آخر 10 مشاركات
إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          عشيقة ديسانتيس (134) للكاتبة: Maisey Yates (الجزء 2 من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          طيف الأحلام (18) للكاتبة: Sara Craven *كاملة+روابط* (الكاتـب : nano 2009 - )           »          المتسابقة الأولى بمسابقة قصة من وحى أغنية "همس حائر" وقصتها آه يا حب (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عروس أكوستا (133) للكاتبة:Maisey Yates (الجزء الأول من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          الرغبة المظلمة (63) للكاتبة: جاكلين بيرد×كامله× (الكاتـب : cutebabi - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree214Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-10-19, 08:32 PM   #51

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lina aryam مشاهدة المشاركة
تسلم ايديك عبورة
أبطال جدد كل واحد منهم عنده قصة و يبدو ان لدى البعض منهم ماضي هو سبب معاناته ..
بانتظار الفصول القادمة و متابعة سير الأحداث حتى تتوضح الأمور أكثر ..
دمت مبدعة بيلا 😙
الله يسلمك حبيبتي
اتمنى بقية الفصول تعجبك ..شكرا 😍😍😍


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 04-10-19, 08:36 PM   #52

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رزان عبدالواحد مشاهدة المشاركة
فصل جميل وممتع ياعبورة تسلم ايدك يارب 😘
الغريب انك بتعرفي شغلات في اللي بتخص الامن الوطني ومجموعاتهم وكيف بيشتغلو وكل اشي بيخص مهامهم .. انتي مطلعة عالاشي من حدا قريب منك ولا بتقرأي اكتر عن الموضوع !!
لينا فعلا واضح جدا انو هروبها من ارتبطاها بيعقوب اكبر من طموحها بوزيفتها ولوين وصلت واصرارها .. في اشي اكبر من هيك بس للاسف حرام هادا الحب يروح ويضيع منهم بسبب عنادها الواضح 😥
نسيم ووالدها خليل ومنى بالرغم من العشق والحب الواضح بين والديها الا انها ابعد عن الرومانسية الخرقاء اللي بتصيب البنات بالعمر هاد .. بالعكس هيا واعية جدا وصاحية لكل حركة ونظرة من الي حواليها وهادا اللي خلاها تكشف انو في سر ورا اكرم وفعلا طلع شكها بمحله .. بس لنشوف هل متواجد لحمايتها عشان والدها ولا بهدف ايذائها 🤔
ماريا ومرضها النفسي وتخبطها الشديد يبدو انو واجهت صدمة كبيرة بحياتعا من رجل مهووس وماقدرت تطلع من هاد الصراع ولجأت لل cutting لتخدر الآمها .. بس ليش اللي بوضعها مع اخوة اربعة ماتفهمو احتياجها لمعالجة نفسية دقيقة .. لقائها مع الرجل الامريكي هل هو صدفة لتواجدها بالمكان ولا هو كان موجود عشانها لاني حسيت من مشاعره انو اكبر من لقاء صدفة او يمكن اكون غلطانة 😆😂
تسلمي حبيبتي وبانتظار القادم ❤❤
تسلمي يا حب مشان الريفيو الجميل
انا بقرأ + باخد معلومات من ناس قريبة مني جدا ..من عيلتي بالضبط لأني من خلفية عسكرية 😂😂 و افتخر ..
بالنسبة للينا صدقيني ما في شي موقف بطريق حبها غير طموحها ..هي بدها تثبت انها متميزة و قادرة في عالم كله رجال ..يمكن نفسيا هي شايفة حالها مش تبع زواج و عيلة و طموحها رح يخليها تضيع الرجل الوحيد يلي بتحبه و يحبها ..الأمور لسه في الهادي تماما ..قدامنا عواصف و تقلبات
بالنسبة لنسيم و أكرم فنخلي قصتهم تمشي بهدوء و شوي شوي رح نعرف شو سر اكرم
أم ماريا فهي بتتعالج فعلا ..لانو الفصل الاول مليان ما قدرت اذكر كمان تفاصيل..مع الفصول الجاية كل شي رح يتوضح
اما بالنسبة لأليكساندر فهو مش بيشوف ماريا للمرة الاولى بس اللقاء المباشر كان الاول و هو تواجده في الجامعة مو مشانها ..بس يلي صار معه هو مش فاهمه كمان.. هي ايقظت فضوله لهيك رح يكون شوية مهووس بمعرفتها اكتر


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 04-10-19, 08:44 PM   #53

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ا
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيتم تنزيل الفصل


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 04-10-19, 09:10 PM   #54

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني


حين العشق يفقد العاشق الإحساس بالزمان و المكان ، تمر عليه الوجوه دون أن يبصر ، فكل ما يراه و يؤمن به هو المعشوق فحسب

على شاطئ البحر


لا يوجد كائن على الأرض يجهل حقيقة حب يعقوب للمرأة التي تسير بجانبه ، كلاهما حافي القدمين على الرمال المبتلة و ضوء الشمس يطل باستحياء في الأفق البعيد
كانت تتكلم و هو ينصت ، تبتسم فيتقلب قلبه ، تنظر إليه فتتغزل عيونه بها
كانت الجنون و الإدراك ، تفقده منطقه و عقلانيته فلا يصير يتحكم لا بنفسه و لا بما حوله
و أصدق وصف لها أنها كغزال جامح أعدج العينين و الشعر ، قوية ، منطلقة ، و خطيرة على القلب
انسحب من شروده عندما لامست أصابعها أصابعه في استحياء فنظر إليها متفاجئا فتزداد دهشته ما أن شبكت يديهما سويا في حركة لم تفعلها يوما
قالت :- لا تنظر هكذا .. وددت فعل هذا فاصمت و لا تقل شيئا.
رفع يده الأخرى باستسلام :- لم أقل شيئا .
ظلا يتمشيان و الهدوء يخيم حولهما إلا من صوت الأمواج ،و ما أن كانت سيارتيهما قريبا منهما جلسا على الرمال بشفاه صامتة لكن قلوب صاخبة
حب أحدهما للآخر كان مختلفا
هو مباشر ، لا يكترث و جل اهتمامه منصب على الفوز بها
إنما هي مترددة ، تحارب مخاوفا تراودها و لا تظهرها له
تتحجج بكل شيء و هي الوحيدة التي تدري حقيقة أنها مجرد "جبانة"
سألت :- كيف حال شقيقتك؟
أجاب بعدما تنهد :- ليست بخير مع أنها تقول العكس ، لا أراها تفعل شيئا غير الدراسة و النوم الذي لا يكون إلا بالمنومات .
ربتت لينا على يده تناظره بتفهم ، بين عمله الذي يستوجب وجوده الدائم و حال شقيقته التي ما زالت تعاني في صمت يجد نفسه مشتتا فيفقد تركيزه و توازنه
نظر إليها فابتسمت قائلة :- ألا تظن نفسك تخنقها بحمائيتك الزائدة ؟
قال :- لا أعلم ..ربما أنا أعقد الأمور أكثر كما قالت نهى ، لكنني لا أستطيع التصرف عكس ذلك ..فلست مستعدا لتكرار التجربة .
راقبها تتجهم ثم ترفع حاجبا واحدا و تسأل ببرود :
- نهى ؟ ..تخليتما عن الرسمية؟
رفرف قلبه داخل أضلعه و غرد كبلبل سعيد فهو لا يحصل على لحظات كهذه إلا نادرا ، قد يحب لينا العادية بجنونها لكن النسخة الغيورة منها هي المفضلة لديه
قال ببراءة :- مضت أكثر من سنة على معرفتي بها و أراها مرتين أسبوعيا ،فبالتأكيد سقطت عنا الرسمية.
هزت رأسها بعدم اقتناع و سألت مجددا بفضول :
- و كيف تبدو هذه الـ"نهى" ؟.
رد :- عادية ، شعر بلون العسل و عينان بنفس اللون ، بشرة بيضاء ، طويلة القامة و أنيقة الملبس .
لكمت صدره بقوة جعلته يتأوه ثم وقفت على قدميها تتحرك مغادرة و الرمال تبطئ خطواتها الغاضبة ، لحقها يعقوب و أوقفها ممسكا بذراعها و يقول ضاحكا :
- ما بك غضبت؟ ..سألتني فأجبتك.
أجابت بغضب :- قصدت أن تصفها كشخصية ،لكن يبدو بأنك دققت كثيرا فيها حتى تتغزل بها أمامي ..سأقتلك إن فعلتها مجددا .
همس بخفوت :- و يهون عليكِ قتلي؟
- يهون
- حتى قلبي يهون
- يهون .
- و عشقي لكِ .
ازدردت ريقها بتوتر ، نظراته كانت ترد لها ألف حكاية من الحب و الوله حد أن أنهكها مجرد النظر إليه فغمغمت :
- لا يهون ..تبا لك لقد انتصرت .
تنحنح قائلا :- لينا ، كفاكِ تهربا مني و أجيبيني ،لماذا لا نجعل ارتباطنا رسميا وفق إطار شرعي ؟
زفرت بانزعاج :- أخبرتك بأن لا تحاصرني هكذا و اصبر قليلا ، لا تضغط عليّ .
كاد يتحدث لولا أن وردته رسالة من حيان يخبره بأن عليه التواجد في مقر الأمن العسكري خلال ساعة ، و يبدو بأن ذات الرسالة وصلتها فتركها و اتجه نحو سيارته و قبل أن يركبها أوقفته ما أن نادته :
- يعقوب ! .
- نعم ؟
و لكي تزيد عليه وجدها تبعث له برسالتها الخاصة كعادتها ..فتشير بسبابتها نحو نفسها ثم تشكل قلبا بيديها ثم تشير بإصبعها إليه
و المعنى " أنا أحبك أنت "
ابتسم ببلاهة و صعد سيارته و غادر
يقولون أن هناك خيطا رفيعا جدا بين العقلانية و الجنون و أحيانا كلاهما يتقاطعان في نقطة ما
نفس الشيء ينطبق على الحب و الوجع ،يتماثلان و يتمازجان مهما اختلفا ، و كان يشعر بأن نقطة التلاقي بينهما قريبة جدا و ستحمل دمارا شاملا




يتبع ...

noor elhuda likes this.

bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 04-10-19, 09:20 PM   #55

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اليوم الموالي ..الجامعة


الفضول يدفع المرء لاقتراف أفعال لم يتخيلها يوما ، فطوال سنواته التسع وعشرين لم يخطر بباله يوما أنه سيتجول وسط جامعة كبيرة بحثا عن فتاة ، لو لم تكن مميزة و تستحق ما كان تكبد العناء
وجدها أخيرا في الكافيتريا تهم بشراء مشروب ما فاقترب أكثر و سحب ورقة نقدية من محفظته منحها للبائع قائلا :- أريد قهوة مركزة و احتسب ما طلبته الآنسة .
رفعت إليه عينين زرقاوين حائرتين ولم يغفل عن الخطوتين اللتين اتخذتهما إلى الخلف كأنها تحتمي منه ، هل لأنها توجست منه وهو ببذلته العسكرية ؟
ابتسم بودية يلتقط قهوته و يقول :- هلا تحدثنا قليلا ؟
ترددها كان جليا على وجهها المليح و يكاد يقسم أن أصابعها ترتجف توترا ، لا يقصد إخافتها و لا هز استقرارها لكنها تبدو غريبة بخوفها غير المنطقي
- يمكننا أن نتحدث هنا ، أنا لا أقصد إخافتك يا ماريا .
صوتها الرقيق انساب إلى أذنيه مداعبا إياهما و هي تسأل :
- كـ..كيف تعرف اسمي؟
ابتسم ممازحا :- و من لا يعرفكِ هنا ؟ ..ألستِ أينشتاين الجامعة ؟
يبدو أن مزحته لم تنل إعجابها بل جعلتها تعقد حاجبيها الأصهبين تستفسر بتوجس :
- ما الذي تريده مني ؟
فضوله ازداد ليعرف سبب الأسلوب الدفاعي الذي تتبناه ، كأنها تحتمي من الجميع وسط قوقعة من الصمت و الهدوء ، قد رآها لعدة مرات طوال تواجده في الجامعة و لم يرها تخاطب أو ترافق أحدا غير الأساتذة و الكتب
قال :- اليوم لم تحضري إلى المحاضرة التوعوية ، إنها المرة الأولى .
ردت بارتباك :- لدي بعض الأمور ..لأدرس ..أقصد أنا مشغولة .
- غدا يومنا الأخير هنا ..هل ستحضرين ؟
- لا..لا أعلم ،لماذا؟
مال قليلا كي لا يسمعه أحد و تكلم بخفوت :- ربما لأنني أريد أن أراكِ و أحدثك بشأن موضوع مهم .
ازدردت ريقها بتوتر و لأول مرة تبقي عينيها على عينيه البنيتين للحظات طوال و كأنها تحاول قراءته و دراسة ملامحه ، شعره الأشقر ،بشرته التي تميل إلى السمرة ، ذقن حادة و أنف طويل ، كان وسيما لا تنكر ذلك لكن سبب وقوفه أمامها لم تفهمه
تنحنح فأخفضت نظراتها أرضا و حينما تحدث كانت تقسم بأنه يبتسم و كأن تفحصها له نال إعجابه :
- نلتقي غدا ؟
أومأت :- نعم ، حضرة الضابط .
قال :- نادني أيوب ، أيوب معلّم ..طاب يومك .
راقبته يغادر ثم غادرت بدورها نحو المدرج الذي ستلقي فيه أول محاضرة، لولا إلحاح البروفيسور ما كانت تجرأت على الوقوف أمام مئات من الطلبة ،تستقبل نظراتهم و انتباههم
تكره ذلك
لا تريد أن يراها أحد ..و لا أن يسمعها أحد ..و لا أن يكلمها أحد
تريد فقط أن تختفي و تضمحل
أن تكون شخصا عاديا ..لا امرأة تخاف من كل شيء و لا تريد شيئا غير الهدوء و لحظة بسيطة من السلام تلتقط فيها أنفاسها
ظنت أن الزمن سيشفي كل ما لحِق بها ، كذبوا عليها ، فالزمن زاد من تأزُّمها و أضعفها حتى يكاد يخنقها
هزت رأسها تنفض الأفكار السلبية التي تنتابها و عند باب المدرج وجدت "منقذها" واقفا كأنه في انتظارها ، لوهلة ظل طويلا ينظر إليها دون أن ينبس ببنت شفة فسبقته بأن غمغمت بالانجليزية
-hello .
- good morning , how are you feeling today?
- good,thank you .
تجاوزته و ما أن وضعت خطوة أولى داخل المدرج و رأت العدد الهائل من الطلبة ازدردت ريقها بتوتر و تمسكت بأغراضها أكثر ، و دون وعي منها كانت تتخذ خطوتين إلى الخلف في حين قلبها يصرخ داخل صدرها بصخب عنيف ما جعل أنفاسها تغدو قصيرة لا تشبع رئتيها
-maria?
غمامة الهلع التي كادت تلتهمها انقشعت ما أن حل صوته على مسامعها بنبرة قلقة ، فنظرت إليه تشكره في صمت و قبل أن يتحدث مجددا كانت تنزل الدرجات حتى بلغت مكانها ،دون أن تغفل عن ألكساندر أو "مصطفى" - كما اخبرها - الذي اتخذ لنفسه مقعدا و ثبت عينيه المدققتين عليها
في غضون دقائق امتلأ نصف المدرج ، و شرعت في إلقاء محاضرتها و كلما مرت دقيقة اطمأنت أكثر و ما زاد الموقف غرابة هو حرصها على النظر إلى مصطفى فقط ، كان وجها مألوفا فلا تشعر أنها محاصرة وسط حشد كبير من الغرباء ، بعد ساعة تقريبا نظرت إلى ساعة يدها و ليتها ما فعلت فقد تذكرت موعدها مع طبيبتها و أن عليها التواجد هناك خلال عشر دقائق، تتبعت نظراتها القلم الذي سقط من يدها ثم ارتفعت لتنظر نحو الطلبة الذين يحدقون بها بتركيز
تمتمت :- يجب أن أذهب الآن ..عليّ الذهاب
سحبت أنفاسا عميقة إلى صدرها و دون إدراك منها كانت تغادر المدرج من باب آخر ، أصابعها ترتعش و هي تبحث عن رقم يعقوب في هاتفهما دون جدوى
تكاد تسمع الدم يتدفق بقوة نحو عروقها ، أنفاسها تضطرب ونبضاتها تكاد تجن و قد كانت على شفا نوبة هلع ، أجفلت عندما أوقفتها يد غريبة فارتدت للخلف تهتف :
- لا تلمسني !!!
رفع مصطفى يديه باستسلام و كأنه فهم ما تعنيه دون أن يعرف ما قالته ، و قبل أن يحدثها كانت تضع الهاتف على أذنها و تحادث شخصا على الطرف الآخر :
- لدي موعد مع نهى ..يجب أن أكون هناك
صمتت قليلا ثم هتفت بحدة أكبر و وجهها يحمر من الغضب :
- لا !! ..ألا تفهم يا يعقوب ؟؟ ..يجب أن أكون هناك ..هذا ما أفعله كل أسبوع في مثل هذا اليوم و هذه الساعة ..يجب أن أذهب !!..لا يهمني ..سأذهب لوحدي !!
كانت تنهت من شدة انفعالها بينما تسمر مصطفى مكانه لا يفقه أيا مما يحصل معها ، و في لحظة سكن فيها الزمان و الناس رفعت عينيها المغرورقتين بالدموع كأنها تستجديه و يكاد يقسم أن قلبه انشق لحظتها و أنه قد فتح على نفسه أبواب الجحيم على مصراعيها ..
ما غزا قلبه من مشاعر كان مدمرا و لا يرتكز على عقل ، حمائية لهشاشتها و هوس جنوني لا يرتكز على منطق و لا عقل و لا سبب و فقط رغبة حمقاء في التملك
لا يعرفها كما يجب ، حدثها لمرتين فحسب لكن راقبها لأيام
عليه أن يبتعد عنها ، لأنه إن بقي هنا فلن يحمد أحد عواقب ما قد يصل إليه جنونه الحالي
هذه الفتاة ستكون دماره ..لذا وجب عليه الرحيل
و قد تحقق مبتغاه حينما ظهر رجل ما ببذلته العسكرية فأخذ يحدق بينه و بين ماريا بتوجس و لغة جسده تبدو متحفزة و خاطب التي ما تزال ترتجل و هي تعبث بهاتفها :
- ماريا ، هل كل شيء بخير ؟
تكلمت بهستيرية :- لدي موعد مع الطبيبة ، يجب أن أكون هناك ..لا يمكن أن أتأخر!!
ابتسم لها أيوب مطمئنا:- تعالي أوصلك بنفسي ،إن لم يمكن لديكِ مانع؟ ..سنأخذ سيارة الدرك الوطني كي لا تخافي ..ما رأيك ؟
بدت كأنها تحسب الفكرة في رأسها و كم كره مصطفى وقوفه هناك كالأبله لا يفهم شيئا مما قيل فقرر الانسحاب رغم أن كل خلية فيه تترجاه البقاء
حربه إن وجدت فهي خاسرة لا محالة
و هو ليس مستعدا لخوض معارك يعلم يقينا بأنها ستكلفه الكثير ،لذا فالانسحاب هو أنسب الحلول و أيسرها



يتبع ...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 04-10-19, 09:25 PM   #56

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وهران


"أحيانا بعض اللقاءات المفاجئة ترسم قدرا جديدا"


لكل شخص في هذه الدنيا طريقة تميزه في العيش ،أما بالنسبة إليها فكل يوم هو مغامرة جديدة تستمتع بها ، و تعانق كل ما تحمله لها من مشاعر
لها من اسمها كل النصيب ، هي التي تتعدى حدودها أطراف السماء ، يتعدى شغفها كل المنطق
كالنسيم ، منعشة ، مبهجة .إلا حينما تزعج والدها بطلباتها فيصفها بـ"ألم الرأس"
لم يكن ذلك غرورا بل إقرارا بمحاسنها ، رغم أنها في لحظتها تلك و هي تنظر لعدنان و عينه تغمز لها تكاد تتحول إلى معتلة نفسيا بميول إجرامية ، سحقا لاجتماع النادي العلمي ! فلو كانوا خبروها أنه سينعقد في بيت الشيطان لكانت أكثر ترحابا
أخذت تعبث بسحاب سترتها و نظراتها تنزل نحو ساقها و قد تخلصت من الجبيرة أخيرا فعاد لها شعورها بالحرية ، ليت والدها يرضى و يمنحها سيارة كهدية و يخلصها من عذاب سيارات الأجرة
صوت داخلها أتاها ساخرا "أنتِ الغبية التي أصرت على شراء دراجة نارية شرط إبقائها عند جديك ،ثم دمرتها بحادث و كسرت ساقك "
وقفت من مكانها تتوجه إلى الحمام بعد توجيهات من صاحب البيت و ما أن دخلت حتى تفاجأت بأحد ما يجذبها بسرعة ثم يدفعها نحو الجدار و يده تغطي فمها
- اششش ، لا تصدري صوتا .
حررها من قيده فنظرت إليه مصدومة و همست :
- أكرم ؟! ..ما الذي تفعله هنا ؟ ..هل بت تلاحقني كالمهووس أم ماذا ؟؛
أجابها ساخرا :- لا تكوني بهذا الغرور ، ليس لدي وقت لأضيعه في تعقبك .
أبقت صوتها منخفضا و سألت بغضب :
- إذا ما الذي جلبك ؟ .
- أحتاج مساعدتك .
- لا افهم .
- أحتاج دخول غرفة عدنان ، ساعديني و سأشرح لكِ غدا .
- ما الذي ستفعله في غرفته ؟.
أدار عينيه حانقا و قال زافرا بانزعاج :
- سأستلقي على سريره ! ..ما هذا السؤال السخيف ؟ .. هل ستساعدينني أم لا ؟ ..
إحساسها ينبئها بأن عليها الرفض و الصراخ لعل البقية يأتون و يطردونه ،وجوده في هذا المكان غريب و لا تفهم الغاية منه
سحقا له ..كانت تعلم بأنه ليس مجرد رجل يعمل في مكتبة ، نظراته، وقفته ، طريقة كلامه كلها أفعال أوحت باختلافه
ازدردت ريقها حينما اقترب منها أكثر يكتم فمها بيده مجددا و صوت خطوات تقترب من الحمام تلاها طرق على الباب و صوت عدنان يسأل :- نسيم ؟ ..هل أنتِ هنا ؟
نظراتها بقيت معلقة بعيني حمزة اللتين كانتا تخاطبانها دون كلمات و دون وعي منها قالت :
- نـ.نعم .. سأغسل وجهي و ألتحق بكم .
دفعته بعيدا عنها ثم أخذت تلكز كتفه بإصبعها :
- يجب أن يكون لديك سبب منطقي لهذا ،و إلا ستندم .
ارتفعت زاوية شفتيه باستمتاع فقال :
- تعجبني وحشيتك .
تأففت دون أن ترد عليه ،تنتظر ابتعاده عنها كي تستطيع المغادرة بعدما تساعده في حل مشكلته و لا تدري لمَ شعور يخالجها بأن هذا الرجل سيكون مشكلة عويصة لن تقدر على حلها
إنها نظراته ،حتما نظراته تكاد تدفعها نحو الجنون ، فتبدو أنها تبتسم لهاو تمنحها وعودا لا تفقه كنهها
حررت نفسا مضطربا ما أن ابتسم لها و لعنت قلبها الذي أفلت نبضة غبية ليست في محلها
بدل أن تفضح وجوده ها هي تساعده بل و تتفحص ملامحه الوسيمة
غمغمت :- تبا لي.
تنفست عميقا ثم كررت دفعه فترك لها مساحتها الخاصة ، فتحركت نحو الباب تفتحه على مهل ثم تتفقد الرواقين على يمينها و شمالا و حينما تأكدت من خلو المكان أشارت لأكرم بأن يتبعها ثم استقرت مكانها تحرس بينما تحرك هو بخفة نحو إحدى الغرف -غرفة عدنان حتما - و الذي فوجئت به يقبل عليها بعد بضع دقائق و يبدو مرتابا من وقفتها الغريبة
سأل بتوجس :- ما بك تقفين هنا؟
ردت بهدوء :- ساقي آلمتني ، أنت تعلم ..لقد خلعت الجبس قبل البارحة، لكنني أشعر بالألم كلما مشيت .
بقي على صمته يتدارس ما نطقت به و يحلله ثم قال :
- لدي في غرفتي مرهم سيساعدك ..هل أجلبه؟
أومأت فأشار لها برأسه كي تلحق به و معدتها تنقبض من التوتر ،فأكرم في ورطة و لن ينقذه أحد
دخلا الغرفة فكانت فارغة ما جعلها تتنهد بارتياح رغم جهلها عن كيفية مغادرته ، أتراه قفز من الشرفة ؟ أم يختبئ هنا في مكان ما؟
منحها عدنان المرهم فقالت تقلبه بين أصابعها :
- هل يمكنني أخذه معي ؟
- بالطبع، والآن دعينا نذهب .
تبعته يغادران الغرفة و عند الباب حانت منها نظرة نحو الشرفة فكان حمزة يبتسم لها ملوحا فابتسمت بدورها ثم غمزت له و ليتها كانت تدري بحاله حينها ،فقد أحس بالأرض تهتز أسفل قدميه حرفيا
كان يظن نفسه الصياد ، و الأبله لم يدر أنه في لحظته تلك و ابتسامته تختفي كان الفريسة ، و أن رمال الحب المتحركة التي تطأها قدماه الثابتتان حسب ظنه ستبتلعه بالكامل حتى تختلط عنده كافة المفاهيم
و في لحظات التشتت تبدأ الأخطاء
و الخطأ تعقبه كارثة
و ما بعد الكارثة إلا الوجع



يتبع ...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 04-10-19, 09:27 PM   #57

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

في العيادة النفسية


أسوأ ما كانت تخشاه هو أن تفقد السيطرة على نفسها و دواخلها ، و بعدما ظنت بأنها باتت متماسكة ، بأنها لن تنهار يوما طالما تضع وقتا و خطة لكل شيء ، إلا أن ما حدث اليوم أثبت لها كم كانت مخطئة
كانت غاصبة ، و حانقة و فاقدة للصبر وأصابعها الممسكة بكوب الماء ترتعش دون توقف
تنفست بغية بعث بعض الهدوء لنفسها ففشلت
أبقت نظراتها أرضا ، تنتظر بصبر توبيخ نهى القادم و لم يحدث
الصمت كان يأكل كل ذرة تعقل تملكها
و كم تكره الشعور الذي يمنحه لها ..الخواء! ..المجهول !
وضعت الكوب على سطح المكتب بقوة و هتفت بانفعال :
- فقط تكلمي ، لقد سئمت تحديقك بي كأنني مجنونة ؟
ردت نهى بهدوء تضع قدما فوق الأخرى :- أترين نفسك مجنونة؟
حررت ماريا نفسا عميقا و ظلت مغمضة الغينين لوهلة تستجمع شتات ذاتها دون أن ترى أي فلاح ، فالدم يغلي في عروقها و كل جسدها يرتجف و قد بدأت تفقد سيطرتها على كل ما حولها
ردت بانفعال :- أنا بخير تماما ..ها أنا أمامك .
ابتسمت طبيبتها ساخرة و قالت :- أنتِ تكذبين على نفسك ، أنتِ لست بخير .
- أنا ..بخير ..
- الخطوة الأولى للعلاج يا ماريا هي الاعتراف بأنكِ لست بخير ، اكذبي على نفسكِ لا عليّ .
سألت بحدة :- ربما أنا لا أريد العلاج اللعين ، ألم يخطر هذا بذهنكِ يوما ؟ ..لم أرد العلاج من الأصل ، يعقوب هو الذي أجبرني كعادته ، يفرض عليّ ما لا أريده ثم يلومني على كل شيء يحدث !.! .. أنا سوية و على أحسن حال و لست معطوبة
ظلت نهى على صمتها لوهلة تتدارس كلمات ماريا جيدا ثم نطقت أخيرا :
- هل يعقوب يلومك على ما حصل منذ سنوات أيضا ؟
هتفت :- بالطبع يفعل !! ..كأنني أردت أن ألاقي ما لاقيته ؟!
كانت تعلم بأن سؤالها الآتي سيكون القشة التي ستكسر تماسك ماريا و أنها ستكون عندها أمام ردتي فعل منطقيتين ، إما أن تصاب بنوبة غضب فتدمر كل ما حولها ، أو تصاب بنوبة هلع من كل الذكريات التي ستنهال عليها ، لكن المحاولة كانت تستحق المخاطرة ، تحتاج ذلك كي تمضي في علاجها بشكل فعال
بهدوئها المستفز مالت إلى الأمام تبقي عينيها مركزتين على عيني مريضتها و سألت :
- ربما أردتِ ذلك ، ففي النهاية ذهبتِ إليه بقدميك .
الصدمة لونت وجه ماريا الذي شحب قبل أن يتوشح بالأحمر و صوتها يخرج كزمجرة :
- أردتُ ذلك ؟ ..الشيء الوحيد الذي فعلته هو أنني وثقت في فتاة ظننتها صديقتي و لم أتوقع أنها ستمنحني هدية لشقيقها المختل كي يمارس عليّ جنونه !! .
وقفت على قدميها و ألقت بكوب الماء أرضا فتهشمت قطعه و تناثرت لكن ليس كقطع روحها التي تبعثرت في كل الأرجاء حتى ما عادت تستطيع جمعها و تلك الفراغات داخلها لا يغطيها سوى الوجع و كره الذات
ترقرق الدمع داخل عينيها و صوتها انكسر حينما قالت :
- الحقير عذبني ، قطع جلدي و شعري ، كان يجرح جسدي وعلى وجهه ابتسامة سعيدة كأن خزائن السماوات و الأرض فتحت أمامه كي يمتلكها .
ارتعشت كلماتها الباكيات :- اللعين ..جردني من كرامتي ..من نفسي ..من إحساسي ..من كل شيء ..فقط لأنه أراد اختباء دماغي اللعين ..لأنه انبهر بذاكرتي الفوتوغرافية اللعينة .
صمتت لوهلة ثم صرخة :- لا أظن أن أحدا قد يتمنى هذا لنفسه !! ..ليته قتلني ولم يتركني هكذا أتعذب في كل لحظة !! ..أتعلمين لم أريد العلاج ؟ ..لأنني لا أظنني أستحقه !! .
تراجعت خطوتين إلى الخلف و كل تلك الصور تندفع نحو ناظريها مرة واحدة ، اللون الأبيض ، الدماء و كل تفصيلة أصغيرة كانت أم كبيرة ، تريد لو تمزق ثيابها التي عليها بل تضرب رأسها بالجدار لعله يتوقف
أنفاسها أخذت تضطرب ، الرؤية تتشوش أمامها ،تشعر بأن قلبها سيتوقف و ألم رهيب ينتشر على صدرها فانهارت أرضا على ركبتيها و صوت نهى التي تحاول الإمساك بها يصلها بعيدا ..بعيدا جدا حتى أظلم كل شيء .
بعد دقائق دخل يعقوب الحجرة و على وجهه ترتسم كل إمارات القلق ، توجه نحو شقيقته المستلقية على الأريكة و لثم جبينها بعمق ، لم يستطيع لحظتها إخفاء شعوره بالخذلان ، كان يفترض أن يحميها ، أن يعطيها لعمه كي يعتني بها لربما وقتها ما كانت لتتعرض للاختطاف و التعذيب من قبل شخص مختل.
أشارت له نهى بأن يجلس على الكرسي مقابلا لها ثم قالت :
- أعطيتها مهدئا بعدما أصابتها نوبة هلع..ستكون بخير فلا تقلق .
تنهد بيأس قائلا :- نوباتها باتت متقاربة ، و لم يكن يغمى عليها قبلا .
- الإغماء خلال نوبات الهلع غير شائع لكن ليس مستحيلا ، وسببه هو انخفاض ضغط الدم فلا يصل الأكسجين كفاية إلى الدماغ .
- لقد بدت غاضبة و أغلقت الخط في وجهي حينما لم أستطع إيصالها .
أبعدت نهى عينيها عن عيني يعقوب المنهكتين لروحها و قلبها على حد سواء ، لا تراه رجل عادلا أبدا ، ألا يرى أنها تكاد تقبل كل ذرة هواء يتنفسها !
قد قاومت مشاعرها سابقا ، بل أنكرتها ، لكن مع كل مرة تراه فيها و ترى جنونه بشقيقته و خوفه اللا محدود ،ضف عليه شخصيته و وقفته و طريقة كلامه التي توحي بسيطرته فلن يلومها بشر على وقوعها في غرامه فقد كان ذلك حتما مقضيا
هي العاشقة و قلبه هو العصي
قد لا تملك سببا لتحارب ،لكن ستنتظر لعل فرج الأيام يكون قريبا
تنحنحت تستعيد تركيزها ثم قالت :- ماريا قد طورت أفعالا قهرية كي تحمي نفسها و تهرب من الذكريات و المخاوف ، بعبارة أيسر ، هي مازالت في نقطة الصفر ، مازالت تائهة و حائرة ، بعد سنوات من الحادثة هي لم تشف و لن يكون ذلك قريبا .
قال :- أعلم بأنها ليست بخير ، أحاول الاقتراب منها فتصدني .
- هذه وسيلتها لحماية نفسها ، اضطراب ما بعد الصدمة النفسية كي يدفع المرء إلى الجنون ، شقيقتك لا تنام إلا بالدواء ،تملأ وقتها بالدراسة والكتب و ستنهار أكثر لو استمر الوضع على حاله .
- إذا ما الحل؟
- احتاج معرفة كل ما حصل معها هناك وهي لا تنطق بشيء غير الذي أعرفه بالفعل منك و من تقرير الشرطة ، و لأفعل ذلك سأضطر للضغط عليها و هذا قد يؤثر عليها
نقل يعقوب بصره نحو ماريا ثم عاد ليطالع نهى و على وجهه تتجلى كل عبارات الخوف ، يخشى أن الضغط قد يولد انفجارها و ذلك لن يكون خيرا أبدا
- ذاك المختل عذبها نفسيا و جسديا ، حينما استيقظت في المستشفى كانت تكاد تموت كلما رأت لونا أبيضا و في الأيام الأولى بدت كأنها لم تميزنا نحن إخوتها ، لم تتكلم لسنة كاملة ، الكتب و حاسوبها هما الوحيدان اللذان ساعداها .
أومأت نهى تقول :- لقد طبق عليها تقنية تعذيب "الغرفة البيضاء" ، و مجرد وقوفها حتى الآن لهو معجزة بحتة ..زد عليها التعذيب الجسدي .
وقف يعقوب من مقعده و توجه نحو ماريا يحملها بين ذراعيه قائلا :
- سآخذها إلى المنزل ، غدا ستأتي إليك و حاولي معها بكافة الطرق .
ابتسم لها فغاص قلبها داخل أضلعها ثم أخذت نبضاته تتسارع كرفرفة جناحي طائر ، كأنها مراهقة تقع في الحب للمرة الأولى
خداها تخصبا بلون الخجل و ما أن غادر حتى ارتمت جالسة تخفي وجهها بين يديها وتهمس لنفسها :
- يوما ما سيراني.


*
*
*

" الوجع كالحب يأتيك في أكثر لحظاتك أمانا ، إن طرق بابك وفتحت له تملكك ،إن رفضت و قاومت استنفذك
ببساطة ،لا مفر لك منه "


بعد بضعة أيام ..مالي

في منزل صغير اجتمع يعقوب رفقة خمسة أفراد آخرين كل منهم يلقم أسلحته ويجهز عدته اللازمة ، من قفازات و أقنعة للوجه و قنابل مختلفة ، نظارات ليلية ،و أسلحة جلوك مثبتة على كلي الفخذين و المهمة : عملية سرية لاستخراج السفير و طاقمه
بدأ كل شيء حينما استدعاهم قائد أركان الجيش في لقاء سري و دون مماطلة قال :
- أنتم ثمانية من خيرة الجنود ،اخترتكم في مهمة مصيرية للبلاد ، قبل أن تعرفوا ماهيتها عليكم أن تدركوا بأنها ستكون سرية و لا أحد غيري و الرئيس يعلم عنها ، إن تعرض أحدكم للأسر فالدولة بريئة منه ،أي أنكم لوحدكم .
تبادل ثمانيتهم النظرات المتسائلة دون أن ينطق أحدهم بشيء فتابع قائدهم :
- إنها عملية تحرير رهائن في مالي،لأكون أكثر دقة ، تحرير السفير و من معه ،فسفارتنا تعرضت لهجوم هناك و لولا معلومة سرية ما كنا لنعرف ،فلا أحد تحدث أو تبنى الحادث .
و مجددا الصمت التام يغرق الحجرة ما دفع نائب وزير الدفاع إلى الابتسام و كأنه كان يتوقع منهم ردة فعل كالتي حصل عليها فأردف :- لن أقول بأن ما ستواجهونه سيكون سهلا لكن حاولوا أن تعودوا سالمين ، سنزودكم بأحدث الأجهزة العسكرية و كل ما تحتاجونه ...(سكت لوهلة ) أهناك من يريد الانسحاب ؟
تطلع حينها يعقوب بوجوه من معه و قرأ إقبالهم على المهمة فتنحنح قائلا :
- حضر ة الفريق ،لدي اعتراض واحد إن لم يكن لديكم مانع .
- قل ما عندك .
- أنا أرفض أن يلتحق بنا النقيب حيان ، زوجته صغيرة و مريضة ولديه طفل يعتمد عليه كليا .
نطق حيان باعتراض :- يعقوب!
أومأ قائد الأركان ثم وجه أمرا مباشرا لحيان :
- حضرة النقيب ، أنت معفي من المهمة .
ابتسم يعقوب يستذكر توعد حيان له بأن يلكمه ما أن يعود و رغم ذلك لم يندم على ما فعله
، ثم انتقلت نظراته نحو الباب الذي دخلت منه لينا تنزع غطاء رأسها و تضع الكاميرا التي حول رقبتها على الطاولة و تقول :
- الجو هادئ حول محيط السفارة ، وحسب الصور التي حصلت عليها من الكاميرا الجوية أظننا في مواجهة من عشرة إلى خمسة عشر رجلا .
لم يزح عينيه عنها و قد اضطرب قلبه ما أن ابتسمت ثم غمزت له بشقوة ، شعور غريب يكتنفه كلما برزت له بسمتها و لا يزال يجهل ما الذي تهمس به عيناها لقلبه فتجعلانه مرتجفا يترنم على لحن منكسر النبضات ،فصبا فؤاده و مال إليها ميلا صار من بعده أعوجا لا يستقيم على حال
ليتها تدري بولهه و ترحمه
ليتها تدري بجمرات شوقه الحارقات فتقترب أكثر .
تنهد و عاد إلى ما يفعله ثم جمع كافة الفريق و أخذ يشرح باختصار تفاصيل العملية التي جهزوا لها منذ يومين
و لما دقت الساعة الواحدة صباحا انطلقت العملية وسط هدوء ليلة معتمة و سماء تملؤها النجوم ، أول خطوة كانت تفجير مكان ضبط خطوط الكهرباء فالظلام يمنحهم الأفضلية و عنصر المفاجأة ، ثبت الكل نظارات الرؤية الليلة رفقة أقنعة الأكسجين و قفزوا من السور الخلفي للسفارة ، كان الأساس عدم استخدام الأسلحة الرشاشة إلا حين الضرورة و ضمان الدخول و الخروج دون إحداث أي جلبة
بإشارة من يد يعقوب انقسم الفريق إلى مجموعتين ، الأولى تتولى تصفية من هم بالخارج و الثانية تتولى عملية الإنقاذ
بخطوات غير مسموعة توجه يعقوب نحو الباب حيث وقف عنصرين من المختطفين يتجولان بنظراتهما بحثا عن أي دخيل و برصاصتين من مسدسه كاتم الصوت أسقطها أرضا ، ركل سلاحيهما بعيدا ثمن أشار لمن معه بأن يتبعاه ، و قبل الاقتحام ، ألقوا بثلاثة قنابل دخانية ثم مضوا قدما ، توجهت لينا شرقا و يعقوب غربا أما الفردين الآخرين فتوليا السلالم نحو الطابق الأعلى لمكتب السفير كي يحرقا كل الملفات الموجودة
عبر سماعات الأذن قال أحد الجنود :
- محيط المبنى آمن .
بعد خمس دقائق قال يعقوب مخاطبا فريقه :-
الرواق الغربي آمن ، لا وجود للرهائن
فيأتي صوت آخر :- الطابق العلوي آمن ، و يتم للتخلص من الملفات .
حينما لم تمنح لينا تقريرها سأل يعقوب :
- لينا ؟ كيف الوضع عندك؟
بعد صمت وجيز قالت :- تعرضت لعرقلة صغيرة ، الرواق الغربي بات آمنا ، سأتوجه نحو الطابق السفلي .
نزلت السلالم بحذر و عند آخر الرواق وقف شخصين بأسلحتهما يحملان مصباحين ضوئيين ، أخرجت قنبلة يدوية من جيبها و دون تفعيلها ألقتها كي تشتت بها هدفيها و قبل أن يدركا كانت ترديهما قتلى برصاصتين . ثم توجهت نحو الغرفة التي كانا يحرسانها و برصاصة من مسدسها كانت تكسر قيد الباب فتجد الأسرى هناك ، فتكلمت عبر اللاسلكي :- الأسرى معي ، فلنبدأ بالانسحاب ..
عند المغادرة تم كسر الباب الخلفي للمبنى و نقل الجميع نحو السيارات التي تنتظر ليتم إيصالهم إلى المروحية
و على حين غفلة انطلق صوت الرصاص و سقطت لينا أرضا ...


انتهى الفصل
لنا موعد جديد بإذن الله


بــــيــــن شــــطـــي الــــحـــب و الـــوجــــع
حــــكــايــــة الــــحـــب و الـــوجــــع و الـــــوطــــــن




bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 04-10-19, 10:01 PM   #58

affx

? العضوٌ??? » 407041
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 733
?  نُقآطِيْ » affx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond repute
افتراضي

مش فاهمة صراحة شو يلي بخلي يعقوب يضطر يتزوج وهو بحب لينا ليش ما صبر عليها بدل ما يتزوج وحدة وواضح انها نهى وهو بحب لينا !
بتمنى ما يكون في الرواية علاقة ثلاثية💔
ماريا المسكينة حزنتني كتيير 🤧


affx غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-19, 10:08 PM   #59

رزان عبدالواحد

? العضوٌ??? » 364959
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,014
?  نُقآطِيْ » رزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل حلوو وضحت النا بعض الشغلات خاصة اللي صار مع ماريا سابقا ..
خطفها اخ صديقتها بمساعدة صديقتها وحاول يمارس عليها جنونه واختبار ذكائها الحاد ووصلها للانهيار بسبب التعذيب الجسدي والنفسي .. ماريا لساتها بمرحلة الصدمة ومش قادرة تكلع منها وهادا اللي بصيبها بنوبات هلع واغماء لو حست بشوية ضغط من المحيط اللي حواليها ..
أيوب وانجذابه الها ومحاولته انو يتقرب منها .. بس مافهمت شو سبب تواجده بجامعتها هل لحمايتها ولا كيف .. مصطفى مخيف مارتحتلو ابدا .. واضح جنونه وعدم سيطرته على نفسه بوجود ماريا بدو يقرب منها ومش عارف يتواصل معها .. هو حاسس فيها لكن خايف يقرب ويثير جنونها ..
بس من الاخر مش مريح صراحة وانا حاسة انو رح يأذيها 😬
يعقوب ولينا .. عشقه الها وصل حد الجنون بيفقد نفسه لما يكون معها وهي على عكسه عقلانية وثابتة جدا بالرغم من حبها الو الواضح جدا .. لكن ترددها وجبنها بيفقد علاقتهم الركيزة والاستقرار .. تحسي علاقتهم متذبذبة مش واضحة .. للاسف خسارتها الو حتندم عليها جدا خاصة مع وجود نهى الواضح حبها ليعقوب الشديد بالرغم انو مش شايف الا انها طبيبة بتعالج اخته لكنها بتحبو وفي بالها تلفت نظره وتحسسه بوجودها هل حتقدر بعد ماتخسر لينا يعقوب !!
القفلة مرعبة وقوع لينا واصابتها في العملية وشو ممكن يصرلها صراحة مش متخيلة اشي سهل رح يكون 😶😶
نسيم وعلاقتها مع اكرم .. انتي ذمرتي شخص اسمو حمزة هل لخبطة في الاسم ولا في شخص اخر كان معهم 😂😂 لاني اعدت القراءة عشان اتأكد 😆 نسيم تأكدت تماما انو اكرم مش مجرد عامل بالمكتبة وخاصة وجوده ببيت عدنان سرا ومحاولته انو يفتش بغرفته .. بس الل فهمتو من سياق السرد انو حيورط نسيم معو في اشي ويندم عليه خاصة مع مشاعره اللي بدت تتحرك تجاهها 😍😍
تسلمي عبورة عالفصل الرائع ماشالله سردك راائع جددا وممتع للغاية ❤❤


رزان عبدالواحد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-19, 09:33 PM   #60

affx

? العضوٌ??? » 407041
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 733
?  نُقآطِيْ » affx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond repute
افتراضي

لينا شو اسبابك لترفضي يعقوب وانتي بتحبي !وليش يعقوب حيتزوج وهو بحبك ليش ما يصبر !
هلأ اتصابت لينا شو حيصير فيها ؟!
ماريا قطعت قلبي هل المسكينة عنجد بتحزن بس هي بتأمن لمصطفى وحاسيته امانها وهو منجذب الها كيف حيجتمعوا !
حمزة او اكرم شو قصتك وكيف حتوجع نسيم واضح انك حتوجعها جدا !
ايوب بحب او منجذب لماريا بس هي مش من نصيبة بتوقع انه في حد بحبه وهو مش حاسس
متشوقة لشوف قصص الوجع هل المرة وشو حيصير بابطالنا المساكين 🖤❤♥️


affx غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:23 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.