آخر 10 مشاركات
أشلاء امرأة " قصة قصيرة " بقلم " نور الهدى "...كاملة** (الكاتـب : نور لينة - )           »          خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي (مميزة) (الكاتـب : لامارا - )           »          اسرار في الجامعة...قصة حب عراقية " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : شوق2012 - )           »          الرغبة المظلمة (63) للكاتبة: جاكلين بيرد×كامله× (الكاتـب : cutebabi - )           »          تحت إيوان النخاس (3) * مميزة ومكتملة * ...سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          عروسه البديلة (32) للكاتبة: Michelle Styles .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2430Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-20, 09:42 PM   #2031

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سر الاحساس مشاهدة المشاركة
تمرّ الدقائق والثواني بطيئة متثاقلة لا تدري بنار الشوق واللهفة التي تشتعل في قلوب من ينتظرون فصل هذا المساء من هذه الرواية التي تنحني أمام روعتها الكلمات فعسى ان تكون أحداث هذا الفصل بردا وسلاما وفرحا واطمئنانا وسكينة وأمانا واحتواء وعشقا ،وكل ما يمكن ان يمر في الخاطر والوجدان من الأماني، على أبطالنا ، لا سيما العروسان ام هاشم وجابر . فلقد كنا ننتظر ليلة رومانسية غنية بالمشاعر واحاسيس العشق والغرام وتحقيق امنية قلب العاشقة ام هاشم فإذا به ليلة مليئة بالسموم والهموم ... ولكن لا بد للشمس أن تشرق لتبدّد كل هذا الظلام وتعود البسمة الى شفاه ابطالنا. فهيا كاتبتنا الغالية أتحفي متابعيك بما لذّ وطاب من الفصول والتي ستُلْتَهَمُ بكل شهية فترضي القلوب والعقول. مع كل التقدير والمحبة لشخصك الكريم .



شكرا لكلامك الحلو الله يسعد قلبك



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام جواد مشاهدة المشاركة
بنااااات باركولي انا حامل عقبال بسمة وملييكة


الف الف مبروك ربنا يتم لك على خير


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 09:43 PM   #2032

ايمي ايم

? العضوٌ??? » 474994
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 13
?  نُقآطِيْ » ايمي ايم is on a distinguished road
افتراضي

ايمت تجي الساعة 10 انا باتنظارك والوقت بطيء جدا جدا 😍😍💝😍😘

ايمي ايم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 10:05 PM   #2033

ربا العلي

? العضوٌ??? » 475304
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » ربا العلي is on a distinguished road
افتراضي

صارت الساعة عشرة وين الفصل يا شموسة احترقت اعصابنا خفي ايدك شوية الانتظار صعب

ربا العلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 10:07 PM   #2034

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الحمااااااااااس مليوووووووووون يلااااا شموووووسة الله يخلييييك انحرقنا من الشوووووق😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍

آلاء الليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 10:10 PM   #2035

بنت الورد

? العضوٌ??? » 412564
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 317
?  نُقآطِيْ » بنت الورد is on a distinguished road
افتراضي

انا راح موت حسيت انو مر سهر على اخر فصل
يلا شموسة الحماش والشوق مو معقول


بنت الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 10:12 PM   #2036

مريم ١٢

? العضوٌ??? » 439661
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » مريم ١٢ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الورد مشاهدة المشاركة
انا راح موت حسيت انو مر سهر على اخر فصل
يلا شموسة الحماش والشوق مو معقول
متشوقه للفصل كثير


مريم ١٢ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 10:14 PM   #2037

ايمي ايم

? العضوٌ??? » 474994
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 13
?  نُقآطِيْ » ايمي ايم is on a distinguished road
افتراضي

🤔🤔🤔🤔🤔الساعة اتعدت ال10ونحن حاسين انو مر علينا دهر مو رلع ساعة يا شموسة يا حبيبة قلبي 😍

ايمي ايم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 10:15 PM   #2038

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 1


نزول مبكر اليوم بعد استئذان اشراف المنتدى





الفصل الثامن والعشرون


(1)



يا أملاً كنتُ لا أنشده

ويا حلماً وردياً خُرافيّ التَمَنِّي

أنا المذنبةُ بالعشق

الموشومةُ بالنحس

الزاهدةُ فيكَ إلى حد التخلّي

ليتني خيط في طرف ثوبك

أو ضوعة مِسْك فوق نبضك

لكن بعض الأمنيات يا سيدي

هذيٌ

وبعضها .. يضني !

لن تتحمل .. فليحدث ما يحدث لكنها لن تستطيع التحمل أكثر من ذلك .. لن تقدر على رؤيته وهو يتعذب دون أن تتصرف ..دون أن تنقذه ..

حتى لو ستضحي بروحها .. حتى لو ستقدم نفسها قربانا .

إن كانت أحشاؤه تتمزق فنياط قلبها تتمزق هي الأخرى .. إنها تموت بالبطيء خوفا وحزنا وقهرا على حالته .

تحاملت أم هاشم على جسدها الذي وهن من عدم الأكل وعدم النوم .. وعقدت شعرها بربطة حازمة خلف رأسها وعيناها تبرقان بالعزم والتصميم .. ثم أخرجت عباءة سوداء لترتديها .. ووشاحا طويلا أكثر سوادا لفته حول رأسها وكتفيها و التقطت هاتفها وحافظة نقوده والمفاتيح..

استدارت تنظر إليه وهو ينام على جانبه ينتفض ويهذي وقد اشتدت عليه الحمى .. واقتربت منه تطبع قبلة على جبهته المشتعلة تنافس سخونة دموعها وهي تهمس "سامحني يا جابر .. أيا كانت النتيجة سأتحملها أنا وحدي .. في سبيل أن أحضر لك طبيبا"

بعد دقائق كانت تفتح بوابة البيت بخفة وتتطلع في الشارع الصامت يمينا ويسارا وسمت بسم الله وهي تلف الوشاح حول وجهها فلم تظهر إلا عينيها وخرجت مقررة في تصرف يائس .. لا يعرف أبجديات المنطق .. لا يعرف سوى تهور العشاق .. أن تجلب لجابر بنفسها طبيبا متخفية تحت جناح الليل .

قبل قليل

شعر شعبان أخو عصفور الشاب ذو الثامنة عشرة سنة بالتعب والملل خاصة وهو يواصل ورديته بالوقوف على الناحية الأخرى من الشارع الرئيسي وبالتحديد أمام الشارع الذي يقع بيت جابر دبور أول بيت فيه.

لقد كان مقررا أن يستلم أخوه عصفور الوردية منه بحلول الظلام لكن الأخير اضطر للذهاب للبيت لنقل والده طريح الفراش لاحد المستشفيات المجانية بعدما فاجأته أزمة أخرى من أزمات مرضه الذي يسجنه دوما طريحا للفراش .. وها هو عصفور قد اتصل به منذ ساعتين يخبره بحجز والده واضطراره للمبيت معه بالمستشفى .

هاجمه الجوع والرغبة في دخول الحمام فقرر ترك مكانه لبعض الوقت ليذهب إلى مقهى قريب على بعد شارعين يستعمل فيه الحمام ويشرب كوبا من الشاي ثم يعود .. وتمم في طريقه على المبلغ الصغير الذي منحه إياه اخوه حتى يبقى في تلك المهمة بعد أن أخبره بأنهما لو نجحا في رصد أي تحرك غريب عند بيت جابر دبور فإن لهما مكافأة كبيرة سيمنحه منها مبلغا جيدا يفكر منذ أن عرف بذلك فيما سيصرفه وينسج الأحلام..

لم يعرف عن أي شيء من المفترض أن يبحث ولصالح من ..وما الغرض .. خاصة وأن جابر دبور عريس جديد فما الذي سيحدث من تحرك غريب أمام بيت عريس جديد؟! .. لكنه لم يشغل نفسه في التفكير في أمور لا تهمه .. ما يهمه الآن وهو يتحرك ويترك مكانه هو أن يعرف هل عربة سندوتشات الكبدة والسجق التي تقف بجوار المقهى لا تزال تعمل حتى هذه الساعة أم لا ؟.

××××

مرهقة .. تحمل قلبا مفطورا .. جافة الفم والشفتين لم تنم منذ ليلتين ليلة حنتها وليلة عرسها ولم تأكل منذ ليلتين أيضا … فقد جسدها طاقة الزاد وجف مما ذرفته من الدموع .. لكن قوة قلبها ووقود عشقها اللا محدود كافيان لأن تعبر الصعاب وتصارع الظلام وزبانيته من أجله.

داكنة البشرة متشحة بالسواء متخفية تحت سواد تحركت بخفة وهي تلتفت يمينا ويسارا لتتأكد من خلو الشارع من الناس .. وأسرعت الخطى نحو الشارع الرئيسي تنظر بحذر فلم تجد أحدا .. فانعطفت يمينا تهرول بسرعة جل همها أن تبتعد عن محيط البيت بمسافة حتى لا تلفت الانتباه لها .

بعد دقائق ابطأت خطواتها تلهث وسرت قشعريرة في جسدها لا تعرف إن كانت بفعل نسمات الليل أم أنه الخوف والرهبة.

لن تنكر بأنها تشعر بالخوف خاصة وأنها المرة الأولى التي تخرج وحدها عند منتصف الليل .. لكنها تملك من الجسارة ولوعة القلب ما يدفعها دفعا للقيام بذلك ..فهي لا تعرف أحدا تلجأ إليه .. فكرت في مليكة لكن الأمر لا يخصها هي بل يخص جابر في توقيت حساس توقيت من الممكن أن يسبب حرجا لرَجُلها أمام صاحبتها بالإضافة لأن مليكة حينما تتصرف ستلجأ بالتأكيد لزوجها أو لأحد إخوانها الذكور ولا تعرف كيف من الممكن أن يتصرفون..

لا لن تسيء لجابر مادامت هي قادرة على التصرف .. هكذا حدثت نفسها واقنعتها يدفعها دمها الحار ..

استدارت حينما سمعت صوتا لتجد توكتوك فأشارت له وكأنها غريق يبحث عن قشة لإنقاذه ليتوقف الرجل وهو يطالع ذلك الخيال الاسود أمامه بتوجس فقالت أم هاشم" السلام عليكم.. هلا أخذتني لمركز المحافظة يا عم الحاج؟"

كانت هيئتها غريبة ومريبة فهي ليست منتقبة ولكنها ملثمة فسألها بتوجس" أين بالضبط في مركز المحافظة ؟"

قالت بسرعة وهي تلقي بنفسها في المقعد الخلفي من التوكتوك "عند تلك البناية الخاصة بالأطباء لكن لو لم يكن في طريقك من الممكن أن توصلني لأي مكان اقرب للمدينة"

شعر الرجل بالخوف لكنه تحرك بالتوكتوك وباله مشغول ليس بالطريق الخالي المظلم جزئيا في ممرات القرية ولكن بتلك المرأة الملثمة خلفه.. يحاول أن يرصد أي تحرك مريب منها حتى أنه بحث بقدمه تحته على مفك كبير ومال يلتقطه ثم وضعه في حجره وهو يسألها بريبة" هل هناك شخص مريض؟"

ردت أم هاشم وهي تتمم على سكين المطبخ الصغير في جيب عباءتها والذي التقطته قبل خروجها كنوع من الحماية" أجل أمي مريضة بشدة"

سألها "ألا يوجد أطباء في قريتكم"

(قريتكم ) الكلمة أكدت لها شعورها بأن الرجل ليس من القرية فسألته" أنت لست من عندنا أليس كذلك ؟"

رد الرجل بتحفظ "أجل ..جئت قبل قليل من مركز المحافظة لأوصل أحدهم"

شردت أم هاشم تفكر في ابن مصطفى الزيني الطالب بالسنة النهائية بالطب لكنها استبعدت وجوده فهي تعلم بأن جامعته بالعاصمة ولا يتواجد إلا يوم أو اثنين كل اسبوع .. كما أنها لا تريد لأي شخص من البلدة أن يعرف فردت بتحفظ على سؤاله السابق " لا ..لا يوجد أطباء بالقرية (وأضافت بلهجة متوسلة استشعرها الرجل صادقة) هلا اسرعت بالله عليك فأمي في حالة خطرة"

أخذ الرجل رغم توجسه واتخاذه للحيطة والحذر بالإسراع معتمدا على شعور قلبي بأن تلك المتشحة بالسواد صادقة ..فطار التوكتوك الصغير الاسود يخترق طرقات القرية المظلمة يحمل بداخلة امرأة داكنة البشرة ذات قلب أبيض يضيء عتمة الليل.

××××

بعد نصف ساعة

انتهى الطبيب من مكالمة أجّلها لما بعد انتهاء مغادرة آخر مريض لديه .. وأخذ يلملم أغراضه الشخصية استعدادا لمغادرة عيادته الكائنة بالدور الأرضي لبناية تحتوي على أكثر من عيادة طبية غالبيتها بالتأكيد قد اغلقت أبوابها بعد انتصاف الليل .. فقرر أن يغلق هو أيضا عيادته بعد أن صرف موظف العيادة ..

شعر بحركة في الخارج فقطب جبينه وهو يسمع صوت امرأة تقول بنبرات متلهفة واضحة" السلام عليكم أما من أحد هنا؟"

اعتقد الطبيب بأنها أم ملتاعة تحمل طفلا محموما على ذراعها طالبة العون فاستقام من خلف مكتبه قبل أن تتسع عيناه هلعا حينما اقتحمت شابة سمراء متشحة بالسواد الغرفة وقالت" السلام عليكم ارجوك يا دكتور تعال معي حالا فورا فزوجي مريض جدا"

قال الطبيب بتوجس "كيف تقتحمين المكان بهذا الشكل!"

قالت أم هاشم بلهجة متهكمة رغما عنها "اعتذر.. أعدك المرة القادمة أن أطلق صراخا ملتاعا على الباب قبل أن أدخل .. المهم أرجوك أتوسل إليك تعال معي فزوجي..."

قاطعها الطبيب يشعر بالغيظ " ألم تقرئي اليافطة بالخارج أنا طبيب أطفال !"

هتفت أم هاشم باستنكار " وما المشكلة هل صدقت النكتة الشهيرة بأنك لم تكمل تعليمك بعد! أنا لا أجد غيرك أمامي "

أسلوبها الساخر زاد من غيظه بالإضافة لشعوره بالتوجس والخوف فقال وهو يكمل التقاط حاجياته "اعتذر أنا لا أذهب في زيارات منزلية"

اندفعت نحو المكتب فالتصق الطبيب بالحائط خلفه يناظرها برعب بينما هي تقول بتوسل " أرجوك زوجي مريض جدا بالبيت"

انتابه شعورين متناقضين لكن اتخاذ الحذر غلبه فقال بإصرار" أنا لا أزور البيوت يا أخت"

صرخت بعصبية في وجهه "والمرضى ماذا يفعلون؟"

بلع ريقه وقال " هاتيه لأي عيادة قريبة"

صرخت فيه من جديد فازداد التصاقه بالحائط "هل هو طفل في الرابعة!!.. أقول لك زوجي ..رجل طويل عريض وطريح الفراش"

بلع ريقه ونظر خلفها يسب ذلك البواب الذي تركها تدخل وهو يعرف بأن العيادة خالية من الممرضين ثم سألها وعيناه تلتقطان طرف مقبض السكين الخشبي البارز من جيب العباءة "أين منزلك؟"

ردت أم هاشم "قرية ***"

أدرك بُعد القرية نسبيا عن المكان فقال "آسف أنا اعتذر بشدة فأنا لا أقوم بزيارات منزلية كما قلت لك "

قالت بلهجة متوسلة بعد أن أخرجت حافظة النقود من جيب العباءة وادخلت طرف مقبض السكين بحركة تلقائية ثم أخرجت مبلغا كبيرا من المال تضعه على المكتب أمامه " أرجوك سأعطيك أي مبلغ تريده .. فأنا لا اعرف إن تركتك سأجد غيرك أم لا .. ولن استطيع أن أجرب بإعطائه دواء من الصيدلية فحالته لن تتحمل التجربة"

كان الطبيب قد وصل لأقصى حالات الخوف منها فقال بحزم " ارفعي نقودك واذهبي من فضلك واستدعي له الإسعاف إن كانت حالته بهذا السوء .."

ناظرته أم هاشم بنظرات مغتاظة فأضاف "تفضلي وإلا سأنادي على البواب للتعامل معك بعنف قلت لك لا أقوم بزيا...."

ضربت أم هاشم على المكتب تقول صارخة بتهديد " إن لم تأت معي الآن سأصرخ واجمع الناس واخبرهم بأنك استدرجتني بالعيادة لتغرر بي"

اتسعت عينا الطبيب وهو يتطلع فيها قائلا "أغرر بمن؟!!"

شعرت أم هاشم أنها تسلك مسلكا خاطئا وخاصة وهي ترى نظرة الرجل المرتابة منها فحاولت الهدوء وعادت لتقول ببعض الدبلوماسية المغتصبة " هل تعرف أحد من قريتنا؟.. (ونظرت حولها ) أنت تبدو مشهور وبالتأكيد يأتيك بعض من أهالي قريتي بأبنائهم اخبرني من تتابعه وأنا سأخبرك باسم كل عائلته فردا ..فردا لتعرف أني من القرية بالفعل وأريدك من أجل زوجي المريض …"

أمسك الطبيب بهاتفه بوجه مكفهر فسألته بسرعة "هل تعرف مفرح الزيني؟.. إن لديه ولدين أدهم وإياد"

الاسم كان يعرفه جيدا فنظر لها بعينين ضيقتين لتسرع هي بالتقاط الخيط وتقول "مفرح الزيني ابن عمدة البلدة وولداه أدهم وإياد وأمهما مليكة صوالحة ..أنا أعرفهم هل هذا يثبت لك بأني من قرية ***"

قال الطبيب " أنا سأتصل بالشرطة (ونظر في هاتفه وهو يضيف ) .. ما هذا السخف!"

وقفت أم هاشم دامعة العينين تفكر.. حتى الشجار واجبار الطبيب لن ينفع .. والوقت يداهمها .. فتحركت تطرق برأسها بخطوات بطيئة نحو الخارج ..ليتابعها الطبيب وشعوران ينازعاه فمن جهة ضمير الطبيب ومن جهة هيئتها الغريبة خاصة وهي تذكر اسم قرية مشهورة بجمال بناتها وبياض بشرتهم .. أتكون نصابة تسعى لاستدراجه؟

حين اختفت من أمامه تنفس الصعداء وقرر أن يجمع حاجياته ويغلق العيادة بسرعة ..أما أم هاشم فخرجت للبواب الناعس أمام بوابة المبنى تسأله "أي طبيب لا يزال موجودا بالمبنى؟ "

فأشار لها على عيادتين بالطوابق الاعلى بعد أن سألها أي تخصص تريد واخبرته بأنها حالة طارئة .. لكن اليأس تملك منها و شعرت بأنها ستفشل بإقناع أحدهم بالذهاب معها .. فغمغمت لنفسها وهي ترتجف من التوتر "من سيأتي معك يا أم هاشم في هذا الوقت من الليل والى قريتك!.. هذا ما لم تحسبيه وأنت تخرجين من البيت"

ضربت على خدها برعب شديد بادراك متأخر تفكر في حجم المصيبة التي قامت بها .. إنها في الشارع بعد منتصف الليل في مركز المحافظة وياليتها نجحت في جلب طبيب لزوجها المحموم ..

اسرعت بالتقاط هاتفها وفعلت ما كانت تتحاشاه .. لكن الوضع بعد خروجها وفشلها في اقناع الطبيب يتأزم فلم تجد بدا من الاتصال بمليكة وهي تغمغم في سرها" يا رب استرها مع عبدتك ..استرنا ولا تفضحنا (لتقول بعد برهة بلهفة) مليكة"

هتفت الأخرى بجزع وهي تنظر في ساعتها "أم هاشم هل أنت بخير؟"

هتفت أم هاشم بلهجة باكية " مليكة أنا تهورت وفعلت مصيبة .. لكنني لا اعبأ بنفسي المهم أن أنقذ جابر"

قالت مليكة وقد قفزت من السرير" ما الأمر يا أم هاشم ؟"

ارتجف صوت الاخيرة وقالت" هلا اعطيتني باشمهندس مفرح؟"

تحركت مليكة تخرج من غرفتها نحو غرفة الاولاد فلا يزال مفرح ينام فيها ليس غضبا منها كالمرة السابقة لكنه من طلب ذلك رفقا به وبها آملا أن تؤتي زيارتهما للطبيبة النفسية في العاصمة أي نتيجة .. فأسرعت باقتحام الغرفة الأخرى وهي تحاول فهم عبارات أم هاشم المتقطعة وكأنها تهذي بصوت باك قبل أن تعطي الهاتف لمفرح الذي استيقظ من نومه مفزوعا بمجرد اقتحامها للغرفة وأخذ برهة يناظر مليكة بتساؤل قبل أن تعطية الهاتف بارتجاف "إنها أم هاشم يا مفرح أرجوك تصرف"

قال مفرح بصوت رخيم من أثر النوم" ما الامر يا أم هاشم"

هتفت الاخيرة بقلة حيلة " ألست ابن عمدة بلدنا ؟ .. بالله عليك اقنع الطبيب أن يأت معي .."

خرج الطبيب يهم بغلق العيادة لكنه انتفض مرعوبا حين تفاجأ بأم هاشم تندفع نحوه وتمنحه الهاتف حتى كادت أن تدخله في عينه قائلة" تفضل تحدث مع مفرح الزيني"

كاد الطبيب أن يرفض بعناد لكن دموعها أثرت فيه رغم عقله الذي يحذره من أن تكون لصة فتناول منها الهاتف يقول" نعم"

××××

بعد نصف ساعة كان مفرح يترجل مسرعا من سيارته بملابس بيتية وخف ويسلم على الطبيب الذي طلب منه أن ينتظره ليقله بنفسه للقرية رغم أن الأخير لديه سيارة لكنه بعيدا عن توجس الطبيب من الذهاب وحده مع أم هاشم لم يقبل مفرح على بنت قريته العروس المتهورة التي خرجت بعد منتصف الليل تبحث عن طبيب لزوجها أن تركب السيارة مع شخص غريب في هذا الوقت وفي هذا الوضع الحساس جدا ففضل أن يتم الأمر تحت سيطرته وبتأمينه الخاص لإعادة أم هاشم لبيتها دون أن يراها أحد نظرا لحساسية الموقف في مجتمع صغير لا تفوته شاردة أو واردة حتى لو حدثت في جوف الليل.

سلم مفرح على الطبيب بسرعة الذي سبق وأن زاره في عيادته بالولدين .. ودعاه للركوب بجواره ثم حدج بنظرة لائمة غاضبة أم هاشم التي تقف بملامح جامدة وأنف مرفوع بشموخ ثم فتح لها باب المقعد الخلفي .. فشعرت الأخيرة بالحرج واسرعت بالركوب بينما مليكة التي لم تتركه طوال الطريق مذعورة من جنون تصرف صاحبتها تدعو الله أن يسترها ولا يفضح جنونها ترن على الهاتف لتطمئن .

××××

بعد عشرين دقيقة

عاد شعبان أخو عصفور بعد أن ملأ معدته بساندويتشات الكبدة والسجق واتبعها بكوب شاي ساخن فبدد ذلك من تعب وقفته التي لا يعرف لها هدفا أو غاية أو حتى نهاية وتمنى ألا يغلبه النعاس .. فأخرج سيجارة يتيمة حصل عليها بالشحاذة من أحد أصدقائه الذي قابله بالصدفة عند المقهى وهم بإشعالها وهو يفكر فيما سيفعل بالمبلغ الذي وعده أخوه أن يكون من نصيبه إذا ما تم الحصول على أي خبر يخص بيت جابر دبور ..

عند وصوله لمكانه أمام الشارع الذي يقع بيت دبور في أوله لاحظ سيارة تقترب منه لكنه لم يعرها اهتماما فالسيارات تمر من هذا الشارع عادة لكنها توقفت عنده وأطل منها رأس يقول بصوت مهيب جمد الدم في عروقه" من أنت؟"

سعل شعبان من دخان السيجارة وبحركة تلقائية أخفاها خلف ظهره ورد " أنا ..أنا شعبان ابن حامد عباس يا حاج مصطفى"

قال مصطفى الزيني بلهجة أكثر لينا لكنها لاتزال تحمل في طياتها شيئا من الصرامة "كيف حال والدك؟"

رد شعبان " إنه يبيت في المستشفى اليوم وسيخرج غدا "

غمغم مصطفى بأسف " لا حول ولا قوة إلا بالله! .. ابلغ أخاك عصفور أن يمر عليّ غداً .. ماذا تفعل أنت هنا؟"

عاد الشاب للتشنج وقال بتأتأة" لا ..لا شيء.. كنت ..كنت انتظر أحد أصدقائي"

قال مصطفى بريبة " هنا؟.. وفي هذا الوقت من الليل؟"

اسرع شعبان بالقول " لا لا ..أنا كنت فقط ابحث عن شيء قد وقع مني قبل أن أستأنف السير"

سأله مصطفى "وهل وجدته؟"

رد الأخر بصوت مبحوح " أجل وجدته"

فقال مصطفى " إذن هيا عد الى بيتك حفظك الله من أصدقاء السوء"

"حاضر"

قالها وهو يهم بالتحرك ليقول مصطفى بحزم " إياك أن أراك متسكعا في الشوارع في وقت متأخر"

أطرق شعبان برأسه يقول "حاضر"

وأسرع الخطى في البداية قبل أن تتحول حركته لشبه هرولة فراقبه مصطفى يبتعد ثم ينعطف لشارع جانبي فتنفس الصعداء لكنه لايزال متوترا وغير مصدق.

لقد اتصل به مفرح وايقظه من النوم ليخبره باتصال أم هاشم وذلك لمعرفة مفرح بعلاقته الوثيقة بجابر بل إن البلدة كلها صارت تعرف بتقاربهما في الفترة الأخيرة واستشاره فيما سيفعل حين يعود بالطبيب مع أم هاشم خشية من أن يلفتوا انتباه أي شخص .. فأفجع خبر خروج بنت الشيخ زكريا من بيتها في هذا الوقت قلب مصطفى وزاد من قلقه على صاحبه .. وها هو قد حضر بسيارته ليراقب بيت جابر من بعيد تأمينا لدخول الطبيب وهو يدعو الله أن يتم الأمر على خير وأن يكون صديقه بخير فلولا سكون الليل ومعرفته بأنه وحده وعلى حسب ما فهم غير واعي لكان قد ترجل من سيارته واسرع إليه ..

مرت الدقائق ببطء شديد على مصطفى وهو يستغفر ويحوقل ويدعو الله من قلبه أن يحفظ صاحبه وزوجته حتى اقتربت سيارة مفرح واعطت من بعيد إشارة بكشافيها فرد مصطفى بإشارة مثلها تخبره بأن الشارع خال ..فركن مفرح سيارته بعيدا في الشارع الرئيسي وترجل منها بينما ترجل مصطفى الزيني من سيارته يسبقهما ليتفحص الشارع الجانبي الذي يقع فيه بيت جابر .

قبل دقائق كان جابر يحاول القيام من السرير بصعوبة بعد أن بحث حوله عن أم هاشم وناداها كثيرا.. حتى خيل له للحظات أنه لم يتزوجها بعد وبأنه كان يهذي بالأحلام.. لكنه حين استقام واقفا بصعوبة بجسد يرتجف من الحمى لمح ذلك الروب الأبيض الذي كانت ترتديه ظهر اليوم أمام ضيفاتها فتحرك يبحث عنها في المكان وهو يُكَذِّب ذلك الحدس اللعين الذي يحاول أن يعذبه بخاطرة أنها قد تهورت وخرجت لطلب المساعدة ..

لكنه بعد دقائق من البحث ومناداتها من فوق سلم الدور العلوي أسرع رغم الدوار والصداع يجرجر قلبه خلف قدميه نحو الغرفة يبحث عن مفاتيح سيارته وحافظة نقوده فوجد الاولى ولم يجد الثانية لكنه أسرع مستندا على الحائط ليذهب للبحث عن تلك المجنونة يشعر بأن روحه تغادر جسده وتسبقه في البحث عنها.

أما أم هاشم فعلى الرغم من هول الموقف واستشعارها الحرج من الرجال مما صدر منها من تصرف قد يروه في عرفهم تهورا لكنها كانت مقتنعة بأنه بالنسبة لها حياة أو موت وأنه لولا رفض الطبيب للذهاب معها لما شعر أحد بشيء .

ترجلت من السيارة.. وقد اخفت وجهها بطرف الوشاح ليشير لها مفرح بأن تسبقه وتدخل وحدها أولاً فأشارت له على من يقف على أول الشارع.. ليشير لها مفرح مطمئنا بينما وقف الطبيب يناظر ما يحدث بحيرة وذهول فقام مفرح بشرح حساسية الموقف له .

بمجرد أن اقتربت من الشارع مهرولة تعرفت على وجه مصطفى الزيني الذي أشار لها بصرامة وهو ينظر بداخل الشارع أن تدخل بسرعة فأسرعت هي نحو البيت تفتح البوابة بهدوء وتدخل ..ليتنفس مصطفى الصعداء لانتهاء الجزء الاول من المهمة السرية بنجاح ثم أشار لمفرح ليتقدم هو والطبيب.. واستقبل الأخير مرحبا بهمس ثم تحركا بخفة نحو البيت بينما ظل مفرح للمراقبة متحرجا من الدخول.

كان جابر قد وصل بصعوبة لنهاية السلم دون أن ينكفئ على وجهه فالأرض كانت تتأرجح من تحت قدمه .. وكل الأفكار السيئة المخيفة تتصارع في رأسه المحموم فتخلع قلبه على زوجته ليتفاجأ بباب البيت يُفتح وتدخل منه أم هاشم تقول "تفضلا (ثم هتفت بجزع وهي تسرع نحوه) جابر"

وقف الأخير مصدوما مبهوتا وهو يتطلع فيها وهي تربت على صدره .. وقبل أن يسألها أين كانت سمع نحنحة ودخول مصطفى الزيني يقول" بسم الله الرحمن الرحيم"

نقل جابر نظراته الغاضبة من أم هاشم لمصطفى ثم للطبيب فقال أبو حمزة " جابر ..ألف لا بأس عليك طمئنني .. زوجتك تقول بأنك مريض"

بصعوبة شديدة تماسك جابر وحانت منه حركة تلقائية بسحب أم هاشم خلفه قائلا بتألم "هل هذا طبيب ؟"




يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 10:15 PM   #2039

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

( 2 )



بعد قليل كان جابر يجلس على أحد مقاعد البهو وقد رفض أن يستلقي حتى على الأريكة أو حتى يصعد لغرفة النوم .. وقد أمر أم هاشم أن تبقى بالداخل ولا تقف مع الرجال .. فوقفت تراقب بقلق ما يحدث من بعيد ليقول الطبيب وهو يكتب في دفتره" من الواضح أنك قد أصبت بالتهاب معوي حاد و من الجيد أنني قد أحضرت معي حقنة خافضة للحرارة التي اعطيتها لك الآن حينما علمت بأن المريض محموم.. و ستنزل من درجة حرارتك إن شاء الله .. لكني مندهش من ذلك الطعام والعصير الذي تقول بأنك قد شربته"

لم يجب جابر كان متعبا متألما نفسيا وجسديا وغاضبا بشدة ويشعر بالحرج بينما قال مصطفى بانفعال مما سمع" أين هذا العصير؟"

أدار جابر وجهه ليجد أم هاشم تقف عند الممر صامتة وبدون أن يتفوه كانت قد فهمت وتحركت نحو المطبخ ثم عادت بعد دقيقة تحمل دورق العصير الذي التقطه مصطفى منها وأخذ يشتمه ويتفحصه قائلا بعبوس" لا يبدو له أي رائحة غريبة سوى أنه قد فسد (وتطلع فيه مضيفا ) لكن هناك اخضرارا غريبا فيه "

رد جابر بوهن وهو يمسد على ذراعيه بالتبادل ليحتوي رعدة في بدنه من أثر الحمى" كان طعمه ورائحته طبيعيين أنا متأكد"

وضعه مصطفى على الطاولة المنخفضة وأخذ من الطبيب ورقة الأدوية المطلوبة وهو يقول" عموما سنرجئ البحث في هذا الأمر مؤقتا ولنسرع بإحضار الدواء لك"

بلع جابر ريقه الجاف وعقله مشغول بسؤال (هل اتصلت أم هاشم بمصطفى أم أنها خرجت؟ ) لكن محفظته التي لم يجدها بالأعلى تخبره بأنها قد تكون قد خرجت فتألم بشدة رغم غضبه منها.

قطع أفكاره قول مصطفى على الهاتف" مفرح نحن سنغادر الآن هل الطريق أمان؟"

(مفرح الزيني أيضا)!.

قالها جابر في سره واستدار نحو أم هاشم التي هربت بعينيها من مواجهته ليضيف مصطفى وهو يعيد الهاتف لجيبه" هيا يا دكتور فالباشمهندس مفرح سيوصلك للمركز .. أما أنا (ونظر نظرة غاضبة رغما عنه لجابر الذي استقام واقفا بصعوبة وبدأ في التحرك معهم نحو الباب) سأحضر الأدوية واتصل بك يا جابر لتفتح البوابة وتأخذها مني أو سألقي بالكيس من فوق سور الساحة الخارجي .. لا داعي لخروجك أو للفت الانتباه لوجودي "

التفت الطبيب من عند الباب يقول لأم هاشم بلهجة معتذرة " لا تؤاخذيني يا أختي فالحرص واجب خاصة وأني غريب عن قريتكم"

نظرت نظرة سريعة مختلسة نحو جابر ثم قالت "الحمد لله على كل شيء"

وهمت بالتحرك خلف الرجال فحدجها جابر بنظرة جعلتها تتجمد مكانها .. ليحتمل جابر على نفسه ويخرج خلفهما لإغلاق البوابة وهو يتلمس طريقه على الارض التي تميد به بصعوبة مما جعل مصطفى يشعر بالشفقة على صاحبه.

كانت ساحة البيت أطول مما يعرف جابر بمسافة كبيرة وشاهد مصطفى الذي سبقه هو والطبيب نحو البوابة البعيدة يخرج رأسه منها بحذر والهاتف على أذنه قبل أن يشير للطبيب الذي خرج مسرعا وبعد برهة هم بالخروج فلحق به جابر أخيرا وهو يقول" أبا حمزة هل أنت غاضب مني ؟"

استدارة غير كاملة من عنق مصطفى قال فيها بصوت جاد " فيما بعد يا جابر عد لفراشك ..ألف لا بأس عليك.. شفاك الله وعافاك ..سأحضر أنا الدواء لا تشغل بالك (ونظر لسور البيت العالي الذي يحيط بالساحة وأضاف ) وسألقي به من هنا.. فاعتقد بأنه لن يكون به ما سينكسر"

قالها وخرج من البوابة وهو يتلفت حوله فأغلقها جابر خلفه بصعوبة.

بعد دقائق كان القلق يأكل قلب أم هاشم فعاد جابر أخيرا وهو يستند على الحائط ..وبمجرد أن رأته هتفت بلوعة "الحمد لله الطبيب يقول..."

حدجها بنظرة غاضبة اخرستها ثم رفع سبابته أمام فمه يقول بصوت متحشرج" أنا غاضب الآن يا أم هاشم ..غاضب لدرجة لا احبها ولهذا دعيني هذه اللحظة"

طوت شفتيها داخل فمها وراقبته وهو يصعد لأعلى ولم تعرف بأنه يبذل مجهودا حتى يبقى مستقيم الظهر .. فأسرعت بلملمة ذيل عباءتها في يدها واقتفاء أثره على درجات السلم.

بعد قليل كانت أم هاشم تجلس صامتة تراقب جابر الجالس على السرير قدماه على الارض يميل بجذعه للأمام مرفقيه على فخذيه صامتا محدقا في السجادة بملامح شديدة العبوس..

كانت تعرف بأنها تهورت وفعلت شيئا مجنونا لكنها لم تعترف لنفسها بأنها أخطأت فحدثت نفسها بصوت خافت مبرطمة "فليغضب مني إن أراد المهم أن الطبيب قد حضر وسيكون بخير"

سألها بصوت واهن" أين ذهبت بالضبط؟"

أسرعت بالقول بمراوغة " اسمع يا جابر لا يهم الآن المهم.."

"أين ذهبت بالضبط؟"

قالها بخفوت صارم فردت " مركز المحافظة لأحضر الطبيب لكنه رفض الذهاب معي فلم أجد إلا أن أتصل بمليكة واطلب منها أن أتحدث مع الباشمهندس مفرح الذي طلب مني ومن الطبيب أن نبقى مكاننا وجاء لينقلنا بسيارته"

رد ساخرا من بين أسنانه " طبعا ..حتى لا تركبين وحدك مع الرجل الغريب في هذا الوقت"

قالت باندفاع " لا تقلق يا جابر مفرح والحاج مصطفى بارك الله فيهما أَمّنا المكان ..ولا اعتقد أن هناك من لمح خروجي أو عودتي وأعتقد بأنهما اولاد اصول ولن يسيئا لسمعتك"

قال من بين أسنانه "وأنت؟ وسمعتك؟"

قالت بتلقائية " أنا لا يهم"

هتف وهو يطالعها بعدم تصديق " كيف وأنت جزء مني وسمعتك من سمعتي وما سيحدث لك أو لسمعتك يخصني؟!"

قالت تدافع عن نفسها "كنت تحتاج لطبيب يا جابر "

هتف غاضبا " كنت اتركيني لأموت ولا تعرضي نفسك للخطر "

تركت الأريكة وهرولت إليه تقول بلهجة ملتاعة" "بعيد الشر عليك"

بمجرد أن اقتربت أمسك بمعصمها يضغط عليه بغضب ورفع إليها أنظاره يقول بلهجة موبخة "ألم أنهك من التواصل مع أحد!"

قالت بلهجة باكية وهي تتطلع في عينيه الحمراوين "لم أتواصل أنا خرجت بنفسي لإحضار الطبيب.. واضطررت للاتصال بمليكة حينما فشلت"

لم يعرف جابر إن كان عليه أن يضربها أم يحضنها .. كانت أمامه مجهدة منهكة وحزينة فظل يحدق فيها بحيرة ومشاعر متناقضة .

قطع تحديقهما في بعضهما صوت هاتفه الذي فتحه منذ دقائق في انتظار مصطفى الزيني فأسرع جابر بالرد "نعم أبا حمزة (ثم استند بكفه على السرير يقول وهو يهم بالنهوض ) ألقيت بكيس الدواء في الساحة؟"

أسرعت أم هاشم تقول" أنا سأحضره "

ولم تعطه الفرصة بل انطلقت تترك الغرفة فراقب مغادرتها وهو يعود للجلوس مستسلما ومتألما ثم قال لمصطفى "جزاك الله خيرا يا أبا حمزة .."

لم يرد مصطفى فعاود جابر سؤاله السابق "هل أنت غاضب مني؟"

"ماذا تعتقد أنت ؟"

قال جابر مبررا " الأمر كان في توقيت حساس"

قال مصطفى بلهجة متألمة حزينة " كنت اعتقد بأنك تثق فيّ وستلجأ لي في هذا التوقيت الحساس الذي تتحدث عنه"

أسرع جابر بالقول " أنا أثق بك ثقة عمياء يا مصطفى .. الأمر حدث خلال سواد الليل وكنت أقول لنفسي وعكة بسيطة وسأتحسن في الصباح ثم بدأت حرارتي في الارتفاع .. وبصراحة كنت أحاول التحمل حتى مساء الغد فالأمر كان محرجا وكنت أخشى من أن يتسرب الخبر بطريقة أو بأخرى فتثبت الشائعات على أم هاشم في عقول الناس وكان لدي أمل في التحسن ثم فقدت القدرة على التفكير بشكل عقلاني بعد ذلك "

علق مصطفى موبخا " وها هو عنادك مع نفسك ومبالغتك في حماية زوجتك اضطر بنت الشيخ لأن تتصرف بنفسها بهذا التهور.. اقسم بالله كلما أتذكر ما قامت به بمنتهى الشجاعة اشعر بالرغبة في ضربك يا جابر"

تعالت انفاس جابر معترفا لنفسه بأنه المُلام ليأتي حديث مصطفى ليؤكد له ذلك فقال بلهجة نادمة" اعترف بأني السبب يا مصطفى لكني والله كنت خائفا عليها"

تنهد مصطفى قائلا " الحمد لله أن سترها الله معكما سأطمئن عليك في الصباح"

قبل أن يغلق ناداه جابر " مصطفى"

"نعم "

قال جابر " ارغب في إخراج صدقة بنية الشفاء والشكر لله أن حفظ تلك المتهورة التي تزوجتها من السوء"

رد مصطفى مطمئنا " لا تحمل هما اعتبرها قد خرجت والتفت لصحتك .."

فقال جابر بوهن" اخبرني بالمبلغ بعد أن يذهب لمستحقيه"

قالها وهو يرى أم هاشم تدخل لاهثة تحمل كيس الدواء فغمغم قبل أن يغلق الخط "بارك الله لك"

تطلع فيها وهي تقترب متفحصة علامات الصيدلي وتعليماته على الأدوية ثم أخرجت حبات الدواء وناولتها إياه مع كوب الماء فابتلعها جابر وهو لايزال لا يصدق ما قامت به وكلما فكر في أنها كانت في طرقات البلدة وحدها تحت ظلام الليل يشعر بالألم الشديد في قلبه .. ألم سرعان ما انتشر في كامل جسده بشكل مضاعف فنام على ظهره ورفع ذراعه ليغطي عينيه يستغفر ويحوقل حتى لا يقنط من رحمة الله ..

حين غلبه النعاس بعد قليل.. اقتربت أم هاشم وتحسست الحرارة فوق جبينه ثم زفرت براحة حينما وجدتها قد انخفضت وأن انفاسه انتظمت في نوم عميق .. فتحركت تعود إلى حيث كانت .. إلى الأريكة المقابلة ورقدت على جانبها .. ولم تحتاج لدقائق حتى تذهب في نوم عميق بعد أربع وعشرون ساعة من الإجهاد وضغط الاعصاب.

××××

يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 10:16 PM   #2040

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

(3)


صباح اليوم التالي
تململت بدلال فوق ذراعه ولمحت من تحت جفونها صدره العضلي العاري فأخذت تتحسسه بأصابعها وتمرر يدها فوق عنقه .. ليتململ كامل في نومته .. فابتسمت وتذكرت لحظاتهما الخاصة ليلة أمس وتذكرت ذلك الكلام الجميل الذي أخبرها به .. وكيف كانت قبلها لا تتصور أبدا أن يخبر رجل حبيبته بخواطر وأشعار أثناء لحظاتهما الخاصة .. فقفز قلبها من السعادة واحمرت وجنتاها من ذكرى التفاصيل .
وبمناسبة الاحمرار تساءلت هل تحسنت حالتها أم ساءت ؟.
همت بالقيام من السرير فتشبث بها ذراع كامل يمنعها عن الحركة وسمعت صوته الأجش يقول "إلى أين؟"
قالت بخفوت "ظننتك نائم"
قال وهو يعتدل في نومته "استيقظت للتو"
قالت له بتوجس " طمئني كيف حال وجهي؟"
رفع رأسه عن الوسادة يتطلع فيها ثم رفع حاجبه وسألها" ماذا كان لونك الأساسي بالضبط؟ "
تشكل الجزع ببطء على ملامحها حتى كادت أن تطلق صرخة مولولة.. لكن كامل قتل ولولتها في مهدها حينما مال برأسه فوقها وأطبق على شفتيها بقبلة أخرستها وهدأت من روعها .
××××
خرجت أم هاشم من الحمام تجفف شعرها بمنشفة واقتربت من المرآة تتطلع في شعرها الذي عاد لهيئته الحقيقية مجعدا بشدة بعد أن فقد شكله المفرود الذي حصلت عليه في صالون التجميل ..فشعرت بالحسرة الشديدة لأن جابر لن يرها لأول مرة بشكلها المعدل ..
استدارت تتطلع فيه وهو مستغرق في النوم وشعرت بالشفقة عليه فاقتربت منه تلمس جبينه بحنان وأحست بالراحة لأن حرارته طبيعية فعادت تنظر لشكلها في المرآة وغمغمت بلهجة ساخرة "نصيبك أن ترى الشعر المجعد يا جابر.. كنت أود أن اسعدك ولو لليلة والله بالشعر المفرود لكنه قدرك يا حبيبي.. فتحمله حتى يحلها ربك من عنده "
اهتز هاتف جابر بجواره فأسرعت بالتقاطه لتجد اسم حماتها فأسرعت بالخروج من الغرفة وهي ترد " كيف حالك يا خالتي "
قالت نجف " أنا بخير الحمد لله هل جابر لا يزال نائما ؟"
قالت أم هاشم وهي تمسك بلسانها حتى لا تخبرها بما حدث له " أجل لا يزال نائما "
شعرت نجف بالتوتر أكثر.. إنها منذ أن تركت البيت وقلبها مقبوض واتصالها أمس بجابر وأم هاشم لم يطمئنها والآن صوت زوجة ابنها فقالت تجس نبضها "اخواتي يتمسكن بأن أظل لآخر الأسبوع عندهن .. لكني أقول بأن عليّ أن أكون في استقبال أهلك غدا باعتباره اليوم الثالث للزفاف"
قالت أم هاشم بلهجة متوسلة " ولماذا لا تأتين اليوم وتنيرين البيت يا خالتي لتحل فيه البركة؟! "
قالت نجف" لا أريد أن أثقل على العرسان "
ردت أم هاشم باندفاع" أبدا سنفرح كثيرا .. (وأضافت بلهجة محرجة نبهت نجف لأن هناك شيئا ما غير طبيعي ) ليتك تحضرين وحدك "
سألتها حماتها عاقدة الحاجبين " هل هناك شيء يا أم هاشم ؟"
صمتت الأخيرة لا تعرف هل تكذب فيؤخذ عليها هذا الكذب حينما تعرف حماتها فيما بعد أو تقول الصدق .. لكنها تتمناها أن تحضر .. تشعر برغبة في مشاركة أحد يهمه أمر جابر ما تمر به خاصة وأنها لا تعرف ماذا سيكون حاله حين يستيقظ فقالت بلهجة مقتضبة " ليتك تحضرين اليوم وتنيرين بيتك"
قالت نجف وهي تحافظ على ملامحها أمام أختها "حسنا يا ابنتي "
أغلقت نجف الخط واستدارت لأختها تقول "أنا سأعود .. اطلبي أحد من أولادك ليوصلني"
قالت أختها مشاكسة " هل ستمارسين على البنت دور الحماة من الآن يا نجف .. أنت لم تفعليها مع العقربة زوجته الأولى "
قالت نجف بمراوغة " لا ولكني غير مرتاحة في النوم هنا .. وأنتن مشغولات بترقب ولادة ابنتك في أي لحظة.. ولن يفرق اليوم من غدا فأنا كنت عازمة على العودة في الغد "
ردت أختها باستسلام" حسنا ما دمت تصرين "
بينما غمغمت نجف في سرها " استرها يا رب"
××××
انتظرت صباح حتى ينتهي زوجها من مكالمة هاتفية وقالت بغيظ" كل هذا ستطلبه بالديّن يا يحيى؟!"
رد يحيى مهموما "وماذا سنفعل غير ذلك يا صباح ؟.. غدا اليوم الثالث للزفاف ولابد أن نجبر بخاطرها ونشرفها أمام أهل زوجها وأمام الجيران"
قالت باعتراض " وما المفروض أن تفعل أكثر مما فعلت؟ .. ألا يكفي بأنها تزوجت من رجل مقتدر ماديا ؟!.. ماذا ستريد هي أكثر من ذلك !"
قال يحيى بغضب "وهذا أدعى وأوجب لأن نفعل ذلك يا صباح .. ولا تنكري بأنها قد تكفلت بنفسها في أغلب حاجياتها بل أني أشعر بأنني مقصر معها بسبب ضيق اليد"
طالعته بغيظ ثم هتفت " ها قد تزوجت وانتهى الأمر وها أنا كل يوم استيقظ من الفجر لأعد لها طعام الصباحية "
ناظرها بنظرة ذات معنى يقول "يا صباح!.. إن أم كريم هي من ترسل لك معظم الطعام جاهزا "
قالت بارتباك " هي من طلبت أن تساعد فأرسلت لها الطيور والخضار والأرز وخلافه"
تنهد دون تعقيب وهم بمغادرة البيت يقول " المهم أننا قد دبرنا زيارة اليوم الثالث .. أما زيارة اليوم السابع فأعدي لنا قفصا من الطيور من فوق السطح مع ما سأدبره لنذهب به إليها إن شاء الله "
ضربت صباح على صدرها تقول باستنكار "هل تأخذ من طيوري التي أربيها من أجل زواج بنتي يا يحيى !"
قال يحيى " ننتهي من أم هاشم أولا "
صاحت بانفعال " إن زفاف سامية بعد أقل من شهرين"
رد مطمئنا رغم شعوره بالهم " فليدبرها الله من عنده أنا ذاهب "
هتفت قبل أن يفتح الباب " ألم تكن من قبل غير راض عما يتكبده الأهل في زواج البنات؟.. لماذا تنفذ ذلك الآن وتتمسك بعادات اليوم الثالث واليوم السابع لتشرفها أمام أهل زوجها !"
توقف يحيى عند الباب لبرهة ثم استدار إليها قائلا بلهجة ذات مغزى" موافق لكن بشرط .. سأفعل ذلك مع كل بناتي ما رأيك ؟"
جاءه الجواب عبر امتقاع وجهها فزفر بيأس وتحرك مغادرا وهو يقول " السلام عليكم "
ردت صباح السلام وغمغمت في سرها" متى سنتخلص من هذه البلوى يا رب .. ذهبت وستأخذ كل شيء معها "
××××
هتف كامل باعتراض هامس وهو يلحق ببسمة التي تتحرك بسرعة في ممر الطابق العلوي المؤدي للناحية الأخرى من الغرف قاصدة غرفة والدتها "كيف لن تخبريها!!"
استدارت ترفع نظراتها الزرقاء إليه بوجه ازدادت البقع الحمراء فيه وقالت هامسة باستنكار "كيف تطلب مني أن أخبر أمي بمنتهى الجرأة أننا .... كنا .. ليلة أمس .. كنا..."
قلب كامل مقلتيه ورد ببرود "مثلما تجرأتِ وأخبرتِها بأنه كان بيننا اتفاقا بعدم إتمام الزواج"
ردت مجادلة " وعدت وأخبرتها أمس بأننا بتنا نعيش زوج وزوجة عاديين"
وضع يديه في جيبي بنطاله الرياضي ورد " لا يكفي"
ناظرته بغيظ .. فأضاف وهو يتأملها في رداء بيتي بنطال رمادي يلتصق بتفاصيلها وتيشيرت باللون الوردي بربع كم وعلى صدره حروف لامعة بفتحة رقبة عريضة تبرز جزءا من الكتفين " لا يكفي لابد من تأكيد هذه المعلومة"
قالت عابسة وهي تتركه وتكمل طريقها "أمي فهمت الأمر وسأتحرج من التحدث معها في شيء كهذا مجددا .. لكن إن سألت سأؤكد لها أعدك بذلك"
سحبها من ذراعها لتلتفت إليه فتوقفت متخصرة تناظره بتحفز ليقول كامل مهادنا "حسنا ..لدي فكرة .. ما رأيك أن أقبِّلك قُبّلة خاصة تترك على كتفك علامة مثلا ؟"
تابعته بحاجبين معقودين وهو يضيف بلهجة متسلية " ثم تدخلين عليها وتكشفي عن كتفك بشكل وكأنك غير متعمدة ثم تقولين ( وكشف عن كتفه العريض وقال يقلدها بصوت رقيق ) يا الهي إنه كامل المتوحش الـ ... "
أسرعت بكتم فمه بيدها فتراقصت ضحكة متسلية في عينيه لتقول هي بوجه أحمر "أغلق فمك يا كامل وكف عن هذه التخيلات الوقحة (ثم أدارته للخلف وقالت وهي تدفعه بعيدا بصعوبة ) هيا اذهب "
استدار يقول بغيظ "لابد من حل إن سمعتي في خطر "
ضربت كفا بكف وهي تقول "لا حول ولا قوة إلا بالله .. وهل سننقذ سمعتك بهذه الطريقة الوقحة"
هز كتفيه ورد ببرود " النساء يفعلن ذلك"
راقب احمرار وجهها كليا وداعب خجلها الواضح مشاعر الرجل الشرقي فيه بينما هتفت بسمة قبل أن تستدير وتغادر "النساء يفعلن ذلك في الأفلام الرخيصة التي شاهدتها .. اذهب هداك الله"
كان مقتنعا بكل ما تقول لكنه استمر في مشاكستها فأسرع بالذهاب خلفها مجددا ينادى عليها" باسمة انتظري عندي اقتراح أخر"
تطلعت بسمة في الغرف بحيرة ثم استدارت تسأله" أي غرفة هي غرفة أمي ؟"
رد عليها" الثانية على اليمين"
همت بفتحها فقال مهددا " إن لم تسمعيها سأدخل بنفسي أخبرها بها"
زفرت واستدارت إليه ثم عقدت ذراعيها أمام جذعها تقول بفم ملوي" تفضل كامل بك"
وضع يديه في جيبي بنطاله وقال ببرود" أنت ستدخلين عليها وتمثلين التعب والإجهاد .. بالطبع ستسألك (ما بك) فستخبرينها بأن كامل لم يتركك في حالك طوال الليل وأن....."
غطت بسمة وجهها بكفيها فقال مستمتعا باستفزازها شاكرا للحظة كهذه بينهما بعد أن أضحى يقدر كل لحظة معها " ما بها هذه الطريقة إنها مؤدبة؟ "
كشفت عن وجهها تقول باستنكار " هذه مؤدبة!!"
رد بغيظ من بين أسنانه " لابد من طريقة تؤكد الموضوع وتثبت لها اتمام الزواج "
اقتربت منه تدفعه في صدره بكفيها بينما هو يرفض الحركة فقالت بغيظ" اذهب كل من بالفيلا سيسمعنا وما أخفيناه سيعرفه الجميع "
"هل هناك شيئا يا بسمة؟ "
قالتها فاطمة وهي تقف على باب غرفتها فاستدارت بسمة بارتباك ليسرع كامل بلف ذراعه حول رقبة بسمة وألصق ظهرها به يقول لفاطمة "صباح الخير يا حاجة فاطمة"
ابتسمت فاطمة ترد بسعادة جمة "صباح الرضا يا بني "
قال كامل بابتسامة " لا تؤاخذينا تأخرنا في الاستيقاظ اليوم لأننا لم ننم إلا بعد شروق الشمس "
جزت بسمة على أسنانها ولفت ذراعها للخلف وقرصته في بطنه فتلوى كامل قليلا وأطبق ذراعه حول عنقها وكأنه سيخنقها بينما رفعت الحاجة فاطمة طرف وشاحها تغطي فمها وعلقت بحرج" أسعدكما الله يا بني "
ابعدت بسمة ذراعه عن رقبتها واستدارت ترفع أنظارها له بغيظ مولية ظهرها لأمها فرقص لها كامل حاجبا مغيظا وتحرك مبتعدا بعد أن مسح على صدر التيشيرت بكفه بما يعني ( لقد ارتحت الآن ) .
قالت الحاجة فاطمة " أنا أستعد للمغادرة يا بسمة"
عادت الأخيرة تنظر لها باندهاش وهي تقول "لماذا؟.. ألم تقولي بأنك ستبقين ليومين أو ثلاثة ؟"
أجابت الحاجة فاطمة "لقد اطمأننت عليك والحمد لله "
قال كامل بلباقة "ولماذا لا تبقين معنا عدة أيام؟"
ردت فاطمة " بارك الله فيك يا ولدي.. الحاج سليمان اتصل بي وأخبرني بأنه قادم في الطريق "
هز كامل رأسه وقال "على راحتك (ثم قال لبسمة ) سأنزل للطابق الأرضي وأطلب من زيلا إعداد الفطور "
راقبته وهو يوليهما ظهره ويبتعد يديه في جيبي بنطاله يتحرك بعنجهية فابتسمت واستدارت لتجد أمها قد دخلت الغرفة .
حين دخلت خلفها قالت بعبوس" ولماذا لا يتركك أبي لتبقي معي بضعة أيام؟!"
قالت فاطمة مبررة " تعلمين والدك يا بسمة حين يصر على شيء يفعله ( وأمسكت بذراعيها تتأمل وجهها وأضافت ) يا الهي لقد ازدادت البقع في وجهك !"
ابتسمت بسمة وردت" الحمد لله على كل شيء"
تحركت أمها لتجلس على طرف السرير وهي تقول " والله يا بسمة لم أنم طوال الليل من فرحتي"
وكادت أن تفصح لها عن مخاوفها من أن يلجأ كامل يوما للزواج بأخرى من أجل الانجاب لكنها أحجمت عن ذكر ما قد ينكد على ابنتها التي تراها سعيدة أمامها فأضافت "أدعو الله طوال الليل أن يكفيك شر العين ويهدي لك زوجك (وأمسكت بطرف وشاحها تمسح الدموع من عينيها وأضافت) رزقك الله السعادة يا بسمة يا بنت بطني "
أسرعت الأخيرة بالجلوس بجوارها واحاطتها بذراعها وهي تقاوم البكاء قائلة" كفي عن البكاء يا أمي أنا بخير بفضل الله ..ووعدت نفسي بعد الحادثة الأخيرة ألا أنظر للماضي سأنظر للمستقبل واستمتع بالحاضر .. "
جاءها صوت من جيبها فأخرجت هاتفها الجديد لتجد كامل يقول لها في رسالة نصية " لو كانت والدتك ستغادر اليوم فعلا أكدي عليّ الخبر لأن هناك شيئا أدبره "
ضيقت بسمة عينيها وحاولت تخمين ما يقصده في الوقت الذي سألتها والدتها "وماذا ستفعلين بالمشروع وبالبيت الذي احترق ؟"
عاودها الشعور بالحزن فردت وهي تعيد الهاتف لجيبها " سأعيد بناء المشروع من جديد بإذن الله"
قالت أمها باندهاش " ألن تسكني هنا في العاصمة مع زوجك ؟!"
ابتسمت بسمة وردت بتلقائية " سأعيش معه في أي مكان إن شاء الله .. لكن هذا المشروع ليس فقط رمزا لنضوجي واستقلاليتي ولكنه مصدر رزق لكثير من الفتيات اللاتي يحتجن للعمل ولا يستطعن الخروج من القرية "
ربتت فاطمة على ظهرها تقول " جبر الله بخاطرك يا ابنتي "
مالت بسمة لتنام على صدر أمها تتأمل أشعة شمس الصيف التي تنير الغرفة وهي تتمتم "يا رب "
××××
سمع جابر صوت جرس الباب بإلحاح فاعتدل بصعوبة ينظر في ساعة الحائط وتفاجأ بأنها الثانية عشر ظهرا وفهم بأن الزائرين هم أهل أم هاشم الذين يحضرون طعام العروس فاسرع بالقيام .
خلال بضع دقائق كان ينزل من على السلم مرتديا جلبابه الابيض يعدل من شعره بعجلة وهو يشعر ببعض التحسن عن الليلة الماضية لتقابله أم هاشم عند طرف السلم وهي تقول" كنت سأصعد لإيقاظك "
فتمتم ساخرا وهو يسرع نحو الباب" أنا شاكر لك جدا يا أم هاشم اعتباري رجل البيت"
قالها وخرج من باب البيت فغمغمت خلفه بابتسامة " فليبارك الله لنا في صحتك وتبقى رجل البيت حتى لو ستلقي من فمك الزلط لا يهم"
بعد دقائق دخلت نصرة وصباح وسامية وهند خلف جابر الذي استأذنهن بعد الترحيب بهن ليصعد للدور العلوي فقالت نصرة وهي تتجه للمطبخ لتضع ما تحمله من طعام " لقد احضرت لك الادوية التي طلبتها يا أم هاشم لتكون عندك للطوارئ"
ذهبت أم هاشم خلفها في الوقت الذي تطلعت فيها صباح وهي ترتدي عباءة مطرزة باللون الرمادي ووشاح حول رأسها ثم قالت هامسة بسخرية لابنتيها " هل تجلس أمام الرجل بهذا الشكل؟!"
ردت سامية ضاحكة " غالبا لم يعجبه شكلها بالملابس المكشوفة"
طالعتهما هند بشفتين ممتعضتين ثم تركتهما لتجلس على الأريكة تتطلع في الشقة حولها .. بينما عادت أم هاشم من المطبخ هي ونصرة فغمزت لها سامية قائلة " لقد تأخرتما في فتح الباب يا أم هاشم .. يبدو انكما غارقان في العسل"
ردت أم هاشم بهدوء " العقبى لك حينما تغرقين أنت الأخرى في العسل مع خلف"
قالت صباح "لقد اخبرت زوجك بأن عمك يحيى سيحضر بعد قليل للزيارة والمباركة"
هزت أم هاشم رأسها تقول" بارك الله لعمي وأطال لنا في عمره"
غمغمت صباح بفم ملوي " أتمنى فقط أن تتذكري ما فعله عمك من أجلك وأنه قد كلف نفسه فوق طاقته ليشرفك أمام عريسك رغم أن لديه خمس بنات في رقبته من بينهن واحدة ستتزوج خلال شهرين"
هتفت نصرة باستنكار" ما لزومه هذا الكلام يا صباح !"
ردت أم هاشم بهدوء" اتركيها يا أم كريم فغالبا هي اخطأت في العد .. فعمي لديه ست بنات ما شاء الله.. والحمد لله انه قد تخلص من الكبيرة ليتفرغ للأصغر منها"
ابتسمت كلا من نصرة وهند بينما امتقع وجه صباح وهتفت "ألن يتوب الله علينا من سلاطة لسانك هذا!"
ابتسمت أم هاشم وردت" ما دمت على قيد الحياة .. إذن لساني موجود "
بعد قليل فتحت أم هاشم باب غرفة النوم بحرج فلا تزال غير مصدقة أنها مع جابر في بيت واحد بل وتدخل عليه غرفة النوم.. فأدخلت رأسها من الباب تبحث عنه قبل أن تلمحه يجلس على كرسي يصلي .. تأملت شعره الندي المصفف للخلف والجلباب الأبيض الذي يرتديه ولحيته المنمقة الأنيقة .. ووقفت تتطلع فيه بملء عينيها دون حواجز ودون شعور بالذنب .. تأملت ملامحه الخاشعة ودعت له بأن يتمم الله شفاءه حتى يستطيع السجود..
يقولون بأنه كلما اقتربنا من الصورة ووضحت تفاصيلها ظهرت عيوبها.. لكنها كلما اقتربت منه ازدادت حبا وتعلقا وعشقا لهذا الرجل .. كلما اقتربت تضخم قلبها بالعاطفة وسرق منها عقلها .. فادركت أن لحظة الفراق عندما تحين ستكون الموت بالنسبة لها ..
وهل بعد فراق الحياة إلا الموت !..
فهمست في سرها" الله المستعان"
سلم جابر فأجلت صوتها تقول بارتباك هو وحده القادر على إصابتها به" ألن تأكل ..أنت لم يدخل جوفك الطعام منذ يومين"
قال لها بضيق" لا أريد أيا من الطعام الذي يحضرونه "
قالت مدافعة "إن نصرة هي من طبخت"
رد بنفس الضيق " لا اريد.. ولا اعتقد بأن معدتي ستتحمل هذا النوع من الطعام"
قالت بسرعة "سأعد لك طعاما سريعا حالا"
سألها " هل صليت الظهر؟"
هزت رأسها تقول "توضأت لكني لم أصل بعد"
أشار لها بيده وهو يستقيم واقفا" هيا لنصليه معا"
تسمرت مكانها وانفجرت دقات قلبها بعنف فنظر إليها جابر متفحصا ثم قال" نحن لم نصل معا حتى الآن يا أم هاشم .. هيا أسرعي"
ظلت تحدق فيه ليقول "هيا يا بنت فعمك سيصل بعد قليل"
بخطوات بطيئة .. وكأنها تمشي فوق السحاب .. اقتربت من حلمها ..فراقبها جابر مندهشا من حالتها حتى وقفت خلفه فسألها بقلق " هل أنت بخير؟"
هزت رأسها بتأكيد دون كلام فلا توجد عبارات قد تصف شعورها اللحظة .. حلمها الذي سيتحقق بعد ثوان .. حلمها بالصلاة خلف جابر ...مرافقته أمام رب العالمين ..
هل حقا ستصلي خلفه ؟
توجه جابر بوجهه نحو القبلة ورفع يده مكبرا فوقفت أم هاشم بخشوع وجسدها كله يرتجف .. وبعينين مثقلتين بالدمع كانت تؤدي خلفه وروحها تطفو فوقهما .. تسجل هذه اللحظة .. لحظة الصلاة لأول مرة معه.
حين انتهيا سجدت أم هاشم سجدة شكر .. سجدة سكبت فيها دموع الفرح وأطالت في السجود فوضع جابر يده على كتفها يقول بقلق "أم هاشم"
لم تستطع الاعتدال فجذبها جابر من ذراعها ليساعدها على الاعتدال ثم سحبها إليه لتقف على ركبتيها بجوار كرسيه وحضنها مهدئا .. فأجهشت بالمزيد من البكاء ويدها تقبض على ملابسه.
كانت محاصرة بمختلف المشاعر لكن ما كان يشغل عقلها ويدغدغ قلبها هو تلك الصلاة التي فازت بها أخيرا معه .. صلاة متبوعة بحضن .. وليس أي حضن وإنما حضنه هو..
لحظتها شعرت بأنه قد جُبِر بخاطرها.
إنها لحظة جبر الخاطر ..
بصلاة .. وحضن.
قال جابر بحنان وهو يمسح على رأسها وظهرها بعد أن فرغ من الدعاء " أعرف بأننا قد مررنا بمحنة .. وأن فرحتك قد سُرقت منك.. لكنه ابتلاء من رب العالمين ليس علينا فيه إلا الصبر والاحتساب .. وأنا اخطأت في التعامل مع الموقف واتحمل كامل مسؤولية ما حدث بعد ذلك ..واعدك بأني سأعوضك "
غمغمت في حضنه" أنا لا أريد شيئا إلا أن يتمم شفاءك على خير "
قالتها واجهشت بالمزيد من البكاء .. فشدد جابر من ذراعيه حولها ولهجتها الصادقة ربتت على قلبه لكن دموعها كانت تعذبه ..وتدر حنان قلبه في نفس الوقت .. بينما رائحتها وعظامها الرقيقة بين ذراعيه استهدفا مكامن الرجل فيه فغمغم بجوار أذنها بهمس دافئ " قلت لك دموعك تؤلم قلبي يا بنت شيخي"
رن هاتف جابر فأسرعت أم هاشم بالابتعاد تمسح دموعها في محاولة للسيطرة على انهيارها فهي لا تحب أن تبوح بما يجعلها مثيرة للشفقة .. ليستقيم جابر واقفا ليحضر الهاتف ثم قال" هذا عمك لابد انه سيبلغني بحضوره"
اسرعت بمغادرة الغرفة بعد أن قالت "سأعد لك أي طعام خفيف قبل أن يحضروا"
قبل أن يفتح الخط تأمل مغادرتها في عباءتها الرمادية الفضفاضة وغمغم لنفسه محرجا من مشاعره التي اهتاجت بقربها" اصبر يا جابر حتى تستعيد صحتك كاملة"
××××
يتبع


بقية الفصل على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t464653-205.html



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 14-08-20 الساعة 10:54 PM
Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.