آخر 10 مشاركات
254 - أين ضاعت إبتسامتى ؟ - كارول مورتيمر ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )           »          378 - جراح تنبض بالحب - ساره وود((تم إضافة نسخة واضحة جداااااااا)) (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          1051 - العروس الاسيرة - روزمارى كارتر - د.ن (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أغنية التمنيات -إيما دارسي - عبير الجديدة(عدد ممتاز) (الكاتـب : Just Faith - )           »          74 - زهرة النسيان - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : فرح - )           »          أمِـير الأحْـلَام - فانيسَا غـرَانت - عَدَد ممتاز (الكاتـب : Topaz. - )           »          أيام البحر الأزرق - آن ويـــل -عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          اقوى من الحب - ازوكاوود - عبير الجديدة(عدد ممتاز) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2430Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-01-20, 10:54 PM   #371

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


باقي دقائق على الفصل
والحماس مليوووووووون
يا شمووووووسة 💞💞💞💞💞💘💘💘💘💘💘


Maryam Tamim غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-20, 10:57 PM   #372

Maronmoka

? العضوٌ??? » 437509
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » Maronmoka is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور ❤️❤️❤️

Maronmoka غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-20, 10:57 PM   #373

Sara Ali❤️

? العضوٌ??? » 460746
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 181
?  نُقآطِيْ » Sara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond repute
افتراضي

ايووة بقي فاضل دقائق ⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩متحمسة اوووووى للفصل🤩🤩🤩🤩

Sara Ali❤️ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-20, 11:00 PM   #374

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 1

الفصل الثالث
انعطف كامل يسارا نحو طريق ترابي ضيق فقال شامل متفقدا المكان "اعتقد بأننا نبتعد عن البيوت يا كامل إنها باتت خلفنا .. ولا أرى أمامنا سوى حقول شاسعة!"
قال كامل وهو يركز على الطريق " هو طلب مني أن انعطف يسارا عند اليافطة السابقة "
تطلع شامل حوله بشك .. قبل أن يتفاجآ بخروج عدد من الرجال يقطعون عليهما الطريق ..يحملون بنادق ويقفون في منتصف الطريق يصوبونها ناحيتهم .. فاتسعت عيني الـتوأمين متفاجئين.. وتبادلا النظرات قبل أن يهدئ كامل من سرعته مجبرا حتى وقفت السيارة على بعد أمتار من الرجال المتسمرين أمامهما في وضع استعداد لإطلاق النار ليصيح أكبرهم سنا "قف مكانك أنت وهو".


غيم الخطر على وجه التوأمين وحركا رقبتيهما يمينا ويسارا مصدران طرقعة واحدة في نفس اللحظة وكأنهما شخصا واحدا .. ليمد كامل يده ويفتح أحد أدراج السيارة ويخرج منه مسدسا فغمغم شامل مهدئا "اهدأ ودعنا نفهم ماذا يحدث ..فبالتأكيد هناك خطأ ما .. أو ربما دخلنا في مكان لا يسمح بالدخول فيه "
ظهر فجأة حصان يعدو نحوهم آتيا من خلف الرجال يمتطيه رجل.. فتحفز التوأمان في الوقت الذي كان مفرح يشد لجام حصانه بقوة مقتربا منهما والجدية تعلو ملامحه ..
وبمجرد أن اقترب أخرج مسدسه من جيبه الخلفي وضرب طلقتين في الهواء مهددا قبل أن يوقف الحصان الذي ظل يتحرك يمينا ويسارا بينما مفرح يهدر بصوت جهوري
"إلى أين تظنان أنكما ذاهبان .. أتحسبونها وكالة بدون بواب!!"
تسمر التوأمان لثوان يحدقان في المشهد قبل أن يتبادلان النظرات فيما بينهما .. ثم يعيد كامل المسدس إلى مكانه ويترجلا من السيارة بهدوء شديد ليتحركان نحو مقدمتها ..
ثم ..
استندا عليها يعقدان ذراعيهما أمام صدريهما ويتطلعان في مفرح بملامح شديدة الهدوء .



أما الغفر فشهق بعضهم وارتبك البعض الأخر بمجرد خروج التوأمين أمامهما بنفس الهيئة ونفس الملابس .. ليتحكم مفرح في ابتسامة تلح عليه بشدة وينزل المسدس ليعيده إلى جيب بنطاله الخلفي وهو يسيطر على الحصان المتململ.


تخلى كبير الغفر عن صدمته متمتما "بسم الله الرحمن الرحيم أهما من الانس أم من الجن؟! "
قال مفرح بلهجة حازمة "انزلوا الاسلحة "
ظل الغفر محدقين ببلاهة في التوأمين المتطابقين المتسمرين متكتفان يستندان على مقدمة السيارة يعلقا أنظارهما على مفرح الذي عاد يقول بلهجة أكثر صرامة "قلت انزلوا الاسلحة!! "
اسرع الغفر بالتنفيذ بينما قال مفرح لشيخ الغفر "يبدو أن البلاغ كاذب يا عويس .. لذا خذ رجالك وعد لدار العمدة "
حاول عويس ابعاد نظره عن التحديق في التوأمين اللّذين وقفا يتابعا نزول مفرح من فوق الحصان ..وأدار رأسه للأخير يقول بعدم فهم" بلاغ كاذب !"
أكد له مفرح وهو يحاول أن يداري ضحكة شقية تصارع للظهور على وجهه وقال ممسكا بلجام فرسه "أجل يا عويس فهذان صديقاي الآتيان من العاصمة لذا عد برجالك وكن في وضع استعداد لأي خلل أمني قد يحدث "
عاد عويس يحدق في التوأمين ثم نظر لمفرح يسأله بخفوت "هما اثنان وليس شخصا واحدا أليس كذلك؟.. اشعر بأني أهلوس "
هدر فيه مفرح بلهجة حازمة" عويس قلت عد بالرجال فورا"
انتفض عويس يغمغم "أوامرك يا باشا .. هيا أنت وهو بسرعة افسحوا الطريق "
بمجرد أن ابتعد الغفر وهم لا يزالون يلتفتون للتحديق في التوأمين بين خطوة وأخرى متمتمين بـ(سبحان الله) على تطابقهما .. وقف مفرح أمام التوأمين يمسك بلجام حصانه وعلى وجهه ابتسامة متسلية قائلا "مرحبا بوحشيّ الشاشة ..أنرتما قريتنا المتواضعة"
لم يبد عليهما أي استجابة بل ظلا يطالعانه بهدوء حتى تحدث كامل بعد ثوان قائلا "هلا أفهمتني معنى ما فعلته منذ قليل؟!"
اتسعت ابتسامة مفرح وقال بلهجة متشفية "هذا ردي على المقلب الذي قمتما به معي أول تعارفنا حين أوهمتماني بأنكما شخصا واحدا يا ظريف"
اسرع شامل بالقول مستنكرا " يا لسواد قلبك يا رجل! .. ألا زلت تذكر ذلك المقلب الذي قمنا به معك منذ عامين !"
رد مفرح بخيلاء مشيرا على نفسه" أنا مفرح الزيني يا ولد ولا أحد يستطيع أن يعبث معي"
نظر التوأمين لبعضهما ثم سأله شامل بامتعاض " وهل أخذت حقك الآن؟"
اتسعت ابتسامة مفرح بتشفي وكأنه صبي صغير .. فقال شامل "ألف مبروك .. (واعتدل يضيف ) هيا بنا نعود يا كامل"
تحركا عائدين للسيارة فاتسعت عينا مفرح واسرع باللحاق بهما تاركا لجام فرسه وأمسك بكامل قائلا" إلى أين يا شباب؟.. من منا قلبه أكثر سوادا الآن "


بحركة مباغتة استدار كامل ولف ذراعه الضخم حول رقبة مفرح وقد بدا فارق الطول بينهما واضحا .. فرغم قامة مفرح الطويلة إلا أن التوأمين كانا أطول من الطبيعي وبعد أن خضعا لحمية غذائية لأكثر من عام فقدا وزنا ملحوظا وازدادت عضلاتهما ليبديا كلاعبيّ كرة سلة .
غمغم مفرح وهو يجز على أسنانه ويحاول التخلص من ذراع كامل مزمجرا" بدأنا في قلة الأدب !"
قال كامل بلهجة خطرة " حتى لا تلعب معنا مرة أخرى يا خفيف "
بكوعه ضربه مفرح في بطنه فلاح الألم على وجه كامل ليتخلص الأول من ذراع الثاني ويبتعد مدلكا رقبته ..فقال كامل لأخيه " هل رأيت من قبل شخصا يقابل ضيوفه بالبنادق والمسدسات والأحصنة وأخيرا بالضرب ؟!"
طقطق شامل بلسانه وهز رأسه قائلا بلهجة آسفة مصطنعة" تؤ تؤ تؤ بصراحة لم أرى قلة ذوق كهذه أبدا في حياتي يا أخي "
رد مفرح بلهجة مغيظة مرقصا حاجبيه" هذا لأثبت لكما أني ابن عمدة حقيقي يا ولد أنت وهو "
تنهد كامل وقال لتوأمه بلهجة متهكمة "عدنا للهلوسة مرة أخرى !"
ليقول شامل لمفرح مستخفا" ألأنك قد أجّرت بعض الرجال يحملون البنادق ليقوموا بدور الغفر تظن بأننا قد اقتنعنا بأنك ابن العمدة؟! "
ضحكة ساخرة باردة ضحكها مفرح وهو يمسح على لحيته السوداء الأنيقة عدة مرات قبل أن يقول بخيلاء " لن اتحدث عن نفسي بعد الآن .. سأترككما لتكتشفا وحدكما "
هم بالاستدارة لكنه توقف منتبها لأول مرة لسيارتهما فاتسعت عينيه وقال متفاجئا وهو يقترب ليتفحص السيارة الضخمة "هل غيرتما السيارة يا (……)؟! "
ابتسامة متفاخرة زينت شفتي التوأمين ليقول شامل لأخيه "قلت لك سيصاب بنوبة قلبية حين يراها"
مرر مفرح انظاره بينهما قائلا" لم أكن أعرف بأنكما حقودان بهذا الشكل!.. ألأني قد غيرت سيارتي من بضعة أشهر تقلداني !.. مساكين والله (ومد يده يربت على كتف شامل قائلا بلهجة مواسية في ظاهرها مناكفة في حقيقتها) لا بأس .. أنا أعذركما .. فلن تصلحا من نفسية اللاجئين بسهولة "
رفع كامل حاجبه وقال لأخيه" أخبرتك بأن لسانه طويل وعلينا قصّه لكن قلبك العاطفي هو ما يوقفني"
وضع مفرح يديه في جيبي بنطاله يقول بكبرياء" لسان من الذي ستقطعه يا أبا نخلة أنت وهو !.. أنت في بلدتنا يا حبيبي .. ومن يمس ابن العمدة يُخسف به الأرض .. أتظناها سهلة ! ( وتحرك يشير بيده بتعال قائلا ) هيا اصعدا لسيارتكما واتبعاني لأجد لكما مكانا للإيواء .."


قالها واستدار يوليهما ظهره يهم بالتحرك لكنه عاد من جديد ينظر إليهما مشيرا بطول ذراعه على الأراضي الزراعية الشاسعة الممتدة على جانبي الطريق قائلا بلهجة متعالية "بالمناسبة ..هذه الأرض هي جزء من أملاك أولاد الزيني .. فلا تحسبا أنكما وحدكما الاثرياء"
عاد يوليهما ظهره ويصفر لحصانه الذي كان قد ابتعد قليلا ليعود إليه في خطوات متهادية فأسرع بامتطائه في الوقت الذي تبادل كامل وشامل الابتسامات وتحركا ليركبا السيارة .


على مدى العشر دقائق التالية كان مفرح يتبختر بتعمد أمام سيارة التوأمين التي تسير خلفه على الطريق الترابي الضيق ببطء شديد جعل كامل يزفر بعصبية ويتبادل النظرات المغتاظة مع توأمه الغارق في الضحك .. ليُخرج كامل رأسه من النافذة صائحا" لن أتحمل سخافتك يا ابن الزيني أكثر من ذلك فارحمنا منها كاستثناء الليلة"
ابتسم مفرح من فوق حصانه لكنه ظل يتبختر بهدوء شديد شاعرا بروحه قد باتت أخف بحضورهما .


انه يتحول إلى صبي صغير كلما تواجد في محيط هذين التوأمين اللّذين تعرف عليهما صدفة في إحدى صالات الحديد التي انضم إليها في العاصمة منذ عامين.


في أول الأمر لم يرهما معا فحسبهما شخصا واحدا حتى لاحظ التوأمان ذلك فقاما بإحدى مقالبهما معه ليكتشف بعدها بأنهما توأمان .. ثم توطدت العلاقة بينهم خلال العامين الماضيين بسرعة غريبة..
وكم كان ذلك حدثا رائعا بالنسبة له..
هو بالذات مفرح الزيني ..
الذي لم يحظ بصديق حقيقي منذ ما يقرب من خمسة عشرة سنة ..
فما حدث له في سن العشرين زعزع ثقته في كل المحيطين وأجبره على أن يحافظ على مسافة بينه وبين الناس ..لينخرط بعدها في العمل والدراسة محتفظا بنفسه في دائرة الأمان .. حتى ظهر هذان التوأمان في حياته.
الحقيقة لا يدري لمَ تعلق بهما؟ .. فالأمر قد حدث بدون مقدمات وبسلاسة شديدة بين ثلاثتهم .. ليجد نفسه شيئا فشيئا يرتبط بهما وزياراته المتكررة للعاصمة جعلته يتردد عليهما في المطعم الذي يملكانه .. وقد حاول كثيرا أن يقنعهما بزيارة بلدته لكن الأمر لم يتحقق إلا اليوم بمناسبة حفل زفاف اخته ولرغبة التوأمين في التعاقد على توريد خضروات وفاكهة للمطعم بعد أن تم توسيع مساحة المطعم واعادة تصميمه ليغطي عددا أكبر من الطلبات والزبائن ..
انه سعيد بوجودهما ..
ويشعر أخيرا بأنه ليس وحيدا.. لكن هذه السعادة باتت مهددة مؤخرا بعدما صُدم بقرار كامل بالسفر .. وربما لحق به شامل لعلمه بشدة ارتباطهما..
أخرجه كامل من شروده حين صاح بصوت غاضب " أتعلم يا مفرح .. أنا لن استعمل معك مسدسي .. يكفي بأن أضغط على بوق السيارة عدة مرات ليفزع حصانك ويفر من أمامي .


عندها قهقه مفرح ثم لكز حصانه وشد اللجام يقول لحصانه آمرا "هيا ألفونس .. أنطلق "




يتبع








Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-01-20, 11:01 PM   #375

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

غادر معظم النسوة ولم يبق إلا القليلات في شقة العروس وقد بدأن في ترتيب حاجياتها نظرا للوقت الضيق .. فوقفت مليكة في غرفة النوم ترص ملابس العروس في الخزانة.. لتمسك بسمة بدمية على شكل عروسة مصنوعة من الخيط على طريقة فن الأميجرومي* تقول بانبهار " رائعة يا مليكة ..رائعة جدا .. اعشق تلك العرائس التي تصنعينها "
قالت مليكة بابتسامة " إنها هديتي لمهجة .. هي طلبتها "
اثنى الواقفات بانبهار على شكل الدمية الرائع بينما قالت إحدى أخوات مصطفى الزيني ضاحكة وهي تنظر لحقائب الملابس "ألن تأتي والدة العريس لتعد ما أحضرته العروس من قمصان للنوم قميصا قميصا!"
ضحكت الموجودات فردت بسمة بهدوء "أمي والحمد لله ليست من هذا النوع .."
لتقول أخرى "إذن افعليها أنت يا بسمة عليك بالبحث خلف العروس وما احضرت"
قالت بسمة بامتعاض" لا أحب هذه العادة بأن يفتش الأخرون في ملابسي وغرفة نومي الشخصية.. من الممكن أن يتجولوا في الشقة لكن غرفة نومي خط أحمر .. وهذا ما احببته حين تزوجت في العاصمة أني منعت من جاء لزيارتي من أهل البلدة عن القيام بهذه العادة"
ساد الوجوم واحتقن وجه بسمة نادمة على اندفاعها لذكر تجربتها السابقة .. فتدخلت مليكة تقول بحزم رقيق "وأنا أيضا لا أحب هذه العادة واعتقد أن مهجة لا تحبها لذا لا تؤاخذوني وتفضلن .. فالشقة تحتاج لسرعة في الانجاز نظرا لضيق الوقت"


دخلت أم هاشم من الباب تقول بلهجتها المازحة "ما هذا الكلام الذي اسمعه !.. أنا هنا خصيصا لأتفحص وأعد قمصان العروس"
ضحكت المتواجدات في الوقت الذي اخترقتهم هي لتقترب من إحدى حقائب ملابس العروس الموجودة على السرير وتلتقط أحد القمصان الداخلية معلقة "قلة حياء !"
لتنفجر الموجودات في الضحك بينما تناظرها مليكة موبخة لكن أم هاشم سحبت واحدا أخر وفردته أمامها متمتمة "قلة أدب!"
انفجار أخر في الضحك تبعه شهقة من أم هاشم وهي تمسك بقميص ثالث ثم تقول
"أما هذا فهو السفالة بعينها"

أغلقت مليكة الحقيبة مضيقة عينيها لأم هاشم وقالت بغيظ " اذهبي لـ(نِيشك) يا أم هاشم فالوقت لا يسعفنا"
قبل أن ترد الأخيرة قالت إحدى الواقفات "أهذا يعني بأنك لو تزوجتِ يا أم هاشم لن ترتدي هذه النوعية من قلة الأدب والسفالة؟!"
ردت أم هاشم بثقة " بالطبع لا .. فخسارة أن أرتدي قميصا يُنزع بعد بضع دقائق .. أفضل بدون قميص طبعا .. بدون أي شيء "
انفجارات في الضحك ممزوجة بشهقات البعض منها شهقة مليكة التي دفعتها وهي تقول بتوبيخ "ألا يزال لسانك طويلا يا أم هاشم!!"
مدفوعة من مليكة تحركت أم هاشم نحو باب الغرفة وهي تقول" وهل كنتِ تعتقدي بأن لساني سينكمش مع زيادة سنوات العمر يا بنت البشوات !!"
علقت واحدة من قريبات بسمة تقول بخبث "وماذا ستفعلين فيهما يا أم هاشم ..حين يكتشف العريس بأنك لا تملكين؟!"
تجمدت مليكة وأم هاشم عن الحركة في نفس اللحظة .. لتستدير الأولى للمرأة تناظرها بلوم شاركتها فيه بعض الواقفات بينما ضحك البعض الأخر ..
أما أم هاشم فردت بلهجة ذات مغزى وبابتسامة متسعة تداري بها وجعا وحرقة قلب " الحقيقة لم أجد أن من تملكهما منتفخان تعيش في النعيم (وأضافت بلهجة مبطنة فهمت منها المرأة والواقفات بأنها تقصدها ) فمنهن من تذهب لبيت أهلها غاضبة بين اليوم والأخر !"
ساد الصمت المتوتر وقد اكفهر وجه المرأة لتتدخل بسمة قائلة وهي تتحدث للجميع "هيا يا جماعة لننتشر في الشقة و( ونظرت لمليكة نظرة ذات مغزى وأكملت ) لنترك ترتيب غرفة النوم بعد الانتهاء من باقي الشقة"


خرجن جميعا .. لتقول بسمة لمليكة بهمس "اغلقي الغرفة بالمفتاح حتى ننتهي "
تطلعت أم هاشم حولها في العدد القليل الباقي من النساء والفتيات في الشقة وتمتمت " الحمد لله الذبابة الخضراء المتوهجة قد انصرفت .. لنبدأ بسم الله"
قالتها وهي تشمر ذراعيها الأسمرين وتميل لتفتح الكراتين الخاصة بالأطباق والكاسات استعدادا لرص النيش وهي تغمغم هامسة "بسم الله .. ما شاء الله .. اللهم بارك لها وزدها مهجة بنت الزيني ..( ثم علا صوتها تقول ) أين أنت يا ونس يا بنت عيد لماذا تأخرتِ؟!"


قالت مليكة "أنا أيضا انتظرها .. لماذا تريدينها؟"
صاحت أم هاشم في إحدى الفتيات حين بدأت في فتح الكراتين معها " بالله عليك لا أريد أحدا هنا يعبث بالكراتين .. الشقة أمامك واسعة ما شاء الله اذهبي وجدي لنفسك عملا أخر "
امتعضت الفتاة وتحركت بينما استدارت أم هاشم ترد على مليكة وهي تشمر طرف العباءة لتربطه حول خصرها "ونس تساعدني في رص النيش البنت لديها نظرة في الألوان رائعة .. أنا أرصها بهندسة وبترتيبي الخاص لكنها ما شاء الله احيانا تقترح عليّ شيئا يخص الألوان يكون كلمسة سحرية مكملة"


ابتسمت مليكة وقالت "إنها فعلا موهوبة .. أنا أيضا أستعين بها في ترتيب الألوان مع عرائسي"
لم تكد تكمل عبارتها حتى دخلت ونس من باب الشقة واضعة يديها في جيبي سترتها الصفراء القصيرة .. وتوقفت تتطلع حولها بانبهار .. قبل أن تميل برأسها بمحاذاة كتفها وتنظر لسجادة مطوية بجانب الحائط وقارنت بين درجة لونها ودرجة لون الأرائك الموجودة بالقرب منها ثم قالت في سرها" لو ينوون وضع هذه السجادة مع هذا اللون من الأرائك فهو خطأ فادح .. هذا ارجواني وهذا نبيتي!"
قالت مليكة حين لمحتها " ها قد حضرت ونس"


استدارت ونس على ذكر اسمها وقد ميزت صوت مليكة فاتسعت ابتسامتها واسرعت إليها لتقول الأخرى بمحبة" كيف حالك يا ونس؟.. ألابد أن أرسل لك أحدا حتى أراك؟!"
أخرجت ونس من جيب فستانها الواسع القصير فوق البنطال الجينز دفترا صغيرا وقلما وكتبت " عيد كان غاضبا مني فرفض أن أخرج من البيت لعدة أيام"
ورفعت الدفتر أمام مليكة التي غمغمت" لا بأس تعالي"


سحبتها مليكة من ذراعها لتنتحي بها في الغرفة التي تقع بجوار باب الشقة والتي كانت منذ ساعة تضج بالمحتفلات لكنها الآن خالية إلا من بعض الاثاث الموضوع بدون ترتيب ثم قالت" احضرت لك شيئا ستحبينه"
وقفت بسمة على باب الغرفة تتابع بينما أخرجت مليكة من حقيبتها هاتفا تناوله لونس وهي تقول" هذا هاتف مستعمل لم أعد احتاجه ..فمفرح ابتاع لي جهازا أخر (وأكملت بحرج ) إن حالته جيدة لم استعمله إلا بضعة شهور"


جحظت عينا ونس بصدمة وانبهار وقبضت على ساعد مليكة الممسك بالهاتف تطلق صيحة تفاجؤ بينما أكملت الأخرى " أعلم بأنك لن تستطيعي حمل هاتف عادي لأنك لن تقدري على الاجابة على المتصل لكنك تستطيعين التواصل مع أي شخص عبر تطبيقات الدردشة كتابة لهذا وضعت لك خطا وباقة للإنترنت وسأجددها لك كل فترة إن شاء الله "
رفعت ونس يديها تغطي فمها وهي تنظر لمليكة بحرج وتردد لتسرع الأخرى وتقول
"أنت تعرفين بأني احتاج لرأيك في بعض الألوان فيما أصنع من عرائس .. وأحيانا لا أجد من استطيع أن أرسله لك ليستدعيك فمن الممكن أن استدعيك عبر الواتساب وممكن أيضا إذا ما أردتُ رأيا سريعا لا يحتاج لأن تحضري أن أرسل لك على الواتساب"

وقفت ونس تناظرها بعينين دامعتين ذاهلتين قبل أن تمد يدها وتأخذ الهاتف الذي يبدو غالي الثمن .. لتقول مليكة شاعرة بالحرج" أرجو أن يكون قد أعجبك"
نظرت إليها ونس ثم ألقت بنفسها عليها لتحضنها بتأثر وكأنها تشكرها .. فابتسمت مليكة وربتت على ظهرها.
حين ابتعدت ونس وعادت لتتفحص الهاتف قالت مليكة "من الممكن أن أعلمك كيف تستخدمينه وكيف تستخدمين تطبيق الواتساب"
نظرت إليها ونس بعينين متحمستين ثم أسرعت بالإمساك بدفترها وكتبت" لا تقلقي فأنا أعرف كيف اتعامل مع الهواتف الذكية (وتطلعت فيها ببعض الحرج ثم كتبت وابتسامتها المليحة المميزة تنير وجهها ) فقد كنت أستعير هواتف أولاد البلدة لأجربها قليلا خاصة أدهم وإياد كلما جئت عندك سمحا لي باللعب على هاتفيهما "


قهقهت مليكة وهي تدخل لها غرتها الكستنائية المموجة الفارة من وشاحها الذي لا يغطي سوى نصف رأسها فاصطدمت اصابعها بالسماعة التي تضعها ونس في أذنها لتساعدها على السمع فنغزها قلبها لكنها قالت بلهجة تفيض بالحنان " أنا أعرف بأنك فتاة ذكية ويعجبني فيكِ أنك تتعلمين وحدك ما تحبينه"
عادت ونس لتلف ذراعيها حول رقبة مليكة شاعرة بالامتنان والتأثر فقالت الأخرى وهي تربت على ظهرها" سأتركك مع هاتفك وسأذهب لأرى ما لدينا من مهام شاقة لانجاز عمل يحتاج لأكثر من يوم في بضع ساعات"


اسرعت ونس بالانتحاء جانبا في أحد أركان الغرفة تتفحص الجهاز بسعادة جمة بينما قالت بسمة بصوت خافت وبنظرة ماكرة لمليكة التي قابلتها عند الباب" تحتاجينها من أجل العرائس!!"
نظرت مليكة لونس التي تتطلع في الجهاز بانبهار ثم عادت تقول بصوت خافت" أنا فعلا أحتاجها أحيانا من أجل الألوان .. لكني في الوقت نفسه أحب هذه البنت وأشعر بالشفقة تجاهها .. ربما لأنها لم تحظ بأم أبدا منذ أن ولدت .. وأشعر أحيانا بأنها ابنتي أو حتى لا أكون مبالغة بأنها أختي الصغيرة فلا أكبرها إلا بثماني سنوات .. وكنت اتمنى منذ فترة طويلة أن أفعل لها شيئا يسهل عليها حياتها لكن العم عيد لا يقبل المساعدات بسهولة كما تعلمين .."


تمتمت بسمة بتعاطف" فكرة جيدة فكرة الهاتف هذه .. لو كنتِ قلت لي كنت شاركت معك في ثمنه ..(وتنهدت تضيف بلهجة حزينة ) الحقيقة حين أتأمل حال بعض الاناث في بلدتنا أجد أن بعضهن يعشن في ظروف قاسية جدا "
صوت نحمده الوديدي وهي تدخل من باب الشقة وتصيح بأعلى صوتها أجفل الاثنتين فانتبهتا لما يحدث لتقول الأولى وهي تتطلع في أم هاشم "ماذا تفعلين ؟؟!!"


امتقع وجه أم هاشم وقالت" ماذا حدث يا حاجة نحمدو لماذا تصرخين؟!!"
قالت نحمده بصرامة "أنا أصرخ فيمن أريد وقتما أريد ولن تحاسبيني يا بنت زكريا ..قلت ماذا تفعلين؟!!"
تملك الغضب من أم هاشم لكنها تقبضت تحاول السيطرة على أعصابها حتى لا تندفع في الرد كعادتها مذكرة نفسها بأن المرأة تكون زوجة العمدة وحماة العريس فردت بهدوء مصطنع " أرص النيش يا حاجة نحمدو"
هتفت نحمده باستنكار "كيف تتجرئين على فتح ما لا يخصك !!.. ومن أذن لك أصلا بذلك !!..باركتِ لنا وقمتِ بالواجب .. لماذا لم تغادري مع من غادرن؟"
اندفعت بسمة تقترب من عمتها وتقول باستنكار" ماذا تفعلين يا عمتي ؟!.. مهجة من طلبت منها رص النيش"
تطلعت نحمده في أم هاشم الواقفة تضع على بطنها يدا فوق الأخرى وتطالعها بنظرات متململة ثم ردت "لا نريد منها شيئا متشكرين .. أنا أحضرت من يفعل ذلك"


استغفرت مليكة في سرها بينما انقسم النسوة الواقفات بين مؤيدة أو مجاملة لزوجة العمدة أو مشفقة بصمت على أم هاشم .. لتتدخل بسمة منفعلة "لكن مهجة يا عمتي …"
قاطعتها أم هاشم تقول بكبرياء تداري به شعورها بالحرج والغضب " لا بأس يا بسمة فلننفذ للحاجة نحمدو ما تريد"


أنزلت كميها وطرف عباءتها وهي تخطو من فوق الكراتين مغمغمة" ألف مبروك لأخيك يا بسمة"
وتحركت من أمام الحاجة نحمده التي تناظرها بقرف نحو الباب.. فقابلتها الحاجة فاطمة وهي تخرج من الشقة وقد سمعت ما حدث فقالت بحرج" انتظري يا أم هاشم سأتحدث أنا مع الحاجة نحمدو"
ربتت أم هاشم على كتف الحاجة فاطمة تقول بحشرجة حاولت أن تداري بها رغبتها في البكاء "مبارك لوليد يا حاجة "
وتحركت مغادرة .. بينما قالت بسمة لعمتها باندفاع "لمَ هذه المعاملة يا عمتي؟!!.. أم هاشم لم تخطئ في شيء ومهجة هي من طلبت منها أن ترص لها النيش"
دخلت فاطمة تقول "لماذا احرجتِ البنت يا نحمدو؟!!"
استدارت نحمده للأخيرة وقالت باستنكار "كيف توافقين على أن تقوم هذه العانس السوداء برص حاجيات ابنتي يا فاطمة .. أتريدين أن تصيب ابنتي بعين الحسد!!! .. "
اتسعت عينا فاطمة وبعض الموجودات باستنكار لتصيح نحمده في الأولى مبررة " من الطبيعي أن يملأ الحقد قلبها وهي ترى كل هذا وهي لم تنل ولو جزء مثله "


كلماتها ذبحت أم هاشم التي كانت واقفة على السلم تعدل طرف العباءة الذي لم يعتدل كله وتدخل أطراف شعرها المجعد تحت الحجاب.. فأسرعت بالنزول بخطوات عصبية تتحكم في ملامحها حتى لا يظهر تأثرها على وجهها ..
أما الحاجة فاطمة فقالت باستنكار" هل تتهمينني بأني أعرض ابنتك للحسد يا نحمدو؟"
حاولت نحمده المداهنة فقالت بلهجة أهدأ "لا أقصد يا بنت عمي لكن ضعي نفسك مكاني أنا أم وأخاف على ابنتي من عين الحاسدين والحاقدين"
التحكم في أعصابها لم تقدر على مواصلته فاندفعت مليكة تقول "بصراحة كنتِ قاسية معها بدون سبب يا حاجة نحمدو .. أم هاشم الكل يعرفها .. قلبها أبيض ونيتها صافية "


استدارت إليها نحمده تقول ببرود " لا تتدخلي فيما يخص ابنتي فهذا ليس من شأنك؟"
امتقع وجه مليكة وقبضت على أعصابها من الانفلات خاصة مع الهمهمات الخافتة للنسوة الواقفات فقالت وهي تغادر "أنا سأغادر لأني لن أتحمل هذا الاسلوب .. السلام عليكم"


وقفت نحمده تسند قبضتيها في جانبيها تتطلع في ظهرها وهي تغادر وقد شعرت بالحرج من رد فعل زوجة ابنها أمام الأخريات بينما صاحت ونس صيحة معترضة في وجه نحمده ووقفت أمامها تناظرها بقرف .. ثم اندفعت تلحق بمليكة فازداد غيظ نحمده وقالت بوعيد" اتفقنا يا بنت عيد القللي .. أنا تنظري إليّ بهذه الطريقة؟!!"


قالت بسمة لعمتها بحدة" أنت أهنت أم هاشم في بيتنا يا عمتي واحرجتنا كلنا وهذا لا يصح"
استدارت لها نحمده تقول بلهجة مستنكرة "وهل ستعلمينني أنت الأخرى ما يصح ومالا يصح يا ست بسمة !"


وقفت بقية النسوة يتابعن ما يحدث بتوتر بينما قالت فاطمة بلهجة موبخة "بسمة!!!"


بصعوبة بلعت الأخيرة لسانها بغيظ ..لكن تراشق العيون الملونة بينها وبين عمتها ظل لبضع ثوان قبل أن يقطعه دخول فايزة الزيني تقول بترحيب "تفضلوا أهلا وسهلا (ثم نظرت لحالة الوجوم التي تعلو وجوه الموجودات وسألت ) ماذا حدث؟!!"


تفاجأت الواقفات بدخول رجل يصطحب معه عددا من الشبان والشابات .. فتبادلن النظرات المتسائلة باستغراب ليشرق وجه الحاجة نحمده وتقول " أهلا وسهلا تفضل (ثم ناظرت الموجودات توضح بفخر ) إنه مهندس الديكور وفريقه الذين سيقومون بترتيب وفرش الشقة"
تطلعت الواقفات في بعضهن باندهاش .. لتميل واحدة على الأخرى هامسة " سمعت أن بعض العائلات الكبيرة في القرى المجاورة بدأوا بهذه الموضة ..يحضرون مهندس ديكور لفرش شقة العروس "


بينما أكملت نحمده بصوت عال " ومعهم بالطبع متخصص لرص النيش"
قالت فايزة للمهندس "تفضل يا باشمهندس تفضل"


لم تستطع بسمة تحمل المزيد فاندفعت بعصبية تخترق الواقفين عند الباب وتغادر الشقة .. فطحنت الحاجة نحمده ضروسها بغضب .. في الوقت الذي قالت فايزة الزيني للمهندس "أرجوك نحن في عجلة من أمرنا فليس أمامنا سوى ساعات قليلة"


قال المهندس بهدوء وثقة "لا تقلقي يا فندم ستدهشين من سرعة انجازنا"
أما نحمده فكانت لا تزال تتطلع في الباب المفتوح الذي غادرت منه بسمة للتو .. ثم قالت لفاطمة "تغيرت بسمة يا أم وليد .. تغيرت جدا.. بكل أسف "
فأطرقت فاطمة برأسها تكتم شعورا بالحسرة وقلة الحيلة ولم تعقب .
××××
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

يتبع







Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-01-20, 11:02 PM   #376

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

خرجت أم هاشم من بيت الوديدي بوجه خشبي جامد الملامح تختفى تعابيره خلف سمرته الطبيعية وتحركت بخطوات عصبية متقبضة غاضبة .. تحاول استحضار الجانب العاقل فيها .. وتخبر نفسها بأنها صحيح لا تسمح لأحد بإهانتها أو التصرف بدونية معها .. لكن نحمده الوديدي هي زوجة عمدة القرية وفي عمر والدتها وليس من الحكمة التطاول عليها ولهذا بلعت لسانها وغادرت ..
تطلعت في الشوارع حولها تائهة ..
إلى أين تذهب ؟..
لن تستطيع أن تختلي بنفسها في بيت عمها خاصة وهي تتشارك الغرفة مع اثنين من بناته الصغار..
إنها غاضبة..
ومتألمة..
ومجروحة بشدة مما قالته المرأة في وجهها وبعد مغادرتها ..
أكل هذا بسبب سواد بشرتها!!.


تطلعت في الوجوه البيضاء والحنطية حولها .. ثم أنزلت أنظارها إلى كفيها ذوي السمرة الداكنة تقلبهما أمامها ثم اطبقتهما بقوة على مشاعرها المجروحة وأسرعت الخطى تبحث عن أي مكان تستطيع أن تبكي فيه وحدها ..
دون أن يراها أحد..
دون أن يشمت فيها أحد..
دون أن يشفق عليها أحد..
ودون أن يبصر ضعفها أحد.
فالعفريتة السوداء في نظرهم لا تبكي أبدا ولا تتألم !.
××××


قالت كاميليا صارخة وهي تنزع عنها غطاء رأسها بعصبية" أنا لا أفهم ما هي مشكلتك بالضبط يا جابر .. أنت لا تفعل سوى التضييق عليّ والكتم على أنفاسي !!"
هتف جابر باستنكار " ألا تعرفين ما هي مشكلتي بالضبط يا كاميليا؟!!.. قلت أن حضورك بالسيارة مبالغ فيه ومع هذا نفذتِ ما تريدين …"
قاطعته كاميليا تقول بحدة" لم ألجأ لسيارتك وطلبت من أخي أين مشكلتك؟!!"
اندفع نحوها يقبض على ذراعها بقوة هادراً بعنف "هل أتحدث بلغة غير العربية يا كاميليا ؟؟.. اقول لك ما قمتِ به كان بدون موافقتي .. وكان مبالغا فيه جدا .. هيئتك التي ظهرتِ بها (وأشار بإصبعه لمظهرها من رأسها حتى أخمص قدميها يقول ) ما هذا المظهر المبالغ فيه ؟!.. عباءة لامعة في وضح النهار وفي مناسبة لا تستحق كل هذا التأنق .. وزينة وجه وكأنك العروس .. كم من مرة أخبرتك أن بياض بشرتك وملامحك لا يحتملان الإغراق في زينة الوجه وإلا لانقلب شكلك لـ … (بلع الكلمة وجز على أسنانه يمنع أعصابه بقوة من الانفلات ثم قال بصوت حاول أن يكون أهدأ ) شكلك يكون فج يا كاميليا .. (لكن مراجل الغضب ظلت تغلي في رأسه فغرز أصابعه بقوة في ذراعها وهو يتذكر مشيتها وقال من بين أسنانه ) هذا غير تلك المشية الاستعراضية أمام الرجال .. أقسم بالله لولا أني لازلت احتفظ ببعض العقل في رأسي لصفعتك أمام الناس "


سحبت ذراعها من بين أصابعه بعصبية وصاحت بشراسة وهي تحدق فيه بعينيها الخضراوين بغضب " من هذه التي ستصفعها أمام الناس يا جابر!! .. وما بها مشيتي!! .. ألا يكفي بأني التزم بتعليماتك ولا أرتدي عباءات ضيقة أو مفتوحة من الأسفل وأغطي شعري كله كما تريد !!.. وبرغم كل هذا لا يرضيك !! (وتجمعت الدموع في عينيها وقالت شاعرة بالقهر ) لمَ أنت معقد بهذا الشكل يا جابر .. كل الرجال يتفاخرون بكون زوجاتهم جميلات إلا أنت"


أحس جابر وكأنه كحيوان ضاري شديد الشراسة يرغب في تمزيق من أمامه .. فرفع وجهه بعيدا عن شكلها المستفز أمامه بالأصباغ فاقعة اللون التي تغطي وجهها كله .. ومسح بيديه على وجهه بقوة يحاول السيطرة على نفسه حتى لا يقوم بما لا يحب أن يفعله كأنه يستنجد بالسماء لتنزل عليه المزيد من الصبر .. ثم تحرك خطوتين للخلف قائلا" كالعادة نحن نتحدث بلغتين مختلفتين.. وكل منا لا يستوعب الأخر .. دعينا نتوقف عن الجدال حاليا حتى نهدأ (وتحرك مغادرا لكنه توقف عند الباب وادار لها وجهه يقول بلهجة صارمة ) لا تتحركي من البيت بدون إذني وفي المساء لن تخرجي لحفل الحناء قبل أن أرى ماذا تلبسين وبعدها أقرر"


قالها وصفع الباب خلفه فتقبضت كاميليا بغضب وقد جن جنونها .. أما جابر قابلته أمه في صالة البيت في الطابق الارضي بقامتها القصيرة وجسدها النحيل حين نزل من الدور العلوي تقول" ماذا حدث يا جابر ؟؟.. لمَ صوتكما عال بهذا الشكل يا ولدي؟"
ربت جابر على كتف أمه وقال بصوت خافت متحكما بقوة في رغبة ملحة لتحطيم الأشياء حوله "لا تشغلي بالك يامّة "
وتحرك مغادرا فلحقته بصوتها "إلى أين يا ولدي؟"
رد جابر قبل أن يغلق باب البيت "عائد للمحل"
نظرت أم جابر للدور العلوي واستغفرت ربها وحوقلت قالت "هداكِ الله يا بنت العسال"
××××


بعد ساعة
هدر مصطفى الزيني قائلا "ما معنى أنك لا تريد حضور فرح عمتك مهجة"
قال حمزة لوالده بهدوء "أولا هي ليست عمتي وإنما ابنة عم والدي التي تصغرني بأربع سنوات ..ثانيا أنا لا أريد أن اتعامل مع أي شيء يخص عائلة عبد الرحيم الزيني"
وقفت صفاء مرتعبة من شجار وشيك بين زوجها وبكرها لنفس السبب الأزلي بينهما بينما استقام مصطفى واقفا يقول لابنه بتوبيخ" هل سنعود لتلك السيرة يا حمزة؟!!"


قال حمزة بحنق" أنا لم أعد لأي سيرة يا أبي (وضرب على فمه بكفه بعصبية يقول بلهجة متألمة ) فمي مغلق ولم أفتح أي سيرة تخص أحقيتك في العمودية التي أخذها عمك منك بالقوة بعد وفاة والدك .. ولم اتحدث عن استسلامك لهم بكل هدوء منعا لإراقة الدماء بين أولاد الزيني فمنعتنا نحن أولادك من حقنا في وراثة منصب العمدة الذي نتوارثه أبا عن جد منذ أكثر من مائة عام .. ولم أتحدث عن كل الاستعدادات الصريحة والفجة لتمرير المنصب لمفرح ابنه بالاتفاق مع الاجهزة الحكومية دون الالتفات لأحقيتك في المنصب بعد أن كانت حجتهم حين اخذوها منك بأنك لم تكن تتعدى العشرين وقتها ولازلت صغيرا .. لم أقل شيئا يا أبي أنا مخروس .. كل ما قلته أني أمقت هذا الرجل وكل ما يأتي من ناحيته"


تدخل عبد الله الولد الثاني لمصطفى يسحب أخيه من أمام والده وكأنه ينبهه بأنه قد انفعل في حضرته لكن حمزة كان الغضب قد سيطر عليه تماما.


ولم يكن مصطفى أقل منه غضبا مضافا إليه شعور بالإحباط والحسرة أن يحمل أكبر ابنائه كل هذا الغل في صدره لأحد من أفراد عائلة الزيني ..وأن تكون هذه هي نظرته إليه لكنه قال بهدوء مصطنع "وهل كنت ستتولى المنصب من بعدي يا دكتور بعد أن أموت وتترك مهنة الطب؟!!!"


رد حمزة منفعلا " أنا أتحدث عن المبدأ يا أبي ومن الممكن أن يأخذها أحد اخوتي بعد عمر طويل "
قالها مشيرا لإخوته الأربعة الذكور الواقفين بترقب داعين الله ألا يتطور الوضع بين والدهم وأخيهم الأكبر.
فهدر مصطفى قائلا بحزم " أنا لا أريد المزيد من الحديث في هذا الأمر يا حمزة فقد انتهينا منه منذ زمن والحمد لله لسنا في حاجة إلى ألقاب .. يكفي اسم فاضل الزيني والدي ..وتكفي سيرتنا بين الناس لتكسبنا مقاما وهيّبة .."


قال حمزة بهدوء وهو ينهت من الانفعال "أنا آسف يا أبي .. لم أكن أرغب في فتح أي شيء يخص هذا الأمر .. وآسف أيضا فلن استطيع المشاركة في أي شيء يخص عبد الرحيم الزيني عمك فعليّ أن أذهب للعاصمة لبعض الأمور التي تخص الكلية"
ضيق مصطفى عينيه وقال مستنكرا "أمور تخص الكلية اليوم الخميس وغدا الجمعة!!"
رد حمزة متقبضا ومشيحا بوجهه" أجل يا أبي"
ساد الصمت للحظات ثقيلة بين الجميع ونظرات إخوة حمزة ما بين لائم له أو قلق من رد فعل والدهم ليقول مصطفى بحسرة قلب مستسلما "حسنا بني اذهب"


لم يكد يتم عبارته حتى كان حمزة يسرع في المغادرة ليلحق به عبد الله ومحمد في محاولة لإقناعه بالعدول عن قراراه .. بينما بقي يامن وياسر أصغر ولدين واقفين لا يعرفان كيف يخففان الأمر على والدهما .. لتتدخل صفاء قائلة "لا تغضب منه يا مصطفى أنت دوما تقول بأنه يشبه عمك العمدة في عصبيته وتعصبه.. لكنك تعلم بأنه يحترمك ويقدرك"


أومأ مصطفى برأسه دون أن ينطق .. فتدخل يامن ذو السبعة عشر عاما يقول ببعض المزاح لتخفيف الأجواء "نحن الأربعة سدادون يا حاج مصطفى وسنشرفك ونشرف جدي العمدة أليس كذلك يا ياسر"
رد ياسر قائلا بنفس المرح المتعمد "بالضبط فإن كان ولدك البكر غائبا .. فلديك من الأسود أربعة أخرين يا والدي"
ابتسامة ضعيفة ظهرت على وجه مصطفى وغمغم بخفوت" بالطبع ..لا حرمني الله منكم (ثم اضاف برجاء ) هلا تركتموني وحدي قليلا"
تطلع الأخوين في أمهما التي تناظر زوجها بنظرات قلقة والتي قالت بطاعة" حسنا .. كما ترغب يا أبا حمزة هيا يا أولاد"


حين خلت الغرفة له .. رفع مصطفى نظراته إلى تلك الصورة التي تزين غرفة الضيوف في منزله الفخم..
صورة والده العمدة السابق فاضل الزيني .. فكانت الصورة وكأنها قد التقطت لمصطفى الزيني في عصر أقدم ..
تأمل مصطفى الصورة بحيرة وغمغم متسائلا بنفس السؤال الذي يخشى أن تكون أجابته صادمة بالنسبة له.


"هل أنت أيضا غاضبا مني يا أبي لأني آثرت حقن الدماء بين أولاد الزيني وتنازلت عن العمودية لعمي ؟
هل تلومني لأني حاولت تربية أولادي على أن يتسامحوا وينسوا الأمر برمته ويترفعوا عنه؟
هل أنت غاضب مني يا أبي لهذا يعاقبني الله بعدم مسامحة ابني البكر لي في هذا الأمر؟؟
ليت الله يريحني ويخرجني من حيرتي بأي إشارة تؤكد لي بأنك لست غاضبا مني ..فهو وحده يعلم بأني قصدت الخير للجميع"
××××


وقف مفرح أمام أمه يحك جبينه شاعرا بأنه على وشك الإصابة بذبحة صدرية ..بينما تدخل والده قائلا لزوجته بغضب وعصبية "ما دام قد أخبرك يا نحمدو بألا يبيت أحد في البيت القبلي لماذا لم تلتزمي بذلك!"


قالت نحمده وهي تمرر نظراتها المرتبكة بين زوجها وابنها" نسيت يا حاج .. أقسم بأني نسيت ..أنت تعلم بأن عدد الضيوف الآتين من العاصمة والمحافظات الأخرى كبير والتهيت بتدبير أماكن مبيت لهم فنسيت أن مفرح قد طلب مني ذلك"


نظر مفرح لأمه قائلا وهو يطحن ضروسه "والآن ما العمل ؟.. صديقاي آتيان من العاصمة والمفروض أن أوفر لهما مكانا للمبيت ..ماذا أفعل الآن وكل الأماكن التي نملكها والتي يملكها الأقارب غير متاحة؟"
تدخلت فايزة تقول "ما رأيك أن أبحث لهما عن مكان عند أهل زوجي؟"
رد مفرح بعصبية "هل من المعقول أن أقول لضيفاي ستبيتان في قرية مجاورة عند أُناس لا تعرفونهم من قبل؟!"
عدلت فايزة من نظارتها الطبية فوق عينيها واطرقت في حيرة .. بينما أمسكت مليكة بذراع مفرح رغبة منها لتهدئته وهي تشعر به سيتفتت من العصبية خاصة وهي تعرف كم أن هذين التوأمين أصبح لهما مؤخرا أهمية كبيرة لديه .. فقالت بهدوء "سأحاول أن أسأل أبي إن كان لدينا مكانا مناسبا"


لوت نحمده شفتيها بحركة مخفية بينما تحرك مفرح بعد أن ربت على ذراع مليكة مغمغما" دعي هذا آخر الحلول سأسأل مصطفى الزيني أولا "
اسرعت مليكة تخرج خلف مفرح قلقة عليه وهي تتأمل وجهه الأحمر وعضلات كتفيه المتشنجة ثم توقفت عند باب البيت وهي تراه يتجاوزه بخطوات مسرعة عصبية في الوقت الذي قال الحاج عبد الرحيم الزيني لزوجته موبخا" أرأيتِ ماذا فعلت يا امرأة.. ستجعلين الصوالحة يكرمون ويضيّفون صاحبيّ ابنك بدلا منا .. ما عرفته من مفرح أنهما من دولة أخرى وثريان جدا"


أسرعت نحمده تقول بمكر " لا والله لن اترك للصوالحة الفرصة لضيافتهما (وقالت لابنتها الكبرى آمرة ) اتصلي لي بخالك سليمان بسرعة"
في الخارج أمام بيت العمدة وقف التوأمان يستندان لسيارتهما يتطلعان فيما حولهما بفضول فلكز شامل أخيه قائلا "يا ويلي .. إن الفتيات هنا جميلات بالفعل .. لمحت بعضهن في الطريق ورأيت اثنتين تخرجان من بيت العمدة بعينين ملونتين .. ( وأضاف بلهجة صبيانية ) ليتنا نبقى هنا أكبر وقت ممكن يا كيمو"


ابتسامة مصحوبة بلكزة من مرفق أخيه كانت الرد ثم قال وهو يلمح مفرح خارجا من البوابة الضخمة لدار العمدة" اخرس وإلا سيقتلع ابن الزيني عينيك إن سمعك"


هيئة مفرح العابسة والتي تتنافى تماما مع حالته الصبيانية منذ أقل من ساعة أصابتهما بالقلق فاستقبلاه بعيون متسائلة .. لكنه لم يقل شيئا بل رفع الهاتف على أذنه ثم غمغم بضيق وهو ينزله بعد ثوان " أين أنت يا مصطفى!"
نظر التوأمين لبعضهما ثم تطلعا فيه ليقول شامل "ماذا حدث يا مفرح تبدو منفعلا؟!"
أجاب مفرح بحرج "لا شيء لا شيء .. هناك مشكلة ما تخص ترتيبات حفل الزفاف سأعود إليكما حالا "


قالها وتحرك متجها نحو بوابة البيت المجاور لبيت العمدة .. بيت مصطفى الزيني.
بعد دقائق كان مصطفى يخرج لمفرح الواقف في ساحة بيته يقول بلهجة لائمة "لمَ تقف هكذا يا باشمهندس ولم تدخل!"
قال مفرح مدققا في وجه مصطفى وقد استشعره مهموما " هل أنت بخير؟!"


ابتسم مصطفى ابتسامة باهتة واجاب مؤكدا "بخير والحمد لله لا تشغل بالك"
قال مفرح موضحا " معي صديقاي من العاصمة وفوجئت بأنهم قد اسكنوا بعض الأقارب في البيت القبلي وقد كنت اعده لهما ولم يعد هناك مكانا شاغرا .. فهل لديك مكانا ليبيتان فيه بضعة أيام؟"


تفاجأ مصطفى من كلمة (صديقاي ) فهو يعلم أن مفرح ليس لديه اصدقاء بالمعني المعروف للكلمة ولكنه يبقي الجميع على مسافة منه لكنه غمغم قائلا "لا للأسف .. فكل البيوت التابعة لنا قد اسكنت فيها اقاربنا وبعضهم عندي هنا في البيت"


أطرق مفرح برأسه يطحن ضروسه .. فقال مصطفى مربتا على كتفه "لا تقلق سأحلها لك بإذن الله سأتصل بحماي وأسأله"
تطلع فيه مفرح وغمغم" أشعر بالحرج منهما .. إنهما أول مرة يزوراني هنا ..كما أنهما ليسا من بلدنا فهما من بلد عربي شقيق .. عموما لا يصح أن أتركهما يقفان بالخارج سأضايفهما عندنا حتى نجد حلا"


قال مصطفى وهو يتحرك معه نحو البوابة "لا تقلق سنحل الأمر"
حين تطلع الأخير من البوابة لمح التوأمين يقفان أمام سيارتهما فاقترب مرحبا بهما وقد تفاجأ بالتشابه العجيب بينهما وأخذ الأمر منه بضع لحظات للاستيعاب قبل أن يقول مسلما" يا أهلا بكما في قريتنا"


سلم عليه التوأمان بترحيب ليتدخل مفرح يعرّف الجميع" هذا ابن عمي مصطفى الزيني وهذا شامل غُنيم نَخْلَة وتوأمه كامل "
رحب بهما مصطفى وقال ضاحكا " هل أنت متأكد من أنك تستطيع التفريق بينهما يا مفرح ؟!"


غمغم مفرح وسط ضحكات الجميع "سبحان الله أقدر على التفريق بينهما بسهولة ولا تسألني كيف"
قال شامل بابتسامة واسعة " الحقيقة أننا نقدر جدا من يستطيع التفريق بيننا .. نشعر بأنه يعرفنا حق المعرفة وليس من مجرد هيئتنا الخارجية"


رد مصطفى بهدوئه المعهود " أنرتما قريتنا ..وضيوف مفرح نحملهما فوق رؤوسنا "
فجأة وقفت سيارة بالقرب منهم وخرج منها سليمان الوديدي يلملم في عباءته ويقيّم التوأمين بنظرة خاطفة بعد أن أخبرته أخته نحمده بضيوف مفرح المهمين من العاصمة .. ومن خلال هيئتهما وتلك السيارة التي ترابط بالقرب منهما والتي يعلم جيدا بأنها بمبلغ مخيف .. تأكد من أنهما ثريان فاقترب مرحبا يقول "السلام عليكم .. (وتحدث بابتسامة واسعة) الحاج سليمان الوديدي خال الباشمهندس مفرح"


رفع مفرح حاجبيه متفاجئا ومتسائلا ليضيف الحاج سليمان" أخبرتني الحاجة أم مفرح بما حدث .. وبالطبع ضيوف بيت العمدة نحملهم فوق رؤوسنا"
غمغم شامل وكامل بعبارات الشكر في حرج وهما ينظران لمفرح بنظرات متسائلة عما يعنيه .. فنظر الأخير لخاله نظرة لائمة يمنعه من الاسترسال لكن الأخير قال باندفاع مبررا " عائلتي الزيني والوديدي بفضل الله لديهم أقارب وأصهار وأصدقاء في كل محافظات الدولة فطبيعي أن تمتلئ كل الأماكن الشاغرة لدينا في البلدة في مناسبة كهذه .. فلا تشعر يا باشمهندس مفرح يا ولدي بالحرج أمام صاحبيك فبالتأكيد هما مقدران لهذه النقطة"


شحب وجه مفرح شاعرا بأنه على وشك الإصابة بنوبة قلبية.. فناظر خاله بحدة بينما أسرع مصطفى يقول بلهجة حادة غير مستسيغ لذكر الأمر أمام الضيفان فهو في عرف أهل الريف أمرا محرجا " لا توجد مشكلة يا حاج سليمان الأمر محلول بإذن الله"


فهم التوأمين سبب حالة مفرح المرتبكة فرد كامل ببساطة موجها الحديث لمفرح "لا تشغل بالك يا رجل الأمر بسيط فلا تعاملنا معاملة الضيوف .. سنعود للعاصمة في المساء وسنأتي غدا مرة أخرى في حفل الزفاف لا تشعر بالحرج"
قال مفرح بضيق "كيف تقول هذا الكلام !.. هل ستأخذون الطريق ذهابا وعودة ليومين متتاليين!"


تدخل شامل قائلا "لا بأس فالطريق ساعتين تقريبا فلا تنفعل الأمر بسيط يا شقيق"
هز مفرح رأسه بعناد غير راض عن اقتراحهما وقال مختلقا كذبة تحفظ له ماء وجهه في هذا الموقف السخيف " أنا فقط كنت أود أن أضيفكما في مكان معين فحدث خطأ من والداي أثناء التسكين .. ( وقال ينظر لمصطفى وكأنه يطلب المساعدة مضيفا ) لكن الأماكن موجودة إن شاء الله "


قال شامل بهدوء " نحن أكيدان بأنكم أهل الكرم كله .. لكن لا نريد أن تعطيا للأمر أكبر من حجمه ..ولا أعتقد بأنك يا مفرح تعتبرنا ضيوفاً .. نحن إخوة لذا سنغادر مساء اليوم وسنعود صباح الغد إن شاء الله"


كان الحاج سليمان الأسرع في الرد حين قال "هذا الكلام لا يصح كما قال الباشمهندس مفرح (واستدار لمفرح يخرج بحركة استعراضية من جيب جلبابه مفتاحا وهو يقول) تفضل يا باشمهندس هذا مفتاح بيت الحاج صالح.. نظيف.. ومرتب.. ويليق بضيوفك.. حتى في موقعه على الطريق (وتحدث بلهجة المسيطر على الأمور) لم أرغب في أن أستضيف فيه أحدا من الضيوف ..وكأني كنت أشعر بأنه ينتظر ضيوفاً مهمين.. وها قد صدق حدسي"


شعر مفرح بالحرج وغمغم بصوت خافت لخاله "ولكن هل سألت بسمة؟"
قاطعه الحاج سليمان قائلا " لا تقلق كل شيء على ما يرام (واستدار للتوأمين اللذان يتطلعان فيهما بعدم فهم قائلا) انرتما القرية يا شباب (واختلس النظر نحو سيارتهما مرة أخرى ثم قال ) سنلتقي إن شاء الله خلال فترة تواجدكما في القرية .. (ولملم عباءته بحركة استعراضية مغادرا وهو يقول) السلام عليكم"


رد الجميع السلام .. فتطلع فيه مفرح وهو يعود لسيارته قبل أن ينظر للمفتاح في يده في حيرة .. ثم رفع عيناه لصاحبيه قائلا باستسلام " هيا لأريكما البيت"
××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-01-20, 11:03 PM   #377

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

ما معنى أنها لن تخرج إلا بإذنه ؟!!! ..
وبأنه يريد أن يرى ماذا سترتدي في حفل الحناء قبل خروجها ؟!!!
هل يفكر في منعها من الذهاب للحفل؟؟؟!!!..
لا .. لن يحدث أبدا ..
إنه الحدث الذي تترقبه منذ مدة في هذه القرية المملة .. الفرصة التي ستتيح لها بعض الوقت من التلذذ برؤية بسمة الوديدي والاستمتاع بسماع الهمس واللمز عليها والتشفي فيها وعروس صغيرة في العشرين من عمرها تنضم لبيتهم بينما هي باقية في بيت والدها عاقر ومطلقة..


كم سيسعدها حين تنجح الضغوط على بسمة وترتضى في النهاية بالزواج من رجل متزوج بالفعل .. أو ربما أرمل كبير في العمر ولديه عددا من الاطفال ويرغب فيمن تربي له أولاده ..
آلمها ذراعها موضع أصابع جابر.. فرفعت كاميليا كُم العباءة تتطلع في لحمها الأبيض البضّ والعلامات الحمراء والزرقاء التي شكلتها أصابعه على ذراعها .. ثم جزت على أسنانها وتحركت تخطف وشاحها وتضعه بعشوائية حول رأسها.. و غادرت غرفتها.


في الطابق الأرضي تطلعت فيها أم جابر بعد دقيقة من جلستها على أحد الأرائك في الصالة وهي تنزل بعصبية فبادرتها قائلة" إلى أين يا كاميليا؟"
احكمت كاميليا الوشاح حول رقبتها وردت بقرف وهي تتجاوزها نحو باب البيت " لا تتدخلي فيما لا يعنيك يا خالتي بالله عليك "
حين صفعت الباب خلفها تكدرت أم جابر وأطرقت برأسها في حيرة ولم تعرف كيف تتصرف ..


هل تتصل بابنها وتخبره بخروج زوجته؟
أم تتركه ليكتشف ذلك وحده ؟
فهي لا تريد أن تشعل الأمر بينهما أكثر مما هو مشتعل .. وهذا ما يجعلها تتحمل معاملة زوجة ابنها المتعالية حتى لا تخرب بيت ابنها..
فحسمت أمرها بعد قليل مغمغمة" لا تتدخلي يا نَجَف حتى لا تقول أن أمه هي السبب"
××××


لمحها عيد القللي آتية من أول الطريق تتبختر في مشيتها ساهمة كعادتها .. فازداد غضبه وانفعاله ..
يوما ما ستنهي حياته هذه الفتاة بلامبالاتها وعِنادها وإصرارها على فعل ما تريد .. إنه يكبر بالعمر ويزداد ضعفا وهي تزداد جموحا وانطلاقا ..
المشكلة أنها لا تعترف بأنها مختلفة وأن لديها ظروفا خاصة.. بل تتعامل وكأنها ليست صماء بكماء .. تتعامل وكأنها لا ترتدي سماعة في أذنيها ..
تتعامل وكأنها عادية تستطيع النطق ..
والحقيقة لا يعلم إن كان عليه أن يفرح بكونها لا تشعر بوجود مشكلة وتتعامل مع عاهتها بكل تقبل؟
أم عليه أن يخاف ؟!..
يخاف من سذاجتها .. ومن انفتاحها على الجميع..



يخاف من عنادها واصرارها على تنفيذ ما تريد..
يخاف عليها من بعده .. فمن سيرعاها وهي لا تملك سواه.. لا أم لا أخوة لا أقرباء..
على مشيتها المتبخترة السعيدة لسبب لا يعرفه تذكر حياتهما معا على مدى ثلاثة وعشرون عاما بداية من انجابها وهو في الأربعين من عمره بعد أن ظل هو وأمها يحاولان الانجاب سنينا طويلة .. لتحمل فيها زوجته أخيرا .. ثم ينتهي الحلم الجميل بكابوس وفاة والدتها أثناء ولادتها ..
فبقيت هي معه كائنا ضعيفا جميلا شقيا ..هون عليه مصيبته .. وهون عليه شقاء الحياة وضيقها .. لكن ذلك المرض الذي أصابها وهي صغيرة وتسبب في فقدانها لحاسة السمع وبالتالي فقدانها النطق ذبحه في الصميم ..
أن ترى فلذة كبدك ليس كطفل عادي كبقية الأطفال إنه لعذاب أبدي ..



ومع هذا لم يقنط من رحمة الله .. ظل حامدا شاكرا له ..لكنه رغما عنه يشعر بالخوف الشديد عليها .. شخصيتها الغير نمطية ..
عاهتها ..
فقره وقلة حيلته ..
كلها أمور تشعره بالخوف والقلق وباتت تؤرق مضجعه مؤخرا ..
إنه ينام كل ليلة مرعوبا ألا يستيقظ .. ليس خوفا من الموت في حد ذاته فهو رجل مؤمن لكن خوفا عليها .. خوفا من أن يتركها وحيدة من بعده.


أوقف عجلة الفخار التي يلفها بقدمه وترك قطعة الطين التي كان يشكلها على آلة صنع الفخار وتوجه ناحية دلو الماء يغسل يده وهو يفكر ..


أعليه أن يقبل بزواجها بأي زيجة حتى لو لم تكن مناسبة.. لمجرد أن يطمئن بأنه لن يتركها وحدها!..


لكنه عاد يوبخ نفسه قائلا "أي زيجة هذه التي ستأمن عليها فيها يا عيد وأنت تقول بأنها غير مناسبة!!"


حين اقتربت حدجها بنظرات غاضبة .. فأشاحت ونس بمقلتيها عنه بحرج وهي تعلم بأنه غاضبا منها لخروجها بدون إذنه ..فوضعت يدها في جيبها تتأكد أن الهاتف الذي اعطته لها مليكة مختبئا خلف الدفتر وبأن والدها لن يراه .. فهو لا يسمح لها بقبول أي هدايا من أي أحد .. ثم اشارت له بلغة الإشارة تقول بابتسامتها المليحة لعلها تخفف من غضبه " كيف حالك يا أبي؟"
"أين كنتِ؟ "
قالها عيد بغضب .. فتصنعت ونس عدم السمع ووضعت يدها على أذنها وكأنها تقول "لا اسمعك"


ليقول عيد بغيظ أكثر "لا تتلاءمي يا ونس أنا أعلم أنك تسمعينني وإن كنت لا تسمعينني فأنت تقرئين الشفاه جيدا"


ضربت ونس على أذنيها الواحدة تلو الأخرى وأشارت له بأن السماعتين معطلتين.. ثم تجاوزته تهم بدخول البيت هاربة لكن عيد اعترض طريقها يقبض على ذراعها هادر "ونس!"


اسرعت ونس بإخراج دفترها وكتبت "كنت في فرش مهجة بنت العمدة .. أم هاشم كانت تريدني لمساعدتها في اختيار الألوان في النيش"
واحجمت عن ذكر أن مليكة أيضا كانت تريدها حتى لا تضطر لأن تذكر السبب فقال عيد موبخا" ولماذا لم تخبريني؟"
ردت ونس بلغة الإشارة" حين خرجت لم أجدك وكنت متعجلة من أمري"


ناظرها عيد بعتاب فاتسعت ابتسامتها .. واقتربت منه تلف ذراعيها حول عنقه .. فتصنّع عيد بعض الحزم وقال وهو يبعد ذراعيها " هيا اعدي لنا شيئا للغداء"


طبعت قبلة سعيدة على وجنته ثم أمسكت بخديه تداعبه .. فأبعدها عيد بوجه صارم يخفي قلبا ضعيفا أمام شقاوتها .. لتتحرك ونس تدخل البيت البسيط ذا الطابق الواحد وهي تفكر ..
كيف ستخفي أمر الهاتف عن والدها؟!!
×××××


في المساء
في رحلتهما من بيت (الجد صالح ) كما سمعا مفرح يطلق عليه إلى بيت العمدة مشيا على الأقدام بعد أن وصف لهما الأخير الطريق والذي كان سهلا.. أخذ التوأمان يتطلعان فيما حولهما بفضول وبنظرات مختلسة للفتيات اللاتي كن يتوجهن في نفس طريقهما إلى بيت العمدة حيث يقام حفل ليلة الحناء للعروس .. وقد حظيا هما أيضا بنظرات فضولية من الجميع ليس فقط لكونهما غريبان عن البلدة ولا لأن طولهما الملحوظ وضخامتهما ووسامتهما وأناقتهما كانوا ملفتين لفتيات القرية اللاتي بدأ بعضهن يتهامس عنهما ولكن بالتأكيد لتطابقهما في الشكل لكنهما لم ينزعجا من تلك النظرات فقد اعتادا عليها منذ صغرهما.


كانت عينا كامل تدوران حوله وكأنه يبحث عن شيء ما ..ليأتيه صوت شامل يقول بحماس" أحببت بيت الجد صالح ذكرني ببيت جدي في الوطن"
ابتسامة باهتة ارتسمت على شفتي كامل دون رد ليضيف شامل وقد شاهد الأنوار التي تزين الشارع الذي يقع فيه بيت العمدة" ها قد اقتربنا (ثم تطلع في توأمه قائلا بقلق ) هل تبحث عن شيء يا كيمو ؟ أشعر بك تفكر في أمر لكنك تحتفظ به في موقع خاص في رأسك بعيدا عني!"


هز كامل كتفيه ورد بهدوء " لا شيء فقط ارتب الصفقات التي سنعقدها مع مفرح لتوريد الخضر الأورجانيك والفاكهة للمطعم .. وافكر في التجهيزات الباقية لإعادة افتتاح المطعم لأني أريد أن اطمئن على اعادة فتح المطعم بعد توسعته واطمئن على سير العمل فيه قبل أن أسافر"


غمغم شامل بامتعاض وهو يشيح بوجهه "ما دمت قلقا إلى هذا الحد على المطعم في ثوبه الجديد فالغِ فكرة السفر من أساسها "


أشاح كامل بوجهه دون رد ليقتربا من بيت العمدة ويجدا صوانا كبيرا على مقربة منه يضم الضيوف المهنئين من الرجال..فشعرا ببعض الحرج وهما لا يجدان مفرح بين الجموع ..بينما أسرع سليمان الوديدي مقتربا منهما وهو يقول بتهليل" يا أهلا وسهلا بالأشقاء العرب "
ابتسم له التوأمان شاعران بعدم الارتياح لهذا الرجل بينما قال سليمان مضيفا بفخر "بالمناسبة أنا لست فقط خال مفرح .. أنا والد العريس أيضا"


غمغم شامل بمجاملة" ألف مبروك تممها الله على خير"
أكمل سليمان ثرثرته مضيفا" فضّلنا أن يكون تجمع المهنئين للعريس أيضا عند بيت العروس بدلا من تقسيم المهنئين .. ففي النهاية لا يوجد فرق بين بيت الوديدي وبيت العمدة ( وأضاف بلهجة استعراضية ) حتى أنني اضطررت لنقل الطباخ الآتي من العاصمة وفريقه كاملا هنا بالقرب من مجلس الرجال ليقدموا العشاء اليوم وغدا بإذن الله "


منحه شامل ابتسامة مجاملة بينما تطلع كامل حوله يبحث عن مفرح ..فقال سليمان ببشاشة" أرجو أن يكون البيت قد أعجبكما.."
ابتسم له كامل ابتسامة مجاملة ضعيفة واضعا يديه في جيبي بنطاله الجينز الأسود بينما قال شامل ببعض الحماس "الحقيقة بيت الجد صالح ما شاء الله مريح جدا وهادئ ونظيف احببناه جدا أنا وأخي كامل"


ازدادت ملامح سليمان حبورا وفخرا وتمتم بسعادة "الحمد لله .. الحمد لله (ثم نادى على أحد الرجال من أعيان البلد قائلا بلهجة متفاخرة ) يا حاج عبد الجليل تعال لأعرفك على أصدقاء مفرح ابن أختي القادمين من دولة أخرى"
بالقرب منهم وقف بدير العسال مضيقا عينيه الخضراوين ومدققا في هذين التوأمين المتطابقين وفي ترحيب سليمان الوديدي بهما بهذا الشكل المبالغ فيه ثم مال على أحد رجاله يسأله" قلت أنهما ثريان؟"


رد الرجل مؤكدا " أجل .. فأهل البلدة ليس لديهما سيرة اليوم سوى فرش بنت العمدة وفخامته .. وذلك الرجل مهندس الديكور الذي جاء هو وفريقه لترتيب بيت العروس وانتهى خلال ساعات قليلة من فرش الشقة بأكملها .. و هذان الشابان المتطابقان في الشكل.. لو رأيت سيارتهما ستعرف بأنهما ثريان جدا"


أخيراً ظهر مفرح خارجا من بوابة بيت العمدة يبدو عليه الانشغال بمتابعة هذه وتلك .. واسرع نحو التوأمين بنظرات معتذرة متفهما حرجهما وشعورهما بالغربة بدونه .. فسلم عليهما واعتذر للرجال الذين جمعهم سليمان الوديدي حولهما ثم قال" تعاليا ليرحب بكما أبي عبد الرحيم الزيني"


××××


خرجت بسمة من بيت سليمان الوديدي تبرطم في عصبية بعد أن علمت بأن والدها قد سمح لبعض أصدقاء مفرح بالمبيت في بيت الجد صالح دون الرجوع لها ..
فاستقبلها حمادة بالتوكتوك ليقلها لبيت العمدة بعد أن قررت الأسرتين جعل حنة العروس وصوان استقبال الرجال من المهنئين للجانبين عند بيت العروس بدلا من تقسيم أهل البلدة .. ولم يبق أمام بيت الوديدي إلا الشباب أصحاب العريس المحتفلين به على أغاني ال dj الراقصة .
قبل أن تركب التوكتوك أوقفها صوت ينادي باسمها فاستدارت لتجد الدكتور مهاب الطبيب البيطري الآتي من العاصمة لرعاية مزرعة الوديدي للمواشي .. فشعرت بسمة بالحرج .. فهي تكاد تجزم بأن هذا الطبيب يميل إليها ويتحين الفرص والحجج للتحدث معها لكنها قالت بلهجة عادية "أهلا دكتور مهاب"


قال مهاب وهو يعدل من نظارته الطبية "أولا ألف مبروك لوليد يا باشمهندسة بسمة (واكمل بلهجة ذات مغزى ) والعقبى لك إن شاء الله"
ردت بسمة بوجه خالي من أي تعابير" شكرا يا دكتور العقبى لك أنت أيضا"


تنحنح الطبيب وعدل من سترته الأنيقة ثم قال" أين مجلس الرجال حسبته سيكون هنا؟"
قالت بسمة متعجلة وهي تتطلع حولها خوفا من أن يلمحهما أحد وهما يقفان يثرثران .. فلا ترغب في إثارة المزيد من الأقاويل حولها " لقد نُصب الصوان بجوار بيت العروس لاستقبال المهنئين من الرجال وبقي الشباب هنا "


قال مهاب بارتباك " حقا ! .. إذا سأبارك لوليد وأذهب إلى هناك إن شاء الله "
ركبت بسمة التوكتوك دون تعقيب .. ليسرع مهاب بالقول قبل أن تغادر مختلسا نظرة سريعة نحو سائق التوكتوك " كنت أود أن أتحدث معك في أمر هام في أقرب فرصة ممكنة يا باشمهندسة "


شعرت بسمة بالارتباك والحرج لكنها تطلعت فيه بملامحها الباردة متعمدة وردت بصوت عال من بين الموسيقى الصاخبة للـ dj" إن شاء الله دكتور مهاب .. والآن اسمح لي (وقالت للسائق وهي ترفع يدها لتسحب الوشاح الذي يغطي نصف شعرها للإمام قليلا قبل أن ينزلق ) هيا يا حمادة بسرعة فقد تأخرنا"


ليقول الأخير وهو ينطلق بسرعة " من عيني يا ست الكل"
شيعها مهاب بنظراته وهي تبتعد .. وراقب طرف عباءتها الذي يرفرف طائرا من باب التوكتوك كقلبه .. داعيا بأن ينال هو وقلبه ما يتمنيا في القريب العاجل.


××××


قال جابر في الهاتف بعصبية "ما دمتِ قد كسرت أوامري وخرجتِ من البيت يا كاميليا فابق عندك حتى أجلس مع أخيك لنَبِت في هذا الأمر .. وحتى لا تتهميني بالتسلط كعادتك ..لن أمنعك من الذهاب لحفل الحناء ..فأنا أعرف بأنك قد تصابين بذبحة صدرية إن فوتِ هذا الحدث بالذات .. لكن قسما بالله .. لو رأيتك ترتدين شيئا مبالغا فيه أو تضعين زينة وجه فجة لا أعرف كيف سيكون رد فعلي ..فقد نفذ صبري معك ولم أعد أحتمل"


قالها واغلق هاتفه دون أن ينتظر منها ردا .. ثم ألقاه على الأريكة ووقف متخصرا يزم شفتيه في محاولة للسيطرة على أعصابه التي أهاجها الغضب حين حضر منذ قليل فأخبرته أمه بأن كاميليا قد غادرت المنزل .


ربتت أمه على صدره وقالت ترفع عيناها اللتان غشيهما العمر "اصبر عليها يا بني إنها مازالت طائشة"


انفجر جابر صائحا " وإلى متى ستبقى هكذا يا أمي إنها في الواحدة والثلاثين من عمرها الآن .. يبدو أنها قد اعتقدت أن صبري وحلمي عليها ضعفا مني .. أتحسبني لعبة بين يديها؟!"
قالت أمه مهدئة" لا أقصد أن تتهاون معها بما يقلل من رجولتك لكن في المقابل حاول أن تدللها أكثر لربما اعتدلت وهداها الله"
جن جنون جابر وقال بغيظ "أكثر من ذلك يا أمي!!.. أكثر من ذلك؟!! .. ألست شاهدة على ما أفعله معها؟!"


تنهدت أمه وقالت بحزن " أعلم يا ولدي .. وأشعر بمعاناتك لكن من أجل ابنتك"
فرك جابر وجهه بكفيه ينظر لأعلى محاولا السيطرة على أعصابه .. فأشفقت عليه أمه وقالت " هل أعد لك الطعام؟"


غمغم جابر بصوت خافت "سلمت يداك يا أمي ليس لدي أي شهية .. سأغير ملابسي واستعد للذهاب لعرس ابن الوديدي .. فاستعدي أنتِ أيضاً لأوصلك إلى هناك "


تحرك صاعدا نحو شقته تشيعه نظرات أمه الحزينة على حظه العاثر تدعو الله أن يهدي له زوجته.


أما كاميليا فارتعبت من لهجته الغاضبة وخشيت أن يتهور ويحرجها بأي تصرف أهوج منه أمام الناس فوقفت قليلا في صحن دار العسال تهز قدمها بعصبية وتقدر الوضع .. ثم استدارت صاعدة لأعلى لتبدل تلك العباءة شديدة اللمعة التي كانت تنوي أن تذهب بها فتلفت كل العيون لجمالها .. ولتخفف بعضا من زينة وجهها وهي تبرطم شاعرة بالقهر..


فأسرعت وجدان زوجة بدير تسألها" إلى أين يا كاميليا؟.. ألم تستعجليني للذهاب؟!"
غمغمت كاميليا بغيظ وهي تصعد درجات السلم "إلى حظي الأسود .. ذاهبة إلى حظي الأسود في هذه الحياة "



××××


يتبع











Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-01-20, 11:03 PM   #378

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 5

نزلت بسمة من التوكتوك غاضبة أمام بيت العمدة وهمت باستكمال الطريق على قدميها نحو الصوان الكبير الذي يظهر في الساحة أمامها .. لكنها تحكمت في أعصابها بقوة تمنع نفسها من التهور واختراق مجلس الرجال للبحث عن مفرح الذي لا يرد على هاتفه .. خاصة وهي تلمح بدير العسال يقف على مسافة ما بين الصوان وبيت العمدة وقد التقت عينيهما فأشاحت بنظراتها على الفور ودخلت بيت العمدة حيث التجمع النسائي في ساحة البيت .. وبدلا من أن تنضم إلى المحتفلات اللاتي يقفن حول العروس الجالسة في فستان منفوش لامع على كرسي وحيد يطبلن ويرقصن ويغنين تحركت نحو داخل البيت .


قابلتها عمتها نحمده لتبادرها بسمة بالقول"أين مليكة؟ "
ردت نحمده ببرود" بالأعلى تساعد الصبيّان على ارتداء ملابسهما منذ ساعة وكأنها تلبس عريسين"
ردت بسمة ببرود مماثل" حسبتها تشرف على شيء ما ..من الاشياء التي تُخترع فجأة من أجل مضايقتها"
وضعت نحمده قبضتيها في خصرها ورفعت وجهها لبسمة الصاعدة على السلم وسألتها بلهجة مستنكرة "هل اشتكتنا لك بنت الصوالحة؟"
استدارت بسمة تقول بابتسامة ساخرة "ليتها تشتكي يا عمتي ..ليتها تشتكي ..لكنها بنت أصول وتعرف أن شكوتها ستتسبب في الكثير من المشاكل"
قالت نحمده وهي تتأملها "تغيرتِ كثيرا يا بسمة .. لم تعودي بسمة الهادئة الوديعة المطيعة"
بنفس الابتسامة الساخرة ردت بسمة "أجل تغيرت يا عمتي .. فالزمن لا يترك أحدا دون أن يضع بصمته عليه"
قالتها وتحركت صاعدة حتى اختفت من أمامها .. فغمغمت نحمده في سرها "لو كنتِ أنت ومفرح وافقتما على الارتباط ببعضكما لما كان هذا حالك يا بسمة .."
لكنها عادت تنهر نفسها مغمغمة" هذا أفضل يا نحمدو .. فلو كانت قد تزوجت من مفرح لكان الآن بدون أولاد !"
قاطع شرودها دخول يامن وياسر الزيني من الباب ليقول الأول "أين المفارش البلاستيكية يا جدتي .. أخبروني بأنها أتت مع الطلبية التي جاءت صباح اليوم ويريدونها لاستكمال فرش طاولات الطعام بالخارج"
أشارت نحمده لغرفة داخلية تقول" في إحدى الأكياس بالداخل"
تابعتهما وهما يدخلان الغرفة ثم يعودان بعد دقيقة يحملان لفة كبيرة من البلاستيك فتطلعت ببعض الحقد في طولهما وهمتهما في المساعدة..


فهي دوما تحقد على مصطفى الزيني لأن لديه خمسة ذكور يسدون عين الشمس كما يقولون .. أكبرهما طبيب في الرابعة والعشرين وأصغرهما في الخامسة عشرة بخلاف الفتاة الوحيدة منة الله.


تابعت عبر الباب المفتوح محمد مصطفى الزيني الأكبر من يامن وياسر وهو يقف على البوابة الخارجية متحرج من الدخول إلى الساحة حيث تتجمع النساء للاحتفال .. ينتظر أخويه ويتعجلهما ثم التقط منهما اللفة متجها في اتجاه الصوان ليختفيا الثلاثة من أمام عينيها .


لقد تمنت دوما أن تنجب الكثير من الأولاد وخاصة الذكور.. وكانت في منافسة دائما مع زوجة فاضل الزيني رحمها الله في الانجاب.. لكن الأخيرة انجبت الكثير من الإناث وولدا واحدا هو مصطفى.. أما هي فمات لها الكثير من الولد سواء قبل أن يولدوا أو بعدما ولدوا مباشرة …ولم يبقى لها سوى فايزة ومفرح ومهجة ..
لهذا عليها أن تشكر الله على عدم موافقة بسمة ومفرح على رغبة العائلتين في زواجهما من صغرهما .. فبسمة مثلها مثل كل نساء عائلة الوديدي اللاتي يشتهرن بالجمال المبهر والعيون الملونة لكنهن إما عاقرات أو لديهن مشاكل في الإنجاب ..حتى فاطمة الوديدي ابنة عمها وزوجة أخيها لم تنجب سوى بسمة ووليد وها هي بسمة تطلق بسبب عدم قدرتها على الانجاب .


زفرت بغيظ وتمنت الاطمئنان بسرعة على مهجة .. ففايزة والحمد لله ليس لديها مشاكل في الانجاب وها هي أم لبنتين وولدين .. بقي مهجة لتطمئن عليها داعية من الله ألا تكون قد نالت حظا سيئا بدمائها المختلطة بدماء عائلة الوديدي.
××××


في الخارج تحرك بدير عائدا نحو الصوان متجاهلا ذلك الرجل الذي يتحدث معه ..
وذلك بعد أن رآها ..
أخيرا لمح وجهها الجميل ..
إنه يتلكأ ذهابا وإيابا في تلك المسافة الصغيرة بين الصوان وبيت العمدة متعمدا فعل اللاشيء حتى يراها لعلمه بأنها حتما ستأتي .


شاردا في حالة السُكر التي انتابته برؤيتها تحرك لا يدري بخطواته .. ليصيح ذلك الرجل الذي كان يحدثه بحنق" أنا أتحدث معك يا بدير"
رغم الصوت العالي لمكبرات الصوت بأغاني الأفراح التي تضج بالمكان انزعج بدير من صياح الرجل خلفه ووضع سبابته في أذنه مغمضا عينيه لثوان قبل أن يستدير للرجل قائلا "اسمي الحاج بدير يا زُهير "
رد زُهير قائلا بغيظ "أنا أتحدث معك منذ ما يقرب من نصف ساعة وأنت لا تعيرني اهتماما"
ناظره بدير بنظرة متعالية ثم قال ببرود شديد "حديثك لن يغير شيء يا زهير ..فأنا لا أنوي على أن أصبر عليك أكثر من ذلك"
تطلع زهير حوله بحركة لا إرادية وكأن هناك من يستطيع سماع حديثهما وسط صخب الموسيقى العالي ثم اقترب يقول بملامح متوسلة لا تتماشى مع انفعاله منذ دقيقة" يا حاج بدير .. أنت تعرف بأن ظروفي صعبة .. وما استطيع أن أدبره شهريا قليل .. ولا يرضيك أن أدخل السجن واترك زوجتي وأولادي ووالداي مشردين"


رفع بدير حاجبا يناظره بعينيه الخضراوين الباردتين ثم قال ببطء" وأنا لن أصبر يا زهير قلت .. أنظر كم عام صبرت عليك .. اقترضت المال لتتزوج ووعدتني بأنك ستواظب على السداد ولم تفعل .. وها أنت قد تزوجت وأنجبت وابنك الكبير على وشك دخول المدرسة وأموالي لم تصلني بعد"


قال زهير بحنق " يا حاج بدير لو كان أصل المبلغ هو ما أرده إذن فالدين قد وصلك منذ زمن ..لكن تلك الفوائد المركبة التي تفرضها عليّ كلما تأخرت عليك في السداد وايصالات الأمانة التي تعبت من عدها ومن التوقيع عليها والتي تكتبها عليّ هي ما حولت مبلغ الدين لهذا الرقم المهول ..( واختنق صوته مضيفا ) صدقني أنا لا أنام الليل بسبب تلك الديون فاستكفِ بأصل المبلغ واطلق سراحي استحلفتك بالله "


انقلبت عيني بدير قائلا بلهجة خطرة "ما دمت لست على قدر كلمتك لسداد الدين كان عليك ألا تستدين من الأساس .. فنقودي التي أخذتها لتتزوج بها كان من الممكن أن أتاجر بها واكسب من ربحها .. لذا أنا لم أظلمك بهذه الفوائد وأنت حين اقترضت مني كنت تعلم بأمرها .. والآن دعني فلست في مزاج لمهاتراتك .. الشيكات وايصالات الأمانة قد وصلت للشرطة بالفعل .. وهذه المرة ليست تهديدا كالمرات السابقة"
وتحرك مبتعدا بعد أن ناظره بقرف .. ليقف زهير حائرا لا يعلم ماذا يفعل في هذه المصيبة التي ستهدم أسرته بالكامل .
×××××


في شقة مفرح قالت مليكة بهدوء "الحقيقة لم تتح لي الفرصة لمعرفة تفاصيل الأمر يا بسمة ..لكن مفرح كان في موقف شديد الحرج وكنت قلقة عليه جدا"
قالت بسمة بحنق" أنا لست معترضة يا مليكة.. أنا معترضة فقط على تصرف أبي في بيت الجد صالح بدون علمي"
ردت مليكة " مرريها هذه المرة من أجل مفرح فهذان الشابان شديدي الأهمية بالنسبة له.. ولم أره مرتبطا بأحد هكذا منذ مدة "
غمغمت بسمة باستسلام" لا بأس من أجل مفرح وضيوفه فقط (ثم قالت عاقدة الحاجبين ) سمعت وليد يقول بأنهما وافدان من دولة أخرى"


أجابت مليكة" أجل (ثم مالت على إياد الذي يقف أمام المرآه تقول بعد أن انتهت من تصفيف شعره) هل هذا جيد إياد باشا؟"
طالع إياد نفسه في المرآه وحرك رأسه يمينا ويسارا ليتفحص هيئته قبل أن يقول بلهجة متعالية مازحة "لا بأس به .. سأمنحك قبلة جائزة لك"


ضمت مليكة قبضتيها أمامها ورمشت بعينيها كالفتيات في الرسوم المتحركة تقول بامتنان وبصوت طفولي رقيق "هذا شرف كبير يا سيدي.. ومالت بخدها ليطبع إياد عليه قبلة بصوت عال أضحكت مليكة قبل أن تتدخل بسمة وتقول بغيظ" اذهب يا إياد ولا تفقأ مرارتي أنت ومليكة"


ضحك إياد واسرع بالخروج .. فأشارت بسمة لصاحبتها تقول" وأنتِ .. هيا لننزل فبالتأكيد مهجة ستغضب منا على تأخرنا هذا "
عدلت مليكة من حجابها مغمغمة" زوجات أخوتي أيضا بالتأكيد قد وصلوا ويبحثن عني"
حين وصلا لباب الشقة نظرت بسمة لمليكة التي تفتح الباب وقالت "لازلت لا أصدق أن مهندس الديكور قد انتهى هو وفريقه من ترتيب الشقة في هذا الوقت القياسي"
غمغمت مليكة " رأيت صور الشقة فقد عرضتها فايزة بعد ترتيبها لكل من تعرفهم متفاخرة"
قالت بسمة بلهجة متعاطفة" أم هاشم لا ترد على الهاتف منذ أن غادرت"
غمغمت مليكة "أنا انشغلت ولم اتصل بها أتمنى أن أراها بالأسفل"
ردت بسمة وهي تنزل خلفها" ألا تعرفين أم هاشم وكبريائها .. لن تأتي وأراهنك على ذلك"
××××


بملامح مظلمة عابسة دخلت أم هاشم بيت عمها فسألتها زوجته متفاجئة والتي كانت على وشك الذهاب لحنة العروس " لماذا أتيت؟!"
كانت أم هاشم قد ألقت سلاما خافتا وتجاوزتها لكنها بمجرد أن سمعت السؤال حانت منها نصف التفاتة وردت على المرأة بلهجة مستنكرة" وهل كنت ترغبين في ألا أعود يا صباح!"


قالت صباح موضحة "لا .. أقصد لماذا أنتِ لست في حفل الحناء (وتطلعت في عباءتها المغبرة بالأتربة وقالت متهكمة ) ولمَ أنتِ بهذه الهيئة رغم أنهم قد استغنوا عن خدماتك وعن أناملك الذهبية في رص نيش بنت العمدة بعد أن استعانوا بمهندس ديكور وفريقه لترتيب الشقة .. البلد ليس لها سيرة إلا هذا منذ ساعات "


ضيقت أم هاشم عينيها ناظرة للمرأة بنظرة تعلم بأنها ترعبها ثم ردت ببرود رغم ما يعتريها من انفعالات غاضبة تفور بداخلها "ليس من شأنك أين كنت .. ولست في مزاج للذهاب للمباركة .. باركت لهم صباحا وانتهى الأمر.. والآن اتركيني فأنا متعبة ولا أريد أن اتحدث مع أحد الليلة فاتركوني في حالي واذهبوا إلى حيث تنوون"


تحركت نحو غرفتها بكتفين بذلت مجهودا ليبقيا مفرودين.. رغم شعورها بالمرارة والألم.
لم تجد مكانا ظهر اليوم تذهب إليه لتختلي بنفسها بعيدا عن الجميع .. فساقتها قدماها إلى المقابر خارج البلدة .. إلى حيث يكون قبر والديها .. وبجوارهما أخذت تبكي طوال الوقت وتفرغ معينا من الدموع المحبوسة التي لا تجد مكانا أو خصوصية أو فرصة للانهمار ..
سألت والديها اسئلة أزلية تدور في صدرها ولم تتلق ردا عليها ..
وتعجبت من أنها قد رضيت بقدرها ولم تقنط أبدا .. لكن الناس يصرون على معاملتها بطريقة مهينة ..
يصرون على وضعها في تصنيف متدني بسبب لون بشرتها ..
يصرون على افتراض خيالات عنها غير منطقية رغم أنها تعيش معهم على مدى ثلاثين عاما ولم يروا منها ما يسيئها ..


إنها لم تطلب شيئا من أحد ..
ولم تؤذ يوما أحد ..
ولم تنظر يوما لشيء لا يخصها ..
ولم تحاسبهم على ما يقولونه في وجهها ومن خلف ظهرها ..



لماذا لا يفكر البشر فيما يطلقونه من أحكام قبل تصديقها؟!.


لماذا لا يفكرون فيما يخرج من أفواههم من كلمات قد تكون جارحة أو مهينة للأخرين؟!
لماذا يا الله؟!!!
××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-01-20, 11:04 PM   #379

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 6

بعد أن سلما على جدهما العمدة الجالس في صدر الصوان بهيبة بين الرجال من أهل البلدة والشخصيات الهامة .. سحب مفرح ولديه تشيعهما نظرات جدهما الغائمة بالحب والفخر بحفيدي الزيني .. وتحرك بهما إلى هذين التوأمين الجالسين في ركن من الصوان يشعران ببعض الحرج واللذان ما أن لمحاه قادما حتى منحاه ابتسامة متطابقة إلى حد كبير فشهق إياد قائلا" أنظر يا أدهم هذا الرجل انقسم لشخصين وهو جالس "
ابتسم أدهم بينما ضربه مفرح بخفة على رأسه والابتسامة تزين شفتيه ثم قال لصاحبيه" أحفاد الزيني أدهم وإياد مفرح الزيني "
اشراقة على وجهي التوأمين وهما يسلمان على ولدي مفرح متمتمان بما شاء الله .. ثم غمغم كامل " أهلا بوحشيّ آل الزيني "
تابع مفرح السعادة التي بدت على وجهي التوأمين وهما يناكفان ولديه .. وتذكر كم أنهما يحبان الأطفال بشكل كبير .. حتى أنه أخبرهما أكثر من مرة بأن عليهما بالإسراع بالزواج ما داما يعشقان الأطفال بهذا الشكل فحتى كامل الذي يبدو باردا متعاليا لمن لا يعرف حقيقته يظهر عشقه للكائنات الصغيرة فور أن تقع عينيه عليهم .


ناكف التوأمان ولدي مفرح فقال كامل" لا .. أنا شامل وهو كامل .. "
بينما قال شامل" كاذب ..بل أنا شامل وهو كامل"
أمسك إياد برأسه ونظر لأخيه قائلا" رأسي ستنفجر .. هل فهمت من فيهما كامل ومن شامل !!"
على جانب آخر من الصوان قال جابر متهكما وهو يسلم على صاحبه هلال جمعة "أشرقت الأنوار هلال باشا .. لم نر وجهك منذ مدة لعل المانع خير !"
رد هلال ببرود وهو يجلس بجانبه " أنت الذي اصبحت تتعالى علينا يا جابر باشا"
هتف جابر باستنكار" أنا!!! .. أنا أتعالى عليك يا هلال؟!!!"



رد هلال بامتعاض" أنت تعرف بأني بت أسهر كل يوم في مقهى ( …) فإذا كنت ترغب في رؤيتي لكنت ذهبت إلى هناك خاصة وأني قد طلبت منك أكثر من مرة أن تنضم إليّ هناك لكنك ترفض .."
رد جابر بلهجة غاضبة" أنت تعرف بأني ليس لي في جلسات المقاهي ولا غرز الحشيش يا هلال .. وليس لدي وقت لأضيعه مع هؤلاء الضائعين الذين تلازمهم منذ فترة .. وقد حذرتك من مصاحبتهم"
رد هلال بلهجة متهكمة " آه نسيت بأنك أصبحت المَعلم جابر صاحب محلات الأجهزة المنزلية وأن وقتك أصبح من ذهب فمن الطبيعي ألا تضيع وقتك مع مفلس عاطل مثلي "


أشاح جابر بوجهه وغمغم بضيق" لا حول ولا قوة إلا بالله ..( ثم عاد ينظر لصاحبه ) لمَ أنت مصر على قطع الصلات بيننا؟!!! .. هل ما أفعله هذا جديدا عليك ؟!..أنت صاحبي منذ أكثر من ثلاثين عاما هل رأيتني يوما أجلس على مقهى أو أدخن سيجارة؟!!"


زم هلال شفتيه وأشاح بوجهه غير راغب بالاعتراف بصدق ما يقوله جابر .. ثم استقام فجأة يقول" لقد باركت لآل الزيني وآل الوديدي لذا أنا ذاهب "
وقف جابر مصدوما ثم نادى عليه .. لكن الأخير غادر بخطوات غاضبة يترك الصوان..
إلى حيث يسهر كل ليلة في أحد المقاهي الشهيرة في مركز المحافظة .



××××



كانت طرقات القرية خالية تقريبا رغم أن الساعة لم تتجاوز الثامنة .. لكن تواجد معظم أهل القرية في حدث مهم كحنة بنت العمدة فرض هدوءً على بعض الشوارع الجانبية فيها ..
في طريقها إلى الحفل .. وعلى الرغم من أن سماعات أذنيها القديمة قد أصابها بعض الضعف وقلت كفاءتها بعض الشيء .. وصل إلى مسامع ونس بعض الاحاديث التي التقطتها السماعات من المارين بجانبها في هدوء وسكون الليل والتي كانت تتمحور غالبيتها عن أهم الأحداث في القرية هذا اليوم.


لكنها لم يكن يهمها شييء من كل هذا .. ولم تكن منشغلة بشيء بقدر انشغالها بحدث أكبر وأهم وأمتع .. ألا وهو ذلك الهاتف الذي حصلت عليه ..



إنها ستستطيع من خلاله التواصل مع من تريد عبر تطبيقات الدردشة .. وقد قضيت الساعات الماضية تشاهد فيديوهات على الانترنت من تلك الباقة التي اشتركت لها مليكة فيها .. فاطلعت على الكثير من المعلومات .. ودخلت على مواقع تخص أفلام الرسوم المتحركة التي تحبها .. وأخرى عن عالم الألوان الذي تحبه ..
إن الهواتف الذكية رائعة والانترنت أروع .. يسحبها إلى عالمٍ ساحر كالعالم التي تحب أن تعيش فيه ..


قررت اختصار المسافة إلى بيت العمدة بالانعطاف إلى أحد الطرق الجانبية الهادئة تماما .. وهي منشغلة في التقليب في الهاتف ذي الألوان البراقة ..



يا الله كم تبهجها الألوان !..
كم تشعرها بالسعادة وتغمرها بالبهجة ..
توهمها بعالم جميل كأحلام اليقظة التي دوما تسرح فيها .
لاح ظهر الصوان الكبير من بعيد .. فأيقنت بأنها قد وصلت .. وعزمت على أن تلتقط صورا مع العروس ومع مليكة أيضا ..



الأنوار والزينات من بعيد ألهموها أيضا بأن تلتقط صورة لنفسها وخلفها تلك الأنوار البراقة ..فتساءلت عن جودة كاميرا الهاتف الذي أصبح ملكها ..وأولت ظهرها للصوان وأنواره المتلألئة ثم رفعت الكاميرا أمام وجهها وبدأت في التقاط الصور .


من شارع جانبي خرج أحد الشباب بعد أن انتهى من شرب سيجارة من نوع خاص وابتلاع إحدى الحبات المخدرة كعادة ينتهجها بعض الشباب في المناسبات كنوع من الاحتفال من جهتهم .. وكان اصحابه قد سبقوه منذ دقائق فخرج ليلحق بهم ..ليتفاجأ بظهر تلك الفتاة التي ترفع هاتفا وتلتقط لنفسها صورا مستغلة خلو الطريق وهدوءه للتميّع أمام الكاميرا.. فازدادت سخونة جسده …وتحرك بإنفلات اعصاب ليطوقها من الخلف ملتصقا بها.


تفاجأت ونس بتلك الذراعين اللتين تطوقانها وبرائحة عرق ذكورية مختلطة برائحة دخان غريبة فأطلقت صرخة مرتعبة تاهت وسط صخب مكبرات الصوت العالية الآتية من الصوان .. ليسحبها الشاب للخلف قليلا إلى حيث ذلك الشارع الضيق الذي خرج منه قائلا " سآخذ قبلة يا أنتِ ثم أطلق سراحك"
بالتزامن مع هدير قلبها العالي كانت ونس تزمجر بشراسة في محاولة منها للفكاك من الشاب .. فضربته بكوعها في بطنه بكل ما فيها من خوف تحول لطاقة مقاومة .. ليتألم الشاب بقوة وترتخي ذراعيه قليلا فأفلتت منه .. لكنها ما كادت أن تبتعد خطوتين وقبل حتى أن تستدير لتتعرف عليه ألقى الشاب الغير متزن بنفسه عليها لتقع أرضا ترتكز على يديها وقدميها ويقع الشاب فوقها وتتسلل يديه لتتحسس جسدها مغمغما بلسان ثقيل" قلت سأخذ قبلة فقط .. من أنت؟ فجسدك طري وجميل "


صيحة شرسة من ونس أتبعتها بغرز أسنانها في ذراعه ليتألم الشاب بشدة لكنه تحمل بقوة حتى لا يفلتها من يده بينما اهتزت السماعات من أذنيها وسقطت إحداهما في طيات وشاحها فتملك الرعب منها .. فبهذا الشكل ستفقد جزء من قوتها حين لا تسمع .


لاح حجر بالقرب منها فحاولت مد يدها لالتقاطه لكن الأمر كان صعبا .. ليرتفع فجأة ثقل الشاب من فوقها وكأنه قد انتزع انتزاعا.


قبل دقائق
نظر شامل في هاتفه الذي كان يرتعش في يده ليجد اتصالا من والده .. فتحرك تاركا الصوان وهو يرفعه إلى أذنه ويقول" نعم أبي"
قادته قدماه إلى ما وراء الصوان مبتعدا عن مكبرات الصوت وهو يتمتم" لا تقلق يا أبي أنا أباشر العمال الذين يقومون بتوضيب المطعم وأتابع أولا بأول الوضع مع مهندس الديكور …… لا نحن في حفل الحناء وبعدها سنعود إلى حيث سنقضي الليل …… المكان هنا رائع يا أبي ذكرني ببلدة( ……) مسقط رأسك .. لا تقلق يوم أو اثنين سنعود حالما نتفق على طلبيات توريد الخضر والفاكهة مع مفرح فهو مشغول حاليا بزواج أخته"


صرخة مكتومة وصلت إليه رغم صوت الموسيقى العالي فجعد جبينه ينظر في اتجاه معين وهو يقول لوالده مودعا "تصبح على خير يا أبا نخل .. سلام"
أغلق الهاتف وقرر العودة حينما لم يسمع شيئا جديدا لكنه ما أن استدار حتى أتاه صوت صرخة مكتومة وتبعتها زمجرة مقاومة فتحرك يسارا نحو شارع ضيق ليجد شابا يطوق فتاة من الخلف ويرمي بثقله فوقها وهي تقاومه بشراسة وتغرز أسنانها في ذراعه فهدر شاتما بلهجة بلده وهو يسرع بالانقضاض على الشاب يرفعه عنها من قميصه ويضربه بعنف في الحائط حتى شعر الشاب بأن عظام ظهره قد تهشمت .. بينما تحركت الفتاة بسرعة تمسك بحجر كبير وتهم بإلقائه .


في أقل من ثانية تذكر شامل تلك الفتاة التي كاد أن يدهسها كامل بسيارته صباح اليوم ..خاصة مع تلك السترة باللون الاصفر القصيرة التي ترتديها الواقفة في حالة من الرعب أمامه ومع هذا لم يكن متأكدا إن كانت هي أم لا .
في الوقت الذي تحرك الشاب مرتعبا من ذلك الضخم الذي ظهر أمامه ومن انفضاح أمره رغم أنه من قرية مجاورة .. فأطلق ساقيه للريح مستغلا تلك اللحظة التي دقق فيها شامل في الفتاة ..


لم يعره شامل اهتماما بقدر ما كان راغبا في الاطمئنان على الفتاة التي ألقت الحجر بغيظ خلف الشاب مطلقة زمجرة مغلولة وهي تحاول اللحاق به فاتسعت عينا شامل مندهشا وهم باللحاق بها صائحا "اتركيه فلن تلحقي به وتعالي لتلملمي اشيائك التي سقطت منك"


لم تكن ونس تسمع شيئا مما قاله شامل .. فتحركت لاهثة تلتقط حجرا أخر ..وعادت إلى هاتفها وقلمها ودفترها وخطفتهم من الأرض وهي لا تزال تمسك بالحجر في يدها متشككة من نوايا ذلك الشاب الطويل الذي انقذها .. قبل أن تسرع بالخروج من الشارع جريا منعطفة يمينا نحو الصوان ..


ناداها شامل" يا أخت .. هل أنت بخير ؟.. هل أذاك؟ ..هل تعرفينه لنشتكيه؟ .. يا آنسة!.. "
ثم حانت منه التفاتة للجهة المعاكسة حيث جرى الشاب و عاد لينظر باتجاه الصوان مغمغما " ألديها هواية إلقاء الأحجار على الناس !"
××××


صدح صوت نصرة عاليا وهي تصفق بيديها وتقود الغناء للعروس بعدما قرر النسوة تجاهل مكبرات الصوت التي تذيع أغاني الافراح ليحتفلن بطريقتهم الخاصة..


ياللي ع الترعة حود ع المالح
وشوف الحلوة الي عودها سارح
-شعري بيوجعني
-من ايه؟
-شعري بيوجعني
-من ايه؟
-شعري بيوجعني من شد امبارح


احمر وجه مهجة وغطت عينيها بكفها في حرج مع انفجارات في الضحك من النسوة المتحلّقات حولها .. في الوقت الذي أدارت اسراء ابنتها وجهها بخجل بسبب شقاوة أمها التي أخذت ترقِّص حاجبيها للعروس وللسيدات ثم اكملت بمزيد من الشقاوة والضحك..


-وسطي بيوجعني
-من ايه؟
-وسطي بيوجعني
-من ايه؟
-وسطي بيوجعني من رقص امبارح
يالي ع الترعة حود ع المالح


دخلت ونس من البوابة مندفعة تتجاوز اسراء وصديقاتها التي نادت عليها باندهاش "يا ونس أنت يا فتاة( ثم غمغمت ) ربما لا تضع السماعة جيدا"
أما ونس لم تكن تدري إلى أين تتجه وهي تخترق الموجودات.. لكنها اسرعت نحو مليكة ما أن لمحتها تقف مع بسمة .. ووقفت بجانبهما تلتقط أنفاسها.


استقبلتها مليكة بانزعاج تسألها" ما بك؟ولمَ هيئتك ليست مرتبة بهذا الشكل ؟"
جلست ونس على مقعد خلفهما تنهت فتبادلت مليكة النظرات المفزوعة مع بسمة قبل أن تقول الأخيرة بقلق "أخبرينا يا ونس"
أخرجت ونس دفترها وكتبت بيد مرتعشة "هاجمني أحد الشباب في أحد الشوارع الجانبية وكان قليل الأدب معي"


اتسعت عينا مليكة وسألتها" من هو ؟.. ابن من؟؟"
حركت ونس رأسها ثم كتبت" لا أعرفه ليس من قريتنا"
سألتها بسمة "وكيف تخلصتِ منه؟.. وهل أضرك بشيء؟"
كتبت ونس بيد مرتعشة " قاومته وضربته وعضضته .. لكنه لم يتركني إلا عندما حضر ذلك الجِنّي"
مالت مليكة تحدق في الكلمة المكتوبة تحاول استيعابها .. ثم رفعت انظارها لبسمة التي اتسعت عيناها الزرقاوين كحجرين مشعين من الفيروز وهي تسألها " من؟؟؟.. لم أفهم الكلمة"
كانت ونس ترتب هندامها .. فزفرت وامسكت بالقلم والدفتر تكتب" الجِنّي .. جِنّي المِصباح"


فغرت بسمة فيّها ثم أشارت لمليكة بإشارة تعني (إنها مجنونة ) فانتفضت ونس واقفة تصيح بزمجرة معترضة جعلت بسمة تميل بجذعها للخلف بملامح متوجسة ..



لتمسك ونس الدفتر وتكتب بخط كبير عصبي "أقصد رجلا طويلا وذو عضلات كمارد المصباح .. أنا لست هبلاء!"
ربتت مليكة على كتفها مهدئة ثم قالت "ادخلي واطلبي من تماضر أن تريك مكان الحمام لتغسلي وجهك .. الحمد لله أنها مرت على خير حتى تطيعي العم عيد ولا تمشي وحدك في طرقات مظلمة"


تحركت ونس نحو الداخل بينما سألتها بسمة "هل سنترك هذه المجنونة تعود وحدها بعد الحفل إن بيتها على أطراف القرية؟!"
غمغمت مليكة " إن لم يكن العم عيد موجودا سأرسل معها أحدا ليوصلها"


اصوات لطبل ومزمار آتية من الخارج جعلت بعض الفتيات يهرولن عند البوابة للاستطلاع قبل أن تأتي إحداهن تهتف بحماس "زفة العريس قد أتت"


بعد دقائق كان وليد يدخل من البوابة وحوله عددا كبيرا من شباب القرية .. ودخلت خلفهم فرقة موسيقية من ثلاثة أفراد بطبلة ومزمار يعزفون الموسيقى لتحية العروسين..فتطلعت بسمة في وليد من بعيد بعينين متأثرتين وهي تراه عريسا على وشك الزواج .. ربما اختلفت علاقتهما منذ أن تطلقت وربما تشعر هي بخيبة الأمل من رد فعله منها بسبب طلاقها وقد حسبته سيؤازرها واضعا ما يؤذيها على رأس أولولياته..



وربما تشوب علاقتهما بعض البرود مؤخرا من جانبها هي على الأقل .
لكنه سيظل يحتل بداخلها منطقة خاصة جدا تختلط فيها مشاعرها نحوه بين الأخوة والأمومة .. و بدلا من أن تقترب لتحضنه .. تسمرت مكانها تحضن نفسها وكأنها تمنعها من اظهار مشاعر أمومية أخوية تلح عليها تجاهه .. وتابعته وهو يقترب سعيدا مبتسما من مهجة التي تخضبت بالحمرة ليحشر نفسه بجوارها في المقعد الوحيد الموضوع للعروس رغم اعتراضها وتحرجها ..ورفضه لإقتراح أن يحضروا له مقعدا آخر قائلا بمزاح" لمَ التبذير؟.. المقعد يسع لنا معا !"


فضحك المتواجدون وبدأوا في الغناء من جديد مع قيام بعض الشباب بالرقص لتحية العروسين ..
في الخارج اقترب العم عيد من بوابة بيت العمدة يرتدي جلبابا نظيفا مهندما يحتفظ به دوما لحضور المناسبات .. وها هو قد حضر للمباركة لكن ذهنه كان مشغولا بشدة على تلك الهبلاء العنيدة ابنته التي خرجت مجددا من البيت وسبقته إلى الحفل دون أن تنتظره..


فوقف يتطلع في الفتيات لعله يلمحها ليطمئن قلبه .. والذي لا يعرف لمَ ينغزه اليوم بالذات .. فلمحته إسراء ونادت عليه "أتريد شيئا يا عم عيد؟"
انتبه عيد فقال وكأنه غريق قد عثر على قشة ليتمسك بها "هل رأيت ونس يا أستاذة إسراء؟"
ردت إسراء بلهجة مطمئنة" لقد وصلت منذ قليل هل تريدني أن أنادي عليها؟"


سحب عيد نفسا عميقا بارتياح ثم قال" لا لا دعيها .. كنت اطمئن عليها فقط"
وتحرك عائدا إلى مجلس الرجال يدعو ربه ألا تقرر العودة إلى البيت وحدها دون أن تخبره.


أما جابر فظل واقفا ما بين الصوان وبوابة بيت العمدة ينتظر وصول كاميليا .. بعد أن طلب من أخيها الأصغر إيصالها .. ولم تمر دقائق حتى وقفت سيارة عماد العسال الذي قال بعصبية لأخته وزوجته وزوجة أخيه اللاتي يجلسن في السيارة معه "ها قد وصلنا هلا خرجت الهوانم بسرعة حتى لا أشغل الطريق كثيرا "


امتعضت زوجته الشابة من اسلوبه العصبي كالعادة وتحركت مع الأخريات تترجل من السيارة بينما لمحت كاميليا وهي تنزل مع ابنتها ميّس زوجها الواقف من بعيد .. فعدلت من عباءتها اللامعة والتي هي أقل بريقا من التي كانت تنوي أن تحضر بها .. ورفعت ذقنها بكبرياء قبل أن تدخل بوابة بيت العمدة .. فتحرك جابر عائدا للصوان لينضم لباقي أهل البلد مخبرا نفسه " لا بأس يا جابر .. من حقها أن ترتدي اللامع حتى لو كنت تكرهه .. فهذه العباءة ليست سيئة "



قابله بدير قائلا" لمَ اغضبت كاميليا هذه المرة يا جابر ؟.. ألن ننتهي من هذا المسلسل ؟.. كل فترة تتشاجران وتأتينا غاضبة ؟!!"
تطلع فيه جابر لثوان ثم رد " لو كانت تجد في بيت أهلها شخصا حازما يخبرها بألا تخرج من بيت زوجها بدون علمه وبألا تأتيكم إلا لسبب قوي لا من أجل تفاهات لما وجدتها عندك كل فترة يا بدير "



قال بدير ببرود" أتريدني أن أطرد أختي حين تأتي لبيت والدها حسيب العسال رحمه الله!"
رد جابر مقارعا " بل أريدك أن تعقّلها وتفهمها بأن الدلال إن زاد عن الحد انقلب للضد وأفسد كل شيء"


قال بدير بلهجة متعالية "عموما اتركها في بيت والدها لبضعة أيام لتهدئ أعصابها ثم نجلس ونتحدث "
رد جابر ببساطة" لا بأس ..فلتهدئ أعصابها كما ترغب "
تفاجأ بدير من رد فعل صهره والذي كان من قبل يجري إليها متلهفا ولا يقبل بأن تبيت خارج البيت.. فعلم أن كاميليا قد بالغت في أفعالها وقد حذرها من قبل أكثر من مرة من المبالغة مع جابر .. وبألا تعتقد بأنه زوج ضعيف أو شخص ساذج ..فهو يعلم جيدا بأنه ليس كذلك أبدا .. صحيح هو يكبر جابر بثلاث سنوات لكنهما من نفس الجيل ويعرف بأن خلف صبره وحلمه رجلا ليس بالهين إذا ما نفذ هذا الصبر.. فأسرع بالقول" من أجل خاطرك أنتَ .. ستبيت عندنا الليلة .. وغدا نتحدث أنا وأنت يا أبا نسب .. وإن شاء الله نصفي القلوب ونقرب وجهات النظر"


ابتسامة ضعيفة صفراء كانت رد جابر ..قبل أن يتحرك تاركا إياه .. فشيعته نظرات بدير وهو يغمغم من بين أسنانه بوعيد" كاميليا.."



أما الأخيرة فبعد أن استعرضت نفسها أمام الموجودات حول العروس وانتشت بنظرات الإعجاب والحسد بجمالها .. اقتربت بجرأة من بسمة ومليكة الواقفتان في ركن من الساحة بعيدا عن الزحام وقالت بلهجة مرحة استفزتهما" كيف حالكما حبيباتي؟"
ردتا بهدوء وتحفظ " حمدا لله "


نظرت كاميليا لبسمة تقول بلهجة تعاطف مزيفة " العقبى لك يا بسمة .. أدعو لك كثيرا أن تجدي (العوض ) وتتزوجي مرة أخرى حبيبتي "
ابتسمت بسمة ابتسامة هادئة وردت بلهجة ساخرة "شكرا كاميليا لكني لا أفكر بالزواج .. رغم أن العرسان كثيرون .. لكني أحببت الحرية ولست متفرغة للزواج من الأساس "


ردت كاميليا بمكر" لديك كل الحق حبيبتي .. فأنا لو كنت مكانك لفعلت مثلك فالمرأة التي في مثل ظروفك في عدم القدرة على الإنجاب ستشعر دوما بأنها للمتعة فقط خاصة حين تكون مطلقة فلن يتزوجها إلا رجل متزوج أو أرمل يرغب في مربية لأطفاله وبالطبع سيرحب بأن تكون تلك المربية جميلة "


قبضت بسمة يديها بجانبها بقوة محتفظة بملامحها الهادئة ونظراتها الزرقاء الباردة تخبر نفسها بألا تهبط لمستوى كاميليا .. بينما تدخلت مليكة تقول بحزم "أنرتِ بيتنا يا كاميليا .. هلا عذرتنا فلدينا أمرا هاما علينا البت فيه يخص ترتيبات الحفل (وأشارت بيدها على النسوة المتجمعات بالقرب من العروس وأضافت ) تفضلي لتنضمي للضيفات"


اتسعت ابتسامة كاميليا تشعر بالانتصار لصمت بسمة ثم قالت بلهجة متعالية وهي تشير لداخل البيت "لقد هنأت العروس وسأدخل لأجلس بالداخل مع زوجة العمدة (وتطلعت حولها تبحث عن ابنتها وهي تضيف ) هيا يا ميّس .. تعالي يا حبيبتي فلن أحتمل أنا ووالدك أن يصيبك مكروها بسبب شقاوة الأولاد هنا "
بعد أن تركتهما زفرت مليكة مغمغمة" لا حول ولا قوة إلا بالله !.. ما هذه المخلوقة!.. إنها تزداد سخفا وسوادا كلما كبرت في العمر"


ظلت بسمة واجمة متخشبة دون تعقيب بينما أطرقت مليكة برأسها في حزن قبل أن ترفع نظراتها لبسمة وتتطلع فيها قائلة بتعاطف" ألازلت مصرة على عدم إخبار أحد بأن ليس لديك مشاكل في الانجاب.. وبأن الأمر هو ظن خاطئ من أهلك وأنت لم تصححينه ؟"
ردت بسمة بهدوء" أجل "


قالت مليكة معترضة " لكن يا بسمة والدتك بالتأكيد تشعر بالحسرة "
رفعت إليها بسمة عينيها الزرقاوين المكحلتين بائستين وردت "لا أنكر بأني أشعر بالأسف على حزن أمي لكني لا أريد أن أجدد أملها في أني سأتزوج وأنجب .. ومتأكدة بأني لو أخبرتها بالحقيقة لن تقدر على حفظ السر وستخبر الجميع .. وأنا لا أريد أن يعرف به أحد .. إن كانوا يعتقدون ذلك فليعتقدوه .. لن أستفيد بمعرفتهم للحقيقة شيئا سوى زيادة الإلحاح .. بل ( وصمتت تبلع ريقها لثوان ثم أكملت ) بل إني أشعر ببعض التشفي فيهم وهم يعتقدون خطأ بأني لا أنجب .. "


حين تطلعت فيها مليكة غير راضية أضافت الأخرى " أنا أريدهم أن يتقبلوني كبسمة .. بسمة فقط .. بدون جَمالي .. بكل أوضاعي آنسة .. سيدة .. متزوجة .. مطلقة.. أنجب أو لا أنجب .. بسمة فقط "


ارتجف قلب مليكة شفقة على صاحبتها فلفت ذراعها حول كتفيها وسحبتها إليه تضمها بعد أن عجزت عن إيجاد كلمات مناسبة لمواساة صديقتها .





يتبع









Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-01-20, 11:05 PM   #380

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 7

في نفس الوقت وعلى جانب أخر من الساحة التي اختلط فيها النساء بالشباب أصحاب العريس وقف طلال يتطلع في إسراء بنظرة معجبة وقد فاض قلبه بما يكتمه .. تأمل ملابسها المحتشمة وحجابها الطويل وهدوئها .. بالإضافة لكونها معلمة للغة الانجليزية في المدرسة .. وقرر أن ينفذ ما عزم عليه فأخرج من جيبه ورقة مطوية بعناية وتطلع حوله في الصبية الذين يلعبون مع أدهم وإياد في جانب من ساحة بيت العمدة ثم نادى على أحدهم..
بمجرد أن أتاه أحد الصبية مال عليه يعطيه بعض العملات المعدنية قبل أن يشير على اسراء ويعطيه الورقة هامسا ببعض الكلمات في أذنه .. فتحرك الصبي على الفور متجها نحوها .. وبكل سذاجة وبراءة رفع إليها الورقة أمام صاحباتها .. فالتقطتها باندهاش قبل أن يسرع الصبي مبتعدا وهو يعد النقود التي بحوزته .


شعر طلال بالحرج من تصرف الصبي أمام صاحباتها ولم يعرف ماذا يفعل .. فلم يرغب في أن يتم الأمر أمام الأخريات بهذا الشكل ..فوقف يوليها جانبه بارتباك مشيحا بوجهه ومختلسا النظر إليها ..في الوقت الذي فتحت اسراء الورقة باستغراب والفضول يعلو وجه صاحباتها .. لكنها احتفظت بهدوء ملامحها وهي تقرأ كلمات الحب القليلة التي كتبها موقعا باسمه ..



زمت إسراء شفتيها بانزعاج وطوت الورقة بسرعة قبل أن تمتد رؤوس صديقاتها بفضول شديد إليها .. لكنها لم تستطع أن تتحكم في احمرار خديها وانفراط عقد ضربات قلبها وهي تتطلع في الشباب الواقفين من بعيد حتى وقعت عيناها عليه .. فهي تعرفه جيدا وتشعر بأنه يتطلع فيها في الذهاب والعودة بشكل ملفت استشعرته انوثتها.


ببعض الارتباك نظر إليها طلال وهو يراها تبحث في الوجوه وعلا هدير قلبه حين استقرت نظراتها على وجهه .. قبل أن يُصدم بتمزيقها للورقة وإلقائها على الأرض ثم أولته ظهرها بكبرياء .


لثوان هبطت معنوياته شاعرا بالإحباط .. لكنه سرعان ما استعادها وهو يحدث نفسه بإعجاب ذكوري أن رد فعلها قد أعجبه وأكّد له بأن اختياره كان صحيحا وأن عليه أن يتحرك لتنفيذ الخطوة التالية.


بعد قليل تحرك وليد على مضض تاركا العروس لتكمل حفل الحناء بعد أن قامت أمه وعمته بإخباره بألا يطيل في بقائه .. فالعريس يزور العروس قليلا ثم يعود مع أصحابه إلى حيث يحتفلون .. فودع مهجة غامزا لها قبل أن ينسحب مع باقي الشباب .. لتبدأ بعض الشابات في الرقص من جديد .. وعادت نصرة لاختيارها الأغاني الشقية ذات المعاني المبطنة التي تنفجر بسببها ضحكات الحاضرات .. فغمغمت اسراء وهي ترفع طرف حجابها لتغطي وجهها بحرج " يا نصرة .. الرحمة يا نصرة !"
××××




في الصوان الكبير بعد العشاء سلم شامل وكامل على مصطفى الزيني الذي كان شاردا مهموما يفكر في ولده الكبير الغائب عن المناسبة وفي المبررات والكذبات التي اضطر أن يقولها لتفسير عدم وجوده ..
بعدها اتجه التوأمان نحو مفرح يستأذناه بالعودة إلى حيث يبيتون .. فتفهم الأخير موقفهما وشعورهما بالحرج خاصة مع انشغاله الشديد في الترحيب بالضيوف والمهنئين .. فغمغم قائلا" أنا اعلم بأني لم أجلس معكما لكن أعدكما بأني سأعوض لكما ذلك"


قال شامل بمحبة وهو يربت على كتفه" لا تقل هذا يا مفرح نحن مقدران الظرف كان الله في عونك وأتمها لكم على خير"
قال مفرح" سأمر عليكما بعد أن أنتهي من السهرة"
رد كامل ببرود مغيظا" سنكون غاطين في نوم عميق"
وتحرك مغادرا لكن مفرح صاح من خلفه "سآتي .. إياكما والنوم"


ابتسم شامل وودعه ليلحق بأخيه فسأله مفرح بعلو صوته قبل أن يبتعد" أتريد أن أرسل معكما أحدا حتى لا تضلا الطريق؟"
استدار إليه شامل وهو يتحرك قائلا "لا تقلق نحن قد حفظناه"
واستدار ليلحق بأخيه فصاح مفرح مازحا "هل أرسل معكما أحدا من الغفر للحراسة؟"


هذه المرة استدار كامل إليه ومرر ابهامه على نحره يهديه ابتسامة خطرة مهددة قبل أن يستدير ليكمل طريقه .


فوقف مفرح قليلا يراقب ابتعادهما والسعادة تملأ قلبه لوجودهما .. ثم استدار عائدا للصوان .. فلم تنتهي الليلة بعد .


في الطريق سار التوأمان جنبا إلى جنب وكل منهما شاردا في اتجاه .. فشامل كان مشغول الذهن بتلك الفتاة ذات السترة القصيرة الصفراء التي يكاد حدسه يؤكد له بأنها نفس الفتاة التي كانت تسير بجوار الترعة صباح اليوم خاصة مع هوايتها في إلقاء الحجارة كما قال لنفسه متهكما ..



وسخر من نفسه وهو يشعر بتلك الرغبة الغريبة لديه لأن يعود للصوان وينتظر هناك لربما قررت العودة وحدها .


أما كامل فكان يشعر بالإحباط ..
لقد ظن بأنه قد يراها هنا .. صحيح لم يقابل كل فتيات البلد لكنه كان يراقب كل من وقعت عيناه عليها لربما كانت معهم ..


ترى هل اخطأ في اسم القرية؟ ..
لا مستحيل.. إنه يحفظ الاسم عن ظهر قلب منذ أكثر من ثلاث سنوات ..



يحفظه رغم أنه لم يكن ينوي بأن يحفظه !.
فغمغم لنفسه قائلا" بالتأكيد يا كامل عدة ساعات ليست كافية لأن ترى كل بنات القرية .. (واضاف بإحباط لا يدري سببا وجيها له) هل يا ترى توجد أكثر من قرية في هذا البلد بنفس الاسم ؟.. وفتياتها أيضا يشتهرن بالجمال!"
استدار إليه شامل مجعدا جبينه يقول" هل قلت شيئا؟ أشعر بأنك متوتر وقلق "


انتبه كامل وقال بسرعة "لا شيء …لا شيء .. هيا فلنسرع فأنا مجهد جدا وأرغب في النوم بشدة "
××××
نهاية الفصل الثالث
منتظرة بشوق رأيكم

مع خالص حبي
شموسة








Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.