حبيبتى
- شكراً يا طنط
رحل "نهاد" مع زوجته مودعاً الجميع .. توجه الى سيارتهما فقال لـ "بيسان" وهو يعاونها على ركوب السيارة :
- مكنا استنينا هنا يا حبيبتى وروحنا بكرة
قالت "بيسان" بضيق :
- لأ عايزه أروح .. انت عارف انى مبرتحش وآخد راحتى الا فى بيتنا
ابتسم "نهاد" ونظر اليها من شباك السيارة بعدما أغلق الباب وقال :
- ولا يهمك يا حبيبتى .. متضيقيش نفسك
نظرت اليه معتذره وهى تقول :
- معلش يا "نهاد" استحملنى .. أنا الحمل مخليني حساسه أوى ودمعتى قريبه
أومأ برأسه وأظهر لها تفهماً أسعدها ورسم بسمة على ثغرها

قالت "نعام" موجهة حديثها لـ "علاء" و "نهال" :
- اوعوا تقولولى انتوا كمان انكوا عايزين تروحوا .. بابا وماما مسافرين مش معقول هتعدوا فى البيت لوحدكوا .. خليكوا معانا هنا
قالت "نهال" على الفور وهى ترمق "مهند" الواقف مع "عدنان" مندمجاً فى الحديث معه :
- طبعاً يا عمتو هنستنى هنا .. زى ما حضرتك قولتى بابا و ماما مسافرين فخلينا هنا أحسن
نهصت "انعام" بإعياء وقالت :
- أنا سهرت النهاردة أوى يلا يا ولاد تصبحوا على خير
نهضت "فريدة" وقالت وهى تسير بجوارها :
- أنا كمان هطلع أنام .. تصبحوا على خير

جلست "نهال" فى مكانها تتظاهر باللعب فى الموبايل بينما كانت ترمق "مهند" بنظراتها من حين لآخر .. بعد لحظات استأذنهم "عدنان" للصعود الى غرفته .. أغلق "مهند" باب الشرفة ثم نظر الى "علاء" و "نهال" قائلاً :
- تصبحوا على خير
توجه الى بداية الدرج للصعود الى غرفته فأوقفه "علاء" ممسكاً ذراعه فى يده .. التفت "مهند" ينظر الى ذراع "علاء" الممسكة به .. ثم نظر اليه ليجد نظرة تحدى فى عينه وهو يقول متهكماً :
- اوعى تكون فاكر بالكلمتين الحلوين اللى قولتهم انت وأختك من شويه هتعرف تضحك على دماغ عمك وتطلعنا من المولد بلا حمص .. انسى يا "مهند"
ازدادت حدة نظرات "مهند" الثاقبة المسلطة على عيني "علاء" .. وبدون أن تتباعد أعينهما أزاح "مهند" يد "علاء" بحزم قبل أن يلتفت ليصعد الى غرفته دون أن يتحدث ببنت شفه .. شعر "علاء" بالغيظ وهو يتابعه بنظراته .. أتت "نهال" من خلفه قائله بضيق :
- ليه قولتله الكلام ده يا "علاء" .. ليه تضايقه كده
نظر اليها "علاء" بحده قائلاً :
- وانتى مالك انتى .. يلا اطلعى نامى
ثم توجه الى الباب الخارجى فهتفت "نهال" بإستنكار :
- انت مش هتنام
التفت اليها قبل أن يخرج ليقول بسخرية :
- ليه هو أنا زيكوا .. فى حد ينام دلوقتى .. دى السهرة لسه بتبتدى
أغلق الباب خلفه .. فصعدت "نهال" الى الغرفة التى خصصها عمها لها بالذات كلما أرادت المبيت فى الفيلا

دخل "مهند" الى غرفته التى تتميز ببساطه أثاثها .. خلع الجاكت وفتح نافذة الشرفه ووقف بها قليلاً مستنداً الى السور بقبضتى يده .. ألقى نظرة فى الأسفل على "علاء" الذى ركب سيارته وانطلق بها خارج أسوار الفيلا .. ضاقت عيناه وهو يتابعه بنظرات غاضبه .. ثم التفت الى القمر الذى زين السماء بطلته وحلته الفضية .. بدا شارداً .. مهموماً .. كما لو كان يحمل عبئاً ثقيلاً فوق عاتقيه .. أفاق من شروده على دقات صغيره على بابه .. دخل غرفته وفتح الباب ليفاجئ بـ "نهال" .. التى وقفت تنظر اليه مبتسمه .. عقد جبينه وهو ينظر اليها ..فقالت وهى تقدم له ما بيديها :
- أنا جبت هدية لكل واحد فى العيلة .. ودى هديتك يا "مهند"
نظر "مهند" الى الهدية بمزيج من الضيق والتردد .. ثم أخذها من يدها وقال دون أن ينظر اليها :
- متشكر يا "نهال"
اتسعت باتسامتها كما لو كان أسمعها قصيدة غزل .. خط خطوة الى الخلف وهم بغلق الباب قائلاً :
- بعد اذنك يا "نهال" .. الوقت متأخر ميصحش نقف نتكلم مع بعض كده
اختفت ابتسامتها وبلعت ريقها بصعوبه بينما احتمرت وجنتاها وهى تقول :
- آه طبعاً .. أنا بس كنت عايزه أديلك الهدية .. تصبح على خير
أومأ برأسه دون أن ينظر اليها .. أغلق الباب .. نظر للحظه الى العلبة التى يحملها بيده .. ثم وضعها بلامبالاة على احدى الطاولات .. وعاد الى مكانه فى الشرفة .. يسبح بخياله مرة أخرى بين القمر والنجوم !


بينما كانت "سمر" نائمة تسبح فى أحلامها سمعت صرخات مدوية تملأ المكان .. هبت جالسه على فراشها فى هلع .. وأرهفت أذنيها لتجد أن مصدر هذا الصوت .. هو غرفة والدها و "فيروز" !


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-15, 04:39 AM   #5

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث

نهضت "سمر" من فراشها مسرعة متوجهة الى غرفة والدها .. لتجد أن "فيروز" هى مصدر ذلك الصراخ .. كان والدها .. نائماً على ظهره على الأرض لا يتحرك وفيروز واقفه على بعد خطوات منه تصرخ ولا تجرؤ على الإقتراب .. اندفعت "سمر" وجثت على ركبتيها بجوار والدها وهى تحركه هاتفه :
- بابا .. بابا
نظرت الى "فيروز" بلوعة وقالت :
- "فيروز" ايه اللى حصله
قالت "فيروز" وهى تبعد ناظريها عنه :
- معرفش .. معرفش .. كان بيتكلم معايا وفجأة وقع ...........

نهضت "سمر" مسرعة الى الهاتف واتصلت بالإسعاف .. جلست جواره تبكى وتحاول أن تحركه وتناديه دون أى استجابه منه .. أتت سيارة الإسعاف وحملته الى المشفى وتبعته مع "فيروز" بسيارتها .. انهمرت العبرات من عيني "سمر" وهى تخشى فقد والدها .. فهو كل من بقى لها فى هذه الدنيا .. رغم البعد والجفاء بينهما .. إلا أنه يبقى والدها .. وحاميها .. ودرع الأمان لها .. أخذت تدعو الله أن يعود سالماً من أجلها .. لأنها تحتاج لوجوده فى حياتها .. توقفت سيارة الإسعاف أمام المستشفى ومن خلفها سيارة "فيروز" جرت "سمر" فى اتجاه والدها المحمول على النقاله .. أسرعوا بإدخاله الى احدى الغرف ومنعوا دخولها .. وقفت فى الخارج دموعها فى عينيها .. وهى تشعر بإنقباض فى صدرها .. أخرجت هاتفها من جيبها واتصلت بـ "باهر" قائله بصوت باكى :
- "باهر" .. أنا فى المستشفى
هتف "باهر" بدهشة :
- مستشفى .. ليه ايه اللى حصل
أجهشت فى البكاء وقالت :
- بابا تعب فجأة وقع على الأرض .. أنا خايفة عليه أوى يا "باهر" .. خايفة أوى
وضع كفها على فمها عندما قالت لها "فيروز" بعصبية :
- بطلى بأه .. عياطك موترنى
قالت برجاء :
- "باهر" ممكن تيجي .. أنا محتجالك جمبى
- أه أه طبعاً .. قوليلى فى مستشفى ايه وأنا أجيلك
أملته عنوان المستشفى وجلست على أحد المقاعد .. أسندت ظهرها وأخذت تنظر الى السقف وهى تتخيل أسوأ التخيلات .. ثم تمتمت :
- يارب .. يارب ميحصلوش حاجه

************
جلس "علاء" مع مجموعة من أصدقائه على كورنيش النيل يتسامرون معاً حتى آذان الفجر .. بدا على "علاء" الشرود .. فاقترب منه أحد أصدقائه قائلاً :
- ايه يا ابنى مالك .. مش عاجبنى .. متخانق مع عمك ولا ايه
قال "علاء" بسخرية :
- لا طبعاً .. انت عبيط يا ابنى .. أنا على أد ما أقدر بحاول أحسن علاقتى بيه
- أمال شكلك مخنوق ليه
أخذ "علاء" يشرب لفافة المتبغ الملفوفه والتى يحملها بيده .. ثم زفر بضيق قائلاً بغضب :
- الزفت اللى اسمه "مهند" .. من ساعه ما عمى جابه يعيش معاه هو والمحروسه أخته .. وهو بأه الكل فى الكل .. هو اللى يسافر .. هو اللى يتكلم مع العملا الكبار .. هو اللى يتفق على الصفقات .. كأن بقدرة قادر بقيت أنا و "نهاد" و بابا ملناش أى لازمه
مط صديقه شفتيه قائلاً:
- انت خايف عمك يكتبله حاجه من غيركوا
صاح "علاء" بغضب :
- ده لو حصل ده هرتكب جنايه .. احنا كلنا ولاء عم ولازم نبقى متساويين لما التركه تتوزع
ضحك صديقه قائلاً :
- بتوزع التركه والراجل لسه عايش
قال "علاء" بغيظ :
- متبت فى الدنيا بإيديه وسنانه .. امتى الواحد يورث ويعيش حياته بأه
اختفى المزاح من وجه صديقه وقال له بجديه :
- بس يا "علاء" أنا شايف ان عمك مش حارمك من حاجة ولا انت ولا حد من واخواتك
هتف "علاء" وهو يضرب الأرض بحذائه :
- يا ابنى انت فاكره راجل عبيط .. ده مصحصح أوى .. وكل حاجه عنده بحساب .. ممسكنى الشؤن الماليه بس ايه عنيه مفتحه أوى مفيش حاجه بتخفى عليه .. وبعدين هو بيتفضل عيلنا يعني بحاجه من جيبه ما كله تمن لشغلنا فى شركته ليل ونهار .. ده حتى العربية اللى جابها لكل واحد فينا بيخصم من مرتبنا كل شهر جزء من تمنها .. عمى ده لو عينوه وزير الماليه .. مصر هتقضى ديونها وهيفيض كمان .. راجل مش سهل القرش بيطلع بحساب .. عارف هو رايح فين وجاى منين
هتف صديقه بإستنكار :
- طبعاً يا ابنى مش فلوسه وشركته لازم يدير كل حاجه .. أمال يسيبكوا تنهبوه
هتف "علاء" غاضباً :
- ايه تنهبوه دى متحسن ملافظك .. وبعدين خليك فى حالك لانك متعرفش حاجه .. ده حساب قديم أوى أوى بين عمى وبين كل اخواته .. عمتى "انعام" عرف يضحك عليها ويطويها تحت جناحه .. لكن بقيت اخواته محدش بيطيقه .. حتى اللى ماتوا مكنوش بيطيقوه
استند بذراعيه على السور ونظر الى النيل وقال بعزم واصرار :
- بس لو "مهند" فكر يعمل معايا زى ما عمل عمى "عدنان" مع اخواته .. يبأه ميلومش الا نفسه

****************
تنامى الى مسامعه آذان الفجر فأخذ يردد خلف المؤذن فى خفوت .. وعيناه التى تختلط سوادها بسواد الليل شارده سابحه فى مكان آخر .. تنهد وكأنه يعلن لعقله وصوله الى نهاية المطاف .. دخل "مهند" الى غرفته ومنها الى الحمام القريب .. توضأ وخرج يجفف وجهه فإصطدم بـ "فريدة" التى قالت بعينين ناعستين :
- كنت خايفه مصحاش عشان نمت متأخر
قال "مهند" وهى يغلق أزرار أساور قميصه :
- لو مكنتيش صحيتى كنت هخبط عليكي
ثم نظر حوله قائلاً :
- كالعادة محدش فى البيت صحى مش كده
هتفت قائله :
- يا ابنى حاولت مع عمتو و "نهال" لحد ما روحى طلعت .. وفى الآخر يئست وبقتش بحاول أصحيهم .. هما حرين بأه
دخلت الحمام فتوجه "مهند" الى غرفته وأخذ مفاتيحه .. ثم نزل الدرج ومنه الى خارج الفيلا .. أثناء خروجه من البوابه قابل "بشير" فإبتسم له هذا الأخير وقال :
- وحشتنى يا بشمهندس الأيام اللى فاتت
أحاط "مهند" كتفيه بذراعه وسارا معاً الى المسجد الذى يبعد عدة أمتار عن الفيلا .. دخلاً فى الصف الأول والذى لم يكن مكتملاً ! .. وبعد الإنتهاء من الصلاة تحدثا معاً فى طريق العودة .. سأله "مهند" قائلاً :
- أخبار دراستك ايه يا "بشير" ؟
قال "بشير" بحماس :
- الحمد لله ماشى كويس أوى يا باشمهندس .. هانت السنة دى آخر سنة ان شاء الله
ابتسم له "مهند" مشجعاً وهو يقول :
- خلص انت بس السنة دى وخد شهادتك وان شاء الله نشوفلك شغلانه تانيه فى شركة عمى
اتسعت ابتسامة "بشير" وهو ينظر اليه قائلاً بحماس :
- ان شاء الله يا باشمهندس .. ان شاء الله
عادا معاً الى الفيلا .. توجه "بشير" الى الدور السفلى من الفيلا والذى يحوى غرف الخدم والعاملين بالفيلا .. صعد "مهند" الى غرفته وتمدد على فراشه ليسرق تلك الساعات التى تفصله عن موعد عمله

*************
دخل "باهر" المستشفى بعدما تأخر عدة ساعات فى احدى حفلاته متعللاً بأعذرا واهية أرسلها فى رسالة الى "سمر" .. يبرر فيها أسباب تأخره .. نظر حوله بتبرم فأكثر مكان يكرهه هو تلك المستشفيات برائحة المرضى والمرض !
نظر الى "سمر" والتى كانت متكومة باكية على أحد المقاعد .. رفعت رأسها فرأته مقبلاً عليها .. نهضت مسرعة وجرت نحوه وألقت نفسها بين ذراعيه وهى تهتف باكيه :
- بابا مات يا "باهر" .. بابا خلاص مات
ربت "باهر" على رأسها قائلاً :
- معلش يا "سمر" .. معلش
ثم التفت الى "فيروز" التى جلست فوق أحد المقاعد تفرك جبينها بقوة لتخفف ألم الصداع الذى أصابها قائلاً :
- معلش يا طنط
نظرت اليه ببرود وأومأت برأسها .. رفعت "سمر" وجهها المبلل بالعبرات وهى تقول بصوت متقطع متألم :
- "باهر" معدليش غيرك اوعى تسيبنى .. معدليش حد غيرك .. خليك معايا
ألقت "فيروز" نظره ساخره على كليهما قبل أن تتناول دواء الصداع الذى أحضرته لها الممرضه .. قال "باهر" برقه :
- حبيبتى متقلقيش .. أكيد هفضل معاكى .. متقلقيش
وضعت رأسها فوق صدره وبكت بحرقه وهى تقول :
- ليه يا رب كده .. ليه يارب كده .. ليه تحرمنى منه
بدل على "باهر" الضيق من وجوده فى المشفى .. فقال لـ "سمر" :
- طيب تعالى نغير جو بره وجودك هنا هيتعبك أكتر
صاحت "فيروز" بحده :
- هتروحوا فين وتسيبونى لوحدى .. استنوا لما نشوف هنستلم الجثة امتى وندفنها امتى أنا معرفش الاجراءات بتتم ازاى .. مش هعرف اتصرف لوحدى
انفجرت "سمر" فى البكاء مرة أخرى .. فلقد تحول والدها الآن .. الى مجرد جثة !

فى صباح اليوم التالى التف الجميع على مائدة الفطور .. جلس "مهند" على يمين "عدنان" وفى مواجهته "نهال" و بجوارها "فريدة" .. قالت "انعام" مازحة :
- طبعاً الأستاذ "علاء" مستحيل يصحى دلوقتى
التفتت اليها "نهال" قائله :
- طبعاً يا عمتو ده راجع وش الصبح .. سمعته وهو داخل أوضته
قال "عدنان" وهو يهز رأسه بإستنكار :
- مش عارف الولد ده هيعقل امتى .. هو عارف كويس ان عندنا اجتماع مهم النهاردة .. وبرده راجع متأخر ونايم متأخر
قالت "نهال" ملطفة لمزاج عمها :
- معلش يا عمو بكره يعقل
حانت من "نهال" التفاته الى "مهند" الذى يتناول طعامه فى صمت .. رسمت ابتسامة على شفتيها وهى تقول بلهفة :
- "مهند" ممكن توصلنى لواحده صحبتى .. "بشير" مش فاضى سألت عليه تحت قالولى راح يجيب طلبات
توقف "مهند" عن تناول طعامه وبدا عليه الضيق لكنه قال :
- ماشى مفيش مشكلة
اتسعت ابتسامة "نهال" وهى تنهض قائله بحماس :
- طيب هروح أجهز نفسى عشان معطلكش
هتفت "انعام" بإستنكار :
- كملى أكلك يا "نهال"
قالت وهى تنصرف :
- شبعت يا عمتو
توجه "مهند" الى سيارته وأخرجها من الجراش ليوقفها أمام باب الفيلا .. خرجت "نهال" والسعادة على محياها .. ركبت بجواره وانطلق بالسبارة بعدما أملته العنوان الذى تود الذهاب اليه .. حانت منها التفاته اليه لتجده ناظراً مامه لا ينظر تجاهها .. سألته بتوتر :
- عجبتك هديتي ؟
توقعت أن يجيب على الفور .. لكنها أخطأت .. لم يجيب .. فتوترت أكثر .. وقالت :
- "مهند" .. بقولك عجبتك هديتي ؟
كان قد وصل الى العنوان المطلوب .. فأوقف السيارة .. ثم التفت اليها قائلاً بهدوء :
- مفتحتهاش يا "نهال"
ظهر على ملامحها الضيق .. فأكمل بحزم :
- بصى يا "نهال" .. انتى بنت عمى وبخاف عليكي زى "فريدة" أختى بالظبط .. انتى لسه صغيره .. والحياة أدامك .. وانتى دلوقتى داخله على مرحله جديدة فى حياتك .. ركزى فيها أوى
أنهى حديث والتفت ينظر أمامه .. قالت "نهال" بإضطراب :
- انت ليه بتقولى الكلام ده
قال بصرامة دون أن ينظر اليها :
- بقولهولك وخلاص .. بنصحك زى ما بنصح "فريدة" .. لانى بعتبرك أختى زيها بالظبط
لمعت العبرات فى عينها .. فتحت الباب ونزلت من السيارة .. انطلق "مهند" دون أن ينظر وراءه .. تابعته بعيناها الدامعتان .. وقد فهمت رسالته جيداً !

*****************
تمددت "بيسان" بظهرها على الفراش وهى تعقد جبينها فى ألم .. دخل "نهاد" الغرفة وأعطاها كوباً يحمله وقال :
- اشربى ده يا حبيبتى
نظرت اليه بشك وقالت :
- ايه ده يا "نهاد"
قال بثقه وهو يعطيها اياه :
- متقلقيش دى خلطة ماما قالتلى أشربهالك
قالت "بيسان" وهى ترشف من يده :
- هما كل اللى بيحملوا بيتعذبوا كده
ابتسم "نهاد" ومسح على شعرها وقال :
- معلش يا حبيبتى .. كلها شهر ان شاء الله ويشرف ولى العهد و ترتاحى
ابتسمت "بيسان" وهى تسحر بخيالها قائله :
- تفتكر هيطلع شبهى ولا شبهك
ضحك "نهاد" وقال :
- لا أنا عايزة يطلع قمر زى أمه
قالت "بيسان" بمرح :
- لسه لحد دلوقتى متفقناش على اسمه .. البيه هيشرف بعد شهر ولسه محتارين فى اسمه
قال "نهاد" وهو يتمدد بجوارها :
- بصراحة من كل الاسماء اللى اخترتيها .. عجبنى اسم "فريد"
ثم ضحك قائلاً :
- عشان يبقى فى عيلتنا "فريد" و "فريدة"
ردتت "بيسان" الاسم وكأنها تتذوقه :
- "فريد" .. "فريد" .. أنا كمان عاجبنى الإسم
ثم اختفت ابتسامتها وقالت بتبرم وهى تنظر اليه بنظرة ذات مغذى :
- على الله بس حماتى العزيزة متعترضش على الإسم
قال "نهاد" بثقه :
- حتى لو اعترضت ده ابننا احنا .. واحنا نسميه زى ما احنا عايزين
ابتسمت فى وجهه ونظرت اليه بحب قائله :
- عارف لو كل الرجالة زيك كان زمان كل الستات عاشت مبسوطة
بادلها نظرة بنظرة وقال :
- ولو كل الستات زيك كان زمان كل الرجالة عايشة مبسوطة

*************
تمددت "نهال" على الفراش تلعب بدمية صديقتها التى دخلت عليها حاملة أكواب النسكافيه طيب الرائحة .. قدمت اليها كوبها وقالت :
- اتفضلى يا مدموازيل "نهال"
اعتدلت "نهال" فى جلستها وبدا عليها الوجوم .. نظرت اليها صديقها وهى تقول :
- خلاص كبرى يا "نهال" .. هو كده واضح انه بيقفل الباب فى وشك
قالت "نهال" بحزن :
- بس أنا بحبه يا "مها" .. بحبه أوى
قالت "مها" بتبرم :
- والله يا "نهال" انتى غريبة وذوقك غريب .. مش عارفه ايه عجبك فى "مهند" ده .. ده عقد يا بنتى .. تبصيله تحسى ان الدنيا اسودت فى وشك فجأة .. ده غير انه مش حلو خالص .. وشكله كبير .. وانتى حلوة وصغيره والشباب بتجرى وراكى
قالت "نهال" شارده :
- بس يا "مها" .. تحسى انه راجل .. هو آه جد شويه .. وناشف شويه .. بس برده تحسى انه حنين .. وكمان طيب .. متتصوريش بيتعامل مع "فريدة" ازاى .. اكنهم اتنين صحاب مش اخوات .. عمر ما "نهاد" و "علاء" عاملونى كده
أخذت "مها" رشفة من كوبها فعقد جبينها بسرعة وهى تتلمس لسانها الذى احترق من سخونة المشروب .. ثم قالت :
- بصى يا "نهال" من الآخر كده .. ان كيدهن عظيم .. وده عايش معاكى فى بيت واحد .. يعني لو عايزه توقعيه هتوقعيه
نظرت اليه "نهال" بإستنكار وقالت :
- انتى شكلك اتهبلتى فى عقك ايه اللى بتقوليه ده
ثم نهضت الى الحاسوب الموضوع فوق مكتبها وقالت :
- الواحد يعد شويه على النت أحسن ما يسمع كلامك المريض ده
التفتت "مها" ونظرت اليها هاتفه :
- أنا كلامى مريض .. بكره تطلبى نصايحي وتترجينى أقولك تتصرفى ازاى
قاطعتها "نهال" قائله :
- ششششششش .. أنا غلطانه أصلاً انى اتكلمت معاكى

******************
أنهى "مهند" عمله بالشركة وتوجه الى سيارته ليخرجها من الجراج الملحق بالشركة عندما استوقفه صوت "علاء" وهو يقول :
- نهيت الإجتماع بدرى ليه يا "مهند" ؟
التفت "مهند" ليقف فى مواجهة "علاء" الذى صاح بغضب :
- عشان محضروش مش كده ؟
سدد اليه "مهند" نظرات ثاقبه ثم قال ببرود :
- الإجتماع خلص .. عشان الإجتماع خلص
التفت ليفتح باب سيارته .. لكن "علاء" الذى بدا وكأنه لا يستطيع التحكم فى غضبه جذبه من ذراعه ليوقفه .. التفت اليه "مهند" ينظر اليه بحده فقال "علاء" بحقد :
- مش هنولك اللى فى بالك .. أنا عارف كويس انت بترسم وبتخطط لايه من ساعة ما جيت فيلة عمى .. مش هيحصل طول ما أنا عايش يا "مهند"
جذب "مهند" ذراعه بعنف من بيد يدي "علاء" ونظر اليه صائحاً بتهكم :
- العب بعيد يا "علاء" .. انتى مش شايف الا نفسك وبس .. وفاكر كل الناس نيتها حقيرة زيك
التفت "مهند" وكاد أن يجلس خلف المقود عندما صاح "علاء" بإحتقار وبتحدى صارخ :
- ماشى أنا واحد نيتى حقيرة زى ما بتقول .. بس على الأقل مقتلتش مراتى زيك يا "مهند"
تجمد "مهند" فى مكانه للحظات .. ثم أغلق باب السيارة بعنف ووقف فى مواجهة "علاء" وعيناه تشعان غضباً .. وبدا على وشك الإنفجار !


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-15, 04:45 AM   #6

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
التفت "مهند" وكاد أن يجلس خلف المقود عندما صاح "علاء" بإحتقار وبتحدى صارخ :
- ماشى أنا واحد نيتى حقيرة زى ما بتقول .. بس على الأقل مقتلتش مراتى زيك يا "مهند"
تجمد "مهند" فى مكانه للحظات .. ثم أغلق باب السيارة بعنف ووقف فى مواجهة "علاء" وعيناه تشعان غضباً .. وبدا على وشك الإنفجار
ظهر بعض الخوف على "علاء" وهو يتطلع الى نظرات "مهند" الغاضبة ولكن قبل أن يفهم ما يحدث جذبه "مهند" من بدلته وألصقه بالسياره خلفه نظر اليه "مهند" بنظرات أرهبته وأفزعته ندم على مضايقة عش الدبابير قال "مهند" بنبرة مهددة :
- الحاجة الوحيدة اللى مصبرانى عليك هى انك ابن عمى .. لكن لو فتحت الموضوع ده تانى ......

قطع كلامه وأخذ نفساً عميقاً يهدئ به بركانه الثائر .. ثم قال بصرامة :
- رد فعلى هيكون عنيف يا "علاء"
ظلا ينظران الى بعضهما البعض للحظات .. نظرات رهبه من "علاء" .. ونظرات غضب وتهديد من "مهند" .. تركه "مهند" فجأة كما انقض عليه فجأة .. وركب سيارته منطلقاً بها .. عدل "علاء" من ملابسه وعيناه تشعان حقداً وكرهاً

*************
بدت ملامح "مهند" قاسية جامدة ونظراته مثبتة على الطريق لكن عقله يسبح فى عالم آخر وكلما تعمق فى هذا العالم كلما ازدادت قوة انقباض قبضتى يده على المقود امتدت يده الى المذياع لينساب صوت ذلك المقرئ يرتل آيات الذكر الحكيم بدا الغضب ينطفى فى عيناه شيئاً فشيئاً تخف حدة امساكه بالمقود حتى بدت عضلاته أكثر استرخاءاً ونظراته تحولت من الغضب الى الحزن تحركت شفتاه ببطء ثم أعقبها صوت شجئ بنبره هادئه يشارك القارئ فى ترتيله سرى صوته العذب داخل السياره حتى بدا وكأنه شحن طاقته من جديد لانت ملامحه واستعاد قوة نظراته ورباطة جأشه
كاد "مهند" أن يتوجه الى الفيلا لكنه فجأة أدار المقود وانطلق بسرعة بعد ما يقرب من ثلاث ساعات وصل الى مكانه المنشود عروس البحر الأبيض المتوسط وصل بسيارته الى ذاك الشاطئ ذالك المكان الذى شاركه طفولته وصباه وشبابه خرج من السيارة ووقف أمام البحر الذى اشتاق الى رائحته وصوته ولون قطراته دار حديث خاص بينه وبين البحر حديث يفهمه كليهما بدا وكأن البحر يناديه ينادى ذلك الصديق العزيز الذى فارقه وجافاه اعتذر منه آسف أيها البحر شغلتنى عنك هموم الحياة لكن سعادتى اليوم لا توصف لأنك مازلت تذكرنى خشيت أن تنسانى فكم من أناس يأتون ويشكون لك همومهم ويذهبون خشيت أن أتوه فى زحمة ذكرياتك أيها البحر اجابه البحر بحبور كيف أنساك صديقي العزيز كيف أنسى من زارنى وودنى طوال سنوات عمره كيف أنسى من بثنى همومه وأحزانه وأحلامه وأفراحه كيف أنسى من كان يزورنى ليلاً ليحدثنى ويسليني ويقص على ذكرياته لاحت ابتسامه صغيره على شفتيه وهو يتأمل البحر بأعين مشتاقه وقلب حر كالطير فى سماه كنت أعلم أيها البحر أنك خلاً وفياً مهما بعدت فسأعود لأجدك تفتح لى ذراعيك وتستقبلنى بشوق ولهفة نظر اليه البحر متأملاً ما بك يا صديقي يبدو عليك الحزن والغم ما أصابك تكلم ماذا أقول لك أيها البحر انها الحياة لا تأخذ منها الا ما قًسم لك أحياناً تتساءل لماذا أنا لكنك تجد شيئاً بداخلك يهتف أتعترض على قضاء ربك فتشعر بالخجل من نفسك وتكتم تلك الأسئلة التى لا تجد لها اجابه أحياناً تشعر وكأن السعادة كالطفل الذى يتنقل بمرح بين الناس يمزح معهم ويداعبهم لكنك تشعر وكأن السعادة نسيتك قجأة نسيت أن تداعبك أنت الآخر نسيت أن تطرق بابك عندها ترفع رأسك الى السماء لتقول بقلبك هكذا أردت وهكذا قضيت لك حكمة لعلى أفهمها يوماً ولعلى لا أفعل لكن سواء فهمت أم لم أفهم فلا أملك سوى شيئين الصبر والرضا دار الحديث بينهما طويلاً حتى بدأت الشمس فى الغروب نظر "مهند" الى ساعته ثم ألقى على البحر نظره أخيره يودعه ويعده بلقاء قريب !

******************
وقفت "سمر" فى شرفة غرفتها .. يداعب الهواء خصلات شعرها الأسود .. فتعيده بيدها الى الوراء .. تنظر بأعين دامعة الى تلك البنايات الشاهقة التى تحيط بها .. أخذت تتخيل وكأنها ترى الناس من خلف تلك الجدر الأسمنتيه .. فتلك عائلة سعيدة يتلف فيها الأبوان مع صغارهما على تلك المائدة .. يتناولون طعامهم ويمزحون معاً .. يسكب الطفل الصغير الطعام على ملابسه .. فتنهره أمه .. ثم تعود لتربت على رأسه بعدما ترى الدموع فى عينه .. نظرت يساراً الى احدى الشرف .. تخترق جدرانها بنظراتها .. فتتخيل .. تلك المرأة التى تقف فى المطبخ تحضر الطعام .. ها هو زوجها يعود من عمله .. فتبتسم وتسرع فى استقباله .. يفتح لها ذراعيه .. فيتلاقيان بشوق .. وفى الشقة المجاورة .. ترى بخيالها سيدة كبيرة تشاهد التلفاز .. فتدخل ابنتها الشابة تجلس بجوارها .. تتغنج الفتاة وتتوسد قدمى والدتها .. فتمسح تلك الأخيرة على شعرها فى حنان .. نظرت الى البناية المقابله .. فرأت طفله جالسه على الأرض تلهو بدميتها .. ترفعها الى الأعلى لتسقط بين يديها والإبتسامه على ثغرها .. فتأتى تلك المرأة لتخطف منها دميتها .. تنظر الطفلة بأعين ملتاعة الى دميتها التى شرعت المرأة فى تمزيقها بالمقص .. دميتها التى صاحبتها سنين طوال .. تلهو معها وتنام معها .. دمعت عيناها وهى ترى صديقتها الصدوق تتمزق الى قطع وأشلاء .. ثم يُلقى بها على الأرض .. وتأمر المرأة الطفلة بلهجة لاذعة أن تذهب الى غرفتها لتؤدى واجباتها .. تلملم الطفلة عروستها الصغيرة وتجلس فى غرفتها باكية .. تحاول جمع أشلائها ببعضها البعض .. علها تعود كما كانت .. لكن هيهات .. انكسر البلور .. ولا فائدة من محاولة تجميعه .. تنهدت فى أسى .. فذلك المشهد الأخير .. لم يكن من بين تخيلاتها .. بل من بين ذكرياتها !
*******
دخل "مهند" الفيلا ليسمع صوت حديث قادم منغرفة الطعام .. توجه الى العائله المجتمعه على العشاء وحياهم قائلاً :
- السلام عليكم
- وعيكم السلام
- وعليكم السلام
جلس "مهند" على مقعده على يمين "عدنان" .. وفى مواجته جلس "علاء" الذى أسند ظهره الى الوراء واضعاً ذراعه على الطاوله وهو يرمق "مهند" بنظرات حنق من حين لآخر .. ويجوار "علاء" جلست "نهال" التى رمقت "مهند" بنظراتها قبل أن تعود لتلتفت الى طعامها .. وبجوار "مهند" جلست "فريده" أخته .. قالت "انعام" بمرح وهى توجه حديثها الى "نهال" :
- اتصلت بماما وبابا النهاردة يا "نهال" .. وقالولى ان شاء الله هيرجعوا آخر الاسبوع
ابتسمت "نهال" وهى تقول :
- كلمونى يا عمتو .. ييجوا بالسلامة
التفت "علاء" قائلاً لـ"عدنان" :
- ايه اللى حصل فى اجتماع النهاردة يا عمى
ثم رمق "مهند" بنظرة غيظ قبل أن ينظر الى "عدنان" مكملاً :
- أصله خلص بدرى
نظر اليه "عدنان" وقال:
- لأ مخلصش بدرى يا "علاء" انت اللى اتأخرت على معاد الإجتماع .. ومكنش ينفع ننتظر جنابك .. ده شغل يا ابنى .. الواحد لازم يبقى زى الألف فى شغله .. وأكتر حاجة تحدد الانسان الناجح هى التزامه بمواعيده
ثم التفت الى "مهند" مبتسماً وقال :
- زى "مهند" كده .. على طول ملتزم فى مواعيده .. عمرى ما شوفته متأخر دقيقة عن أى اجتماع
ازداد غيظ "علاء" عدنا وجد عمه يقارنه بـ "مهند" ويشيد به .. فقال على الفور :
- أنا آسف يا عمى .. ان شاء الله هتلاقيني أحسن من كده .. وههتم بموضوع المواعيد دى
نظر اليه "عدنان" قائلاً بجديه :
- يا ابنى لازم تعرف انى بعمل كده عشان مصلحتكوا .. عايزكوا تكونوا رجال أعمال ناجحين .. لو تعبت أو اضطريت أسافر هنا ولا هنا أبقى مطمن ان ولاد اخواتى رجاله يعتمد عليهم .. أسيب شغلى فى ايدهم وأنا مطمن
أوما" علاء" برأسه وقال بحماس :
- ان شاء الله يا عمى هتلاقيني عند حسن ظنك .. وتقدر تسيب شغلك معايا وانت مطمن
قالت "انعام" بإستنكار :
- ايه يا جماعة كلام فى الشغل حتى على العشا
ثم نظرت الى "نهال" و "فريدة" مبتسمة وهى تقول :
- طيب ذنب ايه الجنس اللطيف اللى آعد معاكم .. احنا لا لينا فى الشغل ولا فى الصفقات
ضحك "عدنان" وقال بوقار :
- معاكى حق .. خلاص يا ولاد كفاية كلام عن الشغل .. عشان الجنس اللطيف اللى بدأ يمل من صحبتنا
التفتت "فريدة" الى "عدنان" مبتسمة وهى تضع احدى اللقيمات فى فمها .. فبادلها ابتسامتها قائلاً بحنان :
- قوليلى يا "فريدة" .. مش ناقصك حاجه يا بنتى
قالت على الفور :
- تسلم يا عمو .. حضرتك مش مخليني محتاجه حاجة
- يا بنتى انتى الوحيدة اللى مبتطلبيش منى أى حاجة
قالت بتأثر :
- يا عمو حضرتك بتديني مصروف كل شهر .. ورغم انى قولت لحضرتك انه كبير عليا بس أصريت .. وأنا مش بعمل بيه حاجة .. أنا أعده هنا فى البيت مش ناقصنى حاجه
ثم نظرت الى أخيها بإمتنان وقالت :
- وكمان "مهند" مش مخليني محتاجه حاجة
ابتسم لها "مهند" مربتاً على كتفها .. كانت "نهال" تنقل نظرها بينهما وهى تشعر بغصة فى حلقها .. التفتت تنظر الى "علاء" الذى كان يتناول طعامه بلا مبالاة .. قالت بشى من الأسى :
- تعرفوا انى كان نفسى يبقى عندى أخ زى "مهند"
التفت اليها "علاء" بعدما ترك الملعقة فى طبقه فجأة لتصدر صوتاً ثم قال بضيق :
- يعني ايه يعني .. أنا و "نهاد" مش عاجبينك
قالت بجدية :
- لا ما قولتش مش عاجبنى .. بس شوف "مهند" بيعامل "فريدة" ازاى .. وبيخاف عليها ازاى
قالت "فريدة" على الفور :
- حبيبتى يا "نهال" انتى أختى انتى كمان وأنا بحبك وبخاف عليكي
نظر "مهند" الى "نهال" قائلاً بصوته الرخيم :
- انتى عارف يا "نهال" انى بعتبرك زى "فريدة"
ضايقتها جملته مرة أخرى .. فإستأذنت للإنصراف .. نظر الجميع اليها وهى تغادر .. قالت "انعام" بوقار :
- عادى يا جماعه .. "نهال" فى سن بتستكشف فيه مشاعرها .. طبيعي انها تكون حساسه لأى حاجه .. وطبيعي انها تحس بذبذبه فى مشاعرها .. أنا هخلى "لميس" تتكلم معاها وتشوف ايه اللى مضايقها .. هى و "لميس" قريبين أوى من بعض

**************
وقفت "بيسان" أمام المرآة تضع كريماً على بشرة وجهها .. سمعت المفتاح يدور فى الباب .. فخرجت من غرفتها لتجد الخادمة قد سبقتها وفتحت الباب لـ "نهاد" الذى أعطاها حقيبته قبل أن يدلف الى البيت ويبتسم فى وجه زوجته قائلاً :
- ازيك يا حبيبتى النهاردة
قالت وهى تمسح بديها على تكور بطنها :
- الحمد لله يا حبيبى .. انت ضربت الجرس ليه .. فين مفاتيحك
قال وهو يخلع جاكيت بدلته :
- نسيتها فى المكتب
أمسكت الجاكت لتأخذه منه .. فقبل يدها قائلاً :
- لا خليكي يا حبيبتى متتعبيش نفسك
توجه الى غرفته لتبديل ملابسه بينما ذهبت "بيسان" الى المطبخ للإشراف على تحضير المائدة بما لذ وطاب .. جلس الإثنان معاً يشرعان فى تناول طعامهما .. بدا على "نهاد" الشرود فسألته "بيسان" وقالت :
- خير يا "نهاد" فى حاجة مضايقاك فى الشغل
خرج "نهاد" من شروده ليقول لها :
- لا أبداً يا حبيبتى متشغليش بالك
قالت وهى تنظر اليه متفحصه :
- بس شكلك فى حاجه مضايقاك .. معقول تخبى عليا
تنهد قائلاً :
- مش موضوع بخبى عليكي .. هو مفيش حاجه حصلت .. بس حاسس كده .......
قطع حديثه فحثته قائله :
- حاسس ايه
ترك ملعقته وقال بضيق :
- حاسس ان عمى بيميز "مهند" فى الشغل عنى وعن "علاء" .. بابا لما يرجع مش هيعجبه أبداً الصلاحيات اللى عمى اداها لـ "مهند" فى الشغل
أطرقت "بيسان" برأسها تفكر فيما قال .. ثم قالت :
- بس يا "نهاد" "مهند" مهندس معمارى .. وشركة عمكشركة مقاولات كبيرة .. يعني "مهند" الوحيد فيكوا اللى دراسته مناسبة للشغل مع عمك
قال "نهاد" بحده :
- يعني ايه .. عشان دارسته مناسبه للشغل مع عمى نتركن احنا على الرف .. احنا اللى شلنا الشركة دى فوق كتافنا .. ييجى فى الآخر واحد يتنطط علينا
قالت "بيسان" بهدوء تحاول امتصاص غضبه :
- لا يا حبيبى أنا ما قولتش كده .. أنا بس قصدى ان ممكن يكون عمك "عدنان" بيميزه شويه عشان هو محتاج لخبرته فى المجال ده بحكم دراسته .. لكن طبعاً انت و "علاء" و باباك .. هتفضلوا الكل فى الكل .. "مهند" مهما كان ناقصه الخبره العمليه .. وانتوا عندكوا الخبرة دى .. مستحيل عمك يخسركوا .. انتوا زى ما بتقول اللى شيلتوا الشركة دى على كتافكوا
بدا على "نهاد" الإرتياح قليلاً لكلام زوجته وإن كان لايزال يساوره بعض القلق .. وضعت كفها فوق كفه وابتسمت قائله :
- حبيبى متشغلش بالك .. مستحيل عمك يفرط فيك .. وبعدين هو بيحبكوا كلكوا ومجمعكوا حوليه .. ها
أومأ برأسه راسماً ابتسامه صغيره على شفتيه وعاد الى اكمال طعامه من جديد
دخلت "سمر" البيت لتسمع صوت "فيروز" هاتفه :
- "سمر" استنى عايزاكى
التفتت لها "سمر" التى كانت ترتدى السواد .. قالت لها "فيروز" بحنان لم تألفه :
- انتى كويسه يا حبيبتى
رفعت "سمر" حاجبها دهشة لكلمة "حبيبتى" .. لكنها ردت بهدوء :
- أهاا كويسه .. عن اذنك
وقفت "فيروز" أمامها تعترض طريقها وهى تبتسم قائله :
- عايزين نتكلم مع بعض يا "سمر"
شبكت "سمر" ذراعيها أمام صدرها وهى تقول :
- خير .. نتكلم فى ايه ؟
قالت "فيروز" برقه :
- حبيبتى دلوقتى انتى عارفه ان مفيش حد يدير الشركة .. وكده مينفعش لازم نبتدى نشوف مصالحنا
نظرت اليها "سمر" ببرود فأكملت "فيروز" بحماس وهى تمسح على ذراعيها :
- حبيبتى مش عايزاكى تشغلى بلك بأى حاجه .. أنا قررت أنزل من بكرة أشوف الشغل فى الشركة .. مش معقول هنفضل سايبنها كده .. بس .......
قطعت حديثها ثم ارسمت ابتسامه ناعمة على شفتيها وهى تقول :
- محتاجه بس تعمليلى توكيل عشان أعرف حبيبتى آخد القرارات عنك فى الشركة .. أنا كلمت المحامى وهييجى بكرة
ثم مسحت على وجنتها بأصابعها وهى تقول :
- ماشى يا "سمر"
تحولت نظرات "سمر" من البرود الى التحدى وهى تقول :
- محدش هيشوف شغلى غيري يا "فيروز"
اختفت ابتسامة "فيروز" وظهر فى عينيها الغضب وهى تقول :
- وانتى تعرفى ايه عن الشغل .. طول عمرك أعده فى البيت مبتشتغليش
قالت "سمر" بتهكم :
- وانتى بأه اللى تعرفى حاجه عن الشغل .. من يوم ما بابا اتجوزك وانتى أعده فى البيت معززه مكرمة طلباتك مجابه بدون أى مناقشة
عقدت "فيروز" جبينها بشدة وقالت بحده :
- يعني ايه .. هتنزلى الشغل
رفعت "سمر" حاجبيها وقالت بصرامة :
- أيوة هنزل الشغل .. وأدير شركتى بنفسى يا "فيروز"
ثم اقتربت منها خطوة وربتت على وجنتها قائله بنعومه ممزوجة بالبرود :
- ريحى نفسك انتى .. ماشى
دخلت غرفتها وتركت "فيروز" خلفها تغلى من الغيظ .. فنصيبها من الميراث لا يعطى لها حقاً فى ادارة الشركة .. فالنصيب الأكبر .. لـ "سمر" .. والتى تصبح هى رئيس مجلس ادارة الشركة !

**************
سمعت "فريدة" طرقات على باب غرفتها .. نهضت من أمام الحاسوب وفتحت الباب .. ابتسمت قائله :
- "نهال" .. تعالى ادخلى
دخلت "نهال" وقالت بمرح :
- حسيت بالملل وأنا أعده لوحدى قولت آجى أعد معاكى شويه
أغلقت "فريدة" الباب وتوجهت الى اللاسلكى فى غرفتها وقالت :
- هطلبلنا حاجه نشربها ونعد نرغى مع بعض شويه
اتبمست "نهال" بمرح قاله وهى تجلس فوق الفراش وتضع الوسادة فوق قدميها :
- ماشى
انتهت "فريدة" من طلب العصير وجلست بجوار "نهال" قائله :
- ها قوليلى أخبارك ايه .. مستعده لبدء الدراسة
- مممممم يعني .. بصراحة قلقانه شوية
- ليه بأه
قالت "نهال" بنبرة حالمة :
- يعنى أكيد الجامعة غير المدرسة .. حياة تانية وجو تانى .. نفسى أبقى معروفة ومحبوبه وليا صحاب كتير .. وخايفة ده ميحصلش
أطرقت "فريدة" قليلاً ثم قالت :
- بصى يا "نهال" .. أكتر حاجة بتميز البنت هى أخلاقها وتمسكها بدينها ومبادئها .. فى بنات كتير فاهمة الموضوع غلط .. فاهمة انها كل ما اتنازلت عن مبادئها أكتر كل ما كانت ستايل وروشه ومحبوبه .. لأ بالعكس .. كده هيبقى زيها زى أى بنت تانية بتعمل زيها .. لكن اللى عايزه تتميز فعلاً تتميز بأخلاقها .. بالحدود اللى تحطها مع اللى بيتعاملوا معاها .. بإسلوبها فى الكلام .. بدينها وتمسكها بيه .. ده هو الى بيميز بنت عن التانيه
ثم قالت :
- بصى يا "نهال" .. زى ما قولتى الحياة فى المدرسة وفى ثانوى غير الجامعة .. فى الجامعة بتختلطى بمختلف البيئات والشخصيات والطباع .. وطبعاً بنات على شباب .. لازم تبقى داخله الجامعة وانتى حطه لنفسك مبادئ معينه تمشى عليها .. وخطوط حمرا مينفعش تتجاوزيها .. مينفعش تبقى معدومة الشخصية وتسيبى نفسك ماشيه مع التيار .. كلمة تجيبك وكلمة توديكي .. ساعتها مش هتخسرى اللى حوليكي بس .. لا .. انتى هتخسرى نفسك كمان
كانت "نهال" تستمع اليها بعدم اقتناع .. نهضت فجأة وكأنها تريد اسكاتها عن ذاك الحديث الذى لم تجد فيه نفعاً .. توجهت الى حاسوبها وهى تقول :
- "فريدة" أنا الأكاونت بتاعى على الفيس فى حظرفى الرسايل .. وعايزة أبعت رسالة ضرورى لوحده صحبتى .. ممكن أبعتها من عندك .. عندك أكاونت على الفيس مش كده
سمعتا طرقات على الباب .. قالت "فريدة" وهى تنهض لفتح الباب :
- أهاا .. هتلاقيه مفتوح أدامك .. كنت لسه داخله عليه حالاً
فتحت "فريدة" الباب وتناولت صنية العصير من الخادمة مبتسمه :
- شكراً تسلم ايدك
ابتسمت الخادمه وهزت رأسها بأدب .. كانت أصابع "نهال" تعبث بسرعة فى حساب "فريدة" على الفيس بوك .. وأخيراً وصلت الى مبتغاها .. حساب "مهند" الذى وجدته مضافاً فى قائمة أصدقاء " فريدة" .. حفظت الإسم والإيميل ثم أرسلت رساله لصديقتها حتى تغطى على استخدمها الحاسوب .. ثم نهضت ولمعت عيناها وهى ترشف من العصير ببطء

*********
التفتت "سمر" الى "باهر" الجالس بجوارها فى السيارة وقالت :
- محتجاك أوى يا "باهر" .. "فيروز" عايزه تستغلنى .. الهانم عايزه منى توكيل عشان تعرف تدير الشركة وتسرقنى براحتها
ثم قالت وهى تنظر اليه بحب :
- مليش غيرك أثق فيه يا "باهر" .. أنا هعملك انت التوكيل .. أنا مليش فى الشغل ومعرفش حاجه أبداً عن شغل بابا الله يرحمه .. عشان كده عايزاك انت تدير كل حاجه
أمسك "باهر"بيدها مقبلاً اياها وهو يقول :
- حبيبتى مش عايزك تقلق طول ما أنا جمبك .. والشركة أمرها سهل .. من بكرة هروح أشوف الدنيا ماشيه ازاى
ارتسمت ابستامه على شفتيها وهى تقول :
- كنت واثقة انك مش هتسيبنى لوحدى .. ان شاء الله بكرة هاجى معاك الشركة ونكلم المحامى ونمشى فى اجراءات التوكيل
قبل يدها مرة أخرى وهو يقول مبتسماً :
- ماشى يا حبيبتى زى ما تحبى
نظرت اليه وقد لمعت عيناها بالعبرات قالت :
- "باهر" مليش غيرك دلوقتى .. اوعى تسيبنى
قال لها "باهر" مستفهماً :
- ليه دايماً بتكررى الجملة دى .. مين قال انى هسيبك
تنهدت وابتسمت بتوتر وهى تقول بأعين دامعه :
- مفيش بس أنا طبعى كده .. لما بحب حاجه بخاف تضيع منى .. يمكن عشان طول عمرى كل حاجه حبتها ضاعت منى .. فبقيت على طول بحس بخوف وبقلق .. متزعلش منى .. لما بقولك كده مش معنى كده انى مش واثقه فيك .. لأ .. أنا بس بحب أسمعك دايماً وانت بتقول هفضل معاكى يا "سمر" .. مش هسيبك أبداً يا "سمر" .. الكلام ده بيطمنى وبيقلل الخوف جوايا
اتسعت ابتسامته وهو يقول :
- هفضل معاكى يا "سمر" .. مش هسيب أبداً يا "سمر"
اتسعت ابتسامتها هى الأخرى ومسحت العبره التى فلتت من عينها ونظرت اليه وهى تشعر بالراحة والأمان

*************
التف الجميع حول طاولة الإجتماعات بالشركة .. وبعدما انتهى الإجتماع رحل المدراء بإستثناء "عدنان" و "مهند" و "نهاد" و "علاء" .. قال "عدنان" وهو يستند بذراعيه فوق الطاولة :
- فى موضوع حابب أكلمكوا فيه اي ولاد
نظر الجملع اليه وقد أرهفوا آذانهم
صمت "عدنان" قليلاً .. ثم قال بعزم :
- أنا فكرت ألغى مرتباتكوا من أول الشهر الجاى
نظر الجميع الى بعضهم البعض فى دهشة .. قال "علاء" بإستغراب :
- ازاى يعنى يا عمى .. هنشتغل من غير مرتب ؟
قال "عدنان" بحزم :
- أيوة هتشتغلوا بدون مرتب .. هتشتغلوا بنسبه
ضاقت عينا "مهند" وهو يتطلع الى عمه .. بينما نظر اليه "نهاد" و "علاء" بدهشة .. فأكمل "عدنان" مبتسماً :
- دى طريقة فكرت فيها عشان تتحمسوا للشغل أكتر أكن كل واحد بيشتغل فى شركته الخاصة .. وزى ما يدى زى ما هياخد .. زى النبته اللى لو اهتميتوا بيها وراعيتهوها هتكبر وهتزهر وهتبقى أحلى وردة
ثم فتح ملفاً وأعطى لـ "مهند" ثلاث ورقات وقال :
- واحدة ليك يا "مهند" وو احدة لـ "نهاد" وواحدة " لـ "علاء"
أخذ كل منهم ورقته يقرأها .. أكمل عدنان :
- ده عقد بنسبة كل واحد فيكوا .. اللى موافق يشتغل معايا بالنسبة اللى حددتها .. يمضى العقد دلوقتى
صاح "علاء" بحنق وهو يرى بطرف عينه ورقة "مهند" و "نهاد" :
- بس يا عمى حضرتك مديني أقل نسبه فيهم .. ومدى "مهند" أعلى نسبه
تجعد جبين "نهاد" وهو يستمع الى كلام أخيه .. قال "عدنان" بحزم :
- أنا كتبت لكل واحد النسبة اللى يستحقها يا "علاء"
صاح "علاء" بغضب مكتوم :
- بس يا عمى احنا شغالين فى الشركة دى من قبل ما "مهند" يشرف .. يعني احنا اقدم منه وأحق منه
هتف "عدنان" بغضب :
- انت بتتكلم أكنى مت يا "علاء" .. وانتوا أعدين بتوزعوا فى الميراث .. أنا لسه عايش ممتش
قال "مهند" بجديه :
- عمى "علاء" معاه حق .. أنا أجدد واحد فيهم فى الشركة ومينفعش ........
ضرب "عدنان" على الطاولة بيده وهو يقول بغضب :
- دى شركتى ودى فلوسى وأنا حر فيها .. كل واحد معاه العقد بتاعه اللى عاجبه يمضى عليه واللى مش عاجبه يقطعه ويرميه .. أنا لسه بعقلى وبصحتى يعني عارف كويس أوى بتصرف ازاى
ران الصمت بعد كلماته الغاضبة .. قطعه قائلاً بحزم :
- الإجتماع انتهى
نهض الجميع متثاقلاً .. فنظر الى "مهند" قائلاً :
- خليك شوية يا "مهند"
جلس "مهند" فى مكانه مرة أخرى بينما رمقه "علاء" بنظرات حقود وهو ينصرف بصحبة "نهاد" الذى عقد حاجبيه بضيق .. فى الخارج هتف "علاء" :
- مش قولتلك .. مش قولتلك يا "نهاد" ان عمك هيخليه الكل فى الكل على حسابنا .. أهو اداله نسبه أرباح اعلى منى ومنك .. مين أولى بالنسبه اللى أخدها دى .. ولسه لما بابا يعرف
قال "نهاد" بضيق شديد وهو ينظر الى الورقة فى يده :
- "علاء" أنا مش ناقصك .. سيبنى دلوقتى
قال "علاء" بحده قبل أن ينصرف :
- خلينا كده أعدين حطين ادينا على خدنا لحد ام عمك يكتب كل حاجه بإسم "مهند"
رفع "نهاد" رأسه ينظر الى "علاء" الذى غادر غاضباً يزن كلماته فى عقله والتى زادت من تقطيبة جبينه

بدا على "مهند" الضيق .. قال "عدنان" :
- مش هتمضى العقد بتاعك
قال "مهند" بأدب :
- عمى .. أنا مش عايز مشاكل مع ولاد عمى .. هما معاهم حق .. يعني هما شغالين فى الشركة قبلى و .......
هتف "عدنان" بصرامة شديدة :
- دى شركتى يا "مهند" وأنا اللى أقيم شغل كل واحد فيكوا .. وأنا اللى أحدد نسبة أرباح كل واحد فيكوا .. مش بالأقدمية يا "مهند" .. أنا ليا عنين بشوف بيها .. وعقل بيميز بيه .. انت من يوم ما جيت الشركة ونسبة الأرباح وصلت لأعلى معدلاتها .. ثقة العملا الكبار فيك بقت من غير حدود .. قدرت تكسب عملا معرفناش طول سنين شغلنا اننا نوصلهم .. وده نتيجة تعبك ومجهودك وذكاءك ولبقاتك وجديتك فى العمل .. ميهمنيش مين اشتغل قبل التانى أنا ليا النتايج
ثم أشار الى الورقة قائلاً :
- اقرا العقد كويس .. فى بند بينص على انى الوحيد اللى ممكن أغير النسبة وفى الوقت اللى أنا عايزه .. يعني لو قصرت فى شغلك نسبتك هتقل .. وهما لو اجتهدوا فى شغلهم نسبتهم هتزيد
أومأ "مهند" برأسه وبدا مقتنعاً بكلام عمه .. قال "عدنان" بصوت أقرب للهمس :
- اللى أنا عايزك فيه دلوقتى أهم من الشغل
ضاقت عينا "مهند" وهو ينظر الى عمه مستفهماً :
- خير يا عمى
صمت "عدنان" قليلاً .. ثم قال بحزم وبعض القلق :
- وانت مسافر .. فى حرامى حاول ينط فى الفيلا والسيكيوريتي معرفوش يمسكوه
أومأ "مهند" برأسه وعقد ما بين حاجبيه فقال "عدنان" وهو يضرب على الطاولة بكفه :
- أنا واثق ان دى مش محاولة سرقة عادية .. مين اللى يجرؤ انه يقرب من فيلا "عدنان زياكيل" .. الفيلا عليها سيكيوريتي والسور عالى .. ومعروف ان فيها ناس عايشة
قال "مهند" وهو يمعن التفكير :
- أمال ايه يا عمى .. حضرتك شاكك فى ايه
قال "عدنان" شارداً :
- مش عارف يا "مهند" بس قلبى مش مطمن
قال "مهند" بحماس :
- يبأه نزود السيكيرويتي .. وممكن نركب أجهزة انذار حولين سور الفيلا
أومأ "عدنان" برأسه قائلاً :
- ده اللى فكرت فيه فعلاً
ثم أشار بإصبعه بحزم قائلاً :
- بس الموضوع ده هيفضل بيني وبينك مش عايز حد يعرفه
أومأ "مهند" برأسه ..ثم استأذن للإنصراف .. أرجع "عدنان" ظهره الى الخلف يسند به على المقعد شارداً ينقر بأصابعه فوق الطاولة .. كان يشعر بداخله بالقلق .. الريبة .. والشك .. والخوف .. ولم يكن يدرى وقتها .. الى أى مدى كانت شكوكه فى محلها !


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-15, 04:53 AM   #7

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
سمع الجميع من غرفة الجلوس صوت زمور سيارة فى الخارج .. قفزت "نهال" وجرت بإتجاه الباب فتحته وخرجت وهى تصيح بلهفه :
- بابا .. ماما
توقفت السيارة أمام باب الفيلا لتترجل منها امرأة فى نهاية العقد الرابع من العمر .. اقتربت منها "نهال" معانقة اياها بلهفة وهى تقول :
- ماما وحشتيني
عانقها المرأة قليلاً ثم ابعدتها قائله :
- وانتى كمان .. "نهال" حسبى أنا تعبانه من السفر
قالت بحماس :
- آسفة .. آسفة معلش .. أصلكوا وحشتونى أوى
انتقلت "نهال" الى المرأة التى ترجلت من المقعد الخلفى والتى كان يبدو عليها الصحة والنشاط رغم سنوات عمرها التى تجاوزت الستون .....

قبلتها "نهال" بلهفة قائله :
- عمتو "كوثر" وحشتيني أوى
عانقتها "كوثر" بحرارة وهى تمسح على ظهرها قائله :
- "نهال" حبيبتى انتى وحشتيني أكتر .. ما شاء الله عليكي احلويتي فى الفترة اللى غبناه عنك
ضحكت "نهال" بسعادة وهى تقول :
- حضرتك على طول شايفانى حلوة يا عمتو
ضحكت "كوثر" وقالت وهى تداعب وجنتها :
- عشان انتى فعلاً حلوة يا حبيبة عمتو
انطلقت "نهال" مسرعة الى الرجل الذى ترجل من السيارة وأحاطت عنقه بذراعيها قائله :
- وحشتيني يا بابا .. وحشتيني أوى
ربت على ظهرها قائلاً :
- وانتى كمان يا "نهال" .. جبتلك حاجات حلوة أوى هتعجبك
صفقت بيديها وصاحت كالأطفال :
- هى فين يا بابا وريهالى
قالت أمها بضجر :
- هتفضلوا وافقين كتير كده .. انا داخله
توجهوا الى الداخل وبعد الترحيب وتبادل عبارات المجاملة والسلام .. جلس الجميع فى غرفة المعيشة يتجاذبون أطراف الحديث .. قال "عدنان" موجهاً حديثه الى أخيه :
- ايه الأخبار يا "حسنى"
قال أخيه "حسنى" وهو يرجع ظهره الى الخلف ليسترخى :
- كله تمام يا "عدنان" .. وبعدين ما انت كنت متابعنى أول بأول ولسه متكلمين امبارح .. يعني مش هيلحق يحصل حاجة جديدة من امبارح للنهاردة
قال "عدنان" بشرود :
- الاتفاقات الجديدة مش مريحانى يا "حسنى"
اعتدل "حسنى" فى جلسته على الفور وهتف قائلاً :
- ليه يا "عدنان" .. ما أنا قايلك على كل حاجة .. حاولت معاهم لكن ده آخر ما قدرت أوصله .. وبصراحة أنا شايف الصفقة كدة ممتازة وخايف تضيع مننا
شرد "عدنان" وهو يحك ذفنه بأصابعه وهو يقول :
- بس ايه اللى خلاهم يغيروا الاتفاق والنسب .. ما احنا كنا متفقين على كل حاجة
قال "حسنى" على الفور :
- انت عارف يا "عدنان" ده بيزنس .. يعني أكيد جالهم عرض أحسن مننا .. وأنا بصراحة شايف نتوكل على الله بدل ما الفرصة تضيع
قالت "نهال" بحماس وهى تنظر الى عمتها "كوثر" :
- قوليلى يا عمتو تركيا حلوة زى ما بنشوفها فى التى فى
قالت "كوثر" مبتسمه :
- آيوه يا حبيبتى جميلة .. ان شاء الله نطلعها سوا
قالت "نهال" بحزن :
- كان نفسى أروح معاكوا المرة دى
قالت أمها وهى تبحث عن هاتفها داخل حقيبتها :
- احنا مكناش رايحين نتفسح يا "نهال" .. بابا كان عنده شغل
ابتسم "عدنان" بسخرية وهو يقول :
- بس الفاتورة اللى جاتلى بتقول غير كدة
غلت الدماء فى عروقها وهى تتطلع اليه .. بينما قال "حسنى" بحرج :
- يعني احنا نزلنا فى الفندق ده لان ده أرقى فندق هناك .. عشان يعرفوا اننا جامدين .. أمال كنت عايزنا ننزل فى أى فندق والسلام
قال "عدنان" بجدية ظاهرها مزاح وهو يعقد ما بين حاجبيه :
- بس المفروض دى رحلة عمل .. يعني انت اللى تطلعها يا "حسنى" .. ايه اللى طلع "كوثر" و "يسرية" معاك الا اذا كانت رحلة العمل اتحولت لرحلة استجمام
قالت "يسرية" زوجة "حسنى" بترفع :
- احنا مكناش رايحين نتفسح .. أنا و "كوثر" كان فى حاجات مهمة لازم نعملها
قال "عدنان" وهو ينظر الى وجهها المشدود ثم تنتقل نظراته الى وجه أخته "كوثر" ثم قال بسخرية :
- واضح
شعرت كلتا المرأتين بالحنق الشديد .. جاءت "لميس" فى تلك اللحظة لتقول بأدب :
- الغدا جاهز
نهض الجميع والتفوا حول الطاولة والتى اضطر الخدم الى احضار المزيد من المقاعد لتكفى هذا العدد الغفير .. تراهم من بعيد بضحكهم وحديثهم فتظن أنهم عائلة كبيرة سعيدة .. لكن لو كان لك القدرة لتشق صدر وعقل كل منهم لوجدت أن مشاعرهم وأفكارهم متباينة للغاية
بعدما انتهى الجميع من تناول الطعام .. قال "عدنان" وهو ينظر الى اخوته :
- أنا عايزيكوا كلكوا فى حاجة مهمة .. تعالوا ندخل المكتب
هم "علاء" و "نهاد" بالتوجه الى المكتب فنظر اليهم "عدنان" وقال :
- جيل الأبناء يعدوا مع بعض .. أنا محتاج أتكلم مع اخواتى بس
نظر الجميع الى بعضهم البعض فى دهشة .. توجه اخوته الى مكتبه وقبل أن يغلق الباب عاد أدراجه مرة أخرى ونظر الى "مهند" قائلاً :
- "مهند" تعالى لو سمحت
نهض "مهند" ودخل المكتب خلف عمه ..صاح "علاء" بحقد :
- مش قال عايز يجتمع بإخواته .. ليه دخل "مهند" الاجتماع
ظهر الضيق على وجه "نهاد" الذى زفر بحنق .. فأكمل "علاء" بحده شديدة :
- شوفت مش قولتلك يا "نهاد"
التفت اليه "نهاد" وصاح بحده :
- كفاية بأه يا "علاء" أنا اللى فيا مكفيني
نظرت "نهال" و "بيسان" و "فريدة" الى بعضهم البعض .. بينما نهضت "يسرية" واقتربت من ابنيها قائله :
- فى ايه .. متعرفوش عمكوا عايز اخواته ليه
التفت اليها "علاء" وقال :
- المشكلة مش انه يجتمع باخواته .. المشكلة فى "مهند" اللى طلب منه يحضر الاجتماع
نظرت "يسرية" اليه وقالت :
- عادى .. يمكن .......
قاطعها "علاء" قائلاً بحدة :
- لا مش عادى يا ماما انتى متعرفيش اللى حصل .. عمى لغى مرتباتنا واتعامل معانا بالنسبة . ونسبة "مهند" ضعف نسبتى أنا و "نهاد"
رفعت "يسرية" حاجبيها فى دهشة واتسعت عيناها وهى تقول :
- ازاى عمك يعمل كده
ابتسم "علاء" بسخرية وهو يقول :
- بيقول فلوسه وهو حر فيها
كان التوتر قد وصل مبلغه فاستأذنت "فريدة" وخرجت بصحبة الفتيات الى الحديقة .. بينما جلس "نهاد" و "علاء" مع أمهما "يسرية " فى حجرة المعيشة كما هم وكل منهم يغلى من الغضب

*********
فى داخل المكتب .. جلس "عدنان" خلف المكتب ونظر الى اخوته .. "انعام" .. "حسنى" .. "كوثر" .. وهو يقول :
- أنا جمعتكوا النهاردة عشان أتكلم فى موضوع مهم .. موضوع قديم .. بس آن الأوان اننا نتكلم فيه
رمق "حسنى" "مهند" بطرف عينه ثم قال :
- بس انت يا "عدنان" انك عايز تجتمع باخواتك .. "مهند" بيعمل ايه هنا ؟
بدت تعبيرات "مهند" جامدة .. خاليه من أى تعبير .. قال "عدنان" :
- "مهند" موجود فى الاجتماع بدل أبوه الله يرحمه
رفع "مهند" رأسه لينظر الى عمه الذى أخذ نفساً عميقاً ثم قال :
- زمان .. بابا الله يرحمه فرق بينى وبينكوا فى المعاملة وفى الميراث .. وده السبب اللى خلانا بعيد عن بعض سنين طويله .. بصراحة أنا مكنش قطع العلاقات بينى وبينكوا فارق معايا .. كان ليا حياتى وبيت ومراتى ولابنى .. لحد ما ربنا شاء انى أفقدهم هما الاتنين .. ساعتها حسيت بالوحدة وفكرت أجمع اخواتى حوليا مرة تانية
ثم نظر الى "انعام" وقال :
- انتى يا "انعام" أول واحدة فتحتلى دراعها وقالتى انها مسامحانى ويمكن لان ظروفك كانت شبيهه بظروفى قدرنا نفهم بعض كويس
ابتسمت "انعام" وهى تنظر اليه .. التفت "عدنان" لينظر الى "حسنى" و "كوثر" وهو يقول :
- انتوا بأه مكنش الموضوع سهل أبداً بس الحمد لله عرفت أكسبكوا تانى واجمعكوا حوليا
ثم نظر الى "مهند" بأسى وهو يقول :
- أما أبوك ما "مهند" أنا للأسف ملحقتوش .. كان اتوفى .. وعشان كدة صممت ان انت و "فريدة" تيجوا تعيشوا معايا هنا يمكن أقدر أعوض بيكوا اللى فات .. وأعمل معاكوا اللى مقدرتش أعمله مع أخويا
ثم أخذ نفساً عميقاً وهو يقول بحزم :
-أنا قررت أريح ضمرى أدام ربنا وأرجع الحقوق لاصحابها
نظر الجميع الى بعضهم البعض فى دهشة .. فأكمل "عدنان" :
- الورث اللى أبونا الله يرحمه كتبه كله بإسمى .. هيتوزع من أول وجديد بينا بقسمة العدل
ضاقت عينا "حسنى" وهو يقول :
- بسعر اليوم ؟
تجمدت ملامح "عدنان" وهو يقول :
- طبعاً لأ .. هيتحدد المبلغ زى ما كان وقتها .. هو ده الميراث اللى هيتوزع
هتف "حسنى" بمزيج من الدهشة والحنق :
- بس يا "عدنان" ده مش عدل .. ازاى عايز تقسم الميراث زى ما كان يوم ما بابا مات .. الأسعار اختلفت .. والدنيا اتغيرت .. مينفعش تحاسبنا بنفس أسعار زمان
ضرب "عدنان" بكفه فوق المكتب وهو يقول بحزم :
- ده اللى عندى يا "حسنى"
ثم أشار الى ما حوله قائلاً :
- كل اللى انت شايفه حواليك ده شقايا وتعبى أنا .. أنا اللى كبرت الورث وخليه بأه امبراطورية كبيرة .. ده تعبى ومجهودى .. اللى هيتوزع هو الورث اللى أبونا سابه .. مش ورثى أنا .. أنا لسه عايش يا "حسنى"
ساد التوتر بينهم فأسرعت "انعام" تقول :
- "عدنان" فيش مشكلة .. اللى انت شايفه صح اعمله
رمقتها "كوثر" بحنق شديد لكنها التزمت الصمت .. قال "عدنان" بحزم :
- بعد ما الورث يتوزع .. أنا هكتب وصيتى ان شاء الله
نظر اليه الجميع بدهشة بينما ظلت تعبيرات "مهند" مبهمة .. قالت "كوثر" بقلق :
- وايه هى وصيتك ؟
ارتسمت ابتسامه على شفتيه وهو يقول :
- هتعرفوها لما أموت
شعرت "كوثر" بفصة فى حلقها .. انتهى الاجتماع وخرج الجميع .. بدا على "حسنى" و "كوثر" الوجوم .. تأملتهما "يسرية" بإهتمام .. ثم تعللت بشعورها بالتعب واستأذنت للانصراف .. صاحبها .. "حسنى" و "كوثر" وانطلقوا فى طريقهم الى بيتهم الذى يأوى جميعهم .. بينما انطلق "نهاد" الى بيته برفقة "بيسان" زوجته .. أما "علاء" فقرر الخروج برفقة أصدقائه .. وفضلت "نهال" المبيت هذا اليوم أيضاً فى بيت عمها

***************
صاحت "كوثر" بغضب :
- أخونا المحترم بيقولك قسمة العدل .. عدل ايه ده ميعرفش عن العدل أى حاجه
قالت "يسرية بحقد :
- وأنا اللى كان عندى أمل ان ضميره يصحى ويدى لكل واحد حقه .. ازاى عايز يوزع الميراث اللى كان من سنين بسعر زمان .. يعني مش هينوبنا الا ملاليم
نظرت الى زوجها وقالت بحنق :
- متقول أى حاجة يا "حسنى" هتفضل ساكت وأخوك عمال يشترى ويبيع فينا كده
قال "حسنى" شارداً :
- تفتكروا هيكتب ايه فى الوصية ؟
جلست "كوثر" على أحد المقاعد منهارة وهى تقول:
- آه يا خوفى .. آه يا خوفى يعمل معانا زى ما أبونا عمل
قالت "يسرية" وهى تنظر اليهما :
- تفتكروا ممكن يميز "مهند" عن الباقيين
نظر اليها "حسنى" وقال بحده :
- ازاى يعني
قالت "يسرية" ساخرة :
- انتوا متعرفوش ولا ابه .. أخوكوا المحترم لغى مرتبات الولاد .. وقالهم هيتعامل معاهم بالنسب .. ونسبة البشمهندس "مهند" ضعف نسبة "نهاد" و "علاء"
هب "حسنى" واقفاً ولمعت عيناه بغضب وهو يقول :
- يعني ايه ضعف نسبة "نهاد" و "علاء" ؟
قالت "يسرية" عاقدة ذراعيها أمام صدرها مستندة بظهرها على ظهر الأريكة :
- يعني يا "حسنى" .. مجموع نسبة "علاء" و "نهاد" تضربهم فى 2 .. تطلع دى نسبة "مهند"
هتفت "كوثر" بغضب :
- ده أخويا اتجنن فى عقله
نظرت "كوثر" الى "حسنى" وقالت :
- كده "عدنان" معدش طبيعي يا "كمال" يعنى ايه النسبه دى كلها لـ "مهند" .. "مهند" ابن أخويا أيوة .. بس زي ولادك .. ليه يميزه عنهم .. معنى كده بأه انه كمان هيميزه فى الوصيه .. ومش بعيد يعمل زى ما أبونا عمل ويكتبله كل حاجه بإسمه
هتف "حسنى" بغضب :
- ده أنا كنت أولع الدنيا .. يعنى ايه يكتبله كل حاجه بإسمه .. أنا طافح الدم فى الشركة دى وبشتغل عنده زى الكلب المذلول عشان فى الآخر يكتب كل حاجه لـ "مهند" .. لا ده أنا أقلب عليها واطيها
قالت يسرية بقلق :
- يا جماعة لازم نشوف حل .. انتوا عارفين الديون اللى علينا .. لازم نتصرف بسرعة .. أنا كان عندى أمل ان أخوكوا يفوق .. لكن كده من الواضح ان عمره ما هيفوق .. ولو عرف بالديون اللى علينا مستحيل يساعدنا
قالت "كوثر" بإحتقار :
- طبعاً مستحيل يساعدنا ده أخويا وأنا عارفاه .. مبيطلعش الجنيه الا بطلوع الروح
قالت "يسرية" بحدة :
- طيب وبعدين هنتصرف ازاى .. هنفضل ساكتين لحد ما يكتب وصيته فعلاً .. لو كتب الوصيه خلاص كل حاجة ضاعت
نظرتا لى زوجها "حسنى" والذى بدا عليه الإنهماك فى التفكير .. قائله :
- "حسنى" رد علينا .. فكر معانا
لم يجيبها "حسنى" بل أخذ مفاتيحه وتوجه مسرعاً الى خارج البيت وهى تصيح خلفه :
- "حسنى" .. "حسنى"

**************
- ليه عمى عمل كده .. كده النفوس هتشيل من بعض
قالت "فريدة" تلك العبارة شاردة وهى جالسه مع "مهند" فى غرفته .. فمسح "مهند" وجهه بكفيه وهو يقول :
- أنا مضايق جداً يا "فريدة" .. حاسس ان عمى بيخلق مشاكل بينى وبين ولاد عمى من غير ما يقصد .. "نهاد" و "علاء" مضايقين من موضوع النسب دى .. وبصراحة معاهم حق يضايقوا
- طيب هو ليه عمل كده ؟
- سألته قالى انه ادى لكل واحد نسبة على حسب كفائته فى الشغل وان النسبة قابله للتغير فى أى وقت هو يختاره على حسب مجهود كل واحد فينا
قالت "فريدة" شاردة من جديد :
- هو معاه حق .. بس المشكلة ان "نهاد" و "علاء" مش هيفهموا كده
زفر "مهند" بضيق وهو يقول :
- أنا مليش فى جو الصراعات ده .. خاصة لو كان على فلوس .. عشان كدة أنا متردد ولسه ممضتش العقد لحد دلوقتى
نظرت اليه "فريدة" قائله :
- وكمان موضوع الميراث ده اللى زود الطينة بله
ضحك "مهند" بسخرية وهو يقول :
- مشفتيش اللى حصل فى المكتب كانت هتبقى حريقة .. ولسه لما "يسرية" تعرف .. هتبقى حريقة بجد
تنهدت "فريدة" قائله :
- ربنا يهديهم كلهم .. والله الدنيا مش مستاهله ده كله .. ده النبي صلى الله عليه وسلم قال انها لا تزن عند ربنا جناح بعوضه
ثم التفتت الى "مهند" وقالت :
- بس يا ترى اللى عمله عمى ده صح ولا غلط .. يعني المفروض يوزع الميراث القديم زى ما كان زمان ولا بأسعار دلوقتى ؟ .. يعني العمارات والأرض المفروض تتحسب بأنهى أسعار .. زى ما هو عمل ولا زى ما هما عايزين ؟
قال "مهند" فى حيرة :
- بصراحة مش عارف بس هسأل فى الموضوع ده .. لازم أسأل
قالت "فريده "بأسى :
- حتى لو سألت .. عمو "عدنان" عنيد أوى مبيمشيش الا اللى فى دماغه
التفت "مهند" اليها ليقول بحزم :
- بس على الاقل مبقاش شوفت الغلط وسكت عليه .. الساكت عن الحق شيطان أخرس .. أنا ليا ان أنا أنصحه .. استجاب مستجبش هو اللى هيتحاسب أدام ربنا
صمتت "فريدة" قليلاً ثم قالت بحنق :
- شوفت اللى طنط "يسرية" و عمتو "كوثر" عاملينه فى نفسهم .. اتصدمت أول ما شوفت بشرتهم مشدودة كدة .. أنا افتكرت سافروا تركيا مع عمو "حسنى" يتفسحوا .. أتاريهم ريحين يعملوا عملية تجميل ويشدوا بشرتهم
تنهد "مهند" وهو يهز رأسه قائلاً :
- ربنا يهديهم .. سبحان الله الشيطان وعد ونفذ
نظرت اليه "فريدة" بإستغراب قائله :
- مش فاهمة يعني ايه ؟
التفت اليها "مهند" يقول بهدوء :
- "وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ" .. الشيطان توعد انه يغوى الناس انهم يغيروا فى الدين والشكل والفطرة اللى ربنا خلقنا عليها
قالت "فريدة" وهى تزم شفتيها :
- ممكن يكونوا مش عارفين انها حرام
قال "مهند" ناظراً اليها بحزم :
- المفروض تقوليلهم يا "فريدة" عشان متتحمليش الوزر معاهم .. شوفتى حاجة غلط المفروض تنصحى صاحبها .. كلامى أنا معاهم ممكن يكون محرج بالنسبة لهم .. اتكلمى انتى معاهم .. بس بهدوء متجادليش
أومأت برأسها قائله وهى تستثقل المهمة :
- طيب مع انى هتحرج أتكلم معاهم فى حاجه زى كده .. بس زى ما انت قولت يا "مهند" هكلمهم بهدوء ومش هجادل
نهضت وهى تتثائب قائله :
- يلا تصبح على خير
ابتسم قائلاً :
- وانتى من اهل الخير
أغلقت "فريدة" الباب خلفها بينما تمدد "مهند" بجسده فوق فراشه واضعاً ذراعيه خلف رأسه مستغرقاً فى تفكير عميق

فى الصباح جلست "سمر" أمام مكتب والدها بالشركة تتفحص الملفات أمامها علها تفهم كيفية سر العمل بالشركة .. لكن ضاع وقتها سدى .. كانت البيانات والدراسات أكبر من ادراكها .. أغلقت اللفات فى حنق وهى تشعر بمرارة الفشل فى حلقها .. لكم تتمنى أن تثبت لـ "فيروز" أنها تستكيع ادارة أعمال والدها بنجاح ودون أن تحتاج اليها .. فى تلك اللحظة دخل "باهر "المكتب فنهضت "سمر" قائله بلهفة :
- "باهر" كويس انك جيت .. أنا محتاسه جداً .. مش عارفه أعمل أى حاجه .. فى ورق كتير حطتهولى السكرتيرة على المكتب وقالتلى محتاج امضتى .. وأنا أصلاً مش فاهمة ورق ايه ده ولا عارفه آخد أى قرار فى أى حاجه
ربت "باهر" على ذراعيها قائلاً:
- متقلقيش يا روحى أنا هتصرف فى كل ده .. خلاص التوكيل معايا .. ارجعى انتى البيت ارتاحى
قالت "سمر"و هى تحمل هاتفها :
- لا أنا هلف على الشركة شوية وأتعرف على الموظفين وشغلهم
قال "باهر" بضيق :
- طيب وايه لزمته .. قولتلك أنا هتضرف
قالت "سمر" بحده :
- يا "باهر" ايه اللى هيرجعنى البتي ويبقى وشى فى وش "فيروز" .. أنا خلاص جبت أخرى من الست دى .. خلينى هنا أحسن .. أهو ألاقى أى حاجه تسليني
قالت "باهر" بتبرم :
- زى ما تحبي .. أنا كان قصدى راحتك
خرجت "سمر" من المكتب .. وبدأت فى المرور على مكاتب الموظفين مكتب تلو الآخر .. تحاول أن تستوعب طريقة سير العمل فى الشركة

**********
فى الظهيرة خرجت "انعام" من الفيلا وتوجهت الى مرسم "عدنان" والذى كان يقع فى حديقة الفيلا فى مكان منعزل .. يدخل اليه وينعزل عن العالم أجمع .. يتنمج فى ريم لوحاته الفنية والتى أصبحت هواية ملازمة له منذ الصغر .. كان للمرسم بابان .. أحدهما على الجدار المواجه للمكتب مباشرة .. والآخر على الجدار خلف المكتب .. توجهت "انعام" الى الباب المفتوح دوماً ألا وهو ذلك الواقع على الجدار المواجه الى المكتب .. طرقت طرقات خفيفه .. فرفع "عدنان" الجالس على المكتب رأسه لينظر الى "انعام" من خلف الباب الزجاجى وأشار لها بالدخول .. دخلت "انعام" وقالت مبتسمة :
- هعطلك عن حاجة يا "عدنان"
خلع نظارته الطبية قائلاً :
- لا أبداً يا "انعام"
أغلقت الباب خلفها وجلست على أحد المقاعد أمام المكتب وهى تقول بجديه :
- بصراحة يا "عدنان" عايزة أتكل معاك فى موضوع مهم
شبك يديه فوق المكتب وقال :
- خير يا "انعام"
صمتت قليلاً وهى تحاول أن تنتقى كلماتها بعناية ثم قالت :
- شوف يا "عدنان" بخصوص كلامك امبارح عن توزيع الميراث .. فدى حريتك .. أنا مش هتكلم فى نقطة زى دى .. بس اللى يهمنى دلوقتى هو "مهند" و "نهاد" و "علاء" . .متعملش معاهم زى ما أبونا عمل معانا يا "عدنان"
ظهر الغضب على وجه "عدنان" وقال :
- مش فاهم يا "انعام" وضحى كلامك
أخذت نفساً عميقاً ثم قالت :
- شوف يا "عدنان" أنا عارفه انك شخص عقلانى جداً وبتحسبها دايماً بعقلك .. وعارفه انك طالما اديت النسبة دى لـ "مهند" يبأه هو فعلاً يستحقها . .بس بلاش النفوس تشيل من بعضها بسبب حاجة زى كدة .. متخليش ولاد العم يخسورا بعض يا "عدنان"
أرجع "عدنان" ظهره الى الوراء وهو ينظر اليها بإمعان قائلاً :
- عرفتى منين .. "علاء" و "نهاد" اشتكوكى منى ؟
قالت على الفور :
- لأ عرفت من "فريدة" .. "مهند" كمان مضايق .. لانه حاسس ان الموضوع ده سبب مشاكل بينه وبين ولاد عمه .. بصى يا "عدنان" انت حر فى شغلك .. بس أنا هقول اقتراح لو عجبك نفذه لو معجبكش خلاص انت حر
أشار اليها أن تكمل الحديث فقالت :
- قطع ال 3 عقود اللى انت كبتتها وادى التلاته نسبه زى بعض .. واديهم مهلة وليكن مثلا 6 شهور تقيم خلالها شغلهم واللى يستحق ان نسبته تعلى عليه .. واللى يستحق ان نسبته تفضل زى ما هى خليها زى ما هى .. واللى يستحق ان نسبته تقل قللها ..
صمت "عدنان" يفكر فى ذلك الإقتراح .. تأملته "انعام" تتمنى أن يوافق حتى لا يعطى فرصة للشيطان للدخول بين أبناء العم .. وأخيراً تحدث "عدنان" قائلاً :
- خلاص يا "انعام" هعمل زى ما قولتى
اتسعت ابتسامته اوهى تتنهد فى ارتياح .. لكنه عقد جبينه قائلاً :
- بس كده "مهند" هيضايق
قالت على الفور مبتسمة :
- لا متخفش "مهند" عاقل .. وأساساً فريدة قالتلى انه لسه ممضاش العقد وانه متردد
أومأ "عدنان" برأسه وهو يقول :
- خلاص النهاردة بعد السهرة اللى عاملها فى البيت للعيلة كلها .. هجمع "مهند" و "نهاد" و "علاء" وأعرفهم قرارى الجديد
نهضت "انعام" وقد انفجرت أساريرها وهى تقول بمرح :
- خلاص وأنا مش هجيب سيرة .. بعد السهرة انت تقولهم بنفسك

*****
ألقى "علاء" بمحتوى كأسه فى فمه ومسحه بظهر يده قبل أن يقول بحنق :
- ابن التييييييييييت .. لسه فى روح يناهد ويناكف
قل له صديقه :
- الراجل ده باين عليه مش سهل أبداً .. ماغه متكلفه ومحدش عارف هو ناوى على ايه
قال "علاء" وهو يضع كأسه الفارغ فوق البار أمامه :
- بيقول هيكتب وصيته بعد ما يوزع على اخواته ميراثهم من جدى .. الميراث القديم اللى عمى نهبه لوحده .. يا اخوفى من وصيتك يا عمى
قال صديقه مستفهماً :
- تفتكر هيكتب ايه فى الوصية ؟
أخرج "علاء" احدى اللفافات من جيبه ثم نظر حوله وفى غفلة من الآخرين استنشق المسحوق كاملاً وأخذ يمسح أنفه ينفضه من المسحوق الأبيض ثم قال :
- مش عارف .. بس شكله بيزن على خراب عشه
نهض متثاقلاً وأخرج رزمة نقديه وضعها فوق البار ثم التفت مغادراً فناداه صديقه :
- على فين العزم .. ده السهرة بتبتدى
التفت اليه "علاء" وفرد ذراعيه قائلاً بلهجة مسرحية :
- عمى العزيز عامل سهرة للعيلة عنده فى الفيلا .. ولازم الرعايا كلهم يكونوا موجودين فى سهرة سموه
افرج صديقه ضاحكاً .. ثم قال :
- وناوى تعمل ايه يا حضرة الرعيه .. هتسيب سمو الملك يوزع ممتلكاته زى ما هو عايز
قال "علاء" رافعاً حاجبيه :
- ده لما يشوف حلمة ودنه
التفت مغادراً وهو يلوح له بيده من فوق رأسه

***********
فتح "حسنى" باب بيته ودلف ليجد "كوثر" تنهض عن مقعدها قائله :
- ايه يا "حسنى" .. ايه كل التأخير ده .. هنتأخر على "عدنان"
مط "حسنى" شفتيه قائلاً بوجوم :
- جاهزين ؟
قالت وهى تحمل حقيبة يدها من فوق الطاول :
- آه جاهزين
ثم التفتت تنادى قائله :
- "يسرية" .. يلا "حسنى" جه
خرجت "يسرية" من غرفتها وهى تمسك بذيل فستانها وتشير الى احدى البقع الزيتيه وتهتف بحده :
- وديت الفستان امبارح المغسله ورجعلى زى ما هو .. هروح ازاى بالمنظر ده
قالت "كوثر" وهى تتفحص البقعة :
- خلاص يا "يسرية" البسى فستان تانى
نظرت "يسرية" اليهما قائله :
- طيب روحى انتى مع أخوكى وأنا هغير وأحصلكوا بعربيتي
خرجت "كوثر" برفقة "حسنى" .. وبينما هما فى طريقهما الى الفيلا .. أتى "حسنى" اتصالاً فرد فوراً :
- ألو .. أيوة .. تمام .. لا مفيش فرصة غير دى .. زى ما اتفقنا .. على تليفون
كان "حسنى" يجيب بكلمات مقتضبه ويرمق "كوثر" بالنظرات من طرف عينيه أثناء حديثه .. أنهى المكالمة ووضع هاتفه فى جيبه .. بدا متوتراً فالتفتت اليه "كوثر" قائله :
- فى حاجة يا "حسنى" ؟
قال دون أن ينظر اليها :
- لأ عادى شغل
قالت وهى تتأمله :
- بس اسلوب كلامك كان غريب .. اكنك مش عايزنى أعرف بتتكلموا فى ايه
بداعليه الإضطراب حتى أنه كاد ان يصطدم بإحدى السيارات والتى أخرج سائقها رأسه ليطلق سبه على "حسنى" .. قال "حسنى" بحده :
- هيكون فى ايه يعنى يا "كوثر" .. قولتلك شغل .. دى "يسرية" مراتى مبتحاسبنيش كده
نظرت "كوثر" أمامها على الطريق .. وهى تشعر بأنه يكذب .. وبأنه يخفى أمراً ما .. لا يريدها أن تعلمه

***********
توجه الجميع الى غرفة المعيشة بالطابق الثانى .. دارت الخادمات بالحلوة والعصائر لتمضية الأمسية .. أداروا شريط فى التلفاز يعرض أحد الأفلام .. فتح "مهند" الشرفة ووقف فيها بمفرده .. كثيراً ما كان يشعر بالحاجة الى الانفراد بنفسه .. بعيداً عن الجميع .. لكن عينان كانت تتابعانه بإهتمام .. عينا "نهال" .. طال وقوفه .. وشروده .. ووجومه .. قمت من مقعدها وتوجهت الى حيث يقف .. أجفل "مهند" عندما رآها .. ثم أدار وجهه لينظر الى الحديقة متنهداً .. ابتسمت "نهال" وهى تقف بجواره قائله :
- مالك يا "مهند" واقف لوحدك ليه ؟
قال بإقتضاب دون أن ينظر اليها :
- شويه وهدخل
قالت برقه :
- ينفع أقف معاك
التفت "مهند" ونظر اليها بحده قائلاً :
- "نهال" لو سمحتى اتفضلى اعدى معاهم .. أنا حابب أكون لوحدى
التفت مرة أخرى لينظر الى الحديقة متجاهلاً اياها .. ظهر الأسى على محياها وهى تنظر اليه لا تبعد عيناها عن وجهه .. ثم قالت بنبره حزينه :
- لسه بتحبها ؟
التفت اليها "مهند" بحدة شديدة .. اخترقتها نظراته الحاجة الثاقبة والتى بدا فيها غضبه جلياً .. ثم تحركت شفتاه ليقول بصرامة وحزم :
- دى حاجه متخصكيش .. اوعى تتكلمى معايا فى الموضوع ده تانى
أخافتها نظراته الحادة فالتزمت الصمت .. دار على عقبيه ودخل حيث يجتمع الجميع .. التفتت تتطلع الى الحديقه حولها وهى تحاول جاهده اخفاء الدموع من عينيها

نظرت "كوثر" حولها وقالت :
- أمل فين "عدنان" ؟ .. و "انعام" كمان مختفيه
أشارت "فريدة" الى غرفة التى تقع فى نهاية الممر المؤدى لغرفة المعيشة وهى تقول :
- دخلوا المكتب من شوية
نهضت "كوثر" وقالت :
- أما أروح أناديهم
وصلت الى مكتب وكادت أن تطرق الباب لولا أن تنامى الى مسامعها صوت حديثهما .. نظرت خلفها لتتأكد خلو الممر .. ثم أرهفت أذنها ووضعتها فوق الباب .. سمعت "انعام" تقول :
- "عدنان" صدقني ده ملوش أى لازمه .. ومش هستفاد منها بحاجه
شعرت "كوثر" بالإستغراب فأرهفت سمعها أكثر .. سمعت "عدنان" يقول :
- دى ممتلكاتى وأتصرف فيها زى ما أنا عايز يا "انعام" .. أنا خلاص خدت قرارى .. المزرعة هتتكتب كلها بإسمك انتى .. الكلام ده هيتكتب فى الوصية اللى هكتبها مع المحامى آخر الاسبوع
ظهر الغضب والحقد فى عيني "كوثر" .. سمعت "انعام" تقول :
- بس يا "عدنان" ..........
قاطعها "عدنان" قائلاً :
- مبسش .. من حقى أهب اللى أنا عايزه للناس اللى بحس انهم قريبين منى .. وبيحبونى من قلوبهم .. وانتى واحدة من الناس دى يا "انعام"
اكتفت "كوثر" بما سمعت .. عادت الى مقعدها وهى تغلى من الغضب والغيظ !

************
نظر "عدنان" الى الجميع فى حبور وهو يقول :
- أكتر حاجة بتفرحنى هى لمتنا سوا .. لازم دايماً نفضل متجمعين كده .. صحيح فات كتير من حياتنا فى بعد وخلاف .. بس خلاص لازم نرجع نتجمع تانى ونكون ايد واحدة
ارتسمت ابتسامه "ساخرة على شفتى "علاء" أخفاها بقطعة حلوة دسها فى فمه .. بينما كانت "كوثر" للتلوى من الغيظظ وهى ترمق "عدنان" خفية .. أما "يسرية" فكانت نظراتها باردة جامدة .. بدا "نهاد" فى علام آخر .. متوتراً مضطرباً تتابعه نظرات "بيسان" القلقه .. قال "كامل" بغير حماس :
- طبعاً يا "عدنان" .. أحلى حاجة هى لمة العيلة
ابتسم "عدنان" وشرد بخياله قائلاً :
- فاكرين لما كنا كلنا عايشين فى بيت واحد .. فاكرين ألعابنا اللى كنا بنبدلها مع بعض .. وذكرياتنا الجميلة فى بيتنا القديم .. أنا لسه محتفظ بالبيت ده مرضتش أبداً أفرط فيه
قال "حسنى" بشئ من الحنق :
- فاكر
ثم التفت اليه قائلاً :
- وفاكر كمان لما كان أبونا الله يرحمه بيحبك وبيميزك عننا كلنا .. أكنه مخلفش غيرك يا "عدنان"
نظر اليه "عدنان" يستعيد ذكريات الماضى .. فقالت "كوثر" بحنق :
- مش بس كان بيميز "عدنان" عننا كلنا .. ده كان كمان بيميز فى معاملة الولاد عن اللبنات .. دول لهم معاملهم ودول لهم معاملة تانية .. عمره ما عامل حد فينا زى التانى .. تنهدت "انعام" قائله :
- أعتقد ده كان جهل منه .. بس مش معنى كده ان بابا كان بيحب حد وبيكره حد .. هو أكيد كان بيحبنا كلنا
نظرت اليها "كوثر" بسخرية وهى تقول :
- طول عمرك كنتى بتدافعى عنه .. يبأه ضاربك ومديكي العلقة اللى هيا وبردة تدافعى عنه
قال "عدنان" بحزم :
- مفيش داعى نفتح فى القديم .. خلونا فى النهاردة .. احنا متجمعين مع بعض .. علية كبيرة بنحب بعضها
نظرت اليه "انعام" نظرة ذات مغزى وقالت :
- بالظبط كده .. ومفيش حد فيها مميز عن التانى
أشارت بعينيها الى "مهند" ونهاد" و "علاء" .. ففهم "عدنان" مقصدها .. التفت "مهند" قائلاً لـ "عدنان" :
- أخبار آخر لوحاتك ايه يا عمى .. قولتلى فاضلها شويه صغيرين .. لسه مخلصتش برده ؟
قال "نهاد" بسخرية :
- ومن امتى والمهندسين بيهتموا بالأعمال الفنية .. دول شغلهم كله طوب وزلط وأسمنت
نظر اليه "مهند" قائلاً بهدوء :
- الشغل حاجة والهواية حاجة تانية
قام "عدنان" قائلاً :
- اللوحة فعلاً خلصت هروح أجيبها من المرسم
نهض "مهند" قائلاً :
- خليك انت يا عمى هروح أنا أجيبها
قال "عدنان" مبتسماً :
- لا خليك يا "مهند" هروح أنا
نزل "عدنان" الدرج فقابل "لميس" بالأسفل ابتسمت له فقال :
- هروح أجيب آخر لوحاتى من المرسم
أومأت برأسها قائله بإبتسامه :
- هى خلصت ؟ .. مبروك
خرج "عدنان" فأغلقت "لميس" الباب خلفه .. تفرق الجميع فى غرفة المعيشة .. نظرت "كوثر" بإهتمام الى "حسنى" التى انهمك فى مكالمة هاتفيه بدت مهمة .. ثم قامت لتغادر الغرفة .. وقفت "انعام" فى الشرفة مع "فريدة" و "نهال" .. بينما خرج "علاء" ثم تبعه "نهاد" .. بينما استأذنت "يسرية" للذهاب الى الحمام .. أما "مهند" فخرج قليلاً ثم عاد ليقف أمام احدى اللوحات المعروضة فى غرفة المعيشة يتأملها بإمعان

بعد مضى نصف ساعة .. بدا وكأن الجميع عادوا الى غرفة المعيشة مرة أخرى .. نظر "حسنى" فى ساعته قائلاً :
- هو "عدنان" اتأخر ليه
قالت "يسرية" وهى تمط شفتيها :
- فعلاً اتأخر
أخرج "نهاد" هاتفه يحاول الإتصال به ثم قال :
- مبيردش على الموبايل
قال "مهند" وهو يترك كوب العصير من يده :
- هروح أشوفه
قالت "انعام" :
- استنى يا "مهند" هكلم "لميس" تروح تشوفه
اتصلت "انعام" بـ "لميس" على اللاسلكى وأخبرتها أن تتوجه الى المرسم وتحث "عدنان" على القدوم فالجميع جالس فى انتظاره
سارت "لميس" بخطوات واسعة فى اتجاه المرسم لم تستطع رؤية ما بداخله من الباب الزجاجى بسبب الظلمة التى أحاطت بالمكان فتحت الباب ثم أضاءت النور ثـــم أطلقت صرخــة مدوية سُمع صداها فى البيت كله وهى تتطلع الى تلك الجثــة الغارقــة فى دمائهـــا !


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-15, 04:57 AM   #8

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
اتصلت "انعام" بـ "لميس" على اللاسلكى وأخبرتها أن تتوجه الى المرسم وتحث "عدنان" على القدوم فالجميع جالس فى انتظاره
سارت "لميس" بخطوات واسعة فى اتجاه المرسم .. لم تستطع رؤية ما بداخله من الباب الزجاجى بسبب الظلمة التى أحاطت بالمكان .. فتحت الباب ثم أضاءت النور .. ثـــم .. أطلقــت صرخــة مدوية سُمع صداها فى البيت كله وهى تتطلع الى تلك الجثــة الغارقــة فى دمائهـــا
انتفضت فزعة عندما سمعت خطوات من خلفها .. التفتتت بحدة وأطلقت صرخة أخرى وهى تظنه القاتل .. لكنها فوجئت بـ "عدنان" الذى قال بلهفة :
- فى ايه يا "لميس" ؟ ........

كانت تتشنج وتبكى أشارت بأصابعها الى الجثة الملقاة على الأرض .. دخل "عدنان" المرسم هاتفاً :
- لا حول ولا قوة إلا بالله
فى تلك اللحظة حضر "مهند" ونظر الى الجثه الملقاة على الأرض وقال لاهثاً :
- ايه اللى حصل .. مين اللى عمل كده
سمع "مهند" من خلفه صوت صراخ "فريدة" التى أتت خلفه وهى تنظر الى الجثة .. فصاح "مهند" فيها :
- "فريدة" ابعدى من هنا وابعدى مدام "لميس"
أتى الرجال والناس يهرولون .. فخرج "مهند" صائحاً :
- بلاش تيجوا هنا يا عمتو .. فى جثة جوه
شهق الجميع واتسعت الأعين فى فزع .. منع "مهند" الآخرين من دخول المرسم وقال بحزم :
- محدش يدخل لحد ما البوليس ييجى .. عشان الأدلة والبصمات تفضل زى ما هى ومتضعش
ما هى إلا نص ساعة ووصلت الشرطة الى مكان الحادث .. دخل أحد رجال الشرطة وألقى نظرة على الجثة الملقاة على الأرض والتى أصيبت بطلق نارى فى الصدر .. ثم خرج وترك فريقه يرفعون البصمات ويجمعون الأدلة .. نظر الى الجمع الغفير وقال :
- مين صاحب الفيلا
تقدم "عدنان" وقال بأسى :
- أنا "عدنان زياكيل" صاحب الفيلا
نظر اليه الضابط متفحصاُ وسلم عليه قائلاً :
- أنا الرائد "عادل ادريس"
أومأ "عدنان" برأسه .. فقال الرائد :
- مين القتيل ؟
قال "عدنان" متنهداً بحسره :
- ده الجناينى
عقد "عادل" ما بين حاجبيه وهو يقول بدهشة :
- الجناينى !
ثم أشار الى الفيلا قائلاً :
- طيب لو سمحتوا ياريت ندخل الفيلا .. عايز أتكلم مع كل الموجودين فى الفيلا من سكان وخدم وحرس
توجه الجميع الى الفيلا واجتمعوا فى غرفة المعيشة .. تجول "عادل" فى الفيلا بأعين متفحصه .. ثم بدأ فى التحدث مع واحد واحد منهم .. جلس مع "عدنان" فى غرفة مكتبه بينما أوقف حرساً فى غرفة المعيشة .. وأمر الحراس على البوابة بألا يسمحوا بدخول أو خروج أى أحد .. قال لـ "عدنان" ..
- اتفضل احكيلى كل الى تعرفه
تنهد "عدنان" قائلاً بأسى :
- معرفش حاجة .. كل اللى حصل انى نزلت أجيب لوحه من المرسم
انحنى "عادل" الى الأمام وقال :
- المرسم .. تقصد المكان اللى لقينا فيه الجثة ؟
أومأ "عدنان" برأسه وأكمل :
- وأنا فى الطريق جالى تليفون مهم .. اندمجت فى الكلام .. لقيت الجناينى أدامى شاورتله وقولتله يجيب اللوحة اللى على المكتب فى المرسم ويطلعها فوق فى الفيلا .. وكملت مكالمتى
حثه "عادل" قائلاً :
- ها وبعدين
- مفيش .. سمعت صوت صريخ "لميس" المسؤلة عن الفيلا والخدم .. جريت على المرسم لقيت الجناينى واقع على الأرض وبينزف وشكله مات
قال "عادل "بإهتمام :
- حد دخل المرسم غيرك
قال "عدنان" :
- مفيش غير "مهند" دخل بعدى وشاف الجثة .. وبعدين كان "علاء" و "حسنى" و "نهاد" عايزين يدخلوا بس "مهند" منعهم عشان الدلة والبصمات .. وبعدين خرجنا أنا وهو وقفلنا باب المرسم وطلبنا البوليس
قال "عادل" مفكراً :
- طيب القتيل كان له أعداء من الفيلا أو بره الفيلا
هز "عدنان" رأسه نفياً بقوة وقال :
- بالعكس ده كان راجل محترم ومكنش بيسبب أى مشاكل لحد .. ومعتقدش أبداً ان له أعداء
قال "عادل" :
- طيب اتفضل حضرتك وناديلى "مهند" .. هو يقربلك ايه
- ابن أخويا
- طيب ناديهولى
كاد "عدنان" أن ينصرف لكن "عادل" أوقفه قائلاص :
- لحظة لو سمحت يا "عدنان" بيه
التفت اليه "عدنان" فقال "عادل بإهتمام :
- لما دخلت المرسم كان النور مفتوح ولا مقفول
فكر "عدنان" قليلاً ثم قال :
- لا كان مفتوح
أومأ "عادل" برأسه .. انصرف "عدنان" وأخبر "مهند" بأن الضابط يريده .. دخل "مهند" فنظر اليه "عادل" بإهتمام وأشار اليه بالجلوس .. جلس "مهند" أمامه . .فقال له "عادل" متفحصاً :
- عمك قالى انك دخلت المرسم بعده
أومأ "مهند" برأسه .. فقال "عادل" :
- طيب ملحظتش حاجة غريبة ؟
قال "مهند" :
- لأ أبداً .. شوفت الجثة على الأرض فخرجت وخرجت عمى .. ومنعت أى حد من انه يدخل جوه المرسم
- انتوا كنتوا فين .. لما عمك كان رايح يجيب اللوحة
- كلنا كنا متجمعين فى الصالون ومنتظرين عمى يرجع باللوحة
- غاب أد ايه
- تقريباً نص ساعة
- خلال النص ساعة كلكوا كنتوا مع بعض فى الصالون ؟
- لأ .. فى اللى خرجوا ورجعوا تانى .. ولما لقينا عمى اتأخر كنت عايز أروح أطمن عليه .. عمتى "انعام" قالت انها هتخلى "لميس" تروح تشوفه .. و"نهاد" حاول يتصل بيه على الموبايل بس مردش
ضاقت عينا "عادل" وهو يقول :
- مردش ! .. طيب لو سمحت ناديلى "لميس"

دخلت "لميس" باكية مرتجفة .. جلست أمام الضابط الذى أمر بإحضار كوب ماء لها .. سألها بإهتمام :
- انتى أول واحدة شوفتى الجثة مش كدة ؟
أومأت برأسها .. فقال :
- ايه اللى حصل بالظبط
قالت بصوت مرتجف :
- "انعام" هانم كلمتنى وقالتلى أروح أشوف "عدنان" بيه فى المرسم لانه اتأخر .. روحت المرسم لقيته ضلمة .. معرفتش أشوف من الباب الازاز اذا كان فى حد جوه ولا لأ .. فتحت الباب ونورت النور ولقيت الجنانيى واقع على الأرض .. فصرخت
أجهشت فى البكاء بعدنا أنهت جملتها .. قدم لها أحدهم كوب من الماء فارتشفت بضع رشفات وهى تحاول التحكم فى أعصابها .. سألها "عادل" بإهتمام :
- بتقولى النور .. هو كان مطفى
أومأت برأسها وقالت :
- أوية كان مطفى .. أنا اللى فتحته
- انتى متأكدة ؟
- أيوة متأكدة
استغرق "عادل" فى التفكير .. ثم أمر بإحضار الجميع واحد تلو الآخر
قال "علاء" :
- أنا كنت معاهم كلهم .. حتى اسألهم .. خرجت بس روحت الحمام ورجعت تانى
بينما قال "حسنى" :
- كنت بتكلم فى التليفون مخدتش بالى مين ساب الأوضة وخرج .. وطول الوقت وأنا فى الأوضة مخرجتش
أما "يسرية" :
- أنا دخلت الحمام ورجعت تانى على طول .. انتوا ليه بتعاملونا على اننا مجرمين .. ما يمكن يكون حد من اللى بيشتغلوا فى الفيلا هو اللى قتله
و "كوثر" انفعلت قائله :
- أيوة خرجت .. حبيت أمشى رجلى شوية .. نزلت لحد تحت وجيت عشان أخرج من باب الفيلا حسيت نفسى دايخه لانى مريضة بالضغط .. طلعت تانى وخدت الدواء من شنطتى وأعدت معاهم ومحاولتش أنزل تانى
قال "نهاد" :
- أيوة خرجت .. "بيسان" كانت عايزة حاجة من الأوضة اللى بنبات فيها لما بنيجي الفيلا .. روحت جبتهالها وجيت على طول
قالت "بيسان" :
- أيوة حصل أنا طلبت من "نهاد" يجبلى شال من الأوضة لانى حسيت نفسى بردت .. وطول الوقت وأنا أعده مكانى متحركتش
قالت "انعام" :
- أنا و "نهال" و "فريدة" كنا فى البلكونه ومخرجناس منها الا على صوت صريخ "لميس"

انتهى "عادل" أيضاً من استجواب الخدم والحرس الذين أكدوا بعدم دخول أو خروج شخص غريب من الفيلا على الأطلاق .. كاد عقل "عادل" أن يجن .. نزل ليعاين الفيلا من الخارج .. والحديقة .. ثم نظر الى السور والتمعت فى رأسه الإجابة .. السور .. لابد أن القاتل قفز من فوق السور نفذ جريمته ثم هرب بنفس الطريقة التى دخل بها .. صاحت "كوثر" بحنق :
- احنا هنفضل كدة كتير .. الفجر هيأذن احنا تعبنا
قال "عادل" :
- خلاص تقدروا تتفضوا تروحوا
انفض الجميع وغادر الجميع الفيلا وبقى سكانها .. جلست "فريدة" على الأريكة فى غرفة المعشية ترتجف خوفاً .. جلس "مهند" بجوارها وأحطاها بذراعه قائلاً :
- خلاص يا "فريدة"
قالت باكيه :
- الراجل الغلبان يا عيني اتقتل .. مين يعمل كده طيب .. شوفت كان شكله عامل ازاى .. أنا خايفة أوى يا "مهند"
ربت على ظهرها قائلاً :
- خلاص يا "فريدة" انسى اللى شوفتيه .. متخافيش أنا معاكى
أذن الفجر فدخلت "فريدة" لتأدية الصلاة ..بينما توجه "مهند" الى المسجد وهو فى حيرة من أمره .. من ذا الذى يقدم على تلك الفعله .. وكيف دخل القاتل الى الفيلا !

فى صباح اليوم التالى توجه "عدنان" الى قسم الشرطة وطلب مقابله الرائد" عادل" الذى نهض لإستقباله وهو ينظر اليه متفحصاً .. قال "عدنان" بقلق :
- أنا عايز أعرف انتوا قدرتوا توصلوا لحاجة ولا لأ
مسح "عادل" وجهه بكفيه ثم ضحك قائلاً :
- بالسرعة دى .. أكيد لسه
ثم تحدث بجدية قائلاً :
- بس اللى أكيد هو حاجتين
سأل "عدنان" بإهتمام :
- ايه هما
قال "عادل" وهو يعقد يديه فوق المكتب :
- أول حاجة اللى كان مقصود بالقتل حضرتك مش الجناينى
اتسعت عينا "عدنان" بينما أكمل "عادل" قائلاً وهو يشير بأصابع يده :
- أولاً : اللى عايز يقتل الجناينى يقتله فى أى مكان فى الجنينة أو فى أوضته .. اشمعنى المرسم
ثانياً : لما مدام "لميس" اكتشفت الجثة قالت ان النور فى المرسم كان مطفى .. يعني اللى دخل يقتل دخل وهو عارف ان الشخص اللى هيكون فى المرسم فى اللحظة دى هو حضرتك
ثالثاً : الجناينى ملوش أى عداوات مع أى حد .. لكن حضرتك فى خلاف قوى بينك وبين أفراد أسرتك على ميراث قديم
ظهر التفكير على "عدنان" والضيق فى عينيه وهو يقول :
- وايه الحاجة التانية اللى حضرتك متأكد منها
أرجع "عادل" ظهره الى الوراء وهو يقول بلامبالاة :
- ان القاتل نط من على السور ونفذ جريمته وهرب تانى
ابتسم "عدنان" بسخرية وقال بثقه :
- لا معلش يا باشا فاتتك دى
نظر اليه "عادل" بإستفهام فأكمل "عدنان" :
- السور كله متحاط بأجهزة انذار حساسة لأى حركة
عقد "عادل" جبينه فى تركيز وهو ينظر الى "عدنان" الذى قال :
- ومحدش أبداً يعرف ان فى أجهزة انذار على السور الا أنا و "مهند" .. حتى الحرس ميعرفوش
- "مهند" ابن أخوك ؟
- أيوة
حك "عادل" ذقنه بأصابعه وهو يحاول تجميع الخيوط ببعضها البعض .. ثم نظر الى "عدنان" هاتفاً بحنق :
- وليه ما قولتش الكلام ده امبارح .. عارف الكلام ده معناه ايه .. معناه ان القاتل شخص من جوه الفيلا .. شخص من اللى كانوا متجمعين فى السهرة امبارح
ضاقت عينا "عدنان" وصاح :
- يعني تقصد ان اللى قتل الجانينى ده واحد من عيلتى أو من الخدم كان قاصد انه يقتلنى أنا
أومأ "عادل" برأسه قائلاً :
- معنديش أى شك فى كده .. عايزك بأه بالراحة كدة وبهداوه تحكيلى تفاصيل الخلاف بينك وبين أفراد عيلتك .. نفر نفر

*****************
دخلت انعام غرفة الطعام لتجد "مهند" جالساً بمفردة يحتسى فنجاناً من الشاى .. فحيته قائلاً :
- صباح الخير يا "مهند"
التفت اليها قائلاً :
- صباح النور يا عمتو
جلست "انعام" وهى تقول بأسى :
- معرفتش أنام طول الليل .. يا عيني صعبان عليا الراجل اللى كات ده
بدا "مهند" شارداً ممعناً فى التفكير .. فقالت "انعام" :
- أكيد المجرم نط من على السور وموته .. بس نفسى افهم ليه موته .. الراجل كان فى حاله ومبيضايقش حد
نظر "مهند" اليها بعزم قائلاً :
- لأ مستحيل يكون القاتل نط من على السور يا عمتو
التفتت اليه وقالت :
- يعني ايه يا "مهند" .. ليه مستحيل ؟
أخذ "مهند" نفساً عميقاً ثم قال :
- السور كله متركب عليه أجهزة انذار ومحدش أبداً يعرف الموضوع ده غيري أنا وعمى "عدنان" .. امبارح بعد ما البوليس مشى فكرت ان ممكن يكون القاتل عطل الأجهزة .. روحت الكونترول روم .. الأجهزة شغاله زى ما هى .. وكمان فى تايمر بيحدد هل الأجهزة انفصلت عن العمل ولا لأ .. لقيت التايمر تمام .. الانذار كان شغال طول الوقت متفصلش ثانيه واحدة .. يعني مستحيل حد ينط على سور الفيلا وإلا كانت الأجهزة كلها اشتغلت .. القاتل واحد من جوه الفيلا
قالت "انعام" بدهشة وهى تحاول استيعاب ما يحدث :
- يعني مين هيكون لها مصلحه فى قتل الجنايني يا "مهند"
نظر اليها "مهند" بثبات وقال :
- اللى كان المقصود بالقتل عمى .. مش الجنايني
شهقت "انعام" ووضعت كفها على فمها وقد اتسعت عيناها فزعاً

*****************
التف "حسنى" و "يسرية" و "كوثر" و "نهال" و "علاء" على طاولة الطعام .. قالت "يسرية" بحنق :
- كنت هتجنن امبارح .. عشان حتت جناينى يعاملونا أكننا مجرمين
قالت "نهال" بأسى :
- يا حرام صعبان عليا أوى
قال "حسنى" شارداً :
- حكاية لا كانت على البال ولا على الخاطر .. ربنا يستر وتعدى على خير
هتفت "كوثر" بحنق :
- واحنا مالنا ومال اللى حصل .. أكيد حد من الشغالين فى الفيلا كان بينه وبين الجناينى مشاكل والخلاف اتطور قام قتله
قال "علاء" بتبرم :
- تفتكروا هيطلبونا نروح القسم ولا هيكتفوا بالمحضر اللى اتعمل امبارح
هتفت "كوثر" بعصبية :
- لا قسم ايه .. أنا مدخلش قسم أنا .. قال قسم قال .. أما أقوم أجيب دوا الضغط بتاعى .. الصداع هيموتنى من امبارح
قامت "كوثر" وتركت خلفها كل منهم شارداً فى مكان آخر

******************
تنهدت "بيسان" بحسرة وهى تجلس على الأريكة قائله :
- كنت هموت من الرعب امبارح .. الحمد لله ان محدش مننا جراله حاجه
قال "نهاد" شارداً :
- أهاا
تفحصته "بيسان" قائله :
- مالك يا "نهاد" من امبارح وانت سرحان ومش على بعضك
قال "نهاد" بإضطراب :
- ليه يعني .. ما أنا كويس هو .. بيتهيألك بس
نظرت اليه "بيسان" وقالت بثقه :
- أنا عارفاك كويس أوى يا "نهاد" فى حاجه قلقاك وموتراك .. اتكلم معايا
نهض بعضبيه وهو يقول :
- أنا مش فاضى أعد وأتكلم أنا عندى شغل .. يلا سلام
خرج وأغلق باب البيت خلفه .. لكن قلب "بيسان" ازداد قلقاً على قلق

**************
جلست "سمر" على الأريكة تضرب أزارا هاتفها فى عصبيه .. نهضت وهى تسير يميناً ويساراً فى عصبيه واضعه هاتفها فوق أذنها .. ثم تمتمت بحنق بعدما سمعت صوت محدثها :
- "باهر" ليه مبتردش عليا
أتاها صوته ناعساً وهو يقول :
- معلش يا روحى كنت نايم
قالت بضيق :
- نايم من امبارح الضهر .. أنا بكلمك بقالى يومين
قال معتذراً بهمس :
- معلش يا روحى لما أصحى هكلمك
قالت "سمر" بعصبية :
- طيب ضرورى تكلمنى لان فى أوراق وعقود وأنا مش عارفه أتصرف لوحدى وانت من امبارح مروحتش الشركة
- طيب يا روحى .. سلام
قالت "فيروز" والتى كانت واقفة خلفها تستمع الى المكالمة :
- خليكي كده لحد ما ياخد اللى وراكى واللى أدامك
التفتت اليها "سمر" بحده قائله :
- ملكيش دعوة لو سمحتى
قالت "فيروز" بحنق :
- فوقى بأه .. بلاش تبقى هبله .. هو فى واحده تآمن لراجل .. ده الخيانة فى دمهم .. مكنش لازم تعمليله توكيل .. خليه شريك معاكى فى الإدارة والغى التوكيل اللى عملتيهوله ده
قالت "سمر" بحيرة :
- بس لما طلبتى منى انك تديري الشركة بدالى .. قولتيلى انى لازم أعملك توكيل عشان تعرفى تشوفى الشغل فى الشركة .. طالما ينفع انى أشركك فى الادارة طلبتى منى توكيل ليه ؟
قالت "فيروز" بتوتر :
- عادى يعنى عشان أتصرف بحرية أكبر .. لكن مش تروحى تعملى للواد ده توكيل
قالت "سمر" بحده :
- مسموش الواد ده .. اسمه "باهر" .. خطيبى .. وخلال فترة صغيرة هيبقى جوزى
أطلقت "فيروز" ضحكة عالية ساخرة وهى تقول :
- جوزك .. انتى لسه عندك أمل انه يتجوزك
شبكت "سمر" ذراعيها أمام صدرها وهى تقول بحده :
- وليه بأه ميتجوزنيش
اختفت ابتسامة "فيروز" واقتربت منها قائله بجديه :
- اسمعيني كويس .. انتى عارفه كويس ان فى الفترة الأخيرة باباكى بدأ يخسر فى شغله .. وراس المال يقل .. "باهر" زمانه دلوقتى عرف وضع الشركة كويس .. وعرف انها مش هتستمر كتير .. مش هينوبك الا تمن بيعها مش أكتر .. لكن أرباح زى الأول انسى .. الشركة محتاجه شغل جبار عشان تقدر تقف على رجليها زى الأول .. و "باهر" مش بتاع شغل .. لما يعرف الوضع كويس .. هتلاقيه خلع .. ده ان مبعش الشركة بالتوكيل اللى حضرتك عملاهوله قبل ما يخلع
احتدت "سمر" بعنف قائله :
- اسكتى خالص .. انتى فاكرة كل الناس زيك .. أنا و "باهر" بنحب بعض .. فاهمه .. طبعاً انتى متعرفيش يعني ايه حب لانك انسانه مادية وكل اللى يهمك مصلحتك وبس
ضحكت "فيروز" عالياً وهى تقول :
- حب ! .. مممممم ماشى أما نشوف رد فعل حبيب القلب لما يعرف ان حضرتك على وشك الإفلاس .. ساعتها هنشوف الحب اللى بتتكلمى عنه
غادرت "فيروز" .. فجلست "سمر" فوق الأريكة واجمة .. مسحت وجهها بكفيها وقد بدأت كلام "فيروز" يشعرها بالقلق .. لكنها نفضت تلك الأفكار من رأسها وتمتمت بخفوت :
- لا "باهر" مش كده .. "باهر" مش ممكن يسيبنى
حاولت اقناع نفسها بتلك الكلمات .. لكنها وعلى الرغم منها لم تستطع ازالة القلق الذى انتشر فى قلبها انتشار النار فى الهشيم .. أخذت تتساءل .. اهى حقاً واثقة من حب "باهر" لها ؟ .. أحقاً واثقة أنه لن يتخلى عنها ؟ .. أحقاً واثقة أنه لن يخون ثقتها ؟ .. خفق قلبها بقوة .. لأن الإجابة .. أرعبتها !

***************
جلس أحد المساعدين أمام الرائد "عادل" وقال له :
- غريبة أوى القضية دى .. كل الناس حوليه بيكرهوه .. يعني ممكن يكون أى واحد من اللى كانوا فى السهرة .. او حتى من الخدم
قال "عادل" وهو يرجع ظهره الى الوراء وينقر بقلمه فوق أحد الملفات :
- لأ مش من الخدم .. ايه مصلحة حد من الخدم انه يحاول يقتل "عدنان" .. القتل مش بدافع السرقة القتل كان متعمد .. وقرايبه كلهم ليهم مصلحه فى قتله عشان ميكتبش وصيته
سأله مساعده :
- بتشك فى حد معين يا فندم ؟
قال "عادل" شارداً :
- الوحيد اللى كان عارف ان فى جهزة انذار على السور هو "مهند"
- يعني بتشك فيه
قال "عادل" بثقه :
- بالعكس .. هو أقل واحد بتحوم حوليه الشكوك .. لأنه منع دخول الناس للمرسم .. وقفل المرسم عشان الأدلة والبصمات متضعش .. لو هو فعلاً اللى قتل أو اللى أجر حد يقتله .. هيبقى من مصلحته ان الأدلة تطمس
ثم قال :
- وكمان الباقيين دوافعهم أكبر من دوافع "مهند"
- يعني "مهند" خرجته من دائرة الشكوك
قال "عادل وهو يرفع حاجبيه بحزم :
- مفيش حد خارج دائرة الشكوك .. بس فى درجات
ثم انحنى بجسده فوق المكتب وقال بثقه :
- وأكبر واحد بتحوم حواليه الشكوك هو "حسنى" أخو "عدنان" .. الشهود بيقولوا انه كان بيتكلم فى التليفون وبطريقة مريبة .. وكمان فى حاجة "نهاد" قال انه اتصل بـ "عدنان" و "عدنان" مردش عليه .. عايزك تروح شركة الاتصالات اللى تبع خطين "حسنى" و "نهاد" وتجبلى سجل المكالمات من بداية اليوم اللى حصل فيه الجريمة
ثم قال بثقة :
- أكيد هنكتشف حاجة توصلنا لبداية الخيط
لكنه لم يكن يعلم وقتها أنه مخطئ فى ثقته .. فبعد يومين أتى المساعد بسجل المكالمات ليكتشف أن "نهاد" بالفعل أجرى مكالمة على هاتف "عدنان" و بسؤال "عدنان" قال :
- أنا قولت لحضرتك كان معايا مكالمة تانيه .. وكان "نهاد" على الويتينج .. بس كانت المكالمة مهمة فمقطعتهاش
أما سجل مكالمات "حسنى" فثبت أن الرقم الذى كان يهاتفه .. رقم دولى .. تحديداً .. من تركيــا ! .. وبسؤاله قال :
- دول ناس بينا وبينهم بيزنس وكنت مسافرلهم فترة .. وكنت بتكلم معاهم عشان تفاصيل الشغل مش أكتر
عادت الحيرة تحيط بـ "عادل" مرة أخرى .. تُرى من منهم القاتــل ؟! .. وكيف نفذ جريمته ؟! .. لا أثر يدل على اقتحام الفيلا أو حتى تسلقها فأجهزة الإنذار اختبرها بنفسه وهى حساسة للغاية .. أجهزة الإنذار ظلت تعمل بكفائه .. تم تفتيش الفيلا والحديقة والمرسم جيداً .. لم يدخل أو يخرج أحد .. والأهم .. سلاح الجريمة مختفى .. وكذلك البصمات لا أثر لها .. والأغرب .. كيف علم القاتل بوجود "عدنان" فى المرسم فى هذا الوقت تحديداً .. إلا إذا كان على صلة بأحد من أقرباء "عدنان" والذى أعطاه التعليمات بتنفيذ الجريمة .. لكن يبقى السؤال كما هو .. كيف دخل القاتل ؟! .. وكيف خرج ؟! .. ومن ساعده ؟! .. أم أن أحد أقرباء "عدنان" هو من نفذ الجريمة بيده ؟! .. لكن كيف ؟! .. ومتى ؟! .. وأين أخفى المسدس الذى نفذ به جريمته ؟!


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-15, 03:08 AM   #9

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
مرت الأيام التالية على "عدنان" وهو حيرة من أمره .. ازدادت فترات صمته .. ووجومه .. وشرودة .. يحاول أن يتوصل الى معرفة الشخص الذى حاول قتله .. أصبح يشك فى كل من حوله .. فكل منهم له دافع لقتله .. حاول أن يحل لغز تلك الجريمة المعقدة فلم يستطع .. أصبح عصبياً وقلوقاً .. ويتعامل مع الجميع بحذر .. لكن بقى عنده أمل .. فى أن يكون الرائد "عادل" مخطئاً .. وأن يكون القاتل من خارج الفيلا .. دخل بطريقة ما ونفذ جريمته ثم هرب مرة أخرى .. حاول أن يبث الإطمئنان بداخله .. لكن عقله بقى منتبهاً .. لكل شاردة وواردة ......

دخل "مهند" مكتب "عدنان" محيياً اياه قائلاً :
- صباح الخير يا عمى
- صباح النور يا "مهند"
- السكرتيرة قالتلى ان حضرتك عايزنى
أومأ "عدنان" برأسه وأشار له بالجلوس .. جلسه "مهند" يتطلع الى عمه بإهتمام .. قال "عدنان" بجديه :
- "مهند" .. أنا محتاجلك جمبى .. أنت أكتر حد بثق فيه دلوقتى .. بعد اللى حصل ده بقيت بشكل فى كل اللى حوليا
قال "مهند" على الفور :
- متقلقش يا عمى .. أنا جمبك
قال "عدنان" وهو ينظر اليه بحزم :
- أنا قررت أعينك نائب رئيس مجلس ادارة الشركة
جمدت ملامح "مهند" لذاك الخبر الصادم .. فأكمل "عدنان" :
- أنا محتاجك جمبى يا "مهند" .. أنا معرفش مين اللى كان عايز يقتلنى .. بس اللى أنا متأكد منه أنه أكيد هيحاول تانى .. لما أعينك نائب ليا فأنا كده بستفز القاتل .. وأكيد أكيد هيغلط ويكشف نفسه
قال "مهند" وهو مطرقاً برأسه :
- بس يا عمى الحكاية دى ممكن تخلق عداوات بينى وبين "نهاد" و "علاء" و عمى "حسنى"
هتف" عدنان" بحدة وهو يشيح بيده :
- العداوات أصلاً موجودة .. أنا موتى وسمى الناس الحقوده اللى تبص على اللى فى ايد غيرها .. دى فلوسى ودى شركتى وأنا حر فيها .. أمشيها على مزاجى أنا مش مزاجهم هما
صمت "مهند" حتى لا يثير غضب عمه أكتر .. حاول "عدنان" تمالك نفسه قائلاً :
- "مهند" عمك بيقولك انه محتاجلك .. هتقف جمبه ولا لأ ؟
أطرق "مهند" قليلاً وأخذ نفساً عميقاً ثم رفع رأسه قائلاً :
- طبعاً يا عمى .. هقف جمبك
ابتسم "عدنان" وأشار له برأسه للإنصراف .. غادر "مهند" مكتب عمه وهو يفكر بغضب .. من ذا الذى يجرؤ على محاولة قتل "عدنان" .. كيف يعمى الطمع الناس بهذا الشكل .. لدرجة أن يفر الواحد منهم فى القتل طمعاً فى ممتلكاته .. كيف يخلق المال العداوة والبغضاء بين أبناء الرحم الواحد .. كيف يأتون بأكبر الكبائر من أجل حفنة جنيهات .. لن تسمن ولن تغنى من جوع يوم العرض على رب الأرباب .. يوم يقدم لكل نفس ما عملت .. كيف سيكون رد كل منهم على رب السماوات .. عندما يسأله لما قتلت عبدى ؟!
دخل "مهند" مكتبه ماراً بمكتب سكرتيرته .. فقال دون أن ينظر اليها :
- لو سمحتى مش عايز أن ازعاج دلوقتى لا مقابلة ولا تليفون
قامت بأدب وقالت :
- حاضر يا فندم
تابعته بعينيها حتى دخل المكتب .. بعد قليل أتتهى احدى الفتيات العاملات بالشركة .. ألقت نظرة على غرفة "مهند" ثم قالت :
- ازى "هتلر"
ضحكت السكرتيرة بخفوت وهى تنظر الى باب مكتب "مهند" المغلق مخافة أن يسمعهما وقالت هامسه :
- حرام عليكي ده "هتلر" ؟
قالت الفتاة بضيق :
- أيوة "هتلر" .. "هتلر" كان بيعذب اليهود .. وبشمهندس "مهند" بيعذبنا احنا .. من ساعة ما جه الشركة وهو ما بيفوتش أى حاجه .. ومركز أوى فى كل حاجه
ثم تنهدت قائله بحسره :
- فين أيام سى "عيييلاء"
ضحكت السكرتيرة وقالت :
- لا "عيييلاء" ايه بأه ما راحت عليه خلاص .. البشمهندس "مهند" بأه الكل فى الكل دلوقتى .. ده بأه أهم من أستاذ "حسنى" وأستاذ "نهاد" شخصياً
قال الفتاة بحنق وهى تنظر الى الباب المغلق :
- ما هو لو يفك التكشيره بتاعته دى كان ممكن يبقى مبلوع .. لكن شخط ونطر وتكشره ويحاسبك على الواحدة كده أوفر أوى
فتح "مهند" باب المكتب فجفلت الفتاتان .. تظاهرت السكرتيرة بأنها تعطى الفتاة احدى الملفات .. خرج "مهند" دون أن يهتم بالنظر اليهما .. تابعته الفتاتان بأعينهما ثم هتفت الفتاة :
- يا باى على دى قلبة وش
هتفت السكرتيرة وهى تدفعها بيدها :
- يلا يا بنتى متجبيلناش مشاكل .. لو كان سمعنا كان زمانه سوحنا .. يلا كلى عيش

*******************
جلس "نهاد" منهمك فى عمله فى مكتبه .. عندما رن هاتفه المحمول .. نظر الى المتصل فى توتر .. ثم أطلق سبه وتحدث قائلاً بتوتر:
- عايزه ايه ؟
أتاه صوت أنثوى ناعم يقول :
- وحشتني يا حبيبى
قال "نهاد" بإضطراب :
- لو سمحتى أرجوكى سبيني فى حالى مراتى لو عرفت هتبقى مشكلة
أطلقت المرأة ضحكة قبل أن تقول :
- ايه يا "نهاد" اللى حصلك .. مالك خايف منها كده ليه .. وبعدين يا حبيبى مين قالك انها هتعرف .. أنا مش ممكن أأذيك أبداً
قال "نهاد" بحزم وإن لم يستطع اخفاء التوتر من صوته :
- لو سمحتى دى آخر مرة تتصلى بيا .. ولا أقولك أنا هغير الخط خالص .. سلام
وبحركة سريعة نقل الأرقام المسجلة على الشريحة الى الهاتف .. ثم أخرج الشريحة ووضعها فى جيبه وفتح أحد الأدراج ليخرج منها شريحة أخرى وضعها بدل الأولى .. زفر بضيق وهو يعاود عمله محاولة التركيز مرة أخرى
عاد "نهاد" الى عمله شارداً كعادته فى الآونة الأخيرة .. حاول أن يندمج مع "بيسان" فى الحديث حتى لا يثير شوكها .. لكن "بيسان" تعرفه جيداً .. تعرفه أكثر من نفسه .. علمت بأن هناك ما يشغل باله ويقلقه .. حاولت معرفة السبب لكنه أنكر .. فإستسلمت وتظاهرت بأنها تصدقه .. لكن عقلها ذلك يدور ويدور .. تحاول أن تخمن سبب قلق زوجها وتوتره !

*********************
انكبت "نهال" على اللعب فى هاتفها بينما يدور حديث ساخن حولها فى بيت عمها .. قالت "انعام" :
- ربنا يستر .. الواحد معدش حاسس بالأمان نهائى
قالت "يسرية" بحيرة :
- بس ازاى المجرم ده دخل الفيلا .. السور زى ما قولتوا عليه انذار .. مين كان يعرف بموضوع الانذار ده ؟
قالت "كوثر" بنبرة ذات معنى :
- "عدنان" قال ان محدش يعرف بموضوع الإنذار غير "مهند" .. هو الوحيد اللى عارف ان مينفعش المجرم ينط من على السور والا هينكشف
قالت "انعام" شاردة :
- الغريب ان محدش عارف لحد دلوقتى ازاى المجرم ده دخل .. وازاى خرج .. ولا حتى لقوا المسدس
قالت "يسرية" مستفهمة :
- طيب احنا ازاى مسمعناش صوت الطلقة ؟
قالت "كوثر" على الفور :
- ودى محتاجة ذكاء يا "يسرية" أكيد كان حاطت فيه كاتم للصوت .. وإلا كان زمانها سمعنا ضرب النار
قالت "نهال" بضيق :
- بلاش السيرة دى بأه أنا بضايق كل ما بفتكر اللى حصل .. وبترعب جداً
قلت "انعام" مبتسمه وهى تنظر اليها :
- متخفيش يا حبيبتى .. عمك "عدنان" غير طقم الحراسة كله .. والإنذار شغال 24 ساعة
ثم قالت :
- ان شاء الله مش هيحصل حاجة وحشه
أتت "لميس" فى تلك اللحظة لتخبرهم بأن الغداء جاهز .. تلاقت عيناها مع عيني "يسرية" بدا وكأن عينا المرأتان تتحدثان بلغة لا يفهمها سواهما .. التفوا حول طاولة الطعام .. تساءلت "نهال" بإهتمام :
- فين "مهند" ؟
قالت "انعام" :
- لسه مجاش من الشركة .. حتى "عدنان" قال هيتأخر النهاردة
أومأت برأسها وقد أصابها الإحباط .. فما كان سبب قدومها الى بيت عمها فى هذا اليوم الا بهدف رؤيته .. أكملت طعامها فى شرود

************
جلست "سمر" وسط أصدقائها شاردة .. شعرت فجأة بالضيق من صوت الموسيقى الصاخب .. فتوجهت الى الشرفة تستنشق هواءاً نقياً .. جلس أحد أصدقائها بجوار "باهر" قائلاً بمرح :
- ايه الأخبار .. سمعت انك بقيت رئيس مجلس ادارة شركة "سمر"
نظر اليه "باهر" بحدة قبل أن يرشف من كأسه قائلاً :
- شركة ايه .. الشركة بتودع
عقد صديقه حاجبيه قائلاً :
- ازاى يعني ؟
قال "باهر" بتهكم :
- كلها كام شهر والشركة تفلس
رفع صديقه حاجبيه بدهشة فأكمل "باهر" :
- كنت فاكر انها شركة كبيرة وتستاهل الواحد يديرها .. أتاريها بتودع .. عايزه شغل جبار عشان تقف على رجليها من جديد .. وأنا مش بتاع الكلام ده خالص
قال صديقه وهو يرمق "سمر" الواقفة فى الشرفة بنظراته :
- وبعدين هتعمل ايه ؟ .. "سمر" عارفه
قال "باهر" بلا مبالاة :
- ايوة عارفه .. بس أنا مفيش فى ايدى حاجه
ثم قال بضيق :
- أصلاً هقولها تشوفلها مدير تانى غيري .. أو تخلى مراة باباها تشوف السغل أكيد هى فاهمة فى شغل جوزها .. الا ما عمرى اشتغلت فى حياتى أبداً آجى دلوقتى أعد على مكتب
ضحك صديقه قائلاً :
- طيب ووافقت أصلاً من الأول ليه ؟
قال "باهر" بلا مبالاة :
- قولتلك كنت فاكرها شركة كبيرة .. ومركز و اسم .. وفلوس متلتله .. لقيت خربانه على الآخر
ثم قال بحزم :
- سيبك بأه من الكلام ده دلوقتى متفصلنيش
عاد للإندماج فى المزاج والحديث مع رفقته .. بينما وقفت "سمر" فى الشرفة كعادتها تنظر الى البيوت .. وتتخيل ما يحدث بداخلها .. تتخيل أنها وسط عائله من نسج خيالها .. تعيش معهم وبهم ولهم .. لعل هذا هو الشئ الوحيد الذى يهون عليها حالها .. فتلك التخيلات تشعرها براحه وبسعادة .. سعادة مؤقته .. ومصطنعه .. لكنها أفضل من لا شئ ! ..

**************
احتدت "يسرية" قائله :
- يعني ايه عين "مهند" نائب رئيس مجلس ادارة الشركة .. وانت روحت فين يا "حسنى"
زفر "حسنى" بضيق وقال وهو يتهالك فوق فراشه :
- مش ناقصك يا "يسرية" دلوقتى أنا اللى فيا مكفيني
ثم قال بغل :
- من ساعة مسمعت خبر التعيين وأنا دمى فاير .. يحط حته عيل زى ده نائب له .. يعني ريس عليا أنا
قالت "يسرية" وهى تجلس بجواره :
- وهتسكت على الموضوع ده
قال بتهكم :
- وأنا فى ايدي ايه أعمله .. وبعدين للأسف مضطر أهدى اللعب شوية .. ومظهرش أى عداوة لا لـ "عدنان" ولا لـ "مهند" فى الوقت الحالى .. لحد ما نشوف حكاية الجناينى اللى اتقتل دى هتخلص على ايه
قالت "يسرية" هامسة وهى تنظر الى باب الغرفة المغلق تخشى أن تسمعها "كوثر" التى تعيش معهم فى نفس المنزل :
- طيب قولى .. هتعمل ايه فى الصفقة اللى بين شركة "عدنان" وبين الشركة التركية .. هستتمر زى ما قولتلى
قال هامساً هو الآخر :
- مش عارف .. خايف الحكاية تتكشف يا "يسرية"
قالت بحماس :
- لا هتتكشف ولا حاجة .. انت اتفقت معاهم بنفسك وهما رجال أعمال يعنى أهم حاجه عندهم المكسب وبس .. وبعدين الفلوس اللى طلعالنا من الموضوع ده مش قليلة يا "حسنى" .. وأيك شايف أخوك اتهبل فى عقله على الآخر .. ومش بعيد يعد فى بيته ويخلى "مهند" هو المسؤل الأول عن الشركة
قال "حسنى" مفكراً :
- معاكى حق .. الواحد مش عارف بكرة فيه ايه .. وبطريقة تفكير "عدنان" دى .. الواحد مش مطمن أبداً
قالت "يسرية" :
- بقولك ايه مش عايزاك تعمل مشاكل معاه خالص .. وافق على كل حاجة يقولها .. حسسه ان الفلوس مش مهمة عندك .. "مهند" عرف ياكل بعقله حلاوة .. خليك انت أنصح من "مهند" .. وحاول تقرب من أخوك على أد ما تقدر
قال مقتنعاً بكلامها :
- معاكى حق يا "يسرية" .. لازم أكون أذكى من "مهند"

- هتجنن يا "مها" .. مش عارفه أعمل ايه عشان يحس بيا
قالت "نهال" ذلك فى وجوم وهى جالسه مع صديقتها فى غرفة هذه الأخيرة .. ثم أكملت بحزن :
- كل ما أحاول أتكلم معاه يصدنى .. نفسى أفهمه انى كبيره وفاهمه مشاعرى كويس .. بحس انه بيتعامل معايا أكنى طفلة صغيره
قالت "مها" وهى تتناول الآيس كريم من طبقها :
- قولتلك قبل كده انتوا الاتنين عايشين مع بعض فى بيت واحد
نظرت اليها "نهال" قائله بحيرة :
- يعني أعمل ايه
غمزت لها "مها" وقالت :
- اغريه يا ريا
قالت "نهال" متأففه :
- "مها" أنا عايزاكى تنصحيني بحاجه أقدر أنفذها
قالت "مها" وهى تحشو فمها بالآيس كريم :
- هقولك .. عشان يحس انك كبيره فعلاً ومعدتيش صغيره .. وعشان تجننيه وتشعلليه .. لازم يحس انك مرغوبه من الطرف الآخر
رفعت "نهال" حاجبيها بدهشة وقالت :
- ازاى يعني ؟
قالت "مها" بحماس :
- خليه يشوفك مع حد من الشلة بتاعتنا .. مرة واتنين وتلاته أنا واثقة ان مشاعره هتتحرك وهيبتدى يغير عليكي ويحس بيكي
قالت "نهال" شارده :
- تفتكرى
قالت "مها" بنفص الحماس :
- أيوة يا بنتى طبعاً .. لما يشوف حد معجب بيكي هيعرف انك كبرتى وهيبتدى يشوفك بطريقة تانية
قالت "نهال" وقد راقت لها الفكرة :
- فكرة حلوه وسهل أنفذها
ارتسمت ابتسامه على شفتيها .. وهى تتخيل نجاح خطتها !


******************
جلست "سمر" على الأريكة حاملة طبق طعامها فى يدها .. تشاهد التلفاز وتقلب من حيث لآخر .. دخلت "فيروز" من الخارج .. فنظرت "سمر" بسخرية الى الساعة التى تجاوزت الثالثة صباحاً .. قالت "فيروز" وهى تجلس على المقعد المجاور لها :
- حد ياكل متأخر كده .. هتبوظى جسمك
قالت "سمر" بحزم وهى تتطلع الى التلفاز وتدس الطعام فى فمها :
- جسمى وأنا حره فيه
رفعت "فيروز" عينيها وقد علمت أن النقاش معها لن يثمر بشئ .. تركت حقيبتها فوق الطاولة وأسندت ظهرها الى المقعد واضعه ساقاً فوق ساق وهى تقول :
- ايه أخبارك انتى وحبيب القلب
رمقتها "سمر" بنظرها قبل أن تعاود النظر الى التلفاز وهى تقول :
- كويسين
كانت "فيروز" تنظر اليها متأملة ..فجأة ضاقت عيناها وانحنت الى الأمام قائله :
- "سمر" قوليلى الصراحه .. انتى حصل حاجة بينك وبين "باهر" .. قوليلى عشان بس أبقى عارفه الوضع عامل ازاى
التفتت اليها "سمر" يحده وقالت وقد اتسعت عيناها دهشة :
- انتى اتجننتى .. ايه اللى بتقوليه ده ؟
قالت "فيروز" بإبتسامه خبيثة :
- معقول يعني بتحبوا بعض ومخطوبين ومفيش ...............
لم تدعها "سمر" تكمل حديثها .. تركت الطبق بعنف فوق الطاولة فأصدر صوتاً عاليا أجفلت منه فيروز .. نهضت "سمر" والشرر يتطاير من عينها وهى تقول :
- إياكى تتكلمى معايا فى الموضوع ده تانى .. انتى فاهمه .. أنا مش زيك يا "فيروز"
نظرت اليها "فيروز" بحقد .. فأسرعت "سمر" تغادر المكان وأغلقت باب غرفتها بعنف رجت له أرجاء المنزل ..

******************
دخل مساعد الرائد "عادل" مكتبه وأدى التحية قائلاً :
- صباح الخير يا فندم
قال "عادل" وهو منهمكاً فى تفحص أحد الملفات :
- صباح النور
جلس المساعد وقم اليه ملفاً وقال :
- تقرير الطبيب الشرعى بتاع جريمة قتل الجنايني
أخذ "عادل" الملف بلهفة وطالع الكلمات التى خطها الطبيب الشرعى .. وبعد فترة من الصمت قال :
- يعني اتقتل فى نفس الوقت اللى كانت عيلة "زياكيل" متجمعة فى الفيلا
أومأ المساعد برأسه قائلاً :
- أيوة يا فندم
أكمل "عادل" وكأنه يحادث نفسه :
- مات بطلقة نافذة فى الصدر اخترقت القلب تماماً فأودت بحياته على الفور
أغلق الملف ورفع نظره شارداً وهو يقول :
- طلقة زى دى فى مكان دقيق وحساس زى ده وكمان النور كان مطفى .. ده مش اى حد .. لازم يكون محترف .. ومتعود يشيل سلاح
التفت الى المساعد وقال بلهفة :
- مين فى عيلة "زياكيل" متعود يشيل سلاح ؟
قال مساعدة بحماس :
- مفيش غير واحد بس فى العيلة دى اللى معها ترخيص بحمل سلاح
أوقفه "عادل" بإشاره من يده قائلاً :
- استنى هخمن هو مين
استند بمرفقيه الى المكتب ثم سرح بخياله قليلاً .. وقال فجأة :
- يا "حسنى" .. يا "علاء"
ابتسم المساعد وقال :
- بالظبط يا فندم .. "علاء" .. هو الوحيد اللى معاه ترخيص بحمل السلاح .. اتحفظنا على السلاح بتاعه وقارناه بالفارغ اللى وقع من الطلقة اللى اضربت على الجناينى .. بس للأسف مطلعش نفس السلاح اللى استخدمه القاتل فى الجريمة
قال "عادل" بتهكم :
- طبعاً هو مش غبى لدرجة انه يستخدم المسدس اللى مترخص بإسمه .. أكيد هيستخدم مسدس تانى .. والتحريات عن "علاء" بتقول ان مشيه مش مظبوط ويعرف ناس سو
صمت قليلاً ثم قال :
- مديرة الفيلا اللى اسمها ......
صمت وهو يحاول أن يتذكر ثم قال فجأة :
- "لميس" .. بتشتغل فى الفيلا من زمان ؟
- أيوة يا فندم بقالها سنين طويلة عايشه معاهم
قال "عادل" بحزم :
- عايزك تعملى تحريات مكثقه عنها
- انت شاكك فيها يا فندم ؟
قال "عادل" وهو يعاود فتح الملف الموضوع على المكتب أمامه :
- ده أنا شاكك فى أبويا .. يلا وعايز التقرير فى أقرب وقت
وقبل أن ينصرف المساعد ناداه "عادل" قائلاً :
- وكمان "بشير" السواق .. عايزك تجبلى قراره
ابتسم المساعد وقال :
- ما شاء الله عليك يا فندم حفظت كمان اسم السواق
قال "عادل" ضاحكاً :
- أصلك متعرفش .. الباشا الكبير قالى لو قفلت القضية دى هيحط اسمى فى حركة الترقيات الجديدة .. فعشان كدة متحمس أوى انى أحل اللغز ده وأجيب القاتل من أفاه
ابتسم المساعد وقال :
- أدها وأدود يا فندم .. بعد اذنك

*************
خرج "مهند" من الفيلا كعادته فى الصباح ذاهباً الى عمله فى الشركة .. لفت نظره سياره مكشوفة تقف فى ساحة الفيلا بداخلها "نهال" جالسه فى الأمام وبجوارها شاب .. وفى الخلف فتاة .. قالت "مها" بلهفة :
- خرج يا "نهال" خرج
التفتت "نهال" تنظر الى "مهند" الذى ينظر تجاهها فالتفتت بسرعة تتضاحك مع الفتى بجوارها .. ظل "مهند" يتابعها بأنظاره حتى انطلق الفتى بالسيارة مع الفتاتان خارج الفيلا .. صاحت "مها" ضاحكة :
- مش قولتلك .. ده فضل باصص جهتنا وهاين عليه يديكى قلمين
ضحكت "نهال" بسعادة وهى تقول بلهفة :
- يعني غار عليا بجد
قالت "مها" بحمس :
- طبعاً يا بنتى .. تسلم أفكارى .. ابقى اسمعى كلامى بعد كده
قال الفتى ضاحكاً :
- على آخر الزمن بقيت كوبرى
ضربته "نهال" على رأسه قائله :
- طيب سوق وانت ساكت يا كوبرى

بمجرد أن وصل "مهند" الشركة توجه الى مكتب "نهاد" .. نهض "نهاد" ونظر اليه فى تبرم .. قال "مهند" بجدية :
- خلى بالك من أختك يا "نهاد"
قال "نهاد" بحده :
- يعني ايه خلى بالك من أختك !
قال "مهند" بحزم :
-شوفتها من شوية خارجه مع شاب فى عربيته ومعها واحدة صحبتها
قال "نهاد" بنفاذ صبر :
- أيوة يعني مش راكبه مع الشاب لوحدها .. وبعدين تلاقيه زميلها
احتد "مهند" قائلاً :
- يعني ايه زميلها .. أختك فى سن مراهقة .. خلى بالك منها .. سهل ان حد يضحك عليها بكلمتين .. "نهال" لسه صغيره ومعندهاش أى خبره فى الحياة .. وانت أخوها الكبير المفروض تحافظ عليها أكتر من كده
قال "نهاد" بغضب :
- انت هتعرفنى ازاى آخد بالى من أختى .. لو سمحت يا "مهند" ملكش دعوة لا بيا ولا بأختى ولا بأى حد يخصنى
صمت "مهند" على مضض وعيناه تشعان غضباً .. توجه الى الخارج وأغلق الباب خلفه بقوة

************
عادت "سمر" الى البيت لتفاجأ بذلك الجمع من الرجال والنساء جالسن على طاولة الطعام يلعبون بالورق وتدور عليهم الخادمة بأحد المشروبات .. نظرت بغيظ الى "فيروز" التى نادتها بمرح :
- "سمر" .. تعالى أعرفك على صحابى
التفت الجميع ينظرون الى "سمر" .. أشارت لها "فيروز" موجه الحديث اليهم قائله :
- أأدملكوا "سمر" بنت جوزى الله يرحمه
- أهلاً سمر
رحب الجميع بها .. بعضهم تركى وبعضهم مصرى .. لكنها شعرت بالغيظ والحنق عندما وجدت أحد الرجال يرمقها بنظرات جريئة متفحصه .. نظرت اليه بحده عله يتراجع .. لكن حدة نظراتها لم تزيده الا جرأة .. شعرت بغصة فى حلقها ودت لو أمسكت بتلك المزهرية بجوارها لتهشمها فوق رأسه .. اتجهت نحو الباب .. فهتفت "فيروز" :
- على فين يا "سمر" .. تعالى اعدى معانا
قالت "سمر" وهى تشعر بالإختناق من تلك العينان المسلطتان عليها :
- خارجه أشم هوا
بمجرد خروجها .. مالت على "فيروز" احدى النساء قائله بخبث وهى تشير برأسها الى أحد الرجال :
- شوفتى لما شاف "سمر" عمل ازاى .. الراجل منزلش عينه من عليها .. يا بختها
ابتسمت "فيروز" وهى تنظر الى ذلك الرجل الذى بدا واضحاً على محياه اعجابه بـ "سمر"

أوقفت "سمر" سيارة والدها على جانب الطريق لا تدرى لما توقفت ولا لما تُكمل كل ماكانت تشعر به هو الإختناق وكأن الهواء يُسحب سحباً من رئتيها فيضيق صدرها نظرت حولها الى السيارات التى تمر بجانبها كل منهم يعلم وجهته ويسير بإتجاه هدفه إلا هى لا تعلم وجهتها ولا تعلم لها هدفاً فتحت شباك السيارة الزجاجى وأسندت مرفقها اليه وأسندت رأسها الى قبضة يدها الى أين ستأخذك الحياة بعد يا "سمر" لماذا تشعرين دائماً بهذا الخوف وذاك القلق لماذا لا تجدين مرفأ ترسو عليه سفينتك تلك السفينة التى تقاذفتها الأمواج حتى ضلت طريقها وتحطمت بوصلتها لكم تهفو نفسك الى الشاطئ الى المرفأ الى الأرض الثابتة تقفين عليها بقدميك أغمضت عينيها وهى تعود بذاكرتها الى الوراء الى مصر الى حضن والدتها الى ابتسامتها الدافئة لكم كانت تشعر بالسعادة والأمان فى كنفها وبين ذراعيها رفعت أصابعها الى وجنتها وهى مازالت مغمضة العينين تتذكر قبلة والدتها الحنون كل يوم قبل نومها تتذكر ضحكتها التى تبث السعادة والأمل فى كل كيانها تتذكر مرضها وضمورها وحزنها ودموعها تتذكر ارتجافة جسدها ليلاً وهى تصراع كوابيسها ستفقد أمها ستفترق عنها للأبد سيخلو البيت من طيب عطرها وعذوبة صوتها هربت دمعة من عينيها وهى تتذكر ذلك اليوم المتشح بالسواد أظلمت الدنيا فى ذلك اليوم أظلمت فى عينيها وفى قلبها مات النور بداخلها تحطمت بوصلتها تقاذفتها هموم الحياة وأشجانها تُرى أستجد يوماً بر الأمان ؟ أم ستظل هائمة فى بحر الظلمات لا تدرى فيه العدو من الحبيب القريب من البعيد فتحت عينيها ومسحت تلك العبرة الهاربة وأدارت السيارة وانطلقت تشق طريقها الى حيث لا مكان !


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-15, 04:37 AM   #10

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
استيقظت "سمر" فزعة من نومها بعدما رأت حلماً أفزعها .. وضعت يدها على صدرها الذى يعلو ويهبط بسرعة جنونيه .. أزاحت الغطاء ونهضت متوجة الى المطبخ لتشرب كوباً من الماء .. تذكرت الحلم الذى رأته منذ قليل .. رأت نفسها تقف فوق سطح أحد المنازل .. وفجأة هوت من ذاك المرتفع اختلطت صرخاتها ببكائها .. ظلت تهوى وتهوى .. الأرض تقترب ببطء .. الإصطدام آت لا محالة .. شعرت بألم حارق فى كل جسدها وكأنه جسدها تهشم الى قطع صغيره .. الأرض تقترب أكثر فأكثر .. لا يوجد ما تتشبث به لتنقذ نفسها .. أغمضت عينيها واستسلمت لمصيرها .. المسافة اضمحلت حتى حانت لحظة الإصطدام .. تفتح عينيها فجأة لتجد نفسها فى أحضان والدتها .. تتشمم رائحتها تتأمل ملامحها .. ثــم .. تستيقظ من حلمها .. وضعت كوب الماء الفارغ على طاولة المطبخ .. وعادت الى فراشها وهى تسترجع ذلك الحلم .. حاولت أن تستسلم للنوم .. لكنه خاصم جفونها .. وفقد قلبها سكينته !
**************
قال "عدنان" الذى يترأس طاولة الإجتماع :
- الحمد لله كده احنا متفقين على كل حاجة ..باقى بس نمضى العقود
ابتسم أعضاء الشركة الأخرى لسيريان العمل بشكل جيد بينهم وبين شركة "زياكيل" والتى لها ما لها من صيت فى البلاد .. أمضوا العقود وتبادلوا عبارات التهانى .. نهض "عدنان" و "حسنى" و "مهند" لتوديع الوفد المشارك بالإجتماع .. اقتربت احدى النساء من "مهند" ومدت يدها قائله ببشاشه :
- مبسوطين بالإتفاق اللى وصلناله مع شركتكم يا بشمهندس "مهند"
نظر "مهند" الى يدها الممدود ثم قال بنبرة جاده :
- احنا مبسوطين أكتر بالتعاون مع شركتكم يا فندم .. آسف مبسلمش
اختفت ابتسامة المرأة .. لكنها أطلقت ضحكة عاليه وقالت :
- ليه هاكلك يا بشمهندس .. ولا عشان متوضى ؟
قال بجديه وفى عينياه نظرة برود :
- الوضوء ملوش علاقة
بدا وكأن المرأة تستمتع بإستفزازه .. قالت بمكر وهى ترى زملائها يغادرون المكتب :
- نكمل كلامنا فى وقت تانى .. ولا ده يضايقك يا بشمهندس
بدا "مهند" متحكماً فى أعصابه وهو يقول بهدوء :
- لا ميضايقنيش .. شرفتى
رمقته بنظرات مرحه وهى تغادر المكتب .. توجه "مهند" الى مقعده الذى نهض عنه منذ قليل .. جمع الأوراق ووضعها فى أحد الملفات ثم غادر المكتب بصحبة "عدنان" و "حسنى"

***************
دفعته "سمر" عنها قائله بغضب :
- قولتلك لأ يا "باهر"
اعتدل "باهر" فى جلسته بالسيارة ونظر اليها بحده قائلاً :
- انتى مستفزه بجد .. ليه لأ
قالت بحزم :
- كده لما نبقى نتجوز
قال بتهكم وهو يعيد شعيراته الطويلة الى الخلف :
- ايه الجو اللى انتى عايشه فيه ده انتى فاكره نفسك فى مصر .. انتى فى تركيا يا بنتى
اتسعت عيناها دهشة للحظات ثم هتفت بحنق :
- ايه علاقة انى أحافظ على نفسى بالبلد اللى أنا عايشه فيها .. البنت المحترمة بتفضل محترمة فى أى مكان .. مش عشان يعني عايشة بره مصر أبقى زى الناس هنا
قال "باهر" بضيق شديد وهو يدير سيارته وينطلق بها :
- انتى بجد مستفزة .. وهتضيعينى من ايدك .. مفيش حد بيعمل كده .. حتى فى مصر .. بأه ده العادى .. أنا حاسس انى خاطب واحدة من أيام أفلام الأبيض والاسود .. ايه الأفوره اللى انتى فيها دى
قالت بصرامة :
- "باهر" وقف العربية خليني أنزل
نظر اليها ببرود ثم أكمل طريقه .. فقامت "سمر" فجأة بالإنقضاض على مقود السيارة تأتى به يميناً ويساراً فصاح "باهر" :
- يا مجنونة هنعمل حادثة .. سيبى الدريكسيون يا "سمر"
لم تستجب "سمر" بأمره فإضطر الى الضغط على المكابح لتصدر صريراً مرعباً .. فتحت "سمر" الباب وأغلقته بعنف شديد .. ثم أسرعت فى طريقها وهى تكاد تنفجر من الغضب .. ألقى "باهر" عليها نظرة غاضبة ثم انطلق مكملاً طريقه !

**************
عبرت سيارة صديق "نهال" بوابة الفيلا .. أوقف أحد الحرس السيارة وألقى نظرة على صديق "نهال" وصديقتها الجالسه بالخلف .. قالت "نهال" بتأفف :
- خير فى حاجه ؟
قال الحارس الذى يرتدى اليونيفورم ويحمل بيده هاتفاً لاسلكياً :
- لا أبداً يا فندم .. اتفضلى
انطلق صديق "نهال" بالسيارة .. التفت اليه أحد زملائه قائلاً :
- ايه يا "دياب" .. فى ايه ؟
التفت "دياب" اليه وقال :
- الواد ده شكله مش مريحنى
ضحك زميله وقال :
- مريحك ولا مش مريحك احنا مالنا ومالهم

توقفت السيارة أمام الفيلا فهبكت منها "نهال" ملوحة لصديقيها مودعة .. قبل ن تتمكن من صعود الدرجات سمعت صوتاً من خلفها يقول :
- آنسه "نهال"
التفتت "نهال" وابتسمت قائله :
- أيوة يا "بشير"
صعد "بشير" الدرجات التى تفصله عنها وهى يلقى نظرة على السيارة المغادرة .. ثم نظر اليها بقلق وقال :
- الولد ده مش مرتاحله خلى بالك من نفسك
قالت بلامبالاة :
- لا أبداً ده لذيذ أوى
قال وهو ينظر اليها بإمعان :
- خلى بالك من نفسك
أومأت برأسها فى لا مبالاة وأكملت صعود الدرجات الى الفيلا

غادرت السيارة .. فقال "دياب" بحنق وهو يجلس على أحد المقاعد بجوار البوابة :
- مش فاهم ايه العالم دى .. سايبين بنتهم داخله خارجه مع شاب ملزق زى ده .. خلاص مفيش نخوة .. الله يرحمك يا رجولة
قال زميله وهو يعطيه كوب الشاى الخاص به :
- اشرب يا ابنى .. رجولة ايه .. الناس اللى زى دى بيشوفوا الرجولة تخلف ورجعية
أخذ "دياب" رشفة" من كوب الشاى ثم قال :
- لا بس الشهادة لله البشمهندس "مهند" غير العالم الزبالة اللى عايشين فى الفيلا .. تحسه كده راجل من ضهر راجل
أومأ زميله برأسه قائلاً :
- معاك حق .. حتى طريقته فى التعامل معانا ومع اللى شغالين فى الفيلا .. تحسه راجل محترم كده ومتواضع .. مش متكبر زى "علاء" و "نهاد" وباقى العائلة الكريمة
نظر "دياب" الى ساعته ثم ترك كوبه وقال :
- أنا كده تمام .. معاد الشفت انتهى .. أشوفك بكره يا زُمل
شيعه صديقه بيده قائلاً :
- سلام يا "دياب"
مشى "دياب" الى أن وصل الى نهاية الشارع .. سار بطول شارعاً آخر .. ثم توجه الى احدى مواقف الحافلات ينتظر الحافلة .. بدا عليه الإنهاك والتعب .. وضع كفه على فمه يكتم تثائبه .. أتت الحافلة .. ركب وتزاحم مع الركاب .. عد الدقائق التى مرت كالساعات حتى وصل الى وجهته .. فقط ليركب حافلة أخرى !
عندما وصل الى بيته كان قد بلغ منه التعب مبلغه .. توجه الى بقال صغير وقال مبتسماً :
- مساء الخير يا عم "عبده"
هش الرجل وقال :
- مساء النور يا ابنى .. اتفضل
أخذ "دياب" ينظر الى الحلوى المعروضة .. ثم تخير منها مصاصة صغيرة و طلب من الرجل أن يلف له القليل من البسطرمة .. أخذ "دياب" من البائع من أراد ونقده الثمن بعد الحاح .. صعد الدرجات المتهالكة فى تلك البناية القديمة التى تتوسط أحد الأحياء الشعبية .. أخرج مفتاحه وفتح الباب .. أغلقه خلفه بهدوء نظر يميناً ويساراً .. أقلقه السكون الذى حف المكان .. فنادى :
- "سحر" .. انتى فين ؟
لم يجد رداً توجه الىغرفة النوم ليجد امرأة نائمة فوق الفراش وبجوارها طفلة صغيره .. أشارت له أن يصمت .. كانت تربت على الطفلة وتدندن لها بصوت خافت حتى تتمكن من النوم .. اقترب "دياب" منها على أطراف أصابعه وقبل وجنتها وقال هامساً :
- جبتلك حاجه بتحبيها .. نيميها وتعالى نتعشى
أومأت له رأسها وقالت بضيق هامسه :
- "دياب" اخرج دلوقتى البنت هتصحى ما صدقت انها بتنام
التف "دياب" الى الجانب الآخر من الفراش مقبلاً جبين الصغيرة تحت نظرات "سحر" الحانقه .. فهتفت هامسه :
- "دياب" مش وقته .. اخرج
أومأ "دياب" برأسه وابتسم معتذراً .. خرج من الغرفة وهو يحمل منامته ..دخل الحمام وأخذ دشاً وارتدى المنامة .. خرج يبحث عن "سحر" فى المطبخ فلم يجدها .. توجه الى غرفة النوم ليجدها نائمة تغط فى سبات عميق .. شعر بالضيق .. لكنها ما لبث أن اقترب منها وأحكم وضع الغطاء عليها وعلى طفلته .. خرج وتوجه الى المطبخ بعدما شعر بالجوع ينهش معدته .. أخرج علبة صغيره تحتوى على فتات من الجبن .. وصنع ساندوتش سريع .. التهمه فى نهم .. ثم توجه الى الجهة الأخرى من الفراش .. مقبلاً كف صغيرته قبل أن يغط فى سبات عميق هو الآخر

***************
قال "باهر" لصديقه بتأفف :
- أنا اتخنقت وعايز أسيب "سمر"
ضحك صديقه وقال :
- أنا استغربت أصلاً انت ايه اللى مصبرك عليها لحد دلوقتى
قال "باهر" بغيظ :
- عمر ما واحده عصلجت معايا كده .. خطوبه وخطبتها عايزه ايه تانى
قال صديقه مازحاً :
- بترسم أكيد على جواز
ابتسم "باهر" بسخريه وقال :
- بتحلم أكيد .. آل أتجوز آل .. أنا ناقص خنقه .. وبعدين دى بنت خنيقه بجد يعني .. على رأيك أنا كان ايه اللى مصبرنى عليها .. أنا هتكلم معاها .. وأنهى كل حاجه
ضرب صديقه كأسيهما ببعضهما البعض وقال :
- أيوه كده .. كنت كده "باهر" صحبى وحبيبى .. كان دمك تقيل أوى وانت خاطب
أطلق "باهر" ضحكه رنانه وقال :
- آل يعني كان فارق معايا خاطب ولا مش خاطب
شاركه صديقه ضحكاته قائلاً:
- على رأيك ده انت كنت مقضيها

**********
اجتمعت العائلة على طاولة الطعام .. وكل منهم شارد فى أفكاره .. أما عينا "عدنان" فكانت تدور عى الجميع وكأنه يريد النفاذ داخل صدور كل منهم ويعلم بمكنونات قلوبهم .. قالت "نهال" وهى تلقى نظره على "مهند" :
- أنا نفسى أغير جو قبل ما الدراسة تبدأ
قالت "انعام" ضاحكة :
- أمال الرحلة اللى كنتى فيها دى كانت ايه
قالت "نهال" بمرح :
- أصل أنا نفسى أروح اسكندرية .. بجد بحبها أوى ونفسى أزورها
ظهرت سحابة حزن على عيني "مهند" لم ينتبه اليها الى أخته الجالسه بجواره .. قالت "يسرية ":
- خلاص مفيش مشكلة اطلعى مع حد من صحابك
ٌقالت "نهال" :
- لأ .. أنا عايزه أطلعها معاكوا .. ما تيجوا نطلعها سوا
قال "حسنى" :
- انتى فاكرانا فضينلك يا "نهال"
قالت "انعام" ببشاشه :
- حبيبتى "نهال" ولا تزعلى نفسك .. أنا هطلع معاكى .. أنا كمان محتاجه أغير جو
قالت "نهال" بلهفه :
- حلو أوى يا عمتو
ثم نظرت الى "فريدة" وقالت وهى تعى ما تقول :
- متيجي معانا يا "فريدة" أهو تغيري جو
قالت "فريدة" بأسف :
- معلش يا "نهال" بس انتى عارفه انى مينفعش أسافر من غير محرم
قالت "نهال" وهى تلقى نظره على "مهند" :
- يا خسارة يا "فريدة" كنتى هتتبسطى أوى .. حرام والله انتى على طول محبوسة فى البيت ومبتخرجيش ولا بتسافرى ولا بتغيري جو
قال" علاء" بسخرية وهو يرشف من كوب الماء أمامه :
- معلش يا "نهال" أصل ابن عمك عايش فى دور سى السيد حتى مع أخته
التفت اليه "مهند" بحده وقال بحزم :
- لا مش عايش دور سى السيد .. بس البنت مينفعش تسافر من غير محرم معاها .. وده حفاظاً عليها مش للضرر بيها
ثم نظر الي "فريدة" وقال :
- خلاص يا "فريدة" نطلع معاهم
صفقت "نهال" بحماس .. فقد نجحت خطتها فى استدراج "مهند" الى تلك الرحلة
قالت "فريدة" بفرح :
- بجد يا "مهند" يعني مش هعطلك ؟
أحاط كتفيها بذراعه قائلاً :
- ولا يهمك يوم واحد مش هيخسر
قالت "نهال" بحنق :
- يوم واحد بس
قال "مهند" بحزم :
- أيوة ومن غير بيات .. لان مش هينفع أسيب الشغل اليومين دول
قال "عدنان" مؤكداً :
- فعلاً مينفعش خالص تبعد عن الشركة يا "مهند" بس لو على يوم من الصبح لآخر النهار مفيش مشكلة .. ولما نخلص الكام صفقة اللى فى ايدينا ابقى خد أجازة كام يوم
أومأ "مهند" برأسه ثم عاد لإكمال طعامه .. ابتسم "عدنان" الى "لميس" التى تشرف على تقديم الحلوى وقال :
- تعبناكى النهاردة يا مدام "لميس"
ابتسمت قائله بأدب :
- لا أبداً يا "عدنان" بيه
التقت عيناها بعيني "يسرية" فلمحت سخرية فى عينيها .. أشاحت "لميس" بوجهها عنها سريعاً .. انتهت السهرة وتوجه "حسنى "برفقة "يسرية" و "كوثر" الى الخارج .. وقف "لميس" تشيعهم بأدب .. بمجرد أن خرجت "يسرية" قالت :
- ثوانى نسيت حاجة جوة اسبقونى انتوا على العربية
هبط "حسنى" الدرج برفقة "كوثر" .. عادت "يسرية" ورأت "لميس" متوجه الى الدور السفلى حيث يعيش العاملون فى الفيلا فجذبتها من ذراعها .. التفتت "لميس" لتنظر اليها ببرود .. قالت "يسرية" بتهكم وهى تنظر الى بنظرات ساخره :
- لسه بتبصى لفوق يا "لميس" مش كده ؟ .. بس خلى بالك مش كل مرة تسلم الجره
امتقع وجه "لميس" وتجمدت ملامحها .. فقالت "يسرية" هامسة بتشفى :
- خلى بالك من تصرفاتك كويس أوى .. واوعى تفتكرى انى مش واخده بالى .. أنا فاهماكى كويس .. وفاهمة بتخططى لايه
ثم قالت بقسوة شديدة وهى تضغط على ذراعها بعنف :
- ده بعدك يا "لميس" .. فوقى لنفسك بدل ما أفوقك
جذبت "لميس" ذراعها بعنف من يد "يسرية" وتوجهت مسرعة الى غرفتها .. أغلقت الباب ووقفت خلفه .. تحاول السيطرة على عبراتها المنهمرة دون جدوى .. تعالى صوت بكائها .. فأخرج معها آهاتها الحبيسة بداخل صدرها !

اقتربت "بيسان" من غرفه النوم لتتوقف فجأة بعدما تنامى الى مسامعها من خلف الباب المغلق صوت "نهاد" وهو يقول :
- انتى عايزه ايه دلوقتى ؟
فتحت فمها فى دهشة وهى ترهف أذنيها .. فسمعته يقول :
- الى عندى قولته .. لو سمحتى أنا مش عايز مراتى تعرف أى حاجه
وضعت "بيسان" كفها على فمها .. وهى تستمع اليه وهو يقول :
- لو مراتى عرفت هتبقى مشكلة .. انا أذيتك فى ايه عشان تأذيني كده .. قولتلك 100 مرة اللى بينا انتهى
أنهى "نهاد" المكالمة والتفت لينظر الى "بيسان" التى فتحت الباب فجأة وقد اغرورقت عيناها بالعبرات وهى تقول بصوت مرتجف :
- انت تعرف واحدة غيري يا "نهاد" ؟
اتسعت عينا "نهاد" رعباً واقترب منها يحاول أن يمسك بذراعيها لكنها دفعته عنها وهى تصرخ :
- بتخونى يا "نهاد" .. بتخونى ؟
هتف "نهاد" بصوت مضطرب :
- لا والله يا "بيسان" .. والله ما خونتك ازاى تقولى كده
قالت باكيه :
- سمعتك .. سمعت كلامك معاها .. ليه يا "نهاد" تعمل فيا كده .. ليه
غطت وجهها بكفيها .. اقترب منها هاتفاً بألم :
- والله العظيم ما خونتك دى واحدة كنت أعرفها قبل ما نتجوز وقطعت معاها والله ما خونتك يا "بيسان" أنا بحبك والله
دفعته بعيداً عن باب الغرفة ودخلت وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح جلست على فراشها وأخذت تبكى بصوت مرتفع طرق "نهاد" الباب طرقات عدة :
- "بيسان" .. عشان خاطرى افتحى .. هفهمك .. طيب هدى نفسك عشان البيبي .. "بيسان"
صرخت من بين بكائها :
- ابعد عنى يا "نهاد" دلوقتى .. ابعد
فى ألم ترك "نهاد" مكانه أمام الباب حتى لا يثير حنقها أكثر ثم جلس على أحد المقاعد دافناً وجه بين كفيه وملامحه تنطق بالحيرة والألم

*****************
انطلق "مهند"بسيارته فى الصباح الباكر .. جلست "انعام" بجواره بينما جلست "فريدة" برفقة "نهال" فى الخلف .. لم تفارق البسمة شفتى "نهال" التى كانت تتابع "مهند"بعينيها فى مرآة السيارة .. ضايقها عدم التفاته اليها ولو لمرة .. لكنها عادت لتنفض ذلك عن رأسها فأهم شئ أنها ستقضى برفقته اليوم كله .. التفتت "انعام" وقالت لـ "مهند" بمرح :
- انت دليلنا النهاردة يا "مهند" .. أنا بصراحة مجتش اسكندرية كتير .. بس انت و "فريدة" طول عمركوا عايشين فيها .. فأنا و "نهال" هتحط نفسنا بيد ايديكوا .. فسحونا انتوا على مزاجكوا بأه
ابتسم "مهند" قائلاً :
- متقلقيش يا عمتو هبقى فسحة حلوة ان شاء الله
قالت "نهال" مبتسمه :
- أكيد هتبقى حلوة أنا واثقه فى ذوقك يا "مهند"
اختفت ابتسامتها عندما قابل كلماتها بلا مبالاة .. وصلوا الى الاسكندرية بسلام .. أخذهم "مهند" الى عدة أماكن ومعالم سعدوا كثيراً بزيارتها .. وفى موعد الغداء أخذهم الى أحد المطاعم الفاخرة والتى لاقت اعجاباً شديداً بجوده طعامهم البحرى .. أخذ "مهند" يتطلع الى "فريدة" بسعادة وهو يرى تلك البسمة على ثغرها وهى تتجاذب أطراف الحديق مع عمتها .. دون ان يعبأ بنظرات "نهال" التى تلاحقه .. التفت فجأة .. فالتقت أعينهما .. فأبعد "مهند" عينيه وكأنه لا يراها .. ازداد حنقها أكثر .. حاولت التحدث اليه فلم تجد منه سوى اجابات مقتضبه .. وعندما تجرأت لتمازحه بيدها ضاربه بكفها فوق ذراعه .. التفت ورمقها بنظرة ألقت الرعب فى قلبها .. شعرت بالخوف من تلك العينان السوداوان المسلطتان عليها بحدة .. فتمتمت بخفوت وهى تسحب يدها :
- آسفه .. الكلام خدنى
لاحظت "انعام" ما حدث فقالت بمرح :
- ايه يا "مهند" هنفضل أعدين كتير .. أنا عايزه أشوف الشمس وهى بتغرب .. خدنى على أجمل حته فى اسكندرية .. لاحت ابتسامه على شفتى "مهند" وهو يقول :
- حاضر يا عمتو .. خاجك على أحلى مكان فى اسكندرية
كانت بقعة هادئة .. يرتطم فيها الموج بتلك الصخور المتنائرة أمامه .. بدا البحر رائقاً صافياً .. يشكل مع شمس الغروب لوحة ابداعيه تقف الكلمات عاجزة عن وصفها .. لوحة لا يرسمها الا الخالق .. تمتم "مهند" بخفوت :
- سبحان الله
جلست "انعام" بجوار "فريدة" على احدى الصخور يتطلعنا الى "مهند" .. وقفت "نهال" تنظر الى البحر أمامها ساهمه .. قالت "انعام" مبتسمه :
- المكان هنا حلو أوى .. وأحلى حاجه انه فاضى .. تحسى انه مكان خاص أوى
قالت "فريدة" بحزن وهى تنظر تجاه "مهند" الذى وقف واضعاً ذراعيه فى جيب بنطاله ينظر الى البحر شارداً :
- المكان ده "مهند" بيحبه أوى .. كان بيجي كتير هنا مع مراته الله يرحمها
نظرت "انعام" فى اتجاه "مهند" هى الأخرى وهى تقول بحزن :
- ربنا يصبره أكيد موتها بالطريقه دى كان صعب عليه
قالت "فريدة" بأسى :
- اتألم أوى لموتها .. أوى .. كان بيحبها أوى يا عمتو .. أكتر حاجه وجعته انه حس انه السبب فى موتها
سألت "انعام" بإهتمام :
- هى الحادثة حصلت ازاى بالظبط ؟
قالت "فردية" بمرارة وهى تتذكر تلك الأيام التى ولت :
- كانوا خارجين مع بعض .. يوميها كان "مهند" فرحان أوى .. ادوله سلفه من مرتبه وجاب عربيه صغيرة .. كان طاير من الفرحه و صمم ياخدنى أنا وهى ونتفسح مع بعض .. كان كل حاجة هادية وسايق على مهله براحه .. وفجأة محستش بحاجه .. مش فاكرة ايه اللى حصل .. بس لما فتحت عيني .. كنت فى المستشفى ومتجبسه .. وفهمت من الممرضات اللى حصل
قالت "انعام" متنهده بحسرة :
- أكيد لام نفسه
التفتت اليها "فريدة" وقالت :
- أنا واثقه انه مكنش غلطان .. "مهند" كان سايق على مهله مكنش بيسوق بسرعة .. وهو فعلاً قال كده فى المحضر .. صاحب العربية اللى خبطت فيه هو اللى كان ماشى مخالف وكمان كان بيسوق بسرعة عالية .. مقدرش "مهند" يتفاداه .. وحصلت الحادثة
رمقته "انعام" و "فريدة" بنظرات مشفقه .. هدر البحر بموجة عالية ..بدا وكأن شيئاً أغضبه فجأة .. التفت "مهند" فرآى "نهال" تسير على بعض الصخور المرصوصة بجوار بعضها البعض والممتدة داخل البحر .. عندما اقتربت من صخرة كبيرة اسطوانية الشكل .. هتف "مهند" :
- "نهال" خلى بالك .. الصخرة دى بتتحرك
التفتت "نهال" اليه ثم نظرت الى الصخرة التى ستطأها قدماها .. جربت الصخرة بقدمها لتعلم بأنها بالفعل تتحرك حاولت تثبيتها والسير فوقها وهى ترفع ذراعيها بمحاذاة كتفيها لتوازن نفسها ومنه انتقلت الى الصخرة التاليه والتى كانت أكثر ثباتاً .. عاد "مهند" يتأمل البحر مرة أخرى .. ليعاود استكمال حديثه .. مع خله الوفى .. هتف "مهند" من اعماقه :
- أشجانى بعدها أيها البحر .. وعذبنى فراقها
قال البحر وأمواجه تتلاقى فى حنان :
- اصبر أيها الغريب .. فما أنت فى هذه الدنيا الا عابر سبيل
تنهد "مهند" وقال :
- أعلم يها البحر .. لكنى على الرغم منى أفتقدها .. أنت خير خل لى .. تعلم كيف كنت أحبها .. كم عانقتنا بأمواجك أيها البحر .. أتذكرها .. أتذكرها مثلى
قال البحر فى أسى :
- وكيف أنسى من سكنت فؤاد صديقي
قال "مهند" شارداً :
- أتعلم أيها البحر لما أحببتها ؟! .. لأننى شعرت بأنها تكملنى وبأننى أكملها .. أحببت ضعفها أيها البحر .. أحببت حاجتها الىّ .. لم تكن زوجتى فحسب .. بل كانت طفلتى .. طفلتى الصغيرة المدلله .. كم كنت أحب أن أجلسها أمامى وأمشط خصلات شعرها .. كنت أحب أن أهتم بكل ما يخصها .. أحببت حبها لى أيها البحر .. أحبب نظرات القلق فى عينيها عندما أعود متأخراً من العمل .. أحبب نظرات الشوق فى عينيها ترمقنى بها فى لحظات وصالنا .. أحببت استكانتها بين ذراعى .. أحببت حاجتها الىّ كما لو كانت بدونى ضائعه .. وكأننى دعامتها التى ترتكز عليها فى هذه الحياة .. أشعرنى ضعفها بقوتى .. وأنوثتها برجولتى .. قاسمتنى أحلامى وطموحى .. أتذكر يدها الدافئه وهى توقظنى لصلاة الفجر .. أتذكر ترتيلنا معاً للقرآن فى يوم الجمعة .. أتذكر كل ما علمتها اياه .. وكيف علمتها اياه .. كانت طفلتى بالفعل .. طفلتى وحبيبتى ونصفى الآخر
اختلطت دموع البحر بمياهه وهو يقول :
- أشعر بمدى ألمك يا صديقى .. لكن صدقنى الحياة فيها الكثير .. لا تغلق قلبك .. ابق الباب موارباً .. فلعل تستطيع احداهن التسلل من تلك الفتحة الصغيرة
ابتسم "مهند" بتهكم وقال بثقة :
- لن تستطيع احداهن التسلل الى ذلك الحصن الحصين .. لقد ارتفعت بأسواره عاليه وأحكمت اغلاق أبوابه .. وألقيت بمفاتيحه فى قاع بحرك .. لن تستطيع احداهن التسلل .. ولا حتى بأن تمد يدها للمس ذلك القلب .. لا تأمل شيئاً أيها البحر .. أحكمت تحصين قلعتى جيداً
ابتسم البحر قائلاً بحكمة سنين وسنين :
- لعلك أحكمت تحصين قلعتك التى أخفيت بها قلبك يا صديقى .. لعلك أغلقت النوافذ وأوصدت الأبواب .. لكن شئ واحد لن تستطيع التحكم به .. وسيدخل رغم أنفك .. وستستطيع احداهن التسلل معه الى ذلك القلب الحصين
جعد "مهند" جبينه قائلاً :
- وماهو ذلك الشئ الذى سيدخل قلعتى رغم أنفى ؟
قال البحر بثقه :
- الهواء .. الهواء أيها الصديق .. مهما فعلت .. لن تستطيع منعه من الوصول الى داخل قلعتك .. مادام فى صدرك نفس يتردد .. ستظل قلعتك فى خطر
ازدادت تجاعيد جبينه .. وشرد فى كلام البحر !

***********
وقفت "سمر" فى شرفة غرفتها .. تتطلع الى تلك البنايات فى شرود .. دخلت "فيروز" الشرفة .. تستند على سورها وتلقى نظرة على الشارع بالأسفل .. التفتت اليها "سمر" وقالت :
- تعرفى أنا نفسى فى ايه دلوقتى ؟
التفتت اليها "فيروز" مستفهمه .. ارتسمت ابتسامه حالمه على شفتى "سمر" وهى تشرد بخيالها قائله :
- نفسى أكون دلوقتى حالاً فى اللحظة دى ...
صمتت قليلاً .. ثم قالت بنبره حالمه :
- على شط اسكندرية
نظرت اليها "فيروز" بإستخفاف فأكملت "سمر" مبتسمه وهى تنظر الى السماء فوقها :
- وحشنى سماها و بحرها ورملها وأهلها وشوارعها وكل حته فيها
دخلت "فيروز" وهى تهمهم :
- أنا داخله
ظلت "سمر" واقفة كما هى .. وكعادتها .. أغمضت عينيها .. لتهرب من واقعها .. الى تخيلاتها .. تخيلت أنها فى تلك اللحظة .. واقفه أمام البحر .. بحر اسكندرية .. تداعب نسمات الهواء خصلات شعرها .. وتلفح وجهها فى نعومه !


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:01 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.