آخر 10 مشاركات
نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-06-21, 12:04 AM   #2111

نونو مراد

? العضوٌ??? » 462644
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » نونو مراد is on a distinguished road
افتراضي


بجن كتيرر 💙💙💙♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️

نونو مراد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 12:18 AM   #2112

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي






البريق السابع والثلاثون

بعد اسبوع

تستعد ألماسة للذهاب معه كما طلبت إلي قبر أبيها ، تراه لأول مرة بحياتها وجهزت الكثير لتحكي وتشكو كل ما مرت به .. تخبره عن حبها الذي يرفضه الجميع .. وتعاتبه لتحكمه في مستقبلها يوماً واختيار جسور لها كأنها لعبة

ارتدت الأسود فخماً لا حزناً ورفعت شعرها تاركة غرتها على جانب وجهها قوساً عريضاً ينافس كحل عينيها اللامعة جمالا
جاءت الزهراء حتى باب الغرفة المفتوح تنظر إليها بصمت فاتجهت إليها قائلة

" سازور قبر أبي اليوم أمي "

كأنه زراً ضغطت عليه فدمعت عينا الزهراء وهى تقول بضعف

" خذيني معكِ "

عانقتها ألماسة بحنانها تمنع الدموع وتقول

" فؤاد سيريني مكانه اليوم .. وقبل أن نسافر سآخذكِ إليه "

شهقت الزهراء في حضنها باكية للمرة التي لا تعلم عددها منذ أتت الوادي .. ما زالت الذكريات حية تتأقلم على فيضانها بصعوبة
انسحبت من حضن ابنتها دون أن تريها وجهها الباكي فعادت ألماسة للمرآة تتنهد بألم مجهول ، كأنه من كل شيء يأتيها ولا مصدر محدد له

تغلق اخر الأزرار الذهبية لسترتها وهاتفها يرن برقم غريب فأجابت ليأتيها صوت امرأة فسألت

" مَن معي ؟ "

ردت المرأة بكل صلف

" أنا تحية رافع "

صمتت ألماسة قليلا ثم قالت ببرود

" آه .. أهلاً "

أتاها صوت تحية مهاجماً بلا مقدمات

" اسمعي يا بنت الزهراء .. إن دخلت أعمالكِ على فؤاد فلن تدخل عليّ أنا .. أنتِ لن تأخذي ابني وأمكِ خرابة بيوت وهى السبب في كل ما حدث "

انفعلت ألماسة وكل وريد بها استنفر وهى ترد بغضب

" إياكِ أن تذكري أمي .. ومجددا اقولها لكِ لولا تربيتي لكنت رددت عليكِ كما تستحقين .. يكفي انكِ كتمتِ شهادة الحق وأنتِ تعرفين ما فعله راسل .. يكفي تعذيبكِ لفؤاد عمره كله تحرضينه على الانتقام لأنانيتكِ "

علا صوت تحية باستنكار واقتناع تام

" أنانيتي !.. لقد جعلته رجلا يهابه الجميع حتى لقبوه بالثعبان خوفاً منه .. اليوم اسمه وحده له وزن الشياطين .. ولا تظني انكِ ستأخذين كل هذا جاهزا "

تلوى القلب كرهاً لما تسمع وألماً لما كان بحبيبها ولم تشعر بعينيها الدامعتين وهى تقول باشمئزاز

" أنتِ لستِ أماً .. ولا حتى امرأة .. أنا اشعر بالقرف لأنكِ من الرافعين "

ردت تحية استفزازا بنبرتها المغيظة

" وأنا اشعر بنفس القرف كلما تذكرت أمكِ مع راسل زوجي تغويه بنظراتها حتى وقع بشباكها وسحرها الأسود الذي كانت تصنعه له "

علا صوتها بغضب أكبر قبل أن تغلق الخط

" اخرسي .. أمي أشرف امرأة بالدنيا .. إياكِ أن تتصلي بي مجددا "

وقفت تستند على مقعد قديم أمام المرآة العتيقة تتنفس بحدة وترى عينيها في المرآة تحمل رفضاً وغلا لم تعتده طوال حياتها
معه عرفت كيف يتحكم الكره بقلب الإنسان أحياناً .. وكيف صار هو هكذا بكرهه لكل مَن أذاه

عذر .. ألف عذر قد تعطيهم له غافرة ، وهذا ما يطمئنها أن الكره لن يتمكن منها يوماً
ونظرة لنفس العينين بالمرآة هدأت ، لتخرج إليه.





أمام الدار الكبيرة ينتظرها بسيارته حين ورده اتصال من إيزارا فأجاب ليسمع لغتها المكسرة

" مرحبا سيد فؤاد .. هناك شيء هام أريد إخبارك به .. طلبت مني حين اسمع اسم سيدة ألماسة في البيت أن اخبرك فيما يتحدثون "

انتبه فؤاد بكل تركيزه يرد

" نعم تكلمي "

خفت صوت إيزارا حتى لا يسمعها أحد تخبره

" منذ قليل السيدة تحية تحدثت معها على الهاتف وقالت لها .... "

تراصت الكلمات برأسه يحيطها الغضب حتى أغلق الخط ليضرب على المقود بعنف
يده تمتد للباب لينزل من السيارة لكنه وجد الباب الآخر يُفتَح وركبت ألماسة بصمت

نظر إليها منتظرا ثم سأل

" ما بكِ ؟ "

كانت هادئة تماما وجهها صافياً نظرت إليه تتأمل ملامحه الصلبة ثم قالت

" لا شيء فؤاد .. هيا لنذهب "

كان ساكنا لكن قلبه يهدر نبضاً مهولا وهو ينتظر وينتظر .. لكنها لم تخبره بأي شيء
? لحظة فارقة يدرك فيها رجل انه وجد توأماً لروحه .. يتأكد أن له اليوم مَن يخاف عليه من كلمة تحزنه
انتقل هدوءها إليه متسائلا

" هل أنتِ واثقة انكِ مستعدة للذهاب اليوم تحديدا ؟! "

ابتسامة صغيرة على شفتيها جعلت كل شيء آخر لا يهم وهى ترد

" بل احتاج لهذا اليوم تحديدا "

لو تعرف كم أراد عناقها هذه اللحظة دون أن يذكر سبباً
اكتفى أن تعانق كفه يدها ليسأل وما زال ينتظر

" ألا تريدين إخباري أي شيء ؟ "

اتجاهان يتصارعان فيها أحدهما بكل كره يأمرها بإخباره حقارة امرأة أنجبته علها تأخذ حقها ..
والآخر من بريق العشق كان .. يخاف على حبيبها كلمة تؤذيه
آخر جعل حبها ينتصر على حقد النفوس
جعل من كل شيء ضئيلا أمام نظرة لوجهه

ونظرة لوجهه غطت يده بيدها الأخرى لتقول بثقة

" فـؤاد أياً كان ما سيحدث .. ساختارك دائما .. سأبيع الدنيا كلها واشتريك "

ابتسم فؤاد مرتاحا راضيا كما لم يكن يوماً
للمرة الأولى يجرب هذه الراحة .. يجرب ما يسمى الرضا
أهكذا العشق ؟!
مال برأسه ليقبل يدها بكفه يمررها على لحيته ثم اعتدل وأدار السيارة منطلقاً.













مساءا
في مضيفة دار الشيخ صالح يتعالى شرر العيون لتوقع أحدهم قتيلا ، لولا انه أراد سماع ما سيقوله جسور بعد مقابلته لماسته لما حضر فؤاد ولا أعارهم اهتماما

تجمع الكل مجددا لطلب جسور الذي بدأ الكلام ناظرا لأبيه

" مع احترامي لك يا أبي .. دعني ابدأ الحديث اليوم "

اومأ الشيخ صالح قلقا وهو يرى نظرات فؤاد لولده بينما يقول جسور بوقاره

" بما انني طلبت جمعكم لشيء يخصني .. كلكم تعرفون سبب عدم زواجي إلي الآن وانتظاري لابنة عمي زاهد التي دفع أبي مهرها "

ينقل بصره بينهم متوقفا على أكرم ثم على فؤاد الجالس جوار أكرم بملامحه الجامدة ثم تابع بهدوء زائف

" انتظاري لم يكن إلا وفاءً مني بكلمة أبي وعمي وخاصة انها ابنتنا اليتيمة والتي على والدها ذنب لنا "

نهض أكرم منفعلا يهتف بعصبية

" يتيمة !.. وذنب ماذا الذي تتكلم باسمه ؟!.. ما دخلك أنت بما حدث ؟!.. أختي لا تحتاجك ولا تحتاج أحداً من كل هذه العائلة .. أختي حرة لها كلمتها وسبق واختارت بالفعل ورفضتك قبل حتى أن تراك "

وقف فؤاد وأمسك بمعصم أكرم يوقفه وعيناه ثابتة على جسور لا تحيد قائلا

" اكمل كلامك "

رفع جسور رأسه بتحدٍ ثم قال ببرود

" لم يعد هناك كلام .. أنا آسف لاخباركم انني اعدل عن هذه الخطبة واريد استرداد المهر الذي دفعه أبي "

علت الهمسات بينهم فيما احتدت عينا الشيخ صالح على جسور الذي أخفض نظره أمام أبيه ثم نظر إلي عمه خليل قائلا

" واريد خطبة ابنة عمي خليل إن أذن لي بالموافقة "

أدرك الجميع الإهانة المبطنة في كلامه لدرجة عدم التصديق أن جسورهم يتكلم !
نظر أكرم وفؤاد إلي بعضهما وبرق المثل القائل أنا وابن عمي على الغريب !

جلس الاثنان مجددا ليرد أكرم باستهزاء

" لم تكن هناك خطبة أصلاً وليس لنا علاقة بأوهامك .. لكن مهرك المدفوع منذ أكثر من واحد وعشرين عاما سيُرَد إليك .. مجرد قروش اليوم لا تساوي شيئا ! "

ضرب الشيخ صالح بعصاه على الأرض غير راضيا بكل ما يقال موجها كلامه لأكرم بقوة شيبته

" اهدأ يا ولدي .. جسور لا يقصد ما فهمته "

ارتبك خليل والكل ينظر إليه ينتظر رده ناظرا إلي فؤاد وأكرم النافرين ثم سأل ابن أخيه

" أنت زينة الشباب يا جسور والكل يتمناك صهراً لكن لماذا فعلت ذلك يا ولدي ؟! "

ملامحه ثابتة لا تبالي وهو يرسم على وجهه نفورا مهينا يتظاهر بإخفائه بالقول

" لانني قابلتها يا عمي .. هى جاءتني بالمركز الطبي وتحدثنا ولم أجد في نفسي القبول لإتمام الأمر .. عامةً هى ابنتنا وشرفنا وسنطمئن عليها في كل الأحوال .. وفقها الله "

سرى المعنى الحقيقي كالنار مشتعلا .. انه لا يقبل بها لانها مع رجل آخر .. إهانة لسمعتها وشرفها لولا انه تحايل على الكلمات حتى لا يُحاسَب ويدفع دية الإهانة والخوض في الأعراض
صُدِمَ الشيخ صالح في ولده حتى شعر بالتعب يحل عليه .. جسور ماكر كفؤاد وتخطاه ، على الأقل فؤاد واضح بشره

ما إن أنهى جسور كلامه حتى اندفع أكرم صائحا بغضب

" قبول !.. هى رفضتك قبل أن ترى وجهك أصلاً .. مَن أنت لتتكلم عنها ؟.. لقد جاءتك حتى لا تحرجك أمام الكل وتهين كرامتك .. لكن الظاهر انها اخطأت باحترامك .. وأنا أيضاً .. واخطأت بالمجئ هنا "

همّ بالمغادرة فوقف فؤاد يمنعه بينما يرد جسور متعاليا

" من فضلك يا أكرم تكلم باحترام .. أنت تتكلم إلي مَن هو أكبر منك سناً وابن الكبير أيضاً .. وأنا لم أقل شيئا خاطئا عنها .. ومَن يرى اني اخطأت فليضع العيب عليّ "

ضحك فؤاد عاليا فأوقف كل الكلام .. ضحكة واثقة مجنونة من مجنون ، جعلت الكل يخاف وينكمش .. جعلت جسور يمتلئ حقداً عليه
استمرت ضحكاته لدقيقة والعيون عليه ثم أشار لذلك الرجل الذي قال عن تسجيل التاريخ يوم جلسة الصلح ناظرا لجسور قائلا بجنون

" أضحكتني !.. سنسجل تاريخ اليوم أيضا .. جسور رافع يضحك فـؤاد ثعبان الرافعين كلهم !! "

بصوته العالي صمت الرجال وهو يلوح بذراعيه باستخفاف يقول

" جيد !.. بما انكم مجتمعون والحمد لله تخلصنا من جسور .. إذاً من جديد "

ربت على ذراع أكرم ليجلس ثم جلس معتدلا جهة عمه صالح وبجدية تابع

" أنا اطلب يد ألماسة ابنة عمي من أخيها أكرم ومن عمها الشيخ صالح .. ولكم كل ما تريدون .. ولها كل ما تأمر به وإن كان وزنها باسمها .. بالألماس "

نظر الرجال إلي بعضهم وهو يشهر سبابته بالوعد متعهدا

" تحت قدميها سيُفرَد "

يغلي جسور والكل يتجاهله بما فيهم والده الذي نظر للأعمام يأخذ قول عيونهم ثم سأل

" ماذا قلت يا أكرم ؟ "

لم ينظر أكرم إلي أحد .. ظل رأسه مرفوعا يفكر ملقيا نظرة على جسور ونظرة على فؤاد ثم قال

" قولي كان سآخذ رأيها أولاً ولها ما تريد ... لكن بما اني اعرف رأيها "

نظر إلي عمه صالح موافقا

" فلنقرأ الفاتحة "

ارتفعت الأيادي بذهول وتردد .. وخوف .. تقرأ الفاتحة ، ولا أحد يدري مفرقعات النشوة داخل ثعبانهم .. حبيبته ملكه اليوم أمام الكل
انتهى الشيخ صالح ثم أطرق برأسه قائلا بتعب وصدمة بولده

" مبارك يا فـؤاد .. منذ اليوم ابنتنا أمانتك .. في عينيك تحفظها .. وبروحك تحميها .. وبكل ما تملك لا تبخل عليها "

ابتسم فؤاد ووقف ناظرا إليهم يتحدى كل منهم بطريقته ثم أبصر ساعته قائلا

" أنا لدي موعد ولابد أن اذهب "

تحرك خطوة ثم عاد ببصره إلي جسور .. بتوقيت أخذ الحق ورد الإهانة
وبكل تحكم بأعصابه ونفور دمائه قال باستفزاز

" آه كدت انسى ... لقد نسيت إخبارهم بما قالته لك ألماسة يا جسور .. انك منافق تعيش الوهم .. وانها كما قال أكرم .. جاءتك لتنهي الأمر دون إهانة لكرامتك ورفضك علناً .. ونسيت إخبارهم انك اعترفت لها بحبك لكن لم يكن له أي قيمة عندها إلا الشفقة عليك "

اتسعت عينا جسور بغضب يحرقه وفؤاد يلوح بيده متظاهرا بالتعاطف مستطردا

" اليوم أردت أن تسبق وتتراجع قبل أن تعلنها هى وتكسرك أمام الرافعين .. وتريد المهر ! "

علا صوته هادرا مخيفا يأخذ حقها وحقه

" المهر سيأتيك حتى باب دارك في علبة من الفضة .. احتفالا انها تخلصت منك ! "

ارتفع حاجبا أكرم بدهشة شامتا وفؤاد يخرج رزمة مال من جيبه ويرد الإهانة بأضعافها وهو يرمي المال فوق جسور هاتفاً

" وإن أردت أضعافه الآن .. خذ "

شعر جسور بصفعة كل ورقة من المال على وجهه بينما يخطو فؤاد للخارج صائحا بشراسة

" ولا دية إهانة لكم عندي "

يراقبه الجميع بوجل وهو يغادر باعتداد وغرور وشراسته القاتلة ليستدير فاتحا ذراعيه يجهر بأعلى صوته

" مبارك عليّ ألـمـاسة الرافعين "

خرج فؤاد فنظر أكرم إلي جسور نظرة شامتة مهينة قبل أن يخرج بصمت فقال جسور مبتسما يحاول حفظ ماء وجهه

" هذا العادي من ثعبان .. إن خرج العيب من أهل العيب فلا نلومهم "

قابل نظرة الشيخ صالح المصدومة فيه بغير رضا ثم نظر إلي المال الملقى أرضاً حوله .. وشعر أن قلبه سيتوقف بشدة الغضب.

وبالخارج اقترب أكرم من فؤاد جوار سيارته ليقول متحديا

" لا تظن أن ما حدث بالداخل سيغير شيئا .. كل ذلك سينتهي ما إن نعود "

لا شيء في العالم قد يفسد ما يشعره الآن
ابتسم فؤاد ابتسامة لم يرها أكرم منه يوما ثم قال بمزاج رائق

" قل لأختك مبارك "

ركب سيارته وغادر فضرب أكرم كفاً بكف متعجبا

" لقد جنت ماسة لتحب شخصا مثلك ! "




















توقفت ألماسة بسيارتها أمام مصنع المجموعة ثم نظرت إلي الساعة وقد حل المساء ، اخر اتصال بينها وبين فؤاد اخبرها انه ما زال هنا معتقدا انهم لم يعودوا من الوادي بعد ، لذلك أرادت مفاجأته والقدوم إليه

نزلت من السيارة لتدخل المصنع ولمحته يخرج متحدثا بهاتفه فتوقفت حتى ينتبه إليها
رفع فؤاد عينيه ورآها فأنهى المكالمة مباشرة ولاحظت ارتباكا طفيفا في حركته ، قبل أن يقترب مبتسما واثقا يقبل جبينها متسائلا

" متى عدتم ؟! "

ألقت ألماسة نظرة على هاتفه ثم نظرت لوجهه ترد

" اليوم ظهراً "

اتسعت ابتسامته بغرابة ليقول مندهشا

" ظهراً !.. أنا اتصلت بكِ أكثر من مرة ألماس .. لماذا لم تخبريني بعودتكم ؟! "

تحدق في عينيه الحادة وبحدسها تدرك شيئا يخفيه فترد مناورة

" ألا تضع عيوناً عليّ .. ألم يخبرك أحد بعودتنا ؟! "

ضحك فؤاد ممرراً يده بنعومة شعرها ثم قال

" لم آخذ تقرير اليوم بعد ! "

دققت بملابسه العملية السوداء وهى تسير معه لسيارته ، لكنها وجدت سيارة أخرى رياضية سوداء فسألت عن رباعية الدفع الضخمة

" أين سيارتك ؟! "

استند بظهره لبابها قائلا

" في المرآب .. عادي .. تغيير "

فهمت !.. ظلت عيناها على السيارة وقالت بابتسامة فاترة

" أحب الأخرى أكثر .. كالوحش تليق بك "

ضرب على سقف السيارة بإعجاب وغرور يرد

" هذه أيضاً وحش في سرعتها "

نظرت إليه بقلق تقترب أكثر لتقول بنبرة خافتة

" هيا إذاً .. سادعوك للعشاء .. اشتقت إليك "

ضغط على كتفيها متنفسا بقوة يلامس جبهتها بجبهته قائلا بصوته الأعمق

" ليس بقدر اشتياقي إليكِ .. لكن لن اقدر .. لدي موعد بخصوص مزرعة الخيل "

أبعدت رأسها تتمسك بحافتي سترته الجلدية تتساءل بمكر

" اممم ... بهذه الأناقة ؟!.. أين ستذهب ؟! "

حك فؤاد لحيته يهذبها بكفه ضاحكا يقول بوقاحة

" أناقة !.. أنا ارتدي سترة جلدية ألماس وهذا يعني اني لن اواعد بعض النسوة على نفس العشاء ! "

مسحت بيديها على الجلد الناعم على كتفيه لترد

" بالعكس !.. هذا الجلد الأسود هو ما يجذب النساء الآن !.. لسنا في زمن رشدي أباظة لتحتاج بذلة كاملة بربطة عنق !! "

حرك رأسه بإيماءة موافقا

" وجهة نظر ! "

عادت تمسك بسترته تنظر إليه بدلال وبكل أنوثة تشع منها كالبريق المتزن قالت

" عامةً أنا أوافق أن تواعدني على العشاء هكذا .. و... جائعة .. جدا ! "

رأت بعينيه تردداً غريباً وهو ينظر إلي وجهها وكفه تضغط على ذراعها والأخرى لمست السيارة ليقول

" قلت لكِ لن ينفع اليوم .. غدا سيكون كله لكِ "

زمت شفتيها متظاهرة بالغضب لتبتعد إلي سيارتها وهى تلوح قائلة بلا اهتمام

" حسنا .. إياك أن تطلب مني الخروج لشهر قادم "

ابتسم فؤاد يستدير عاقدا ساعديه على سقف السيارة يراقبها ثم يعلو صوته

" تعالي لاوصلكِ أولاً ألماس "

ركبت سيارتها وأدارتها لتلتفت له قائلة بذاك الترفع

" ستوصلني عيونك ! "

غمزة من عينها اليسرى قبل أن تغادر وتتركه حتى اختفت
ركب فؤاد السيارة لينطلق بها وعلى بُعد كانت خلفه !.. من بعيد بسيارتها تتبعه وتراقب ما سيفعل بحذر .. وخوف
ولسانها يرد على ما قاله منذ دقائق

" ربما لن يكون هناك غداً ! "




















في القاعة التي اختارها للخطبة علت موسيقى فرقتها تعزف أجمل ألحان الحب لعروس تستحق الفرح
طلبها زايد رسميا من أقاربها في حفل عائلي بسيط لقراءة الفاتحة ، والليلة تجمع أهلها وأهله وكل مَن يعرفان احتفالا بالخطبة

وكانت الليلة أجمل .. عيناها الكحيلتان رُسِمَت وبالذهبي لمعت ، وعطورها من المسك عبقت
وجهها فاتناً بحجابها الذهبي كالشمس أشرقت

جالسة معه في طوق من أزهار اللوتس أبهر العيون جمالا .. بزرقته يضوي كلما لامسته الأضواء .. وخلفها نقشا فرعونيا قصده زايد بفن انتقائه للتفاصيل كالهدايا

عيناها تلمح وصول مصطفى المتأخر حتى اقترب منهما يبتسم بالقول

" مبارك "

رد زايد ببرود واضح أزاله دفء ردها

" شكرا مصطفى .. وشكرا انك أتيت "

اومأ بنظرة اطمئنان داعمة من عينيه ثم ابتعد فنظرت إلي زايد عاتبة ليغير الموضوع متحايلا

" اللون الذهبي عليكِ ليس عادياً ! "

ابتسمت فجر بلا فائدة ناظرة لفستانها الذهبي المنساب برشاقة على جسدها وقالت

" لا افهم اصرارك أن ارتدي فستانا ذهبياً ! "

اخرج علبة من جيبه يفتحها أمام عينيها قائلا

" الذهبي يكمل شخصيتكِ .. فرعونية .. لا يليق على فتاة كما يليق عليكِ فجر "

سواراً ذهبياً مرصع بأحجارٍ فيروزية بداخله خاتما يماثله رأتهما فجر ثم أشارت لخاتمها تتساءل

" ما هذا زايد ؟!.. يكفي الخاتم "

لف السوار حول معصمها وهو يقول مبتسما

" يقولون في مصر أن الذهب هدية العريس لعروسه .. فهل أعجبتكِ الهدية ؟ "

أكثر جمالا على يدها .. فن اختياره لما يليق بها
وفي اصبعها وضع الخاتم أمام أضواء الكاميرات توثق الذكرى وهى ترد بأنوثة تذكرتها معه

" جميل و ... يشبهني .. أليس كذلك ؟! "

رفع زايد يدها يقبل ذلك الاصبع مؤكدا

" يشبهكِ كثيراً يا حفيدة الفراعنة "

بحدسها همس كالفراش يطير ويومض حائرا بالاسئلة .. ما زال زايد غامضا .. وبلحظة سعادة تتبخر دوماً الحيرة .. بأساميها الكثيرة !
تلك الفرعونية .. حفيدة الفراعنة .. المصرية
بعينيّ الحضور سعادة وحسد ، وبعينيّ مصطفى جرح تسبب به لنفسه
وبعينيّ زايد تلك النظرة الفوضوية الحرة وهو يميل نحوها هامسا

" لماذا لا نتزوج الآن فجر ؟!.. هل يجب عليّ الانتظار لشهور في تقاليد لا معنى لها ؟! "

اتسعت ابتسامتها ووجهها يتورد بجمال وهى توزع نظراتها الدافئة تملأ الكون بسعادتها ثم قالت

" ما دخل انتظارك بالتقاليد ؟!.. ما زال علينا تجهيز شقتنا وعليك البحث عن عمل بدلا من مال سفرك الذي تنفق منه وسينتهي يوماً .. ماذا سنفعل حينها ؟! "

امتعضت ملامحه ناظرا لوجهها الضاحك بدهشة ثم قال

" شكرا للتذكير يا مصرية !.. يقولون أيضا من أهم ما يميز المرأة المصرية انها تعشق النكد ! "

التفتت إليه بملامح جادة تضيق عيناها وهى ترد

" تقصد أن الرجال يعتبرون التذكير بالمسؤوليات نكداً في كل انحاء العالم !.. أما نحن النساء .. فشخصيات قيادية بطبعنا وإلا ما تركوا لنا إدارة البيوت "

أمسك زايد يدها بكفيه متسع العينين متوجسا متوسلا

" فجر !.. نحن في خطبتنا !.. هل ستعطيني محاضرة في الأصول الآن ؟! "

ضحكت فجر وهى تنظر لتعابيره الطفولية تتأمل وسامته اليوم .. حلته السوداء المرسومة على عضلاته وشعره الذي استطال قليلا بعد قصه
لن يقصه لفترة طويلة قادمة !.. تتوق يدها أن تلامسه في حضنها ابناً قبل حبيباً

بعينيها هى عشق .. عشق تفتح على يديه فقط
هى الشاعرة التي لا قصيدة لحياتها .. لا أبيات إلا لوحدتها ودوام حزنها
من عينيها لعينيه كلمة تقولها

" أنا لم أقل لك أحبك حتى الآن "

تلكما العينان البنية العميقة يحدق بهما وحين يصل لنهايتهما يرى الشمس تشرق في معابد الدنيا
عينان تحكي حروف الكلمة فاخبرها

" عيناكِ فضحتكِ ! "

تنساب بينهما الموسيقى وهى تنهض معه وتلقيها كأجمل ما ألقت

" ومع ذلك .... أحبك "

في رقصة الحياة .. رقصة أنوثتها الأولى .. تضمها ذراعاه ويسأل

" منذ متى ؟ "

لا أجمل من أمان في حضن الحب
لم تتخيل يوما جمال الشعور بالحماية بين يديه .. وتجيب

" منذ شعرت انك ابني قبل حبيبي "

ولم يتخيل أن تكون أنثاه مصنوعة من وطن .. كل مدنه رحبة له .. كل شوارعه معنونة باسمه
وكل بيوته يملك مفاتيحها قائلا

" وأنا أحببتكِ منذ عاتبت الوطن بصوتكِ فجر "

عقدت حاجبيها تتذكر بدايات لقائهما وبكبرياء قالت

" قبلي بكثير !! "

تمر الدقائق في ميل ناعم برقصة خلف أخرى ثم ناداها متسائلا

" فجر .. إن طلبت منكِ أن نسافر ونعيش بالخارج .. هل توافقين ؟ "

توقف ميلها !.. ذراعاها على كتفيه في رقصة ساكنة لتقول بصوتها الجاد

" قد يكون هناك بلاد كثيرة الحياة فيها أفضل زايد .. بإمكاني السفر لرؤيتها أو للتعلم في جامعاتها .. لكن أن اترك مصر نهائيا ... مستحيل "

واقفة مكانها على أرض ثابتة وبعينيها ذاك الاصرار لحياة أو موت وهى تقطع أي فكرة باليقين

" أنا سأعيش هنا وسأموت هنا .. ومَن يريدني يعيش معي هنا .. على أرض بلدي "

عادت الرقصة !.. نظر زايد أمامه بلا كلمة .. فقط نظرة احتلت عينيه أن .. سنغادر يوماً يا فجر !.







مر الحفل أجمل مما تخيلت طوال عمرها ، لم يؤلمها إلا نظرات مصطفى الهاربة .. لكن وجود زايد جعلها تعيش لنفسها ولو مرة
على الطريق السريع في سيارته ينطلق بصمت عائدين للمنزل حين شعر زايد بمراقبة إحدى السيارات له
يغير اتجاهه فتغير معه وفجر تناظره باستغراب وهو يزيد السرعة أكثر لتنحرف السيارة بحدة فتهتف

" زايد اخفض السرعة "

لم يرد عليها وهو يحاول الهروب منهم وهى تنتبه لما يحدث فتسأل

" مَن هؤلاء ؟! "

فجأة توقفت أمامه سيارة أخرى أجبرته على التوقف ونزل منها نفس الرجال الذين اقتحموا شقتها يوما
نظرت فجر حولها بهلع وهم يفتحون بابها يجذبونها للخارج صارخة بينما نزل زايد يهاجم أحدهم لكن صوت آخر بلهجته الخليجية أوقفه

" مكانك .. لا تتحرك وإلا ... "

استدار زايد ناظرا إليه بغضب ثم توقف بلا حركة رافعا كفه عن ذلك الرجل ..
فقد كانت فجر أمامه .. والسلاح مصوب إلي رأسها تماماً.





















أوقف فـؤاد سيارته الرياضية خلف سيارات أخرى منتظرة بالجانب الرملي على الطريق السريع ونزل منها أصحابها ليتجه فؤاد نحو أحد الرجال يصافحه ضاحكا بالقول

" حمزة العامري أخيرا !.. كيف تسللت من خلف زوجتك لتأتي اليوم ؟! "

انضم إليهما صديقهما تيم وحمزة يقول متهكما

" حين تتزوجان ستعرفان ما أعانيه .. ستنسيان أي سباقات وخروج أيضاً "

ضحك الثلاثة بصخب بينما ينظر حمزة حوله متذكرا ذكرى خلف أخرى مع زوجته متسائلا

" هل تذكران حين ركبت قمر معي وفؤاد سألني إن كنت ادرك ما افعله ؟! "

رد تيم ساخرا

" ظننتك متوترا وسينتهي بكما السباق بحادث !.. لكنك فزت ذلك اليوم "

اومأ حمزة برأسه والحنين يشاغب بعينيه الخضراء .. اليوم لديه ابنتان كقمر .. وكالقمر !.. وابنه الثالث صبياً قادماً بعد شهور !.

لحظات وتوقفت ألماسة بسيارتها خلف السيارات ونزلت منها خاطفة الأنظار نحوها .. تطالع الرجال الواقفين ومن بينهم فتاة غريبة المظهر .. كنظراتهم إليها من حذائها عالي الساقين وحتى سترتها الزرقاء العملية ، شعرها حراً وتعابيرها قوية .. وعيناها بعينيه التقت غضبا

رمى فؤاد السيجارة واتجه إليها فانخفضت النظرات والكل يعرف انها تخص ' فـؤاد رافع '
لوحت ألماسة بذراعها ساخرة

" هنا ستقابل الناس بخصوص مزرعة الخيل ! "

جذبها من ذراعها مبتعدا عنهم يقول بغضب

" اذهبي الآن وسنتكلم غداً "

تنظر ألماسة حولها ومنظر السيارات يصيبها بالخوف فرفعت عينيها لعينيه تمسك بيده وبخوفها تسأله

" وإن لم يكن هناك غداً ؟! "

عيناها تلمع دموعا كالندى تلمس قلبه تؤلمه فتلاشى غضبه قائلا

" اهدئي .. تعرفين أن هذا في دمي ألماس .. وقلت لكِ أنتِ عرفتِني هكذا وأحببتِني هكذا "

قطرات مطر باردة تختلط بدمعات تسقط منها ضعفاً وهى تتمسك بسترته بقبضتيها تضرب على صدره تحترق خوفا هاتفة

" وقلت لك جرب أي شيء آخر لا أخاف فيه فقدانك ... قلت لك لا اريدك أن تموت في سباق .. اختر موتاً أكثر فخامة يليق بك "

يتطاير شعرها بهواءٍ أكثر برودة يغطي ملامحها فيبعد تلك الخصلات السوداء محيطا وجهها بكفيه قائلا

" لا تخافي .. لن اموت اليوم "

تهز رأسها نفيا وتغمض عينيها على صورة قديمة لموت ماهر وهى تتشبث بسترته تخفي وجهها بصدره تقول بألم

" لن احتمل فقدانك "

أحاط رأسها على صدره غامرا كفه بشعرها يشعر ارتجاف جسدها وتشعر هدر النبض بقلبه يرد بصوت خافت

" ولن يرضيكِ أن اتنازل لهم الآن .. لن ترضيها لي .. دعيني هذه المرة وستكون الأخيرة "

ظلت ثابتة لحظات يسمع أنفاسها ثم دفعته فجأة لتلف حول السيارة تقول بتصلب

" ساركب معك إذاً "

عيناه ترنو نحوهم وهم يراقبونه باستمتاع فاشتعل الغضب فيه مجددا ليلف حيث ركبت يفتح الباب قائلا بحدة

" لن اعرضكِ لهذا الخطر .. بلا جنونكِ الآن "

ظلت جالسة عاقدة ساعديها تنظر أمامها بصرامة فمال نحوها يجذب ذراعها هاتفا

" انزلي "

التفتت ألماسة إليه بكل غضبها جذبت ذراعها رغم ألم قبضته وعيناها تعصف كرياح مشتدة بملامحها وقولها

" اتركني "

علا صوت أحدهم متسائلا إن كان معهم اليوم

" فـؤاد ؟! "

تخصر فؤاد نافخا ينظر إليها ثم ضرب على سقف السيارة بغضب ليشير بكفه معلناً انسحابه

تحرك كل واحد لسيارته وهى تراقب ركوبهم ووقوفه المنفعل بفكرة ما لتنزل من السيارة ويعلو صوتها

" دقيقة واحدة .. فـؤاد سيكون موجودا اليوم "

نظرت إليه بتحد لتضيف بنبرة عالية

" وسيفوز أيضاً ! "

طالعتها نظراته المشتعلة فخفت صوتها كما قال قبل أن تركب السيارة

" سيظنون اني خائفة .. ولن ترضاها لي .. هذه المرة الأولى والأخيرة ! "

نظر إلي السيارات التي اصطفت بانتظاره بمَن فيها .. مَن يغمز ومَن يهمس ومَن يتحدى .. ثم صفق بابها بحدة ليلتف يتخذ مكانه يغلق هاتفه ثم قال

" تعرفين أن بإمكاني إنزالكِ الآن وإعادتكِ لبيتكِ ولو جررتكِ من شعركِ "

بعينيها اصرار الفكرة عاصفة تنهض .. بصوتها تلك النبرة التي تستفزه دوما

" لكنك لن تفعل "

التفتت إليه تذكره وتتذكر أبجدية رسمها داخلها كشرارات انعدام جاذبية ترفعها عن الأرض

" لانك لا تريد ... وتعرف أيضاً أن بداخلك تريدني معك الآن مهما كان الخطر .. تريد هذه المتعة معي ... هل تذكر ؟!.. تريد أن تنقطع أنفاسنا بهذه الإثارة معاً .. هذا الجزء المظلم بك لن يتغير أبدا "

ذلك الألق على حواف عينيها الترابية إعصارا من دمار ينتظر خوضه
فهم !.. تريده أن يجرب خوفه عليها فيتوقف نهائيا .. ولها ما تريد !
فجأة اندفع نحوها بجذعه يسحب حزام الأمان حولها بعنف وتلتقي أعينهما قائلا

" اصمتي إذاً .. لا اريد أن اسمع إلا أنفاسكِ "

دارت محركات السيارات فتفجر النبض بقلبها قبل قلبه ومن سلاحه اطلق عيارا ناريا معلناً بنفسه البداية وهى تقول بتحدٍ

" إياك أن تخسر "

وانطلق .. سباق الموت
يركز على الطريق بعينين صارمتين وملامح جامدة .. والسيارات تمر كبرق خاطف

وتلك الأنفاس .. أنفاسها تنخطف إثارة وعيناها تبرقان بشرر مجنون مثله
سرعته تزداد وخطره يزداد وعند مفترق طرق .. كل شيء كان في أوج جنونه !.



















تحركت السيارتان لتقفا بترتيب معين يمنع هروبهما ، على جانب الطريق حيث لا أحد إلا السيارات المسرعة وأصوات الأبواق التي تخفي أي أصوات أخرى
دفع الرجال زايد وفجر إلي ذلك الجانب فأشار زايد بكفيه كي لا يتهور أحد ثم سأل

" ماذا تريدون .. ألم نتفق ؟ "

رد ذلك الرجل بنبرة عنيفة جعلت يده تهتز غضبا بالسلاح على رأس فجر

" اتفاقك لا يلزمنا .. نحن تظاهرنا بالموافقة حتى تتخلى عن حذرك وتظهر .. لكن لا يمكن أن ننسى حقنا الذي هربت به "

نظرت فجر للرجال يحيطون به ثم هتفت خوفا عليه

" أي حق ؟.. هل تريدون المال ؟.. خذوا السيارة والذهب ... اعطهم كل شيء يا زايد لينتهي هذا الأمر "

لوح الرجل بسلاحه يقول شامتاً

" استمع إليها أفضل لك ولها "

عينا زايد تدور باحثا عن شيء ما وعيناها تدمع بخوف وحزن فرحتها التي لم تكتمل وهى تقول

" اتركوه .. سيدفع لكم ثمن المخدرات التي كانت معه يوم ظننتم انه مات .. ولن يشكل أي خطر عليكم بعدها وإلا ... "

أطرقت برأسها تغمض عينيها ثم فتحتهما لتتولى المسؤولية بشجاعة

" لكم قتلي حينها "

عيناها بعينيه تخبره أن .. امرأته المصرية للعشق أوفى
للتضحية بعمرها عهد اعطته له أمانة .. عهد أصدق من أي شيء
هتف زايد مندفعا نحوها

" فجر ! "

منعه الرجلان يكبلانه كي لا يتحرك بينما يقول زعيمهم ساخرا

" أنتِ تحبينه لهذه الدرجة !.. هذا اللص !!.. لكن أي مخدرات تتكلمين عنها ؟! "

التفت إلي زايد متفاجئا يسأل

" هل عملت في المخدرات أيضاً ؟! "

التقت عيناه صامتا بعينيّ فجر التي اشتعل ذاك الحدس فيها مجددا وهى تقول بتردد

" المخدرات .. التي تورط في العمل بها معكم "

مال الرجل عليها باستغراب يسألها

" هل اخبركِ انه تورط في مخدرات ونريد مالا منه ثمناً لها ؟! "

نظرت فجر إلي الرجل بصرامة قبل أن تحول عينيها إلي زايد الذي أخفض بصره مذنبا .. هاربا منها !
ضحك الرجل عاليا فأجفلها وهو يرفع السلاح عنها ويتحدث إلي زايد

" أنت ممثل ماهر أيضاً .. لست لصاً محترفاً فقط !! "

تشاهد ضحكات الرجال حولهما وهو صامت مخفضا عينيه فالتفتت إلي الرجل متسائلة

" ما الذي تقوله ؟ "

دار الرجل حولها بابتسامته السمجة يقول بلهجته الخليجية

" ساشرح لكِ يا مسكينة .. أنا وهؤلاء الرجال تعرفنا عليه بامريكا .. سرقنا متجر للمجوهرات وأخذنا من الألماس والذهب ما يساوي الملايين .. لكن زايد لم يكتفِ بنصيبه .. خدعنا وسرق كل شيء وهرب به .. جاء فجئنا وراءه ولا نريد إلا المجوهرات .. كاملة .. هذه هى الحكاية ! "

الحكاية !.. بهذه البساطة !!
الحكاية أن .. خان العهد .. خان الأمانة
سقطت الكلمات عليها كصاعقة أدارت الدنيا

تحدق فجر به بصدمة العمر عاجزة عن كل شئ
خذل عمرها كله .. خذل انتظارها واشتياقها وعشقها .. كل ما كان ضاع هباءا منثورا
وانكسر كأس الثقة بقبضة خيانته .. انسكبت كل الوعود والأحلام .. واستلقى العشق منهارا

رفع زايد عينيه إليها فسالت دموعها تهمس السؤال قتلا

" هل ما يقوله صحيح ؟ "

هربت الحروف كهروب عينيه أمام وجهها المصدوم .. لم يكن بوجهه إلا جمود ساكن لا يعبر عن شيء

قطع الرجل صمت الصدمة موجها السلاح لرأسها مجددا قائلا

" الآن بعد أن وضح كل شيء أنت عرفت ما نريد .. المجوهرات .. وكما يقال بالأفلام .. أمامك ساعة واحدة وإلا لن تراها مجددا "

بكل الأحوال لن يراها مجددا .. فجر الحرة لن تبقى مع لصٍ مثله .. فجر الفرعونية رأسها بالسماء وكرامتها أغلى من الهوى
أحبها ؟!.. أحبها وتمنى مكانا في وطنها هى .. حضنها هى .. كيانها العالي الأقوى منه

فجر .. ألماسة فؤاده
الألماسة التي لم يستطع سرقتها

تركه الرجال ليتحرك فاقترب خطوة مناديا بألم

" فجر "

لم تكن هناك فرصة لنظرة أخيرة
حال الرجل بينهما قائلا بابتسامة ساخرة

" الدقائق تمر وحياتها الثمن ! "

غادر زايد المكان .. والدقائق تمر !








بعد ساعة

تنتظر فجر الخلاص من كل شيء حتى منه .. في صدمتها تسيل على خديها دموع باردة لا تشعر بها
قلبها ينبض لاهثا بالغضب من نفسها قبله ، هى مَن تنازلت واحتوت .. عاتبت لأجله الوطن
زايد مندور .. ابن القلب .. لص حياتها الذي سرقها من نفسها .. صدمها في أصدق مشاعرها وأسعد أوقاتها
هل هو كابوس أم حقيقة ؟

زايد .. ابن القلب .. لصاً كاذباً .. من بين فتيات مصر اختارها هى ليخدعها
ما عادت بقادرة على المقاومة .. ما عاد بروحها صوت للنهوض بعد انكسار
زايد .. ابن القلب .. كـسـرها

جاء أحد الرجال يركض لاهثا ليهتف بانفعال مجنون

" قلت لك لا نتركه .. لقد هرب مجددا "

التفت الجميع نحوه وزعيمهم يهتف

" ماذا تقول ؟! "

اقترب منه بهاتفه وفتح رسالة صوتية ليسمع الجميع صوت زايد العابث غادراً

( آسف جدا لانتظاركم بلا فائدة .. فجر غالية عندي لكن " الأمانة " أغلى بكثير وأنتم تعرفون .. أراكم بعد عمرٍ طويل !! )

نظر الرجال إلي بعضهم بغضب وصدمة ، ثم إلي فجر التي تجمدت شاحبة بعينيّ قتيلة .. ولا تعادل صدمتهم ولو قدراً ضئيلاً من أكبر صدمة بحياتها.






















بنفس التوقيت .. دار الزِيِن

يخيم السواد على البيت العامر ممتدا إلي الوادي من جديد ، كأنه وعد على ابن الزِيِن أن يعاصر الفراق كل عدة سنوات
وفي غرفتها التي تحولت إلي سجن لنفسها .. لروحها .. تجلس صدفة دموعها لا تجف كأنها قُتِلَت مع روينة

الضمير فيها نارا حارقة لا تنطفئ .. ولا تنام ليل
الإحساس بالذنب يحاوطها كقضبان باردة .. اليوم بلا مواربة حقيقة واحدة .. لقد خطفته منها
الآن بلا تبريرات التنازل والاضطرار .. والعشق .. لقد تآمر كلاهما على روينة

سرقت من نصيبها .. سرقت زوجها ومالها ووقتها معه .. قتلتها .. هى بيديها قتلتها قبل أن تموت
أيام طويلة مرت كدهر من الحزن ولا أحد منهما تجرأ أن يتكلم مع الآخر
لم تتصل به مرة واحدة .. ولم يتصل بها مرة واحدة ، كأن كلاهما يخجل أن يكلم الآخر ، كأن روينة بينهما تراقبهما وتصنع حاجزا لن يتجاوزاه الآن

أمسكت صدفة هاتفها تفتحه ثم سقطت يدها به وهى تشهق باكية لما وصلت إليه
هل تستحق الحياة حقاً كل ما كان ؟
الآن خسرت كل شيء .. حبها .. وكرامتها .. واحترامها لنفسها

وما الحياة اليوم إلا أياما تمضي في حزن .. ووجع ، كأنه وعدها العذاب منذ قابلته .. حضوره وغيابه عذاب
وصدقت .. كالسم في عروق نسائه ، وها قد ماتت الأولى .. بحبه
انتفضت فجأة على صوت شيء يُكسَر بالخارج فمسحت دموعها ونهضت لتفتح بابها وتنظر لتجد ليلة عند الدرج تجمع أغراضها في صندوق وقع منها

اقتربت صدفة تسألها

" هل تريدين شيئاً ؟ "

أزاحت ليلة الصندوق ووقفت .. وقفت مكانها بصمت تنظر لها بملامح جامدة تندلع ثورتها مع ثورة عينيها
الغيرة تشتعل فيها بشيطانية وكانت فرصتها ليخرج صوتها المحترق حقدا

" لا تظني انكِ تخلصتِ من روينة وأن طريقه أصبح خالياً .. عماد روحه في يحيى ووصال .. وهناك أنا .. ولا أنوي أن اضيع هذه الفرصة "

ابتلعت صدفة الكلام الذي لامس إحساسها المظلم بنفسها لتقول بتماسك

" ما الذي تتكلمين فيه ؟!.. أنتِ مجنونة !... اتقي الله .. روينة ماتت منذ أيام فقط "

سخرت ملامح ليلة لتبتسم باستهزاء ترد

" لا تدعي الحزن عليها .. اجزم ان بداخلكِ شماتة وفرح لأول مرة منذ تزوجتِه "

اشتعل ضميرها يقسو عليها معها فتشعر انها تتشقق وتنكسر وتتضاءل حتى التلاشي والدنيا تدور لتضعفها فترد بتماسكها الهش

" ربما لأن هذه المشاعر بداخلكِ أنتِ فتظنين أن الجميع مثلكِ .. أنا لم أرها إلا منذ جئنا إلي هنا لكنني حزنت عليها .. أكلنا معاً وعشنا في بيت واحد وتكلمنا ولو كلمات معدودة .. على الأقل حزنت لأجل فتاة شابة صغيرة السن ماتت مقتولة على يد مدمن ليس بوعيه "

ضحكت ليلة لتميل عليها قليلا وينخفض صوتها ساخرة

" يا حرااام .. أنتِ مثالية جدا !.. ربما لهذا يحبكِ .. ولم تشعري ولو مرة واحدة بالذنب تجاه الشابة صغيرة السن وأنتِ تخطفين زوجها لحسابكِ ؟! "

امتلأت عيناها الزرقاء دموعاً لا إرادية فتاهت الرؤية كالضباب وهى تقاوم متسائلة

" ماذا تريدين مني .. ما مشكلتكِ معي ؟ "

جسدها يتشنج بانفعال وقلبها يتسارع وهى تهتف بقسوة

" مشكلتي انكِ أكثر واحدة يحبها الآن بعدما تخلصت من روينة .. مشكلتي انكِ الفأل السيء الذي سيجعله يعتزلنا جميعا مجددا .. هل تعرفين لماذا ؟! "

سالت دموع صدفة مستندة لسور الدرج بإعياء تبكي بشهقات عالية وهى تخفض وجهها كأنها تتخفى بذنبها عن الدنيا وليلة لا ترحمها بنبرتها السامة

" إحساس عماد بالذنب تجاه روينة لانه تزوجكِ عليها سيجعله ينفر من الجميع .. لكن أنا احذركِ أن تسحبيه نحوكِ لأن وصال ضعيفة لن تتمسك به .. لكن أنا سأقف لكِ لاني اعرف أمثالكِ جيداً "

استدارت صدفة لتغادر إلي غرفتها بلا احتمال وبلا قدرة على إيقاف بكائها فجذبتها ليلة من ذراعها لتلف حولها بقولها الكاره

" لا تدعي البراءة .. منذ عامين قابلتكِ وكشفت لكِ انه متزوج وظننت انكِ ابتعدتِ حقاً .. لم ادرك انها خطتكِ لإيقاعه .. سويتِه على نار هادئة بصبر شيطانة .. عامان كاملان !.. خطة مدتها عامين !.. لتظهري له فجأة ثم توافقي على الزواج بعد الرفض الزائف ! "

هزت صدفة رأسها بلا تصديق أو استيعاب لهذا الترتيب الجنوني الذي يُرَص لها ودموعها لا تتوقف مهما حاولت وليلة تواصل بصوتها الماكر والغل فيه يتفاقم

" لقد عرفت كل شيء عنكِ .. الفقر الذي كنتِ تعيشين فيه .. وجدتكِ المريضة المشلولة .. وأبوكِ الموظف المسكين في المصلحة الحكومية .. تريدين رفع مستواكم ولو على حساب أي شيء .. مشكلتكم يا أصحاب الطبقة المتوسطة انكم راقصون على السلالم .. لا ترضون بالفقر بالأسفل وتريدون أي شيء لتصعدوا عليه للطبقات العليا .. أنتِ إنسانة بلا كرامة ويكفي انكِ زوجة رابعة لتتأكدي من هذا "

توقف بكاء صدفة تلقائيا وسكنت مكانها .. أنفاسها ملتهبة والرؤية تتضح ببطء لتبصر وجه ليلة مخيفا متآمرا وعيناها السوداء تشع السواد على ملامحها

وتوقف الوقت بينهما لحظة .. لحظة عنوانها كرامة .. وصفعتها

نزلت يدها على وجه ليلة بكل قوتها لحق نفسها وحق أبيها وجدتها .. كرامتها المهدورة تئن بالمزيد من الحريق ولم تعد تريد هذه الحياة
وبلحظة تالية ...

اتسعت عينا ليلة بإشعاع مخيف ومشاعر مريعة تتصارع داخلها وتسطع ببشاعة على وجهها وهى تدفع صدفة بكل غلها صارخة

" أنتِ ترفعين يدكِ عليّ أنا .. أنا ليلة زين الدين .. أنا ليلة "

اختل توازن صدفة شاهقة تحاول التمسك بسور الدرج فلم تسعفها يدها لتقع متدحرجة على الدرجات المتتابعة حتى استقرت فاقدة الوعي عند قدميّ نادرة التي نظرت لزوجة ابنها بصدمة .. ثم رفعت وجهها لتطالع وقفة ابنة أختها عند بداية الدرج بتلك الملامح الشيطانية.





















بنفس التوقيت

في شقة روينة العابقة برائحتها بكل مكان .. خطواتها يسمعها مع حفيف حرير عباءاتها على الأرض
جالساً عليها يلامسها بكفه في سكون .. ميت
أنفاسها ما زالت تتردد بصدره .. وحلقة فضية تحمل اسمها وحدها باصبعه لم ينزعها

هى هنا .. تتمايل أمام عينيه وتملأ الدنيا بهجتها
هنا .. في دنياه وحده تعيش حتى نهاية عمره
وبيدها صنعت عطره لتحاوطه أينما يذهب

ينظر عماد للأوراق التي وجدها بعد موتها .. بخطها كانت تلعب لعبتها مع الطبيعة .. تجارب عطور جديدة بمكوناتها وجراماتها وكل عطر اختارت له اسماً
على ورقة منهم ملاحظة أعلاها من كلمتين .. عطر عماد .. هو العطر الوحيد الذي احتارت في اسمه
عشق .. حياة .. سهر .. ليل .. وشطبت اسما خلف آخر حتى جمعت اسميهما في اسم واحد .. روماد
صار اسم عطره .. روماد

دمعة من عينه وجدها على الورقة ، ودمعة من عين أخرى نزفت في القلب بالدماء
الفراق يذبح فيه كسكين يمزق من جسده كالذي طعنها .. وطعن ابنه
لولا الأسوار الفاصلة بينه وبين قاتله لأخذ حقه بيده .. وما عادت روينة ولا عاد ابنه
الطفل الذي تمناه سنوات ليستقر به في الدنيا ويضبط به حياته

الفراق درس الحياة للجميع
هل تستحق الحياة حقاً كل ما كان ؟
هل هو درسه وحده أم درس الجميع ؟!
درس رجل صنع وهمه بيديه وعاش مشتتا لم يعطها حقها إلا ناقصا
درس أم باعت بناتها وقبضت الثمن ، إحداهما لمتزوج والأخرى لمدمن
درس أخت عاشت على ظل رجل ولا ظل حائط وكان كلام الناس هاجسها الأكبر
ودرس أنثى قبلت أن تأخذ منها زوجها لتعيش عمراً بإحساس الذنب

رنين جرس الباب منذ دقيقة ينتظر روينة تفتحه .. لكنه تذكر ..
رويـنـة مـاتت

على باب الشقة وقفت وصال ترن الجرس وتنتظر .. وتخاف أن يفتح لفراق جديد !
فتح عماد الباب لتتلاقى الوجوه بعد غياب

وقفت وصال مصدومة تحدق بوجهه الشاحب وذقنه النابتة بهمجية .. لم تكن بعينيه حياة
ترك الباب مفتوحاً ودخل فتبعته وهى تقوي عزيمتها على ما جاءت لأجله
جلس عماد بنفس المكان أرضا فجلست خلفه على الأريكة ومشاعرها كلها تعاود حزنا وهى في بيت روينة

تلك المرأة جميلة الروح .. كانت تحب يحيى من قلبها وتتمنى مثله
لن تنسى حين كانت تأتيها بالطعام للمشفى تزور يحيى .. رحمكِ الله روينة

دمعت عيناها وهى تنظر لحال عماد وما وصل إليه .. وتنظر للشقة الفارغة كأنها ماتت مع صاحبتها
عاد بصرها إليه ترى الأوراق حوله لتقول بصوتها الحنون

" اتصلوا بي من شركة الانتاج وحددوا الموعد اليوم .. عدت .. وتركت يحيى عند أبي "

لم يبد انه سمعها وعيناه فارغتين يبصر روينة كأنها أمامه فتتابع بخفوت

" آسفة اني عدت دون إذنك .. أخذت إذن أمك وأبيك .. لم أقل لهم لدي مقابلة عمل .. قلت لهم انه موعد طبيب يحيى ولابد أن أذهب "

بنظراته المقتولة لا يبدي أي تعبير فكتمت دموعها وأخرجت ملفاً من حقيبتها وهى تقول

" اعرف انه ليس وقته .. لكن هذا العقد .. وقعته معهم .. ولا تقلق عليّ .. قرأته جيداً "

لأول مرة لا يهتم بشيء .. معتزلا الدنيا وما فيها .. اعتزال يعادل موتاً واغتراباً عن الجميع

تتنفس وصال بألم كأن صدرها يمنع الهواء حزناً عليه وخوفا من فراق محتوم .. وما زالت تحادثه

" لأول مرة منذ سنوات سيكون لي حياة يا عماد .. بفضل الله ثم فضلك .. لم يساندني أحد كما ساندتني أنت .. ومهما فعلت .. لن أرد لك معروفك "

أسند عماد رأسه للأريكة صامتا بحزنه وكل شيء يفقد قيمته في عينيه .. وأي قيمة بعد ما راح ؟
باغتته الصدمة في الواقع ليطفو كل شيء كذبا براقا .. وهم .. الحياة وهم

نشجت وصال وهى تتأمل وجهه لاخر مرة تتذكر وجعا لا يُحتَمل قلبها يتمزق فيه .. وتُذكِره

" هل تذكر بعد ولادة يحيى بشهور حين كنت اكمل تعليمي وعلاجي ؟.. هل تذكر حين قلت لك انني ما زلت الفتاة الصغيرة بضفائر المدرسة .. حين قلت لك لن استطيع أن أكون لك زوجة ؟.. أنا السبب لتتزوج روينة .. وأنا سبب في حزنك الآن "

لا أقسى من أن يفقد نفسه باحثا عن حياته الضائعة .. لا أقسى من أن تثلج روحه على قارعة صقيع ميت المشاعر
ولا أقسى من شعوره أن كل الحقائق زيف
دمعة في مكر عينيه الراحل تلمع ومعها نزيف القلب ..

وخلفه نزيف آخر من وجع لن يلتئم وهى تخبره

" عشت تحت جناحك أنا وابني كما وعدتني .. في حمايتك ورعايتك .. لكن لم اعتمد على نفسي ابداً .. تركت كل أحمالي لتفعلها عني .. وحين تعب يحيى المرة الأخيرة .. لم اعرف كيف اتصرف ؟.. طلبتك أنت كعادتي "

تلك الدمعة تصهر الذاكرة بنيران الذنب .. صحوة .. صحوة من أنانية ادركها متأخراً
حاول .. نجح حينا وسقط حينا .. عدا السقوط الأخير الكاسر
كل الفقد يساوى فقداً إلا فقد النفس يساوى .. كسراً ..
وفقد رويـنـة .. ناراً حارقة

تدركها وصال بعمق شعورها به وتدعو الله أن ينجيه من عذاب نفسه .. وصوتها يحمل إليه أملاً

" لكن ما ادركته بعدها انني .. لم أكن بحاجة إليك يا عماد .. كنت احتاج لبعض القوة لاعتمد على نفسي وانقذ ابني .. كنت احتاج لان افعل كما فعلت صدفة .. لذلك أنت أحببتها "

صدفة !.. تلك المالكة للقلب التي اعتزلها مع الدنيا
القدر المنتَظَر منذ فقد السلاف ووقعت الفجوة

اليوم في صمته وقع معها .. في تلك الفجوة يبصر قلبه الفراغ الأسود
في قاع الألم يحتضر بمذاق المرارة الذي لا يفارق ولا يخون ويترك

مالت وصال قليلا تضع يدها على رأسه والأخرى على قلبه تتمنى لو وجدت نبضا وهى تواصل

" كنت دائما تحتاج إلي امرأة تحبك لانك أنت .. تحبك كما أنت .. بمزاياك وبعيوبك .. وقبل أن تفعل معها أي شيء تشكرك عليه .. امرأة لا تحبك لانك وقفت جوارها ولا من باب الامتنان الذي نقف جميعنا خلفه لك "

ما وجدت شيئا .. يدها على صدر محتقن بالندم تقبع فيه الحسرة وتتوحش
مالت أكثر لتلتف ذراعاها حول عنقه مستندة بذقنها على رأسه وصوتها يبكي دون بكاء

" امراة تحبك وهى حرة تختارك بإرادتها .. لا برقبتها معروفا فعلته لها .. لذلك انت تحبها ولن تحب غيرها .. ولذلك هى تستحقك وحدها .. ولذلك اطلبها منك اليوم "

سالت الدموع على وجهها تتألم وتؤلم كأنها من جسدها تنهار وهى تنطقها

" طلقني "

تحرك رأسه قليلا مدركا ما قالت وهى تعيدها بكل ألم القلب

" حررني يا عماد "

مرت الثواني واستيعابه كضياع جديد وتوهان أكبر يهمس

" الآن يا وصال ؟ "

تحتضن رأسه وتقبل جبينه ودموعها تنحدر من وجهها لوجهه وبكل وجعها ترد

" حتى لا تحزن مجددا يا عماد .. حتى تكون اخر أحزانك يا حبيبي "

عيناه الضائعة تنظر حوله بلا إدراك تبصر ما ضاع هدراً .. حياة هُدِمت واليوم يقف وسط الحطام
والآااان .. تقولها

انحنى فمه بسخرية مريرة قائلا

" أول مرة تنطقينها يا وصال "

ابتسمت بين الدموع وهى تنهار وتتماسك باحتراق معترفة

" لكنك تعرف انك حبيبي ... تعرف اني أحبك بكل روحي يا عماد "

أغمض عينيه للمجهول بلا مأوى ولا صدر يبكي عليه اليوم يرثي حياته ندما

" ليتكِ قلتِها منذ زمن ... ما كنت عرفتها .. ولا عرفت بعدها .. ولا بعدك "

تبكي ألماً وتحفظ هذه اللحظات بروحها .. تريد أن تعلق فيها رائحته .. صوته .. أنفاسه
تمرغ وجهها على وجهه لتقول برجاء

" سامحني .. لكنت مت لو رأيت نظرة اشمئزاز في عينيك مني .. أو حتى نظرة انتقاص عابرة ... طوال حياتي معك رأيت في عينيك احترامي .. ودفعت حبي لك ثمناً ليظل هذا الاحترام "

ما عاد يفيد الكلام بعد إحلال الظلام .. كل شيء صار كئيبا باردا .. كجثمان روينة على يديه يشعره إلي اللحظة
مسحت وصال دموعها تتمالك مشاعرها وتعيدها

" واليوم حان موعدها يا عماد ... حررني .. وحرر نفسك يا حبيبي "

حرية !.. تلك التي تاق إليها كثيرا قبل أن يصبح سجين نفسه
اليوم لا يرى إلا راحلين
راحلين .. وما تزود منهم بدفء أخير لبرودة الشتاء القادم لقلبه ..

وبالنبض الأخير قال بضعفه النادر

" أنا موصول بكِ يا وصال .. أنتِ ويحيى جزء من روحي "

تموت له وعليه وتعتصر الروح لأجله وهى ترد

" اعرف .. وسنظل هكذا .. ستظل أباه الذي لا يعرف غيره .. وستظل سندي وأماني الذي لم اعرف غيره "

راحلين .. تاركين له عمرا هاربا .. وانتظارا حارقا .. وشتات قلب

فتح عماد عينيه ونبضه يموت أكثر فتحثه بوجع

" كفاك يا عماد .. كفاك تفكيراً .. انطقها وانساها "

في حضنها صمت طويلا .. مخذولا من نفسه ومن دنيا صاخبة أزهقت روحه حيا
ألن يجد حضن روينة مجددا ؟
ألن يطيب بوجه وصال مجدداً ؟
تتعالى داخله دقات الندم ثم يتمدد الصمت قاتما يخنق أنفاسه
راحلين .. وسيرحل معهم

بكلمة خرجت من فمه رحيلاً آخر

" أنتِ ..... طـالـق "

أغمضت عينيها على دمعة أخيرة .. وأغمض عينيه على وجع آخر وحزن يكبر
وانتهت حكاية أخرى .. ورُفِعَ قلمها.























وصل قبل الجميع اليوم .. فائزا بجدارة خوفه عليها
انتهى السباق
ما زالت الأنفاس مثارة لاهثة تهوى التحدي وتعشق المغامرة .. والخطر

مهما أنكر البشر .. في أعماق نفوسهم ما يتوق للخطر
التوق للجنون جنون .. وللحياة الغير عادية
لقد صدق .. للخطر متعة تأخذك لعالم آخر ، تحقق فيه أعمق رغباتك ظلمة وإثارة

أرادت أن تستفزه بوجودها خوفاً عليها فيتوقف نهائيا .. لكنها أرادت أن يفوز اليوم وهى بجانبه
كان خوفها أن يخسر فيشعر انها ستجعله يخسر أكثر من مجرد سباق .. يخسر شغفه وخطره واشتعال التحدي فيه

لكن هناك فيها ما تغير لوهلة .. خافت أن تغدو مثله .. أليست مثله ؟!
ذاك الخطر سلاح ذو حدين .. بقدر المتعة بقدر الانغماس في الظلمة .. وهى للنور تدعو وتجذب
كبح النفس عن هواها أصعب اختبارات الحياة للإنسان ، وعليها أن تجتاز اختبارها وإجابة بعض اسئلة اختباره أيضا

لذلك ادعت الغضب وتفوقت
التفت فـؤاد يدير وجهها إليه وظل ينظر في عينيها طويلا .. نفس البريق بعينيه
نفس المشاعر تجتاحهما معاً .. نفس صخب القلب ونفس الكلام من عينيه لعينيها
وتلك الرغبة .. كصهيل الخيل راعدة

مرت السيارات الأخرى يشيرون له مغادرين فنظرت إليه بغضب قائلة

" إما أنا إما هذه السباقات .. اختر أنت "

ألقى فؤاد نظرة عليها ثم أخذ هاتفه يفتحه وهو يرد

" ليس كلما غضبتِ تقولين إما أنا إما هذا !.. بالنهاية تظلين معي مهما اختار !! "

احتد وجهها وهى تقول بنبرة مريبة

" تقصد انه تهديد فارغ ؟! "

ابتسم ضاحكا ثم نظر إليها يمسك يدها على الكرسي جواره وبصوت أكثر دفئا معها قال

" تعرفين انني ساختاركِ فوق أي شيء .. كما قلتِها لي .. سأبيع الدنيا واشتريكِ ألماس .. لستِ بحاجة للاختيار .. لانكِ كل الاختيار "

نزلت ألماسة من السيارة تتنفس بعمق وتطلق الهواء بعمق أكبر .. ما بين الخوف والترقب يتوه منها المنطق والاختيار الآن أصبح للقلب .. إجبارياً
وهو يراقبها ويعرف كيف تفكر ؟!.. بداخله خوف أن يغلبها طبعها وقوتها فتدهس قلبها وتتركه .. وبداخله أيضا يعلم توقها لذلك التحرر الذي تجربه معه .. كالإدمان هو .. يجري بدمها لن تتركه يوما

ما بين هذا وذاك .. اختيارين يقعان معاً فيهما !
تسمع صوت الرسائل المتتابعة على هاتفه لا تتوقف منذ فتح الهاتف فعادت تركب متسائلة

" ما كل تلك الرسائل ؟ "

استغرب فؤاد مثلها قائلا

" لا اعرف .. حاولوا الاتصال بي أكثر من عشرين مرة ! "

ما إن توقفت الرسائل حتى ورده اتصال من أحد عمال الأرض فأجابه واستمع ليتحول وجهه إلي شرارة غضب تعرفها جيدا فتسأله

" ماذا حدث ؟! "

تحرك بالسيارة بسرعة جنونية فهتفت

" فـؤاد اخبرني ماذا حدث ؟ "

ملامحه تتلون بالعنف والشيطانية وهو يتخذ الطريق الجديد للوادي ويرد عليها بنبرة شرسة

" الأرض احترقت .. وجدوا النار مشتعلة بأرضي كلها "

شهقت ألماسة بلا صوت وقلبها ينبض وهى تراقب الطريق يمر سريعا حاملا معه مصائب لا تعرفها بعد
ساعتان ونصف في ترقب أكبر وتساؤل وكانا معاً أمام الأرض التي أصبحت .. سوداء متفحمة

جزء منها ما زال مشتعلا تأبى النار انطفاءً فيه
وقفت ألماسة أمام الأرض بصدمة الكارثة .. الأرض التي زارتها معه خضراء يانعة .. أصبحت سواداً في سواد
كقطعة من الليل المظلم تغطيها ويتصاعد الدخان لأعلى السماء وفي أنوفهم رائحته الخانقة

العمال تركض هنا وهناك تطفئ النار الباقية وصوت العويل يتردد صداه لانحاء الوادي

عويل يعوي كالذئاب أن .. أرض ثعبان الرافعين احترقت
عويل يقبض القلوب أن .. أرض الشيطان لناره ذاقت

أما هو .. ألسنة النيران في عينيه انعكست

تكتب على وجهه الصقيعي رعداً تشيب له الرؤوس .. وبرقاً سيحرق كل أخضر

وملامحه انسحبت منها كل رحمة .. إنذاراً قادماً بالخراب.









انتهى






نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 12:18 AM   #2113

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 118 ( الأعضاء 32 والزوار 86)
‏sandynor*, ‏زهره البابونج, ‏Rody Mohamed142, ‏hadeer22, ‏ام زياد محمود+, ‏Amanykassab, ‏قدوتى عائشة 2, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏الجوزاء●°, ‏دنيا الحياة, ‏نوارة البيت, ‏هنوذ, ‏هندددددد, ‏نونو مراد, ‏Asmaa321, ‏االمااسة, ‏Solly m, ‏Masc6, ‏فاطمة توته, ‏Ektimal yasine, ‏ريم الحمدان, ‏امنه ح, ‏لارا لي لي, ‏فديت الشامة, ‏دانة أمها, ‏sarasou, ‏نور المعز, ‏ahmed@haneen, ‏الدوقة أيريس, ‏Maro na, ‏sawsan assaf, ‏عطر الفرح


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 12:25 AM   #2114

ميادة عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 378366
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 377
?  نُقآطِيْ » ميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond repute
افتراضي

صدفه🥺🥺🥺🥺🥺🥺قلبي وجعني عليها

ميادة عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 01:07 AM   #2115

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي

كل يوم صدمة جديدة .. صدمتي بيزيد حرقت قلبي والله ..


مبدعة انتي يا فنانة

ما زلت تخطفين قلبي كل مرة


Malak assl غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملاك عسل
رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 01:14 AM   #2116

نور المعز

? العضوٌ??? » 257317
?  التسِجيلٌ » Aug 2012
? مشَارَ?اتْي » 505
?  نُقآطِيْ » نور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond repute
افتراضي

لأول مرة التعاطف مع عماد وخايفة أن صدفة يكون جرالها حاجة او البيبي وربنا يستر من اللي هي عمله فؤاد بس الماسة معاه وهي هتعرف تهديه وتنصحه ينتقم ازاي من غير م يبقى شيطان في أفعاله وزايد انا اصلا مش قبلاه من الاول طلع حرامي ابن الللذينا😂😂

نور المعز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 01:17 AM   #2117

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

فصل جباااااااااااااااار يا ساندي
مش عارفة شو اقول
مهي المصايب لما تيجي كلها بتيجي مرة وحدة
ويا ريت اللي كانوا يقولوا ان صدفة قتلت روينة يكونوا مبسوطين وبيحتفلوا

المهم
تحية انا مش عارفة كيف ممكن تتسمى ام؟
بجد وحدة مبسوطة و فخورة بانها ربت ابنها على الشر
بجد كمية حقد لا يمكن تكون طبيعية
حسيت سوادها زي سواد ليلة بالضبط
كتلة فحم مكان القلب
وصال جيت متأخرة كتير بعد ما اعتمدتي على عماد وفعلا كنتي انانية بانك تستفيدي منه وما تديش اي حق ليه ولو حتى انك تعالجي نفسك وتعيشي حياة طبيعية معاه

فجر و زايد جد صدمة انه طلع لص ومش زي ما اكان مفهمها
اتوقع ان الرسالة خطة منه لانه عارف انهم مالهمش مصلحة يؤذوها
بس اللي انكسر بينهم لا يمكن يتصلح و ده احساسي

صدفة حتخسر الولد ويمكن حياتها بس ام عماد شاهدة على عملة بنت اختها
و هنا اتمنى من كل قلبي ليلة تتحاسبعلى عملتها بشروع في قتل لانها حقيرة وتستاهل اكتر كمان

الماسة وفؤاد وتحدي جديد
واللي ورا حرق المزارع جسور بالاتفاق مع ابن الغفير
وربنا يستر بجد
تسلم ايدك يا نورهان
فصل خاطف للانفاس


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 01:18 AM   #2118

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور المعز مشاهدة المشاركة
لأول مرة التعاطف مع عماد وخايفة أن صدفة يكون جرالها حاجة او البيبي وربنا يستر من اللي هي عمله فؤاد بس الماسة معاه وهي هتعرف تهديه وتنصحه ينتقم ازاي من غير م يبقى شيطان في أفعاله وزايد انا اصلا مش قبلاه من الاول طلع حرامي ابن الللذينا😂😂
شكلها صدفة حتسقط الولد ويمكن تدخل غيبوبة


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 01:24 AM   #2119

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,921
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 150 ( الأعضاء 51 والزوار 99)
‏Nesrine Nina*, ‏محمود أحممد, ‏ميمو77, ‏Malak assl, ‏Marwa07, ‏hapyhanan, ‏ahmed@haneen, ‏نوال11, ‏الق الزمرد, ‏حبيبيه, ‏االمااسة, ‏نهى حسام, ‏نور المعز, ‏قدوتى عائشة 2, ‏همس الرحمة, ‏قطر الند, ‏nes2013, ‏ريم الحمدان, ‏الجووهره, ‏Amira fares, ‏dorra24, ‏هبه جلال اسماعيل, ‏جنون امراه, ‏ام زياد محمود, ‏donia dody, ‏الظبي الشرود, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏princess of romance, ‏كراميل, ‏دنيا الحياة, ‏hadeer22, ‏فاطمة الزهراء مروان, ‏نوارة البيت, ‏Shadwa.Dy, ‏أميرةالدموع, ‏زهره البابونج, ‏الجوزاء●°, ‏هنوذ, ‏هندددددد, ‏نونو مراد, ‏Asmaa321, ‏Solly m, ‏Masc6, ‏فاطمة توته, ‏Ektimal yasine, ‏امنه ح, ‏لارا لي لي, ‏فديت الشامة, ‏دانة أمها, ‏sarasou


Nesrine Nina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 01:27 AM   #2120

ميادة عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 378366
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 377
?  نُقآطِيْ » ميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond repute
افتراضي

إنذاراً قادماً بالخراب.


استر يارب


ميادة عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.