أساور النرجس ( 2 ) .. سلسة مرايا *مميزة ومكتملة *

[Asma-]

السلام عليكم


مساءك ورد

الفصل هنا .. فصل طويل ..
والكثير من الاحداث تدور هنا


شخصيتين ستظهر كانت في الجزء السابق
حضور ثانوي خفيف الظل

جميلة .. وهي اخت ايهم .. وزوجة ادم قريب ايهم




ادم صديق مقرب ل تموز و جسور








اليكم الفصل السادس
قراءة ممتعه حبايب

بسم الله الرحمن الرحيم

[Asma-]

اساور النرجس - الفصل السادس


حتى في وسط الأبجديات المبهمه ان بحثت ستجد سعادتك


الوصول لمكتب جسور كان اخر شيء توقعت يوما انها ستفعله لكنها هنا وبالفعل ستدخل .. لم يتركها تنتظر مع انها توقعت شيء كهذا .، دائما يعاكس ظنونها به اكثر شخص غير متوقع عرفته يوماً .. لكن الكارثه التي ورط بها ريحان محض افتراء .. ستلعنه مرارا قبل ان تجعله يعتذر
لم تطرق الباب فقط دخلت .. كان يقف قرب النافذة .. راسة الداكن مائلا بزاوية مستائلة وعينيه المذهله ضاقت بينما سهر تتقدم بصمت وقد اخرجت العقد من حقيبتها ووضعته على سطح المكتب
" ما علاقتك ب ايهم جمال البكري "
علق جسور غير متأثر بلغة جسدها العدائية ولا ظهورها المفاجئ هنا .. بل ركز اهتمامه على شيء اخر .. لا تفهم اين يقودها
غمغمت بذهول " ماذا "
اقترب منها يلتمع في نظراته الاصرار .. كان يريد ان يعرف ما يجمعها ب ايهم .. تعصف في داخله الف حكايه اولها واخرها الوديه التي كانت بينهما .. تلك الصورة التي التقطها عقله لحظة لقاءهما في المشفى رغم قصرها واختصارها .. تركت انطباع في ذهنه لم يستطع تجاهله رغم انفة ظل يستعيد ابتسامتها اللطيفة ل إيهم إرتباك لحظتها .. انسحبت حتى قبل ان يسجل حضوره بينهم طرف ثالث وكأنها ترفض الظهور بجانبه

اماx سهر فقد لجمت الغضب المستعر في داخلها لثوان قصيرة بينما ترمي جسور بنظرة حارقه ثم همست " ألن تسأل حتى ما الذي جاء بي الى مكتبك "
اخذ نفس عميق وهو يومئ برأسه ويشير لها بكفه ان تتحدث .. لكنها لم تفعل بل تمعنت فيه
" انتم رؤوس المال والسلطه أتحسبون انفسكم لا تُقهرون "
اللهجة العدائية قالت الكثير مما في قلبها من غل .. وتجارب مريره منحتها اكثر من صفعه لواقع حياة ..ورأسماليه سيطرت على قوت ايامهم
للحظة كان سيتوه فيما تعنيه لكنه وعى ولو من حيث موقعه .. وعى لمقصدها .. هو يدير العمل بالوكالة .. وهي تهاجمه بالحرف الواحد
" هل يشمل هذا ايهم جمال ام أنا فقط ! كون هذه المؤسسة له بنسبة سبعين بالمائة "
منذهله .. دارت عينيها في المكان حولها .. ثم اعادت عينيها نحوه .. وليتها لم تفعل .. التحدي البراق فيهما يغريه .. يغويه .. يثير كل حواسه ليجذبها اليه .. صنف لم يعرف مثله يوماً .. جميله لا تعي حجم جمالها .. جذابة ومتهوره ببراءة الفكره .. خليط اغرب من الخيال يقف امامه ويتحداه
" اذن هكذا تسير الامور .. سادة وكلاب "
كانت اهانه اكبر من المتوقع .. ولانه جسور ولانه يجب ان يسيطر على اعصابه ..ارتفاع حاجبيه فقط اشار لرد فعل ... الباقي كان يطحنه بصمت بين أسنانه بينما تتكور قبضتيه تحت في جيوب بنطاله ..
تحرك يقف بمواجهتها " سأتظاهر انك لم تقولي هذا .. لا تناسبك قلة التهذيب "

اصاب كبريائها فهمست " عليك ان تثمن افعالك أذن ! "
عقد حاجبيه بأستغراب وهي تتابع ونبرة عدم التصديق تطفو .. وتطفو حتى كادت تقول كم تشمئز لحظتها
" يا الهي .. لا اصدق كيف .. كيف وثقتك بك .. كيف اخبرت نفسي انك شخص صادق في مساعدتي .. انت لم تكن سوى نموذج اخر مثلهم .. "

كانت هذه المره الثانيه .. وعقل جسور مرهف كحد السكين
" من هم سهر ؟ " سألها واع تماما لما تحت الغازها من معان مبطنه ... لا يود حتى التفكير بانها تعرضت لها .. حتى تظل تحشُره في صنف من البشر كالجحيم
قرر بإصرار نفض هاته الافكار .. فتراجع عنها وهو يأخذ نفساً عميقاً يغير الموضوع برمته
" ما الذي أتى بك الى هنا .. "
ثم التفت ينظر الى ورقة العقد على سطح مكتبه .. ضيق عينيه وحملها بأصابعه خشنه .. لاحظتها سهر رغم توتر الموقف .. لا تبدو مترفة مثل يد رجل اعتاد على عمل مكتبي
التفت اليها مندهشا " كيف وصلت هذه الورقه اليك "
شخرت ساخره بذهول لانه اعترف ضمنيا ب لهجة استغراب لانها تعرف
" يا الهي ... وانا حقا لا أصدق نفسي لاني املت ان هذا ليس حقيقي ليس انت .. انت .. جسور الاخ الشقيق ل توباز .. تفعل ذلك "

" أفعل ماذا .."
" تستغِلونها .. ريحان ابراهيم .. قد تعتقد انها فتاة كبيره لكن بقلب طفله .. أ هكذا استطعتم خِداعها " هتفت يتخلل صوتها الم صغير لم تستطع إخفاءه

بينما فكرا جسور بذهن حذر أن عليه السيطرة على رد فعله .. وعلى الحديث و اتجاهه وعلى تلك الهائِجة بشراسة .. وبين كل التفاصيل هي لا تعلم كم تبدو رائعه حين تغضب .

" نستغلها ! نخدعها ! وماذا ايضاً .. كيف توصلت لكل هذا يا سهر بهذه السهوله رغم انها مؤكد المرة الاولى لكي هنا ! ام فقط لأنك قرأت اسمي وامضائي في اسفل ذلك العقد "

للحظة هزتها لهجته المؤنبة .. كان يضع النقاط على الحروف بسهوله وهي من أتت الى هنا لتواجهه باخطاءه قالت بصوت منفعل " لو كان غيرك كنت ل أكون هنا ايضا "

" أذن لا فرق بيني وبين اي شخص اخر لو كان خلف هذا المكتب "
اقتربت منه خطوة عنيده " انها ابنة عمي .. وابتزازها شيء اعرف شعو .... أعرف ..
تلكأت وغامت ملامحها بتشتت للحظة
وهو تسمرت عينيه حادتين على ملامح وجهها الفتي ... يقرأ شيء من اختلاجاتها .. انفلت شيء من مشاعرها كادت تعلنه .. ثم تراجعت .. و ذهنه تتبعها برهافه


الامر اكبر من ايثار وصلة قرابه واهتمام .. انها عانت من تجربة سيئة .. تجربة تركت اثر غير شفوق في حياتها
جذب جسور نفساً سريعا وتوهج وجهه غضباً
" كاذبه .. "
رغم انها اجفلت لكن بهتت ملامحها لتكذيبه لها
" انت وقح "
" و انت كاذبه سهر .. لو كان غيري ما كان مقدار غضبك ليأتي بك الى هنا .. لكن استفزك انه أسمي انا واستفزك اكثر انك عانيت من تجربة تركتك على هامش الثقه .. "
قالت بصوت أجش مضطرب " وماذا سيغير من الامر هذا"

لم تنفي .. يا الهي لم تنفي .. تمتم سره في جزع .. وتصاعد شعوره بالحمائية رغما عنه . شتم نفسه .. شتم لانه يهتم .. لانه يحاول وئد اهتمامه بحياتها ولا ينجح
انها تحرك فيه مشاعر حاربها طويلاً .. ولعلها لن تعرف ولعله سيحاول البقاء قريبا منها .. لكن مؤكد هناك شيء سيتغير

" انك نادمه لمحاولتك الثقه بي "أجابها واحمر وجه سهر وكان فمها من الجفاف بحيث لم تستطع النطق بكلمه ف أمام الواقع هي بلا حيلة لا تمتلك سوى تلك الصلة الهزيلة من المعرفه بينهم تواجهه بها .. لا شيء اخر .. ونعم اسمه استفزها معرفتها به ومؤكد ان ريحان ابنة عمها
هزت رأسها إيجابا ؟ تشعر انها تختنق .. وذات الشعور تسلل الى جسور عينيه تلتقط تلك الايماءة .. كيف يصفها مستسلمة ام خائبة الأمل
فجأة استدارت عنه وتحركت لتغادر .. فأسرع يتقدم يقطع طريقها
" اين تذهبين "
بحده اجابت" ما الذي سأتحدث به وتفهمه انت بينما تظهر كل هذه اللامبالاة .. بل وتعمد الى تحليل تصرفاتي ودوافعي فقط لأننا دون علوك سيد جسور "

ثم تحركت لتتابع طريقها ولكنه عاد ليسد عليها الطريق مرة اخرى
" بل انت ناقضت نفسك تثقين بي من جهه وتصفعينني بالاتهامات من جهة اخرى "

قالت متجهمه " وكيف تتوقع رد فعلي بعد كل ما عرفته ليلة امس من ريحان ابنة عمي .. هل تريد ان اكذبها ل أصدقك "
" بل حاولي ان تمنحيني بعض الشرف والمصداقية "
تراجعت مجفله .. منه ومن نفسها هي بالفعل لم تمنحه شيء من هذا .. بل وحتى لم تحاول تفسير ما جرى بحيادية .. رغم انه لم يسيء لها بشيء لم يؤذها .. كل مرة تلتقية تجد نفسها في معترك بين صدقة ونظرتها السيئة عن رجال المال .. صنفته مسبقاً .. فعلت ذلك
اخفضت وجهها والاحباط حط على كتفيها .. ربما هي لم تتعامل مع الامر جيد .. ربما هو رجل جيد .. لكنه هاجمها قبل ان تفهم منه .. قبل ان يوضح حتى
تنفست بعمق تحاول التربيت على تسارع نبضها .. ثم سمعته يقول بنعومه
والحقيقة ان لهجته تخونه امامها .. فتنة انوثتها شيء هي غافلة عنه
" لعله عتاب يا سهر "
رفعت سهر عينيها لتلتقي بعينيه ولم تنكر
" انا اعرف عائلتك .. واحترمها .. لذا اجد نفسي مصدومه وتائهه في امر كهذا ..
صمتت لحظة وانفاسها تختنق .
أجد .. زفرت بتعب ثم اضافت
" ريحان لن تفعل شيء مشين كهذا .. انها اصدق وانقى مما تتوقع .. وان كانت ضحية ل صديقة سيئة لا يعني انها سيئة ايضاً .. تعرف ما اعني .. اعني
تلكأت بينما عيني جسور تتزود من رقة ضياعها .. وتلك الانفاس المتعبه التي يشعر بها تتلكأ وكأنها تتنفس في صدره وهي تهمس
: قد يسهل استغلال براءتها لكن كبريائها يتألم بصمت ..
انا هنا اقول هذا .. أنتم أذيتموها كما فعلت صديقتها .. وارى انه من الواجب تحريرها من عقد العمل المجحف هذا "

" وانت لن تستطيعي حماية جميع أسرتك لتعيشي مشتتة .. اولا اخيك علي ثم ريحان .. الا تعتقدين انك تؤذين نفسك ايضاً "

كان هجوم غير متوقع وبصوت عميق جذاب لم يؤذها .. بل تسلل كلمسة ناعمة تربت على قلبها المتعب .. اول رد فعلها انها صمتت .. وأنسكب عدم التصديق في نظراتها .. هذا الاهتمام ليس لها ولا من اجلها .. ليس منه ؟ ومن يكون؟
فجاة اجتاحتها موجة غضب جعلتها تجيب بخشونه
" وها انت تتدخل فيما لا يعينك مجددا .. أ تتوقع اني بحاجة لنصائحك "

ابتسم .. وندت منه ضحكة شبه ساخره راضيه " نعم "

بذهول عصفت بها مشاعر متفرقه .. وتمنت لو انها تستطيع صفع وجهه الوسيم وكسر غرور هاته العينين لكنه سيكون تصرف ضعيف في حديث متحضر
أحنى رأسه ناحيتها .. يدنو برغبة عميقة ان ينظر في عميق شعاع عينيها هامساً بصوت أجش
" كم أنتِ تقاومين رغبتك في صفعي الان .. يا لك من انثى جذابة شرسه "

اللحظة التاليه أحس بلسعة الالم حين ضربته سهر بقدمها على قصبة ساقة .. فأستقام وهو يضيق عينيه ضاحكاً
بينما تهتف سهر بأنزعاج
" احذرك ان تكلمني مرة اخرى سيد جسور ابدا ..ستندم على ذلك .. كما ستلغي عقد الابتزاز هذا .. "

ثم غادرت بشكل عاصف منزعج .. كما دخلت .. دون ان تلاحظ الرجل في غرفة السكرتاريه الخاليه من سواه .. راقبها تختفي ثم يلتفت صوب جسور الذي ظهر عند اطار باب مكتبه
فغمغم " تموز مذ متى وانت هنا ؟ "
بذهن شارد ونبرة متسألة اجابه
" مذ كانت تخبرك انها لن تكذب ابنة عمها لتصدقك "
تنفس بعمق ثم أضاف " ادم عاد الى البلاد .."


يتبع

[Asma-]

وصلت سهر الى منزل عائلة توباز مبكراً قليلاً متوقعه ان تجد توباز التي في استراحة اليوم .. لتنفرد بها بعض الوقت قبل ان تبدأ عملها المعتاد مع السيد كليم في مكتبه .. حيث دفعت توباز الباب في تلك اللحظة تحمل فنجاني قهوه تصاعد البخار منهما .. قدمت احداهما ل سهر ثم وضعة الاخر على المكتب وجلست تنظر ل صديقتها باهتمام
" الان سأستطيع التركيز بالامر والبت فيه "
كادت تضحك رفيقتها منها لكن الامر الذي تخوضان فيه اكثر جديه مما يسمح لها ان تغتبط ولو للحظتين .. ف سهر مذ ايام قليلة احست ان هناك من يراقبها .. حتى استطاعت في مرتين تلمح قصي ابن خالتها عبر الباب الزجاجي للمشغل الذي أستأجرته لتنجز عمل لوحة ايهم البكري
شاهدته يقف في زاوية بعيدة يراقبها والمرة الثانيه كان يتبعها وهي تخرج من مقر المؤسسة حيث ذهب للقاء جسور .. كان الامر جنونياً .. ضغط على اصعابها وصبرها .. وتمسكت برباط جأشها فلا تذهب اليه وتواجهه بما يفعل .. احتاطت ان تفعل وتهيج النار اكثر حتى تعرف كيف تتصرف بحكمه .. ومما يبدو لا شيء بيدها الان لتمنعه من ملاحقتهاx ..
فقصي لديه هوس كبير بها .. هوس الى حد جعل الجميع يقف بجانبه في موافقة زيجه هي ترفضها .. فيرفضون رفضها ويصرون على انها ابنة عاق .. وصل الامر الى انهم استطاعوا سلبها كل اسرتها ..
كان هذا فوق احتمال .، وبما انها خسرت كل شيء لصالحه .. سيكون جنوناً ان تستلم .. او تتراجع .. ليس بعد ما عانته .. ليس بعدما تخلت عنها والدتها .. وكانها لا تنتمني إليها
xاليأس الذي تملك سهر في تلك اللحظات جعلها تكاد تبكي لكنها تتماسك بصعوبة
" أظن ان الامر كان ليختلف لو ان شهاب لا زال حياً "

توباز اخفت نظراتها كان نطق اسمه يشبه الشعور بحضور بينهم .. لن يستطيع احد ام يفهمها ومع ذلك هي من ستتفهم سهر .. حتى وان لم يكن هناك احد في قلب رفيقتها .. لا يمكن رمي حياتك لمجرد شيء يتفق من اجله الاخرون .. اليس هذا ما يحاول والدها جرها اليه .. للزواج فقط لان الوقت حان بحسب تفكيرهم
تهندت "x ان هوس قصي الى حد ملاحقتك لا تتركيه دون اثر اخبري عمك "
انتفضت "x لن استطيع اخبار عمي سيسبب الامر له ضغط وهو يحتاج لمساحة التأقلم مع الحياة خارج السجن من جديد "
x " اذن تحتاجين لخطوة جديه .. واجهي قصي وابعديه عن حياتك "

كانت سهر قد واجهته عدت مرات ماضيه .. ينسحب ثم يعود مرة اخرىx يأبى ان يجد غيرها .. كأن في رأسه شيء واحد فقط وهو الحصول عليها .. حتى اشمئزت من مجرد فكرة انتماءها اليه .. وهو يستمر في وضع نفسه داخل اطار حياتها رغما عنها
انفتح الباب فجاة في تلك اللحظة والتفتت الفتاتين بإجفاله

وقف كليم عند الباب تعلو وجهه نظرة عميقه ثم ابتسم قائلا وهو يتقدم داخل الغرفه
" الصديقتان تتبادلان الاسرار .. هل منها ما يخصك ايهم البكري "

الذهول كان من نصيب سهر التي اتسعت عينيها وارتبكت تنقل نظراتها صوب توباز التي تسارع نبضها بغباء ف اسبلت اهدابها بهدوء سلس هامسه بخفوت
" لا اصدق كم هو سريع "
رفع الاب حاجبيه " لقد اخبرني أنك تعلمين مسبقاً ورغم ذلك لم تخبريني "
لم يكن الاب كليم يتحفظ للحديث امام اي احد من العائلة فيما يخص حياة توباز التي اصبحت تتعبهم في رفضها المضي بحياتها .. وبالنسبه لوجود صديقتها سهر .، ربما هو اضافة مفيدة لتجعلها تفكر بمنطقية اكثر خصوصا وانها اخت الخطيب المتوفي مؤكد انها لاحظت جمود صديقتها تجاه فكرة الزواجx الاستقرار
تابع كليم
" هل لديك رد مقنع "
" لا اظنه بخل في اقناعك بسبب اللقاء .. ثم هل جاء الى هنا ؟ "
أومأ الاب برأس يخبرك انه يعرف ماذا يفعل ولا يمكنك التغلب على حكمته
" الأقناع .. الا تظنين انني اكبر من ان يحاول شاب اقناعي .. "
ثم تقدم يجلس على الكرسي خلف مكتبهx واضافx " ل اكون صادقا انا اجده رجل جيد جدا "
تصلب جسد توباز مع اخر ثلاث كلمات .. رجل جيدا جدا لكنها لا تحبه كما فعلت مع شهاب ..إذ كان حباً من النظرة الاولى .. لقاء رسميx نظرة إنجذاب .. تحدثا وتواعدا في قاعة مليئة بالناس كان شيء مباشر .، لكن مع ايهم تشعر انها لا تعي اين تقف ولا حتى ماهية مشاعرها المتضاربة نحوه ..
لا يمكن نكران انه وسيم ،ذكي وحيوي ، رجل ناجح يعمل بجد والأهم ايضا انه يعتني بعائلته .. الصراع معه طوال الفترة الماضيه اختزل مسافة كبيرة .. كان يتسلل اليها خلسه .. وقد نجح بالفعل
تنفست توباز تقاوم الحقيقة هناك اشياء يصعب الحديث بها ان لم تأتي بعفويتها المطلقه
" الى اللقاء بابا "
قالت ذلك وهمت بالخروج فرمى كليم كلماته خلفها " اهربي .. مؤكد لن يدومx طويلاx "

توقفت قدميها في وسط الغرفه .. وابتسم كليم خفيه .. نال مراده وتركت كلماته اثرها بوضوح .. ليبادر بإكمال خطته وهو يلتفت صوب سهر قائلا
" انتي ك ابنتي توباز يا سهر .. الا تظنين ان الوقت حان لتتجاوز خسارتها شهاب رحمة الله "

سهر ارتبكت وجف فمها .. نعم بالفعل تعرف ان صديقتها فقدت الحياة الاجتماعيه وفضلت صب اهتمامها على عملها .. نظراتها انتقلت الى توباز التي تغير لونها للشحوب تنظر صوب ابيها الذي يتابع بصبر وصوت حذر
" اتحسبين اننا لا ندركx .. تنهكين نفسك بالعمل .. العمل فقط حتى انك تركت حياتك الاجتماعيه كأنك تفضلين العيش وحيده .. "

" وهل التفتيش عن زوج لي الفكرة المناسبه "

" لم ابحث عنه .. هو من بحث عنك ، أيهم البكري خيار يجب ان تنظري اليه بجديه يا ابنتي "

صمتت تنظر الى والدها بذهن شبه فارغ بينما قلبها يقرع بين اضلعها ... هذه المرة مختلفه ليس لانه ايهم فقط .. بل لأن قلبها يتأثر رغماً عنها .. ومشاعرها تلين .. توسلت الله في سرها ان تتماسك .. انها مهزوزه و شبة ضائعه لا تعرف ماذا تريد .. الان ذاتاً اصبحت تائهة عنها .. عن ما ألفته وشعور الانتماء الوحيد تلاشى منذ زمن وهي من تتمسك ب ماض لا اثر له
تحركت تغادر كأن الشياطين تلاحقها تاركه زوجين من العيون خلفها .. احداهما راقبتها بحسرة واخرى تفهمتها ..
مرت دقيقه في صمت ثقيل .. ثم اجلى كليم صوته مشيرا الى سهر
" لنبدأ العمل .."
اومأت وكانت تشغل الكومبيوتر ثم توقفت اصابعها .. وشعورها الثقيل يؤذيها فرفعت رأسها تقول وفي صوتها بحة حزن
" سيد كليم ..x "
العينين الضيقتين للرجل كانت نافذة تلتمع بالترقب .. لم يرد عليها لم يجب لثوان كأنه يفهم ما يتلكأ في صدرها
" لا بأس اذهبي اليها لنعمل يوم غدxx "
لم تجب بشيء .. بسرعة البرق حملت سهر حقيبتها .. ثم اخرجت هاتفه تكتب رسالة مختصره لتوباز

" سأنتظرك في المشغل .. تعالي اكراما ل اخي "

يتبع

[Asma-]

تنحنحت توباز بغباء .. تحاول بدء الحديث رغم تجهم جسور .. بعد الحرب الكلامية التي دارت بين ابيها واخيها حتى كاد الاثنين يحرقان المنزل بما فيه .. احدهما اصلب من الاخر .. يظل كليهما يرسلان الاتهامات المبطنه لبعض ما عدا انها تعرف ابيها .. لديه منهجية عجيبه في استفزاز جسور .. كأنه يريد ان يوصله لشيء ما .. لا تعرف ما هو لكنه يضغط عليه بشكل مرعب .. اتهمه انه يواجه الواقع برعونه مراهق ويعيش على هواه والعجيب ان جسور كانx يتحمل بطريقة تثير الاعجاب لكن اليومx شيء اخر .. ثار كالبركان
سمعته يشتم امام ابيه للمرة الاولى .. اتهمه انه يكرهه وقال له بالحرف الواحد ان يطردهx ما لم تعجبه حقيقة انه أبنه
كليم القى كلمة الحسم التي لم تفلح سوى بترك شعور فراغ مريع داخل جسورx
" كنت سأفعل لكنك تظل ابني "
ثم خرج جسور والشياطين تتبعه .. وكانت توباز خلفه ... حشرت نفسها في سيارته وطلبت ان يوصلها .. تعرفه لن يرفض لها طلب رغم ما فيه

" قولي ما في قلبك يا توباز او توقفي عن التلوي في كرسيك بعدم ارتياح "
" جسور أظننا انا وانت نسبح ضد التيار "
" انت تواجهين الحقيقة .. لكنني أواجه رفض ما انا عليه "
صمتت توبازx فقد كان محقا .. ما قاله والدها اليوم امام سهر .. وما قاله سابقا لا يعدو عن كونه حقيقة حياتها المنهكه في العمل فقط .. لذا لم تمتلك رداً يقف بجانبها .. الصمت كان خيار قلة الحيلة وكذلك فعلت الان .. وبعد دقائق ليست بقصيره وصولوا عند المشغل
فتوقف والتفت ينظر اليها بعدما شعر انها لا تنوي المغادره
غمغمت توباز تفضي بما اثقل قلبهاx
" أيهم البكري تقدم بطلب يدي من ابي "x
استراح في كرسيه وعلت وجهه ابتسامة مشاكسه
" اه .. هذا غير متوقع .. انه يتحرك بدقة "
التف رأسها بحده تسأله " من تقصد ؟ "
التف كله ناحيتها .. واتكأ بيدة على مقود السياره
" لن أسالك عن رأيك اختي لكني اشهد ل ايهم انه رجل جيد .. لذا فكري بتأني "
هتفت بأنزعاج .. لم يكن موجه سوى لنفسها المرتبكه تتخبط في مشاعرها ثم الاراء التي تتفق ان ايهم رجل يستحق
" لما يظل الجميع يصورة الرجل المعجزه "
ضحك جسور .. ملأ فمه رغم تكدر ثم اشار بايمائة من رأسه نحو الخارج
" ما الذي يأتي بك الى هنا "
" سهر .. مشغلها هنا "

بعد اقل من دقيقة كانت سهر تستقبل توباز بعينين مبتسمتين .. سرعان ما اختفت ابتسامتها وهي ترى جسور يغلق بحجمة باب المشغل شملها بنظراته بأكتئاب من الرأس حتى القدمين
فأشاحت وجهها دون ترحيب
بينما قلبها يرتعد بين أضلعها .. لم تنسى بعد حرف واحد من اخر حديث بينهم .. كيف يتجرأ ويظهر هنا .. حاولت مستمتيه ان تطمس تلميحاته وتحليلاته .. كم كان جريء وهو يعريها بشواهد حديثه
" لا ترحيب ... "
تقدم يدخل وسألها يتحدى هشاشة اللحظة بينما سهر شغلت نفسها بشيء ولا شيء .. تجمع ادوات الرسم و وقفت توباز حائرة بينهم
اجابته بصوت قصدت ان لا يحمل اي ترحيب
" نعم .. واخبرتك مسبقا لا اود الحديث معك "
هتفت توباز بحاجبين معقودين " هيه ما الذي يجري هنا "

كان جسور يدرك انه اذلها في اخر لقاء بينهم تقصد ان يفعل ذلك .. كانت تهزة من الاعماق واوجع كبريائيه اكثر ما قالته .. تحترم اسرته لكنها لم تمنحه شيء من هذا الاحترام .. مع اول اشارة قفزت تجردة من معنى رجولته
xوامامه بهذا الانغلاق فلا يعرف كيف يساعد نفسه ويساعدها .. لو انها لم تظهر في حياته لكانت نفسه اكثر هدوء ربما .. ويا للهول انه يحب تلك الشعله النارية التي تتقد في عينيها كل مرة يلتقيان .. تحاول اخفاءه ويحاول تأجيجها .. طرفي نقيض .. يكملان بعضهما .. شيء اغرب من الخيال

لم يلتفت جسور لسؤال توباز بل كانت عينيه تتلاحم مع نظرات سهر المتحدية
" وما السيء فيما قلته حينها .. انت بالفعل انثى جذابةx "
" واو ... " نبرة الدهشة كانت ل توباز بينما احمر وجه سهر وشعرت بأنفاسها تتسارع وقلبها ينبض بعنفx يتملكها شعور غريب .. مزيج بين البهجة والألم
ردت بأنفاس مرتعشه
" هذا .. لا تشر الي بأشياء لا تعنيها ..
كان هذا خطأً .. أسرعت تصححه بعينين متسعيتن : بل اعني لا تقل مثل هذه الاشياء لي .

اجابها همساً بنبرة جادة وعينين لا ترمشان
" اشياء مثل ماذا ! انك جميلة .. فاتنة على طريقتك .. وهل هذا يخفى سهر ! جمالك يدير الرؤوس لكن جوهرك اجمل .. وماذا بعد الكثير انك شعلة من الانوثة الجذابةx لن اكون رجل ان لم اعترف بهذا وفي كل مرة التقيك ......
قاطعتة بعصبيه وقد توهج وجهها : توقف .. يا الهي لم تحب اغاظتي ؟
لم تبتسم عيناه .. لم يظهر التسليه كان جاد وهذا جعلها تشعر انه يعني كل كلمة يقولها
" لانك تصبحين اجمل .. وتلمتع عينيك كعيون القطط الماكرة "
" غادر من فضلك "
نظرت حولها فلا تجد توباز التي كانت قد انسحبت بهدوء وهما مشغولين بنفسيهما .. ثم سألت بدهشه
" اين ذهبت توباز "

غمغم ضاحكاً وهو يتراجع دون ان يلتفت " لا داع للأستياء .. سأغادر .. واخبري ريحان اني سأصلح كل شيء "
التف مغادراً تتعثر الأنفاس في صدره عند سيارته وجد توباز بانتظارة ترسم وجهها نظرة ذهول .. ما ان لمحته حتى استقامت
" لا تغادر قبل ان توضح لي ما يجري .. فأن سألت سهر سيكون الامر محرجا لها "
كان ينوي عدم الرد .. فأمسكت بذراعه جادة تماما
" هل تحاول التقرب من سهر .. كل لقاء بينكم يشتعل "
" وهل يبدو لكي اني اتقرب منها " اجاب في حيرة
فسألته توباز بما يماثلها
" تحبها ؟ "
" لا أدري لكنني أصغي لها بقلبي ."

ثم وبدى ان مزاجه خرج من هدوءه مرة اخرى .. غادر ... بينما يمكن لمن عرف الحب ان يفهم ملامحه .. يكفي انه يصغي لها بقلبه .


يتبع

[Asma-]

#منزل ادم وجميله



أتكأت توباز على حافة خزانة المطبخ وكوب من القهوة الساخنه في يدها .. اعدتها لنفسها ..
وهي في زيارة لتهنئة صديقتها بزواجها وعودتهم من اجازة الزواج
في وقت قريب علمت ان اخيها يعمل مع ادم زوج جميله في ذات الشركه .. وبين هذا وذاك ..
جميله هي اخت ايهم .. لذا خشيت بترقب ان تتحدث بامر الخطوبة او شيء من هذا ..
بينما هي ليست مستعدة للخوض في ذلك ابدا
غمغمت مشاكسه
" جميله هل تحاولين ابهار زوجك في وليمة عشاء .. ام تثبتين انك ناجحه على الصعيدين زوجه وامرأة عاملة "
" انا ناجحه لا احتاج اثبات ذلك "
وضعت توباز ما في يديها على سطح الخزانه ضاحكه
" شكرا لهذه الثقه المفرطه .. لا زلت جميله التي اعرفها توقعت ان أجد امراة أعماها الحب"

ابتسمت جميله في قلبها الكثير لتقوله .. لكنها اكتفت بالقول همساً
" انا فقط محظوظه "
" اوووووووه " هتفت توباز : هذا اليوم العجيب يواصل أبهاري .. اولا ابي ثم جسور
وها هي جميله ايضا

#على الجانب الاخر


" لقد اختبرت صبره والدك رجل بعقل خطير .. لقد مضت سنوات على تلك الحادثه "
" وما زال وزرها يلاحقني .. "
" وما الحل برأيك .. خوض الحروب ضد والدك ليس شيء يستهان به "
نهض جسور من مكانه .. فهو يعرف هذا .، يعرف ان صبرة نفذ .. وثقته في حياته اصبحت مهزوزه .. حتى الشعور بالانتماء لهم يرتد كطعنة الم .. يحب عائلتة لكن والده لا يزال لم يتقبل حقيقة ما هو عليه .. رجل اختار ميولة ودراسته وعمله .. ورفض زوجة من اختيار والده .. حتى انه فكر في بعض الاحيان ان ما يعيشة معهم يشبة العقاب
تحرك في مساحة غرفة الضيوف .. تاركاً مكانه بينما تموز يراقبه بذهن مشغول يبحث عن حل او عن حقيقة هذا التلكؤ في العلاقه بين الاب وابنه .. هناك شيء يريد الاب ان يصل اليه
ثم سمع جسور يقول بنبرة غامضه وهو يعود للجلوس في مكانه
" سأتزوج واستقر وانهي اي تدخل منه بحياتي "
حدق تموز بجسور بضع لحظات .. يقيم ما سمعه
" يسعدني ان تفكر بالاستقرار .. لكن دوافعك ليست كافيه "
صمت جسور وهو يطرق برأسه ... الوصول ل هدفك لن يكون بإهمال النظر لما حولك .. بل يترافق معها .. النظره الهشه لطبيعة حياته افسد عليه عفويتها .. كل شيء تحت ضغط القبول والرفض .. لذا سيتزوج .. عندها ستسقط كل حجج والده

ظهر ادم تلك اللحظة و.. بعدما انهى حديث مع جميله ورفيقتها حين سمع جسور يعيد فتح موضوع تلك الفتاة ريحان
" تموز .. هل وضعت حل ل موضوع ريحان "
" نعم فعلت .. اخبرتها ان تعود للعمل .. وهي حرة .. بالقبول او الرفض "
هز رأسه ثم اضاف بإحباط
:لقد كادت تورط نفسها برعونة حين حاولت ابلاغ الشرطه بقضية السرقه "
" هل فعلت ..! " سأل ادم بعجب .. وكان تموز قد أطلعه على كل تفاصيل ما يجري في الشركه واغفل عن هذه المعلومه " لقد فعلت ولحقت بها في اللحظة الحاسمة .. اظن ان نيفين لن تظهر فقد تجاوزت موعد عودتها وهذا يثبت التهم عليها لا غير "
خيم صمت ثقيل كل في سراديب افكاره حتى اعتذر تموز حول اضطراره للمغادره وغادر

ثم رن جرس الباب .. نهض ادم يستقبل زائرة .. ولم يكن ابعد من موضوع الحديث هذا اليوم مع توباز .. ايهم ظهر ليحتل بكاريزما حضوره أثير الاجواء بينهم .. تبادلو التحيه فيضيق جسور عينيه ونظراته تراقب ايهم كانه غريمه وليس رجل تقدم لخطبة اخته .. فهو يعدهن بدقه .. مره اولى في مكتبه علم ان سوء فهم حدث بينه وبين توباز .. واخرى أظهر مودة رسميه تجاة سهر وتلك التي رفضت ان تجيب على سؤاله حول علاقتها ب ايهم البكري وثالثة هي انه زار منزلهم .. دون ان يكون له علم بذلك
رن هاتف ادم فستأذن دقيقة ليرد على المكالمه بينما جلس ايهم في الكرسي المقابل ل جسور الذي لم يمنحه مساحة للتنفس حتى وهو يقول
" لم تكن صريحاً معي في نواياك تجاه اختي "
" لست بعابث جسور "
رفع جسور رأسه كالأسد " كنت اكسر عنقك لو عرفت هذا منك "
سيطر ايهم على اعصابة السير مع شخص ك جسور يعني انك سوف تتأكد الف مرة قبل ان تضع قدمك في خطوة .. مرهف الحس والعقل .. ورجل جسور كأسمه
" اثمن واتفهم نظرتك للأمر .. لكن نواياي لم تتغير فقط غيرت اتجاة الخطوة الاولى اسف هل ازعجك هذا ؟ "
شخر جسور بصوت خافت كاد يكون مسموعاً .. تباً نعم أزعجه .. انها اخته الوحيد وهما يعرفان بعضهم في محيط العمل .. وها هو ايهم يتلاعب بالموقف بطريقة حذقه
" انت تجاهلت معرفتنا المسبقة في محيط العمل .. هل تعتقد اني لن اعرف ما انت "
اصبح الوضع يتجه نحو الحده .. والجدية تكاد تثور بين اروقة الحوار
" رجل ل رجل يفهم .......
قال ايهم ثم تروى لحظة تابع بعدها : لا اريد خسارة اختك برفضها لي .. ومعرفتنا جاءت بالاصل من سوء فهم "

عقد جسور حاجبيه بينما يدرس ايهم الانفعالات المتعاقبه على وجه جسور .. يشعر بحمائيته ويقدر ذلك فيه كرجل .. لكنه يحاول ان لا يكون عائق اخر في محاولته تسليك الطريق اليها للقبول .. يكفي ما قاله له كليم ان ابنته فتاة ذكية والحصول عليه ليس شيء سهلاً .. يعرف ان طريقة لن يكون سهلا .. ولديها من الاخوه خمسه .. ها هو اولهم يظهر امامه

عاد ادم في تلك اللحظة .. فنهض ايهم وهو يسأله عن اخته : اين جميلة ؟
اومأ برأسه انها في المطبخ ونسي إخباره عن رفقتها ..

كان يعرف ان هناك صداقه بين اخته وتوباز .. لكن رؤيتها هنا تتكأ بأرتياح على طرف خزانة المطبخ واصابع يدها مشغولة تداعب القلادة على جيدها .. عفوية .. مرتاحه .. هذه الصورة اججت في داخله شعور تملك اقوى مما تخيل انه يتسع فيه .. اجلى صوته ونبرته الخشنه جعلتها تلتفت فتتسع عينيها وتتوهجان بلونهما المميز .. اما شفتيها فكانتا حكاية اخرى وهما تنفرجان بنعومه .. احتاج كل طاقته ليبعد نظراته عنها ..
رحبت به اخته وعينيه التقطت حركة توباز وهي تأخذ حقيبتها من على الكرسي تنوي المغادرهx فقال يستوقفها
" لستي مضطرة للمغادرة بسبب حضوري "
" انت تبالغ الان "
" ان كان يقلقك وجودي اظنك تعرفين ان اخيك هنا قبل وصولي "

نظرت اليه متاملة ... بدى وسيما قد تخلى عن بدلته الرسميه يرتدى جينز حائل وقميص ازرق شاحب .. وقد تنازعتها العواطف والرغبات .. منذ البدايه كان بينهم سوء فهم .. تعقدت مشاعرها وتناقضت مرات عدة .. تشعر به قريب وبعيد .. فيه ما تحبه وتكره .. خصوصا تلك الثقة المتغطرسة التي تظهر بوضوح في حركاته وتصرفاته ..
تناقضت مشاعرها تجاهه لذا هي قاومت بصمت المرات التي تميل اليه واصرارة على ابقاء الصلة الهزيله بينهم .. كشفت شيء من ميله اليها .. لكن شيء غامض فيها يحثها على المقاومه وان تبعد نفسها عن التعلق والحب نفسه
اخذت نفسا حادا ثم قالت " هل تلمح ان وجودك اصبح يثير قلقي انت واهم "
" هذا تقدم كبير "
قالت جميله متحيره وبعدم تصديق
" هل المسألة بينكم عن تلك الشكوى لا زالت عالقه ! "
ابتسم اخيها وخمنت توباز انه سيكشف الامر
" نعم .. وشيء اخر .. اني تقدمت لخطبتها لذا ما زالت انتظر رداً "
اللحظات التاليه كانت من نصيب ايهم استمتع برؤية حمرة الخجل تلون وجه توباز .. لكنها لم تترك الساحه قبل ان تقول الكلمه الاخيره وهي تهمس
" اذن من الافضل ان تسمع ردي الان ... "


يتبع بالجزء الأخير من الفصل

[Asma-]

الساعه تجاوزت السادسه بالفعل .. وضعت سهر ادواتها جانباً فيما تفكر جديا ان تحول المكان الى مشغل لبيع الفنيات .. عليها ان تحاول البحث عن مصدر رزق مستقل يمكنها من الاعتماد على نفسها .. تستغل فترة الأيجار هاته وتحاول تحريك العمل في هذا لعله ينجح .
نهضت وهي تنظر للمكان شبه الخال حولها تفكر انه سيحتاج الكثير من المال لجعله مقبولا .. التفتت الى الباب وتذكرت حضور جسور الى هنا المرة الماضيه .. حديثة الذي ظل يدور في ذهنها ويحفر في قلبها رغم عن انفها .. فيما كانت تحاول محو تاء التأنيث ونون النسوة .. تظل تطرق عقلها بقوة ..
تنهدت ب تعب : ما كان عليه قول ذلك بكل تلك الجديه .. لو انه مازحني كان افضل .
حملت حقيبتها واخرجت مفتاح باب المشغل وما كادت تتجاوز العتبه حتى أجفلت على صوت عميق
" هل ستغادرين الان "
التقطت انفاسها بعمق وهي ترفع وجهها له " لما تظهر فجأة في كل لقاء بيننا "
" وانا سألت نفسي ذات السؤال .. "
رفعت حاجبيها ترد ببراءه " انا لم أظهر في حياتك "
ابتسم وضاقت عينيه الجذابتين " كلا ليس انت بل ظلك .. "
احمر وجهها لسخريته " غادر من فضلك .. "
" سافعل .، لكن لدي امر اشرحه لكي اولاً "
لم تستطع الرفض .. توقعته شيء يخص صديقتها توباز وايهم البكري .، لذا سيتوجب توضيح الامور الان ..
عادت تدخل الى المشغل .. فتبعها جسور متمهلاً ..
جلست على كرسي عند النافذ العريضه .. لكنه لم يجلس راح يذرع ارض الغرفه بتوتر وراقبته سهر في قلق ثم قالت
" ما ألامر .. الن تتحدث "
التفت يواجهها مباشرتاً قائلاً
" أتتزوجينني "
اللهجة التي نطق بها طلبة لم تكن حادة ولا صلبة .. لم تكن متوسلة ولا متوددة
لم تكن شيء عدا دافئة .




انتهى الفصل السادس

[Asma-]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 4 والزوار 15)
‏Asma-, ‏Moon roro, ‏ام زياد محمود, ‏MonaEed

[ام زياد محمود]

اخبار الوالدة ايه ياسمسما يارب تكون بخير

واضح جدا حيرة جسور فى مشاعره ناحية سهر قلقه عليها من تهورها وغيرتها من اعتقاده بوجود علاقه بينها وبين ايهم خلوه عصبى ومحتد فى التعامل مع ابوه وفى تحفزه فى اللقاء بأيهم دلوقتى هو حابب يحسم الصراع دا وقرر يتقدم خطوة خطيرة بعرضه الزواج عليها

وطبعا سهر مافيش فى دماغها مجال للعلاقات العاطفية دلوقتى بالذات انها بتسعى ورا انقاذ اخوها من الضياع ومحاولة مساعدة ريحان الواقعه فى المشاكل بس ياترى هترفض عرض جسور نهائى ولا هتفكر فيه

توباز عندها نفس الحيرة والارتباك ياعنى مع شهاب مشاعرها كانت واضحه فى انجذابها ليه بس مع ايهم هى دائمة التحفز وخايفة من القرب منه

حبيت خوف واهتمام سهر بتوباز وريحان حسها الحمائى عالى من ناحية اللى بتحبهم

ادم وجميلة ودخلوا فى الصراع اللى بين ايهم وتوباز

الفصل ممتع جدا تسلم ايدك وربنا يطمنك على والدتك بكل خير

[رزان عبدالواحد]

فصل حلو جدا سلم ايدكي يارب ❤
جسور والموجهة مع سهر .. هو ماحسب حساب انو توصل بينهم القصة لهاي الطريقة .. جسور شايف بسهر التشتت والضياع من اهلها زي ماهو شايفه وحاسه من اهله .. هو بدو ينتشلها من نقطة تضيع فيها حالها لمجرد تلملم اهلها حواليها نع انو ولا واحد دور عليها وشاف احتياجها الهم .. زي ماصار معو هو ووالده .. والده اللي لهلأ بيتسفز بجسور لشئ معين غير مفهوم .. ممكن اي اب يغضب ويعصب بسبب بعد ابنه عنو من ناحية اختيار المستقبل وشريكة الحياة بس حاسة كليم مزودها اكتر ولهلا بقول فيه حلقة مفرغة مش مفهومة بتصرف كليم مع انو شخص قدير وقدر يفهم تعابير وجه سهر وتوباز كتير منيح بس حكالها ع طلب ايهم للزواج ..
مواجهة ايهم مع جسور بس عرف بطلبه لخطبة اخته وغيرته منو كرجل حسياها حديث نفس اكتر من غيرة بقلب جسور .. جسور وايهم بتشابهو تقريبا من حيث ضغوط الاهل واجبارهم عاللي بدهم ياه .. جسور شايف انو ايهم اختار طريقه لحالو من غير موافقة ابوه جمال وقدر يكون نفسه ويصير اىو اسم كبير وبالرغم من هيك عقله وحكمته هي المتحكمة في اموره بالرغم من مشاعره الواضحة لتوباز .. ايهم بذكائه وفطنته استغل انو يخطب توباز من وابدها مش من جسور وهادا سبب اخر من غيرة جسور منو .. انو تجاوزه بالرغم من صداقتهم وهو عمل هيك لانو عارف جسور وتهوره واندفاعه ومعرفته بسوء الفهم السابق بين توباز وايهم رح يخلوه يرفض طلبه للخطبة .. لهيك لجأ لكليم وطلبها منو .. جسور شايف بتصرفات ايهم مرآة لتصرفاته لكن بحكمة وعقلانية مش بتهور وهادا اللي خلاه يروح لسهر ويطلبها للزواج .. بس خلينا نقول هل سهر مستعدة للزواج بهاي المرحلة من حياتها وخاصة بعد ملاحقة قصي الها وحصاره بطلبه للزوتج ومقاطعة اهلها لانها رافضة شخص متلو .. مش فاهمة ليش فكرتهم هيك يعني توافق ع شخص مابدها ياه لمجرد انهم يكونو راضيين !! وسؤال تاني هل حتوافق توباز ع ايهم بعد معرفتها من الكل انو شخص مناسب ومابيتعوض ؟؟
تموز وحيرته حول ريحان هلا هو حط الكرة بملعبها عرض عليها العمل او الاستقالة .. هو أحس انو بيأذيها اكتر ما بيساعد نفسه خاصة بعد اختفاء نيفين تماما وتأكدهم من عدم عودتها .. لهيك اعطاها حرية الاختيار .. مش متأكدة تماما انو ريحان رح ترفض صراحة 😀 حساها رح تستمر معهم لغرض في نفسها 😉
ادم وجميلة وعودة رائعة الهم وبانتظار مشاهدهم خاصة مع تموز وريحان 😎
تسلم ايدك انا برمت كتتير 😂😂

[Asma-]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 4 والزوار 1)
‏Asma-, ‏HEND 2, ‏منال سلامة, ‏أميرةالدموع