بعد مرور شهر شاردان .. كل منهما في ملكوته وإن كانا يتشاركان نفس مشاعر الشوق للمحبوب.. دخلت سيارة التوأمين القرية في الصباح الباكر... إن اللقاء الأسبوعي في يوم وسط الاسبوع بات موعدا مقدسا لهما لزيارة القرية .. وباتا يضعان له الخطط التي تتماشى مع مباشرة أعمال المطعم فيتركاه تحت اشراف والدهما في الأيام البعيدة عن الذروة ويحضرا صباحا وقد يبيتا ليلة أو ليلتين بحجج مختلفة .. كل ذلك من أجل اختلاس لحظات مسروقة مع الأحبة. قطع شامل صمت يملأه صوت عبد الحليم الذي أصبح ملازما لرحلاتهما للقرية حينما لمحها تقف في الطريق الرئيسي عند مدخل القرية ترسم بمقدمة حذائها في الأرض ..فأعتدل في مقعده وكامل الشارد يتجاوزها بالسيارة دون أن يلاحظها ..ليهب شامل قائلا "انتظر يا كامل.. انتظر" أوقف كامل السيارة على بعد أمتار عاقدا حاجبيه وهو ينظر في المرآة الأمامية والأخرى المجاورة لتوأمه الذي فتح باب السيارة لكنه تردد في الترجل منها يحاول السيطرة على اندفاعه ولهفته لرؤيتها عن قرب .. فلقاءاتهما وجها لوجه نادرة وبعيدة المسافة حريصان فيها على عدم إثارة انتباه أحد. أمسك شامل بهاتفه وكتب على الواتساب "ونس ماذا تفعلين عندك في هذا الوقت المبكر من الصباح ؟!" بارتجاف حدقت فيه ونس من بعيد تتمنى لو يقترب أو تقترب هي منه .. لقد رضخت لضغط مشاعرها المشتاقة وقررت أن تنتظره عند مدخل القرية حينما أخبرها بأنه قادم في الصباح .. فهي غير قادرة على رؤيته وجها لوجه في أي مكان .. وتشعر بالضيق الشديد .. تشعر وكأنها في سجن كبير .. تريد أن تراه وتتحدث معه كثيرا كثيرا .. وكأن حوارهما طوال اليوم على الواتساب لم يعد يكفيها . كتبت بحرج "لا شيء فقط كنت أمر هنا .. فقررت أن اتوقف قليلا لأشاهد( ونظرت أمامها للحقول الخضراء ثم عادت تكتب ) اللون الاخضر في الحقول ..وسأمضي في طريقي بعد قليل" نظر شامل في الهاتف يقرأ ثم رفع نظراته إلى حيث تقف على مسافة من السيارة قبل أن يفقد سيطرته على نفسه ويترجل منها يقطع الأمتار إليها بسرعة بينما كامل يناديه معترضا " إلى أين يا زفت .. من منا المتهور الآن!!" قالها وأخذ يتطلع حوله بقلق بينما وقف شامل بقامته الطويلة وملابسه العصرية الأنيقة متخصرا أمام ونس يتطلع إليها بملء عينيه . لقد اشتاق إليها بشدة ..فهذه الجنية تتسلل إلى جزيئاته بسرعة عجيبة ورهيبة. على هدير دقات قلبها الذي تشعر به عاليا كانت ونس تتطلع فيه متقبضة إلى جانبي جسدها ولسانها يلعب في جدار خدها من الداخل .. وكانت متلهفة لسماع صوته وهي تتساءل في سرها عما اذا كان صوته هذا الذي تلتقطه سماعتها هو صوته الحقيقي أم أن هذه السماعة تزيف لها الأصوات !. أخيرا قطع شامل الصمت المتوتر موبخا بلهجة رقيقة" كيف تقفين بهذا الشكل يا ونس؟!" اطبقت شفتيها ببعضهما وعيناها البنيتان اللامعتان تتجولان في قسمات وجهه الخشنة الوسيمة ثم عقدت يديها خلف ظهرها وحركت كتفيها بلا شيء . زفرة حارة أخرجها شامل من صدره وهو يشيح بنظراته عنها للحظات يحاول السيطرة على مشاعره التي تلح عليه بأفكار مجنونة ثم عاد ينظر إليها قائلا بلهجة حازمة" إياك أن تقفي بهذا الشكل مجددا ألست في طريقك للعمل؟" أومأت برأسها ايجابا ..فقبّل وجهها الطفولي القسمات بنظراته وأنفها الصغير الماثل أمام عينيه كأنوف الدمى الصغيرة قبل أن يضيف "كنت أود أن أدعوك لتوصيلك لكن أنت تعرفين" هزت ونس رأسها متفهمة فأشار بيده إليها يقول بحزم" هيا قبل أن يراك أحد" أومأت برأسها وتحركت متلكئة بشكل واضح فاتسعت ابتسامته المشرقة من فرط سعادة يشعر بها وهو يستقبل كل ما يصدر عنها .. ابتسامة شحنتها بطاقة فجعلتها تتحرك مسرعة من أمامه تداري ضحكة محرجة بينما وقف شامل يراقب ابتعادها بقلب انفرط عقد دقاته .. غادرت تأخذ معها رائحة الصابون المنعشة التي تفوح منها دوما كلما رآها .. وتأخذ عينيها البنيتين الملهمتين تحت حاجبين جميلين غير مشذبين من أمام ناظريه .. وتأخذ ضحكة كشمس مشرقة تخلب لُبه. إن ما يحدث معه ضربا من الجنون .. أو مساً من سحر غريب ..ذكره بحالة كامل منذ ثلاث سنوات ونصف حينما رأى بسمة . فعقد حابيه مفكرا .. ألهذه الدرجة هما متشابهان حتى في الأقدار!!. تجاوزت ونس سيارة التوأم بخطواتها فراقبها كامل بحاجب مرفوع قبل أن يعود شامل للسيارة وعيناه معلقتان بها قائلا لتوأمه "لننتظر قليلا حتى تبتعد" بمشاكسة وعناد حرك كامل مقود السيارة وضغط على البنزين بسرعة ..وعند مروره من جوارها ضغط على بوق السيارة بقوة فوضعت ونس يدها على السماعة بانزعاج شديد ثم ناظرت السيارة بغيظ بينما انقض عليه شامل يحيط ذراعه برقبته ويطبق عليها في محاولة لخنقه قائلا بغيظ "ألن تكف عن سخافتك وصبيانيتك أبدا.. كم عمرك لتفعل ذلك !" قال كامل ضاحكا وهو يحاول تخفيف قوة ذراع توأمه بيد بينما يقود باليد الأخرى "الترعة ..الترعة .. سنقع في الترعة يا زفت" استمرت مشاكساتهما حتى وصلا لبيت الجد صالح بصعوبة لإصرار شامل على الانتقام منه .. فأوقفها كامل أخيرا أمام البوابة واشتبك معه بالأيدي مطلقا ضحكة شريرة مستمتعا بحالة شامل المغتاظة .. فضغطا أثناء عراكهما على بوق السيارة بقوة نبهت بسمة المترقبة الحواس لوصولهما فخرجت من البوابة الأخرى لتتفقد الوضع . لمحها كامل بطارف عينه عند البوابة تمسك بكوب خزفي فتوقع أنها تشرب النيسكافيه وقال لشامل الذي سينفجر من الغيظ "كفى.. أنا اعتذر ..لا تفضحنا أمام ذات العينين الزرقاوين" قال شامل بغيظ" بل سأريك مقامك أمامها يا ***" تركه شامل وترجل من السيارة مسرعا بينما تبادل كامل النظرات مع بسمة التي سحبت عينيها عنه هاربة وتابعت شامل الذي استدار حول السيارة ليفتح الباب الآخر ويصارع لإخراج كامل الذي يضحك بحرج شديد ويقاوم محاولات إخراجه قائلا بصوت خافت" أجِّل انتقامك الآن يا ****" تكلم شامل بغيظ مصرا على اخراجه "لا بل الفضيحة ستكون علنية .. اخرج" اخذ يشده للخروج بعناد متمتما وهو يرفع قدمه على جانب السيارة ويسحب توأمه" ما هذا .. وكأنني اسحب ثور!" ابتسامة على زاوية شفتي بسمة زادت من عمق طابع الحسن في ذقنها بينما شعور بالدفء أكثر منه استمتاعا يتسلل إليها .. تلك العلاقات الدافئة تفتقدها بشدة .. ذلك الشجار التافه مع من نحبهم الذي نمارسه دون رقابة ذاتية على ما نفعل .. تلقائية التصرف دون الخوف من التقويل والفهم الخاطئ.. لا تنكر بأنها قد عادت لممارسة بعضا من تلك التلقائية والعفوية مع مليكة وأم هاشم بعد فترة طويلة من الانقطاع .. لكنها بضع لحظات مختلسة من الزمن .. فلم يعدن متفرغات كالسابق ..ولم يعد يجمعهن مكانا واحدا كأيام الدراسة والتزاور .. كبرن .. وازدادت الحواجز المكانية بينهن .. وتفنن عداد العمر في إلقاء المسئوليات على عاتقهن .. فاضحت الضحكة النادرة تخرج متبوعة بسعلة من صدر مشبع بغبار وعوادم الحزن والخيبات . عند تلك الخاطرة شعرت بسمة بأنها قد تقدمت في العمر كثيرا .. فإن كان الجسد له عمر فالروح قد تحمل اعمارا أكبر وكأنها قد عاشت حيوات كثيرة.. أحداث تضيف إلى أعمارنا أعمارا فلكية.. بابتسامة تساءلت بسمة وهي تراقبهما كم عمرهما ؟.. ملامحهما توحي بأنهما في منتصف الثلاثين .. أمن المعقول أن يكونا في سن مفرح!!.. بينما تصرفاتهما مع بعضهما حينما يجتمعان وكأنهما في العشرين من العمر !. استسلم كامل أخيرا لمحاولات توأمه في اخراجه فخرج ولا تزال تلك الضحكة الصبيانية على شفتيه ولم تدر بسمة التي تراقبهما بأنها ضحكة نادرة هي الأخرى.. ولحظة سعادة حضرت بعد سفر بعيد .. بعد غياب أكثر من عشر سنوات. بمجرد خروجه وبحركة لئيمة استطاع كامل ليّ ذراع توأمه وهو يصدر ضحكة شريرة منتصرة لكن الآخر لم يكن ينوي الاستسلام فزمجر بقوة ونجح في الافلات منه ثم أمسك برقبته يلصقه بالسيارة ويضغط عليه حتى مال كامل للخلف عليها ليأتي دور شامل ليضحك نفس الضحكة الشريرة . قال كامل من بين أسنانه "لمَ الفضائح في الشارع تعال ندخل البيت ونتشاجر كما تريد" بنظرة ماكرة مغيظة قال شامل بصوت عال "لماذا يا كيمو؟ مما تتحرج يا حبيبي؟.. ألأنك تتلقى عقابا على فظاظتك على الملأ" ضربه كامل في ساقه بمقدمة حذائه فأفلته شامل متوجعا وهو يمسك بساقه ليقول الأول محذرا "سأؤذيك وأنت تعلم" انقض عليه شامل يحيط ذراعه بعنقه ويضغط عليه ليميل برقبته للأمام قليلا وهو يقول" بل أنا من سأنتقم للبشرية من فظاظتك .. (ونظر لبسمة صائحا بصوت عال قاصدا في احراج توأمه ) صباح الخيرات يا باشمهندسة لا تؤاخذينا أخ يؤدب توأمه الفظ " رفع كامل أنظاره نحوها رغم انحناءة عنقه ضاحكا تلك الضحكة الخشنة التي تدغدغ أعصابها ..رغم أنها مطابقة لضحكة توأمه وقال بلهجة بريئة وهو يضع يده على صدره "اخبريه يا باشمهندسة أني شخص لطيف" أشاحت بسمة بأنظارها بابتسامة ساخرة مستهجنة ردا على عبارته ثم عادت تنظر إليه وشامل يرد عليه مستمرا في الضغط على عنقه" بالطبع .. لطيف بشدة .. لطيف بعنف .. لطيف بفظاعة " كانا مسليان دافئان وهما يتشاكسان كدبين ضخمين أمامها .. قبل أن يخرج أحد عمال المزرعة مستكشفا لما يحدث من جلبة .. فلمحه شامل وكف فورا عن صبيانيته وترك توأمه ..فوقفا يعدلان من هيئتهما بحرج خاصة مع ظهور عامل أخر من بوابة المزرعة حيا التوأمين اللذين تنحنحا وتصنعا الجدية بسرعة . وقف كامل أمامها يرفع شعره بمشط يده ويصففه فعوجت بسمة شفتيها وأشاحت بوجهها للناحية أخرى قبل أن تعقد حاجبيها بمفاجأة حينما لمحت ونس آتية .. فنظرت بتعجب لساعة يدها ثم قالت لها بمجرد أن اقتربت تختلس النظرات للتوأمين الواقفين عند السيارة "أتيت مبكرة جدا اليوم!.. أنت دوما تأتين أخر واحدة" حركت ونس لبسمة كتفيها ببراءة بينما ربت كامل على كتف أخيه يقول بلهجة ذات مغزى" اركن أنت السيارة يا وَحش" واستدار يخرج مفاتيحه من جيبه ويفتح البوابة وهو ينظر لبسمة يحرك رأسه بتحية قائلا" صباح الخير باشمهندسة باسمة" باقتضاب غمغمت "صباح النور " ثم سحبت ونس ثقيلة الخطوات التي تحدق في شامل وهو يبادلها نظرة سريعة مختلسة من خلف المقود يستعد لركن السيارة. ادخلتها بسمة بحزم وحاولت تجاهل مشاعرها المراهقة المتراقصة بسبب عبارة (صباح الخير ) عادية تسمعها مئات المرات و وقفت تسأل ونس بصوت خفيض" ماذا يحدث معك بالضبط؟" ناظرتها الأخيرة لثوان بنظرات شاردة وتمنت لو تتحدث مع أحد بشأن شامل .. تمنت بأن تبوح .. أن تقول الكثير دون قيود .. دون خوف .. يكفي بأنها لا تستطيع أن تبوح له بما يتأجج بداخلها من مشاعر. شعرت بسمة بأن حدسها صحيحا وبأن هذه البنت متعلقة على الأغلب بشامل فقالت تحفزها عن الافصاح" أخبريني يا ونس وأعدك بألا أخبر أحدا" الخوف تملك من ونس .. الخوف من أن تُمنع من التواصل معه إذا ما علم أحد بأنها تحادثه.. وهي التي تعلقت به بشكل أصبح صعبا عليها التخلي عنه .. فتراجعت للخلف تشير بما يعني لا شيء متبوعة بابتسامة مرتبكة ليقطع دخول أم هاشم وبعض الفتيات خلفها على بسمة الفرصة لأن تضغط عليها ..فراقبتها وهي تبتعد بوجه أحمر لتقف في أحد الأركان وتتطلع في هاتفها. سألتها أم هاشم بحاجبين مقطبين" صباح الخير يا بسمة هل حدث شيء؟" تطلعت بسمة في ونس التي ابتعدت نحو الطاولة وردت شاردة" اشعر بالقلق على هذه البنت وأتمنى أن تصارحني" نظرت أم هاشم لونس وسألتها "ماذا تقصدين؟" تطلعت فيها بسمة بعينيها الزرقاوين القلقتين وردت "أخشى من تعلقها بشامل نظراتها له تقلقني" عقدت أم هاشم حاجبيها ثم انتبهت لدخول نصرة مع مجموعة من الفتيات احداهن تحمل فوق رأسها قفصا خشبيا مستطيلا به وَزّ فسألتها وهي ترفع حاجبا "ما هذا إن شاء الله؟!" ضحكت الفتاة وردت بحرج وهي تنزل القفص أرضا " ذاهبة به لأختي بعد العمل وقلت بدلا من العودة للبيت فلأختصر المسافة وأذهب من هنا ( ونظرت لبسمة تقول ) لا تؤاخذينا يا أبلة بسمة" ابتسمت بسمة ولم تعقب ثم استدارت تشرد من جديد في ونس . ××××× خرج مصطفى الزيني من بوابة بيته يرحب بجابر دبور قائلا "لماذا رفضت الدخول يا أبا ميس؟" غمغم جابر مبتسما وهو يمد يده للسلام "لا أريد أن اعطلك كما أن عليّ أن أسرع للعمل.. أنا فقط أردت أن أمر عليك سريعا قاصدك في خدمة" قال مصطفى بترحيب" خير إن شاء الله" تكلم جابر "الحقيقة كنت أريد أن اسألك إن كانت لك علاقات قوية بصاحب مدرسة اللغات التي بها ميس ومنة" عقد مصطفى حاجبيه ورد" أعرفه لكن علاقتنا ليست قوية لماذا؟" قال جابر بصراحة" كنت أود أن نتوسط لإسراء بنت هلال لتعمل في مدرسة اللغات.. البنت ذكية وممتازة وخسارة أن ندفنها في مدرسة القرية بينما تخصصها مطلوب بشكل أكثر تعمقا في مدرسة كهذه.. كما أن الراتب بالتأكيد سيكون أعلى اضعافا وهي كما تعلم على وشك الزواج وتحتاج لراتب كهذا" قال مصطفى يحرك سبحته مفكرا "فهمتك.. لا تشغل بالك سأهتم بهذا الأمر (وصمت قليلا ثم قال باستدراك) بل مفرح من سيقوم بذلك فأنا أعرف بأنه على علاقة قوية بصاحب المدرسة .. سأتحدث معه وإن شاء الله نستطيع التوسط لها يا جابر" اتسعت ابتسامة الأخير وغمغم بامتنان "عشت يا أبا حمزة" تطلع فيه مصطفى مدققاً ثم قال" ماذا يحدث معك يا جابر؟ " السؤال لمس وترا حساسا بداخله بأن هناك من يشعر به ويهتم .. لكنه للاسف لن يستطيع البوح عن أمور خاصة فقال مطمئنا " لا شيء يا أبا حمزة .. الحمد لله نحن غارقين في نعم الله لكن كما تعلم الإنسان أحيانا تقيده الهموم ولا يفكر إلا فيما ينقصه" غمغم مصطفى بلهجة صادقة " حفظك الله من الهم والحَزن ورزقك بما يرضيك .. عموما إذا احتجت لأذن صديق ( ووضع يده على صدره) مصطفى موجود .. فالله وحده يعلم كم أحترمك واقدرك " اتسعت ابتسامة جابر ورد يداري تأثرا شديدا "عشت يا مصطفى .. الله وحده يعلم كم أحبك في الله " ابتسم مصطفى وربت على ذراعه شاعرا بالحرج ثم قال ليبدد الموقف الذي لم يعرف لمَ أضحى ملبدا فجأة بشعور مؤثر بينهما" ومتى ستعود الحاجة أم جابر؟" قال جابر ممتعضا" انتهت من العمرة بفضل الله .. لكن زين يرفض السماح لها بالعودة " قال مصطفى ضاحكا " اتركه فالغربة صعبة وبالتأكيد اشتاقا لبعضهما" تنهد جابر وقال مهموما " أجل صعبة جدا .. لهذا اتمنى أن استطيع اقناعه حينما يأتي في إجازة الصيف أن يكتفي بهذا القدر من الاغتراب .. وأن يستقر ويتزوج .. لقد أضحى في الواحدة والثلاثين من عمره .. ومن في مثل عمره متزوج ولديه أطفالا " غمغم مصطفى " صدقت " أسرع جابر بالقول " سأستأذن أنا " قال مصطفى "بهذه السرعة!" غمغم جابر متجها نحو سيارته" نعوضها مرة أخرى إن شاء الله.. لابد أن ألحق بالمعرض السلام عليكم" ردد مصطفى خلفه " وعليكم السلام ورحمة الله " ×××××