آخر 10 مشاركات
الضحية البريئة (24) للكاتبة: Abby Green *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          دانتي (51) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الثاني من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          متوجةلأجل ميراث دراكون(155)للكاتبة:Tara Pammi(ج1من سلسلةآل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          474 - الحب المر - ريبيكا ونترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree214Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-10-19, 11:48 PM   #81

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل سيتأخر إلى ما بعد منتصف الليل نظرا لان ظرفا طرأ ..
لمن لا تستطيع السهر ..يمكنها قرائته غدا صباحا


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 01-11-19, 01:08 AM   #82

Eman70

? العضوٌ??? » 427352
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 487
?  نُقآطِيْ » Eman70 is on a distinguished road
افتراضي

الله يعطيكي العافية

Eman70 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-19, 01:58 AM   #83

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

. الــفــصــل الثــالـث


.
"بعض قصص الحب تولد لتمهد لقصص أخرى أكبر و أصدق "


.
اليوم الموالي ..الجامعة


اتخذت مكانها في المقعد الأخير في المدرج تستمتع للحصة الاخيرة التي سيقدمها أفراد الدرك الوطني ضمن حملتهم التحسيسية حول المخدرات و استهلاكاتها ، رغم أنها تتمنى لو تغادر في أي لحظة بقيت مكانها بسبب وعدها للملازم الأول أيوب ، الذي لم يعتقها من ثقل نظراته فيبقي عينيه مركزتين عليها طوال الوقت و كلما أخفضت نظراتها أرضا أو هربت بها بعيدا عنه ابتسم مضاعفا توترها
غريب أمره ، و اهتمامه المفاجئ و الصريح بها !
لم تعتد ذلك من الرجال ، رجل مثله على وجه التحديد : وسيم ، يدرك جاذبيته و تأثيره على جنس حواء
إلا هي .. لأنها ليست كباقي النساء ، فما تحمله من ألم و وجع ينعكس على ملامحها فيبعد الناس عنها .. حزنها و بؤسها يجعلونهم ينفرون منها و لا تلومهم في ذلك البتة ، فهي تنفر من نفسها بل تشمئز منها .
بعد مضي ساعة و نصف لم تمكث لدقيقة أخرى و حملت نفسها و غادرت المدرج نحو المكتبة و ما هي إلا خمس دقائق و كان أيوب يقبل عليها مبتسما فيحييها قائلا :
- صباح الخير .
- صباح الخير
- كيف كانت المحاضرة ؟
- عادية
ابتسم يمازحها :- تقصدين مملة ؟
رداء الخجل الذي تلون به وجهها فضحها فقهقه أيوب يوافقها :- هذه هي المحاضرة ، من المفترض أن تكون مملة .
اكتفت ببسمة بسيطة تتدلى على شفتيها في حين تفرك كفيها بتوتر فلاحظ هو ذلك فسعى لتغيير دفة الحديث
- لدي عطل في حاسوبي المحمول و بما أنك ممن يجيدون التعامل مع الحواسيب ،فما رأيك بمساعدتي ؟
ظلت تناظره بعدم فهم ثم ما لبثت أن أومأت قائلة :- دعني أراه .
أخرج الجهاز من حقيبته و وضعه أمامها و قال :- حينما أضع قرصا صلبا لا تتم قراءته ، كما أن أزرار لوحة المفاتيح اختلطت ، حرف الباء بات جيما ..و رقم واحد أصبح خمسة .
بعد أن شغلت الحاسوب بدأت تعمل عليه دون أن تمنحه ردا أو تكلمه أو حتى تومئ ، فتكلم محاولا جعلها تتحدث قليلا :- أتظنين أن بإمكانك إصلاحه ؟
أجابت ترفع عينيها الزرقاوين إليه :
- سأحاول قليلا و إن لم أنجح سأقوم بإعادة برمجته .
عندما انشغلت بما بين يديها ، ترك لنفسه حرية النظر إليها دون رادع أو خجل ..
عيناها ، خداها ، حبات النمش ، أنفها و حتى شفتيها قليلتي الابتسام .
كانت جميلة ، رغم حزنها _الذي لا يملك له تفسيرا _ تبقى فاتنة
ألقت عليه تعويذة سحرها منذ اللحظة التي رآها فيها
لا ينكر أن فضوله هو ما يدفعه نحوها ، ليفهمها ،ليعرفها ، ليفك ألغازها
لكن قلبه يميل إليها ، معجب بها و بفتنتها ، لهذا عليه أن يجد طريقة ما ليبقي التواصل مستمرا بينهما
هي امرأة تستحق أن يركض خلفها
لو فقط تتحين له فرص أكثر ..لو فقط !
استمر في تفحصه المبالغ لدقائق مطولة حتى رفعت إليه مقلتيها المليحتين أخيرا و قالت :- الأمر لم ينجح ، هل تسمح لي بأخذه معي إلى البيت؟ فهناك يمكنني إصلاحه حتما .
لم يخف ابتسامته العريضة و أجاب دون تردد :- بالطبع لا مانع لدي .
أعادت الحاسوب في حقيبته ثم حملته معها و قالت مغادرة :- لدي محاضرة الآن ، أراك غدا ؟
- بالتأكيد .
مضت دون أن تلتفت إليه او تودعه و لم يغفل عن نظراتها التي تتجول في انحاء المكان كأنها تبحث عن شخص ما
غدا سيكون له موعد معها ..و قطعا لن يكون الأخير







يتبع... ...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 01-11-19, 02:03 AM   #84

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

في شقة لينا


"إن كانت الحياة ظالمة ،فالحب أظلم"

يقال أن معارك الحب هي الأشرس و الأكثر قهرا و خوضها يتطلب الحكمة قبل الشجاعة ، الإيمان بالخسارة قبل تمني الفوز .
مع لينا هو لا يحارب عدوا ثالثا ، و لا ظرفا قاهرا ، و لا حتى خوفا أو هاجسا يتملكها،
هو يحاربها ليفوز بها !
سنوات من عمره مضت ، يرابط عند باب قلبها لعلها تشفق أو تحن فتفتح له ،دون جدوى .
عنيدة هي .
و طاقته قد بدأت تنفذ بالفعل ، خاصة و قد ظن نفسه على وشك خسارتها في آخر مهمة لهم في مالي ، فحينها قد ضرب بكل الأوامر الممنوحة له عرض الحائط ، تجاهل أمر الرهائن و اهتم فقط بالمرأة التي يعشق
يتذكر جيدا صوت الرصاص الذي انهمر عليهم ، سقوط لينا و فرد آخر ، ففي حين تلقى الأخير رصاصة اخترقت بطنه دون أن تصيب أي أعضاء ،كان نصيبها هي رصاصة على مستوى الفخذ ، فركض نحوها يساعدها على الوقوف دون أن يتمكن من السيطرة على خوفه و قلقه الباديين بوضوح
- حضرة الرائد ، علينا الذهاب ، خذ الرهائن المحررين و سأتولى أمر جرحانا ، و تعطيل مهاجمينا .
- دع هذا لي ، توجهوا نحو المروحية ،سأكون خلفكم ..هيا ..هذا أمر!!
التفت إلى لينا يمسح على خدها بلطف سائلا :- هل يمكنك استخدام سلاحك؟
فأجابته بحنق رغم الألم الذي طفى على ملامحها :- أصيبت ساقي لا يدي ، ثم ما خطبك صرت رقيقا هكذا ،إنها مجرد رصاصة ؟
فغمغم من بين أسنانه :- هواكِ اللعين رققني .. هيا تحركي و اخرسي.
كان يدرك أن ما فعله خطأ ، و بصفته قائدا كان عليه أن يكون حكيما و يتبع البروتوكول
اكفهر وجهه و ذكرى قائدهم يقف أمامه يوبخه" :- كسرك لسلسلة القيادة لا يجب أن يتكرر يا يعقوب ، أنت كنت قائدا للفريق المكلف بالعملية و عليك اتباع الأوامر الممنوحة لك ، و من أولويتك كضابط سامي أن تؤمِّن وضع المحررين و أن لا تقع تحت الأسر لأنك قيّم جدا ..شيء كهذا لن يتكرر مستقبلا ، مفهوم ؟ "

تنهد ما أن وقف أمام باب شقة لينا و بعد طرقتين كانت تفتح له تسير على عكازها فتكلم موبخا :- هلا توقفتِ عن التحرك ، شفاؤك يحتاج الراحة .
- يا يعقوب والله مللت من النوم و الجلوس دون فائدة .
و دنا نحوها يتشرب من جمال محياها و الذي زاده شعرها المبعثر جمالا لا يوصف.
عادة يراه مجموعا كذيل حصان أو ككعكة خلف رأسها ..فكانت تلك مفاجأة سارة لفؤاده المغرم
-اجلسي و دعينا نتحدث.
- الآن ليس وقتا مناسبا .
- بلى ، مناسب جدا ، تهربكِ لن يفلح هذه المرة . ما الشيء اللعين الذي يمنعك من الزواج بي ؟
- لا شيء .
قالتها و استدارت تتهرب منه ،تلجأ لغرفتها فتبعها ،و ما أن جلست على طرف السرير قال :- لسنوات ألاحقك ، انتظر اللحظة التي سنرتبط فيها و لا نضطر لحجب ما بيننا عن العالمين كأنه عيب أو حرام ..جل ما أريده هو أن يكون لنا بيت و عائلة .
هربت بنظراتها بعيدا عن عينيه ، يحزنها العجز الذي تراه فيهما ، لطالما كان لها يعقوب الصخرة التي تتثبت عليها ، الشيء الحقيقي وسط زيف عالمها ،كان مرساتها التي تحفظها من تقلب بحار الحياة
كان كل خط مستقيم و هي المعوجة بأفكارها و طريقة عيشها
هي تشكل الخطأ و هو كل شيء صحيح
تكلمت بخفوت :- العيب ليس فيك ، أنت رجل مثالي هكذا أراك ، لكنني لا أستطيع أن أكون امرأة تضعها في بيتك و تُغلقُ عليها ، لا يمكنني الزواج فيتم حبسي خلف مكتب لأتعامل مع أوراق إدارية و أضيع كل العمل الميداني الذي ينتظرني ، فقد حاربت حتى أضمن لي مكانا مع فريق أغلبه من الرجال و لا يمكنني فقدان ذلك ..أنا آسفة
- آسفة؟؟
مسحت وجهها بكفيها ثم تابعت :- أنا مجهولة و عملي هو بطاقة تعريفي الحقيقية و هوx إرثي الوحيد ، لا أملك شيئا لأؤسس به عائلة، حتى اسمي منحتني إياه الدولة ، لذا أنا لا أصلح للزواج ، أتفهمني؟ ..
قال :- لا يهمني كل هذا ،كما أنني لا أخطط للبقاء ضمن صفوف الأمن العسكري، لدي مشروعي الذي حادثتك عنه ، و هو سيمنحك الفرصة لتستمري بحمل السلاح و فعل ما تشائين .
هزت رأسها تعارضه :- متى سيكون هذا ؟ ..بعد خمس سنوات ؟ ..عشر؟ ..أنا لا أستطيع يا يعقوب ..هذه هي قناعاتي ، مكاني هو كجندية لا ربة بيت .. جد لك أخرى مناسبة .
لم يكن يعقوب يدري لمَ كلما اقترب منها عنه ابتعدت ؟
فطفق يبحث في ملامحها عن أي لمحة من التردد أو الخوف
لعل خطبا ما حل بها؟ فما تمنحه من حجج غير كاف
زفر بقلة حيلة قائلا :- سأغادر الآن ، و حديثنا لم ينته بعد .

بعدها توجه إلى العيادة النفسية بعدما طلبت نهى مقابلته لتمنحه بعض المستجدات حول وضع شقيقته و ما أن دخل مكتبها و استقبلته هي بابتسامة مشرقة حتى ألقى بنفسه على المقعد الجلدي المريح مرخيا جفنيه و تنهد كأن حمل الدنيا يستقر فوق كتفيهx ، فكان ذاك كدعوة صريحة لعيني نهى فتمنحهما حرية مداعبة ملامحه التي رغم الإجهاد البادي عليها، تبقى صلبة و شديدة الرجولة .
ليته يسمح لها بأن تكون كتفا يستند عليه أو يتركها تحمل عنه بعض الثقل فتخفف أحماله و أعباءه
قالت بنبرة محبة :- هل أطلب لك فنجان قهوة ؟
أجاب و قد فتح عينيه :- ستقدمين لي أحسن معروف .
بعد بضع دقائق كان يرتشفه قهوته في هدوء تام يبدو شاردا بين أفكاره ففتح لها المجال لتشبع عينيها منه دون تحفظ أو تردد
هي امرأة تعرف غاية المعرفة ما تريد
تريده هو ، كرجلها ، كزوج لها ، كرفيق درب و كسند
صدقا، لا تدري متى ،كيف و أين بدأت مشاعرها بالانحراف من "الإعجاب" إلى "الحب"
ربما كان ذلك حينما ابتسم لها
او حينما سماها باسمها دون ألقاب رسمية
أو حينما تكلم فاهتز قلبها بين أضلعها
لا تدري ! ..و من يدري؟
نحن لا نختار الحب و لا توقيته
فهو يغرينا ، يشتتنا ثم يسحب البساط أسفل اقدامنا فنهوي داخل حفرته
- ترفق بنفسك قليلا يا يعقوب ، ستنهار لو استمررت على هذا المنوال .
- بين العمل و ماريا و مشاغل أخرى والله لا سبيل لذلك .
- الأشياء التي لا تنفعك و لا تستحق ، تضرك و تستنزف طاقتك ارمها خلفك ،أفضل لك .
ليتها تدري أن لينا هي من ترهق فؤاده و تفكيره ، و لو لم تكن تستحق ما كان لينتظر كل هذه السنوات
غيّر دفة الحديث و سأل :- لماذا طلبتِ رؤيتي؟ ..هل هناك خطب ما مع ماريا ؟
- لا ، هناك بعض المستجدات أردت أن أطلعك عليها ، لعلك تفهم وضع شقيقتك أكثر .
هز رأسه إيجابا و لا ينكر خوفه مما قد يأتيه من أخبار أو معلومات ، ليس أعمى لينكر أن وضع ماريا ليس سهلا و أنها ستعاني من تبعاته طوال حياتها ، فذاك الرجل ترك بصمته عليها ، جسديا و نفسيا
ليته فقط تمكن من قتله بدل أن يتم زجه في السجن .
تكلمت نهى بهدوئها المعتاد و قد ارتدت نبرتها الجدية التامة :
- مختطف شقيقتك لم يعرضها فورا للغرفة البيضاء ، هناك مراحل سبقت ذلك ،هذا ما أدركته ، و الشيء المشترك الذي ظل يؤكد عليه هو العزلة ..
أومأ فتابعت :- العقل البشري يملك قدرة خارقة على التكيف مع ظروف "استثنائية " في بيئة غريبة أو لنقل استثنائية أيضا مع الاختلاف من فرد لآخر .
أخذت تشرح له ما تريد إيصاله ،فنحن البشر مقاومون و نتأقلم بشكل عادي لبعض الظروف أو أي بيئة مختلفة نوضع فيها ، و نظامنا الإدراكي مرن للغاية و صلب حين التعامل مع ظروف غريبة عنا..بشكل آخر نحن خلقنا لنتعامل و نتصرف و نتأقلم مع ظروف مثالية ، و كلما انحرفت عن "المثالية" كلما فقدنا السيطرة و كلما أصبحنا مقاومين أكثر .
أ ي أن يكون فرد ما في بيئة يشعر بأنه فاقد للسيطرة فيها ينتج عن ذلك ضغط عصبي و هذا يتمثل في التوتر ، الحزن ، القلق أو حتى اجهاد مسبب للامراض إن ظهر اختلال نفسي أو فيزيونفسي .
أردفت : - الانتهاكات التي قد تمارس على العقل تنقسم إلى ثلاث فئات : نفسية كالعزلة ، الحرمان الحسي ،الإفراط الحسي ، الحرمان من النوم و الارباك الزمني أو نفسية اجتماعية كالاهانة الثقافية و الإمتهان الجنسي و فئة أخرى تكون فيزيونفسية كإجبار المرء على اتخاذ وضعيات غير سوية للجسد ؛كأن تجبر أحدهم على الجلوس و الوقوف على أطرافه الأربعة كالكلب مثلا .
شتم يعقوب من بين أسنانه و قد بدأ يشعر بدمه يغلي داخل عروقه ،ود لو يفر هاربا و لا يستمع لما ستقوله نهى
هذا كثير عليه ،فكيف بماريا التي عايشته لأيام طويلة و ما زالت تبعاته تلاحقها ؟
- خلال الفترة التي تعرضت فيها للاحتجاز ، كانت في معزل تام و العزلة من أهم العوامل التي قد تؤدي إلى اضطراب نفسي فيعجز الشخص عن تحديد ما هو حقيقي مما هو غير حقيقي، أي اختلال إدراكي .
سأل بقلق :- أيٌّ مما ذكرته قد تعرضت له؟
منحته نظرة متعاطفة ثم أجابت :
- لست متاكدة لكن إن كان عليّ التخمين وفقا لفهمي لطبيعة مختطفها فسأقول الحرمان و الافراطx الحسيين ،الحرمان من النوم و الانتهاك الجنسي غير التعذيب الجسدي .
حينها ضرب سطح المكتب بقبضته و هتف غاضبا :- قسما بالله سأقتله لو وضع قدما خارج السجن ..كان عليّ فعل ذلك يوم وجدته ..الحقير الـ...
ضاعت منه الكلمات و قد وقعت نظراته على رسالة موضوعة فوق سطح المكتب و عنوان المرسل هو السجن ..السجن الذي يقبع فيه المختل الذي عذّب ماريا
الغضب تفجر من مقلتيه حارقا، فيكاد يقلب المكتب فوق رأس نهى لولا سارعت تقول :- يعقوب ،دعني أشرح لك .
- تشرحين!! ..هل تتبادلين معه الرسائل دون علمي و أنا أأتمنك على قطعة من روحي ؟!!
وقف مكانه يلتقط الرسالة فاتّبعت نهى خطواته و اعترضت طريقه بأن حالت بينه و بين الباب ، يدها ارتفعت لتمسك بذراعه،تردد بهدوء :
- تعقّل و دعني أفسر ، أنا لم أخنك ،لم أخن ثقتك بي ..لن أفعل يوما يا يعقوب .
عقد حاجبيه باستغراب و شيء ما ينبئه عن خطب لا يقدر على وضع إصبعه عليه
ربما قولها "لن أفعل يوما يا يعقوب"
او نبرة صوتها حينما قالت" لم أخنك"
بل لعلها نظرات عينيها و هي تستجديه !
- أنا راسلته و طلبت رؤيته فوافق ، لا يعلم بأنني طبيبة شقيقتك ، يعلم فقط بأنني طبيبة نفسية ..أُعجٓبت بطريقة تفكيره و تريد أن تفهمه أكثر .
- عذرا منكِ؟ ..أُعجِبتِ بأفكاره؟ ..أجننتِ؟
- أختك ستبقى على حالها بل قد تتدهور أكثر إن لم أفهم ما مرت به فأضع خطة علاج متقنة ، غير هذا ستكون تضيع مالك هباءً و أنا أخسر وقتي دون فائدة .
- و لم تجدي حلا عبقريا غير هذا ؟ ..أبدعتِ حقا !
تجاهلت سخريته و أوضحت :
- يقولون لتفهم الرسام عليك بالنظر إلى لوحته و فهمها ، أنا سأفعل العكس ، سأدرسه هو لأفهم حالة شقيقتك ..أنت تراه كمجرم حقير لكنني أراه كمريض ..مضطرب عقليا "سيكوباتي" ،نرجسي، معادي للمجتمع يحمل نوازع سادية ،أنا أرى اللوحة و عرفت الرسام الآن أحتاج لأفك ألغاز فنه و توقيعه الخاص .
- توقيعه؟
أومأت تقول :- هذا مصطلح يرد كثيرا في علم الجريمة ، التوقيع هو بطاقة تعريف المجرم ، شيء يميزه عن الآخرين ..تقنيات التعذيب و ترتيبها الزماني و التسلسلي يشكل فارقا ..فمثلا أنت تتعجب لماذا لم يغتصب شقيقتك صح؟
انقبضت عضلة فكه و دون أن تنتظر إجابته تابعت :
- الجرح بالسكين، الطعنات ، و الخنق _وفقا للعلامات على رقبتها في تقرير الطبيب الشرعي_ كلها تحمل بعدا جنسيا ، و هذا يجعلني أقول بأنه عاجز على التصرف بشكل طبيعي ،لكن ما ذكرته قبل قليلا يجعله يُستثار .. أتفهمني الآن؟
لوهلة ظل يحدق فيها مشدوها و لم يكن لحظتها يستطيع إنكار إعجابه بها ، بذكاءها ، بتفكيرها و بتفانيها
و ما أن أدرك شروده تنحنح قائلا :
- حسنا لكن شرط أن تسجلي محادثاتكما أو تدونيها ..أريد أن أعرف كل شيء .
ابتسمت بانشراح تهتف بسعادة :
- اتفقنا ، شكرا لك يا يعقوب .
اكتفى بالصمت ثم غادر و لسانه حاله يتساءل : ما الذي حدث للتو؟




يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 01-11-19 الساعة 02:20 AM
bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 01-11-19, 02:05 AM   #85

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بعد أسبوع ..وهران

"لتغطي كذبة واحدة سيكون عليك الكذب لمرات حتى تفقد العد"

هذه الحياة مفترق طرق ، كل خيار يفتح طريقا مختلفة ، لا شيء يكون بمحض الصدفة _هذا ما تعلمته من والدها_ فكل شيء يحدث لسبب ما نجهله ثم يأتي حين فندركه و لحظتها يكمن الفارق ،فإما نسعد أو نشقى
و هي اختارت الوثوق بأكرم و كم تتمنى أن لا تندم على ذلك !
تجلس مقابلا للمسرح الجهوي المميز بعمارته الجميلة التي تعود للعصر القديمة و تتجول بنظراتها فوق المباني و المساحات الخضراء المحيطة بها و قد بدأ يغزوها الملل . تنهدت تتطلع لساعة يدها و قد فقدت الأمل و إن لم يأت كما فعل المرة الماضية فستُخبر والدها عنه .
انتفضت و صوت من خلفها يقول :
- اشتقتِ إليّ؟ .
ردت غاضبة بحنق :- تشتاق لك أفعى إن شاء الله .أين كنت بحق الله ؟ لم تحضر سابقا و الآن جعلتني انتظرك لنصف ساعة !! .
جلس بجانبها يوضح :- كنت مشغولا قليلا ، و ما الضرر إن انتظرتني لنصف ساعة ؟
أجابت ترفع ذقنها بغرور دافعة إياه للابتسام ببلاهة :- أولا ، لدي ما هو أهم منك لأضيع وقتي عليه .
- و ثانيا ؟
- ثانيا ،أنا جائعة و أحتاج لقليل من الطعام .
- حسنا ، يمكننا أن نذهب لنأكل شيئا ما .
- على حسابك ؟
أومأ فتابعت تقف على قدميها قائلة :
- مادام على حسابك فلا مانع لدي .
ضحك قائلا :- يا لكِ من بخيلة !
بعد دقائق كانا يتشاركان طاولة وسط مطعم للأكلات السريعة ، و استغلت نسيم فترة انتظار تجهيز طلبهما لتبادر بالسؤال :
- ما الذي تفعله بالضبط في الجامعة ؟
سكت يتدارس ملامحها الرقيقة و أصابعها تتلاعب بالعقد حول جيدها ، يدرك يقينا أن ما يفعله خطأ و قد يفتح عليه أبوابا لا يحتاجها لكن لا حل أمامه فهي النقطة التي تتقاطع عندها كل طرقه
مال نحوها قليلا يتكلم بخفوت :
- ما سأقوله يجب أن يبقى بيننا ، سيكون كلانا في ورطة إن علم شخص آخر .
عقدت حاجبيها تفكر لوهلة ثم هزت رأسها إيجابا فأردف قائلة :
- أنا أعمل كشرطي متخفي ضمن قوات فرقة المباحث ، و السبب الذي يجعلني خلف عدنان هو كونه مشتبه به في الانتماء لشبكة كبيرة لترويج المخدرات .
عاد ليريح ظهره على الكرسي ، عيناه تعانقان عينيها في حديث خاص
هي تتساءل عن صدق كلامه بينما يحافظ هو على جمود ملامحه
ما يجري بينهما كان كلعبة شطرنج ،x يعلم الكل أن ثمن الخطأ لا يدفعه الملك بل البيدق .
- لمَ يجب عليّ تصديقك ؟ ، أين الدليل ؟
ارتفعت زاوية شفتيه ببسمة صغيرة و نظرة من الإعجاب سكنت مقلتيه فقد أكدت له أنها امرأة تجيد استخدام عقلها ...
ابنة أبيها بالفعل .
أخرج من محفظته بطاقة عمله فالتقطتها بين أصابعها تقرأ ما ورد فيها من معلومات ثم مد لها سماعات الاذن خاصته بعدما شبكها بهاتفه لتسمع صوت عدنان و هو يقول " الشحنة ستصل بعد يومينx ، علينا توزيعها بعناية كي لا تقع بين يدي الشرطة" .
عندما رفعت نظراتها نحوه قال :
- تصدقينني الآن؟
- هل لديّ خيار آخر ؟
- نعم .
- أنا أصدقك .
لم يعلّق و همّ بأكل شطيرته التي وضعت أمامه ، دون أن يغفل للحظة عن نسيم التي تبدو مستمتعة بالبيتزا التي طلبتها .
عفويتها و انطلاقها هما أكثر ما يعجبانه فيها ، هي مغرورة قليلا ..بل كثيرا ، سليطة اللسان بشكل مزعج للأعصاب لكن جميلة أيضا .
توقف عن الأكل و قد أدرك فداحة ما آلت إليه أفكاره
لا يجب ان يعجب بها
لا يجب أن يراها بنظرة رجل لامرأة، فحينها سيفتح بابا للمشاعر و بذلك تفسد كل خططه و يفشل في مهمته .
- بدل هذا الصمت دعنا نتحدث قليلا ، كم عمرك ،و هل لديكَ اشقاء و ما هي مواهبكx ؟
- حقا تسألين عن مواهبي ؟
- أنا أفتح حديثا معك ...فقط أجب عن السؤال .
قال بغرور :- لدي الكثير من المواهب التي لا تستطعين تخمينها
أجابت ساخرة :- أوه ، دعني أخمن ، الخداع و الكذب من ضمن ذلك صح؟ بل على رأس القائمة و ضف عليهما كسر قلوب العذارى و التفاهة و السخافة و كل شيء سيء .
قال :- كذبت بسبب عملي ، و ها قد علمت بالحقيقة .
تأفف بانزعاج و طرح عليها نفس السؤال :
-x ماذا عنكِ يا لسان الحرباء ؟ كم هواية لديك ؟
- أربعة
- مثير للاعجاب! .عددي لي مواهبك إذن..
ردت مبتسمة بفخر :- الأكل ، النوم ، مشاهدة المسلسلات و إنفاق أموال أبي .
لوهلة بهت يحدق فيها كأنه لا يفقه كلمة مما تقول ، سؤاله في واد و جوابها في واد آخر ، صدقا أخطأ حينما وصفها بمن تملك عقلا فعلّق ساخراx :
-x حقا تستحقين جائزة نوبل في الكسل .. فريدة من نوعك !!
فترمي بشعرها للخلف تردد:
- أعلم ذلك ، أنا غير قابلة للنسخ أو التقليد .
استمرت صحبتهما لدقائق قبل أن يفترقا و يتخذ كل منهما طريقا مختلفة ، و في سيارته كان" أكرم" شاردا يتساءل : هل فعل الشيء الصحيح ؟ أم أنه قد عقّد الأمور أكثر ؟
فقط الزمن من سيمنحه الإجابة

يتبع....



التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 01-11-19 الساعة 02:24 AM
bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 01-11-19, 02:07 AM   #86

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لوس أنجلوس.. ليلا

"مهما فررت من قدرك فإنه سيجدك"


يجلس على كرسيه خلف مكتبه ، يحرر تنهيدات حارة من صدره لعل نار الشوق داخله تخمد قليلا و ترحمه
ما أعلق نيران الشوق بالفؤاد! ..تحرقه حرقا .
فخلال الأيام التي ترك فيها الجزائر و عاد إلى منزله فهم ما كان يفعله بنفسه و الدرب الخطير الذي ستؤول إليه الأمور لو بقي هناك ،بجانب التي سكنت عقله ،أسرته و لم تحرره
و قد بات يدرك أن ما يشعر به محض جنون أصابه لحظة وقعت عيناه عليها
سببه ذلك الحزن في نظراتها ، براءة روحها التي تعكسها ملامحها الهادئةx ، صوتها الندي الذي يلامس قلبه و يطرب أذنيه

تعويذة سحر ألقتها عليه فبات عالقا لا سبيل من تحرره
كأنه فقد إرادته ، منطقه ، عقله ..و يكاد يفقد قلبه لامرأة لا يعرف عنها سوى القليل
التقط هاتفه ينظر إلى الصورة التي التقطها لها في غفلة منها ، و ابتسم هامسا بلغته الروسية :- ما الذي فعلته بي؟ ..لماذا لا أستطيع إخراجك من تفكيري ؟ ..ماريا .
تقلقلت أحشاؤه ما أن لمح الدفتر الذي نسيته و احتفظ هو به حينما أدرك أنه يمثل مذكراتها اليومية ، كانت حركة أنانية منه و لا يمكن لأحد لومه
فقد أراد معرفتها ، أن يسبر كنهها ، أن يفهم لماذا هي بالضبط؟ ما الذي يميزها ؟
التقطه يقلّبه بين أصابعه ثم فتح أول صفحة و هي الوحيدة التي كتبت بالعربية فمرر أنامله على الكلمات المكتوبة بخط جميل، ثم قلب الورقة و ابتسم ساخرا
أهي صدفة أم قدر أن يجد أنها كتبت كلماتها باللغة الانجليزية ؟
ازدرد ريقه بتوتر ، نبضات قلبه تتسارع و أنفاسه تضطرب و يجهل السبب
نعم ، سيتطلع إلى أسرارها ..لكن الأمر لا يحتاج كل هذا التوتر .
تنفس بعمق ثم شرع بالقراءة و ليته ما فعل ، فعند أول سطر شعر بألم يجتاح صدره
" في قصتي ، أنا أصاحب الألم و أتخذه عشيرا و صاحبا ، يلازمني ، يحضنني و يرفض تركي ..ليته يفعل فأستطيع التنفس للحظة ..أن أغمض عينيَ و أحظى بثانية من السلام ..أريد أن أعيش ..للحظة واحدة أكون فيها عاديةx "
تساءل عن الدافع وراء كتابتها لتلك الكلمات الموجعة فأخذ يتابع ما بدأه ،فيقرأ " يتعجب الكل من بقائي على قيد الحياة ، و وقوفي على قدمي و متابعة حياتي ، يظنون بأنني لم أتأثر ..أنا تحطمت .. ليته قتلني لم يصنع مني شبح إنسانة تكره انعكاس صورتها ، اشمئز من جسدي و تلك الجروح التي تركها عليه تذكرني بكل ثانية قضيتها تحت أسره ..ليتهم ينصتون ..ليتهم يفهمون ..ليتهم ينجدونني ..أنا أتعذب ..أتوجع "
من ذاك الذي تتحدث عنه ؟ ..أتعرضت للاختطاف ؟
بلهفة كان يقلب الصفحة بحثا عن كلمات تجيب عن تساؤلاته و تشبع فضوله و ما أن وقعت أنظاره على كلامها حتى أغلق الدفتر و أخذ يتنفس باضطراب كأن روحه تٌنتزع من بدنه
" اللون الأبيض يرمز للسلام ، في قاموسي هو لا يعكس سوى الموت ، تلك الأيام التي قضيتها في الغرفة البيضاء حيث ملبسي و مأكلي و حتى لباس سجاني يحمل ذات اللون الكريه ، تمنيت لو أرى نقطة من سواد ، صرت أرجوه كي يجرحني لعليّ أرى لونا آخرًا "
أيوجد إنسان على وجه الأرض يحمل ألما كالذي تحمله تلك الفتاة و هي بعمر الزهور ؟
ثقل وجعها كثقل أوتاد تهد كتفيها هدًّا
عاد ليفتح الدفتر و ينتقل إلى صفحة أخرى فيزداد ألم قلبه تعاطفا " الكل اطمئن حينما عرفوا أن مختطفي لم ينتهك شرفي ، ما هو الشرف يا ترى ؟ أيتلخص في غشاء للعذرية فحسب ؟ .. لقد عراني جسدا و روحا ، جرحني ، انتهكني بلمساته ، سرق مني حواسي و ذاكرتي و كدت أفقد عقلي ..أخذ مني ما هو أغلى من عذريتي :شعوري بالأمان و صرت أخاف من نفسي، فماذا بقي من الشرف الذي يتحدثون عنه ؟ "
غمم مصطفى بحسرة و الصدمة تكاد تنهشه :- يا الهي ! ..كيف صمدت ؟
فيأتيه الجواب في كلماتها التالية " أنا لم أصمد ، حتى بعد سنوات ، أراني ما زلت محبوسة في ذات الزنزانة و صرت أنا سجاني ..هو كان يجرحني ليستمتع بألمي ، و أنا أفعل ذات الشيء لأتخلص من شعوري بالذل ..أحارب ألمي بألمي ..يا لي من مثيرة للشفقة ! "
ظل يقلب الصفحات واحدة تلو الأخرى فيجد بعضها فارغا و البعض كتب عليه باللغة العربية و على حين غفلة توقف عندما اصطدم باسمه الذي كُتب بحروف منمقة ..فابتسم ثم عبس .
ابتسم فقد كان له نصيب ضمن أفكارها
و عبس لأن ما بها يكفيها و لا ينقصها جنونه لتتعامل معه
ستخافه
ستهرب منه
لهذا فليبقى بعيدا عنها أفضل لكليهما .
أمامه فقط أن يردّ لها دفترها و يفارقها دون عودة .


يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 01-11-19 الساعة 02:27 AM
bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 01-11-19, 02:08 AM   #87

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"خطأ واحد ..قد يعقبه ألف من الأخطاء"

الثقة تكتسب و لا تمنح ، إن انقطع خيطها فلن يستطيع أي أحد إعادة وصل طرفيه
هي اختارت أن تثق به ..اختارت أن تصدقه
ابتسمت نسيم ما أن التقت عيناها بعيني أكرم و هو في مكانه وسط الكتب ، لتتفاجأ بعدنان الذي اختار أن يجلس بجانبها رفقة أعضاء من النادي العلمي لدراسة بعض المواضيع ، و الذي لاحظ نظراتها المتبادلة و أكرم فعلّق :
- ما قصتك مع ذاك الرجل ؟
ردت ببرود :- لا شأن لك .
قال أحد الزملاء المرافقين لهم ممازحا :
- المظهر الجديد يبدو جيدا عليك يا عدنان .
فأجابه المعني بالإطراء :- شكرا لك ، قررت الإحتفاظ بشاربي فعندنا هو دليل على الرجولة .. أليس كذلك يا نسيم ؟
ردت عليه :- شارب الصرصور اليتيم هذا لا يدل على شيء ، حتى الفأر له شارب ..بل شوارب .
تصاعدت قهقهات بقية الجالسين بينما عبس عدنان فمالت نحوه تقول :
- هلا جلبت لي كتابا يتحدث حول ما نحتاجه ؟
استجاب لطلبها دون تفكير فاستغلت هي ذلك لتضع فلاشة في حاسوبه و بضغطة زر كانت تنقل كل محتويات الحاسوب إليها ، أبقت الشاشة أمامها كي لا يرى البقية ما تفعله في حين تولى أكرم مهمة تعطيل عدنان و بعد ثلاث دقائق قاتلات كانت تنتهي مما تفعله بل و تدعي الكتابة على أحد البرامج الكتابية .
- هل هذا الكتاب مناسب ؟
تناولته منه و قرأت عنوانه ثم قالت :
- لا ، هناك كتاب آخر ،سأجلبه بنفسي .
وقفت مسرعة تتوجه نحو أكرم و قبل أن تمنحه الفلاشة خلسة قالت :
- جزء مني يخبرني بأنك كاذب و أن هناك ما تخفيه و لا يجب عليّ تصديقك .
ابتسم الآخر بعجرفة يسأل :
- و الجزء الآخر ماذا يقول ؟
- ما دخلك أنت بما يقول ؟ ..هل سأخبرك مثلا ؟ ..هو جزء مني ..ملكي و أنا حرة.
منحته ما يخصه و انتظرت حتى أعطاها الكتاب الذي لا تعرف حتى عمّ يتحدث، و قبل أن تغادر استوقفها سائلا :
- من أسماكِ "نسيم" ؟
- أبي يراني منعشة لحياته لهذا أسماني هكذا .
- أنتِ لا تشابهين النسيم بشيء ، بل إنكِ ريح صرصر تجتث كل المنطق و التعقل من المرء ، تصيبينني بالجنون .
- أنت بالفعل مجنون و بأوراقك الرسمية ، لن أصيبك بشيءx .

هذه المرة كان دورها لتسأل فقالت :
- أراك ترتدي سترة جلدية على الدوام ، ما السبب يا ترى ؟
- لأنني أقود دراجة نارية يا عبقرية .
- حقا ؟ ..أنا كذلك ا
أملك واحدة .
فاستفسر عاقدا حاجبيه :- سترة جلدية ؟
- لا يا أبله ، بل دراجة .
- هوائية؟
- نارية ،أيها المعتل عقليا .
قهقه بخفوت ثم قال يشير نحوها كأنه يستصغرها :- أنتِ و دراجة نارية ؟ ..لن أصدق أبدا .
هاجمته على الفور :- ما الذي تقصده يا هذا ؟
مال نحوها حتى كان قريبا منه لدرجة ان تشم عطره المسكر للحواس فكتمت أنفاسها بينما يقول :
- ربما لأنك من النوع الذي يخاف على ظفره من الانكسار .
ازدردت ريقها بتوتر و عيناها تقعان أسيرتين لسواد خاصتيه ،فبدا لها كأن ثقبا أسودا ابتلعها ،فضاع كل تركيزها و منطقها
و كل ما باتت تفقهه هو نبضات قلبها المتسارعات و قرعها الصاخب .
حينما استعادت رشدها تراجعت خطوة للخلف كأنها تحمي نفسها منه
بدت ضائعة و مشوشة و لم يكن هو بحال أحسن منها
فكلاهما دخلا لعبة سيخرجان منها خاسرين لا محالة
حتى الفائز فيها سيكون أكبر الخاسرين .
دون أن ينتبها ،كان عدنان ينظر إليها ثم إلى شاشة حاسوبه ، يضم قبضته و الغضب أخذ منه مأخذه ..
أكبر الأخطاء و أفضعها ،أن تستهين بعدوك .


انتهى الفصل ..قراءة ممتعة للجميع
لنا لقاء آخر الأسبوع القادم بإذن الله


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 01-11-19, 06:36 AM   #88

affx

? العضوٌ??? » 407041
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 733
?  نُقآطِيْ » affx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond repute
افتراضي

ماريا كتير بتحزن اللي صار فيها شي كتير بشع 💔💔💔
ياريت يعقوب قتله لهاد المختل يلي خطفها الذبح في حلال !!
لينا يتيمة طلعت😮😮بس غبية انها تفرط بإنسان بحبها وبتحبه بسبب هل الشغل 🤷🏻‍♀️🤷🏻‍♀️🤦🏻‍♀️🤦🏻‍♀️🙍🏻‍♀️
نسيم شكلها علقت مع عدنان بتوقع انه كشفهم !
اكرم مش مريحيتني تصرفاته مش عارفة ليش 🙉🙊🙈
مصطفى كمان عنده عقد وبدو يبعد عن ماريا 🥺🥺وايوب معجب فيها 💃🏻💃🏻حتكون من نصيب مين🔥🔥
نهى بتحب يعقوب جدا 🖤❤🖤


affx غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-19, 01:49 PM   #89

أسماء شاكوش

? العضوٌ??? » 423409
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 120
?  نُقآطِيْ » أسماء شاكوش is on a distinguished road
افتراضي

روووووعة الفصل تسلم أيدك ياقمرة
zozonabeel1 likes this.

أسماء شاكوش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-19, 03:01 PM   #90

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

دلوقتي عدنان اكتشف اللي نسيم اخذته من اللاب !!
و اكرم وقعها قي مشكلة و هي ساعدته 🙆🙆
يا ترى ايه اللي عدنان هيعمله ؟؟
و انت يا بيرو كملكة الشر الاولى مؤكد نسيم هتتاذى 😱 ...

ماريا اتأذت و خلاص 😔 بس هتتطلع ازاي من تأثير دا .. نهى هتقدر تعالجها و خطتها هتنجح زي ما قالت ليعقوب !!
مصطفى قرر انه يبعد بعد ما قرأ مذكراتها و الامها ... يا ترى هو كمان مخبي ايه ؟؟!! و يا ترى ظهوره و قربه من ماريا مريحها و لا هتسييه يبعد !!
ايوب معجب بيها و عايز يوصلها ...
بس هيوصل لسر آلامها 😖

لينا مهتمة بشغلها عن حبها ليعقوب ... و هتضحي بحبها عشان شغلها و اسمها و انها ملهاش حد الا شغلها ... .يا ترى هيفضل دا كلامها دايما !!
نهى بتعشق يعقوب و يعقوب هيبدأ يلاحظها !!
اتمنى اصلا انه يسيب لينا و يروح لنهى 😏

فصل جميل يا بيرو 👏👏 تسلم ايدك عليه 😍😘


Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.