آخر 10 مشاركات
صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عرض مغرى (148) للكاتبة Michelle Conder .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          سيكولوجية المرأة (الكاتـب : Habiba Banani - )           »          اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          طلب مساعدة (الكاتـب : ام هدى وعدنان - )           »          طريقة سهلة لعمل صينية أرز معمر مصري بخطوات سهلة (الكاتـب : الماخيكو 123 - )           »          صفقة زواج (56) للكاتبة jemmy *كاملة* ...a marriage deal (الكاتـب : Jamila Omar - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree500Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-04-20, 07:56 PM   #581

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي


الفصل السادس عشر
..........................


" بلادي لم تعد أرضا .. إنها قلبك ! "

" ماسة .. ماسة استيقظي "

فتحت ماسة عينيها بتململ متكاسل بعد نداء آدم الخافت برقة .. نظرت حولها لتتذكر أنها في السيارة وقد شعرت لوهلة بالغرابة بعد اعتيادها على أن الماء هو ما يحيط بكل ما حولها ..

عادت بنظراتها لآدم لتجده مستديرا لها بجذعه مبتسما وهو يقول " لقد وصلنا .. وهذا الحي الذي أقطن فيه "

اتسعت عيناها برهبة وهي تقرب وجهها من النافذه تنظر للشوارع الواسعة ببيوتها المتناسقة ولكل بيت حديقته الخاصة
الشوارع نظيفة هادئة .. والبيوت نفسها بدت كلوحات فنية بتصاميمها البسيطة الراقية ..
عليها الاعتراف أنها وقعت في حب هذا البلد الأوربي .. لكنها لا تستطيع أن تجزم إن كان حبها في الحقيقة بسبب أنها بلد آدم .. أم لأنها جميلة بالفعل !
لكن و رغم كل شيء .. تظل بلدها بضجيجها وشعبها الأفضل لها ..

انتبهت لوقوف السيارة بعد أن دخلت لأحد شوارع الحي الواسعة أمام أحد البيوت الكبيرة المتناسقه كباقيتها ..
وسرعان ما اندفع آدم بحماس لم يخفيه يترجل من السيارة يلحقه ستيفن في نفس الوقت الذي كان الباب الخارجي للبيت يُفتح وتندفع منه عاصفة شقراء لم تتبين ملامحها جيدا حيث أنها اندفعت بجنون ناحية .. آدم !!

اتسعت عينا ماسة أكثر بغضب هذه المرة .. وصدرها تشتعل فيه مراجل غيرة ستحرق الفتاة حرقا هي وكذلك حبيبها الخائن الذي فتح ذراعيه العضليين يستقبل الفتاة المبتهجة بحضن واسع بإبتهاج أكبر حتى رفعها عن الأرض !
آلمها قلبها وهي تفكر .. بأنه يعطي ما هو لها لغيرها .. حضنه الدافيء !

شهقت بعنف هي تجده يقبلها على خدها فترد الشقراء قبلته بقبلات أخرى على وجنته الخشنة وهي تضحك بدلال .. حينها اندفعت تخرج من السيارة كطلقة ستصيب رأس أحدهم حالا وهي تهتف بداخلها أن هذا يكفي ..

" آدم " نادت على اسمه بعنف لم تتمكن من كبته أجفل الجسدين المتعانقين بحب واضح أغاظها فإلتفتت لها الرؤوس من بينهم ستيفن المتسلي النظرات المستند على السيارة ..

سرعان ما ابتسم آدم لها بسعادة وهو يمسك بذراعها يقربها منه ونظرت لها الفتاة الشقراء فرأت ماسة ملامحها وقد كانت جميلة رقيقة بشكل مستفز بينما لم تنتبه للشبه البسيط بينها وبين آدم وهي تنظر لها بغل بسبب جمالها وأنوثتها الظاهرة رغم إحتشام ملابسها بينما هي بدت كطفلة شريدة مشعثة الشعر وبملامح كاحلة وشفتين متشققتين وهالات سوداء وملابس مهترئة .. أي بؤس هذا !

" مرحبا .. أنا مايانا " قالتها الشقراء وهي تمد يدها بادئة بسلام جميل كجمال ابتسامتها التي تمنت ماسة في هذه اللحظه لو تُمحيها للأبد .. ظلت يد الفتاة ممدودة للحظات مما جعلها تعقد حاجبيها الأشقرين قليلا بتعجب رغم ثبات ابتسامتها ذات الأسنان الصغيرة البيضاء فتنحنحت ماسة وقد أُحرجت من ألا ترد سلامها فمدت يدها تعرف عن نفسها بقنوط قائلة " أنا ماسة " وأكملت بداخلها " ماسة أجمل من مايانا .. ما هذا الاسم المائع بحق الله "
اتسعت ابتسامة الفتاة المدعوة بمايانا أكثر بينما غيظ ماسة كان يتناسب طرديا مع إتساعها !!

فمدت شفتيها تمطهما بينما ارتفعت زاويتا فمها فرسمت إبتسامة غريبة لا يمكن تسميتها سوى أنها سماجة .. سماجة متعمدة أيضا !!

ضغط آدم على شفتيه بقوة حتى لا ينفجر ضحكا وقد أدرك ما تشعر به ماسة من غيرة عليه وكم راق له ذلك وهو يراقب نظراتها المتفحصة لأخته من مقدمة رأسها لأخمص قدميها !

تنحنح يجلي الصمت ويمنع تراشق النظرات العنيفة من جهة ماسه والمتعجبة من جهة أخته وقال باستفزاز وهو يحيط كتف أخته بذراعه " ما رأيك في هذه الجميلة يا ماسة "

اتسعت عيناها بعدم تصديق .. هل تغزل في الفتاة للتو ؟ .. أمامها !! .. يومه أسود !
وهل يسألها عن رأيها فيها ؟! .. حسنا سيكون من الممتع لو تُعلمه رأيها بمنتهى الصراحة والضمير وهي تجذبها من شعرها لتمسح بها أرض الشارع والذي هو للأسف نظيف !

لم تدرك أن وجهها أحمر بإثارة للخاطرة المجنونة وبرقت عيناها فبدت شهية جدا لعيني آدم المتربصتين بها ..
رفعت مايانا نظرات مستغربة لآدم تقول بتوجس " ماذا بها .. لمَ هي صامتة هكذا " ثم عقدت حاجبيها تكمل بخشونة عابسة " ألم تحبني ! "
ابتسم آدم بتسلية بينما أجفلت ماسة تتساءل .. هل كرهها للفتاة مفضوح لهذه الدرجة !
وضحك ستيفن غير قادر على المقاومه أكثر من ذلك وهو لا يزال مراقبا ..

رد آدم على سؤال أخته وهو ينظر للبحار المظلمة في عينيّ ماسته يسبح فيها " بل تغاااااار " قالها بصوت مبحوح باللغة العربية فتشتت ماسة مرتبكة كما تفعل دائما عندما تسمعه يتحدث بها لكنها انتفضت وهي تسمع ضحكة مايانا المرحة .. علامَ تضحك .. هل تفهم ما قاله ؟!

أتتها أجابة السؤال عندما سمعت الفتاة تقول باللغة العربية متعثرة بعض الشيء مما جعلها تبدو جميلة أكثر وملفتة " آآه .. تغار .. فهمت الآن "

سقط فك ماسه ببلاهة واجهادها وقلة نومها بالإضافة لمشاعر غيرتها لا يساعدونها أبدا لتستوعب بعد أن الفتاة أخته فتنهد آدم يهز رأسه يأسا وهو يقول راحما الجميع من هذه الوقفة " اغلقي فمك ماسة قبل أن يسقط فكك أرضا .. إنها أختي بالله عليكِ .. ألم تلاحظي الشبه ! "

ارتفعا حاجبا ماسة حتى قاربا على فروة رأسها بتعجب أضحك الجميع وقالت مرددة بغباء " أختك !! "
هز كتفيه وهو يضم الفتاة أكثر له وقال مستنكرا " ماذا اعتقدت إذا .. هل سأخونك أول يوم لي في البلد .. وأمام عينيك أيضا !! "
أومأت ماسة بعدم فهم وملامح الإرهاق تصاحب عدم الإستيعاب الكامل على وجهها فإبتسم بحنان وهو يترك أخته والتي فهمت ما يحدث تقريبا .. بينما ستيفن كان لا يزال يجلس على السيارة يراقب ما يحدث بفضول
اقترب آدم من ماسة يدلك أعلى ذراعيها برقة فبادلته النظرات التي خفتت فيهم نيران الغيرة وأضاءت بمكانها نجوم الحب ..
وقال لها برقة " أنتِ مُتعَبَة تماما .. فلم تنامي جيدا منذ أيام .. هيا لندخل حبيبتي "
أومأت له وشعور الرهبة يعاود هجومها .. لكن قبل أن يتحرك أحد كانت البوابة تُفتح من جديد ويخرج منها رجل وإمرأة تهتف بنفاذ صبر وهي تلقي بنفسها بين أحضان آدم " ماذا يفعل الجميع هنا .. لمَ لا تدخل سريعا حتى أطفيء نيران شوقي برؤيتك حبيبي "
أحتضنها آدم بسعادة يكاد يحمل جسدها الصغير من على الأرض وهو يقبل رأسها ويدها مرة بعد مرة وقال " أمي .. حبيبتي .. إشتقت إليك بحجم الكون كله يا أمي "

دمعت عينا ماسة بتأثر وهي تحن لأمها جدا وتتساءل بجنون متى ستحظى بهذا الحضن من جديد من أمها ..

ترك آدم أمه أخيرا ليتقدم منه رجل بشعر أشيب وملامح تشبه ملامح آدم إلى حد كبير وكان بطول فارع كإبنه بالضبط وجسد ضخم بتناسق رغم كبر عمره " آدم .. حمدا لله على سلامتك بني .. اشتقنا إليك جدا "
إحتضنه آدم وهو يقبل كتفه ويرد " وأنا اشتقت لكم جميعا أبي "

ربت الأب على كتف ابنه مبتسما بسعادة أن رآه أخيرا بعد غياب طويل كعادة عمله الدائم ..

انتبها الاثنان بعدها للفتاة الواقفة تراقب بتأثر واضح وأعين دامعة فالتفت آدم يقترب منها يسندها إليه قائلا " ماسة .. هذان والدايّ "

مدت ماسة يدها باحترام تسلم عليهما بينما وجهها أحمر بخجل لذيذ فبادلاها السلام بحبور رغم نظرات الدهشة والفضول المرسومة بأعينهما بعدها سحبها آدم ليدخل الجميع للبيت وماسة تتلفت حولها بفضول .. وحب !

يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 03-04-20, 07:56 PM   #582

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

بعد حوالي ساعة ..

كانت ماسة جالسة متخشبة تفتح عينيها على اتساعهما حتى لا تنغلقان بنعاس تود لو تسقط فيه بشدة ..

بعد أن دخلت مع آدم للبيت ليقابلها بيت جميل واسع منير متناسق من الداخل كما الخارج تماما .. لكنها لم تتمعن حينها كثيرا حيث أخذها آدم متجها يمينا مع الجميع ليدخلوا لغرفة المعيشة .. جلسوا يتحدثون ويتبادلون مع آدم عبارات الاشتياق ومعها عبارات الترحيب التي لا تعلم كيف ردت عليها وهي في هذه الحالة من الإرهاق بينما ترتشف عصير لا تتذكر حتى ما هو !!..

وبعد بعض الوقت كانت قد انعزلت تماما عنهم لتتخشب في جلستها تمنع نفسها من السقوط أرضا والغرق في نوم عميق وتُسمع الجميع سيمفونيات شخير أنثوي لم تفعله يوما من قبل .. و تجاهد حتى تُبقي عينيها مفتوحتين وإلا سينغلقان أمام الجميع وكم سيكون هذا محرجا !
وعيناها المسكينتان كانتا تحترقان بجفونها المتعبة ويزيد الأمر سوءا أنها تكتم تثائبها فتدمعان بقوة مما يزيد من إحتراق جفنيها أكثر وكأنما فركتهما بقطعة من الفلفل الحارق ..

التقطت أذنها اسمها يخرج من بين شفتيّ آدم فالتفتت له كعروس تتحرك بخيوط تعقد حاجبيها وتستقر بنظراتها على شفتيه حتى تقرأ الكلام من بينهما .. فانتبهت لما يحكيه لهم عن كيف أنقذها من القرش بينما كان يستمع الأب بفخر متحمسا كانت الأم والابنة تشهقان رعبا على آدم مما كان قد يحدث له في مواجهة القرش .. جاحظتان أعينهم بشكل مضحك

إلتفت آدم لماسة مكملا كلامه مبتسما باتساع " صدقوني لو عاد بي الزمن لفعلت الأمر مرارا وتكرارا "

إبتسمت ماسة له بإجهاد بينما أردف هو " لكن ماسة كانت شجاعة " ثم وجه كلامه لها " أليس كذلك ماسة "

هتفت بداخلها حانقة " بحق الله .. هذه الشُجاعة التي تتشدق بشجاعتها ستسقط من على الكرسي تعبا .. خذني لمكان ما لأنام .. أهذا وقت حكاية ما قبل النوم .. أقسم بأني بعد دقيقتين لن أضمن ردة فعلي وأفكر في إفتراش تلك السجادة الوثيرة للنوم دون اكتراث لعائلتك "
لكنها ابتلعت كلماتها المجنونة وردت بخفوت ورأسها يكاد يسقط على صدرها تعبا لا تعلم ما تقوله " آه بالطبع .. كان يوما رائعا "

عم الصمت بينهم و عقد آدم حاجبيه يميل بوجهه ناظرا لها بتعجب مما تقوله وذكرته لوهلة بالعبارة الشهيرة في أحد الأفلام التي شاهدها يوما ( إن شاء الله وألف ألف مبروك ) ..

لكن سرعان ما اتسعت عيناه وهو ينظر للساعة ليجد أن الوقت قد مر وماسة لم تنم حتى الآن ..

لقد استغرق في الحديث وقتا طويلا بثرثرة تعجَبَها من نفسه وتعجب منها عائلته أيضا ! ..
كان يتحدث بمنتهى الفخر والسعادة تلمع بعينيه وهو يحكي لهم كيف أنقذها ..
عندما أنقذها في ذلك اليوم وهي فتاة مجهولة عنه .. كان فخره لنفسه وكأنه يثبت شجاعته لعينيه هو .. لشخصه !!
كتحدٍ لماضيه ..

لكن الآن .. هو غير سعيد لأنه خلصها من قرش وفخره لم يعد مصدره مجرد انقاذها .. بل سعيد لأنه أنقذها هي تحديدا .. إلتقط ماسته من البحر ..
لقد أنقذ من قبل العديد من الغارقين على الرغم من أنها المرة الأولى التي يواجه قرشا بالفعل .. لكنه لم يكن يحكي عن تلك الأمور ولا يتشدق بها حتى ..
ببساطة الأهمية الآن التي تجعله يحكي لأحد مصدر فخره وشجاعته تكمن في تلك الحورية التي تكافح حتى لا تُغلق أجفانها !

إنتصب واقفا وهو يهتف بقلق " يا إلهي .. أنتِ بحاجة للنوم "
أومأت له بلهفة مفضوحة لم تحاول أن تخفيها مما جعله يشتم بخفوت أن نسى تعبها هكذا ..
أمسك بيدها يُنهضها وهو يقول لوالديه " سأصعد بماسة لإحدى الغرف لترتاح "
ثم وجه حديثه لستيفن " ستيفن من فضلك .. أخرج لي حقيبتي من سيارتك "

أومأ له ستيفن ببساطة بينما تحرك آدم بماسة ليخرجا من الغرفة الكبيرة تحت نظرات أمه وأخته المستمتعتان وأبوه الذي يضحك بذهول !

توجه لسلم داخلي يصعد عليه معها ولكنه شعر برأسها أخيرا تستسلم فتسقط على كتفه تعبا وأغمضت عينيها .. لترتسم على شفتيه بسمة حنان ثم سرعان ما إنحنى يحملها برفق فدست نفسها في صدره أكثر تسقط في النوم أخيييرا براحة .. فارجة فمها بتعب .. وإغراء !


يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 03-04-20, 07:58 PM   #583

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

واقفة بتأفف ترفع الهاتف على أذنها مرة بعد مرة دون جدوى .. فزوجها العزيز هاتفه مغلق ..
لتختار بعدها رقم أحد أبناء أعمامها وهو المفضل لها لتتصل عليع بالحاح مستفز لا تيأس منه

" لمَ لا ترد يا زفت " قالتها حانقة متذمرة في الهاتف بعد أن رد أخيرا فاستقبلها الصمت من الجهة الأخرى للحظات وتستطيع تخيل ملامح ابن عمها في هذه اللحظة وهو حانق .. ببرود !!
أتاها صوته بتلك اللمحة من الغموض التي تميزه دوما والتي تشارك فيها مع أخيها آدم .. وكأن العائلة لا تكفيها غامض واحد فيصبحان اثنان !

حسنا .. لتكن صريحة .. كل العائلة تتميز بالغموض العام لكن .. هذان الاثنان هما الأصعب على الإطلاق

انتبهت له وهو يقول لها " ذكريني مايا .. هل أنا خادمك "
ابتسمت بأريحية تقول ببساطة " أنا مثل أختك يا زفت .. والأخ يتحمل أخته .. والآن أخبرني أين زوجي .. هاتفه مغلق وقد وصل آدم وهو غير موجود "

رد عليها بصوت متأفف نافذ الصبر " وما علاقتي أنا بزوجك الغالي .. هل هو زوجك أنتِ أم زوجي أنا .. على العموم نحن في اجتماع أصلا وكثرة رنينك جعل أبي يطردني ببساطة من الاجتماع لأرد .. فهلا توقفت عن إلحاحك .. يكفي أنك تغيبتِ اليوم لاستقبال آدم العزيز "

ردت بحدة " حسنا .. عندما ينتهي اجعله يتصل بي .. وبالمناسبة آدم هو العزيز فعلا "

" مايانا " ناداها فردت " نعم "
فقال ببرود " تبا لك ولأخوتك المزعومة " وأغلق الخط
فأنزلت الهاتف حانقة مغتاظة .. ثم سرعان ما ابتسمت ببساطة ..

لطالما كان لكل فرد من عائلتها ميزة تخصه !
وهي كانت ميزتها الجنون والدلال .. وبالطبع يتحملها الجميع !
لطالما أيضا كانت عائلتهم هي المثال الأفضل لأي عائلة بتلك الروح الدافئة التي تعم بينهم .. خاصة وجودهم في هذه الدولة والمجتمع المختلف عنهم في الكثير من الأشياء .. فكونوا هم مجتمعا خاصا بهم .. يحسدونهم الناس عليه ربما !

حتى أخوها آدم .. رغم عمله الكثير وغيابه الممتد لشهور أحيانا لكنه كان منهم لا ينفصم ..
إلى أن مر بالحادثة التي حصلت معه قبل سنوات .. فإنفصل بروحه وحياته عنهم تماما رغم محاولات كثيرة منهم جميعا لمساعدته .. دون فائدة

ولكن الآن .. هناك شيء جديد يلمع في عينيه ..
وكأن تلك الروح الدافئة التي طمست فيه قد عادت لتطل من داخله مجددا فتزدهر روحه الحنونة رغم طبعه الجامد الذي يميزه كآدم ..
وتشعر بأن السبب .. هي تلك السمراء النارية !
تُرى .. ما قصتها تحديدا !!

يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 03-04-20, 08:00 PM   #584

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

خرج آدم يغلق باب الغرفة بهدوء بعد أن وضع ماسة على السرير ونزع عنها سترته الصوفية التي كانت ترتديها وحذائها وقام بتشغيل التدفئة لتنعم بالدفيء والراحة ..

توجه لغرفته وهو يخلع عنه قميصه الرسمي وباقي ملابسه أخيرا ودخل لحمامه الخاص يقف تحت الماء البارد يطفيء من نيرانه .. نيرانه المتعددة الأسباب ..
نيران ألم فراق قريب .. نيران حزن على حب كُتب عليه موته في مهده .. ونيران أخرى تشتعل كالعادة بمجرد أن لمسها يحملها قبل قليل ..

هز رأسه يبعد أفكاره التي أصبحت لا تدور سوى في فلك ماسته وهو يتحمم ليخرج طالبا للطعام ليسكت من احتجاج معدته قليلا ..

بعد قليل كان يدخل للمطبخ المفتوح على باقي البيت كنظام البيوت الأوربية ليجد أمه تعد العديد من الأكلات الشهية التي أسالت لعابه من رائحتها ..
اقترب بخفة يحتضن أمه من الخلف فجأة فأجفلت شاهقة .. ثم ضربته بغيظ على كتفه وهي تقول بنزق " لقد أجفلتني .. ها قد عدت وعادت معك عادتك الكريهة في اجفالي "

ضحك وهو يقبلها بخشونة على وجنتها فابتسمت باستسلام وهي تقول " لقد أخذنا الحديث وإشتياقي الكبير لك حتى نسيت أن أُطعم الفتاة المسكينة أولا "

ابتسم وهو يجلس على كرسي أمام الطاولة الرخامية في المطبخ يلتقط من طبق البطاطس المقلية المقرمشة كما يفضلها يأكل منها بنهم وجوع وقال " لا تقلقي .. الفتاة المسكينة جائعة للنوم والراحة أكثر .. يمكنك اطعام الولد المسكين إبنك أولا "

طالعته بحنان وهي تضع أمامه أصناف مختلفة يحبها فبدأ يأكل بتلذذ بينما هي تقول " ابدأ في الأكل الآن حتى موعد الغداء ونأكل سويا "
كان مشتاقا لطعام أمه الذي تصنعه بالكثير من الحب فيعطيه نكهة مميزة لا تخرج إلا منها ..

انتبه لنظرات أمه المبتسمة ما أن جلست جواره فبادلها الابتسام وهو يسألها " هل ستيف مع أبي "
ردت نافية " لا .. لقد ترك حقيبتك ما أن صعدت وغادر "
أومأ وهو يعود ليسألها " ماذا عن أبي ومايا "
عيناها تتمعنان فيه تكتمان كلاما بينما ترد بهدوء " مايا ذهبت لتتفقد ابنتها النائمة بينما أبوك يتكلم مع زوج أختك حتى يأتي سريعا "

أومأ بهدوء وهو يتابع تناول طعامه اللذيذ وعندما رفع وجهه لها من جديد وجد بعينيها نظراتها العميقة التي تشعره وكأنها تحاول أن تخترقه دون أن تفلح .. فتنهد وهو يغمز لها بتساؤل بينما يهز رأسه فابتسمت وهي تبوح أخيرا بسؤالها " من هذه الفتاة آدم "
لم يتظاهر بالغباء وجاوب مباشرة بأسلوبه الصريح " فتاتي أمي "

عقدت الأم حاجبيها تسأله بحذر " ما معنى فتاتك ! "
زفر نفسا حارا وهو ينتهي من طعامه و رد " أحبها أمي "
" ما معنى هذا الكلام آدم ! .. هل أحببت فتاة أنقذتها في البحر " قالتها بتعجب ليهز كتفيه ببساطة وهو يقول " أجل .. ماذا بها إن وقعت في حبها ! "

تنهدت وهي تقول بنفاذ صبر مباشرة " آدم .. أخبرني كيف تحبها وقد قلت قبل قليل أنها شرقية وستعود لبلادها بعد أسبوع واحد على أقصى تقدير "
أغمض عينيه للحظة يبعد عن تفكيره هذا الأمر ثم فتح عينين مظلمتين بحزن لأمه مبتسما بقلة حيلة بينما يهز كتفيه بمعنى " وماذا بيدي "

شهقت الأم ملتاعة وهي تهتف بقلق " هل تحبها بحق أم .. مجرد علاقة عابرة "
أطرق بنظراته شاردا وهو يرد بصدق مبتسما " وكأني لم أشعر بالحب يوما إلا معها " ثم رفع وجهه قائلا بمرح زائف لم يصل لعينيه " لكنها ستعود لوطنها .. أوتعلمين ! ربما في النهاية هي علاقة عابرة فعلا رغم عمقها وأثرها في قلبي وحياتي كلها "

شهقت الأم من جديد بألم وهي تسمع ما يقوله بينما ترى عيناه غائمتان بسُحب الألم فقالت كتقرير هامسة " أنت عاشق !! "

مالت ابتسامته وهو يرد " أنا كذلك "
نظرت له بقلق أكبر وهي تتردد للحظة قبل أن تردف " آدم .. هل .. هل تفكر مثلا بالزواج منها مثلا و .. السفر معها لتستقر هناك "


عقد آدم حاجبيه وهو يطالعها .. لقد فكر بهذا الحل فعلا ولكن .. عمله بالفعل يجبره على ترك أمه بالأشهر الطويلة وإذا تزوج بماسة يوما فكيف سيترك أمه ببساطة ويقضي أيام أجازاته مع ماسة !

ابتسم لها يقول يطمئنها ويعذب نفسه " لا أمي .. أنا لا أتركك .. يكفي غيابي الدائم عنك ! "

تنهدت الأم باستسلام لقدر إبنها .. وهي تتأرجح بمشاعرها بين حزنها على ابنها وسعادتها أنه يفكر فيها أولا
و نهضت تميل عليه تحتضن رأسه فأغمض عينيه ولم ترى إنعقاد حاجبيه وكأنه .. يتألم فعلا !

وتساءلت بداخلها بجنون أم مقهورة " لماذا كُتب على إبنها أن يقابل كل ما يؤلمه دائما "

بينما إبتسم الأب بحزن وهو يتحرك لمكتبه بعد أن سمع ما قاله إبنه الوحيد وهو آتٍ للمطبخ .. وكم يؤلمه أن يجد إبنه يتألم مرة بعد مرة بألم الفراق .. لكنه يدرك أن هذا الفراق تحديدا .. هو الأشد ..



........................


اليوم التالي صباحا ..

تململت ماسة بنعومة ترمش بعينيها قليلا على أصوات صخب بعيدة تأتيها من مكان ما .. حتى استيقظت تنظر للسقف بهدوء للحظات تستوعب مكانها ..

نهضت بجذعها جالسة تتمطى براحة وتنفض شعرها المشعث بعيدا عن وجهها تتلفت بعينيها في أنحاء الغرفة المتوسطة الحجم والمنسقة بطريقة حديثة لكنها بسيطة لغرض النوم فقط ..
نهضت تبحث عن حذائها لترتديه و تبحث عن مكان حمام .. فوجدت باب ملحق بالغرفة لتدخله فتجده حماما أبيضا نظيفا ..
انتبهت مجددا للأصوات التي تأتيها من النافذة فعقدت حاجبيها بتعجب وقد كانت أصوات لأشخاص تصيح .. بمرح وحماس !
اقتربت من النافذة تطالع ما يحدث بفضول فوجدتها تطل على حديقة خلفية تبدو منعزلة نظيفة ..
وبعض الأشخاص موجودون بالأسفل !

ازداد انعقاد حاجبيها وهي تتساءل " ماذا يحدث ! "

استطالت تنظر من وراء النافذة لتلمح ملعبا صغيرا بداخله حركة ما .. ولم تستطع رؤية آدم إن كان موجودا أم لا وقد خجلت من أن تفتح النافذة فينتبه لها أحد ..

ابتعدت عن النافذة تُفكر بخجل كيف ستنزل هكذا إليهم !! ..
ثم نظرت لملابسها المهترئة المجعدة و شعرت بحاجتها للاستحمام أيضا .. لكنها تريد لو تبدل ملابسها ..
فكرت في كيفية النزول وسط حرجها هذا لتطلب بعض الملابس من آدم !

همست بقنوط وهي ترفع شعرها عن رقبتها في عقدة فوضوية مشعثة " وهل سأرتدي ملابسه هنا أيضا "

تنهدت وهي تدور بنظراتها في الغرفة تفكر إن كان يوجد ملابس في الخزانة تناسبها .. حتى لمحت على كرسي منضدة الزينة ملابس فاقتربت لترى أنها ملابس بيتية أنثوية نظيفة وموضوعة بعناية ..

انتبهت لورقة صغيرة مطوية عليها ففتحتها بلهفة وكأنها خطاب ورقي من حبيبها .. مدركة أنها من آدم وقرأت ما بها " ما أن تستيقظ الأميرة النائمة يمكنها ارتداء هذه الملابس .. أشتقت إليك بجنون وفي انتظارك ماستي "

عضت على شفتيها بخجل ووجهها تنضج فيه حبات الطماطم

أخذت الملابس تتفحصها بلهفة فوجدتها عبارة عن بلوزة شتوية ثقيله رمادية مرسوم عليها أحد الشخصيات الكارتونية لأميرات ديزني ويتدلى من الرقبة طاقية خاصة بها ووجدت معها بنطال صوفي ناعم كذلك ..

جحظت عيناها بخجل وهي تجد ملابس داخلية كذلك فشهقت وهي تخبئها وكأن أحدا سيراها ثم تمتمت بينما تتحرك للحمام بحنق " يجب التحدث مع أمه بشأن إعادة تربيته هذا الوقح ! "


يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 03-04-20, 08:01 PM   #585

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

" هيااااا يا آآآآدم " صرختها مايانا بحماس وهي تقفز من مكانها كطفلة مبتهجة .. متسببة في تلوث سمعي لابن عمها الجالس بجوارها يراقب المباراة حينا ويعبث في هاتفه في حين آخر .. بينما يراقب المجنونة مايانا متأففا

و في داخل الملعب كان آدم مع سليم زوجها يتنافسان فيما بينهما في مباراة حامية ..

لطالما كانت المنافسة بينهما في بعض الرياضات محتدمة وهذه من أهم تلك الرياضات .. فأخوها وزوجها بارعان بها لكن اليوم يبدو آدم من الحماس حيث لا يستطيع سليم التغلب عليه ..

علت صفارة مايانا مجددا بشقاوة وهي مستمرة في الصخب والتشجيع مراقبة آدم وهو يراوغ مع سليم بينما يلعب بالكرة ومن ثم التف حول الأخير ليقفز بعدها للأعلى راميا الكرة بتركيز في الشبكة العالية الخاصة باللعبة محرزا هدفا جديدا ..
فتعلو الصرخات من مايانا بابتهاج وهي تصفق بفرح لأخيها واغاظة لزوجها الذي يقف متأففا يلهث باجهاد يزم شفتيه بغير رضا وهو يراقب آدم يبتسم له باستفزاز يغيظه فاردا يديه أمامه بمعنى ( هل رأيت ) ..

إلتفت لآدم وهو يقول بحنق " لقد تعبت .. أنت اليوم متحمس وأنا ليس لدي القدرة لأجاريك بسبب تعبي من العمل "

ضحك آدم فبدى أصغر عمرا وهو يقول من بين تنفسه السريع بسبب اللعب " لقد هزمتك شر هزيمة .. لا تتحجج بالعمل أنت في أجازة أصلا اليوم "
تدخل ابن عمه يقول ببرود " اتركه آدم .. إنها حجة البليد " قالها بالعربية فضحك آدم بينما سبه سليم بوقاحة وعصبية ..

دخلت مايانا للملعب تركض لأخيها تحتضنه بينما لم تعر زوجها أهمية فجز سليم على أسنانه وهو يهتف بتذمر " أيتها الخائنة .. لقد بعتني لأجل أخيكِ وأنا زوجك أبو ابنتك "

هزت كتفيها بدلال بينما لا تزال متعلقه برقبة أخيها وهي ترد " أخي حبيبي واشتقت له .. كما إنه يهتم بي ولأمري دائما " ثم أكملت بنبرة ذات مغزى وهي تحدجه بطرف عينيها " ليس كبعض الناس "
" أووووه .. هل هذا خصام " قالها ابن عمها ببرود مستفز ..

فهزت من جديد مايانا كتفيها وهي ترد " لا تشغل بالك .. إنه مجرد حاقد "
" أنا حاقد !! " هتف سليم بحنق متذمرا
ردت وهي تبتعد عن أخيها لتواجهه " أجل أنت حاقد .. كما أني لا أريد التحدث معك .. فابتعد عني كما فعلت بالأمس وأغلقت هاتفك حتى لا أصل لك "
تنهد سليم وهو يقول من بين ضروسه المطحونة " توقفي عن تصرفات الأطفال .. أخبرتك أنه كان لدي إجتماع هام في الشركة مع أبي فلم أستطع الحضور أو الرد "
قالت له بحدة " حقا .. وهو أيضا كان في الاجتماع و رد على هاتفه " قالتها وهي تشير لابن عمها الذي كان يعبث في هاتفه رافعا إبهامه لمايانا بموافقة دون رفع وجهه فاستفز سليم ليقول " أنتِ طفلة عنيدة .. ها قد أتيت اليوم مايا .. أخوكِ نفسه لم يغضب "

شهقت مايانا هاتفة بغيظ " وتجرأ أيضا على اتهامي بالطفولية .. لقد انتظرتك كثيرا بالأمس حتى نمت مع ابنتنا بعد أن اقتنعت بعدم قدومك "
تأفف سليم يفرك شعره بعصبية وهو يقول " لقد عدت أنا وأبي في الثامنة مساءا وعندما أتصلت بك أخبرتني أمك أن آدم متعب ونام وأنك أيضا قد نمتِ مع ابنتك كالدجاجه تنام مع غروب الشمس "
اتسعت عيناها مرددة بصدمة " أنا دجاجة ! "
هتف سليم بعناد " أجل أنتِ كذلك "

حينها أتى دور آدم في التأفف وقد شعر ببوارد الصداع بسبب نقارهما المستمر دائما .. لن يكبرا هذان أبدا .. فهتف بنفاذ صبر " هلا توقفتما عن نقار مصارعة الديوك هذا .. بالله عليكما لقد صرتما أبا وأما ولا تزالان تتناقران كما كنتما منذ الصغر .. كفى يا متخلفين "

رد سليم عليه بقوة " أخبر هذه الخائنة التي تشجعك وتتجاهلني منذ قدومي أن تتعقل .. فهي المخطئة "
" بل أنت المخطيء .. أنت من لم تتصل بي " هتفت تحاجج زوجها من جديد
ليرد عليها باقتناع " لقد قالت أمك أنك نائمة يا بنت الحلال ولم أرد أن أوقظك "
" هاااا حجج تافهة " قالتها بسخرية فجز على أسنانه يتحكم في صبره حتى لا يغضبها أكثر وهو يعاود محاججتها ليقنعها دون جدوى بينما آدم أطرق برأسه مغمض العينين يعد للمليون ربما حتى يتحكم في غيظه منهما فلا يطردهما خارج البيت !

أما ابن عمه فغادر وهو يرمقهم بامتعاض عائدا لداخل البيت شاردا في هاتفه مبتسما بين حين وآخر ..
فلم ينتبه لتلك التي تخرج من الباب الخلفي للبيت فاصطدم بها ..

انتفضت ماسة بحرج وهي ترجع للوراء بخجل وارتباك ..
ليرفع نظراته لها قائلا باقتضاب " عفوا .. لم انتبه لكِ "

ابتسمت ماسة بتفهم وهي تنظر من وراء كتفه باحثة عن آدم بعينيها .. تشعر بخجل فظيع يزداد حتى بعد أن نزلت من الغرفة .. فاستقبلتها أم آدم تلك المرأة البشوشة الوجه تخبرها بعد أن رفضت هي تناول الفطور وقد خجلت في عدم وجود آدم .. بأن الجميع في الحديقة الخلفية المنعزلة حتى تقلل من صخبهم المعتاد فلا يزعجون الجيران !

" أنتِ الشرقية "
انتبهت ماسة مجددا تنظر لذلك الواقف أمامها بطوله الفارع يحدق بها وكأنه يستكشفها !
فتحفزت وهي ترد بتجهم " أجل "

ابتسم وشردت عيناه على هاتفه مجددا فعقدت حاجبيها بعدم فهم وهي تسمعه يقول " أجل .. يبدو عليكِ شرقيتك ! "

نظرت لنفسها بعدم فهم وهي تتساءل كيف تبدو عليها شرقيتها تحديدا !
خرج من شروده يقول مجددا " آدم في الملعب وسط زوجين من سلالة التتار الأوربي "
لم تعلم إن كان يمزح فوجهه كان جادا لا يبدو عليه أي أثر للمزاح فلم ترد !

وهو لم ينتظر ردها حيث استدار عائدا للملعب يقول ببساطة بنبرة قيادية استفزتها " أو الأفضل أن تلحقي بي "
طالعت ظهره المبتعد بدهشة .. من هذا أصلا !!

لكنها فضلت أن تلحق به بالفعل على مضض حتى لا تظهر إليهم أول مرة وحدها فتتوتر أكثر .. تبا أين أنت آدم !

تذكرت أول يوم لها بعد أن استيقظت على السفينة وكيف كان شكلها وقد كانت بنفس الارتباك .. فابتسمت بحنين .. هي الآن أكثر أمانا وأقل توترا بالفعل رغم خجلها !

لحقت به لتخرج للحديقة الخلفية مجددا فترى آدم واقفا مطرقا متخصرا بصمت وأخته بجواره متحفزة تتكلم بعصبية مع أحدهم !

لم ينتبه لها أحد وذلك الشاب الغريب واقفا بجوارها بلا مبالاة بها وهو يعاود النظر لهاتفه اللعين ..

" مر .. مرحبا " همستها ماسة بحرج وهي واقفة أمام الملعب فرفع آدم وجهه بسرعة لها بعد أن كان لا يزال واقفا يستمع لشجار أخته وزوجها بملل ..

تحرك يخرج لها فورا نافضا أخته وسليم عن طريقه وهو يمر بنظراته عليها كلها وكأنه بالفعل قد اشتاق لها بجنون فارتعشت قليلا بتأثر والأمان يجتاحها بمجرد اقترابه ..

وقف أمامها وهي تفرك يديها وراء ظهرها كطفلة ثم قال بخفوت مبحوح دون خجل من المراقبين " مرحبا ماستي الشرقية .. كيف كان نومك "
كان وجهها محمرا بخجل بسبب نبرته ذات البحة وهي ترد " لقد كنت مرتاحة جدا ونمت ولم أشعر بنفسي وكأني ببيتي حقا "
قال لها ووجهه مرتفع عن وجهها " وهو بيتك بالفعل ماستي "

عم الصمت بينهما للحظات وقد التقت عيناهما تحاكيان شوقا منذ الآن .. فتنحنحت وهي تطرق غير قادرة على مجاراة نظراته المشتعلة جمرا وقالت بثرثرة " لقد نزلت من الغرفة ورأتني والدتك وأخبرتني أن أتناول الإفطار أولا لكني لم أشتهي وأخبرتها أني سآكل بعد قليل .. فوافقت على مضض وأخبرتني أنك هنا .. واستقبلني .. " صمتت وهي تشير لابن عمه وأردفت " هذا الشاب "

" مليك "

قالها الشاب بجمود فطالعته بعدم فهم ليقول آدم موضحا " هذا مليك .. ابن عمي وأقرب أفراد العائلة لي .. أتى اليوم ليرحب بعودتي " ..

ابتسمت له ماسة بترحيب وكأن مجرد كونه ابن عم لآدم يعطيه ميزة وكأنه من أقاربها هي !

رفعت نظراتها بفضول للملعب وهي تقول " و لديكم ملعب للسلة أيضا "
ابتسم وهو يرد ببساطة " ليس ملعبا كبيرا .. إنها كانت مجرد مساحة صغيرة في الحديقة الخلفية هنا ولكن أنا وسليم قررنا جعلها ملعب للسلة "
عقدت حاجبيها وهي تسأل " من سليم !! "

" إنه أنا " قالها سليم مبتسما وهو يخرج من الملعب مع زوجته المخاصمة له بعد أن كانا يراقبان بفضول ما يحدث ..

تنحنحت ماسة وهي ترسم ابتسامة رقيقة على وجهها قائلة " أهلا سيد سليم "
مد سليم يده يسلم عليها وهو يقول " أنا زوج مايانا أخته "
عقدت حاجبيها متذكرة اخبار آدم لها عن هذا الأمر من قبل فقالت " أجل .. أخبرني آدم .. زوجها وابن عمها أليس كذلك "

ابتسم يقول موضحا " أجل .. تستطيعين قول هذا .. لكني لست ابن عم لهم تماما .. فلست من نفس العائلة "
قال آدم حينها مردفا " العائلتين بينهم شراكة قديمة يا ماسة .. لذا تربينا جميعا معا .. فأصبح ابن عم لنا بالفعل "

ابتسمت ماسة ببساطة وهي تناظره بفضول وتسلم عليه .. كان شابا ببشرة بيضاء وشعر حالك السواد مشعث من اللعب ولحية سوداء منمقة وجسد فارع الطول " أجل فهمت .. سعدت برؤيتك "
إبتسم وهو يقول بأدب " تشرفنا آنستي " فردت بخفوت " الشرف لي "

صوت خطوات حانقة متذمرة جعلتهم ينتبهون لمايانا التي غادرت المكان تدخل للبيت فتنهد سليم بقلة حيلة وقال آدم له " إنها لا تزال حانقة منك .. لا تتسمر واذهب لتصالحها "
تذمر سليم وهو يلحق بها متمتما لآدم " حب أختك بلوة يا آدم .. بلوة بهرمونات مجنونة "

" كل الحب بلوة " قالها ذلك الـ ( مليك ) شاردا فناظرته ماسة بفضول وهو غير منتبه لها ولآدم ثم تحرك مردفا " أنا سأدخل لعمي لمناقشة أمر ما يخص العمل قبل الفطور "

قالها وانصرف ببساطة وهي لا تزال تراقبه حتى وصلتها همسات آدم بجوار أذنها " كل الحب بلوة فعلا والله يا مليك .. بلوة لذيذة .. متسمرة بفضول .. وخجل " قال كلمته الأخيرة وهو يلصق شفتيه بأذنها مرسلا صاعقة كهربية لأعصابها فانتفضت تشهق بأعصاب ذائبة وهي تصيح بتعثر " احترم .. احترم نفسك آدم .. أنت تتحرش بي بالفعل "

مد يده يلتقط خصرها يقربها له بينما اليد الأخرى تتلمس صدغها يقرصه بإصبعيه وقال بخفوت وأنفاسه تضرب ملامحها " هل هذا مفهوم التحرش لديك يا شرقية .. لمَ لا تدعيني أشرحه لكِ أكثر باستفاضة "

شهقت مجددا بخفوت تحاول التحرر بضعف " توقف .. قد .. قد يرانا أحد .. أرجوووك " قالتها وهي ترفع يدها تدفعه في صدره دون فائدة ..
بينما آدم يشم رائحة شعرها العطر الرطب وكأنه يسحب منه أكبر جرعة حتى يعيش عليها بعدها ..

تمتم آدم بعشق هامسا وهو يلصق جبينه بجبينها " أنا أحبك "
أغمضت عينيها وهي تقول " ابتعد .. أرجوك "

زفر بقوه يلفح وجهها بأنفاسه الساخنة ليزيد ارتعاشها وظل متمسكا بها فظنت أنه لن يفلتها لكن بعض لحظتين تركها على مضض حتى لا تتحرر مشاعره المجنونة أكثر وابتعد خطوة عنها ..

فتكتفت ترتعش بردا هذه المرة بابتعاده ..

حاول آدم لملمة شتات نفسه ثم سحب نفسا طويلا يملأ رئتيه وقال " تعالي معي " ومد يده لها فأعطته يدها تلقائيا وكأنها مكانها الطبيعي دون حتى أن تسأل إلى أين .. فابتسم غارقا في حبها مرات ومرات وهو يسحبها ليدخلا الملعب ملتقطا الكرة المطاطية وقال لها غامزا بشقاوة " ما رأيك بحصة رياضة صباحية .. أعطيها لكِ " قالها وألقى الكرة عليها فجأة ليجفلها لكن حاجبيه ارتفعا بدهشة وهو يجدها في لحظة رفعت يديها لمستوى صدرها تلتقط الكرة بخبرة واضحة وسرعان ما شقت ابتسامة التحدي شفتيها وهي تقول بينما تميل بوجهها قليلا فيتمايل معها شعرها " ما رأيك لو أعطيها أنا لك " قالتها بثقة وعيناها تبرقان وهي تهز حاجبا واحدا صعودا ونزولا بخفة واثقة فبدت حلوة في عينيه .. حلوة جدا !

يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 03-04-20, 08:02 PM   #586

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

" لا بأس مليك .. سنناقشه الأسبوع المقبل في الشركة " قالها عمه برزانة فأومأ مليك ليردف الأول " اليوم ستقضيه معنا يا ولد .. لا مزيد من التهرب .. هل فهمت .. ستأتي باقي العائلة وأولاد أعمامك وأخوتك أيضا وسيكون اجتماعا عائليا "
تجهم وجه مليك دون أن يستطع التحكم في نفسه فلاحظ عمه ذلك لكن سرعان ما ابتسم مليك له دون رد موافقا .. فنهض عمه يقول دون الالتفات لرد فعله المتوقع " سأذهب لأرى ايلين زوجتي لتسرع في تحضير الفطور " قالها ونهض مغادرا تاركا مليك في غرفة المعيشة وحده مستندا على ظهر الأريكة يناظر السقف بشرود ..

مفكرا .. اجتماع عائلي !

على الرغم من حبه لكل فرد في عائلته لكنه طالما كره تلك الاجتماعات .. بداخله تلك العقدة التي لم يستطع فكها يوما منذ صغره حتى الآن ويبدو أنها لن تنفك أبدا !

خرج من شروده على صوت ضحك آدم فالتفت يطالع الحائط الزجاجي الذي يستطيع رؤية ما يحدث من ورائه وراقب آدم وهو يضحك مع تلك الشرقية ويلعب معها بينما هي تلقي الكرة في السلة وقد كان متساهلا معها كثيرا حتى تُحرز الأهداف بسعادة .. وهو يصفق لها بتشجيع !

ابتسم مليك رغم عقدة حاجبيه التي لا تزول وكأنها قطعة منه ولد بها !
وفكر .. يبدو أن عقدة الذنب لدى آدم قد نجح في فكها أخيرا !
فمتى ستُحل عقدته هو .. ليستطيع الاقتراب من الجميع ببساطة !!

ارتفع رنين هاتفه في رسالة جذبت جُل اهتمامه .. فاتسعت ابتسامته وهو يفتح هاتفه وسرعان ما ضحك بخفة وعقدة حاجبيه .. تزول !!


......................


" هلا توقفتِ قليلا لنتحدث كالعقلاء مايا لقد تعبت من ملاحقتك هنا وهناك " هتف سليم بضيق ..

لكن مايانا لم تهتم وهي تتحرك من المطبخ تحت نظرات أمها وأبيها اللامبالية بهما وكأنهما اعتادا .. وصعدت لغرفتها تتفقد صغيرتها لتجدها لا تزال غارقة في النوم في سريرها الصغير ..

قبلت رأسها بحنان بالغ أشعل قلب سليم العاشق أكثر وهو يتابع قبلتها لصغيرتهما وإنحناءة جسدها الرشيق الذي لم يؤثر فيه ولادتها وحملها .. فاشتعلت أعصابه شوقا لضم جسدها الذي يخصه وقد اشتاق لضمه منذ الأمس بسبب خصامها المدلل ..

نفضت مايانا شعرها الأشقر بدلال متعمد وهي تستقيم واقفة تتحرك لتغادر الغرفة لكن سليم وقف أمام الباب مانعا إياها فتكتفت تقول ببرود " ابتعد سليم "
لكن سليم لم يبتعد وهو يرسم ملامح وجهها الجميلة بعينيه الخضراوتين المشتعلتين بحرائق الحب فهتفت بخفوت حتى لا توقظ ابنتهما " ابتعد سليم قلت لك "

تنحنح يحاول التركيز في مصالحتها بعيدا عن شفتيها الورديتين الناعمتين المتعطش لهما وقال " مايا حبيبتي .. هل ستظلين تخاصمينني .. أخبرتك صدقا بما حدث .. أنتِ نمت مبكرا فلم أرد ايقاظك بمجييء "

تجاهلته مايانا وهي تلف وجهها جانبا متحكمة في ابتسامة تريد الخروج .. فابتسم هو مدركا لصفة الدلال الذي لا تكف عنه رغم طيبة قلبها .. فاقترب منها وهو يقول بخفوت " هل يهون عليكِ ابنك المدلل .. المشتاق .. الجاااائع "

قال كلمته الأخيرة مرسلا رعشة لجسدها جاهدت حتى لا تظهر وقالت ببرود وتجاهل لمقصده " إن كنت جائعا يمكنك الذهاب للمطبخ وتناول طعامك "

اقترب أكثر حتى التصق بجسدها الغض الذي يحفظ خطوطه كلها وأحاطه بذراعيه بقوة حتى لا تفلت منه وقال في تجويف عنقها " أنا جائع .. لكن ليس للطعام .. اشتقت لكِ يا خائنة وقد نمتِ بعيدا عني بالأمس "

لم تسيطر على ارتعاشها هذه المرة وهي تحاول إبعاده لكنه لم يتزحزح وهو يمسح بشفتيه عنقها الناعم الرقيق ..

فقالت بضعف " توقف سليم .. الصغيرة نائمة .. كما أنك لن .. لن تُنسيني ما حدث بسهولة "
طبع قبلات محمومة مشتاقة على كل خلية في عنقها فأغمضت عينيها تلعن أعصابها التي ذابت وكأنها تزوجت للتو وليس قبل سنوات ..

رفع وجهه الأحمر بإثارة يقول لها " أحبك يا مجنونة العائلة .. وكم هو بائس نصيبي أن أوقعني في غرامك أنت دونا عن فتيات العالم "
شهقت وهي تقول بغضب " هل تتندم الآن على .. "

قطع سيل كلماتها المجنونة مثلها بقبلة محمومة طويلة هذه المرة على شفتيها .. مشتااااقة ..
فرفعت ذراعيها تحيط بعنقه مستسلمة بعد لحظات ولم تشعر كيف ومتى وصلت لسريرها الخاص بها منذ طفولتها تتمدد فوقه وهو يعلوها ويده تستكشف تفاصيلها بلهفة لم تخفت أبدا رغم مرور سنوات على زواجهما ..

حررت شفتيها وهي تحول نظراتها لسرير الصغيرة النائمة بعمق كملاك صغير وشهقت وهي تجده يحاول تجريدها من ملابسها فأبعدت يده بالقوة ودفعته ناهضة تقول بتعثر وأنفاس هادرة وشفتين متورمتين " توقف سليم .. ابنتنا نائمة معنا بنفس الغرفة "

نهض جالسا وهو يقول بتذمر بينما يحاول سحبها من جديد " إنها صغيرة جدا كما إنها نائمة .. إشتقت إليك مايا "

شهقت مجددا وهي تبتعد عنه قافزة للوراء هاتفة بهمس " توقف يا مجنون .. تعلم أني لن أفعل شيئا وهي معنا حتى إن كانت صغيرة ونائمة .. كما أنه يجب النزول للافطار .. ماذا سيقول أهلي "

تأفف يلقي بنفسه على السرير وهو يقول " أووووف .. يا إلهي منذ أن ولِدت وهي تفرقنا هكذا .. أقول اشتقت إليك وإنتِ تقولين الصغيرة وأهلي ! "

تنهدت وهي تستجمع نفسها أخيرا وقالت بحزم أمومي " توقف عن تذمرك الطفولي هذا .. أنا أصلا أخاصمك "

جز على أسنانه بغيظ ونفاذ صبر وهو يرفع عينين مشتعلتين ما بين رغبة وغضب وقال " تخاصمينني إذا ؟ .. حسنا لنرى إلى متى يستمر خصامك المزعوم هذا "

عقدت حاجبيها للحظة وهي تفكر إن كان سيخاصمها هو الآن وسيكون عليها أن تراضيه لكنه خيب ظنونها وهو يهب بقوة أجفلتها فوجدت نفسها في لحظة مُعتقله من خصرها وهو رافعا إياها من على الأرض فشهقت وهي تجده يتحرك بها وقالت " يا مجنون ماذا تفعل !! "
وجدت باب الحمام يُفتح بهدوء وهو يحكم بإمساكها بينما يرد بجدية " أروي شوقي إليك ولنرى إن كان سيمنعك عني خصامك المزيف هذا "

هتفت بخفوت " أنت مجنوووووون .. ستفضحنا "
رد عليها " بكِ .. مجنون بكِ أنتِ مايانا " قالها وهو يغلق الباب بقدمه بلطف بينما لم تتمالك مايانا نفسها وهي تنفجر في الضحك باستسلام فكتم سليم ضحكتها بقبلته الحارة .. حتى لا تستيقظ .. مفرقة الجماعات الصغيرة !
.

انتهى الفصل .. موعدنا الأحد القادم بفصل جديد تماما نستأنف به الرواية .. دمتن بخير حلوات روايتي


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 03-04-20, 08:08 PM   #587

Heba ahmed11

? العضوٌ??? » 459749
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 78
?  نُقآطِيْ » Heba ahmed11 is on a distinguished road
افتراضي

حمدلله ع السلامه ههههههههههههههههه
واخيرا وصلتي .. الله يعينك
الفصل ده من اجمممممممممل الفصول خصوصا بظهور وجوه جديدة كتير حلوين ومتشوقة ليهم
منتظرة الاحد بفااااااااااااااااارغ الصبر واطااااااااااااااالب بفصلين ها فصلين يا الاء ههههههههههه
يعطيكي العافية تسلم ايديكي


Heba ahmed11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-20, 08:10 PM   #588

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Heba ahmed11 مشاهدة المشاركة
حمدلله ع السلامه ههههههههههههههههه
واخيرا وصلتي .. الله يعينك
الفصل ده من اجمممممممممل الفصول خصوصا بظهور وجوه جديدة كتير حلوين ومتشوقة ليهم
منتظرة الاحد بفااااااااااااااااارغ الصبر واطااااااااااااااالب بفصلين ها فصلين يا الاء ههههههههههه
يعطيكي العافية تسلم ايديكي
يا حلاوة كمان تتشرطي المفروض اخد اجازة اصلا نقاهة
سارحل وستندمووووووون


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 03-04-20, 09:08 PM   #589

حناان محمد

? العضوٌ??? » 373975
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 516
?  نُقآطِيْ » حناان محمد is on a distinguished road
افتراضي

الف مبرووووووك
بداية موفقة حبيبتى 🌹🌹🌹🌹🌹🌹


حناان محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-20, 10:07 PM   #590

olfak

? العضوٌ??? » 161105
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 746
?  نُقآطِيْ » olfak is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع كالعادة
شخصيات و أحداث جديدة أيضا و قصة مليك المشوقة
و لكن متى ستتذكر ماسة و تتصل بأهلها؟
في انتظار الفصل يوم الأحد ان شاء الله


olfak غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:35 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.