آخر 10 مشاركات
وآخرون يعشقون *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : انسام ليبيا - )           »          5 - الرجل السراب - جانيت ديلي - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : gasmin - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          وعد بالسعادة - قلوب النوفيلا - الكاتبة الرائعة :*سارة عادل* [زائرة]* كاملة &الروابط (الكاتـب : *سارة عادل* - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          النضـــال ( الجزء الثانى من مذكرات مصاص الدماء ) - كامل - (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree34Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-11-19, 11:25 PM   #51

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الرابع

أمام منزل راجي وقف بوجه جامد, رافعًا ذقنه, يُخبرهم باسمه,
ليدلفوا للجد, الذي وقف ينظر لزائره, بتفحص شديد رُغم ملامحه التي لا تشي بشيء,
يسأله بصوته القوي:" من أنت؟.."

نظر حازم لعينيه بمقت واضح, يجيبه بنفس نبرته وإن زادت قوة:" حازم رامز راجي النجدي.. حفيدك كما تشير أوراق الهوية.."
صمت ران على الجميع ينظرون إليه بأعين متسعة بترقب,
قطعه الجد حين رمقه بنظرة غامضة,

ثم التفت إلى ضيفه الجالس يراقب الحدث بصمت, عيناه تعرفتا على الحفيد المزعوم,
حازم.. صديق جيلان وابن أخت زوج والدتها..

قبض على كفيه بقوة مخفيًا انفعاله بمهارة يُحسد عليها,
فهو دومًا حين يرى حازم يشعر بالنيران تندلع بداخله, رامقًا إياه بنظرة حانقة..
أجفل يلتفت لراجي الذي قال بجمود:" حسنًا فاتح.. لنتحدث فيما بعد.. سررت بزيارتك.."

مُنهيًا الزيارة بكلمات سريعة, أوحت إليه بأن بقاءه لم يعد مُرحب به..
فنهض من مجلسه, مهمهمًا بكلمات مودعة, ثم تحرك حتى أصبح بجانب حازم يرمقه بنظرة دونية كعادته,

بادله إياها الأخير بأخرى مستخفة وإن كانت مشتعلة,
قبل أن يحول أنظاره لجده الذي وقف بمنتصف المجلس, ينظر إليه مجددًا.
يسأله:" ما الذي تريده؟.."

رفع ذقنه يجابهه بقوة, قائلاً بنبرة قاتمة:" اتصلت بك من قبل وأخبرتك؛ لكنك لم تكترث.. أتيت اليوم لأدفن أبي ببلاده.."
لوهلة تغيرت ملامح راجي مع اتساع عينيه, تدور حدقتاه بمحجريهما؛ وكأنه يبحث عن شخص ما حوله,
هل شحب وجهه قليلاً, وارتعشت يده الممُسكة بالعصى!..

ابتلع ريقه سريعًا يتحكم بأعصابه, قبل أن يقول بصوت ثابت عنيد:" أخبرتك أن........"

قاطعه بقوة حاقدُا, وقد ارتسم على وجهه علامات النفور:" لست هنا لتخبرني بما سمعته.. لم آت لهنا كي تعترف بي أو بأبي..
أتيت لأدفنه ببلاده التي حرمته منها حيًا.. سنوات وسنوات وهو يتمنى العودة.. ليعود إليها وهو جسد يُدفن بها.."

قبضة جليدية اعتصرت قلبه, استطاع باقتدار السيطرة على يده, كي يمنعها من التحرك لتمسيد صدره,
عيناه غامتا بنظرة باهتة, اولاه ظهره يتحرك بهدوء ثابت لا يعكس ذلك الشعور بداخله,
حتى جلس مكانه على الوسائد, مطرقًا برأسه قليلاً, يتشبث بالعصى بقوة يُخفي ارتعاش يده..

لحظات مرت لا يقطع الصمت بالمكان؛ سوى تلك الهمهمات التي تكاد تكون مسموعة من أحفاده المتواجدين بالمكان..

رفع رأسه بغتة, ثم قال بلا مبالاة ظاهرية بتكبر:" فقط لأن إكرام الميت دفنه..
سأقوم بذلك.. لكن لا عزاء له.. فابني قد مات منذ سنوات.."

رامقًا حازم بنظرة قاتمة, مُضيفًا بازدراء:" منذ أن خرج عن طوعي.. وتزوج بمن لم أرضاها له.."
ثم رفع ذقنه بإيباء, يأمر من حوله:" سيتم دفن الجثمان بمقابر العائلة.. حضروها الآن.."

بلحظات تحرك الجمع ينفذون أمر الجد, يتبعهم حازم للسيارة التي تحمل جثمان والده,
يروهم يخرجون التابوت يأخذونه إلى غرفة ما, يخرجون الجثة, فتحفز جسده يقف أمامهم,
متسائلاً بغضب:" ما الذي تفعلونه؟.."

عقد الكثير حواجبهم بتعجب, لكن نطق أحدهم وكأنه قد فطن أن ذلك الذي أمامهم عربي بالاسم فقط,
فقال بهدوء:" سنقوم بغُسل للميت, فهذا ما يجب فعله.."

هز رأسه بخفة, يبتلع ريقه بصعوبة, يشعر باحتراق عينيه من تلك الدموع المتحجرة,
وهو يرى جسد والده, يسجونه على لوح معدني, ينزعون ملابسه,
حتى بات عاريًا إلا من قطعة تداري سوءته, ثم يسكبون عليه الماء,

لا يستطيع الاقتراب, جسده متجمد بأرضه, يعض باطن شفته السفلى,
حتى شعر بطعم الدماء بفمه, يكور قبضتيه حتى خدشت أظافره باطن كفيه,
يسمعهم يرددون أدعية وآيات قرآنية..

ثم ذلك القماش الأبيض, يلفون به جسده, حتى وجهه ما عاد يظهر منه شيء, وتلك الرائحة المسكية التي انتشرت بالمكان..
ثم حملوه ليصلوا عليه, وقف يراقبهم, وذلك الشاب الذي أخبره من قبل بالغُسل,
اتجه إليه يخبره أن يتوضأ؛ كي يصلي معهم, ففعل دون حديث, يراقب ما يفعله الشاب, ويفعل مثله,
ثم وقف معهم يستمع للإمام يكبر, ويخبرهم كيفية الصلاة على الميت..

بعدها حملوا الجثمان مرةً أخرى بعد أن وضعوها بتابوت مختلف عن التابوت الذي آتى به..
ووضعوه بالسيارة, وحازم معه..
حتى وصلوا إلى مقابر عائلة النجدي, وهناك هبط من السيارة ينظر بصمت مهيب للمكان,
ينظر إليهم كيف يسارعون بفتح القبر, المُختلف تمامًا عما رآه بأمريكا..

لكنه تحرك معهم, يحمل جسد والده, يضعه بالقبر, وكأنه يضع جزء من روحه معه, حتى استوى الجسد على جانبه الأيمن,

فلم يستطع منع تلك الدموع التي انسابت من عينيه, يداريها عن الواقفين,
حين مال يهمس لوالده بألم:" أتمنى أن ترتاح الآن يا أبي.. سأشتاق إليك.."

رفع يده يمسح دموعه بعنف, ثم خرج من القبر, يدعهم يتولون بقية المهمة,
حتى انتهوا, وعادوا جميعًا إلى منزل النجدي..
***************

يتبع





pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 15-11-19, 11:26 PM   #52

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي


ليجدوا راجي ينتظرهم, يأمرهم بالرحيل, ليتركوه مع حازم الذي يقف وجهه جامد كالصخر,
وداخله يشتعل بالغضب, والكره الشديدين..

ينظر لذلك الشاب الذي يقف بكل جبروت, يتأمله يقارن بين ذلك الطفل الذي رآه منذ سنوات..
سبعة عشر عامًا بالتحديد, لكنه اختلف كثيرًا عن ذلك الفتى ذو السبع أعوام,

جسد قوي, بطول يكاد يفوق طول جميع أحفاده,
ملامح شرسة رُغم تلك المبالاة التي يرسمها على وجهه..
لكن ما لم يتغير تلك العينين السوداوين اللتين تنظران إليه بغضب حاقد..

لا يُشبه رامز بشيء وإن كان قد ورث عناده,
إلا أن ذلك الفتى يُشبهه هو..

نفض حازم بعض الأتربة العالقة على كم قميصه, ثم تحرك من مكانه,
ينوي الرحيل, فهو قد أنهى من قد جاء إليه,
ولم يعد يطيق البقاء بهذا المكان..
حين سمع صوت راجي يسأله بقوة:" إلى أين أنت ذاهب؟.."

التفت بوجهه ينظر إليه من فوق كتفه بلا مبالاة,
يجيبه بازدراء:" لقد أنهيت ما أتيت لأجله.. سأعود.."

ثم تحرك مرةً أخرى, لكن صوت راجي الجهوري بغضب, مع ضربه للأرض بعصاه بقوة,
هادرًا:" وهل سمحت لك بالرحيل!.."

حينها التفت إليه بجسده, وقد ارتفع حاجبه, مع تلك الابتسامة المندهشة بسخرية واضحة,
يسأله ببراءة مخادعة:" وهل سأنتظر الإذن منك!.."

اشتعلت عيناه وهو يرى تبجحه, وعدم اكتراثه له, بل عديم التربية لا يهابه,
ينظر إليه بندية, وكأنه خصمه لا يظهر أي احترام..

نهض من مجلسه, يتحرك إليه بتؤدة, ومع كل خطوة كان صوت طرقات العصى يطرق برأس حازم,
حتى وقف أمامه عيناه تشتعلان بالغضب المختلط بالغيظ,
يقول من بين أسنانه مشددًا:" وقح.. عديم التربية, وسأربيك من جديد.."

تحولت ملامحه للجمود, ينظر إليه بقتامة مُخيفة, يكاد ينقض عليه ليفترسه حرفيًا,
يراه بكل ذلك الجبروت, لم يهزه موت ابنه, بل لم يشعر بأنه تأثر ولو قليلاً..
من أي شيء مصنوع ذلك الرجل!..

هو الذي يتلوى قهرًا على فقده لوالديه, وشقيقته الصغيرة التي لا يعرف إن كانت ستنجو أم لا,
وذلك العجوز البغيض يتحدث معه هكذا..
عند ذكره لحلا زفر بقوة, ثم قال بحنق غير مكترث:" ابتعد أيها العجوز.. فليس بيننا أي حديث آخر.."

عندها اتسعت عيناه باحمرار الغضب, يهدر بتوبيخ:" حقًا دماء الأجنبية لوثتك.."
مصاحبًا حديثه برفعه لعصاه يضربه بها, فتأتي الضربة على كتفه,
ثم تصيب حافتها صدره الظاهر من خلال قميصه المفتوح أول أزراره, فتترك أثرًا واضحًا عليه..
وراجي ينهت من فرط غضبه,

تلك النيران التي تفجرت من عينيه, وقد تضخم صدره, يقبض على كفيه بقوة,
ودون شعور منه, مد يده يسحب العصى بعنف من يد جده,
صارخًا بجنون ما يعانيه, وما فعله ذلك العجوز:" أيها الكهل الخرف.. سأقتلك إن لم تغرب عن وجهي.."

ممسكًا العصى بكلتا يديه يود كسرها, لكنه وجد رأس العصى
تنقسم ليظهر ذلك النصل الحاد المخفي بداخلها,

يلقي الجزء الخشبي, ثم دون شعور أمسك النصل يوجهه لعنق راجي,
يقول بجنون لاهث:" أستطيع قتلك بطرفة عين وأرتاح.."

لم يرف لراجي جفن, بل زاده الأمر غضبًا, يزم شفتيه بقوة,
قائلاً بقرف:" لن يكون غريبًا على مثلك من عديمي الأصل.."

ارتجف جسد حازم من غضبه, يرمش بعينيه بحركة لا إرادية,
يقول بقهر مشتعل:" لن يكون غريبًا حقًا.. فكما أنت قتلت ابنك سأقتلك أنا..
ليكون قتل الأب ابنه, وبعدها أجهز عليه حفيده.."

اتسعت عينا راجي بذهول من قوله, وحازم يُكمل بعذاب حاقد:
" أجل.. لقد قتلت أبي وهو على قيد الحياة..
قتلته منذ أعوام.. حين لم يستطع أن يطأ بلاده؛ إلا محمولاً على الأعناق جثة خاوية.."

ثم زم شفتيه بازدراء واضح, ينظر إليه نظرة تقييمية,
مُضيفًا:" عجوز بعقلية بالية يظن أنه يحكم الجميع, ليمتثلوا لأوامره كقطيع الخراف..
أبي هرب؛ لأنه اختنق منك ومما تفعله, لم يرغب في أن يكون فردًا في القطيع تسيره كما تشاء..
بل نفر منك وأنا أرى السبب واضح.."

وتلك الكلمات جعلت راجي يرفع يده ليصفعه بقوة, أمالت رأسه,
وهو يصدح بصوت هز أرجاء المكان:" اصمت أيها الوقح.. سأعيد تربيتك حقًا.."

صارخًا بجنون, يكاد يغرس سن النصل الحاد بعنق الجد, حين دلف الرجال, لتتسع أعينهم من المنظر,
حينها هدر الجد آمرًا:" القوا عديم التربية بأحد المخازن, وأغلقوا عليه.."

انتفض الجمع, يهرعون, ليُمسكوا بحازم الذي تلوى بين أيديهم,
يُحاول الوصول لراجي, الذي سالت بعض الدماء من عنقه,
يتوعده بغضب:" سترى يا عديم الأصل ما سأفعله بك.."

والأخير يصرخ, يلكم أحدهم ويركل الآخر, وهو يكبلونه بصعوبة,
حتى شعر بضربة قوية على رأسه, جعلت الرؤية تتشوش أمامه, دون أن يفقد الوعي,
لكن تراخى جسده بين أيديهم, وهو يجرونه ينفذون أمر راجي,

الذي عاد يجلس مكانه, صدره يعلو ويهبط بطريقة خرافية, من يراه يظنه سيصاب بذبحة صدرية..

ينظر لعصاه الملقاة أرضًا مقسومة نصفين, والتي تقدم أحدهم منها,
يحملها, يجمعها ليعيد النصل داخل العصى,
ثم يمدها لراجي, فيأخذها ببعض العنف, يضرب بها الأرض,
يجذ على أسنانه بقوة, يفكر فيما سيفعله بحفيده..
*******************

يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 15-11-19, 11:28 PM   #53

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي


بالمشفى تراقب حلا تتنهد بأسى لحال الصغيرة,
تلك الأسلاك التي تُحيطها تُدمي قلبها, تجعلها تبكي ألمًا لمصابها,

لقد استيقظت بعد رحيل حازم, تبكي برعب غريب على صغيرة بعمرها, تُحاول التحرك بضعف,
فعاد الاطباء لتخديرها كي لا تتألم, بعد إصابتها بنزيف داخلي, وكسر بذراعها إثر الحادث..

وأبقوها تحت الملاحظة حتى التأكد من جميع المؤشرات الحيوية,
لم تستطع الدخول إليها سوى لدقائق معدودة,
ثم عادت تراقبها من الخارج, لليوم الثاني على التوالي,

زفرت بحنق وهي تخفض الهاتف بيدها بعد أن حاولت الاتصال بحازم
ولم تجد استجابة, ما الذي يفعله كل هذا الوقت؟..
لقد أخبرها أنه سيذهب ويعود سريعًا؛ لكنه لم يعد, ولم يتصل بها حتى..

رفعت وجهها لأعلى, تزفر مرةً أخرى, حين أجفلت تنظر بجانبها لجاك,
الذي وصل لتوه, ينظر لحلا الصغيرة,
قبل أن يتساءل باقتضاب:" كيف حالها؟.."

صمتت قليلاً تتفحصه, ثم أجابته بخفوت:" بخير جاك.. ستتعافى.."

هز رأسه دون حديث, حين التفتت إليه بجسدها, تراقبه,
هناك الكثير من الأسئلة التي تلح عليها تود لو وجدت اجابة لها..

ذلك الشعور بالريبة اتجاهه, تلك الحاجة القوية لمواجهته منذ فترة,
زادها موت رامز ومارغريت..
دون شعور منها وجدت نفسها تسأله:" جاك.. ما سبب موت والديَّ حازم؟.."

عقد حاجبيه بترقب, ينتظر باقي حديثها, لكن نظرته إليها جعلتها ترتبك,
فأضافت تحيد بنظرها عنه:" هل له علاقة بعمـ......"

شهقت متفاجئة بارتياع حين جذب جاك ذراعها, يسحبها خلفه حتى وصلا إلى باب جانبي,

فتحه ودلفا إليه, يغلقه خلفهما, فترى إشارة لسلم الطوارئ على الحائط,
وجاك يقول بعينين متسعتين بغضب من بين أسنانه:" ما الذي تتحدثين عنه بالضبط؟.."

ارتجف جسدها خوفًا تبتلع ريقها بصعوبة, تتعلثم بحديثها:" أنا.. أنا أعلم......."

قاطعها مرةً أخرى وقبضته تشتد على ذراعها فتنكمش ملامح وجهها بألم,
وهو يهدر بخفوت مخيف:" أنا أعرف أنكِ تعرفين..
لكني تجاهلت الأمر ظنًا مني أنكِ ذكية بما يكفي لتتركيه وشأنه.."

نظرت إليه بعينين متسعتين دامعتين رعبًا, ترتعش شفتها السفلى,
تلهث بتقطع, قائلة بصوت مرتجف:" تعرف.. أنت......"

نظرته التحذيرية جعلتها تصمت, قبل أن تنساب دموعها, مطرقة برأسها لأسفل,
تسمع زفرته الحانقة,
حين شعر بخوفها الواضح, يخفف من قبضته على ذراعها,
بل يده بدأت تُمسد مكان قبضته برفق,
قائلاً بثقل:" جيلي حبيبتي.. أنا لا أريد أذيتكِ.."

تنفست بتهدج, تقول باختناق بائس:" هل هذا تهديد لأصمت؟.."

ارتسمت ابتسامة يائسة على شفتيه, مع هزه لرأسه:" يمد يده لذقنها,
يرفع وجهها لتواجهه,
قائلاً بدفء:" لم أكن لأفعل صغيرتي.. ما كنت لأسمح بأذيتكِ..
أنتِ بالنسبة لي كابنتي.. سأحميكِ كحازم والصغيرة.."

تشعر بتورم حلقها بمرارة تفكيرها, ولم تستطع السيطرة على لسانها؛
فقالت بتهور حزين:" لكنك استطعت أذيته بوالده.. ألا تظنني أعلم!.."

اتسعت عيناه بذهول من حديثها, وقد فقد القدرة على النطق للحظات,
قبل أن يعبس بغضب,
هاتفًا بحدة مستنكرًا:" هل تظنين أنني قمت بذلك؟.."

زمت شفتيها بقوة, مع عقدها لحاجبيها, فهزها بقوة,
قائلاً بحدة:" حمقاء جيلان.. حقًا حمقاء.. هل تظنين أنني سأقوم بإيذاء رامز يومًا؟.. لماذا؟.."

_ربما علم شيئًا عن عملك, وأردت التخلص منه..

ضحكة مستاءة خرجت من بين شفتيه, قبل أن يزم شفتيه بامتعاض,
يصدمها بالحقيقة التي سمرتها,
وجعلت عيناها يكادا يخرجان من محجريهما:" ولماذا؟..
رامز كان يعمل معي ويعلم كل شيء.. هو رفيقي حتى من قبل أن يتزوج ماغي.."

ثم انخفضت نبرته ليشوبها الحزن:" وإن كنت أريد أذيته وقتله,
هل كنت لأضحي بشقيقتي معه!.. خانكِ ذكاءكِ هذه المرة عزيزتي.."

رامز يعمل معه, كانا سويًا بتلك الأعمال المُظلمة وتلك الشبكة
ذات التنظيم المتواري خلف واجهة الشركة..
فغرت شفتيها تتنفس بصعوبة, حازم..

رفعت وجهها تنظر إليه بهلع, ففهم ما تفكر به, وأراد أن يترفق بها؛
فقال بتحذير بطيء:" لا أريد لحازم أن يعلم شيء عن حديثنا..
ولا تتحفيه بأفكارك المتفردة.. يكفيه ما يعانيه.."

ثم أضاف مشددًا:" رامز وماغي توفيا إثر انفجار إطار السيارة وانقلابها.. لا شيء آخر.."

رفع يده يربت على وجنتها بحزم رقيق, ثم تحرك من أمامها دون أن يتيح لها الحديث,
وهي متجمدة بأرضها, تشعر بأن عالمها قد اهتز مما عرفته..

رامز كان معه, ذلك الرجل الذي ارتبطت به, علمها الكثير,
قص عليها العديد من قصص بلادها, بل وعلمها لغتها,
كان بمثابة ركن تستند إليه, وتستشيره في العديد من الأمور؛
كان فردًا من مؤسسة احترافية لتنفيذ مهام إرهابية!..
هذا حقًا كثير عليها..
******************

يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 15-11-19, 11:30 PM   #54

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي


مستلقٍ على أرضية المخزن المغبرة, عيناه متسعتان في الظلام المحيط به,
ينظر للسقف في صمت, من يراه يظنه جسد هامد بلا حياة,
يستمع إلى تلك الأصوات والخربشات حوله,

بل في كثير من الأحيان يشعر بتلك القوارض تحوم حوله, تقترب منه,
وبعضها تجرأ ليعلوه, فيرفع يده يزيحها بلا مبالاة, فتبتعد عنه..
ثلاثة أيام مرت على بقاءه بهذا المكان, لا بل أربعة.. لم يعد يحسب الوقت..

ذلك الوغد العجوز ظنه مُدلل سيخاف حين يحتجزه بهذا المخزن,
ويتوسل الغفران, لكنه مخطئ, فهو لم يزده إلا حقدًا,
وبرودة بقلبه تجعله إن رآه سيقتلع قلبه دون تفكير..

تنهد مفكرًا بحلا وما يحدث معها, حين شعر بشيء يسير فوق صدره..

دون أن ينظر مد يده يُمسك به, فسمع صوت صريره يُحاول الهرب من قبضته,
رفع ذراعه عاليًا بمستوى نظره, يراقب الفأر يتلوى بيده, وصوته يعلو,

فقال بصوت أجش:" مرحبًا يا صغير..
لم يتجرأ أحد أقاربك على الاقتراب مني سواك.. أنت من تأتي كل مرة.."

حين يأس الفأر من التحرر, توقف قليلاً عن الحركة,
وحازم يُضيف:" تذكرني بتلك الخنفساء الصغيرة شقيقتي.. مزعجة.."

انحنت زاويتا عينيه بألم, يُكمل بثقل:" لا أدري إن كانت حية, أم رحلت كأبي وأمي.."

صمت قليلاً, يأخذ نفسًا عميقًا, ثم زفره بهدوء, ثم أنزل يده, يضع الفأر أرضًا فيركض بعيدًا عنه..

ثوانٍ, دقائق, أو ساعات, مرت عليه لم يعرف, حين وجد باب المخزن الحديدي يُفتح,
فينتشر الضوء للداخل,

أغمض عينيه لثوانٍ, ثم فتحهما, يلتفت برأسه, ينظر بطرف عينه بلا مبالاة مستفزة لزائره..

الذي هدر بشراسة مشتعلة نضحت من كل حرف بكلمته:" هيا.."
***********

يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 15-11-19, 11:31 PM   #55

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي


حين عادت للمنزل مع محاولاتها العديدة للاتصال به، ويقابلها الفشل بكل مرة،
زفرت بضيق قلقة مما قد يكون حدث معه،

لا تستطيع التوصل لأي معلومة؛ حتى جاك لم يخبرها فهو أيضًا يجهل الأمر،
يتعامل معها بطريقة طبيعية,
بعد حديثهما بالمشفى؛ وكأن شيئًا لم يكن..

أيام مرت على سفره ولم يتواصل معها، تريد الاطمئنان عليه وهو بتلك الحالة،
فقدان والديه يجعلها تريد البقاء بجانبه تواسيه، تخفف عنه، تخبره أنها معه؛
لكنه رحل لينفذ ما أراده والده بكل تهور دون تفكير،
والآن جاك مختفٍ منذ البارحة، كل ذلك يوترها،

مع حالة حلا التي لا تزال تحت الملاحظة وإن نُقلت لغرفة عادية,
تصاحبها تلك الممرضة "جوليا" التي أوصى بها جاك دون غيرها..

رفعت يدها تدلك حاجبها الأيمن بطريقة تلقائية،
تحتاج لبعض الراحة كي تعود للبقاء مع الصغيرة،
لكنها لا تستطيع أن تتوقف عن التفكير بحازم..

أخذت نفسًا عميقًا تزفره بقوة، ثم تحركت إلى حمامها الملحق بغرفتها،
تحتاج إلى الاسترخاء تحت المياه الدافئة..

وحين انتهت خرجت ترتدي مئزر الحمام، تلقي بنفسها على الفراش
محدقة بالسقف بعينين شاردتين،
ولم تدري متى غفت أو لكم من الوقت؟..

حين فتحت عينيها بتثاقل تتطلع حولها، استوت جالسة للحظات،
قبل أن تصلها بعض الأصوات، فأسرعت بارتداء ملابسها، ممشطة شعرها على عجل،
ثم خرجت من غرفتها لتجد جاك يتحدث بخفوت مع والدتها..

بخطوات مهرولة اتجهت إليه, تسأله بلهفة:" جاك.. حازم.. هل علمت عنه شيء؟.."

أظلمت نظراته وقد اكتسى وجهه الجمود، مما جعل قلبها ينتفض بهلع،
عيناها تطالبه بالحديث، وقد شحب وجهها،

إلا أنه رحمها من تلك الهوة السوداء التي كادت أن تسقط بها،
قائلاً بصوت مكتوم:" لقد عاد.."

شهقة ارتياح خرجت من بين شفتيها، تسأله سريعًا:" متى عاد؟.. كيف حاله؟.. أين هو؟.."

نظراته المتفحصة بتدقيق جعلتها تبتلع ريقها بصعوبة،
ثم أجابها بجمود:" بالمشفى مع شقيقته.."

هزت رأسها سريعًا تتلفت حولها باحثة عن شيء ما بتشتت،
حتى وجدت حذاءها وحقيبتها، تسرع بالرحيل،
حين وصلها صوت جاك القاتم بتحذير:" جيلان.. لا تسألي حازم عن شيء الآن.. دعيه لبعض الوقت.."

التفتت برأسها تنظر إليه بتعجب، لكن نظراته جعلتها تهز رأسها موافقة دون حديث، ثم رحلت..
****************

يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 15-11-19, 11:33 PM   #56

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي


وصلت إلى المشفى مهرولة حتى وصلت لغرفة حلا؛
لكنها تجمدت بعينين متسعتين وقد هوى قلبها بين قدميها،
هل هذا حازم من أمامها!..

ذلك الجاثي أرضًا بجوار الفراش، مجعد الملابس،
يخفي وجهه بين طيات الفراش، يده تحتضن كف حلا الصغير السليم،
بخطوات بطيئة تحركت اتجاهه حتى وقفت خلفه،
هامسة:" حازم.."

ظنت أنه لم يسمعها، فمالت بجذعها، تضع يدها على كتفه تعيد ندائها،
فشعرت به يتشنج منتفضًا تحت يدها، يلتفت برأسه بحدة، عيناه حمراوان باشتعال مخيف,

جعلها تتراجع للخلف قليلاً، ارتجفت شفتيها، وهي ترى تلك الكدمة أسفل عينه,
لا تعرف ماذا تقول!..

لكنه عاد يشيح بوجهه عنها مسندًا رأسه للفراش مرةً أخرى،

فهمست بألم:" ماذا حدث؟.. أين كنت، ولِمَ لم تجب على اتصالاتي؟ .."

صمت مشحون عم بالمكان، قبل أن تسمعه,
يقول بصوت مكتوم جامد:" أريد البقاء مع شقيقتي بمفردي جيلان.."

نبرته أنبأتها بأن هناك خطب جلل قد حدث معه،
فعادت تقول برجاء:" أنا فقط....."

لكنه قاطعها بتشديد من بين أسنانه:" دعيني وشأني مع شقيقتي.."

ابتلعت غصة مسننة استحكمت بحلقها، تهز رأسها وكأنه يراها،
وتلك الدموع المتجمعة بعينيها تكاد تخنقها،
فهمست باختناق:" سأكون بالخارج.."

ثم خرجت سريعًا ترتمي على ذلك المقعد المعدني البارد،
تشهق باكية بحزن شديد..

بعد دقائق وجدته يخرج من الغرفة بخطوات متثاقلة,
يجلس جوارها على الكرسي المعدني, يطرق برأسه للأسفل, دون حديث..

فتجرأت هي على فتح حوار مرةً أخرى, قائلة بخفوت:" حلا ستكون بخير.."
مصاحبة حديثها, بوضع يدها على كفه المستريحة على فخذه,

رفع وجهه ينظر إليها بصمت, فشهقت بفاه مفغر,
حين رأت تلك العلامة البشعة التي تشوه صدره,
فتحولت نبرتها لأخرى ملتاعة بغضب:" من فعل ذلك؟.."

نظراته أخبرتها بأنه لم يريد الحديث, وأن تكف عن ثرثرتها,
قائلاً بجمود:" جاك أخبرني أننا سنقوم بدفن أمي غدًا.."

هزت رأسها بألم, ثم رفعت يدها تحتضن جانب وجهه,
هامسة:" أنت تتألم حازم.. تحدث معي.."

هز رأسه موافقًا, يجذبها محتضنًا إياها بقوة, فلم تستطع رؤية عيناه القاتمتين بشراسة,
يجذ على أسنانه بقوة يكاد يحطمها,
قائلاً بعنف مكبوت:" درس جديد تعلمته.. الألم يُثقل الإنسان, ويمنحه القوة.."
***************

يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 15-11-19, 11:35 PM   #57

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي


بالمقبرة يقف الجميع يشاهدون التابوت وهو يهبط بداخل القبر,
يودعون مارغريت, منهم من يبكي بحزن, ومنهم من يراقب بصمت,
والبعض الآخر قد أتى لمجرد المُجاملة..
وعلى بُعد متر وقف جاك بجوار حازم الصامت يراقب تابوت والدته, يودعها,

ضحكة ساخرة سوداء تتردد بداخله, في أسبوع واحد قد دفن والديه بأيام متفرقة,
كل منهما بالنص الثاني من الكرة الأرضية, عاشا مجتمعين وفرقهما الموت, والمكان..

غضب شديد, يحتاج لتفريغه, ولا يعرف كيف!..

وجاك يشد من أزره كعادته, بل منذ أن عادا من تلك البلاد وهو ينظر إليه بغضب,
لن ينسى بحياته تلك النظرة التي حدجه بها حين دلف عليه المخزن؛

ليجده مستلقٍ على الأرض بتلك اللامبالاة..
نظرة مفترسة شرسة, من يراه يرتعد منها,

ثم نبرته التي كانت أكثر سوادًا, وهو يأخذه ملقيًا عائلة النجدي بنظرة مشتعلة,
كادت أن تحولهم لرماد..

حتى الآن لا يعرف كيف خلصه جاك من قبضة راجي,
وماذا فعل ليصل إليه, وهو لم يسأله, ولا يريد أن يعرف..

دون أن تفارق نظراته والدته, سأل بجمود:" من السبب؟.."

لحظات مرت قبل أن يجيبه جاك بحزم قاطع:" لا أحد.. قضاء وقدر.."

_جاك..
ونبرته محذرة بقوة,

جابهه فيها دون أن ينظر إليه:" كما أخبرك.. لا أحد..
إن كان لأحدهم يد.. كنت لتجده ميتًا حين عودتك.."

جذ على أسنانه بقوة, ثم قال بعنف مكبوت:" أريد مهمة.."


_لا..

_بلى, وفورًا..

لكن جاك التفت ينتظر إليه بقوة,
قائلاً بصرامة:" قلت لا.. اذهب واعتنِ بشقيقتك.. لا عمل لك عندي.."

ثم أضاف بتشديد مشتعل:" وأقسم إن لم تنفذ أوامري..
سأريك ما معنى عصيان الأوامر..
تعافى مما أنت فيه, وحينها سأعطيك أنا دون سؤال.."

زفر بحنق من تعنت جاك, ثم بعد أن انتهوا من دفن جثمان والدته, تحرك الجمع منفضين..

لمح جيلان تتحرك بعيدًا, فلحق بها, ليراها تتحدث بالهاتف, وعلى وجهها علامات الانزعاج,
اقترب أكثر يسمعها,

وهي لم تره منشغلة بذلك الغاضب بطريقة لم تعهدها من قبل,
فتقول بضيق:" فاتح لن أستطيع.."

ومحدثها يهدر بعصبية:" جيلان لقد اتفقنا منذ شهر على الأمر.. ما الذي تغير؟.."

زفرت بيأس, تجيبه:" لا أستطيع ترك حازم بهذه الظروف.. أنا....."

فيقاطعها بجنون تلبسه دون أن يعرف سببه:" حازم.. حازم.. حازم..
دومًا تقحمينه بحديثنا..
لا أهتم بما يحدث معه.. فقط ما أعرفه أنكِ ستأتين وإلا...."

نبرته الآمرة بتسلط, جعلتها تعقد حاجبيها, قائلة باقتضاب حانق
تتمرد على أوامره لأول مرة:" آسفة فاتح.. حازم بحاجة إليََّ..
لن أستطيع القدوم.. سأتصل بجدتي وأخبرها.."

وصلتها نبرته المترقبة بتحفز:" هل يعني أن حازم أهم من رؤيتكِ لعائلتكِ.. رؤيتكِ لي!.."

ابتلعت ريقها بصعوبة, تتنهد بيأس, لا تعرف بماذا تُجيب,
فوصلها صوته الجامد:" حسنًا جيلان.. كما تشائين.."

مُغلقًا الهاتف بوجهها, دون أن يدعها تتحدث, فنظرت للهاتف بدهشة,
قبل أن تلتفت فترى حازم الواقف يراقبها بصمت مطبق,
فلوحت بيدها بحنق, قائلة بحدة غير مقصودة:" لا تبدأ.."

دون حديث جذب ذراعها, يتحركا سويًا,
حتى جلسا على أحد المقاعد الحجرية المنتشرة بالمقبرة,
تراقبه ينظر للسماء بصمت غريب عليه,

تنهدت بقوة, تمد يدها بحقيبتها, تُخرج منها لفافة تبغ,
تلوح بها أمام وجه حازم الذي نظر إليها بحاجب مرفوع,
فتقول بهزة كتف مدعية المرح:" ظننتك بحاجة إليها.."

التوى جانب شفتيه بابتسامة صغيرة, قائلاً بهدوء:" آخر مرةً فعلناها كدتِ تختنقين..
وأقسمتِ ألا تفعليها مرةً أخرى.. هل حالتي بائسة لهذه الدرجة لتشفقي عليَّ!.."

مطت شفتيها للجانب بعدم اكتراث, ثم قالت:" ربما.. اليوم سنقوم بما تريده.."

التمعت عيناه بخبث, ففهمت ما يُفكر به, لتضربه بكتفه,
قائلة بحنق مصطنع:" إلا هذا أيها الوقح.."

أخرجت من حقيبتها قداحة, تُشعل بها لفافة التبغ, ترفعها لشفتيها تأخذ منها نفسًا,
فتسعل, وهي تمدها لحازم, فيأخذها يمج منها,

زافرًا دُخانها لأعلى, يراقبه وهو يتلاشى شيئًا فشيئًا,
وضعت رأسها على كتفه, تسمعه يقول بسخرية:" يا له من يوم رائع..
جيلان تُحضر لي لفافة تبغ, ومحشوة ندخنها بالمقابر.. كم أنا فخور بكِ.. من أين حصلتِ عليها؟.."

_لن تريد أن تعرف..

_ابهريني..

_تهكير برامج لبعض المراهقين..

هز رأسه بخفة, وقد ارتفع حاجباه, يمج من اللفافة,
قائلاً بدهشة:" حقًا ابهرتني.. تطور ملحوظ عزيزتي.."

دون أن تبعد رأسها عن كتفه, لفت ذراعيها حول ذراعه تحتضنها,
هامسة بنعومة:" كل شيء سيكون على ما يرام حازم.."

فعاد يهز رأسه مرةً أخرى موافقًا, يقول بنبرة غريبة
وإن كانت خشنة بعض الشيء:" سنكون بخير أنا أعرف.."
*****************




pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 15-11-19, 11:36 PM   #58

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

انتهى الفصل الرابع
قراءة ممتعة
دمتم برعاية الرحمن



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 17-11-19, 02:31 AM   #59

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

ايه القسوة والجبروت اللى فى راجى دا
ياعنى موت ابنه مخلهوش يشفق على حفيدة شوية انسانه قاسى معدوم القلب
فاتح دا حقود وانا مش طايقاه

حازم غضبان وحالته صعبه جدا صعبان عليا ربنا يستر وغضبه مايخلهوش يعمل مصيبة

حبيت دعم جيلان ليه باالعند فى الزفت فالح
تسلم ايدك ياديدى ياقمر


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 19-11-19, 12:34 PM   #60

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
ايه القسوة والجبروت اللى فى راجى دا
ياعنى موت ابنه مخلهوش يشفق على حفيدة شوية انسانه قاسى معدوم القلب
فاتح دا حقود وانا مش طايقاه

حازم غضبان وحالته صعبه جدا صعبان عليا ربنا يستر وغضبه مايخلهوش يعمل مصيبة

حبيت دعم جيلان ليه باالعند فى الزفت فالح
تسلم ايدك ياديدى ياقمر
راجي النجدي عقلية متحجرة مش ممكن يتنازل عن افكاره
فاتح حقود فعلا وبيغير من حازم مهما نظرله بدونية
حازم غضبه مبرر وجواه جنون بيحاول يفرغه بأي طريقة بس جاك ليه بالمرصاد
جيلان رغم رغبتها انها تكون مع فاتح لكن حازم الاولوية وده لانه دايما جمبها
تسلميلي يا ايمي😘😘


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:09 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.