آخر 10 مشاركات
شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-06-21, 04:39 AM   #2211

Jinan_awad

? العضوٌ??? » 423610
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 183
?  نُقآطِيْ » Jinan_awad is on a distinguished road
افتراضي


واااو .... ماتت روينة وشو صار بالدنيا بالزبط ...
حالة عماد ؟؟ رح يخسر حتى صدفة لو ضل هيك..
ليلة يعني ربنا يسرلها عماد يسترها وما رضيت بالستر ..يالله يعمايلها جابت الحلقة الاخيرة لحالها ..بس في شغلة ضلت ببالي ..ليش بركة جدة فؤاد طلبت من عماد يتمم زواجه بليلة عشان يرتاح ؟؟؟ وهو حاول بس مع ذلك ما قدر..
شو الراحة اللي قصدتها بركة ؟؟
فؤاد ما ظنيت اله يد بموت ماهر ..اكيد هيطلع سوء فهم او نتيجة غير مباشرة لما سعى لطرد الماسة وما توقعها ..
يسلم ايديك وبانتظار القادم


Jinan_awad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-21, 11:23 PM   #2212

mayna123
 
الصورة الرمزية mayna123

? العضوٌ??? » 365675
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,279
?  نُقآطِيْ » mayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضوووووووووووو،ووورر

mayna123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-21, 11:41 PM   #2213

ميرا حوا

? العضوٌ??? » 488190
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 39
?  نُقآطِيْ » ميرا حوا is on a distinguished road
افتراضي

بإنتظار الفصل 🌺🌺

ميرا حوا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-21, 12:28 AM   #2214

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي




البريق التاسع والثلاثون

بعد شهر

بعد تفكير أخذ منه جهدا مضنيا فوق المعاناة ، توفيق العشماوي لعنته .. يعامله كلعبة يستدعيه وقتما يشاء يحرق دمه ببضع كلمات ويتركه يذهب.
لم يصادف مجدي الصبّاح مجددا لكنه يعرف انه سبب ألا يضره توفيق بأكثر من ذلك

أصبحت حياته أكثر غضبا يصبه فوق الكل حتى أصاب دموع أكثر من مرة بطيش كلماته ، لكنه الخوف والحطام الذي يسير عليه داخله .. يدمي قدميه بلا رحمة.
جلساته النفسية لم تعد تؤثر على غضبه ، ولا يتخيل متنفسا إلا في تعذيب توفيق بدون نفس الرحمة.

لذلك اتجه تفكيره إلي رأي دموع وحارب ماضيا مضاعفا لينفذ ما عزم عليه .. فؤاد هو الأنسب لما يريده رغما عنه
وما زال في مكتبه بالمصنع يفكر لاخر مرة قبل أن ينهض متجها إلي مكتب فؤاد وحين دخله هتف فؤاد فاتحاً ذراعيه

" اهلاً بنسيبي الغالي ! "

جلس أكرم أمام مكتبه ينظر إليه بجمود والكلمة ثقيلة على لسانه حتى قالها

" اريد مساعدتك "

عقد ساعديه على المكتب يميل نحوه بعجب قوله

" مساعدتي أنا ؟! "

نفخ أكرم قائلا باستياء

" أنت الوحيد الذي يصلح لهذا "

مرر يده على لحيته عاقدا حاجبيه بشك مضحك متسائلا

" لمَ اشعر أن هذه الجملة بها إهانة من نوع ما ؟! "

ضرب أكرم على المكتب بنفاد صبر قائلا

" هل ستساعدني أم لا ؟ "

تفحص ملامحه بجدية ظناً انه اختبار للثعبان إن كان جديرا بالألماسة أم ما زال ساماً ليسأل

" في ماذا ؟! "

سحق ضروسه بلا وعي يشتد قلبه برغبة تعذيب لم تكن به ليجيبه غلاً

" هناك رجل .. أريد شطره لنصفين "

علت الدهشة وجه فؤاد لحظات ليقول بتفكه

" الطيب أحسن على رأي أختك ! "

مال بدوره نحوه تشع نظراته تصميماً مؤذياً ليرد

" أنا جئت إليك كابن عمي .. وأنا وابن عمي على الغريب "

تراجع فؤاد على كرسيه يلامس ذقنه مفكراً ليمر المكر بعينيه يرمي المقابل

" وتقنع الزهراء أن توافق على زواجي من ألماسة ؟! "

صمت أكرم بنفس النظرة السوداء فأضاف فؤاد مبتسماً

" باعتبار أن موافقتك الآن مضمونة ! "

قبض يده على المكتب ليدرك فؤاد مقدار غضبه وغيظه وهو يرد من بين أسنانه

" قلت لك من قبل زوجة عمك اسمها السيدة زهراء "

اومأ فؤاد برأسه مهادناً يبتسم أكثر ويكرر

" وتقنع السيدة زهراء أن توافق على زواجي من ألماسة ؟! "

وقف أكرم يلف بالمكتب متخصراً مختنقاً وفؤاد يتركه يفكر على مهل حتى استدار يسأل بعبوس

" لماذا تريد أن تتزوج من ماسة ؟ "

زم شفتيه مشيرا بسبابته ليعكس السؤال

" لماذا تزوجت أنت دموع ؟! "

هتف وهو يقترب من المكتب محذرا

" لا تذكر اسم دموع "

رد فؤاد بنبرة مستفزة كعادته

" دموع عمليا ستكون نسيبتي أيضاً ! "

مال أكرم على المكتب بتصميم يقول

" لم تجب عن السؤال "

تلاشت الابتسامة عن وجهه بجدية لتحتل عينيه نظرة استوعبها أكرم وهو يجيبه

" اريدها لأن .. كل هذا العالم عندي في كفة .. وألماس وحدها في كفة "

يده فارغة والاخرى تقبض على ثقل كريستالي على مكتبه بدلاً مما كسره بسببها يوم جرحته .. لتنزل يده خطفاً بالثقل حتى ظن أكرم أنه سيقع لكن فؤاد أطبق عليه أكثر يبتسم مضيفا

" وكفتها دائما ترجح ! "

وكان الجواب وحده .. بداية !.





















لا تصدق أن أكرم دعاه للحضور إلي هنا ، في بيتهم !!.. منذ أيام تدور بينه وبين أكرم نقاشات سرية !.. لتفاجأ اليوم انه مدعو على الغداء .. عادي جدا !

لم تخبره بعد بأمر ماهر والملفات .. هو السبب ؟!.. لن تستطيع أن تحكم هكذا ، فؤاد تسبب في طردها هى ، وما حدث بعد ذلك من تهديد وقتل لا دخل له فيه
لكنها ( لو ) التي توسوس للبشرية
لو ما تسبب بطردها لما تشاجر ماهر وهدد ثم قُتِلَ !

وصل فؤاد منذ دقائق وهاتفها لا يتوقف عن الرنين وهى ترفض الاتصال
في ركنٍ جانبي بحديقة المنزل انتظرت ألماسة حتى ابتعد فؤاد عن محيطها متجها إلي باب المنزل
فابتعدت أكثر لتعاود الاتصال الذي رفضته منذ دقائق
انتظرت إجابة ثم قالت

" يمنى .. هل من جديد ؟.. لقد مر شهر كامل منذ طلبت منكِ تلك المعلومات عن الشركة والفروع التابعة لها "

تلك الفتاة التي أنقذتها بالشركة يوما ونصحتها بكتابة كل شيء لترد لها الجميل قدر استطاعتها بالقول

" آسفة للتأخير مهندسة ألماسة .. تعرفين حساسية الأمر وخطورته إن عرفوا بتسريب المعلومات التي طلبتِها .. لكنني تمكنت من عمل نسخة من بعض الأوراق واتصلت بكِ لارسلها لكِ "

لمعت عيناها بانتصار يحفزها دوماً للحق وهى ترد

" شكرا يمنى .. لا تعرفين أهمية الأمر عندي "

خفت صوتها حتى الهمس لتقول بحذر

" بل عرفت حين قرأت الأوراق .. تلك المعلومات ستسجن مديرنا سيد وشركاءه بسبب الفساد .. سرقة أموال عامة وغش تجاري في الطرق والأبنية .. إن لم يُلحَق الأمر ستحدث كوارث وانهيارات "

كان انهيارها بموت ماهر بسببهم أيضا ، لن ترتاح إلا بأخذ ثأرها .. في النهاية يبدو أن طبع الرافعين يغلب عليها مهما عنهم غابت
وإحساسها بالذنب انها كانت سبباً جعلها تقول بغضب

" لكنكِ لم تعرفي أيضا انه مَن حرض على قتل ماهر خطيبي يمنى .. وربما غيره .. الأمر تخطى الفساد ووصل لأرواح البشر "

هتفت يمنى متفاجئة

" أنتِ تنتقمين للمهندس ماهر ! "

عاد التصميم لروحها كأيام أخذ الحق لتأخذ حقاً جديدا وتعزم

" ليس انتقاما بقدر أخذ حق برئ قُتِلَ غدراً بلا ذنب .. وأخذ حق كل شخص في البلد تضرر بسببهم .. سافتح النار عليهم جميعا وثأر ماهر وغيره أصبح عندي "

تبادلت مع يمنى بعض المعلومات في الأوراق قبل أن تغلق الخط وتقف قليلا تهدئ أنفاسها ، ثم استدارت لدخول المنزل .. لكنه كان أمامها يقف ..
وجهاً لوجه تواجه ملامحه التي تنفر بالدماء وهو يسأل بنبرة مريبة

" ما الذي تفعلينه من ورائي ؟ "

كان الكلام أكثر وضوحا من أن تنكره فرفعت رأسها باصرار ترد

" ما سمعته "

جسده ينضح بغضب ويصدح بأعماقه جمر الغيرة قاتلا وهو يسأل

" مَن تقصدين ؟.. مَن حرض على قتل خطيبكِ السابق ؟ "

تجاوزته ألماسة وهى ترد ببرود

" سنتكلم لاحقا "

أمسك ذراعها وجهه ينذر شرا بعينيه الشيطانية فيهتف بانفعال مجنون

" ردي "

فزع جسدها بصوته تتألم ملامحها بقبضته لكنها بقوتها وعنادها تقول

" سيد علام مدير شركة الانشاءات الهندسية التي كنت اعمل بها .. وصلتني ملفات تدينه وتدين شركاءه "

الحريق يستعر والقلب يشتعل وهو يتساءل

" وماذا ستفعلين ؟ "

قلبها يطرق صخبا بنظرة اتهام وهى تقول بصوت مرتفع

" أنت بالذات لا يحق لك الكلام في هذا الموضوع "

يعلو صوته فوق صوتها قابضا أكثر على ذراعها يكررها

" أنا بالذات !! "

كل ما بينهما ينسل من يدها ويتكالب عليها الألم وشعورها بالذنب وهى تفجره بوجهه ناظرة لأعماق عينيه الهادرة

" سيد علام طردني من وظيفتي بناءا على أوامرك أنت .. وحينها غضب ماهر وتشاجر معه وهدده بهذه المعلومات .. فقتله .. أنت السبب من البداية .. لكنني لم احملك فوق طاقتك رغم غضبي لانك لم تقصد ما حدث .. كنت تقصدني أنا وأهلي .. لكنها جاءت في البرئ الذي لم يؤذِ أحداً طوال عمره "

صراخها امتزج بتزلزل القلب من ثباته الضوئي .. قدرة النور أن يجرح ويدين
تسمع هدير أنفاسه الرعدية وهو يحاول تمالك أعصابه فتشتد قبضته على ذراعها متسائلا بتصلب شرس

" سألتكِ ماذا ستفعلين ؟ "

ردت ألماسة بنبرة لاذعة

" اظنك سمعت جيدا إجابة سؤالك "

شعور بغيض يطول كرامته يجعله أكثر جنوناً وحدة وهو يهتف

" تريدين الأخذ بثأره .. ألم تنسيه ؟ "

ردت بلا تفكير

" انساه !!.. لن انسى ماهر طوال عمري "

شعرت بغرس أصابعه بعظام ذراعها يكاد كسرها وعيناه بعينيها وهو يقول بإجرامه

" لولا اني ادرك قصدكِ جيدا لكان لي تصرف آخر "

تحاملت ألماسة لتخفي الألم قائلة بكبرياء

" اتركني "

عيناه برقتا كالجليد بظلام محيط انسدل الليل عليه ويتصاعد جنونه وهو يغرس أصابعه أكثر فتتأوه رغما عنها وهى تسمع سؤاله من بين أسنانه بشراسة

" هل ظننتِ اني ساوافق على هذا ؟ "

ببريق يماثله من ملكية الحسم أجابت بقرارها

" أنا لا انتظر موافقتك فؤاد .. الملفات ستُقَدَم إلي النائب العام وكل شيء ينتهي "

يده تبتعد عن ذراعها بإرادة كبريائه وصقيع عينيه يرعب عن قرب وهو يتهكم بقسوة

" ينتهي !.. أنتِ تحلمين !.. هذه اللعبة لا تنتهي إلا بالدم "

ابتسمت بنظرة تذكره بما كان هاتفة

" وأنا لا أخاف "

تعكر وجهه غيظاً نافرا فتطفو سيطرته وغروره وعنفه صائحا

" ملعون حبكِ إن ظننتِ اني سأقبل بهذا "

سكنت نظراتها مجروحة ثم شمخت تترفع عن كل ما يؤذيها كعادتها ..
عيناها على باب المنزل تتأكد ألا يسمعهما أحد وتقول بجمود

" لا تقبل .. هذه مشكلتك .. لكنني لن اتوقف حتى أنال ثأر ماهر وغيره "

تراجع فؤاد بخطوات كاسرة يشير لها بامتداد ذراعه محذرا

" افعلي ما شئتِ .. لكن هذه المرة أنا ساخيركِ .. إما هذا الحمق في رأسكِ .. إما أنا "






















تلقت روزان مكالمة موظفة الاستقبال بالعيادة النفسية ثم استعدت لاستقبال زائرها الاستثنائي

دخل عماد إلي غرفتها ليواجه إنسانة تعرفه قبل أن تراه .. يرى نفسه بعينيها باحثا عما بحث عنه عمراً في عيون الناس .. الاحتقار والتشوه !

لكنه لم يجد إلا بسمة هادئة على وجهها النضر المحاط بالحجاب وهى جالسة خلف مكتبها تقول ببشاشة

" تفضل .. ولأكون صريحة معك من البداية .. شعرت باستغراب وفضول كبير حين اتصلت بي لتأخذ موعداً لمقابلتي "

جلس عماد بصمت قاتم على الكرسي المواجه لمكتبها شاعرا برائحة صدفة هنا .. العـود .. ومشاعرها كجدران خفية رسمتها هنا وهى تحكي .. هذا المكان يحوي جزءا من روح صدفة وآلامها

فتحت روزان دفترها لتدون ملاحظاتها الأولية على تعابيره وهو يتأمل المكان .. وهى بدورها تتأمله بناءا على كل ما عرفت عنه من صدفة
وتوقعت أن يبدأ كلامه عنها لتجده بالفعل يسأل

" هل تألمت كثيرا ؟ "

الملاحظة الاولى .. غياب عن الدنيا .. شرود .. ألم
ردت روزان بصوتها الصافي

" الألم جزء من الحب .. وسنكذب إن قلنا ان الحب كله سعادة فقط .. وهى كانت تتألم بحبك .. وحبك نفسه ساعدها على اجتياز ألمها "

الملاحظة الثانية .. إحساس بالذنب .. ذكريات من الماضي كأنه يتكرر .. ألم صدفة وألم سلاف وهو عامله المشترك !
لا ينظر إليها وهى تعرف عنه كل شيء تقريبا ويسأل

" هل هى بخير الآن ؟ "

الملاحظة الثالثة .. بحث عن إدانته المعتادة في عينيها فلم يجد !
ردت روزان مبتسمة

" السؤال هو .. هل أنت بخير حقاً لتكون هى بخير ؟! "

رفع عماد بصره لها وشعر برغبة في الرواية .. اليوم فقط .. يريد أن يقرأ المكتوب في أعماقه بصوت أعلى
تردد قليلا ثم سألها

" هل تريدين أن تسمعي مني أنا ؟ "

الملاحظة الرابعة .. جاء تحديداً لهذا !

علت وجهها تلك النظرة المتكررة قبل كل حكاية .. اهتمام قليل الفضول كثير الحلول والرحمة .. وقالت بتفهم

" كل كلمة ستقولها ستكون بيننا فقط .. هذا شرف مهنتي "

اطلق عماد نفسا طويلا متسائلا

" من أين تريدين أن ابدأ ؟ "

بجهاز التحكم الصغير رفعت الستار ليظهر البحر من خلف الزجاج والسماء الليلية التي أنارتها النجوم خيالية الجمال لتخفت الضوء وتجيب بهدوء

" من بداية الحكاية "

وقف الصمت مهيبا في حضرة الذاكرة وهى تجود بما تجود .. ثم انسابت الكلمات منه لأول مرة .. حكى ما لم يخطر على بالها .. حكى عن ذنوبه قبل خيره .. سرد عيوبه فقط متغاضيا عن مزاياه التي طمسها بمرور الوقت

حكى عن رجل أناني يريد كل شيء ولا عزيز له .. حكى عن سمه في عروق نسائه !.. حكى عن رجل خاسر لحقه الموت أينما ذهب .. عن رجل فقد الإحساس بالسعادة وهى جواره .. عن رجل يخاف الاقتراب من حبه كي لا يموت للمرة الثالثة !.. عن رجل فقد طفله قبل أن يرى النور.
حكى عن رجل فقد الحياة
الملاحظة الخامسة .. حكى عن رجل ليس هو !

استمرت الحكاية قرابة الساعة والنصف دون كلمة منها

لكنه لم يحكِ عن عماد الذي عرفته من حديث صدفة ومن بين سطور ألمه الآن
لم يحكِ عن عماد الذي ستر وتحمل وعاش يعطي من روحه محروماً من طفل من صلبه حتى عشق قلبه رغماً عنه
حكى عن خطاياه وما زال يحكي مسقطا بشهامته ذنب ليلة الحقيقي حتى لا يفضحها كالعادة

" جعلت ليلة كالمُعلَقة فلا طلقتها ولا أعطيتها أي حقوق إلا حقوقها المادية التي لا تعني لي شيئا .. كنت دائما اسألها إن كانت تريد الطلاق وكل مرة تتوسل إليّ ألا اطلقها ارفع ذنبها عن نفسي شرعاً طالما بإرادتها .. صحيح اني لم أكن أريدها وهذا حقي لكن لم يكن عليّ تركها هكذا .. كان يجب أن اطلقها وأعيدها لأهلها منذ زمن .. أقنعت نفسي اني احميها .. وعاقبتها حين كشفتني أمام صدفة .. وأخذت روينة إلي بيتها وسريرها لأحرق دمها .. ولن اكذب واقول اني نادم لهذا "

فهمت دون كلام أوضح منه ومن استنتاج صدفة سابقا !.. قال انها ظروف عائلية ووصية أمها على فراش موتها !.. وضع الذنب على نفسه أمامها .. صدقت صدفة !!

أنفاسه من لهيب صدره تسمعها محترقة مُعذَبة باعترافاته ويتابع بتباعده وغيابه

" روينة .. لم اخبرها انها كانت زوجتي الأولى والوحيدة حتى تزوجت صدفة .. لم أجد داعٍ للتفاصيل .. لن اسامح نفسي على هذا يوماً .. لاني اخبرت صدفة عن هذا لتظل معي .. دائما قلت أن زواجي من ليلة هو سبب زواجي من وصال .. وزواجي من وصال هو سبب زواجي من روينة "

الملاحظة السادسة .. الإدانة .. الندم موت بالحياة إمعاناً في تعذيب نفسه !
كتبت روزان وهى تسمعه بأقسى درجات الندم حين يعجز عن إعادة الزمن

" حين تزوجت وصال .. أردت حياة معها .. حياة حقيقية .. ورتبت نفسي لأن اطلق ليلة يوما وتظل وصال زوجتي الوحيدة .. وحين رفضت وصال .. مرت الشهور عليّ كمَن يؤدي وظيفة .. أردت بيتاً وزوجة .. واخترت روينة .. وقررت بعد طلاق ليلة ووصال ستكون الوحيدة لاخر عمري "

اهتز صوته .. لمعت عيناه فقداً جديدا قريبا يوجع كالذبح .. وهى أكثر مَن يدرك

أحبها بطريقة أخرى .. وكم صادفت حكايات الحب لاثنين بوقت واحد !.. يتفاوت في معدلاته مولداً الحيرة والألم ، ربما لأن ليس كل الحب واحد .. ليس كل الحب عشقاً ، بعضه تقدير ، بعضه امتنان ، وبعضه رحمة ، وبعضه رقي.

ولو يعرف البشر كم يتقلب القلب لانشغل كل منهم بقلبه ؟!.. ألم يسمى قلباً لتقلبه ؟!

صمت عماد أخيرا بذكر روينة فسألت وهى تنظر لدفترها عمداً

" لماذا لم تتزوج على روينة رغم انها لم تنجب لستة أعوام طالما في كل الأحوال أصبحت في وضع التعدد ؟! "

تركت للألم مساحة أن يمر بملامحه وهى تشعر نبض رجولته الصارخ على فقد طفله بلا تعويض من حبيبة راحلة وهو يجيب

" لاني رضيت بكل شيء بعد سلاف .. إن كان عقابي رضيت به .. وإن كان ابتلائي رضيت به .. المرأة التي ساكمل معها حياتي لا تنجب .. لا بأس .. وجود يحيى كان يكفيني .. اردت روينة راحة وسكن وقلت مستقبلا بإمكاننا أن نكفل طفلا .. لكن لم أكن ساتزوج عليها لهذا .. لم أكن لاكسرها هكذا .. لكنني كسرتها حين أحببت صدفة "

الملاحظة السابعة .. بين خيره وشره عالقاً .. لا يذكر خيراً إلا ولحقه بما يظنه خطأ .. لا يكمل جملة إلا ولحقها بـ لكن.
فهل يدرك انها سمة كل البشر ؟!

تابع عماد مستعيدا أعقد ما مر به ليبدو اليوم هينا أمام الوجع فيسخر مما كان

" كنت ساقتلها بشكل آخر .. رغم كل الحب الذي عاشت تضيء لي أصابعها به .. كنت ساظلمها واطلقها لاعيش مع صدفة .. بررت لنفسي طلاقها اني ارحم نفسي من الضغط وعدم الاحتمال .. ولاني لن اعدل .. تعبت ولم اعد اريد إلا صدفة .. كنت اشعر بروحي تصرخ لارحمها من الضغط الذي حملته لها .. أنام بصداع التفكير واستيقظ به .. بدأت اقصر في حق الجميع وحتى نفسي .. بررت .. وتحايلت على اشياء كثيرة حتى اوهم نفسي بالعدل .. حبي لصدفة جعلها عندي بالمقام الاول مهما حاولت .. وحين لا احتمل اذكر نفسي بالتعويض المادي الذي قدمته كأني اشتريت الراحة بالمال .. كنت أنانياً في أوقات كثيرة .. رأيت أن من حقي بعد تضحياتي العظيمة أن افكر بنفسي حتى لو ظلمت أي أحد !! "

كونت روزان أفكارها وفهمت حالة أخرى من الحياة

في رأيها عن التعدد .. أي رجل سيقول انه عادل فهو بكاذب ، ربما يحاول العدل ولن يصل إليه

اعتدلت على كرسيها تنظر إليه وتنتظر .. تتوقع تبريره عن حبه المتهم بجريمة لم يرتكبها ووجدته

" لم اقدر على ترك صدفة .. حين غابت لعامين كنت أرى نفس الكابوس كل فترة .. أرى نفسي أُذبَح ثم اموت بين يديها وهى مغطاة بدمي .. حين كنت افكر بها اشعر بنفس السكين يجز عنقي لألف ألف مرة في غيابها .. لم أتصور أن احبها لدرجة أن اقولها يوماً .. أحبها أكثر من سلاف .. أكثر من أي شيء بالدنيا وأكثر من روحي .. لكن ... "

في عينيه رأت ذلك العشق .. ورأت ذلك الحاجز !
الملاحظة الثامنة .. يخاف من نفسه على صدفة !.. يخاف اقترابا طبيعيا اليوم .. فيفقدها كغيرها .. عقابا !
ها هى تلك الـ .. لكن .. وتوقعتها منذ قليل ليرتاح من ذنبه الأكبر بعد سلاف وبالفعل قالها

" روينة ماتت بسببي .. لاني تركتها "

قالها .. وارتاح بذاك الفراغ القاتل الذي أحدثه
الآن شعر انه انتهى مع حكايته .. الآن فقط مات مع الأموات .. راحة بلا راحة .. مجرد فراااغ

رفعت روزان الضوء فجمدت ملامحه وهى تخطف ذهنه لملاحظتها الثانية بسؤالها

" روينة ماتت بسببك لانك تركتها !!.. وسلاف ماتت بسببك لانها كانت قادمة إليك !!!... مَن أيضاً مات بسببك ؟!! "

انتبه عماد إليها من شروده عابسا فعقدت ساعديها على المكتب قائلة

" إحساسك بالذنب شعور طبيعي لديك كإنسان له ضمير حي .. لكن للأسف معطوب .. ضميرك يريد أي شيء .. أياً كان ليعذبك به ! "

هو نفسه بحث عن سمه .. مَن أيضا مات بسببه ؟!.. هل حقاً بسببه ؟!

بعقلها ترتبت كلماتها لتفعل ما تفعله دوماً وتعيد توجيه كل الألم نحو الأمل فتجيب

" لكل شخص عمره .. يموت حين يستوفي رزقه وأجله .. والشيء الوحيد المشترك بين روينة وسلاف انك كنت تعرفهما لا أكثر "

ملامحه بلا تعبير منتظرا إدانة كالعادة لكنها بأول فكرة تراوغه

" أولاً اريد إخبارك بشيء ليس من المفترض أن اقوله لانك لم تتطرق إليه عمداً وأنا احترم هذا .. لكن كلنا لنا اشياء آرائنا فيها حادة وصريحة .. ذنبك في حق ليلة .. اسمح لي أن اسألك .. هل تستحق أن تشعر بالذنب لأجلها ؟! "

رأت عينيه تضيقان تدب بهما شعلة غضب على ليلة وعلى الجميع فهدأ صوتها قائلة

" أنت لم تقل عنها شيئا لكن مؤكد تلك الظروف العائلية كانت ذنباً ما ارتكبته !.. مع احترامي الكامل لعائلتك ولأهلها لكننا هنا في ذنب فردي .. كل إنسان مهما كانت ظروفه عليه الاختيار بين الصواب والخطأ .. وأظن ان الخطأ واضح كالشمس وهى مَن أرادته لانها تكره أصلها !.. فتاة مثلها كما قلت تعتبر زينة عائلتكم وأبوها سمح بتعليمها في العاصمة ووثق فيها .. مَن دفعها إلي الخطأ أياً كان إلا نفسها الأمّارة بالسوء ؟! "

عيناه بعينيها الناضجة الواعية وهى تتحدث بجدية تُحتَرم كذكائها في اختيار البداية .. رمى الكلمات فجمعتها بمهارة .. وربما هو شعور صدفة حين كانت تحكي لها !
والآن .. تأكيدا منها أسقطت عنه أول ذنب

" وأنت .. فعلت ما عليك تجاهها .. حقك ألا تريدها كرجل .. وإن انعكست الصورة ووجدنا امرأة لا تريد رجلا فإننا نقول حقها وحق أنوثتها ونحترم الرجل إذا تركها .. وبالتالي للرجل حقه ألا يريد امرأة خاصةً لو تزوجها إكراماً لوصية أمها على فراش الموت !.. وأنت سألتها وهى بنفسها اختارت الحياة معك هكذا .. لماذا تتحمل الذنب وحدك إذاً طالما هى اختارت ؟!.. وأين ذنبها هى في كونها عبئا عليك طوال تلك السنوات بل كانت تتوسل لك حتى لا تطلقها ؟! "

لا إدانة اليوم !.. بل توجيه الروح لمرساها دون ألم
ينساب صوت روزان كجداول الماء يتخلل عقلا وقلبا بدقته ورقته معاً

" لكن هناك خطأ بالفعل حدث .. بعودة إلي ضميرك .. ألم يخطر في بالك أبداً طالما تريد أن تمنح وصال حياة وتعيش معها أن تطلق ليلة قبلها ولا تتركها كما قلت كالمعلقة ؟! "

نظرة إليها بسواد عينيه العميق كداخله لا يجد جوابا .. وربما يجده ويهرب منه !
وهى تطرح نفس السؤال مباشرة

" كنت تعرف أنك ستطلق ليلة يوماً ما فلماذا لجأت للتعدد ؟! "

ظل الصمت أمام الحقيقة التي دارت في أحلك أفكاره ظلمة عن نفسه وهى تسأل مجددا

" قلت أن بين وصال وروينة عاما كاملا اكملت فيه وصال علاجها وبدأت جامعتها أليس كذلك ؟! "

لا يرد ولا يتحرك وصدى الحروف داخله يتخبط وهى تواجهه أكثر

" ألم يخطر في بالك أيضاً أن تطلق وصال طالما لا تريد حياة معك قبل أن تتزوج روينة بما انها أصبح لها تعليمها وحياتها ؟! "

كأي منطق !.. لكن منطقها اليوم رجل مثقل بالفجائع ، جاء استعدادا لحزنه التالي
عيناها ترنو لجرح الذبح القديم الظاهر جزء منه بعنقه وهى تتابع بنفس التأثير

" لكانت روينة الوحيدة .. ولو كانت روينة الوحيدة لما فكرت في صدفة حتى لو أحببتها .. كنت ستمنع نفسك عنها .. كان حبها سيكون ذكرى لكنك ستكمل مع روينة كما قلت !!.. لكن وضعك حفز إمكانية زواجك من صدفة وتصميمك عليه .. الزواج الرابع لن يفرق بكل الأحوال !! "

ضغط عماد على ذراعيّ كرسيه يريد النهوض فارتفع صوتها قليلا جاذباً

" هل اجيبك أنا على كل هذه الاسئلة ؟! "

انتظر .. بكل هيبة الألم والتجرد من العناد .. ظل جالساً بشموخه وجموح عينيه التي تتوق للتحرر.
ها هى إجابته منها تملأ الفراغ

" لسببين .. الأول أنك تريد حملا كبيرا لا يُحتَمل تضعه عليك لتعذب به نفسك .. والثاني لانك تعلم نظرة المجتمع للرجل الذي يعدد النساء فأردت تلك النظرة تحديداً إمعانا في التعذيب "

قد كان .. حالتها اليوم لرجل تلبّس لعنة حبه ذنباً ولم يرد منه الشفاء .. استسقى منه الوجع
وقد كان .. لاقى من كل مَن يعرف ما لاقى

نهضت روزان تسير خطوات بالغرفة وخطوات معه بهدوء تفسر

" لم يكن رحيل سلاف عليك بلا أثر .. رؤيتها تموت أمامك أحدث خللا لم تدركه في أعماقك .. شعرت انها ماتت بسببك فحملت الذنب واردت تعذيب نفسك بكل ذلك .. وحين وجدت صدفة .. وجدت حبا حقيقيا من جديد .. بدأت تستفيق وتسأل ماذا فعلت بنفسك ؟!.. كرهت وضعك ونساءك .. اردت تركهن لكن ضميرك أوجعك بتعذيب آخر .. أصلك وشهامتك جعلاك تتجه لتأمين كل واحدة منهن حتى ليلة .. لكي تريح ضميرك بما فعلته بنفسك وبهن "

‏ما فعله بهن .. جعلهن ضرائر كل واحدة تحمل بقلبها للاخرى ما تحمل !.. كل واحدة تنام ليلها وهى تعرف انه في حضن الأخرى !!
وذلك الوجع .. كان مفتاحه لينهل من روحه أكثر ليعذبها أكثر ، لكنه حين تفاقم كاد القضاء عليه
لأن مَن قال أن الألم مفتاح الابداع لم يحسب معدل احتمال الروح له !

وهى كانت تحسب كل كلمة وتتنقل على سطوره تدريجاً فتسأل

" هل سمعت عن مصطلح صناعة الوهم ؟ "

وقفت أمام شرفتها لتجذب نظره للبحر الذي يربطه بصدفة وهى تقول

" الذنب الأكبر في حياتك أن سلاف كانت قادمة إليك فماتت في الحادث الإرهابي .. وبعدها بدأ كل شيء "

يستمع عماد إليها ومشاعره تمتزج إعصاراً يثور يكاد يسمع صوت الدمار فيه .. كل شيء فيه يصحو صحوة مزعجة مع صوتها النافذ

" أنت استمعت إلي طلب ليلة أن تظل على ذمتك .. اقنعت نفسك انك تفعل لأجلها .. وانك تضحي .. والحقيقة انك كنت تصنع وهم التضحية لتضغط به على نفسك لتعذبها بعد رحيل سلاف .. ثم رأيت وصال .. الفكرة الاولى التي خطرت لك .. هذه الطفلة المجبورة !.. ومجددا صنعت وهم التضحية وتزوجتها لسنوات .. كان بإمكانك التعامل بشكل آخر حتى تعيشا حياة طبيعية لكن ما إن قالت لك لا اريد قررت الابتعاد .. ومجددا اقنعت نفسك انك تفعل لاجلها .. وانك تضحي .. والحقيقة انك كنت تصنع وهم تضحية جديد لتعذب به نفسك "

يتشتت داخله كل شيء صنعه بيده .. تتهدم فيه تلك الحياة التي بناها بعد حطامها الواقع ، ولا أقسى من تجرع مرارة المواجهة

تطالعه روزان بعبوسه وغضبه وعناده العائد وقولها

" ولانه لا شيء تشعر انك تعيش لأجله بعد سلاف .. اثقلت نفسك بكل هذا العالم الذي يبدو في ظاهره حماية لهن .. لكن الهدف الخفي كان الثأر من نفسك .. ووسط الوهم شعرت بالعمر والحياة تجري دون انتظارك .. لذلك قلت طالما لن أحب مجددا فاختار مَن تعجبني .. وكانت المختلفة روينة بعفويتها .. عشت معها وفصلت معها عن عالمك كما قلت .. وقررت أن تظل بعالمك الملئ تشغل نفسك ثم حدثت المفاجأة "

هدأ كل شيء فيه بغتة وهى تنطق

" صدفة "

هى كلمة السر في دوامة دار فيها الجميع ، وكلمة السحر في شفاء مطلوب سريعا .. لكنه سيمر على مهل كالأمواج الهادئة
تحركت حيث مكتبة كتبها تناظر الكتب وتستمد منها ترتيبها المنظم لكلماتها قائلة

" الحيرة والتعب والتشتت وكل ما عشت فيه طوال تلك السنوات كان جزء من صناعة وهم التضحية ودفع ثمن موت سلاف .. وبالتالي تصدر وهم المثالية الموقف .. لكن كل شيء وله بالفعل ثمن .. وستدفع الثمن مهما مر الزمن .. وأنت تدفع ليس عقاباً لك .. بل تخفيفا عنك .. لتستفيق حقاً وتعيش "

لكنها لا تدرك هدر الأمواج داخله في تلك المواجهة ، وصوت تكسير الحواجز بينه وبين سحر عينيها السماوية
صدفة .. هى الموج الهادر الذي احتل كيانه منذ زمن .. هى أكبر خوف امتلك قلبه من فقدانه
وهى هنا لتدير دفته إلي شاطئها بأمان فتستدير بالقول

" في العلاقات عديدة الأطراف يكون الظلم محتوماً رغماً عنا .. في وضعك ليس كل رجل بقادر على العدل .. أنت نجحت أحياناً وفشلت أحياناً .. مثل كل شيء في الكون ومثل الجميع .. الاخطاء نسبية بنا كلنا .. ليس معنى انك اخطأت بجانب تكون اخطات بكل شيء .. نحن بشر .. نخطئ ونصيب والعمر يسير بنا وكل تجربة مرت علينا نتعلم منها ثم نمضي لأخرى "

‏إن كانت ناقشت مشاعر المرأة مع صدفة يوما ، فها هى مشاعر رجل ، لقد حصلت هذه المرة على تجربتها كاملة

منذ زمن لم تناقش حالة من حالات ( صناعة الوهم النفسي ) بهذا التداخل مع ما يسميه علماء النفس ( الالهاءات )

‏لتواجه رجلاً لا يستطيع التعامل مع الموت فيصنع لنفسه الوهم إلهاءاً عن الألم

عادت لتجلس على الكرسي المقابل له وتقول

" أنت حكيت عن ظلمك لهن .. لكن لاحظ شيئا .. هذا الظلم بالتفرقة الذي تحدثت عنه يمثل لك أنت ظلماً لكن لا يمثل لهن شيئا .. بمعنى انك قلت تشتري لروينة الجميل لكن لصدفة الاجمل .. لكن هذا الجميل سيظل الأجمل لروينة وربما يعجب صدفة أكثر .. وكذلك في كل شيء .. هذا الإحساس بينك وبين نفسك .. وهو كعلاقتك بربك .. هو وحده يحاسبك وليس من حق أي أحد أن يتصيد لك ( الفروق ) لان هذه حياتك الخاصة تتصرف بها كما تشاء "

نظرة الناس .. قد يغفرون لأي شخص إلا هو !.. عقلية مبرمجة دون قابلية لتمييز !!
وهو استغل هذا في إمعان الإدانة لنفسه كأنه ارتكب جرماً ويؤكده

لذلك تنتقل للملاحظة السادسة وترفع عن كاهله إدانته بعيونهم

‏" وحتى مَن يركز على تلك الفروق ناسياً أي خير فعلته يبدو كأنه يريد أن يمحي أي خير بداخلك باحثاً عن الشر ليعاقبك بسبب خلفية قاسية داخله لا تفهم معنى النفس البشرية المتقلبة ... منذ خُلِق الإنسان وهو يبحث عن معنى الخير والجمال .. حتى أكثر الناس شراً نبحث بداخلهم عن طاقات نور وخير لنركز عليها .. وأنت بداخلك الكثير من تلك الطاقات فلا تسمح لأي شيء حدث أن يطفئها .. واسمح لي أن اسألك مجددا .. هل يريدون عقابك لانك تزوجت ولو أربعة ؟!.. هذا حسب أي شرع أو أي دين ؟!.. وإن كانوا يريدون عقابك ليس لأجل الزواج نفسه بل لنظرتهم هم لك ولمشاعرك التي تخبطت وتناقضت مثل الجميع .. هذا أيضاً في أي شرع أو دين أن يحكم الإنسان على الإنسان بالعقاب الأبدي ؟! "

يشعر عماد لأول مرة بصفاء الكون حوله وله ، اعتاد إثقال الحياة لينشغل عن مواجهته الكبرى لنفسه .. وكم منا لا يقف أمام مرآة نفسه !!

بسلاسة انتقلت روزان لملاحظتها السابعة تعيد تلك المزايا التي طُمِسَت

" لاحظ انك تكلمت عن اخطاء فردية في دائرتك .. نفسيتك أنت .. بمزاياك وعيوبك أنت .. مثل كل البشر لهم مزايا وعيوب .. بمعنى أن كل ما قلت عنه من ظلم هو في دائرتك ودائرة أسرتك وحياتك الشخصية .. بمعنى انك ظلمت نفسك وزوجاتك ولم تظلم الناس .. فهل إذا ظلم الإنسان واحد أو اثنين أو حتى ثلاثة ثم ادرك هذا معناه أن حياته انتهت ؟!.. ماذا لمَن يظلم كل يوم إذاً ؟!.. فلا تدع التحامل الماضي عليك يؤثر على حياتك الآن "

عن ملاحظتها الأخيرة تتحدث .. ذلك العشق المحجور عليه من قلوب لا تراه ولا ترى الفرص الثانية
أما هى .. للبشر عندها فرصة ثانية وثالثة وأكثر
هى التي تمنح جزءا منها مع كل وصفة نفسية لعل نفسها تصفو حرة

وتحرر رجلاً صارع نفسه حتى أدماها

" ‏اليوم تتحرر من كل شيء .. تعود كما كنت تخطط لحياتك .. بيت واحد وأسرة صغيرة دافئة .. الاختلاف الوحيد انك كنت بامتحان وضعت اسئلته بنفسك بل وفشلت بنفسك في إجابة بعضها !.. أما نجاحك في البعض الآخر يكفيك اليوم لتخرج من الامتحان دون سقوط كامل .. لانتقالك للمرحلة التالية .. صدفة .. لتكون هى المحطة الأخيرة "

هل من تذكرة سريعة إذاً للقطار الأخير ؟!.. بما ان ثمة ما يربطنا بالحياة فهى رابطه الوحيد ، وهذا الحب الذي اُتهِمَ دوماً لم يقدر أحد أن يجتثه منه
وهذه المرآة التي وقف أمامها اليوم لم يكن خلفها إلا ذلك الرابط الأخير بالحياة ، تلك الأنثى التي لأجلها اراد الخروج من اختباره سالماً

ابتسمت روزان وهى ترى هدوء ملامحه لتقول بصوتها المنغم

" لن اخفيك اني انصفتك أمام صدفة حتى اساعدها على تقبل الامر وعدم خراب البيت خاصة بعدما علمت انها حامل .. واليوم دعني انصفك أمام نفسك .. لاني طبيبة رسالتي أن أعالج لا ادين .. ابحث عن أي نقطة نور داخل الإنسان وابني عليها صرحاً من نور .. ونيتك كانت خيرا من البداية .. إذاً لا تصنع وهماً آخر انك ظلمت لتعيش من جديد دوامة سلاف لكن بمسمى دوامة روينة "

لأول مرة تكون المشاعر أوضح بلا جهد .. كل شيء سائغا واضحا .. تتخذ عيناه الحرية لتحزن على روينة دون إحساس قاتل بالذنب ، ويتخذ قلبه حرية عشق صدفة دون نفس الإحساس بالذنب

ولتكمل دورها في الحكاية سألته

" ‏هل اخبرك بشيء أيضاً عن روينة ؟ "

كان ينتظر هذه اللحظة من البداية وهى تخبره عن سر الحكاية !

" حكايتكم بها الكثير من الأبطال كان ممكنا أن يموت أياً منهم .. لم يعد الأمر الآن متعلقا بك ولا بصدفة ولا حتى بروينة نفسها .. ولا أيضاً بالتعدد لانه انتهى كلامكم به وحُسِمَ قرار كل منكم فيه .. كنتم ستعيشون معا لنهاية العمر لأن هذا الأصح .. لكنه عمرها .. لأن الأمر الآن متعلق بسير أحداث حياتكم والأخطاء الأخرى التي يترتب عليها ما يحدث .. أنت قلت كانت والدتها دائما تمنع أختها من الطلاق رغم كل مساوئ زوجها .. وأختها حسبت حسابا لكلام الناس ونظرتهم للمطلقة فاستسلمت للعذاب .. وها هم الجميع يدفعون الثمن بيد زوجها نفسه .. بأيديهم .. ضاع مصدر أمانهم المادي والمعنوي "

يعاوده قبرها من جديد ذكرى مؤلمة تجعله يشعر بجسدها المقتول بين ذراعيه ، ذكرى سيحملها معه لنهاية عمره بين ثنايا الذاكرة
نهضت روزان لتعود حيث كانت خلف مكتبها وكما بدأت بسؤال تختم

" هل تتخيل نفسك بعد عشرين عاماً ؟! "

مجددا خطفت ذهنه عما يشعره لترسم صورة من ضلع الأمل

" كبر أولادك من صدفة .. هم ويحيى اصدقاء .. وصال ناجحة بعملها الذي وضعتها به على أول درجة .. تزوجت وأنجبت اخوة ليحيى .. صدفة معك .. وربما أصبحت كبير عائلتك بعد العمر الطويل لوالدك .. هذا العمر كله أحداث .. وجمال كل تلك الأحداث لا ينفع أن نضيعها بالماضي .. وكل ذلك حدث بهذا الشكل .. بهذا التشابك .. لأن القصة كان لها مغزى .. حين انتهى المغزى وكل واحد اتخذ اختياره .. ظهرت حياتكم المُقدَرة .. وأنت كنت مقدراً لصدفة منذ البداية "

منذ تلك البداية وحتى اليوم لها رسالة .. لا بأس ان نعيش فترة بمشاعرنا السلبية لتترك بصمة حقيقية نتعلم منها ، لكن المهم ألا تبتلعنا تلك المشاعر.

انتهت الحكاية ورُفِعَ ستارها .. ووضعت له اخر ما يجذبه لخوض جديد لغمارها

" منذ مولد ' عماد زين الدين ' وهو قدره ليس مع أي واحدة ولا مع سلاف نفسها .. ولكن مع ' صدفة المهدي ' "





















نزلت ألماسة من سيارتها في المكان الذي طلبها فيه ، المكان الخالي الذي انطلق منه اخر سباق بمحاذاة الطريق السريع
غربت الشمس منذ قليل لتظلم الدنيا كأنها تعكس كيانهما المتنافر هذه الأيام
كان ينتظرها مستندا لمقدمة سيارته الوحشية مثله ، وبكل قوتها واصرارها كانت بعناد أفكارها لا تحيد ولا تخاف

بنظراتها الحادة وقفت أمامه تعقد ساعديها متسائلة عن جرحها ببرود

" لماذا طلبتني ؟!.. ألم تقل ملعون حبكِ وذهبت ؟! "

بنظراته الأكثر غضبا رد عن جرحه ببرود أكبر

" وأنتِ قلتِ انكِ لم تنسي الميت ! "

جرح بجرح وعين بعين .. وند بند تسأله

" ماذا تريد ؟ "

يطالع فؤاد شعرها المتطاير وصلابة ملامحها يشملها كلها بنظرة وقلبه يثور بقلق ثم قال

" اعطني الملفات وأنا ساتصرف "

بنفس البرود تجابهه وتسأل

" كيف ستتصرف ؟ "

تفجرت ثورته بصوته العنيف هاتفا

" لا دخل لكِ .. المهم ألا تدخلي في هذا القرف "

ترى اشتداد عينيه بالغضب ونفور عروقه وتشعر غليان دماءه فتغلي دماؤها هى بالقول

" أنا دخلته بالفعل .. لكن هل تعرف ما يضايقني حقا ؟.. انك سبب في كل هذا ولا تشعر بذرة ندم ! "

امسك فؤاد ذراعها يجذبها إليه يقول بنبرته القديمة

" لا تخترعي تصورات ترفعين بها الذنب عنكِ !.. لقد كان خطيبكِ أنتِ .. ويدافع عنكِ أنتِ .. وتشاجر معه وهدده لأجلكِ أنتِ !! "

ابتعدت ألماسة بانفعال ذكرياتها صائحة

" اعرف .. دم ماهر برقبتي .. وبرقبتك أنت أيضاً "

عيناه مشتعلتين بجحيم أحرق مروج الدفء .. جحيم يشتعل بصدره فيشعر بقلبه يتآكل .. والنار .. غيرة تكوي احشاءه .. وخوف منها وعليها يجلد روحه
وهى لا تفكر إلا في ذنبها لتهتف باختناق

" أقل ما نفعله الآن أن نجلب حقه من حقراء لا ضمير ولا رحمة بهم "

ينظر فؤاد إليها ويجن بعينيها الدامعتين ليتساءل باستخفاف ساخرا

" وكيف ستجلبينه أنتِ ؟!.. من مَن ؟! "

اقترب أكثر بملامح متحجرة تعرفها جيدا ليقول بصقيع صوته

" من مدير شركتكِ القديمة سيد علام وهاني السماك وغيرهم من أقذر ناس على الأرض !! "

مرت عليها لحظة من عدم الاستيعاب تسأل

" ما دخل هاني ؟! "

صمت فؤاد بنظرة ذات مغزى فجرت الاسئلة برأسها .. هل هو من شركاء سيد ؟!.. لم يُذكَر هاني في الملفات التي أتتها !
تنظر لوجهه ترى كلامه مفسراً فتعبس بلا فهم متسائلة بهدوء مباغت

" أنت تعرفهم ؟!.. وكنت تعرف هاني ! "

اتسعت عيناها وصمته رصاصة تخترق صدرها لتشعر بقلبها يهوي وهو يلهث داعيا أن تسمع إجابته نفيا ..
لكن عيناه برقت جليدا ليكابر بصوت سقط عليها كالرعد

" نعم اعرفهم .. جمعتني بهم أعمال من قبل .. قلت لكِ انكِ لم تعرفي كل شيء عني .. قلت لكِ أن مال المجموعة فقط حلال نكاية في رفيع وأي شيء آخر فأنا المسؤول عنه وحدي "

شعرت بألم جفنيها المتسعين ليتجمد كل جسدها عن الحركة مصدوماً .. وتوقف عالمها كتوقف أنفاسها
كلاهما تضخم قلبه بخفقات مؤلمة من الخداع .. الشك .. الخوف
حتى اطلقت نفسا كاللهب لتقول مصدومة

" لكنك قلت انك لا تعرف هاني .. لقد دافعت عني ! "

بين الغيرة والخوف ما زال يكابر بلا مبالاة

" كذبت عليكِ .. لم أكن اعرفكِ وقتها لاخبركِ عن حياتي .. أنا وهاني وسيد وغيرنا كثيرون .. كل منا أمام الناس لا يعرف الآخر .. هذه قوانين عالم أسود لن تستطيعي مجابهته "

أصابها الصمت المطبق حولها بالصمم فلم تعد تشعر سوى بقلبها الذي يتلوى ألماً .. عالقة في مهب الريح ومشاعرها تتخذ ستارا من حديد .. لكنه فقط عقلها عجز عن التصديق
يتألم فؤاد بألمها ويموت خوفا أن يعرف أحدهم بأمرها فيأمرون بتصفيتها فقبض على معصمها بهدر صوته المنفعل

" لذلك انسي أي شيء سمعتِه عن ( الميت ) .. وانسي كل ما قلته لكِ الآن .. وانسي ما ستفعلينه لانكِ لن تستطيعي .. واعطني تلك الملفات وأنا ساتصرف "

نفرت ألماسة فجأة تبعد يده عنها مبتعدة للخلف هاتفة بصرامة

" ابتعد عني "

سُحِب الهواء من رئتيها بذهول الفكرة التي دارت بعقلها وهى تهمس

" هذا يعني انك مَن .... "

تنظر لملامحه النابضة بالتوعد الشرس وهو يعبس مستنتجا ما ستقوله قبل أن تقول

" قتلت ماهر ! "

كلمتان .. كسهمان نافذان في الروح العالقة
كلمتان فقط بطعم .. الخسارة .. العودة لنقطة الصفر
والقلب .. يسمع دوي الخسارة وهى تصرخ .. في أقسى خياناتها.






















في وكرٍ تظنه اخر ملجأ إليها ، لا تعلم انه وجهتها إلي النهاية أياً كانت !
تراقبه ليلة وهى مستلقية على سريره وهو جالس على كرسي منضدة الزينة يلف سجائره المخدرة ثم سألت فجأة

" ما رأيك لو تزوجنا ؟! "

اهتزت يدا أمير بضحكة مكتومة مذهولا لينظر إليها يرد

" هل تخدعين نفسكِ ليلة ؟!.. لو سألتِ طفلاً صغيراً لاخبركِ أن الرجل لا يأمن لامرأة فرطت بشرفها ! "

لم تصدمها الإجابة كثيراً ، هى أيضا لم تقصد السؤال ، إنما أرادت سماع رأيه اللاذع بأذنيها لتقول

" أنا أنام معك على سرير واحد ولا تأمن لي ! "

لم يستطع كتم ضحكاته الوقحة أكثر ثم قال مستهزئا

" أنتِ تنامين معي على سرير واحد وأنتِ ما زلتِ في عدة طلاقكِ من رجل آخر !.. ماذا لو تزوجنا وأصبحت أنا ذات يوم ... ( الرجل الآخر ) ؟! "

احتضنت وسادة إلي صدرها وبشكل ما ارادت خوض هذا الحوار معه فقالت

" قلت لك انك الرجل الوحيد الذي كنت في حياتي وإلي اليوم "

أنهى سجائره ليشعل واحدة ينفث دخانها عالياً ثم قال بلا أدنى شعور

" ليس له علاقة .. هذا شيء في دمكِ .. مَن تخون أباها تخون العالم كله .. لقد كان زوجكِ أكثر ذكاءا وأنقذ نفسه منكِ ليلة "

صمتت شاردة تفكر في حالها اليوم وخطوتها التالية .. ليقفز في رأسها سؤال مفاجئ .. هل حقاً نسيت إغلاق الباب بالمفتاح ذلك اليوم ؟!
هل كانت من الغباء والطمع الشهواني لتنسى إغلاق باب غرفتها ؟!.. هل ظنت انه مغلق ؟!
كانت ترتدي ثيابها للعزاء لذلك ظنت انها أغلقته !
لو كانت اغلقته لما كان حدث كل ذلك ، لما رأت جميلة أختها ما رأت لتحكيه لأمها ولعماد ، وكان سيمر الأمر بجراحة تستعيد بها عذريتها !!
هل حقاً خطأ صغير للغاية بسبب غفلتها افسد كل حياتها ؟!

الدخان يتكاثر في الغرفة المغلقة يكتم أنفاسها لتسمع سؤاله الساخر

" لكن اخبريني حقاً .. هل صحيح ما قلته لي أن زوجكِ لم يلمسكِ أبداً ؟! "

نظرت إليه ترى تأثير المخدر الذي بدأ بدمه وندمت بإخباره عما حفظه عماد طوال عمرهما معا
أشار أمير لها بالتحدث وحين ظلت جامدة بنظراتها المحتقرة اومأ برأسه وقال ساخراً

" برنس !.. فعلها لأجل عائلته .. اقسم انه لو أنا لفضحتكِ دون أن يرف لي جفن وشاهدت دفنكِ معهم .. وحتى لو تورطت في زواج معكِ كنت سافعل مثله .. ليس كل شخص يقبل أن يلمس الاشياء المستعملة .. أنا شخصياً لا أتعامل مع المستعمل إلا هكذا .. إنما في الحلال مستحيل .. اوافق أن تحمل اسمي وشرفي !!.. مستحيل "

ردت ليلة بكل برود

" هذا إن كان لك شرف أصلاً ! "

ضحك أمير وهو يشاهد انقلاب وجهها مستمتعا بسادية قائلا

" قلتِ انكِ لا تغضبين من الصراحة !.. لكن لماذا لم تطلبي الطلاق منذ زمن ؟! "

رمت ليلة الوسادة وهى تتذكر حمايتها في بيت عماد يوماً لتقول بغضب مكتوم

" زواجي منه كان الورقة التي تجعلني أظل هنا .. كنت هنا في حمايته .. لم اطلب شيئا إلا وكان عندي .. حتى وثيقة التأمين بمبلغ لم اتخيله .. لم اطلب الطلاق لانه ليس مثلك ! "

لا يهتم بالإهانة وهو يدعي الجدية قائلا

" تلك الوثيقة التي تريدين سحب أموالها لتبتعدي عنهم ؟!.. لكن لماذا هربتِ ؟! "

أدارت وجهها ساخطة على الدنيا كلها تكره كل شيء حولها وتتحدث كأنها تكلم نفسها بغل

" لاني اعرف ماذا سيفعل أبي بي .. سأظل في دارنا حتى يزوجني من أحد رجال العائلة .. لكنه ليس برجل سيء .. أبي علمنا أنا وأختي حتى الجامعة .. لم يبخل علينا .. لكنني اكره أعرافنا ومعتقداتنا .. اكره أصلي هناك .. وجعلت كرهي يتغلب على كل ما تربيت عليه "

اطفأ أمير السيجارة وتشابه احتقاره لها شعورها نحوه ليحرق دمها قائلا

" لا تبرري لنفسكِ ما فعلتِه .. أبوكِ لم يكن يستحق أن تفرطي بشرفه .. وبعده زوجكِ .. قدم لكِ فرصة مثالية .. حياة مترفة في المدينة وإكمال تعليم ومال ووضع اجتماعي يتحدث عنه كل مَن بالنادي .. وبالمقابل منع عنكِ شيئاً واحداً فقط .. شيئا تأخذينه مني الآن في الحرام .. أنتِ هكذا ليلة .. وواثق إن لم يمنع زوجكِ هذا عنكِ لجئتِ إليّ أيضا من باب التغيير !.. وكنتِ ستجدين لنفسكِ مبرراً آخر .. انكِ ربما ترين في نظراته غضب من فعلتكِ ! "

هتفت ليلة بنبرتها الشرسة التي تشعله

" لا تتحدث معي هكذا كأنك تبرئ نفسك الحقيرة ! "

عبس أمير بتعجب ليقول بلا اهتمام مطلقا

" لا ابرئ نفسي نهائياً .. أنا هكذا .. حياتي هكذا .. وما أكثر مَن هم مثلي !.. لا اهتم ! "

امتعضت ملامحها بغيظ واستهزاء لتسأله

" هل تعرف لماذا أتيت إليك أنت تحديدا أمير ؟! "

رد أمير مبتسما بسماجة

" اتمنى ان اعرف !.. بصراحة لم يدخل عليّ انكِ لم تجدي أحداً غيري !.. هل انفض صديقاتكِ فجأة وكل معارفكِ ؟! "

ابتسمت ليلة بتبجح وذاك الإشعاع الحقود من عينيها يقفز على وجهها لترد

" معك حق .. فلنتكلم بصراحة إذاً .. لا .. أنا لم اذهب لغيرك أصلا يا أمير .. أنت أول مَن جاء ببالي حين خرجت من الوادي !.. هل تعرف لمَ أنت ؟!.. لاني لن اريحك في هذه الدنيا .. أنت السبب من البداية وستحمل معي رغماً عنك "

هز رأسه بلا مبالاة أغاظتها أكثر وهو يلمس خده وتساءل

" ولماذا لم تأتِ إليّ منذ عدت من السفر ؟!.. بعدما صفعتِني !.. أتذكرين ؟! "

مالت برأسها تجيب باستخفاف

" هل تريد صراحة أخرى طالما انكشفت أوراقنا ؟!.. لاني كنت مُراقَبة "

أثاره الأمر كأنه يشاهد فيلماً فاعتدل بفضول متسائلا

" حقا .. كيف ؟! "

ابتسمت ليلة ساخرة متذكرة يوم حضر فجأة بعيد ميلادها ولم يكن يومها .. متذكرة يوم جاءها بالنادي يأخذها وتباهت به أمام صديقاتها .. متذكرة كل مرة حاولت فيها التنفس فظهر لها قائلة

" عماد كان يراقبني دون أن يظهر ذلك .. كان يخاف على شرفه مني .. ما إن يشعر اني خرجت عما يرسمه لي حتى يظهر أمامي .. لم يحرمني من شيء .. تركني اكمل تعليمي واذهب إلي النادي واشتري ما اريد .. لكنه رسم لي خطاً اسير عليه تحت عينيه "

ضحك أمير عاليا شامتا حتى دمعت عيناه ثم قال بتفكه

" ألم أقل لكِ برنس ؟!.. حمى عائلته وأمّن نفسه .. ذكي "

شاهدته ليلة بعين باردة حتى انهى ضحكه ثم قال فجأة

" لحظة واحدة لاتذكر سؤالي .. هذا معناه انكِ لم تأتِ إليّ لانكِ خائفة منه !.. خوفكِ منه منعكِ من خيانته ! "

صمت مندهشا يغطي فمه المفتوح ثم تهكم

" لم تخونيه لانكِ خائفة !.. وأنا ظننت انكِ تحبينه حقا واردتِ أن تحفظي شرفه !! "

ردت ليلة بقرف

" ربما لانك غبي ! "

تلوى فم أمير ساخرا وهى تتذكر مناورات ذلك المدعو وائل حولها واستجابتها لتضيف بوقاحة

" لكنني بالفعل احبه بجنون وتملك .. لكن تلك الليلة حين ماتت روحي معك ورأتنا أختي في غرفتي .. لم افكر باحياء روحي مجددا لاهتم بحفظ شرفه !.. ها هى الحقيقة على ورق مكشوف ! "

صمت أمير للحظات ثم قال بجدية نادرة

" أنتِ لا تنتمين إلي هنا ليلة !.. افكاركِ وشخصيتكِ غربــية جداً .. كل ذنب عندكِ بسيط وكل شيء عادي !.. ربما هذا ما جذبني إليكِ .. حين خطت قدماكِ للعاصمة خرجتِ من ثوب أهلكِ .. ثم امتد خروجكِ من كل التقاليد المعروفة هنا .. لا تريدين إلا حرية لا قيود بها على أي شيء "

استمعت إليه وهو يحلل شخصيتها ويقترب منها حتى جلس جوارها فنظرت إلي عينيه ترى ما تقول راغبة

" هل تعرف ؟.. بيني وبينك شرارة لا تنطفئ أمير .. نشبه بعضنا .. كلانا بعيوننا ذلك الاحتقار لبعضنا .. احتقار يشعلنا لدرجة جنون مريضة .. وهذا يستحيل الحصول عليه مع رجل كالسلطان مثل عماد .. لكن من حقير مثلك ! "

ابتسمت وهى ترى فوران الدماء بعروقه اشتهاءا ثم سألها همسا

" أنا حقير ؟! "

مرت سبابتها على عنقه ترد بإثارة

" أنا احاول أن ارد عليك لا أكثر "

لمس جسدها بجرأة أثارتها هامسا بخبث بتأثير مخدر السيجارة

" ما رأيكِ لو احتقر أحدنا الآخر بشكل آخر إذاً ؟! "

كان احتقارا أشعل ذلك الجنون المريض لشهوة محرمة ، أخذا من الدنيا ما يريدان دون اعتبار لأي شيء .. ويدركان .. ما أكثرهما اليوم !

ربما الخطوة القادمة استدراج غيرهما كما فعلتها إحداهن واستدرجت وأخذت عقابها !!
ويدركان أيضا .. انهما ذلك الوباء البشري الذي تكاثر ملوثاً كل شيء جميل حوله

بعد وقت طويل انتصف الليل وهما يلهثان في أحضان محمومة .. ثم سمعا طرقات على باب الشقة فانتفضت ليلة تسأله بفزع

" هل تنتظر أحداً ؟ "

رفع أمير الغطاء ليرتدي سرواله القصير ثم خرج إلي باب الشقة ليواجه أمامه ثلاثة رجال اشداء .. ملامحهم صارمة من قلب الصحراء الجافة كملابسهم الداكنة
لا يعرف كيف دب الرعب في قلبه بإدراك ما وهو يهتف

" مَن أنتم ؟ "

نظر الرجال إلي جسده العاري ثم دفعه علوان ليدخل إلي الشقة فاتسعت عينا أمير مذعورا وهو يجد نفسه مكبلا مكمم الفم من الرجلين الاخرين وهو يصارعهما ليتحرر بلا جدوى

دخل علوان إلي غرفة النوم ليجدها على ذلك السرير النجس فانصدم وجهه بالانكسار والعار .. لكنها لم تكن كصدمتها وهى تتراجع بدموع سالت مباشرة على وجهها وجسدها يرتجف مثلجا فجأة

تلف جسدها بالغطاء الخفيف وتهمس برعب

" لا .. لم يحدث شيء .. لم افعل شيئا "

مرت الصدمة على علوان لتتحول إلي غضب أعمى وهو يقترب ينهال عليها ضربا ويزأر

" دنستِ شرفي في الترااااب "

صرخت ليلة ألماً بأعلى صوتها

" لااااا ... يا عمااااد "

صاح أبوها كالوحش بصوت مفزع

" اخرسي يا بنت ..... .. ليس هنا .. لذلك طلق فاجرة مثلكِ .. ستر عليكِ بعدما فضحتِني ... أختكِ اخبرتني متأخرا يا بنت ...... "

اليوم .. أخذت جميلة حق أمهما التي ماتت مقهورة
تبكي ليلة وتصرخ وتنهار بين يديّ أبيها وجعاً بضرباته وهو يصرخ معها غضبا عاتيا

" الجميع عرف وأنا الجاهل الذي لم يغسل عاره ويدفنكِ "

جرها من شعرها أرضا إلي الخارج وهى تمسك بالغطاء تستر جسدها متأخرا ثم صفع أمير الذي تحول إلي فأرٍ جبان صائحا بغلظة

" وأنت يا ..... ... والذي خلقك لاقطع من لحمك حياً حتى تموت مصفى من دمك النجس "

أشار إلي الرجلين ليخرجا وهو يرفع الغطاء على شعرها ووجهها يغطيها تماما لترتدي كفناً قبل الموت ويعلو صوتها المكتوم وهى لا ترى شيئا من الغطاء

" لاااا .. اتوسل إليك أبي "

بكل غضبه متذكرا أبوة انعدمت الآن جرها ليذهب بها إلي مسقط رأسها .. أرض الوادي الطاهرة من أمثالهما.

هكذا ستكون نهايتكِ يا خاطئة ..
هل ستكون سجناً مدى الحياة أم .. موتاً ؟!.























النيران بالقلب تحترق ، لتنزف الروح ، ويتشتت العقل
يقفان متواجهين كلاهما لا يصدق الآخر .. لا تصدق خداعه .. ولا يصدق هدمها لكل شيء بكلمة
الصدمة تغرقهما كموجٍ عال يصارعان طياته فيهتف فؤاد

" بلا غباء .. قلت لكِ جمعتني بهم أعمال من قبل .. من قبل .. منذ سنوات "

للحظة ارتعد جسدها وهى تنظر لعينيه الباردتين بوهجهما البارق المخيف قبل أن تدير وجهها رافضة النظر إليه
اشتعل غضبه بحركتها فاقترب يدير وجهها قسرا هادرا

" انظري إليّ "

صرخت ألماسة بحدة وهى تدفعه بعيدا

" أنا اعطيتك الأمان "

توقف مكانه لاهثا محتقن الملامح أمام عذابها وهى تقول باحتراق

" اعطيتك الأمان .. وثقت بك .. هل تفهم قدر هذا ؟ "

صدره يتفجر بالنبض طنينا في أذنيه فاقدا كل سيطرة على أعصابه وهو يصيح بكل عنفه

" قلت لكِ لست أنا .. ولم أكن اعرفه ولا رأيته .. حين عرفت مكانكم وجاءتني المعلومات عنكم عرفت فقط انكِ مخطوبة ولم اعرف إلا اسمه "

ابتعدت عنه خطوات لا تعرف كيف تفكر ودموعها تنزل بخوف وغضب فتصرخ حتى ارتد صوتها بفراغ السماء

" قتلت ماهر لتحرق قلبي فقط !.. ما هذا الجبروت بك ؟! "

شعر بالصدى حرفيا يخدشه .. كل ندوب الرصاصات في جسده نفرت بوجع رهيب أحرقه بالغضب أكثر
اقترب يديرها لتواجهه عيناه تعصف برياح عاتية وهو يدخل الكلمات برأسها

" لا .. لا تحمليني ذنباً لم ارتكبه .. هل تركتِ كل ما فعلت واتهمتِني بالشيء الوحيد الذي لم افعله ؟!.. أنتِ عذرتِني وقتها .. قلتِ حقك .. لم أرد إلا أن يخسر أولاد زاهد كل شيء .. جعلتكِ تخسرين عملاً فقط .. مجرد وظيفة .. لا تحمليني ذنب كل ما حدث بعدها "

تتوه ملامحها كأفكارها لا تعرف ماذا تصدق ثم تفكر في الملفات قائلة

" الآن سيسعون خلفي أنا أيضاً .. مؤكد عرفوا أن بسنت اخبرتني والملف معي "

أحاط وجهها بجنون وملامحه تحاكي إجرام حقيقي وهو ينظر إليها متوعدا

" لن يؤذيكِ أحد وأنا حي .. مَن يقترب منكِ سامسحه عن وجه الأرض .. قلت لكِ اعطني الملفات وأنا ساتصرف "

عيناها بهما جذوة نار تشتعل ببطء تجفف الدموع .. نار ستحرقه بجنون يماثل جنون غضبه في هذه اللحظة .. وجه العملة الآخر
أبعدته مجددا لتقول بقوة

" ستعطيها لهم أليس كذلك ؟ "

انكسر لوح الثقة بينهما لتتبقى لوحة باهتة من رماد وهو يرد محذرا

" افهمي .. أنا أخاف عليكِ .. إن عرفوا انكِ معي الآن بعدما انسحبت من أعمالهم وكنتِ خطيبته سيربطون الأمور معا ويقومون بتصفيتي أنا .. وقتلكِ معي "

بيدها امسكت كسور لوحهما لتجرحه بها وصوتها يخرج مرغما مشتدا بدرجة لم تجربها قبلا

" وأنت مثلهم "

تجمد فؤاد مكانه ينظر إليها ولا يستوعب انها هى !.. هى التي أعطاها حياته القادمة على بياض صك باسمها !
خيبة الأمل في صدره تخفيها ملامحه الباردة بمكابرة أخرى وهو يرد

" لست مثلهم .. عملي معهم لم يكن به قطرة دماء واحدة .. وأيضا نكاية في رفيع .. ليس لاني كنت اهتم ! "

شعرت بتلك النيران تغلي بداخلها وفارت حمم بركانها لتقذفها بحدة أشد

" أنت توهم نفسك بذلك .. لكنك مثلهم تماماً .. قاتل .. أم نسيت غفيركم ؟!.. أنت لا تستحق أي خير في الدنيا .. لا تستحقني .. لم تكن تستحق ابنك "

انذبح مصدوماً بعدة كلمات خرجت من بين شفتيها وما زال .. مذبوحاً فيها .. كل شرايينه تتألم بدفق عشقها
لم تكن تشعر إلا بالثورة فيها وهى تطلق الرصاصة الأخيرة

" صدقت حين قلت أنه رُحِمَ من أب مثلك "

توقف كل شيء بغتة وهو يتراجع
سواد يلطخ قلبه بصفعات قاسية .. سواد ينتشر بخلاياه .. يجري بعروقه .. يحدد ملامحه المظلمة .. عينيه .. أنفاسه ..
سواداً لم يعرف بشاعته قبلا يجره نحو الظلام من جديد .. ظلام يماثل ما يشع منها الآن
ركب فؤاد سيارته مغادرا ليتركها .. يترك كل شيء خلفه وينطلق بأقصى سرعة في سباق مع نفسه.

وهى .. لم يعرف لها الندم طريقا .. ليس اليوم ..

بعد أن تأخذ ثأرها وثأر ماهر وثأر كل فرد بهذا البلد .. هى أخت الثوري التي تشبعت بالدفاع عن كل حق ضائع حين يناديها
وقت الحق حق .. لا عشق سيضعفها ولا ندم سيمنعها .. وها هو العهد ..

لن تتركهم بفسادهم على هذه الأرض .. ماهر لم يمت سدى .. ماهر موته هو هدف وطن

ماهر مات .. لينكشف كل هذا الفساد

ماهر مات .. عازماً على المحاربة لاخر نفس

ماهر مات .. ليثبت لمَن يعرفه أن هناك قضايا تستحق كل الحياة .. يضيع فيها بلا ذنب .. أبرياء.





















( لن اترككِ هذه المرة يا فجر .. ها هو اعترافي الذي جاء متأخرا )


تطاردها الحروف في أبجدية أخرى صنعها حولها مصطفى بكلماته منذ جاءها الجامعة لأول مرة بعدما عرف بانتهاء خطبتها

اعتراف جاء متأخرا كثيرا وليس متأخرا فقط .. لربما إن اعترف قبلا كانت ستوافق إن لم يكن لإعجابها به ، فعلى الأقل تخلصا من وحدتها.

لكن وحدتها وجدت ملاذها في المهاجر .. الطائر الشارد عن كل شيء ..
واليوم .. الطائر حلق بعيدا مخلفاً جراح جناحيه فيها .. مجروحة هى اكثر مما يظن أحد

الاستنزاف .. أن تشعر انك جسد تسير بلا روح ، تنظر ولا ترى ، تسمع ولا تسمع .. لا تشعر
مستنزفة هى .. لا طاقة فيها لفعل شيء

الحنين يقتلها حباً والحب يقتلها ضعفاً .. الحب !.. الشيء الوحيد الذي لن يفهمه أحد .. يجتاحنا في الأوقات التي نحتاجه فيها أن يترفق بنا
وهى .. تحب الشريد الذي باع وخان وغدر !.. ما زالت تحبه وتشقى .. حتى تشفى

عفواً مصطفى .. لا رصيد لك في هذا التوقيت العصيب !.. ربما يوماً قادماً لنا ميعاد معلوم !

وينطلق صوت الفجر هذه المرة حزناً حتى أنهتها باكية .. كلمات من صدق الألم .. لها اليوم لا للوطن

( وطني لا يعرف أحزاني ) .. فاروق جويدة

الحزنُ يطارد عنواني ‏
‏وسألت الناسَ عن السلوى
‏ ‏ ‏عن شيءٍ يهزمُ أحزاني ‏
‏ ‏ ‏عن يومٍ أرقص بالدنيا ‏
‏ ‏أو فرحٌ يسكر وجداني ‏
‏ ‏ ‏قالوا: أفراحك أوهام
‏ ‏ ‏ماتت كرحيق البستان
‏ ‏ ‏ودموعك بحر في وطن
‏ ‏ ‏لا يعرف حزن الإنسان
‏ ‏ ‏
‏ ‏ ‏كانت أحلاماً يا قلبي ‏
‏ ‏ ‏أن يسقط سجن مدينتنا ‏
‏ ‏ أنقاضاً .. فوق السجانٍ
‏ ‏ ‏أن تخرس أصواتٌ حبلى ‏
‏ ‏ ‏بالخوف تطارد عنواني
‏ ‏ ‏كانت أحلاماً يا قلبي
‏ ‏ ‏أن أصبح فيكِ مدينتنا
‏ ‏ ‏إنساناً .. مثل الإنسانِ
‏ ‏ ‏
‏ ‏ ‏قالوا في بطن مدينتنا
‏ ‏ ‏عرافٌ يكتب أدعية
‏ ‏ ‏ويلم الجرح ويشفيه
‏ ‏ ‏ويداوي الناس إذا تعبوا
‏ ‏ ‏والحائر منهم يهديه ‏
‏ ‏ ‏جاء العرافُ يعاتبني:
‏ ‏ ‏في قلبك شيءٌ .. تخفيه؟!
‏ ‏ ‏فأجبت دموعي أحلام
‏ ‏ ‏وضلال أجهل ما فيه
‏ ‏ ‏في جوف ظلام مدينتنا
‏ ‏ ‏نحيي الإنسان ونفنيه
‏ ‏ ‏ويموت كثيرا وكثيرا
‏ ‏ ‏إن شئنا يوماً نبعثه ‏
‏ ‏ ‏ويعود النبض ونحييه
‏ ‏
‏ ‏ ‏صوتي يتآكل في نفسي ‏
‏ ‏ ‏مَن منكم يوماً يحميه؟
‏ ‏مَن يأخذ عمري .. عاماً
‏ ‏ ‏مَن يأخذ مني .. أعواماً
‏ ‏ ‏لأعيش بصوتي .. أياماً ؟!
‏ ‏ ‏كانت أحلاماً يا قلبي
‏ ‏ ‏أن أصبح فيكِ مدينتنا ‏
‏ ‏ ‏إنساناً .. مثل الإنسان


















شركة العامري

يقف عماد في ساحة الشركة يشرف على تحميل المعدات والألواح الحديدية مع العمال إلي الشاحنات بوجود حمزة وقمر العامري ابناء رئيسي مجلس الإدارة

' قمر العامري ' اليوم سيدة أعمال لها اسمها رغم تعارض أفكارها المتكرر مع زوجها حمزة ، إلا إنها تلميذته التي تمسكت بفرصتها حتى الرمق الأخير .. والآن رغم إرهاقها من الحمل في طفلها الثالث لم تتأخر عن العمل الذي أرسى كيانها أبدا

بذكر الحمل .. حبيبته أيضاً كانت مرهقة صباحا ، صدفة متعبة منذ دخولها الشهر السابع ، بالأمس لم ينم إلا ثلاث ساعات متفرقة الدقائق وهو يستيقظ على صوت أنفاسها وأنينها الخافت ، وهى لم تنم إلا وهو يمسد لها قدميها التي تورمت قليلا.

الحياة اهدأ بشكل لم يجربه منذ سنوات ، هدوء لدرجة الصمت القاتم .. زيارته لروزان لم تتكرر ولم يحتاج لتكرارها .. تكفيه نظرة إلي وجه صدفة تعيد ترتيب روحه التي تشتّت بالحزن

روينة هنا في القلب والذاكرة .. أنثى من أجمل نساء الأرض روحاً

وقول روزان لم يفارقه يوماً .. منذ مولد ' عماد زين الدين ' وهو قدره مع ' صدفة المهدي '

نظر عماد إلي ساعته ثم أخرج هاتفه ليتصل بها وحين ردت بادر

" هل أيقظتكِ ؟ "

اعتدلت صدفة على سريرها تمسد على بطنها بإجهاد تجيب

" لا .. استيقظت منذ ساعة .. هل ستتأخر اليوم ؟ "

ابتعد عن العمال يوليهم ظهره ويسأل قلقا

" ما به صوتكِ ؟ "

أصبح التنفس مجهودا عليها يضعف صوتها

" متعبة قليلا "

قلبه يعود لنبضه الهادر لها متسائلا

" هل نذهب إلي طبيبتكِ اليوم ؟ "

التقويم السنوي أمامها على الجدار تنظر فيه للتاريخ ثم قالت

" لا داعي .. موعد جلسة الفحص غداً .. هل ستأتي معي ؟ "

ابتسم عماد وهى تسأل بنبرة عادية ليرد

" وهل تركتكِ يوماً قدر ؟ "

افتقدت ذلك الدفء الغائب في صوته لتبتسم بحنين تسأله

" هل تعرف منذ متى لم تنادِني بقدر ؟ "

تحرك عماد خطوات لا ينتبه إليها قائلا باشتياق

" هذا لا يغير شيئا من انكِ قدري صدفة "

اشتياق يلاقي صدى نبضات قلبها وهى تهمس مبتسمة دامعة

" اشتقت إليك "

رأى ابتسامتها .. تلك اللوحة المذهلة التي يحفظها لوجهها بحواف عينيها السماوية متوردة الجمال
والموج في مقلتيها كأنفاس النهار في يوم شمسه ألماس المياه

تنهد عماد وهو يعزم على أخذ رسالة منها للبحر اليوم .. يتوق لمعرفة ما ستكتب قائلا

" سانهي اخر شيء واعود .. ساعة تقريبا وأكون عندكِ "

هى أيضا تريد أن تكتب للبحر وتمسد على طفلها كأنها تسر إليه سراً ما هامسة

" سانتظرك "

أغلق الخط شاعرا بارتياح ما يطل بروحه على استحياء .. والوقت .. هو وحده كفيل بحزنه

شرد للحظة تحرك فيها خطوتين .. فقط خطوتين .. ولحظة واحدة .. سمع فيها صرخة قمر

" عمااااد .. عماد انتبه "

التفت متفاجئا ليرى الألواح الحديدية التي ارتطمت بكتفه قبلاً في طريقه .. هذه المرة جاءت موتاً .. ارتطم أحدها برأسه مباشرة ..

أسرع العمال إليه هاتفين باسمه لكنه لم يسمع إلا صوت الألم .. ألم اجتاح جسده للحظة أخرى .. قبل أن يقع أرضاً فاقدا وعيه.



















منزل ' زاهد رافع '

خرجت ألماسة من غرفتها إلي البهو جلست بجوار الزهراء وأكرم ثم قالت مبتسمة

" اتصلت بجدتي بركة اطمئن عليها ‏فاخبرتني أن رنوة ولدت .. جاءها صبي واسمته خالد .. لكنه وُضِع بالحضّانة لانه وُلِدَ قبل الموعد الطبيعي "

نظرت إلي أمها لتجد تعبيرا غريبا على وجهها فلم تدقق وهى تقول لأكرم

" يجب أن تذهب لرؤية جدتي بركة .. لم تذهب إليها إلا مرة واحدة أكرم "

تبادل أكرم والزهراء نظرات متوترة قبل أن تقول

‏" أنا موافقة ماسة "

‏أدارت ألماسة وجهها بتساؤل لتتابع الزهراء بطيب روحها

" أنا لا تهمني في الدنيا إلا سعادتكِ ... أخاف عليكِ لانني أم ومن حقي اطمئن على ابنتي .. وخفت من كلام الناس وتعرفين ما يقال .. لكن مع الوقت كل شخص تكلم سيسكت .. وأظن انكِ صدقتِ .. لقد تغير بالفعل "

مد أكرم ذراعه خلفها يضرب مؤخرة رأسها قائلا

" ها قد حصلتِ على ما تريدين أخيرا ! "

ابتسمت ألماسة بعجب أضحكها دون أن يفهما علام تضحك لترد ساخرة

" أنتِ موافقة حقاً ؟!.. الآن ؟! "

ربتت الزهراء على ذراعها بالقول

" اطلبي منه أن يأتي لنتفق "

نظرت ألماسة أمامها وهاتفها في يدها صامت ، مرت الأيام ولم يتحدثا منذ ذلك اللقاء .. منذ جرحته مجددا بعد جرحه بأخته
وإلي اللحظة لا تعرف .. هل تصدق بالفعل أن لا يد له في مقتل ماهر ؟
هل تحتاج هى غفرانه هذه المرة .. أم ما زال يحتاج غفرانها ؟!
هل سيستمران معاً .. أم تفرق الطريق بهما ؟!

فكرة أغضبتها لدرجة لم تتصورها ، ولم تتخيل أن تفقد تلك الحرية التي تجري بدمائها .. حرية بمسمى ' فؤاد رافع '
ستحادثه .. حين تجمع اخر معلومات تريدها وتقدم الملفات إلي النائب العام .. ربما حينها ستجد طريقهما مجددا !

أجفلها رنين هاتفها لتنظر إلي الاسم باستغراب ثم تفتح الخط بقولها

" شهاب !.. كيف حالك ؟ "

أتاها صوته مدمراً على غير عادته

" ماسة .. فـؤاد .... "

قطع كلامه متحدثا إلي أحد ما فانقبض قلبها بلهفة متسائلا

" ما به ؟! "

تسمع حوله ضجة وأصوات رجال وسيارة إسعاف فهتفت بخوف

" شهاب أين فؤاد ؟ "

انهى كلامه ليعود ويرد عليها

" وجدوا سيارته محترقة .. انفجرت على الطريق السريع "

انهارت ألماسة باكية دفعة واحدة .. لم تنتظر صدمة تبكيها .. فقط شهقت عاليا وأنفاسها تخرج وتخرج معها روحها ..

أكرم والزهراء يتساءلان عما أصابها وهى لا تدرك هتافهما الهلع .. وكلمة واحدة فقط تأتي لعقلها .. التصفية !.










انتهى




#الدردشة قبل الأخيرة !!

بدأت التوقعات بموت فؤاد وأجمل ما قرأت تشبيها بشخصية الخديوي التي ظهرت مؤخرا من تعليق اسعدني لاسبوع كامل لما تتسم الشخصيتان بنفس العنف وطبيعة الحياة قبل الانكسار والحب 😂😂

والتوقع أحيانا يكون مهارة من القارئ لكن في أغلب الاحيان هو تلميح الكاتب به حيث يجهز القارئ نفسيا للحدث من خلال كلمات بين السطور غير مباشرة لكن فيها احساس الفراق

ومثال على ذلك موت روينة الذي لمحت له من بداية الرواية تدريجا ليدركه القراء حيث ( ظهر فرج .. مد ايده ع روينة باشارة ان ملوش حدود معاها .. رفع السكين ع زوجته باشارة لفقد وعيه الكامل )

لذلك السؤال هنا .. هل لمحت بموت فؤاد أم لا ؟!! 😂😂


حبيباتي الجميلات ... انتظروا البريق الأخير الاثنين القادم


وأخيراً .. رحم الله ابن خالي .. شاب في العشرينات مات منذ عام بسبب اصطدام لوح حديد على رأسه في عمله وظل في المشفى لايام طويلة قبل الوفاة
وبعد وفاته كتبت مشهد اصطدام اللوح بعماد ، ومشهد المشفى الذي سيكون بالفصل القادم .. مشهدان مكتوبان منذ عام كامل حتى اظل متذكرة مشاعر حزني عليه حية

رحم الله الجميع
ودمتم سالمين















noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 29-06-21 الساعة 01:12 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 29-06-21, 01:15 AM   #2215

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 132 ( الأعضاء 46 والزوار 86)
‏sandynor*, ‏Mariia_, ‏فاطمة توته, ‏zezo1423, ‏مريم محمد السيد, ‏سارة أمين, ‏Nahla71, ‏rokkaa, ‏لولو73, ‏sihamevy, ‏Solly m, ‏فديت الشامة, ‏ريماسامى, ‏هبه جلال اسماعيل, ‏hapyhanan, ‏Hendalaa, ‏Dr.hayouma, ‏ahmed@haneen, ‏قدوتى عائشة 2, ‏Noha Saeid, ‏Julya, ‏temoony, ‏dorra24, ‏ميمونة meryem, ‏Shadwa.Dy, ‏nmnooomh, ‏rahasff, ‏نعامه, ‏جنون امراه, ‏Iraqi1989, ‏الصلاة نور, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏يود البحر 7, ‏نهى 158, ‏rawan_1994, ‏االمااسة, ‏مهاجرة إلى الله, ‏سويتي شام, ‏Amal_388, ‏Rima08, ‏خلود عبدالعزيز محمد, ‏سوووما العسولة, ‏Sanaa m t, ‏فاطمة البتول, ‏moma11, ‏amana 98


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 29-06-21, 02:04 AM   #2216

Solly m

? العضوٌ??? » 434739
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 460
?  نُقآطِيْ » Solly m is on a distinguished road
افتراضي

لا لا لا لا بالله عليكي انتي حتموتي عماد و فؤاد الاتنين 😳😳😳لا يا نور بالله عليكي 😭😭😭😭😭😭

Solly m غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-21, 03:17 AM   #2217

eylol

? العضوٌ??? » 448333
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 118
?  نُقآطِيْ » eylol is on a distinguished road
افتراضي

فؤاد وعماد في يوم واحد التنين 😭😭😭😭😭🥱🥱ضربتين في الرأس توجع

eylol غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-21, 03:22 AM   #2218

eylol

? العضوٌ??? » 448333
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 118
?  نُقآطِيْ » eylol is on a distinguished road
افتراضي

فؤاد وعماد في يوم واحد التنين 😭😭😭😭😭لاععععع ضربتين في الرأس توجع

eylol غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-21, 04:28 AM   #2219

ام الارات

? العضوٌ??? » 390163
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 588
?  نُقآطِيْ » ام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond repute
افتراضي

هلا وغلا ... مش هاتكلم عن اللي يضايقني... بس هاقول لك على التوقع والهبد القادم ...فؤاد زيف موته وهياخد ألماسة ويبدأوا من جديد بعيد وعلى نضافة 😉😉

ام الارات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-21, 05:02 AM   #2220

randa duidar
 
الصورة الرمزية randa duidar

? العضوٌ??? » 417296
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 212
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » randa duidar is on a distinguished road
افتراضي

الفصل تقيل جدا وصعب في كل الاحداث
مواجهة الماسة وفؤاد كانت قاسية جدا وجارحة ، الماسة زادت شوية في اخر جملتين .. بس الموقف تقيل عليها هي كمان بس المشكلة إنها بغضبها رجعت علاقتهم للمربع صفر

حديث روزان مع عماد بجد يتدرس ، فعلا حللت كل حرف وكل نظرة أو حركة ووجهته في الاخر الاتجاه الصح لحياته ولرؤيته لنفسه ، وفعلا عملت بمبدأ النظر للجانب الإيجابي والتمسك بنقطة النور ، عماد مكنش محتاج علاج نفسي قد ما كان محتاج حد يرتب له الأمور بمفهومها الصحيح ويوجهه ازاي ينظر لنفسه بالشكل الصحيح بعيد عن الخانة اللي كان حاطط نفسه فيها

فجر النهاية لقصتها منطقية واتمنى في المستقبل تدي لمصطفى الفرصة وتعيش سعيدة لأنها تستحق الحب والسعادة .

القفلات بالنسبة لعماد ولفؤاد صادمة خوفتني شوية بس نرجع نقول إننا واثقين انك هتيديهم فرصتهم للحياة والسعادة لأنهم يستحقوا الفرصة التانية .

منتظرين الفصل الأخير على نار


randa duidar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.