وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة *

[Sara Ali❤️]

في الانتظار شموستي💝💝💝🤩

[مريم المقدسيه]

تسجيل حضووووور بالانتظار

[eylol]

تسجيل حضور اما نشوف اخرة الست شرويت ايه

[سهام زيد]

تسجيل حضور لي اجمل شموسة 🌞🌞🌞🌞🌞🌞🌞🌞🌞🌞🌞🌞🌞🌞
❤ وأجمل فصل ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

[Mayaseen]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 464 ( الأعضاء 173 والزوار 291)
‏Mayaseen, ‏markunda, ‏نور علي عبد, ‏ام زياد محمود, ‏shaherozozo, ‏Heckenrose, ‏Lamiaa farh, ‏دلال سعيد, ‏Vlora, ‏amira98, ‏ghdzo, ‏emtalal, ‏آمنة عودة, ‏Light dream, ‏منال سلامة, ‏سلوى١٩٨٤, ‏رتوجججة, ‏نفحات عطره, ‏jewa, ‏mira amani, ‏MerasNihal, ‏nibal79, ‏eylol, ‏سهام زيد, ‏Asmaanasser, ‏صمت الهجير, ‏Walaa Samy, ‏زالاتان, ‏kozmo, ‏غنى محمد, ‏نور الفردوس, ‏Rasha.r.h, ‏رودى رامى, ‏Omsama, ‏طابعة الحسن, ‏dodoalbdol, ‏Somalove, ‏ايميلي انا, ‏نونني نوننا, ‏ارض اللبان, ‏شوقا, ‏dodo elbadry, ‏رانيا محمد19, ‏Sara Ali❤️, ‏amana 98, ‏فتامين د, ‏ميمات4, ‏فاطمة علوش, ‏الاوهام, ‏كوثر سالم, ‏عمرااهل, ‏شهدsoso, ‏m-berr, ‏اديان دنو, ‏بتو خليفه, ‏سارة الربيع, ‏نجمة القطب, ‏asmaaasma, ‏مريم المقدسيه, ‏engsarahsnowwhite, ‏أميرة الساموراي, ‏Nagat farouk, ‏ali.saad, ‏معجبه بخشتي, ‏Bebohabiba, ‏rafalo, ‏Agadeer, ‏NoDy Emad, ‏Menna23, ‏وررد, ‏basama, ‏أم دان, ‏زهرةالكون, ‏bochraa, ‏gegesw, ‏طارق صلى, ‏Anisa zayd, ‏بسمة دموع, ‏غرام العيون, ‏Time Out, ‏sleepyprincess, ‏Farahhan00, ‏ريمين, ‏just life, ‏لبنى عايد, ‏رولاممدوح, ‏ريحانة بن, ‏ايمي ايم, ‏ToOoOmy, ‏Mai Medhat, ‏فاطمة زعرور, ‏Berro_87, ‏duaa.jabar, ‏S.F.MOHAMED, ‏ريم سيد, ‏Lolll, ‏Waim, ‏أسيل محمد, ‏•Abeer•, ‏كائن النونا المحبوب*, ‏خفوق انفاس, ‏تواقةة للجنه, ‏حلا هشام, ‏Ayaibrahim, ‏الاميرة..., ‏Moaa17, ‏SORAYA M, ‏وردة ذابلةة, ‏Marwa_gamil, ‏رندوش9, ‏Dodyum, ‏Diego Sando, ‏آلاء الليل, ‏ام علي اياد, ‏alan, ‏Iraqi1989, ‏نونا لبنان, ‏Shadwa.Dy, ‏yasser20, ‏ام الارات, ‏حزينة جدا, ‏هدى هدهد, ‏قمر صفاء, ‏Shammosah, ‏Sa Lma, ‏ابتسامتي دليلي, ‏مطر الصيف, ‏موضى و راكان, ‏ميسى93, ‏ميرو76, ‏لبنى أحمد, ‏ريري المصري, ‏halimayhalima, ‏Shahd141, ‏ريما الشريف, ‏Sarafadoua, ‏ام رفيدة, ‏منالب, ‏دمـوع الـورد, ‏هديل كوريا, ‏zezo1423, ‏Doha Hassan, ‏redrose2014, ‏مهيف ..., ‏سومة111, ‏طوطه, ‏انجلينااااا, ‏نصرة محمد, ‏نسيم الحياه, ‏مالي عزا من دونك, ‏جنغوما, ‏لبنى البلسان, ‏ياسمين الحريرى, ‏كوريناي, ‏د/عين الحياة, ‏زهرة النوبة, ‏لارا لي لي, ‏Amira sedky, ‏Selinn, ‏ايمان122, ‏33Zain, ‏ام معتوق, ‏هشومة, ‏bahija 1981, ‏the earth moon, ‏اديم الروح, ‏بدارة, ‏ميمو٧٧, ‏نسيبةحسن, ‏إيناس, ‏وردة لقلبك

[سلوى١٩٨٤]

في انتظارك يا احلى شموسة 💞💞

[طابعة الحسن]

تسجيل حضور يا جماعة الخير 🤗♥

[Nadoucha11416]

بون سواااغ يا شموسات ،، تسجيل حضور

[Shammosah]

الفصل الحادي والثلاثون


( 1 )




بعد دقائق تطلع التوأمان في بعضهما وهما يسمعان صوت ضيوف يأتي من داخل مكتب والدهما فسأل شامل والدته" من بالداخل؟"
هزت الأخيرة كتفيها وردت" لا أعرف رجل يبدو عليه الوجاهة ومعه شابة حامل "
تبادل التوأمان النظرات المتعجبة ودخلا بينما وقفت بسمة بجوار سوسو وونس بترقب .
بمجرد أن خطى التوأمان لغرفة المكتب اتسعت عيناهما باندهاش فهتف شامل بصدمة " شيرويت !.."
تبعه كامل قائلا بلهجة متحفزة" ما الذي أتى بك إلى هنا ؟!"
ارتبكت الأخيرة ومررت أنظارها بينهما وبين رجل كبير بالعمر ليقول غنيم بلهجة عابسة "صديقتكما ووالدها يسألان عنك يا كامل ويبدو أن الأمر خطير فالبيك متحفز منذ دخوله ولا يرغب حتى في الجلوس "
تكلم الرجل قائلا بلهجة خطرة وهو يتطلع في التوأمين "من منكما ذلك الحقير كامل؟"
تفاجأ كامل بلهجته العدائية فانقلب وجهه ورد بتعالي وهجوم " أنا كامل ولست حقيرا ولا أسمح لك "
بينما تدخل غنيم يقول بانفعال " هل جئت لتشتم ابني في بيتي يا هذا ؟.. أنا لا أسمح لك قل ما تريد بدون مقدمات"
أخرج الرجل مسدسا فجأة من جيبه ووجهه ناحية كامل فشهقت شيرويت بينما اتسعت عيون الواقفين بصدمة ليتحرك شامل ليقف أمام توأمه بحركة تلقائية في نفس الوقت الذي قال كامل للرجل هادرا" ماذا تفعل؟؟"
كان الشرر يتطاير من عيني والد شيرويت وهو يرد بغل "أفعل ما سيفعله أي أب ليغسل عاره أيها الواطي الحقير"
هتفت شيرويت باكية" أبي أرجوك تمالك أعصابك "
هدر كامل بانفعال وهو يحاول أن يبعد شامل من أمامه " اسمع.. أنت رجل كبير وفي بيتي فلا تضطرني لإلقائك بالخارج "
هتف غنيم في ابنه "اسكت يا كامل دعنا نفهم ماذا يحدث"
لم يستجب الأخير بل نظر لشيرويت هادرا " ماذا يحدث يا شيرويت انطقي ؟!"
تدخل شامل ليهدئ والد شيرويت بينما شعر كامل بمن يدخل من باب الغرفة فالتفت ليتفاجأ ببسمة قد دخلت تتطلع في الجميع بعينين ضبابيتين فهتف بلهجة خطرة وقد شعر بالتوتر من الموقف الغريب برمته "اخرجي من هنا"
كانت بسمة تشعر بارتجاف في ساقيها بل إن كلها ينتفض من التوتر وقرون استشعار الأنثى لديها تعمل في اتجاه معين فرفعت ذقنها نحوه تجيب " لا ..لن أخرج فالأمر يخصك ولابد أن أكون موجودة "
تراشقا بالنظرات بينما استمر شامل في تهدئة الرجل قائلا "هلا هدأت وابعدت هذا المسدس وأفهمتنا ماذا حدث فأنت بالتأكيد لم تأت لتقتل شخصا في عقر داره"
أمسك كامل بذراع بسمة بخشونة فهتفت " الموضوع يخصك وأنا لابد أن أعرف يا كامل"
قال من بين أسنانه بخفوت أخرجي يا بسمة وسأخبرك فيما بعد حينما أفهم .. هيا فالرجل في يده مسدسا "
قال غنيم للرجل بلهجة غاضبة مشيرا بعصاه " تفضل يا هذا اجلس وأفهمنا ما تريده قبل أن أطلب لك الشرطة"
دخلت ونس مندفعة من الباب تطلق همهمات صارخة وأسرعت بحضن زوجها وخلفها سوسو فاستدار شامل بحركة دفاعية يولي ظهره للرجل ليبعد ونس عن تهورها ..بينما استدار كامل يقول للرجل بعصبية "ابعد هذا المسدس بيننا نساء وحوامل وتعال في أي مكان في الخارج تريده لنتحدث أنا معك "
لم يكن والد شيرويت غبيا حتى يقتل شخصا في داره مهما كان منفعلا حتى لو كان يريد فعل ذلك .. فتطلع في وجوه النساء المذعورة واخفض مسدسه بينما قال شامل لونس بحزم" اخرجي يا ونس أرجوك "
ظلت متشبثة بعنقه تبكي برفض في الوقت الذي قال غنيم "تكلم من فضلك بسرعة ماذا فعل كامل أنت توتر الجميع بهذا الشكل"
تحرك كامل يسحب ونس من ساعدها بخشونة يبعدها عن شامل نحو باب الغرفة هادرا "النساء تخرج فورا هيا يا بسمة هيا يا أمي.. لا أريد واحدة منكن هنا حتى لا يسوء الوضع "
تبادل النظرات مع بسمة لبضع ثوان سحبت ونس بعدها وخرجت هي وحماتها التي غادرت الغرفة وهي على وشك الانهيار .. فأغلق كامل الباب من الداخل واستدار يقطع المسافة بينه وبين الرجل يهم بالهجوم عليه قائلا "تفضل أنا معك كامل نخلة ماذا تريد بالضبط ؟"
أسرع شامل بمنعه والوقوف حائلا بينه وبين الرجل الذي رفع أنظاره إليه واستشعر شراسته وشعر بالرهبة من طوله فوضع اصبعه على الزناد مستعدا لأي لحظة هجوم رغم أنه قد أخفض المسدس بجانبه .
خارج الباب وقفت الثلاث نساء يسمعن ما يدور من حديث وقد كان الصوت واضحا في الوقت الذي قال الرجل "أنا جمال الراوي وهذه ابنتي شيرويت تعرفها بالطبع وما في بطنها هو ابنك أيها الخسيس "
اتسعت عينا التوأمين في صدمة بينما قال غنيم باستنكار "نعم!!"
اندفع كامل يهم بالانقضاض عليه وقد جن جنونه ليس فقط من خطورة ما يقول لكن وجود والده وبسمة يسمعان ما يحدث أربكه فهدر فيه باستنكار "بم تخرف أنت !!"
وقف شامل أمامه يحجمه من التهور بينما شعرت بسمة في الخارج بتنميل في أطرافها وانفجار في قلبها وتبادلت النظرات المتسعة مع حماتها وونس .
نظر جمال لابنته التي كانت تمسك ببطنها بألم وقال آمرا "تكلمي يا شيرويت "
انفجرت الأخيرة في بكاء حار تشعر بالارتباك والحرج الشديد ليهدر كامل وهو يحاول التخلص من أخيه "انطقي يا شيرويت ما هذا الهراء الذي أسمعه !!"
قالت الأخيرة دون أن تواجه نظرات عينيه "للاسف هذه هي الحقيقة"
كلماتها كانت كالبنزين فوق النار فهدر كامل وهو يحاول دفع شامل يشعر برغبة في ضربها وقد فقد القدرة على التمييز "أية حقيقة !..هل جننت كيف يكون ابني؟!!"
قال جمال بعصبية " كيف تسأل هذا السؤال أيها النذل؟" استدار إليه كامل هاتفا بعدائية "أنا لست نذلا وابنتك تكذب "
قال غنيم لجمال وصدره يعلو ويهبط من الانفعال "اهدأ أرجوك ودعنا نتفاهم "
صرخت شيرويت في كامل بلهجة متألمة " أنا لست كاذبة يا كامل ولا داعي لإذلالي أكثر من ذلك"
تدخل شامل قائلا بعد أن حاول البحث في عقله على كلام يقال ردا على صدمة كهذه "ما هذا الكلام يا شيرويت !! (ونظر لبطنها ) نحن لم نرك منذ مدة وتبدين في مرحلة متقدمة من الحمل"
ردت الأخيرة بلهجة باكية وهي تنزل نظراتها بخزي "حدث في تلك الليلة في الشاليه منذ شهور "
صرخ كامل مذهولا " ما هذا التخريف!.. أنا لم ألمسك (وقلب مقلتيه يضيف باستهجان) هل ستحملين من قبلة !!!"
عبارته كانت كطعنة في قلب غنيم فتطلع في ابنه بعبوس وكطعنة أخرى أشد إيلاما وإذلالا في قلب جمال الواقف يشعر بخزي شديد وهو يستمع لأمر بشع كهذا .. أما بسمة فوضعت يدها على فمها تكتم صرخة.
شعرت سوسو بالدوار فأسندتها ونس إلى مقعد قريب من الباب بينما جاء صوت كامل مضيفا بتأكيد " كل ما كان بيننا هو قبلة واحدة "
ردت شيرويت من بين دموعها تدافع عن نفسها " كامل أنت كنت سكران"
رد الأخير مدافعا عن نفسه " من قال هذا؟!! .. ليس لأني شربت بعض الكؤوس فيعني أني كنت مغيبا.. أنا أعرف ماذا أقول بالضبط"
لم تستطع ساقا غنيم أن تحملاه أكثر من ذلك والألم يزداد في رأسه فجلس على أقرب مقعد بينما تدخل شامل قائلا وهو يمارس أقصى درجات ضبط النفس "اسمعي يا شيرويت ..ما تقولينه غريب جدا ..أنا وبقية الشلة كنا معكما كيف حدث ذلك؟!! "
ردت شيرويت " حدث بعد أن نام الجميع جاءني في غرفتي وبعد عدة ساعات استيقظت ولم أجده"
صرخ كامل بانفعال " هذا الكلام لم يحدث أنا نمت ليلتها مع شامل في نفس الغرفة "
رد شامل مؤيدا " هذا بالفعل ما حدث ويومها تشاجرنا أنا وهو على السرير لأنه كان لا يكفي إلا لفرد واحد وانتهى بنا الأمر كل منا أدار ظهره للأخر ونام على طرف السرير "
شعرت شيرويت بالغيظ فردت بإصرار "قلت لكم جاءني الغرفة بعد أن خلد الجميع للنوم"
استمر كامل على كلامه يقول بإصرار مماثل " وأنا قلت هذا كذب ولم يحدث أبدا"
هتف جمال بعصبية " ألم تكن مخمورا ؟..كيف تجزم بأنه كذب !!"
استدار إليه كامل قائلا بمقارعة " ابنتك أيضا كانت مخمورة لماذا تصدقها حينما تقول أني من فعل بها هذا .. أنا شربت بضع كؤوس ولكني لم أصل لمرحلة السُكر وأعرف ما أقوله بالضبط "
دفنت شيرويت وجهها في كفيها بخزي بعد أن قالت "بل كنت أنت يا كامل أنا لا أكذب "
تدخل شامل قائلا وقد شعر بالشفقة عليها "أنت لا تكذبين يا شيرويت لكنك كنت في حالة غريبة ليلتها ..أنا رأيتك أكثر من مرة قبلها تحتسين الخمر لكن يومها كنتِ في حالة غريبة من الانتشاء والجنون وعلى ما أذكر احداهن ذكرت ضاحكة بأنها قد اعطتك حبة من تلك الحبوب الخاصة بالهلوسة"
وقف كامل يطالع شيرويت وصدره يعلو ويهبط من الانفعال بينما رفعت شيرويت رأسها إلى شامل تجيب "لكني متأكدة أن كامل من جاءني بالغرفة"
هتف فيها شامل مغتاظا من إصرارها " ولماذا لست أنا ؟!!.. لماذا شككت في كامل بالذات وليس أنا ؟!"
ردت شيرويت " لأنني أستطيع التفريق بينكما"
قال شامل مقارعا " هذا وأنتِ في وعيك وحينما تريننا بجوار بعضنا ..أنا أذكر كلام سابق لك عن هذا الامر أمام الشلة ..لكن تلك الليلة أنت كنت فاقدة للتركيز حتى أنك .. (ونظر لوالدها وتنحنح يضيف ببعض المواربة) حتى أنك حاولت معي في الشرفة فعل أشياء أنت تعرفينها جيدا لن أذكرها أمام الجميع هل تذكرين هذا الأمر؟"
ردت شيرويت معترفة بخزي وهي تشيح بنظراتها عن الواقفين " أجل أذكر أني أخطأت واعتقدتك لوهلة كامل ثم نبهتني أنت لكن هذا لا يعني بأني لن أستطيع أن افرق كامل عن شخص أخر "
ضرب كامل كفا بكف يحاول أن يلجم رغبة في داخله لخنقها وقال " لا حول ولا قوة إلا بالله "
تدخل غنيم يسألها " ومادام ابني قد فعل ما فعل فلماذا سكتِّ كل هذا الوقت؟"
أسرع كامل بالقول " انها تتبلى عليّ يا أبي ..ربما والد الطفل لم يعترف به فتحاول الصاقه بي "
ردت شيرويت بانفعال " هذا غير صحيح أبدا ..أنا لم أكتشف أني حامل إلا بعد فترة فحاولت الاتصال بك فلم ترد عليّ ثم حظرت رقمي "
قال كامل بشراسة " هذا حدث منذ ثلاثة شهور تقريبا كنت قد خطبت وأنت كنت تلحين في الاتصال وقد أخبرتك قبلها بأربعة أشهر بعد آخر سفرة لي أنا وأخي مع الشلة بأنني لا أنوي الزواج منك"
ردت شيرويت موضحة " حين حظرت رقمي لم أعرف ماذا أفعل حاولت أن أقوم بعملية اجهاض لكني خفت أن يكتشف والدي الأمر أو يقوم بها طبيب غير مهني فسافرت لتركيا لأن هناك يقومون بعمليات الاجهاض بشكل قانوني وأخبرت أبي أني في رحلة مع صديقاتي.. وهناك في تركيا اكتشفت بأني في الشهر الرابع ورفضوا أن يقوموا بإجهاضي"
قال كامل باستهجان " هل تريدين أن تفهميني أنك كامرأة كنت حامل حتى الشهر الرابع بدون أن تعرفي أو تشكي .. هناك علامات لذلك أنت تعرفينها جيدا "
أجابت شيرويت من بين دموعها " لا لم أشك صدقني .. كنت أتبع وقتها حمية غذائية واستخدم نوعا جديدا من أقراص إنقاص الوزن فظننت بأنها هي السبب في ألا تأتيني عادتي الشهرية لأن صديقة لي كانت قد أخبرتني بالأثار الجانبية للدواء ( وبدأت النحيب مضيفة) حينما ذهبت لتركيا ورفضوا الاجهاض حاولت أن اتصل بك من هناك لكنك لم ترد "
عبس مفكرا ولم يعترف أمامهم بأنه قد تلقى بالفعل مكالمتين فائتتين من رقمين مختلفين من تركيا لكنه لم يلحق للرد وتجاهل الأمر بعدها بينما أكملت شيرويت" ثم علمت من صديقاتي هنا بعدها بأنك قد تزوجت فلم أعرف ماذا أفعل .. كنت وحيدة ولا أعرف أحد وظللت أهرب من كل من أعرفهم في تركيا .. ( وصمتت لحظة تتطلع في وجهه ثم قالت بألم شديد ) أنا لست ساقطة يا كامل ..ولا أخطط لأن أخطفك من زوجتك .. أنا قررت أن أعرض ابني للتبني في تركيا بمجرد أن ألده لهذا كنت أتحجج لأبي حتى لا أعود الحجة تلو الأخرى حتى فاجأني بزيارته لي في تركيا .. ( وتطلعت في وجه والدها المسود من العار والألم ثم أضافت قبل أن تعود لدفن وجهها في كفيها ) أنا آسفة للجميع.. آسفة يا أبي أني وضعتك في هذا الموقف ..أنا لست ساقطة صدقوني هذه كانت المرة الأولى التي خرجت فيها عن السيطرة على نفسي ربما بسبب مفعول تلك الحبة مع الخمر"
ساد صمت كئيب حائر وتطلع شامل وكامل في بعضهما ولم يعرف كامل ماذا يقول ليهتف جمال قاطعا ذلك الصمت بلهجة مهددة " اسمع أنا سمعتي ستتدمر بين الناس وفضيحتي ستكون مدوية وهذا الموضوع لابد أن نتصرف فيه "
سحب كامل نفسا عميقا يحاول أن يتفهم وضع والدها حتى لا يهجم عليه فغضب عظيم كان يسيطر عليه اللحظة ليتقبض بقوة إلى جانبيه ويقول بصوت بذل مجهودا حتى يكون أقل حدة " اسمعي يا شيرويت اسمع يا بيك أنا لست والد هذا الطفل.. ولست صغيرا حتى أعاشر امرأة دون أن أعي"
قاطعته بإصرار" صدقني كنت أنت "
أكمل كامل حديثه بلهجة أشد حدة وهو يطالعها بعينين تقذفان الشرر" ومع هذا سأقوم بتحليل dna يا شيرويت رغم ثقتي فيما أقوله"
هتف شامل "وأنا أيضا"
تطلع الجميع فيه بذهول بينما وضعت ونس يدها على فمها تنظر لحماتها باتساع عينيها ليوضح شامل في الداخل للواقفين " أجل سأفعله فشيرويت مصرة على أنها رأت كامل معها في غرفتها وأخطأت قبلها بيننا وبصراحة لست مستعدا لأن يتم الشك فيّ بعد تبرئة كامل لهذا علينا أن ننتهي من هذا الأمر مرة واحدة "
تكلم جمال مضيفا بإصرار" وحينما تظهر النتيجة إن شاء الله هذا الموضوع لابد أن يتم احتواءه بسرعة وبسرية تامة حتى لا تتعقد الأمور ( وأضاف بلهجة مهددة ) أنتم لا تعرفون ما الذي استطيع أن أفعله إن فضح أمرنا"
هتف غنيم بلهجة محذرة " لا تهددنا يا حضرة في بيتنا نحن لسنا أولاد شوارع"
تكلم كامل بلهجة خطرة موجها حديثه لجمال "إن كان ما في بطن ابنتك من صلبي فسأفعل ما يمليه عليّ ضميري يا بك بدون تهديد .. وأكررها للمرة الألف .. لم أفعلها "
أطرقت شيرويت برأسها تشعر بالذل والإهانة ولم تعرف كيف وصل بها الأمر إلى هذا الحال .. صحيح كانت تعيش حياة منفتحة منذ طلاقها لكنها لم تقم أبدا بعلاقة غير شرعية مع أي رجل .. حتى دخل كامل حياتها وانجذبت له فقررت أن ترمي شباكها عليه وأخذت تنفذ وصايا صاحباتها فأغوته حتى قبلها في يوم سابق لتلك السهرة رغم أنه كان صريحا معها بأنه لا يفكر بالارتباط ومع هذا كانت تأمل في أن تنجح في تغيير رأيه ..
أما تلك الليلة فالأمور خرجت عن سيطرتها تماما خاصة حينما شعرت بالحزن لتجنبه لها طوال السهرة فشربت الكثير من الخمر وجربت لأول مرة حبة أعطتها لها صديقتها أخبرتها بأنها ستزيل عنها شعورها بالحزن وتشعرها بالسعادة .. وحينما دخل عليها كامل في تلك الليلة في غرفتها استسلمت بفرحة له تحت تأثير حالتها.
تطلعت في والدها الذي تشعر بقهره وهامته التي عفرتها بالتراب وأيقنت بأن ما وصلت إليه لحظتها هو عقابها بعد أن تركت البيت وقررت الاستقلال بحياتها في وقت سابق تعاقب والدها على اجبارها على زيجة سابقة رأت فيها العذاب وتمنت الموت كما تتمناه منذ اللحظة التي علمت فيها بأنها حامل وبأن كامل يتنصل منها .
سأل جمال كامل "متى ستقوم بهذا التحليل؟"
رد كامل باقتضاب "غدا صباحا سأتصل بك"
أخرج جمال بطاقة عمل يعطيها لغنيم قائلا "لقاءنا القادم سيكون في حضور المحامي الخاص بي"
رد غنيم الذي يعاني صداعا شديدا بسبب الانفعال " وسيكون محامينا حاضرا أيضا إن شاء الله"
تحرك جمال مغادرا وهو يقول "هيا شيرويت"
كفكفت دموعها وأحنت رأسها شاعرة بالصغر وتحركت من أمام أنظار كامل الناريتين التي تقذفها بالشرر وخرجت .. فوقفت بسمة مكتفة ذراعيها تنظر لشيرويت بوجه جامد وهي تخرج من باب غرفة المكتب ..لتسرع الأخرى باختراق بهو الفيلا هاربة تلاها والدها الذي مر من أمام سوسو وونس الملتصقتين ببعضهما وغادر في صمت .
وقفت بسمة على باب الغرفة المفتوح تتطلع في الرجال الثلاثة .. كامل ينظر لوالده متقبضا بينما غنيم يقف مستندا على عصاه مطرق الرأس في حزن في الوقت الذي كان شامل يراقب المشهد بتوجس .. لم تجرؤ على الدخول ووقفت تتطلع في المشهد من بعيد وهي ترتجف من الصدمة .
تكلم غنيم بعد فترة من الصمت بلهجة آسفة "يا خيبة أملي فيكما يا خيبة أملي .. كنت معتقدا بأني على الأقل ربيتكما على تجنب الحرام كنت صابرا على لهوكما وعدم زواجكما حتى سن الرابعة والثلاثون مقدرا للفترة الصعبة التي عشناها كلنا أثناء الحرب .. دوما كنت أخبر نفسي (لا تخاف عليهما يا غنيم لقد ربيتهما على عدم ارتكاب المعاصي)"
تدخل شامل قائلا "يا أبي كامل لم يفعلها أنا متأكد"
نظر غنيم لشامل يقول بلهجة غاضبة "أنت تصمت ولا تتحدث .. لم أتوقع أبدا أن يصل بكما الحال لشرب الخمر ومعاشرة النساء "
تكلم كامل بسرعة " أبي من فضلك أخرج شامل من القصة فهو أبدا لم يتجاوز الخطوط الحمراء مع النساء وقصة الخمر كانت مرة وحيدة وأنا من ألحيت عليه يومها على سبيل التجربة ولم نكررها أقسم لك بالله أننا كنا فقط نجربه .. أما أنا فلن أنكر بأني كنت أتجاوز في بعض الحدود بقبلة أو لمسة لكن أقسم بالله العظيم لم أتخط أبدا هذا الحد مع أي امرأة ..ولم اصحب انثى إلى فراشي إلا في الحلال "
رفع غنيم عصاه ولكزه بها في صدره وهو يقول من بين أسنانه" لكنك كنت سكرانا يا بيك والبنت أكيدة من أنه أنت كيف لا تشك في نفسك "
هدر كامل بانفعال " أنا لست طفلا يا أبي فبعيدا عن كوني لم أكن سكرانا لدرجة غياب العقل وأني متأكد أني نمت بجوار شامل تلك الليلة حتى الصباح فلست غرا حتى لا أعرف إن كنت قد عاشرت امرأة تلك اللية أم لا"
قال غنيم وهو يحدجه شذرا " لا تحاول التبرير ..عموما هذا التحليل اللعين سيوضح كل شيء ..وحتى يظهر لا تريني وجهك "
أعاد العصا للأرض بعصبية واستند عليها فخانته أعصابه وكاد أن يسقط .. ليسرع ولداه بالإمساك به بينما شامل يهتف مذعورا "أبي!"
××××


يتبع

[Shammosah]

(2)


بعد ساعتين

خرج شامل من غرفة والديه يفسح الطريق للطبيب قائلا تفضل يا دكتور شكرا لك (وقال لبسمة وونس الواقفتين بترقب قبل أن يتحرك ليوصله للخارج ) ضغطه ارتفع "

بينما قال غنيم في الغرفة بضيق حينما لمح كامل بالقرب من الباب "أخرج من الغرفة لا أريد أن أرى وجهك"

قالت سوسو بعينين دامعتين وهي تجلس بجواره وتربت على صدره "أرجوك يا غنيم لا تنفعل واسترح كما قال الطبيب "

رد الأخير وهو يغمض عينيه "أخرجيه من الغرفة إذن "

تحرك كامل مغادرا يشعر بالغضب فلمح بسمة تصعد للطابق العلوي بخطوات عصبية لكنه لم يلحق بها بل خرج مغادرا للفيلا يرغب في الاختلاء بنفسه لبعض الوقت ليستوعب ما حدث .. بينما وقفت ونس وحيدة تعاني من الصدمة .

في الدور العلوي دخلت بسمة غرفتها واقتربت لتجلس على السرير .. فاستندت بمرفقيها على فخذيها وأمسكت برأسها وجسدها لا يزال ينتفض وكأن هزة أرضية قد اصابت حياتها فجأة ..

هل من الممكن أن يكون كامل قد فعلها تحت تأثير الخمر؟..

ماذا يعني هذا؟ .. أن لديه طفلا قادما؟ .. طفل من امرأة أخرى ؟!!.

تذكرت فجأة بأنها لم تصحح له تلك المعلومة الخاطئة عنها بأنها لا تنجب .. لقد حدثت الكثير من الأمور بعدها ونسيت أن تخبره بالحقيقة ربما لأنها ليست حقيقة .

ماذا سيحدث الآن؟ .. هل سيتزوج من تلك المرأة حتى ينسب الطفل له ؟..

وهل ستعيش هذه التجربة مرة أخرى ؟!..

انتفضت واقفة برفض شديد فهي لا تقبل بأن يكون لها ضرة .. ولن تكرر الخوض في تجربة مُرة كهذه مرة أخرى ..

فانخلع قلبها وهي تفكر فيما يعنيه كلامها هذا ..

هل ستترك كامل ؟؟!!

انهار جسدها على السرير لتجلس من جديد وتقارع نفسها ؟؟ ..(الوضع هذه المرة مختلف يا بسمة ..) صحيح وجعه أصعب ونار الغيرة ستنهشها لكن الوضع هذه المرة مختلف .. فكامل يحبها هذا ما هي متأكدة منه وهي تحبه ..وتلك المرأة دخيلة هي وابنها على حياتهما ..

عادت لتأخذها الأفكار لناحية أخرى .. هل من الممكن أن تميل مشاعر كامل لتلك المرأة إذا ما كان الطفل ابنه فعلا لاعتقاده بأنها لا تنجب وهو يحب الأطفال ؟..

إن حدث ذلك لن تتحمل هذا الألم أبدا .. مُر الخذلان من كامل بالذات لن تتحمله.

تطلعت حولها في الغرفة بنظرات ذاهلة .. ماذا تفعل في هذه المصيبة؟ ..

أسرعت بالإمساك بهاتفها لتتصل بمليكة قبل أن تتجمد أصابعها وهي تفكر في أن مليكة خارج نطاق حياتها الآن فانتابها شعور قوي بالخوف من القادم لتضع الهاتف في حجرها وتجهش بالبكاء .

××××

وقف كامل بجوار سيارته على الطريق يشاهد الصحراء المترامية الأطراف أمامه .. تسيطر عليه حالة من الغضب الشديد .. ليس فقط من شيرويت ولكن من نفسه أيضا ..

لأول مرة يشعر بهذا الغضب من نفسه .. رغم إصراره على أنه لم يفعلها لكن احتساءه للخمر تلك الليلة يشعره ببعض الارتباك والشك حتى لو كان ضعيفا فهو يظل شكا ..

كان الأمر لحظتها مجرد مغامرة .. رغبة في تجربة شيء ممنوع .. أو رغبة في شعور سيرضي غروره الذكوري بأنه قد فعلها .. ووعد نفسه بتأنيب من ضميره ألا يكررها رغم إعجابه بالتجربة لكنه اتفق مع شامل بأنها كانت مغامرة وانتهت .. ولم يكن يدري بأنها ستطارده يوما .

ما يسيطر عليه هو الصدمة .. الذهول .. أو شيء أقوى من ذلك بكثير.. فخاطرة أن يأتيه طفل من الحرام خاطرة ضربته في مقتل .. أمر يشعره بالاشمئزاز من نفسه رغم أن الله وحده يعلم كم قاوم هو حتى لا يستسلم خاصة وهو يعيش في مجتمع مفتوح في علاقاته .

شعر بالخزي الشديد فلو كان قد فعلها حقا وأتى هذا الولد إلى الدنيا من الحرام لن يسامح نفسه أبدا .. الأمر عظيم .. أمر فاق كل صدمة ألمت به في حياته.. فاق حتى فجيعة فقدانه لأصحابه في الحرب وفراقه لبلده .

رن هاتفه فأخرجه من جيبه يتطلع فيه ثم رد بعد أن أجلى صوته" نعم مفرح"

جاءه صوت الأخير قائلا" صدمت بما سمعته بصراحة.. هل أنت بخير؟ "

غمغم كامل وهو يمسك بين عينيه بإجهاد شعر به فجأة وكأن الذنب أثقل كاهله" هل أخبرك شامل؟"

أجاب مفرح موضحا " اتصل بي ليعتذر بأنه لن يستطيع القدوم الليلة لمرض والدك وحين قلقت من نبرة صوته أخبرني لكنه متأكد من أنك لم تفعلها "

نظر كامل في الصحراء أمامه وغمغم "الحقيقة أنا أيضا متأكد لكني .."

صمت فأكمل له مفرح " تخشى أن تكون قد فعلتها بدون أن تدري "

بلع كامل ريقه واعترف قائلا " نعم للأسف "

سحب مفرح نفسا عميقا ولم يعرف ماذا يقول فغمغم "خيرا إن شاء الله ( ثم سأله ) وكيف حال بسمة طمئنني عليها ؟..لا أريد أن اتحدث معها في هذا الأمر فالأمر حساس"

حين سماعه لاسمها انتابه شعور بالخوف من أن يفقدها فقال لصاحبه" لا أعرف بعد.. فقد تركت البيت لأختلي بنفسي قليلا واستوعب الصدمة "

ساد بعض الصمت قبل أن يسأله كامل" كيف حال والدك ؟"

رد مفرح وقد بدا صوته شديد الإرهاق" لا يزال تحت الملاحظة أتمنى أن يتحسن غدا "

سأل كامل " وأم أدهم ؟.. لقد حاولنا زيارتها اليوم فعلمنا بأن الزيارة ممنوعة "

رد مفرح موضحا " طبيبتها تقول بأنها تعاني من الصدمة لمعرفتها بما فعلت (وتحشرج صوته مضيفا ) إنها تسير وهي نائمة بدون أن تعي "

اتسعت عينا كامل وقال " يا إلهي هل تفعل ذلك وهي نائمة!"

أجاب مفرح بلهجة متألمة " للأسف نعم ..لازلتُ غير مستوعب لكن هذا ما فهمته بعد شرح طويل من الطبيبة عن الحالة "

سأله كامل بعدم تصديق " وهل تأكدتم من أنها هي ذلك الملثم ؟"

زفر مفرح بقوة ورد " نعم .. كل الدلائل تشير لأنها هي الفاعلة.. فبعيدا عن الدلائل الملموسة التي وجدناها وقت الحادث لقد راجعنا الأيام التي كنتُ فيها في العاصمة وتواقيت ظهور الملثم ووجدناها متطابقة لمبيتها في بيت أهلها .. ويبدو أن وجودها في غرفة ابنتها كان يضغط عليها نفسيا.. المهم أننا تكتمنا على الخبر .. أهلها يرغبون في تعويض أهل البلدة بطريقة غير مباشرة وأنا أيضا أنوي أن أشارك معهم فيما سيستقرون على فعله فهي زوجتي "

شعر كامل بالأسف الشديد وتكلم مواسيا" لا أعرف ما هذا الذي نحن نعانيه .. لكن اسأل الله أن يرفع عنا البلاء .."

قال مفرح " اللهم آمين .. إذا استقرت حالة أبي غدا سأزور مليكة إن شاء الله ادع لي فأنا أشعر بارتباك شديد وكلما خطرت لي فكرة أني سأقابلها وهي على هذه الحالة ينفطر قلبي وأشعر بأني سأنهار "

قال كامل مشجعا " كان الله في عونك يا مفرح .. أنت انسان طيب وخلوق ومستقيم وربك لن يخذلك أبدا "

قال الأخر بمحبة خالصة " أنت أيضا يا كامل ربك لن يخذلك "

شعر كامل بوخز في ضميره فأشاح بأنظاره وهو يقول " الآن أشعر بأنه يعاقبني "

قال مفرح مشجعا " لا تقل هذا .. صحيح عليك بالتوبة والاستغفار لكني أثق بأن الله رحيم بعباده إن شاء الله سنمر من هذه المحنة كلنا .. إن شاء الله "

قالها وكأنه يخبر بها نفسه فأحس كامل بالتأثر خاصة وهو يعلم بمصاب مفرح الكبير فقال بحشرجة" ونعم بالله"

قال مفرح مودعا "من منا يجد لديه جديدا يتصل بالأخر سلام "

قالها وأغلق الخط فتطلع كامل في الصحراء الممتدة أمامه وألح عليه سؤال أرعبه..

ما سيكون رد فعل بسمة على ما حدث ؟

××××

دخل شامل غرفته ليجد ونس تجلس على السرير وتبكي بانهيار فتعجب من حالتها ..

اقترب من السرير يقول بجزع" ما بك يا ونس لماذا هذه الحالة ؟!!"

نامت على جنبها وأولته ظهرها مستمرة في نحيبها فتمدد شامل يحضنها من الخلف قائلا بحنان "لماذا تبكين ونوس أجيبيني ؟"

استدارت إليه واعتدلت لتجلس وببعض الإشارات التي بات يفهمها سألته" ماذا فعلت مع هذه المرأة بالضبط ؟"

رد بلهجة هادئة صريحة" هي حاولت تقبيلي ظنا منها بأني كامل ونبهتها وانتهى الأمر "

عادت لنحيبها من جديد فتأمل شامل حالتها التي يعتقد بأنها بدأت منذ أن علمت بموضوع مليكة ربما لهشاشتها الداخلية التي يعرفها رغم اللامبالاة التي تظهرها دوما والتي توحي لمن حولها بأنها لا تعبأ بشيء إلا أنه يستطيع أن يخترق تلك القشرة ليرى لبا شديد الحساسية والتطرف في أمور الحب والكره .. والحقيقة رغم أنه لاحظ ارتباطها بمليكة منذ البداية ولاحظ تواصلهما على الواتساب صباح كل يوم .. لكنه لم يتوقع أن تنهار ونس بهذه الطريقة ..

قال مواسيا وهو يأخذ رأسها لتنام على صدره" كل شيء سيكون بخير ونوس "

رفعت رأسها بعصبية وأخرجت الدفتر من جيبها تكتب" ماذا لو كان هذا الطفل ابنك ؟"

اتسعت عينا شامل ..فأسرعت بالكتابة" أنا لن أسمح لأحد بأخذك مني حتى لو كنت أم غير كفء وفاشلة في النطق وهبلاء "

كتبت ذلك ثم انفجرت في البكاء فأسرع شامل باحتوائها بين ذراعيه مصدوما وأخذ يردد "ونس ..ما بك جنيتي؟.. من أين أتيت بهذا الكلام الغريب؟!! .. أولا أنا ليس لي أية علاقة بموضوع شيرويت لكني أردت أن أقطع الشك باليقين فمادامت مصرة على ما يخيل لها ربما حاولت اتهامي بشيء بعد ظهور نتيجة كامل .. ثانيا موضوع أن امرأة أخرى ستأخذني منك وبأنك أم غير كفء وهذا التخريف الذي قلتيه فلن أحاسبك عليه الآن"

ابتعدت عنه فجأة والتقطت الدفتر من حجرها تكتب "أريد أن أزور أبي .. أشتاق لغرفتي القديمة ..أريد أن أكون وحدي "

قرأ شامل ما كتبت ثم قال مهدئا "حاضر إن شاء الله سنزوره "

اسرعت بالكتابة ثم رفعت الدفتر أمام وجهه كيافطة فاتسعت عينا شامل وهتف باستنكار" نعم .. تريدين السفر الآن !!"

××××

بعد ساعة

بعد أن اطمأن على والده من سوسو أسرع كامل يصعد درجات السلم نحو جناحه ليطمئن على بسمة التي اتصل بها أكثر من مرة ولم ترد .

لم يكن يعرف ماذا سيقول لها ولا كيف استقبلت هي الخبر .. فانتابه ذلك الشعور الذي وصفه له مفرح حينما أخبره بأنه لا يعرف كيف يواجه زوجته وماذا يفعل معها ..

ورغم اختلاف الحالتين لكنه تفهم لحظتها شعور صديقه جيدا.

فتح باب الجناح فلم يجدها .. دخل بضع خطوات ينادي عليها فوجد الحمام خاليا .. فسقط قلبه بين قدميه وجف حلقه ليخرج نحو السلم ينادي من الدور العلوي" زيلا زيلا"

خرجت إليه الأخيرة من المطبخ ترفع إليه رأسها بتساؤل فسألها بالإنجليزية" هل رأيت بسمة ؟"

هزت رأسها نافية قبل أن تقترب سوسو تسأله باندهاش "لماذا تصيح يا كامل؟"

سألها كامل "هل رأيت بسمة يا أمي؟"

ردت الأخيرة "لا لم تنزل منذ أن صعدت للدور العلوي"

عقد حاجبيه وبدأت الأفكار المرعبة تأكل في رأسه متسائلا .. هل من الممكن أن تكون قد ذهبت لأي مكان !!.. أو تهورت وقررت العودة لبلدتها ؟؟

الخوف بداخله تحول لحالة من الغضب وقد اصابت الخاطرة غروره وقلبه في مقتل .. فتحرك يبحث كالمجنون في غرفة الألعاب واتصل بشامل يسأله إن كانت بسمة مع ونس فأخبره بأنه مع ونس في جناحهما ولم يريا بسمة .. ليهرول كامل نحو الغرف في الناحية الأخرى وهو يتصل بهاتفها فانتبه لصوته يرن.

عند الغرفة التي باتت فيها والدتها فتح بابها بسرعة فوجد الهاتف يرن على السرير وبسمة تقف في الشرفة تولي ظهرها للباب محدقة في شمس الغروب أمامها .

تنفس الصعداء وسحب نفسا عميقا إلى صدره ليهدئ من ضربات قلبه المجنونة ثم تحرك يقطع الغرفة بساقيه الطويلين وفتح باب الشرفة الزجاجي الجرار بعنف فانتفضت بسمة واستدارت وهي تمسح عنها دموعها قائلة ببعض الحدة" ماذا هناك؟ افزعتني"

سألها بلهجة منزعجة يداري شعوره السابق بالخوف " لماذا تقفين هنا في هذه الغرفة ؟"

قالت بحشرجة " أريد أن أكون وحدي يا كامل من فضلك ؟"

سحبها من ذراعها لتدخل الغرفة وأغلق الباب فوقفت أمامه تداري شعورها بالألم الشديد وترفع إليه ذقنها بكبرياء مجروح .

ساد الصمت بينهما لبرهة من الوقت وكلاهما يحدق في الأخر .. يبحث عن عبارات مناسبة وسط زخم من المشاعر المربكة .. يستجدي منه الدعم والمواساة .. ويفكر في نفس الوقت كيف يدعمه ويؤازره .

كانت العيون تدقق

والقلوب تتفاهم

والعقول تتحاور..

بينما الكرامة تحاول أن تقيم حائطا صدا .

سألها كامل وهو يقف أمامها متحفزا وقد عاوده الشعور بالخوف من أن تقرر مغادرة البيت" هل تصدقين ما أقوله؟"

راوغت تقول بلهجة متألمة وهي تضع يدها على قلبها" لماذا عليّ أن أعيش هذا الوجع مرتين "

عقد حاجبيه وسألها متحفزا "أي وجع؟"

هتفت بعصبية " وجع المنافسة مع أخرى .. وجع أني لست الأولى وهناك من سبقتني وخطفت مني من أملكه"

صرخ فيها يقول " أنت الأولى بالنسبة لي الأولى والأخيرة .. وأنا الوحيد الذي تملكيه.. لهذا أرفض أن تقارني علاقتك بي بعلاقتك السابقة "

ردت عليه بصلابة " رفضت أو وافقت هذا جزء من تاريخ بسمة "

قال بشراسة وهو يقبض على ذراعها " هذا التاريخ عليك أن تمحيه تماما "

أفلتت ذراعها منه وابتعدت خطوة للخلف تقول بلهجة باكية " ليتني استطيع أن أفعلها .. ليتني أستطيع أن أمحو ذاكرتي القديمة .. أتظن الأمر قابل للتنفيذ؟.. ( وصمتت قليلا تتطلع في ملامحه المتحفزة بعينيها الزرقاوين ثم أضافت ) أتعرف ..بعد تجربتي السابقة وبعد ما مررت به دخلت في فترة مخاض .. تقوقعت على نفسي في شرنقة .. مدفوعة برغبة قوية في البحث عن ذاتي.. عن هويتي.. وبدخولك أنت في حياتي سرّعت من خروجي من هذه الشرنقة .. عجلت من ولادتي فولدت من جديد .. بسمة التي تراها أمامك .. ولدت من جديد حينما عرفتك يا كامل .. لكني لازلت أحمل في مؤخرة رأسي حياتي السابقة ..هذا أمر لن استطيع أن أفعل فيه شيئا.. ولهذا الألم حينما يتكرر يكون أشد .. وهذه المرة ليست كالمرة السابقة "

كان قبل أن تضيف عبارتها الأخيرة قد بدأ يهدأ ويطمئن لكن حينما سمع العبارة استشاط غضبا فصاح بعصبية " المرة السابقة.. المرة السابقة ..أنت مصرة على أن تقارنيني بغيري ..لماذا لا أقارنك أنا أيضا بزوجتي السابقة؟"

ردت بصلابة " لأنك ببساطة لم تخرج من العلاقة متألما محسورا مقهورا ..وحينما يتكرر الوجع يكون ..."

هجم عليها يمسك بكلا ذراعيها قائلا بلهجة غاضبة معذبة " أنت تريدين قتلي.. تصرين على ذلك حينما تفصحين عن معاناتك السابقة ..وحينما تتحدثين عن رجل أخر أمامي .. أقسم بالله تنتابني أحيانا رغبة قوية في قتله"

حاولت أن تحرر ذراعيها منه لكنها فشلت فرفعت وجهها إليه تقول صارخة " هلا خرجت من دائرة غرورك وغيرتك قليلا يا كامل وشعرت بي ..(وأضافت بصوت يخنقه البكاء ) فللأسف مليكة ليست متاحة حتى أتحدث معها "

تألُمها يؤلم قلبه خاصة حينما يكون هو السبب حتى لو لم يكن متعمدا لذلك.. فمال بوجهه يلصق جبينه بجبينها ويحدق في عينيها قائلا بحرارة وشراسة وألم "ما تطلبيه مني صعب .. بل شديد الصعوبة.. لا أتحمل أن اسمعك تتحدثين عن وجعك من علاقة سابقة .. الأمر شديد الصعوبة عليّ يا باسمة أنا بالكاد أحارب شياطيني .. وما تقوليه يزيد من فوران الدم في رأسي.. ومع هذا أكررها لك هذه المرة الوضع مختلف تماما"

تقافز قلبها في صدرها مصرا على أن يسيطر على الأمور بينهما .. وشعرت بنفسها ستضيع في مدار كامل نخلة كالعادة فقاومت ذلك بقوة وتملصت منه حتى تحررت ثم قالت بلهجة متألمة " صدقت أن الوضع هذه المرة مختلف فعلا .. فالألم أقوى وأشد وأنت السبب ..(وأضافت بحرقة قلب) أنت من سمحت لي بامتلاكك يا كامل .. كنتُ فاقدة للأمل في ذلك .. لكنك .. وعدتني بـ(كامل نخلة) لي وحدي"

رد بخفوت متأثر "هو لك ..في قبضة يدك"

أشاحت بوجهها حتى لا يضعفها بطريقته وقالت " منذ عدة ساعات اكتشفت غير ذلك "

سألها بلهجة عاتبة معذبة "باسمة ..هل تثقين بي وبما أقول بأنني لم أفعلها ؟.. ردي على السؤال بصراحة"

مسحت بخشونة دمعة انهمرت على خدها ووقفت تحضن نفسها وهي ترد مشيحة بوجهها عنه "أصدق بأنك لم تفعلها في وعيك "

أطرق كامل برأسه في صمت ووقف متخصرا يشعر بالراحة لتصديقها له ويشعر بالألم لحالتها .. وبالخوف مما قد تتخذه من قرارات .. ثم عاد يرفع رأسه فوجدها تتأمله بعينين زرقاوين متألمتين .

سألها بخفوت "والآن فيم تفكرين ؟"

ردت بكبرياء مزيف تخفي خلفه ارتجافها " لا أعرف أنا مرتبكة وأشعر برغبة في الجلوس وحدي"

قال متعجبا " ما الداعي ..ما دمت تصدقيني يا باسمة"

ردت بهدوء وهي لا تنظر إليه "هذا لا ينفي بأن هناك نسبة ولو ضعيفة أن يكون الطفل ابنك لو حدث ذلك ماذا سأفعل أنا؟"

سألها متحفزا للإجابة "ماذا ستفعلين؟"

نظرت إليه تقول باستنكار " هل تتوقع أنني سأقبل بأن تكون لي ضرة؟.. أن تشاركني فيك امرأة أخرى؟! .. لم أقبلها من قبل ومعك أنت بالذات لن أطيقها"

اقترب منها وعاد ليقبض على ذراعيها من جديد ويميل عليها بوجهه قائلا بلهجة حارة " من قال بأن هناك من قد تشاركك فيّ.. كل شيء في كامل أنت تملكينه "

كان يبتلعها في مداره بقوة أكبر هذه المرة فحاولت التملص بينما هو يضيف بحشرجة عاطفية " وستظلين تملكين كل ما في كامل .. عقله ..وقلبه ..وجسده كل شيء ملك لك"

غمغمت بضعف "ابتعد يا كامل"

قال بلهجة أكثر عملية " يا غبية لو حدث وعاقبني الله بأن كان هذا الطفل ابني ستكون الإجراءات شكلية فقط من أجل الطفل .. هي لا تعنيني في شيء .. بل إن ما حدث يشعرني بالقرف منها .. "

ضيقت عينيها تسأله " ماذا تعني بـ( إجراءات شكلية) ستتزوجها من أجل أن يعيش الطفل بين أبوين؟!"

رد موضحا وهو يتأمل حسنها " بل سأتزوجها وأطلقها في نفس اليوم .. سيكون اجراء شكلي كما قلت لك من أجل نسب الطفل لي ( وارتجف جسده فأغمض عينيه يضيف) الصدمة كبيرة عليّ .. لازلت غير قادر على استيعاب احتمالية أن يكون لي ولد من الحرام .. الأمر ضربة قوية لي .. ضربتني في مقتل يا باسمة صدقيني"

أشفقت عليه فابتعدت عنه حينما شعرت بارتخاء أصابعه على ذراعيها وقالت بلهجة صادقة" أشعر بك ..وأدعو الله ألا يكون ابنك.. من أجلي ومن أجلك .. متى ستقوم بالتحليل ؟"

رد بإنهاك " صباح الغد .. لقد تحدثت مع محامي العائلة وهو سيتواصل مع جمال الراوي وعلى الأغلب سنقوم بعمل التحليل في معملين مختلفين حتى لا يتهم أحدنا الأخر بالتلاعب في النتيجة أنا بالفعل أريد أن أغلق هذا الباب تماما "

"ومتى ستظهر النتيجة؟"

"اعتقد خلال أسبوع لا أعرف بعد"

ردت بإصرار تقاوم اعتراض قلبها "أنا أريد أن أبقى في هذه الغرفة "

عقد حاجبيه وقال بانفعال " ألا زلت مصرة على هجر جناحنا !!..ألم تقولي بأنك تصدقينني؟!! "

هتفت موضحة وهي تشيح بيديها في كل الاتجاهات بانفعال " أصدقك يا كامل لكني لم أتقبل الأمر بعد.. أنا مرتبكة ومصدومة وأحتاج لأن أتوازن شعوريا أولا .. وأريد أن أفعل ذلك بعيدا عن تأثيرك عليّ .. لا أريد أن أتقبل الأمر تحت تأثير مشاعري وانجذابي لك .. أريد أن يستوعب عقلي ما يحدث بعيدا عن مشاعري "

قال بعصبية " أنت مصرة إذن على العناد!"

ردت بعصبية مماثلة " أنا لا أعاند أنا أطلب مساحة لأكون وحدي أرتب أفكاري"

عاد له الشعور بالخوف من جديد وشعور أخر بعدم الثقة في قراراتها تحت وطأة تجربتها السابقة وهذا يربكه فقال بانفعال وغضب" كما تريدين.. أنا أيضا لن أبيت في جناحنا سأبيت في غرفة الألعاب أو في أي غرفة أخرى وسأترك لك كل المساحة التي تريدينها بسمة هانم"

قالها واندفع يغادر الغرفة صافعا الباب خلفه .. فحدقت في أثره لبعض الوقت قبل أن تتحرك وتجلس على السرير تبكي في حيرة من أمرها ..

ما هذا الكابوس؟ .. وبأي حال ستخرج منه؟.. لا تعلم .

كل ما تعلمه أنها واثقة من أنه صادق ولم يفعلها في وعيه وبأنها لن تستطيع أن تتركه إلا إذا قرر إبقاء الأخرى على ذمته .

××××


يتبع





بقية الفصل على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t464653-241.html