آخر 10 مشاركات
نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-12-20, 03:25 AM   #1341

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,921
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي






راشد


افتش عن ذلك البنك الذي يقرضتي عمرا جديدا
لأعيشه معك ..
ثم اعلن بعد ذلك افلاسي



duaa.jabar likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Nesrine Nina ; 28-12-20 الساعة 04:20 AM
Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 28-12-20, 04:10 AM   #1342

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,921
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي



رنوة

لماذا أراك على كلّ وجـــه
فأجـــــرى إليك وتــأبى خطايـــــا
وكـــــم كنت أهـــرب كي لا أراك
فألقــــــاك نبضا ســـرى في دمايــا
فكيف النجــــوم هوت في التــــراب
وكيف العبيــــــــر غـــدا .. كالشـظايا
فـكيف الرحيل وكل الطرق تؤدي إليك
وكيف الهروب وأنا أهرب منك إليك


duaa.jabar likes this.

Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 28-12-20, 04:15 AM   #1343

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,921
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي



ألماسة


في مرارة الشوق ..حين تجف الكلمات .. وتذبل الاحرف بين الشفاه ..نتجرد من قدرة ألسنتنا على النطق ..ونحترف الصمت


..

duaa.jabar likes this.

Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 28-12-20, 04:16 AM   #1344

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,921
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي


فؤاد

بعض المواجع ننساها وندفنها
وبعضها في صميم القلب تكوينا
فإن أتتنا من الأغراب نهملها
وإن أتتنا من الأحباب تؤذينا



duaa.jabar likes this.

Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 28-12-20, 09:51 PM   #1345

االمااسة

? العضوٌ??? » 482529
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » االمااسة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nesrine nina مشاهدة المشاركة
كلنا بدنا تكثر من مشاهد فؤاد وألماسة هههه
بحس أني في عالم تاني لما أقرأ مشهدهم
يعطيها العافية نورهان مبدعة فعلا
😍😍😍
اي والله اكثر ثنائي محبوب 😁😁رغم كل ثنائي وله مميزته الا انو فؤاد افندي والماسة خاتون رقم واحد 🤩🤩


االمااسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-20, 10:18 PM   #1346

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور لنورهان بجد احداث بتشد كلمالها اكتر واكتر

ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-20, 11:54 PM   #1347

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 57 ( الأعضاء 20 والزوار 37)
‏ميمو٧٧, ‏tafanegm, ‏nada alamal, ‏emy e m, ‏حبة الكراميل, ‏Seham elhenawy, ‏almoucha, ‏Hala yehia, ‏ام فارس طويل, ‏Um-ali, ‏DEE92, ‏Quranlover2009, ‏الفجر الخجول, ‏عماد فايز, ‏Om noor2, ‏Racha785, ‏االمااسة, ‏ام زياد محمود, ‏شجن المشاعر, ‏ندى الحمدان


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-20, 12:03 AM   #1348

االمااسة

? العضوٌ??? » 482529
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » االمااسة is on a distinguished road
افتراضي

لاول مرة اسجل حضور لرواية 😍😍😍
I am so exciting 😍😍😍


االمااسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-20, 12:05 AM   #1349

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي




البريق الرابع والعشرون
( عبقرية المكان )


تعالت أصواتهم الضاحكة في مقهى المسرح احتفالا بنجاح الحفل ، تجمعوا بكل أناقتهم في اللون الأسود الموحد للفرقة وكل سعادتهم مع أهلهم والفخر يعنون الاجواء ، ليس سهلا أن تربي جيلا يرفع رأسك بأفكار رأسه

يحيط أكرم بخصر دموع يتهامس معها فيسمع صوت أمجد

" لكن المفاجأة حقاً كانت استقبال الجمهور لأكرم .. بدا أن الكثيرين يعرفونه وينتظرون صوته "

ابتسم أكرم مجيبا وهو يقرب دموع إليه

" أنا ودموع لدينا اصدقاء مشتركون تعودوا حضور حفلاتها وهذا العام أرادوا رؤيتي معها على مسرح واحد "

هتف أمجد ضاحكا

" أنت ودموع !.. بعدما مثلتما علينا ودخلت أول يوم تتعرف عليها كأنك تراها للمرة الاولى وفجأة .. دعوة عقد قران ونكتشف أنكما جيران ! "

زفرت فجر بضيق من كلام أمجد اللاذع كعادته لكن أكرم قال بلباقة

" ايضا كانت مفاجأة حقاً أمجد .. دموع لم تكن تعرف اني ساتقدم لقسم الأصوات بالمعهد وانضم للفرقة .. لم ترد أن تظهر معرفتها بي حتى لا تقبلوا بي لأجلها .. نزيهة حبيبتي ! "

علت ضحكاتهم ودموع تعبس مبتعدة برأسها عن كتفه تسأل

" هل تسخر ؟! "

بسط أكرم كفه على صدره يرد بتعقل مصطنع

" لا حبيبتي لا استطيع .. لقد وقعت في الفخ وانتهينا "

ابتسامة باهتة على شفتيّ فجر وسط الضحكات الصاخبة جذبت نظر مصطفى فاقترب متسائلا بخفوت

" ما بكِ فجر ؟! "

هزت كتفها بلا شيء فابتسم قائلا

" المفترض أن تفرحي بنجاحكِ .. كنتِ ممتازة كالعادة .. سيدة الإلقاء كما لقبتكِ بالبداية "

ظلت صامتة بتلك البسمة الحزينة تتذكر ما انكسر فيها بالامس فتابع

" لاني أحب صوتكِ "

التفتت متفاجئة عيناها تتسعان بدهشة تلميحه في التوقيت الخاطئ تماما ، وربما شعر بالخطر وهو يرى زايد قد حضر اليوم
ردت بنبرة عادية

" شكرا مصطفى .. أنا أيضاً أحب عزفك على البيانو "

ابتعدت عنه لتندمج وسط اصدقائها وتخفي الكلام ببعضه وهى تقول

" هل رأيتم كيف صفق الناس حينما ذكرنا خالد سعيد وأحمد بسيوني ؟.. الناس لم تنسهم إلي اليوم .. كانت فكرة رائعة من أكرم أن أضيف اسماءهم لقصيدة البداية "

نظر مصطفى إليها صامتاً واجماً ، مدركاً أن فرصته ضاعت ، بينما قبض أكرم يده بحالة مشابهة مشددا على خصر دموع بذراعه الاخرى فسأل أمجد

" الجميع يعرف أن خالد سعيد كان شرارة الثورة الاولى لكن لمَ ذكرت أحمد بسيوني تحديدا أكرم ؟ "

رمقته دموع بغضب قبل أن تمسك كف أكرم الباردة تدعمه بقوة وهو ينظر إليهم بشجاعة قائلا

" لأن هناك تشابه بيننا .. أحمد كان يستخدم الكاميرا ليصور ما يحدث بالميدان والشوارع ويحذر المتظاهرين من أماكن إطلاق الرصاص التي يكشفها بعدسته قبل أن يموت .. رحمه الله .. أما أنا كنت استخدم هاتفي لأصور ما يحدث أيضا .. وحين رآني أحدهم اطلق عليّ رصاصة أصابت زميلاً لي .. وبينما احمله على كتفي وأركض به لحقني اخر وأخذني .. فجأة وجدت نفسي بالسجن ثم متهماً بقضية تهريب المساجين .. هذه القصة التي كنت اؤجل روايتها لكم اثناء التدريب "

هز أمجد رأسه متنهدا ثم قال بأسى

" غريب .. أنت سُجِنَت ظلماً في نفس القضية التي قُتِلَ فيها الملازم أحمد أخو دموع حين هجم المجرمون على السجون لفتحها فقتله أحدهم ! "

أخفض أكرم رأسه إليها يلمس خدها بحنان فالتفتت إلي والدها جمال دامع العينين ثم اتجهت إليه تقبل رأسه مبتسمة بحزن وتمسح على شعر أختها روان التي سالت منها دمعة بلا مقاومة

اتجه أكرم للزهراء وألماسة حيث تجلسان على نفس الطاولة والزهراء تنظر إليه بفخر رغم التأثر والوجع فانخفض يقبل يدها هامساً

" لقد ربيتِ رجلاً أمي .. لا تبكي اليوم "

مالت ألماسة لكتفه بالقول

" اداؤك كان رائعاً أكرم .. صوتك كان صافياً وجميلاً .. مبارك مرة أخرى "

ضمها لصدره قبل أن يعلو صوت فجر جاداً حازماً جاذباً الجميع

" رحم الله الجميع .. ورحم الله أبي أنا أيضاً .. هذا هو المشترك بيننا .. هنا جميعنا له قطعة من روحه بقلب الميدان .. قلتها لدموع يوماً وساقولها لكم .. ثورة هى الفكرة والمبدأ والحلم .. هى ثورة على كل شيء قد يضعفنا أو يلغينا .. ثورة هى روح أصواتنا وقلوبنا .. هى المحفز بداخلنا .. لا شيء ولا شخص لأن كل شيء زائل وكل شخص راحل .. أما الحلم والفكرة لن يزولا .. والمبدأ لا يتجزأ "

عند باب المقهى رأته يقف ينظر إليها بابتسامة مأخوذا بها ، مختلفة ومحاربة وساحرة .. امرأة فرعونية ينقصها التاج على فستانها الأسود الألماسي
فجر امرأة كالكوكب تدور لكن بثبات الراسيات
فجر امرأة تختصر في الحياة كل المسافات
فجر امرأة لا يمكن أن تقف على حافة قلب .. بل لا تصلح إلا بمنتصف القلب .. ألماسة بمنتصف الفؤاد !

استدارت فجر عنه بغضب يتفجر بكل كيانها وبغريزة ما وجدت نفسها تتجه لتقف جوار مصطفى وهو يؤكد كلامها بهدوئه الوقور

" صحيح .. وهذه الروح ظهرت اليوم والجميع يعرف مبدأنا وأهدافنا "

قالت ندى بصوتها المبتسم بالأمل تسأل أكرم ودموع

" واستكمالا لاحتفالنا .. اخبراني متى سيكون الزفاف ؟ "

ابتسمت الزهراء وهى تمسك بيد ولدها فأجاب أكرم ناظرا لدموعه

" تبقى القليل وينتهي بناء البيت وبعد تجهيزه سنحدد الموعد "

تجهم وجه زايد وهو ينظر لفجر بعينين غاضبتين .. ثم اختفى.






وصل أكرم بالسيارة تحت البناية فوجد سيارة ألماسة حيث وصلت قبله مع الزهراء ، نزل جمال من جواره يتكئ على عصاه فتساعده روان حيث كانت تجلس مع دموع بالمقعد الخلفي

دخلوا بناية عبد الجليل فأشارت دموع لأختها بخفاء أن يصعدا هما لتبتسم روان ويعلو صوتها بخبث

" هيا أبي لنصعد نحن .. دموع تريد التحدث مع أكرم ! "

لكمتها دموع بكتفها وهى تسبها سراً بينما يضحك أكرم بلا صوت وهو يقف بالمدخل ليصعد جمال قائلا

" لا تتأخري دموع "

تنحنحت لترد بجدية مبالغة

" حاضر أبي ''

ظلت مكانها حتى سمعت صوت باب شقتهم ثم استدارت تنظر إلي أكرم وهى تعض شفتها السفلى مبتسمة فتقدم خطوة متسائلا بجلافة زائفة

" ماذا تريدين ؟! "

نادته بسبابتها وهى تتراجع للخلف لتختفي في مكانهما تحت الدرج ثم رأى ضوء الهاتف ينير المكان ، ففتح زر قميصه العلوي متجهاً إليها وقبل أن تتكلم جذبها لصدره يقبل شفتيها باحتياج ثائر مبعثر
كل كلمة أعاد حكايتها اليوم أعادت معها سوط عذاب وجمرة نار لروحه .. يجاهد حتى يخرج من تحت الركام لكن أنقاضه شديدة الثقل مهما بلغت عزيمته
أبعدته دموع ضاحكة تهتف بصوت منخفض

" توقف .. لم أناديك لتفعل هذا ! "

يناورها أكرم حتى أسقطها على المقعد الخشبي القديم وجلس جوارها يختطف قبلة أخرى قائلا

" أردت فعلها منذ رأيتكِ على المسرح بهذا الفستان "

وقفت تدور بفستانها الأسود الأنيق ثم توقفت تسأل

" أعجبك ؟ "

أخذ يدها يقبلها رافعا رأسه لوجهها الجميل وقد جُمِعَ شعرها في لفة فنية ملكية يرد بشجن

" كنتِ الأجمل الليلة .. رغم أن الجميع ارتدي نفس اللون لكنكِ كنتِ الأجمل .. وصدقيني لا اقول هذا لانكِ زوجتي وأحبكِ .. لكن حتى لو بنظرة شاب لا يعرفكِ سيرى أنكِ الأجمل "

عادت دموع لتجلس تحيط لحيته بكفيها تنظر لعينيه البنية فضائية العمق ثم قالت بحرارة

" لم استطع إخبارك بكل ما أردته الليلة .. كنت في أفضل حالاتك يا أكرم .. صوتك لمس قلوبنا جميعاً .. يا إلهي .. أبهرتني .. لم يهتز صوتك أمام رهبة الجمهور .. كنت واثقاً كما أنت دائما ... كنت سأخطئ بعزفي أكثر من مرة وأنا أركز معك فقط .. خطفتني "

مال رأسه يقبل باطن يديها ليطل الخوف والدمار بنظراته مجددا هامسا

" دموع .. هيا لنتزوج في الشقة التي كنا سنستأجرها وبعد انتهاء البيت ننتقل إليه "

هتفت دموع بتذمر تقلد صوته الخشن

" حقاً ؟!.. الشقة التي تعلوكم بالبناية والتي قلت عنها بكل غضب .. أنا مجرد ميكانيكي وهذه الشقة قدر مستوايّ الآن !.. الآن بعدما صرفت نظر عنها تريد العودة إليها ! "

ضحك رغماً عنه ليرد وهو يغمر وجهه بعنقها يستنشق اللاڤندر

" وأنتِ سألتِني يومها هل استطيع الصبر وقلت هناك ما سيساعدني .. لكن لا شيء يساعدني دموع .. لا استطيع الصبر بأي طريقة ! "

أغمضت عينيها للمساته لحظات واستكانت لتلك الأفكار التي تباغتها ثم ردت

" لكن أنا صبرت "

رفع أكرم رأسه يتبين ملامحها الواجمة يشعر تغير صوتها قائلا

" لا افهم ! "

هزت رأسها المشتعل عتاباً غاضباً تتنفس باختناق مفاجئ لتقول بحرقة قلب

" أعني اني ظللت لسنوات على حبك وأنت لا تتكرم وترسل لي كلمة واحدة .. كتبت لك مائة وثلاثة خطاباً ولم أتلقَ رسالة صغيرة منك .. كنت محور حياتي وأفكاري ورفضت كل الدنيا وسجنت نفسي مثلك وانتظرت .. ولم تشفق عليّ لتوافق على مقابلتي مرة واحدة .. كيف كنت بتلك القسوة ؟.. كيف اتخذت قرارك بقطع علاقتك بي بتلك السرعة ؟! "

لم يطل صمته يحاول لمسها فتنفر منه ليتساءل

" لماذا اليوم دموع ؟.. لماذا وسط نجاحنا وفرحتنا ؟! "

لأنها أنفقت من روحها لا من عمرها ، انتظارها لم يكن قطاراً سيأتي غيره وهى على عهدها بالمحطة المتأخرة .. انتظارها كان المحطة نفسها .. وكل محطة بعدها وبعدها .. لقد ضاعت كل تلك المحطات بلا رجعة ، حتى استقلت القطار المدمَر
التفتت إليه ترمي الكلمات بقسوة ومرارة كما شعرتها طويلا

" لأنك حين قلت عني الأجمل أشفقت على نفسي .. أشفقت على نفسي من قسوتك .. رأيت رجلا مثل مصطفى يكاد أن يتوسل فجر لتعطيه فرصة وكل نظرة منه إليها تصرخ بحبه لها .. ورغم ذلك لم تعطه فجر فرصة ولو للحظة .. وإلي اليوم يظل على صمته حتى لا ينقطع الأمل ويبني بينهما حاجزا بالاعتراف .. وأنا .. بعد كل ما كنت افعله لأجلك لم استحق شيئا .. تركتني مُعلَقة ثماني سنوات .. ثماني سنوات بدون كلمة .. هل أنا حجر حتى لا اشعر ؟"

ثمة صمت يعيش ليموت حامله ، وخسارات نخسرها لنكسب أنفسنا ، وهى كانت النفس الحرة لنفسه السجينة .. وجهان لعملة نصفها بالنور والاخر بالسراب
توالت الأيام برأسه منذ البداية ، أظلمت ملامحه وجعدت شبابه وأماتت صوته وجعاً

" أنتِ قلتِها دموع .. يظل على صمته حتى لا ينقطع الأمل .. خطاباتكِ كانت أملي الأخير وطاقة الصبر التي تجعلني أعيش ولا استسلم للموت .. خفت أن تتوقفي .. خفت ألا اشعر بصوتكِ وأنا اقرأ كلامكِ وألا أشم رائحتكِ التي أنام واستيقظ بها .. قراري لم يكن سريعاً كما تظنين .. لكن عرفت اني لن اخرج مجددا إلا ميتاً .. ولم أكن لاجعلكِ تترملين على ذمة حبي "

وعلى ذمة الحب ضاع أيتاماً وثكالى ، ومن الحب نفسه ما قتل .. أكان يقتلها عشقا كما يموت ألماً ؟!
كان أكثر نبلاً وهو يحكي لها

" كتبت خطاباً باسمكِ ووضعته مع متعلقاتي حتى إذا مت تسلمه ماسة إليكِ .. كتبت فيه أن تنسيني لاني لم أعد اشعر بشيء نحوكِ وانكِ كنتِ مجرد تسلية أيام الجامعة .. ولكي اقنعكِ بكذبي كتبت أن ضميري استيقظ بعد دخولي للسجن وقررت الاعتراف لكِ بذلك "

اتسعت عيناها دامعة مذهولة وهى تحدق بوجهه القاتم واحتراق روحه وهو يتحدث بتشنج ضاربا على صدره

" أردتكِ أن تكرهيني حتى لا تحزني عند موتي .. كل ما كنت أخافه أنكِ بدلا من الدعاء لي بالرحمة سيكون بالجحيم .. لو كنتِ رأيتِ ذلك الخطاب لرأيتِ ورقة مهترئة من دموعي التي جفت عليها .. وأول ما فعلته حين خرجت مزقتها بكل الغضب الذي يملأني لاني مضطر للابتعاد عنكِ لأجل مستقبلكِ "

عانقته .. قلبها خفق بكل حرف منه ونزعت فتيل الأنانية المدججة للأنوثة
تذكرت كم ضاع وكم تقصر الحياة بكل نفس لاهث ، فلا أكثر إلهاماً للعشاق إلا رغبتهم في الأبدية المستحيلة
تغمر نفسها بجسده الصلب تهدئ اهتزازه المتألم وتمسح على ظهره بقولها الدافئ

" أحيانا انسى كم تعذبت وأتذكر عذابي أنا .. أريد أن أعاتبك طويلا يا أكرم .. وأريد أن اداويك .. لكن ساؤجل العتاب حتى تسمح لي به "

دقيقة مرت وهى تؤجل شيئا آخر ، أرادت سؤاله أين يذهب مجددا ويغلق هاتفه ؟!.. أرادت كسر ذلك الحاجز الغامض
لكن هو مَن نظر إليها متسائلا

" أرأيتِ لماذا لم أرد خطبة وأردت عقد قران ؟.. ربما الآن كنتِ ألقيتِ بالخاتم في وجهي ! "

تتفهم ملامحها ما يخافه فتطمئنه

" أنا لن اتركك أبدا .. ضع هذا في رأسك الصلب .. ألا يمكننا أن نتشاجر مثل أي زوجين ؟! "

اقتربت أكثر تلامسه يدها تتحرك على جانب عنقه مبتسمة بمكر لتواصل همساً مثيراً

" يقولون أن الشجار في الزواج مثل الفلفل الحار .. أردت بعض الفلفل ! "

هواء الليل يبرد أكثر باعثا تلك الرجفة المجنونة وهو يقف ينظر لشفتيها و.. انطفأ الضوء
وقفت دموع شاهقة تتشبث به لا ترى شيئا فهمس ضاحكا

" هل أعجبكِ الفلفل يا حبيبتي ؟! "

انحنت تتحسس المقعد حتى وجدت هاتفها وضغطت أزراره بلا استجابة فضحكت قائلة

" ليلة اخرى تحت الدرج ! "

يداه هو تتحسس خصرها في ظلام تام يرد

" كل ليالينا الحلوة تحت الدرج دموع !.. هيا لتصعدي ولا تنسي شحن هاتفكِ "

ضمها لصدره مقبلا رأسها ثم جذبها خلفه حتى الدرج وودعها مغادرا وهى تراقبه بحنان يدخل للبناية الأمامية يصعد الدرج حتى اختفى.










تصعد فجر الدرج لشقتها بإرهاق لم تشعره منذ زمن ، العادي بحياتها أن تقتل نفسها بالعمل حتى تعود فتنام بلا تفكير بحياتها
ذلك الثبات الذي رسمته لنفسها بالأبيض والأسود تلون بإرادتها ، وظنت أن ألوانه أجمل .. فإذ بها تتردى في عتمة الغربة مثله

أحيانا نتغابى عن الحقائق حتى نظل في انبهار الوهم

وصلت لباب شقتها فوجدته جالساً على الدرج أمام شقته ، ينتظر غاضبا ولا مبالياً كعادته
نظرة ألقتها عليه ثم مدت يدها بالمفتاح للباب فوقف زايد قائلا بنبرة جادة

" ليس معنى اننا تشاجرنا أن تظلي جوار ذلك المدعو مصطفى طوال احتفالكم "

لم تقل شيئا وهى تغمض عينيها زافرة بارتجاف متعب ، لم تشعر غيرة ، لم تشعر سوى باختلاف كبير بينهما ، وغضب أن سمحت لنفسها بهذا الانحدار
خطواته القوية خلفها مقترباً يقول مكابرا

" وأنا آسف على ما قلته بالأمس .. لم أكن اعرف أن أبيكِ مات في تلك الأيام لذلك تتمسكين بتلك الأفكار .. لكن أنا ايضا لم اقصدكِ أنتِ "

ألم يفهم شيئا ؟!.. كيف سمحت له بهذا الاقتراب بذريعة انه يحتاجها ؟
هى التي ما زالت تقرأ الكتب كتباً لا ملفات على شاشة هاتف ، وتزور آثار القدماء لا مقاهي الوقت الحالي ، وتخلو بنفسها في جزر لا يعرفها فيها أحد .. صحيح أن الأضداد تتجاذب .. الآن فهمت !

استدارت فجر بملامح منغلقة عما يعرفه منها ، نظرة عينيها كذلك اليوم الذي قابلته فيه صباحا شتويا باردا
بلا تعبير طالعت وجهه العابث الوسيم ، قص شعره !.. ازداد جاذبية ورجولة

لكن إنهاكها تخطى محاولات الاصلاح التي حاولتها وهى ترد متخذة القرار

" أنا لن استطيع أن أكون معك زايد .. ذلك التقارب الذي حدث بيننا لم أعد أريده .. كانت صداقة غالية عليّ .. لكن نحن لم نتوافق وأنت لن تفهمني أبداً .. أنا لا أريد معرفة شخص يجعل من كل ما افعله سخيفاً وساذجاً .. بسببك عرفت انني أخاف وأتغابى وكنت أظن انني غير قابلة للسقوط .. لا أحب سقوطي هكذا "

ابتسم زايد ساخرا لا يهتم بكل ما قالته ليكرر باستخفاف

" صداقة يا فجر ! "

وكانت سخريته كافية لتهدم الجزء الباقي له عندها ، لقد سخر من كل شيء بعالمها وتحملت .. أفكارها وعملها وتقاليدها وفرقتها وحياتها والوطن والأصول والأعراف

شعرت بقلبها سينفجر نازفاً بالألم لكن خرج صوتها هادئا فاقد الأمل

" بل ربما أكثر من صداقة .. كلما قلت لي أحتاجكِ تثير بي شعوراً من الحماية والمسؤولية نحوك .. بالبداية كنت قوية فكنت تحتاجني .. أما الآن أصبحت أتخلى عن نفسي وقوتي بجوارك فأصبحت ساذجة سخيفة .. أنت تحب الألعاب الصعبة كأي طفل .. وحين تصبح بيديك تكسرها .. تتعمد جعلها تعرف كم أنت أقوى منها .. لكن أريدك أن تعلم شيئا .. أنت لست أقوى مني .. هذه المرة أخطأت وأنت تظن أنه أصبح لك سلطة عليّ بدليل كلامك عن مصطفى الآن .. لكنك مهما ارتفعت لن تصل لمكانتي "

رفعت كفها حين رأت حاجبيه ينعقدان مصدوماً تكمل باتزانها الواثق

" لا تعتبر كلامي جرحاً لك من فضلك .. هذه الحقيقة .. أنا ثابتة صامدة لي مكان ومكانة هنا .. بينما أنت على هامش كل شيء .. لم تجد مكاناً لا هنا ولا حين سافرت .. ورغم كل هذا أنا لم اهتم .. دخلت معك عالمك وأردت مساندتك في حين أنك تسخر من عالمي وتهزأ بي .. أنت تتعالى عليّ بلا شيء .. ولن اسمح بذلك لأن كرامتي أعلى من كل شيء "

افترقت شفتا زايد ليقول شيئا لكنه صمت مطعون الملامح ضئيل الذات ، فتسلل إليها شعور خبيث بالانتصار والسمو .. شعوراً أطاعته وهى ترفع رأسها بكبرياء وتستدير لتدخل شقتها مغلقة الباب ..

ومغلقة صفحة سطرتها بتجربة مختلفة لن تنساها .. أرادت تغيير حياتها الراكدة فنفرت للضد .. ضداً تعترف انها أحبته لكنه دمر كل ثوابتها .. وما يدمر الثوابت إلا الكوارث ، وهى لن تنحني لكارثة مهما أخطأت.










بتوقيت آخر .. على طريق سريع مظلم

ظلام يشبه ما بداخله ، لا يضيئه إلا نيران الاحتراق التي تتقد داخل كل شريان به .. دماء تغلي من أصغر خلية حتى رأسه المشتعل غضباً
وذاكرة تعيد عليه صوتها الخادش

( أنت اخر واحد بالكون يمكنني أن اتقبل منه نصيحة .. اذهب وانصح نفسك أو أختك التي ... )

ينطلق بسيارته بأقصى سرعة لها في سباق الموت يسبق كل مَن خلفه ، ودوي عنيف للسيارات يخلف دخاناً طائشاً وطاقات مجنونة بالإثارة
حر لا يقبل قيودا ، ولا يتقبل بريقاً يجتاحه بفوضى غير فوضاه ..

عيناه مستعرة بالحمم التي حقنها ولم يندلع بركان صدره بوجهها ، ولا يعرف كيف امتلكت قدرة القبض على ذلك الاهتياج ؟!
رياح الطريق العاصفة تدخل من النوافذ لرئتيه تنفخ في النار تزيدها سعاراً ، نوبة معتادة من الجنون المخيف لكن لا قتلاً لها إلا بقتل نفسه معها

وصل فؤاد لنقطة النهاية منحرفا بالسيارة بصوت حاد قبل أن يتوقف على رمال جانبية ويترجل منها لاهثاً .. جسده متشنجاً وروحه تصرخ هادرة ..
صرخات أبى إعلانها لكنه أخرج سلاحه باحثاً بعينيه عن هدف

الليلة لا يحاول قتل مشاعره كما فعلها يوم شبت ناره تحت بيتها ، الليلة مشاعره هى مَن تحاول قتله بنظرة عينيها .. وكل كلمة تؤجج نبضة من شفتيها
زجاجة ملقاة بعيدا كانت ملاذ رصاصته .. أطلق وأصاب .. ورأى الشظايا تتطاير مثله
لقد كان مجددا .. خارجاً عن السيطرة .. بطريقة أخرى !.









صباح اليوم التالي

طرقت إيزارا الباب ودخلت كالمعتاد ، بمشاعر أكثر حساسية بسبب ما حدث
ينام شهاب وذراعه ممتدة جواره على هاتفه كلما رن يغلقه فاقتربت تناديه

" سيد شهاب .. الإفطار جاهز بالأسفل "

سحب نفساً طويلا متثاءبا ورفع رأسه بعين واحدة مفتوحة ينظر للجمال الأسمر الذي اكتشفه قائلا بتعمد

" صباح الخير يا نهر الخمر "

مطت شفتيها بارتباك والتفتت تغادر فوجدت كفه تمسك يدها يجذبها لتقع جالسة جواره بالقول المشاغب

" كنتِ تردين صباحي أو على الأقل تبتسمين في وجهي إيزارا ! "

شدت يدها من كفه بلا جدوى وهى ترد برسمية فصحى

" من فضلك سيد شهاب لدي عمل "

أبعد غطاءه معتدلا على السرير ينظر للعينين السوداوتين وإبهامه يتحرك على ظاهر يدها مجيبا بنفسه يمازحها

" لم تفعلي لأن هناك ما تغير منذ تلك الليلة .. ربما نظرتي لكِ بعدما كنتِ صلعاء ! "

اتسعت عيناها أكثر بطريقة محببة مندهشة فبدا وجهها أكثر براءة جعله يبتسم متسائلا

" ثم لماذا لم تنزعي هذه الأوشحة عن رأسكِ ؟!.. ألم آمركِ بذلك ؟! "

زمت شفتيها الممتلئة وهى تنظر له بصرامتها الطبيعية فمال رأسه مدققاً بتلك الشفاه البرونزية الساحرة لتهتف معترضة

" سيد شهاب .. إن كان هناك شيء تأمرني به في صميم عملي فتفضل ودعني أغادر "

اتسعت ابتسامته التي طالبت بها قبلاً ليبدو أكثر حيوية ووسامة يجيب

" نعم إيزارا .. حرري شعركِ .. توقفي عن قول سيد قبل اسمي ونحن وحدنا .. وأريد قهوتي "

تتعجب ملامحها فتتحامل بالمزيد من الصبر لترفض أوامره بالقول المهذب

" إذاً سأجلب لك قهوتك سيد شهاب "

بلحظة سحبت يدها لتهرب لكنه نهض مسرعاً ليغلق الباب ويحتجزها بين يديه المستندة على الجدار حولها قائلا بجدية

" أنتِ لا تصدقين ما يحدث أليس كذلك ؟.. منذ أيام لا أفكر إلا بكِ إيزارا .. أتخيلكِ بكل لحظة بذلك الفستان الذهبي والشعر الناعم .. وأريد أن أكرر تلك الليلة مجددا .. أنا .. "

نظراته الحارة تطوف على وجهها الهلع يكتشف المزيد من الإثارة تنعش عروقه مكملا

" أنا مهتم بكِ "

تتراجع برأسها للخلف تحدق في وجهه بارتياع وهى تتساءل بلغة عربية متكسرة

" ما الذي تقوله ؟!.. هذا خطأ في أعرافكم وتقاليد بلدي "

عادت ابتسامته على بطء شفتيها بمخارج الحروف المتراقصة ، يشعر برغبته كرجل تجاه كل شيء غريب بها ، تجاه جاذبية إفريقية بنكهة الذهب
قلبه ينتفض بضخ الدماء لرأسه بذلك الوهم الذي يقدم النشوة للجسد فيترنح سعادة .. دوبامين !
يستجيب لجنون لمسها ممررا أصابعه على خدها بالقول

" أحب لغتكِ إيزارا .. ويجذبني لونكِ الأسمر هذا بطريقة تقتلني .. ملمس شعركِ ما زلت اشعره على يدي .. حتى اني أحب اسمكِ إيزارا "

ارتجفت ساقاها مع جسدها ودقات قلبها تخون الواقع لتنزل ذراعه ثم تتحرك لتفتح الباب تقول بخوف قبل أن تغادر

" من فضلك .. هذا خطأ .. خطأ "

أطرق شهاب متخصراً ليهمس

" وهل هناك شيء يعد خطأً بهذا البيت ؟! "

شيء يغشي عقله مجددا كالسحر!.. تلك الجرعة الإدمانية من دوبامين السعادة في أنثى الشيكولاتة !
وانفجار الرغبة بدمائه وهى في محيطه تكسر باب الكآبة الذي دخل فيه ، حالة الاستكشاف التي تحفزه من جديد للحياة
تذكر موعد اليوم ففتح هاتفه يطالع برنامجه ثم أرسل رسالة أنه مستعد للرحلة القادمة .. لكن أولاً .. هناك محفز آخر بانتظاره !.








بحث شهاب بعينيه عنها في قاعة الندوات بالكلية بلا جدوى ، المفترض وجودها باعتبار اتحاد الطلاب يشرف على تنظيم الندوة ، لا يصدق انه أتى من مدينته إلي مدينة أخرى ليعتذر !.. لكن كي يعود نفسه عليه تصحيح تلك الأوقات التي تصرف فيها على انه فؤاد

بدأ خمسة من الأساتذة في اعتلاء المنصة متخذين أماكنهم وهدأت الأصوات ليخفت الضوء قليلا وتفتح شاشة كبيرة عليها صورة موضوع الندوة وأحدهم يتحدث بصوت إذاعي

" سعدت بحضوركم اليوم واهتمامكم بموضوع الندوة عن موسوعة تعد مرجعاً دائماً لدراسة مصر .. كتاب ( شخصية مصر ) للدكتور جمال حمدان يناقش مصر أرضاً وزماناً ومكاناً وحضارة في أربعة مجلدات متفردة للماضي والحاضر والمستقبل "

عرضت الشاشة صورة كبيرة للكاتب وهو يتابع

" الدكتور جمال حمدان يعتبر أعظم جغرافياً عرفته مصر .. حيث نقل الجغرافيا من كونها علماً للمتخصصين إلي مادة مناسبة لمختلف القراء .. فهو يرى انها ليست علم التضاريس والموقع ولكن يقول أن الجغرافيا هى تلك التي إذا عرفتها عرفت كل شيء عن نمط الحياة في هذا المكان "

صور كثيرة لعدة طبعات للكتاب منذ عامه الأول وحتى الطبعة الأخيرة ظهرت مواصلا

" رغم أهمية الموسوعة إلا أن كثيرين تثاقلوا عن قراءتها بسبب حجمها الضخم وكم المعلومات بها .. ورغم بعض النقاط التي تم انتقادها لكن جمال حمدان استطاع كشف تلك العلاقة بين الأرض والزمان والمكان والإنسان .. تلك الروابط التي لا يراها إلا عبقري وباحث متميز ومبدع بمجاله .. سنبدأ بنبذة عن الاجزاء مع العرض التوضيحي ثم مناقشة حياة الكاتب وكل جزء على حدة ثم تلقي اسئلتكم "

عرض متحرك لخرائط وصحراوات لون الشاشة وأستاذ آخر يتكلم عن النقطة التي سيتناولها

" الجزء الأول عن شخصية مصر الطبيعية .. ذاكراً أن مفتاحها هو البساطة .. بساطة وجهها ومناخها والجيولوجيا فيها .. ويبدأ من نواة الماضي ليتابع سلسلة تغيرات البحر من طغيان وانحسار ثم تحليل شامل لخريطة مصر .. ثم خصص باباً كاملاً للصحراوات بكل أبعادها كالشكل والتكوين والخصائص والموارد والطبيعة البشرية .. ثم باب يدرس تاريخ نهر النيل بظهوره وحركته وتكوين الدلتا ومجراه على مدار السنين "

طال العرض لثلاث دقائق بصور توضيحية ثم تلته صورة للجزء الثاني ثم بدأ العرض الثاني مع صوت الأستاذ الثالث

" وينتقل في الجزء الثاني لشخصية مصر البشرية .. ذاكراً أن مفتاحها هو التجانس .. فنجده في الجانب المادي والعمراني والحضاري من زمن الفراعنة حتى ثورة يوليو ومراحل تغيرها .. موضحا خريطة مصر الزراعية التي يحكمها الرى والحرارة والسكان الذين خصص لهم فصلا بعنوان التجانس العمراني .. متناولا فيه توزيعهم وعلاقة كل العوامل بذلك التوزيع .. ثم تطرق إلي أعمال الانسان من كل الفئات وطريقة تفاعله مع بيئته .. ثم فصلاً لدراسة أصل ونسب المصريين وتأثير الهجرة إليها .. ومن خلال الفصول القادمة ناقش تراجع مصر عن السبق الحضاري ومناخها السياسي قائلا أن مصر وطن سياسي طبيعي .. وذلك لأنها تستمد قوتها من إحاطة الصحراء والبحار لها "

عقد شهاب ساعديه منتبهاً بعد أن وجد الموضوع مفيدا لعمله أيضا والأستاذ يكمل

" وفي هذا الجزء يحلل كيف تحولت مصر من أول امبراطورية في التاريخ إلي أطول مستعمرة عرفها العالم .. ليخوض في تفاصيل أربعين عاما وفترات الازدهار والانتكاس والاستعمار الاوروبي والفرنسي والبريطاني .. متناولا جوانب قوتها وضعفها باعتبارها قلب العالم "

نظر جانباً لتوافد بعض الضيوف فرآها أخيرا ، تلك الفتاة التي صرخ بوجهها برحلة سيوة .. تساعد الضيوف في الوصول لكراسيهم ثم خرجت
عاد ينظر للعرض الثالث مع كلمة أستاذ آخر

" أطلق حمدان بعدهما الجزء الثالث وهو شخصية مصر التكاملية الذي يتضمن كل ما له علاقة بالاقتصاد .. ومفتاحها هو التكامل .. ليقدم شرحاً تفصيلياً عن الصناعات بمصر من أصغرها وحتى المعدنية الثقيلة موضحاً المقومات التي لم يستغلها أحد "

مع العرض الأخير بدأ الأستاذ الخامس كلمته

" ثم صدر الجزء الرابع عن شخصية مصر الحضارية .. وقدم فيه دراسة للمجتمع والثورات والديمقراطية والتغيير .. ودراسة للقاهرة وعواصم مصر من بدايتها متعرضاً لكل مشكلاتها كالاسكان والتلوث والطرق .. ثم توجهات مصر مع القارات الاخرى موضحاً أن التوسط والاعتدال سمة دائمة فى مصر .. ويعرض بعدها باباً تفصيلياً بعنوان مصر والعرب "

اقتباسات من الكتاب كُتبت على الشاشة مع قراءته لها

" ومن أهم ما قاله في الكتاب ( إن ما تحتاجه مصر أساساً إنما هو ثورة نفسية ، بمعنى ثورة على نفسها أولاً ، وعلى نفسيتها ثانياً ، أي تغيير جذري في العقلية والمُثل وأيدولوجية الحياة قبل أي تغيير حقيقي في حياتها وكيانها ومصيرها ) "

ظهرت اخر صفحة من الكتاب ثم تم تكبير النص ليقرأه

" ويختتم جمال حمدان كتابه بالقول ( لعل الاختبار النهائي لزعامة مصر قد يرقد في أن ترقى إلي مسؤوليتها عن استرداد فلسطين للعرب ، وإذا صح أن نقول انه لا وحدة للعرب بغير زعامة مصر ، فربما صح أن نقول انه لا زعامة لمصر بين العرب بغير استردادها فلسطين للعرب ، لانه لا وحدة للعرب أصلا بدون استرداد فلسطين ) “

اختتم الأول الحديث حين عرضت الشاشة صور للكاتب في مراحل عمرية مختلفة قائلا

" رحم الله جمال حمدان .. هو الذي قال أن ( بلادنا قد تخصصت في إهالة التراب على عباقرتها وهم أحياء وتمجيدهم وهم أموات ) “

أظلمت الشاشة وعاد الضوء فأغلق أوراقه بالقول المبتسم

" الآن سنأخذ استراحة قصيرة ثم نعاود مواصلة ندوة اليوم .. شكرا لحسن استماعكم "

ظل البعض جالساً مع خروج البعض الآخر فتلفت شهاب حتى وجدها ثم اتجه إليها عند باب القاعة الآخر، منشغلة بعملها فتمر عيناه عليها من بنطالها الجينز وقميصها الأسود وذيل الفرس بشعرها
حول عنقها سلسال عريض به بطاقة تعريفية كونها من اتحاد الطلاب ليقف خلفها بقوله

" دنيا الراوي ! "

التفتت مبتسمة بروتينية لتتلاشى ابتسامتها حين رأته ويشتد وجهها بتعبير صارم جعله يبادر مبتسما

" أنا آسف لما حدث مني .. صدقيني لم أصرخ في فتاة هكذا من قبل .. أرجوكِ تقبلي اعتذاري "

ارتفع حاجباها بتكبر رسم كل ملامحها الجميلة الواثقة لتتذكر كلامه يومها فتسأل بهدوء

" أنت هنا بجامعتي .. مَن يتقصد مَن اليوم ؟! "

يحدق في عينيها السوداء حادة النظرات مجيبا

" صحيح .. وأنا هنا لأعتذر "

ثبت وجهها بثقة تصل للغرور رغم الشك داخلها لترد بلا اكتراث

" لا بأس .. اعتذارك مقبول "

تحركت خطوة فتحرك معها يوقفها متسائلا بلطف

" ماذا حدث بشأن مقالاتكِ بمجلة الكلية ورغبتكِ في القسم السياحي بها ؟ "

رفعت دنيا كفها لترد باستعلاء

" آسفة عليّ أن أذهب .. ليس لدي وقت "

غادرت من القاعة ففغر شهاب فمه بذهول مكتوم النطق وعيناه المتسعتان تراقب تحركاتها بالخارج ليسب نفسه على كل ما يفعله بها.









علا صوت روينة من المطبخ وهى تجهز كوبين من العصير لها ولداليا

" يا أختي الرجال مثل القضاء كلما قلنا لا نطيقهم حين نرى واحداً يعجبنا نذوب على أنفسنا ! "

مطت داليا شفتيها بخيبة أمل معدلة وشاحها الأسود ترد

" ومَن ستتكلم مثلكِ ؟! "

جاءت روينة تحمل الصينية تضعها أمامها وتجلس بنهاية الأريكة قائلة

" أنا اتكلم عن تجربة .. نفس ما حدث لي مع عماد .. كنت قد كرهت كل الرجال وحين قال أريدكِ في الحلال وقعت ! "

أخذت الكوب تشرب نصفه دفعة واحدة ثم قالت بابتسامة متحسرة

" وقعتِ واقفة يا أختي !.. ليس كل الرجال مثل زوجكِ روينة "

بسطت روينة كفها في وجهها هاتفة

" الله أكبر .. حفظه الله "

مرت عينا داليا على عباءة روينة الحريرية الزرقاء المزينة بالماسات كأثواب الملكات وشعرها الناعم باهتياجه الطبيعي لتخفض بصرها واجمة لعباءتها السوداء المتهالكة تقول

" لا تقلقي حتى لو كنت أحسدكِ لن اظهر ذلك ! "

رفعت قدمها تدفعها في ركبتها ترد ضاحكة بنزق

" تباً لصراحتكِ ! "

أنهت داليا كوبها عله يثلج ألمها وحقدها ولو كان ضئيلا لتأخذ الكوب الاخر تشير لروينة أنها ستشربه وتسأل بلؤم

" لكن اخبريني حقاً .. ألا تشعرين بالغيرة من زوجتيه ؟! "

نظرت روينة جانباً بجمالٍ غائم ليلفت نظرها حبيبات لامعة من السكر على الطاولة فتنهض للمطبخ وهى تجيب

" بالطبع .. نار يا داليا .. بالبداية كان الأمر ستراً وراحة .. ومجرد قبول .. لكن بعد شهر واحد من زواجنا أحببته "

تراقبها داليا وهى تحضر منشفة صغيرة وتمسح الطاولة وتنظف تحت الزهور ووعاء الشيكولاتة الغالية الذي ملأت منه حقيبتها حين جاءت فيتفاقم غيظها رغما عنها من اهتمام أختها بكل هذه الشقة الفخمة وتعاود السؤال بلا وعي بالنار التي تشعلها

" ألا تشعرين انه يظلمكِ أبداً ؟.. أنا برغم كل ما يحدث لي مع فرج لا أتخيل أن يحضر لي ضَرَّة "

استدارت تخفي ملامحها المنكسرة العاشقة لتقطع بتعقلها طريق الشيطان وهى تعلم أن داليا لا تشعر بنفسها

" ليس مع عماد .. لو رأيتِ شقق ليلة ووصال وحياتهما لعرفتِ كم هو عادل معنا جميعاً "

هتفت داليا غيظاً بلا تصديق

" يا قلبكِ !.. لم أر واحدة تتحدث عن ضرائرها بهذه الراحة !! "

تتشاغل بتنظيف طاولة التلفاز منهية الكلام

" ركزي أنتِ مع أولادكِ واتركيني بحالي "

تعرف أن داليا لها أعذارها لتحسدها لكنها لا تقصد شراً ، لطالما اختلفتا حتى بطريقة التفكير ، دوماً كانت داليا ضعيفة مستسلمة أما هى .. تعافر الصخر .. لا يهمها شيء
عادت داليا تضجع على الأريكة تعلو بمستوى اسئلتها للاحتراق

" لكن ألا تخافين أن يتزوج الرابعة ؟.. ماذا ستفعلين حينها ؟ "

‏أطرقت تضغط بكفيها على الطاولة تختنق بالظنون وعذاب قلبها بالتحامل صابراً لتستدير لأختها تقول

‏" منذ يومي الأول معه وأنا انتظر هذا .. مَن يتزوج الثالثة سيأتي يوم ويتزوج الرابعة .. مؤكد أخاف لكن لا استطيع تركه .. أليس الحب أن نقبل مَن نحب بمزاياه وعيوبه ؟!.. وهذا هو عيب عماد الوحيد وأنا تقبلته "

‏شعرت بذنب ذلك الوجع المكتوم بوجه أختها الصغيرة فابتسمت بالقول

‏" لا تحزني سأغلق هذه السيرة "

اومأت روينة متنهدة بضيق ثم سألت ‏

‏" أفضل .. المهم كيف حالكِ مع فرج ؟ "

انكسرت عيناها تخفضهما أرضاً فاقتربت روينة تكرر باهتمام

‏" اخبريني داليا "

ترددت قليلا ثم أجابت بارتجاف الذكرى

‏" تشاجرنا منذ أيام و... رفع السكين عليّ "

‏شهقت روينة تضرب على صدرها لتصيح بغضب

‏" المجنون ابن .... .. لماذا ؟ "

‏تهتز داليا وهى تقبض على عباءتها ترد ساخطة

‏" أراد قُرط أذنيّ لانه يحتاج للمال للمخدرات التي يشربها "

‏انحنت روينة تزيح وشاح أختها عن أذنيها لترى جرحاً ظاهراً بواحدة والأخرى مغطاة بالقطن واللصق الأبيض دليلا على قطعها فخرج صوتها جهوريا عنيفا آمرا

‏" والله لن اسكت عنه هذه المرة .. هيا معي لتقدمي فيه بلاغاً في قسم الشرطة "

غطت أذنيها شاهقة بالبكاء لتنكمش بخوف السؤال

" لا روينة لا استطيع .. ماذا سيقول الناس .. والاولاد ؟.. هل أسجن أباهم بيدي ؟ "

ضرب الذهول روينة فضربتها بكتفها بقوة وصوتها يعلو صافعا مشمئزا

‏" تباً لغبائكِ .. تستحقين .. كم مرة قلت لكِ اطلبي الطلاق ؟.. خيانة ومخدرات ولا لزوم له .. ماذا تنتظرين ؟.. أن يقتلكِ أو يقتل أحد أولاده وهو ليس بوعيه ! "

‏صرخت داليا بمرارة وغضب

‏" هل تعرفين ماذا يقولون عن المطلقة في المنطقة ؟.. الناس يخافون منه لذلك هو أفضل من ظل الحائط "

جنت ملامح روينة ‏وهى تضربها مجددا وتدعو عليها

‏" وقع عليكِ حائط أنهى أجلُكِ بدلا من هذا الذل "

‏انتبهت لصوت المفتاح بالباب وعماد يدخل الشقة ليجدهما أمامه ، روينة لاهثة وجهها ثائرا ترجع شعرها بقوة وهى تزم شفتيها بغضب واضح ، وداليا تخفي وجهها الأحمر وتمسحه بوشاحها فسأل

" كيف حالكِ داليا ؟ "

سمع صوتها مبحوحا دون أن تنظر إليه

" في نعمة "

نظر لروينة يتساءل خفية فأشارت بوجهها بلا مبالاة ثم قالت بنبرة عالية

" ساحضر لك العشاء "

لكنها كتفت ذراعيها وظلت بمكانها منتظرة !.. فرمقتها داليا بطرف عينها ثم نهضت تهمس

" أنا سارحل "

وضع عماد سترته وهاتفه وهو يفهم الوضع ثم قال

" هل ضايقكِ زوجكِ مجددا ؟.. قلت لروينة سأجد له حلاً لكن انشغلت قليلا "

عدلت وشاحها بارتباك لترد بحرج

" لا لا .. بعدما .. ضربته .. توقف عن الشجار معي "

تذكر كلامه مع روينة فعلم انها تكذب لكنه لم يرد إحراجها أكثر فاومأ برأسه قائلا بصوته الحازم

" انتبهي لنفسكِ "

تعثرت خطاها حتى الباب وهى تنظر لروينة ثم غادرت ، فأمسك عماد مرفقها متسائلا

" ماذا هناك ؟ "

لوحت بيدها بتقزز متذمرة بطريقتها المحببة

" لا تشغل بالك .. نسوة تريد الحرق ! "

انفجر عماد ضاحكا حرفيا .. من وجه شديد الجدية لمنتهى العبث هزلياً ، فرسم بسمة على وجهها الحانق وهو يجذبها إليه قائلا بتفكه

" اشتقت إليك ولكلامك يا شبح ! "

يده تختفي بشعرها يشده بإثارة ليتلقى شفتيها بعد هدنة .. أيام مرت ولم يلمسها منشغلا بإنهاء موضوع صدفة ، مسحوراً بخيال عينيها الزرقاء وغرق البحر فيهما
تلامس روينة شعيرات لحيته الخشنة وتصالح الشوق إليه بثمراتها الخاصة على رجولته .. كما يقول فراولة وتوت .. بل سحر الشبح الأحلى

ابتعدت خطوة تسحب شعرها بإغواء عينيها لتقول بتملك

" غير ثيابك حتى أجهز الطعام .. واحلِق ذقنك لانها ستضايقني "

اتجهت للمطبخ بكل ثقة وثوبها يتطاير حولها كلما خطت فارتفع حاجباه عجبا ضاحكا بخفوت وهو يمرر يده على لحيته .. نيتها واضحة !.. ورائحتها المسكية المبهجة تخدر الأعصاب .. ثم عادت ضحكته تغيب وهو يدرك جرحها القادم.




ظل صامتاً طويلا وهى تثرثر بحكايات غاب عنها ذهنه ، يتناول طعامه مفكراً فيما سيقول حتى وجدها انتهت فقال بحذر

" روينة .. ساخبر وصال وليلة أن الغداء هنا يوم الجمعة القادم .. هل يضايقكِ حضورهما إلي هنا ؟ "

لم ترد مباشرة ، افترقت شفتاها وهى تنظر له نظرة غريبة ثم ابتسمت تقول بنبرتها الطبيعية

" يضايقني !.. بالطبع لا .. هذا بيتك عماد .. فلتحضر فيه مَن تشاء "

هز رأسه مبتسماً بتوجس تلك النظرة ثم تنحنح قائلا

" لا تجهزي أي شيء بنفسكِ .. كل ما تريدينه سنطلبه جاهزاً "

صمتت لحظات أخرى بفكرة أخرى !.. لتمسد عنقها وترد مبتسمة بنعومة ماكرة

" لا أرى خطأً في أن أطبخ بنفسي "

هتف عماد بحزم كأن الأمر مسه شخصيا

" لا .. مثلكِ مثلهما .. لا تتعبي نفسكِ لأجل أحد "

وهو مسه فعلا في ذلك الاختبار الذي وضع نفسه فيه منذ زمن .. العدل .. عدل بين روينة ووصال بكل شيء .. أما ليلة فلا عدل لها عنده إلا بمالٍ يكفي ما تريد ولا أكثر
مالت روينة نحوه بعينيها المخادعة لتتسع ابتسامتها بصوتها الأنثوي الحراق

" وإن قلت لك أريد أن أجهز كل شيء بنفسي .. هذا أمر يتعلق بالنساء لن تفهمه ! "

عقد حاجبيه لحظات ثم فهم فابتسم مصححاً

" تقصدين يتعلق بكيد النساء ! "

اغترت ملامحها بفتنة فتاكة وكتفها تميل تؤكد

" ربما ! "

مال بدوره نحوها ليجاريها سراً

" لدي الحل إذاً !.. سنطلب طعاماً بيتياً وترتبينه أنتِ في أطباقكِ .. واخبريهما انه صنع يدكِ الجميلة هذه .. وسركِ في أمان معي ! "

ضحكت روينة حتى دمعت عيناها تضربه في كتفه بغنج قائلة بملامحها الكيادة

" موافقة ! "






أنهت تبديل عباءتها لجلبابٍ يلاصق جسدها المكتنز بالوردي الداكن ، وربطت مقدمة شعرها بوشاحٍ يماثله لتخرج تبحث عنه بعد العشاء
‏وما إن رأته جالساً ورأسه على ظهر الأريكة نائما حتى كتمت ضحكتها بالخيبة !
‏اقتربت تربت على كتفه لتقول بحنان

" عماد .. انهض حبيبي واسترح على سريرك أفضل "

توقف كلامها فانفلتت ضحكتها ليفتح عينيه ينظر لثوبها البلدي المهلك فزفر بانتشاء وعاد يغلق عينيه قائلا

" لن أنام لا تخافي !.. مرهق فقط .. وتوقفي عن الضحك أحسن لكِ ! "

تتمالك ضحكتها وهى تبتعد حافية برنين دلالها الذي يزين قدميها .. حلقات صغيرة تلف أصابعها وتلف الشقاوة بدمائها كأنهار العسل
بعد دقائق شعر عماد بعودتها ثم وجدها تنزع الخف من قدمه ففتح عينيه متسائلا

" ماذا تفعلين ؟! "

وضعت سبابتها على فمها تهمس بنبرة حارة عابثة

" ششش .. سأريحك ! "

تربعت بجلستها أمام الوعاء الكبير المملوء بالماء الدافئ والملح والمعطرات واضعة منشفة على رجليها ثم غمرت قدميه في الماء لتمسدهما برفق

ابتسم عماد ناظراً إليها برجولة تبلغ قمة الرضا والتلذذ .. والغرور .. لمساتها الخاصة في حياته التي لن تتجاوزها أنثى في الكون
مع روينة أدرك أن لكل أنثى لغة .. ولكل أنثى فن

ولغة روينة خلخال يرن بكعب غزال .. وفنها لوحة خمرية بالألوان الطبيعية بريشة من محبرة الغزل

رأسه يميل مجددا يتأملها بابتسامة راضية قائلا

" النساء لا يفعلن هذا الآن روينة ! "

رائحة المعطرات تجعله يسترخي ويداها الناعمة تريح الإرهاق والضغط فعليا وهى ترد

" لا يا حبيبي .. في البيوت المغلقة على أسرارها .. الله وحده يعلم ما بداخلها .. لا تصدق كل ما تسمعه ! "

عيناه تغزل فخها المدمر وهو ينظر لقوامها ملتقطا كل حركة موافقاً

" وجهة نظر ! "

وعيناها تلمعان بالدهاء لتنظر إليه ترد بجمال

" ثم إن كل امرأة تحب أن تدلل سلطانها قليلا ! "

تحب وتتعمد !.. وتفرش رموشها على الأرض ليخطو عليها .. بمزاجها !
هى التي فقهت أعراف الجمال صاحب السيادة .. وذكاء أنوثتها يرتل تعاويذ مغلقة لمكان خاص بإمضائها لا يقربه مخلوق عنده .. بعدها
فليقابل مَن يشاء .. فليحب مَن يشاء .. ستظل هى وجه المقارنة الوحيد .. يوماً سيدرك انها كل النساء

قلبه يرتج نبضاً غير مستقر الأنفاس يصدقها قولا

" إذا كنت السلطان فأنتِ ملكة قلبي روينة "

لن ينكر أن عودة صدفة أربكت كل مخططات حياته لروينة ، بعدما قرر أن يمضي حين ابتعدت وجدها عادت ووافقت ..
لكن روينة غالية .. أغلى مما يتصور أحد
قطعت أفكاره وهى تتساءل بهدوء

" لماذا تريد جمعنا يوم الجمعة ؟.. أنت لا تفعل إلا إذا كان هناك شيء هام يتعلق بنا جميعاً "

طال صمته يتوهم انها قد تنسى أو تصرف نظرا عن إجابة جارحة .. لكنها فاجأته وهى تتابع بهدوء أكبر

" أنت ستتزوج .. أليس كذلك ؟ "

رأسها منخفضاً تتشاغل بما تفعله لكن طاقات الوجع تشع من حولها فانحنى ملتاعاً يبعد يديها ويخرج قدميه من الماء بالقول

" توقفي "

لاحظ حركتها البطيئة وهى تجفف يديها كأنها تمارس كتمان الألم على كل جسدها ثم همست

" مبارك "

رفعها من ذراعيها ليجلسها جواره يحيط وجهها يسألها

" روينة .. لمَ فكرتِ بهذا ؟ "

نظرت لوجهه المعذب البعيد عن ثقته بهذه اللحظة فانحنت عيناها حزناً مجيبة

" اشعر بك يا عماد .. افهمك دون أن تتكلم "

لم يتوقع هذا الوجع الهائل الذي يشعره ، حرقة في القلب تصهر كل شيء لأجلها لكن ..
بكل إحساسه يقبل جبينها بوعده

" روينة أنا لن أتغير أبداً .. ستظلين حبيبتي وحريتي "

صدرها يعلو ويهبط باختناق تصدق ولا تصدق ، ويقهرها شعورها انها ليست كافية ، ويقهرها جبروت الرجل به ليفعلها ..
وبين الغضب والتوجع تخفي مشاعرها في أناقة حروف زائفة

" لا أنا لست غاضبة .. ربما حزينة قليلا ومقهورة بعض الشيء .. لكن المهم أن تكون سعيداً "

كما توقع رد فعلها ، إن لم يكن لحبه فامتنان لما يفعله معها .. وبأنانية مضاعفة يطلبها بلا احتمال

" لن أكون مرتاحاً إلا إذا اعتبرتِ الأمر كوجود ليلة ووصال .. لن يتغير شيء "

ابتسامة ماتت في مهد الضعف بهمسها

" اعلم .. لا بأس "

لم يكن يعرف مذاق هذا الشعور قبلا ، للمرة الأولى حرفياً سيتزوج على زوجته !
استنكرها كثيرا من الرجال وظن انه رجل لامرأة واحدة ، فإن كانت اثنتان تحملان اسمه فقط فلا ضرر بالأوراق
مذاق مر يحرق الضمير ويقبض الصدر قائلا

" لا احتمل شعور اني أناني معكِ أنتِ بالذات روينة .. ولا استطيع إلا أن اخبركِ أن الحكاية من بدايتها دوامة سحبتني ظلماً "

تلمس جرح رقبته بلين قولها وهى تظن أن الدوامة طبيعته كرجل

" لم تكن أنانياً أبداً .. لا تقل هذا .. أنا اعلم أن هناك اشياء لا افهمها كامرأة .. وفي الأول والاخر أنت لا ترتكب حراماً .. أنا سأكون بخير طالما أنت معي .. ولا تعتقد اني غير مهتمة "

شيئا آخر تفهمه خطأً فيتركها حتى لا يجرحها مطبقاً شفتيه بغضب من نفسه وهى تضيف بصعوبة

" قد أكون من منطقة بسيطة مختلفة الأفكار والعادات لكن استطيع أن أحب وأتنازل لسعادة مَن أحبه .. حين تقدمت للزواج مني قالت أمي انه متزوج من اثنتين ويريد الثالثة إذاً جيبه ممتلئاً !.. ووافقت سريعاً .. لكن أنا وافقت لأرتاح ولو بأقل القليل .. لكن بعد شهر واحد من زواجنا أصبحت كل دنيتي .. هذا ما كنت أقوله لداليا منذ قليل .. لذلك سعادتك هى أهم شيء عندي "

غمرها بحضنه بقوة وأشواك التردد والتراجع تطعن رجولته ، لكن قلبه العنيد المتملك يثور ليفعل ما يريده حقاً لمرة واحدة
ولأول مرة يدرك أن صدفة لن تعاني وحدها ، كل ما عاناه سابقاً كان فصلا .. وعذاب القادم فصلاً آخر.








على طاولة الاجتماعات بمجموعة رافع تم توقيع العقود بين الثلاث شركات في حضور صحافة الأعمال وكل مَن يهتم بالمشروعات الجديدة

يشعر أكرم ببعض الرهبة في وجود رؤساء مجلس إدارة الشركات الأخرى ، يحاول الخروج من حالته يوماً بعد يوم خاصة وأن القدر رسم له مستقبلا أفضل لم يكن يتوقعه ، لكن يعترضه الماضي خوفاً أن يحدثه به أحد

وتلك النظرات بين ألماسة وثعبان الرافعين ، تتجنبها .. ويتجنبها
إحساسها بالذنب يتخطى غضبها منه .. ويزامن غضبها من نفسها وهو يعلو عليها بلحظة كانت هى الأصغر بكلماتها المتهورة
انتهى اخر إمضاء تحت ضوء العدسات فتحدث أحدهم

" هذا العقد هو أكبر عقد تم توقيعه خلال هذا العام للشركات الثلاث .. بهذه الصفقة سيتم نقل نسبة استهلاك الفرد لمرحلة جديدة بسبب التطور الموضوع بشروط المقايسة "

يترأس فؤاد الاجتماع ثم أخذ نسخته وهو يرمق ألماسة بنظرة عابرة موضحاً بصوته الآمر

" وهو أول عقد يتم توقيعه بمجموعة رافع بحضور المهندس أكرم رافع والمهندسة ألماسة رافع .. ابناء عمي وشريكان أساسيان بمجلس الإدارة "

نظر كلاهما إليه فنظر لعيون الموجودين قائلا بثقة لا ينالها شك بعدها

" هناك بعض الأقاويل التي تخص هذا الأمر وأن هناك خلافاً بيننا لكن اؤكد أن كل هذا الكلام مجرد إشاعات .. من بينها أن المهندسة ألماسة جاءت لتعرض عليّ صفقات للسوق السوداء وحين نجحت إحداها تم توظيفها في مجموعة رافع "

يحل الغضب بوجه أكرم فيما تشمخ ألماسة بملامحها ناظرة إليهم بكبرياء وفؤاد يؤكد بصوت قاطع واضح .. ناهٍ

" لكن مَن أصدر هذه الإشاعة أغفل كونها من آل الرافعين وانها من أصحاب رأس المال فلا تحتاج لصفقة سوداء لتحصل على وظيفة .. لقد ظن انه تشابه اسماء وأصدر الإشاعة ليمس اسم رافع في صفقات سوق سوداء مستغلا اسم المهندسة ألماسة .. وهذا لتوضيح الأمر "

وقف بثبات صارم فوقف الجميع ليغادروا وهو يعود إلي مكتبه .. فقط ابتسامة لم يرها كانت تتبع مغادرته
لحقه رئيس الشؤون القانونية للمجموعة ومحاميه الخاص حتى مكتبه يبتسم قائلا بدهاء

" عظيم .. كما أدخلتها أخرجتها ومعها براءة لاسم المجموعة كلها .. وأتحدى أي شخص قد يقول اننا جعلنا أي شركة ترسل إنذارا لعملها القديم بفصلها .. لا دليل على أي شيء يخصنا .. لكن هم .. منهم فيهم ولن يقدر أحد على نطق كلمة بحقنا "

استدار فؤاد يرفع سبابته محذرا بعينين ناريتين

" نعمان .. اريد هذا الموضوع أن ينتهي تماماً .. لا أريد كلمة تمسها "

اومأ نعمان بثقة ثم قال

" بالنسبة لموضوع السكرتيرة نوال .. الفتاة محترمة بالفعل ومن أسرة متوسطة الحال .. ليس لديها معارف كثيرون وطباعها وأخلاقها حازمة بشهادة الجميع .. لا تتصنع الأمر "

هز فؤاد رأسه بلا مبالاة ، الأمر فقط انه لا يترك شيئا إلا حين يمر تحت عينيه ويطمئن له
وقف بجوار مكتبه ليشعل سيجارة فاقترب نعمان قائلا

" هناك أمر آخر يجري بالمجموعة عليك معرفته "

حركة بسيطة من رأس فؤاد أشارت له بالتحدث فخفت صوته

" أحمد مدير الحسابات .. يريد التقدم للزواج من المهندسة ألماسة "

جمدت أصابعه بالسيجارة وعيناه تضيقان بشيطانية معهودة ناظرا لمحاميه وهو يضيف

" يدرس معها ملفات الضرائب .. واخبرني أن عينيه عليها منذ فترة لكنني تصنعت الجهل واخبرته انها مخطوبة لانها ترتدي خاتم خطبة .. لكنه قال انه سأل وعرف أن خطيبها مات بحادث لكنها ما زالت في حالة حداد عليه فترتدي الخاتم واللون الأسود إلي اليوم .. لكنه سيحاول "

بلحظة ما وجد نفسه بمواجهة .. مع نفسه
إشارة فقط من يده ليغادر نعمان ويتركه بعالمه
هذا العالم المسمى بـ ' فؤاد رافع ' حيث حرب ومعاناة وظلام ..
وأنثى ماسية ظهرت فجأة بعد بحث طويل
منذ متى وهى هنا لتسرق قلوباً أخرى ؟!
وإلي متى سيكابر نفسه الأخرى .. التي تقاوم الثعبان داخله ؟!
طرقات يحفظها على الباب ودخلت .. اقتربت من المكتب ثم سمع صوتها المترفع

" لن اشكرك لأن كل ما حدث كان بسببك من البداية .. لكن ... "

استدار فؤاد ينظر لوجهها واشتعل ذلك العالم
كانت فائقة الجمال بعينيه المتقدة ، كل لمحة من وجهها تشع نوراً .. وقفتها ترمي بطاقة تمنع شيطانه ..
حين تكون هنا .. يكون فؤاد قبل أن يطلق أول رصاصة
علقت الكلمة على شفتيها طويلا لكنها وأدت خطأها بذاك الترفع العالي بكرامتها ‏

" أنا آسفة "

حين تكون هنا .. يكون هو





انتهى
سيتم الرد على جميع تعليقاتكم بإذن الله
قراءة ممتعة










التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 29-12-20 الساعة 12:39 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 29-12-20, 12:08 AM   #1350

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة االمااسة مشاهدة المشاركة
لاول مرة اسجل حضور لرواية 😍😍😍
i am so exciting 😍😍😍
نورتي يا قمر سعيدة لحضورك يا ذات الاسم اللامع

ان شاء الله مشاهد الماسة وفؤاد هتبقى اكتر ف القادم كما تريدين حبيبتي

كل عام وانتِ بخير ❤


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:35 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.