12-06-20, 10:57 PM
| #1250 | ||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  الفصل الحادي والعشرون (1) ولليل وجوه عدة .. وجه الوحدة .. وجه الخيبات .. وجه صراع الأفكار .. ووجوه كثيرة للفرح بعدد القلوب التي تتشارك فيه . في فيلا غنيم وتحت الأضواء التي لا تزال تزين الحديقة كان صخب الحضور المتبقين لا يزال عاليا .. وبمجرد أن انتهى الجميع من أداء رقصة بلد آل غنيم التي شارك فيها غالبية الحضور توسط غنيم الساحة ليؤدي رقصة رجالية منفردة يعبر فيها عن فرحته بزواج نجليه سرعان ما شاركه فيها شامل ثم سحب كامل للانضمام إليهما . كان منظر ثلاثتهم مبهجا جعل عيني سوسو تدمعان وهي تراقبهم وبجوارها ونس بينما تطلعت بسمة في كامل متسائلة بحيرة هل حقا لم يكن قاصدا أي تظاهر منه أمام بانة؟. حين انتهت الرقصة صاح شامل" وسوسو لم ترقص يا جماعة " أيده كامل قائلا وهو يصفف شعره للخلف ويجفف عرقه "أجل يا سوسو " اتسعت عينا الأخيرة باستنكار وانكمشت حينما وجدت كامل يقترب منها بينما أسرع شامل نحو السماعات . ضربت سوسو كف كامل الممدود لها قبل أن تنساب موسيقى شاعرية ويقول كامل" هل تسمح لنا السيدة سهيلة بهذه الرقصة ؟" تجمعت الدموع في عينيها فجأة ومنحته يدها فقادها إلى منتصف الحديقة وراقصها بنعومة في رقصة رقيقة بينما الفارق المضحك بين طوليهما يجعل المراقبين غير مصدقين أن هذه السيدة قد أنجبت هذا الشاب وتوأمه . بعد دقيقة تدخل شامل ليأخذها منه ويراقصها هو الأخر بينما وقف كامل بالقرب منهما وكأنه ينتظر دورا أخر له . تسللت الدموع من عيني سوسو إلى وجنتيها وهي تتأمل وسامة شامل فباغتها الأخير بأن أمالها على ظهرها الذي يدعمه ذراعه بحركة من حركات رقصة التانجو الشهيرة فأطلقت سوسو ضحكة محرجة قبل أن يساعدها لتستقيم مرة أخرى .. فتدخل غنيم مقتربا منهما يقول" والله عيب هذا وأنا واقف ..ابتعدا عن زوجتي واذهبا لزوجتيكما" افسح التوأمان له المجال فألقى غنيم بعصاه فالتقطها كامل من الهواء وسط ضحكات الجميع قبل أن يقترب كل توأم من زوجته ويشاهدوا مع الجميع رقصة غنيم وسوسو. تطلعت سوسو في غنيم ودموعها لا تزال منهمرة فقال لها مناغشا "هل تذكرين ليلة عرسنا يا فاتنتي" أومأت برأسها دون كلام وشبت على أطراف حذائها العالي لتلف ذراعيها بإحكام حول عنقه بعد أن مال نحوها غنيم .. ليغرقا في حضن قوي أطلقت من أجله صفارات الإعجاب من شفاه المتابعين بينما هتف شامل مناكفا" عيب يا غنيم نحن أمام الناس". سكتت الموسيقى فافترق الزوجان لكن القلوب بقيت متعانقة في الوقت الذي علا تصفيق الواقفين وانهمرت دموعهم وكانت أولهم بسمة . ××××× بخطوات متعجلة وأنفاس متلهفة أسرع مفرح بدخول غرفة نومه وقد وصلوا منذ قليل .. فسبقه الولدان إلى غرفتيهما مرهقين بينما هو يصارع عذاباته الخاصة التي ظلت تقتات عليه اليوم بالذات وازدادت سطوتها عليه أثناء طريق العودة .. عذاب الشوق وما أقساه من عذاب . في الطريق الطويل إلى القرية كان يدرك مع مرور كل لحظة بأن صموده وتماسكه خلال الفترة الطويلة الماضية على وشك الانهيار .. إنها أطول مرة منع نفسه عنها .. بعد أن وعد نفسه بأنه سيحاول أن يخفف عنها ضغط رغباته كزوج .. وكان يتمنى أن تطول المدة أكثر من هذا .. كان يتمنى أن يمنع عنها ما يضايقها .. لكنه هُزم .. اليوم وفي هذه اللحظة هُزم .. وأعلن استسلامه أخيرا لرغبات القلب قبل الجسد بعد حرب ضروس بينه وبين شوقه وحبه وحاجته إليها.. ضعفت قوته وعزيمته فتحول لكتلة من اللهب.. ولم تكن حالته هذه تخفى عليها .. كانت تشعر به جيدا وتعلم بأنه قد وصل للذروة ..وكانت مستعدة ومشتاقة هي الأخرى .. لكن التجربة الأخيرة تخيفها من إعادتها .. فهي لم تعد مثل السابق .. تلك القشرة الجامدة التي كانت تتحصن بها تشعر بأنها فقدتها .. ذلك الإنكار أو ادعاء عدم الرغبة لم تعد حيلة تنطلي على عقلها الباطن الذي انكشف له أنها كانت مجرد ادعاء وبأنها تريده وترغب فيه .. إن التجربة الأخيرة بينهما كانت نقطة فاصلة أسقطت دفاعاتها وسحبت الغطاء عن جروحها فأصبحت لا تجد ما تتحصن به لتواصل . التصق مفرح بها يحضنها من الخلف في وقفتها أمام طاولة الزينة تخلع عنها مصوغاتها الذهبية .. اشتم عطرها الذي يغازله منذ أن رآها في صالون التجميل قبل العصر وسحب كمية كبيرة من رائحتها إلى صدره وكل خلية في جسده تتفاعل مع قربها باشتياق معذب.. وكأنه ظمآن وصل لنبع من الماء العذب .. تائه وصل إلى مرفأ .. سقيم وصل للترياق . أغمضت عينيها تمسد على يده التي تداعب تفاصيلها بلهفة شديدة بينما همس مفرح يدفن وجهه في شلالات شعرها البني "مليكة .. أنا غير قادر على التحمل أكثر .. ما رأيك لو أعطيتني قدر قليل .. قليل جدا .. أنا.." استدارت إليه مستاءة من نفسها ومتألمة من أجله وهي تراه يستجديها في حق من حقوقه .. فالتصقت به تحيط ذراعيها بعنقه وهي تقول أمام شفتيه" أعرف والله.. أعرف بأنك مظلوم معي يا مفرح " لم يصبر مفرح ولم يدقق فيما قالت .. كان اشتياقه يسيطر عليه إلى حد الجنون .. وأعصابه في حالة تامة من الانفلات .. فانقض على شفتيها بجوع شديد واستنفرت كل خلاياه لوصالها وهو ينزع ملابسها وملابسه بقلة صبر ويمطرها بالقبلات الحارة الملتهبة على شفتيها ووجهها ورقبتها وأنحاء من جسدها .. ثم أطلق تأوها مشتاقا من بين شفتيه حينما تحسست مليكة صدره العاري . حملها وارقدها على السرير وهمس بصوت أجش مليء بالمشاعر أوجع قلبها بشدة "أعدك ألا أطيل .. سأبذل قصارى جهدي أن أخلصك مني بسرعة يا مليكتي " كلماته زادت من عذابها ومشاعرها المشتاقة إليه .. وفي الوقت نفسه كانت تقاوم بشدة تلك القوة السوداء التي بدأت هي الأخرى في التحرك بداخلها .. فكان الصراع عنيفا بينها وبين نفسها .. أفسد عليها الاستمتاع بحضوره وقربه.. أفسد حتى رغبتها في الارتواء من مشاعره بعد شوق .. وكما خمنت .. لم تعد مليكة السابقة القادرة على صنع حيلة نفسية حتى لا تشعر به ولا ترفض تلبيه حاجته في الوقت نفسه .. الحيلة لم تعد تعمل معها .. لم تستطع حتى أن تعود لوضع التخشب والجمود السابق حتى تتخلص من ذلك التأنيب الذي يجلدها كلما تجاوبت هي وقلبها وجسدها ومشاعرها معه .. قاومت نفسها كثيرا وحاولت أن تتجاوب معه .. وحاول هو أن يبر بوعده ..بقدر استطاعته .. وعند نقطة ما .. نقطة الوصول لنهاية الطريق .. كان في استقبالها كالمرة السابقة نفس العقاب ونفس الشعور الكبير بالذنب .. ومن جديد انهارت في البكاء بشدة .. رغم أنها حاولت أن تتماسك حتى تحميه من عذاباتها لكنها لم تستطع .. فأخذت تغمغم "أنا آسفة .. آسفة " هذه المرة كان متوقعا انهيارها .. وكان يعلم بأنه سيشعر بهذه المشاعر من الذنب تجاهها ..فاسرع باحتوائها بين ذراعيه وربت على شعرها وهو يقول بلهجة حانية معذبة من بين أنفاسه اللاهثة" بل أنا من عليه الاعتذار .. سامحيني .. حاولت الصمود أكثر وتمنيت أن أنجح لكني في لحظة ما فقدت السيطرة على كل شيء .. سامحيني " غمغمت من بين دموعها" يا مفرح لا تزيد من عذابي بما تقول وبما تفعل .. أنا والله لا استحق ذرة واحدة من هذا الحب الذي تحبه لي ( وأخذت تشهق فمزقت قلبه وهي تضيف ) ماذا تفعل معي؟.. لماذا تتحملني .. بم أنا مفيدة لك في حياتك أنا .. أنا " "اششششش .. " قالها مفرح يسكتها وهو يدفن وجهها في صدره وأضاف بهمس " دعينا نقوم بما نفعله دوما .. لا مزيد من الحديث عن ما يؤلمنا .. هيا لننام" تشبثت به بقوة وهي تبكي على صدره .. فشدد من احتضانها يقبل رأسها .. وهو يؤنب نفسه على عدم صبره عليها أكثر ! ×××× انتهى الحفل أخيرا وودع العرسان المدعوين ثم وقفوا في بهو الفيلا يتلقون الأمنيات بالسعادة من غنيم وزوجته التي كانت توزع القبلات على ولديها .. فابتسمت بسمة للجميع ابتسامة مصطنعة قبل أن تتحرك نحو سلم الطابق العلوي ليقول كامل بلهجة ذات مغزى "ألن تنتظريني ؟!!" دارت شعورها بالضيق وتطلعت في وجهي غنيم وسوسو قبل أن تبتسم دون رد وهي تنتظره عند أول السلم ..وحين اقترب منها كامل حدجته بنظرة من عينيها القاتلتين بزرقتهما حتى لا يحاول فعل أي شيء استعراضي يستفزها.. فلم يرغب كامل في الضغط عليها خاصة وهو يجدها من أول اليوم متحفزة فمنحها ذراعه قائلا "هيا يا عروسي" بلعت بسمة ريقها وتأبطت ذراعه بينما يدها الأخرى ترفع طرف الفستان عن الأرض وصعدا نحو الطابق العلوي .. كان السلم يتفرع عند المنتصف لسلمين أخبرها كامل مشيرا على الناحية اليمنى "هنا غرف إضافية نستخدمها للضيوف لأن والداي يسكنان في الطابق الأرضي (ثم توجه بها ناحية اليسار يقول ) جناحي أنا وشامل هذه الناحية " وتحرك بها ليصعدا مزيدا من درجات السلم المؤدية للطابق العلوي .. القسم الخاص بالتوأمين عبارة عن صالة واسعة بها بعض الأرائك الأنيقة وشرفة في الواجهة مزينة بستائر قماشية على أحدث موضة .. وجناح كامل وبسمة في واجهة السلم على يمين الصالة بينما جناح شامل وونس إلى يسارها بجواره غرفة الألعاب التي تحتوي على شاشة عملاقة لألعاب الفيديو ومكتبة موسيقية وورقية تخص التوأمين . أشار لها كامل للأمام فأسرعت بالذهاب نحو الجناح وكأنها تريد أن ترتاح أخيرا بعد فترة من شد الأعصاب والتوتر والترقب و .. التمثيل . بمجرد أن دخلا وقفت بسمة بتوتر تتطلع في الغرفة الواسعة حولها وبالأخص في السرير المفروش بمفرش مبهر من الأورجنزا بينما كامل كانت عيناه تتفحصان على مهل تفاصيلها بتدقيق وهي تقف أمامه في غرفته أخيرا .. بتلك الطلة التي تحبس أنفاسه . أخيرا بسمة هنا في بيته .. أخيرا زائرة أحلامه أضحت حقيقة أمامه . أخيرا يا كامل . استدارت إليه تقول بتوتر " هذا سرير واحد" رد عليها بلهجة متهكمة" وهل كنتِ تتوقعين مني أن أضع سريرين لأفضح نفسي أمام عائلتي .. يكفي ما تحمله أبي وأمي حتى الآن " غمغمت بحزن "أنا عالة عليكم أليس كذلك؟" ماذا يقول .. أيخبرها بأن الفرحة حينما تكون مميزة لا تأتي إلا مع الألم؟ أيخبرها بأنه رغم كل ما يعانيه وسيعانيه معها ليس نادما أبدا ؟ أم يخبرها بأنه لولا ذاك الحب الذي تملكه أسيرا لما تكبد هو عناء كل هذا . أيخبرها بأنه عالق بينها وبين كرامته .. بين قلبه وكبريائه .. بين ماضيها ومستقبله .. ولا يعرف للسلام الداخلي طريقا منذ أن قابلها. اضافت ببرود متعمد تنهر نفسها من أن تكون مثيرة للشفقة وتحاول السيطرة على رغبة ملحة للبكاء" لكنك أيضا تفعل ذلك من أجل إتمام زيجة توأمك" ظل كامل واقفا بصمت يطالعها ويديه في جيبي بنطاله فنظرت بسمة للأريكة ثم سألته "وأين ستنام أنت؟" تحرك يفك رابطة عنقه ويخلع سترته ويعلقها على المشجب قائلا ببرود " أنا سأنام على السرير بالطبع " هتفت باستنكار "وأنا؟" رد بنفس البرود ليداري اشتعالا داخليا " كما تريدين هذا يعود لك .. أمامك أن تشاركيني في السرير أو أن تنامي على الأريكة.. أو على الأرض " قالها ببطء متعمدا استفزازها فالشجار ربما كان أفضل من ذلك الهدوء المشحون بالانفعالات المكبوتة .. جزت بسمة على أسنانها ورفعت طارف ثوبها تتحرك نحو خزانة الملابس ثم تذكرت بأنها قد أرسلت حقائب ملابسها صباح اليوم ..فخلعت حذائها ذا الكعب العالي واسرعت نحو إحدى الحقائب تحاول حملها بعصبية. راقبها كامل لثوان صامتا ثم تحرك يحمل الحقيبة عنها ويضعها على طرف السرير ..فغمغمت بسمة باضطراب "شكرا" ثم بدأت في محاولة فتح الحقيبة بعصبية .. منحها كامل بضعة ثوان قبل أن يميل بجسده الضخم أمامها ليفتح الحقيبة فابتعدت للخلف قليلا حتى لا تحتك به . فتح الحقيبة لها ثم ابتعد بسرعة يقف عند الخزانة ويخلع عنه ملابسه بخشونة وكأنه لم يعد يطيقها عليه فأولته بسمة ظهرها وضربات قلبها تصم أذنيها . بعد أن بدل ملابسه لملابس أكثر راحة تحرك نحو باب الغرفة قائلا " هذا الباب ممنوع اغلاقه من الداخل ما دمت أنا بالخارج .. الشيء الوحيد الذي سأسمح لك بإغلاقه هو الحمام ( واردف بلهجة ذات مغزى حينما استدارت إليه ) إن أردتِ ... غير ذلك فعلينا أن نتكيف مع وجودنا سويا في هذا الجناح والأهم (ورفع سبابته يضيف بلهجة محذرة ) أبي وأمي لا أريدهما أن يشعرا بأي شيء غير طبيعي .." قالها وأغلق الباب خلفه تاركا بسمة متسمرة تتطلع فيه بمشاعر مرتبكة . ×××× أما العروسان الأخران فبعد أن انتهى غنيم من الاتصال بالحاج عيد للاطمئنان بأنه قد وصل سالما للبلدة وطمأن ونس التي قضيت الجزء الثاني من الحفل تبكي تارة متأثرة بفراق والدها وتضحك وترقص تارة أخرى رغم عدم التقاط سماعتيها للنغمات والموسيقى بشكل سليم كالحاضرين .. قالت سوسو بتأثر" مبروك يا حبيبي.. هيا اصعدا لجناحكما" مال شامل ليقبّل رأس أمه ثم تحرك نحو ونس وحملها بغتة فوق ذراعيه .. فأطلقت صرخة متفاجئة قبل أن تغطي وجهها بكفيها بحرج بينما قال هو لوالديه الواقفان يتطلعان فيه بابتسامة متسعة" تصبحان على خير " قالها وتحرك يصعد بعروسه للسلم فاقتربت سوسو من زوجها ووقفت بجواره يتابعان ابنهما وهو يحمل عروسه نحو الطابق العلوي ثم تبادلا النظرات المتأثرة قبل أن تغمغم سوسو" هل تعتقد أنه قد حان الوقت لنطمئن عليهما أخيرا يا غنيم ؟" لف ذراعه حول ظهرها يقول" أتمنى ذلك يا سوسو .. اتمناه بشدة .. أن يستقرا ويؤسسا عائلة وبيت .. (ثم سحب نفسا عميقا وأضاف براحة ) المهم أن اليوم انتهى ..والله للحظة شعرت صباح اليوم بأنه سيكون يوما صعبا لكن ربك كريم وسترها ويسرها معنا " في جناح العروسين أنزل شامل عروسه التي لا تزال تخبئ وجهها وقال" عليكِ بفتح عينيك لتشاهدي جناحنا جنيتي" انزلت ونس كفيها ووقفت تتطلع حولها بانبهار .. لقد صور لها شامل الجناح من قبل لكنه في الحقيقة كان مختلفا بألوانه المبهجة وورق حائط لورود مختلفة الألوان .. فدارت حول نفسها تحدق فيما حولها بينما اقترب شامل منها يقول خلف أذنها "يكفي تحديقا في الجناح سيكون عندك العمر كله للتدقيق فيه (ومرر كفيه على أعلى ذراعيها ببطء يقول بلهجة حارة ) دعينا أولا نرى هذا الفستان عليك بدون تلك البلوزة التي تحته حنى نراه على حقيقته" بارتباك شديد خلصت ونس نفسها منه مبتعدة لكن شامل اقترب مجددا ومال يدفن وجهه في عنقها ويطبع قبلة ملتهبة قائلا" أنا عندي لك اسرارا كثيرة جدا أريد أن أخبرك بها يا ونسي" دفعته ونس بعيدا بارتباك فتفاجأ شامل بحالتها ليقول باندهاش "ماذا حدث يا ونس؟؟" أشارت له نحو الباب ثم على فستانها بما يعني أن يخرج لتبدل ملابسها .. فاتسعت ابتسامته وقال وهو يعود ليقترب منها ويتحسس خصرها بأصابعه " دعيني اساعدك في خلع ملابسك فلهاذا الأمر أيضا أسرار" لاح التوتر الشديد على وجه ونس وبدأت تخرج همهمات معترضة مرتبكة من حنجرتها وهي تبعده عنها بإصرار ثم أخذت تدفعه نحو باب الغرفة بقوة وكأنها تدفع شاحنة عملاقة بينما شامل عيناه متسعتان متفاجئا وهو يهتف "ونس .. ونس ماذا حدث ؟؟؟" فتحت ونس الباب ودفعته وهو لا يزال مذهولا ليتفاجأ بأنه قد أضحى خارج الغرفة فقال وهو يهم بالدخول "حبيبتي أنا مدرك لخجلك لكن ..." أغلقت ونس الباب بسرعة وسمع صوت اغلاقه من الداخل فأمسك بالمقبض يحاول فتحه قائلا" ونس .. افتحي يا ونس " شعر بأن صوته عال فأخفض صوته يضيف بهمس" حسنا فلنجعله سرا واحدا فقط اليوم " حينما لم يجد استجابة نفخ بغيظ وتمتم وهو يتحرك نحو الشرفة" ماذا حدث لها فجأة ؟!!" عندما دخل إلى شرفة الصالة تسمر حين وجد كامل يوليه ظهره محدقا في الفراغ المزين بأنوار الحديقة يديه في جيبي بنطاله والذي بادره بالقول دون أن يستدير " شَرّف يا حبيبي بجوار أخيك شَرّف" لملم شامل شفتيه حتى لا يضحك وقال مدافعا " تركتها لتبدل ملابسها بأريحية .. تعرف خجل العروس " صوت ضحكة خافتة ساخرة خرجت من فم كامل دون أن يستدير إليه ثم تمتم يقلده بلهجة متهكمة " اشعر بالحماس الشديد .. يا ناس يا شر يكفي قر !" ناظره شامل بغيظ .. فاستدار إليه كامل أخيرا وعلى وجهه ابتسامة واسعة قبل أن يمد ذراعه ويلفه حول عنق الأخر ويميل برأسه للأمام ضاغطا على عنقه وقائلا بغل ظاهري وسعادة داخلية " مبارك لك يا فلذة كبدي" قال شامل متوجعا " أأأأه رقبتي يا حَلّوف .. لازلت عريسا " تركه كامل ضاحكا ثم أعاد يديه إلى جيبيه وعاد للتحديق في الفراغ.. فتأمله شامل للحظات يشعر جيدا بما يعتمل في صدر توأمه من مشاعر قوية ثم سأله" ألا يوجد أي أمل؟" أجاب كامل باقتضاب" جاري البحث عنها" عقد شامل حاجبيه وسأله" البحث عن من؟" نظر إليه كامل ورد بابتسامة متهكمة" عن (أمل)" اتسعت ابتسامة شامل وضرب كفه بكف أخيه الذي تطلع في الصالة وعاد ليسأله "وهل انتحرت (أمل) عندك الليلة ؟" قال شامل بإصرار" لا إن شاء الله .. أنا عائد إلى (أمل) أقصد إلى ونس ..ولن أترك باب الغرفة حتى لو اضطررت لأن أنام أمامه" قالها وغادره وهو يسمع صوت ضحكة توأمه الساخرة تطارده. اقترب شامل من الباب وأمسك بالمقبض يقول بصوت هامس "ونس ألن تفتحي لجني المصباح؟" انفتح الباب بسهولة في يده بمجرد أن ضغط على المقبض .. فأدرك بأنها قد عادت وفتحت القفل من الداخل ليسرع بالدخول ودارت عينيه في الجناح وهو يقول بترقب "ونس .. يا جنية" في أحد الأركان بجوار الممر الصغير المؤدي للحمام لمحها .. ثم شهق وأسرع بإغلاق الباب وتأكد من غلق القفل جيدا وعيناه لا تحيدان عنها متمتما بحشرجة" ونس " وبدأت يديه تلقائيا في فك أزارا قميصه وعيناه تمران عليها صعودا وهبوطا وهو يقترب منها ببطء . كانت تقف أمامه تخبئ وجهها بكفيها في حرج شديد .. فقد تحمست بشدة لارتداء قميص نوم بعينه من بين ملابسها حتى تفاجئه متجاهلة نصائح مليكة بأن ترتدي القميص الأبيض الطويل .. لكن الآن.. وبمجرد دخوله للغرفة هربت منها شجاعتها وانتابها الخجل مما ترتديه وندمت على تهورها ... فدوما تتصرف بدون تفكير. همس شامل اسمها بحشرجة وعيناه تدققان بذهول في القميص الشفاف ذو اللون (الفوشيا) الذي يصل بالكاد لمنتصف فخذيها ويكشف عما تحته دون أن يترك أي مجال للتخيل .. كان ضيقا عند مقدمة جذعها يحدد تفاصيلها الانثوية الرقيقة وينسدل بعد ذلك باتساع حتى نهايته ورسم الحناء الملونة رقيق أعلى ذراعيها وعلى ساقيها .. أما حمالات القميص فكانت من الدانتيل تظهر جمال كتيفها الأبيضين وعنقها من تحت شعرها الكستنائي الطويل الذي تم فرده فتخلى عن موجاته الطبيعية والذي يغطي جزء من وجهها في وقفتها حافية القدمين تميل للأمام قليلا باهتزاز خفيف يدل على ارتباكها .. فخلع شامل القميص وألقى به أرضا وعيناه لا تزالان مأسورتين بما يراه .. كان اللون (الفوشيا) قويا مضيئا أمامه يجمع بين نقيضين فاللون أنثوي بامتياز .. وفي الوقت نفسه يذكره بحلوى غزل البنات الملونة .. وتفاصيل القميص الـ شفاف جدا الذي يوشك أن يصيبه بسكتة قلبية مع تفاصيل جسدها الأبيض الرقيق ..بينما وقفتها بهذا الشكل المرتبك تفرك قدميها ببعضهما وتخبئ وجهها عنه يمنحها نكهة طفولية وشهية في الوقت ذاته. بلع ريقه الجاف بصعوبة وقال وهو يبعد يدها عن وجهها بحذر "جنيتي أريني وجهك ليكتمل جمالك " بعد بضعة محاولات استجابت ونس لأصابعه التي تبعد كفيها فرفع ذقنها لتواجهه بخديها المتوردين وتشير له بأنها ترغب في أن تقول شيئا . تماسك شامل يخبر نفسه أن يهذب تلك المشاعر الهمجية التي تلح عليه لحظتها وأخرج هاتفه من جيبه يعطيه لها .. فأخذته بيد مرتعشة وكتبت عليه بصعوبة من هول ارتباكها.. بينما رفع شامل يده ليرفع شلالات شعرها الكستنائية التي مالت معها ليبعدها عن وجهها ثم نظر لما تكتب " تحمست جدا للقميص منذ أن رأيته لكني الآن أشعر بالخجل الشديد" لم يعطها شامل فرصة لأن تكتب المزيد بل مال بوجهه بوضع جانبي واقتنص شفتيها معلنا بأنه لا مزيد من الانتظار. سقط الهاتف من يد ونس وقد أحاط بها لهيب مشاعره فداس شامل على الهاتف وهو يقترب منها أكثر ليلصقها به ويحيطها بذراعيه مقتنصا المزيد من القبلات من شفتيها الشهيتين. بعد دقائق حرر شفتيها وكفه تندس داخل شعرها ليلمس مؤخرة عنقها قائلا بصوت مشحون بالمشاعر وعيناه تغزوان أعماق عينيها البنيتين "أخيرا يا جنيتي أصبحتِ ملكا لجني المصباح .. (وجال بنظراته على وجهها ثم أضاف) دعيني أخبرك ببعض الأسرار الليلة " وعاد يلتهم شفتيها من جديد ثم يطبع قبلات حارة على ذقنها ورقبتها وجسده الملتصق بجسدها يستشعر ارتعاشها وخجلها ثم رفع رأسه يسألها وهو يتحسس سماعتيها الكبيرتين نسبيا خلف أذنيها "ألن تخلعي السماعات ؟" أحست بأنها ستكون فاقدة لحاسة مهمة من حواسها وهي مقبلة على لحظات فاصلة في حياتها فحركت رأسها برفض شديد ليقول شامل مطمئنا" لا بأس على راحتك " تحركت كفه على تفاصيلها يرسل لها موجات كهربائية لذيذة في أعصابها قبل أن يبعد إحدى حمالات القميص عن كتفها ويميل ليطبع قبلاته الحارة عليه ثم على عنقها . وخلال دقائق كان يحملها بين ذراعيه برفق ابعد ما يكون عما يجيش في صدره من انفعالات ويرقدها على السرير ثم قال وهو يخيم فوقها" هل تعلمين بأن مشاهد القبلات التي ترينها في الأفلام والمسلسلات لها بقية لكنهم لا يذيعونها ؟" رمشت ونس بعينيها عدة مرات تائهة في بحر عاصف من المشاعر يحيط بها لحظتها فغمغم شامل بلهجة شقية قبل أن يطبق على شفتيها من جديد " أنا سأخبرك بالتفصيل عما لا يذاع للمتفرجين " ×××× يتبع بقية الفصل على هذا الرابط https://www.rewity.com/forum/t464653-126.html التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 12-06-20 الساعة 11:25 PM | ||||||
|  |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
2430Likes
.png)
العرض العادي
