آخر 10 مشاركات
[ تحميل] من تحت سقف الشقى أخذتني للكاتبه نـررجسـي?? ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          بخصوص رواية قبلة المموت … (الكاتـب : فجر عبدالعزيز - )           »          فرشاة وحشية ج1 من س تمرد وحشي-قلوب أحلام زائرة-للكاتبة: Nor BLack*مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          للقلب رأي أخر-قلوب أحلام زائرة-لدرة القلم::زهرة سوداء (سوسن رضوان)كاملة (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          المز الغامض بسلامته - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة Nor BLack *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          246 - عروس تنتظر الدموع - جانيل دينسون (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          يوميات العبّادي .. * مميزة * (الكاتـب : العبادي - )           »          304 - عندما يخطيء القلب - ريبيكا ونترز (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree387Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-20, 05:52 PM   #251

zezo1423

? العضوٌ??? » 406322
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » zezo1423 is on a distinguished road
افتراضي


حاسة كدا ان راجح هيدرس في الجامعة عند نورس وهند.. وهيقع في حب هند.. احساس 😉

zezo1423 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-20, 05:56 PM   #252

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

يانهار الوان شذي 😥يارب يلحقها

رانيا صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-20, 07:24 PM   #253

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zezo1423 مشاهدة المشاركة
حاسة كدا ان راجح هيدرس في الجامعة عند نورس وهند.. وهيقع في حب هند.. احساس 😉
هل دا احساسك بعد قراءة السابع♥
أسعدني مرورك


فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 13-04-20, 11:11 PM   #254

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 4 والزوار 21)
‏Faten A, ‏zohorat, ‏Moon roro, ‏رحيق الجنة رحيق


فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 13-04-20, 11:38 PM   #255

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 31 ( الأعضاء 5 والزوار 26)
‏Faten A, ‏أمل يسري, ‏ترانيم الملاك, ‏zohorat, ‏رحيق الجنة رحيق


فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 14-04-20, 12:19 AM   #256

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة faten a مشاهدة المشاركة
يجلس علي مقعد مكتبه ويدخن سيجاره وعينيه تُتابع الشاشة العريضة المُعلقة على الجدار والتي تنقل له أخبار البورصة على مدار الساعة…
ابتسامة عريضة ارتسمت على وجهه المُقيت وهو ينظر لساعده الأيمن وشريكه في كل جرائمه وقال
"لقد ارتفعت أسهم شركتنا يا رأفت...والفضل كله يرجع لحامد باشا الدمنهوري الذي فرط يده بسخاء ومدنا بأكثر من حاجتنا..."
ابتسم رأفت ابتسامة واسعة لا تقل عن سيده وقال "نعم سيد رضوان...لقد قفزت شركتنا قفزة واسعة وتضاعفت الأرباح في فترة وجيزة جعلت الشركات تتهافت من أجل التعامل معنا (صمت قليلاً ثم تابع)تعرف سيد رضوان لقد فكرت أنه من الممكن فتح فرع جديد للشركة.."
قهقه رضوان وقال"وما حاجتي لشركة جديدة وقريباً جداً سأمتلك مجموعة كاملة يا رأفت..."
صمت رأفت قليلاً وقد فهم قصد رضوان ثم قال بابتسامة خبيثة
"مبارك مقدماً سيد رضوان"
تنهد رضوان وقال "الله يبارك فيك يا رأفت...قريباً جداً سنحتفل بامتلاك المجموعة وضم شركتنا لها...وستزيد مهامك"
هز رأفت رأسه بابتسامة واسعة وقال "دائماً تحت الخدمة سيد رضوان"

وضع رضوان بقايا السيجار الذي انتهي في المنفضة ثم لف بمقعده ينظر على الجدار الذي يفصله عن سكرتيرته وسأل بعيون مشتعلة بعد أن تذكر
"هل وصلت لمكان ابنة علوان المالكي يا رأفت حتى أرسلها له بعد أن أقتلع عينيها و أقص لسانها و أقطع ساقيها التي ذهبت بها لنادر السلماني واضعة عنقي على مقصلتُه"
ابتلع رأفت ريقه وقال "للأسف سيد رضوان ...لقد ذهبت مع رجالي تلك الليلة التي عرفنا فيها عنوانها ولكن للأسف كانت قد غادرت حتى حارس البناية لم يعرف عنها شئ سوى أن والدتها توفت في نفس اليوم ولم يكن لها غيرها كما إنه تفاجئ بمغادرتها ...ولكنني ما زلت ابحث عنها فلا تقلق....فلن أهدأ حتى أجدها واحضرها تحت قدميك"
هز رضوان رأسه قبل أن يلتقط هاتفه الذي أعلن عن وصول رسالة عبر بريده الإلكتروني في نفس الوقت الذي أعلن فيه هاتف رأفت عن رسالة آخري بمجرد أن فتحها ظهرت أمامه بوجهها البريء…..
أما رضوان كانت رسالته من حامد الدمنهوري يخبره أنه بانتظاره غداً في الساعة....وعبارة بين قوسين قد أسعدته جداً
(لقد لَعبَ نادر السلماني في عداد حياته وقد آن إيقافه)
إنتهى الفصل السادس♥دُمتم بود
سلمت يداك فتون استمتعت بكل حرف قرأته😍💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-04-20, 12:24 AM   #257

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يسري مشاهدة المشاركة
سلمت يداك فتون استمتعت بكل حرف قرأته😍💜💜
سعيدة إن الرواية عجبتك♥♥يسلملي مرورك الكريم♥


فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 16-04-20, 10:44 PM   #258

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثامن

نفسي أدخل جوة قلبك وبعيوني أشوف مكاني
واللي عشته قبل حبك وانتِ جنبي أعيشه تاني
أبقى أحلم ب ينادوكي حضن م الأيام يدفي
وقت ضعفك ابقى أبوكي وأبقى ابنك وقت ضعفي

نفسي أدخل جوة قلبك وبعيوني أشوف مكاني
واللي عشته قبل حبك وانتي جنبي أعيشه تاني
أبقى أحلم ب ينادوكي حضن م الأيام يدفي
وقت ضعفك ابقى أبوكي وأبقى ابنك وقت ضعفي

نفسي أكون لك كل حاجة وكل حلم بتناديه
كل كلمة بتقوليها كل إحساس حاسة بيه

اترسم جوة في ملامحك
ع الزمن والدنيا أصالحك
وأبقى دمعة فرحة نازلة من عينيكي الحلوة دي

نفسي لما تقولي نفسي اللي نفسك فيه تلاقيه
لما يخرج مني نفسي انتِ بس تعيشي بيه
لو تقولي الآه دقيقة أتوجع من جوة قلبي
أبقى فرحك وقت ضيقة يبقى تعبك هو تعبي

نفسي أكون لك كل حاجة وكل حلم بتناديه
كل كلمة بتقوليها كل إحساس حاسة بيه

ذكرياتنا الحلوة تكتر
نفسي وانتِ معايا نكبر
نتسند على بعض يومها و تضحكيلي الضحكة دي
ذكرياتنا الحلوة-محمد عساف
----------------------------------------------

الساعة العاشرة صباحاً-فيلا محمود عمران

"فهمت نورس ...صندوق لونه أزرق يوجد في خزانة ملابسك بغرفتك والتي بالتأكيد أنا أعرفها وأحفظ كل جزء فيها...فهمت والله...آه..اسمعيني نورس لن أرد عليكِ ثانية فالأفضل ألا تُهاتفيني...سلام"

قالت هند قبل أن تغلق الاتصال الهاتفي بينها وبين نورس التي هاتفتها ربما عشر مرات منذُ الأمس حتى الآن- تطلب منها أن تذهب لمنزل والدها حتى تجلب لها صندوق لونه أزرق من خزانة ملابسها...فهي لا تستطيع أن تذهب بنفسها حتى لا يغضب نادر منها…

هزت هند رأسها وابتسمت وهي تتذكر أحلام نورس التي نعتتها يوماً بـ البائسة...وضحكت بخفوت تُحدث نفسها أنه يجب عليها الاِعتذار من تلك الأحلام والتي اتضح أنها غير بائسة بالمرة….فعيون نادر التي كانت تُطالع نورس بالأمس في الجامعة...تحكي بداية قصة من العشق الخالص...وغيرته الجلية كالشمس تؤكد أن أحلام نورس كلها ستصبح حقيقة.

لقد هاتفتها نورس مساء أمس وكانت تتحدث بسعادة وانطلاق كما لو كانت تُحلق فوق السحاب وأخذت تثرثر عن مفاجأة يُحضرها لها نادر...ولذلك أرادت هي الأخرى أن تُحضر له مفاجأة والمتمثلة في محتويات هذا الصندوق الذي ستجلبه هي لها- مؤكدة على أن ما يوجد بداخل الصندوق سيسعد نادر ويفرحه بشدة ...كما أنها لا تتوقع ما ستكون ردة فعله بعد أن يرى محتوياته….

تنهدت هند وغادرت غرفتها تمشي في رواق الغرف الطويل وقبل أن تنزل السلم توقفت للحظة وحانت منها التفاتة نحو الجناح الخاص بوالديها...لقد سافر والدها منذُ يومين مع الوفد الدبلوماسي لإحدى الدول العربية...ومنذُ ذلك الحين ووالدتها لم تغادر غرفتها ...كما أن الخلاف بين والديها ما زال على أشده فوالدتها لم تتراجع عن قرار عودتها للعمل، و والدها لم يتراجع ايضاً عن موقفه المعاكس لرغبة والدتها ....
رفعت هند يدها تمسح على شعرها وأخذت نفس عميق قبل أن تعود بظهرها وتتحرك نحو جناح والديها ولكن ما أنا وصلت أمام باب الجناح حتي سمعت صوت دوي تكسير رهيب فاندفعت تفتح الباب ....

قبل قليل

جلست ناهد في غرفتها تنظر بعيون حمراء كما وجهها تماماً لذلك الشريط الذي يمر أسفل الشاشة المُعلقة على الجدار المقابل لها، والذي يعلن عن تغيير وزاري جديد .
جميلة الراجي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج …. الإسم يمر ببطء أمام عينيها من يمين الشاشة حتي يختفي يسارها ثم يعود من جديد فيزيدها غضباً وقهراً، وكرهاً لزوجها سيادة السفير محمود عمران …
فهي من كان يجب أن تكون مكانها...هي من كانت تتفوق عليها دراسياً طوال سنوات الجامعة...هي من شهد جميع أساتذتها بمستقبل باهر لها ...هي من توقع الجميع لها تولي أعلي المناصب...هي من تزوجت أستاذها محمود عمران...هي هي من تجلس الآن تشاهد الأخبار بينما جميلة الراجي تقسم اليمين……

تناولت جهاز التحكم بحركة عنيفة من فوق الطاولة و بأعنف منها كانت تغلق الشاشة العريضة…وضحكت بتهكم وصل تدريجياً إلي الضحك الهستيري الذي تخلله صوتها المهتز يردد عبارات رثاء لحياتها الضائعة كما يُهيئ لها شيطانها .
نهضت ناهد وبحركة خاطفة حملت الطبق الكريستالي من فوق الطاولة ترميه بأقصي قوتها نحو مرآة طاولة الزينة..فتتناثر آلاف الشظايا التي اخترقت قلب التي فتحت الباب بشدة واندفعت نحو والدتها تسحبها بعيداً ...تجلسها وتجلس بجوارها …

"ما بكِ مامي؟...ماذا حدث؟...."
قالت هند بلهفة وهي تنظر في عين والدتها الحمراء بشدة والتي قالت بصوت مرتجف
"لماذا ...لماذا هند يحدث معي ذلك؟"

هزت هند رأسها بغير فهم وسألت "ماذا حدث مامي أخبريني لا تقلقيني أرجوكِ"

فنظرت ناهد في عين ابنتها ببؤبؤ شارد بعيداً وقالت

"لقد تسربت حياتي من بين أصابعي(رفعت كف يدها عالياً بأصابع متفرقة تصف حال كلماتها)عشرون عام وأنا تابع لسيادة السفير اتنقل معه من بلد عربي لآخر متخلية عن كياني ..عن نفسي...عن كل ما تمنيته يوماً وحطمه هو مستغلاً صغر سني ووهمي بحب كاذب..واليوم فقط عرفت أي خطأ ارتكبته عندما وافقته على كل ما أراده وتبعته أنا بعيون مغمضة"

ابتلعت هند حلقها وقالت بحذر
"بابي يحبك ...مامي...ولم يكن حبه لكِ في يومِِ وهم...لقد أخبرني بنفسه و .."

قاطعتها ناهد صارخة في وجهها "كاذب ...سيادة السفير كاذب..لو كان أحبني يوماً كما وهمني- لكان ساعدني في تحقيق كياني ورسم مستقبل أفخر به، ولكنه بكل بساطة أجبرني على الإنجاب بعد عام واحد من الزواج وبعدها أجبرني على إجازة طويلة من عملي الذي أحببته حتى أتفرغ لتربية ابنته و تنفيذ طلباته... "
حديث والدتها كان كجاثوم علي صدرها وخاصة عندما نسبتها لوالدها فقط غافلة عن كونها ابنتها ايضاً…
مسكت هند يد والدتها وقالت وهي تنظر في عينيها"الجميع يعرف من هي ناهد الزيني وما كان دورها في حياة زوجها و..."
صمتت هند تبتلع ريقها وقبل أن تتابع كانت والدتها تنهض بعنف قائلة ما جعل هند تدرك أن القادم من حياتها لن يكون كسابقه ابداً..
"لا مزيد من الأخطاء...لا مزيد من الإستسلام...لا مزيد من التبعية...و لا مزيد من محمود عمران...لقد انتهى الأمر والطلاق سيكون هو الصواب"
********************************
الحادية عشر صباحاً- فندق مراد سليمان

تتحدث في الهاتف وهي تمر بين المقاعد التي وضعت في أماكنها بطريقة منظمة وصحيحة داخل القاعة الضخمة التي خصصت لإستقبال كبار رجال الأعمال من جميع الدول العربية كما يحدث سنوياً في نفس الميعاد، تقطع حوارها مع حازم لحظة تُلقي بعض الملاحظات على العمال ثم تعاود الحديث معه ثانية
"نعم حازم اعترف إني مجهدة جداً ولكنك تعلم أني يجب أن أتابع كل التجهيزات والاستعدادات بنفسي فكما تعلم أن غدا أولى جلسات المؤتمر ويجب أن ننتهي اليوم من كل التجهيزات.."
تنهد حازم بيأس وقال علي الطرف الأخر من الاتصال
"مني حبيبتي...أنا متأكد أن كل شئ تم إعداده على أكمل وجه ..فقط ارتاحي قليلاً كما أن هناك مساعدين لك ويتقاضون رواتبهم -اتركيهم يؤدون عملهم ولا داعِِ لوضع لمسات يدك على كل شئ"

رفعت مني يدها تتحسس وجهها الذي اشتعل خجلاً من قوله حبيبتي وقد خُيل إليها أن الجميع سمع هذه الكلمة مما زاد ار من خجلها فخرجت من القاعة إلي حديقة الفندق وعندما طال صمتها ولم يسمعها حازم ترمي ملاحظتها علي العمال هتف باسمها عدة مرات ولكنها لم ترد فقال حازم بعد أن فهم سبب صمتها
"لا أصدق مني أنكِ مازلتِ تخجلين من قول حبيبتي- فأنا اناديكي بها منذ حملتك علي يدي طفلة عمرها أيام لا تتعدى أصابع اليد الواحدة بينما كنت أنا بالعاشرة …(صمت قليلا ثم تابع)نعم قد توقفت فترة عندما اصبحتي شابة جميلة حتى لا يتحدث أحد عنك بالسوء ولكني كنت اُرددها بداخلي مرات ومرات بل إني في كل مرة سمعتيني اناديكِ باسمك كان يسبقه بداخلي قول حبيبتي "
هتف باسمها مجدداً ولكن الصمت كان الرد عليه- لذلك قال بمكر
"آه...يا مني ...أعلم أن خديك قد تحولوا الآن لثمرتين من التفاح الشهي وكم أتمنى قضمهما الآن و....."
"حازززم"
صرخت مني ناهرة إياه فقهقه بخشونة محببة لنفسها وقال
" لما الخجل مني لقد تربينا سوياً في منزل واحد لا يفرق بيننا سوى جدار ..ولن أخجل ابداً من قولها وترديدها كما المفروض أنتِ مني(تنهد وتابع) انتِ حبيبتي و وصية عمي ووالدي رحمهما الله ...لا تخجلي مني مني ..لقد كان كان مقرر عقده حفل زفافنا قبل شهر من الآن لولا ظروف نادين وإحساسي بالمسؤولية نحوها كما الذنب الذي يقتلني كلما…"
قاطعته مني وقد تلاشي الخجل وعادت لطبيعتها الجادة
"ولماذا تشعر بالذنب حازم!!لقد أديت عملك ولم تُقصر فيه...لا أريد أن ينتابك هذا الشعور ثانية...ثم أنك لم تترك نادين ولم تتخلى عنها حتى بعد غلق القضية بل ساعدتها في تنفيذ ما أردته وكان هو السبب فيما يحدث معها الآن وأيضاً لم تتركها بل وقفت بجوارها.."
تنهد حازم بصوت عالي وقال "يمكن لو كنت بحثت أكثر أو تمردت على أمر غلق القضية كنت أتيت بحق والدها و..."
ولثاني مرة تُقاطعة مني قائلة "خصمك لم يكن هين حازم ...لقد فعلت كل ما بوسعك ولم يكن من سلطاتك أن تعارض أوامر عليا حازم…"

"أنا أعلم كل هذا مني ولكني لا أستطيع أن أمنع نفسي من الشعور بالذنب ولومها على إخفاقي في إثبات الجريمة على هؤلاء المجرمين ووضعهم علي حبل المشنقة تحقيقاً للعدل "
قال حازم بصوت مختنق فردت مني

"اسمعني حازم لابد وأن تؤمن أنا هؤلاء المجرمين إذا فلتوا من عقاب الأرض فعقاب السماء لن يفلتوا منه ابداً..."

أخذ حازم نفس وزفره بارتياح وقال "ربي لا يحرمني منك مني ...أنتِ لا تعلمين كم أرتاح بالحديث معك...أحبك مني"

ابتسمت مني وهمست بخجل"وأنا ايضا أحبك حازم"

لثواني كان كلاً منهما يستمتع بهمس الآخر قبل أن تقول مني

"حازم هناك أمر أردت أن أعلمك به...الأسبوع الماضي تحدث معي مراد بشأن طلب نادين للزواج باعتباري ابنة خالتها كما اخبرت الجميع منذُ جاءت نادين...ما رأيك"
نقل حازم الهاتف على أذنه الأخرى وهتف بغضب
"رأيي في ماذا مني ..هل تعرض لها مراد فأنا أعرفه جيداً...و لماذا لم تخبريني من قبل حتي أتي وأوقفه عند حده.."

"حازم……..إهدأ….مراد لم يتعرض لها كما أنه أخبرني بجديته في طلب الزواج...وأنا أراه فرصة لنادين فصدقني مراد يستطيع حمايتها من رضوان وأمثاله كما أن رضوان لن يصل لها هنا وهي زوجة مراد وفي حمايته... "قالت مني بهدوء فسألها حازم باستنكار

"أفهم من حديثك أنها وافقت!"
تنهدت مني وردت بصوت مرهق

"لا لقد رفضت ولكني أري أنك لو أقنعتها قد توافق...صدقني حازم مراد ليس سئ أبداً...أنا أعرفه جيداً"

فكر حازم قليلاً قبل أن يقول "حسناً مني ...لدي عمل سينتهي بنهاية الأسبوع وبعدها سأحضر و أتصرف في هذا الأمر...ولكن إلى هذا الحين بلغي مراد علي لساني أن يبتعد عنها ولايضايقها"

ابتسمت مني وهمست"سأفعل لا تقلق ...هو الآن مشغول بتجهيز الفندق لاستقبال المؤتمر كما تعرف..."

صمت قليلاً ثم قال"المهم مني لا تنسي ما حدثتك عنه في أول المكالمة ..يجب…"

قاطعته مني "بالطبع لن أنسي حازم سأذهب بعد أن أغلق معك وأطلب إجازة لنادين من مراد شخصياً لمدة ثلاثة أيام بأي حجة وهو لن يرفض حتى ينتهي المؤتمر كما أني لم أبلغ نادين حتى الآن وفضلت أن أخبرها مساء اليوم حتي لا تخاف وتضطرب فيظهر على وجهها ويلاحظ الآخرين "

"مني...أنتِ هنا لقد بحثت عنك في القاعة"
استدارت مني علي هتاف نادين والتي اقتربت منها وقالت بحرج

"لم اتبين من بعيد أنكِ تتحدثين في الهاتف...سأعود لك ثانية"
وقبل أن تستدير كانت مني تهتف "انتظري نادين إنه حازم …(سمعت حازم يقول علي الطرف الأخر "أعطني نادين أحدثها مني")حسناً حازم"
ناولت مني الهاتف لنادين مع قولها
"حازم يريد أن يكلمك"
هزت نادين رأسها وتناولت الهاتف ورفعته علي أذنها وقالت
"صباح الخير حازم...كيف حالك"
"بخير نادين كيف حالك أنت (صمت قليلاً)هل هناك أي شئ يزعجك."

ابتلعت نادين ريقها وقالت باندفاع دون مواربة
"متى ستنهي أوراقي حازم أريد أن أغادر البلد في أسرع وقت ... "

عقد حازم حاجبيه وقال "أنا بالفعل أجهز في أوراقك ...ولكن من نبرة صوتك أستطيع أن أتوقع أن هناك ما يزعجك …(كانت ستتكلم ولكن حازم قاطعها وتابع)هل مراد أزعجك ...هل تمادي معك؟"

نظرت نادين نحو مني وقد فهمت أنها بلغت حازم لذلك قالت بعد أن تنهدت "لن انتظر حتى يتمادى حازم...أنا أريد أن أغادر وفقط لا أريد شئ آخر"

"لقد علمت من مني إنه تقدم للزواج منك ولكنك رفضتي ...لماذا لا تعطي نفسك فرصة للتفكير مراد ليس سئ ...نحن نعرفه منذُ عمر ..نعم هو عابث قليلاً ولكن له حدود وهو أخبر مني بجديته في طلب الزواج منك "

سمعت نادين حازم الذي يتكلم بهدوء وكأن الوضع طبيعي وكأنه أصبح فجأة خطبة ونسي أنه ضابط شرطة ونسي لماذا هي هنا...تهكمت نادين وهزت رأسها بيأس وقالت
"حازم أنا لا أرغب بالزواج من حازم أو غيره ...كما أني في ظروف لا تسمح لي بالتفكير في هذه الأمور….فأنا كل يوم عندما أضع رأسي على وسادتي لا أعلم إذا كان هناك نهار جديد سيستقبلني أو لا ...لذلك ارجوك ساعدني أغادر وكما أخبرتك لا أريد غير ذلك...ولا تتوقع أني لا أدرك الخطر الذي أصبح علي مقربة مني ...غداً بداية أيام المؤتمر والذي يحضره رضوان سنوياً (صمتت قليلاً)للأسف لم تجيد اختيار مكان تخبئتي حازم كما لم تستطيع وضع قتلة والدي علي حبل المشنقة كما وعدتني سابقاً حازم "

في هذه اللحظة وبعد الكلام الذي خرج من فم نادين دون أن تعي والتي أسقطت ذراعها ووضعت يدها علي فمها ... كان هناك قلبين يخفقان بشدة أحدهما من الألم والإحساس بالذنب والثاني خوفاً وقلقاً علي ابن عمها وحبيبها والذي يلوم نفسه علي ذنب لا ذنب له فيه.

*******************
الساعة الثانية عشر ظهراً

ركنت هند سيارتها أسفل البناية وللحظات كانت تسند رأسها على ظهر مقعد السيارة تُغمض عينيها تتذكر حالة والدتها والتي تركتها منذُ قليل بعد أنا هدأت ونامت في سبات عميق يدل علي عدم نومها منذُ أيام …
لقد تاهت حقاً بين والديها وأصبحت لا تعرف أيهما الصواب وأيهما الخطأ ...فمنظر والدتها قد أهلك أعصابها وألم قلبها بشدة ،وأيضاً منظر والدها ذاك اليوم فعل بها المثل…
رفعت هند ذراعيها وحاوطت رأسها بكفيها للحظات قبل أن تعتدل وتضرب مقود سيارتها بشدة تحدث نفسها
...من المُخطئ ...من الصادق ...من الكاذب ...والدها لم يكذب ...هي تثق فيه فهو يحب والدتها ولا ريب في ذلك، ولكن والدتها أيضا على حق فهي من حقها العودة لعملها الذي تحب ….

سحبت نفس عميق قبل أن تزفره بشدة وتعتدل في مقعدها ثم فتحت باب سيارتها ونزلت ثم أغلقته و تحركت نحو مدخل البناية والتي استقبلها حارسها بترحاب مُهذب لمعرفته السابقة بها، وتحرك معها حتى دخلت المصعد وأغلقت بابه بعد أن حيته..
ليبتسم الحارس وهو يعود مكانه يُخرج هاتفه من جيب بنطاله ويرفعه علي أذنه بعد أن ضغط علي رقم معين والذي هلل صاحبة بالخبر الذي بلغه به الآن..

وقبل أن تنزل التي صعدت منذُ قليل كان الحارس يستقبل ذلك الرجل الذي عرفه منذُ شهر تقريباً والذي وضع بكفه الآن مبلغ كبير من المال وجلس بجواره ينتظر بفرحة كبيرة وعقله يُفكر في المكافأة التي سيقدمها له سيده..

وبالأعلى فتحت هند شقة والد نورس بالمفتاح الذي تحتفظ به والذي أعطته نورس لها ودخلت بحنين لذلك الرجل الذي شملها بحنانه كما ابنته تماماً...ولا تعرف لما شعرت أنه غادرهم منذُ زمن طويل وليس شهرين فقط ..

تنهدت هند وأخذت نفس عميق ثم تحركت نحو غرفة نورس التي فتحت بابها .. لتبتسم وهي تري الفراشات المعلقة في سقف الغرفة فوق فراش نورس مباشرة ...وحركت رأسها بيأس عندما تذكرت حديثها مع نورس بالجامعة ثم اتجهت نحو خزانة ملابسها تفتحها وأخذت الصندوق وأغلقت الخزانة ثانية ثم غادرت الغرفة والشقة بل والبناية كلها غافلة عن ذلك الذي تبعها …
يتبع...........................

noor elhuda likes this.

فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 16-04-20, 11:53 PM   #259

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

الساعة الخامسة عصراً-دوار الحاج سالم القاضي

يقف في الشرفة الواسعة الملحقة بغرفته أمام تلك الصورة التي لن يكل ولن يمل من رسمها ...العيون الزرقاء وشلال الذهب- البشرة الوردية التي تماثل بشرة الأطفال تماماً.

ابتعد قليلا يتأملها... مزيج من البراءة والأنوثة ولكنها تبدو خائفة ..مرتبكة ...مهزوزة- عيونها زائغة لا تعرف ما تريده ..

تنهد بملل وهو يتذكر ذلك اليوم الذي رأها فيه... كان آخر معرض له في امريكا قبل أن يعود مباشرة ...وكان يتحدث مع أحد رواد المعرض ويناقشه حول لوحة معينة ليلفت نظره تلك الشقراء الجميلة التي دخلت من الباب ببطء رهيب عكس ضربات قلبه التي أخذت تضرب في صدره بتزايد غريب ..
استأذن بلباقة ممن كان يحدثه وتحرك نحوها ولكنه قبل أن يصل كانت استدارت وغادرت أخذة معها قلبه وعقله الذي احتار"لو كانت فقط انتظرت لدقيقة واحدة " حدث نفسه لربما كان عرف من هي تلك الأميرة الهاربة من كتب الأساطير الخالدة.
ضحك بخفوت فالأمر لم يعد يقتصر معه على اللوحات التي يرسمها لها بل قد تطور معه والاميرة الهاربة قد زارته بالأمس في أحلامه جميلة رقيقة هشة كالفراشة بريئة ولكن بعيون مغوية كانت تنظر له تدعوه للاقتراب وعندما اقترب منها بمقدار خطوة واحدة بينهما ابتسمت وفي ثواني كانت تلتفت وتغادر سريعاً بينما صدى ضحكاتها يتردد في المكان.
اقترب ثانية من اللوحة يضع آخر لمساته عليها بفرشاته الذهبية مستمعاً لموسيقاه المفضلة.
"صباح الخير بني….لقد طرقت على باب غرفتك كثيراً...ولكن يبدو أن صوت الموسيقى واندماجك أمام تلك اللوحة جعلك لا تسمعني…."
تفاجئ راجح بوالدته تقف أمامه علي باب الشرفة فقال بارتباك وتوتر
"صباح الخير أمي...أعتذر لم أسمع" ثم وضع ما بيده على المنضدة القريبة واقترب منها يقبل رأسها ولكن ما زاد توتره حقاً عندما تحركت والدته تنوي دخول الشرفة مع قولها "أريني ما ترسمه وجعلك لا تسمع طرقي على الباب ولا حتى دخولي الغرفة …لابد أنه رائع وجميل يا حبيبي"

"بل أروع من الرائع يا أم راجح"
حدث نفسه قبل أن يطوق كتفيها بذراعه يحثها على السير نحو الداخل مع قوله
"لم انتهي منها بعد ...وأخاف أن تٌصدمي عند رؤيتها ويخيب ظنك بولدك...عندما انتهى منها بإذن الله ساحضرها لكِ كي تخبريني رأيك فيها... "

ضحكت والدته وقالت "لن يخيب ظني بك ابداً يا حبيبي...وسأنتظر أن تنهيها كي أخبرك أنك أعظم فنان في العالم"

ضحك راجح بشدة وهتف من بين ضحكاته"لا تبالغي يا أم راجح...وصدقيني ربما لو رأيتها يخيب ظنك بولدك.."

جعدت أمه جبينها وضربته بخفه علي كتفه وقالت
"أنا لا أبالغ يا راجح...أنا أثق بك وبموهبتك ...وكفي ضحك...أنا أريدك في موضوع هام"
تنحنح راجح وأجلي صوته وقال بقلق"ماذا هناك أمي.. هل انتِ أو أبي..."

قاطعته والدته وقالت بينما تجلس على حافة الفراش وتسحبه من يده كي يجلس بجوارها
" لا تقلق بني نحن بخير ولكن..(صمتت قليلا)أنا لا أريدك أن تتزوج تلك الأمريكية ابنة عمتك"
سحب راجح نفس عميق وزفره ثم قال بعد أن حرك رأسه بيأس
" يا أم راجح انتِ قُلتها بلسانك ابنة عمتك. ….ابنة عمتي يا أمي. ..فكيف تكون أمريكية (صمت قليلاً ينظرلها بعتاب وتابع)ابنة عمتي رحمة يا أمي ….عمتي رحمة ….صديقتك الغالية هل نسيتها ... "

"لم أنساها يا ولدي ابداً ...بل أنني أكثر من حزن عليها وافتقدها "قالت السيدة ندية وقد غامت عيناها بالدموع وصمتت ليتابع راجح "أخبريني يا أمي تلك الفتاة من بعد وفاة والدها من لها غيرنا؟…تلك الفتاة يا أمي هي لحمنا وعرضنا ولن نتركها ابداً...عائلة القاضي يا أمي لم تتخلي يوماً في مساعدة الغريب فما بالك بابنتهم... سأبحث عنها كما وعدت أبي وما أن أجدها ... "

"لن تتزوجها يا راجح.."قاطعته والدته و تابعت
"أنا لست قاسية القلب يا راجح...ولا أرفض أن تبحث عنها وتحضرها عندي كي أعوضها حنان والدتها و أضعها بعيني..فقط ما أرفضه هو زواجك منها...يا ولدي (صمتت قليلاً)أنا أريد لك زوجة من هنا من أرضنا تعرف عادتنا وتقاليدنا ..تتحدث مثلنا…(ابتلعت ريقها وتابعت بحذر)كما أني ما أدراني أن تكون مثل والدتها وتهرب وتعيد نفس الفضيحة.."

اتسعت عين راجح وقال بغضب
"لقد عاشرتي أبي فوق الثلاثين عام ..هل رأيته في مرة تخلى عن واجبه...أو قطع وعد عاهده ..انا ولده ..مثله تماماً..لن أتخلى عن واجبي...ولن أقطع وعد عاهدت والدي به....سأبحث عنها أولاً حتى أجدها...وبعدها سيكون لنا حديث أخر(صمت قليلاً ينظر في عينيها وتابع بتصميم)كما لمعلوماتك يا أمي أنا لا أمانع ابداً من الزواج بأمريكية طالما وافقت هي..."

نهضت والدته بشدة وقالت بينما يدها تعدل طرف وشاحها الأسود "اسمع يا راجح ابحث عن ابنة عمتك الأمريكية فقط لأنها ابنة عمتك ولكنك لن تتزوجها إلا في حالة واحدة إذا غطاني التراب"

اتسعت عين راجح ونهض قائلاً"أمد الله في عمرك يا أمي ..لا تقولي ذلك ثانية"
هزت والدته رأسها وقالت قبل أن تغادر"أعلم أن رأسك صلب كوالدك الذي يخاصمني ولكن والله يا راجح لن تتزوج سوى من اختارها انا بنفسي"

تجمد راجح مكانه ينظر بذهول لباب الغرفة الذي أغلق بشدة ثم التفت ينظر للشرفة قبل يسقط بظهره على السرير خلفه مرة واحدة يُغمض عينيه وصورة واحدة تداعب خياله زرقاء العيون وشلال الذهب.
**************************
الساعة السادسة مساءاً

يقود سيارته ويشعر بارهاق شديد بعد يوم من العمل المُضني والذي غاب عنه نادر …الذي حذره بالأمس من عدم الاتصال به حتى يراه غداً في المطار.
ابتسم شريف يشعر بسعادة حقيقية لصديقه الذي أخيراً السعادة عرفت طريقها لقلبه…. يتوقع أن قريباً جداً سيعلن نادر زواجه من زوجته والذي شهد على عقد قرانهم في المشفى ذلك اليوم الذي توفي فيه نبيل الشهاوي …

بعد قليل دخل شريف المجمع السكني الذي يقطن فيه حتى وصل لمنزله والذي بمجرد أن دخل من بوابته حتى تفاجأ بسيارة غريبة تقف أمام بوابة المنزل مباشرة …
فركن سيارته ونزل منها ينظر للسيارة الغريبة قليلاً قبل أن يدخل المنزل فتقابله والدته تخرج من الصالون بابتسامتها الحلوة والتي اقتربت منه وردت تحيته التي ألقاها عليها قبل أن يقبل جبينها وابتعد يسأل باستغراب"لمن السيارة الموجودة بالخارج ؟"

ابتسمت والدته وقالت "شهيرة صديقتي تعرفها(هز شريف رأسه)لقد عادت هي وزوجها وابنتها ماهي ...بسم الله ما شاء الله قمر يا شريف متأكدة أنك لو رأيتها ستنهار من حلاوتها(رفع شريف إحدي حاجبيه)لقد عزمتهم اليوم على الغداء حتى تستطيع قضاء بعض الوقت معها وتتعرف عليها قمر ما شاء الله يا شريف….اذهب الآن وبدل ملابسك بسرعة وتعالي كي أعرفك عليها "

تنحنح شريف وقال بابتسامة "قولتِ أنها قمر(هزت والدته رأسها بشدة)وسأنهار من حلاوتها(هزت والدته رأسها بسعادة)وهل هذا يرضيكي أن تري ابنك الوحيد ينهار ياغزال"
عبست والدته وضربته على كتفه وقالت "هل تستهزئ بي يا ولد"

فرفع شريف كفيها يقبلهما مع قوله "لا عاش ولا كان يا أمي ...ولكن أنا أخبرتك من قبل أنني لا أريد الزواج الآن"

"إلى متى شريف؟"سألت والدته وقد تبدلت السعادة التي كانت تتحدث بها منذُ قليل وهذا أزعجه بشدة ولكن ما بيده يفعله وقد ملكت قلبه واحدة فقط ولا يريد غيرها …
لذلك ابتسم شريف وقال "قريباً والله قريباً يا أم شريف ..ولكن كثفي دعواتك ..ولاتنسي وعدك أنك لن تغضبي إذا دخلت عليك يوم وفي يدي جميلة أخبرك أنها زوجتي(وحديث داخلي يقسم أنه لو وجدها لن يتركها إلا وهي زوجته حتى لو غصباً عنها)أنا لا أرضى بغضبك ولكني لن أتمكن من الزواج بتلك القمر التي ستتسبب في انهياري و بصراحة أنا محتاج نفسي ولا أريد لها الإنهيار(غمز بعينبه)هل يرضيكي انهار"
ابتسمت والدته وقالت "دائماً تغلبني يا ولد…(صمتت قليلاً)ولكنك لن تحرجني مع شهيرة صديقتي... بدل ملابسك وتعالي قابلهم فهم ضيوف اياً كان واياك وفعل حركاتك تلك البنت رقيقة ولن تتحمل أفعالك..عاملها بلين"
وضع شريف يده علي رأسه وقال بينما والدته تتحرك عائدة نحو الصالون
"قاسية يا أم شريف...تُصرين علي انهيار ولدك "
ثم تحرك يصعد السلم وحديث نفسه "لن أرحمك عشقاً عندما أجدك يا نادين و وقتها سأسمح لنفسي بالانهيار الحقيق بين يديك إرضاءاً لعسل عينيك الصافي"
*************
يتبع...............

noor elhuda likes this.

فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 01:11 AM   #260

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

السابعة مساءاً-فيلا نادر السلماني
تقف أمام المرآة وتلوح بكف يدها أمام وجهها الأحمر بشدة بسبب تفكيرها في ما يمكن أن يحدث بعد هذا العشاء وخاصة بعد اعتراف نادر بحبه لها...لقد هاتفها منذُ قليل يؤكد عليها أن ترتدي ذلك الفستان الذي رأت الرغبة واضحة في عينيه عندما ارتدته هناك من أجل قياسه في السوق التجاري…

أخذت نفس عميق قبل أن تتناول طلاء شفتيها العطري بطعم الفراولة من فوق طاولة الزينة وتمسح به على شفاها فيزيدها لمعاناً وروعة ....
ألقت نظرة أخيرة لصورتها في المرآة ثم استدارت تنظر للصندوق الموجود فوق فراشها، و الذي أحضرته لها هند عصر اليوم ...فتعقد حاجبيها وهي تتذكر ملامح هند العابسة والتي لأول مرة تراها بهذا الشكل... لقد تركت لها الصندوق وغادرت سريعاً دون أن تفهم منها سر حالتها الغريبة بالرغم من محاولتها معها ولكن بلا فائدة
"غداً عندما أقابلها بالجامعة سأعرف منها ما سبب تلك الحالة الغريبة"حدثت نورس نفسها قبل أن تحمل الصندوق وتغادر غرفتها .

وبالأسفل كان نادر يقطع بهو الفيلا ذهاباً واياباً ينظر في ساعة يده ثم يرفع رأسه ينظر أعلى السلم وهكذا...منذُ ما يقرب من الساعة وهوعلي هذا الحال ينتظرها بشوق وحب لا يعلم كيف حدث أو متى...لقد أعترف لها بحبه ولكن ماذا عنها؟ هو يشعر انها تبادله نفس الحب ولكنه يريد أن يسمع منها ووقتها لن ينتظر وسيبدأ في تنفيذ ما خطط له ...أخذ نفس عميق وهو يرفع رأسه ينظر أعلي السلم فتظهر تلك التي حبست أنفاسه في صدره...
صاعقة...صاعقة كهربائية سرت في جسده كله وهو ينظر لها مبهوتاً من جمالها الخلاب، وسحر عينيها الجذاب.

وبعيون لامعة بالحب كان يتابعها تهبط درجات السلم ترتدي فستان باللون الأسود.. يصل لأعلى ركبتيها بقليل صدره من الدانتيل الناعم والذي أظهر فتنتها بسخاء مُطرز بفراشات فضية لامعة كـ لون عينيها الآن، وبدون أكمام، وشعرها الطويل تركته حراً ينساب على ظهرها كشلال….عطرها يسبقها فيُنعش كل خلاياه.
ظلت عينيه تتابع خطواتها وهي تنزل السلم حتي اقتربت منه ووقفت أمامه بخجلها البهي وهمست بخجل من تأثير نظراته التي تلتهمها بشكل جرئ لم تعتاده منه بعد"مساء الخير نادر"
رد نادر تحيتها وأقترب يقبل خدها برقة ثم همس بجوار أذنها "أنت جميلة جداً"
ثم قبل خدها الآخر بنفس الرقة …وابتعد ينظر في عينيها ثواني أهلكتها وجعلتها تشعر أنها في أي لحظة من الممكن أن يُغمى عليها فما يحدث معها الآن فاق كل الخيال.
فخفضت رأسها بخجل ولكن نادر لم يسمح لها بذلك فمد يده يرفع وجهها ونظر في عينيها مجدداً مع قوله"لا تخفضي وجهك ثانية نورس...ولا تحرميني من النظر في عينيك ابداً"
عضت نورس شفتيها وأومأت براسها فقبل نادر جبينها قبل أن يسألها عن الصندوق الذي لفت نظره منذُ رأها وهي تنزل السلم فردت وعينيها تلمع ببريق ماسي سحره وشقاوة اطارات بعقله
"لا تعتقد أنك فقط من تخطط وتجهز المفاجأت فأنا ايضاً لدي مفاجأة لك ولكني لن أخبرك عنها إلا بعد أن أعرف مفاجأتك"
قهقه نادر بخشونة خفق لها قلبها ورفع كفه يحضن جانب وجهها واقترب يهمس ف أذنها "أخبرني عن ما بالصندوق نورس الآن"
"ها..ماذا؟" همست نورس وهي غائبة في سحر رجولته القوية وقد سقط الصندوق من يدها فالتقطه هو مع قوله وهو يبتعد ضاحكاً "أرأيتي يمكنني معرفة ما بداخل الصندوق الآن"
فغرت نورس فاها واتسعت عينيها وهي ترى الصندوق بين يديه ليشفق عليها ويناوله لها مع قوله المرح"اغلقي فمك نورس..لن أفتحه إلا عندما تريدين انتِ بل انتِ من ستفتحيه بنفسك وتريني تلك المفاجأة الموجودة بداخله"

ابتسمت نورس بحرج وأخذت الصندوق تضمه لحضنها ككنز ثمين .

فتنهد نادر وقال بداخله "الصبر يا الله ...فلم أعد أحتمل أكثر من ذلك"
ثم قال وهو يمد ذراعه ويفرد راحة يده في إشارة حتي تضع يدها والتى بالفعل وضعتها فوق راحته التي أغلقها عليها
"هيا..."
حركت نورس رأسها باستفهام وسألت "أين ؟ألم تخبرني أن العشاء بالفيلا"
هز نادر رأسه وقال "نعم ولكن بالحديقة"
عضت نورس شفتها والمكر يلمع بعينيها وسألت
"ما رأيك بفستاني نادر؟"
ابتسم نار وحرك رأسه بيأس من أفعال تلك الطفلة فهو يفهم ما ترمي إليه لذلك رد عليها وهو يشملها بنظرة جريئة جعلتها تندم علي السؤال وقال
"لقد صرفت كل العاملين بالفيلا فلايوجد الآن سوى أنا وأنتِ فقط ...أما بالنسبة للفستان فقد أخبرتك برأيي فيه سابقاً ….والآن كفى ثرثرة وتعالى"
وبالفعل تحركت نورس بجواره كفه يحتضن كف يدها كقلبها الذي يحتضن نبض قلبه وروحها التي تهيم بعشقه فالآن فقط تحققت كل أحلامها.

بعد لحظات كانت تقف بفم مفتوح يبدو أنها عادة لديها لن تتخلي عنها وعيون متسعة لا تصدق هذا الجمال الذي تراه الآن …….لقد اقتصرت رؤيتها للحديقة علي تلك الورود الجورية التي كانت تراها من شرفة غرفتها طوال الشهرين السابقين ...أما تلك السقيفة فهي لأول مرة تراها ..كانت مبهرة حقاً بتلك الأضواء الملونة التي ثبتت فيها من كل اتجاه والورود التي انتشرت في المكان و بالمنتصف كانت هناك طاولة يحاوطها مقعدين مزينين بالورود وعليها أطباق طعام مغطاة يتوسطهم شموع أكتملت بهم روعة المكان .
التفتت له وقالت بصوت مختنق من العاطفة "هل هذا من أجلي نادر؟...هل هذه المفاجأة"
هز نادر رأسه بالنفي وقال "ليس بعد...فهناك…."
وقبل أن يتابع كانت نورس ترمي نفسها علي صدره تلف ذراعيها حول عنقه وقالت "نادر...أنا...أنا..." احتضنها نادر بشدة يقربها أكثر لقلبه يسكنها بين حنايا روحه وسأل "أنتِ ماذا نورس.؟.."
فهمست"أنا..أحبـ..."
ولكنه قاطعها عندما ابتعد فجأة أجفلتها ووضع سبابته على شفاها مع قوله "انتظري نورس...أريد أن أنظر في عينيك حتي ترتبط دائما هذه الكلمة بلون عينيك الذي خطفني وهز أعماقي... قولي نورس حتي تحييني من جديد بعد أن ظننت أني قد انتهيت قولي نورس تكلمي "
ابتسمت نورس ورفعت كف يدها الصغير تحضن جانب وجهه وقالت وهي تنظر في عمق عينيه "أحبك نادر..أحبك ...أحبك وليس من الآن فقط ولكن من زمن بعيد حتى قبل أن تقع عيني عليك وأنا بعمر السابعة عشر"

اتسعت عين نادر بدهشة وهز رأسه غير قادر على الاستيعاب وسألها
"ماذا تقولين نورس؟...هل تكلمتي الآن أم أنا أحلم"

ضحكت نورس وقالت "لا الأحلام تخصني أنا فقط أما أنت فلا تحلم"
فأخذ نادر نفس عميق انتفخ له صدره وسحبها من يدها وتحرك نحو الطاولة يسحب المقعد لها حتي جلست ثم جلس هو الأخر و سألها بلهفة مستنكراً
"كيف ...كيف نورس ...أخبريني"

ابتسمت نورس ابتسامةجعلتها في عينيه أجمل نساء الأرض وقالت بخجل

"لم يكن في محيط حياتي كلها سوى بابي (غامت عين نادر وطلب له الرحمة)كان هو وأنا فقط لايوجد غيرنا وفجأة وجدت هناك إسم ثالث ينضم لنا ...لقد كان بابي يحبك كثيراً و يحكي عنك أكثر بطريقة جعلتني اتعلق بك بالرغم من عدم رؤيتك ...وكبرت على وجودك معنا في محيطي أنا وبابي وبدأت أبحث علي الشبكة العنكبوتية لأرى صورة الشخص الذي عاش اسمه معي منذُ طفولتي فرأيتك ووجدتك كما رسمتك في مخيلتي...ولكن ما حدث حقاً بعد ذلك اليوم كان هو الخيال"صمتت تنظر له تتأمل ملامحه الوسيمة فسمعته يقول بلهفة
"أكملي نورس؟؟"
فأخذت نفس عميق وتابعت "كُنت عائدة من مدرستي وكعادتي عند دخولي من باب المنزل أنشر الضوضاء حولي لأصمت فجأة عندما هرولت الخادمة نحوي تخبرني أن بابي معه زائر بغرفة المكتب فتحركت علي أطراف أصابعي بعد أن ناولتها حقيبتي ووقفت أنظر من خلف الباب فرأيتك تجلس بجوار بابي تدقق النظر في ملف ما بيدك بينما بابي يتحدث بكلام لم أسمعه من مكاني ...لحظات مرت وأنا أتأمل ملامحك الحية بعيداً عن الصور-أحفرها داخل ذاكرتي حتى لا أنساها، وما حدث بعدها كان هو الجنون…."
صمتت وقد احمر وجهها بشدة ….فوضع نادر يده علي صدره يحاول تهدئة جنون ضرباته وقال بصوت متحشرج "ماذا حدث بعدها نورس...اخبريني"

خفضت نورس وجهها وهمست بخجل "صرت ابحث عن كل مايخصك ..أتتبع كل أخبارك ….أجمع كل صورك...بل أني حفظتها في ملف سري علي هاتفي بكلمة مرور خاصة والتي كانت حروف اسمك ن ا د ر….و.."

قاطعها نادرقائلاً "تقولين الصدق نورس"

ضحكت برقة وهمست"نع..."
و ضاع الحرف الأخير بين شفتيه بعد أن نزعها من مقعدها يجلسها علي ساقيه يلصقها بجوار قلبه الخافق بعشقها.
لحظات مرت وهو يبثها عشقه وأشواقه ومن بين أنفاسه اللاهثة كان يردد
"أحبك نورس...أعشقك نورس…(ابتعد ينظر في عينيها )تزوجيني نورس ..اقبلي بي زوجاً …اقبليني في حياتك"

"أنا....أنا بالفعل زوجتك نادر.."
همست نورس بخجل وما زال ذراعي نادر يقيدان خصرها النحيل.
ليبتسم نادر ويده ترتفع يساوي لها شعرها الذي شعثه في نوبة عشقه وقال وهو ينظر في عيونها اللؤلؤية
"أعرف نورس ولكني أريد أن أتزوجك أمام الجميع ..أريد أن يعرف العالم كله أن نورس الشهاوي أصبحت زوجتي أنا نادر السلماني….أريد أن أعد لك زفاف يتحاكى عنه الجميع ليس لأسابيع أو شهور بل لسنوات قادمة ...أريدك عروسي بالأبيض …( اسند جبينه علي جبينها وأغمض عينيه مستمتعاً بلهيب أنفاسها)أريد ذلك بشدة..نورس...فهل توافقين"
لتهز نورس رأسها بشدة موافقة ودموع الفرح تنهمر على خديها لاتصدق ما تحياه الآن….ففتح نادر عينيه وابتعد ينظر لها لتتسع عينيه وهو يرى دموعها فيهتف بقلق "ما بك نورس..هل…..."
لكنه بتر كلامه و للمرة الثانية تفاجئه عندما اقتربت منه باندفاع تسكته ...بشفتاها التي لامست شفتيه برقة أشعلت الدماء في عروقه فبدل قبلتها الخجلة بقبلة أكثر جموحاً وشفاه اللاهبتين تعزف لحناً مميزاً علي وجهها الأبيض ثم يعود إلي شفتيها حتى أخيرا ابتعد بانفاس لاهثة ينظر لوجها الأحمر القاني و لشفتيها المتورمة أثر عاطفته المشتعلة ...عيونها تلمع ببريق فضي... صدرها يعلو وينخفض كما صدره تماماً وأخيرا قال
"لم يكن هذا ما خططت له. ..الحقيقة فقد توقعت أن يأتي اعترافك بعد نهاية البرنامج الذي أعددته. ..(ضحك بخفوت )لقد أعددت برنامج بشكل ما محاولاً إغرائك والحصول على اعتراف بالحب ولكنك كعادتك فاجأتيني ..."
قاطعته هامسة "هل انت غاضب مني؟"
نظر لها بذهول وقال "مزيد من الحماقات..هل يجب أن اعتاد عليها نورس!!"

فتحت فمها تريد التحدث إلا إنه قاطعها قائلا "هل ما حدث منذُ قليل وما قُلته ...كان فيه أي أثر للغضب. .."
تنهد وحرك رأسه بيأس ثم ضربها بخفة بطرف سبابته على أنفها وقال بعد أن تنهد ثانية
"منذُ يومين ….وانا لا أنام بسبب التفكير بكِ ….لا أعلم كيف اخترق حبك قلبي بهذه السرعة وكنت خائف ألا تبادليني نفس المشاعر ...لتفاجئيني اليوم با احلي هدية ممكن أن تقدم لي في حياتي نورس (نظر في عينيها بصمت لثواني)أحبك نورس ...أحبك ولا أريد من الدنيا غيرك ،وحتى لو مت الآن فيكفيني تلك النظرة من عينيك"
قاطعته نورس ووضعت كف يدها الصغيرة على فمه وهتفت بغضب
"لا تقل ذلك ثانية ...ربي لا يحرمني منك نادر ...لا تأتي بسيرة الموت بيننا ثانية"
جاشت مشاعر نادر في صدره واصبحت دقات قلبه تضرب في ضلوعه كطبول الحرب فرفع يده يقبض علي كفها الصغيرة واقترب بوجهه كله يضغط بشفتيه علي باطن يدها وعينيه لم تفارق سحر عينيها ثم ابتعد وقال ترقصين نورس لتومئ نورس برأسها قبل أن يبتعد هو إلي ركن من السقيفة حيث جهاز مشغل الأسطوانات تحت نظراتها التي تُفصله تفصيلاً ...طوله الفارع وصدره العريض يرتدي بدلة رمادية اللون أسفلها قميص أبيض بدون رابطة عنق وأزرار القميص الأولى مفتوحة تظهر عنقه وجزء من صدره ..أغمضت نورس عينيها تمنع تفكيرها من الاسترسال
ليتجمد جسدها عندما وجدت شفاه دافئة تقبل جفنها المغلق ففتحت عينيها لتراه بابتسامته الحلوة يمد ذراعه في دعوة لبدء رقصتهم الأولى …..
لتمد نورس يدها في يد نادر الذي احتضنها ورفعها علي صدره ينظر في عينيها التي اصبحت زرقاء بلون السماء الصافية وبتلقائية رفعت نورس ذراعها الآخر تلفه حول عنقه فيلف هو بذراعه الآخر خصرها ويبدأ معها بالتمايل علي أنغام الأغنية التي اختارها خصيصاً من أجلها
نفسي أدخل جوة قلبك
وبعيوني أشوف مكاني
واللي عشته قبل حبك
وانتي جنبي أعيشه تاني
أبقى أحلم بينادوكي
حضن م الأيام يدفي
وقت ضعفك ابقى أبوكي
وأبقى ابنك وقت ضعفي
……………………….

أحبك نورس ..أحبك نادر
رددها كليهما قبل أن يرتاح رأس نورس علي صدر نادر تتمايل معه علي أنغام الأغنية التي جعلتها تدرك أنها نالت كل أحلامها الجميلة

انتهت الأغنية فأبتعد نادر قليلاً يرفع وجهها له وهمس "أحبك"
فابتسمت نورس وقالت
"أنا سعيدة جداً نادر...هذا اليوم سيظل مميز ولن أنساه طوال حياتي ...وسنظل نحتفل فيه كل عام.. "
ابتسم نادر وقبل خدها برقة أوراق الشجر وقال بصوت متحشرج
"سنحتفل...حبيبتي...وسأحكي لاولادنا عن عيون والدتهم التي أوقعت والدهم المسكين وجعلته لا ينام من الحيرة في معرفة لونهم"

خفضت نورس وجهها بخجل من قوله أولادهم وقد فهم نادر فقهقه مستمتعاً بخجلها اللذيذ والذي يثير بداخله أشياء مكبوتة ومدفونة و كم يتوق هو لاحيائها ولكن صبراً أربعة أيام فقط وتكون نورس عروسه بالأبيض أمام العالم كله و وقتها سيوشمها باسمه وكيانه ورجولته…
تنهد نادر ينفض أفكاره وسألها "ألم تجوعي.." لتومئ برأسها فيشير نادر برأسه وهو يمسك يدها يتجه نحو الطاولة مع قوله "تعالي"

بعد لحظة واحدة كانت نورس تقف متسعة العينين تنظر لأصناف الاكل الكثيرة وقالت "لما كل هذا نادر"
فتنحنح نادر قبل أن يقول "الحقيقة عندما أخبرت الخدم برغبتي في عشاء مميز لزوجتي ...سألوني أي الأكلات تحب...ولأني لا أعرف فأخبرتهم أن يعدوا أكثر من نوع وأنت تختارين "
ابتسمت نورس وكلمة زوجتي التي لم تعتادها بعد تهز كل كيانها ثم جلست وتبعها نادر وبدأ بتناول أول عشاء لهم بعد اعتراف كلاً منهما بحب الآخر.
يتبع على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t468635-27.html
..


noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-04-20 الساعة 09:50 PM
فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:13 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.