وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة *

[هدى هدهد]

بانتظار الفصل

تسجيل حضور

[MerasNihal]

مساء الفل للجمييييع🧡
تسجييييل حضووور🧡

[gegesw]

تسجيل حضووور ^^ مستنية زيارة زين لإسراء😂

[Solly m]

مسا مسا يا شموسات
تسجيل حضور 💞💞💞

[نيرو نانا]

في انتظار البارت 😍😍😍😍😍

[Mayaseen]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 391 ( الأعضاء 127 والزوار 264)
‏Mayaseen, ‏NidaaSallam, ‏احمدالعلاوي, ‏آمنة عودة, ‏أميرةالدموع, ‏Asrarqq, ‏رودى رامى, ‏MerasNihal, ‏فياصل, ‏نور الفردوس, ‏Anisa zayd, ‏أم سيف, ‏k_meri, ‏ali.saad, ‏Solly m, ‏ألق, ‏gegesw, ‏سلوى١٩٨٤, ‏bochraa, ‏Hagora Ahmed, ‏كوريناي, ‏فاطمة علوش, ‏emtalal, ‏Nour mohsen, ‏bashora1998, ‏toka_16, ‏همس البدر, ‏Resonance, ‏الاوهام, ‏لمعة فكر, ‏ضحى الظاهر, ‏نورالهدى**, ‏حنين سليمان ع, ‏Shahd141, ‏منال سلامة, ‏big_dreams, ‏Shimoo1996, ‏asmaaasma, ‏مونى جيسى, ‏ايميلي انا, ‏منالب, ‏غرام العيون, ‏هدى هدهد, ‏Hala yehia, ‏Yousefsaied, ‏ريما الشريف, ‏ابلول, ‏سوووما العسولة, ‏حبيبيه, ‏Mon abdou, ‏بتو خليفه, ‏جنون امراه, ‏Nagat farouk, ‏سوسو ١٥٦, ‏مريم ١٢, ‏dorra24, ‏dodoalbdol, ‏Ino77, ‏Batatss, ‏ام مريم والاء, ‏yawaw, ‏rasha moner, ‏زيزفون 2, ‏Reem salama, ‏alan, ‏Sayaa, ‏Modi11, ‏احمد9, ‏ذا رؤى, ‏أنثى الشتاء, ‏Sa Lma, ‏Rwabi bb, ‏Mos3ad, ‏زهرةالكون, ‏ام الارات, ‏Bata1997, ‏Alali, ‏لولوn, ‏Zozo.70, ‏sara osama, ‏تونس وفاء, ‏asli enver2000, ‏jasmin-1234, ‏كائن النونا المحبوب*, ‏(فرح), ‏Shammosah, ‏zozah2000, ‏عمرو ذكى, ‏كوثر سالم, ‏عشقي لديار الخير, ‏أم أحمد ومحمد, ‏بسمة دموع, ‏الزنبقة الجميلة, ‏Gufran 97, ‏Doaa Alhakim 23, ‏ميادة الكيادة, ‏نهى حمزه, ‏أنت عمري, ‏iris81, ‏Sarafadoua, ‏Reemkoko, ‏خفوق الشوق, ‏ميمات4, ‏ام جواد, ‏أمينة أمينة, ‏Noor Alzahraa, ‏هديل كوريا, ‏منتهى الاحسان, ‏Amola77, ‏بدارة, ‏شرق?, ‏لبنى عايد, ‏ايمان122, ‏حسناء_, ‏Heckenrose, ‏just life, ‏سارة الربيع, ‏نصرة الحق, ‏نبيلة أبوعبية, ‏Şirin, ‏وفاء حسين سلطان, ‏ميرو76, ‏ام علي اياد, ‏رنا الليثي, ‏ام هنا, ‏سارة الجنوب, ‏نجوم1

[أنثى الشتاء]

لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 429 ( الأعضاء 141 والزوار 288)
‏أنثى الشتاء, ‏حنين سليمان ع, ‏Lolym, ‏Maha27, ‏alan, ‏أنثى المجدولين, ‏فاطمة زعرور, ‏nibal79, ‏زهرةالكون, ‏gegesw, ‏Nagat farouk, ‏Hagora Ahmed, ‏asmaaasma, ‏نيرو نانا, ‏هشومة, ‏الاوهام, ‏someia, ‏ام علي اياد, ‏markunda, ‏رودى رامى, ‏toka_16, ‏mira amani, ‏ميسى93, ‏Shahd141, ‏asli enver2000, ‏صابرة عابرة, ‏بسمة دموع, ‏ضحى الظاهر, ‏ميمات4, ‏بيتو23, ‏Gufran 97, ‏نور الفردوس, ‏maryam ghaith, ‏أسيل محمد, ‏رتوجججة, ‏dodoalbdol, ‏nada alaa, ‏سمراء الجنوب, ‏Marwa_gamil, ‏ايمان122, ‏Jeyda, ‏تونس وفاء, ‏bashora1998, ‏احمد9, ‏Mayaseen, ‏خفوق الشوق, ‏غنى محمد, ‏كوريناي, ‏NidaaSallam, ‏احمدالعلاوي, ‏آمنة عودة, ‏Asrarqq, ‏MerasNihal, ‏فياصل, ‏Anisa zayd, ‏أم سيف, ‏k_meri, ‏ali.saad, ‏Solly m, ‏ألق, ‏سلوى1984, ‏bochraa, ‏فاطمة علوش, ‏emtalal, ‏Nour mohsen, ‏Resonance, ‏لمعة فكر, ‏نورالهدى**, ‏big_dreams, ‏Shimoo1996, ‏مونى جيسى, ‏ايميلي انا, ‏منالب, ‏غرام العيون, ‏هدى هدهد, ‏Hala yehia, ‏Yousefsaied, ‏ريما الشريف, ‏ابلول, ‏سوووما العسولة, ‏حبيبيه, ‏Mon abdou, ‏بتو خليفه, ‏جنون امراه, ‏سوسو 156, ‏مريم 12, ‏dorra24, ‏Ino77, ‏Batatss, ‏ام مريم والاء, ‏yawaw, ‏rasha moner, ‏زيزفون 2, ‏Reem salama, ‏Sayaa, ‏Modi11, ‏ذا رؤى, ‏Sa Lma, ‏Rwabi bb, ‏Mos3ad, ‏ام الارات, ‏Alali, ‏لولوn, ‏Zozo.70, ‏sara osama, ‏jasmin-1234, ‏كائن النونا المحبوب*, ‏(فرح), ‏Shammosah, ‏zozah2000, ‏عمرو ذكى, ‏كوثر سالم, ‏عشقي لديار الخير, ‏أم أحمد ومحمد, ‏الزنبقة الجميلة, ‏Doaa Alhakim 23, ‏ميادة الكيادة, ‏نهى حمزه, ‏أنت عمري, ‏iris81, ‏Sarafadoua, ‏Reemkoko, ‏ام جواد, ‏أمينة أمينة, ‏Noor Alzahraa, ‏هديل كوريا, ‏منتهى الاحسان, ‏Amola77, ‏بدارة, ‏شرق?, ‏لبنى عايد, ‏حسناء_, ‏Heckenrose, ‏just life, ‏سارة الربيع, ‏نصرة الحق, ‏نبيلة أبوعبية, ‏Şirin, ‏وفاء حسين سلطان, ‏ميرو76, ‏رنا الليثي
أدوات الموضوع

[Nadoucha11416]

تسجيل حضور مشاهير يا وجوه الخير

[عاشقةالسماء]

تسجيل حضور لاحلى شموسة

[Shammosah]

الفصل الثاني والثلاثين



(1)

فكرت بسمة في أن تصنع القهوة لها ولكامل وتصعد لترى لماذا تأخر في النزول فلا يزالا منفصلين في غرف النوم ..في الوقت الذي دخل أحدهم من باب المطعم فتطلع فيه شامل عاقدا حاجبيه بينما لمحته بسمة بطارف عينيها ثم استدارت كليا تتطلع فيه بعينين متسعتين وقالت شاهقة" يا الهي !.. ماذا يفعل هذا هنا !!.. وفي هذا التوقيت بالذات !!"

قبل أن يقوم شامل بتنبيه ديمتري لدخول الزبون في وقت أبكر بكثير من فتح المطعم لاحظ عيني الرجل اللتين استقرتا على بسمة باهتمام وابتسامة متسعة جعلت شامل يرفع حاجبا متحفزا وينظر خلفه لبسمة التي خرجت من ركن القهوة واتجهت نحو شامل الذي كان يقترب منها هو الأخر.

اسرعت بسمة بالقول هامسة بانزعاج " يا إلهي إنه ذلك المنتج الذي عرض عليّ العمل في السينما في المنتجع "

اتسعت عينا شامل ونظر للرجل الذي لوح لبسمة وشامل بيده وكأنه صديقهما فانقلب وجه الأخير في الوقت الذي قالت بسمة وهي تنظر نحو باب المطعم الموصل للفيلا بقلق" لو رآه كامل سيفرغ فيه كل طاقته السلبية "

قال شامل وهو يهم بالتوجه إليه "اذهبا وراقبا الطريق وحاولا تعطيل كامل "

لم تفهم ونس تفاصيل الموضوع لكنها فهمت ما يكفي ليجعلها تسرع نحو باب المطعم بينما وقفت بسمة متجمدة عن بعد تشعر بالتوتر.. في الوقت الذي اقترب شامل من الرجل الذي مد يده يقول ببشاشة" مدحت الساكت هل تذكرني كامل بك؟"

سلم عليه شامل ببرود .. فتحركت عينا مدحت نحو بسمة الواقفة عن بعد قائلا وهو يهز رأسه بتحية "صباح الخير يا هانم "

قال شامل بلهجة حازمة " تحدث معي أنا هنا"

قال مدحت لشامل بابتسامة استفزت الأخير"أنا فضلت أن آتي لك بعد مدة حتى تكون اهدأ من المرة الماضية"

سأله شامل باستهجان" من أين علمت بالعنوان؟"

رد مدحت بلهجة متباهية" لي علاقات قوية بالفندق واستطعت أن أحصل على العنوان .. لنتحدث كامل بك "

عند باب المطعم لمحت ونس كامل ينزل من الطابق العلوي فشهقت وارتبكت ثم نظرت لظهر بسمة الواقفة في منتصف صالة المطعم متكتفة ولشامل الذي يبدو متجهما أمام الرجل قبل أن تسرع بالدخول إلى الفيلا.

حرك كامل عضلاته المتألمة من النوم على الأريكة واستمر في نزوله البطيء يديه في جيبي بنطاله فتفاجأ بونس تستقبله عند نهاية السلم ..

عقد حاجبيه باندهاش قبل أن تتسع عيناه حينما وجدها تفرد ذراعيها في الهواء بمحاذاة جسمها فوقف عند الدرجة الأخيرة يطالعها بعدم فهم ثم سألها باستهجان" ماذا تفعلين بالضبط ؟"

حركت ونس مقلتيها يمينا ويسارا ولم تجد ما تقوله فأبعد كامل ذراعها المفرود أمامه قائلا" العبي بعيدا هيا ابتعدي"

خطا خطوتين في بهو الفيلا فشهقت ونس وأسرعت باللحاق به والوقوف أمامه مجددا تفرد ذراعيها لتمنعه فقال كامل بغيظ "ما بك اليوم؟!.. أنا لست متفرغا للعبة الغميضة "

أشارت له على الحديقة فسألها بمزاج عكر" ماذا تريدين يا ونس اتركيني في حالي هذه الساعة "

أصرت على أن تشير نحو الحديقة فقال بعصبية" اكتبي ما تريدين وخلصيني "

لم تستجب لأنها لم تجد ما تكتبه فأمسكت بساعده بكلتا يديها وشدته بصعوبة وكأنها تجر شاحنة ليتحرك كامل معها بخطوات ثقيلة يجز على أسنانه ويستغفر.

في الحديقة بعد دقيقة وقف كامل وألقى تحية الصباح على والديه اللذيّن يحتسيان قهوة الصباح في ركن بعيد ..فردت سوسو بينما لم يرد غنيم .. ليعود كامل لونس التي تحاول أن تعصف ذهنها لإخباره بحجة مقنعة وقال بقلة صبر " خلصيني ماذا تريدين فلست في مزاج يسمح باللعب "

انقلبت مقلتاها ولم يعجبها معاملته لها كالأطفال لكنها أسرعت بالإشارة على شهبندر الذي ترك جوار غنيم وسوسو وأسرع نحوهما ثم أخرجت الدفتر لتكتب" أظن أن شهبندر مريض "

عبس كامل وبدا على وجهه الاهتمام فانحنى ليستقبل كلبه متفحصا وهو يسأل" ما به؟"

كتبت ونس بما جاء على ذهنها من توعك لا تزال تقابله كل صباح "شعرت بأنه يريد أن يتقيأ"

في المطعم قاطع شامل مدحت قائلا وهو يتحكم في أعصابه " يا مدحت بك أنا أعطيتك الفرصة التي طلبتها لتشرح ما تريد لكن هذا لم يغير أي شيء فالمبدأ نفسه مرفوض "

قال مدحت مستمرا في المحاولة في إقناعه " صدقني أنا لم أعرض هذا على أحد مرتين لكن ( ونظر لبسمة ) وجهها معبر جدا "

أدار شامل وجه مدحت إليه بحركة خشنة وقال بلهجة صارمة "أنظر وتحدث معي أنا .. (وأضاف بانفعال ) ودعنا ننهي اللقاء بشكل متحضر "

قال مدحت بتوتر" لماذا عدت للعصبية؟.. لقد سعدت جدا لأنك استقبلتني بشكل أهدأ من المرة الماضية كامل بك"

قال شامل بلهجة حازمة " وأنا تشرفت بك مدحت بك .. وأعتذر فطلبك ليس عندنا وأرجو ألا تكررها وإلا سأعتبره عدم احترام لرغبتنا ووقتها رد الفعل لن يعجبك"

شعر مدحت بالضيق وقال بحرج " خسارة فقد كانت بالفعل فرصة ذهبية لن تتكرر (وأخرج من جيبه بطاقة العمل يقول ) هذه هي بطاقة العمل في حالة أن غيرتما رأيكما..."

ناظره شامل بنظرة نارية ثم مد يده يأخذ البطاقة قائلا "أنرتنا مدحت بك"

مط مدحت شفتيه وتحرك مغادرا بعد أن هز كتفيه بلا مبالاة فاصطحبه شامل للخارج حتى يتأكد من مغادرته تماما للمنطقة.

أما توأمه على الناحية الأخرى كان يستقيم واقفا ويقول لونس بامتعاض" الكلب ليس به أي شيء أ تهلوسين؟!"

ادعت ونس التفاجؤ والاندهاش .. فتحرك كامل يوليها ظهره عائدا للفيلا لتسرع هي وتقف معترضة طريقه من جديد.

شرست ملامح كامل قائلا" صدقيني ابتعدي عني فأنا خطر هذه الأيام وإن لم أقدر على ضربك سأفعلها مع زوجك وستندمين"

أخرجت الدفتر تكتب" أريد أن آخذ رأيك في أمر ما؟"

رد وهو يتجاوزها ليدخل الفيلا "آسف لست متفرغا أو مهتما "

أسرعت بكتابة شيء واللحاق به فهدر كامل فيها" كفي عن العدو بهذا الشكل قد تقعي أو ترتطمي بشيء "

رفعت ونس الدفتر في وجهه ليقرأ "نحن أسرة واحدة وعليك أن تتعاون حينما أطلب منك شيئا "

رفع كامل حاجبا فأسرعت بالكتابة بعصبية ورفعت الدفتر تلصقه في وجهه فأبعد رأسه للخلف قليلا ليقرأ" إنه لأمر مخزٍ أن تتصرف بهذه الصبيانية معي "

هتف كامل باستنكار وغير تصديق "أنا مخزي!!"

تكتفت أمامه ووقفت وقفة جانبية تناظره بحاجب مرفوع فمال كامل نحوها بجذعه ويديه لاتزال في جيبي بنطاله يقول "تمام .. أعدك بأن أتجاوب معك فيما تريدين ولكن بشرط .. إن نطقت باسمي "

قالها وزينت شفتيه ابتسامة صبيانية متشفية بينما فكت ونس تشابك ذراعيها وناظرته بوجه مقلوب ليضيف كامل بلهجة صبيانية مغيظة " أنا لا انتبه إلا حين أسمع اسمي فإن أردتني نادني لأرد عليك "

تركها كصنم يتميز غيظا وتحرك نحو باب المطعم لتفيق الأخرى بسرعة وتجري لتلحق به لكنه كان قد تجاوز الباب ودخل يحدق في شامل الذي يتحدث مع بسمة بأمر يبدو جديا .. فعقد حاجبيه بينما دخلت ونس خلفه ليقول شامل لبسمة "كامل يقترب انسي الأمر"

استدارت بسمة لكامل بطريقة أشعرته بأن هناك شيئا ما جديا فاقترب يسأل" ما الخطب؟"

هزت كتفيها وقالت وهي تهرب نحو ركن القهوة "لا شيء كنت اسأله عن شيء يخص المطعم "

راقبها تبتعد ثم عاد ينظر لأخيه الذي بادره قائلا بلهجة متهكمة " أهلا بمن سيفلسنا قريبا وسيمنع العمال والطباخين من العمل لدينا"

طالعه كامل من رأسه حتى أخمص قدميه بامتعاض وتوجه ناحية ركن القهوة .. فأشارت ونس لشامل بأصابعها بأن كل شيء على ما يرام ليقربها شامل إليه وهو يقول" ماذا فعلت يا شقية ؟"

أما عند ركن القهوة فاقترب كامل ليقف خلف بسمة ومد يده نحو أحد الرفوف فوقها يسحب كوبا بينما جسده يلامس جسدها ..فارتجفت بسمة وكل ذرة فيها تشتاق إليه لكنها استدارت ترفع ذقنها الجميل وتقول ببرود مزيف "ماذا تفعل؟"

انزل نظراته إليها يشير للكوب في يده قائلا "احضر لنفسي كوبا "

وقفا يتطلعان في بعضهما من تلك المسافة القصيرة جدا.. فسألها بلهجة متهكمة" هل أنت مرتاحة في السرير وحدك؟"

هزت رأسها بادعاء كاذب ليضيف كامل "وهل نفسية الباشمهندسة أفضل بدون كامل ؟"

ردت بنفس الادعاء" جدا"

كانت دواخلها أمامه مكشوفة فمهما ستفعل سيظل يراها شفافة دون حواجز كالسابق ودون أقنعة أو دروع ..

لقد احتلها .. تمكن من كل شبر فيها في قبضة يده.. فأصبحت أمامه شفافة .

لم يعلق كامل بل تحرك نحو ماكينة القهوة فأخذ الدفء معه ليرتجف جسدها وتسرع للحاق به ثم نحته جانبا وهي تقول" أنا من سيصنع القهوة "

ابتعد للخلف خطوتين ووقف مستندا بجذعه على الطاولة الرخامية خلفه متكتفا يراقبها قبل أن يمد يده ليزيح شعرها من فوق كتفها ليضعه كله على الكتف الأخر فارتعش جسدها من جديد واستدارت إليه تقول بذلك البرود المزيف" ماذا تفعل؟"

رد بنفس برودها" ابعد شعرك لأنه يمنعني من رؤية ما تفعلين "

احمرت وجنتاها أمامه وهي تتصنع الجدية ليقول كامل بلهجة غاضبة " ألم أطلب منك ألا تفردي شعرك إلا في حدود الفيلا فقط"

استدارت تصب القهوة في كوبين ثم ناولته خاصته وهي تقول "أنا في المطعم وهو لا يزال مغلقا في هذا الوقت من الصباح "

رد بإصرار " حتى في المطعم وهو لم يبدأ ساعات عمله بعد لا تفرديه .. أين ذلك الوشاح الذي كنتي تضعينه في البلدة؟.. صحيح كان ينزلق كل دقيقة فيترك أثرا في النفس أكثر من شعرك المكشوف الآن لكن كان أفضل "

مطت شفتيها وتطلعت فيه.. ثم تحركت لتقف إلى جواره تستند بجذعها على الطاولة الرخامية وردت وهي تشيح بوجهها نحو صالة المطعم وترفع الكوب إلى شفتيها "إذن كنت تركز مع وشاحي الذي ينزلق كل دقيقة!"

غازلت ابتسامة ثغره ورد" أجل ..وتمنيت أن اثبِّت الوشاح فوق رأسك بمسمار"

حركت مقلتيها البراقتين باللون الأزرق إليه فأصابت قلبه برجفة ثم عادت تنظر أمامها وتقول بعد رشفة قهوة "هل تذكر يوم أن دخل المسمار في قدمي ؟"

رد بلهجة مستخفة " طبعا أذكر خاصة حينما قلت (ورقق صوته يقلدها) كامل دم يا كامل"

استدارت إليه تهتف باستنكار "أنا قلت كامل؟؟!!"

عبس ورد بعناد صبياني "أجل قلتها"

ردت بذقن مرفوع " كاذب أنا قلت دم ..دم "

استمر على قوله " قلت دم يا كامل وليس شامل أو ذلك الزفت البيطري "

قالت معاندة "لم يحدث"

رد بصبيانية " حدث وربي حدث هل تريدين أن نسأل شامل ليؤكد لك ؟"

احمرت وجنتاها وغمغمت وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه" لم يحدث (ثم عادت تنظر إليه قائلة) وهل تذكر أنت حينما كنت تهلوس باسمي عندما اصبت بالحمى وظللت مصرا على حضني حتى تدفئني من البرد؟"

كانت تتحدث وقلبها يغرد بالنبضات كعصفور بينما ضيق كامل عينيه وسألها "هل فعلت ذلك فعلا ؟"

ردت مؤكدة " اسأل سوسو .. بل أصريت على أن استلقي بجوارك فأحرجتني أمام والدتك"

رفع الكوب إلى شفتيه واشاح بوجهه ناحية ماكينة القهوة قائلا بعد أن رشف رشفة "هذا لأني حساس.. رقيق القلب ..مفعم بالعطاء .. ولست مثل أُناس .. قساة ..متحجري القلب ..بخلاء في مشاعرهم "

ردت متهكمة " أجل بالذات (مفعم بالعطاء)"

عبارتها سكبت الملح فوق جرح ضميره فوجمت ملامحه وسحق الكوب الورقي الفارغ في قبضته ثم ألقاه في سلة المهملات بعنف وتحرك ليخرج من خلف الطاولة قائلا بصوت خشن "هيا يا شامل لنراجع الجَرد الذي كنا ننوي أن نقوم به "

شعرت بسمة بالارتباك ولامت نفسها على ما قالت .. فاحمرت وجنتاها وتحركت تغادر المطعم وهي تشعر بالحيرة والتمزق بينما عينا كامل تراقبانها ولسانه يلهج بالدعاء متوسلا " لطفك بي يا رب "

××××

بعد ساعتين

اجهشت مليكة بالبكاء الصامت وهي تسمع أصوات أدهم وإياد عبر مكبر الصوت خاصة حينما قال إياد" أبي أنا اشتقت لبيتنا ولك ولأمي كثيرا متى سيتحسن جدي عبد الرحيم وخالي أكرم "

راقب مفرح مليكة التي تحركت تجلس على السرير تكتم صوت بكائها ثم قال له بلهجة خرجت مرهقة وهو يداري حيرته عن ابنه "قريبا جدا ستتحسن الأمور يا إياد أنا أعلم بأنكما تتحملان كرجلين قويين "

سأله أدهم بحشرجة حتى لا يظهر تأثره العاطفي "كيف لا تستطيع أمي التحدث معنا كل هذا الوقت؟!!"

دفنت مليكة وجهها في كفيها تشعر بألم شديد في قلبها فأحس مفرح بأن الغرض الذي اتصل بسببه من الأساس لم يفلح وهو أن يدعم نفسية مليكة فقال لأبنه بشفقة أب في وضع صعب "مليكة مع خالك أكرم لأنه سيخضع لعملية جراحية وقد سافرت معه خارج البلاد .. وغالبا هي مشغولة بشدة معه علينا أن ندعو له بالشفاء (ثم أسرع بإنهاء المكالمة قائلا ) سأمر عليكما اليوم عند عمتكما لأجلس معكما قليلا هيا سلام "

أغلق الخط يشعر بالثقل في قلبه مشفقا على ولديه اللذين أصبحا بسبب ما يحدث في أخر القائمة ..ويشعر بالشفقة على مليكة أيضا .. فاقترب منها وهي لا تزال تسكب الدموع في كفيها وضمها إليه قائلا" أعرف بأن الأمر صعب لكني على ثقة بأننا سنجتازه بإذن الله ..فقط كوني بجانبي يا مليكة من أجلي ومن أجل الولدين ولا تستسلمي"

مسحت دموعها تقول بيأس " وبم سأفيد أنا في حياتكم ؟.. لقد سقطتُ منكم في الطريق بدلا من أن أحمل الولدين فوق أكتافي وأسير معك .. لقد تيتما مرة أخرى بسببي "

زفر مفرح وأحاطها بذارعيه يضمها إلى صدره وهو يقول" يا مليكة هذا التفكير غير صحيح .. علينا فقط إيجاد حجة مقنعة لهما حتى تستطيعي التحدث معهما في الهاتف (ثم ابعدها يقول) أعتقد أن علينا استشارة الطبيبة في كيفية توضيح الأمر لهما "

هزت مليكة رأسها بالإيجاب فتطلع فيها مفرح وفي وجهها المغرق بالدموع ..

لم يرها منذ زمن طويل تبكي بهذا الضعف .. بل إنها ربما منذ وفاة ابنتها لم تبك .. لكنه شعر رغم ضعفها اللحظي أنها بحاجة للتفريغ فقط .. بحاجة لأن تعبر عن مشاعرها .

وكأن مليكة قد قرأت أفكاره فهمست" أنا أصبحت مثيرة للشفقة يا مفرح "

قال بيقين مدافعا " لا مليكتي فالبكاء ليس عيبا أبدا ولا ينم عن شخصية ضعيفة .. فأنتِ دوما قوية وشامخة لكن لا بأس من لحظات ضعف نمر بها .. أنا بكيت أمامك منذ عدة أيام مضت"

قالت والمزاج السوداوي يسيطر عليها "بكيت بسببي بكل أسف"

قال بلهجة عاشقة وهو يمسك بذقنها "وهل عندي أغلى منك "

حضنها من جديد لربما شبع منها قبل أن يغادر فتشبثت به بقوة وكأنها تطلب اللجوء إليه ..الاختباء في قلبه .. فضمها أكثر متمنيا لو يحملها بين ضلوعه .. و يحجبها عن كل الناس .

بعد قليل قال لها مازحا وهو يبعدها " هيا دعيني انزل لأهلك بالأسفل ..فلا يصح أن أتركهم كل هذا الوقت ..أشعر بحرج شديد "

ابتعدت عنه وقد شعرت ببعض التحسن والقوة فسألته هامسة "هل سترحل بسرعة؟"

مسح على شعرها قائلا "لولا الملامة لبقيت معك بالغرفة حتى موعد عودتي للقرية .. لكن كما تعلمين لا يصح أن أبقى هنا في الغرفة وأتركهم بالأسفل ( وتطلع في عينيها بلهجة متعاطفة وأضاف) أعلم بأن عليّ أن أتواجد معك أكثر من ذلك لكن .."

وضعت أصابعها على فمه لتسكته وقالت بخفوت" أعانك الله .. فأنت ممزق بين القرية والعاصمة .. حلفتك بالله يا مفرح أن تنام .. لا تأتيني مرة أخرى إلا بعد أن تنام جيدا .. انتهز الوقت الذي ستأتيني فيه المرة القادمة ونم بملء عينيك ها أنا وسط أخوتي ولست بالمستشفى فلا تقلق عليّ"

نظر حوله بسرعة ليتأكد من أن النافذة تم تركيب سلك مخرم قوي لها كنوافذ المستشفى حفاظا عليها ثم تطلع في الغرفة حوله فقالت مليكة "لا تقلق عليّ (وأكملت بحرج) أكرم سيضع احتياطات كثيرة حتى لا أفعلها وأخرج وأنا نائمة "

مال يقبّل جبينها ثم استقام واقفاً يداري ثقل شديد لديه يمنعه من تركها .. لكنه ضغط على نفسه كالعادة فالواجب يدفع رغباته لآخر الصف وتحرك مغادرا ..لتلحقه مليكة بصوتها وهي تبلع غصة وارتجافة قلب "عدني بأنك ستنام يا مفرح "

استدار إليها مبتسما يقول بصوت مجهد لم يقدر على إخفائه" سآتي لأنام جوارك المرة القادمة .. أنتظر فقط أن يخرج أبي من المستشفى ويعود للبيت حتى أنام هنا في هذا السرير الذي جلبه أخوك صغيرا ليفهمني بطريقة مهذبة بأنه غير مرحب بي "

ابتسمت مليكة وردت مدافعة" لم يجد وقتا لذلك إنها غرفة للضيوف"

هز رأسه ثم غمز بعينه قائلا " عموما إن لم استطع العثور على شقة أو فيلا بجوار أخيك بسرعة .. سأبيت هنا ملتصقا بك في هذا السرير الصغير .. ولا تقلقي سأكون مؤدبا بجوارك وسأحافظ على شرفكم يا صوالحة "

ابتسمت مليكة فابتهجت روح مفرح وودعها يغلق الباب خلفه وهو يطلب من نفسه المزيد من الصبر حتى يجمع الله شمله بها وشملهما بابنيهما من جديد.

××××


يتبع

بقية الفصل على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t464653-251.html