آخر 10 مشاركات
صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عرض مغرى (148) للكاتبة Michelle Conder .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          سيكولوجية المرأة (الكاتـب : Habiba Banani - )           »          اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          طلب مساعدة (الكاتـب : ام هدى وعدنان - )           »          طريقة سهلة لعمل صينية أرز معمر مصري بخطوات سهلة (الكاتـب : الماخيكو 123 - )           »          صفقة زواج (56) للكاتبة jemmy *كاملة* ...a marriage deal (الكاتـب : Jamila Omar - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2430Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-01-20, 10:48 PM   #501

دندراوي

? العضوٌ??? » 429073
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 50
?  نُقآطِيْ » دندراوي is on a distinguished road
افتراضي


بالانتظار شموسمه شمس المنتدى💖💖💖

دندراوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 10:48 PM   #502

مكيال

? العضوٌ??? » 447489
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 26
?  نُقآطِيْ » مكيال is on a distinguished road
افتراضي السلام

في الإنتظار على احر من الجمر

مكيال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 10:54 PM   #503

ملك جاسم
alkap ~
 
الصورة الرمزية ملك جاسم

? العضوٌ??? » 337305
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,653
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » ملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك fox
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 119 ( الأعضاء 49 والزوار 70)
‏ملك جاسم, ‏رودى رامى, ‏MerasNihal, ‏Lolo rabah, ‏Maryam Tamim, ‏سوووما العسولة, ‏meryamaaa, ‏مكيال, ‏mayna123, ‏دندراوي, ‏Mos3ad, ‏Shaimaaahmed, ‏ايمان العطا, ‏غنى محمد, ‏الطاف ام ملك, ‏رانيا محمد19, ‏yanayana, ‏حسناء_, ‏نهى حمزه, ‏Aysa, ‏غرام العيون, ‏فاطمة توتى, ‏samam1, ‏Dalia mhmd, ‏نيلاس, ‏ام تالا و يارا, ‏فتاة طيبة, ‏Totaty, ‏فاطمة زعرور, ‏Msamo, ‏اديان دنو, ‏مون شدو, ‏نونا لبنان, ‏ريامي, ‏زوزا زيزي, ‏شرق?, ‏سلمى جيجل, ‏إسراء خالد, ‏eylol, ‏aliya123, ‏بدويه كاشخه, ‏سامبو, ‏ميمو٧٧, ‏عبق الوطن, ‏ارج هاجر, ‏منوني1, ‏prencess of aliens, ‏سرى النجود


ملك جاسم غير متواجد حالياً  
التوقيع
أينَ أُخفي ضعفَ صَبرِي حينَ يلتَفِتُ إلَيّ الحَنينْ ؟
رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 10:59 PM   #504

Sara Ali❤️

? العضوٌ??? » 460746
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 181
?  نُقآطِيْ » Sara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond repute
افتراضي

مستنين بفااااارغ الصبر ياااشموستي⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤ ️⁩

Sara Ali❤️ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 11:01 PM   #505

ام مكه

? العضوٌ??? » 456293
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » ام مكه is on a distinguished road
افتراضي

في الانتظار
واشرقت في القلب بسمه💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜


ام مكه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 11:02 PM   #506

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير على أحلى قراء

هنزل الفصل حالا ياريت نمتنع عن التعليقات غير بعد ما تشوفوا كلمة نهاية الفصل عشان ما نقطع تتابع اجزاء الفصل






Dr. Aya likes this.

Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 11:03 PM   #507

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 1

الفصل الخامس

بخطوات مندفعة وبجرأة لم تكن تختبرها في نفسها من قبل كانت بسمة قد اقتحمت الخيمة تمسك بتنورة فستانها ترفع طرفه عن الأرض .. وترفع معه أنظارها تتطلع في التوأمين اللذان تسمرا يحدقان فيها متفاجئان وهي تقترب منهما ..


لم يدري كامل ما الذي اعتراه لحظتها وهو يرى هذه الفاتنة بهذا الفستان المبهر و القد الأنثوي بامتياز تقترب منه .. وتحرك عينيها الفيروزيتين بينه وبين توأمه .


أما بسمة فاعتراها بعض الارتباك في التفريق بينهما لأول وهلة وهي ترى التوأمين المتطابقين متخشبان كتمثالين من الشمع يحدقان فيها .. لكنه ارتباك لحظي لم يدم سوى بضع ثوان زمن المسافة من باب الخيمة إلى حيث يقفان .. لتخمن بعدها من منهما ذلك الذي قد تعارك يوما مع زوجها السابق ومن الأخر .. فحددت بحدس لا يحدث من الكثيرين أن ذلك الواقف إلى اليسار والذي يربط رأسه بمنديل هو الشاب الأخر الذي تدخل مع والده لفض الاشتباك .


بانفعال وقفت أمام التوأمين وقالت " من منع هذه السيدة من الأكل ؟ ..( ونظرت لكامل تضيف ) أعتقد أن أصحاب العرس هم من يقررون مثل هذه الأمور أليس كذلك؟"
لم يرد كامل بل وقف هادئا يديه في جيبي بنطاله يحدق في حجرين فيروزيين يشعان بالغضب أمامه .. بينما تدخل شامل يقول وهو يمرر نظراته المرتبكة بينها وبين توأمه "ومن منعها يا فندم؟"


أخذت العجوز بضع لحظات من الدهشة تحدق في التوأمين قبل أن تغمغم" بسم الله الرحمن الرحيم ! .. سبحان الله على تشابهكما (ثم اسرعت بالقول لبسمة مصححة ) ليس هما من منعاني يا ست بسمة بل الواقفين على الباب"


اشتعلت وجنتي بسمة بالحرج الشديد وندمت على اندفاعها لكنها غمغمت بصوت أقل حدة "حسنا يا خالة فهمت الآن "
تكلم كامل.. تكلم بصعوبة استنكرها من نفسه جعلته يقول بعجرفة وهو يمرر دون ارادة منه نظرة خاطفة عليها من رأسها حتى أخمص قدميها " هل لي أن أعرف لمَ اختصيتنا بهذا السؤال دونا عن كل المتواجدين؟! .. هل أخبرك أحد بأننا قساة القلوب؟!"


تفاجأت بأسلوبه المتعالي وبتلك النظرة المستهينة التي وصلتها من عينيه فاشتعل غضبها لكنها دارته خلف نظراتها الباردة وتكتفت تقول وهي ترفع ذقنها بكبرياء" حينما أدخل مكان ما من الطبيعي أن ابحث عن قائده .. ألستما تقودان العمل هنا في الخيمة على حسب علمي ؟"


طابع الحسن الذي يزين ذقنها كان مذهلا من هذه المسافة.. فتقبض كامل وأشاح بوجهه عنها و ابتسامة ساخرة من نفسه على ذلك الارتباك الذي يعتريه لأول مرة لمحتها بسمة على وجهه .. فتقبضت وحدجته بنظرات زرقاء .. في الوقت الذي تدخل شامل بهدوء قائلا " لا يا فندم نحن لم نرى الحاجة من قبل .. وكما قالت لك منعها الواقفون على الباب "
دارت بسمة شعورها بالحرج ونظرت لشامل تقول بلهجة أكثر لطفا " من فضلك مُر الشباب بإعطائها ما تريد"


شعر شامل بالحرج من أن يسألها من تكون ..فنظر خلفها حيث تقف العجوز وقال بابتسامة هادئة " بكل سرور (واستدار نحو أحد الشباب ) يا .. (وصمت لثانية يحك جبينه بأصابعه ثم غمغم) ما اسمك نسيته .. أجل رجب .. يا رجب من فضلك ضيّف الحاجة "
هللت العجوز بسعادة .. فأشار لها شامل بالجلوس أمام إحدى الطاولات وقال لبسمة التي تشعر بالغيظ والاستنفار " لا تقلقي بهذا الشأن يا فندم "
لانت ملامحها وغمغمت "شكرا لك "


ثم حانت منها نظرة ممتعضة تجاه كامل الذي لا يزال مشيحا بوجهه يديه في جيبي بنطاله يقف طويلا ضخما أمامها فاكفهر وجهها شاعرة باستهانة ذلك الغليظ بها .. لكنها أجبرت نفسها على التحرك.. فاقتربت من العجوز التي بدأ الطعام يوضع أمامها وقالت وهي تربت على كتفها" أنتِ من أي قرية يا حاجة ؟"
ردت العجوز "من قرية ( ***) لكن ابنتي متزوجة هنا من بيت السوالم "


لم يكن كامل وحده من يختلس النظرات نحو بسمة وإنما غالبية الموجودين .. في الوقت الذي قطبت الأخيرة حاجبيها الجميلين وقالت مفكرة " ابنتك من؟.. مديحة أم أسماء؟"
اتسعت ابتسامة العجوز فتجعدت خطوط وجهها أكثر وهي ترد " اسم الله عليكِ ..هي أسماء ..( ثم قالت بحرج ولهجة مترجية خافتة ) هل استطيع أن آخذ بعضا من الطعام لأحفادي أيضا ؟"


ربتت بسمة على ظهرها بشفقة ثم رفعت انظارها نحو شامل الذي أومأ برأسه متفهما .. فغمغمت بالشكر ثم تحركت لتغادر .. لكن نظرة فيروزية مختلسة حانت منها نحو ذلك التمثال الرخامي الذي يناظرها بنظرة غريبة غير مفهومة استفزتها واشعرتها بالغيظ .. فرمته بنظرة متعالية وخرجت بخطوات عصبية حتى وصلت لباب الخيمة ثم قالت ببعض الحدة للواقفين من الشباب على الباب ينظمون دخول المدعوين أو ينظمون خروج الصواني للضيوف المهمين " لا تردوا أحدا يريد أن يأكل بالله عليكم .. وسأبلغ مفرح بما حدث "


قالتها واستدارت منفعلة ثم تبخرت من أمام أنظار كامل الذي ظل يحدق في أثرها لدقائق.
لقد كان حدسه حقيقيا حين تملكه الفضول نحو هذه المخلوقة الباهرة الحسن لكنه ظن أن ذلك الفضول يتعلق بصورتها .. بملامحها التي يكاد يجزم بأنه لم يرى أجمل منها من قبل..
لكن ..
ما يشعر به الآن لم يعجبه.


وما لمحه من تحديق المحيطين فيها وفي أثرها وتلك الهمهمات التي تبعت رحيلها لم يعجبه أيضا .. فاستدار يقول للطباخين الشباب بحدة " لمَ توقفتم عن العمل .. هيا جهزوا الصواني التالية "


بدا كامل أمامهم مخيفا وعدائيا فأسرعوا للتنفيذ بينما وقف شامل يتأمله وهو يجز على أسنانه.. فاستدار الأخر هاربا من نظرات توأمه .. لكنه عاد لينظر في عيني توأمه حينما استشعر بأنه يناديه.. فخاطره شامل فكريا يسأله "هل تعرف صلتها بمفرح الزيني ؟"
رد كامل بدون أن يدر أحد من الموجودين بأنهما يتحدثان "لا"


اقترب شامل يقول هامسا بلهجة موبخة من بين أسنانه " يبدو أنها قريبة من مفرح يا كامل فقد كانت مع زوجته في نفس السيارة .. ومنذ دقائق كانت تأمر وتنهي الشباب على باب الخيمة .. ربما هي ابنة عمه "
أطرق كامل برأسه مفكرا وتمتم بحيرة " أنا لا أفهم معنى هذه الصدف العجيبة المتكررة مع هذه المخلوقة بالذات "
تجاهل شامل ما قاله واستمر في لهجته الموبخة يقول من بين أسنانه " وربما هي أخت زوجته أو قريبتها .. المهم أن مفرح يعرفها جيدا "
رد كامل بعصبية وهو يتطلع حوله ليتأكد من عدم متابعة أحد لحوارهما " وماذا فيها إن كانت قريبته ؟.. أنا لم أفعل شيئا يستحق انفعالك هذا "


غمغم شامل " أنت لم تفعل ..لكني أخشى أن تفعل !.. "
وقفا يحدقان في بعضهما وكامل يتساءل في سره .. هل شعر شامل بما يشعر به؟ ..


قاطع الوقفة الصامتة المحتدة النظرات بينهما أحد شباب الطباخين وهو يناول شامل كيسا به طعام تم تجهيزه للعجوز فتناوله الأخير واقترب منها يضع الكيس بجوار الأطباق التي تأكل منها وقال "وهذا الطعام لك أيضا يا حاجة"
غمغمت العجوز بابتهاج وبفم ممتلئ بالطعام "جزيت الجنة يا ولدي.. ورزقك الله.. (وصمتت قليلا تتطلع فيه باهتمام ثم سألته بفضول ) هل أنت متزوج؟"


مال شامل عليها يستند بكفه على الطاولة أمامها وهو يحرك رأسه نافيا ..فقالت العجوز تكمل دعوتها " ورزقك الله بزوجة تسعد قلبك وناظريك "
ابتسم لها ثم تنحنح يسألها" من هذه التي كانت معك ؟"
قطبت العجوز حاجبيها وهتفت باستنكار لجهله " إنها الست بسمة .. بسمة الوديدي أخت العريس .. أما كنت تعرفها؟!!"


ببطء .. اعتدل شامل ليستقيم محاولا السيطرة على ملامح المفاجأة على وجهه وغمغم "لا .. أنا لا أعرف هنا سوى مفرح الزيني فهو صديقي "
تفحصته العجوز ثم قالت بلهجة ذات مغزى وقد خمنت أنه يسأل عنها لإعجابه بها " إنها أجمل فتاة في القرية كلها .. بل يشهد ربي أني لم أرى في حياتي الطويلة هذه برغم أن هذه القرية انجبت الكثير من الفاتنات ..لم أر في حسنها امرأة ( وابتأست ملامحها وهي تكمل ) لكن المسكينة حظها أعوج فهي مطلقة لأنها لا تنجب"


لم يسمع شامل باقي ثرثرتها ولكن نظر لأخيه يخاطره " أخت العريس يا فالح .. أي ابنة خال مفرح الزيني .."
لم يرد كامل .. وإنما تجمد من المفاجأة التي اعتبرها غريبة وتزيد من حيرته .
في الخارج وقفت بسمة مع مليكة وأم هاشم أمام العم عيد تقول بترجي" لن تفعلها مجددا يا عم عيد .. لن تخرج بدون غطاء لرأسها مرة أخرى "


جز الرجل على أسنانه ورفض أن يترك يد ونس التي تختبئ خلف مليكة تستشعر أن القادم ليس جيدا ..لقد كانت تعلم بأن والدها سيثور بسبب شعرها الذي اسدلته على ظهرها دون غطاء لكنها لم تتوقع أن يتصرف بهذا الجنون والعصبية أمام الناس مصرا على العودة بها للبيت ..


لقد تفاجأ بمنظرها وهي تخرج من بيت العمدة بعد أن جلست هناك منذ بداية الحفل حتى تحمّل من الواي فاي عدة أفلام على هاتفها بعدما أملاها أدهم كلمة السر .. فاستغلت الفرصة لتملأ مساحة الهاتف المتاحة بأفلام ترغب في مشاهدتها لتوفر في باقة الانترنت التي فهمت بأنها لن تتحمل تحميل هذا النوع من الملفات .


قالت مليكة بتعاطف مع ونس "بالله عليك يا عم عيد اهدأ واترك يدها .. من أجل خاطري "
تردد عيد قليلا محاولا السيطرة على أعصابه الغاضبة ثم ترك معصم ابنته وهو يقول بملامح متجهمة" خاطرك فوق رأسي يا بنت الناس الأكابر لكن هذه البنت ستجلطني أقسم بالله "


تدخلت أم هاشم تقول ضاحكة " أتركها يا عم عيد وأنا شخصيا لو فعلتها ثانية سأشدها من شعرها الكستنائي الناعم هذا الذي ما شاء الله لا قوة الا بالله يصيبني بالإحباط (وغمزت له تقول ) تشبه خالتي أم ونس رحمها الله "
تمتم عيد " رحمها الله واحسن إليها"


استمرت أم هاشم في محاولة اضحاكه فأضافت "صدقني أنا جادة فيما أقول بأني سأشدها من شعرها ..فلا يستفزني سوى البنات اللاتي يتبرعن بإظهار جمالهن هنا وهناك .. لأنهن يتسببن في عزوف الشباب عن من هن أمثالي .. "
تبادلت كل من مليكة وبسمة النظرات المتألمة وكلمات صاحبتهما المتهكمة تنغز كدبابيس في قلبيهما بينما أكملت أم هاشم ضاحكة " وبصراحة .. أنا لا ألوم الشباب .. فأنا شخصيا لو مكانهم ورأيت هذه (الحلوى) .. لن أنظر لأمثالي أبدا من ( الباذنجان الأسود)"


غمغم عيد بحرج" لا تقولي هذا يا بنيتي كلنا خلقة الله.. خلق الانسان في أحسن تقويم لكن العباد هم من يتجبرون .. ( ونظر في عينيها يقول بيقين ) رِزْقك محفوظ في السماء يا ابنتي فلا تقلقي .. سيجيئك عندما يحين وقته"


تنهدت أم هاشم وغمغمت وهي تضع يدا فوق الأخرى على بطنها " دعواتك يا عم عيد بأن أجد غريب الأطوار هذا و(فلتة زمانه) الذي يفضل الباذنجان الأسود على الحلوى"
همسات اعجاب وانبهار بين الواقفين بالقرب منهم لفتت انتباه الجميع .. فالتفتوا نحو احدى الشاشات الكبيرة في الصوان والتي تصور ما يحدث عند المنصة التي يجلس عليها العروسين ليجدوا مفرح يتقدم من أخته ويهديها علبة مخملية كبيرة الحجم .. فقالت مليكة وهي تسحب ونس معها" لا تؤاخذنا يا عم عيد سنذهب لنشاهد هدية مفرح لأخته.. وكما وعدتني بأنك ستمررها هذه المرة لونس "


تطلع عيد في ابنته ونظرتها الشقية التي تحدجه بها وكأنها لم تفعل شيئا ..فجز على أسنانه وقال "من أجل خاطرك أنت فقط يا بنت الأكابر وخاطر هاتين الطيبتين"


غمغمت بسمة وهي تتحرك مع مليكة وونس "أعزك الله يا عم عيد وأطال في عمرك "
أما أم هاشم فربتت على ذراعه تقول" لا تنس أن تكثف دعواتك من أجل الباذنجان الأسود يا رجل يا طيب "


وأسرعت تهرول في عباءتها السوداء كطفلة في العاشرة حتى ترى ماذا أحضر أخو العروس هدية لأخته ..
أما عيد فغمغم "كله مقدر ومكتوب .. ليتنا نصبر ونرضى فنُجزى "




فتح مفرح العلبة المخملية الكبيرة فكانت أمه أول الفضوليين لمعرفة علام تحتوي فمدت إليها أنظارها وحين لمحت ما فيها شمخت بأنفها عاليا تطالع الحاضرين بفخر .. بينما أطلقت فايزة الزيني زغرودة عالية طويلة وسط همهمات الواقفين بالإعجاب ومصور الفيديو يركز على محتويات العلبة فظهرت على الشاشات .. فنظر مفرح حوله يقول" أين مليكة؟"


اخترقت مليكة الواقفات في الوقت الذي عوجت الحاجة نحمده فمها بحركة غير مرئية .. ليناول مفرح زوجته العلبة لتحملها ثم تناول منها قلادة ذهبية كبيرة الحجم وهو يغمغم أمام مهجة التي تناظر أخيها بإمتنان "هذا من اختيار زوجة أخيك ..فكما تعلمين أنني لا أفقه شيئا في هذه الأمور"


ضحكت مهجة من بين دموعها ومفرح يلف ذراعيه حول رقبتها ويميل عليها يحاول بصعوبة اغلاق قفل القلادة.. فتدخل وليد يساعده لكنه الأخر نظر إليه من خلف رأس أخته نظرة خطرة بحاجب مرفوع محذرا.. فمال وليد ليغمغم بهمس بائس من خلف رأس عروسه "لماذا تكرهني يا بن عمتي ؟!"


ضحكات مكتومة خرجت من العروس وأخيها قبل أن ينادي الأخير "يا مليكة تعالي وانقذيني فهذا الشيء شيء صعب التعامل معه "
وسط ضحكات الجميع ومصمصات نحمده وابنتها الخفية اقتربت مليكة تساعده في اغلاق القفل ..ثم ألبس مفرح أخته الأساور الذهبية قبل أن يميل ويقبل رأسها وسط الزغاريد العالية.


في ناحية أخرى وبوجه ممتعض وغير راض عن التسرع تحركت والدة طلال تبحث عن نصرة بين النساء ثم اشارت لابنها الواقف بعيدا بأنها غير موجودة .. فحرك طلال ناظريه بين الواقفات يبحث عنها قبل أن يشير لوالدته على جهة معينة..


زمت الأخيرة شفتيها وتحركت نحوها مبرطمة " لا أفهم لمَ التعجل !"
وحشرت نفسها بين النسوة حتى وصلت لنصرة التي كانت حمراء الخدين من حرارة الازدحام والغناء والتصفيق ونقرت لها على ذراعها .. فانتبهت الأخيرة واستدارت إليها بكليتها بعينين لامعتين مترقبتين تقول بترحيب " أهلا أهلا يا أم حمدي "


قالت أم حمدي بابتسامة مصطنعة " أريدك لحظة "
بعد ساعة كانت الأعيرة النارية تطلق في الهواء أمام بيت سليمان الوديدي عند خروج العروس من السيارة التي زفتها إلى بيتها الجديد .. فوقف مفرح يتطلع في صغيرته في فستان زفافها وغمغم لمليكة التي تقف بجواره" أشعر بأني قد تسرعت بالموافقة على زواجها فمازالت صغيرة جدا .. لا تزال في العشرين من عمرها"


دلكت مليكة ذراعه متفهمة مشاعره بينما تخلصت مهجة من أحضان وقبلات المهنئات .. واستدارت تبحث عن والدها الذي يقف بعيدا مع كبار رجال العائلات فاقتربت منه هي وعريسها وقبلت يده.. ليربت العمدة على رأس ابنته بحنان ويدعو لها بالخير والذرية الصالحة ..


غمغم شامل متأثرا بالمشهد " أشعر بأننا نظلم والدنا بعزوفنا عن الزواج يا كامل ( ونظر إليه يضيف ) أحيانا أخاف من أن يموت دون أن نحقق له أمنيته "
لاحظ شامل بأن أخيه شاردا بعينيه نحو باب بيت الوديدي يختلس النظرات لبسمة التي كانت تقف على الباب تتحدث مع فتاة سمراء فغمغم من بين أسنانه موبخا " كامل !"
أنزل كامل نظراته وقال "هيا لنعود للبيت فانا متعب جدا "


فرد شامل بغيظ "انتظر دقائق حتى ينتهي مفرح ونودعه "
تركت مهجة عريسها مع والدها الذي كان يوصيه على ابنته ويحذره من اغضابها وأخذت تبحث عن أخيها .


حين التقت عينيهما فتح لها مفرح ذراعيه من بعيد فلملمت فستانها وهرولت نحوه وتعانقا.
بصوت مرتجف قال لها مفرح "ذراعي أخيك وبيته مفتوحون لك دائما في أي وقت يا مهجة .. واعلمي بأنني سأظل لك ظهرا وسندا حتى يتوفاني الله .."
غمغمت مهجة بلهجة باكية" لا حرمني الله منك يا أخي .."


ابعدها عن حضنه فاتسعت عيناها وهي ترى لمعة الدموع في عينيه وهو يضيف هامسا "أوصيك بزوجك اتقي الله فيه واحفظي سره وكوني له سكنا وبيتا .. ورغم أننا دوما أصدقاء أنا وأنت لكني فيما يخص علاقتك بزوجك لست مؤهلا لسماع ثرثرة عاطفية فهذا تستطيعين فعله مع إحدى النساء القريبات منك .. فلا تلجئي لي إلا حين يكون الأمر يستحق تدخلي .. لأنه سيكون تدخل حازم لصالح أحد الطرفين وليس طبطبة أو مواساة"


أومأت مهجة برأسها متفهمة .. فقبّل مفرح جبينها قبل أن يمنحها ذراعه فتأبطته حتى وصلا لعريسها الذي سلم عليه مفرح وقال "مهجة أمانة في رقبتك يا بن خالي فلا تخون الأمانة وإلا سأقطعها "
سأله وليد بغباء " من ؟"
رد مفرح موضحا " رقبتك يا خفيف "
بعد دقائق صعدت العروس وصعد معها والدتها وأختها بينما اقترب مفرح من العمدة قائلا " العقبى لك يا حاج عبد الرحيم حينما ازفك بنفسي لعروسك "


ضحك الواقفون ليضيف مفرح وهو يمد له ذراعه ليساعده على السير إلى إحدى السيارات المرابطة على بعد أمتار "هيا يا عمدتنا لنعود للبيت "
ربت العمدة على كتف ابنه وقال " بارك الله فيك يا ولدي وجعلك سندا لأختيك ولكل أهل البلدة ( وأشار نحو التوأمين الواقفين بعيدا وأضاف ) اذهب أنت لضيوفك وأنا معي الرجال "


قبّل مفرح كتف والده ثم ذهب للتوأمين ثم قال مشاكسا حين وقف أمامهما " هلا بوحشيّ الشاشة الذين شرفوني وحمّلوني جميلا في رقبتي لن انساه "
غمغم كامل بهدوء "توقف عن هذا الكلام يا مفرح وإلا سنغضب منك حقا"
رغم إرهاقه الشديد لكنه قال بلهجة مرحة "ها ..هل سنسهر الليلة يا شباب ؟"
رد شامل بهدوء "لا يا عم مفرح فكلنا مرهقون .. سنذهب للنوم وغدا نتحدث "
ربت مفرح على كتفه وغمغم" إذا تعاليا لأوصلكما في طريقي"


تحرك مفرح وشامل بينما تأخر كامل خطوة ليختلس النظر نحو بيت الوديدي قبل أن يلحق بهما.. ولم يكن وحده من اختلس نظرة قبل المغادرة فالدكتور مهاب فعلها .. وبدير العسال أيضا الذي انتظر انتهاء تلقي سليمان الوديدي للتهاني ثم اقترب منه يقول بلهجة ذات مغزى " مبارك يا حاج سليمان .. وادعو الله أن تطمئن على بسمة في القريب العاجل حتى ترفع رأسك أمام الجميع وتكيد الحاقدين بأنها تزوجت من يليق بمصاهرة الودايدة "
بإرهاق وبرغبة في عدم التسرع قال سليمان "بارك الله لك يا بدير .. أتعبناك معنا الأيام الماضية .. نردها لك في الأفراح إن شاء الله "




يتبع





Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 11:03 PM   #508

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

بعد وقت قصير سكنت القرية تماما إلا من هسهسة حشرات الليل .. بعد أن رحل ذلك الصخب الذي كان يملأها على مدى ليلتين .
انتهى الاحتفال وعاد كل شيء لوضعه .. والوقت لرتابته..
والحياة لهدوئها ..


ترجلت ونس من سيارة أحد أبناء الصوالحة بعد أن أصرت مليكة على أن يوصلهما أخيها بِشْر في طريقه .. فجرت ونس مسرعة إلى البيت تاركة والدها يسلم بحرارة ويشكر بامتنان ممزوج بالحرج بِشر صوالحة قبل أن يستدير ليجدها قد اختفت .


بغضب لم يغادره بعد دخل داره يبحث عنها ويناديها لكنها كانت قد سبقته بإغلاق باب غرفتها الصغيرة .. فجز على أسنانه وضرب الباب بكفه يقول بغيظ "افتحي يا ونس لم نتحدث بعد "
لم يصدر منها أي ردة فعل لعدة دقائق حتى تفاجأ عيد بصاروخ من الورق المطوي ينطلق من تحت عقب الباب الخشبي القديم المرتفع قليلا عن الأرض فعض على شفته السفلى بغيظ وانحنى يلتقط الورقة ويقرأ فيها بصعوبة مقربا الورقة من عينيه ( أنت وعدت مليكة بأن تمرر الأمر هذه المرة ولا تعاقبني) .


جز عيد على أسنانه واستغفر ربه وهو يتحرك مبتعدا .
إن هذه البنت تزداد جموحا وشقاوة كلما كبرت.. وأهل البلدة ألسنتهم لا ترحم وعقولهم لا تستوعب الغريب والمختلف وغير النمطي مثلها .
أيذهب بها إلى العاصمة لتتوه وسط البشر هناك ؟!
لكن أين سيذهب هناك ؟.. وكيف سيعيش؟.. وماذا سيعمل فيها ؟..
كما أن العاصمة ضخمة ومخيفة وتشعره بعدم الراحة.


كما أنه برحيله قد يعطي فرصة لذلك الرجل الذي يحوم حوله منذ مدة يحاول أقناعه ببيع بيته الصغير أن يستولي عليه .. لربما زور له ورقة تنازل أو أي شيء من هذا القبيل ..فيبدو من هيئته أنه نصاب .. وبالطبع لن يرضخ لإلحاحه في بيع البيت له.. بيت والده .. وبيت ونس من بعده .. يريد أن يترك لها بعد موته ولو شبر في قرية اجدادها .. مساحة تربطها بأرض هذه القرية .



خلع جلبابه وعلقه بحرص على مكانه فوق المسمار خلف باب غرفته بعدما غطاه بقماشة قديمة حتى يبعده عن الأتربة والغبار وخرج من غرفته يشمر ذراعيه ليتوضأ استعدادا لصلاة قيام الليل .. فهو يشعر بالقلق أكثر من العادي اليوم .. ولمن سيلجأ إلا لخالقه وسيده ليبدد شعوره بالوحشة.


في طريقه إلى الحمام اخترق صاروخا ورقيا أخر مجال الرؤية أمامه من تحت الباب بينما ابتسمت الثعلبة الشقية من خلفه واسرعت تخلع عنها ملابسها وتهرول بسعادة نحو السرير الخشبي القديم في ركن الغرفة لتلقي بنفسها عليه وتفتح هاتفها وهي في توق شديد لمشاهدة تلك الأفلام التي انزلتها على الهاتف من بيت العمدة.


أما عيد فغامت عيناه تأثرا وهو يقرأ في الورقة (أحبك يا عيد .. ولا أعرف كيف أسيطر على اندفاعي ولهفتي لفعل ما أريد .. لكني والله لا أتعمد إغضابك ..و أحبك كثيرا كثيرا كثيرا كثيرا كثيرا كثيرا )
××××


في بيت هلال جمعة كانت نصرة تشعر بحماس طفلة وهي ترتب وتخطط في رأسها كيف ستعد البيت لاستقبال عريس اسراء .. فمنذ أن لمّحت لها أم طلال برغبتهما في الزيارة ورأسها تعمل في كل الاتجاهات ..فتدخلت اسراء تقول بلهجة مشفقة "نامي يا أمي وفي الصباح نخطط وننفذ ما تريدينه "


غمغمت نصرة تحدث نفسها" أجل ..علينا أن ننام لنستيقظ مبكرا .. (ونظرت لابنتيها الأصغر تقول) هيا إلى النوم .. أريد أن نستيقظ من أول الصباح لنقوم بحملة نظافة موسعة للمنزل"
تحركت همسة وتبعتها نسمة نحو غرفة النوم وهما تبرطمان .. بينما أشار كريم الذي يكتم ضحكاته على حالة أمه لأخته الكبرى بأنه سيهرب هو الأخر للنوم..


فابتسمت له اسراء ثم اقتربت من أمها التي كانت تحدق في الأرض شاردة وهي تعد على أصابعها البيضاء الغليظة ما ينتظرها غدا لتقول اسراء بهدوء" أمي لا أريدك أن تتحمسي بهذا الشكل المبالغ فيه .. فالأمر مجرد جلسة ودية لا تنم عن قبول الطرفين"
رفعت إليها نصرة نظراتها تقول باندفاع "وهل سيجدون عروسا أفضل منك! ..جمال وتعليم ووظيفة ما شاء الله .. "


غمغمت اسراء بمرارة" أخشى ألا نكون مناسبين لعائلة طلال يا أمي فكما تعلمين أن وضعهم المادي يفوقنا بكثير "
هتفت نصرة بحمائية واندفاع " ماذا عن وضعهم المادي ! .. رحم الله حالتهم التي كانت أسوأ من حالتنا بكثير لولا أن أبا طلال قد سافر للخليج لبضع سنوات قبل جابر دبور ففتحها الله عليهم ما شاء الله "


قالت اسراء بوجوم " لا يهم كيف كانوا يا أمي المهم كيف أصبحوا .. ( ثم غمغمت بخفوت) عموما أنا متعبة بعد يوم طويل وسأخلد للنوم الآن تصبحين على خير"
شيعتها نصرة بوجه بائس ثم رفعت رأسها للسماء تقول" يا رب ..لا تكسر بخاطر ابنتي يا كريم .. (ونظرت في الساعة وغمغمت من بين أسنانها) أين أنت يا هلال!"


××××


في بيت الوديدي خرجت بسمة من الحمام تمسح زينة وجهها بعد أن ارتدت منامة قطنية .. ثم دست جسدها المرهق تحت الأغطية الباردة .. وحدقت في سقف غرفتها تشعر بالغيظ وهي تحاول أن تخرج من رأسها صورة ذلك المتعجرف الذي تعامل معها باستهانة منذ ساعات.. وتشعر بالاندهاش أن يكونا توأمين بهذا التطابق في كل شيء ويكون أحدهما متواضع والأخر متعجرف بهذا الشكل! ..
انقلبت على جانبها متوسدة ذراعها ومقلتيها الفيروزيتين تتحركان بحيرة وهي تفكر في تلك الصدفة العجيبة ..


ترى هل يعرف مفرح بأنهما من معارف عائلة سماحة وبالتالي يعرفان زوجها السابق !.
عادت صورة كامل المتعالية أمامها ثانية فزفرت بغيظ من نفسها تقول وهي تمسك بالوسادة وتغطي بها رأسها " يظن نفسه شخصا مهما .. ألأنه قد خسر وزنا وازداد طولا يشعر بأن به شيئا مميزا !.. وقح !"


أما وليد .. فبمجرد أن شعر بأن الحاجة نحمده وفايزة الزيني قد تركتا العروس في شقتها ..هم بأن يصعد إليها .. لكنه توقف قليلا يتساءل ..
أيدخن سيجارة أخرى من التي أعطاها له بدير أم يستكفي بتلك التي دخنها مع أصحابه منذ قليل؟ ..


لاح وجه مهجة أمامه فاشتعلت أعصابه وقرر أن يدخن واحدة أخرى لتزيد من حماسه وانتباهه الليلة فهو يخطط ألا يتركها لتنام حتى صباح اليوم التالي ..




على الباب ودع سليمان أخته التي كانت تبكي وتقول "أوصيك بابنتي يا سليمان .. "
غمغم سليمان ضاحكا "تشعرينني بأننا سنخطفها ونطير .. اذهبي يا نحمدو إلى بيتك تصبحين على خير "


سحبتها فايزة لتركب سيارة زوجها التي تنتظرهما أمام البيت فأجهشت نحمده بالبكاء بحرقة .
بعد دقيقة لمح سليمان ابنه بجوار السلم فقال له بعينين متسعتين" ماذا تفعل هنا!!.. ألن تصعد لعروسك ؟!"


اتسعت ابتسامة وليد ورد" حالا سأصعد حالا"
ربت سليمان على كتف ابنه وقال بسعادة "لا تعرف يا ولد يا وليد كم أنا فخور بك لأنك استطعت أن ترمي بشباكك على ابنة العمدة لتوافق على الزواج منك ... أسد يا ولد.. أسد وابن أبيك .. وسعادتي لا توصف لأنك أطعتني وحققت لي أمنيتي حين طلبت منك أن تشغلها وتعلقها بك حتى تسهّل علينا مهمتنا في الفوز بها وسط العدد الكبير من الذين تمنوا مصاهرة العمدة .. هذا هو الخلف المُشرِّف الذي افتخر به "


ابتسم وليد لوالده ولم يعقب ..فأضاف سليمان قبل أن يتركه ويصعد السلم للدور العلوي "ارفع رأس الودايدة يا وحش "
بقهقهة محرجة شيعت نظرات وليد أبيه وهو يصعد السلم ثم انتحى في غرفة قريبة يشعل السيجارة ويغمغم شاردا في دخانها المتصاعد من بين أصابعه" ماذا لو علمت يا حاج أني لم أفعلها لأنفذ لك رغبتك ولكن لأني غارقا في حبها منذ الصغر .. وبأنني كنت يائسا من قبولها بالزواج مني فهي ( صمت وسحب نفسا من السيجارة ونفثه وهو يقول) هي استثنائية ولا تشبه أية فتاة أخرى .. لكنها كانت كريمة معي وقَبِلت ..ولا أعرف كيف لمثلها أن تقبل بمثلي !.. لكن هذا القبول كان أسعد شيء حدث لي في حياتي كلها "


بسرعة أنهى السيجارة متحمسا وصعد السلم .. وكأنه يخطو فوق السحاب .


×××××


دخلت أم هاشم غرفتها تخلع عنها حجابها وعباءتها السوداوين .. وتخلع عنها أيضا وجهها الساخر.. ثم تقوقعت في سريرها تدير ظهرها للدنيا وتدفن نفسها تحت الغطاء حتى رأسها وهي تغمغم بألم " سامحك الله يا عم عيد .. أي نظرية خرافية هذه التي سيُقبل فيها رجل على الباذنجان الأسود ويترك الحلوى !! .. لمَ لا ينتبه الناس وهم يمنحون الأمل الزائف للقلوب اليائسة !.. لمَ لا يدركون بأن منح الأمل أحيانا يقتل لا يحيي النفوس! .. (واغمضت عينيها بإرهاق تضيف بخفوت) لمَ لا يدركون بأن هذه جريمة شنيعة .. جريمة إعطاء أمل زائف للباذنجان الأسود !"
××××


في غرفتها سمعت مهجة خطواته فتوترت .. لقد رفضت رفضا باتا أن تساعدها أمها أو أختها في خلع الفستان .. بل ورفضت أن يدخل أحد لغرفة النوم.. فأخذت أمها وأختها ترتبان صينية الطعام وتثرثران قليلا ببعض النصائح ثم رحلتا.
فتح وليد الباب فتطلعت فيه من جلستها على السرير بوجل .. فدخل الغرفة وهو يفك رابطة عنقه مغمغما "مهجتي .. مهجة فؤادي .. أتعلمين لو كنتِ قد خلعتِ الفستان بدوني لكنت حزنت جدا"


أطرقت مهجة بخجل تنظر في كفيها المفتوحين في حجرها فمد وليد يده ليسحبها فاستقامت وهي لا تزال مطرقة برأسها ..
اقترب منها ومال عليها يحضنها وهو يكمل "لأني كنت أريد أن .. ."
وهمس لها ببضع كلمات في أذنها جعلت عينيها تتسعان بشدة.. فابتعدت عنه بارتباك تغمغم "وليد أرجوك ما هذه الألفاظ !"
قهقه وليد منتشيا وقد فقد اتزانه بعض الشيء وقدرته على التمييز ثم قال وهو يقترب منها مجددا " قلنا لا داعي للخجل.. فالليلة (******** )"


تدفقت الكلمات صريحة وفجة من فمه.. دون مراعاة لأي اعتبارات .. فتسمرت مهجة مذهولة ومتأذية مما تسمع قبل أن تقول وهي تبتعد للخلف" وليد هلا ترفقت بي فيما تتلفظ به .. ما هذه الفجاجة والألفاظ الوقحة !"
انفجار أخر في الضحك بشكل أدهشها صدر منه وقد استشعرته في مزاج غريب.. فابتعدت لخطوتين للوراء بتوتر وهي تراه يحدق فيها بعينين مشتعلتين ويفتح ازرار قميصه مقتربا منها ..


اصطدمت بطاولة الزينة خلفها بينما اقترب وليد أكثر والتصق بها يحيطها بذراعيه ومال يقول "لن تفلتي اليوم من يدي *****"
وافلتت كلمات أخرى صريحة وبذيئة من لسانه فلم تتحمل مهجة ودفعته تقول بحدة" ما هذه الرائحة! … رائحتك دخان غريب!"


غمغم وليد وهو يعود للالتصاق بها" دعينا من الدخان و ******"
دفعته مجددا وجرت نحو الحمام الملحق بالغرفة وأغلقت عليها الباب من الداخل .. فانزعج وليد واقترب من الباب يضرب عليه بقبضته قائلا وقد تعكر مزاجه " افتحي يا مهجة هل جننت !.. أهناك عروس تفعل ما تفعلين!.. مهجة افتحي وإلا سأكسر الباب"


هتفت من الداخل "لن افتح حتى تستفيق وتعي لما تقول يا وليد .. (واكملت بإحباط) أهذه ليلة عرسي التي وعدتني بها .. تسمعني فيها ألفاظا بهذه الفجاجة "


بإحباط شديد جلست القرفصاء تدفن وجهها في كفيها وفستانها يفترش أرض الحمام وانفجرت في البكاء..
فجاءها صوته يقول مهددا " أنا في كامل وعيي .. افتحي وإلا سأكسر الباب يا مهجة"
هتفت مهجة من بين دموعها" افعلها لو تستطيع تحمل تابعات ذلك "


تحرك وليد في الغرفة جيئة وذهابا يشعر بالغيظ ويخشى أن يكسر الباب حتى لا تصرخ فيسمع الجيران.. يعرفها مجنونة ولا يهمها شيء .. وسرعان ما هاجمه شعور بالإجهاد الشديد وبرغبة قوية في النوم ..



إنها المرة الأولى التي يجرب فيها تدخين هذا النوع من السجائر .. فتحرك بصعوبة نحو السرير .. ثم ألقى بنفسه عليه وحدق في السقف شاعرا بالدوار وأخذ يغمغم " يا مهجة .. افتحي يا مهجتي ..أنت يا بنت"
غلبه النعاس بعد بضع دقائق وكأنه مخدر فأغمض عينيه متوسطا السرير يفرد ذراعيه فوقه ونام منهكا بعد يوم طويل وحماس شديد أهلك أعصابه ..


بعد قليل وبدون صوت فتحت مهجة قفل الباب وتطلعت منه خلسة لتجده بهذا الوضع فقررت بغيظ وعناد أن تعاقبه بعدم خروجها من الحمام.. وعادت لتغلقه بهدوء وذهبت بفستانها نحو المغطس ثم خلعت حذائها وجلست فيه تمدد ساقيها المتعبين وتبكي .
××××


بعد ساعة
في بيت العمدة وقفت نحمده عند السلم المؤدي للدور العلوي تستقبل مليكة الآتية من الخارج بصحبة أدهم وإياد وبادرتها بالقول وهي تسند قبضتيها على جانبيها" أين كنتِ كل هذا الوقت؟.. لقد عدنا منذ مدة رغم أننا بقينا قليلا مع العروس"


ردت مليكة ببرود" مررنا على أبي قليلا وأدهم وإياد كانا يتسامران مع أولاد اخوتي خاصة أولاد أكرم وعمار فلم يقابلوهم منذ فترة (ونظرت للولدين تقول ) هيا اصعدا بسرعة وبدلا ملابسكما ولا تنسيا أن تغتسلا قبل النوم"
تحرك الصبيّان يصعدان فغمغمت مليكة "تصبحين على خير يا حاجة نحمدو "
قالت نحمده بتحفز وحاجب مرفوع "إلى أين إن شاء الله !"


تصلب ظهر مليكة فازداد ذلك الصداع الذي لا يزال يضرب برأسها ولم تنجح حبة المسكن في اسكاته .. واستدارت تطالع حماتها من علو.. وكذلك فعل الولدان... في الوقت الذي أضافت نحمده "من المفترض أن تقولي (هل تريدين شيئا يا حاجة نحمدو) وليس تصبحين على خير "


بانفعال تدخل أدهم يقول بتجهم "وماذا ستريدين منها في هذا الوقت المتأخر من الليل؟!"
بنظرة من مقلتيها الملونتين هتفت نحمده "لا تتدخل أنت"
تحفز أدهم ولاحت العصبية على وجهه فأسرعت مليكة بالتدخل وأشارت للصبيين بلهجة آمرة" اصعدا فورا لمَ تقفان هنا؟ ..هيا"
بعد بضع ثوان من التردد تحرك إياد الذي بدأ يرتبك من توتر الأجواء ودفع أخيه الواقف أمامه ليجبره على الصعود فاستجاب الأخير بتثاقل بينما تقبضت مليكة إلى جانبي جسدها وقالت بإنهاك "هل كنتِ تريدين شيئا ؟"


أسبلت نحمده جفينها وأجابت "علينا البدء في إعداد صباحية العروس "
رفعت ملكية حاجبيها وقالت في دهشة "الآن!!"
فرفعت إليها نحمده عينيها وقالت ببرود "أجل الآن .. علينا أن نبدأ الآن لأني أنوي أن أرسل وليمة لم ترسل لعروس من قبل .. فانزلي هيا ولا تضيعي وقتنا"


قبل أن تفتح مليكة فمها لترد جاء صوت مفرح من على الباب يسأل" تنزل إلى أين يا أمي؟!!"
تفاجأت الحاجة نحمده بوصوله وقالت بارتباك "جئت يا حبيبي .. ظننتك ستسهر مع صاحبيك الليلة"


هدأ تحفز أدهم في وقفته عند باب الشقة بوصول والده فأسرع بالدخول ..بينما مرر مفرح في الأسفل نظراته بين أمه وزوجته ثم قال "لا ..فكلنا منهكون ..أوصلتهما وعدت "
وصعد بضع درجات على السلم وهو يقول لمليكة التي لا تزال تقف صامتة تحدق في حماتها رغم تفاجؤها بعودة مفرح "لمَ تقفين هكذا يا مليكة ! (واستدار لأمه يسأل ) ماذا كنت تريدين منها يا أمي؟"


ارتبكت الحاجة نحمده وغمغمت" كنت أقول لها بأن علينا أن نبدأ في إعداد طعام صباحية العروس "
رفع مفرح حاجبه وهتف باستنكار" الآن!!"
قالت نحمده بدبلوماسية "تعلم يا حبيبي أن الإعداد يأخذ وقتا طويلا "
غمغم متعجبا " لا لم أكن أعلم ( ثم سألها ) وهل كل أولئك النسوة اللاتي يساعدن في البيت لسن كافيات لإنجاز الأمر !"
اسرعت نحمده بالقول" انهن يحتجن لمن يباشر عملهن يا حبيبي"


دفع مفرح مليكة برفق يشير لها آمرا بأن تصعد فأطاعته ثم قال وهو يهم بالصعود "لا تؤخذينا يا أمي فمليكة متعبة ومستنزفة جدا الليلة وتعاني من الصداع .. لذا أطلبي من فايزة أن تباشر الأمر "


ردت أمه باندفاع "فايزة مع زوجها الآن في غرفة الضيوف ولا يصح أن استدعيها في وجوده "
تجمد مفرح على السلم وتصلب ظهره أمامها .. فأطبقت نحمده على شفتيها بارتباك ليستدير الأخير لأمه ويقول بحاجب مرفوع مستنكرا "وهل لا يصح أن تستدعي فايزة من أحضان زوجها لكن مليكة يصح يا أمي!!"


اسرعت نحمده تقول" لم أقصد يا حبيبي.. قصدت أن مهجة هي من طلبت واشترطت أن تقوم مليكة بالذااااات بطهي طعام الصباحية لها .. وأنت تعرف مهجة ورأسها اليابس "
مسد مفرح على لحيته السوداء الأنيقة عدة مرات مفكرا ثم تكلم مناديا" يا تماضر يا أم سعيد"
بسرعة خرجت المرأتين إليه ليقول مفرح لهما ببعض اللطف " أنا أعلم بأنكما متعبتان لكن يبدو أن صباحية العروس تحتاج لوقت طويل في الإعداد ..المهم أريدكما أن تجهزا ما تستطيعا تحضيره .. وتتركا اللمسات الأخيرة لمليكة .. فبالتأكيد تحفظان طريقة طهوها .. وأنا سأوقظها مبكرا أن شاء الله لتتابع ما تم إنجازه وتكمل عليه "


غمغمت المرأتين بطاعة فأشار لهما بالانصراف .. ثم قال لوالدته التي كانت تداري غيظها" أعتقد أن المشكلة قد حُلت يا أمي.. فاتركيها لتنام قليلا .. وأنتِ اذهبي للنوم فأنتِ بالتأكيد متعبة بعد كل هذا المجهود ..ولا تقلقي كل شيء سيكون على ما يرام.. تصبحين على خير "
ردت نحمده وهي تتفتت من الغضب "وأنت من أهل الخير يا حبيبي (وأضافت في سرها) أفلتت مني هذه المرة بنت الصوالحة "
××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 11:04 PM   #509

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

دفع كامل توأمه بعنف فاصطدم الأخير في الجدار في الوقت الذي هتف الأول بعصبية "لمَ تحمّل الأمر أكبر من حجمه يا شامل!!"
عاد شامل يمسك بتلابيب أخيه ويقول بغيظ "أكبر من حجمه !!.. أتراه أكبر من حجمه يا كامل! .. ألم نغلق هذا الموضوع منذ ثلاث سنوات .. ما الذي فتحه مجددا !"


بخشونة خلّص كامل ملابسه من يد أخيه وقال محتدا "قلت لك كان مجرد فضول …فضووول ألا تفهم العربية؟! .. كنت دوما أشعر بفضول لمعرفة مصيرها ولم أحاول أبدا أن أروي هذا الفضول .. لكن حينما ذكر مفرح اسم قريته وجدت أني سأروي فضولي بدون أي مشاكل .. غلبني ذلك الفضول صدقني فجئت معك لعلني أراها لمرة أخيرة قبل أن أسافر"


لم يقتنع شامل .. لم يقتنع أبدا .. فهو الأكثر دراية بتوأمه وبما يصدر عنه من أفعال وسلوك .. وما حدث منذ أكثر من ثلاث سنوات أدهشه وجعله يتيقن بأنه منجذب بالفعل لتلك الفتاة .. وذلك الارتباك والمزاج العكر الذي يعتري أخيه الآن يشعره بأن الأمر لم ينتهي بعد .. وهذا ينذر بتعقيدات هما في غنى عنها خاصة مع حقيقة أن تلك فتاة تقرب لمفرح صديقهما ..
لمح شامل توأمه يصعد للدور الثاني فلحق به بسرعة.


في إحدى غرف النوم وقف كامل عاري الجذع يبحث في حقيبة سفره عن ملابس نظيفة فقال شامل بلهجة حازمة "وها أنت قد رويت فضولك وعلمت عنها ما كنت تريده وأكثر .. فهي ابنة خال مفرح صديقنا الذي سيستاء لو علم بأنك جئت لتراها لمجرد فضول يعتريك .. السؤال هنا هل انتهى فضولك وذهب إلى حال سبيله يا كامل ؟"


رفع إليه مقلتين حائرتين لكنه قال بسرعة وبإنكار لم يخف أبدا على الآخر " بالطبع انتهى الأمر.. انتهى تماما"


بغير اقتناع بالإجابة التي تلقاها غمغم شامل "إذن سننتهي غدا من الاتفاقيات على الخضر والفاكهة مع مفرح ونعود للعاصمة فورا قبل حلول المساء ما رأيك ؟"
لم يرد كامل .. بل خرج من الغرفة قاصدا الحمام وهاربا من ملاحقة توأمه ..
ومن عينيها اللتين لم تكفا عن ملاحقته منذ ساعات .


×××××


دخل مفرح غرفة نومه بعد أن اغتسل ليجد مليكة تقف تعلق عباءتها في خزانة الملابس بقميص داخلي أسود قصير جدا يظهر مفاتنها التي تذيب أعصابه من مجرد نظرة .. فاقترب بخفة وأحاطها من الخلف بذراعيه يضمها بقوة ويقبّل شعرها هامسا باسمها في شوق .
استشعرت مليكة بحاجته الملحة إليها ورغم المطارق التي تضرب برأسها قالت بهدوء "دعني أغتسل أولا"


بصعوبة أطلق سراحها فتحركت تغادر الغرفة فلحقها مفرح بصوته يقول " لا تبدلي هذا القميص"
ابتسمت له ابتسامة واهنة خجول وخرجت فألقى بنفسه على السرير يحاول السيطرة على وحوشه الجائعة لوصالها ..


حين عادت بعد دقائق كانت قد جددت رائحة عطرها فغمغم مفرح في سره وهو يرسم تفاصيلها بعينيه " أقادر أنا على تحمل بقايا العطر القديم حتى تجددينه يا بنت الصوالحة!"
سألته مليكة وهي تندس تحت الاغطية" هل قلت شيء ؟"


رد مفرح وهو يتأملها مشفقا " أقول تبدين متعبة جدا .. ألا يزال الصداع شديد ؟"
أومأت برأسها .. فقال بحنان وهو يفتح لها ذراعيه "تعالي إلى حضني سأدلك لك رقبتك "
اقتربت منه أكثر تتأمل عينيه الخضراوين فدلك بأصابعه خلف رقبتها برفق وهمس "نامي وسيزول الصداع يا مليكتي "


اغلقت عينيها بإجهاد شاعرة بالامتنان بأنه سيتركها لتنام ..فاستمر مفرح في تدليك رقبتها حتى انتظمت انفاسها .. يتحكم في شوقه المضني وشعوره بالإحباط.. ثم لف ذراعيه حولها بقوة وكأنه يتشبث بها .. ونام يحلم بمليكته .


××××


رفع جابر رأسه عنها وأخذ يتأملها لبضع دقائق ثم مرر أطراف أصابعه يبعد خصلات صفراء عن جبينها المتعرق وقال بهمس لاهث "أنت أجمل امرأة رأتها عيناي يا كاميليا صدقاً أقول ..ولستِ في حاجة لإبراز هذا الجمال ولفت الانتباه إليه ..فالأعمى وحده من لن يرى جمالك ..فقد أبدع الخالق في تصوير ملامحك"


أطربها كلامه فمصدر سعادتها دوما إشادة الأخرين بجمالها .. لكنها رغبت في سماع المزيد ..فعضت على شفتها وسألته بميوعة وهي تمرر أصابعها فوق صدره العاري " هل تراني أجمل امرأة حقا يا جابر؟"


رد بصدق شديد وبرغبة منه لأن يعزز ثقتها في نفسها " صدقيني أنت الأجمل على الاطلاق .. تفوقين حتى نجمات السينما جمالا "
دغدغت أعصابها جملة ( نجمات السينما ) فدوما كانت تتمنى لو أن تستثمر جمالها هذا لتشتهر به .. دوما كانت تتمنى أن تكون في مكان أخر غير قرية متواضعة صغيرة .. كانت تتمنى أن تكون نجمة سينما تبهر أكبر عدد من الناس بجمالها .


داعب جابر عنقها الأبيض بقبلة رقيقة رغم ذلك الحاجز الذي يستشعره ويكبر بينهما يوما بعد يوم فيصعِّب عليه فهم نفسيتها لكنه وعد نفسه اليوم بأن يوليها اهتماما أكبر لربما هو مقصر في شيء ما ولا يدركه بينما سألته كاميليا سؤالا يلح عليها بشدة وتحتاج لإجابته ليكتمل انتشائها " هل هذا يعني بأني أجمل من بسمة الوديدي؟"


شعرت بعضلاته فوقها تتشنج في الوقت الذي رفع رأسه عنها يقولبعدم استيعاب" لم أفهم سؤالك؟"


لقد خرج السؤال الذي تمنت دوما أن تسأله .. خرج ولا يمكن أن يعود ..



وتعطشها للإجابة كان أكثر إلحاحا لحظتها من أي وقت سابق .. فأوضحت بنفس الميوعة وهي تلامس وجهه "تقول بأني أجمل من رأيت .. فهل هذا يعني بأني أجمل من بسمة ؟"
حاول جابر التحكم في أعصابه وسألها" وما الداعي لذكر اسم أخر بيننا الآن ؟"
حركت كتفيها العاريين وقالت ببساطة "الحديث عن جمالي فرض هذا السؤال (ولمعت عيناها الخضراوان تضيف) أريدك أن تصف لي كيف أني الأحلى من بسمة "


ابتعد جابر عنها واستند بمرفقه بجانبها على السرير يقول بوجه مكفهر"هذا السؤال لن استطيع أن أرد عليه بصدق يا كاميليا فلو قلت (أجل ) هذا يعني بأني قد دققت في ملامح بسمة وقارنت بينكما وهذا أمر يعيبني أن أدقق في امرأة ليست حلالي"


حاولت الضغط عليه أكثر لتحصل على اجابة فهي تعرفه صريحا وصادقا إلى حد مغيظ ولا يجامل أبدا فدلكت صدره العضلي بأصابعها تقول بنفس النغمة المائعة " لكنك رجل وأنا أعرف بأن الرجال يختلسون النظر أحيانا للنساء الأخريات وبالتأكيد مرت عيناك على بسمة في أي يوم وتعلم إن كانت جميلة أم لا"


انتفض جابر جالسا يتطلع في وجهها لثوان كمن لدغه عقرب ..ثم انزل ساقيه على الأرض يتناول ملابسه وهو يغمغم" لا حول ولا قوة إلا بالله !"


سألته بعصبية "ما المشكلة يا جابر ؟.. لماذا انفعلت هكذا؟! .. أليس من حقي أن أعرف مدى حب زوجي لي وكيف يشعر بأني الأجمل بين النساء؟"


استدار إليها يقول باستنكار" المشكلة في أنكِ لا تدركين المشكلة يا كاميليا.. كيف بالله عليك تسأليني سؤالا كهذا!"


قالت شاعرة بالقهر " لماذا تُعَقِد الأمور دوما وتغير مسارات ومعاني الأحاديث بيننا ؟.. كان من الممكن أن تجاملني حتى أو تكذب عليّ وتقول بأني أجمل منها لكنك كالعادة معقد"


انتفض واقفا بعد أن انتهى من ارتداء بنطاله وهتف بعدم تصديق " أنا معقد يا كاميليا!! .. أيجب أن أجيب على سؤالك بإجابة تطعن في رجولتي بأني أمد عيناي لمفاتن امرأة أخرى ليست حلالي حتى أكون بسيطا أمامك !!"
ردت بانفعال " جمال بسمة الوديدي تتحدث عنه الناس كلها "


زفر ورد بنبرة أهدأ " لا أنكر بأنها امرأة جميلة .. بالطبع أعلم ذلك كمعلومة مثل بقية الناس.. لكني لم أدقق فيها من قبل لأجيب على سؤالك إن كنتِ أنتِ الأجمل أم هي .. ومع هذا أكدت لك بأنك أجمل من رأته عيناي .. ألا يكفيكِ هذا التصريح؟!"


زفرت كاميليا بحنق وضربت بيدها على السرير متمتمة بغيظ وهي تنظر لسقف الغرفة بقنوط "لن تفهمني أبدا "


تركها جابر وتحرك مغادرا للغرفة بعصبية وهو يدمدم " وأنت لن تفهميني أبدا "
انقلبت على بطنها بغيظ تنعي حظها العاثر الذي أوقعها في رجل كجابر .. فهي تعرف بأنه مستقيم إلى حد يستفزها .. ليس لأنها تريده أن يخونها.. لكنه لم يكن له علاقات نسائية قبل الزواج .. لم يكن يوما شابا عابثا لعوبا .. ولا يشعرها هذا بخبرته في النساء وبأنها الأحسن من بين من عرفهن .. كانت تتمنى لو تقترن برجل لعوب تعرّف على نساء بعدد شعر رأسه ثم خر صريع جمالها الفاتن وقرر أن يتزوجها هي دونا عن بقية النساء .. مقرراً أن يزهد في الأخريات لاعترافه بأنها الأجمل بينهم ولا توجد أجمل منها ..
هذه الفكرة ترضيها ..
تشعرها بالانتشاء .. تسعدها ..



لكن جابر ليس هذا الرجل أبدا .. فكيف تشعر بالسعادة والتميز حين يقر بأنها أجمل ما رأت عينيه فهو لم يكن أبدا على علاقة مع غيرها ليصبح كلامه لها مقنعا !!.


بشعور عارم بعدم الرضا تذكرت كاميليا كيف تزوجته .. لقد ظلت ترفض طلبات الزواج الكثيرة التي كانت تأتيها من القرية والقرى المجاورة .. بحجة أنه لم يكن يرضيها أحد .. لكنها في الحقيقة كانت تخشى أن تتزوج بسمة بزيجة أفضل منها .. لذا انتظرت لترى من ستتزوج بسمة الوديدي ورفضت الجميع مثلها .. وحين خُطِبت بسمة لذلك الشاب الوسيم الضخم الآتي من العاصمة احترق قلبها بالغيرة ولم تدر ماذا تفعل .. شعرت ساعتها بأن بسمة قد انتصرت عليها بزواجها من خارج القرية .


وقتها كان جابر قد عاد من الخليج وقرر الاستقرار أخيرا في القرية وعدم السفر مجددا بعدما أرسل أخيه الأصغر للعمل هناك ..فأضحى حديث القرية ساعتها .. كيف أنه سافر صغيرا في سن العشرين وعاد بثروة كبيرة في سن الرابعة والثلاثين .. وبأنه ينوي أن يفتتح سلسلة محلات للأجهزة المنزلية في مركز المحافظة .. وقد بالغ بعضهم وقتها بشأن الثروة التي يمتلكها .


بعد زواج بسمة ومغادرتها للبلدة لتعيش مع زوجها ابن المليونير في العاصمة اشتد حنقها واحباطها من أن كل من يتقدم لخطبتها من العائلات الكبيرة هم شباب نمطيون ليس فيهم ميزة تميزها ككاميليا عن غيرها من الفتيات .. ميزة يستحق بها أن يمتلك جمالها الفاتن .. هذا بالإضافة لعيب خطير كانت تريد أن تتجنبه في أي زيجة في القرية ألا وهو وجود الحماة في البيت .. فالتقاليد تقتضي بأن يتزوج الشاب في بيت أهله وغالبية الحموات يتسلطن بطريقة أو بأخرى على زوجات أبنائهن وهي لم تكن لتتحمل ذلك .. لم تكن لتتحمل أن تتسلط عليها امرأة أخرى ولا تحب أن تنحصر حياتها في دور زوجة الابن وكنة البيت ..


لهذا حينما تقدم جابر للزواج منها .. وبسبب ضغط أخاها الأكبر بدير عليها لأن تتزوج بعدما وصلت لسن الثالثة والعشرين بدون زواج خاصة وأنها لم تكمل تعليمها بعد الثانوية كبسمة وإنما اكتفت بشهادة الثانوية.. وجدت ساعتها في جابر ما يميزه عن غيره وما يعطيها ذلك الشعور بالاختلاف عن بقية بنات البلدة .. فهو عائد من الخليج بثروة كبيرة أبهرت الجميع .. وأعاد بناء بيت والده القديم وهو البيت الذي تعيش فيه الآن بل واشترى الأراضي المجاورة له .. بالإضافة لأن أمه امرأة عجوز طيبة ليس لديها سواه هو وأخيه الأصغر منه بكثير ولن تكون تلك الحماة المتسلطة التي تتدخل في شئونها .. لذا وافقت على الزواج منه ..


لكن شعور بالنقمة على حياتها بات يتسلل إليها شيئا فشيئا مع الوقت .. خاصة حين كانت تقارن بينه وبين زوج بسمة الأول وطوله وعرضه ومظهره وشهرته بعد ذلك في مجال الفن .. ذلك المجال الذي تمنت أن تكون تحت أضوائه .. و أن تظهر في بعض المجلات الالكترونية كما حدث مع بسمة وهي في صحبته .. ..تمنت أن تكون مكانها في كل شيء ..


فكم حسدت بسمة على زوجها السابق .. وكم هي أكيدة بأن ذلك الوسيم المفتول العضلات لو كانت هي من تزوجت منه لما طلقها أبدا خاصة وأنها ليس لديها مشاكل في الانجاب مثلها .


ورغم أن خبر طلاق بسمة كان من أسعد الأخبار التي سمعتها في حياتها والذي أشعرها بالانتصار والتميز لكن استقلال بسمة الواضح وذلك البيت الكبير الذي تركه لها زوجها السابق وباعته وقبضت ثمنه .. والبيت الأخر الذي ورثته عن جدها باتا يشعرانها بأن الأخرى قد كسبت نقطة لصالحها .


اخرجها من شرودها دخول جابر للغرفة فتأملت جذعه العاري وتفاصيل جسده العضلي المذيبة للأعصاب .. والتي تعترف في قرارة نفسها بأنه ينافس بها أكثر الرجال جاذبية وسخونة.. لكنه ليس ضخما كزوج بسمة السابق ويرفض بأن يحلق تلك اللحية ذات الشيب التي تظهره أكبر عمرا .. كما أنه يصر على ارتداء الجلباب التقليدي ولا يرتدي الملابس العصرية ولا الجينز إلا حينما يخرج خارج المحافظة .. وهذا يغيظها ولا يشعرها بالرضا ولا بالتميز ..
ألقى جابر بنفسه بجوارها يوليها ظهره قائلا "تصبحين على خير "


فلوت كاميليا شفتيها ولم ترد .. وانما حدقت في سقف الغرفة وسرحت في خيالات تخصها ..
خيالات ترى فيها نفسها نجمة سنيمائية تخرج من سيارة فارهة .. ترتدي فستانا لامعا براقا يكشف عن تفاصيل مفاتنها المبهرة.. وتمشي على بساط أحمر.. بينما أفواه الجميع تتدلى بانبهار لجمالها الذي لا تملكه امرأة غيرها..
××××


تطلعت لنفسها في المرآه… وبغصة مُرة تأملت قميص النوم الجديد وتأملت معه ملامحها وتفاصيلها التي لم تعد كما كانت .
صحيح لا تزال تحتفظ بشبابها رغم اتمامها لعامها الأربعين ..


وصحيح أن من يراها لا يمكن أبدا أن يعطيها أكبر من ثلاثين سنة ..وأن من لا يعرفها لا يتخيل أبدا أنها أم لثلاثة شباب يفوقونها طولا أكبرهم في التاسعة عشرة .


لكنها اختلفت بالتأكيد عن تلك الفتاة التي كانتها حين تزوجت بدير في الثامنة عشرة من عمرها ..
تحسست بطنها التي لم تعد مشدودة كالسابق والتي تحمل آثار حملها لأولاده.. ورغم أنها ليست مترهلة بشدة لكنها لم تعد أبدا كالسابق..
فكرت في صالة الالعاب الرياضية التي سمعت بعض النسوة يتحدثن عنها والتي تقع في مركز المحافظة وتخصص ساعات معينة للنساء كل اسبوع ويذهب إليها بعض الموظفات .. لكنها تشعر بالحرج .. فماذا سيقول عنها أهل البلدة إن علموا .. بل ماذا سيقول عنها أبنائها ..


تأملت من جديد تفاصيل جسدها في القميص بإحباط شديد .. لا تصدق ما قالته هدى سلفتها التي أكدت لها بأنها تتمتع بجمال ورشاقة تحسدها عليها الكثيرات.. وحتى بطنها العالي قليلا غير ملحوظة وتداريها الملابس ..
زفرت وجدان وتطلعت في ساعة الحائط وتساءلت عمَ يفعل حتى الآن في الخارج .. إنها مجهدة بعد يوم طويل ومستنزفة عاطفيا ولا تطيق حتى رؤيته بعدما تأكدت اليوم بأن شكوكها في محلها وبأنه لم ينس بسمة بعد .


بسمة التي أضحت مطلقة بعد أن كانت قد تنفست الصعداء حين تزوجت ورحلت للعاصمة وظنت بأنه سينساها .. سينسى رغبته المحمومة في الزواج بها .. لكن لحظها العاثر بسمة عادت مطلقة .. وأمله في الزواج منها قد تجدد بل أصبح أشد رغبة وهوسا ..
ورغم أنها وبدير لم يتواجها أبدا بشأن ما يخطط له حاليا أو ما كان يخطط له سابقا لكنها تعلم كل شيء .. تعلمه وتكتم في صدرها وتخشى مواجهته ..
ستحاول مرة أخرى ..


ستحاول مرة لم تعد تعلم عددها لإرضائه بأي شكل حتى لا يفعلها .. حتى لا يتزوج ثانية ..
فلو فعلها لن تتحمل .. ولن يستمع لرفضها أحد..
تعرفهم كيف يفكرون .. وكيف سيرون الأمر .. فهو قادر ماديا وصحيا على إدارة بيت واثنين وثلاثة .. وسيخبرونها بأن الشرع يسمح له بذلك ..


ببطء وتردد فتحت أحد الأدراج وأخرجت منه علبة صغيرة .. وفتحتها تخرج منها ذلك الشيء الذي تدربت عليه أكثر من مرة بمساعدة سلفتها وهمت باستخدامه.


بعد قليل .. التقطت المئزر وارتدته ثم خرجت من غرفتها تبحث عنه لعلها تنتهي من هذه المهمة التي باتت ثقيلة عليها مع رجل يرغب فيها ويرغب في الزواج من غيرها في نفس الوقت .



كان بدير في الشرفة يدخن سيجارة من نوع خاص ويقلب في هاتفه باهتمام ويدقق ويتحسس بأصابعه شاشة الهاتف ..
لقد كلف الشاب (عصفور) بأن يلتقط صورا لها في حفل الزفاف اليوم مدعيا بأنه يصور أجواء الحفل .. والحقيقة أن اللئيم عصفور قد التقط لها صورا رائعة استحق عليها ذلك المبلغ الكبير الذي منحه إياه .


تأمل كل إنش فيها ..وكبّر الصورة بكل تفاصيلها .. تفاصيلها الأنثوية ..
عيناها وشفتاها وطابع الحسن الذي يشق ذقنها طوليا ..
وجسدها ..
آه من جسدها تتفجر منه الأنوثة..
يا الله .. متى سينول المراد؟!
متى سيمتلك ذلك الجسد الفاتن؟!
متى سيمتلكها كلها .. بسمة .


إنه على استعداد لأن يضحي بكل شيء وأي شيء من أجلها .. من أجل نظرة رضا واحدة من عينيها تراه فيها ..
ترى بدير العسال ..


أفاق من تحديقه في الهاتف على صوت زوجته التي قالت وهي ترسم ابتسامة على وجهها "ألن تنام يا بدير .. أنا انتظرتك مثلما طلبت "
أظلم شاشة الهاتف بسرعة في يده وقال
"أنا آت حالا (ثم تطلع في ملامحها يقول متفاجئا) ما هذه العدسات الملونة؟!!"
ابتسمت وجدان وقالت بغصة " نوعا من التغيير.. واخترت العدسات زرقاء لأن عيناك خضراوان.. "


دقق في تفاصيلها بنظرة ذكورية ثم قال وهو يمسك بطرف المئزر "وقميص جديد ! …ليلتنا أنس الليلة"


ابتعدت قليلا تقول بهمس موبخ وهي تنظر خلفها "بدير أولادك في غرفهم ! "
غمز بدير بعينه وقال" اسبقيني وأنا آت حالا يا غالية"


حينما تركته وجدان لتسبقه إلى غرفة نومهما عاد إلى حيث كان.. يتأمل الصور على الهاتف مغمغما في سره" سألهي نفسي بعينين زرقاوين زائفتين حتى أمتلك الزرقة الطبيعية في القريب ..و الذي أتمنى أن يكون في القريب العاجل جدا "


وأضاف بهمس حار وهو يدقق في صورتها "الليلة سأتخيل أني .. معكِ..أنتِ .. وأن زرقة عيناك هي ما تنظران لي .. يا فاتنتي "
××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 11:04 PM   #510

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4


الشروق ..

الشروق من جديد .. مصاحبا لرائحة القهوة ومثيرا في داخلها تلك الرغبة في البكاء .. فرغم اجهادها الشديد لكنها استيقظت من أجل صلاة الفجر وحتى لا يفوتها الشروق .



أتراه يشكل بداخلها رمزا لأمل تنكره وسط لُجة قاتلة من يأس متملك منها؟! .. وإن لم يكن كذلك فلماذا تحرص على التواجد لحظة الإشراق؟ .. لحظة هزيمة النور للظلام ؟..



رشفت قهوتها وراقبت قرص الشمس الذي بدأ في البزوغ .. وتذكرت ليلتها الغير مريحة أمس .. فهي لم تنم بملء جفنيها بل زارتها ذكريات ترغب في نسيانها.. ذكريات عن ليلة زفافها وكيف اعتقدت يومها أنها ملكت الدنيا بما فيها.. حتى الذكريات الحلوة واللطيفة ترغب في أن تمحوها من ذاكرتها لتمحو معها بسمة القديمة .. بسمة الحالمة الساذجة ..



سبب أخر لم يسمح لها بالنوم .. ألا وهو صورة ذلك المتعجرف الذي قابلته ليلة أمس ..ونظرته المتعالية لها ..ماذا يحسب نفسه .. لماذا لا يكون متواضعا كأخيه !.



أمسكت بهاتفها وكتبت على الواتساب:

" حلمت ليلة أمس بأني لطمت ذلك المتعجرف على وجهه"

جاءها رد مليكة بسرعة "الحقيقة أرى بأنك تضخمين الأمر يا بسمة "

استفزها ما كتبته صاحبتها فأسرعت بالاتصال بها تقول باندفاع" أنا أضخم الأمر يا مليكة!!!"

بصوت مرهق ردت الأخرى " ما صدر من الشاب ليس فيه ما يستدعي رد فعلك المغتاظ هذا بصراحة !"



قالت بسمة بغيظ من بين أسنانها " أنتِ لم ترينه كيف تحدث معي يا مليكة .. لم تري تلك الابتسامة المستخفة على شفتيه"



اعطت مليكة تعليماتها لإحدى السيدات ثم عادت لبسمة تقول" كل هذا حدث في الثواني التي تحدثت فيها معه بضع كلمات !!!"



قالت بسمة تجز على أسنانها" لن تفهميني أبدا إلا إذا حضرتِ الموقف بنفسك .. هل تعرفين متى سيغادران؟"



غمغمت مليكة " لا أعلم ربما مساء اليوم أو صباح غد على حسب ما فهمت من مفرح"



تمتمت بسمة بضيق " هذا جيد لأني سأبدأ في تنفيذ مشروعي فقد اعلنت للفتيات أمس أن من تريد أن تنضم للعمل معي تأتيني إلى بيت الجد صالح حيث سأبدأ هناك"

قالت مليكة تشجعها "على خير إن شاء الله"



سألتها بسمة وقد انتبهت أخيرا لصوتها المجهد "لمَ أنتِ مستيقظة في هذا الوقت المبكر ظننتك بعد مجهود الأيام الماضية ستستريحين قليلا خاصة وأن اليوم عطلة في مدرسة الولدين"



أجابت مليكة بامتعاض" نجهز لطعام الصباحية لقد نمت كالقتيلة ليلة أمس لكني استيقظت قبل قليل حتى لا تلوي عمتك فمها"

قالت بسمة بغيظ" اغلقي الهاتف يا مليكة قبل أن أغلقه في وجهك .. فرغبتي في خنقك تزداد كلما رأيت استسلامك هذا أمامها ..والذي لا أفهم له مبررا .. خاصة وأني أعلم بأنكِ لست هذه الشخصية الخانعة الضعيفة ..اعطني سببا وجيها لأقتنع "

غمغمت مليكة بهدوء "قلت لك مرارا أي شكوى مني لمفرح سيكون رد فعله عليها عصبيا معها .. وأنا لا أرغب في أن أكون سببا في أي مشاكل بين مفرح وأهله يا بسمة .. أريد أن أقصيه عن كل المشاكل .. لا أريدهم أن يعايروه بأن زوجته التي حارب الدنيا من أجلها وقَبِلَ بسببها بأن يكون العمدة القادم رغم كرهه للأمر قد سببت مشاكل بينه وبين أهله .. كما أني لست بقادرة على تحمل أي نوع من التوتر كما تعلمين .. "



صمتت بسمة ولم تجد ما تعقب به لبرهة بل حدقت في قرص الشمس أمامها بشرود قبل أن تقول بلهجة مشفقة" يا حبيبتي هذه الرغبة المبالغة في تجنيب مفرح الصدام مع أهله ستزيد من معاناتك يا مليكة .. ولولا أنك قد اقسمت عليّ بألا أخبره لكنت أخبرته عن تعنت عمتي معك"



قالت مليكة بهدوء "هي لا تطلب أكثر مما تطلبه أي حماة "

قارعتها بسمة بانفعال "بل هي تتعمد مضايقتك والضغط عليك رغم أنها تعلم بأن لك وضعا خاصا ليس كباقي بنات البلدة .. فأنت سليلة البشوات والسرايا مليئة بالخدم وكنت تعيشين فيها ملكة"



قالت ملكية بترجي " لا أريد تعريض مفرح لأي مشاكل أرجوك ..ولا أرغب أنا شخصيا في أي مشاحنات أو شجار أو صدام بين العائلتين بسببي .. كما قلت لك أنا لم أعد قادرة على تحمل المزيد من التوتر "



تنهدت بسمة وغمغمت باستسلام " حسنا كما تريدين .. هل استيقظ مفرح؟"

ردت مليكة" كلا بالطبع فهو مرهق هو الأخر ولم ينم الليلة قبل الماضية فبالتأكيد سيستيقظ في وقت متأخر"

قالت بسمة بتفهم" إذن سأقوم أنا بالمرور على الصوبات لأرى ماذا فعل العمال أثناء انشغالنا ليلة أمس فهناك أمر يتطلب المتابعة"

غمغمت مليكة مودعة " إذن أراك في وقت لاحق سلام"

ردت بسمة السلام وأغلقت الخط وقد ازداد ضيقها .. فتطلعت في كوب النيسكافيه الذي برد ثم تحركت لتنزل من السطح لتصنع كوبا أخر ..

كوبا أكثر تركيزا لعل مرارة البُن تغطي مرارة طعم الأيام.

××××

الطنين في أذنه .. وصوت الطبول والمزامير مختلطا بصوت الزغاريد العالية .. مفرح فوق الحصان والحصان يرقص .. وزحام .. زحام شديد جعله يشعر بالخوف على مهجة ..

فبحث عنها ..

"ألم يرى أحد فتاة قصيرة القامة كمراهقة في المرحلة الاعدادية بعينين خضراوين ورأس يابس ترتدي فستان زفاف يا بشر ؟!".

فتح عينيه يحرك مقلتين زرقاوين في محاولة للاستيعاب وهو يردد " مهجة .. فستان الزفاف ..الطبول .. المزامير .. "

استقام برأسٍ ثقيل ونظر حوله مفكرا" أ كان يحلم بأنه قد احتفل بزفافه على مهجة؟!"



تدفقت الأحداث كلها في رأسه دفعة واحدة … دفعة صادمة .. جعلته يقفز من فوق السرير كالملسوع جاحظ العينين يضرب بيده على فمه عدة مرات معنفاً نفسه وهو يتلفت حوله كالمجنون يبحث عنها صائحا برعب "مهجة!"

تذكر الحمام فأسرع إليه واندهش حينما انفتح بابه في يده بسهولة لتتسع عيناه مصعوقا وهو يراها تنام بفستان الزفاف في المغطس .

انخلع قلبه من صدره وتمنى أن يضرب رأسه في أقرب حائط عقابا له عما بدر منه في حقها .. فاندفع نحوها صارخا "مهجة .. مهجة أجيبيني"



أجفلت مهجة وفتحت عينيها ثم أبعدت يديه التي تحاول سحبها من المغطس صارخة "اتركني يا وليد لا تلمسني"



آلمه قلبه بشدة فغمغم وهو يمسك بذراعيها " أنا آسف ..آسف .. أنا أحمق ومن حقك أن تعاقبيني كما تريدين لكن انهضي أرجوك "



صرخت بعصبية " قلت لك… "



بترت عبارتها عندما حملها وليد فوق ذراعيه فقالت بغيظ ووجه أحمر خجلا "دعني يا وليد"

قربها من صدره وحضنها بقوة مغمغماً "آسف .. آسف جدا جدا يا قلب وليد "



انفجرت مهجة في البكاء دون إرادة منها وأخذت تضربه بقبضتها في ظهره فشدد من احتضانها .. واستمرت هي في بكائها وفي ضربه تقول من بين دموعها "أنزلني قلت ولا تلمسني"

غمغم متفهما " حاضر .. حاضر"

وتحرك بها نحو الغرفة ليضعها على السرير برفق ..



اعتدلت مهجة تجلس على السرير تمسح دموعها بسرعة ثم رفعت سبابتها محذرة "إياك أن تلمسني يا وليد"



اعتدل واقفا وقال بلهجة نادمة " حسنا سأفعل ما تريدين ولكن سامحيني واغفري لي ما فعلت "



قوست شفتيها للأسفل كالأطفال ففرك جبينه بأصابعه في حرج شديد .. لتغمغم بصوت مبحوح" لم أتوقع أن تتلفظ أمامي بهذه الألفاظ وفي الليلة الأولى لنا معا "

قوس شفتيه مثلها وقال بملامح طفولية شاعرا بالخزي" لديكِ كل الحق"

أضافت غير مصدقة "وتدخن سجائر غريبة الرائحة يا وليد !!"

أطرق برأسه يقول بخزي طفل صغير "دخنتها من حماسي وظننت بأنها ستجعلني ساهرا معك طوال الليل"

احمر وجهها وجرت عيناها في لمحة خاطفة على بنطاله وقميصه وشعره المنكوش ووسامته وهو مستيقظ للتو من النوم فازداد ارتباكها .. واستدارت توليه ظهرها وتلقي بنفسها على السرير .



اقترب وليد منها ومال عليها يمسح بكفه على شعرها بحنان قائلا بلهجة مترجية " ألن تبدلي ملابسك وتأكلي أي شيء أولا ؟"



انتفضت تجلس على السرير فتراجع بجذعه للخلف يتصنع الرعب لتقول وهي ترفع له سبابتها محذرة " قلت لا تلمسني يا وليد .. فأنا لا أطيقك هذه اللحظة"



عاد يقلب شفتيه كالأطفال ويطرق برأسه بتلك الطريقة الدرامية التي تثير فيها عاطفة الأمومة لكنها أجبرت نفسها على مقاومة ذلك الشعور فتجاهلته وألقت بنفسها على الوسادة توليه ظهرها من جديد ليعود هو ويميل عليها..

فانتفضت مرة أخرى وحدجته بنظراته نارية .. ليذم شفتيه مجددا كالأطفال واعتدل يرجع بجذعه للخلف لتحاشي انفجارها ثم قال بصوت هامس يتصنع الارتجاف " كنت ..فقط ..أقول .. بدلي ملابسك حتى تنامين مستريحة"

رفعت إليه رأسها تقول ساخرة " لن تكون نومتي أسوأ من النوم في المغطس!"



مال عليها يمسك بوجهها بين يديه ويقبل رأسها رغم اعتراضها قائلا بندم" آسف جدا .. قلت لك أنا أحمق"

رفعت إليه عينين دامعتين فغمغم بلوعة وهو يقبل جبينها " روحي فداء لهذه الدموع والله العظيم .. فليدهسني جرار زراعي ضخم ليقتص لك مني "



صرخت فيه بغيظ وقد أوجعها قلبها" لا تقل هذا الكلام"

أومأ برأسه يرد "حاضر لن أقوله لو بدلت ملابسك"

مسحت دموعها وتصنعت الجدية وقالت "رائحتك دخان مقرف"

ترك وجهها مغمغما "حاضر حاضر"

وأمسك بحزام البنطال ليفكه .. فصرخت مهجة بذعر" ماذا تفعل ؟!"



رد وليد مستهبلا وهو يلملم ابتسامة شقية "سأتخلص من أثار الجريمة"

قالت بتأتأة "ليس هنا.. بل في ..الحمام"



اتسعت ابتسامته واستدار وهو يقول "حاضر"

ثم اتجه ليفتح درفة الخزانة قبل أن يشهق وهو يرى ثيابها المعلقة ..



قفزت مهجة واسرعت إلى الخزانة لتغلقها فقال وليد بلهجة مترجية" دعيني فقط أرى ذلك الأحمر"

وضعت راحتيها على صدره وهتفت وهي تدفعه بعيدا " اذهب يا وليد لن ترى أي شيء"



أطرق برأسه بملامح بائسة وتحرك حتى وصل لباب الحمام ثم قال "إذن أعدي لي ملابسي وإلا سأخرج …."



شحب وجهها فاشفق عليها وأكمل بلؤم "مرتديا نفس الملابس بنفس رائحة الدخان "



غمز لها بعينه فأسرعت بالتقاط ملابس قطنية من الجهة التي تخصه من الخزانة وناولتها له ثم دفعته ليدخل .



حين أغلق باب الحمام سارعت مهجة بالنظر لنفسها في المرآة وصعقت من شكلها المزري ولطخات الألوان على وجهها فقامت بتنظيف وجهها بكريم التنظيف ثم وضعت رتوشا خفيف من مساحيق التجميل وصففت شعرها وفردته طويلا على ظهرها قبل أن تذهب لتفتح الخزانة وتقف حائرة ماذا تلبس ..فهي بالتأكيد بعدما حدث لن ترتدي ذلك القميص الفاضح الذي حاولت أختها اقناعها بأن ترتديه أول ليلة .. وفي الوقت نفسه لا تريد أن تقتل فرحة العروس بداخلها فيكفي ما حدث الساعات الماضية .. تملكتها الحسرة فأخذت تغمغم لنفسها " الحمد لله على كل شيء "

وعادت تفكر من جديد أمام الخزانة .



بعد دقائق كانت قد بدلت فستان الزفاف بقميص أبيض ناعم بدون أكمام وبخصر ضيق مرتفع وأسرعت ترتدي فوقه المئزر الخاص به وتربطه بإحكام وخجل ..

تحركت نحو السرير لكنها وقفت أمامه مترددة قبل أن تحزم أمرها وتقرر الاستمرار في معاقبته.



حين خرج وليد من الحمام وجد الغرفة خالية ..فرفع حاجبيه وأسرع بالبحث عنها في الشقة في الوقت الذي ألقت مهجة بنفسها على جانبها في غرفة نوم أخرى تولي ظهرها للباب وتدعي النوم..

دخل وليد الغرفة ولمعت عيناه وهو يرى ذلك الثوب الأبيض الناعم جدا الذي ترتديه وشعرها المفرود على الوسادة خلفها ويدها المرسومة برسوم الحناء .. فأجلى صوته وقال" مهجتي ..ماذا تفعلين عندك؟"



ردت مغمضة العينين" أعوض النوم في المغطس فقد تكسرت عظامي وأكلتها الرطوبة"

آلمه قلبه .. فاقترب يقول بخفوت "حبيبتي أنا آسف جدا"



رفعت رأسها فجأة تنظر للخلف حيث يقف بجوار السرير وسبابتها في وجهه محذرة وهي تقول "إياك أن تقترب"



رجع وليد بجذعه يلملم في ابتسامته فعادت تلقي بنفسها على الوسادة بطريقة مسرحية توليه ظهرها فجاءها صوته بعد ثواني منغماً "مهجتي.. لقد اشرقت الشمس .. وأمك ستأتي بعد بضع ساعات"

غمغمت ببرود "ألف مبروك "

قال بلهجة شقية وهو يقترب أكثر " لا .. لم يحدث الـ ( ألف مبروك ) بعد"



ضغطت شفتيها ببعضهما بخجل وأغمضت عينيها دون رد .. فاستمر في لهجته المنغمة كمن يقنع طفلة " أأهون عليكِ أن أفضح بين أفراد العائلة !"

غمغمت بعناد "سأخبر أمي بأني كنت خائفة ورفضت اقترابك مني لا تقلق .. اذهب لتكمل نومك ودعني أنام"

كان يمنع نفسه بصعوبة الانقضاض عليها وهي متكومة بجسدها الضئيل تحت الأغطية بذلك الثوب الناعم المهلك لأعصابه.. لكنه كان مدركا لفداحة ما قام به ليلة أمس فلم يرغب في الضغط عليها واستمر في طلب رضاها فقال بمسكنة "مهجتي"



أسلوبه الطفولي يؤثر فيها بسهولة .. فردت مغمضة العينين بغيظ مكبوت من نفسها "نعم"

قال بلهجة بائسة " أيرضيك فضيحتي بين الرجال"

استفزها كلامه فاعتدلت جالسة تواجهه وهي تصيح بحنق " أية فضيحة لا أفهم !.. ولماذا يتدخل الأخرون في حياتنا الشخصية إن كان على أمي قلت لك أني…… "



بترت عبارتها عندما انقض وليد على شفتيها بعد أن فقد أعصابه ومال بجذعه يحيط ذراعه برقبتها ..فلم يعد قادر على الانتظار لثانية أخرى .. بعد سنين قضاها يحلم بلحظة واحدة بهذه الحميمية معها.



أجفلت مهجة وحاولت مقاومته بعناد لأول وهلة لكن مقاومتها ضعفت شيئا فشيئا أمام هجوم شفتيه .. لتستسلم تماما بين ذراعيه وهي تختبر الاقتراب منه لأول مرة.



أطلق وليد سراح شفتيها ثملا لكنه لم يبتعد عنها سوى بضع سنتيمترات تسمح له بتأمل وجهها المرفوع إليه وقال بصوت هامس حار " لو أخبرتك بأني كنت على استعداد لأن أدفع عمري كله مقابل قُبلة واحدة من شفتيك هاتين يا بنت عمتي هل ستصدقينني؟!"



قالها ولم يعطي لها الفرصة للإجابة بل مال عليها يطبق على شفتيها من جديد .. لتستلقي فوق السرير ويخيم فوقها يروي شوقا متأججا لمهجة فؤاده .. ولم تكن هي برغم خجلها أقل منه شوقا لذلك الحبيب الذي ملك قلبها باسم الحب .

××××






يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.