آخر 10 مشاركات
117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          وهج الزبرجد (3) .. سلسلة قلوب شائكة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حب في الصيف - ساندرا فيلد - الدوائر الثلاثة (حصريــا)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ليالي صقيلية (119)Notti siciliane ج4من س عائلة ريتشي:بقلمي [مميزة] كاملة و الرابط (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1161Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-11-19, 12:28 PM   #301

سوووما العسولة
 
الصورة الرمزية سوووما العسولة

? العضوٌ??? » 313266
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 928
?  نُقآطِيْ » سوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond repute
افتراضي


والله يسسسعدك انتي كمانا قلتي اللي بقلبي بالزبطط شموسة مذهلة جدا واكتر شي لفتني انها ماعادت لا احداث ولاشخصيات رواية قلبك وطني.. وهنا يكمن الفن والموهبة سلم الله يدك من النار

سوووما العسولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-19, 01:43 PM   #302

Tanooo13

? العضوٌ??? » 427451
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 168
?  نُقآطِيْ » Tanooo13 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله
صراحة كده حسيت بالاحباط لأني كنت منتظرة الجزء الثاني من قلبك وطني من كتر ما حبيتها بفااارغ الصبر
يلا أنا لسه ما بديت الجديدة إن شاء الله ح تكون على قدر روعة قلبك وطني
بالتوفيق يا رب


Tanooo13 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-19, 10:55 PM   #303

[email protected]

? العضوٌ??? » 456027
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 56
?  نُقآطِيْ » emanelfalh@gmail.com is on a distinguished road
افتراضي

رؤؤؤؤؤعة حبيبتى تسلم يداكى

emanelfalh@gmail.com غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-19, 07:57 PM   #304

ميشو سكره

? العضوٌ??? » 339368
?  التسِجيلٌ » Mar 2015
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » ميشو سكره is on a distinguished road
افتراضي

لك كل
الحب والتقدير


ميشو سكره غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-19, 09:12 PM   #305

The lady queen

? العضوٌ??? » 457887
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » The lady queen is on a distinguished road
افتراضي

Interesting story to read

The lady queen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 11:30 AM   #306

ghdzo
 
الصورة الرمزية ghdzo

? العضوٌ??? » 334773
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » ghdzo is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 62 ( الأعضاء 12 والزوار 50)
‏ghdzo, ‏مى نبيل4, ‏ام لينووو@, ‏Loai and Lara, ‏ندم السنين, ‏نورسه, ‏Majd nor, ‏نهى عطار, ‏عهد اصدقاء, ‏Nor0123, ‏Yoely, ‏الميزان



❤❤


ghdzo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 12:30 PM   #307

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يسعد صباحك يا شموسة
فى أنتظار الجرعة أقصد جرعة السعادة و البهجة
دمتى مشرقة متألقة. 🌹🌞😘👏


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 12:57 PM   #308

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السادس عشر

الفصل السادس عشر


وقفا في مواجهة بعضهما فقالت رفيدة بحشرجة " شيمي .. لدينا مشكلة "
عقد حاجبيه وأدرك أن الأمر الذي استدعته من أجله غير ما توقعه.. وزاد من عقدة حاجبيه حين فتحت هاتفها تريه الصور .
قبض الشيمي على الهاتف بقوة وقال بغضب وقد جنحت ملامحه الهادئة للخطورة " ما هذا السخف ! .. من فعل ذلك ؟!!"
قالت بلهجة حزينة " لا أعرف يبدو أن احداهن قد التقطت لنا الصور ووزعتها على الهواتف "
هم بالتحرك يقول متوعدا " من فعل هذا سأعرفه وسيتمنى أن لم تلده أمه "
أسرعت رفيدة بالإمساك بذراعه الضخم تقول " سنعرفه بالتأكيد يا شيمي .. لكن ليس هذا هو الشيء الأهم الآن "
نظر ليديها اللتان تقبضان على ذراعه .. ثم رفع أنظاره نحوها يسألها عاقدا حاجبيه " وما هو الأهم من ذلك؟ "
قالت بمسكنة أنثوية " الأهم أن سيرتي أصبحت على كل الألسنة يا شيمي "
اشتعلت عيناه تقدحان شررا وقال بلهجة خطرة " من سيجرؤ على ذكر سيرتك بالباطل .. أقسم بالله أقطع لسانه "
تراقصت الشقاوة خلف نظارتها وتحكمت في ابتسامة خجولة ترغب في أن تضيء وجهها وقالت بنفس المسكنة الخافتة التي بدأت تدير رأسه وتربكه " قطع الألسنة ليس حلا يا شيمي .. فحتى لو قطعتها ستظل هناك صورة مسربة هنا أو هناك وسيظل الأمر في أذهانهم .. كيف سأتزوج الآن بعدما وضعتني في موقف محرج بجلستك بهذا الشكل أمامي ! .. الصورة تتحدث وحدها .. أنظر "


رفعت الهاتف أمام وجهه فضيّق عينيه ينظر للصورة بعدم فهم .. ثم بلع ريقه الذي جف وقال بصوت خافت بينما قلبه يضرب في صدره بعنف لسبب لم يستوعبه عقله بعد " لم أفهم ماذا تريديني أن أفعل ؟"
أنزلت الهاتف وقالت بلهجة شقية "هناك حل أكثر تحضرا من قطع الألسنة يا شيمي "
عقد حاجبيه وسألها "وما هو ؟"


تقبضت تقاوم ارتباكها وبلعت ريقها تتطلع في عينيه قائلة بجدية " عليك أن تصلح ما حدث بسببك يا سيد ميمي وتتحمل مسئولية ما فعلت بي "


ساد صمت مترقب يحدق فيه الشيمي في عينيها خلف نظارتها..
كانت ثوان مرعبة..
بالنسبة لأنثى تقدم على خطوة جريئة مثل هذه..
وثوان مربكة..


بالنسبة لرجل يحاول التأكد من المعنى الذي وصله حتى لا يضع نفسه في موقف محرج.
فجأة انتفض الشيمي يقبض على مرفقها بقوة آلمتها ويرفعه لمستوى صدره قائلا بخفوت غاضب " رفيدة هذا الموضوع لا أقبل المزاح فيه !"


تأملته بصمت فشدها من مرفقها لتقترب أكثر قائلا بلهجة خطرة "ولا أحد يجرؤ على المزاح مع الشيمي"


اختلط الخوف من عينيه ولهجته مع شعورها بالأمان باقترابها منه .. ليميل الشيمي عليها مقربا جبينه من جبينها يقول أمام عينيها بلهجة معذبة "هل أنت جادة في هذا الأمر يا رفيدة؟؟"


أسبلت جفنيها تقول بارتجاف لذيذ تشعر به لأول مرة في حياتها " ألا يقولون أن السكوت علامة على الرضا يا سيد ميمي !"
سحب نفسا قويا عميقا من رائحة الياسمين يملأ به صدره الواسع وكأنه يعود من الموت .. ثم ترك مرفقها فجأة ..واستدار بسرعة متجها لبوابة الدار وهو يقول بلهجة آمرة أدهشتها من تقلبه " أبق مكانك سآتي بالمأذون حالا "


شهقت رفيدة وأسرعت خلفه تمسك بذراعه قائلة "شيمي انتظر.. هذه الأمور تحتاج لترتيبات قبلها"


أدار وجهه ينظر لكفيها الدافئان الممسكان بذراعه ثم رفع أنظاره إلى وجهها يقول عاقدا حاجبيه" أي ترتيبات إن كنت موافقة؟!! .. سأعقد عليك أولا ثم اتفرغ لقطع ألسنة من يلوكون في سيرتك"


اتسعت ابتسامتها وقد أدركت أن قصة الصور قد أزعجته فقالت " بالطبع هناك ترتيبات.. أولا لابد أن نمهد للناس لا أن نفاجئهم بالخبر .. كما أنني عليّ أن أخبر أهلي .. هل سأتزوج بدون علمهم؟"


سألها بوجه جاد" ألم تخبريني بأنك ليس لديك أقارب إلا اخوك وعمتك .. والباقين أقارب من بعيد .. اعطني رقم هاتف أخوك أو عنوان عمله سأذهب إليه الأن"


اطرقت رفيدة برأسها بحزن ليقول الشيمي بلهجة أكثر لينا " هل أخبرتيه ورفض؟"
حين لم ترد بلع غصة في حلقه وقال " إذن هل تريدين أن أطلب يدك من عمتك ؟.. أخبريني ماذا ترغبين وسأنفذه فورا"


رفعت إليه انظارها تقول " أعطني فقط بعض الوقت لأخبر عمتي واستشيرها مَن مِن باقي الأقارب سنخبره ونرتب الأمر"
نظر إليها مليا وهو لا يزال شاعرا بصدمة بل يُخيل إليه بأنه في حلم.. لكنه قرر أن يبذل كل ما أوتي من قوة حتى يتمادى أكثر وأكثر في هذا الحلم دون أن يستيقظ بسرعة فقال" كم من الوقت تريدين؟.. ساعة؟؟ ساعتين.. ثلاث؟؟"
اتسعت ابتسامتها أمام جدية ملامحه وردت بشقاوة "يوم.. يومين .. ثلاثة"


جاهد ألا يستيقظ من الحلم الرائع وقال بلهجة لم تفهم إن كانت مترجية أم قاطعة أم كليهما " يوم واحد لا أكثر .. غدا سأعقد عليك بعد أذان العصر بإذن الله"


ونظر خلفها لمبنى الدار .. لتتغير ملامحه وتعود ليحتلها الغضب ويقول متوعدا وهو يتركها متوجها لمبنى الدار "أما الآن .. فحان وقت قطع الألسنة"


×××××


بمشاعر فتاة مذنبة قفزت عهد لأول وهلة من السرير بعد أن سمعت تفاجؤ زياد من حضور والده ووالدته وبعض عبارات الصدمة من الأخيرين ..


غير أنها حاولت أن تحكم عقلها وتسيطر على شعورها بالفزع والقلق على وضع زياد المحرج مع أهله .. فتحركت بسرعة ناحية الحمام الصغير الملحق بغرفة زوجها .


قال زياد في بهو الشقة بالخارج .. في محاولة للتعامل مع الموقف بحكمة " سأشرح لكما الأمر.. أرجوكما أعطياني فرصة"
صرخت أمه بغضب" أي مبرر ستقوله ؟ .. لقد تزوجت بدون علمنا؟!"
وتحشرج صدرها تنهت فأسندها زوجها قائلا وهو يحدج ابنه بنظرات نارية " اهدئي يا ناهد أرجوك وتعالي اجلسي"


تحركت معه وصدرها يعلو ويهبط لتستقر على أقرب مقعد فقال زياد بشفقة " لم يكن عليك أن تركبي الطائرة يا أمي وأنت في هذه الحالة"
صرخت بصوت مبحوح " وماذا كنت تعتقد بأني فاعلة حين أعرف من الناس أن ابني قد تزوج وأنا آخر من يعلم!!"


عند أخر كلمة اختنق صوتها وتحشرج ليسرعا زياد ووالده بمساعدتها في اخراج بخاخة الربو لتضعها في فمها قبل أن يقول رأفت وجدي لابنه بغضب " أنت لا تعلم كيف كانت صدمتنا حين تلقينا الخبر مساء أمس ..ورفضت أمك أن نتصل بك حتى لا تراوغ فما كان أمامنا إلا أن نركب أول طائرة عائدة للوطن في الصباح"


أشفق زياد على والديه معترفا بصعوبة الخبر عليهما فقال بهدوء " يا أبي أنا أعلم بأنكما مصدومان لكن الظروف حكمت أن يتم الزواج قبل أن أخبركما اقسم بالله "
هدر والده بقوة " أي ظروف هذه التي تدفعك أن تفعل هذا بنا ؟!"


بكل اندفاع وحمائية .. وبكل حب وشعور بالذنب .. أسرعت عهد تخرج إليهم بعد أن ارتدت كنزة طويلة فوق بنطال من القماش وهتفت " زياد ليس له ذنب .. لقد فُُرضت عليه الزيجة "


تحركت العيون نحوها ذاهلة لتكمل عهد بشجاعة وهي تتقدم لتقف بجوار زياد " اضطر للزواج مني بسرعة ليحميني من أهلي"
هدر زياد قائلا " عهد .... اصمتي أنا فقط من سيتحدث "
اطبقت علي شفتيها تقاوم ارتعاد جسدها من صعوبة الموقف.. لتصرخ ناهد من مقعدها باندفاع " هل اخطأتما قبل الزواج؟.. هل زُلت قدمك في الحرام يا زياد؟؟"


امتقع وجه عهد تناظرها بعينين جاحظتين وكرامة مجروحة بينما اندفع زياد بحركة دفاعية يسحب عهد لتقف خلفه قائلا بحدة " أمي من فضلك .. أنت تتحدثين عن زوجتي .. زوجة ابنك"


هدر رأفت بعصبية فانتفضت عهد مجفلة تمسك بكنزة زياد من الخلف دون وعي " قل ما عندك يا زياد بسرعة لنفهم "


تألم زياد وهو يشعر بيد عهد الممسكة بملابسه ترتجف فاستدار إليها ليتفاجأ بها تقابله بوجه جامد يتصنع الشجاعة لا تعرف بأن يدها تفضحها .. فابتسم لها ابتسامة مشجعة وهو يتناول يدها الممسكة بظهره ليحضنها بيده قائلا " هذه عهد الدهشان زوجتي ... أنا أعرف بأني أخطأت في حقكما حين اتخذت هذا القرار بدون اخباركما .. وحرمتكما من مشاركتي لحظة زواجي .. لكن الأمر جاء رغما عني وعنها ( صمت يبلع ريقه واكمل ) عهد قررت ترك شقة زوج أمها والعيش بمفردها إستعدادا للعودة لألمانيا لعدم توافقها مع زوج أمها .. وأنا سمحت لها بالعيش في احدى الشقق التي نملكها في العمارة القديمة عمارة جدي رحمه الله .."


هتفت ناهد مستنكرة "تسكن وحدها !"
رد زياد بهدوء " لم يكن هناك حلا سوى هذا يا أمي .. وأنا وأنت نعرف عائلات بالاسم انفصلت عنهم بناتهم في شقق مستقلة"
ردت ناهد مجادلة " كوني أعلم شيء .. وأوافق عليه شيء أخر"
رد زياد بهدوء " كما قلت لكما.. استحالت العشرة بها في بيت زوج أمها .. وأنا انتقلت للعيش في الشقة الأخرى في البناية .. وقد قررت أن اتقدم للزواج منها وأعتقد أني أخبرتكما بأني لن التقي بالفتاة التي رشحتموها لي لأني سأعرفكما قريبا بمن اخترتها زوجة لي وكنت أقصد عهد ..المهم قبل أن أفاتحها في الأمر علم أعمامها في الجنوب بأنها تعيش وحدها وحضروا وأخذوها تحت التهديد لبلدتهم"
شهقت ناهد وهتفت " واستنجدت بك لتنقذها أليس كذلك! "


نظر زياد لعهد نظرة عتاب وقال بغيظ " ليتها فعلت.. بل خافت من أن تورطني معهم .. لكني لمحتهم وهم يأخذونها وذهبت خلفهم أنا ويونس وبالطبع كان الموقف محتدم .. واستنجدنا بفارس سعد الدين .. فقام بالواجب على أكمل وجه"
قال رأفت متفاجئا" فارس !! .. ولم يخبرني !"
رد زياد " أنا من طلبت منه ذلك يا أبي .. فالأمر كان عصبيا ومحتدما وكنا نحاول أن نقنعهم بأني خطيبها"


قال رأفت بحدة" وأين كنت أنا.. هل مت ؟!!!.. هل أمتني أنت وفارس وأنا على قيد الحياة يا زياد !!"


قال زياد بسرعة متألما " أطال الله في عمرك يا أبي الأمر كان عاجلا.. ولم أرغب في أن أفزعك خاصة وأنا أعلم أن أمي تمر بوعكة صحية .. فماذا كنت ستفعل لو أخبرناك؟.. هل كنت ستترك أمي وحدها؟ "


قال رأفت " على الأقل كنت تصرفت .. كنت استخدمت علاقاتي "
رد زياد بهدوء " فارس تكفل بالأمر بدون إفزاعك وأنت بعيد .. وأصرينا على عدم العودة بدون عهد .. فلم يكن هناك بدا من أن تزف لي عروس أمام أهل بلدتها .. كانت زيجة سريعة لإخراجها معنا من هناك والعودة سالمين"
هتفت ناهد " وبعد أن عدت لمَ لم تخبرنا فورا ؟.. منذ متى وأنت متزوج؟"


بلع زياد ريقه بصعوبة يتبادل النظرات مع عهد القلقة ليقول " من حوالي أسبوعين .. من ثلاثة عشر يوم بالضبط"
ضربت ناهد على فخذها مولولة" ابني تزوج من اسبوعين ونسي أن يخبرني يا رأفت "


قال زياد مترددا من رد فعلهما " السبب في تأجيل اخباركما أني أصبت برصاصة طائشة أثناء احتدام الخلاف.. ولكن حمدا لله كان خدشا بسيطا"
صرخت ناهد بلوعة وهي تهم بالقيام " رصاصة !!"


اندفع نحوها مهدئا" أنا بخير يا أمي أمامك"
أخذت ناهد تتفحصه قائلة برعب" أين .. أين أصابوك"


طمأنها زياد بهدوء وهو يقبل رأسها " أنا بخير صدقيني.. كان مجرد جرح احتاج لبعض القطب.. لكنه ألزمني البيت"
صرخت ناهد بعدم صبر وهي تتحسس جسده وترفع ملابسه " أين الرصاصة يا زياد؟؟؟؟؟"


خلع زياد كنزته ليريها ذراعه الذي لا تزال القطب ظاهرة فيه رغم عدم وجود ضمادة .. فانفجرت ناهد في البكاء تغطي عينيها بيدها .. ليأخذها زياد في صدره مهدئا ثم قال " لهذا لم أشأ أن أخبركما على الهاتف بأني تزوجت .. لكان الأمر وقتها غريبا وغير مبررا بأني أكتفي بإخباركما بالهاتف .. وكنت أنوي بأن أسافر بها إليكما بمجرد أن أشفى وبدأت بالفعل في تجهيز الأوراق لاستخراج تأشيرة لعهد"


صرخت ناهد تبتعد عن صدره " وهل تتوقع مني أن أفرح بتلك الزيجة التي كادت أن تودي بحياتك؟.. والتي بسببها حرمت من اليوم الذي انتظره حتى احتفل بزواج ابني الوحيد؟"
قال متألما " يا أمي كان هذا رغما عني والرصاصة مقدرا لي أن أصاب بها "


ردت أمه بحدة " إذن أنت تخبرنا بأن نرضى بالأمر الواقع رغما عنا "
أطرق زياد برأسه قائلا بحزن " لا يا أمي أنا أعترف بخطئي في حقكما .. وأعترف بأني قد افسدت عليكما فرحتكما بزواجي.. لكن اقسم بالله كان الأمر خارج عن ارادتنا"


صمتت أمه تمرر نظراتها بينه وبين عهد الجالسة منكمشة خلفه ثم قالت بلهجة ساخرة " الف مبروك يا زياد هيا بنا يا رأفت"
تحركت بعصبية تعلق حقيبتها على كتفها.. فاستقام زياد واقفا يلحق بها هو ورأفت الذي أخذ ينادي عليها بينما قال زياد متألما "انتظري يا أمي بالله عليك"


عند باب الشقة هتفت ناهد تقول لزوجها " أخرجني من هنا يا رأفت قبل أن أموت مقهورة"
تقدم زياد منها يقول متوسلا " أرجوك يا أمي اهدئي وفكري في الأمر ستجديننا لم يكن أمامنا أي خيارات أخرى"


صرخت ناهد منفعلة " اخرجني يا رأفت أرجوك"
أشار له والده أن يبتعد وقال بلهجة هادئة " لنتكلم في الأمر فيما بعد "
وتحرك مع زوجته مغادرا .. بينما وقف زياد يحدق في أثرهما على باب الشقة.
لم تستطع عهد تحمل المزيد فأجهشت بالبكاء ترتمي على المقعد فانتبه زياد ودخل يغلق الباب خلفه متجها نحوها يقول بهدوء وهو يحضنها " لا تحزني يا عهد انهما غاضبان مني أنا وليس منك"


رفعت إليه وجها مبللا بالدموع تقول" أنا لن أتحمل فكرة غضب أهلك عليك بسببي يا زياد"
قال مهدئا" إن شاء الله لن يحدث .. سألحق بهما الآن"
بعد قليل كانت عهد لا تزال تدفن رأسها بين كفيها على أريكة غرفة المعيشة .. بينما زياد يخرج من غرفته بعد أن اغتسل وبدل ملابسه مستعدا للمغادرة وهو يحاول الاتصال بوالده ليتأكد عما إذا توجها لإحدى شقق البناية القديمة أم إلى مكان أخر .. ليصرخ فجأة قائلا في الهاتف " ما بها أمي يا أبي ؟!!!!!!"
×××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 12:58 PM   #309

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

وقفت صفا في مكتب رفيدة تنتفض بشكل ملحوظ للجميع وسط العاملين بالدار المصطفين أمام الشيمي الذي يقف يتطلع فيها صامتا بوجه غاضب وقبضتين مستندتين على جانبي خصره .


لقد اعترف المتورطون حتى وصل طرف الخيط لها لتقول رفيدة بصرامة" وماذا كان غرضك من التقاط صور كهذه ؟.. هل وجدتينا في وضع مشين .. ؟!!"




تكلمت إحدى المعلمات تحاول تهدئة الأجواء " أبدا والله يا أبلة حضرتك والعم شيمي من الناس المحترمين جدا"
تكلمت رفيدة موضحة بعد أن سحبت نفسا عميقا " لو كنتِ انتظرت بضعة أيام .. لكنت علمتِ بأن الشيمي قد طلبني للزواج بعد أن فسخت خطبتي وبأنني وافقت"


لاحت المفاجأة على وجوه الحاضرات بل وبعض الذهول .. بينما بلع الشيمي ريقه الجاف محتفظا بوجهه الغاضب رغم مهرجان الطبول الذي يجيش في صدره لتبدأ التهاني والمباركات .. فبدأت صفا في نوبة بكاء صامت وقد ازداد حرجها وارتجافها حتى أخذت تختض رعبا من وقفة الشيمي أمامها .. والذي قال لها بصوت هادئ "ماذا تتوقعين مني أن أفعل بك الآن؟"
ازداد بكاءها بدون رد فتحرك مبتعدا في شفقة يقول لنفسه مهدئا بأنها انثى وفي عمر ابنته ليمر من أمام رفيدة التي لم تكن أقل منه شفقة رغم احتفاظها بوجهها الجامد قائلا " تصرفي أنت .. فأنا لن استطيع التصرف معها بما يليق بما فعلت لكونها انثى "


غادر الشيمي فتتبعته بنظراتها تريد أن تلحق به فلم يتحدثا بعد في أي تفاصيل .. فقالت للواقفات أمامها "اذهبن الآن إلى أشغالكن .. فلن نترك الأطفال وحدهم في الحديقة كل هذا لوقت "


ليسمع الجميع صوت صياح وتهليل من الأطفال .. فعقدت رفيدة حاجبيها .. لتقول احدى المعلمات الواقفات بجوار النافذة متبسمة" لقد حضرت الأستاذة فريدة "
وقفت فريدة وسط الحديقة والأطفال يتقافزون حولها بفرح لعودتها بعد غياب.. فامتلأت عيناها بالدموع .. ووقفت توزع عليهم الشيكولاتة .. ثم رفعت أنظارها ليونس الذي غمز لها قبل أن يبتعد متوجها لسيارته مضطرا للحاق بعمله بعد أن اعتذر فارس عن الذهاب للعمل اليوم لمرض كارمن كما أخبره.


بعد قليل خرجت رفيدة تبحث عن الشيمي لتجده قد اختفى .. فرحبت بعودة فريدة بسعادة خاصة وهي تجد الأطفال فرحين .. حتى براء كان مبتسما رغم عدم مشاركته للأطفال في احتفالهم .. لتبادرها فريدة وقد عاد لها حماسها المعتاد " ها .. ما الجديد ؟"
××××


على أطراف المدينة وقف الشيمي يحدق في الصحراء المترامية الأطراف أمامه.
لا يصدق ما حدث منذ قليل ..
هل وافقت ؟
وافقت الاستاذة على الزواج منه هو وتركت استاذ الجامعة !!
أي حظ رائع اهدته له الأقدار بعد كل هذا العمر !!.


كان يشعر بالارتباك .. ويشعر.. بأنه مراهق صغير قلبه لا يكف عن الرقص في صدره.
أي حلم جميل هذا !
أي حلم جميل هو يعيشه !
عليه أن يظل فيه ..
أن يتمسك به ..
حتى لو سيدفع حياته ثمنا مقابل بضع أيام .. معها.


فرك وجهه بكفيه يحاول التركيز بشكل عملي ..
عليه أن يعيد ترتيب حياته فلم يعد بمفرده .. هناك أمور ستحتاج منه تنظيما لتوفير حياة مريحة لها .
لها !!
لست الناس .


أخرج هاتفه بارتباك يطلبها .. ليأتيه صوتها متعجبا "شيمي أين اختفيت ؟!"
قال بصوت متهدج " أنت جادة يا ست الناس أليس كذلك؟"
احمرت وجنتيها واستندت بأصابعها على مكتبها تشعر بالخجل .. لتضع فريدة يدها على قلبها تطالعها مناكفة بنظرات ولهة متهكمة .. ثم تحركت مغادرة لتترك لها الفرصة لمحادثته.. فرحة بالأخبار السعيدة التي زفتها إليها رفيدة منذ دقائق .



حاولت رفيدة التحكم في شعورها بالحرج فقالت له بمشاكسة" طبعا جادة .. إنها سمعتي يا سيد شيمي .. سمعتي"
رفع الشيمي وجهه للسماء بامتنان صامت إلا من صوت تنفسه العالي .. لتضيف رفيدة بجدية" أعتقد أننا نحتاج لأن نتحدث عن بعض الترتيبات فنحن ناضجان ونعرف بأن الزواج له مسئوليات "


غمغم الشيمي بهدوء" لا تقلقي يا ست الناس كل طلباتك مجابة .. الشبكة .. التي تريدينها والشقة أيضا .. سأشتري لك شقة في أقرب مكان للمدينة .. فأنت تعلمين بأن الشقق في المدينة بمبالغ كبيرة .. لكن أعدك أن ابحث فيها إن كان هناك شقق بأسعار ليست مبالغا فيها بالتقسيط .. إن لم أجد فأرجو ألا يكون عندك مانع لشقة خارج المدينة تكون الحل البديل"
قالت رفيدة بهدوء" أنا لا أريد أن أضغط عليك في هذا الجانب فأنا ( وتنحنحت بحرج لتكمل بلباقة ) فأنا لا أعرف ظروفك المادية"


ابتسم الشيمي يقول مطمئنا " لا تقلقي يا ست الناس .. لدي مبلغا لا بأس به في البنك سيغطي مصاريف الزواج .. فأنا لا أفعل شيئا براتبي منذ أن التحقت للعمل مع فارس باشا منذ سنين فهو لا يتركنا نحتاج لشيء .. لذا المرتب يدخل في حسابي كل شهر .. سأذهب لأرى المبلغ الموجود في حسابي وارتب كل شيء لا تقلقي "
قالت مفكرة " ولماذا لم تفكر في الملحق.. ألم تقل لي من قبل أن فارس قد بناه خصيصا لك أنت وزغلول وأن الدور الأرضي بالكامل يخصك؟"


أجلى الشيمي صوته ورد " بالطبع إذا أردت السكن فيه سيكون الأمر رائعا بل شديد الروعة وسنفرشه بالأثاث الذي تفضلينه "
كانت ضربات قلبها لا تريد أن تهدأ من الحماس فغمغمت" لا بأس .. أريد أن أرى الملحق لأحدد "


سألها الشيمي " هل تحدثت مع عمتك ؟"
ردت تعض على شفتها من استعجاله " ليس بعد .. سأتصل بها اليوم إن شاء الله"
صمت قليلا ثم قال بصوت متهدج "رفيدة"
ارتعد جسدها لتجيبه بهمهمة فسألها الشيمي مرة أخرى " أنت جادة أليس كذلك؟!! "
××××


قبّل زياد رأس أمه الجالسة على السرير مستلقية للخلف بإعياء في شقته في البناية القديمة وغمغم بتأثر" بعيد الشر عنك يا أمي .. ليتني أنا بدلا منك "


قالت أمه باكية " اسكت يا زياد.. فلو كنت تهتم بنا ما سببت لنا هذه الحسرة"
جلس زياد يلثم يد والدته وكتفها ورأسها يقول بلهجة متأثرة " أقسم بالله العظيم كان الأمر قدريا ولم يكن هناك مفرا من أن أعقد قراني عليها فورا"


تكلم والده الجالس في المقعد القريب من سرير زوجته " ليتك اعطيتني فكرة يا زياد بدلا من أن اتفاجأ بالأمر"
رد زياد بهدوء" اقسم بالله لم يكن هناك أي فرصة فالأمر كان جديا ( وأشار لوالده بعينيه خلسة فيما معناه سأخبرك بالتفاصيل لاحقا ثم أكمل ) ولم أرغب في أن أوتر أعصابك .. كانت ثمانية وأربعون ساعة صعبة على الجميع وخشيت أن أخبركما بأمر إصابتي على الهاتف فتفزعا "


قالت أمه صارخة "ولماذا تتزوج من فتاة أهلها سفاحون لا أفهم!!"
رد زياد بهدوء" يا أمي ليسوا كذلك .. هم فقط متشددون في عاداتهم بشأن النساء .. وعهد حين تركت بيت زوج أمها لم تكن على علاقة وثيقة بهم لتلجأ إليهم كما أن حياتها طيلة عمرها في العاصمة "


قالت تنظر لذراعه بلوعة أم شعرت بأنها كادت أن تفقد ابنها " لقد ضربوك بالرصاص يا زياد"
دعك زياد جبينه بأصابعه يقول بإنهاك " أنا أيضا كنت مجنونا .. وطرقت بابهم بعد منتصف الليل أسأل عن عهد .. لكني لم يكن فيّ ذرة عقل واحدة .. كدت أموت يا أمي خوفا عليها"
بلعت ناهد ريقها بصعوبة وهي تتطلع لذلك التأثر في عيني ابنها.. فسحبت نفسا عميقا وقالت بغير رضا " بعد كل هذا الصبر على عدم زواجك تختار فتاة لا أصلها ولا عائلة .. كيف سنقدمها للمجتمع ماذا سأقول عنها؟ ابنة من؟ .. من عائلة من ..؟"




قفز زياد واقفا يقول بضيق" أنت تتحدثين عن زوجتي يا أمي .. ما ذنبها أنها يتيمة الأب .. عموما عائلتها كبيرة في الجنوب وأبي يستطيع السؤال عنهم .. عائلة لها وزن بين عائلات الجنوب وعلى قدر لا بأس به من الثراء .. لكن هذا ليس المهم .. المهم أنها من اختارها قلبي بدون حسابات .. من يسألك من المجتمع الذي تهتمين به أخبريه بأنها تكون عهد الدهشان .. فتاة رائعة .. مكافحة حافظت على نفسها بعد موت والدها .. ونفذت وصيته بأن تتعلم وتتخرج من أكبر الجامعات .. أخبريه بأنها تخرجت من نفس المدارس التي تخرج منها ابنك .. ومن نفس الجامعة .. وبأنها تحمل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من ألمانيا ولديها مستقبل أكيد في عالم الأعمال .. أخبريهم بأن ابنك رافقها منذ الصغر ويعلم عنها كل التفاصيل .. وبأنها حبه الذي لم يستطع الفرار منه ابدا"


صمتت ناهد شاعره بالضيق بعد أن تيقنت من تعلق ابنها بهذه الفتاة فقال رأفت " ولماذا لم تقدم على الزواج منها قبل ذلك الوقت ؟؟!! .. انكما كما تقول رفيقان منذ زمن بعيد "
أجلى زياد صوته ورد باقتضاب " كنت معتقدا بأنها تكن مشاعر لشخص آخر فوقفت كرامتي حائلا بيننا.. وهي من ناحيتها كانت تشعر بأنني لن أفكر فيها أبدا بسبب نفس الاعتبارات التي قالتها أمي .. واكتشفنا بعد أن تزوجنا بأننا نحب بعضنا البعض جدا وكل منا كان أمنية الأخر "


غمغمت ناهد بامتعاض مشيحة بوجهها " بالطبع ستخبرك بأنها كانت تحبك فهي ليست غبية وتعلم بأنها قد ربحت الجائزة الكبرى بزواجها منك"
نظر زياد لوالده الذي تحكم في ابتسامة ملحة.. ليعود لوالدته يميل عليها ويمسك بوجهها بين يديه طابعا على وجنتها قبلة عنيفة وهو يقول" كيف تحولت لحماة تقليدية يا نونة بهذه السرعة"


أبعدته أمه عنها بضيق.. ليستقيم زياد واقفا ويضع يديه في جيبي بنطاله قائلا بابتسامة مشاكسة " ما رأيك بأنني قضيت فترة رقادي في البيت مرعوبا من أن تتركني وترحل"
صرخت ناهد باستنكار "وهل كانت سترحل وتتركك مصابا برصاصة بسببها !!"


رد زياد بصبر " يا أمي .. أنا أتحدث عما كنت أخشاه وأنا محموم .. لأنها بالرغم من تيقني من حبها لي منذ فترة مراهقتنا حتى الآن إلا إنها كانت لا تصدق بأني أحببتها دوما .. كانت مصدومة من كل شيء وتخشى أن تكون قد ورطتني معها"
ساد الصمت قليلا بين ثلاثتهم وزياد يتطلع في وجهي والديه اللذان لا يزالا تحت الصدمة ليسأل بفضول "كيف عرفتما بالخبر؟"


ردت ناهد قائلة " مدام توتي جارتنا زوجة الطيار اتصلت بي لتهنئني وتعاتبني بعد أن زاركما أهلها بزفة وزغاريد وانتشر الأمر كله بالمبنى وتأكدوا من حارس الxxxx بأنك قد تزوجت فعلا "
مط زياد شفتيه معترفا لنفسه بأنه نسي أمر الجيران الذين تربط غالبيتهم علاقات قوية بأهله كعشرة عمر فغمغم " نسيت أمر الجيران .. أظن عليّ أن أفعل شيئا يخبرهم بأمر زواجي المفاجئ بشكل أكثر لباقة"




قالت ناهد بحسرة "كنت انتظر اليوم الذي سأراك فيه عريسا " ثم انفجرت في البكاء
فمال عليها زياد مهدئا .. لتصرخ في وجهه باعتراض طفولي "لا تقترب مني"
ابتعد شاعرا بالحزن لما سببه لها بدون قصد وتبادل النظرات مع والده الذي تحرك من مكانه ليجلس بجوارها على السرير حاضنا رأسها في صدره.


قال زياد متأثرا "صدقيني يا أمي كان مقدرا لنا أن نتزوج بهذه الطريقة.. ولا أنا ولا هي شعرنا بأي فرحة في ذلك الاحتفال السريع الذي أقيم في بلدتها .. فكري في موقفها المسكينة حتى فستان عرسها لم تختاره ولم تشعر به وهي ترتديه"
قال رأفت لزوجته" كفى بكاء يا ناهد لا تقلقيني عليك"


رفعت إليه رأسها تقول بمسكنة وهي تضع يدها على قلبها " قلبي يؤلمني يا رأفت .. يؤلمني جدا بسبب ما فعله ابنك"


رد عليها رأفت بتأثر" بعيد الشر عليك .. وعلى قلبك يا حبيبتي ( وقبل رأسها ليكمل بلهجة مغازلة ) ليته قلبي أنا بدلا منك"
جعد زياد جبينه يطالعهما بينما ردت ناهد بعينين بائستين وهي تضع يدها على قلبه " بعيد الشر عنك أنت"


قبل رأفت يدها فلوى زياد شفتيه ممتعضا من غزلهما الذي كان ولا يزال يرفع له ضغطه ليهدر قائلا بغيظ " هااي !.. أنا موجود .. وأقف أمامكما كالجدار طولا وعرضا"


نظر إليه والده بمقلتين مقلوبتين قائلا بتوبيخ" أنت تخرس تماما .. ألا يكفي أنك أحزنت فراشتي الرقيقة "
لوى زياد شفتيه مجددا مشيحا بوجهه عنهما وهو يقف واضعا يديه في جيبي بنطاله .. لتريح ناهد رأسها على صدر زوجها الذي قال لزياد " ولماذا كانت عهد مرتعبة بهذا الشكل صباح اليوم؟ "


طالعهما بنظرة حزينة ورد بصوت مخنوق " طبيعي يا أبي أن تشعر بهذا الشعور.. بل إنها تصنعت الشجاعة لتقف هادئة بينما كانت تنتفض حرفيا حتى أنني اشفقت جدا عليها من خوفها من رد فعلكما ( وهرش خلف رأسه قائلا بحرج ) اشفقت عليها جدا أن فسد يوم صباحيتها كما فسد يوم زفافها"
عقد رأفت حاجبيه مرددا باندهاش" صباحيتها !"


بينما رفعت ناهد رأسها عن صدر زوجها تصيح " هل اتممت زواجك منها؟؟؟؟؟"
رد زياد على والدته متعجبا " وما العجيب في هذا؟؟؟ أليست زوجتي على سنة الله ورسوله ؟!!"


صرخت أمه بغيظ " ألم تكن مريضا (وبحثت حولها ثم أمسكت بمتحكم التلفاز تلقيه عليه صارخة بغيظ ) ألم تكن طريح الفراش كما تقول فلم تستطع السفر إلينا لإخبارنا"
التقط زياد المتحكم من الهواء ورد باستنكار" وما دخل هذا بذاك يا أمي؟!!!"
بحثت حولها مجددا بغيظ ثم ألقته بالوسادة تقول "ألم تستطع الصبر قليلا"


رد باندهاش " وكيف سأصبر يا ناهد .. ألا يكفي أني صبرت ثلاثة عشر يوما !! .. صدقيني هذا انجاز لابد أن يوضع في سيرتي الذاتية "


قالت بغيظ" وما المشكلة في أن تنتظر ثلاثة عشر يوم أو سنة حتى تخبرنا أولا "
صاح زياد حانقا " وماذا كنت سأفعل معها وهي تبيت معي في نفس الشقة .. ألاعبها اكس أو؟!!!... أم حجر ورقة مقص ؟!! ... أنا رجل يا أمي ولي احتياجاتي ( ونظر لوالده المتابع للحوار بينهما بابتسامة ذكورية تزين زاوية فمه وقال ) لم لا تفهمها صعوبة الأمر يا حاج "


صرخة ناهد مصعوقة " حاج !!!! ..حاج !!!!!.. ( وغطت عينيها بيدها تستند على ظهر السرير قائلة بإعياء ) ألفاظك ساءت وأخلاقك فسدت منذ أن تصاحبت على يونس "
ربت عليها رأفت مهدئا وهو يقاوم الضحك ثم تصنع وجها جادا وقال " اهدئي يا ناهد أرجوك "
قالت بلهجة بائسة " لا أستطيع التصديق يا رأفت ابني زيزو الرقيق ..الجميل ..المهذب ( عقد زياد حاجبيه ممتعضا بينما أكملت أمه ) أصبح وقحا يا رأفت يقول لي احتياجاتي.. الوقح عديم الأدب "


ضرب زياد كفيه ببعضهما قائلا بتعجب" لا حول ولا قوة إلا بالله !.. يا أمي أنا أوشكت أن أتم التاسعة والعشرين من عمري .. لماذا لا تعترفين بأني أصبحت رجلا ولم أعد طفلا في التاسعة !"
قال والده يتصنع الجدية " أخرج الأن يا وقح واتركها لتستريح ولا تذهب لأي مكان حتى نتحدث"


غمغمت ناهد مولولة تنعي حظها " لن أنسى أبدا ذلك الفيديو الذي أرسلته لي كوثر وأنت ترقص على أغنية (أنا شديد) .. وكأني قد ولدتك تحت الكوبري أو في ورشة ميكانيكي "
رد زياد ببرود مصححا " ( أنا جدع ) .. اسم الأغنية أنا جدع يا أمي "



حدجته أمه بغيظ مزمجرة .. فكتم زياد الضحك سعيدا أن التهت عن صدمة زواجه .. ليهدر والده موبخا وهو يربت عليها " أخرج من الغرفة يا زياد وكفاك مزاحا"


××××




عند الغروب وقف فارس عند باب الجناح يقول لكارمن بهمس" عليك بتمثيل العائدة من نوبة صداع نصفي يا كارمن .. ما هذا المنظر!"
قالت له هامسة وهي تلملم ابتسامتها" ما به منظري؟!"


تطلع في وجهها المتورد وعينيها الواسعتين الصافيتين ليقول " ضعي من المساحيق لون أزرق بجانب عينك مثلا ..أو افتعلي هالات سوداء تحتها .. (وأمسك بخصلتين من شعرها يرفعهما قائلا ) أو انكشي شعرك .. افعلي أي تمويه لنثبت لهم بأنك كنت بالفعل مريضة .. وكنت أنا بجانبك"


افلتت ضحكة شقية كتمتها بسرعة بكفيها ليقول فارس بيأس" لا فائدة منك سينفضح أمرنا .. خاصة أمام نظرات أمي المتفحصة ولسان البغل الصغير"
تحرك نحو السلم لتتبعه كارمن تقول بهمس" قلت لك نظل في الغرفة باقي اليوم"
التفت إليها يقول بغيظ" قلت لك جائع يا كارمن ..جائع جدا لم أفطر حتى "
قالت ببساطة اغاظته " كان من الممكن أن نطلب الغداء في الغرفة"


رد بخفوت من بين أسنانه " حتى نثبت علينا الشكوك .. يكفيني ما أشعر به من حرج "
قالت مجادلة ترفع له ذقنها الجميل " ما المشكلة أن نأكل في الغرفة؟!!"
رد عليها ساخرا " يا ذكية إن صدقوا انك مريضة وأنا جوارك لماذا لا انزل لآكل معهم وأطلب الطعام في الغرفة؟! "


حركت كتفيها تقول "لأنك تمرضني"
رفع اصبعه يشير لجناحهما قائلا بلهجة آمرة" أتعلمين إنها فكرة جيدة .. ابق في الغرفة وسأنزل أنا وآكل ثم أوصي لك بالطعام"
تطلعت الحاجة نفيسة بنظرات متفحصة من مقعدها على منضدة السفرة المواجه لفارس الذي يتشاكس مع كارمن فوق السلم وهي تناكفه بدلال واضح..


بينما تخصرت كارمن تقول بخفوت " هل أنت جائع وأنا لا .. أنا أيضا لم اتناول فطوري ( ثم رفعت سبابتها تضيف ) انتظر ثانية واحدة سأمثل أني كنت مريضة "


سحبت أمام ناظريه نفسا عميقا ملأت به صدرها تحاول رسم ملامح جادة عابسة على وجهها بطريقة بدت تمثيلية بشكل واضح .. ليقف فارس متخصرا في ملابسه الرياضية الأنيقة يطالعها عاقدا حاجبيه .. فرفعت ناظريها نحوه بتلك الملامح التمثيلية الواجمة لكنها لم تستطع الصمود جادة أمامه لتنفجر في الضحك .. فاستدار فارس يتركها وينزل ضاربا كفا بكف وابتسامة واسعة نادرة تزين وجهه .. لتردد الحاجة نفيسة وهي تربت على صدرها وقد وقعت ابتسامته في قلبها كالماء الزلال في يوم شديد القيظ " اللهم صل على النبي .. اللهم صل على النبي"


تنحنح فارس يكمل درجات السلم نزولا بوقار وقد لاحظ تحديق أمه فيه .. لتلحق به كارمن تطير بخفة على السلم.
قال فارس بصوته الرخيم "كيف حالك يا أمي؟"
قالت وهي تسند على عصاها تمنع الدموع التي تقرص عينيها من الظهور " بخير يا قلب أمك ما دمت أنت بخير"
ليمد فارس يده يلتقط من المائدة الجاهزة ببعض الأطباق ما استطاع التقاطه قائلا " أين يونس وفريدة؟"


ردت الحاجة وهي تركز انظارها على كارمن" يونس وصل منذ قليل وذهب ليحضر فريدة من الدار..


كيف حال الصداع النصفي يا كارمن؟"
تلجلجت كارمن قليلا فأغمض فارس الواقف يلوك الطعام عينيه حرجا لتسرع قائلة" بخير .. بخير يا حاجة نفيسة أفضل بكثير"
دخل يونس يقول بصوت عال" معي عاصم بك يا حاجة نفيسة"


تحرك فارس يرحب بحماه الذي رفض الدخول مع يونس وظل واقفا على الباب .. بينما دخلت فريدة خلف يونس ..فأسرعت كارمن إلى والدها قائلة بفرح "بباه"


شاكسها يونس الذي قابلها عند الباب " ألا يوجد .. (يونس ) لترحبين بها بي .. مثل( بباه ) هذه ! "


اتسعت ابتسامتها وهي تتجاوزه إلى والدها بينما ضربته فريدة على ذراعه ليقول مبرطما وهو يتجه نحو منضدة الطعام " لم يعد هناك من يحترم يونس العظيم في هذا البيت .. وكيف ستحترمونني وقد طردني أخي الذي هو من لحمي ودمي ! "


على الباب امسكت كارمن بذراع والدها تشارك فارس الإلحاح عليه للدخول قائلة" تفضل معنا بباه"


قال عاصم "أنا فقط أحببت أن أطمئن على فارس حين علمت بأنه لم يذهب للعمل اليوم .. وقد قابلت يونس عند البوابة اسأله ليخبرني بأن سبب غيابه أنك مريضة
.. هل أصبحت أفضل الآن؟"


قالت كارمن مؤكدة بابتسامة واسعة جعلتها أبعد ما تكون قد عانت من شيء اليوم" أصبحت أفضل الحمد لله"


أصر فارس قائلا بجديته " لا يصح أن تأتي حتى باب الفيلا ولا تدخل عاصم بك !"


استسلم الأخير بحرج ليد ابنته التي تسحبه للداخل يتقدمها زوجها .. ليزداد حرجا حين وجد أنهم على وشك تناول الطعام .. لكن الجميع أصروا عليه أن يشاركهم .. فجلس إلى جوار ابنته التي شاكسها يونس على الناحية الأخرى مستغلا أن أخذ عاصم مكانه ليجلس بجوار فريدة" لا يبدو عليكِ بأنك عائدة من نوبة صداع نصفي "


قالت كارمن بحرج " ماذا تقصد بكلامك؟"
لتتدخل الحاجة نفيسة قائلة بتوبيخ " يونس ماذا تقول؟؟"
هتف يونس قائلا بحنق " أقصد أن زوجها تحجج بها لأذهب أنا للعمل .. بينما يستريح هو في البيت .. إمعانا في تعذيبي (وضرب على المائدة يقول لفارس بلهجة خطرة مصطنعة ) لكن صدق أو لا تصدق أنا صبري بدأ ينفذ"
رد فارس ببرود وهو يجلس على رأس المائدة "اشرب من البحر"


قهقه عاصم مستمتعا بينما نكست فريدة وجهها في الطبق بخجل ليميل عليها يونس يقول بخفوت " أنا أحاربه وأنت لا تفعلين سوى الخجل"


تطلعت بنظرة جانبية إلى وجهه القريب منها وعينيه القاتلتين لتهمس " وماذا بيدي لأفعل يا يونس!"


غمغم يقلدها متهكما " ماذا بيدي لأفعل يا يونس .. (ليكمل بخفوت ) افعلي أي شيء من حركات البنات .. اغماءات .. انهيارات عصبية .. ونحضر الطبيب فيقول عندها صدمة عصبية .. زوجوها من يونس العظيم ستتحسن"


كتمت ضحكتها بيدها ..فقال مواصلا الهمس " تضحكين ببساطة.. ولا تعلمين أن كل هذا يضيع من الوقت المتبقي من عمرنا لننجب جيش الأولاد الذي ترغبين فيهم"


كتمت ضحكتها وضربته بحرج بكعب حذائها على ظاهر قدمه .. ليتأوه يونس بخفوت.. ويرفع نظراته لتلتقي بفارس الذي يجلس على رأس المائدة يحدجه بنظرات نارية ممسكا بالملعقة كخنجر في يده .. غير قادر على التصرف بعدم لباقة أمام عاصم بك.. فتنحنح يونس ودفن وجهه في الأطباق أمامه كولد صغير بعد أن استشعر خلو نظرات فارس من المزاح.
قال عاصم بلباقة وكارمن تضع له الطعام في طبقه "هل أقول مبروك يا فارس؟"




تعلقت عيون الجميع بالأخير في ترقب ليقول بامتعاض "مادامت فريدة موافقة .. فأنا مضطر للموافقة .. لكن علينا التريث في الاعلان حتى نرتبها بشكل لا يسمح بالقيل والقال خاصة وأن سعادة البيك يونس متعجل"
ابتسم يونس بحرج ليتمتم عاصم" ألف مبروك .. سعدت جدا بالخبر "



لكز يونس ساق فريدة التي تنظر في طبقها بخجل بساقه بخفة وهو يقول " شكرا عاصم بك أنت أول من هنأنا "
بينما همست كارمن تسأل والدها" بباه.. هل كنت تعلم بأن فريدة ابنة عمهما.. وأنها أختا لفارس من الرضاعة؟"


رد بخفوت" أجل بالطبع علمت ذلك حين سألت عن أصله وفصله حين تقدم للزواج منك"


غمغمت كارمن لنفسها بضيق " يبدو أنني الوحيدة الهبلاء هنا"
سألها عاصم وهو يلوك الطعام "ماذا قلت؟"
قبل أن تجيبه هلل يونس لدخول خضرة بالمزيد من الأصناف.. ثم سأل كارمن " هل تعرفين ما هذا؟"


نظرت كارمن للطبق الساخن وتخضبت وجنتيها بالحمرة وهي تقول" (ممبار) .. وأحبه أيضا .. ( ونظرت لفريدة تسألها ) وأنت يا فريدة؟"
قبل أن تجيب الأخيرة أجاب يونس وهو يضع قطعة في طبق فريدة " هذا تحبه حمدا لله ( وتوجه لعاصم يقول مشاكسا ) وأنت عاصم بك هل تأكله؟"


رد عاصم بهدوء " آكله طبعا .. لكني لست مولعا به"
مال يونس بجذعه فوق المائدة يقول لعاصم الجالس قبالته بخفوت مسموع " اعترف بالحقيقة يا عاصم بك ونعدك أنها لن تخرج عن هذه المائدة .. كارمن ليست ابنتكم أليس كذلك ؟ .. كارمن لقيطة .. التقطتموها من أمام أحد المساجد وربيتموها.. لهذا هي تأكل الممبار والكوارع والكشري وكل الأكل الشرقي"
رفعت كارمن سبابتها تقول "انتظر هناك صنفا لا آكله (الكرشة ) "


قهقه عاصم عاليا وشاركه الجميع ثم رد " أؤكد لك بإنها ابنتي ومن صلبي .. لكنها تحب هذه الأكلات وتأكلها بدون علم شويكار في الخيام الرمضانية وفي الفنادق و السهرات ( الاورينتال) .. وقد ورثت هذا الحب من جدتها شكرية.. أمي .. كانت استاذة في صنع تلك الأطباق .. وكانت ميولها شرقية وتربيتها شرقية .. أبي أيضا كان يحب تلك الاكلات .. الكثير من الباشوات كانوا أولاد بلد يا يونس .. بعضهم فقط من كان يتشبه بالغرب ويحاول التنصل من الأصل الشرقي .. لكن الغالبية كانوا متمسكين بأصولهم حتى في قصورهم .. وأجدادي كانوا منهم "


ابتسم يونس يعود لمقعده لتتمتم الحاجة بلباقة "رحمهم الله جميعا"
رن جرس الفيلا فتحركت فريدة بسرعة من مكانها لتفتح .. ثم قالت بمفاجأة "شويكار هانم"
قال زغلول من خلفها " الهانم كانت تسأل عن عاصم بك"
افسحت لها فريدة للدخول مرحبة بلباقة بينما غمغم عاصم بخفوت سمعته كارمن "إنها تأتي على السيرة ! "


قالت كارمن مرحبة وهي تترك مقعدها وتذهب للترحيب بوالدتها التي وقفت بخيلائها بالقرب من الباب تتفقد الجلسة بنظرات متعالية " تفضلي مماه.. جميل أن نجتمع كلنا على مائدة واحدة "
قالت شويكار بامتعاض " شكرا .. جئت فقط لأعرف ماذا يفعل عاصم عندكم.. فقد أخبرني حارس البناية حين عودتي بأن عاصم في فيلا سعد الدين"


رد عاصم بهدوء " تعالي يا شويكار شاركينا الطعام جئت .. لأطمئن على فارس"
بلع فارس الضيق من وجودها وقال بلباقة مضطرا "تفضلي شويكار هانم"


تأملتهم شويكار بصمت لثوان قبل أن تجيب" شكرا .. لا آكل هذه الأصناف"
استدارت إليها الحاجة نفيسة تلوي شفتها وغمغمت " تفضلي يا أم كارمن فالبيت بيتك "
مطت شويكار شفتيها ولوت عنقها لتتدخل فريدة قائلة بلباقة حين استشعرت حرج كارمن من جلافة والدتها " تفضلي وأجهز لك أحلى الاصناف التي تحبينها "


قبل أن تجيب كان يونس يتناول طبق (الممبار ) الكبير من فوق المائدة ويتوجه به لشويكار قائلا " تفضلي شويكار هانم .. لدينا ممبار ساخن خارج من الزيت حالا .. أتعرفين الممبار؟"
همست فريدة بغيظ "يونس !"
فتجاهلها ليواصل الحديث " انه امعاء الذبيحة .. ننظف ما بها ونغسلها جيدا ونحشوها بالأرز وبعض الاشياء الأخرى"


زمت شويكار شفتيها تتطلع في الطبق في يده بقرف ثم قالت بعصبية مغادرة " عاصم سأسبقك للبيت"


قالت كارمن برجاء رغم استشعارها أن الجميع لا يرغبون في بقائها "مماه لماذا لا تبقين قليلا"
تطلعت فيها شويكار قائلة بالفرنسية " بل سأتركك لتأكلين هذه الأنواع من الطعام حتى تتعفن بطنك .. إلى اللقاء "



وتحركت تخرج من الباب ليتبعها يونس بصوته مصرا على المناكفة " ألا تحبين الأمعاء شويكار هانم؟ .. ماذا عن الأرجل أتحبينها أو أي منطقة أخرى ؟!.. أليس أفضل من شوربة الضفادع الفرنسية !!"


عادت كارمن بوجه محتقن تجلس بين والدها وفارس بينما هتفت الحاجة نفيسة بصرامة وهي تنظر خلفها "يونس كفى مزاحا وتأدب"


تنحنح الأخير يعود مكانه هو وفريدة بينما كسى الوجوم وجه عاصم وهو يحرك الملعقة في طبقه شاعرا بالضيق مما قامت به شويكار من قلة ذوق .. وبالحرج أمام الجميع .. رغم أنه يعلم أن قلوبهم بيضاء .. ويعلمون بأنها فظة .. لكنه حزن أن تكون هذه الفظة هي زوجته ..
حزن .. واستكفى !.


حرك فارس يده من تحت المائدة يسحب ذراع كارمن التي انتبهت وانزلت يدها .. ليحضن كفها بكفه مواسيا.. فابتسمت له بحزن بينما هتفت فريدة بعد أن لاحظت الوجوم الذي تركته شويكار خلفها " هل علمتم بآخر خبر؟؟ .. بل هو خبر الموسم.."


تطلع الجميع فيها بترقب لتقول " رفيدة عبد السلام مديرة الملجأ خُطبت"
عقد يونس حاجبيه قائلا" أليست مخطوبة بالفعل للأستاذ أبو عنكبوت؟!!"
ضحك الجميع لترد فريدة" معلوماتك قديمة لقد تركته منذ أيام"
غمغمت الحاجة داعية "ربي يسهل لها الصعب مع من اختارته ويرزقها من وسع رفيدة بنت عبد السلام "
قالت فريدة" ألا تريدون معرفة من هو العريس؟"


تبادلت كارمن الانظار المصعوقة معها لتهتف بفرح" لا تقولي بأنه الشيمي!!!!!!!"
اتسعت ابتسامة فريدة وقالت" أجل خطبت للشيمي"


لاحت المفاجأة على وجه فارس بينما هتف يونس باهتمام" حقاً .. تركت مسز روز استاذ ابو عنكبوت وخطبت لشلبي سلوفان !!! "
التفتت إليه فريدة بعينين متسعتين تقول باستنكار "من؟!!"
بينما انفجر الجميع في الضحك


×××××


يتبع










Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 12:59 PM   #310

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

بمشاعر اليتم المترسخة في كل خلية منها لن تنمحي خلال وقت قصير ..
وبمشاعر عاشقة متيمة سجنت كثيرا بين شغاف قلبها وتمردت وتحررت ليلة أمس بين ذراعي زوجها فصعُب إعادتها لسجنها من جديد ..
وبكل قلقها عليه.. وحبها له ..وخوفها أن يغضب منه أهله جلست عهد على الأريكة في غرفة المعيشة تحضن ركبتيها وتسند بخدها عليهما .. تنتظره بقلق .



لقد أمسى الليل ولم يعد ..
اتصل بها بعد أن غادر مفزوعا قلقا على والدته يخبرها بأنها بخير .. وأن والديه في الشقة التي كان يقطن فيها في البناية القديمة .. وترجاها قائلا" عهد أرجوك لا تقومي بأي حركة متهورة ولا تشغلي بالي عليك .. أريد أن أكون مطمئنا على زوجتي التي في بيتي .. عديني "



تساقطت الدموع من جانب عينيها تحدث نفسها " ومن قال بأني قادرة على الابتعاد .. لكن لو كان ابتعادي سيكون في صالحك .. سأفعلها"
فتح زياد باب الشقة فانتفضت من فوق الأريكة تمسح دموعها وتذهب إليه ليستقبلها بابتسامة حلوة رغم الارهاق البادي عليه .
وقفت أمامه تسأله بترقب " ماذا حدث ؟.. كيف هي الآن؟"
سحبها بين ذراعيه يغمرها في حضنه وهو يهمس مطمئنا" أمي بخير والحمد لله كما أخبرتك .. كانت أزمة ربو ومرت على خير .. وتحدثت معهم بشأننا.. لكن كما تعلمين تقبلهم لزيجتنا لن يكون بضغطة زر"



تشبثت به تلف ذراعيها حوله بقوة وهي تقول بصوت مكتوم في كتفه العضلي " زياد أريد أن أقول...."
أبعد رأسها عنه بسرعة يطبق بأصابعه على شفتيها ليخرسها قائلا " عهد الدهشان أنا جائع جدا .. معدتي وقلبي فارغان فأملئيهما لي أولا قبل أن اسمع أي شيء منك قد يضايقني"



ابتعدت عهد تقول " حالا سأجهز لك الطعام"
تحركت نحو المطبخ فقال متجها نحو الممر المؤدي للغرف "وأنا سأغتسل وأبدل ملابسي"
بعد قليل كان زياد يسحب مقعدا بجوارها وهو يقول "ماذا أكلت أنت اليوم؟.. وجهك يبدو شاحبا"
ردت بارتباك " أكلت الحمد لله"
ضيق عينيه وسألها "ماذا أكلت؟"



حركت مقلتيها يمينا ويسارا وقالت" أكلت سندوتشات من الجبنة"
أمسك بالملعقة وملأها بالطعام وقال وهو يضعها في فمها بغيظ " ليس لدينا جبنة يا عهد .. لقد كتبناها أمس في قائمة مشترواتنا التي سنبتاعها .. كلي يا عهد"



بدأت تلوك الطعام بحرج فتأملها لثوان مزيحا لخصلات شعرها الهاربة من عقدته خلف رأسها .. ثم مال على شفتيها يقبلها قبل أن يقول بهمس ساخن بالقرب من أذنها " سيظل ملمس شعرك الندي برائحة الصابون العطرة فيه والتي علقت في أنفي ولم تغادره حتى الأن .. ذكرى رائعة لليلة زفافي على عهدي"


تخضبت وجنتيها بالحمرة مطرقة برأسها بخجل عروس .. ليقول زياد معتذرا" آسف لما حدث صباح اليوم .. وفي هذا التوقيت بالذات .. كنت مشفقا على أهلي وصدمتهم من ناحية .. وعليك و على كسرة قلبك وفساد صباحيتك كعروس من ناحية أخرى ."



مسدت على ذراعه تقول " لا تشغل ذهنك بي المهم والديك"
طبع قبلة على شفتيها يقول "وكيف لا اهتم بامرأتي وزوجتي وعهدي"
رفعت إليه عينين دامعتين .. ليمسك بذقنها بإصبعيه قائلا وهو يغمز بعينه " هيا كلي سنحتاج لكامل طاقتك لتملئين فراغ قلبي يا عهدي الجميل "
×××××




رافقت كارمن والدها حتى البوابة متعلقة بذراعه بعد أن جلس يتسامر مع آل سعد الدين بعد العشاء.. ليرافقه فارس حتى باب الفيلا لكن عاصم أخبره بألا يضطر لمرافقته حتى البوابة.. بينما أصرت كارمن على مرافقته متعلقة بذراعه .. فتركهما فارس بعد أن ودعه لربما يرغبان في الحديث سويا ودخل مكتبه .



قالت كارمن وهي تستطيل على أطراف أصابعها وتمنح والدها قبلة على خده " أتعرف بأني أحبك يا بباه .. أحبك كثيرا "
رقصت السعادة في قلبه ورد " وأنا أحبك يا عيون بباه.. لا حرمني الله منك ولا من مزاجك الرائق .. تبدين أفضل من الأيام السابقة كنت أراك مهمومة "



استطالت تطبع قبلة رقيقة أخرى على خده وقالت مراوغة وهي متعلقة بذراعه" لا شيء معين كان هناك أمرا ثقيلا على قلبي وتم حله "
ابتسم والدها ثم سألها " وهل قررت متى ستنفذين قرارك الذي اخبرتني به؟"
ردت بابتسامة " قريبا جدا .. أشعر بأنه قريب"
سألها" هل أخبرت فارس؟"



حركت رأسها بلا ثم قالت" سأجعلها مفاجأة له"
ابتسم عاصم واستدار يرفع عينيه إلى شقته في البناية المقابلة .. ليحتل الضيق ملامحه وتختفي ابتسامته .. فقالت كارمن بتعاطف " أرجوك كن صبورا بباه .. أدرك حجم معاناتك وأشعر بالشلل لا أعرف كيف اساعدك "


أطرق عاصم برأسه مغمغما " إنها تختبر صبري .. وتتخذ من حلمي وأخلاقي ذريعة لتتمادى ولا تعرف بأن شيطاني يوسوس لي بأمور اقسم بالله لو فعلتها لانجلطت "
قالت كارمن متألمة من حالهما " اصبر بباه .. بقي على الانتخابات وقت قليل وأتمنى أن يهديها الله بعدها "



قال عاصم وهو يهم بقطع الشارع نحو البناية" هذا إن تحملت أنا بضع أيام أخرى معها .. عموما عودي حبيبتي للداخل فالجو بارد"
قالت كارمن بتوسل "بباه .. لا تتشاجرا أرجوك"
تنهد عاصم وربت على كفها المتعلق بذراعه مطمئنا قبل أن تتركه يغادر وتغلق هي البوابة .



في غرفة مكتبه قال فارس لفريدة " ما هو الطلب الذي أردت أن تطلبيه مني صباح اليوم ويخص شهد؟"
طرقت كارمن الباب ودخلت شاردة .. لتفاجأ بفريدة فقالت" آسفة ظننِتك مع الحاجة نفيسة في غرفتها"



قالت فريدة "كنت أتحدث مع أبيه في موضوع "
غمغمت كارمن بسرعة وهي تشير بيديها شاعرة بالذنب " آه طبعا .. تفضلي خذي راحتك (ونظرت لفارس الذي يطالعها بنظرة متسلية وكأنه يذكرها بسوء ظنها السابق ثم همت بالمغادرة .. لكنها غيرت رأيها فتقدمت نحو فريدة وحضنتها قائلة ) آسفة يا فريدة كنتُ عصبية صباح اليوم"
رمشت فريدة بعينيها عدة مرات متفاجئة قبل أن تقول بابتسامة "لا بأس يا كارمن لم يحدث شيء"




قالت كارمن بحرج أمام عيني فارس المتسليتين " سأذهب أنا لأجلس مع الحاجة نفيسة فلم أجلس معها اليوم .. كونا على راحتكم"
عند خروجها كادت أن تصطدم بيونس من فرط ارتباكها .. فعاد الأخير للخلف رافعا يديه يتجنب الاصطدام بها فقالت ليونس بالفرنسية" آسفة يونس"



اتسعت ابتسامة فارس من حالتها المرتبكة بينما دخل يونس ووقف يتطلع فيهما.. فقال له فارس متحفزا "خير لماذا لم تغادر ألم ينتهي العشاء؟!"
رد ببرود" أنا آت معها لنتحدث معك في موضوع ما "
رفع فارس حاجبا وقال " أنت أيضا تريد الحديث بخصوص شهد؟!"
اتسعت عينا يونس ونظر لفريدة يقول باستنكار "شهد!!"



ضحكت فريدة وقالت موضحة " الحقيقة يا أبيه هناك موضوعين أريد أن أتحدث معك فيهما .. يونس يعرف واحدا فقط "



تذكر يونس بأنها أخبرته بموضوع الشيمي ورفيدة منذ قليل بعد أن كانت مهمومة فاقترح عليها اقتراحا وشجعها للحديث مع فارس بشأنه وأنه سيحاول معها إقناعه إن لم يقتنع.
قال فارس متصنعا البؤس " ألم يكن موضوعا واحدا في الصباح وبه الكثير من المال الذي سيخرج من جيبي"



وضعت فريدة قبضتها على فمها ورفعت الأخرى بإصبعين سبابة ووسطى لتخبره بأنهما أصبحا موضوعان .. ليضع فارس يده في جيبي بنطاله الرياضي ويقول مستسلما" تفضلي يا ست فريدة قولي الموضوع الأول"


قالت فريدة بحماس " تعرف بأن شهد لديها حالة معقدة في عينيها يصعب معها استخدام عدسات نظر عادية .. وتضطر المسكينة لاستخدام تلك النظارة الغليظة صعبة المنظر لتساعدها على الرؤية وكما علمت منها فهي تعاني بالفعل حتى بالنظارة في الرؤية لكن المسكينة لا تتكلم "



قال فارس موضحا " نحن عرضناها منذ صغرها على أكبر الأطباء ولم يجدوا لحالتها حلا "
قالت فريدة بسرعة " أعلم يا أبيه أنكم لم تقصروا في حقها .. لكني سمعت عن طبيب انجليزي شهير قد قام بطفرة في علاج حالات ضعف النظر الشديد .. فمنذ آخر مرة عرضت شهد على طبيب بالتأكيد العلم تقدم كثيرا .. المهم أني قد علمت بأن الطبيب سيصل إلى البلاد قريبا .. وتحمست وأرسلت له في الخارج كل التقارير الطبية التي تخص حالتها .. ورد عليّ بأن هناك حلا بإذن الله لحالتها بعملية جراحية .. وطلب مني أن أتواصل مع المستشفى التي سيحل ضيفا فيها لحجز مكانا لها لأنه سيستقبل عددا محدودا من المرضى .. والعملية ستتكلف مبلغا كبيرا نظرا لدقتها .. ففكرت أن نتشارك في التكاليف أنا معي مبلغ وأمي أرادت المساهمة وبالتأكيد سنعتمد عليك يا أبيه في جزء من المبلغ وكارمن إن أرادت"
تكلم يونس باستنكار " وأنا ؟!!.. لماذا لم تعرضي عليّ الأمر لأشارك !!"
استدارت ترد بثقة" أنت مشارك بالفعل يا يونس فهذا أمر محسوم"




رفع حاجبيه باستنكار يسألها" ومن قرر ذلك بالنيابة عني ؟!!"
تمتمت بابتسامة خجولة وهي تشيح بنظراتها عنه" أنا"
هتف يونس معترضا رغم تراقص ضربات قلبه " أختك تمارس عليّ تحكمات الزوجة من الآن"



تخضبت وجنتي فريدة ليقول فارس بجدية مفكرا " لا بأس أخبريني بالتكلفة ولا تشغلوا بالكم بالأمر سأتكفل به كله بإذن الله "



قالت فريدة معترضة " لا يا أبيه كلنا نريد أن نشارك لنحصل على الثواب"
قال فارس مستسلما "لا بأس رتبي أنت الأمر إذن وابلغيني"
استطالت تطبع على خده قبلة وهي تقول بسعادة" لا حرمنا الله منك يا حبيبي"
سألها فارس "والموضوع الأخر؟"



نظرت ليونس خلفها بتردد فرمقها بنظرة مشجعة أن تتكلم لتستدير لفارس وتقول" الأمر الأخر بخصوص الشيمي"
هتف فارس باندهاش " الشيمي !!!.. وما دخلك أنت بالشيمي لتتحدثي بلسانه !!! ( ثم رفع حاجبا يهتف باستنكار شديد ) لا أصدق أن طلب منك الشيمي أن تتحدثي معي في أمر بالنيابة عنه !!!"



قهقهت فريدة قائلة " بالطبع لا .. يا أبيه أنا من سمحت لنفسي بالحديث .. وهو لا يعرف بأني سأحدثك في الأمر"



تمتم فارس قائلا" حسبته قد جُن وسأحتاج لوضعه في مصحة نفسية .. تكلمي ماذا بشأن الشيمي؟"



وضحت فريدة" أنت تعرف بأن الشيمي ورفيدة قد قررا الزواج"
قال فارس " أخبرني بنفسه في الهاتف منذ قليل بأنه ينوي أن يتعجل الأمر ويعقد عليها مساء الغد إن استطاع وسيتأكد في الصباح من إمكانية تنفيذ ذلك "



صاح يونس حانقا "حتى الشيمي سيعقد قرانه ! .. حتى الشيمي سيعقد قرانه يا عالم بهذه السرعة .. الجميع يتزوجون وأنا جالس في وسطكم ككيس الجوافة !! "



قال فارس " اخرس (ثم نظر لأخته ) تكلمي يا فريدة ماذا بشأن الشيمي؟"
قالت فريدة " أنت تعلم بأن هناك اختلافا بين الاثنين لكن الحب كان له الكلمة العليا"



ابتسم فارس مغمغما " لا أصدق أن الشيمي المرعب عاشقا (ثم غمغم قائلا في سره ) انظر لنفسك أولا يا فارس من كان يصدق أنك ستغرق في عشق امرأة "
لتكمل فريدة وتخرجه من شروده " إن وظيفة الشيمي الحالية لا تليق برفيدة"
قال فارس باستنكار يرفع حاجبا " ومادامت تشعر بالعار من الاقتران به وهو حارس شخصي لماذا وافقت على الزيجة ؟!"



اسرعت فريدة بالقول "كلا يا أبيه أقسم بالله رفيدة لم تخبرني بأن أتحدث معك في شيء .. هي فقط فضفضت معي بشأن قلقها من كلام الناس .. وأن أخوها يرفضه وينظر له بتعالي .. لكنها تتقبله بكل ظروفه بمنتهى الحب .. أنا فقط من تطوعت شاعرة بهمها .. ومتوقعة بأن الشيمي يشعر بنفس الشيء ..لكنه غير قادر على التحدث معك فيه ( ونظرت ليونس لتتأكد من أنها عرضت الأمر بشكل صحيح فأطبق لها جفنيه إيجابا لتعود لفارس الذي بدا عليه التفكير وتضيف ) فلو هناك فرصة لتغيير وظيفة الشيمي بأي وظيفة أخرى سيكون هذا رائعا .. وطبعا الأمر كان مجرد فكرة مني للمساعدة والطرفين لا يعلمان عنها شيئا "



تدخل يونس قائلا بهدوء" وأنا شجعتها على عرض الفكرة عليك .. وأوافقها فيما قالت ..وإذا أردت أن اقترح لك بعض الوظائف عندنا مناسبة له أنا مستعد"



شرد فارس مفكرا ليضيف يونس "أنا أعلم بأنه رجلك.. وبأنك تكن له محبة خاصة ليس فقط لأنه حارسك الأمين ولكن لأنه كان صبيا عند أبي رحمه الله لكنك لو فكرت في الأمر عمليا يا فارس ستجد بأنك لا تحتاج لحراسة شخصية.. الحقيقة هذا أمر لا أفهمه حتى الآن .. وإن كنت أظن بأنك قد اختلقته حتى تجد وظيفة للشيمي قديما وتسدد عنه ديونه أما الآن ... "
قاطعه فارس يقول بهدوء "فهمت الأمر يا يونس .. دعوني أفكر فيه وخير بإذن الله "
تعلقت فريدة بعنقه هاتفا بسعادة " لا حرمنا الله منك يا أبيه كنت أعلم بأنك ستتفهم الأمر"



بينما هتف يونس بسعادة " شعار العائلة يا بنت يا فريدة هيا ( وهتفا سويا ) سعد سعد يحيا سعد "
وضع فارس يديه في جيبي بنطاله وقال ليونس مناكفا "انتهت السهرة يا خفيف .. هيا إلى الخارج لأغلق الأبواب ( ونظر لفريدة يقول بلهجة آمرة ) هيا إلى غرفتك"



صاح يونس معترضا " ما دمتَ لا تزال مستيقظا فسأظل موجودا .. (ووضع يديه في جيبي بنطاله يقول بابتسامة واسعة )كما أنه عليك بإكرام خطيب أختك والترحيب به في بيتك "



رد فارس مستخفا "ومن قال بأنك خطيبها!"
هتف يونس بحنق "ألم أطلب يدها منك ؟!!.."
قال فارس ببرود يلاعبه" أنا لم أجلس معك لأعرف ظروفك وحالتك المادية .. ولم نتفق على شيء رسمي بعد"
جز يونس على أسنانه وقال " نجلس الأن ونتحدث"



قال فارس ببساطة" لنرى إن كان العرض الذي ستتقدم به للزواج من أختي سيشجعني على تخطي الحاجز النفسي الذي أشعر به تجاه زواجكما أم لا ولكن ليس هنا تعال ليكون في حضور أمي"



وتحرك يسحب فريدة من يدها ويتجاوزه خارجا من غرفة المكتب أمام عيني يونس الذاهلة.. والذي هتف حانقا وهو يلحق بهما" العرض الذي سأقدمه ؟!!!.. هل يطلب مني فارس سعد الدين أن أقدم مناقصة أم ماذا؟!!"
في غرفة الحاجة نفيسة تطلعت كارمن بعينين تشعان نجوما لألبوم صور قديم يضم أفراد العائلة .. ونظرت إلى صورة لفارس يبدو فيها مراهقا وقالت بوجه أحمر" كان وسيما حتى وهو مراهق.. وعيناه ( وقربت الصورة من وجهها تدقق فيها ) وعيناه كانتا أكثر زرقة من الآن .. كم كان عمره؟"



قالت نفيسة متطلعة في الصورة وقد أصابها الحنين بالحديث مع كارمن عن الذكريات " كان في الخامسة عشر أو السادسة عشر"



غمغمت كارمن" إنه يبدو في الصورة أطول وأنضج من هذا العمر (ثم عادت لتسألها) كيف كان في مراهقته؟"



ردت الحاجة بفخر" كان حبيبي عاقلا طوال عمره وجادا وملتزما بدراسته ويواظب على دروس حفظ القرآن.. وبدونه لا أعرف كيف كنت سأتخطى المحنة.. فرغم صغر سنه ساعتها كان رجلا وحمل المسئولية مبكرا"
واغرورقت عيناها بالدموع فبدأت الدموع تقرص عيني كارمن ولاحظت أنها دوما تتأثر بتأثر تلك السيدة .. فقالت بسرعة لتشغلها عن التعمق في الذكريات الحزينة " هل استطيع الاحتفاظ بهذه الصورة؟"



ردت الحاجة بكبرياء رافعة ذقنها "لا"
قالت كارمن بإلحاح طفولي" لماذا يا حاجة أنت لديك الكثير من الصور ..سآخذ هذه الصورة فقط أحتفظ بها"



قالت الحاجة رافضة" هذه صوري أنا.. ولا أعطي منها لأحد أطلبي أي شيء إلا الصور"
هتفت كارمن حانقة" ألا يحق لي أن أحتفظ بصورة زوجي وهو مراهق وسيم"



ردت الحاجة ببرود متعمد وهي تشرب كوبا من الأعشاب الساخنة "صوريها بهاتفك .. لمَ خلقت الهواتف الحديثة إذن؟!!"
دخل فارس من الباب المفتوح وخلفه فريدة ويونس فقال الأول " ماذا تفعلان ؟"
قالت كارمن بمناكفة " كنت أشاهد ألبوم الصور ووجدت صورة لك وأنت مراهق .. الحقيقة توقعت أن تكون أوسم حتى عيناك لم تكونا جميلتين"



اقترب منها فارس وجلس ملتصقا بها على السرير وهو يقول " حقا .. أريني الصورة "
لتقول الحاجة مشاكسة " سبحان الله ألم تلحي عليّ منذ دقيقة للحصول على الصورة .. لأنه كان مراهقا وسيما ! "
نظرت إليها كارمن بحرج ثم عادت تنظر لفارس الذي رفع أنظاره عن الصورة ومرت في عينيه لمعة سريعة فهمت معناها .. قبل أن تختفي خلف وقاره لتقول كارمن مفكرة " كم كنت أنا وقتها ؟.. اممممم خمس سنوات !!"



اتسعت ابتسامة فارس التي لم تخفى عن الجميع فنظرت الحاجة لفريدة ويونس سعيدة ليتبادل الأخيران النظرات السعيدة فيما بينهما بدون تعليق .



ليقول فارس " أي أنك كنت طفلة صغيرة أضعها على حجري "
هتفت الحاجة بحماس "هناك صورة تضم أولادي الثلاثة في هذا الوقت .. "
أمسكت بالألبوم تقلب فيه حتى وجدتها .. فاقتربت الرؤوس تطالع الصورة .. فارس في الخامسة عشر يحمل فريدة على كتفه في عمر سنة تضع ( لهاية ) في فمها .. بينما يونس في الخامسة من عمره يقف أمامه يبتسم ابتسامته المليحة التي لم تتغير كثيرا والتي شبه ابتسامة والدته .. فهمست فريدة ليونس" لم تتغير ابتسامتك ولا نظرة عينيك القاتلة "



تطلع فيها وهما يقفان بالقرب من السرير ثم أخرج هاتفه يكتب على الواتساب مشاكسا " وأنت لم تتغيري ساقيك مازالا رفيعان كأقدام كرسي السفرة"



فتحت فريدة هاتفها ثم رفعت إليه وجها ممتقعا .. ليهرش في أرنبة أنفه هاربا من نظراتها النارية ويقول لفارس" هل سنظل في فقرة حديث الذكريات هذه كثيرا ولن نغيرها لفقرة( زوجني أختك يا كبير )"



تطلعت الحاجة فيهما بفضول بينما أخرجت كارمن هاتفها من جيبها تلتقط صورا لصورة فارس الأولى وهي تغمغم في سرها " عليّ أن أجد صور لنفسي في هذه السنة لأرى كيف كنت وقتها "



تنحنح فارس وكست ملامحه الجدية يقول ليونس "أجلس لنتحدث"
جلس الأخير أمامه على أقرب مقعد بينما رفضت فريدة الجلوس وتحركت لتقف بجوار النافذة التي تطل على مبنى الملحق خلف الفيلا ليقول يونس "تفضل أخبرني بطلباتك"
اعتدل فارس في جلسته ومال بجذعه للأمام مستندا بمرفقيه على فخذيه قائلا وأنظار الجميع تراقبه " جناحك في الطابق الثاني لا ينقصه سوى الأثاث ستتكفل بفرشه أنت كله .. وستحضر لها هدية من الذهب أو الألماس بما يساوي ما أحضرته أنا لزوجتي.. ومصاريف حفل الزفاف وفستانها وما إلى ذلك عليك"



رفع يونس حاجبا وقال مستنكرا " ولماذا بما يساوي ما أحضرته أنت لزوجتك بالتحديد ؟.. ما شأني أنا بكما؟ !!"
رد فارس ببرود " أختي ليست أقل من زوجتي .. وأي خاطب كانت ستوافق عليه كنت سأطلب منه نفس الطلب .. ( ورد بخيلاء متعمدا ) أنت ستصاهر فارس سعد الدين"




اتسعت عينا يونس بينما صدرت ضحكات مكتومة من كارمن وفريدة فصرخ فيهما بغيظ " علام تضحكان!! .. على أخ يعذب أخاه ( ثم توجه لفارس يقول واضعا كفا فوق الأخرى ساخرا ) وبم ستتكفل أنت ان شاء الله يا كبير ؟"



رد فارس ببرود "سأتكفل بملابسها واحتياجاتها الشخصية.. بالإضافة لمجوهراتها فأنا سأهديها هدية عرس من المجوهرات .. أكبر من المبلغ الذي ستدفعه أنت في شبكتك"
صاح يونس بغيظ" أنت تهدي أختك .. مالي أنا لتحسبهم عليّ ( ليضيق عينيه يقول مفكرا ) وهل كنت ستطلب نفس الطلبات من أي عريس آخر كان سيتقدم لها؟"
رد فارس يحرك كتفيه " لا أعرف لكن الأمر هنا مختلف"
سأله يونس بغيظ " وما هو الاختلاف ؟! "



أجاب فارس بإغاظة " الاختلاف أني غير مستسيغ تلك الزيجة .. أن يتزوج أخي من أختي .. كنت أفضل أن نناسب صهر وزوجة أخ من عائلة أخرى"
زفر يونس حانقا ثم قال بمكر " وباعتباري أخوك .. لو كنت قد تزوجت من خارج العائلة ما الذي كنت ستساعدني به؟"



قال فارس وهو يفرك باطن كفيه ببعضهما" أنا بالفعل ساعدتك .. فالجناح الذي ستسكن فيه سعادتك أنا من تكفل بمصاريف بنائه وتشطيبه .. كما أنني لن أطلب منك إيجارا للجناح وأنت تعرف أسعار الإيجارات في هذه المنطقة جيدا"
جز يونس على أسنانه ثم نظر لفريدة التي تراقب المشهد بوجنتين مشتعلتين وصاح فيها قائلا "وأنت هل ستتركينه يعذبني بهذا الشكل بدون أي مساعدة!"



ردت فريدة بخجل حقيقي " وماذا بيدي لأفعل؟!"
هتف يونس " تهددين بالانتحار .. تمثلين الإغماء .. تهدديهم بأنك ستهربين معي إن طلبوا مني قرشا واحدا.. أي مؤازرة ( ثم توجه لأمه قائلا ) وأنت يا ست نفيسة أيعجبك ما يفـــــ ( بتر عبارته فجأة ليهتف بقلق ) ما بك يا أمي!!"



انهارت نفيسة في البكاء الحار .. فلم تقدر على الصمود أمام المشهد .. وولداها يتشاكسان بكل هذه المحبة التي تربط بينهما .. لقد تمنت أن تعيش هذا المشهد منذ مدة طويلة ..ويونس يطلب يد فريدة من فارس .



اسرعت إليها فريدة تأخذ رأسها في حضنها بينما
ربت فارس على ظهرها يقول بحنو" لم البكاء يا أم فارس ؟"
اقترب يونس يقول مازحا" أرأيت ؟.. أمي حبيبتي بكت تأثرا لتعذيبك لابنها حبيبها أمام عينيها .. أخبريه يا أمي بأن يزوجها لي بدون أن أدفع شيئا لأني أعمل عملا خيريا بزواجي من أخته العانس رفقا بك "



ورفع أنظاره لفريدة ملعبا حاجبيه .. لكنه تلقى ضربة على ذراعه من أمه التي غمغمت "اخرس .. ابنتي ليست عانس"
صرخ يونس يمسد ذراعه قائلا بحنق " لمَ ينسى الجميع أنني ابنكم مثلما هي ابنتكم لا أفهم !!"



فانفجر الجميع في الضحك حتى يونس وهم جميعا يتحلقون حول الحاجة نفيسة..
كما كانوا دوما .. مترابطين يحبون بعضهم البعض إلى حد المبالغة أحيانا .
××××




قالت عمة رفيدة في الهاتف " ما دمت متأكدة منه يا رفيدة لا أملك أن أقول لك أي شيء "
قالت رفيدة باذلة المزيد من الجهد في إقناعها بمنطقية بتعجيل الأمر فهي تتمنى أن يحدث بسرعة مثل الشيمي " يا عمتي كما قلت لك أنا أعمل معه في نفس المكان وسيكون الأمر غير مريحا كوني أعيش أيضا في الدار وهو في البيت المجاور .. كما أنني أعرفه منذ مدة ولست صغيرة أو هوائية لأحتاج لفترة خطبة "



ردت عمتها بهدوء " ما دمت متعلقة به بهذه الطريقة وهو أيضا كما تقولين فلا بأس .. فأنا أريد أن أفرح بك واطمئن عليك قبل أن أموت"



قالت رفيدة " أطال الله في عمرك يا عمتي .. من تقترحين أن يكون وليا لي في عقد القران؟.. فأنت تعلمين ما حدث مع عمر وأنه أخبرني صراحة بأنه غير موافق.. وأنا فعلت ما يريح ضميري معه .. وعليّ أن التفت لنفسي .. لهذا لن انتظر حتى يوافق فلم يبق في شبابي ما يحتمل لأن أنتظر أكثر من ذلك"



قالت عمتها بامتعاض واضح" يوافق أو لا يوافق لست صغيرة لتنتظري موافقته"
سألتها رفيدة بحيرة "المهم من سيكون وليا لي؟ "
ردت عمتها ببساطة " سأتحدث مع صادق ابن عمي ليكون وليك"
سألتها رفيدة مفكرة " وماذا سنقول له بشأن عمر ؟"
أجابت عمتها " سنقول مسافر .. أو لديه ارتباط هام .. أي حجة .. وهو لا يتصل به من الأساس"



قالت رفيدة بتردد " حسنا كلميه وأخبريني بموافقته (وأبعدت الهاتف الذي ينبهها بمكالمة أخرى واردة ثم عادت تقول ) الشيمي على الهاتف يا عمتي اتصلي بعمي صادق وردي عليّ أرجوك .. في حفظ الله .. سلام "



أغلقت الهاتف لتفتح مكالمة الشيمي وتتجه نحو شرفة غرفتها بشكل تلقائي وكأنها تعلم بأنه يقف في حديقة الفيلا يستند على السور البعيد ..فقالت وهي تنظر له من شرفتها " أين كنت طوال اليوم يا شيمي؟"



رد بلهفة "كنت أرتب بعض الأمور كما قلت لك يا ست الناس"
قالت ممازحة "ظننتك هربت من الزيجة"
قال بجدية " هل أخبرك أحد بأن الشيمي أبله لتأتيه الفرصة لأن يعيش ويرفضها!؟
ارتعش قلبها وسألته بخفوت " هل أنا كذلك يا شيمي؟"



رد بصوت متهدج " أنت .. (وتنهد بقوة قائلا وهو يتطلع لخيالها في الشرفة يخبر نفسه بالتعقل في ألا يذهب إليها ) أنت ست الناس .. فتخيلي كيف هو الشعور بالاقتراب من ست الناس كلها .. من الحديث معها .. من أكل الهريسة من صنع يديها .. من التطلع إلى قمريها الجميلين من خلف نظارتها .. من استنشاق رائحة الياسمين في كل ما يخصها .. "



ارتعد جسدها كما لو دغدغتها كهرباء لتنعشها .. وكأنها صعقت بجهاز الصدمات الذي يعيدون به القلب المتوقف للنبض.. لتعود هي للحياة ..



استمر الشيمي في كلامه منصتا لأنفاسها العالية عبر الأثير " أتعلمين .. لقد كنت أنام كل ليلة وأنا لا أفكر إلا في أمر واحد.. كيف أضرب ذا الحلة الذي كنت تلبسين محبسه ؟.. وبأي طريقة سأعذبه واحطم سيارته فوق رأسه ؟.. لكني كنت أعود واتذكر أنك تريدينه.. وأني بهذا أمنعك من تحقيق ما سيفرحك .. فأنام مكمودا تغلي الدماء في رأسي"



انعقد لسانها ليكمل الشيمي" وظل سؤال حائر في رأسي لا أجد له حلا .. ماذا سأفعل حين تتزوجين؟.. وكيف سأتحمل (وتحشرج صوته ) كيف سأتحمل أن تصبحين مع رجل آخر.. ملك لرجل آخر .. (وتسارعت انفاسه بانفعال ليكمل بانفعال ) والله مجرد السيرة الآن تضرب الدماء في رأسي وتصيبني برغبة في قتله"



سألته مقطوعة الأنفاس " ومتى تكونت كل هذه المشاعر تجاهي يا شيمي؟!"
رد عليها بخفوت " صدقيني لا أعرف .. ولم أكن أبدا ممن ينتبهون للمشاعر والحب .. كانت لي علاقات نسائية عادية لا تخرج عن اطار الشقاوة الذكورية التي لا تتعدى بعض كلمات الغزل أو المعاكسة أو حتى نزهة أو علاقة على الانترنت.. وكلها لا تتخطى الخطوط الحمراء .. ولم اعد احداهن بالزواج رغم أني كنت أتمنى أن أجد منهن من تشدني لأتزوجها .. لكنه لم يحدث .. وأنا لم أكن مهتما بالزواج بشكل ملح .. حتى أتيت أنت .. وكأنني قد ضُرِبت على رأسي بحجر .. فكانت عيناي وقلبي ومشاعري التي لم أعرف عنها شيء قبلك يسبقونني إليك .. وكأنني يا رفيدة (وتهدج صوته وهو يكمل ) لم أرى نساء في حياتي "



أبعدت الهاتف عن أذنها.. تبكي في صمت.
هذا الكلام موجه لها ..
يخصها ..
لم يفت الوقت يا رفيدة .. لم يفت وأصبحتِ حبا لشخص تبادلينه المشاعر.
اعادت الهاتف تقول بصوت هامس " ميمي .. ربما لن استطيع أن أخبرك بمشاعري كما اخبرتني ..فأنا كما تعرف عشت عمرا طويلا أكبت أي احتياج عاطفي عندي .. ولم أعتاد على التعبير عما أشعر به .. لكني سأقول لك بأنك بكلامك هذا .. وبتلك المشاعر التي حاولت أن توصلها لي بدون أن تتكلم .. طمأنتني بأن الوقت لم يفتني حتى أشعر وأعيش مشاعر حلوة .. وبأنني لست مضطرة لقبول زيجة مدبرة محسوبة بالورقة والقلم خالية المشاعر لمجرد أن سن الزواج قد فاتني "
قال الشيمي وقد أشفق قلبه على ما تشعر به " لم يفت يا ست الناس لم يفت أبدا بل سيبدأ .. الحب كله سيبدأ بمجرد أن تصبحين على ذمتي .."



ساد صمت حار وقد انعقد لسان رفيدة أمام كلامه ..فليس من السهل على شخص اعتاد على العيش في قالب متحفظ يقبض على احتياجاته ورغباته لوقت طويل أن يعبر فجأة على ما يجيش في صدره .. ليضيف الشيمي بعد ثوان " ولستِ في حاجة للبوح بشيء .. فأنا لست غبيا لأفهم أي تضحية تضحين حين تقررين الزواج من شخص مختلف عن مستواك المهني والتعليمي .. قد أكون أنا واثقا من نفسي .. وأعرف جيدا من هو الشيمي.. وقد تكونين أنت أيضا كذلك .. لكن في الوقت نفسه أعلم كيف ستكون نظرة الناس لك.. خاصة بعد أن قررت ترك أستاذا في الجامعة من أجلي .. لذا أدرك جيدا أي ثقة تضعينها فيّ.. وأي مشاعر تكنينها لي بهذا القرار .. أنت قلدتني وساما بهذه الموافقة يا رفيدة .. وبعون الله الشيمي يكون على قدر ثقتك فيه "



قالت رفيدة بصوت متأثر" ميمي هلا طلبت منك طلبا؟"
قال الشيمي بسرعة "طلبك فوق رأس ميمي"
قالت بهدوء " هلا أجلت عقد القران لأخر الأسبوع .. إعلان عقد القران فجأة سيكون غريبا.. كما أني لدي ترتيبات قبلها .. صحيح سيكون عقد قران بسيط فأنا لست من هواة الحفلات لكني احتاج لترتيب نفسي ..ومعرفة من سيكون وليا لي في العقد"
قال الشيمي متألما " ما رأيك أن أتحدث أنا مع أخوك؟"



أسرعت تنهاه قائلة " لا لا أرجوك.. عمر سيتصرف بحماقة ولا أريده أن يجرحك بكلامه"
صمت الشيمي في حزن ثم قال بعد ثوان " هو يرى أني غير مناسب لك أليس كذلك؟"
شعرت بالحرج والألم على نفسها وعلى الشيمي فقالت "أنا آسفة يا شيمي"



غمغم يشاركها ألمها" بل أنا هو الذي عليه أن يتأسف لك يا ست الناس .. فلو كنت أعلم بأني سأقابلك يوما .. لربما عافرت أكثر مع الحياة لأليق بك .. عموما أنا لست غاضبا منه فلديه كل الحق في موقفه .. فالأمر رغم أننا نحن الاثنان نراه منطقيا لأننا وحدنا نعلم بأننا لم نستطع تجنب حدوثه .. لكن الأخرين سيرونه غير منطقيا بل وغريبا "



تنهدت ثم قالت " الحقيقة أنا لا أعرف إن كان عمر غير موافق لمصلحته هو أم خوفا على مصلحتي أنا "
قال الشيمي " أيا كان .. سأتكلم معه لو أردت لربما استطعت طمأنته عليك"
قالت بإصرار " لا يا شيمي .. دعني أنا اتصرف معه .. ماذا قلت بشأن الانتظار لآخر الأسبوع؟"



رد بدبلوماسية " أنت تأمرين والشيمي ينفذ يا ست الناس .. لكن ألا ترفقين بالشيمي الذي سيظل بين الحياة والموت حتى ذلك الموعد البعيد؟"
قالت بدلال انثوي لم تمارسه من قبل " أنت تغلبني بالكلام.. تخبرني بأنك ستنفذ طلبي لكنك تؤثر عليّ لأنفذ ما تريد أنت"



تكلم بخفوت مذيب لأعصابها " رفقا بشخص مرتعب من أن يكتشف بأنه كان يحلم .. شخص يريد ضمانا مكتوبا بأنه لن يستيقظ من هذا الحلم أبدا"
كاد قلبها أن ينفجر من السعادة فبلعت ريقها لتقول " حسنا يا سيد ميمي أنا في انتظار رد عمتي إن كان ابن عم أبي موافقا لأن يكون وليا لي أم لا .. وسأرد عليك في الصباح"
قال بهدوء " وأنا لن أنام حتى الصباح .. لن أنام حتى أتسلم الورقة التي ستثبت زواجنا"
ضحكت بحرج وغمغمت " تصبح على خير.. يا شيمي "
تمتم الشيمي " وأنت من أهل الخير يا مالكة قلب الشيمي"



وقفت تراقبه وهو يبعد الهاتف عن أذنه يتطلع فيها من تلك المسافة البعيدة .. فلم تقدر على الاستمرار واقفة على قدميها .. وتسارع دقات قلبها كاد يصيبها بالإغماء .. فدخلت من الشرفة تستند على الجدران حتى وصلت إلى السرير .. وارتمت عليه مرددة بابتسامة مختلطة بالدموع "مالكة قلب الشيمي .. مالكة قلبه"
××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.