آخر 10 مشاركات
ومازلنا عالقون *مكتملة* (الكاتـب : ررمد - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          83 - عصفورة الصدى - مارغريت واي (الكاتـب : فرح - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وقيدي إذا اكتوى (2) سلسلة في الغرام قصاصا * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : blue me - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree439Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-02-21, 12:57 AM   #8171

Heba hamed2111

? العضوٌ??? » 456155
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 90
?  نُقآطِيْ » Heba hamed2111 is on a distinguished road
افتراضي


:Eat_023 :
ما تيجى بقي


Heba hamed2111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 12:59 AM   #8172

imy88

? العضوٌ??? » 456123
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » imy88 is on a distinguished road
افتراضي

اين الفصل 🥺🥺🥺🥺🥺🥺

imy88 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 01:10 AM   #8173

Rosyros

? العضوٌ??? » 456127
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 47
?  نُقآطِيْ » Rosyros is on a distinguished road
افتراضي

احنا في الإنتظار يا جميل

Rosyros غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 01:16 AM   #8174

راما الفارس

? العضوٌ??? » 386178
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,037
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » راما الفارس is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور حمااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااس عالاخرررررررررررررررررررر رررررررررررررررررررررر

راما الفارس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 01:17 AM   #8175

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

شكلع عزام خربها و قعد على تلها

ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 01:17 AM   #8176

Omsama

? العضوٌ??? » 410254
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 867
?  نُقآطِيْ » Omsama is on a distinguished road
افتراضي

العريس والعروسه هربوا من نور فهى اتاخرت علشان تجبهم لينا😂😂😂😂😂

Omsama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 01:17 AM   #8177

راما الفارس

? العضوٌ??? » 386178
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,037
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » راما الفارس is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 529 ( الأعضاء 116 والزوار 413) ‏راما الفارس, ‏Omsama, ‏ميمونة meryem, ‏Rona8, ‏yawaw, ‏نسائم ., ‏Aya yoga, ‏basama, ‏besomahd, ‏Kendaaaa, ‏حورية محمد, ‏aber alhya, ‏ملاك وشيطان, ‏Mayaseen, ‏Romareem, ‏سوووما العسولة, ‏BASRI, ‏سهام زيد, ‏رودينة محمد, ‏halimayhalima, ‏yasser20, ‏منيـةة, ‏رقيه95, ‏Dilan, ‏مها العالي, ‏eglal Mohammed, ‏Menna23, ‏Rosyros, ‏حورررررر, ‏bassma rg, ‏lobna_asker, ‏Emaimy, ‏imy88, ‏Reemkoko, ‏دلال سعيد, ‏توتى على, ‏امي احمد, ‏Sa Lma, ‏رقيةرقية16, ‏داليا انور, ‏سيف وعمر, ‏nourelhayat233, ‏منالب, ‏koka 88, ‏ماهي ماهر, ‏maha elsheikh, ‏زهرة الحنى, ‏Mariam Mohamedh, ‏ديانا الحوت, ‏Ino77, ‏aida ghoul ep chouk, ‏Heba hamed2111, ‏Immortal love, ‏emytroy2, ‏ولاء محم, ‏هدايه مالك, ‏شادية كريم, ‏mamanoumanoul, ‏Aengy, ‏رشا عبد الصمد, ‏هبه على عزمي, ‏Ayaomar, ‏ارج هاجر, ‏Redred, ‏هنا بسام, ‏بسمة أمول, ‏مريم مري, ‏حسناء_, ‏قمر حلوة, ‏toma gogo, ‏Ho.pe, ‏leria255, ‏دانة 2008, ‏هبة زكريا, ‏نور ناجح حوا, ‏سماح خلف, ‏غائب, ‏Fayza Elkady, ‏بنت السلطانه, ‏Khawla s, ‏اهات منسية, ‏Jane eyer, ‏جنا احمد, ‏laial alshawa, ‏00nofa00, ‏hedia1, ‏Lulu9, ‏أمل رياض, ‏shoagh, ‏نوراااا, ‏jewa, ‏ديدي امبابي, ‏هوس الماضي, ‏دعاء سعده, ‏فرح هنداوي, ‏فضل من الله, ‏آمنة كعكة, ‏Metan, ‏exolove, ‏ام حبيبه1982, ‏Tokagahrieb, ‏nur vattar, ‏Sea birde, ‏موجة هادئة, ‏Dalia Huzaien, ‏روئيااااات, ‏Mody sal, ‏Dodowael, ‏Basmaa masoud, ‏Totamohameed, ‏باااااااارعه, ‏leenalen, ‏Samah Ali1, ‏نسرين كامل سعيد, ‏سالي فؤاد, ‏شموع ورديه

راما الفارس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 01:19 AM   #8178

روزا❤

? العضوٌ??? » 414422
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 80
?  نُقآطِيْ » روزا❤ is on a distinguished road
افتراضي

هاي هاي كابتن😍😍😍😍😍
🎉🎉🎉🎉🎉🎉

ف الانتظار🎉🎉😍😍


روزا❤ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 01:26 AM   #8179

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

الفصل التاسع والخمسون المشاركة "١"
الذى لا يعرف الصبر لا يعرف الحب.
"أنيس منصور"




طوال الطريق الذي اتخذوه للعودة من المزرعة بعد تناولهم إفطاراً متأخراً.. كان راشد شارداً قليلاً عنهما رغم محاولته تشتيت انتباهها عبر مداعباته سواءً لها أو إياب..
"هل أنت بخير؟!" سألت بدور بهدوء أخيراً
عقد راشد حاجبيه للحظة ثم أجاب: "ولماذا لا أكون كذلك وأنتما معي؟"
هزت بدور رأسها بتهكم للحظة قبل أن تقول بفتور: "ربما لأنك منذ خروجك من المكتب, عقب تلك المكالمة التي حرصت أن لا أسمعها, تبدو كأن أحدهم ضربك على رأسك!"
تنهد راشد وإن لم يفسر وجهه المعتم إلا عن مشاعر حيادية ثم قال بتلوي: "عامل الوقت ليس في صالحنا ..خاصة أن كل شيء أتى سريعاً كما تعرفين.. لا أستطيع ترك خالد فجأة ودون مقدمات لمدة شهر كامل، كما ستفعلين أنتِ"
شتتها بسهولة عندما رفعت حاجباً بارداً وهي تقول باستنكار: "شهر؟! هل صدقت أننا عريسان فعلاً مقبلين على الحياة لأول مرة؟!"
أمسك رسغها يجذبه من فوق حجرها ثم رفعه ببطء دون أن تحيد عينيه عن الطريق وطبع قبلته العميقة هناك ..مما سبب لها رجفة لذيذة سرت في أوصالها كدندنة لحن عذب ..خاصة عندما همس فوق معصمها بصوت أجش: "نحن كذلك فعلاً يا بدور ..ولا أريد أن تفكري بغير هذا ..عندما قلت بداية جديدة عنيت نسف الماضي من رأسكِ نسفاً.. أنا لم أعدكِ لي ..بل رجل قابلكِ من جديد وأحبكِ ولوعته بالرفض طويلاً ثم تكرمتِ ومنحته الحق فيكِ"
ضحكت بارتباك وهي تعيد خصلة من شعرها وراء أذنها ثم قالت بتفكه: "لن أنكر إعجابي بنبرتك الجديدة.. وإن كنتِ منذ الآن أعلن اشتياقي لسلاطة لسانك.. بصراحة دور العاشق الهائم هذا لا يليق بك"
كشر بأنفه وهو يمنحها نظرة فاترة ثم قال ببرود: "لا تقلقي, سترين هذا الجانب وكثيراً حبيبتي, لأنكِ قادرة على استفزاز قبيلة من الجن المسالم برفعة حاجبٍ واحد"
مطت شفتها السفلى بلا معنى ثم قالت بنفس الفتور: "يفترض أن أجن وأغضب الآن.. ولكن بصراحة قولك هذا أراحني بشدة.. إذ أني اطمأننت بزواجي من الشخص الصحيح.. لقد أوشكت أن أشك أنهم استبدلوك"
ابتسمت شفتاه رغم استقرار النظرة المظلمة في عينيه والتي فهمت بسهولة أنها لم توجه إليها في هذا الحين ثم همس بخشونة: "الحياة معكِ لن تكن مملة أبداً.. دائماً ما عرفت أنكِ امرأة غير عادية"
شردت بعينيها قليلاً وهي تنقلهما نحو إياب الغارق في مقعده وقد أخذ غفوة متأثراً بالقيادة لوقت لا بأس به.. ثم همست بخفوت: "لقد كنت فتاة عادية ذات مرة، منطلقة، مرحة و.. وتحبك.. وماذا كانت النتيجة سوى التخبط لما يزيد عن عشر سنوات؟"
ضغط بإبهامه على رسغها بقوة غير مؤذية وكأنه يقصد عبر كل لحظة أن يجذبها من كل دوائر الماضي التي تقصد الاختباء خلفها.. ثم قال بتشدد: "لم تكوني يوماً فتاة عادية.. ولا حتى طفلة عسلية عادية.. فقد نلتِ كل التميز لدى الجميع منذ مولدكِ.. كما ملكتني دون أدنى مقاومة مني.. أنتِ ندٌّ قوي.. شطر يكملني.. لماذا باعتقادكِ بأني كنت وما زلت لا يرضيني غيركِ؟!"
كانت هادئة جداً وهي تسمعه رغم العواصف التي تمر في عسل عينيها ثم همست: "هل تظن أن حبنا كافياً لأن لا نقع من جديد في دوائر التوهان؟!"
رفع معصمها نحو فمه وطبع قبلة أخرى أشد قسوةً, تملكاً ودفئاً.. ثم قال بصوته الصارم: "كافي إن أردنا.. وأنا وأنتِ نريد، لقد تعلمنا دروسنا بأصعب الطرق يا بدور.. عن نفسي لا نية لي في ترككِ تغرقين مجدداً"
ارتعشت عضلة جانب فمها ثم التوت بابتسامة عنيفة ..ولراحة قلبه لم تقرب لذلك التواء البشع الماكر بصلة.. عيناها انحرفت نحو إياب من جديد ثم همست: "سأفعل أي شيء لتبقى إلى الأبد تلك الابتسامة والسعادة التي رأيتها على وجهه بالأمس وصباح اليوم عندما استيقظ ووجد ثلاثتنا سوياً"
كانوا قد وصلوا لمنزل العائلة وفتحت لهم الأبواب ليستطيع الدخول وركن سيارته.. حينها حرر عجلة القيادة والتفت إليها بالكامل.. كفاه احتضنت كفيها بتملك.. عيناه أسرت عينيها دون مقاومة منها.. ثم قال بحزم: "ستفعلين أول شيء لنبقى معاً.. الثقة هي الأساس الذي سنبني عليه حياتنا القادمة، هل تفهمين؟"
ارتفع حاجباها ببطء وهي تنظر إليه بغرابة وكأنها ترجوه العون.. حرر كفيها ليحتضن وجنتها ثم قال بصوت أجش: "لم أذكر الحب لأننا لم نفتقده يوماً رغم كل ما كان ..حاول كلانا وعجزنا ..لذا أمر حبنا شيء مفروغ منه ..أما الثقة فقد وضعنا أولى بذورها ..وأنا وأنتِ قادرين على أن نجعلها شجرة راسخة لا تنجرف جذورها أبداً"
أطلقت نفساً مرتجفاً لم يفهم معناه للحظة.. ولكنه استوعبه عندما همست: "قولك هذا شجعني لأسالك، هل تخبئ عني أمراً في هذه اللحظة؟"
نظر لها للحظات بتمعن وكأنه يقيم أمراً داخل عقله.. ولكنه بالنهاية أسبل جفنيه وهو يقول بإيجاز: "أفعل.. وهذا لحمايتكم"
ابتلعت ريقها وهي تهمس: "خطر يحيط بي وابني؟"
قال بهدوء: "بثلاثتكم"
الإدراك ضربها سريعاً وهي تهمس بتوتر: "زوجة خالد"
صحح: "ابنتي.. سَبنتي جزء مني, لن أتخلى عنه أبداً حتى وإن منحت جزءاً من مسؤوليتها لأخيكِ"
لم تتردد للحظة واحدة وهي تقول بهدوء وحزم: "لن أحاول أن أنحيها من حياتك يوماً، هي ابنتك الأولى وستظل دائماً وليس لديّ أي مشكلة مع هذا.. فسَبنتي تحتاجك دون غيرك"
عيناه التهمتها وكأنه لوهلة لا يصدق ما تقوله ..أصابعه التفت حول عنقها يجذبها إليه بعاطفة مهلكة.. إلا أنها أوقفته سريعاً ووضعت أصابعها على فمه وهي تهمس بتورد: "نحن في منزل العائلة، ولن أسمح بأن يرانا أحد ولو صدفة"
كانا قريبين جداً من بعضهما.. تقابلا في المنتصف بلهفة الوصال, وبتوتر الحميمية المتلهفة.. ولكنها كالعادة كانت هي المتحكمة بينهما.. همس بنفس ساخن لفحها: "أمامي عمل مكثف معكِ، حتى أعلمكِ أن لا تتحكمي في عواطفكِ معي أبداً"
عضت طرف شفتها بإغراء جعل قلبه يرعد بين أضلعه ثم همست بصوت أجش: "ليس لديّ نية في التحكم.. ولكن ليس علانية.. امحو هذا من رأسك"
انحرفت نظراته نحو المنزل الضخم قبل أن يعود للتحديق فيها وهو يقول بتلاعب: "لديّ تخيل معين لهذا المنزل تحديداً، ستتحررين عقب تنفيذه من كل قواعدكِ"
حررت نظراتها المتملكة منه وهي تبتعد عنه بهدوء مبالغ فيه لم يقرب لتوتر كل إنش في جسدها بصلة.. ثم قالت بشيطنة: "بعد يومين يمكنك إثبات هذا من عدمه.. أما الآن فلتتلظى بدور الخاطب الذي اتخذته"
هتف وهو يزفر نفساً حاراً: "مدمرة"
حركت كتفها بدلال ثم قالت بغرور: "أعرف.. وهذا ما قيّد رجل مثلك معي وبي دائماً وأبداً"
طاف في عينيه جم من الأحاسيس ثم همس بصوت خشن: "لا.. ما قيّد رجل مثلي معكِ.. أنني لطالما رأيت منذ صغركِ أن لا وغد خلق على هذه الأرض يستحقكِ ..فلماذا لا آخذكِ لنفسي؟"
تلعثمت بشكل شهي، مستسلمة لغزله, مشتاقة لهذا الشطر من الجنون والغزل والحميمية كأي امرأة.. همست ضاحكة: "ليس من صالحك أن تزيد من غروري"
للحظات ظلّ يحدق فيها بنظرة رهيبة, لا كلمة في الأرض تستوعب معانيها.. حتى قال بصوت رخيم: "اغتري كما تريدين، أنا لها.. المهم أن لا تبتعدي.. دونكِ كان هناك جرح دائم نازف دون انقطاع عدمت الأمل في أن يلتئم يوماً.. ولكنكِ بالأمس منحته المعجزة وشفي.. فقط لا تهجري ولا تفقدي الثقة"
زفرت ويداها تلتف حول ذراعه.. أصابعها تتعلق في قميصه تجذبه منه بتشدد ثم قالت باختناق: "لن أفعل.. معك منذ اللحظة وإلى الأبد.. ولكن لا أسرار بيننا إن حدث خطر أو أي خطأ أخبرني، فقط ثق بي وشاركني إياه"
غطى يدها التي على صدره ثم هتف بتشدد: "لن يحدث أي خطأ يخيفكِ.. وإن عنيت ما أحميكِ من معرفته، ستعلمين به قريباً.. إخفائي له لأجنبكِ القلق.. امنحيني ثقتكِ فأنا أحتاجها حالياً"
رغم الرفض والتردد الذين لاحا قريباً من ملامحها ..ولكنها بالنهاية همست بيقين: "هي لك دون أن تسأل"
ابتسم وهو يقول بعبوس: "أليس مسموح لي بقبلة سريعة؟"
ضحكت: "أخذت كفايتك بالأمس ..والآن دعني أذهب"
شدد على يدها.. فأردفت بضيق: "هل علينا فعلاً إقامة هذا الزفاف.. بالله عليك مليون شيء يخطر على عقلي ولا أعلم من أين أبداً"
قال بحزم لطيف: "كما اتفقنا، الفستان سيصلكِ بعد غد.. المكان سنتولاه أنا وخالد.. والترتيبات الأخرى أوكلي فرقة الإعدام ليقمن بها.. أما أنتِ وإياب استرخيا واستمتعتا"
عبست ولم ترد وهي تتحرك تنوي النزول فأخذت معها جزء من صدره.. إلا أنها توقفت وهي تميل نحوه تستند على الباب ثم قالت ببراءة: "أوه تذكرت.. رئيس مجلس الإدارة شخص بغيض متسلط.. إن غبت ليومين ثم شهر عسل كما تخطط ربما سينحيني من منصبي"
رسم الجدية على وجهه وهو يقول بصرامة: "لا تلقي له بالاً، إن تذمر من غيابكِ سأتدبر أمره وأركله من الطابق السابع ونرتاح منه وأنصبكِ مكانه"
ضحكت فأشرق وجهها وهي تلتف نحو إياب تفتح بابه وتحمله على كتفها ثم قالت بشقاوة: "بالطبع لن أرضى بهذا.. فأنا أحتاجه مستقبلاً لتنفيذ بعض الخطط الخاصة جداً التي بحثتها معه"
هتف مدعياً الغضب: "تجهزي للعزاء فيه إذاً منذ اللحظة"
ضحكت من جديد وهي تغمز بعينيها قائلة بحبور: "لا أظنك ستغلبه.. فعندما يتعلق الأمر بأولاده يتحدى المستحيل لينجو ويعود لنا"
قال بصوت خشن اهتزت نبرته: "طالما سيجدكِ بالنهاية في انتظاره"
التفت من وراء كتفها وهي تدعم ظهر إياب تدفنه على صدرها بقوة ثم قالت بهدوء: "دائماً في انتظارك يا راشد"
هدر راشد بنفس أخير وهو يودعها بعينيه حتى لقاء قريب, بعيد عن منى قلبه في هذه اللحظة.. وفور أن دلفت للمنزل كان يأخذ نفساً عميقاً وملامحه تتبدل كلياً.. ثم أمسك هاتفه على الفور وهو يطلب رقم ما ..وفور أن أتاه الصوت البغيض المتذمر كان يجيب بصقيع مهين: "ولا أنا أرغب في محادثة داعر مثلك.. ولكن ما نحن بصدده سيمسّك أنت بالمقام الأول، إن أردت أن تحمي اسمك البغيض أريدك أمامي صباح الغد ..وإلا لا تلم إلا نفسك صادق بك"
*******
عندما دخلت بدور من الباب وهي تداعب صدر إياب بخفة لتدفعه لاستيقاظ: "هيا حبيبي استيقظ, وامنح ماما قبلة كبيرة.. لقد افتقدت صوتك"
لم تنتبه بدور لـ(فرقة الإعدام) اللاتي كن يجتمعن في حجرة المعيشة كالمعتاد, ولكن هذه المرة بقيادة والدتها التي هتفت بارتياع وهي تخطف الخطوات نحوها: "بدور.. لماذا عدتِ سريعاً؟! يا الله.. هذه المرة لم تكملي حتى ليلتين معه"
عبست بدور بانزعاج وهي تنظر إليها بحنق: "ماذا؟!"
تقدمت مريم وهي تضرب وجنتها وكأنها تندب: "ليلة واحدة.. لاااا فشلكما سوياً يجب أن يسجل عالمياً يا مجاذيب، لما تزوجتما إن كان سيركلكِ عائدة بعد سويعات من زواجكما؟!"
توسعت عينا بدور بصدمة غير مستوعبة هذرهن للحظات ..بينما قالت نوة بإحباط: "هل هذا يعني أن ألغي القطع الصغيرة التي اشتريتها.. لااا.. هذا مؤسف.. لقد كانت قطع رائعة حقاً"
بينما اكتفت شذى بأن رمقتها بأنف متعجرف ووجه حانق بشدة...
قالت منى من جديد بقلق: "ألن تخبرينا ما الذي حدث؟"
قالت بدور بفتور وهي تقطع خطواتها نحو الدرج: "لماذا عليّ أن أفعل، وقد شرعتِ تأكيدكِ بفشلي؟"
ارتبكت منى وهي تقول ببساطة: "لم أعني هذا"
وقفت بدور مكانها واستدارت إليها ببطء تضيق عينيها بنظرة متفحصة ثم قالت: "واضح.. وواضح أنكِ فرحتِ للخلاص من حملي سيدة منى.. ولكن لأني ابنة جيدة سأزيح عنكِ خوفكِ من عودتي إليكِ وأخبركِ أن عودتي ليومين فقط ثم سأغادر ولن أعود"
رفعت منى ذقنها وهي تقول بترفع مازح: "الحمد لله.. إذاً لن اضطر لتحمل مزاجكِ الرهيب مرة أخرى عقب كل شجار معكِ"
قالت بدور بجفاف: "أحياناً اشعر أني لستُ ابنتكِ حقاً"
ردت منى بسرعة: "في هذه اللحظة أقر أنكِ لستِ كذلك"
رفعت بدور حاجباً شريراً مخيفاً.. مما دفع منى لتقترب منها على الفور وتحتضنها هي وابنها بشدة ثم همست برقة: "أنتِ لستِ ابنتي.. لأنكِ توأم قلبي وصديقتي وحبيبتي المقربة.. بصراحة إن كنتِ عدتِ فهذا أفضل, لا أعتقد أني سأعتاد على خلو المنزل منكِ وعفريتكِ الصغير"
ضحكت بدور بخفة وهي تطبع قبلة على وجنة أمها.. ثم ارتفعت وهي تنقل نظراتها الملوعة بين وجوه أخواتها اللاتي يتلظين بنار الفضول.. ثم قالت بوجه ثابت الملامح رغم النبرة المتلاعبة: "راشد يصر أن نقيم زفاف.. فما حدث بالأمس يسميه عقد قران فقط"
توسعت عينا نوة بنهم وهي تطلق صيحة حماس كالأطفال: "زفاف.. زفاف.. يسلم فمه وعقله.. نحن نحتاج لزفاف وحفل ضخم نقيمة ولأزينكِ بيديّ.."
عبست بدور وهي تقول: "الأمر لا يستحق كل هذا التقافز يا نوة.. فقد حصلت على زفافي قبلاً"
همست نوة بقنوط متردد: "ذاك لا يحسب.. فكلاكما لم يذق فرحته"
بهتت ملامح بدور قليلاً ولم تعلق.. رغم أنها لن تنكر فهمها أن هذا أحد أسباب راشد لإصراره على الزفاف..
ضحكت شذى بخفة لتزيل التوتر وترميه بعيداً وهي تومئ بهدوء قائلة: "تستحقين زفافًا وسعادة جديدة ..لقد فعل الصحيح.. فلا تليق بكما العودة الصامتة.. مبارك لكما حبيبتي"
همست بدور شاردة للحظة: "شكراً يا شذى، يبدو أن بعضنا قدر له أن يلبس هذا الرداء مرتين"
ما زالت منى جانبها عندما ربتت عليها برقة لم تخل من السعادة وهي تهمس بحنان: "المعنى ليس في الرداء حبيبتي، بل في رمزه, في معنى حلاوة الفرصة الثانية التي كتبها الله لكِ.. واخترتها بنفسكِ بعد أن تعلمتِ من أخطائكما.. وإن لم أعد المرة الأولى مطلقاً"
قالت نوة بعبوس: "هلّا أغلقنا هذا الحديث رجاءً.. ودعونا نركز.. كم المدة المتاحة لنا لتجهيز زفاف يليق بكما؟!"
ردت بدور بهدوء: "يومين"
هتفن في صوت واحد: "يومين لماذا؟! لتحديد الموعد مؤكد"
عادت تداعب ابنها النائم برقة وهي تقول بمرح: "لا, يومين وسيقام الزفاف ..وأنتن من ستقمن بكل شيء، فهذا شرط زوجي"
ارتبكت نوة وهي تجري في حدود المكان, بدت كأم عروس حقيقية تملئ الدنيا بصراخها دون عمل أو إنجاز يذكر..
هتفت شذى ضاحكة: "يومين يا مجانين، هذا درب من المستحيل!"
أما منى انتفخ صدرها بحماقة أمومية وهي تقول بخفوت: "هل سمعتكِ تقولين زوجي؟! هل اعترفتِ به دون تخبط الأمس؟!"
في الواقع ما شعرت به بدور عند نطق كلمة (زوجي) كان شيء من التملك والحلاوة على اللسان..
حاولت بكل قوة أن تخفي توردها وهي تقول بمداعبة: "لديه طرق للإقناع السريع ..وأنا بصراحة تعبت من المقاومة, فلما لا أرتاح لفترة واستطعم اللقب وصاحبه قبل أن أعود لدفعه للجنون"
ضحكن ببلاهة وتوسعت الأعين بفصول ولمعان..
عادى مريم التي نطقت أخيراً بخبث: "هل قلتِ أنه التزم منذ الأمس بدور الخاطب فقط... فقط... أي أنه لم ي..."
زفرت بدور بقوة وهي تنظر إليها باستنكار ثم هتفت: "أنتِ تعديتِ حدود الوقاحة بمراحل ..وأرفض الجلوس معكِ في مكانٍ واحدٍ"
أسرعت بدور نحو الأعلى وتركت الهتاف المتسلي خلفها.. تنادين باسمها متوسلات ليعرفن ما حدث لحظة بلحظة..
وعندما اختفت ووأدت أملهن في إرضاء الثرثرة النسائية..
التفت مريم نحو وجوه أخواتها وزوجة أبيها وهي تتنهد بحالمية رهيبة ثم قالت: "النظرة الساحقة في عيني أختكن وتوردها شجعني لأن أرغب في الطلاق من إيهاب ..ثم أعود إليه لنعيد أيام زواجنا الأولى من جديد"
نظرن إليها بارتياب.. بينما قالت شذى بفظاظة: "المشكلة ليست في دفع إيهاب للخلاص منكِ ..ولكن من أين نأتي لكِ بهذا التورد يا فتاة، أنتِ ميؤوس منكِ أن تخجلي كما كل النساء"
أجابت مريم بلا مبالاة: "يمكنني وضع الكثير من حمرة الخدود.. المشكلة محلولة"
ضربت منى جبهتها بعنف وهي تقول: "رباه، كان ينقصني حمقاء أخرى, كأن من عندي لا يكفين"
هتفت نوة أخيراً بذهول: "رباه لدينا زفاف بعد يومين.. لم نجهز له إطلاقاً.. زفاف الوحشين.. من كان يصدق؟!"
*******
عندما دخل راشد لمقر الشركة بسيارته وصفّها بالمرآب كان يتحدث على هاتفه مع أحد الأشخاص..
إلا أن الحروف تجمدت على لسانه للحظة قبل أن يلقي على مسامع المتحدث سلام مقتضب.. ويخرج من سيارته يصفق بابها بعنف.. مما جعل خالد, الذي كان يقف مستنداً إلى باب سيارة زرقاء صغيرة يضع ساعده على إطارها ويصغي للشخص المرتبك بداخلها باهتمام, ينتفض وينظر إليه.. انعقد حاجبي خالد قليلاً وعضلة في وجهه ترتجف، وعمّ الصمت القاتل بينهما وكلٍّ منهما ينظر للآخر بصمت واتهام..
ارتبكت من تحتل السيارة وهي تقف بتوتر تنظر لوجه راشد بقلق..
إلا أن راشد لم ينطق ببنت شفة, فقط نظرة استخفاف مخيفة منحها لكليهما سرت في جسدها كرعشة مرعبة وهي تبتلع ريقها بعنف وتحبس أنفاسها داخل صدرها برعب..
حتى أتى صوت خالد الآمر بتشدد: "عودي لسيارتكِ وانصرفي من هنا.. سنكمل حديثنا لاحقاً يا لانا.."
منحهما راشد نظرة أخرى كالحجارة كافية لبث الذعر داخل صدر لانا على جرعات ثم انحنت بتردد لتحتل مقعدها من جديد.. وانصرف راشد نحو المصعد الداخلي بخطوات تصرخ بالغضب.. بينما بقي خالد مكانه للحظة بوجه لا يفسر حتى سمع صوت لانا وهي تقول بريق جاف: "لطالما أخافني"
عبس خالد قليلاً وهو يعود بعينيه نحوها وقال: "لم أره يقترب من محيطكِ يوماً لتبدي كل هذا الخوف!"
ابتسمت بتوتر وهي تقول: "لا يحتاج للحديث، نظراته وحدها كافية لتدفق الرعب داخل الأوردة فتجعل قلبك يتوقف.. أنا لا أعرف كيف أحبته بدور يوماً!"
رفع خالد كتفيه باستسلام ثم قال بهدوء: "بدور لم تحبه يوماً.. بل دائماً"
همست بشحوب: "يليقان ببعضهما، بصراحة الأيام التي اقتربت فيها منها جعلتني أعجز عن تخيلها مع شخص آخر"
صمتت تبتلع ريقها قبل أن تقول بتفكه: "لديهما نفس النظرة و.."
أشارت نحو زوايا فمها بمعنى وهي تردف: "ونفس الابتسامة المريبة التي تجعلك تتحفز للهرب بلا تفكير أيضاً"
أسبل خالد جفنيه يخفي بريقاً أسوداً في حدقتيه ثم قال بنفس الهدوء: "لقد عادا لبعضهما بالأمس"
توسعت عينا لانا بدهشة.. سريعاً ما أخفتها وهي تقول: "مبارك لهما.. وإن كنت بصراحة لا أستوعب كيف بعد ما حدث!"
ساد الصمت بينهما عدة لحظات قبل أن يقول خالد بخفوت: "أعتقد أنه جينٌ وراثيٌّ فينا نساءً ورجالاً.. نحن لا ننسى الحب الأول بسهولة.. أو ربما أبداً يا لانا"
ارتجف وجه لانا ومر بريق من الألم الممزوج بالحقد داخل عينيها قبل أن تشيح عنه بعيداً وهي تهمس: "حتى وإن كان لا يجلب إلا الألم ..وحتى إن كان ما افتعله كل طرف فيكما من جراح لا تمحى بسهولة؟!"
قال خالد بهدوء وهو يهم بغلق باب سيارتها الذي يقف عنده: "لا بأس بالألم فنحن نستحق العيش بداخله لفترة.. المهم أن كل طرف فينا اجتمع مع شطره الآخر بالنهاية"
زفرت لانا بحدة وهي تنظر إليه بجمود ثم قالت بسخرية لم تتحكم فيها: "لا أقرأ على وجهك أنك جمعت أي شيء، ما زالت نظرة الفقد تسكن عينيك يا خالد"
ابتسم ولم يزعجه اتهامها أو وصفها ثم قال بلهجة مهذبة: "أخبرتكِ أن لا مشكلة في التعايش مع بعض الأحاسيس السلبية لفترة.. ما يهمني أنها هنا"
أي هنا يعني.. مجازياً بعودتها.. أم وصفاً لأنه كذب على نفسه قبلها يوماً متوهم أن الأخرى لم تحتله وعمرت داخل قلبه؟!
"كيف هي؟!" همست
أجاب بهدوء: "بخير, آمنة وسعيدة"
انعقد داخلها بشدة فاستعجبت من نفسها.. ثم همست: "مبارك لكما أيضاً، لم يتح لي الوقت قبلاً لأهنئك"
قال بهدوء: "لسنا مضطرين لتبادل التهاني.. على كل حال العاقبة عندكِ لأنكِ تستحقين"
همست باختناق وهي تنظر إليه باهتزاز: "هناك أشخاص يصعب استبدالهم"
وجمت ملامح خالد وهو يحدق فيها بنظرة قد كانت!.. ثم أغلق الباب أخيراً وهو يقول بهدوء: "سنتحدث لاحقاً، وشكراً لقدومكِ ومساعدتكِ بالمقام الأول"
أدارت سيارتها وهي تقول بتشوش: "هذا واجبي, كان يجب أن أفعل"
:- "لم تكوني مضطرة"
هتفت بخشونة: "بل كنت.. أنا مدينة لك بهذا"
أومأ ولم يعلق.. ثم انسحب خطوات وهو يراها تتراجع بسيارتها نحو المخرج.
*********
عندما دخل خالد مكتبه مباشرةً كان راشد يمنحه ظهره، ينظر من النافذة.. هسهس مباشرةً: "احذر.. اللعب بالنار لن يحرق إلا من يمسكها"
اقترب خالد وهو يفتح أزرار معطفه ليجلس بأريحية على مقعد مقابلاً له: "لا تقلق.. أحسب خطواتي جيداً"
التفت إليه راشد بهدوء بينما كانت عيناه مستعرة بشدة: "إن علمت سَبنتي ولو صدفة أنك تقابل هذه الفتاة في ظلام المرآب لا تلم إلا نفسك"
كتف خالد ذراعيه وهو يقول بمنتهى الهدوء والصلابة: "لن تعلم.. في الحقيقة هي ليست مهتمة بأي شيء يخصني مطلقاً"
قال راشد بصوت محتد: "لا تصدق كذبك، كلانا يعلم ما خلفه أثر هذه الفتاة في قلب ابنتي"
سخر خالد: "وكأنك تجهل حقيقة الأمور!"
جلس راشد مكانه ببطء مرعب ثم قال بجمود: "لم تتضمن خطتك لقائها علانية, مندفعاً بغباء ومخاطراً بأن يراك أي شخص, رغم علمك بأن هناك أعين تراقبنا فعلاً"
أخذ خالد نفساً طويلاً ثم قال بهدوء: "هلّا تخطينا هذا الجزء ووصلنا لرغبتك العاجلة في لقائي"
قال راشد بحزم: "لن أتخطى ذلك.. واجبي كأب وكرئيس لك يملي عليّ أن أحذرك أن ما تفعله هو خطى اليائسين، إلى أي حد أنت يائس لتغامر من جديد؟!"
اتكأ خالد على المكتب ثم قال بمغزى: "يائس إلى أقصى درجة"
اعتدل راشد في مقعده ثم قال ببرود: "أنت غبي إذاً ولم تتعلم درسك بعد!"
عبس خالد بضيق رافضاً نبرته..
فأردف راشد ببرود: "الثقة العمياء في ولاء النساء, خاصةً منفطرات القلوب منهن, يُعَدّ أكبر غباء قد يقدم عليه رجل، فما بالك أن كان يرأس مجموعة كمجموعتنا؟"
قال بعبوس: "من قال أني أثق؟"
هتف راشد: "جيد، ولكن ليس بالشكل الكافي.. فربما لدى حليفك هذا هدف يخدعك من أجله"
هتف خالد بحزم: "لا يوجد خداع هنا"
تهكم راشد: "عدنا للثقة العمياء"
عم صمت حذر بينهما.. قبل أن يشيح خالد عن نظراته الحادة وهو يقول بعملية: "هناك صحفي يتبعنا للتجسس علينا، يحاول أن يجد أي مستند يديننا، ويساعدهم بالمقام الأول ..قبل أن يأخذ هو نصيبه من قنبلة تحقيق حصري تجعله يلمس المجد على حسابنا"
قال راشد بعملية: "هل عرفت اسمه؟"
رد بجمود: "لا.. رفضت الإفصاح عن هويته ..ولكنه طرف بريء أغوي ليس بالمال ولكن بتوقيع اسم كأسمائنا"
هز راشد رأسه قبل أن يقول بمكر: "دع موضوع التأكد من براءته جانباً حتى أبت فيه بنفسي ..والآن ركز معي"
جذب عينيه كما عقله ببساطة..
تلاعب راشد بقلمه وهو يقول بهدوء بركان خامد: "عزام يسعى بكل هوس لإيجاد أي مستند يثبت عبره أن سَبنتي ابنة جوان"
النظرة في عيني خالد لم تحتاج لوصف الجحيم ونية القتل التي اشتعلت فيهما هاساً: "سأطير عنقه قبل أن يمسها بسوء"
قال راشد بهدوء خطير: "لقد تناقشنا قبلاً في موضوع تلويث أيدينا بدمائه"
وقف خالد من مكانه يتحرك بعاصفة حقد ثم هتف بعصبية: "لا أفهم حرصك على حياته ..لماذا نتركه يتلاعب بنا ..دعني أتصرف بطريقتي"
أخذ راشد نفساً مرتجفاً قليلاً ثم همس بقنوط: "لن أتورط في قتل أخي يا خالد.. حتى وأن ملأ الحقد والكره قلبه وأصبح شيطان يسعى للخراب.. لن أفعلها"
هتف خالد من بين أسنانه: "ما زلت تحميه"
أسبل راشد أهدابه ثم قال بجمود: "أحمي نفسي من عار وذنب دماء أخي"
خبط خالد قبضتيه على سطح المكتب بعصبية وهو يهتف بخشونة: "ولكنه لا يحمل هذا نحوك.. بل هو على استعداد لتدميرك أنت وأحبائك"
أظلم وجه راشد وهو يحدق فيه دون الزعزعة عن حدود وضعها لنفسه.. ثم قال بهدوء لم يفقد سيطرته: "لا أهتم بما يحمله هو ضدي.. حماية أحبائي تعني عدم انجراري لمغزاه.. لذا اجلس من فضلك ودعني أكتب ما أريد"
أخذ خالد لحظات يحدق فيه بعدم استيعاب ..ثم نتش نفسه من أمامه فجأة يتحرك في الغرفة بجموح أشد, أنفاسه المنفعلة كانت تتصاعد فوق رأسيها كغيمة سوداء ..حتى التف خالد وهو يهدر بنفس صعب: "لن أتحمل خسارتها مجدداً، بالكاد وصلت معها لنوع من التواصل, أتلمس عبره حبيبتي القديمة.. إن حدث هذا.. إن وصل لها أي تلميح بما يفعل سنفقدها"
تكورت قبضة راشد وأنه يقبض على الجمر وهو يهمس: "لن نفقدها.. إن جلست كما الناس سأخبرك بما عرفته"
فرك خالد وجهه براحتي كفيه بعصبية ثم دفن أصابعه في شعره قبل أن يهتف بيأس مستغفراً مراراً, مستعيذاً من الشيطان الرجيم..
ثم تحرك يجلس أمامه وهو يقول: "ماذا عرفت؟!"
فتح راشد حقيبته الخاصة بالعمل ثم أخرج عدة أوراق يطرحها أمامه وهو يقول بهدوء: "حليفه هو حماك السابق.. مجالب والدك!"
نظر إليه خالد بقنوط وابتلع ضربته بصمت..
بينما ارتفع طرف فم راشد بتقزز وهو يقول: "ووجد أيضاً تحالفاً مع والد مروان وشركاه، ووعدهم بأموال طائلة سيجلبها لهم، ويعوضهم الخسائر التي كلفناهم إياها.. بالمناسبة من أرسل الصور لك ولبدور بالأمس كانوا هم، لأول مرة عزام بريء منها.."
أنهى جملته بسخرية شديدة..
قال خالد بتعجب: "كيف عرفت كل هذا في فترة قصيرة؟"
غمز راشد وهو يقول بتفكه: "لديّ مصادر أيضاً تنبش ورائهم، هل ظننت أني سأحضر نفسي لأجهز عليهم دون معرفة كل أعدائي؟"
سأل خالد بصوت مختنق: "هل هذا يعني أنهم على دراية بهدفه الأساسي؟"
قال راشد بوجوم: "حميدة أو والدا مايا ومروان.. إن كانوا على علم بحقيقة سَبنتي ما كانوا صمتوا أبداً.. بل سيفضحون الأمر بكل طريقة ممكنة أو ربما ساومونا"
ابتلع خالد ريقه الجاف وهو يهمس: "جيد إذاً"
قال راشد بحزم: "لا ليس جيداً.. معنى عدم قوله، أنه يحضر لكارثة.. وقد علمتها أيضاً.. الغبي ذهب لأحد محامينا، معتقداً أن ولاءه ما زال له هو.. وسأله عن كيفية رفع قضية لإثبات النسب"
تمتم خالد: "ليس هناك قانون ينص على هذا بسهولة ..عليه إن يقدم اثباتات وبالمقام الأول يجب ان تطالب الأم والابنة بهذا"
استرخى راشد في مقعده ثم قال بخبث: "ولهذا ما زال يتخبط باحثاً عن أي دليل.. ولن يجده فقد دمرت كل شيء له صلة بهذا الأمر.. حتى صورها مع جوان وهي رضيعة قمت بإحراقها هنا في هذا المكان"
قال خالد بأمل: "إذاً لا وجود حتى لإثبات واحد"
نفى راشد بثقة قبل أن يقول ببساطة: "عزام يتخبط وبشدة وفي أشد حالاته ضعفاً ويأساً لذا سيرتكب العديد من الأخطاء ..وهذا ما أعول عليه.. مثلما فعل بكل رعونة حينما حاول مساومة عمال المصنع الذي كان يرأسه قبل أن أنزعه منه ليضربوا عن العمل فيثيروا زوبعة.. ووعدهم برواتب ثابتة من ماله الخاص.. ثم وظائف في شركته الجديدة"
سأل خالد بحذر: "كيف علمت بهذا؟! لقد كنت هناك منذ يومين وكان العمل في أفضل حالاته"
ابتسم راشد في وجهه بإحدى ابتساماته المريبة.. ثم قال بجدية عملية بحتة: "أنت رئيس جيد جداً وقد أثبت كفاءة أشهد لك بها.. ولكنك ما زلت لم تفهم اللعبة جيداً"
قال خالد بفتور: "لا أحب هذه النبرة وكأنك تحدث طفلاً جاهلاً"
تمتم راشد: "لم أصفك بطفل ..ولكنك تجهل أهم قاعدة لتكسب ولاء أصغر العمال حتى أكبرهم"
تراجع خالد في مقعده ببطء: "وضّح"
وشرع في التوضيح بأريحية وهو يقول: "قبل سنوات عندما ترأست المكان بدل والدك ..كانت بعض الفروع تخسر رغم وفرة انتاجها.. فكان عندي حلين، تسريح العمال أو تخفيض رواتب طائلة لأشخاص ليس لهم قيمة فعلية تجلب لي عائداً"
قال خالد بجمود: "عندما توليت كل شيء رأيت ما فعلت"
أردف راشد: "وقتها والدك عارضني.. ولكن بدور كانت الأذكى حين وافقت على القرار دون جدال ..وهذا يوصلنا للقول ..إشعارك لموظف لديك حتى وإن لم تعرفه يوماً أو تجهل حتى اسمه بأنك تهتم لأمره سيجعله يخطو للنار من أجلك وليس ولاءه فقط.. لذا بكل بساطة ما أفعله من حين لآخر ..مثل أن أصرف لعامل مقبل على الزواج مبلغاً مالياً باسمي.. أو تهنئة لآخر لنجاح ابنته مع صرف راتب شهر هدية.. وآخر زوجته أنجبت فتدخل مشفانا الفندقي مجاناً وغيرها.. تشعرهم أنهم ليسوا مجرد بيادق لتزويد مالنا وإنما بشر نهتم بهم.. كل هذا يجعل ولاءهم مطلقاً.. ويدفع رئيس المصنع الذي وكلته مكان عزام، لأن يرفع لي كل ما حدث ويصفه بدقة"
توسعت حدقتا خالد وهو ينظر إليه بنوع من الانبهار ثم قال: "لم أفكر في هذا قبلاً.. رغم أني لم أحاول إلغاء قرارك بالمكافآت والمساعدات.. فقد ظننت بأنه عمل خيري لا أكثر"
ابتسم راشد وهو يقول بهدوء: "عمل خيري وكسب ولاء.. المال الذي نخرجه لن يؤثر علينا.. ولكنه سيشكل فارقاً مع البسطاء وبشدة"
قال خالد بحيرة: "أنت داهية، لم يطلق عليك جدي الاسم عبثاً"
قال راشد بهدوء: "أخفقت، فاللقب متوارث وإن لم يستحقه أحد أبوينا ..ولكن للتوضيح أنا لست داهية كما أعتقد ..بل في المقام الأول جدنا رأى بداخلي صفات النمور.. أي أني أعرف ما أريده وأعرف كيفية الحصول عليه.. استمتع جداً بلعبة وضع مهاراتي الشخصية قيد الاختبار.. إذا فشلت أحاول من جديد.. أما إذا نجحت استمتع بنصري لأقصى حد بمنتهى الهدوء ودون تفاخر"
صمت أمام عيني ابن عمه الشاب المنبهرتين.. قبل أن يطلق ضحكة عالية وهو يقول مداعباً بصوت خشن: "وتعلمت أخيراً كيف استمتع بأهم صفة ..الاكتفاء الذاتي يا بطل"
قال خالد بضيق: "الآن تحدثني كما تحشر كلماتك في أذني ابنك المسكين"
حرك راشد حاجبيه للأعلى وأسفل مع إمالة رأسه ثم قال بهدوء: "هذا يتوقف على الموقع الذي سأضعه فيه.. والآن أنا أحتاجك لتحل مكاني حتى أعود"
عبس خالد: "تعود من أين؟! بالأصل أنا أجهل كيف أتيت اليوم ويفترض أن...." صمت ووجه يحمر بضيق الغيرة
ضحك راشد بصوت خشن وهو يقول بإدراك ذاهل: "هل تغار على بدور؟! حقاً؟ أنت لم تفعلها لإحدى أخواتك"
قال بنبرة ضيقة: "بدور تختلف.. علاقتي بها مختلفة.. بصراحة أنا سعيد من أجلها وحزين لأخذها مني"
قال راشد بتفكه: "واحده بأخرى، سلبتني قلب أبيها فنزعت منك من كانت لي من الأساس"
أخذ نفساً عميقاً ثم قال بخفوت: "هل يمكننا تخطي التفاخر قبل أن أحقق لعزام أمنيته وأطير عنقك بيديّ؟"
انطلقت خطوط من السعادة من عينيّ راشد، نظرة غير ممكنة لرجل فخور منتصر, حصل على كل كنوز الدنيا حصرياً بين ذراعيه, وهزم أي مشاعر سلبية أخرى كانوا يتناقشان بها..
ابتسم قلب خالد من أجلهما ولكنه لم يظهر على ملامحه خاصة عندما قال راشد بتلاعب: "هل تشعر بنار حرقتي الآن على صغيرتي؟ ما رأيك بلسعتها؟"
خبط راشد بملء يديه على صدره ثم قال بمسرحية: "أحترق.. أتفجر وأنسحق"
حدقا في بعضهما بمشاعر غير منطوقة من الأمل الذى شعّ أخيراً وإن كان مستتراً.. حتى قال خالد بتقاعس: "الحظ كان معنا، لنحصل بالنهاية على قلبي اثنتين من بنات الراوي, صحيح؟"
نظر إليه راشد بحذر ثم قال: "طبعاً طبعاً.. محظوظان جداً، إنهن مثال للهدوء، والبراءة والاتزان والتفهم والرقة.. والذكاء الأنثوي"
مسد خالد جبهته مكان ضربة سبنتي ثم كفه أثر عضات كثيرة تلقاها بفتور قبل أن يقول بقرف: "والأدب.. أهم صفة لديهن احترام الزوج والأدب"
صدق راشد دون تردد: "طبعاً.. لا أعتقد بوجود امرأة في العالم تحترم زوجها مثلهن"
:-"صحيح, كم نحن محظوظان وسعيدان, والأمل والرخاء يرفرفان فوق رؤوسنا"
قهقه راشد بقوة حتى مال رأسه للخلف.. ثم هتف من بين ضحكاته: "الحمد لله لقد نفذ نصيبي من موضوع السعادة المعنية هذا.. وآمل على استحياء أن تهمد أختك وتسلم للأمر الواقع.. العاقبة عندك"
قال خالد دون تردد: "قريباً طبعاً، شيء في حدود عشرة, خمسة عشر سنة ليس أكثر"
كتم راشد ضحكة أخرى وهو ينظر إليه بتعاطف: "أنت يائس حقاً"
هتف خالد ببؤس: "أكثر مما تتخيل"
أشار راشد بيده وهو يقول: "وددت لو نخوض هذا النقاش ..ولكن كما تعرف أبوتي نحوها تقيدني.. لذا حظ سعيد"
تهكم خالد بشدة قاصفاً: "هذا على أي أساس؟! نجاحك المبهر مع زوجتك.. هااااي يا سيدنا لقد استغرقت أكثر من عشر سنوات لتجعلها فقط تمنحك موافقة مترددة.. لقد بدوت بالأمس كاللص الذي حشر في الزاوية وأمام الإفراج عنه ورحمته من الضرب المبرح قبل بمفاوضتك"
نال منه وبكل جدارة عندما هرش راشد رأسه يقر بكل أريحية بما وصفه..
ثم وقف سريعاً من مكانه وهو يقول: "المهم أنها معي.. وآه اسمع هذا لقد وافقت على حفل تزف فيه لي.. بعد يومين"
تدلى فك خالد لبرهة.. قبل أن يلملمه سريعاً وهو يقول: "زفاف من؟ ويومين كيف؟!"
وضع راشد مفاتيحه في جيبه كما هاتفه ثم قال ببساطة: "زفافنا أنا وهي.. لم نفرح بحفل يخصنا أبداً، وهذا أبسط حقوقها أن ترتدي الأبيض دون شائبة تمسه كما تحلم أي فتاة"
توسعت عينا خالد بحنان فقط من تخيلها تحصل على حق طبيعي كما كل أنثى حلمت به يوماً..
أردف راشد بصوت أجش: "مهما قلّ عمرهن أو كبر يظل حلم ارتداء الأبيض وزفاف سعيد يحاوطهن ولا يفارقهن.. وأنا سلبت منها الكثير ولا أنوي سلبها المزيد، هذه هديتي الأولى لها في جملة العهود التي أخذتها على نفسي معها"
تحكم خالد في عاطفته وهو يقول بهدوء: "هي تستحق فرح كهذا.. شكراً لك"
أخذ راشد نفساً ملأ به صدره قبل أن يقول متذكراً: "لذا أخبرتك عن سفري، ولكن مؤكد لن أترك جانبك، سأكون معك خطوة بخطوة.. مستمرين في خطتنا للإيقاع بهم جميعاً"
تحول وجه خالد وهو يقول: "لما لا نوقع بهم الآن، إن كانت كل الخيوط بأيدينا؟"
هسّ راشد بنبرة خفيضة مخيفة: "خطأ.. وأين المتعة في مراقبة عدوك يسقط في حفرة الرعب خاصتك حتى تحطمه هذه المرة فتقبض عليه في مقبرة جماعية ليس له فيها أمل ولا قومة.. دعهم يلعبون قليلاً ويتمتعون بانتصار باهت.. بينما نحن نرتب للفوز العظيم"
قال خالد بقوة: "وزوجتي، هل سنترك أمرها للصدف؟!"
طرقع راشد بلسانه وهو يقول: "المحامي يوهمه بأنه سيفعل ما يريد إن أحضر له أوراق مضللة طلبها.. وهناك شخص آخر سوف يتدخل في هذا الأمر.. ثق بي قد يهدر دمه ودم عزام قبل أن يخطو نحو ذاك السر"
توجس خالد وهو يهدر: " لا تقل أنك تعاونت مع صادق الأمير.. من قال أننا نحتاج لذلك الحقير؟"
قال راشد بتشفي: "صوت ذعره وتخبطه حين علم بالأمر كان ممتعاً لأبعد حد ..جدد فيّ النشاط ومنحني نشوة أحتاجها.."
كرر خالد من بين أسنانه: "لن نحتاجه"
قال راشد ببرود: "أن تحصل عليه حليفاً، أفضل من جعله عدواً.. صادق ليس رجلاً سهلاً سوف يساعدنا لنسف هؤلاء أولاً.. ودبّ الرعب في صدر ابن عمك ثانياً عندما يدرك أن الأمر لم يعد يعني راشد وخالد فقط.."
صمت أمام وجه خالد المتجهم بشدة ثم قال بصقيع: "ربما ليس ضروري فعلاً ولكن دعه يدفع قليلاً من أعصابه ودمه نظير ما فعله بالأم وابنتها ..أنا منتشياً بشدة لذعر هذا الداعر"
أمسك خالد بكتفه وهو يقول بصوت قوي: "راشد هذه اللعبة خطرة, دعنا ننتهي منها سريعاً بالقبض على رأس الأفعى"
قال من بين أسنانه: "خطرة على من بدأها ..من يهدد أحدكم سأنسفه، هل نلوم بدور لأنها لا تنسى انتقامها.. حسناً أنا الآخر لا أسامح ولا أغفر لمن داس على طرف أبنائي.. وذاك الحقير حينها دمر المتبقي من براءة صغيرتي وحان وقته ليدفع الثمن"
نظر إليه خالد بقلق ..خاصة عندما أسدل قناعاً رائعاً وهو يقول ببهجة مريبة: "والآن أنا مضطر لتوديعك حتى المساء، فعندي بعض المهام أريد إنجازها لإبهار عروسي العتيدة.."

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

يتبع الأن


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 01:33 AM   #8180

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

الفصل التاسع والخمسون المشاركة "٢"

بعد ليلة...
وجدت سَبنتي نفسها تستسلم ليد بدور التي تجذبها بغضب يزحف على ملامحها ببطء..
بينما هي يعلو وجهها المتورد نظرة حمقاء ..تنقل عينيها بين الموديلات المعروضة بوقاحة في أرجاء المحل الذي يفترض أنه من أرقى محلات بيع الملابس.
شدت سَبنتي أحد القطع الصغيرة المعلقة وهي تسحب يدها من بدور، ثم وضعت قماش الشفاف على وجهها وهي تضحك بشدة قائلة بسماجة: "هاااي هذا غير معقول، من الوقحة التي قد ترتدي شيء كهذا ..والله إن عدمه أفضل"
خبطت بدور جانب رأسها بيأس، وهي تبادل الفتاة التي تصحبهما للشراء نظرة اعتذار واهي ..ثم قالت بهدوء: "عفواً، هذه زوجة أخي نعاملها معالمة طفلة فهي ما زالت تجهل أمور الكبار"
عبست سَبنتي بعينيها وهي تقول بخشونة: "لا أسمح لكِ"
قالت بدور بتسلط: "أصمتي أفضل لكِ"
بادلتهما الفتاة نظرة ارتياب من جديد ..بينما اختنقت سَبنتي وهي تصمت بالفعل وتحركت تنقل عينيها بفضول شديد بين المعروضات..
ثم هتفت مرة أخرى بذهول: "ما زلت لا أستوعب أن هناك امرأة عاقلة تقبل على نفسها هذا الامتهان!"
تنقلت بعض الأعين من رواد المكان نحو سَبنتي بقرف وغضب من الوصف ..وأسرعت بدور تأخذها تحت جناحها وهي تقول بتهديد: "إن لم تصمتي.. سأجبركِ أن تشتري كل هذا وترتدينه له الليلة"
شحبت سَبنتي، شحوباً لم يبدد احمرار ملامحها ثم قالت بترفع: "الخطأ خطأكِ.. من أخبركِ أني أريد صحبتكِ؟"
تأففت بدور وهي تستدير نحو العاملة ثم قالت بهدوء أنيق: "أحتاج لمكان خاص لنا وحدنا, بعيداً عن إزعاج المتسوقين"
هتفت الفتاة ببشاشة على الفور: "بالطبع سيدتي, المكان كله تحت أمركِ، سنفرغ غرفة حالاً"
أومأت بدور بهدوء قبل أن تلتف لسبنتي التي تنظر لها بانبهار: "كيف تفعلين هذا بنظرة؟"
ضحكت بدور بخفة، وهي تمسك يدها لتلفها تحت ذراعها ثم همست بتآمر مرح: "اسمي يكفي لأن يفرغ أي مركز تجاري من كل المتسوقين إن أردت.."
قالت سَبنتي بمرح: "ما زلتِ تبهريني.. كما أن آمالي تتصاعد لأصل لثقتكِ هذه"
التفت إليها بدور تحدق فيها لبرهة ثم قالت بصوت خافت قوي: "عليكِ أن تفعلي سريعاً، فأنتِ سَبنتي الراوي.. وزوجة خالد الراوي ويجب أن تتصرفي على هذا الأساس"
ارتبكت سَبنتي وهي تهمس بثقة تتأرجح: "لا أظن أني أليق بهذه المكانة"
استدارت بكاملها تنظر إليها بقوة.. ثم قالت بحسم: "لم تليقي بعد.. وليس أبداً"
حدقت فيها بنفس تلك النظرة التائهة غير المستوعبة ..تنهدت بدور وهي تقول بخفوت: "أنتِ أكثر من كافية يا سَبنتي، ولكن ينقصكِ الثقة بنفسكِ قليلاً.. أو دعينا نصفها بأن تتحري من دور المراهقة الذي حبستِ نفسكِ فيه طويلاً"
قالت بتذمر: "لست مراهقة"
قالت بدور ببرود: "ولستِ زوجة أيضاً"
سحبت سَبنتي يدها منها وكتفتهما على صدرها وهي تقول بعصبية: "ماذا أنا إذاً؟"
برقت عينا بدور بخطورة قبل أن تهمس بتفكه: "مراهقة مرهقة العاطفة، وساذجة جداً"
اعترضت: "هاااي احذري"
رفعت بدور حاجباً شريراً وهي تقول بتهديد: "هل تلوحين في وجهي؟!"
هرشت سَبنتي في شعرها قبل أن تخفض رأسها بين كتفيها بجبن وهي تتلفت حولها.. ثم أمسكت غلالة سوداء قاتمة وهي تعود إليها قائلة بسماجة: "هذه هديتي لكِ، بلون حبكما أنتِ وراشد"
رفعت بدور ذقنها ببرود وهي تمسك الغلالة ثم قالت بهدوء: "هدية مقبولة لن أردها.. وسأحرص على أن أخبر راشد بأنكِ من اخترتها كهدية له بنفسكِ"
حدقت سَبنتي بارتياع في الغلالة الشفافة القصيرة والوقحة بشدة ..وهي تقول بتوسل: "السماح، لن أكررها, فقط لا تقبليها وتحرجيني أمامه"
تمسكت بدور بالغلالة جيداً وهي تقول بإصرار: "أبداً.. لا يمكن, سوف أوصلها له.. فرمان صدر وانتهينا"
تهدل كتفا سَبنتي بإحباط وهي تهمس: "أكرهكِ يا بدور"
عادت الفتاة لتصحبهما للمكان الخاص كما طلبت بدور ..عندما حاوطت الأخيرة ظهر سبنتي بذراعها وهي تقول ببراءة: "وأنا أحبكِ، وأحب اختياراتكِ وأنا متأكدة أن راشد سيفعل"
استسلمت ليدها بإحباط تلعن بداخلها كل من راشد وبدور وخالد بكل إخلاص..
*******
بعد وقت كانت بدور تتفحص عدة موديلات على الجهاز اللوحي وهي تجلس على مقعد مبطن مريح تضع ساق فوق أخرى وتنصب ظهرها بشموخ..
بينما سَبنتي تسترق النظرات إليها كالمعتاد بين الانبهار والفضول وكأنها لغزٌ عصيٌّ يصعب فكه..
أمسكتها بدور عندما رفعت رأسها فجأة فتسببت بارتباكها: "لماذا تنطرين لي وكأنكِ أول مرة تريني؟"
أجابت بتهرب: "لا شيء, سعيدة من أجلكما، ومتعجبة قليلاً أن زفافكما حقاً غداً"
ابتسمت بدور وهي تقول بهدوء: "تعالي, أريد أخذ رأيكِ في شيء"
ذهبت نحوها وجلست على مسند الأريكة بأريحية ..وهي تقول ببساطة: "لا تثقي بي من ناحية هذه الأمور، فأنا لم أتطرق لها مطلقاً"
قالت بدور بهدوء دون أن تنظر لها: "أنتِ لم تتطرقي للكثير من الأمور الطبيعية التي يفترض أن تبدي اهتمامكِ بها"
عضت باطن وجنتها باهتزاز ثم همست: "خالد لا يهتم لهذه الأشياء"
رفعت بدور جفنيها ببطء ثم قالت بصرامة: "ليس هناك رجل لا يهتم.. وخالد بالنهاية مثله مثل غيره.. كونه لا يتحدث معكِ فيما يرغبه منكِ هذا لا ينفي أنه يحتاجه"
هزت رأسها بسرعة وهي تقول بعصبية: "أنا لا أريد"
همست بدور متنهدة وهي تشير للفتاة أن تذهب لتأتي لها بما أشارت إليه ثم همست: "وهذا يوضح الفكرة التي أحاول أن أوصلها إليكِ.."
ظهر بعض الألم في عيني سَبنتي وتخاذلت نظراتها وهي تقول: "حاولت تطبيق كل نصيحة منحتها لي.. ولكني أفشل في كل مرة وأسبب له ولنفسي ألم غير محتمل"
حدقت فيها بدور للحظات طويلة، وهي تتذكر آخر حديث ضمها مع الطبيبة ليلى التي رفضت بالطبع إخبارها أي معلومات عن مريضة لديها.. ولكنها لم تمانع في أن تسمع توضيح بدور لرفض سَبنتي للعلاقة الجسدية والمؤكد أنه ليس لسبب كالرهاب النفسي، وإنما أسوأ.. إنه التقزز من الفكرة ككل!!
ما فهمته من الحديث مع الطبيبة أن العامل الرئيسي كما أوضحت سَبنتي لها مرة مستترة أنها بالأساس لم تستعد نفسياً للأمر.. لم تتحرر من عقد المراهقة، وتأخذ طريقها بهدوء لتنمو مشاعر طبيعية متلهفة في فترة خطبة طبيعية لتتأهل نفسياً للزواج.. خاصة وأن كان ما يربطها بخالد في الماضي علاقة بريئة تماماً..
ولكنها تعرف الآن أنه حاجز نفسي يسهل كسره بالقليل من الحوار.. ولهذا قصدت اصطحابها لهذا المكان دون فرقة الإعدام وهي تختار بنفسها ملابسها الخاصة جداً..
قالت بدور أخيراً بهدوء: "الألم في رأسكِ فقط.. قد أتفهم هذا لو أنكما لم تكونا مررتما بعد بالليلة الأولى كما ترهب أي فتاة ..ولكن الآن وبعد مرور هذه الشهور، هذا يعد حمق وتشبث أعمى بتباعد المسافات بينكما"
احتدت نظرات سَبنتي وهي تهمس بحدة: "هل اشتكى لكِ؟"
قالت بدور بصبر رغم حدة ملامحها: "تعلمين أنه آخر شخص في العالم قد يخرج سره مع زوجته.. أنتِ من وثقتِ بي منذ البداية"
أطرقت سَبنتي برأسها وهي تهمس: "آسفة يا بدور, ما زال بداخلي فوضى أعجز عن ترتيبها"
ربتت بدور على ظهرها وهي تقول برقة: "اسمحي له أن يرتبها معكِ، لن تجدي أفضل منه لهذا الدور"
همست باختناق: "أنتِ معي.. لقد اخترتكِ من البداية لأني أعلم أنكِ لن تخذليني"
اهتزاز ملامح بدور بتأثر وهي تحاوطها برقة ثم همست: "وأنا ممتنة لهذه المكانة عندكِ أكثر مما تتخيلين.. وما أردت قوله أني لن أترككِ أبداً.. ودائماً سأكون داعمة لكِ"
أومأت سريعاً وكأنها ترغب في التهرب من هذا النقاش بأي شكل ..ثم سألت بتردد: "لماذا لم تقبلي بهدايا نوة؟"
كشرت بدور وهي تقول بفتور: "قبلت هداياها.. لكني غير مجبرة على ارتدائها.. هذا أمر خاص بي أنا وهو.. لا يجب أن يطلع عليه أحد.."
قالت بتعجب: "لقد أتيت معكِ ورأيت كل ما اخترته تقريباً"
غمزت بدور وهي تقول بمرح: "لأني قصدت أن تأتي معي ..لأريك أنه حتى أنا لا أمانع في القدوم إلى هنا والقبول بالامتهان من هذا الجانب بكل ترقب وشوق"
احمرت بشكل مؤلم وهي تهمس بحرج: "لم أعني ما قلته"
ضحكت بدور وهي تقول ببساطة: "أعلم.. ولكن يا سَبنتي الزواج لا يدور حول هذا فقط.. وحتى هذا الجانب ليس امتهاناً كما تظنين بل مشاعر طبيعية لكلينا.. هدفه الأول التعري من كل وجوهنا الخادعة وليس تعرية الأجساد ليصل كل واحد منا للرضا عبر الآخر، والاهتمام والشغف.. حتى نصعد لنقطة معينة تتجانس فيها الروح بالأخرى فنترك بصمة بداخل القلوب قبل الأجساد ..لن تتكرر مع أي شخص آخر مهما وصلت مكانته يوماً"
احمرت وهي تهز ورأسها فاهمة ما تقصده ثم همست وهي تقترب من أذنها: "أخبركِ شيئاً لم أقله لكِ قبلاً"
برقت عينا بدور وهي تهمس بتآمر: "سر.. ما هو؟"
عضت شفتيها بقوة قبل أن تهمس بصوت بالكاد يشكل حروف مفهومة: "عندما أنظر إليه أو يضمني، لم أعد أشعر بأنه منارتي الآمنة فقط.. وإنما.. إنما هناك مشاعر تتغير.. هو لم يعد خالد في نظري"
رفعت بدور حاجبيها بقوة وهي تسأل ببراءة: "واااااو.. من هو إذاً إن لم يكن خالد؟!"
نزقت وهي تقول بخشونة: "لا تسخري يا محبة الأشياء الوقحة"
رفعت بدور كفيها في علامة استسلام وهي تقول ضاحكة: "لم أسخر، هذا سؤال فضولي.. من ترينه البعبع؟"
قالت بفتور: "خالد دائماً البعبع الخاص بي.. وهذا لن يتغير أبداً"
طرقعت بدور بأصابعها مصدرة صوت اعتراض انتباهي ثم قالت: "كيف ترينه؟ أجيبي"
نفخت نفساً ساخناً متوتراً قبل أن تهمس من جديد بتوتر وخجل: "رجل أريده كما يريدني.. ولكن ما زال هناك شيء يثقل كاهلي ويرفض الفكرة من الأساس"
لم تحاول بدور إحراجها أو منحها شرح أكبر قد يأتي بمشاعر عكسية وإنما قالت بتشجيع: "هذه مرحلة جيدة جداً وتقدم يا سَبنتي.. تمسكي بها وطالبي بحقكِ فيه، واختبري مشاعركِ هذه"
هزت رأسها برفض قاطع وهي تقول بصدمة: "أطالب؟! هل جننت؟! لا لا لا.. مستحيل طبعاً.. لا"
أوقفتها بدور ثم جاورتها وسحبت يدها نحو حامل طويل معلق عليه بعض الغلالات.. ثم سحبت إحداها كانت اختارته في وقت سابق ..محتشم من الدانتيل المبطن بلون بنفسجي عاصف.. مفتوح من الوراء ومتشابكة حملاته عند العنق ليحيط بلون أحمر ناري.. ثم قالت بتلاعب: "لا تشجعيه، إن كان يتجنبكِ كما فهمت.. ولكن جربي أن تضعي هذا بين ملابسكِ، بشكل يجعله يلمحه.. وأضمن لكِ أنه من سيسارع بمطالبتكِ لرؤيته عليكِ"
نظرت إليها سَبنتي بارتياع وهي تتراجع خطوات ثم همست باتهام: "حسبنا الله فيكِ يا نوة لقد أفسدتِ العاقلة الوحيدة بينكن.. لمن سأتحدث الآن؟"
هزت بدور رأسها بيأس ..وهي تضع الغلالة جانباً تنوي شرائها بنفسها.. ثم استدارت بجل اهتمامها وحماسها تختار لنفسها بعض الأشياء أيضاً..
بينما بقيت سَبنتي ورائها تنظر إليها بنفس الضياع بين أمواج ترفض اللجوء لمرسى..
*******
في الموعد المحدد، والذي تم إنجاز ما استطاعوا فعله بمعجزة تقريباً.. فالمال قادرٌ على تسخير كل شيء, أليس كذلك؟!
خاصةً مع تكاتف كل فرد من العائلة من أصغرهم لأكبرهم لترتيب كل شيء بدقة..
لقد اشترطت أن يكون الحفل بسيط دون تباهي أو بذخ ..كما أنها اقترحت اختصار المدعوين فقط على المقربين وهذا ما قبل به راشد دون جدال.. وكأن الأمر لقي استحسانا عنده وخفف عنه حملاً كثيراً.. فقد بدا مهتماً بتأمين الحفل بشكل ملحوظ وربما مقلق..
لكنها في هذه اللحظة لم تلقي بالاً.. بل أزاحت كل شيء من رأسها.. غارقة في حالة من السعادة ردد الجميع أنها تستحقها ..وقد آمنت أخيراً، متخطية كل قوانين الماضي وآلام الجراح.. التردد والعناد ..كل شيء ولما يتبقى إلا بهجتها الآن..
وهي تنظر بعينيها الواسعتين المرسومتين بجمال نحو المرآة، تحاول العثور بداخلها على صورتها التي كانت تنعكس بكلا المرأتين المتنازعتين فلم تجد أثر إلا لصورتها هي، وفتنة عينيها اللامعتين ببريق يخلب لب الناظر إليهما..
"أجمل عروس رأتها عيني" همست نوة بتأثر خشن من وراء ظهرها وقد انعكست صورتها في المرآة معها..
ابتسمت لها بدور برقة وهي تقول: "ألا تبالغي قليلاً؟! لقد كنتِ الأجمل بعينيكِ الزرقاوين وشعركِ الأسود المناقض لهما.. ما زلت أذكر فتنتكِ"
نفت نوة بقوة وهي تهمس متأثرة بدموع سعادتها: "لا ..لم أكن ولم تكن إحدانا ..ولم تكوني حتى أنتِ في مرتكِ الأولى ..والسبب الوحيد أن ليلتك هذه هي ليلة حقيقية.. كلاكما حارب كل أشباحه وأوجاعه حتى وصل إليها راضياً"
التفت بدور نحوها ببطء قبل أن تقول بخفوت هامس: "هناك سبب آخر أننا هذه الليلة جميعنا عدنا لنكون يد واحدة.. أخوة نجاور بعضنا.. همنا واحد.. وسعادتنا واحدة.. دون أنانية ودون تطرف.. ودون أن يحجز كل شخص منا نفسه في فقاعته الخاصة رافضاً أن يسمح لأخوته مشاركته فيها"
رفرفت نوة بأناملها تحت جفنيها تكفكف دموع التأثر وهي تطلق ضحكة متحشرجة ثم قالت مدعية الضيق" "هو كذلك فعلاً.. ولكن هلّا صمتنا يا كئيبة.. ستفسد زينتي"
هدرت بدور باستنكار: "أنا الكئيبة أم أنتِ؟!"
تدخلت مريم التي شاركتهما الغرفة تتقدم بتسارع تتناقض تماماً مع ثقل حملها الواضح ثم هتفت بقرف: "لا أحد كئيب هنا إلا زوجة خالد، فهل توقفتِ وسمحت لي بأن أراها"
ارتبكت بدور في معجزة كونية نادرة الحدوث ..وهي تمسد على معدتها بتورد وسألتها بترقب: "ما رأيكِ؟"
صفقت مريم بحماس الأطفال وهي تتابع الفستان الغارق في طيات من طبقات الحرير الثقيل.. منخفض الكمين الطويلين عند ذراعيها وإن أغلق بطبقة من الدانتيل المبطن حتى لا يكشف بشرتها ..ثم هبط على صدرها يحتضنها بجمال كما لفّ جزءها العلوي مظهراً تفاصيلها المنحوتة.. ثم هبط على وركيها بتوسع تدريجي حتى انتهى بذيل قصير..
بينما كل جزء من الفستان غطي بطبقة أخرى أقرب لنقش ريش الطاووس، وإن لم يتخلله أي لون غير الأبيض.. أبيض صافي نقي وكأن من اختاره قصد الابتعاد عن أي لون آخر قد يجرح كلاسيكيته..
:-"رائعة.. فاتنة.."
ضحكت بدور بنفس ارتباكها وهي تقول بتآمر منعش: "يستخدم هو وصف مدمرة"
هتفت مريم: "وأخيراً نطق بشيء رائع.. لقد قال الحق أنتِ مدمرة، كان الله في عونه للاحتمال"
ابتسمت بدور بيأس وهي تقول: "توقفي عن الوقاحة ولو ليوم واحد من أجلي سيدة مريم"
اقتربت مريم منها وهي تجذبها بقوة لتشتبكا في حضن أخوي قوي غير قابل للافتراق يوماً ثم همست بتأثر شديد: "أنا سعيدة من أجلكِ.. سعيدة جداً يا بدور بشكل لا أستطيع وصفه"
ربتت بدور على ظهرها بحنان وهي تهمس: "ما في القلوب المحبة بالفطرة لا يحتاج للشرح.."
ابتعدت مريم عنها خطوات ..ثم أجلت حنجرتها مما جعل نوة تنظر لها بتوجس.. ثم سرعان ما أطلقت زغرودة محترفة وكأنها قضت عمرها كله تتدرب عليها..
هتفت نوة بانبهار: "أنتِ غير معقولة أبداً.. ما زلتِ تصدميني بتحديثاتك.. كيف تعلمتها؟! علميني"
ابتسمت بدور وهي تنظر إليهما متذكرة بشكل عابر رفض نوة بالذات لمريم يوماً ..مستعجبة كيف أن إطلاق أحكامنا الظالمة على أشخاص لم نعرفهم لمجرد أننا نحقد على شخص يقربهم بأي صورة..
سمعت مريم تقول بغرور: "هذه قدرات خاصة ..لن تجاريها يوماً يا أخت بكيزة"
دخلت شذى تمسك بيد إياب وهي تقول: "أنا هنا, من ينادي؟"
انطلق إياب من فوره نحو بدور يحدق فيها بذهول الصغار ..معجب جداً بما يراه: "ماما أنتِ جميلة، أحلى من سَبنتي"
مالت بدور على عقبيها توازن نفسها من بين طيات فستانها الثقيل ..ثم ضمته لصدرها بقوة وهي تتفحص بدلته السوداء وربطة عنقه على شكل (فيونكة) والتي استقر في منتصفها دبوس يعلوه حجر أحمر ناري.. مررت كفها على شعرها العسلي المصفف ثم قالت: "لست أجمل من صغيري"
اندفع إياب كعادته يطوق بذراعيه عنقها بشدة زارعاً قبلات عديدة مبتهجة على ملامحها.. ثم قال بنبرة محببة: "شكراً لأنكِ وبابا جعلتماني أحضر زفافكما.. أولاد خالتي منزعجون لأن أحدهم لم يفعل ..هذه هدية إياب فقط"
كتمت النساء ضحكاتهن خوفاً من وجه بدور الذي ارتفع بتهديد من وراء ظهر ابنها..
بينما لم تستطع مريم إلا أن تقول ببساطة: "ما شاء الله ابنكِ ليس الوحيد الأبله بل جميع أولادنا ..كما هو واضح"
لم تبالي بها بدور وهي تبعد عنها إياب بلطف بالغ ثم أمسكت يده ..وهي تقول بحزم: "هل أنت مستعد لمقابلة بابا؟!"
هز رأسه بلهفة وهو ينظر إليها بحماسة ثم قال: "نعم، لقد أخبرني عبر الهاتف أنه يريد رؤية ملابسي الجديدة وأنا معكِ.. ما رأيكِ؟"
نظرت إليه بحنان شديد وهي تهمس باختناق: "أنت أجمل شيء منحته لي الحياة دائماً وأبداً يا قلب ماما"
قال بصدق محبب: "وأنتِ أيضاً يا ماما"
أحنت بدور رأسها قليلاً تظهر له تسريحتها الأنيقة التي تداخلت في بعضها فوق رأسها وأسدل منها خصلتان من العسل الصافي تحاوطان وجهها.. أشارت نحو دبابيس الشعر على شكل طاووسين أبيضين كان قد أرسلهما راشد مع الفستان ثم قالت: "ما رأيك؟ لقد وضعتهما لأجلك"
أمسك إياب بوجهها من الجانبين ثم كانت إجابته أن قبّل رأسها وجبهتها بقوة وبمنتهى العفوية..
وقفت بدور أخيراً تضمه إلى ذراعيها تحتضنه بقوة ..قبل أن تعيده للأرض ممسكة بيده وهي تقول بحزم لطيف: "والآن هيا سيد إياب لا نريد التأخر على والدك، لقد انتظرنا لأعوام"

*********

يتبع الأن


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#شظايا القلوب ... رومانسية .. اجتماعية .. درامية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:22 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.