آخر 10 مشاركات
مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          الهاجس الخفى (4) للكاتبة: Charlotte Lamb *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          28 - الثأر - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : وردة دمشق - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2430Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-20, 10:58 PM   #1251

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2


(2)



جلست على طارف السرير ولم تتخل عنها شدة أعصابها بعد .. أو ربما هو الترقب .. أو القلق لوجودها في مكان جديد .. مكان يخصه هو .. رغم أن كل شيء فيه جديد .. أثاث الغرفة وورق الحائط الأنيق جدا ..كل شي..
لكنها تشعر بأن وجوده طاغي في المكان .. المكان الذي يخلو منه الآن ..
كل شيء جديد في المكان إلا هي ..
فلا تعرف إن كانت لا تزال بسمة القديمة أم أضحت بسمة جديدة .
ولا تعرف سببا لتلك المشاعر المتناقضة بداخلها..
أنه حاضر رغم عدم وجوده ..
وأنها تشعر بالراحة لاحترامه لوعده وبالإحباط في نفس الوقت ..
تتنازعها رغبتان .. رغبة في ألا يحاول مغازلتها حتى لا تشعر بأنها أنثى للاستعمال السريري فقط .. ورغبة في أن تكون أنثاه .. رفيقته .. رفيقة كامل نخلة .
عادت للتفكير في بانة .. تلك الضيفة التي احتلت أفكارها اليوم لأول مرة .. وذلك الشعور بالاحتراق الذي صاحب ظهورها ..
اخترقت خاطرة أخرى مخيلتها كانت أشد إيلاما .. هل كان قبوله بالزواج الصوري منها ليرضي أهله حتى لا يضطر للزواج الفعلي من فتاة غير بانة؟! ..
ألهذه الدرجة يحبها فظل كل هذه السنين عازفا عن الزواج من بعدها؟! ..
نظرت لباب الغرفة وتساءلت لماذا تأخر ؟.. هل قرر أن يبيت الليلة بعيدا .. حتى يبقى وحيدا مع ذكرياته مع بانة!!..
حضنت بسمة نفسها شاعرة فجأة ببرودة شديدة وبوخز في قلبها .. لكن ما ادهشها ذلك الشعور الخبيث الذي تسلل إليها بالشفقة عليه .. الشفقة بأنه لم ينل الفتاة التي تمناها!!.
ذلك الشعور (الغريب) استدعى استهجانها على الفور فغمغمت لنفسها بضيق" أنت فقدت عقلك يا بسمة .. بالتأكيد فقدت عقلك "
××××
من شرفة شقته وقف عماد يتطلع في سيارة بدير التي كان يقودها ابن عمهما بسطاويسي والتي توقفت أمام البيت فترجل منها بدير ووقف قليلا ممسكا ببابها حتى لا يفقد توازنه.
لم يحتاج عماد لأي ذكاء ليفهم أن أخيه لم يكن في كامل وعيه .. ويؤكد هذا قيادة بسطاويسي للسيارة بدلا منه والذي خرج يقول له بهمس حتى لا يجرح سكون الليل "بدير يا ابن عمي سأركن السيارة هنا ..انتظر حتى أعطيك المفتاح .. (وهدر من بين أسنانه ) تماسك قليلا وإياك أن تقع "
قال بدير بصوت عال "أقع !!.. أقع !! أنا بدير العسال لا أقع أبدا "
ضرب بسطاويسي على فمه عدة مرات يقول موبخا" اششش أخفض صوتك يا بدير ليس من المفروض أن يراك أحد بهذه الحالة "
هتف بدير بانزعاج" ما بها حالتي... ها؟"
أسرع بسطاويسي بركن السيارة بسرعة ليعطيه المفتاح حتى يدخل الأخير قبل أن يفضح نفسه فقد كان ملازما له طوال اليوم كي لا يتهور ويفعل ما يمكن أن يفسد حفل زفاف بنت الوديدي ويضر بنفسه وباسم العائلة .
من الشرفة المظلمة ظل عماد يتابع المشهد وابتسامة ساخرة معلقة فوق شفتيه وغمغم في سره "سعادة الباشا العاشق ليس في وعيه بسبب زواج حبيبة القلب .. بينما نحن نبحث عنه منذ ساعات ولا نستطيع أن نصل لهاتفه المغلق لنخبره بالمصيبة التي حلت على رأس آل العسال"
أعطى بسطاويسي المفتاح لبدير وادخله للبوابة ثم أغلق الباب وتحرك مغادرا نحو بيته القريب وهو يغمغم بامتعاض "شفاك الله من هَبَلك وتفاهتك يا ابن عمي قبل أن تدمر نفسك وعائلتك "
اقتربت هدى من زوجها تسأله "هل وصل بدير؟"
هز رأسه بصمت فأخبرته بقلق" هل ستنزل لتخبره بالمصيبة التي حدثت وطلاق أخته؟"
قال عماد وهو يدخل للغرفة ويغلق باب الشرفة" لا ..فهو لن يستوعب أي شيء الآن"
تكلمت قلقة على زوجها" إذن تعال لتنام يا عماد ..أنت تحرق دمك منذ أن جاءت مطرودة من بيت زوجها ..وكدت أن تؤذيها لولا أنها احتمت بغرفتها بسرعة وأغلقت على نفسها .. نام بالله عليك واهدأ"
جز عماد على أسنانه يقول بغيظ "عادت إلينا مطلقة بنت ال*** وانفضحنا بينما الباشا العاشق في ملكوت أخر"
أما كاميليا فتسمّعت من خلف باب غرفتها لخطوات بدير وانتابها القلق من ردة فعله .. لكنها تنفست الصعداء حينما سمعت خطواته تبتعد فشعرت ببعض الراحة وعادت لسريرها الذي تنام عليه ميس تخبر نفسها لتهدئ من روعها "تماسكي يا كاميليا .. عليك بإقناع الجميع بمعاناتك وبأنك تستحقين فرصة أفضل من هذه .. فرصة ستختارين فيها هذه المرة بشكل أكثر نضوجا وذكاء وتعوضين فيها ما ضاع من عمرك في زيجة ليست من مقامك ولا من مستواك "
عادت بجذعها لتستند على ظهر السرير شاعرة بالتحرر ..وبأن كل شيء سيسير في صالحها من الآن فصاعدا .. يكفي بأنها عادت لمكانها في بيت العسال ..وبأن القرية قد خلت الآن من أي منافسة لها بعد رحيل بنت الوديدي عنها .. بنت الوديدي المحظوظة التي تنعم الآن في حضن ذلك الضخم مفتول العضلات تنتشي برجولته في فيلا فخمة..
لكنها لن تستسلم .. بل ستعتبر أن ما حدث هذا هو فرصة لها لتعدل من مسار حياتها ..
أغمضت عينيها واستدعت خيالاتها الخاصة التي تهرب فيها من واقعها .. خيالها الذي تحقق فيه ما لا تستطيع تحقيقه في الواقع .. تسرح مع ما يسعدها ويرضي جموحها .
رأت نفسها أمام رجل مفتول العضلات يخرج من سيارة ضخمة تدل على ثرائه وبأنه معجبا بها بشكل واضح بل ويتذلل إليها لتقبل به وبحبه وهي تتدلل وتتمنع .. ورأته يعدها بأنها لو تزوجت منه سيصنع منها نجمة سنيمائية واثقا بأن جمالها سيحكي عنه الجميع .. وحينما وافقت نظر إليها ذلك الرجل بامتنان لأنها تنازلت وقبلت به .
ارتسمت ابتسامة سعيدة منتشية على وجهها لذلك التخيل المريح للأعصاب ..لكنها قفزت فجأة من مكانها لتعتدل في جلستها على السرير متسعة العينين وهتفت بجزع وهي تلطم على وجهها" ذهبي .. كيف تركت البيت بدون أن آخذ علبة مصوغاتي الذهبية !!"
في غرفة بدير أغلق بابها يدندن بخفوت فاستقامت وجدان بمجرد أن دخل..
لقد كانت في شدة القلق عليه منذ أن اختفى من أول اليوم مغلقا هاتفه .. خاصة وأنه ليس بحالة جيدة منذ أيام ويقضي كل وقته خارج البيت .
كانت تريد أن تطمئن عليه .. وخافت من أن يقوم بأي تصرف أهوج يضر به بسبب زواج تلك الساحرة التي سحرت له وربطته بها .. وأرادت أيضا أن تخبره بما حدث لكاميليا لكنها أدركت بمجرد أن دخل وأغلق الباب خلفه بركلة من قدمه بأنه ليس في وعيه .. فهتفت بقلق "بدير"
اتسعت ابتسامته وفتح ذراعيه لها يقول "حياة بدير ..روح بدير .."
تطلعت فيه بارتباك وهو يقترب منها ثم تسمرت حين حضن وجهها بكفيه قائلا بلهجة حارة "أخيرا يا حياتي .. أخير تحقق الحلم وأصبحتِ لي"
اتسعت عينا وجدان ذاهلة بينما مال بدير يقبّل وجهها وعنقها ويديه تعبثان لتنزع عنها ملابسها وهو يقول" أين ذهبت زرقة عينيك يا روح بدير ؟.. أ تحرميني منها يا بسمة في ليلة زفافنا ؟!!"
قاومته وجدان هاتفة بغضب" ابتعد يا بدير ..ابتعد عني لا أطيقك .. ابتعد هيا واذهب وابحث عنها "
انقلب وجهه فجأة وشرست ملامحه فقيد حركتها بذراعيه يمنعها من الابتعاد وظل يناظرها بغضب شديد والشرر يتطاير من عينيه ..فتأملت حالته وهي تكتم بكائها وغمغمت ببحة متوسلة " ابتعد يا بدير يكفيني ما أنا فيه"
هدر فيها بقوة" إياك يا بسمة .. إياك ومحاولة الهرب مني مرة أخرى .. لقد أصبحت ملكي .. ملك بدير العسال "
قالها وهو يسحبها ويميل بها ويرقدها على السرير بالقوة وسط مقاومتها.. إلا أنه خلع جلبابه يلقي به أرضا وانقض عليها قبل أن تستقيم بجذعها وتهرب قائلا وهو ينزع عنها ملابسها بعنف" أنت أصبحت ملكي للابد يا بسمتي .. فدعيني أخبرك كيف يكون العشق .. وكيف تكون لوعة الحب وناره ... دعيني أثبت لك كيف تكونين بين ذراعي رجل بحق ..رجل كبدير العسال"
أمطر وجدان بقبلات كانت كالوخز المؤلم على جسدها تلسع روحها وقلبها على السواء .. فهمدت مقاومتها بعد حين واستسلمت له .. استسلمت لأن يستعملها كبديل لأخرى .. لأن يفضي فيها رغباته المكبوتة ..
ظلت تحته كالجثة الهامدة تبكي بدون صوت وتغرق الفراش تحتها بنزيف جراحها .. بينما بدير مستمر في بثها لوعة قلبه على حب نبت في أرض مريضة .. قلب مريض .. فأنبت زرعا شيطانيا .. طرحا مسموما .. يسمم به كل من حوله .
××××
كانت ممددة بجواره رأسها مرفوعا ومستندة على مرفقها وهي ترسم بأصبعها رسوما وهمية على صدره العضلي العاري .. بينما شامل يتأملها من تحت جفنيه المسترخيين ثم قال مناكفا" تتشاقين الآن بعد أن عذبتيني وكدتِ أن تزهقي روحي منذ قليل !"

كتمت ونس ضحكتها بكفها محرجة بشدة واستندت بمرفقيها لتقترب منه أكثر حتى أصبحت تشرف برأسها عليه وهي تحكم من لف غطاء السرير الخفيف حول جسدها العاري ..ثم دققت عن قرب في جبهته ومدت أناملها ولمست أثرا لندبة عند بداية منابت شعره تشير له عليها مستفهمة.
تأمل هيئتها الحلوة الشهية وشعرها كشلالات كستنائية تضفي روعة لجمالها الرقيق المُسْكِر..ثم رفع كفه يبعد أطرافه إلى خلف كتفها وهو يرد عليها بلهجة مسترخية "هذا جرح قديم نتيجة شجار بيني وبين كامل"
عبست ملامحها فأضاف "شجارنا دوما عنيفا منذ صغرنا.. وستجدين ندبات كثيرة عندي بسببها وهو أيضا لديه ندبات بسببي "
رسمت ملامح وجهه الرجولية الجذابة بأنظارها غير مستوعبة لأنها معه وحدهما دون أي حواجز أو قيود وبأنها زوجة هذا الجني الوسيم .. وغمغمت في سرها " أي خيال جميل هذا ! ..يبدو أني قد عثرت بالفعل على المصباح السحري "
تمنت أن تخبره بهذه الخاطرة .. فتطلعت حولها تبحث عن هاتفه ليسألها شامل" عم تبحثين؟"
رفعت يدها على أذنها تشير بما يعني الهاتف .. فرد وهو يتأملها" أخر عهدي به أنه سقط على الأرض ولا أعرف مصيره بعد ذلك "
بحثت حولها في الأرض ثم أطلت برأسها على الناحية الأخرى من السرير مستندة على صدره فمد شامل كفه يتحسس كتفها وذراعها فوق خطوط الحناء الملونة .. لتنكمش ونس لأول وهلة بوجل العروس قبل أن تنظر إليه بنظرات مستعطفة تشير بذقنها على بقعة ما فوق السجادة الأنيقة حيث يكون الهاتف .
رد شامل ببرود "أنا غير مستعد لترك السرير ولو لثانية واحدة حاليا (وأضاف بلهجة شقية) اذهبي أنت إن أردت "
نظراته المشتعلة جعلتها تنظر تلقائيا لغطاء السرير الخفيف الذي تتدثر به فاحمرت وجنتيها وشددت من لفه حول جذعها ثم نظرت للقميص الفوشيا الملقى بعيدا على أرض الغرفة ..وعادت تنظر له بتساؤل.. ليومئ لها شامل بما يعني أنه لن يحضر القميص أيضا وأن عليها هي أن تذهب لإحضاره هو الأخر .
لملمت ونس الغطاء حول جسدها أكثر وهي تتطلع في جدية طلبه ثم انفجرت ضاحكة بحرج ومالت تخبئ وجهها في صدره فشاركها شامل الضحك وهو يمد يده من تحت الغطاء ويتحسس تفاصيلها بشقاوة .
رفعت ونس رأسها وشعرها يضفي هالة جميلة حول وجهها المخضب كله بحمرة الخجل فناكفها قائلا "هيا .. لماذا لم تتحركي لتجلبي القميص !"
رفعت كتفيها بتدلل ترفض بدلع أنثوي فقال شامل بصوت أجش مناكفا " تتميّعين ثم تتشنجين بعد ذلك حينما أرغب في أن أخبرك بالأسرار"
عضت على شفتها تكتم ضحكة شقية وتناظره بنظراتها الثعلبية الماكرة اللذيذة مستعيدة في ذهنها كيف عذبته قبل قليل حتى مكنته من إتمام زواجه بها بينما قال شامل معاتبا بلطف "لماذا التشنج يا ونس ألا تثقين بشامل؟"
هزت رأسها بلا .. تقصد بأنها تثق به فقال باستنكار مناكفا رغم إدراكه لقصدها" تقولين لا؟ !! لا تثقين بي !!"
ضحكت تحرك سبابتها أمام وجهه نافية ..ثم أومأت موافقة .. فاستمر في مناكفتها هاتفا " تقولين نعم لا تثقين بي ؟!!"
انفجرا ضاحكين وضمها إلى صدره.. فرفعت رأسها تتأمله ثم ربتت على صدره بنظرات معتذرة .. فقال شامل بلهجة حانية متفهما لخجلها كعروس " لا بأس يا جنيتي .. صحيح عذبتي شامل معك بتشنجك لكني متفهم .. ( وطبع قبلة على شفتيها هامسا) مبارك يا حرم شامل نخلة .. المرة القادمة عديني أن تكوني أقل تشنجا .. كما رأيتِ .. هذا السر جميل جدا .. (وتطلع في عينيها بتساؤل) أليس كذلك ؟"
انفجرت ونس في الضحك وغطت وجهها بكفيها فانسدل شعرها يحجب عنه هيئتها الشهية .. مسببة ارتجافا لقلبه كما فعلت بكيانه كله معها منذ قليل ..
إنها لحظة الرضا .. لحظة الشعور بالامتنان لرب الكون الذي جمع بين قلبيهما دون أي تعقيد ..
لحظة تطابق الشفرة السرية بينهما ليضاء بعدها ضوء داخلي دافئ معلنا توديع سنوات الوحدة والوصول للحظة الاكتمال .. الاكتمال بنصفه الأخر أو نصفه الضائع .. وهو أكثر من يشعر بالفارق .. فدوما كان يشعر بأن نصفه الأخر هو كامل بما أنه ولد مع توأم .. خاصة وأن علاقته بكامل علاقه ليست شبيهة بأي أحد .. علاقة اجبارية لمرافقة انعكاس صورتك في المرآة .. لكن بدخول ونس حياته أدرك بأنه كان يعاني من وحدة من نوع أخر .. يتوق لدفء من نوع خاص ليسكنه ..
رفع لها شعرها ثم أبعد كفيها عن وجهها الذي ازداد احمرارا وقال ضاحكا" ما الذي يُضحك يا ونس؟.. أنا اسألك هل أحببت السر ؟"
عادت لتخبئ وجهها بكفيها من جديد فضمها شامل إلى صدره بقوة مبتسما برضا.. رغم ذلك الشعور الدفين بالحزن على توأمه فقد كان يتمنى أن يفرحا نفس الفرحة في يوم واحد ليس فقط لأن الفرحة تكون لها طعما خاصا .. ولكن لأنه يعلم جيدا كيف يتلهف كامل لنيل رضا بسمة .. ولنيل ما يتلهف إليه كرجل ..
تخلت ونس قليلا عن شعورها بالخجل ورفعت وجهها إليه تتأمله من جديد وكأنها تريد أن تتأكد كل فترة بأنه حقيقة .. فأنزل شامل أنظاره يتطلع فيها عن قرب قبل أن يرفع رأسه ويميل عليها قائلا " لن أتركك حتى تخبريني برأيك في السر الذي قلته لك "
واطبق على شفتيها بلهفة جديدة.
××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 10:58 PM   #1252

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

(3)



أخذ كامل يضرب بقبضته يمينا ويسارا في كيس الملاكمة المعلق في غرفة الألعاب ..في محاولة للسيطرة على فورة المشاعر التي تحاصره وتضغط عليه كأي عريس في ليلة زفافه ..
مشاعر أضيف عليها مشاعر غضب وغيرة حارقة وظنونا وأفكارا سوداء تأكل في رأسه وقلبه وأعصابه وتجعله يفكر في ليلة زفاف بسمة من زوجها السابق.. وآلاف التساؤلات القديمة والمستجدة تتصارع في رأسه .
خلع القفازين وهو يلهث وتحرك يلتقط منشفة من الحمام الصغير الملحق بغرفة الألعاب وأخذ يجفف العرق من فوق جبينه وعنقه وذراعيه البارزين من فانلته الداخلية .. بعدها حاول أن يجلس على الأريكة ليستريح لكنه لم يقدر .. فعاد للوقوف وتحرك جيئة وذهابا في الغرفة يترك نفسه لأفكاره السوداء مقررا بأن ذلك أرحم من أن يضعف ويندفع نحو غرفته التي بها حبيبته لا يعلم بعدها كيف سيتحكم في أعصابه وهو في هذه الحالة .. ليس فقط خوفا من اخضاعها لما لا ترغب فيه.. و من مشاعره السلبية التي من الممكن أن تؤذيها.. ولكن لعدم رغبته في كسر كلمته معها .. فلا يسمح لنفسه أبدا بأن يخلف وعدا قطعه على نفسه فذاك يمس رجولته ..
وربما كان تمسكه بالوعد هو منقذه مما تتوق إليه نفسه بإلحاح يصل إلى حد التعذيب .
××××
على سريرها كان يجلس منذ أن وصل إلى البيت .. يجلس ساكنا دون حركة ومقلتاه تتحركان في الغرفة ..
يتذكرها في مراحل عمرها بين قفزات الفرح وانكسارات الحزن والخيبات .. ويشعر بالسرير باردا تحت كفيه الموضوعين بجواره على الملاءة.. بل البيت كله بارد صامت ..
وكأنها رغم خرسها كانت تملأه صخبا بوجودها الصامت .
الشعور بفراقها صعب .. صعب لدرجة تشعره بألم شديد في صدره لكنه غمغم لنفسه " سترت البنت يا عيد .. سترتها قبل موتك وأكرمك الله وأكرمها.. عليك أن تشكر ربك وتتحمل فراقها "
قالها ومال على جانبه مستلقيا على سريرها ومتجاهلا تلك الدمعة التي انحدرت من عينيه الغائرتين وسط تجاعيد وجهه وأخذ يردد "اللهم لك الحمد والشكر "
ولم يكن عيد وحده من بات باكيا .. فقد سمحت إسراء لدموعها بالانهمار بعد أن نامت أختاها .. وبعد أن تماسكت حتى لا تشعر نصرة بما يجيش في صدرها من مشاعر .. فما أصعب الشعور بجرح الكرامة .. وما أصعب الاضطرار لأن تخفي ما حدث عن أمها ولا تشتكي لأحد .. فحتى طلال لو أخبرته قد يتشاجر معها لأنها تعطي دروسا خاصة خارج إطار المدرسة وهي بحاجة لأي قرش لجهازها ..
وما أقساه ذلك الشعور بالوحدة الذي يغلف روحها .
فدفنت إسراء وجهها في الوسادة تكتم صوتها حتى لا يسمعها أحد وانطلقت في البكاء .
××××
صباح اليوم التالي
"محسن!!! "
قالتها أم هاشم متسعة العينين متفاجئة ..فهز عمها رأسه مؤكدا بابتسامة .. لتبلع ريقها الذي جف من وقع المفاجأة بصعوبة وتسأله "هل قال أم هاشم صراحة؟"
رد يحيى بهدوء" أجل قال أريد الزواج من أم هاشم"
شعرت بارتباك شديد غير مفهوم سببه فأشاحت بأنظارها عن عمها وقد أصابها خواء ذهني للحظات ليقول عمها بنفس الابتسامة" أظن أن محسن ليس به عيبا .. شاب ومحترم وقريبنا ولديه وظيفة وشقة في مركز المحافظة وطلبك للزواج على سنة الله ورسوله"
اعترفت أم هاشم لنفسها بأنها متفاجئة ومرتبكة فقالت لعمها وهي تعدل من حجابها "هو بالفعل شاب محترم لكن هلا اعطيتني فرصة لأفكر ؟"
عقد يحيى حاجبيه وسألها "لماذا .. ألست تعرفينه ؟!!"
قالت بلهجة حزينة" هل تقول لي وافقي يا أم هاشم لأنه فرصتك الوحيدة !!"
غمغم يحيى وقد شعر بالشفقة عليها" لا يا أم هاشم لم أقصد هذا .. أنا نظرت للأمر من نظرة أبوية أنه شاب جيد لم أقصد أي شيء أخر "
تكلمت أم هاشم بحشرجة وهي لا تزال مذهولة" وأنا اعترفت بأنه شاب جيد ..لكن يا عماه ألا يحق لي أن أفكر في مدى تقبلي له كزوج ؟!"
عوجت صباح شفتيها يمينا ويسارا من خلف ستارة الممر وهي تستمع للحديث ثم غمغمت هامسة" تتشرط وتتمنع بنت زكريا وكأن الخاطبين طوابير أمام البيت !!"
هز يحيى رأسه معترفا وقال" هذا حقك طبعا كم تريدين من الوقت ؟"
اندفعت أم هاشم تقول بدون تفكير "أسبوعا؟؟"
اتسعت عيني يحيى وعلق" هل الأمر صعب لهذه الدرجة ويحتاج لأسبوع يا أم هاشم؟!!"
اعترفت أم هاشم في داخلها أن أسبوع مدة طويلة خاصة وأنها تعرفه مسبقا لكنها ردت مبررة " لأني لأول مرة سأعمل في المشروع بدون وجود بسمة .. وكونها ما زالت عروس لن استطيع التحدث معها عبر الهاتف كلما أردت أن اسألها عن شيء بخصوص العمل على الأقل في الأسبوع الأول لذا فسأكون منشغلة بشدة حتى نهاية الأسبوع وعيني في وسط رأسي كما يقولون "
قالتها معترفة لنفسها بأن عذرها واهي لكن عمها هز رأسه وقال "لا بأس سأخبر محسن بأننا سنرد عليه بعد أسبوع "
ابتسمت أم هاشم وغمغمت وهي تستعد للمغادرة" أنا سأذهب حتى لا أتأخر على فتح البوابة لبنات المشروع .. السلام عليكم "
قال يحيى" أنا أيضا ذاهب لعملي ( وعلا صوته) هل تريدين شيئا يا أم سامية ؟"
اجلت صباح صوتها وهتفت من الممر بارتباك" سلامتك يا أبا سامية"
قالتها ثم استدارت لرباب التي تنتحب بجوارها ودفعتها نحو إحدى الغرف تقول موبخة "أششش لا أريد لوالدك أن يلاحظ .. ولا أم هاشم أيضا .. حتى لا تشمت فينا وتشعر بأنها قد أخذت منك ما كنت تتمنينه وقتها ستشعر بالانتصار "
قالت سامية التي جلست بجوار أختها على السرير تربت على ظهرها " كانت تتعشم يا أمي وصدمت"
قالت صباح بلهجة حازمة تداري شعورها بالشفقة على ابنتها "بلا صدمت بلا زفت .. أنا من الأساس لم أوافق إلا لأنها كانت معجبة به لولا ذلك لما وافقت أبدا لأنه أسمر وأولاده من الجائز جدا أن يولدوا بنفس سماره"
ازداد نحيب رباب فدخلت هند تمط شفتيها وتقول" لا تبالغي يا رباب وتكبري القصة "
قالت صباح موافقة" قولي لها .. (ونظرت لبناتها تضيف) انظرن للأمر من ناحية أخرى .. بالتأكيد أم هاشم ستوافق.. فهي ليست غبية وتعلم بأنها الفرصة الوحيدة لها ووقتها ستترك البيت وتغادرنا وسنرتاح من لسانها السليط ومن مزاحمتها لنا في البيت .. (ونظرت لرباب تقول مشجعة ) أما أنت يا رباب فألف من يتمنونك بجمالك وبشرتك البيضاء فلا تستعجلي النصيب ..أهم شيء إياك أن يلاحظ والدك أو أم هاشم شيئا "
ازداد نحيب رباب في الوقت الذي تقلبت فيه سميرة اختهم الرابعة من رقدتها على السرير المقابل وقالت بعبوس وهي ترفع الوسادة من فوق رأسها "الرحمة يا عالم .. الرحمة .. أريد أن أنام قليلا .. كنت سهرانة لأذاكر ألا يوجد لديكم أي تقدير!"
عوجت سامية فمها يمينا ويسارا بينما أمسكت هند بإحدى الوسائد وألقتها على اختها سميرة تقول" أسفين يا كونتيسة قلقنا منامك "
زفرت الأخيرة وعادت لتخبئ رأسها تحت الوسائد بينما وقفت صباح ساهمة تتطلع في رباب وغمغمت في سرها "سامحك الله يا أم هاشم تزاحمينا في كل شيء .. متى سنتخلص من نحسها يا ربي لتتزوج باقي البنات "
××××
سارت أم هاشم في الطريق شاردة تفكر فيما تفاجأت به منذ قليل ولا تدري لماذا قفزت صورة العجوز أم جميل إلى رأسها فغمغمت لنفسها " أليست هذه البشارة يا أم هاشم؟ .. ليس لك حجة هذه المرة للرفض فالمنطق يجبرك على التمسك بهذه الفرصة التي لن تعوض "
انتابها الهم الشديد بدلا من الفرح كأي فتاة في محلها .. فأمامها مهمة شديدة الصعوبة هي ما جعلها تطلب من عمها مهلة للتفكير .. مهمة طرد جابر من قلبها ..
فكيف ستكون زوجة لرجل وفي قلبها أخر؟!! .. عليها أولا أن تنزع جابر من قلبها بأي شكل قبل أن تعطي كلمتها لمحسن .. و يالها من مهمة صعبة ومؤلمة ..
أطرقت برأسها وهمست لنفسها" ارضي بما قسمه الله لك يا أم هاشم .. ولعلك تجدين السعادة مع محسن وتنسين جابر "
عند هذه الخاطرة .. خاطرة انتزاع جابر من قلبها .. شعرت بألم شديد في موضع القلب فحضنت نفسها بقوة حتى تحتمل الألم .. وكادت أن تتعرقل في حجر كبير أمامها ..
وليتها سمعت من هتف بقلق على الناحية الأخرى من الترعة "حاذري !"
قبل دقائق
كان جابر على الناحية الأخرى من الترعة يقود سيارته ويقول في الهاتف بصوت مجهد ومرهق من عدم النوم" أنا بخير يا أبا حمزة لا تقلق"
قال مصطفى بلهجة قلقة" ولماذا لم تتصل بي ليلة أمس وتخبرني بما حدث أو تأتي إلى حتى أكون بجوارك يا جابر! .. الحمد لله أن ألهمك الله قوة التحكم في أعصابك ولم تؤذها بأكثر من صفعة ولم تفضح نفسك وتفضحها أمام الجيران"
غمغم جابر" لم أرغب بأن أوقظك من النوم ..فلقد خرجت من عند المأذون في وقت متأخر نسبيا بعد أن رفضت اقتراحه بأن أؤجل إجراءات الطلاق للصباح بل أصريت عليه أن يسرع في إجراءاته لتصلهم ورقة رسمية "
قال مصطفى بحزن " لعله خير.. وكيف تشعر الآن؟ .."
رد جابر وهو يتطلع في مياه الترعة بجواره "قضيت ليلة سيئة من جلد الذات.. أشعر بأني فرطت في حق أهلي وتركت أمي تتعرض لسوء اخلاقها دون أن أعلم"
تكلم مصطفى مؤازرا " أنت قلتها يا جابر ..دون أن تعلم ..كيف كنت ستعرف بما يدور خاصة وأن الحاجة كانت تتصرف بأصلها ولم تخبرك؟! "
قال جابر بإصرار " لكني أشعر بأني لم آخذ حق أمي بعد يا مصطفى .. الشيطان يوسوس لي بأفكار أقسم بالله لو طاوعت نفسي لجاءتني هي وعائلتها ليقبلوا قدمي .. أنا لست عبيطا ولا غبيا ولست ضعيفا أيضا يا مصطفى وأستطيع أن أفعل الكثير لأنتقم"
قال مصطفى مهدئا" لكنك لن تفعل يا جابر أنا أعلم .. لأنها ستظل أم ابنتك .. ولأنك تتقي الله حتى في مخاصمتك لهم "
غمغم جابر "استغفر الله وأتوب إليه .. أشعر بحزن شديد يا أبا حمزة رغم أن العلاقة بيني وبينها منتهية منذ مدة ورغم أني لم أكن انتظر منها أن تتحسن .. وكنت راضيا بما قسمه الله لي لكن الشعور بالفشل شعور مر .. ليلة أمس ظللت أؤنب نفسي على سوء اختياري وعلى سذاجتي .."
تفهم مصطفى شعوره فقال مشجعا" قدر الله وما شاء فعل وربما أراد الله لك ذلك ويخبئ لك خيرا قادما .. نحن نُختبر لنصبر ثم نُكافأ بالعطايا ..وهنيئا لمن يكافئه رب العباد ..ربما تكون تلك الفتاة التي اخبرتني عنها من نصيبك إن لم تكن قد ارتبطت بعد"
غمغم جابر "لديك كل الحق .. رغم مرارة الشعور بالفشل لكني غير نادم على طلاقي لكاميليا أبدا"
قال مصطفى مشاكسا ليخرجه من حالته "إذن متى سنسمع اخبارا سعيدة ؟"
رد جابر مبتسما رغما عنه "لا أعتقد أنه من اللائق أن أتقدم لتلك الفتاة الآن حتى لا يتحدث عنها أهل البلدة ويدخلونها كطرف في قصتي مع أم ميس .. تعلم الناس ومخيلتهم الواسعة "
اعترف مصطفى قائلا" اتفق معك ..أنا فقط لدي فضول لأعرف من تلك الفتاة التي تقدرها إلى هذه الدرجة المبالغة "
عقد جابر حاجبيه وتساءل بصوت مسموع مستغربا "هل أنا كذلك؟.. هل تراني مبالغا؟! "
قال مصطفى" لا أقصد شيئا سلبيا .. لكني استشعر اهتماما بها من نوع خاص .. واحساسي يخبرني بأنها ستكون مميزة وليست شبيهة بأحد لهذا أنا متحمس لأعرف من تكون .. أهي من قريتنا ؟"
ابتسم جابر وقال مناكفا "عموما ليس من اللائق ذكر اسمها حاليا أو معلومات عنها ما دمتُ لم أتقدم لها رسميا.. لذا فلنؤجل فضولك لوقت أخر حتى تأتي الفرصة المناسبة لذلك "
ضحك مصطفى وقال " ألم أقل لك بأنك تبالغ فيما يخصها "
لمح جابر أم هاشم على الناحية الأخرى من الترعة بملابسها السوداء تمشي شاردة في الطريق فعقد حاجبيه متسائلا عن سبب مشيتها التائهة تلك ..وشرد لثوان عن محدثه وهو يهدئ من سرعة السيارة ليتحرك موازيا لها يتابعها حتى وجدها تتعرقل في حجر كبير فتمتم بقلق دون أن ينتبه وبصوت لم يتخط محيط سيارته "حاذري !"
سأله مصطفى "ماذا قلت ؟"
رد جابر وعيناه لا تزالان تتابعانها حتى انعطفت يسارا إلى حيث الشارع المؤدي للمشروع "لا شيء كنت أقول أن ابن الحلال عند ذكره يظهر*"
غمغم مصطفى متهكما" يا سبحان الله !.. هل سنبدأ بحركات المراهقين من الآن.. ستقول قابلتها صدفة وما إلى ذلك !!"
هتف جابر ببراءة مدافعا عن نفسه "والله رأيتها أمامي وأنا في طريقي لعملي! "
ضحك مصطفى سعيدا أن استطاع شغل ذهنه عن همومه ثم قال" عموما اليوم لابد أن تمر عليّ بعد أن تنتهي من عملك لو لم تأتي سآتيك أنا هل فهمت ؟"
غمغم جابر وهو ينظر للطريق أمامه" حاضر .. بإذن الله .. للحديث بقية .. السلام عليكم"
قالها وأغلق الخط وقد عاد له الشعور بالكآبة والغل.. يجاهد في السيطرة على رغبة قوية بداخله للانتقام.
××××


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

* مثل شعبي




يتبع



Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 10:59 PM   #1253

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

(4)



فتحت نجف باب البيت لتتفاجأ بكاميليا أمامها فاتسعت عيناها باندهاش ..بينما أزاحتها الأخيرة عن طريقها تقول "جئت لأخذ حاجياتي ابتعدي من أمامي"
راقبتها نجف وهي تصعد السلم مهرولة ولم تصدق أن تصل بها الوقاحة إلى هذا الحد بينما أسرعت كاميليا إلى غرفتها وفتحت درفة الخزانة تلتقط منها صندوقا خشبيا فتفحصته بسرعة تتمم على مصوغاتها الذهبية التي تمتلكها سواء التي ابتاعها لها أهلها أو تلك الهدايا التي كان يهديها بهن جابر ..ثم أغلقت الصندوق وبدأت تفكر في بقية الأشياء الثمينة التي تخشى من ألا تحصل عليها حينما يحضر أهلها لاستلام حاجاتها خاصة تلك الأشياء التي جاءتها بعد الزواج وليست مدرجة في قائمة الأثاث المكتوبة ..
بعد قليل كانت نجف تقول لجابر المنفعل "اهدأ يا ولدي لن تحط من قدرك من أجلها .. لست متفاجئة أبدا مما فعلت .. "
سمعت نجف وقع خطوات عصبية آتية من الدور العلوي قبل أن ترى كاميليا تنزل مسرعة وفي يدها حقيبة سفر كبيرة تحملها بصعوبة فتساءلت نجف في سرها عما تحتوي بالضبط بينما قالت كاميليا بلهجة متعالية "سيرسل أخي من يأخذ باقي حاجياتي أنا فقط جئت لأخذ ما أخشى أن تنهبونه مني"
هتف جابر منفعلا" ما هذه الوقاحة وقلة الأدب.. اعطني إياها يا أمي وإلا سألحق بها إلى بيت أهلها وأريها ما تستحق"
آثرت أم جابر عدم تطور الأمر لمشاجرة بين جابر وعائلتها فقالت لكاميليا التي وصلت عند الباب "اذهبي بلا رجعة فأنت لا تستحقين حتى مغبة الرد"
ردت كاميليا بلهجة متهكمة" ذاهبة .. سأخرج من الجنة يا خالتي"
وأطلقت ضحكة عالية ساخرة جعلت جابر يستشيط غضبا فهتف قائلا "قسما بالله...."
قاطعته والدته تقول بحزم" لا تقسم بشيء يا جابر.. ولا تدعها تستدرجك لأن تتصرف بهمجية لا تليق بك فتكون هي أمام الناس الضحية ..إياك والتصرف تحت تأثير الغضب يا ولدي ستخسر الكثير .. أفضل رد هو التجاهل مع شاكلتها إياك والغضب يا ولدي"
غمغم جابر يحاول أن يهدئ نفسه" لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين"
قالت أمه " هيا اذهب وتوضأ وصلي صلاة الضحى حتى يزول عنك الغضب هيا يا حبيبي"
أغلقت نجف الخط بعد قليل ووقفت تقبض على الهاتف وعلى قلبها الحزين على ولدها الذي لم تره سعيدا منذ أن تزوج من تلك العقربة. .و نظرت نحو الباب الذي تركته كاميليا مفتوحا ..فتحركت ببطء لتغلقه ثم رفعت طارف الوشاح الذي يغطي رأسها ومسحت دموعا انهمرت على وجنتيها وغمغمت" حرق الله دمك يا كاميليا يا بنت العسال كما تحرقين دم ولدي دوما "
رن الهاتف في يدها فرفعته لتقربه من عينيها ثم ردت" من معي ؟ ... زين .. أرأيت ما حدث لأخيك يا زين "
قالتها وانفجرت باكية فكاد زين أن يصاب بنوبة قلبية قبل أن توضح له ما حدث.
×××××
نزلت كاميليا من التوكتوك بعد قليل تحمل الحقيبة وتدخلها للبوابة رافضة لأن يساعدها السائق .. وبمجرد أن اقتربت من الباب الداخلي للبيت حتى سمعت صوت عماد يصيح بغضب" ولماذا لم تخبريني بخروجها من البيت يا هدى؟؟"
قالت هدى لزوجها بارتباك "وما ذنبي أنا يا عماد لتصيح في وجهي هي خرجت توصل ميس لسيارة المدرسة ولم تعد"
هتفت كاميليا وهي تدخل البيت تخفي توترها من عماد الذي كاد أن يضربها ليلة أمس حينما وصلت لولا أنها أسرعت نحو غرفتها وأغلقت على نفسها" أنا ذهبت للبيت لأحضر ملابس ميس الخاصة بالمدرسة فلقد اضطررت لأن أرسلها اليوم للمدرسة بملابس عادية لأن لديها اختبارا مهما"
قبل أن تكمل جملتها كان عماد يستدير ويقترب منها ببطء ثم قال بلهجة هازئة "والحقيقة أنت أم تهتمين جدا ببنتك ومدرستها "
هتفت بعد أن ابتلعت ريقها الجاف "ماذا تقصد يا عماد بهذا الكلام ؟"
قبض على وشاحها ومن تحته شعرها ينكس رأسها للأمام ثم يرفعه عدة مرات مع كلماته متجاهلا صرخاتها "تطلقت يا كاميليا .. خربت بيتك بيدك .. فضحتينا في البلدة ونكست رؤوسنا .. "
صاحت هدى " يا عماد بالله عليك كفانا فضائح"
هدر عماد وهو مستمر في تعنيف أخته "انفضحنا وحدث ما حدث"
خافت هدى على زوجها أن يتهور ويؤذيها فنظرت لوجدان التي تقف أعلى السلم تتطلع فيما يحدث بهدوء شديد ونظرة متشفية " ألا يزال أبو علاء نائما يا وجدان .. بالله عليك أيقظيه سيقتلها "
ظلت وجدان تتطلع فيها بعينين خاويتين من أي شيء ..ولم تتحرك من مكانها بينما عادت هدى لزوجها تحاول أن تبعده عن كاميليا التي كانت تصرخ .
في غرفة بدير اعتدل يجلس على السرير برأس ثقيلة وجسد مرهق بشدة .. تأتيه أصوات الصرخات من أسفل ممزوجة بصرخات مكتومة وبكاء يخص وجدان بين ذراعيه الليلة الماضية قبل أن تستسلم له تماما ثم تغادر السرير بعدما أفرغ حاجته فيها وتختفي .. أو هكذا خيل إليه ..
تحرك يبحث عن جلبابه بصعوبة وهو يتذكر بعضا مما قاله ليلة أمس لوجدان وهو يراها أمامه بسمة .. بل أنه عاش طوال الليل مصدقا بأنه مع بسمة ..ليفيق ويتذكر ما قاله لأم العيال فشعر بالخزي من نفسه وبالحرج من أن تخرج منه هذه الهلوسة التي كانت بسبب تلك الحبوب المخدرة التي تناولها ليلة أمس حتى يسيطر على انفعالاته كي لا يحرق البلدة بمن فيها .
بعد دقيقة كانت أصوات الصراخ تقترب وهو ينزل من السلم فتقابلت عيناه بعيني وجدان التي لا تزال واقفة في منتصفه تشاهد ما يحدث في صالة البيت ..
تقابلت عيناهما لثوان قبل أن يشيح بدير بعينيه متنحنحا لا يجد ما يقول فظلت هي تراقبه بنظرات خاوية وهو يتجاوزها وينزل ..
هتف بدير في عماد قبل أن يصل للطابق الأرضي" كفى يا عماد .. اتركها فورا "
لم يسمعه الأخير وسط صراعه للإبقاء عليها في قبضة يده وهي تقاومه حتى تهرب من أمامه ..حتى أنها لجأت لعضه وهي تصرخ "أتركني قلت"
تركها عماد ينظر للعضة في ساعده ثم رفع يده وصفعها بقوة في الوقت الذي وصل إليه بدير يصرخ فيه هادرا وهو يدفعه بعيدا عنها" قلت توقف يا عماد وكف عن الفضائح بالتأكيد يسمعنا الجيران الآن"
قال عماد بلهجة ساخرة مستهزئة "استيقظت أخيرا يا كبير العائلة !.. أين كنت ونحن نتلقى الخبر السعيد ليلة أمس يا كبيرنا؟ .. أين كنت ونحن نقلب البلدة كلها عليك لنزف لك الخبر ؟!"
عقد بدير حاجبيه وسأله" أي خبر.. ماذا حدث ؟"
هتف عماد بلهجة ساخرة وهو يشير على أخته التي تقف منكمشة خلف أخيها الكبير "اختك يا كبيرنا تطلقت .. زوجها ألقى عليها اليمين واتصل بي لأحضر وآخذها وهي لم تصبر حتى.. فجاءتنا بنفسها"
اتسعت عيني بدير مصدوما ثم استدار بحدة لكاميليا التي استغلت تألم جسدها مما فعله بها عماد وقالت باكية بدموع غزيرة " أجل تخلصت من العذاب .. أخيرا تخلصت من تلك العيشة التي تقصر العمر"
صفعة مفاجئة لم تكن تتوقعها هوت على وجهها جعلتها تناظر أخيها الأكبر برعب بينما أمسك الأخير بذراعيها يعتصرهما بيديه قائلا والنيران تشتعل في خضار عينيه "فعلتيها يا كاميليا !!!"
×××××
العاشرة صباحا
بالحلة الرياضية دخلت سوسو للمطبخ بعد أن انتهت من تمريناتها الصباحية تقول لزيلا بالإنجليزية "لماذا تأخرت في وضع الإفطار على السفرة لغنيم بك يا زيلا؟"
استدارت الأخيرة وردت "قال لي حينما تنتهين أنت فهو لا يحب أن يأكل بمفرده "
ابتسمت سوسو وقالت" ضعيه لنا في الحديقة ما دمنا أنا وهو فقط من سيفطر "
أومأت زيلا برأسها واستدارت فسألتها سوسو "هل ملأت الخزانة في جناح العرسان بشراشف السرير يا زيلا ؟!!"
استدارت إليها زيلا تحرك مقلتيها يمينا ويسارا تحاول التذكر فجزت سوسو على ضروسها وقالت باستنكار "ألم أطلب منك ذلك وأشدد عليك أمس!!"
ردت زيلا بارتباك "أمس كان يوما مزدحما وسقط مني ذلك"
تحركت تترك المطبخ لتهم بجلب الشراشف فقالت سوسو بلهجة موبخة "أين تحسبين نفسك ذاهبة الآن ؟ .. جناح العرسان ممنوع أن تصعديه وولداي فيه مع زوجاتهم .. هل فهمت ؟"
أومأت زيلا برأسها فأضافت سوسو بالعربية بيأس "لا فائدة منك"
قالتها زافرة وهي تغادر المطبخ بينما رفعت زيلا كتفيها بلا مبالاة وعادت لتكمل ما كانت تفعله .
بعد دقائق كانت سوسو تخرج من غرفة الغسيل تحمل عددا من الشراشف النظيفة المكوية وتصعد للدور العلوي وبمجرد أن دلفت للصالة شعرت بالحرج الشديد ولاحت ابتسامة فرحة على شفتيها فاقتربت من الخزانة الخشبية الموجودة أخر الصالة بجوار باب غرفة الألعاب والمخصصة للشراشف النظيفة .
في نفس اللحظة كان كامل قد قفز من رقدته المرهقة على الأريكة بغرفة الألعاب حينما شعر بصوت على السلم وأسرع بالاختباء بجوار الباب المفتوح فلمح والدته تمر من أمامه وتتوقف عند الخزانة .
كان يشعر بالتوتر والحرج من أن تقبض عليه والدته نائما في غرفة الألعاب فلم يترك مجالا لأن تكتشف هي وجوده فباب الغرفة مفتوحا وفاتت فرصة إغلاقه بل خرج إليها يقول" صباح الخير يا سوسو"
قفزت الأخيرة مجفلة ثم هتفت "بسم الله الرحمن الرحيم .. أفزعتني يا كامل سامحك الله!"
أطلق كامل ضحكة شريرة وهو يناظرها يديه في جيبي بنطاله البيتي فسألته سوسو بتدقيق "ماذا تفعل هنا؟"
هرش في مؤخرة رأسه وقال مشيرا على الغرفة" كنت أبحث عن أسطوانة معينة أريد أن اسمعها لبسمة"
تطلعت فيه والدته عاقدة الحاجبين تتأمله بشعره المنكوش وفانلته ذات الحمالات مرددة "موسيقى!!"
رد بلهجة ذات مغزى" موسيقى يا سوسو أريد أن أسمعها موسيقى شاعرية هل هناك مشكلة ؟"
ربتت على صدره ترفع إليه أنظارها سائلة "هل أنت سعيد يا حبيبي ؟"
رد عليها بلهجة صادقة وبدون أي تردد رغم ما عاناه ليلة أمس"سعيد بانضمامها لبيتنا يا سوسو"
عادت تربت على صدره وهي تقول "أراح الله قلبك يا حبيبي "
أمّن على دعوتها فهو في أشد الحاجة إليها وسألها يتطلع في الخزانة" وأنت ماذا كنت تفعلين هنا؟"
قالت وهي تستدير لتغلق بابها" زيلا نسيت أن تضع الشراشف النظيفة في الخزانة (واستدارت إليه تقول) أخبر بسمة أن شراشف السرير تكون هنا في هذه الخزانة لقد وضعت عددا كبيرا منها( وحدثت نفسها) أتمنى أن أتذكر حينما أرى شامل بأن يخبر ونس أيضا فبالتأكيد ستبحث عنها هي الأخرى"
مط كامل شفتيه وسألها بلهجة متسلية "ولماذا حرصت على ملء الخزانة بالشراشف وبإخبار عروسينا بهذا الموضوع؟.. أنا شخصيا أول مرة أعرف بأن هذه الخزانة تحتوي على شراشف السرير ظننتها فقط للديكور"
تأتأت سوسو بحرج وكامل يتطلع في عينيها بإصرار فأسرعت تزيحه عن طريقها قائلة بتوبيخ" ابتعد يا كامل وعد لعروسك وكف عن الوقاحة"
تجاوزته مبتعدة فقال متصنعا البراءة "أنا اسأل سؤالا بريئا يا سوسو وأريد إجابة"
استدارت إليه تضع سبابتها أمام فمها وتقول بهمس موبخ "اخفض صوتك ربما أخوك وزوجته نائمان"
همس كامل بدوره "أجيبيني على سؤالي إذن وسأخفض صوتي "
أشاحت بيدها ثم استدارت تنزل السلم وهي تقول" قلت كفاك وقاحة هيا اذهب لزوجتك هيا "
راقبها كامل مبتسما وهي تنزل مسرعة ثم تحركت عيناه إلى باب غرفة أخيه .. فمط شفتيه بامتعاض ثم مال يخلع خف البيت من قدمه وهم بإلقائه على باب الغرفة وهو يقول "غارق في العسل أنت يا ****"
تراجع عن إلقاء الخف وألقاه أمام قدمه ليعيد ارتدائه ثم استدار حيث باب غرفته التي فيها عروسه ولم يجد بدا من الدخول خوفا من أن تعود أمه للصعود .. أو هكذا برر لنفسه .
فتح الباب بعد أن سحب نفسا عميقا يتمنى فقط ألا يكون كالبركان الذي يوشك على الانفجار ..ووقعت عيناه عليها مستلقية على طرف السرير مولية ظهرها للباب بينما شاشة التلفاز مفتوحة بدون صوت ..فعقد حاجبيه متسائلا إن كانت نائمة أم لا .. وإن كانت كذلك فلماذا لم تغلق التلفاز !. ..
اغلق الباب خلفه بهدوء واقترب من السرير يأخذ الريموت كنترول ليغلق الشاشة وحينما لم يصدر عنها أي حركة أيقن بأنها نائمة.
جلس على السرير خلفها وتأمل تفاصيلها في رقدتها منكمشة على نفسها ثم تطلع في شعرها الأسود المفرود خلفها على الوسادة ومد يده وتحسسه بظاهر أصابعه ببطء وقلبه يصدر ارتجافا نابضا ثم أمسك بأطرافه ومال ببطء يطبع قبلة عليه وهو يصارع نفسه بشدة حتى لا يستلقي خلفها ملتصقا بها لتنام على الأقل بين أحضانه.
تذكر لوعته ليلة أمس وعذابه وظنونه التي كادت أن تسوقه إلى الجنون .. وعادت إليه عذاباته وذلك الوسواس الخبيث جعله يفكر..
كيف كانت ليلة صباحيتها مع الأخر ؟..
هل استيقظت في حضنه ؟"..
تلك الخاطرة أشعلت النار في رأسه حتى أنه أخذ يضرب رأسه بيديه بدون صوت ليقاوم ذلك الجحيم الذي سقط فيه .. ثم سحب نفسا عميقا وعاد يتطلع فيها لدقائق في صمت قبل أن ينزل بجسده لأسفل ليستلقي بجانبه على طارف السرير ويضع رأسه الثقيلة على الوسادة بينما أنامله تتمسك بأطراف شعرها حتى غفى بجوارها.
بعد ساعة
فتحت بسمة عينيها تستوعب ما حولها قبل أن تتذكر بأنها قد نامت ليلة أمس من الإرهاق والتعب والتفكير .. وقبل أن تتساءل أين بات ليلته أتاها صوت أنفاس منتظمة من خلفها فاستدارت بحدة وهي تعتدل جالسة حتى أنها شعرت بألم في شعرها لم تدري لماذا .. في الوقت الذي استيقظ كامل من نومه وكأن عقله كان متحفزا للاستيقاظ لأي حركة تبدر منها فغمغمت وهي تعدل فتحة بلوزتها" ماذا تفعل هنا ؟"
كان وجهها الخالي من مساحيق التجميل والذي تعلوه أثار النوم مع شعرها الأسود على جانبي عينيها الفيروزيتين أحلى صباح مر عليه في حياته ..
وكأن وجودها بكليتها هنا في غرفته قادرا على محو أي شعور معذب اقتات عليه ليلة أمس..
وكأن رؤيتها مسكنا لآلامه ..
وياليتها تكون ترياقا لعذاباته.
تنحنح يقول وهو يعتدل جالسا "كنت نائما هل هذا يحتاج لتفسير!"
تركت السرير فراقبت عيناه تفاصيلها وهي تتحرك وتلملم شعرها بعقدة فوق رأسها بإهمال مغمغمة" أقصد ..أقصد متى دخلت؟"
رد بهدوء وهو ينظر للساعة بجانبه "دخلت منذ ما يقرب من ساعة ..فقد صعدت أمي للجناح ورأتني أخرج من غرفة الألعاب فتعللت بأي حجة ودخلت .."
سألته وهي تفتح باب الخزانة لتأخذ من ملابسها التي سهرت الليل ترتبها فيها "وهل تصعد سوسو هانم إلى هنا كثيرا ؟..وماذا سنفعل مع الخادمات ..ومع شامل وونس لو لاحظا أي شيء ؟"
رد وهو شارد في تأملها وقد عاد ليستلقي على ظهره يتوسد ذراعيه " أمي لا تصعد إلى هنا إلا نادرا فعادة التي تصعد وتقوم بأمور الطابق زيلا الخادمة الوحيدة المقيمة معنا والخادمات اللاتي يأتين خلال الأسبوع من مكتب التنظيف .. وسأطلب من زيلا ألا تصعد ما دمت أنا أو شامل موجودين بغرفنا .. أما شامل فهو الوحيد الذي يعلم بحقيقة زواجنا "
استدارت إليه تناظره بتساؤل فرد بهدوء "عليكِ أن تتكيفي مع طبيعة علاقتي بشامل .. فكما تعلمين لها وضعا خاصا نحن لا نخفي شيئا عن بعضنا لأننا نستطيع تبادل قراءة الأفكار "
ضيقت عينيها ولاح في ذهنها سؤالا مفاجئا جعل وجهها يحمر لكنها أطبقت على شفتيها قبل أن تفصح به .. وكأن كامل قد قرأ أفكارها أو ربما بادر بالتفسير حتى لا يلتبس عليها الأمر فأضاف" التواصل الفكري بيننا أشبه بغرفة عامة فيها الأفكار ومرتبط بفهمنا الجيد لبعضنا البعض .. المهم أنه أمر يحدث بيننا فيستطيع كل منا اختراق عقل الأخر بوضوح .. وهناك أيضا غرفة سرية يحتفظ فيها كل واحد منا بما يريد أن يحجبه على الأخر .. مثلا علاقتنا بزوجاتنا ..مشاعرنا الحسية تجاههما .. افكارنا الخاصة بهما ..هذا يكون معزولا تماما .. لكني أقدر أن استشف من هيئته وشعوري به حينما أراه إن كان سعيدا ..حزينا ..يشعر بالحماس .. يشعر بالتوتر وهكذا .. عموما الأمر بيننا معقد قليلا .. لكن خلاصته أني لا استطيع أن أشعر بمشاعره الخاصة بزوجته مثلا .. ولا استطيع أن أخمن ماذا يفعل هو الآن وهل هو نائم أم مستيقظ .. لو خرج في سهرة مع اصحابنا بدوني لن أعرف ماذا فعل هناك .. من الممكن أن تقولي أن التواصل بيننا يكون على أشده في المواقف الصعبة والمؤلمة والقوية أكثر من المواقف الحياتية العادية "
أومأت بسمة برأسها ثم سألته" هل تريد الحمام ؟"
رد وعيناه ترسلان لها نظرات غامضة تربكها "سأستخدمه بعدك "
هزت رأسها ودخلت للحمام ثم سمع كامل صوت اغلاق القفل من الداخل فأخذ يضرب برأسه في الوسادة عدة مرات بقوة .
بعد قليل خرجت بسمة ترتدي بنطالا أبيضا يحدد تقاسيم جسدها وبلوزة بكم من نفس اللون طويلة نسبيا تغطي وركيها فبلع كامل ريقه وهو يحدق في كلمة love اللامعة المكتوبة باللون الوردي على صدر البلوزة ..بينما قالت بسمة بارتباك أمام نظراته وهي تجفف شعرها بالمنشفة "الحمام فارغ الآن"
هز رأسه وترك السرير يتجاوزها بينما تحركت هي نحو مرآة الزينة تجفف شعرها وتميل برأسها ناحية اليمين وهي تجففه.. فالتقطت عينا كامل قطرات الماء فوق عنقها وأسرع بالإشاحة بوجهه بسرعة يرغب في أن يهشم رأسه في الحائط..
فتح باب الخزانة بعنف وهو يحدث نفسه مبرطما "أين ذهب مشهد الخروج من الحمام وهي تلف نفسها بالمنشفة كما يحدث في الأفلام ثم تفلت منها فجأة على الأرض واساعدها على إعادة لفها !!.. "
سحب ملابس نظيفة وهو يضيف بنفس البرطمة "وهذا الحَلّوف الغارق في العسل الآن ظل يخبرني ..الحلال أجمل ..الحلال أجمل .. ماذا استفدت أنا الآن إلا التعذيب (وتفل على يساره يشتم) حَلّوف "
تطلعت فيه بسمة وقد التقطت بضع كلمات من حديثه مع نفسه بلهجة بلده لكنها لم تستطع فهم ما يقول فسألته باندهاش "تقول شيء ؟"
عاد ينظر إليها راسما ابتسامة صفراء تداري غيظا كبيرا ورد" لا شيء ..كل شيء رائع "
قالها ثم استدار يقلب وجهه للامتعاض ويدخل الحمام .. فظلت بسمة تحدق في أثره ثم شغلت مجفف الشعر وهي تشعر ببعض الراحة وكأن تغيير الأجواء قد منح لرئتيها بعضا من الهواء لتستنشقه أو ربما لأنها معه .. مع كامل .
بعد قليل خرج كامل من الحمام يرتدي بنطالا وفانلة داخلية وعضلات ذراعيه أول ما لفت انتباهها فأسرعت بالنظر في المرآة وتساءلت كيف يكون له هذا التأثير عليها رغم أن زوجها السابق كان بنفس الصفات الجسمانية تقريبا ضخامة وعضلات مفتولة .. لكن مع كامل النظر إلى جسده يشعرها بالانجذاب القوي..
هل تغيرت؟ .. أم نضجت أنوثتها ؟ .. أم أن ذلك هو ما يسمى بالحب الذي يضفي بريقا على كل ما يخص الأخر أمام أعيننا ؟!!.
شعرت به يتحرك ليعود ويستلقي على السرير ورائحة عطره الرجالي تعبئ المكان فأفلت منها سؤالا مفاجئا باندفاع دون أن تدري ودون أن تستدير له "هل .. كنت تحبها ؟"
عقد كامل حاجبيه الكثيفين وسألها بعدم فهم وتركيزه موجه لأمور أخرى تخصها تشغله لحظتها" من ؟"
ناظرته عبر المرآة بنظرات زرقاء وقالت "أنت قلت اسأليني هل ستدعي الإنكار الآن؟"
غمغم كامل " تقصدين بانة ؟"
بلعت ريقها تسبل أهدابها وهي لا تزال توليه ظهرها وتقبض على مجفف الشعر بقوة ولم ترد فاعترف كامل" كنت معجبا بها "
استدارت بحدة لتواجهه وسألته مضيقة عينيها" كنت ؟؟"
أجاب بهدوء" أجل حينما جاءت إلى بيتنا منذ خمس سنوات تقريبا اعجبت بها وانجذبت إليها كأي شاب قد ينجذب لفتاة ..وأردت أن أرتبط بها ليس فقط لأنها جميلة ولكن لأنها ابنة بلدي "
عوجت بسمة شفتيها وكلمة (جميلة) تستفزها بينما أضاف كامل "وما مرت به من أهوال لا يزال يؤثر فينا جميعا أنا وأسرتي .. كنا متألمين بشدة لما حدث لها وكنت أريد أن أستر ابنة بلدي وأوفر لها حياة كريمة .. لكنها كانت تعرف ذلك الشاب الذي جاء خلفها .. وبصراحة كنت أخشى عليها منه .. لقد سمعنا قصصا لفتيات من بلدنا تعرضن لمواقف مأساوية عند زواجهن من بعض رجال البلد هنا ..طبعا لا أعمم لكن ما سمعناه جعلني أشعر بالقلق أن يكون هذا المغرور منهم .. فحاولت اقناعها بي لكنها رفضت وانتهى الأمر "
ضيقت عينيها ورددت "كيف انتهى الأمر وتلك المشاجرة ..."
قاطعها بانفعال وقد ظهرت صورة زوجها السابق فجأة إلى مخيلته فقال موضحها "ما حدث كان سوء تصرف مني .. لقد انتهت مشاعري تجاهها بمجرد أن أخبرتني برفضها فذهبت في عطلة لعدة أسابيع جئت ناسيا كل ما يخصها "
علقت بسمة بتهكم "هكذا ببساطة نسيتها في عطلة!!"
قال بثقة " أجل .. فكما قلت لك الأمر كان مجرد اعجاب شاب بفتاة لم يكن قد وصل لمرحلة جدية ..المهم رغم ذلك كان ما يطغى على مشاعري هو الشعور بالخسارة أمام هذا الشاب .. وهذا لم استسيغه ..وحينما جاءتنا معلومة عن أهلها تسرعت وطلبت مقابلتها هنا في بيتنا وأخبرتها .. وأحببت أن أتيح لها الفرصة أن تتخذ قرارها بعيدا عن زوجها لربما ندمت على زواجها منه أو تغير بعد الزواج أو ربما رفض هو سفرها .. فأحببت أن أمنحها فرصة كاملة للاختيار .. المهم أنه كان هناك عائلة من بلدنا قد قررت العودة للوطن بعد هدوء الأوضاع هناك نسبيا فوجدتها فرصة جيدة لأن تسافر معهم فبالطبع لم أكن لأشجعها على السفر وحدها (صمت قليلا ثم أضاف بامتعاض ) واكتشف زوجها مراسلتي لها وحدثت المشاجرة "
ساد الصمت قليلا ثم أضاف كامل " وأنا بالفعل نادم على ما بدر مني لاندفاعي تحت وطأة شعوري بانتصار ابن سماحة عليّ "
ردت بسمة مهاجمة" شعورك بانتصاره عليك؟!!.. ألم تقل بأنه كان مجرد اعجابا؟!!"
رد كامل عابسا " الأمر لا يخص بانة أو غيرها .. هذه منافسة تحدث أحيانا بين الذكور وقد لا يكون الأمر له علاقة بالشيء أو الشخص الذي تنافس عليه"
شردت بسمة بتفكيرها قليلا تحلل ما قاله.. فأعطى لنفسه الفرصة لتأملها شاعرا رغم كل شيء بالراحة لوجودها.. لا يصدق حتى الآن أنها هنا معه في غرفة نومه .
رفعت إليه أنظارها فسألها" هل اقتنعتِ"
استدارت تقول ببرود مصطنع" الأمر لم يكن يهمني من الأساس أنا فقط كنت اسأل كنوع من الفضول لأنك طلبت مني أن أسأل "
شعرت بأنها تفوهت بمبررات غبية وبدت كالخرقاء أمامه بينما مط كامل شفتيه وقد أحزنه ردها البارد .




يتبع




Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 10:59 PM   #1254

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 5

(5)



في الجناح الأخر وقفت ونس في الحمام تحاول استكشاف كيف يعمل الماء في المغطس .. تفحصت مصدر الماء بعينيها بحيرة ثم تطلعت حولها لتجد روب الحمام فأسرعت بالتقاطه لتغطي جسدها العاري وفتحت باب الحمام ببطء شديد تخرج رأسها بحذر تتطلع في شامل لتتأكد بأنه لا يزال نائما ..
على أطراف أصابعها كسنجاب متسلل خلف الشجر قطعت الغرفة بسرعة قبل أن يستفيق ويجدها لا ترتدي إلا روب الحمام .. فهي لا تزال تتحرج منه بشدة .. خطفت هاتفها بسرعة وعادت للحمام .. ووقفت تبحث في صفحات الانترنت على شكل مقارب لمرش الماء في المغطس الذي ليس له أزرار أو أذرع للفتح .. لم تجد ما يشبه الموجود لكنها تذكرت أن ليلة أمس الصنبور الموجود بالحوض انفتح وحده بدون لمس فتركت الهاتف جانبا واقتربت ترفع يديها بالقرب من رأس المرش وصفقت فانهمر الماء فوقها لتطلق صرخة مفاجأة قصيرة قبل أن تكتمها ضاحكة وتخلع الروب.
بعد قليل كانت تقف أمام الخزانة في غرفتها تبحث عن شيء مناسب لتلبسه متذكرة تهورها ليلة أمس بارتداء ذلك القميص العاري جدا .. ففكرت بأن ترتدي قميص نوم أخر لكن أكثر حشمة قبل أن تلمح ذلك الثوب الملون الذي كانت تتوق لارتدائه فأسرعت بلبسه ووقفت أمام مرآة الخزانة تتطلع فيه..
إنه من الشيفون الناعم متدرج بين اللونين الأزرق والأخضر بحيث يبدأ بالأزرق من عند الكتفين وصولا إلى نصف فخذيها ثم الأخضر حتى نهاية الثوب عند كعبيها وبأكمام طويلة تنتهي بأساور ضيقة..
تأملت نفسها وقررت بأن هذا الثوب سيكون مع حذاء وحقيبة رائعا للخروج .. فتحت جارور داخلي في الخزانة التي رصتها قبل ساعتين بعد أن نام شامل وأخرجت حزاما عريضا باللون الأخضر الذي تعشقه ووضعته على خصرها ..
أحبت مظهرها فقررت أن تبقى به حتى يستيقظ شامل لتريه إياه .. وتركت شعرها مسدلا ليجف وحده ثم اقتربت منه تتأمله وتذكرت تفاصيل ليلة أمس فاحمرت وجنتيها.. لقد استسلم للنوم بعد الشروق.. أما هي فظلت في حضنه تحاول النوم لكنها فشلت في ذلك .. ربما شدة الأعصاب كأي عروس .. والحماس للحياة الجديدة منعاها من الاستسلام للنوم.
مالت تطبع قبلة رقيقة على خد شامل ...ثم أخذت تدور في الجناح تتفقده بفضول .. فتحت الجوارير .. ثم عادت لطاولة الزينة لتتأكد من رصها وترتيبها لعطورها وأدوات التزيين الخاصة بها بشكل منمق على الطاولة سعيدة بأنها باتت تملك كل هذه الأشياء النسائية الجميلة .. أخذت اصبع طلاء الشفاه بلون وردي لامع وطلت به شفتيها وهي تتذكر قبلات شامل عليهما طوال ليلة أمس ..
عادت وجنتاها للاحمرار بحمرة طبيعية فتركت الطاولة وتحركت تكمل تفقدها لكل شبر في الجناح الذي سيضمها مع شامل للأبد .. ثم مالت نحو الثلاجة الصغيرة وأخرجت زجاجة عصير وتوجهت نحو الشرفة لتتطلع في الحديقة فوجدت غنيم يجلس مع سوسو على طاولة في الحديقة يشربون القهوة فابتسمت قبل أن تلمح غنيم يترك مقعده ليفتح البوابة وتجد والدها يقف يسلم على غنيم.
اتسعت عينا ونس وقفزت بفرحة شديدة يتملكها شوق كبير إليه فدخلت من الشرفة ووقفت مرتبكة هل توقظ شامل أم لا .. لكنها لم تعط لنفسها فرصة.. كان حماسها شديدا وكانت تتوق لرؤية والدها فأسرعت تلقي نظرة سريعة لنفسها في المرآة بالفستان الجديد والشعر المسدل على ظهرها وفتحت باب الغرفة مغادرة تعدو على السلم.
في الحديقة وقفت سوسو مصدومة وهي تتطلع في عيد ونظرت في ساعتها لتجدها الحادية عشرة والنصف صباحا فنظرت لملابسها الرياضية يتملكها الحرج ثم زادت صدمتها حينما وجدت أن عيد ليس بمفرده و أن هناك عددا من الرجال وعددا من النسوة يطلقن الزغاريد يدخلن من البوابة .. فنبح شهبندر عدة مرات في الضيوف مما اضطر سوسو للتدخل وأبعاده في الوقت الذي سلم غنيم على الجميع بحرج غير متوقع أن تكون زيارة صباحية العروس مبكرة بهذا الشكل ..فدعا عيد وصحبته للدخول للفيلا لكن الأخير رفض بشدة وطلب الجلوس في الحديقة ..
حاول غنيم إثنائه عن ذلك لكنه فشل فطلب من ديمتري عبر الهاتف الذي كان قد وصل للتو بأن يحضر مقاعد وطاولات للضيوف بينما همت سوسو بالإسراع نحو الفيلا لتبديل ملابسها لكنها تسمرت مكانها حينما وجدت ونس تخرج مندفعة من باب الفيلا وحدها بدون شامل .
عند منتصف الحديقة تباطأت خطوات ونس حينما اكتشفت أن والدها ليس بمفرده كما شاهدت من الشرفة فشعرت بالارتباك والحرج الشديدين ولم تعلم ماذا تفعل والعيون كلها محدقة فيها .
فلم تجد بدا من الاقتراب من والدها بينما أطلقت نصرة واخواتها اللاتي رافقنها زغرودة طويلة .
تأملها عيد لثوان ثم أشاح بوجهه وكأنه يأخذ نفسا ليستوعب سحرها أمام عينيه وعاد يتطلع فيها يتمتم بأدعية الحفظ من الحسد فاقتربت منه بابتسامتها الواسعة وحضنته بقوة .
في الوقت الذي كادت سوسو فيه أن تصاب بنوبة قلبية فأسرعت مهرولة للداخل دون مراعاة لأي اتيكيت .. ثم اخترقت بهو الفيلا وهي تطلب هاتف شامل لكنه كان مغلقا فأسرعت تهرول على السلم .
في الدور العلوي طرقت على الباب بقوة تنادي " شامل .. شامل "
فانتفض كامل من غرفته عاقدا حاجبيه واسرع بالخروج يسألها " ماذا هناك يا أمي؟ "
استدارت إليه سوسو تقول بارتباك "أنا ووالدك في موقف محرج جدا .. أتى والد ونس ومعه أقاربه وتفاجأنا بها تندفع لتقابلهم وحدها ويبدو أن شامل لا يزال نائما"
أطلق كامل سُبة من بين شفتيه وهو يسرع بالنزول فأسرعت بسمة التي كانت تقف خلفه لتفهم ماذا يحدث بالهرولة خلفه وهي تقول " صباح الخير سوسو هانم"
ردت عليها سوسو تحية الصباح وهي تفتح الباب وتدخل لغرفة شامل بينما بسمة تنادي على كامل " كامل انتظر ماذا ستفعل؟؟! "
دخلت سوسو في الوقت الذي رفع شامل رأسه بمجرد دخولها يسألها من بين نومه "أمي .. ماذا حدث؟"
هتفت صارخة" قم والحق بزوجتك"
فاتسعت عينا شامل هاتفا بجزع وهو يتلفت حوله" ما بها ونس ؟؟"
لم تستطع بسمة اللحاق بكامل ولم تفهم علام ينوي وهو يندفع إلى الحديقة بعد أن صفف شعره الذي لا يزال رطبا بيده.. فما كانت تخشى منه أن يتصرف بانفعال مع ونس وقد أشعرها ذلك بالحمائية تجاه بنت بلدتها .
اقتربت من باب الفيلا دون أن يراها أحد ووقفت تتطلع في خطواته المتعجلة نحو الضيوف .
كان عيد قبل دقيقة يتطلع في ابنته بتساؤل تحرج من التلفظ به أمام الحاضرين عن زوجها وينظر لغنيم الأشد منه حرجا ثم يتطلع في الرجال الحاضرين معه اثنين من أزواج أخوات نصرة واثنين أخرين تطفلا بالمجيء معه يتملكهما الفضول لرؤية أين تسكن ابنته وتحرج هو من منعهما .
أخذت نصرة تحضن ونس بقوة دامعة العينين وأختاها اللتان رافقنها تطلقان الزغاريد بينما كريم يتطلع في الفيلا بانبهار .
سألتها نصرة بتعجب "أين زوجك ؟.."
حاولت ونس أن تجد مبررا وقد شعرت بأنها قد أخطأت بتسرعها في النزول في الوقت الذي كان كامل قد وصل إليهما فاستدارت إليه ولأول وهلة تصورته شامل بتلك الابتسامة المتسعة المشرقة وتلك الحرارة والبساطة التي سلم بها على الحاضرين واحدا واحدا لكنها أدركت بسهولة بأنه كامل ولم تفهم للحظات ماذا يفعل.
أسرعت بسمة تبحث عن نافذة مطلة على الحديقة تسمح لها بالرؤية بشكل أفضل فوجدت واحدة واختبأت خلف الستائر تتابع من بعيد وفهمت رغم عدم سماعها لما يحدث ما يفعله كامل الذي سلم على الجميع قائلا" لا تؤاخذوننا فعروسي الشقية سبقتني من كثرة شوقها لوالدها (وتطلع في ونس التي تحدق فيه بذهول يقول من بين أسنانه الملتصقة فوق بعضها بابتسامة مصطنعة ) أليس كذلك يا حبيبتي ؟!"
هتفت نصرة بسعادة" ألف ألف مبروك يا أستاذ شامل"
نظر إليها كامل مبتسما ابتسامة واسعة فانفجرت زغاريد نصرة وأخوتها فجأة في وجهه فأجفل وعاد بجذعه للخلف يرمش بعينيه عدة مرات بينما تطلع فيه العم عيد بحيرة وعدم ارتياح لم يفهم له سببا.
نظر كامل لونس التي لا تزال تحدق فيه باتساع عينيها ثم منحها مرفقه قائلا بلهجة هادئة وابتسامة لم تصل إلى عينيه "هلا جئت معي يا حبيبتي للداخل .. أريدك دقيقة"
كادت أن تتوحش ملامحها لكن النظرة التي حدجها بها جعلتها تدرك أخيرا ما يحدث فبلعت ريقها ورفعت يدها لتتأبط ذراعه ليقول كامل للواقفين بلطف ليس من شيمه "هلا عذرتمونا لبضع دقائق تفضلوا .. تفضلوا"
قالها مشيرا لهم للجلوس ثم استدار بونس يتبادل النظرات مع والده الذي لا يعرف بم يعلق على ما يحدث وتحركا مبتعدان وهو يطحن ضروسه.
حدج عيد نصرة بنظرة نارية ثم مال عليها يقول هامسا "لماذا لم تذهبي معها .. ألم نتفق أن تطمئني عليها ؟!"
قالت نصرة بنفس الهمس "ذهبت مع زوجها يا عم عيد ماذا سأفعل ؟؟!"
قال عيد هامسا بإصرار" لابد أن نطمئن عليها يا نصرة قبل أن نعود.. لماذا جلبتك معي إذن؟"
هزت نصرة رأسها تقول مطمئنة" لا تقلق يا عم عيد"
بمجرد أن دخلا الفيلا انتحى بها كامل بعيدا عن الباب وانفجر فيها بغضب وكفيه معلقان في الهواء بالقرب من رقبتها يريد خنقها وهو يقول بغيظ" ماذا أفعل فيك .. أهذا تصرف ناس عقلاء يا عالم !!!"
أسرعت بسمة بالتدخل تقف بينه وبينها لتواجه كامل قائلة "اهدأ يا كامل أرجوك تصرفت بحسن نية "
هدر كامل في بسمة" ألا ترين الحرج الذي كادت أن تسببه لنا كلنا ؟!!"
تقوست شفتي ونس تشعر بأنها فعلت خطأ كبيرا فتدخلت سوسو التي لم تجد الفرصة لأن تبدل ملابسها بعد وقد أشفق قلبها على هيئة ونس المذعورة فقالت لكامل وهي تسحبها بعيدا عنه " كفى يا كامل أرجوك واستعجل أخيك (وانتحت بونس جانبا وقالت بهمس هادئ رغم غيظها الشديد ) ما فعلتيه سبب حرجا لنا جميعا هل هناك عروس تخرج للناس دون عريسها في صباحية عرسها!! "
تحرك لسان ونس في باطن خدها من الداخل ولمعت عيناها بالدموع وهي ترفع نظراتها للسلم حيث ينزل شامل مهرولا يصفف شعره الرطب وعلامات الجدية على وجهه فأحست بشعورين متناقضين الخوف من غضبه منها والرغبة في الاحتماء به .
لمح شامل الذي لم يتخلص من وقع الموقف بعد ونس التي شبكت يديها تقترب منه ببطء وأدرك حالة الذعر التي ألمت بها بينما هب كامل فيه" شرفت الآن يا عريس!"
تجاهل شامل عصبية أخيه وسأله بملامح عابسة" هل تصرفت؟"
رد كامل وهو يفتح سحاب سترته الرياضية "طبعا يا بيك تصرفت ..بَدْل السترة "
خلع كل منهما الحلة الرياضية التي كانت بالصدفة بنطالها من نفس اللون وبدلاها بسرعة قبل أن يمد شامل يده لونس دون أن ينظر إليها فوضعت يدها بيده ليسرع للخروج معها بينما هي تتطلع فيه لتقرأ ملامحه الواجمة .
بينما هتفت بسمة في كامل بغيظ هامس "ألن تكف عن فظاظتك ؟!"
رد عليها بلهجة متهكمة "كامل الشرير وكلكم ملائكة لا تؤاخذوني "
عدة خطوات في الحديقة حاول فيها شامل السيطرة على مشاعره واستعاد التحكم في أعصابه ثم ترك يد ونس وفرد ذراعه على كتفيها يضمها إليه مطمئنا ونظراته مسلطة على الضيوف .
بمجرد أن وصلا قال شامل بابتسامة مغتصبة" لا تؤاخذوننا"
تطلع عيد فيه بشك وقد شعر بارتباك لكنه سرعان ما استرخى حينما ناكفه شامل وقد استعاد بعضا من مرحه "اشتقت إليك يا حاج عيد والله ..سواد الليل الذي فرق بيننا كان طويلا"
اقتربت سوسو بعد قليل ترحب بالضيفات بعد أن بدلت ثيابها فقالت نصرة مشيرة للأسبتة الكبيرة واللفائف الكثيرة في أرض الحديقة "هذه صباحية العروس أين من الممكن أن نضعها؟"
فهمت سوسو بأنها تريد أن تختلي بونس فقالت "أتركيها سآمر بحملها للداخل وتفضلي أنت مع ونس (وقالت لونس) اذهبي مع الأخوات إلى الطابق العلوي يا ونس (وعادت لنصرة تقول) أنرتمونا"
قالت نصرة وهي تتحرك هي وأختيها مع ونس" بنورك يا هانم ..والله وجهك به سماحة تريح القلب"
ابتسمت لها سوسو بمجاملة بينما هم كريم بالتحرك مع أمه فزجرته قائلة بهمس" ابق هنا مع الرجال وأنا سأعود بعد قليل لا يصح أن تدخل مع النساء "
ارتبك كريم وهز رأسه مطيعا ثم عاد ليتطلع فيما حوله وتمنى أن يكون في العاصمة وحده لعله يستطيع الاتصال بعمه ويطلب منه مقابلة أبيه .. فشعور صعب أن يكون قريبا منه ولا يقابله ..
لقد اشتاق إليه كثيرا .. لكنه لا يعلم هل لو ذهب إليه سيقبل والده بأن يراه أم لا ؟!.
في الفيلا شهقت بسمة فجأة وهي تسمع صوت الزغاريد يقترب وراقبها كامل وهي تذهب يمينا ويسارا في نفس اللحظة بارتباك وتغمغم "يا إلهي ما هذا الحرج"
ثم اسرعت بدخول المطبخ واكتشفت بأنه بدون باب فاختبأت بجوار فتحة الباب ..
اسرع كامل يسألها "ماذا تفعلين؟"
ازاحته قليلا تنظر على باب الفيلا الذي دخلت منه نصرة تزغرد ثم عادت وشدته ليعود مكانه أمامها على باب المطبخ ليداريها وقالت" ليس من اللائق أن تراني نصرة هنا بالأسفل صباح يوم صباحيتي "
تراقصت الابتسامة على فمه وهو يراقب حجري عينيها المشعين بالأزرق يتطلعان من شق رفيع بين الحائط وذراعه الذي تمسك بكمه ثم سألها بلهجة متسلية هامسة "ولماذا ليس من اللائق أن تراك ؟!"
احتقن وجهها وغمغمت بارتباك لذيذ" هكذا فقط"
سألها كامل بإصرار" لا.. أريد أن أفهم لا تهربي كعادتك"
لمحته نصرة وهي تتجه مع ونس فقالت مهللة" ألف مبروك يا أستاذ كامل "
استدار كامل وقد انتقل الارتباك إليه بدون سبب فوقف يسد بضخامته باب المطبخ بوقفة استعراضية يضع يد في جيبه والأخرى يسندها على الحائط بجواره ليخفي من خلفه قائلا بابتسامة مجاملة" أشكرك "
قالت نصرة وهي تدقق فيه من بعيد بتساؤل "ومبارك للأبلة بسمة "
قال كامل بسرعة " نائمة (ثم أضاف مستدركا وهو يشعر ببسمة قد قبضت على سترته من الخلف بتوتر ) بسمة نائمة... تعرفين .. عروس ( وأضاف بصوت أخفت سمعته بسمة فقط ) ولم تنم طوال الليل"
قرصته بسمة في ظهره فحانت منه حركة خفيفة متألما بينما ضحكت نصرة وهي تخبئ فمها بطرف حجابها وقالت" نوم العافية إن شاء الله.. أبلغها سلامي ومباركتي"
وتحركت هي وأختاها تصعدن السلم وهي تتطلع في الفيلا حولها متمتمة" بسم الله ما شاء الله"
قالت بسمة من بين أسنانها " لماذا صعدت للطابق العلوي ؟؟"
أدار إليها وجهه مستفهما لتقول موضحة بهمس مغتاظ "عَلِقت أنا هنا لن استطيع أن أعود للغرفة حتى تذهب نصرة ومن معها (ثم همست تقول ) طمئني وقل لي بأنهن قد دخلن جناح شامل "
اتسعت ابتسامته وقال وهو لا يزال يوليها ظهره" للأسف الأصوات تأتي من صالة الطابق "
زفرت بسمة وابتعدت عنه وعن باب المطبخ لتستند بظهرها على إحدى الخزائن مكتفة ذراعيها تعلو ملامحها الحسناء الغيظ .. فاستدار كامل يتطلع فيها بقلب سعيد وكأنها تشاركه هذه الفيلا منذ سنوات.
أدخل عدد من النُدل الحاجيات التي أحضرها عيد لصباحية ونس ودخلت خلفهم سوسو تقول آمرة "ضعوها في المطبخ "
قال كامل وهو يستقبل منهم الأسبتة واللفائف الواحد تلو الأخر "أنا سأدخلها "
ووضعهم في المطبخ فقالت سوسو بعدما ذهب النُدل" أشم رائحة بط يا كامل ولن أقترب من تلك الأشياء حتى لا أشم رائحتها .. فتصرفوا لأن زيلا لن تعرف التصرف وحدها "
خرجت بسمة من خلف كامل تقول لسوسو مطمئنة" لا تقلقي يا سوسو هانم أنا سأتصرف "
ضربت سوسو على جبينها تقول" يا إلهي ارتبك الوضع فجأة ولم أبارك لك يا بسمة سامحيني .. كما ترين ماذا حدث"
اختلست بسمة نظرة لكامل وقالت وهي تخطو ناحيتها حينما وجدت الأخرى تقترب منها "لا بأس لم يحدث شيء"
قبّلتها سوسو على وجنتيها ثم قالت وهي تتأملها" مبارك لك يا حبيبتي .. ما شاء الله هذا الولد محظوظ بهذا الجمال حفظك الله من شر العين "
غمغم كامل من بين أسنانه بلهجة متهكمة "الحقيقة محظوظ جدا سأنفجر من الحظ"
استدارت بسمة تحدجه بنظرة خاطفة قبل أن تعود لسوسو التي قالت "العيون كانت مسلطة عليك معظم الوقت ليلة أمس نسأل الله السلامة"
قال كامل بتوحش "عيون من؟؟ أخبريني"
ابتسمت سوسو بينما قالت بسمة بهدوء "لا تشغلي بالك يا سوسو هانم أنا سأفتح ما أحضروه وأقسمه وأضعه في الثلاجة أو في الخزانات سأشغل وقتي حتى يغادر الضيوف فمن غير اللائق رؤيتي خارج غرفتي في هذا الوقت "
قالت سوسو بحرج" لا لا أنت عروس.. فقط أخبري زيلا ماذا تفعل (ونادت على زيلا التي كانت عائدة من تقديم الضيافة للضيوف بالحديقة وقالت لها بالإنجليزية) كوني مع بسمة وافعلي ما تخبرك به (وعادت لبسمة تقول) لا أحب دعوتي بسوسو هانم"
ارتبكت بسمة وتطلعت في كامل بتساؤل ثم سألتها" وبم أدعوك؟"
ردت الأخرى" فقط سوسو ..أنا لا أحب أي ألقاب من الممكن أن تشعرني بأني عجوز "
تدخل كامل مقلدا أمه بصوت رفيع وهو يهز رأسه يمينا ويسارا قائلا بتهكم" أنا لازلت في عز شبابي أرجوكم"
تفاجأت بسمة بطريقته ولملمت شفتيها حتى لا تضحك بينما أشاحت سوسو بيدها مبتعدة ..فقال كامل مستمرا في مناكفتها "لم تباركي لي بعد يا سوسو "
استدارت تقول "ألم أبارك لك صباحا أمام غرفة الألعاب!"
قال كامل بلهجة متسلية "تقصدين حينما وجدتيني أبحث عن أسطوانة جديدة لباسمة (وأخرج يده من جيبه ولفها حول جذع بسمة التي أجفلت من حركته مضيفا بنفس اللهجة المتسلية ) باسمة تحب الموسيقى جدا يا سوسو .. طوال الليل وأنا اشغل لها الأسطوانات ( ونظر لبسمة يسألها بلهجة متسلية استفزتها ) هل أعجبتك الموسيقى يا باسمتي"
ابتسمت بسمة له ابتسامة صفراء وقد خرس لسانها ولم يسعفها عقلها للرد فأضاف كامل وهو يحدق في عينيها الغاضبتين أمامه "لماذا الخجل يا حبيبتي هذه أمي ليست شخصا غريبا "
اشاحت سوسو بيدها بحرج وهي تبتعد قائلة "فليسعدكما الله .. سأذهب لأطلب من ديمتري أن يرسل أحد النُدل ليضيّف السيدات مادامت زيلا ستساعد بسمة"
بمجرد أن أولتهما ظهرها أفلتت بسمة من ذراعه الذي كان يثير فيها مشاعر كثيرة كلهجته التي يحدثها بها منذ أن استيقظت وهتفت بهمس "ماذا كنت تقول لوالدتك؟"
تصنع البراءة ورد" ماذا كنت أقول؟ .. كنت أتحدث عن الموسيقى .. (ومال برأسه قليلا يسألها بلهجة خبيثة) هل تخيلت أني كنت ألمح لشيء أخر ؟!"
شعرت بسمة بأنه يغلبها دوما بطريقته المستفزة وهي لا تجد ما ترد به .. فاستدارت تعود للمطبخ لتجد زيلا واقفة تحاول فك اللفائف أمامها بعدم فهم فأعطتها بعض التعليمات بالعربية ثم فطنت لما تفعل فحاولت استجماع بعد الكلمات بالإنجليزية بصعوبة فهي تستطيع قراءة الانجليزية بعد ذلك الكورس الذي حصلت عليه قبل التسجيل للحصول على الماجستير.. لكن النطق لم يعتد لسانها عليه وما زاد من ارتباكها دخول كامل خلفها ووقوفه مستندا بظهره على إحدى الخزائن يتطلع فيها فالتفتت إليه تقول بحدة" ماذا تفعل هنا؟"
رد ببرود استفزها" وأين تتوقعين مني أن أكون ؟.. سأتحرج من الصعود أمام النسوة فبالتأكيد يتحدثن في أمور حساسة .. ولن أجلس مع الرجال بالخارج حيث من المفترض أني عريس أنا الأخر .. ولن أذهب للمطعم لنفس السبب "
انطلقت الزغاريد فجأة من الدور الأعلى بشكل عالي ومتواصل وكأنه اعلان عن شيء ما .. شيء احتقن له وجه بسمة بحرج خاصة وأن كامل يتطلع فيها بأنظاره وهو يهرش في أعلى أنفه فاستدارت توليه ظهرها لتتفحص الأسبتة.
كانت الزغاريد تأتي من شرفة الدور العلوي ويسمعها الجالسين في الحديقة فابتسم عيد بحرج وقد فهم الرسالة وحانت منه رفعة هامة غير مقصودة لأب اطمأن على إتمام زواج ابنته .. بينما شعر شامل بالحرج .
في المطبخ كان كامل يراقب بسمة بينما الأخيرة تتطلع كل دقيقة على ملابس زيلا الشابة الأفريقية السمراء التي ترتدي بنطالا من الجينز وبلوزة لا تغطي وركيها الممتلئين بشكل لافت للنظر ولم تشعر بالراحة من ذلك النوع من اللبس في بيت به رجال فقالت لها ببعض العصبية وبإنجليزية رديئة "من فضلك اتركي كل شيء وأنا سأتصرف وحدي .. اذهبي للخالة سوسو ربما احتاجت لشيء"
ناظرت زيلا كامل بنظرة متسائلة فأشار لها بأن تنفذ .. لتسرع الأخيرة بالمغادرة .
انحنت بسمة نحو أحد الأسبتة تحاول فك الاربطة والشريط اللاصق فانساب معها شعرها بينما دقق كامل في تفاصيلها وانحناءاتها بتمعن ..لتعتدل وتقول " هلا ساعدتني في فك هذه الاربطة ؟"
اقترب كامل .. اقترب كثيرا ..فتحفزت خلايا جسدها والتصقت بالخزانة خلفها .. لتجده يمد يده بجانب خصرها فأجفلت ليقول بهدوء " أريد أن أفتح الجارور خلفك"
بارتباك ووجنتين مشتعلتين انزاحت قليلا ففتح الأخير الجارور وأخرج مقصا ثم مال يقص الأربطة .
بعد قليل كانت بسمة قد أخرجت من الاسبتة طعام الصباحية مما لذ وطاب .. فاقتربت سوسو لتتفحص الأصناف الشهيرة بأطعمة الريف وناظرت بالذات الطيور المحمرة وهتفت" بط وحمام !!"
رد كامل مصححا" وز يا أمي.. وز وحمام .. البط في سَبَت أخر"
غمغمت بسمة وهي تناظر كامل بنظرة متسلية "كامل يعشق الوز "
ابتسم لها ابتسامة صفراء مستخفة وأمسك بوزة محمرة في يده يفصل عنقها عن جسمها بغل وهو يقول "أمي تعرف بأني أحب كل الطعام"
أسعدها أن تجد ما يستفزه فأضافت بنظرات مغيظة ولهجة متشفية" لكنها بالتأكيد لم تعرف عشقك للوز بالذات .. حتى أني طلبت من أهلي أن يكون طعام صباحيتي كله وز ..وز.. وز"
تماسك حتى لا يضحك وحتى لا يهجم عليها يعاقبها بقبلة عنيفة على مشاكستها له وقال ببرود" لا حرمني الله منك ولا من وز بلدكم يا باسمتي"
غمغمت سوسو وهي تغادر المطبخ" المزيد من البط والوز يا إلهي .. ضعوا هذه الأصناف بعيدا عني ولا تدعوني أراها حتى تنتهي"
رفعت بسمة ذقتها ذا طابع الحسن بكبرياء واستدارت لترتب بقية الأصناف في الوقت الذي سُمع صوت السيدات ينزلن من الدور العلوي فتحركا الاثنان كمن صعقتهما الكهرباء لتختفي بسمة بجوار فتحة الباب ويقف كامل مكان الباب يد في جيب بنطاله والأخرى على الحائط في نفس الوضع السابق وكأنه قد تجمد مكانه كل هذا الوقت .
ناظرته نصرة باندهاش لوقفته التي لم تتزحزح .. فمنحها ابتسامة مجاملة مفتعلة جعلتها تقول " لا تنسى أن تبلغ سلامي لأبلة بسمة "
هز رأسه يطمئنها فانفجرت الزغاريد في بهو الفيلا من جديد.
استرخى كامل بعد خروجهن مع ونس واستدار يقول لبسمة بغضب" ما هذا الجو المتوتر التي تضعينا فيه لا أفهم؟!!"
قالت له بهمس مغتاظ " هل كنت تريدها أن تراني هنا؟"
مال للأمام يتطلع في وجهها ورد بنفس الهمس " وهل وجودي كل هذا الوقت بالأسفل بعيدا عن عروسي التي من المفترض أنها نائمة في غرفتنا مظهرا لا يجلب الشكوك يا ذكية "
لم تجد ما ترد به خاصة وهو يتحدث معها من هذا القرب فهربت من عينيه العميقتين المحاصرتين واستدارت توليه ظهرها دون رد.
بعد قليل وعلى بوابة الفيلا كانت ونس تبكي وهي تحضن عيد الذي كان متماسكا بكل قوته ويربت على ظهرها قائلا بحشرجة "كفي عن النحيب وإلا سيعيدك معي العريس"
ابتعدت تحضن كلتا يديه بين كفيها فقال شامل "لا تقلق عليها يا حاج عيد .. وإن شاء الله سأطمئنك حينما نزور طبيبة السمعيات بعد أيام"
هز عيد رأسه .. وقال لونس" لقد قررت أن ابتاع هاتفا من تلك الهواتف الحديثة التي يتحدثون منها بالكتابة وسيعلمني كريم عليه( ونظر للأخير يقول) أليس كذلك يا كريم ؟"
رفع له كريم ابهامه ورد "أجل يا جدي لا تقلق"
ابتسمت ونس من بين دموعها وأصدرت إشارة تعني ( رائع )
فتحرك عيد بظهره خطوتين ولا تزال عيناه معلقتان على فلذة كبده ثم استدار وهو يلقي بسلام خرج متحشرجا بصعوبة من فمه وركب في السيارة الجماعية الكبيرة التي استأجرها للسفر والتي تنتظره يحمد ربه ويشكره على اطمئنانه عليها .. بينما لوحت نصرة لونس من النافذة مودعة بعينين دامعتين ثم غمغمت في سرها" أسعدك الله يا حبيبتي والعقبى لإسراء بنتي في القريب بإذن الله "
قالتها متمنية أن تكون في العاصمة وحدها .. صحيح لا تعرف كيف تتحرك فيها بل تشعر برهبة شديدة منها في الزيارات القليلة التي زارتها لها .. رغم أنها لا تكون وحدها لكنها تشعر بها وكأنها ستبتلعها .. ومع هذا تمنت أن تكون وحدها هذه المرة لربما اتصلت بعم الأولاد وطلبت منه أن يوصلها لهلال ..
عند هذه الخاطرة .. ورغم الشوق المعذب والحنين الجارف له ورغم أنه يرسل شهريا مبلغا جيدا من المال .. لكنها نهرت نفسها على ذلك التفكير واشاحت بوجهها تتطلع في نافذة السيارة التي بدأت في التحرك مغمغمة في سرها "من ينسانا ننساه يا نصرة لا نهتم حتى بالسؤال عن أحواله "
سألها كريم "قلت شيئا يا أمي؟"
قالت بصوت أعلى وهي تتطلع من النوافذ حولها "كنت أقول هذه المدينة ما شاء الله لا قوة إلا بالله مكانا للأثرياء بالفعل "
في حديقة الفيلا وقف شامل مع ونس وحدهما يقول بلهجة هادئة عاتبة مصرا على مواجهة عينيها الرافضتين مواجهته يمينا ويسارا "اتفقنا أن نفكر يا ونس قبل القيام بأي تصرف "
حركت لسانها في باطن خدها فأضاف" اليوم أنت احرجت العائلة كلها باندفاعك .. بالله عليك كيف لا توقظينني!! .. ماذا لو لم يكن لي توأما يغطي على عدم وجودي؟!!. ماذا لو اكتشف الأخرون أننا نخدعهم وأن كامل ليس هو شامل !"
كانت تشعر بحرج شديد وبتأنيب لنفسها كبير .. خاصة وأنها في أول يوم لها هنا مع شامل .. فعضت على شفتها السفلية تناظره بعينين لامعتين ترغبان في البكاء فقرر شامل التوقف عند هذا الحد رغم أن الموقف لا يزال يغضبه بشده ويسبب له حرجا مع عائلته وقربها منه يضمها إليه مضيفا "عديني بأنك ستعدين حتى عشرة قبل التصرف في أي موقف اندفاعي أرجوك يا ونس ..ولا تتصرفي في أي شيء دون أن تخبريني أولا حتى لو كنت غير موجود في محيطك "
هزت رأسها بإيماءة بجوار كتفه تشعر بالأمان في حضنه وبالحماية ..
ابتعد عنها شامل يقول بلهجة متسلية وقد عاد لمرحه "هيا بنا إلى غرفتنا لقد تركناها وقتا طويلا وحدها وهذا لا يصح"
رمشت ونس عدة مرات ولم تفهم الدعابة فسحبها شامل من معصمها خلفه يقول "تعالي لدينا وقتا طويلا لأشرح لك ماذا أقصد ( ثم تساءل عابسا) أين الفطور .. ألن نفطر؟"




يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 11:00 PM   #1255

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 6

(6)



في المطبخ قالت بسمة باستنكار" ماذا تفعل يا كامل؟"
قضم الأخير من الوزة بين يديه وهو يقول ببرود" أفطر .. جائع ..افعل أي شيء مما يفعله العرسان"
تسلل إليها شعور بالشفقة عليه لكنه في الوقت نفسه يستفزها بما يفعل خاصة حينما قال" ألا يكفي بأن أهلك لم يرسلوا طعام صباحيتي حتى الآن ..( وأضاف مناكفا رغم جدية ملامحه ) هذه استهانة لن أمررها لكم يا آل الوديدي"
قالها وهو يقضم من صدر الوزة ثم ملأ ملعقة من طاجن الأرز المعمر وألقاها في فمه في الوقت الذي لمحه شامل وهو في طريقه لصعود السلم فاتسعت عيناه وغير وجهته ليدخل عليهما المطبخ قائلا بعينين متسعتين" ماذا تظن نفسك فاعلا هذا الطعام يخصني؟؟!!"
رد الأخر بملامح عابسة ولهجة صبيانية متصنعا المسكنة "وأنا جائع .. هل ستترك أخاك جائعا (وأشار على بسمة مضيفا ) لم يحضروا لي طعاما حتى الآن"
ضربت بسمة كفا على كف لا تصدق ما يفعله بينما أضاف كامل بلهجة تمثيلية معذبة" أخوك جائع يا شامو"
تسمرت بسمة فاغرة الفاه تتطلع فيه غير مصدقة هذا الجانب الصبياني الفكاهي في شخصيته مسقطا عنه بروده وعنجهيته بينما رد شامل يجاريه في المزاح "قطّعت قلبي يا مسكين ..لا بأس هيا لنأكل سويا "
قالها وهو يسحب طاجن الأرز الكبير خارجا من المطبخ بينما حمل كامل أمام عيني بسمة المتسعة اللفائف التي تحتوي على أصناف الطيور المطهية وذهب خلف أخيه فاتبعته وهي تتبادل النظرات مع ونس التي تضحك حتى استقرا على استراحة جانبية بجوار المطبخ وضعا الطعام على منضدة صغيرة وضما أريكتين صغيرتين لتواجها بعضهما ثم سأله شامل "هل هناك المزيد من الطعام ؟"
أومأ كامل برأسه فقال شامل "احضري لنا باقي الطعام يا ونس بالله عليك وتعالي اجلسي هنا بجانبي لنفطر سويا"
ضحكت ونس على هيئتهما المضحكة وتحركت مع بسمة التي سبقتها للمطبخ تداري ابتسامتها. . بينما تبادل شامل وكامل النظرات فصدرت من الأول حركة متباهية وهو ينفض ذراعيه في الهواء بزهو ذكوري مصدرا نحنحة غليظة فهمها كامل الذي لوى شفتيه بامتعاض يناظره بحقد .
ربت شامل على ذراعه قائلا باستفزاز متعمد" لا بأس يا بني أدرك معاناتك وسأدعو لك أن يفك الله كربك عن قريب"
نفض كامل يد شامل عن ذراعه بخشونة ورد قاصفا "بارك الله لك يا عريس ..أخيرا أصبحت رجلا بعد كل هذا العمر.. عموما إن أردت السؤال عن شيء فلا تتحرج من سؤال توأمك ليعطيك من خبراته"
ناظره شامل بنظره مستهزئة وقال ساخرا "مسكين ..أدرك أي جحيم تعيش فيه لذا لن أدقق على كلامك "
عادت الجدية لملامح كامل وهو يمد يده للطعام صامتا فانخرس شامل هو الأخر ولم يدر بما يواسي أخيه .
خرجت بسمة وونس من المطبخ عائدتان بالمزيد من الأصناف تضعانها أمام التوأمين فربت شامل على الأريكة لتقترب وتجلس بجواره بينما رفع كامل رأسه لبسمة قائلا "هيا اجلسي لتأكلي معنا"
احمرت وجنتيها وهي تجلس بجواره تبعد شعرها للخلف فناولها كامل ملعقة .. ثم نظر للناحية المقابلة يقول لونس بتهكم" أهلا بجالبة الفضائح"
مطت ونس شفتيها تناظره بنظرة من أعلى لأسفل بينما قالت بسمة "كفى يا كامل لننسى الأمر"
تجاهل كلامها واستمر في مناكفة الأخرى يقول متهكما "وأنا أعطيها ذراعي لندخل الفيلا كنت أموت خوفا من ذكائها المتقد أن ترفض ولا تستوعب ماذا يحدث "
تدخل شامل بلهجة حازمة قائلا وهو يدفع بواحدة من الحمام ليضعها أمام توأمه وكأنه يخرسه" كفى يا كامل وركز في الطعام يا حبيبي "
غمغم كامل بامتعاض وهو يمرر عينيه بين شامل وونس "المرة القادمة لن أتدخل .. ولترياني ماذا ستفعلان بدوني "
بعد قليل اطلقت سوسو شهقة وهي تتطلع فيما يحدث أمامها .. توأماها يجلسان مع زوجتيهما وأمامهما الطعام الذي أحضره العم عيد ورأت شامل يمزق بطة بين يديه بمنظر بدا لها متوحشا فهتفت بغير تصديق "ما هذا!!.."
قال شامل مناكفا" تعالي يا سوسو الطعام لذيذ جدا "
اشفقت عليها بسمة ومررت أنظارها بينها وبين ولديها المنهمكان في الطعام قبل أن يدخل غنيم من باب الفيلا فقالت سوسو صائحة "تعال يا غنيم .. هل رأيت في حياتك منظرا كهذا في صباحية عرسان "
ضحك غنيم بينما قال كامل لوالده" تعال يا حاج غنيم حماتك كانت تحبك.. يوجد حمام وبط ووز "
لاحت ملامح الغثيان على وجه سوسو وردت "اخرس.. ابوك لن يأكل هذه الأشياء حتى لا يرتفع الكوليسترول عنده "
قال غنيم يجاريها" بالطبع "
قالت سوسو بلهجة شاكية "تعبت يا غنيم أنظر إليهما هل هذا منظر يليق بعريسين في يوم صباحيتهما؟!"
استمر توأماها في مناكفتها فقال شامل وهو يفتح سحاب سترته الرياضية ويحاول خلعها "ساعديني على الخلع يا ونس السمن البلدي فجر الطاقة في جسدي "
شدت ونس طارف كم السترة وبسمة تراقب ما يحدث وسط ضحكات كامل المكتومة فانتابها الضحك هي الأخرى تمرر نظراتها بين الجميع بينما عاد شامل للأكل وقد أصبح بفانلته التحتية .. لتقول سوسو وهي تمسك جبهتها بإعياء "بالفانلة الداخلية يا غنيم "
ضحك غنيم وهو يضمها إليه قائلا بمواساة "حبيبتي أنا وأنت قطعنا الأمل فيهما منذ زمن واعتبرنا بأننا قد انجبنا ثورين بريين.. فلا تحرقي دمك..( وسألها ) أين الهدايا التي جهزناها ؟"
قالت سوسو" في غرفتنا سأذهب لإحضارها"
وتطلعت في المنظر البعيد بقرف ثم اتجهت لغرفتها .
بمجرد أن ابتعدت تحرك غنيم نحوهما فقال كامل "تعال يا حاج أعلم بأنك محروم من الطعام الدسم"
ترك شامل مقعده لوالده الذي قال وهو يختلس النظرات للناحية التي اختفت فيها سوسو" لا لا اعدوا لي طبقا صغيرا قبل أن يُقبض عليّ "
راقبت بسمة وونس الطبق الذي صنعه شامل لوالده الذي رفض الجلوس بينما قال غنيم لزوجتي ولديه وهو يأخذ الطبق" إياكما أن تخبراها ..هناك أمورا كثير تحصل في هذا البيت من خلف ظهر سوسو "
انفجر الجميع في الضحك ثم سألته بسمة بقلق " أخشى أن يكون هذا الطعام ممنوعا عنك "
رد غنيم بتأكيد" أنا صحتي جيدة لكن سوسو تبالغ .. لا تقدر على ولديها فتقدر عليّ أنا المسكين "
ضحكات مكتومة خبيثة صدرت من التوأمين فتأملت بسمة الجميع بسعادة متفاجئة من هذا الشعور الذي يتسلل إليها ببطء .. شعور بالدفء .
هتفت سوسو من بعيد مصعوقة" غنيم!!!"
توقف غنيم عن المضغ وتسمر مكانه ولم يقدر على إدارة وجهه لمواجهتها وسط ضحكات ولديه المكتومة قبل أن يقول كامل متصنعا الجدية" ها ما رأيك يا أبي في هذه التتبيلة للطيور ؟"
قال غنيم يجاريه "جيدة جدا "
قال كامل وهو يأخذ منه الطبق ليعيده على الطاولة " إذن سنضعها على قائمة الأصناف الجديدة في المطعم "
ظلت سوسو مكانها تناظره من بعيد بنظرات نارية فهمس لهم غنيم قبل أن يعود إليها "حافظوا على طبقي وأخبروني أين ستخفونه"
بعد قليل وبعد أن انتهى حفل طعام الصباحية الجماعي نادى غنيم على بسمة فتفاجأت ولاح بعض التوتر على وجهها لم يغب على كامل الذي تابعها بعينيه تتوجه ناحية والده بينما أخرج غنيم من علبة مخملية تحملها سوسو سلسالا طويلا بدلاية ذهبية وقال" نبدأ بالأكبر عمرا "
شعرت بسمة بالحرج واشتعلت وجنتيها وغنيم يلبسها السلسال حول رقبتها ويقبل جبينها فقال كامل الذي انضم لهم وهو يساعدها على اخراج شعرها من السلسال "لا حرمنا الله منك يا أبي "
شكرته بسمة شاعرة بالامتنان فقالت سوسو موضحة "الحقيقة كنا نخطط أن نصعد لغرفتيكم في الصباحية ونهديكما هذه الهدايا .. لم نكن نعلم بأننا على موعد مع حفل صباحية جماعي "
ابتسم غنيم وقال لونس "والآن موعد الصغيرة الشقية "
اقتربت ونس بابتسامة متسعة فناكفها غنيم "كدت أن أصاب بنوبة قلبية بسببك اليوم "
رفعت شعرها خلف أذنها بحرج فألبسها غنيم السلسال الأخر وقبّل جينها ثم نظر لزوجتي ولديه قائلا بسعادة وهو يلف ذراعه حول جذع سوسو " هكذا المرء منا يصطبح بوجوه ناعمة جميلة وكائنات رقيقة تنضم لسوسو في هذا البيت وتضيف عليه توازنا وطراوة .. بدلا من الوجوه القبيحة العكرة"

غمغم شامل "جزاك الله خيرا يا حاج هيا بنا يا ونس لنعود لغرفتنا بدلا من هذا التقريع في يوم صباحيتنا "
قال كامل لبسمة هامسا " هيا لنصعد فأنا أريد أن أنام"
ناكفته ترد عليه ببرود هامس "وما المطلوب مني؟"
قال من بين أسنانه" هل رأيت من قبل عريسا يصعد لغرفته يوم صباحيته ويترك عروسه تتسامر مع أهله !.. كله إلا سمعتي هذا الأمر قد أرتكب من أجله الجرائم"
مطت شفتيها لتتحكم في ابتسامة ملحة وتحركت معه مشفقة عليه من الارهاق البادي تحت عينيه من عدم النوم ليصعدا لغرفتيهما ..
في جناحهما ألقى كامل بنفسه فوق السرير بمجرد دخولهما يخلع سترته الرياضية ويلقيها بجانبه في الأرض ثم قال من تحت الوسائد "باقي السرير متاح لك إن أردت الاستلقاء بجانبي"
ردت عليه بلهجة ساخرة" شكرا لك سأستعمل الأريكة"
لم يرد كامل ولم يمر وقتا طويلا حتى أحست بانتظام أنفاسه .. ففتحت التلفاز بصوت منخفض واستلقت على الأريكة ولم تجد شيئا لتفعله فقررت الاستسلام للنوم .
أما في الجناح الأخر قال شامل وهو يغلق قفل الباب من الداخل" أخيرا أصبحنا أنا وجنيتي وحدنا من جديد "
لعب لسان ونس في جدار خدها ..فسألها شامل وهو يقترب خطوة" ألا يوجد لديك قميصا بلون أخر كقميص ليلة أمس ؟"
رجعت خطوة للخلف مبتسمة بخجل وهي ترفع سبابتها أمامه نافية .. فسألها وهو يقترب خطوة أخرى "ولا نفس اللون ؟"
رجعت خطوة أخرى للخلف وحركت سبابتها نافية تهرب من نظراته الحسية التي تشعل ذراتها بمشاعر اختبرتها لأول مرة بين ذراعيه أمس ..فقال شامل يجاريها" تؤتؤتؤ ألا يوجد أي قميص لديك يا مسكينة ؟"
هزت رأسها بشقاوة لذيذة نافية وهي ترجع خطوة أخرى للخلف.. فقال شامل وهو يقترب مرة أخرى" لا بأس لن أدقق على تفصيلة تافهة كهذا ..لندخل في ما هو مهم بشكل مباشر "
واقترب أكثر لينقض عليها لكنها قفزت هاربة وهي تطلق ضحكة فلم يمهلها شامل الفرصة للفرار بل تلقاها وهي تعبر من جانبه وحملها بذراع واحد مقهقها قبل أن يلقي بها على السرير .
اطلقت ونس تأوها ضاحكا وغطت وجهها بكفيها فاحتلها بجسده الضخم يقول وهو يتفحص سماعتيها خلف أذنيها "هل ارتطمت السماعتين برأسك ؟"
هزت رأسها نافية من خلف كفيها فأزاح يديها عن وجهها وسألها هامسا "هل ننزع السماعات ؟"
هزت رأسها رافضة فقال متفهما" لا بأس أنا فقط أريدك مسترخية "
اشارت له تضم سبابتها مع إبهامها بما يعني (احتاج لوقت أطول قليلا ).. فهز رأسه متفهما وهو يبعد شعرها عن وجهها وقال بلهجة حارة ولهفة فقدت الصبر" دعينا الآن نختبر مدى تحسنك في الاسترخاء .. ألا يكفي بأنني لم استطع اخبارك إلا بسر واحد فقط ليلة أمس !"
قالها وهو يهجم على شفتيها ..فلفت ونس ذراعيها حول رقبته وفطرتها الأنثوية تلح عليها لطلب المزيد رغم خجلها الشديد .
××××
قبيل الغروب
توقفت سيارات كثيرة أمام بوابة فيلا غنيم ونزل منها سليمان يلملم في عباءته بحركة مختالة أمام العيون التي نزل أصحابها يتطلعون في فيلا غنيم بانبهار بينما مط مفرح شفتيه بامتعاض وتمنى لو استطاع الاعتذار عن المجيئ غير راغب في الاجتماع مع خاله في أي شيء لكن صداقته بكامل تحتم عليه التواجد .
أما فاطمة فنزلت هي الأخرى وأخواتها وبعض النسوة أقاربها يطلقون الزغاريد ويحملون ما احضروه بينما وقف غنيم يستقبلهم في الحديقة متفاجئا بالعدد الكبير وسليمان يقول له بابتسامة لزجة "بعضا من أقاربنا وأحبابنا أصروا على المجيء للمباركة "
لم يعقب غنيم وإنما رفع هاتفه يهاتف ديمتري ويأمره بإحضار عددا كبيرا من الكراسي من المطعم .. فاقترب مفرح يسلم عليه ويقول بحرج" أنا أسف حاولت أن أتصل بأحد التوأمين لأنبهكم بالعدد لكنهما على ما يبدو غارقان في العسل "
قال غنيم مجاملا" أهلا وسهلا بكم"
في الدور العلوي استيقظت بسمة على صوت الزغاريد بالأسفل ففهمت بأن أهلها قد حضروا بينما تململ كامل في سريره فأسرعت نحو الخزانة تخرج منها ملابس استقبال ثم اسرعت نحو الحمام .
بعد قليل كانت تهز كامل برفق قائلة" كامل انهض أهلي حضروا "
هز رأسه دون أن ينطق وأشفقت عليه لأنه لم يكمل نومه .
حين خرج كامل من الحمام وجد بسمة قد ارتدت جلباب أبيضا مطرزا من الأكمام وعلى أعلى الجذع ..ولبست أساور ذهبية أنيقة وحلق ذهبي طويل بينما اللون النبيتي الذي تفضله تطلي به شفتيها .. فبلع ريقه أمام جمالها الأخاذ بشرقية ملامحه ..بشعرها الأسود كالليل مفرودا على ظهرها مع لون عينيها الفيروزي ..وومضت عيناه ببريق اعجاب التقطته بسمة فاحمرت وجنتيها وانفجرت دقات قلبها ثم أشاحت بأنظارها نحو المرآة .
بعد دقائق كانت الزغاريد تنفجر في بهو الفيلا حيث كان يجلس النسوة في انتظار نزول العروسين اللذين كانا متعانقي الكفين وهما يقتربان من الحاضرات قبل أن يستأذن كامل ليخرج للرجال ..بينما اتسعت عيني بسمة متفاجئة بالعدد الكبير من النسوة الذي يملأ المكان من القريبات ومن أهل البلدة المبهورات بالفيلا وبجمال بسمة الأخاذ الذي أطلت عليهن به .. فجزت على أسنانها بغيظ شاعرة بالحرج من سوسو التي كانت تبتسم ابتسامة مجاملة ترحب بالحاضرات والإعياء يبدو واضحا عليها .. في الوقت الذي كانت فيه زيلا تبرطم بلغة غير مفهومة رغم أن ديمتري أدخل الضيافة للضيوف من المطعم مع النُدل لكن كان على الأخيرة مهمة تقديمها للضيفات.
بالخارج اقترب مفرح يقابل كامل في منتصف الحديقة والذي بادره ممازحا" لماذا تأخر طعام الصباحية يا مفرح هل هناك عريس يأكل قبيل الغروب؟!!"
ضرب مفرح كفه بكف صديقه ضاحكا ثم حضنه مباركا قبل أن يقول" أنا من منعتهم أن يحضروا إليك عند الظهيرة يا عريس هل هذا جزائي !"
قال كامل بلهجة ذات مغزى" العم عيد قام بالواجب يا حبيبي وحضر قبل الظهيرة "
رد مفرح ضاحكا" علمت بذلك .. (وشدد على يد كامل يقول بمحبة جمة ) لا تتصور مدى سعادتي لارتباطك ببسمة .. ولا سعادتي بأنك ستتعقل أخيرا وتستقر "
ابتسم كامل بدفء ثم تطلع في العدد الكبير من الضيوف باندهاش فلم يجد مفرح ما يقوله لكنه رافق صديقه في رحلته للترحيب بالحاضرين..
بعد قليل قال سيلمان وهو يميل على كامل "أين بسمة لتسلم على أقاربنا لأنهم يريدون مجاملتها بالنقوط*"
رد كامل برفض بارد " آسف زوجتي لن تخرج لتسلم على الرجال "
قال سليمان "ولكن هؤلاء أقاربنا ومعارفنا و يريدون المجاملة كما أجاملهم أنا"
تدخل وليد قائلا بدبلوماسية "لا بأس يا أبي سأتصرف أنا (واستدار لكامل يقول ) أريد أن اسلم عليها"
استدار كامل ليقوده إلى داخل الفيلا في الوقت الذي قال مفرح وهو يلحق بهما" وأنا أيضا"
ناظره كامل من فوق كتفه ثم قال" هذا أخوها لن أمنعه من رؤيتها ..أما أنت ..."
رد مفرح بسماجة وهو يدفعه أمامه بخشونة "وأنا أخوها رغما عنك .. أين العريس الأخر؟"
رد كامل متهكما" غارق في العسل يا سيدي "
فأطلق الثلاث رجال الضحكات .
بعد دقائق أمسك شامل بهاتفه متململا وهو يرد بصوت ناعس "ماذا هناك يا كامل لماذا تلح في الاتصال؟"
انفجر فيه الأخير قائلا بغيظ" كفى نوما ستنفجر من النوم"
غمغم شامل ببرود" يا ناس يا شر يكفي قر .. ماذا تريد خلصني؟"
هتف كامل " ألم تسمع الجلبة التي في البيت أيها البارد .. انزل مفرح يريد رؤيتك"
رد شامل ببرود وهو يتمطى" ما الذي أتى به ألا يعلم بأني عريس جديد ولست متفرغا له؟!"
قال كامل وقد استفزه برود الأخر "جاء مع أهل بسمة يا فلذة كبدي "
رد شامل بنفس البرود المتعمد" إذن جاء لزيارتك أنت ولست أنا "
هتف كامل بلهجة خطرة مهددا" انزل يا شامل وإلا سأصعد وأكسر الباب عليك"
قالها وأغلق الخط فقهقه شامل وهو يضع الهاتف بجواره ثم التفت للناحية الأخرى حيث ترقد ونس بجواره وشعرها الذي عاد لموجاته يغطي وجهها وقد استسلمت أخيرا للنوم .. فأبعد شعرها عن وجهها وأحكم الغطاء الصيفي الخفيف على كتفيها العاريين ثم عدل درجة برودة المكيف حتى لا تمرض..
تأمل وجهها الصبوح كصفحة نهار جديد ولمس أذنيها الخاليتين من السماعات يتمنى من الله أن تكون الزيارة التي سيقومان بها لطبيبة السمعيات بعد ثلاثة أيام زيارة موفقة .. وأن يجد عندها ما يمكن أن يساعد ونس لتقترب من الحياة الطبيعية .. فمهما كان راضيا ومتفهما لحالتها .. كلما دقق في كونها غير قادرة على التواصل مع الأخرين بشكل طبيعي هذا يؤلم قلبه .. يؤلمه ألم سيبقى مرافقا له للأبد مهما تلقت من مساعدات جعلت حياتها أسهل .
في الدور الأرضي قال مفرح لبسمة بعد أن حضنها وليد" فاتنة المجرة ألف مبروك "
ابتسمت بسمة بينما ضغط كامل على ذراعه يقول بابتسامة صفراء" انرتنا باشمهندس مفرح"
توجع مفرح قليلا لكنه تجاهله وأضاف موجها الحديث لبسمة "مليكة لم تستطع الحضور ..يبدو أنها أرهقت نفسها الأيام الماضية فقضيت اليوم في السرير"
قالت بسمة متفهمة "لا بأس سأتصل بها أنا لأطمئن عليها "
غمغم مفرح باقتضاب "هي بالتأكيد ستتصل بك"
انتحت بسمة بعدها بوليد جانبا تقول له بغيظ "كيف تترك أبي يحضر كل هؤلاء البشر؟.. ألن يكف عن أسلوب المفاخرة هذا!"
رد وليد معترفا "صدقيني يا بسمة أنا ومفرح تفاجأنا بما فعل ولمناه حتى أن مفرح كاد أن يعلن عدم ذهابه معنا اعتراضا على ما يحدث لكن المشكلة أنه كان قد وعد الناس فلم نجد مفرا "
شعرت بسمة بالعصبية والاختناق خاصة وهي تتأمل شكل سوسو التي ترحب بالحاضرات اللاتي لم يكن لأغلبهن أي داع للحضور ..وأشفقت على حماتها التي تحاول التصرف بلطف ولباقة .. ثم لمحت من النافذة المفتوحة على الحديقة المشهد المبالغ فيه من الحاضرين فقالت لوليد من بين أسنانها "أريد أن أرى أبي"
قال وليد مهدئا "لا بأس مرريها هذه المرة وأعدك لن أتركه يفعلها مرة أخرى"
أما مفرح فوقف في بهو الفيلا شاردا يفكر في حالة مليكة التي لم تقم من سريرها منذ الصباح .. بنفس الطريقة التي حدثت لها المرة السابقة التي انهارت فيها أول مرة .. فقضيت اليوم التالي كله في النوم وكأنها تهرب من مواجهة شيء لا تريد مواجهته .. وهذا ما جعله يتصل بأخيها أكرم اليوم ويطلب منه بأن يقنعها بالذهاب لطبيب نفسي .. ورغم أنه لم يذكر له تفاصيل حياتهما الشخصية لكن أكرم أخبره بأنه هو أيضا يشعر بالقلق عليها خاصة مع لجوئها الكثير لحبوب النوم .. وأخبره أيضا بأنه حاول أكثر من مرة اقناعها بالذهاب لطبيب نفسي لكنها كانت ترفض بشدة واشفق عليها من الحاحه .. لكنه وعده بأنه سيستشير طبيب نفسي صديق له لربما نصحه بأي نصيحة .
خرج مفرح من شروده حينما لمح شامل ينزل السلم فهتف ممازحا ليشوش على ما يعتمل في صدره من هموم "أخيرا حضر العريس الأخر "
بعد دقائق انتحت فاطمة ببنتها تسألها بأمل كبير" ها طمئنيني "
سألتها بسمة ببرود" على أي شيء؟"
قالت أمها بغيظ "تعلمين عما أسأل"
اندفعت بسمة تقول بهمس "أمي لقد أخبرتك أني اشترطت عليه زواجا صوريا"
تشكل الإحباط ببطء على وجه فاطمة وأحست بسمة بخطئها الفادح في نفي حدوث أي شيء بينهما لما تراه على وجه أمها من حزن لكنها كانت لا تريد أن تعشمها فتكون الصدمة كبيرة حينما تنفصل عن كامل .. أرادت أن تخفف عنها هي بالذات الصدمة .
خاطرة الانفصال عن كامل أصابتها برعدة في أوصالها وكأنها مقترنه به منذ مدة طويلة .. مقترنة به من قبل أن يلتقيا .. تطلعت في ظهره الذي يوليه لها وهو يقف في وسط البهو يتحدث مع مفرح وشامل وقبض الحزن على قلبها ..
ترى متى سيقول لها بأن التمثيلية انتهت وبأنه قد أطمأن على أخيه ويريد أن يهاجر ويترك كل شيء ؟..
هل سيقولها بسرعة ؟..
أم سيمنحها الفرصة لأن ترمم قلبها وتشبع منه؟! ..
العبارة الأخيرة كانت مفاجئة لها لكنها لم تجد الفرصة لأن تفكر فيها حينما سمعت أمها تحدث نفسها بحزن شديد "أيعقل !.. الرجل يبدو أمامي بصحة جيدة ما شاء الله "
اسرعت بسمة بدون تردد تنفي التهمة التي تفكر فيها والدتها عن كامل فقالت "بصراحة يا أمي لقد ألح عليّ طوال الليل لم يتركني لأنام لحظة واحدة وهو يحاول اقناعي بإتمام الزواج لكني عندت وأصريت على موقفي"
أضيء وجه فاطمة بالأمل وقالت هامسة "ولماذا؟ .. لماذا عاندت يا بنيتي ؟.. هل تريدين جبر خاطر أكثر من هذا بسم الله ما شاء الله (قالتها مشيرة للمكان حولها ثم أضافت ) وشاب والله أدعو له طوال الليل أن يحميه الله من شر العين ..طول وعرض ووسامة ومال وأدب.. أنت لا تعلمين كيف يتحدث أهل البلد عن زيجتك أنت وونس ما بين مبهورين وحاقدين "
كلمات أمها أطربتها لكنها لم ترغب في أن تبخ السواد والتشفي الذي بداخلها من أهل البلدة في وجه أمها فآثرت الصمت لتقول فاطمة بغيظ" كان عليه أن يجبرك على إتمام الزواج .. على الرجل أن يكون صاحب الكلمة العليا في مثل هذه الأمور "
تذكرت بسمة على الفور كيف كانت هي نفسها مشبعة بتلك الأفكار قبل سنوات تظن بأنها الطريقة المثلى لأن تكون سعيدة هانئة فهتفت بعبوس "لا يا أمي لا أريد رجلا يجبرني على شيء .. أريد أن أختار ويحترم اختياري "
أطرقت فاطمة برأسها لا تفهم رأس ابنتها الذي بات معقدا .. كانت في الماضي ابسط وأهدأ وأكثر لينا .. لكنها الآن تزيد من قلقها بتلك الطريقة التي تفكر فيها .
اشفقت بسمة عليها فقالت لها مناغشة "لماذا لا تأتي معي لأريك الجناح بالأعلى "
قالت والدتها بمزاج عكر "لا .. فلا يصح أن أصعد أنا دون الباقيات .. لذا فلنفعلها مرة أخرى "
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
*مبالغ مالية تعطى في المناسبات وترد في مناسبات أخرى.







يتبع




Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 11:01 PM   #1256

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 7

(7)



بعد ساعة وقفت بسمة على باب الفيلا الداخلي تودع أمها والضيفات اللاتي تحركن مبتعدات بينما ظل وليد حتى يأتي دوره ليحضن بسمة متمنيا لها السعادة .. فسألته لأول مرة منذ شجاره مع مهجة يوم حادثة المشروع "كيف حالك مع مهجة ؟"

ابتأست ملامحه ورد متنهدا " لا تشغلي بالك .. بالتأكيد سأحتاج لاستشارتك في هذا الأمر لكن ليس الآن يا عروس .. بالمناسبة تبلغك سلامها فحينما اعتذرت زوجة مفرح عن السفر لم أرغب في أن تتكبد هي عناء الطريق مع النسوة الأكبر سنا .. إن احتجت أي شيء هاتفيني سلام"

هم وليد بالمغادر لكنهما تفاجآ باقتراب سليمان يقول بلهجة متفاخرة" أظن ما أنت فيه حاليا لم تكوني لتحلمي به لولا أنك سمعت كلامي وشغلت رأسك الصدئ قليلا يا بسمة .. لذا عليك باستمرار استخدام هذا الرأس لتحافظي على هذه الفرصة التي لن تتكرر "

ابتسامة ساخرة زينت شفتي بسمة ثم ردت "وأنت أيضا عليك بمساعدتي في الاحتفاظ بهذه الفرصة التي لن تتكرر بأن تتوقف عن المفاخرة بالمصاهرة بإحضار الناس بهذا العدد يا أبي .. عليك مراعاة أنه بيت عائلة وليس بيتي وحدي حتى تدعوا كل هذا العدد"

رد سليمان ببرود" ماذا أفعل الناس يريدون مجاملتي"

هتفت بسمة بغيظ" اعتذر منهم يا ابي أصحاب البيت ليس لهم ذنب بتحمل كل هذا"

ابتسم سليمان ورد" لك كل الحق في القاء الشروط يا بنت سليمان بعدما سكنت الفلل ..عموما لا بأس أهم شيء حافظي على ما وصلت إليه (واقترب هامسا يضيف ) وبالنسبة لموضوع الانجاب اذهبي إلى أشهر طبيب في هذا المجال دون أن يعلم زوجك وأي علاج أنا سأدفع.. إن أردت .. فأنت بسم الله ما شاء الله بت من أصحاب الأملاك أيضا .. عموما حين تستقرين على العلاج أخبريني وأنا سأرتب معك كل شيء دون علم زوجك "

قال وليد بلهجة مستهجنة "كيف تتصرف بدون علم زوجها يا أبي؟!"

رد سليمان "اسكت أنت نحن نعالج شيئا قديما"

قال وليد بعبوس" صارحي زوجك يا بسمة بحالتك "

قال سليمان بغيظ "ماذا تقول أنت؟.. هل تريد أن تخرب عليها كما حدث في زيجتها الأولى؟!"

قطعت بسمة الحوار قائلة "شكرا .. أنا سأقرر ماذا سأفعل في حياتي فلا تحملا همي"

قال سليمان وهو يعدل من عباءته" أنا سأوهم نفسي بأنك قد استوعبت الدرس السابق وستتصرفين بذكاء من الآن فصاعدا "

ردت بسمة بتهكم" طبعا بالتأكيد لا تقلق"

قال وهو يغادر" أتمنى ذلك ..هيا يا وليد"

تحرك مبتعدا بينما وقف وليد مترددا حائرا لا يعرف بم ينصحها فقالت له بسمة "اطمئن ولا تقلق "

فمال يقبل رأسها ثم غادر مودعا .

راقبت بسمة ظهر والدها المبتعد شاعرة بغصة في قلبها خاصة حينما تذكرت قبلة غنيم على جبينها صباحا وذلك الدفء الذي كان يشع من عينيه.

بعد قليل تنفس غنيم وسوسو الصعداء بعد مغادرة الجميع .. فاقتربت بسمة من وقفتهما في الحديقة تقول بلهجة معتذرة" لا تؤاخذوني على الزحام اليوم إن شاء الله لن تتكرر مرة أخرى"

رد غنيم مجاملا وهو يشعر بالحرج "لا يا بنيتي أهلا وسهلا بهم في أي وقت"

ابتسمت بسمة شاعرة بالامتنان للباقة حمويها ثم تطلعت حولها تسأل" أين كامل؟"

رد غنيم ذهب ليباشر شيئا هاما في المطعم وسيعود سريعا ثم سأل سوسو" هل رأيت شامل؟"

ردت سوسو ضاحكة "أسرع بالصعود قبل قليل لأنه قد أغلق الباب من الخارج على ونس وأرسلت له على الهاتف حينما استيقظت"

هتف غنيم بغير تصديق" أغلق الباب!!"

ردت سوسو "أعتقد أنه خشي أن تقوم بموقف مشابه لما حدث صباحا "

قهقه غنيم وقال" لا تذكريني والله شعرت بأن قلبي قد توقف من الاحراج "

قالها وتحرك يفرد ذراعه على كتفي زوجته وذراعه الأخر على كتفي بسمة التي تفاجأت بما فعل.. فقال لها بدفء " هيا لننتظر كامل في الداخل "

وتحرك إلى داخل الفيلا يظلل بجناحيه على زوجته وعروس ابنه.

××××



في تلك الأثناء

قال جابر بلهجة جادة "لا تقلق يا زين أنا بخير "

قال زين مازحا ليواسيه" بصراحة كانت كالبومة يا جابر .. ودوما كانت كذلك حتى ونحن صغار في فصل واحد.. يا إلهي على كم الغرور والبرود الذي كانت عليه كانت تخنقني والله"

رد جابر ساخرا وهو ينعطف بسيارته لشارع قريب من معرضه" لم أسمع هذا الكلام منك حينما قررت أن أتزوجها"

قال زين مدافعا" أنت فاجأتني في اتصال هاتفي بأنك قد خطبتها بالفعل ولم تفصح عن نيتك حتى قبلها .. وساعتها قلت ربما انصلح حالها فكما تعلم تفرقنا في التعليم بعد الثانوية العامة هي لم تكمل وأنا ذهبت للجامعة وعندما كنت أزوركم في إجازة الصيف لم أجدها إلا أسوأ لا تؤاخذني.. لكني لم أكن أملك قول شيء وهي زوجتك وأم ابنتك"

غمغم جابر بلهجة نادمة "كان تسرعا في الاختيار دفعت ثمنه من عمري وستدفع ابنتي ثمنه للأسف"

قال زين بمرح مقلدا النسوة الكبار "والله لأزوجك ممن هي أحسن منها ولنكيد الأعادي يا جابر يا ابن نجف "

توقف المرور في الطريق بسبب مشاجرة بين اثنين من راكبي السيارات فلمح جابر بدير في السيارة المجاورة له ذاهبا عكس اتجاهه .. والذي كان يتطلع أمامه دون مواربة.. ولم يعرف جابر بأن بدير قد تفاجأ به هو الأخر منذ لحظات فشتم نفسه أن اضطر للسير من هذا الشارع القريب من معرض جابر بعد أن وجد الشارع الرئيسي به زحاما مروريا .. وتنفس الصعداء حينما مر من أمام معرض جابر بسرعة دون أن يلمحه في محيطه لكنه فوجئ بهذا الشجار الذي أوقف الطريق ثم بسيارة جابر التي تجاوره فتصنع عدم رؤيته متجنبا لأي احتكاك معه .. فلم يلملم أفكاره بعد بشأن الخبر الذي صدم به صباح اليوم ..ولا يعرف هل طلقها رسميا أم لا يزال هناك مجالا للصلح ..فآثر الصمت لحين تبين الأمر .. وشتم كاميليا في سره .. فلم تنطلي عليه أيا من الأسباب والمبررات والشكاوى التي قالتها .. يعرف بأن أخته متهورة وغبية وفي غاية الحماقة .

ترك جابر الهاتف وقال عبر النافذة "يا معلم بدير"

لم يجد الأخير بدا من الاستدارة إليه يناظره ببرود.. فقال جابر بتقريع مبطن" لم يكن هناك داع لأن تحضر أم ميس صباحا وتقتحم البيت لتأخذ مصوغاتها الذهبية .. فليس جابر دبور الذي يأكل على امرأة ذهبها.."

طالعه بدير محتفظا ببروده فأضاف جابر بلهجة أبرد "عموما ابنتكم أخذت مصوغتها المثبتة في قائمة الأثاث وأخذت معها أضعافا مضاعفة مما حضرت به إلى بيتي .. المهم أرجو تسرعوا في نقل الأثاث من البيت بأقصى سرعة لأني أنوي تجديده "

قالها ونظر على الطريق الذي فتح أمامه وتحرك دون انتظار الرد منه ثم انعطف في أول شارع يمين بينما احتقن وجه بدير وطحن ضروسه بقوة فأتته الأبواق من الخلف تحثه على التحرك ..ليضغط على البنزين بغل مصدرا صوتا مزعجا ثم سحق عجلات السيارة وهو يتحرك قبل أن ينعطف يسارا.

في الهاتف الذي لا يزال مفتوحا هتف زين مهللا "وصل ..وصل ..وصل .. الوجه الأخر لشيخ الشباب وصل .."

قال جابر بعبوس" اذهب الآن يا زين لست متفرغا لمزاحك .. في حفظ الله "

قالها وهو يركن سيارته بجوار المعرض الكبير ثم ترجل منها يدخل معرضه ملقيا التحية على الموجودين قبل أن يقترب من ذلك المكتب في واجهة المحل الذي يجلس عليه كريم وأمامه كتبه المدرسية فمسح على رأسه وقال" كيف حال الدكتور الصغير؟"

ابتسم كريم ورد" بخير الحمد لله .. أنا انتهيت من ادخال البيانات كلها التي طلبتها على الكومبيوتر وقد راجع الأستاذ لطفي عليها بعد أن أدخلتها "

قال جابر مبتسما "ما شاء الله ..ما شاء الله على الهمة والنشاط .. لكني تصورت بأنك ستستريح اليوم في البيت بعد عودتك من العاصمة "

رد كريم بلهجة رجولية "كيف استريح وأنا ملتزم بالعمل .. عموما لقد انتهيت وسأذاكر دروسي حتى يأتي موعد العودة للبيت "

قال جابر "وأنا سأتركك يا بطل لتركز في دروسك ونلتقي بعد انتهاء موعد العمل لأوصلك للبيت ككل ليوم "

اتسعت ابتسامة كريم .. فمسح جابر على رأسه وتركه ليدخل مكتبه..

بينما عينان من خارج المعرض مسمرتان تراقبان المشهد من أوله .

عينا هلال جمعة.

×××××

نهاية الفصل الحادي والعشرون

مع حبي

شموسة


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 11:11 PM   #1257

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلمي عاتنزيل الفصل بموعده دائما يا مذوءة

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 11:24 PM   #1258

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 552 ( الأعضاء 203 والزوار 349)
‏Shammosah, ‏Zhoor211, ‏ايميلي انا, ‏nadaxhassan, ‏رياح البنفسج, ‏هبه هلال, ‏فيزياء, ‏Ayoosh moustafa, ‏صمت الهجير, ‏Sayko, ‏مريم احمدو, ‏ايمان122, ‏fatiroze, ‏Hayette Bjd, ‏امونتى المسكرة, ‏فتاة طيبة, ‏مي خيري, ‏Roro adam, ‏ايمان حمادة, ‏Tame jo, ‏basama, ‏Maryam Tamim+, ‏Diinnaa, ‏سومة111, ‏بتو خليفه, ‏ارض اللبان, ‏wafaa hk, ‏يامور__, ‏ليلة القمر, ‏روان أحمد فهمي, ‏نونني نوننا, ‏fatma ahmad, ‏شيرين الخولي, ‏إسراء خالد, ‏Sososososo, ‏ايه هاشم, ‏selma ahmed, ‏رودى رامى, ‏نداء1, ‏الطاف ام ملك, ‏Nagat farouk, ‏حنان الرزقي, ‏زالاتان, ‏سامبو, ‏حنحون3, ‏Lutesflower, ‏Asya Tulyda, ‏Yousefsaied, ‏دمـوع الـورد+, ‏غرام العيون, ‏أمل شريف, ‏omnia mohamad, ‏loulouys, ‏حبيبيه, ‏ولاء مطاوع, ‏gegesw, ‏زهرةالكون, ‏حسناء_, ‏رحيق الجنة رحيق, ‏نونا لبنان+, ‏ياسمين الحريرى, ‏shimaa saad, ‏EbtihalAS, ‏engsarahsnowwhite, ‏ام عمار عياش, ‏ياسمين وروزه, ‏sofia_83, ‏بيون نانا, ‏12nabiha, ‏sama mohammad, ‏princess of romance, ‏الاوهام, ‏Ektimal yasine, ‏قمر صفاء, ‏Znooo, ‏anabel, ‏Resonance, ‏yasser9, ‏أووركيدا, ‏منالب, ‏Noor Alzahraa, ‏اشراقه حسين, ‏عبق الوطن, ‏زيزفون 2, ‏shadow fax, ‏kokyyou, ‏سلتانة, ‏تالن يوسف, ‏وسام عبد السميع, ‏سوووما العسولة, ‏ياسمين نور, ‏just life, ‏ام علي اياد, ‏هند الشيمي, ‏شموخي ثمن صمتي, ‏رانيا صلاح, ‏لبنى أحمد, ‏مالي عزا من دونك, ‏خفوق انفاس, ‏رسائل البحر, ‏ayaammar, ‏Esha, ‏Mini-2012, ‏حالمة, ‏Esraasora, ‏ام زياد محمود+, ‏Lolo rabah, ‏Hagora Ahmed, ‏rosemary.e, ‏Lamiaa farh, ‏Sara Ali❤️, ‏carmine, ‏ميمو كوكي, ‏ابراهيم و محمود, ‏عاصمةل, ‏dodo elbadry, ‏ToOoOmy, ‏فاطمة زعرور, ‏dina adel, ‏اضوه, ‏سماح الطيبة, ‏منال سلامة, ‏eylol, ‏لولوn, ‏احسان مروان, ‏markunda, ‏اسراءالرسول, ‏Diego Sando, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏سوسو ١٥٦, ‏ام نودي, ‏bashora1998, ‏alan, ‏nadoshlibya, ‏awttare, ‏كارما مدحت, ‏أسيل محمد, ‏ميرو76, ‏Heckenrose, ‏ام جواد, ‏Ino77, ‏Ass maa, ‏بيبوبن, ‏Mwatena mesrya, ‏som kimo, ‏شاكره لله, ‏Mayssa 92, ‏مرح جبارين, ‏Loly rageh, ‏ريري المصري, ‏Salma_3_, ‏tamo1987, ‏Omsama, ‏meryamaaa, ‏هبة الله 4, ‏فاطمه ج, ‏yawaw, ‏nes2013, ‏عليه عبد الرحيم, ‏عائشة احلام, ‏amouna_k, ‏منوني1, ‏Lolav, ‏rafalo, ‏Sanooya, ‏tlo, ‏شيماء عبده, ‏لمعة فكر, ‏أنثى الشتاء, ‏Msamo, ‏نجمة القطب, ‏sara osama, ‏rasha emade, ‏yanayana, ‏Aysa, ‏Light dream, ‏شوقا, ‏الاوركيدا., ‏Kemojad, ‏وردة لقلبك, ‏شهدsoso+, ‏mango20103, ‏kozmo, ‏Time Out, ‏athsaud, ‏سارة الربيع, ‏As.S, ‏اميرة بيتنا, ‏Selinn, ‏أميرةالدموع, ‏امم حور, ‏ماجدلوين, ‏ايثو كردم, ‏حبيبة اميري, ‏gawaddark, ‏فاطمة توتى, ‏Nanozoma, ‏shammaf, ‏m-berr, ‏rashid07, ‏الحياه اغنيه, ‏معجبه بخشتي

Elbayaa and Dr. Aya like this.

Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 11:25 PM   #1259

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 599 ( الأعضاء 210 والزوار 389) ‏ام زياد محمود, ‏يارا الجندى, ‏كيوانو, ‏تالن يوسف, ‏افنان23, ‏Rawan566, ‏Berro_87, ‏ايمان122, ‏bashora1998, ‏mony omar1992, ‏Esha, ‏Mini-2012, ‏نافلة, ‏shadow fax, ‏Esraasora, ‏وسام عبد السميع, ‏هانى شوكت, ‏فاطمة زعرور, ‏basama, ‏جنة سعيد, ‏مالي عزا من دونك, ‏مريم احمدو, ‏ميرو حامد, ‏شوقا, ‏ميمو كوكي, ‏شهدsoso, ‏nes2013, ‏Ayoosh moustafa, ‏فيزياء, ‏Aysa, ‏لبنى أحمد, ‏nadaxhassan, ‏ايميلي انا, ‏نهى حسام, ‏Zhoor211, ‏اسراءالرسول, ‏Shammosah+, ‏رياح البنفسج, ‏هبه هلال, ‏صمت الهجير, ‏Sayko, ‏fatiroze, ‏Hayette Bjd, ‏امونتى المسكرة, ‏فتاة طيبة, ‏مي خيري, ‏Roro adam, ‏ايمان حمادة, ‏Tame jo, ‏Maryam Tamim+, ‏Diinnaa, ‏سومة111, ‏بتو خليفه, ‏ارض اللبان, ‏wafaa hk, ‏يامور__, ‏ليلة القمر, ‏روان أحمد فهمي, ‏نونني نوننا, ‏fatma ahmad, ‏شيرين الخولي, ‏إسراء خالد, ‏Sososososo, ‏ايه هاشم, ‏selma ahmed, ‏رودى رامى, ‏نداء1, ‏الطاف ام ملك, ‏Nagat farouk, ‏حنان الرزقي, ‏زالاتان, ‏سامبو, ‏حنحون3, ‏Lutesflower, ‏Asya Tulyda, ‏Yousefsaied, ‏دمـوع الـورد, ‏غرام العيون, ‏أمل شريف, ‏omnia mohamad, ‏loulouys, ‏حبيبيه, ‏ولاء مطاوع, ‏gegesw, ‏زهرةالكون, ‏حسناء_, ‏رحيق الجنة رحيق, ‏نونا لبنان, ‏ياسمين الحريرى, ‏shimaa saad, ‏EbtihalAS, ‏engsarahsnowwhite, ‏ام عمار عياش, ‏ياسمين وروزه, ‏sofia_83, ‏بيون نانا, ‏12nabiha, ‏sama mohammad, ‏princess of romance, ‏الاوهام, ‏Ektimal yasine, ‏قمر صفاء, ‏Znooo, ‏anabel, ‏Resonance, ‏yasser9, ‏أووركيدا, ‏منالب, ‏Noor Alzahraa, ‏اشراقه حسين, ‏عبق الوطن, ‏زيزفون 2, ‏kokyyou, ‏سلتانة, ‏سوووما العسولة, ‏ياسمين نور+, ‏just life, ‏ام علي اياد, ‏هند الشيمي, ‏شموخي ثمن صمتي, ‏رانيا صلاح, ‏خفوق انفاس, ‏رسائل البحر, ‏ayaammar, ‏حالمة, ‏Lolo rabah, ‏Hagora Ahmed, ‏rosemary.e, ‏Lamiaa farh, ‏Sara Ali❤️, ‏carmine, ‏ابراهيم و محمود, ‏عاصمةل, ‏dodo elbadry, ‏ToOoOmy, ‏dina adel, ‏اضوه, ‏سماح الطيبة, ‏منال سلامة, ‏eylol, ‏لولوn, ‏احسان مروان, ‏markunda, ‏Diego Sando, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏سوسو ١٥٦, ‏ام نودي, ‏alan, ‏nadoshlibya, ‏awttare, ‏كارما مدحت, ‏أسيل محمد, ‏ميرو76, ‏Heckenrose, ‏ام جواد+, ‏Ino77, ‏Ass maa, ‏بيبوبن, ‏Mwatena mesrya, ‏som kimo, ‏شاكره لله, ‏Mayssa 92, ‏مرح جبارين, ‏Loly rageh, ‏ريري المصري, ‏Salma_3_, ‏tamo1987, ‏Omsama, ‏meryamaaa, ‏هبة الله 4, ‏فاطمه ج, ‏yawaw, ‏عليه عبد الرحيم, ‏عائشة احلام, ‏amouna_k, ‏منوني1, ‏Lolav, ‏rafalo, ‏Sanooya, ‏tlo, ‏شيماء عبده, ‏لمعة فكر, ‏أنثى الشتاء, ‏Msamo, ‏نجمة القطب, ‏sara osama, ‏rasha emade, ‏yanayana, ‏Light dream, ‏الاوركيدا., ‏Kemojad, ‏وردة لقلبك, ‏mango20103, ‏kozmo, ‏Time Out, ‏athsaud, ‏سارة الربيع, ‏As.S, ‏اميرة بيتنا, ‏Selinn, ‏أميرةالدموع, ‏امم حور, ‏ماجدلوين, ‏ايثو كردم, ‏حبيبة اميري, ‏gawaddark, ‏فاطمة توتى, ‏Nanozoma, ‏shammaf
Elbayaa likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 11:26 PM   #1260

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 620 ( الأعضاء 213 والزوار 407) ‏ام زياد محمود, ‏فاطمة توتى, ‏wafaa hk, ‏بسمة دموع, ‏منوني1, ‏اهات منسية, ‏ebti, ‏ارج هاجر, ‏Loly rageh, ‏مريم احمدو, ‏tamo1987, ‏anabel, ‏Mem1419, ‏meryamaaa, ‏اسراءالرسول, ‏ايرينا 19, ‏كارما مدحت, ‏افنان23, ‏zozo.math, ‏sama mohammad, ‏Katyy, ‏just life, ‏تالن يوسف, ‏Berro_87, ‏ايمان122, ‏bashora1998, ‏mony omar1992, ‏Esha, ‏Mini-2012, ‏نافلة, ‏shadow fax, ‏Esraasora, ‏وسام عبد السميع, ‏هانى شوكت, ‏فاطمة زعرور, ‏basama, ‏جنة سعيد, ‏مالي عزا من دونك, ‏ميرو حامد, ‏شوقا, ‏ميمو كوكي, ‏شهدsoso, ‏nes2013, ‏Ayoosh moustafa, ‏فيزياء, ‏Aysa, ‏لبنى أحمد, ‏nadaxhassan, ‏ايميلي انا, ‏نهى حسام, ‏Zhoor211, ‏رياح البنفسج, ‏هبه هلال, ‏صمت الهجير, ‏Sayko, ‏fatiroze, ‏Hayette Bjd, ‏امونتى المسكرة, ‏فتاة طيبة, ‏مي خيري, ‏Roro adam, ‏ايمان حمادة, ‏Tame jo, ‏Maryam Tamim+, ‏Diinnaa, ‏سومة111, ‏بتو خليفه, ‏ارض اللبان, ‏يامور__, ‏ليلة القمر, ‏روان أحمد فهمي, ‏نونني نوننا, ‏fatma ahmad, ‏شيرين الخولي, ‏إسراء خالد, ‏Sososososo, ‏ايه هاشم, ‏selma ahmed, ‏رودى رامى, ‏نداء1, ‏الطاف ام ملك, ‏Nagat farouk, ‏حنان الرزقي, ‏زالاتان, ‏سامبو, ‏حنحون3, ‏Lutesflower, ‏Asya Tulyda, ‏Yousefsaied, ‏دمـوع الـورد, ‏غرام العيون, ‏أمل شريف, ‏omnia mohamad, ‏loulouys, ‏حبيبيه, ‏ولاء مطاوع, ‏gegesw, ‏زهرةالكون, ‏حسناء_, ‏رحيق الجنة رحيق, ‏نونا لبنان, ‏ياسمين الحريرى, ‏shimaa saad, ‏EbtihalAS, ‏engsarahsnowwhite, ‏ام عمار عياش, ‏ياسمين وروزه, ‏sofia_83, ‏بيون نانا, ‏12nabiha, ‏princess of romance, ‏الاوهام, ‏Ektimal yasine, ‏قمر صفاء, ‏Znooo, ‏Resonance, ‏yasser9, ‏أووركيدا, ‏منالب, ‏Noor Alzahraa, ‏اشراقه حسين, ‏عبق الوطن, ‏زيزفون 2, ‏kokyyou, ‏سلتانة, ‏سوووما العسولة, ‏ياسمين نور+, ‏ام علي اياد, ‏هند الشيمي, ‏شموخي ثمن صمتي, ‏رانيا صلاح, ‏خفوق انفاس, ‏رسائل البحر, ‏ayaammar, ‏حالمة, ‏Lolo rabah, ‏Hagora Ahmed, ‏rosemary.e, ‏Lamiaa farh, ‏Sara Ali❤️, ‏carmine, ‏ابراهيم و محمود, ‏عاصمةل, ‏dodo elbadry, ‏ToOoOmy, ‏dina adel, ‏اضوه, ‏سماح الطيبة, ‏منال سلامة, ‏eylol, ‏لولوn, ‏احسان مروان, ‏markunda, ‏Diego Sando, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏سوسو ١٥٦, ‏ام نودي, ‏alan, ‏nadoshlibya, ‏awttare, ‏أسيل محمد, ‏ميرو76, ‏Heckenrose, ‏ام جواد+, ‏Ino77, ‏Ass maa, ‏بيبوبن, ‏Mwatena mesrya, ‏som kimo, ‏شاكره لله, ‏Mayssa 92, ‏مرح جبارين, ‏ريري المصري, ‏Salma_3_, ‏Omsama, ‏هبة الله 4, ‏فاطمه ج, ‏yawaw, ‏عليه عبد الرحيم, ‏عائشة احلام, ‏amouna_k, ‏Lolav, ‏rafalo, ‏Sanooya, ‏tlo, ‏شيماء عبده, ‏لمعة فكر, ‏أنثى الشتاء, ‏Msamo, ‏نجمة القطب, ‏sara osama, ‏rasha emade, ‏yanayana, ‏Light dream, ‏الاوركيدا., ‏Kemojad, ‏وردة لقلبك, ‏mango20103, ‏kozmo, ‏Time Out, ‏athsaud, ‏سارة الربيع, ‏As.S, ‏اميرة بيتنا, ‏Selinn, ‏أميرةالدموع, ‏امم حور, ‏ماجدلوين, ‏ايثو كردم, ‏حبيبة اميري, ‏gawaddark, ‏Nanozoma
Elbayaa likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.