آخر 10 مشاركات
جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          1025 -البطل الطليق - ريبيكا وينترز - عبير دار النحاس ** (الكاتـب : Just Faith - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          352 - حررها الحب - روبين دونالد (تصوير جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          نوعاً ما، يبدو! (2) .. سلسلة حكايا في سطور *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : eman nassar - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree500Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-20, 08:06 PM   #601

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي


وعدتكم اني هحاول أنزل فصلين نعوض الأسبوع الماضي .. واليوم بالفعل مفاجأة اني هنزل فصلين .. السابع عشر والثامن عشر
أتمنى أن ينالا اعجاب الجميع .. جاري التنزيل


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 08:08 PM   #602

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

الفصل السابع عشر
...............................


" أتأمل اتساع السماء في عينيك .. فابتسم .. أرى فيهما نفسي كطائر حر لا يعرف الحدود "


واقفة تتطلع من النافذة في غرفتها التي احتلتها منذ أول يوم لها في هذا البيت المفعم بالحب .. هذا هو يومها الثالث في هذا البيت الذي لم تشعر فيه بأي غربة ، لقد أحبت البيت كما أحبت أهل البيت كما أحبت كل من أتوا في زيارة للبيت .. وكم كانوا كُثر !
حيث صُدمت للحظات فاغرة الفاه وهي تقابل عائلة آدم في أول يوم لها بالبيت حتى أحاطها آدم بوجوده يعرفها عليهم ببساطة فاستقبلوها ببساطة أكبر !!

كان لكل عم لآدم عائلة من زوجة وأبناء شباب .. بعضهم متزوج ولديه أطفال أيضا وبعضهم عازب
كان منهم من دون سن العشرين ومنهم العشريني والثلاثيني .. ولديه أيضا أقارب توأم !!

ما بين الأشقر والأسمر .. والشعر الأحمر أو الأسود .. كانت عائلة متنوعة .. منهم الصاخب الحلو المعشر , منهم الغامض أو الرزين .. كانت ببساطة عائلة مختلفة تجمع بين عادات العرب وتفتُح الغرب
بين خفة دم الشرقي وتحفظ وجمود الغربي ..
لكن ورغم كل شيء يظل هو الأكثر تميزا ووسامة بينهم في عينيها وقلبها .. آدمها !

نظرت لوقفته في الشارع أمام البيت يتحدث في الهاتف ويبدو مشغولا ومعه سليم وذلك المدعو بمليك !

لقد عادت للتو من الخارج .. حتى إنها لم تغير ملابسها بعد والتي اشترى لها آدم الكثير منها بعد أن أخذها للأسواق بنفسه مع أخته وقاموا معا بجولة سياحية أيضا زارت فيها بعض الأماكن التي خلبت لبها من جمالها !! ..

والتقطت العديد من الصور وحدها أو معه .. ومع مايانا أيضا .. تلك المجنونة التي ساعدتها في التسوق جدا وقد كانت متعة لا تضاهيها متعة .. فهي كماسة من المحبات للتسوق والملابس العصرية ..
على الرغم من رفضها بحرج أكثر من مرة لشراء شيء مخبرة آدم بإكتفائها ببعض الملابس فقط ..

لكنه كان يقابلها بإصرار أكبر مخبرا إياها ببساطة بمدى سعادته وهو يشتري لها العديد من الأشياء ولتعتبرها هدايا .. فوافقت .. ففكرة أن يكون معاها العديد من الهدايا من آدم أيا كان نوعها يجعلها توافق فورا مدركة أنها ستعيش على هذه الذكريات عما قريب ..

و كل يوم في الثلاثة أيام السابقة .. كان يأخذها معه لمكان كالذي كانت فيه معه هو وستيفن قبل قليل ..
سفارة بلدها ..
لقد ذهبت للسفارة عدة مرات
كانت التعاملات سلسلة على الرغم من كثرتها وقضاء أوقات طويلة بسبب الروتين .. وهي التي كانت تخشى الأمر سابقا !
ربما لأن آدم وستيفن معها وكان يسهلان الأمر عليها
لا تعلم في الحقيقة .. كل ما تعلمه فقط أن الأيام تمر بسرعة واقتراب موعد عودتها أصبح وشيكا ..

كما أخبرها السفير الذي قابلها بنفسه .. ووعدهم أن جواز سفرها سيكون موجودا خلال فترة قصيرة بعد أن تقصوا الحقائق جيدا وتم الكشف عن اسمها في السفينة البائسة التي غرقت
لقد علمت أيضا أن هناك العديد من الناجين .. بل أن المعظم قد نجى لكنها لم تستطع معرفة إن كانت أختها من الناجين للأسف ..

تنهدت باشتياق يضني القلب لعائلتها .. اللعنة كم اشتاقت !

التفتت برأسها تلقي نظرة على الحاسوب المفتوح أمامها والتي قد أعطته لها مايانا بعد أن أخبرتها أنها تريد محاولة التواصل مع أختها ..

ومنذ الليلة الأولى حاولت التواصل معهم على أحد موقع التواصل الاجتماعي ..

حيث أن أختها لديها حساب وكانت متفاعلة عليه جدا .. لكن منذ موعد أخر رحلة لهما لم تتفاعل أبدا مما قبض قلبها بشدة خاصة أن محاولة ارسال الرسائل والمكالمات لأختها أو حتى أبيها كانت عبثا ..
فرفضت أن تحاول التواصل مع أي من معارفها .. ففكرة أن يكون قد حدث لنهى مكروه جعلتها ترتعد

لكنها لم تظهر أي من رعبها على أختها حتى لا تُحمل آدم خاصة هما آخر عليها .. سيكون كل شيء بخير .. هي مؤمنة بذلك بإذن الله
نفضت تلك الأفكار المخيفة حول ما قد يكون حدث لأختها .. والتفتت مجددا لآدم الذي أنهى اتصاله وكان في هذه اللحظة ينهر سليم ومليك عن المشاكسة فيما بينهما .. وسرعان ما ابتسم يهز رأسه يأسا و رفع نظراته لها مباشرة ..
كأنه شعر بوجودها ..

اتسعت ابتسامته وغمز لها بعينه فابتسمت تلوح له حتى عاد بانتباهه مجددا لمن معه فتنهدت وهي تغادر النافذة وتتحرك في الغرفة لا تعلم ماذا تريد ..
ماذا تشعر ..
أو ماذا تتمنى ..

هل ستكون شديدة الطمع إن قالت بأنها تريد عائلتها بشدة ولكن لا تريد ترك آدم ؟ ..

هل ستكون جاحدة إن قالت بأنها تحب عائلتها بجنون وتحب آدم بنفس الجنون ؟ ..

ماذا تفعل ! فقط تتمنى لو تعلم ماذا تفعل في معضلتها هذه
لمَ كُتب عليها أن تحب رجلا من آخر البلاد .. بل رجلا لا يعيش في بلد واحد .. وإنما يجوب البحار والمحيطات ذهابا وإيابا طوال حياته ..

أغمضت عينيها للحظة تفكر .. ماذا إن كان آدم رجل وقعت في حبه في بلادها .. هل ستكون مرتاحة
فتحت عينيها من جديد وهي تهمس " هل سأكون مرتاحة وأنا أرتبط برجل يعيش معي يوم ويغادرني عشرة أيام لأجل عمله "
ربما لعشقها له ستقبل ولكن والديها لن يقبلا بهذا الحال قطعا !!

ابتسمت بسخرية مُرة وهي تخبر نفسها بأن علاقتهما ليست منتهية فقط بسبب أنه من بلد آخر بل لأن عمله سيبعده عنها لشهور مما يجعل العلاقه في كل الأحوال .. بائسة !!

انتبهت على صوت طرقات رقيقة على الباب أخرجتها من لجة أفكارها لتزفر وهي تتجه للباب تفتحه بهدوء ..

ارتفع حاجباها بدهشة وهي تستقبل وجه السيدة ايلين والدة آدم الغالي فابتسمت بارتباك وهي تدعوها للدخول فدخلت المرأة تجلس مع ماسة على السرير ..
تنحنحت ماسة وهي تقول بدهشة لم تخفيها " سيده ايلين .. كم هو رائع زيارتك لغرفتي .. أقصد غرفتكم "
ضحكت المرأة بعذوبة وهي ترد " هي غرفتك ماسة طالما تسكنيها "
شكرتها ماسة بخفوت مبتسمة ثم صمتت لا تعلم ماذا تقول
فبدأت ايلين بالكلام قائلة " تريدين معرفة لماذا أنا هنا .. أليس كذلك ؟"
ردت ماسة بسرعة " بالطبع أهلا بكِ .. هذا بيتك "
قالت ايلين مباشرة " فقط أردت شكرك ماسة "

عقدت ماسة حاجبيها بعدم فهم فأكملت السيدة الخمسينية تشرح لها ببعض الشرود " لقد أصلحت لنا روح آدم "

لمعت عينا ماسة ببعض الإدراك فأردفت ايلين " لقد رأيته كيف عاد ليتعامل مع الجميع بعد أن كان ينأى بنفسه عنهم ببرود .. كان يعيش كظل رجل .. إنه في الخامسة والثلاثين من العمر لكنه لا يزال يمر به عمره وهو يشعر بالثقل في روحه يزداد بمرور السنوات حتى شاخت روحه مبكرا رغم شباب جسده "

عقدت ماسة حاجبيها وهي صامتة تستمع للمرأة بتركيز شديد علها تفهم ماذا حدث لآدم تحديدا قبل سنوات بينما قالت الأخرى وعيناها تشردان في الماضي " لقد كان شابا رائعا مسئولا أفخر به .. لا يكف عن الاستمتاع بحياته بكل لحظة فيها .. على الرغم من قالبه المتحفظ مع الأغراب وجموده في كثير من الأحيان .. لكنها كانت مميزات فيه أيضا لا عيوب .. لكن بعد ما حدث .. تغير " توقفت عن كلامها ثم رفعت نظراتها لماسة وهي تردف " على الرغم من محاولته ليظهر دائما بخير .. لكني أمه .. أعلم بأنه ليس بخير أبدا "

تنهدت وهي تحدق بملامح ماسة المهتمة وقالت بفضفضة تريحها " عندما التحق آدم بالبحرية كنت أشعر بالغضب والحزن منه جدا لأنه بسبب عمله سينشغل كثيرا عنا لكني تركته يفعل ما يختاره ويحبه فلن تقف الأم في وجه ما يريده ابنها .. لكن لو كنت أعلم بما سيحدث معه لما تركته يغادرني ولو حتى فعل المستحيل .. فآدم رغم كل شيء .. لا تهون عليه أمه "

شعرت بماسة بأنها تفهم ولا تفهم في نفس الوقت .. لو فقط تخبرها بما حدث تحديدا لارتاحت .. لكنها آثرت الصمت حتى تخرج المرأة كل ما في جعبتها وسمعتها تكمل " عندما حدث ما حدث كان بوقتها في أواخر العشرينات من عمره .. لم يكمل من العمر الثلاثين سنة .. لكن روحه جُرحت بشدة وشجاعته تحطمت .. ثقته بنفسه اهتزت خاصة عندما عاد للوطن ولقى ما لاقاه من نظرات مسمومة بعد تلك الرحلة المشئومة .. من قبل كانت رحلاته تكون غير متعاقبة .. كان يبقى معي وقت أطول لكن بعد ذلك .. أصبح يهرب بعيدا " تحولت نبرتها لمرح زائف وهي تكمل " أصبح عنوانه البحر والمحيط .. مع العمال والبضائع والضباط .. حتى مرت سنوات هو نفسه لم يشعر بها .. جعلته يكتسب جمودا فوق جموده وقد كان كل من يتعامل معهم عمالا يتطلبون حزمه " دمعت عينا المرأة الخمسينية وهي تهتف بعذاب " أصبحت أشتاق إليه كثيرا لكن ليس بيدي أن أطلب منه التوقف عن الابتعاد عني .. أعلم بأنه إن توقف واستقر معي سيتضاعف عذابه .. خاصة .. أن أهلها لا زالوا جيرانا لنا حتى الآن "

دمعت عينا ماسة بتأثر هي الأخرى لكن عقلها التقط آخر كلمات ايلين جيدا .. فعقدت حاجبيها تفكر بجنون وتربط كل ما تعرفه حتى تحاول أن تصل للحقيقة المجردة لكن ايلين أخرجتها من تفكيرها وهي تقول بتساؤل ضاحكة وهي تمسح عينها وكأنها تستوعب ثرثتها الكثيرة " ماسة .. أنا تحدثت كثيرا أخرج ما يؤرقني لكني لا أعرف إن كنتِ تفهمين ما أتحدث عنه ؟ "

تمنت ماسة لو تخبرها أنها تفهم حتى تتكلم أكثر باستفاضة لكنها نهرت نفسها من أن تكذب فقالت بصدق " أعلم أن آدم قد مر بأمر صعب يحمل إثمه حتى الآن .. لكني لا أفهم ماهيته تحديدا "

أومأت لها بفهم ثم قالت مصححة " ليس حتى الآن "

" عفوا " قالتها ماسة بعدم فهم فابتسمت الأخرى بحب وهي تكمل " هذا ما أردت إخبارك به .. أنا لم أعد أرى في عينيّ آدم ذلك الإثم والذنب الذي يحمله .. وكأن روحه شُفيت أخيرا وتضمدت جراحه .. وأنا أعلم أنه أنت من فعلتيها ماسة .. لم أعد أرى سوى حبه الواضح في عينيه وأسمع سعادته في نبرته وهو يتشدق مرارا وتكرارا عن إنقاذه لك .. أو التقاطه كما يحب قولها .. أنا أعلم أن ابني لم يكن ليعطي للأمر أهمية لو كان شخصا عابرا .. هو فخور بأنه أنقذك أنتِ تحديدا "

أحمرت ماسة بخجل من كلامها لا تعلم إن كان عليها شكرها أم ماذا تقول تحديدا ولكن السيدة أكملت بحزن " لم أعد أرى ألم الذنب اللعين وإنما ألم الفراق .. كلما تحدث أحد عن أمر عودتك لبلدك أرى في عينيه الحزن والألم "

أسبلت ماسة أهدابها تبتلع غصة مسننة تكاد تشق قلبها وروحها معا وهي تستمع للمرأة فقالت بما لا تملك غيره وعيناها تدمعان " أنا آسفة .. ليس بيدي .. أهلي .. لا أستطيع ترك أهلي "

ربتت المرأة على خدها برقة ثم قالت بمرح تغير مسار الحديث " حسنا يكفي هذا .. علي النزول لأرى الثنائي الرهيب ابنتي وزوجها في الأسفل قبل أن يفتعلا الحرائق في البيت .. قد لا نسيطر على الوضع "

ضحكت ماسة بخفوت متحشرج وهي تجدها تنهض متنهدة براحة مغادرة الغرفة فظلت ساهمة تفكر بما قالته ايلين وما عرفته هي من قبل حتى تربط كل ما حدث معا .. ناظرة للنافذة بشرود وهي تفكر بأن تلك الفتاة المجهولة لا يزالون أهلها جيرانا لآدم .. لكنها خرجت من شرودها بعد لحظات من جديد على طرقات على الباب فعقدت حاجبيها وهي تتساءل " ما كل هذه الزيارات المفاجئة "

لكن ما نهضت تفتح الباب لم تجد زيارة وإنما صندوق مربع كبير نسبيا فحملته تدخل للغرفة من جديد بعد أن وجدت الممر فارغ فعلمت أنه من آدم

وضعته على السرير تفكر بحماس ماذا يحمل بداخله يا ترى !
لكنها فكرت بتوجس إن كان مقلبا و إنحنت تفتحه ببطيء حذر ثم سرعان ما ارتفع حاجباها الرقيقان وهي تنظر لما بداخله بدهشة تحولت بعدها لسعادة ..

مدت يدها تحمل فستان بلون أحمر كالدم مطوي بعناية فانفرد أمامها بإنسيابية .. كان فستانا طويلا بفتحه رقبة لا تظهر سوى رقبتها والترقوة بينما الجزء العلوي كان يتخذ شكل المقص من عند الخصر حتى الكتفين فيغطي الكتف بأناقة من أعلى الذراع حتى الكوع أما الجزء السفلي فكان يحتضن الجسد كذلك من بداية الخصر ينزل باسترسال ناعم حتى الركبتين ثم يتسع بموجات رقيقة ..

شهقت بخفوت وعيناها تلمعان وهي تتلمس قماش الفستان الناعم ثم نظرت للصندوق من جديد لتجد حذاء أسود بكعب عالٍ لكن الكعب كان بلون أحمر كلون الفستان تماما وكذلك وجدت أقراط وعقد رقيق يليق على الفستان ..

انتبهت لورقة مطوية بعناية فمدت يدها تفتحها بسرعة مبتسمة فوجدت كلمات مكتوبة بأناقة لتقرأها بصوت خافت " أنتظر فراولتي الحمراء بعد ساعة واحدة أمام البيت بفستانها الأحمر الذي سيصيبني بنوبة قلبية ما أن أجده محتضنا لجسدها الرقيق ..
ملحوظة : لم أحضر ملابس داخلية فلقد اشتريت الكثير لكِ بالفعل من قبل "

احمرت وهي تعقد حاجبيها متمتمة وهي تجعد الورقة بغيظ " لا يمكنه إلا أن يفسد الأمر بوقاحته وقلة أدبه " ثم نظرت للساعة لتجدها السابعة مساءا فشهقت وهي تهب تحمل الفستان لتستعد لمن سيصاب بنوبة قلبية بعد ساعة ...


يتبع ..

duaa.jabar and noor elhuda like this.

آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 08:09 PM   #603

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

بعد ساعة ..

واقفا أمام البيت يستند على سيارته في إنتظارها وينظر كل عدة دقائق للساعة يزفر بنفاذ صبر .. يفكر بأنه تصرف بغباء .. لم يكن عليه أن يشتري هذا الفستان .. من المؤكد أنه سيسقط في حالة إغماء بعد قليل خاصة وهو غير معتاد على مظهرها بأي فستان من قبل .. ألا يكفي الأيام السابقة وقد بدأت تستعيد لونها وتهتم بها مايانا أخته بنفسها وكأنها أصبحت مهمتها الرئيسية في الحياة ..
نظر للساعة مجددا وهو يهمس " أين هي .. لماذا تتأخر النساء دائما في التحضير لموعد "

أما في الأعلى .. فكانت ماسة تجلس أمام منضدة الزينة بينما مايانا تمسك بقلم من الحمرة القانية اللون كلون الفستان وتمر على شفتي ماسة بحرص وتركيز مضيقة عينيها .. مرة بعد مرة .. مبرزة حجم شفتيها المنتفختين بطبيعية

ثم رفعته وهي تهتف بإنتصار " لقد إنتهيت " وتمعنت بملامح ماسة من جديد وشعرها وهي تقول بانبهار بعربيتها الركيكة " يا إلهي يا بنت .. لقد أصبحت كأميرات ديزني "

نظرت ماسة للمرآة تطالع نفسها بتوتر وهي تقول " أشعر أنك بالغت كثيرا يا مايا .. فلست ذاهبة لعرس "

شهقت مايانا وهي تقف بجوارها لتنظر لها في المرآة هاتفة " يا ماسة ارحميني .. لقد منعتيني من وضع العديد من الأشياء وأنتِ تهتفين سيكون مبالغا فيه .. ألا ترين الفستان .. لم أضع لكِ سوى اللمسات الناعمة " ثم تأففت بغيظ وهي تكمل " سأصاب بشلل منكِ "

ضحكت ماسة بتوتر من هذه الفتاة المرحة العفوية .. إنها تشبه طباع فتيات الشرق لكن ملامحها كفتيات أوربا بالفعل من وجه أبيض وشعر أشقر ناعم وملامح ناعمة طفولية وعينين بلون سماء صافية

تنهدت وهي تراقب نفسها لآخر مرة لكنها انتفضت وهي تسمع هاتف مايانا يرن فتأففت الأخيرة وهي ترد بنزق " ألن تتوقف عن الإتصال "
صرخ آدم بتوتر بالأسفل " هل يمكنك إخباري ماذا تفعلين بها كل هذا .. لا أعلم لمَ طلبت مساعدتك أصلا .. أقسم بالله سأجن وأصعد أجذبها عنوة فأنا لست كزوجك ينتظرك بالساعات حتى تنتهي "

ضحكت مايانا باستفزاز وهي تقول تحاول تهدئته " حسنا حسنا .. اهدأ لقد انتهينا .. دقيقة واحدة وستكون عندك "

تأفف يهتف بنفاذ صبر " دقيقة واحدة لا أكثر وإن زادت سأصعد بنفسي " أغلق الهاتف بوجهها فتنهدت تقول " يا إلهي ماذا أصابه .. لقد عادت له طباعه المجنونة .. كل هذا قبل أن يراكِ .. فماذا لو رآكِ !! "

ثم قالت لماسة وهي تسحبها " هيا يا ياسمين فعلاء الدين لا يطيق صبرا لاختطافك على بساطه السحري "
فتبعتها ماسه بإستسلام ترتجف توترا من مظهرها الجديد كليا على آدم ..

بعد دقيقة كانت ماسة بالفعل تخرج أخيرا من الباب الداخلي للبيت بينما مايانا تودعها بحماس وسليم يقف ناظرا لزوجته مبتسما لطفولتها الجميلة ثم وقف بجوارها يهمس بجانب أذنها ما أن خرجت ماسة بنبرة مغوية تحمل مشاكسة " ما رأيك لو تضعين لنفسك بعضا من أحمر الشفاة .. لتكن لنا سهرة أخرى حمراء كتلك التي كانت قبل أيام "

شهقت وهي تلتفت له بوجه أحمر من الخجل الذي لا يزال قائما بينهما وقالت تشتمه قبل أن تندفع للداخل " أنت سافل "
سقط فمه ببلاهة يراقب خطواتها الحانقة المتعثرة ثم سرعان ما تحرك ورائها هاتفا بخفوت " يا متخلفة عن أي سفالة تتحدثين .. بالله عليكِ أنا زوجك ولديك طفلة مني .. انتظري مايا أو صفعتك على عنقك "


**************


شعر بذبذبات وجودها تنتشر من حوله فتحفزت كل خلاياه تلقائيا بينما هو يطرق برأسه مغمضا عينيه يهديء من أنفاسه الساخنة وهو يدرك حقيقة أن اليوم ولأول مرة سيرى ماسته أمامه كأنثى جميلة بفستان ناري وملامح أنثوية خالية من التشققات والارهاق ..

تمتم لنفسه يكاد يضحك مما يشعر به " يا الله .. سأجن قبل حتى أن أراها "

رفع رأسه لها أخيرا فاتسعت عيناه قليلا واتسع كذلك بؤبؤ عينيه بإعجاب صريح بينما نيران الحب تحرقها بنظراته المصوبة عليها كلها مما أربكها وزاد من إحمرارها أكثر ..
تمتم آدم مجددا بصوت هامس لنفسه " يا رب السموات .. إنها .. أميرة هاربة من قصص ألف ليلة وليلة !! "
اعتدل واقفا من إستناده على السيارة بعد لحظات وهو يقترب منها بخطوات بطيئة وشفتيه منفرجتين قليلا يزفر من بينهما نفسا لاهبا يحرق صدره أما عيناه فكانتا تحتويانها كلها بنظرات شاملة .. خاصة بماسة فقط

تهربت هي بنظراتها بتوتر تنظر لقميصه ببلاهة فلاحظت تضخم صدره بأنفاسه حتى شكت أن تطير أزرار القميص الأبيض في وجهها

وقف أمامها يراقب عينيها التي زاد إتساعهما و ظهر لونهما الأسود أكثر لامعا .. ووجهها كله محمرا بشدة ويدرك أنه إحمرار خجل لا مستحضرات تجميل
أما شفتاها .. آه منهما ! ..
مطليتان بنفس لون الدم الذي ينفجر في عروقه بعنف اللحظة ..
بدتا أكثر اتساعا وظهر حجمهما الطبيعي بعد أن حددتهما وقد خلت من التشققات بعد أن اعتنت بهما بمستحضرات طبية اشتراها لها سابقا .. يستطيع تمييز نعومتهما بنظراته .. وكم تمنى لو يميز نعومتهما بحاسة التذوق لا البصر !!

ارتفع بنظراته مجبرا لشعرها الأسود وجده مجموعا بأناقة في عقدة أعلى رأسها بينما تركت خصلاته تنزل كشلال أسود ناعم يداعب كتفيها .. وكم تمنى لو تركته حرا تماما ليعبث فيه بأصابعه ويبعثره بجنون !!

طال الصمت وهو معقود اللسان فتنحنحت هي مبادرة بخفوت وارتباك " مممم .. مرحبا .. كيف حالك "
عضت على لسانها تشتم نفسها .. هل إلتقت به للتو لتسأله عن حاله ! .. ثم لماذا هو مخروس هكذا .. تقسم إنها تتمنى لو تركض عائدة للغرفة متهربة من نظراته التي لا تراها ولكن تشعر بها تخترقها ..

سحب آدم نفسا يزفره ساخنا فارتعشت .. عقد حاجبيه معتقدا أنها تشعر بالبرد ليخلع سترته وهو يسرع بالباسها إياها رفعت وجهها له متعجبة فسمعته يهتف " هل تشعرين بالبرد حبيبتي "

ردت عليه باستغراب " لا .. لا أشعر .. لمَ تلبسني السترة "

عقد حاجبيه وهو ينظر لشفتيها يحاول التركيز في الحروف التي تخرج من بينهما لا حجم شفتيها الناعمتين .. ولكن عبثا !
فقال بعدم فهم " ماذا بها السترة ! "

إرتبكت لا تعلم هل تصفعه أم تصفع نفسها أم تصفع مايانا
ماذا تفعل !!

لكن آدم أمسك بمعصمها برقة وهو يسحبها معه للسيارة حتى جلست مرتاحة ثم إستدار حول السيارة ليركب خلف المقود ويتحرك وهو يأمر نفسه بحزم ألا يلتفت لها أبدا الأن حتى يصلا للمكان بسلام وإلا سيحدث ما لا يحمد عقباه !

ومن أحد الشرفات كانت هناك من تقف تراقبه بغل متمنية موته في التو !


يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 08:10 PM   #604

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

ترجل من سيارته وتحرك بعدها مخرجا مفاتيح بيته
دخل للبيت بخطوات فاترة بينما يمسد على بطنه بجوع
على الرغم من تناوله الطعام في بيت عمه لكنه يشعر بالجوع مجددا !
توجه أولا لغرفة نومه يتحمم بسرعة ثم يبدل ملابسه لأخرى بيتية مريحة خفيفة غير مكترث ببرودة الجو في الخارج وقد كان البيت دافيء ( نظريا )

فدفء البيت ينبعث من التدفئة المركزية .. والبرودة التي تناقضه تنبعث من الفراغ من حوله .. فبيته الواسع فارغ إلا منه ..

دخل للمطبخ يعد طعامه بنفسه .. عليه أن يشكر ظروفه التي جعلته أكثر خبرة في الطهي !
في الحقيقة هو أكثر خبرة في كل ما يتعلق بالمنزل ..
فمن يدخل بيت الواسع النظيف المرتب جدا الذي تنتشر فيه رائحة النظافة تجعله يحسده على براعته !

بعد قليل انتهى من اعداد طعامه وجلس أمام الطاولة الرخامية يأكل برتابة .. وحده !

لقمة واثنتين .. وتوقف فاقدا شهيته !
أغمض عينيه يجز على أسنانه متمتما " ماذا بك مليك .. وكأنها أول مرة تأكل وحدك .. أنت وحدك منذ عمر العاشرة بالفعل "

هل ينكر بأن رؤيته لآدم بخير لأول مرة منذ سنوات جعلته يتمنى لو يصبح بخير هو الآخر ..
عندما مر ابن عمه آدم بتلك الحادثة .. كان أكثر من حزن لأجله وهو يراه يقضي حياته فقط في العمل بين السفن والموانيء وهو أكثر من يعلم بألم الوحدة .. وكم تمنى لو يخرج من أزمته بخير !
فماذا حدث الآن !!
هل يحسده مثلا !

ابتسم بسخرية من الفكرة .. فهو مدرك تماما بأنه لم يحسد يوما أحدا .. بل لم يرى يوما أنه أقل من أحدهم ليحسده أصلا .. فقد تدرب جيدا على هذا مقتنعا أنه الأفضل في كل شيء حد الغرور !

لكن الآن بينه وبين نفسه .. فقط يتمنى .. لو يصبح بخير بينه وبين نفسه كما يظهر أمام الناس !
رفع نظراته للبيت الفارغ أمامه .. فتخيل للحظة لو كان مليئا بالضجيج .. بالبهجة ..
أو حتى بالصراخ والمنقارة والمشاكسة مع أحدهم !
يدخل للبيت فيستقبله أحدٌ بابتسامة واشتياق مثلا .. مخبرا إياه أن يدخل ليغير ملابسه حتى يعد له الطعام !

ظهرت ابتسامة صغيرة على جانب شفتيه بينما عيناه بلونهما المميز لا تزالان غائمتين بشرود .. وسرعان ما اتسعت ابتسامة التمني لضحكة ساخرة تحولت شيئا فشيئا لقهقة عالية بينما أسند جبهته على الطاولة الرخامية الباردة وهو يضرب بكفه عدة مرات على الرخامة قائلا ساخرا من بين ضحكاته المتواصلة " يا إلهي .. لو تلصص أحد على أفكاري المثيرة للشفقة هذه لمات من كثرة الضحك اختناقا ! "

ظلت قهقهاته مستمرة للحظات حتى هدأت أخيرا وهو يرفع رأسه عن الطاولة متمتا بخفوت لنفسه وكأنه اعتاد على التحدث من نفسه وإلى نفسه " لا بأس .. فلن يسمعني أحد .. فمليك مهران دائما هو الشاب المحظوظ في كل ما يحيط به .. فمن سيصدق تلك الأحلام البسيطة .. " أغمض عينيه وأكمل بنبرة خرجت دونا عنه بالفعل مثيرة للشفقة " أحلام بسيطة جدا حد الوجع ! "

انتفض فجأة من مكانه يصرخ كمن لدغه عقرب مدركا بأن لا أحد سيسمعه أصلا " ماذا الآن .. هل تحن لحياة دافئة وقد اعتدت البرودة ! .. تبا لذلك .. لن أذهب لبيت عمي مجددا "

أجفل مليك وارتد رأسه ما أن أنهى كلماته الغاضبة وهو يرى ذلك الذي ظهر أمامه فجأة عاري الصدر بأريحية يطالعه بنظرة تعجب وتوجس !

سحب مليك نفسا يهديء من اجفاله ثم صرخ " جراااااااااي .. ماذا تفعل هنا .. تبا لك متى تظهر "
دخل ذلك المدعو بـ ( جراي ) وبيده منشفة يجفف بها رأسه على ما يبدو وقد كان يقطر ماءا وقال بنفس توجسه بنبرة متهكمة " مليك يا ابن عمي الغالي .. ما بك يا ولدي .. هل تصرخ على نفسك .. هل جننت وأنت في العشرينات بعد ! "

هجم عليه مليك يضربه وهو يزم شفتيه بغيظ والآخر يحاول الهرب بمراوغة هاتفا " ماذا ماذاااااا .. هل أنا من أصرخ كالمجانين .. وحد الله يا ملك شباب مهران .. وحد ربك .. ماذا فعلت لك "
دفعه مليك بنزق ثم ارتمى على كرسيه مجددا يأكل بغيظ وقد شعر بجوعه من جديد يهاجمه ما أن امتلء بيته بذلك المتخلف بجواره !

جلس ابن عمه على الكرسي بجواره واضعا المنشفة على رأسه بلا مبالاة ومد يده بأريحية يشارك الطعام معه وكأنه معتاد على مشاركته طعامه بينما يقول " حقا أخبرني .. هل جننت أخيرا وفقدت رزانتك وتعقلك المعهودين أخيرا "
حدجه مليك ببرود فابتسم له الآخر باستفزاز بينما قال الأول " كيف دخلت .. لم أرك عندما أتيت "
رد ببساطة " لقد أتيت قبل قليل وسمعت صوت الماء الجاري في الحمام الخاص بالغرفة فعلمت أنك بالداخل .. ودخلت أنا للحمام الآخر وتحممت وارتديت بنطالك .. سأبيت معك الليلة "

طالعه مليك مستنكرا وقال " لماذا .. أين ذهب بيت أهلك .. هل أنت بلوة رأسي منذ صغري تشاركني بيتي وملابسي وطعامي ! "
ابتسم ببرود وهو يرد " من المفترض أن تشكرني أني أشاركك بيت الأشباح النظيف هذا .. ثم هل نسيت غدا سنسافر لمدينة ( ... ) لأجل مراقبة المشروع هناك .. ففضلت البقاء معك ونسافر صباحا سويا "

زفر مليك وهو ينتهي من طعامه ناهضا يغسل الأطباق فصاح ( جراي ) باعتراض صبياني " لم انتهي بعد "
لم يعيره مليك اهتمام فنهض هو الآخر أمام الموقد يتناول طعامه من الإناء مباشرة
نظر له مليك باستهجان قبل أن يهتف بغضب " أقسم بالله إن سقط شيء من الطعام على الموقد لأجعلك تنظف المطبخ كاملا "

نظر له جراي ببساطة وهو يقول " حاضر عمتي مليكة "
زمجر مليك وهو يرفسه في ساقه فتأوه يدلك ركبته وهو يقول حانقا " توقف مليك .. أنت تتعامل مع بيتك باهتمام مقيت كربات بيوت عجائز "

رد مليك ببرود " هذا لأني أنظفه بنفسي يا وحيد قلب أمك التي تفعل لك كل شيء كأمير "
نظر له جراي مبتلعا طعامه ثم قال " بل لأنك بخيل فلا تأتي بمساعدة تنظف لك بيتك الشبيه بالمستشفى من شدة نظافته وترتيبه المقيت "
انتهى مليك من تنظيف المكان وترتيب الصحون وقال وهو ممسكا بكوب زجاجي لامع تفوح منه رائحة النظافة كان يشرب منه " هل تريدني أن آتي بفتاة لا أعرفها لتنظف بيتي والأشياء التي آكل منها .. هذا مقزز ! "

ابتسم جراي يقول متصنعا الشفقة " لو أني لا أعرفك لاعتقدتك مريض بوسواس !! .. لكني أشفقت عليك والله من هذا العبء .. لا بأس اطلبني في أي وقت حتى آتي إليك وننقوم بحملة تنظيف رابطين رأسينا بهمة وعزم " ثم صمت قليلا يتصنع التفكير ثم أردف فجأة ببساطة " أو تزوج .. رغم خسارتك في الزواج وأنت لا تزال صغيرا آسرا الفتيات ليصبحن جاريات للمليك برضا .. لكن هذا أفضل حل لك "

شرد مليك وهو يعيد الكوب مكانه وظهر شبح ابتسامة على وجهه وذكرى عينين غاضبتين ترمقانه باستنكار تهاجمه بقوة ورغم الغضب الساكن بهما .. بديا دافئتين للغاية بقدحي القهوة الفائرة التي صبغتهما فأضفت سكونا يجعل المرء يتأملهما منبهرا كما الحال وهو يتناول قهوته الصباحية بمزاج رائق !

تنحنح بعدها ينفض الصورة و التفت لجراي يقول بصرامة " أعطني مفتاح بيتي يا جراي .. لمَ تحمل مفتاح بيتي أصلا بهذه الأريحية ! "

هز جراي كتفيه ببرود يقول " لن أعطيك شيئا .. وحتى لو أخذته كالسابق فمعي عدة نسخ منه تعلم ذلك ! "
" أنت بارد " قالها مليك فأومأ جراي موافقا يقول ببرود فعلا " أجل لقد قلت لي أن عيني الرمادية ترسل لأعصابي الثلوج "
لم يرد مليك وهو يرفع عينيه للسقف باستغاثة فأكمل جراي بحماس مغيرا الموضوع " ما رأيك بجولتين من الألعاب الإلكترونية لأهزمك شر هزيمة "

دب قليل من الحماس في مليك أخيرا وقد انتقل له من ابن عمه فقال باستهزاء " أنت يا رمادي ! .. تهزمني أنا !! لنرى .. اذهب وأعد المكان حتى أحضر لنا مسليات وألحق بك "
ابتسم جراي وهو يتحرك تاركا المطبخ بعد أن غسل يديه وفمه حتى لا يُلقي به مليك في الخارج متهما إياه بحمله للميكروبات والجراثيم ..

ثم ابتسم وهو يُهنئ نفسه أنه استطاع إلهاء ابن عمه .. فلقد سمع صراخه قبل قليل .. وفهمه !

ومن قد يفهم مليك مثله وقد كانا دائما مقربين لدرجة كبيرة وكأنهما توأم لا ينفصلان حتى في الفترة التي انفصلا فيها مجبرين كانوا على تواصل دائما ..
ربما بسبب أنهما في نفس العمر .. فكانا رفيقين في الدراسة واللعب وكل شيء بالإضافة لرابطة الدم بينهما ..
وكم يتمنى لو يستطيع فعل ما هو أكثر له .. فمليك له أكثر من أخ حتى !

أما مليك في المطبخ فكان يعد مسليات لهما .. لكنه تحرك يجهز لنفسه قهوة سادة كما يحبها وذكرى عيني القهوة تعاود الهجوم .. فيبتسم باستفزاز نادر !

يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 08:11 PM   #605

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

أجفلت ماسة وصوت آدم يصل لأذنها خشنا " لقد وصلنا "
التفتت له بأنظارها لكن سرعان ما أطرقت مجددا وهي تجد أن النيران لا تزال مشتعلة بعينيه بل أشد اشتعالا ..

رفعت نظراتها ترى أين هما تحديدا .. فسبقها آدم يترجل ثم يفتح لها السيارة يساعدها في الخروج..

خرجت من السيارة وهي لا تنظر لعينيه أبدا بينما تحاول الإنشغال بالنظر للمطعم الذي أدركت أنه مقصدهما
أمسك بكفها البارد يحتضنه بكفه وهو يسير معها يدخلان المطعم الأنيق ..
كان مطعما كبيرا بأضواء خافتة وموسيقى هادئة تنبعث فيه
الرواد كانوا قليلي العدد ولفتت هي وآدم أنظار بعضهم

تفاجئت وآدم لا يزال ممسكا بيدها يسير بها بينما أحد العاملين في المطعم كان قد اقترب منهم يصطحبهم .. لمكان منعزل !
دخلت لمكان أشبه بشرفة واسعة تطل على حديقة صغيرة مزينة بالورود والأضواء الدافئة ..
وفي المنتصف طاولة مزينة ببعض الورد

انصرف العامل بأدب وهدوء بينما موسيقى ناعمة كانت تنبعث من مكان ما في الشرفة جعلت ماسة تنشده أكثر !!
سحبها معه وأجلسها وجلس هو مقابلا لها ينظر لها بعينيه اللامعتين بصمت
ربما يبدو الأمر تقليديا ومكررا .. لكنه كان في غاية الرومانسية كما إنها لم يحدث لها مفاجأة كتلك يوما .. بل لم تتخيل أن تعيش يوما ما تعيشه اللحظة !

قال آدم ببساطة وكأنه يعكس أفكارها " ربما الأمر تقليدي جدا .. لكني بصراحة لم أقم يوما بعمل شيء رومانسي لذا .. قلدت كما الأفلام "

ابتسمت له وهي تحاول البحث عن كلام مناسب للرد فرفعت يدها تتلاعب بخصلة هاربة بجانب وجهها بصمت ثم قالت بخفوت صادق " لا بالعكس .. ليس تقليديا بالنسبة لي .. لم أعش يوما شيئا كهذا "
دخل العامل من جديد يتقدم منهما يضع على الطاوله أطباق من الـ .. سمك !!

رفعت عينيها لآدم بدهشة وما أن إنتهى العامل من وضع الأطباق أمامهما وشكراه بأدب حتى إنصرف فقالت ماسة بتذمر واستنكار " ماذا ! .. يا إلهي .. هل جئت بي لهنا حتى تطعمني السمك ليلا .. كيف سآكله بملابسي هذه "

ضحك آدم بخفوت وهو ينهض مقربا مقعده منها ويجلس بجوارها فراقبته وهو يفتح أزرار كمي القميص .. ويشمر !!
عقدت حاجبيها وهي تقول " ماذا تفعل "
رد وهو يمد يده لطبقها " أمارس هوايتي المفضلة منذ أن عرفتك " ثم أمسك بالسمك ينزع عنه أشواكه فضحكت تهز رأسها بعجب وهي تتابعه بعينين لامعتين
قال لها وهو مستمر في مهمته " لقد طلبت السمك خصيصا .. حتى تأكلين من يدي ونحن بمفردنا .. كتلك الأيام على السفينة .. فلم نفعلها منذ فترة "

مد يده لفمها ففتحته مباشرة تستقبل الطعام من بين يديه وتتساءل نفس السؤال كما كل مرة .. لمَ يصبح السمك أكثر لذة دائما من بين أصابعه !

ردت وهي تتذكر أيامهما معا على السفينة بحنين " كان منتهى الدلال منك لي .. حتى قبل ارتباطنا كنت تفعلها ! "
ابتسم وهو يمد يده لها من جديد وهو يسألها بشرود " بعد أن تعودي للوطن .. من سينزع الأشواك لكِ "
انقبض قلبها على نفسه حزنا بينما تجيب بملامح بهتت " أبي كان دائما .. يفعل "
ظل ينظر لها للحظات صامتا ثم فتح فمه يقول بخفوت حزين " يالحظ أصابعه إذا "
دمعت عيناها وهي تنظر له فتنحنح يحاول تغيير الموضوع .. اللعنة لم يكن ينوي فتح أمر الفراق أبدا

قال لها " لقد أخبرتني مايا أن أمي صعدت لغرفتك اليوم "
أومأت وهي تحاول التفاعل معه في تبديد الحزن مؤقتا وقالت بصراحة وهي مستمرة في الأكل من بين يديه " أجل .. لقد كانت تشكرني "
عقد آدم حاجبيه بتساؤل بينما نظراته على السمك بتركيز فأكملت شارحة بحذر " تعتقد بأن لي يد في جعلك تعود لطبيعتك قليلا وتنزع عنك ثوب الذنب أخيرا "
رفع لها نظرات حادة لم يقصدها بينما يده تتوتر وهي تنزع الأشواك وهو يفكر إن كانت قالت لها أمه ما هو أكثر
فقال معبرا عن أفكاره ببعض الغضب المكتوم " هل قالت المزيد ! "
نظرت له للحظات صامتة تتمعن فيه مغتاظة منه لكنها هزت كتفيها تقول بصدق " لا لم تقل أكثر مما أعرفه "
لم يريحه هذا فأكمل متسائلا بنفاذ صبر " وماذا تعرفين "

طال صمتها من جديد الذي يوتره أكثر ثم تكلمت بعدها بنفس البساطة المستفزة له " بعض المعلومات الغير متكاملة التي عرفتها على السفينة .. والتي إن جمعتها معا سأصل لحقيقة واحدة "
ترك السمك من يده بينما تقبض وعقد حاجبيه يقول بنبرة مقتضبة " تكلمي مباشرة .. أي حقيقة "

تنهدت بضيق منه .. لمَ هو كتوم معها بهذا الشكل .. ألا يثق فيها كفاية كما تثق به !
قالت بهدوء " لا شيء مهم آدم .. أنا سأنتظر أنت أن تخبرني "
أجفلت فجأة وصوته يعلو بحدة وهو يهتف " لا تراوغي ماسة وأخبريني مباشرة فأنا أكره المراوغة "
عقدت حاجبيها بغضب اشتعل فيها وقد تلاشت كل الفراشات الوردية والقلوب الحمراء من أمام عينيها فهتفت في المقابل " أنا لا أراوغ آدم .. بل أنت من تراوغ دائما وتجعلني أشعر بأنك لا تثق بي كفاية .. أو تشعرني بأني لست في مكانة مهمة عندك حتى تخبرني ماذا حدث لك من قبلي .. وكأني لست جديرة بالمعرفة "

رد عليها بضيق وملامح منزعجة " ما هذا الهراء الذي تتفوهين به .. هل تشكين الآن بمكانتك عندي "
تأففت تنهض بعنف قائلة وقد طفح كيلها .. فكل صبرها عليه كل هذه الأيام بدأ ينفذ " آدم .. أرى من الأفضل لو غادرنا "
قالتها وهي تحمل حقيبة يدها الصغيرة وتسرع الخطى للخارج
نظر آدم لها بذهول غير مستوعب أنها تغادر بالفعل تاركة كل ما كان يعمل على تحضيره منذ يومين ببساطة ..

نهض يشتم ويلعن ويده بها بقايا السمك مما جعله يجز على أسنانه بعد أن اختفت تماما فتحرك للخارج ليغسل يده ويلحق بتلك المجنونة .. تبا أكان من الضروري يا أمي أن تحديثها بشأن الماضي !

بعد دقائق قليلة كان يلحق بها خارجا من المطعم تحت أنظار البعض الفضولية وهو يكاد يركض لاحقا بالحورية الهاربة هذه ..
خرج ليجدها واقفة أمام السيارة متكتفة وبوجه مقتضب عابس مختلف تماما عن الوجه الذي أتت به ..

زفر بغيظ وهو يقترب منها بخطوات تضرب الأرض فلاحظ توتر جسدها بتوجس
وقف أمامها متخصرا يرسل لها نظرات تهديد بالقتل لكنها لم تبالي ظاهريا فتكلم من بين أسنانه " هل أنت مجنونة لتغادري بهذا الشكل .. بعد كل هذه التحضيرات التي فعلتها لأجلك "
نظرت له تبادله النظرات الحانقة الغاضبة وهي تزم شفتيها تمنع كلامها السليط من الخروج لكن لم تقاوم سوى لحظات لتستسلم تاركة لسانها ينطلق بقذائفه " أشبع بتحضيراتك البائسة لنفسك واطعم نفسك السمك عسى أن تتقيأه بعد أن يصيبك تلبك معوي " قالت كلماتها بالعربية ولهجتها الخاصة المميزة فاتسعت عيناه بصدمة بينما نظرات المارة تطالعهم بدهشة من لغتها التي لا يفهمونها لكنها واضحة جدا أنها تقريع .. تقريع حاد أيضا !

فتح فمه ينوي الصراخ لكنه عاد وأغلقه وهو يمسكها من مرفقها يشدها ورائه وهو يقول بصوت خفيض من بين أسنانه " اصعدي للسيارة يا سليطة اللسان قبل أن آتي بالسمك وأحشوه بفمك الكبير بالقوة " ثم فتح السيارة وألقى بها بعنف فتأوهت بغيظ وابتلعت لسانها تفضل السلامة
بينما هو يلف حول السيارة متجاهلا لنظرات الناس الممتعضة من معاملته لفتاته ! بالطبع فهم لم يفهموا أبدا وصلة الردح الشعبي التي ألقتها في وجهه للتو

صعد للسيارة يصفع بابها بقوة وانطلق بها صامتا لكنه سمعها بعد قليل تقول بأمر استفزه " إلى أين تأخذني .. خذني للبيت .. لا أريد رؤية وجهك الآن "
قالتها دون حتى النظر إليه فشتم بخفوت بسُبة نابية باللغة العربية جعلت عينيها تتسعان بصدمة وسمعت صوته يأتيها بعصبية " لقد خربتِ الأمسية .. أنت لست وجها جديرا بهذه الأشياء أصلا .. أنا لن أذهب بك للبيت "
عقدت حاجبيه تسأله ببطيء حذر " ألى أين تأخذني إذا ! "
نظر لها للحظات بصمت ثم عاد بنظره للطريق وقال بعنف مكبوت " ربما سألقي بك في النهر "
شهقت وهي تتخيل نفسها تطير في الهواء ثم يستقبلها النهر بين أحضانه .. هل ستظل دائما موعودة بالصراع مع الماء !

لكنها قالت بعد لحظات بصراخ وهي تضربه على كتفه " سيكون أفضل من رؤيتك أيها الكتوم المغيظ .. تبا لك "
لم يرد عليها آدم فصمتت هي الأخرى تنتظر الوصول للبيت لكن بعد دقائق طويلة كانت السيارة تقف أمام .. النهر
اتسعت عيناها وهي تدير له وجهها بصدمة لتجده يترجل من سيارته بهدوء ..

ظل عقلها يعمل في لحظات يبحث عن خطة للهروب من الغرق فهي لن تستطيع السباحة بهذا الفستان !
ربما عليها ايجاد طريقة للتغلب على آدم قبل أن يلقيها وقد اعتقدت أنها استفزته كفاية ليهددها بهذا الأمر !

لكن ما أن التفتت له حتى وجدته واقفا أمام النهر ينظر له بصمت بعد أن ركن سيارته في مكان مخصص ..
تنهدت وهي تراقبه واقفا الهواء البارد يضرب وجهه بينما هو لا يرتدي سوى القميص الأبيض والبنطال بينما سترة الحلة لا تزال على كتفيها ولم يرتدي ربطة عنق رسمية

تنهدت مجددا ترجع رأسها للوراء تفكر وتفكر وتفكر

منذ أن غادرت السيدة ايلين وهي تفكر بكل ما سمعته منها أو من تايلور أو ذلك المدعو مارتن

لم تتوصل سوى لشيء واحد .. هناك فتاة غرقت في إحدى رحلات آدم ولم يستطع آدم إنقاذها فحمل ذنبها !
لكن ليست متأكدة من هوية الفتاة ولماذا لم ينقذها آدم !
بل ليست متأكدة تماما إن كان تفكيرها صحيح بالفعل !

أغمضت عينيها والمكان من حولها يساعدها على أن تهاجمها فجأة ذكرى ذلك اليوم البعيد على السفينة .. عندما كانت بأعلى دور واختل توازنها للحظة وسمعت آدم يناديها باسم .. جين !
( ابتعدي .. فلن استطع إنقاذك هذه المرة أيضا .. ابتعدي )

(ابتعدي .. ابتعدي ارجوك .. ابتعدي جين )


فتحت ماسة عينيها تضيقهما تجاهد حتى تبعد غيرتها لتركز على الأمر أكثر .. جين ! هل هذا هو اسمها ؟
تذكرت أيضا كلام ايلين لها اليوم فجأة ..

(عندما حدث ما حدث كان بوقتها في أواخر العشرينات من عمره .. لم يكمل من العمر الثلاثين سنة .. لكن روحه جُرحت بشدة وشجاعته تحطمت .. ثقته بنفسه اهتزت خاصة عندما عاد للوطن ولقي ما لاقاه من نظرات مسمومة بعد تلك الرحلة المشئومة )

تأففت بعصبية بين غيرة وحنق .. لماذا لا يخبرها .. لماذا لا يثق بها !! إنها تثق به بجنون وإن قال لها اعطني يدك سنقفز من الجبل ستعطيه يدها بثقة مغمضة العينين .. إذا لماذا لا يفعل معها المثل !!
زفرت وهي تعتدل وتفتح السيارة لتخرج لاحقة به فمهما حاولت التخمين ستظل بحاجة ليخبرها بنفسه .. لكن إن لم يرد التكلم لا بأس .. لن تضغط عليه كثيرا في هذا الأمر .. يكفيها معرفتها أنها ساعدته ولو دون قصد منها حتى على التخلص من شعوره

اقتربت حتى صارت بجواره فلاحظت عضلات ظهره المتشنجة فهمست اسمه بخفوت وهي تقترب أكثر واقفة بجواره تتطلع لملامحه المظلمة فلم يرد عليها

رفعت يدها لذراعه فتشنج أكثر .. انزعجت من نفسها بسبب أنها خربت الأمسية بل وضايقته كذلك
قالت معتذرة بحب " آدم أنا آسفة .. فقط أردت لو تخبرني ما يؤذيك حتى أشاركك في حمله .. لطالما حملت معي همي منذ أن عرفتك وساعدتني مرارا .. لكني لم أقصد أن أضايقك أو أجلب لك ذكرياتك الغير مستحبة "
ظل متنشنجا صامتا لا يرد إلى أن نظر لملامحها المعتذرة وهو يسب نفسه داخليا .. يعلم جيدا أن من حقها أن تعرف كل شيء عنه كما عرف هو كل شيء عنها تقريبا .. من حقها أن يخبرها بما مر به يوما .. من حقها أن تختار إن كان ذلك الشجاع في عينيها كما تراه أو ..

أظلمت عيناه وهو يمنع نفسه من نطقها .. لا لن يعود للوراء مجددا بعد أن تقدم أخيرا خطوات عن ماضيه ..
ولكن .. ماذا إن عرفت ! .. ربما تفكيره ساذج بعض الشيء إن سمعه أحدهم لكن لا أحد يشعر به .. هو يخشى كالأطفال أن تتغير صورته التي رسمتها له بداخلها .. خاصة وأن تلك الصورة بداخلها ما ساعده لتخطي ذكراه السيئة ..

ربما أحبته لشجاعته ولأنه أنقذها يوما ما بالفعل .. شرد قليلا في هذه الخاطرة .. هل يمكن أن تكون قد أحبته لذلك بالفعل ؟! .. لأنه أنقذها فقط ؟!
ابتسم بسخرية مُرة من نفسه ابتسامه لم تصل لشفتيه .. وهل تعرف عنه شيئا آخر حتى تحبه لأجله ؟!
نفض أفكاره بعيدا حتى لا تسحبه لأماكن لا يريد أبدا الدخول إليها .. فماسته تحبه .. ليس غرا حتى لا يقرأها بعينيها .. ماسة تحبه بكل ما فيه وهو يعلم .. إذا طالما هو يعلم .. لماذا لا يخبرها وإن كانت تحبه هكذا لن تهتم ولن تتغير صورته بعينيها ..

زفر نفسا بنفاذ صبر وهو يخبر نفسه أنها ستغادر للأبد وتخرج من حياته قريبا .. حتى إن كان حبا مؤقتا بالنسبة لها .. سيكون من الأفضل ذلك حتى لا تتألم ما أن تبتعد .. بينما هو سيظل ممتنا فخورا بهذا الحب .. غارقا فيه حد الثمالة لا ينساه أبدا وسيعيش عليه مكتفيا بذكرياته التي أحيته مجددا !

أدرك انه استغرق في تفكيره كثيرا عندما سمع همسات ماسة التي كانت تراقب الانفعالات التي ترتسم على وجهه بتعاقب متمعنة " آدم .. بماذا أنت شارد "
رمش بعينيه خارجا من شروده أخيرا وقال بعد لحظات " لا شيء .. أعتقد أني متعب وأحتاج للنوم فقط كما أن الجو بارد .. هيا بنا "

هم بالتحرك لكنها اوقفته تقول " آدم .. هل أغضبتك لهذا الحد.. أنا حقا لم .. "

قاطعها آدم وهو يقول بخشونة مستمرا في سيره " لا تقولي شيئا .. انا فقط متعب ولست غاضبا "
ظلت تشتم نفسها وتمنت لو فقط لم ينلفت لسانها السليط بهذا الشكل المنفر ..

سارت ورائه تلحق به ودخلت السيارة بعد أن صعد هو وما أن استقرت حتى انطلق بسيارته يقود بهدوء متناقض مع تصارع أفكاره .


يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 08:14 PM   #606

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

الثانية ليلا ..

يدور في غرفته على غير هدى يشعر بالغضب من نفسه .. بعد أن تصرف معها بمنتهى الفظاظة وخربت الليلة بشكل بائس و اعتذرت أيضا له .. وما أن وصلا للبيت حتى تركها صاعدا لغرفته تاركا إياها مع أهله وحدها .. على الرغم من أنه يعلم أنها تخجل أن تكون معهم وحدها رغم حب الجميع لها

ليس هذا فحسب .. فبعد أن صعدت لغرفتها اتصلت به عدة مرات ..
الغبية تعتقد أنه غاضب منها لأنها حنقت عليه بسبب كتمه أسراره بينما هو في الأصل غاضب من نفسه ..
غاضب أنه ليس لديه شجاعة كافية ليخبرها الأمر بصراحة ووضوح
يعلم أنها بالفعل من الممكن أن تكون قد فهمت الحقيقة لكن منقوصة .. لكن أن تعرفها منقوصة وحدها أفضل من أن يخبرها هو كاملة بنفسه !

مغتاظ من نفسه لأنه هو السبب الرئيسي في انتهاء الليلة بهذا الشكل وليس هي .. بسبب حدته معها أولا
توجه للمرآة في غرفته ينظر لحالته المشعثة .. كان يعتقد أنه بمثل هذا الوقت سيكون سارحا بذكريات سهرتهما الليلة

في النهاية ها هو بالفعل سارحا بذكريات السهرة
لكن شتان بين الذكريات التي كان ينوي صنعها والتي صنعها بالفعل !

فقد كان ينوي أن يأكلا السمك معا كأيام السفينة وتمنى لو يراقصها قليلا ويتضاحكان معا على كل شيء .. ويتحدث معها بالعربية ويسمعها وهي تتكلم بالعربية منطلقه بدون خجل
وكم تمنى تقبيلها .. بل كان ينوي أن يقبلها اليوم بالفعل في لحظة إنفلات مخطط لها سابقا بسبب فستانها الناري الذي لم يشبع منه حتى !

أغمض عينيه وهو يتمدد على سريره مبتئسا من حالته لكن قلبه انتفض وهو يسمع رنين هاتفه فلم يقاوم أكثر ليرد عليها بصوت أجش " نعم ماسة "
وصله صوتها متلهفا " آدم .. لمَ لا ترد .. هل لا زلت غاضبا "
جز على أسنانه بغضب يتصاعد من نفسه أكثر وهتف وهو يهب جالسا " توقفي ماسة .. لست غاضبا منكِ .. أنا غاضب من نفسي "
أستقبله الصمت للحظات من جهتها ثم قالت بعدها بجدية " و لماذا "
تنهد بصوت سمعته وهو يرفع وجهه مغمضا عينيه بينما يدلك من مؤخرة رقبته " لأني .. " صمت لا يعلم ماذا يقول بعجز

فردت عليه بهدوء " حسنا آدم .. دعنا لا نتحدث في أمر يزعجك هكذا "
هتف بعجز وهو يفتح عينيه " ماسه أنا أثق بكِ "
صمتت للحظة وترته لكنها ردت بعدها " أعلم "
" وأحبك " قالها لها بصدق فردت بينما لم يرى شبح الابتسامة الحزينة على شفتيها " أيضا أعلم " ثم أردفت " صدقني لا تهتم بالأمر .. دعنا لا ننبش في ذكريات مؤلمة لا تريد استعادتها مجددا "

تنهد يزفر نفسا ثقيلا ثم قال بما يشعر أنه لا يملك غيره " حسنا .. شكرا لكِ " فردت عليه تنهي المكالمة بهدوء " حسنا .. تصبح على خير "
فأومأ وكأنها تراه وأغلقا المكالمة وكلاهما يشعر بضيق يجثم على صدريهما ..

تمدد آدم على سريره مجددا ينظر لسقف غرفته بشرود بينما حاجباه منعقدان بتفكير هاديء .. وبعد دقائق طويلة كان يعود ليجلس مستندا على السرير بظهره بينما يتناول هاتفه يطلب الرقم ويضعه على أذنه ..

وما أن سمع صوتها حتى قال بصوت أجش " أنا أريد التحدث والإنتهاء من هذا الأمر .. الآن "
فأتاه صوتها قلقا " آدم ماذا بك .. صدقني لا بأس .. يمكننا أن "
قاطعها بحدة ليست موجهة لها هي " الآن ماسة .. سأنتظرك في حديقة المنزل بعد خمس دقائق " ثم أغلق الخط وهو ينهض يرتدي سترة ثقيله ثم فتح الغرفه ينزل وعلى وجهه علامات إصرار .


انتهى الفصل السابع عشر يا حلوات روايتي .. أتمنى ينال إعجابكم .. يتبع بالفصل الثامن عشر


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 08:18 PM   #607

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

الفصل الثامن عشر
.............................


" ضُميني لمرساكِ و طهريني .. من ذنبٍ لم أقترفه "


خرجت ماسة للحديقة بهدوء حتى لا توقظ أهل البيت في هذا الوقت المتأخر من الليل .. بينما تلف نفسها بوشاح صوفي ثقيل فوق منامتها الشتوية

دارت تبحث بعينيها عنه فوجدته جالسا على أحد المقاعد الخشبية يستند بيديه على الطاوله أمامه التي يستخدمونها أحيانا في تناول الإفطار عندما يكون الجو معتدلا دافئا
تقدمت منه بينما هو شارد النظرات بعيدا فإنتبه لها ما أن وقفت بجواره ..

هتفت بقلق " آدم .. هل أنت بخير "
رفع نظرات مظلمة غامضة رأتها تحت الإنارة الخفيفة التي في الحديقة وقال بصوت أجش مكبوت " اجلسي ماسة "
استجابت له جالسة وما أن استقرت حتى هتفت به " آدم .. صدقني لا داعي لذلك .. أنا .. "

قاطعها بتصميم وجمود " أحتاج للحديث معك ماسة في هذا الأمر وإنهاؤه .. فإن أخفيت الأمر بداخلي لن أتوقف عن سؤال نفسي عن رد فعلك إن علمتِ .. ولن أتوقف عن لوم نفسي مرارا أني لم أخبرك بمنتهى الأنانية "
توترت من كلامه فتوتر هو تلقائيا لكنه سحب نفسا طويلا حتى لا يتراجع وقال " تريدين معرفة ما الذي حدث قبل سنوات وما هو إثمي وذنبي الذي أحمله "
لم تملك إلا أن تومأ له ببطيء متوجسة من حالته ومن قلبها المقبوض بخوف من المجهول

فرفع نظرات حادة لم تكن موجهة لها وإنما في ماضٍ شرد فيه بعينيه وقال ببصوت خافت وكأنه قادم من البعيد " قبل ست سنوات .. كنت في عمر التاسعة والعشرين .. تعرفت على فتاة صديقة لأختي وهي كانت جارتنا أيضا .. اسمها جين .. كانت صغيرة في مقتبل عمرها .. في التاسعة عشر تقريبا .. مرحة مجنونة مجازفة وحلوة .. وكانت مندفعة جدا حد الجنون " صمت للحظات بينما ماسة تبتلع طعم الغيرة المُر صامتة تسمعه تتحامل على نفسها بينما هو يكمل غافلا عن اشتعالها " أحببتها حينها .. لا أعلم إن كان حبا أم إعجابا بشكلها وإختلافها .. كنت في أواخر العشرينات .. في عز شبابي وقبطان أبتعد لأوقات طويلة أحيانا عن ملذات الحياة متخذا من البحار والمحيطات سكنا لي لأشهر مع الضباط والمهندسين والعمال .. انجذبت لها وهي كذلك ولم أقاوم هذا الإنجذاب ببساطة .. إرتبطت بها بفترة قصيرة حتى .. "
صمت للحظات وكأنه يرتب كلامه ثم أردف بهدوء ناظرا لماسة بترقب " حتى عرضت علي ذات يوم .. أن نتزوج "
اتسعت عينا ماسة ووجهها يشحب متوقعة الأسوأ بينما هو يكمل " فوجئت .. ربما لم أفكر بالزواج حينها وكان كل تركيزي مُنصب على عملي وتقدمي به .. لكنها أخبرت أختي نظرا لصداقتهما فعلمت أمي من مايا .. وتحمس الجميع للفكرة .. نظرا لأن جين كانت جارتنا أيضا حينها والجميع يحبها و .. "
قاطعته ماسة بنفاذ صبر تشعر بنفسها تكاد تصرخ من هول المفاجأة " هل تزوجتها ؟ "

رفع نظراته لها يقول بخفوت بتقرير " خُطبنا "
" خطيبتك ! " كررتها ماسة بذهول تكرر " كنت على وشك الزواج منها ! "
زفر آدم نفسا ثقيلا مغمض عينيه للحظة ثم فتحهما يقول " أجل .. كان الجميع يتمنى ارتباطي بالوطن أكثر لأعود دائما .. رغم علاقتي القصيرة بها .. لكني وافقت حتى أبث الطمأنينة في قلب أمي التي تشتاق لي في كل رحلة .. أمي تستحق أن أطمئنها على الأقل .. خاصة وكثير من الشباب في مجتمعنا تهجر بيوت عائلتها مستقلة بذاتها بعيدا "

أغمضت ماسة عينيها تشعر بألم .. حسنا لقد أخبرها سابقا أنه كان مرتبطا بالفعل .. لمَ الألم !
ربما لأنه كان على وشك الزواج بها !
كل ما تعلمه أنها تتمنى قتله اللحظة

تماسكت وأبعدت ألمها عنها بعد لحظات تشعر به يحتاجها أكثر اللحظة قوية لا ضعيفة فقالت بهدوء رغم شحوبها " أكمل "
نظر لها آدم كأنه يبحث عن حقيقة مشاعرها فاغتصبت ابتسامة تؤكد له أنها بخير فأردف ودوامته تسحبه بعيدا من جديد في ماضيه " بعد فترة .. آتاني عقد عمل في رحلة لإحدى الدول في إحدى القارات .. تحمست هي بشدة حينها وأخبرتني أن نتزوج بعد الرحلة هذه مباشرة .. وطلبت مني أن أصطحبها في هذه الرحلة .. فلم أمانع الأمر حينها وقد كنت أحتاج لأن أتقرب منها أكثر قبل زواجنا .. بعدها .. "

صمت آدم يبتلع ريقه وهو ينظر للبعيد بنظرات مشتتة من تتابع ذكرياته المُرة فقالت ماسة بسرعة " إن كنت تريد التوقف يمك.." قاطعها بحدة " لا أريد التوقف .. أريد لفظ ما يكوي جوفي بنيرانه بعيدا علي أرتاح ! "

صمتت بعجز تستمع له فأكمل الذكرى الأمَر " في إحدى الأيام .. كانت هناك عاصفة .. عاصفة قوية قابلتها السفينة في عرض المحيط ألزمت كل الركاب في غرفهم من برودة الطقس .. كنا في منتصف النهار لكن لا وجود للشمس وقد غطتها الغيوم حاجبة أشعتها فتحولت السماء لرمادية بينما الأمواج تتلاطم وكأنها تتعارك فيما بينها بعنف والأمطار غزيرة .. لكن كل هذا غير مهم ومعتاد عليه أنا وطاقمي .. حتى مضى بعض الوقت وكانت العاصفة تهدئ تدريجيا حتى أصبحت معقولة والأمواج هدأت من ضغوطها وعراكها الشرس وارتحنا قليلا .. لكنها لم تنتهي تماما .. تركت غرفة القيادة حينها وذهبت أتفقد جين في غرفتها .. لم أجدها هناك فهلعت وركضت أبحث عنها لأجدها في مكان عالٍ في السفينة خاص بالضباط المراقبين .. تراقب الأمواج وحدها .. بابتهاج دون خوف ! .. حاولت أن أُنزلها ونهرتها كثيرا لكنها كانت عنيدة كفاية حتى لا تستمع إلي وكان هذا أكثر ما يغيظني فيها وكنت نادما بشدة لأخذها معي تلك اللحظة "

صمت يسحب أنفاسا عدة فقالت ماسة بحذر وقد توجست مما حدث " ماذا .. حدث بعدها "

رفع لها نظرات متألمة وهو يردف " أخبرتني أنها متحمسة للقفز بين تلك الأمواج فنهرتها بشدة لكن بعد لحظات طلبوني في غرفة القيادة .. طلبت منها النزول لكنها وعدتني أنها لن تتهور فنزلت صاغرا للغرفة تاركا إياها وقد اعتقدت انها لن تكون بمثل هذا الجنون الذي يجعلها تقفز هكذا .. لكن "

صمت من جديد بينما أصابعه تتوتر على الطاولة وعيناه تتحركان أمامه بغير هدى وكأنه يرى الماضي كله أمامه

هتفت ماسه بألم عليه " آدم .. توقف يكفي هذا الحد "

لكنه لم يسمعها وهو يكمل بتعثر " سمعت صرخة منها .. صرخة حماسية تخرج منها وصلتني .. فرفعت أنظاري لأجد جسدها يقفز من الأعلى لتستقبله الأمواج في أحضانها .. سقط قلبي عند قدميّ وهرولت لها مع بعض العمال والضباط لأجدها مستمتعة بين الأمواج تسبح لكن .. بعد لحظات كانت .. كانت تستثغيث !! "

رفعت ماسة يديها تتمسك بيديه بقوة وهي تهتف تحاول أن تخرجه مما يسقط فيه " توقف .. حسنا لقد فهمت .. غرقت ولم تستطع إنجادها .. توقف الآن "
رفع نظرات زائغة تحت حاجبين معقودين وهو يقول بتشتت كأنه تائه يتخبط فيما يمر به " لا .. لم تغرق .. لم تغرق "

تسمرت ماسة وقد شعرت أن هناك ما هو أشد حدث للفتاة فصمتت معقودة اللسان وقد تشنجت أصابعها بينما يكمل آدم بشعور ذنب يحاول مهاجمته مجددا ليقتات عليه وهو يتشبث بيديها بقوة كأنه يستمد منها قوته " حاولت .. حاولت أن أنزل لها بالفعل لكن الضباط معي أمسكوا بي يمنعوني بالقوة نظرا لخطورة النزول في مثل هذا الجو .. وأنا كنت القبطان السفينة كلها تعتمد عليه .. صرخت أن يتركوني .. أن يتركوني حتى أسحبها .. لكن لم يفعلوا بينما ألقوا لها بعوامة تتمسك بها لكن .. لكن لم تفعل .. لم .. تستطع "

شدت ماسة على يديه وقد أثلجت بينما وجهه شحب كالأموات فنظر لها وهو يكمل بصدمة كأنه يستوعب ما يحدث من جديد " لا أعرف كيف ظهر فجأة .. من بين كل هذه الأمواج ظهر فجأة بشكل مستحيل .. كأن القدر أرسله لينسفني أنا .. بينما أنا لا زلت أصرخ بجنون أن يتركوني .. لكن .. جسدي كله تسمر .. أجل لقد تسمرت بمكاني مشلولا .. كنت بالفعل أعاني من شلل في أطرافي حتى استكان جسدي كله هامدا وأنا أراه .. لقد .. لقد جَبُنت فعلا .. جَبُنت ما أن رأيته أمامي .. جَبُنت من وجوده "

سقط قلب ماسة وهي تسأل بصوت مبحوح بخوف وعيناها متسعتان برعب ورهبة " ماذا .. ماذا ظهر "
رد ووجهه يزداد شحوبا وقد انسحبت كل قطرة دم منه بينما يترك يدها وكأنه يستسلم " قرش .. سمكة قرش "

شهقت ماسة ترفع يدها على فمها مصدومة منتفضة من ذكرى بغيضة لا تزال ترعبها حتى اللحظة بينما هو يكمل وكأنه لا يرى غير القرش " انتفضت فجأة برعب وأنا أراه يقترب منها ما أن شم رائحة خوفها .. وتصارعها وحركاتها مع الأمواج ورعبها ما أن رأته جعلها في حاله هستيريا واضحة .. صرخت باسمها مرارا بينما أتصارع مع الأيادي التي ازداد تشبثها بي أكثر مع ظهور القرش .. بينما هي تصرخ تناديني مستغيثة بي .. حتى هاجمها القرش فجأة .. ظلت تتصارع معه أمام عيني بينما هو يهاجمها بجنون .. صرخت عليها وكأنه كابوس أريدها أن تخرجني منه بينما الأيادي تمسكني بقوة وأنا أحاول أن أتصارع مع الممسكين بي وكأني أصارع الموت نفسه رغم انتفاضي برعب وجسدي يستسلم وتقل مقاومته .. وسمعت رصاص .. صوت رصاص لا أعلم من أين هو حتى .. حتى .. حتى اختفت .. سحبها للأسفل متفاديا الأمواج والرصاص وما هي إلا لحظات .. وانفجرت بركة دماء أمام عيني .. دماؤها هي .. أما عيني .. وأنا مجرد .. مشاهد "

أغرقت الدموع وجه ماسة كفيضانات لا تمنعها سدود بينما تكتم شهقات بكائها بقوة وهي تجده بمثل هذه الحالة وتتخيله يمر بما يحكيه فيتقطع قلبها نازفا عليه .. يا إلهي ما أمر أن يموت أمامك عزيز دون أن تفعل له شيئا .. خاصة وهو يستغيث بك ..

قال آدم بصوت متهدج وكأنه يكتم بكاءا بينما أنفاسه تتسارع والكلمات تتقافز من فمه " تسمرت حينها وأنا أرى البقعة الحمراء الكبيرة في المحيط بينما الأيادي لا تزال متشبثه بي تخشى أن ألقي بنفسي .. لكني لم أكن أشعر بروحي كلها حينها .. أتذكر أنهم حملوني كجثة هامدة بعيدا عن السور .. ظللت أنظر من حولي .. أبحث عنها بجنون .. أريدها أن تخرج لي ضاحكة تخبرني بأنه مقلب سخيف منها
أبحث هنا وهناك حتى انتفضت راكضا لغرفتها أفتحها بعنف أناديها .. أطالبها بجنون أن تخرج .. لم أكن أرى سوى دم أمام عيني .. أطالبها أن تتوقف عن جنونها .. كنت في حالة هياج وصدمة لا أستوعب ما حدث .. كيف .. كيف من الممكن أن يموت الإنسان بأبشع الطرق في لحظات .. لقد كانت معي تغيظني بإندفاعها قبل دقائق .. كيف اختفت فجأة من العالم "

صمت يسحب أنفاسا مرتجفة كارتجاف كل خلاياه المرتعشة من هول ما يفكر به .. مستعيدا كل لحظاته وقال بألم بريق جاف " وعندما عدت للوطن .. عدت بدون جثمانها حتى .. بدون أي شيء منها سوى أغراضها التي أصبحت مجرد ذكرى لروح متمردة كانت ! .. عندما أخبرت أهلها .. " أغمض عينيه مستعيدا تلك اللحظات التي رسخت ذنبه وعُقدته أكثر بداخل روحه المثقلة .. كلمات كانت كخناجر تقتله بدون رحمة تلفها نظرات كادت أن ترديه قتيلا تحمل حقد وكره العالم بينما هو يستقبلها بأعين دامعة كطفل سُرقت منه فرحته .. كرجل خسر معركته ف الحياة باكرا

( أيها الحقير البائس .. لقد قتلتها بجبنك .. لقد أمنتك عليها .. أيها الجبان المنعدم الرجولة لقد قتلت خطيبتك .. قتلت من كانت بعد أيام ستوهبك كل حياتها .. أنت حقير .. جباااااااان .. حقييييييييييير .. منعدم الشجاعة حقييييييييييير )


شهق آدم ساحبا نفسا خشنا وكأن روحه تختنق بسموم الأحرف ناظرا لماسة هاتفا بنبرة ارتعشت " أمها محقة .. هي محقة .. أجل .. فكيف بالله عليكِ يحدث هذا وأنا موجود .. كيف صرخت باسمي تناديني وتستغيث بي بينما أنا لم ألبي ندائها .. كيف لم تنتفض شجاعتي التي تتشدقين بها لتغلب تلك الأيادي المتشبثه بي بحزم لأنزل إليها منقذا إياها .. كيف أن رجولتي التي تعشقينها هي رجولة زائفة وما أنا إلا جبان بائس أضعت الأمانة التي كانت معي ولم أحفظها بروحي كيف .. كيف .. لقد كانت خطيبتي بحق الله .. كانت ستنضم لعائلتي قريبا .. تكون نصفي الآخر .. كيف لم أفديها بروحي .. كيف جبنت للحظات أضاعتها أمام عيني بمنتهى الوحشية " أنهى كلماته كصوت صراخ غير منتبه للوقت حتى من شدة ألمه

انفرجتا شفتا ماسة وهي تستوعب حقا ما يعانيه ..
تستوعب رؤيته لنفسه أخيرا ..
تستوعب لماذا لا يريدها أن تعرف !

بينما أغمض آدم عينيه عن عينيّ ماسة حتى لا يرى فيهما خيبة قد تقتله من جديد في رجولته التي عاد جرحها ينزف مجددا وسحب نفسا وقال بصوت خشن متقطع " هذا كل شيء .. أرأيتِ بأني لست ذلك البطل المغوار وأني بالفعل قاتل جبان " !!

يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 08:20 PM   #608

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

شهقت وهي تهب بحمائية واقفة أمامه نافضة ضعفها ودموعها وصدمتها لأجله تمسك بوجهه المطرق ترفعه إليها وهتفت بحزم " أفتح عينيك آدم "

قالتها وهي تفكر أن عليها أن تكون أكثر حزما معه حتى لا يعود لمثل هذه الاعتقادات الخاطئة ولا يعود لنظرته الظالمة في حق نفسه ففتح عينيه مستجيبا يطالعها برجاء أن تداويه مس قلبها ..

نظرت لرموشه الكثيفه البنية وعينيه المحمرة بعذاب وقالت بصدق وصرامة " أنت أكثر إنسان صاحب رجولة وشجاعة وغباء قابلته في حياتي "
عقد حاجبيه قليلا فأكملت بحدة " أجل أنت غبي .. أنا لن اقول لك هذا يومها كما كتب لها الله ولا هذا المقدر لها منذ أن ولدت لأنك لست صغيرا حتى أشرح لك .. بل أنت ناضج كفاية لتعرف .. لكن أخبرني كيف بالله عليك ترى نفسك بمثل هذه البشاعة .. كيف ترى نفسك جبانا ؟! .. لقد أمسكوا بك بقوة يمنعوك فمن تعتقد نفسك سوبر مان ! .. ثم ماذا إن لم يمنعك أحد .. ستقفز ؟ .. كم هذا رائع .. لتلحق بها وتكون وجبة عشاء لذيذة للقرش في هذه الظروف التي لم تكن لتسمح لك بأن تتغلب عليه وهي لا تساعد بذعرها .. هي من اختارت نهايتها .. ليرحمها الله لكنها كانت مندفعة بغباء .. حتى للمجازفة حدود .. بل هي المخطئة في حقك يا آدم .. عليك أنت من تسامحها لأنها حملتك مثل هذا الذنب طوال هذه السنوات من شبابك بسبب طيشها وبسبب ظلم أهلها وأمها .. هذا ليس حماسا ومغامرات هذا جنون يا آدم .. ليس من أن العدل أن أُلقي بنفسي لقاع الموت بينما أصيح بغيري مستغيثة أن ينقذني .. هل تعتقد أن غيرك كان سيندفع منقذا إياها يا آدم ؟ .. لن يفعل أحد .. بل أنه أنا نفسي عندما كنت في مواجهة قرش ولم تنقذني بعد أن رأيتني لن ألوم عليك أبدا وإلا سأكون أنانية كفاية .. هل تعلم .. تلك اللحظة عندما وجدتك تتركني وتسبح تحت الماء مهاجما القرش .. كان من المفترض أن أسبح بإتجاه السفينة مبتعدة لكني ببساطة خفت عليك .. خفت وأنا لم أعرفك بعد حينها .. عندما انفجرت الدماء اعتقدتها منك فهلعت صارخة صرخة مكتومة تحت الماء لأغرق بعدها مستسلمة للموت بسبب اعتقادي في تسببي بموت أحدهم حاول إنقاذي .. كان عليها أن تفكر أيضا في الأمر قبل مجازفتها هكذا .. أن تفكر فيك أنت .. حبيبها .. أن تفكر بما ستشعر به أنت إن حدث لها مكروه .. بالله عليك أنت هنا المجني عليه فكيف ترى نفسك الجاني !! "

صمتت تلهث تهنئ نفسها لخطبتها القصيرة بينما آدم ينظر لها عاقد الحاجبين ما بين تركيز وضياع يفكر بأنه لم يتحدث يوما مع أحد في الأمر .. لم يخبر أحد ما حدث تحديدا .. حتى جون وتايلور صديقاه قد حضرا الحادثة لكنه لم يتحدث عن الأمر يوما .. هذه أول مرة يشرح هذا الأمر ويستمع لنصيحة أحدهم أخيرا .. وهذا الأحدهم تحديدا كان ماسته .. حوريته المنقذة

تنحنحت ماسة تسأله بحنان وقد طال صمته كأن يغوص بكلماتها يتلمسها بروحه .. ولا تزال متمسكة بوجهه دون وعي " هل حدث لك مكروها بعدها "

انتبه لها فرد مجيبا بشرود " لقد دخلت في حالة صدمة لأيام لكني بعدها عدت لعملي أباشره صامتا حتى وصلنا للوطن مجددا .. وكما أخبرتك عندما أخبرت أهلها بالأمر .. نظروا لي نظرة إتهام .. لم يصدقوا ما حدث وحملوني الذنب .. حتى حملته بالفعل .. انحنى ظهر شبابي فاعتزلت حياتي السابقة محبوسا بين الأمواج .. أنظر للمحيط أبحث عنها .. أسألها الصفح والسماح .. لم أكن أستقر هنا سوى أيام قليلة وأهرب بعدها لأي دولة أخرى حتى إن لم يكن لدي عمل .. فقط أهرب من نظرات أشعر بها تلاحقني بإتهام كرهته ويقتلني
حتى مرت السنوات .. وإلتقطتك "

إبتسمت له بينما دموعها قد جفت على وجهها الأحمر من البكاء والبرد وقالت بغرور مصطنع تبدد الجو الكئيب وهي تنفض شعرها عن كتفها بدلال " أنا تميمة حظك إذا "
مالت شفتيه بإبتسامة صغيرة حزينة وهو يقول " أنت حورية ساحرة بدلت حالي .. و ماسة أتت لي من الشرق خصيصا لأزين بها عمري "

تنهدت بحب قائلة وهي تمسح على ذقنه المنمقة " من أين تأتي بهذا الكلام الجميل " فرد بغزل لا يتوقف " من نجوم سماء عينيك المظلمة "

ابتسمت له بحب ثم عقدت حاجبيها تتذكر أمرا ما وأغمضت عينيها تنفض ألم الذكرى ثم سألته " ماذا عن .. مارتن "
هز كتفيه قائلا بصوت به حزن متحشرج وهو يتذكر لقاءه مع مارتن آخر ليلة على السفينة " لقد أكتشفت بأنه كان يحبها ويراني المذنب كما الجميع " نظرت له بتساؤل وهي تقول " وكيف علمت هذا "
تنهد يعود للذكرى وهو يشرح " لقد ذهبت له آخر ليلة على السفينة لأعرف صلته بها "
أومأت ببرود لا تشعر بأي تعاطف أو شفقة تجاه هذا الحقير المعتدي

ثم حاولت أن تنفض عنهما كل تلك الذكريات حتى تبدد حزنه فابتسمت بحلاوة وقالت له بحب ودعم " أنت الأكثر روعة بين الجميع يا آدم .. رغم كل شيء أن شاكرة لهذه الظروف الصعبة .. فقد كانت سببا في حبنا الآن "

رفع نظراته لها يلوح بهما التردد وقال لها " أنا أحبك جدا "
ابتسمت تعرف ما يفكر به فقالت وهي تتلمس ملامحه " وأنا أعشقك حبيبي .. أماني وسندي أنت .. ومنقذ حياتي مرارا "

انفرجت شفتيه في ابتسامة صغيرة فبدى في عينيها طفل تائه .. لهف قلبها عليه

عقدت حاجبيها بعدها وهي تقوم بغضب مكتوم " على الرغم من أنك لم تخبرني بخطبتك لإحداهن من قبل أيها الخائن "

قال لها بإرهاق اجتاحه بعد كل ما مر به " لم أحب يوما كحبك .. ولن أفعل يوما .. صدقيني "

ابتسمت له تتنهد .. لا تستطيع الغضب منه رغم كل شيء ..

قال لها بعدها بتحشرج " أريد البكاء .. أريد البكاء أخيرا على موتها المقدر لها .. بين أحضانك أنتِ "

نظرت له بحنان للحظات ثم اقتربت منه حتى دفنت وجهه في حضنها وظلت تربت على رأسه وكتفه .. وما هو إلا وقت قصير وانفجر في بكاء خافت كطفل فبكت هي الأخرى بصمت عليه بينما ترجو الله أن يكون قد تخلص من ذنبه أخيرا بينما لم يرى أحدهما السيدة إيلين وهي تمسح دموعها منسحبة بصمت من الشرفة بعد أن احتضنها زوجها عائدا بها للغرفة مبتسما بحزن وارتياح .



يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 08:21 PM   #609

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

اليوم التالي ظهرا ..


بخطوات شاردة خرجت ماسة من سفارة بلدها تلحق بآدم بينما كان ستيفن يستأذنه للمغادرة .. أخذت تتطلع لجواز سفرها الذي استلمته الآن أخيرا بعد أن مضى أيام قليلة فقط .. لقد استلمته في زمن قياسي ..

تنهدت كالعادة لا تعلم ماهية شعورها تحديدا وسارت مع آدم متجهمة
شعرت بيد آدم تعبث في شعرها بمشاكسة وصوته يأتي مصطنعا للمرح " هااااي .. أيتها الحزينة العابسة .. هلا نفضتِ غبار الهم عنكِ قليلا .. فأنا أريد الإستمتاع اليوم لا الكآبة "
ابتسمت وهي ترفع له نظراتها قائلة " مممم .. وكيف ستستمتع إذا "
هز كتفيه ببساطة وقال " سآخذك معي .. لنتناول الغداء معا ثم من الممكن أن نتنزه قليلا .. ما رأيك .. وربما آخذك مجددا لركوب ( ... ) " وغمز لها بشقاوة

نظرت له مبتسمة تومأ بحماس .. ففكرة إعادة ركوبها لدولاب الهواء الضخم ذلك في حد ذاتها تنعشها .. تبعته للسيارة وهي تفكر بأنه اليوم يبدو أكثر تفتحا وحيوية .. رغم حزنه بسببها لكنه يبدو كمن كان يحمل صخرة ثقيلة وألقى بها أخيرا متخلصا منها ..

فاليوم تحديدا استيقظت على وجوده بجوارها يتلاعب بخصلاتها بمشاكسة لتفتح عينيها فتصدم بوجهه مبتسما لها يقول " استيقظي يا حورية .. لا أريد قضاء اليوم في النوم فقط "

استطاعت أن تلحظ خفة روحه حينها .. فابتسمت بخفة له ونهضت بعفوية تلبي رغبته ..

نفضت أفكارها وهي تستمع بوقتها كله معه لحظة بلحظة .. بينما هو لا يتوقف عن القهقهة بأريحية وهي تتراكض هنا وهناك وسط الشوراع الواسعة تزور الأماكن الجديدة عليها صانعة في كل مكان ذكرى معه .. يعيش عليها قريبا

قبل غروب الشمس كانا قد وصلا للبيت بعد أن قضيا ساعات طويلة معا حتى إنقضا الوقت سريعا وها هما يترجلان من السيارة ضاحكين بملامح سعيدة مرتاحة ..

خرج آدم مبتسما ابتسامة واسعة من السيارة ليفتح باب البيت الخارجي ولحقته ماسة تثرثر بعفوية .. لكنه تجمد فجأة وتجمدت ابتسامته بينما وجهه يشحب قليلا وهو ينظر لمكان ما ..

اقتربت منه ماسة متوقفة عن الكلام بقلق ثم التفت تنظر لما ينظر له فعقدت حاجبيها وهي تراه ينظر لإمرأة تبدو أربعينية واقفة أمام أحد البيوت ناظرة لآدم نظره غريبة لم تفهمها لكنها لم تحبها

" آدم .. هل أنت بخير " سألته بقلق فأومأ مطرقا النظرات وقال وهو يتحرك بسرعة " أجل .. دعينا ندخل "
لكن ما أن تحركا حتى تحركت المرأة بإتجاهما باندفاع أجفل ماسة وتشنج له آدم وما أن وقفت أمامهما حتى قالت بنبرة غامضة فاحت منها السخرية " كيف حالك أيها القبطان الشجاع "

تسمرت يد آدم وهو يفتح الباب الخارجي للبيت ثم التف لها ببطيء بملامح رخامية جامدة وقد سقطت كل ملامح المرح عن وجهه وقال " أهلا سيدة ماري تفضلي "
حولت المرأة الشقراء عينيها الرماديتين الميتتين لماسة مما جعل الأخيرة تتوجس ثم أتى صوت المرأة باردا كالصقيع وهي تقول " هذه هي الفتاة التي سمعت إذا أنك أنقذتها في آخر رحلاتك "

صمت آدم ولم يعقب بينما تابعت المرأة " أنقذتها من قرش أيضا على ما سمعت "

أيضا آدم ظل متمسكا بصمته حينها انتفضت ماسة على صراخ المرأة المفاجئ " ما دمت أنقذتها .. لماذا لم تساعد ابنتي أيها الحقييييييير "

شهقت ماسة بخفوت متعرفة على المرأة أخيرا .. إنها أم جين !
رفعت نظراتها لآدم لتجد حلقه يتحرك بصعوبة وكأنه يبتلع غصة مسننة بطعم العلقم بينما يزم شفتيه بقوة اللتين ابيضتا قليلا وعيناه تغيمان بعاصفة تعلمها جيدا .. عاصفة رأتها بعينيه الليلة الماضية وهو يخبرها بعلته ..

انتفضت حينها كل خلية في جسدها متحفزة للدفاع عنه بكل قوة كنمرة شرسة تدافع عن ابنها رافضة أن يسحبه أيا كان لتلك الذكرى فقالت بحزم رغم خفوت نبرتها " لأن ابنتك ألقت بنفسها في المحيط بوقتِ سيء وكانت مذعورة سيدتي "

أجفلت المرأة والتفت لماسة بحدة بعينين متألمتين جعلتها تشفق عليها لكنها قالت من بين أسنانها بغل " وما أدراكِ أنت .. أتدافعين له قتل ابنتي بمنتهى البرود "
حينها كانت انتفاضة تسري بآدم وهو ينظر للمرأة بأسف على ذنب لم يرتكبه مما جعل ماسة تغلي بدمائها فتقدمت خطوة للمرأة متكتفة تنوي أن تقطع عرقا وتسيل دمه فقالت بقسوة لازمة تجز على أسنانها " ابنتك هي التي أذنبت بحق نفسها وبحق الجميع وأولكم آدم .. ابنتك الأن ميتة أتمنى لها أن ترقد في سلام .. لكن لا أعتقد أنك كنت تجهلين عن طيش ابنتك وتهورها الذي أعماها لتقفز في المحيط بمغامرة غير محسوبة العواقب ثم بوقت الخطر تصرخ مستغيثة انجدوني .. ماذا إن أنجدها آدم ومات هو .. هل كنتِ ستتألمين عليه .. هل كنتِ ستحاسبين ابنتك لموته .. هل كنتِ ستتهمينها .. بقتله ! "

اتسعت عينا المرأة بصدمة واضحة تمالكتها في لحظات قليلة لتهتف " ابنتي كانت أمانة بين يديه قبل أن تكون خطيبته .. وهو لم يحافظ عليها "
قالت ماسة وهي تهز كتفيها مكملة بنفس القسوة " ابنتك كانت أمانة عند نفسها أولا .. وهي أهدرتها .. فلا تلومين غيرها على ذنب هي ارتكبته "
ظلت المرأة تنظر لها بغل واضح وكأن أحدهم هاجمها على حين غرة ليرفع من أمامها الستار الوهمي لتتعرى أمامها الحقيقة ..
حقيقة أن ابنتها هي المذنبة .. حقيقة أنها قصرت كثيرا في حق ابنتها لتتركها بطيشها ولا تحاول أن تروضها أكثر رغم علمها بتمردها واندفاعها الذي قادها لهلاكها بأبشع الطرق .. وكأنها سُحبت منها أخيرا الشماعة التي كانت تعلق عليها تقصيرها في حق ابنتها وطيش الأخيرة فتلقي به على ظهر آدم باكية على أطلال وحيدتها متهمة إياه بالذنب لتُبرئ نفسها أمام ضميرها النائم ..
طال صمت المرأة لكن ماسة لم تظهر أيا من تعاطفها تجاهها والتفتت تنظر لآدم تجده صامتا بملامح جامدة من جديد رغم شحوبه .. مكتفيا بما تقوله هي ..
قال لها أخيرا بهدوء " هيا ماسة .. لندخل "

التفت يعاود فتح الباب فنظرت ماسة للمرأة نظرة أخيرة لتجدها غارقة في دوامتها والتفتت تدخل البيت يتبعها آدم الذي قال للمرأة مخرجا إياها من أفكارها " آسف للمرة التي لا أذكر عددها سيدة ماري .. على ذنب لم اقترفه " ثم دخل مغلقا الباب وراءه بهدوء .

يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 08:27 PM   #610

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

بعد يومين ..

رفع آدم الهاتف لأذنه منتظرا ردها حتى أتاه فقال بهدوء " ماسه إنزلي إلي .. أنا في المرآب " ردت بالموافقة فظل هو واقفا منتظرا إياها حتى مرت دقائق طويلة ونزلت له مبتسمة متوردة ..
ابتسم لها وأمسك بيديها الاثنين يدلكهما برفق وقال برقة " ما رأيك بجولة في السيارة "
عقدت حاجبيها تلمح في عينيه نظرة غامضة لكنها ابتسمت موافقة تصعد معه للسيارة

بعد بعض الوقت كان آدم يطير تقريبا بالسيارة .. حيث أن سرعته كانت عالية جدا في هذا الطريق الخالي بينما سقف السيارة مفتوح وماسة بجواره جالسة تربط حزام الأمان فاردة ذراعيها تستقبل الهواء البارد بضحكة صاخبة ..

وآدم ينظر لها بطرف عينيه مبتسما لضحكها وسعادتها شاعرا وكأنها تطير بالفعل ..
يتألم مشتاقا لها منذ الآن .. متسائلا إن كانت ستظل هذه الضحكة تسكن ثغرها الشهي بعدما سيقول ما يريده !

" يا إلهي .. هذا رائع جدا آدم .. يشعرني بالحماس " قالتها ماسة من بين ضحكاتها المجنونة وهي رافعة وجهها للسماء غير مكترثة بالنسمات الباردة التي تضرب ملامحها ..

ابتسم آدم وهو ينظر للطريق ولم يعقب
بعد دقائق طويلة جدا كان يخفض من سرعته وقد اتخذ طريقا أهدأ وأغلق سقف السيارة حتى وصلا لمكان به مساحات خضراء واسعة فأوقف السيارة ..

عقدت ماسة حاجبيها وهي تتلفت حولها ثم قالت " لماذا أتينا لهنا تحديدا "
ابتسم وهو يمسك بيدها الباردة يدلكهما بيديه الدافئتين باعثا موجه دفيء مصدرها حبه لا تدليكه لقلبها قبل يديها فإبتسمت ناظرة لإياديهما بصمت
قال لها فجأة " أتراقصيني "
رفعت نظراتها بحاجب واحد مرفوع بتساؤل قائلة بتعجب " أراقصك ! أين ؟ "
ابتسم لها بحنان يتخلله حزن وقال " تعالي للخارج "

أومأت خارجة بحماس بينما آدم قام بتشغيل موسيقى أغنية عربية بداخل السيارة وخرج إليها ..

عقدت ماسة حاجبيها من اختياره مرددة اسم الأغنية العربية بقلب مقبوض ناظرة لها بتساؤل مرتعب ..

ابتسم لها وهو يقترب يحيط بها فابتسمت بتوتر وهي تستجيب له رافعة يدها على كتفه العضلي تاركة يدها الأخرى بين أنامله بينما كلمات الأغنيه تنبعث من السيارة بكلماتها التي جعلت ماسة قلبها يئن ألما ..
مدركة الأمر .. تستشعر ما به .. ضائعة بين شعورين ..

أخفض وجهه لها واضعا جبينه على جبينها مقربا إياها منه أكثر حتى تلامسا فإرتعشت بتأثر تلاحظ إمالة شفتيه بإبتسامة حزينة مدركا تأثرها ..

" أنا وانت اختارنا إننا نبعد عن بعض خلاص
يبقى مالوش لازمة يبان ضعفي وضعفك للناس
ويا ريت اللي يجيبلك سيرتي قول كان حبيبي
وأنا هثبت ليهم بطريقتي إن الحكاية خلاص "


دمعت عيناه بقهر ..
لا لا .. ليس بهذه السرعة ..
ليست مستعدة بعد لأن يخبرها ..
وأهلها .. يا إلهي تريد أهلها ..
تريد العودة لأهلها .. ولكن ..


" عادي أهي خلصت زي ما كل حكاية بتخلص
إيه اللي هيجرى وإيه اللي هينقص
منا لو احنا مكملناش
أنا هتعود وانت كمان لازم تتعود
عمر البعد ما كان بيموت ماهي دنيا ولازم تتعاش "



آدم .. هي تريد آدم أيضا
لا تريد تركه أبدا بعد أن وجدته أخيرا
ليست جاهزة بعد .. ليست جاهزة بعد لمغادرته محلقة بعيدا عنه لتعود لعشها
انسابت دموعها أمام نظراته الحزينة فأغمض عينيه عن تلك الدموع .. لا يريد أن يراها بدموعها فيزداد من جحيم ما يشعر

ابتسم بحزن من جديد وهو يغني بتحشرج فضح مشاعره مع كلمات الأغنية كوعد منه لها وهو لا يزال مغمض العينين
وهي لا تزال تبكي بشهقات عالية متشبثة به بعنف

" أنا هفضل يا حبيبي أفتكرك
عمري ما هنساك
ولا هنسى الأيام الحلوة
اللي كانت وياك
هتاخدنا الدنيا وهتفرق بينا الليالي
أنا عايزك بس تكون عارف
ببعد وقلبي معاك "


احتضنها فتشبثت به أكثر تنوح فراقه
أجل .. إنها رقصة الوداع .. الأخيرة هذه المرة وللأبد
رقصة الوداع المليئة بالدموع .. بالرفض للأقدار .. بنبضات متقافزة في الصدور باعتراض هائج .. وكأن القلوب اندلعت بها ثورة الرفض .. والغصات المسننة تأبى النزول إلا بحرق الأحشاء

طوقها بذراعيه بقوة متأوها بينما يكمل بصوت يفصح مدى ألمه وكأن الكلمات للأغنية وحدها تخبرها ..

" عادي أهي خلصت زي ما كل حكاية بتخلص
إيه اللي هيجرى وإيه اللي هينقص
منا لو احنا مكملناش
أنا هتعود وانت كمان لازم تتعود
عمر البعد ما كان بيموت
ما هي دنيا ولازم تتعاش "


" لا لا " همستها رافضة باختناق ودموعها أغرقت صدره
لا البعد سيقتلها .. الدنيا ستصبح بلا لون بدونه لن تستطيع العيش فيها كما كانت يوما .. لا لا
لن تعتاد على الفراق يوما .. لن تنتهي قصتهما من قلبها يوما لا ..

لكن رفضهما لن يغير من حقيقة كونهما من بلدين مختلفين .. لن يستطيع أن يذهب إليها تاركا ورائه أمه التي تحملت الكثير في غيابه برضا
ولن تستطيع الذهاب لرجل سيتركها وحيدة معظم الوقت في بلاد تجهلها تاركة عائلتها الحبيبة ..
فأين نقطة التلاقي !


رفع وجهه لها رافضا تحريرها قائلا باقرار مؤكدا ما ترفضه " بلى .. طائرتك غدا صباحا "

شهقت بعنف وكأن مجرد تأكيده لما ترفضه كان مثل طعنة لقلبها

غدا ؟ .. غدا سترى أهلها ! .. غدا ستعود للوطن ! .. غدا ستطمئن على أختها ! ..
غدا ؟ .. غدا ستتوقف عن رؤية آدم ! .. غدا ستغادر وطن آدم .. غدا ستنقطع علاقة الحب بينها وبين آدم !!

همست بصوت لا يكاد يسمع من بين دوامة دموعها تعبر بكلمة واحدة بينما توقفا عن الرقص وتوقفت كلمات الأغنية " غدا ! "

فأغمض عينيه هو رافضا كل أقداره اللعينة لكنه كرر لها يكاد يشهق باكيا مثلا " غدا " .


انتهى الفصل يا حلوات روايتي .. نزلتلكم فصلين عشان انا حنونة .. منتظرة تعليقاتكم لاني اشتقت ليها جدااااا من اسبوعين .. اتمنى حقيقي يعجبكم الفصلين


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.