آخر 10 مشاركات
394 - بين جمر و جليد - نيكولا مارش (الكاتـب : monaaa - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          سلسلة فينسينتي... للكاتبة: Angela Bissell (الكاتـب : Gege86 - )           »          و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )           »          383 - همسات الندم - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-11-20, 12:11 AM   #1

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي نوفيلا وهج *مكتملة ومميزة *


قراء روايتي الأعزاء





يسعدني أن أقدم لكم
نوفيلا وهج















نوفيلا وهج نوفيلا خفيفة رومانسية اجتماعية اتمني أن تتقبلوها بقبول حسن♥

الفصل الأول
___________

لطالما كانت وهج أبيها وشمسه الساطعة….الوهج الذي بث الدفء في حياته وأضاء عالمه....ذلك الوهج الذي أغناه عن العالم كله وجعله فقط يعيش من أجله ...وهج أبيها وروحه...تلك الطفلة ذات الإثنتي عشر عاماً والتي تركتها له زوجته بعد أن أصابها ذلك المرض اللعين، الآن قد أصبحت شابة في العشرين من عمرها إلا أنها مازالت في عينيه تلك الطفلة الباكية والتي سألته يوم وفاة والدتها هل سأستطيع أن أحيا بدون أمي؟! ليصمت وقتها لوهلة مردداً نفس السؤال في داخله قبل أن يجيبها بـ (نعم) مطمئنة مع وعد أنه سيكون أمها وأبيها بل وكل من تتمناه في الحياة وقد كان يوسف عمران الغمري……
-وهج ...وهج….حبيبة بابا...قومي الساعة سبعة...
الكلمات الهامسة والحنونة بجوار أذنيها بصوت والدها الحبيب جعلتها تفتح عيناها ببطئ وابتسامة مشرقة ترتسم فوق ملامح وجهها المكتنز قبل أن تعتدل جالسة فوق فراشها الوردي تفرد ذراعيها لأعلي كي تتمطئ قبل أن تخفض ذراعيها ثم ترفع كفها وبظاهره تداري فمها وهي تتثاءب ثم قالت بصوت كسول
-صباح الخير بابا حبيبي
ابتسم والدها وحرك رأسه بيأس قائلاً
-يلا اصحي ياكسولة هتتأخري علي جامعتك وهتأخريني كمان علي شغلي...بصراحة أنا مش مصدق إن دا أخر شهر ليكي في الجامعة وتتخرجي عشان ارتاح من موال إني أصحيكي كل يوم.
اصدرت وهج صوت بفمها قبل أن تنزل من الفراش ثم قالت بشقاوة لا تليق إلا بها.
-لا إنسي ...إنسي إنك ترتاح لأني ناوية إن شاء الله أشتغل بعد التخرج….
اتسعت عين والدها وقد أمال رأسه للجانب في حركة بائسة لتنطلق ضحكات وهج الرنانة والتي تحركت نحو خزانة ملابسها والتقطت منشفة نظيفة وضعتها فوق ذراعها الأيسر والذي ضمته لجسدها ثم تناولت بنطلون من الجينز الأزرق وبلوزة بلون الورد.
-عشر دقايق يا وهج وتكوني جاهزة مفهوم..
رفعت وهج إصبعين ووضعتهم أمام جبينها في تحية عسكرية وقالت
-تمام يا افندم
اقتربت وهج من والدها وطبعت قبلة فوق خده الأيمن ثم خرجت من الغرفة نحو الحمام ليتبعها والدها ويتجه نحو المطبخ ليجهز طعام الفطور والذي يحرص دائماً أن تتناوله وهج قبل مغادرتها المنزل.

بعد عشرون دقيقة كانت وهج تقف أمام مرآة طاولة الزينة بعد أن ارتدت كامل ثيابها و صففت خصلات شعرها اللامعة والذي يصل لمنتصف ظهرها تتأمل جسدها المتناسق و الممتلئ في نفس الوقت…
لقد حاولت كثيراً أن تنقص وزنها ولكنها لم تفلح بسبب والدها والذي دائما ما كان يثبط عزيمتها على الاستمرار في تلك الحميات الغذائية التي كانت تقوم بها والتي لم تستمر أكثر من يوم واحد فقط….
زفرت وهج بضيق وهي تلاحظ ازدياد وزنها في أماكن غير مرغوب بزيادتها قبل أن تلتفت علي نداء والدها الحبيب من خلفها باسم دلالها والذي تعشقه
-وهج الشمس………...انتِ فعلاً ناوية علي رفدي.
ضحكت وهج وقد ظهر غمازتيها التي تزيد وجهها جمالاً وإشراقاً ثم تحركت نحو فراشها و التقطت حقيبتها قبل أن ترفع إصبعيها بنفس الحركة وقالت بمرح
-تمام يا فندم أنا جاهزة واكيد طبعا ما يرضنيش رفدك.
تنهد يوسف بيأس من صغيرته والتي لا يوجد أي أمل في تغييرها ثم تحرك نحو الخارج لتلحقه وهج ..
وفي مطبخ شقتهم الصغير جلست وهج علي مقعد الطاولة الصغيرة والتي تحتل أحد أركان المطبخ وقد رُص فوق سطحها طبق من الفول وأخر من الفلافل وثالث من الجبن بالإضافة إلي قطع الخبز البلدي…
نظرت وهج بابتسامة لوالدها الذي وضع كوبين من الشاي باللبن فوق الطاولة ثم جلس على المقعد المقابل لها ليشرع كليهما في تناول الطعام ...

-محاضراتك النهاردة هتخلص الساعة كام؟
-هي محاضرة واحدة وهتخلص الساعة واحدة ...زي ما انت عارف النهاردة اخر يوم قبل ما نقعد عشان نستعد للامتحانات، و ممكن أتأخر شوية عشان في ورق هصوره من المكتبة وكام محاضرة هصورهم من سيرين...

تناول يوسف كوب الماء وارتشف منه القليل ثم قال بعد أن وضعه أمامه
-تمام لما تخلصي خدي تاكسي وطمنيني أول لما توصلي البيت عشان بكون قلقان.
أومأت وهج برأسها وسألت بعد أن وضعت كوب الشاي باللبن الفارغ أمامها
-تحب اعملك ايه على الغدا النهاردة؟
-أي حاجة من ايدك حلوة يا وهج الشمس.
رمت وهج والدها بقبلة في الهواء قبل أن تنهض
وتتحرك نحو الثلاجة وأخرجت من المجمد دجاجة ووضعتها بالثلاجة من أسفل وقالت بعد أن استدارت
-يبقى صينية بطاطس في الفرن ورز وسلطة خضرا.
-تسلم ايدك مقدماً.
قال يوسف ونهض هو الأخر قبل أن يقول
-طيب يلا عشان منتأخرش أكتر من كدة
هزت وهج رأسها ليتحرك يوسف يخرج من المطبخ متوجهاً نحو باب الشقة تتبعه وهج ليخرجا من باب الشقة الصغيرة التي توجد في أحد الأحياء المتوسطة قاصد كلاً منهما وجهته..
*********
قد يجذبنا البريق اللامع بل ويغشو أعيننا و يسحبنا لنغرق في أعماقه غير مدركين أن ذلك البريق الزائف ما هو إلا انعكاس لسراب واهم...
منحنية للأمام تنظر في المرآة بتركيز لحركة يدها الدائرية فوق شفتيها المزمومتان بشكل ما والتي اصطبغت بطلاء الشفاه ذو اللون النبيذي الساطع والذي لا يتناسب أبداً مع بداية النهار أو حتي المكان الذاهبة له….
صوت فتح باب الغرفة والذي لم تهتم له قبل أن تنهي ما تفعله والذي دخلت منه والدتها والتي تسمرت مكانها متسعة العينين مما تراه
وضعت سالي طلاء شفاها فوق الطاولة أمامها ثم التفتت لوالدتها وقالت
-صباح الخير مامي
لحظة من الصمت مرت قبل أن تنطق والدتها المذهولة وليس برد تحيتها وإنما قالت
-انتِ لابسة كدة ليه….اكيد مش رايحة الجامعة...استحالة تكوني رايحة الجامعة باللبس دا والمنظر دا …..
زفرت سالي ثم التفتت ثانية للمرآة و عدلت من مظهر شعرها ثم قالت وهي تتحرك نحو المقعد القريب والذي جلست فوقه ثم وضعت قدميها في حذاء ذو كعب عالي يتناسب مع الفستان النبيذي القصير الذي تلبسه
-لا.. رايحة الجامعة انتِ ناسية إن خلاص الإمتحانات قربت ولازم أروح عشان احضر المحاضرات الاخيرة..
هزت جميلة رأسها وقالت
-لا أنا مش ناسية ...بس الظاهر إنك انتِ اللي ناسية إنك رايحة الجامعة مش حفلة عيد ميلاد واللي برضوا بعترض علي لبسك وانت رايحة تحضريها..

قلبت سالي مقلتيها بنزق قبل أن تسحب نفس طويل وتزفره مهمهمة ببعض الكلمات والتي لم تصل لأذني والدتها إلا أنها على مفاد بها وقالت
-مامي انتِ دايماً بتعترضي ...يعني مافيش جديد...و أرجوكي أنا فرحانة ومش عايزة حاجة تضايقني النهاردة...ممكن دا يحصل لو سمحتي..
ضغطت والدتها علي اسنانها محاولة أن تهدأ قبل أن تقول
-ادخلي غيري والبسي حاجة مناسبة لطالبة جامعية رايحة الجامعة مش رايحة ملهى ليلي...
-اسفة مامي مش هغير فستاني وكمان انا اتأخرت…
وبصوت عالي هدرت والدتها
-استحالة اسيبك تروحي الجامعة باللبس دا والماكياج المبالغ فيه دا كمان...
احتدت النظرات بين الأم الرافضة والأبنة المُصرة ليستمر الوضع لحظات قبل أن يصدح في الخلفية ذلك الصوت الذي جاء صاحبه منقذاً للابنة المتمردة والساخطة
-صباح الخير ...صوتكم عالي ليه؟
التفتت جميلة تنظر نحو زوجها الذي دخل من باب الغرفة وقبل أن تفتح فمها بحرف واحد كانت سالي تتحرك سريعاً نحو والدها الذي استقبلها وطوقها بذراعه الأيمن ثم قبل جانب رأسها بحنان بالغ
-صباح الخير بابي حبيبي
-صباح الخير ياروح بابي
ضحكت سالي بدلال قبل أن تبتعد عنه وتدور حول نفسها دورتين كراقصة باليه ثم سألت بغنج
-إيه رأيك في فستاني يا بابي...حلو؟!
-اكيد حلو والأحلي إنك انتِ اللي لبساه ياحبيبتي...
-طيب مش تقولي لـ (بابي) انتِ رايحة فين بالفستان الحلو دا؟!
تحدثت والدتها بتهكم وهي تنظر في عيني زوجها الذي لم يلاحظ نبرة صوتها لتبتسم سالي وهي تقول لـ (والدها)
-رايحة الجامعة(خفضت سالي وجهها وتابعت)وبعد لما اخلص محاضراتي هاجي الشركة..
رفعت جميلة حاجبيها باستغراب بينما ضحك عامر وقال بمكر
-يبقى أكيد تيام كلمك وقالك إنه جاي الشركة النهاردة.
أومأت سالي بخجل مصطنع أمام عين والدتها التي فاض بها الكيل و سألت زوجها بغيظ يكاد يفتك بالواقفة أمامها.
-انت موافق إن سالي تروح الجامعة بالفستان دا؟
رفع عامر حاجبيه وهو يتأمل ابنته بعيون لامعة قبل أن يقول وقد فهم زوجته خطأ
-ابقي قولي لأم الحسن تبخرها لما ترجع.
هزت جميلة رأسها برفض وقبل أن توضح كان عامر يسحب سالي تحت ذراعه ويخرج من الغرفة أمام عينيها الغاضبة من تصرفات زوجها والدلع المبالغ فيه الذي يبثه لابنتهم والذي قد تكون عواقبه وخيمة بل وخيمة جداً...
*********
هو رجل أخذ نصيبه من اسمه كما يقال (تيام) شديد العشق والهيام ...متطرف في عشق كل من يخصونه ...عاشق حد الراهب فى محراب عشقه…
وها هو يقف مستنداً بكتفه علي حلق باب الغرفة يتأمل والدته الحبيبة ويستمع لصوتها العذب وهي تقرأ في مصحفها على طريقة برايل و التي تعلمتها حتي لا تهجر القرآن بعد أن فقدت بصرها بسبب انفصال في شبكية عينيها ناتج عن داء السكري والذي ولدت به...
-صباح الخير ياأمي..
قالها تيام وهو يقترب من والدته التي انتبهت لوجوده وصدقت قبل أن تغلق المصحف وترفع رأسها تنتظر اقترابه والذي ما أن اقترب منها حتى انحنى يُقبل رأسها ثم التقط كفها وقبل ظاهره بينما تمتمت هي بالعديد من الإبتهالات من أجله قبل أن ترفع يدها وتربت على كتفه القريب منها
- صباح الجمال على اطيب واحن إبن وأجمل شاب في مصر كلها…
قالت فريدة ليقهقه تيام وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً ثم قال بعد أن جلس بجوارها
-أجمل شاب في مصر مرة واحدة ياأمي؟!
-أيوا أجمل شاب في مصر كلها دا كفاية لون عينيك اللي ورثته من والدك الله يرحمه.
قهقه تيام ثانية بصوت أعلي رفرف له قلب والدته وقال بمشاكسة بعد أن ترحم عليه
-علي كدة بقي عيون بابا الله يرحمه هي اللي سحرتك ووقعتك في حبه.
ابتسمت فريدة بخجل وتورد خديها بالرغم من سنوات عمرها التي عدت الخمسون وقالت
-الله يرحمه كل حاجة فيه كانت حلوة مش بس عنيه …..كان حنين وطيب القلب ...انا بحمد ربنا كل يوم إنك ورثت منه كل صفاته الجميلة.
ربت تيام علي يد والدته قبل أن يرفعها ويقبلها ثم قال
-أنا النهاردة هتأخر مش عايزك تنتظريني على الغدا زي كل مرة وما تنسيش تاخدي علاجك….
-هتروح لعمك الشركة؟
سألت فريدة بإقرار ليرد عليها تيام
-ايوا هو كلمني امبارح وقالي إنه عايز يقابلني بس ما قالش تفاصيل...أنا هروح المكتب الأول وبعدها هروحله وبعدين هاخد سالي ونخرج سوا ...اصلي عازمها عالغدا.
ابتسمت فريدة بحنان ثم قالت
-طيب ياحبيبي ابقى سلملي عليها وقولها ما تزعلش مني عشان ما بزورهاش ...قولها غصب عني و إن ظروفي هي اللي منعاني وكمان أنا اتصلت عليها أكتر من مرة بس هي مردتش ..احتمال يكون التليفون ما كانش جنبها وقت ما اتصلت عليها.
صمت تيام قليلاً يفكر في كلام والدته وبالأخص الجزء الخاص باتصالها بخطيبته وعدم ردها عليها ثم قال اخيراً
-حاضر هبلغها سلامك...و اكيد هي مش زعلانة منك لأنها أكيد مقدرة ظروفك ومتفهمة الوضع….أنا همشي دلوقتي ...تحبي اجبلك حاجة معايا وانا راجع؟
-لا ياحبيبي ...خلي بالك من نفسك وسوق علي مهلك..
-حاضر ياأمي
قالها تيام قبل أن ينهض مودعاً والدته بقبلة فوق رأسها لتُمطره بالعديد من الدعوات
قبل أن يغادر شقتهم الواسعة متجهاً نحو مكتبه والذي يبعد عن شقته تقريباً نصف ساعة بالسيارة.
*************
في عالم الأحلام إياك ولوم نفسك فهذا هو المكان الوحيد الذي مسموح لك فيه أن تتسلق الجبال وتموج البحار وتعبر المحيطات وتسابق السحاب وتطير مع الرياح وتتحدث بلغة السند وترتدي لباس الهند….وهي لم تحلم بأي مما سبق و إنما فقط تحلم و تتمني أن تعيش قصة حب كتلك التي تحياها صديقتها المقربة ….
-وهج..وهج….ايه يابنتي روحتي فين….
انتبهت وهج لنداء صديقتها التي كانت تحكي لها ربما للمرة العاشرة عن المفاجأة التي أعدها لها خطيبها بالأمس بمناسبة عيد مولدها والهدية التي قدمها لها والتي تعكس بريقها الآن علي وجهها بينما سيرين ترفع يدها وتحرك السوار الذهبي المطعم ببعض الماسات البنية في معصمها…
-ايه رأيك يا وهج ...جميل صح...
ابتسمت وهج وهزت رأسها مع قولها
-جميل جداً ربنا يخليكم لبعض...عاصم بيحبك أوي….
خفضت سيرين ذراعها والتقطت هاتفها الذكي من أمامها وعبثت في شاشته قبل أن تضعه أمام عين وهج لتريها الصور التي تم إلتقاطها لهم بالأمس ثم قالت بعد أن انتهت من عرض الصور عليها
-عقبالك يا وهج يارب ويبعتلك اللي يحبك زي عصومي.
وهل هناك أمل أن تجد من يحبها و يغدقها بكلمات الغزل كتلك التي تحكي عنها سيرين لها ...هي تدرك وتعلم أن ملامح وجهها جميلة كما قال لها والدها والعديد من المحيطين بها ولكنها تدرك أيضاً أن مواصفات جسدها ليس جاذب لأي رجل كـ (سيرين)مثلاً التي خُطبت لابن عمها والذي اعترف لها أنه كان يحبها منذ أن كانت طالبة بالمرحلة الثانوية…
سخرت وهج من نفسها وضحكت ضحكة بدت مرحة ل (سيرين)التي تنظر الآن في شاشة هاتفها الذكي وغالباً تعيد مشاهدة صور الأمس ثم قالت
-لا أنا الحاجات دي ما بفكرش فيها ….أنا أصلاً مش عايزة اتجوز...أنا هفضل مع بابا حبيبي، وبعدين أنا بفكر بالعقل أمور الحب والكلام الفارغ دا مش شاغل تفكيري خالص.
جعدت سيرين وجهها وقالت
-ليه بس يا(وهج) بتقولي كدة يارب ياحبيبتي يبعتلك اللي يقدرك دا كفاية روحك الحلوة….
-وجسمي المليان..
نطقت بها وهج سريعاً دون وعي لترد سيرين بابتسامة صافية ومحبة
-علي فكرة انتِ جميلة وجميلة جداً كمان، وجسمك بالريجيم وتنظيم وجباتك مش هيبقي مليان..انتِ اساساً مش محتاجة تنزلي من وزنك إلا كام كيلو زيادة وبعدها هتبقي صاروخ…
قالت سيرين كلمتها الأخيرة مع غمزة عين واشارة يد...
مطت وهج شفتيها وقالت بيأس
-حاولت يا(سيرين)كتير بس مافيش فايدة.
رفعت سيرين احدى حاجبيها وقالت بسخرية
-ريجيم اليوم اللي ما بيستمرش اكتر من كام ساعة يا(وهج)
عضت وهج علي شفتها السفلي وقد تورد وجهها خجلاً من صديقتها التي واجهتها بالحقيقة المُرة وقالت
-بابا ما بيوافقش إني اعمل ريجيم ... وكل ما أقرر أعمل ريجيم الاقيه عامل أكلة بحبها فاضعف واسمع كلامه واوقف الريجيم قبل ما يبدأ حتي...بيقولي إني كدة كيرفي ومش محتاجة ريجيم…
ضحكت سيرين بصوت عالي ثم قالت وهي تلملم كتبها وتنهض
-طيب يلا يا كيرفي عشان عندنا محاضرة والدكتور ما بيدخلش حد بعد ما يدخل..
زفرت وهج ومطت شفتيها قبل أن تنهض هي الأخرى وتتحرك مع صديقتها وداخلها يعزم علي بدء ريجيم من الآن...
********
ابتسامة لطيفة و إيماءة رأس خفيفة لكل من يقابله وهو في طريقه منذُ أن دلف إلي الشركة وحتى صعوده إلي الطابق الأخير مستخدماً المصعد الخاص برؤساء الأقسام والمديرين ….
تحرك تيام نحو مكتب رئيس مجلس الإدارة عامر الجيزاوي …(عمه) الذي يقدره ويحترمه بشدة بل ويعتبره بمثابة والده ….
وأمام باب مكتب عمه كانت تجلس سكرتيرة مكتبه والتي نهضت وأخبرته بتهذيب أن عمه بانتظاره
دقتين خفيفتين فوق باب المكتب عقبهم دخول تيام الذي استقبله عمه بابتسامة حنونة ودافئة ذكرته بوالده الغالي...
-مساء الخير يا عمي
قالها تيام وهو يمد ذراعه يسلم علي عمه الذي سحبه لحضنه مربتاً علي ظهره ليقبل تيام كتفه باجلال شديد قبل أن يبتعد ويقول..
-اخبارك ايه يا تيام ...عامل إيه يابني؟
-الحمد لله ياعمي أنا بخير... أخبار صحة حضرتك إيه؟
جعد عامر وجهه بغضب مزعوم وقال وهو يدفع تيام نحو الأريكة الجلدية التي تحتل أحد أركان المكتب الفخم والأنيق كي يجلسا فوقها.
-لو هامك أخبار صحتي بصحيح كنت سألت وجيت شركتك ولا هو لازم ابعتلك عشان تيجي شركتك يابني.
ابتسم تيام بخجل وقال مبرراً إنشغاله الفترة الأخيرة والتي فعلاً لم يقابل عمه فيها أو يهاتفه حتى
-اكيد إنت عارف ياعمي إنه غصب عني ...المكتب لسة في بدايته ولازم اركز فيه واديله كل وقتي عشان أحقق اللي اتمنيته.
هز عامر رأسه بيأس وقال بغضب حقيقي
-ما انت لو بس ما تنشفش دماغك ياتيام….ما اعرفش كان إيه بس لزوم المكتب ده وشركتك موجودة ولا انت ما بتعتبرش إن شركة عمك هي شركتك وبتعمل فرق ما بينا …أنا يابني صحتي ما بقتش زي الأول و محتاجك معايا هنا في الشركة…وبعدين كلها كام شهر و سالي تتخرج من الجامعة و تتجوزوا ووقتها انا هسيبلكم الشركة تديروها وارتاح انا بقي…
صمت تيام قليلاً ف عمه لم يكف عن تأنيبه بسبب رغبته في أن يكون له عمله الخاص والذي جاء بعد أن اتفق مع أحد أصدقائه المقربين بل صديقه الوحيد وانشأوا مكتب هندسي صغير منذُ عامين فقط.
-ربنا يديك الصحة يا عمي وتفضل الشركة اسمها عالي باسمك...بس انت عارف إن المكتب الهندسي دا كان حلمي من وانا لسة بدرس في كلية الهندسة...انا حابب إني اعتمد علي نفسي في بداية مشواري العملي واكافح واصنع اسمي بنفسي مش علي اسم حد غيري كافح وتعب لحد ما وصل لمكانته.
تنهد عامر وقال
-انا حد برضوا يا تيام ربنا يسامحك يا بني ...دماغك ناشفة زي أبوك الله يرحمه…..علي العموم ربنا يوفقك واكيد نجاحك هيكون فخر ليا.
ضغط عامر علي زر بجواره وقال
-الكلام أخدنا ونسيت أسألك تشرب ايه يا تيام؟
ضحك تيام بخفوت وقال
-قهوة مضبوطة..
أومأ عامر برأسه ليخبر السكرتيرة التي دلفت لتوها بأن تحضر فنجانين من القهوة أحدهم سادة والآخر مضبوط كما يفضلها تيام.
ربت عامر علي فخذ تيام وسأله بود
-اخبار الحاجة فريدة ايه...
لمعت عين تيام عندما ذكر اسم والدته وقال
-بخير الحمد لله
ابتسم عامر وهز رأسه وهو يقول
- والله وحشني شرب القهوة من إيدها...تعرف إن والدك الله يرحمه وقع في هوى والدتك بسبب فنجان قهوة؟!
أومأ تيام بابتسامة نضحت من عينيه وهو يتذكر ما قصه عليه والده من قبل وكذلك والدته والآن عمه ثم قال
-للأسف دلوقتي بقي صعب إنها تعمل قهوة أو تدخل المطبخ حتى.
أومأ عامر بحزن حقيقي وتنهد بألم قبل أن يقول
-ربنا يطول في عمرها ويخليهالك
صمت عامر لوهلة قبل أن يتابع
-أنا النهاردة بعتلك عشان..(صمت عامر ومد ذراعه وتناول ملف من فوق الطاولة أمامه قد جلبه سابقاً وناوله لـ تيام الذي أخذه وتساءل بعينيه ليتابع عامر)
-دا مشروع إنشاء مجمع خيري بتاع صديق ليا عايز ينفذه بسرعة كصدقة جارية علي روح مراته وبصراحة أنا قولتلوا مافيش غير باشمهندس تيام هو اللي يقدر ينفذه بسرعة وجودة كمان...وقبل ما تقول كلامك بتاع كل مرة... المرة دي انا مصر إني أساعدك وإن المشروع دا مكتبك هو اللي هينفذه وما تنساش انك ابن أخويا وقريب جداً هتبقي جوز بنتي يعني واجبي إني اساعدك.
صمت تيام قليلاً وهو ينظر إلى الملف القابع بيده ثم قال
- بس ياعمي انت عارف رأيي في…..
قاطعه عامر قائلا بحزم
-ولد يا تيام أوعى تكون فاكر إني عشان سايبك براحتك إنك هتقدر تمشي كلامك عليا ولا عشان بقي عندك 25 سنة خلاص عمك ما بقاش له كلام عليك….من بكرة تبدأ في تنفيذ المشروع مفهوم...ومش عايز أي كلام تاني...
-العفو يا عمي حضرتك بس بتقول ايه...أكيد أنا ما اقصدش كدة بس أنا زي ما قولتلك أنا عايز أزرع اسمي في عالم المعمار بنفسي من غير أي وسطه….
لمعت عين عامر بفخر بابن أخوه والذي يعتبره ولده الذي لم ينجبه ثم قال وهو يربت على كتفه القريب
-أنا فخور بك يا تيام وواثق إنك بكرة هتكون أكبر مهندس في مصر كلها.
ابتسم تيام لـ عمه بامتنان وحب قبل أن يخفض رأسه ينظر في الملف بشكل عابر...
-هتبدأ إمتي في تجهيز شقتك إنت وسالي...عايز أفرح بيكم بقي…
قال عامر ليبتلع تيام ريقه قبل أن يرفع رأسه ينظر ل عمه ولكن قبل أن يرد كان باب المكتب يُفتح لتطل عليهم سالي والتي رؤيتها جعلت عيني تيام التي تلونت بلون الدم تتسع وكذلك نفرت عروق رقبته لتتبدل ملامح سالي وقد أدركت أنه كان يجب عليها أن تستمع لكلام والدتها…
يتبع……...
بانتظار ارائكم❤️❤️❤️

روابط الفصول

الفصل الأول .. اعلاه
الفصول 2، 3، 4، 5 .. بالأسفل

الفصل 6 الأخير

رابط التحميل
https://www.mediafire.com/file/jklyn...�يم.pdf/file




noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 24-11-20 الساعة 11:32 AM
فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 11-11-20, 12:36 AM   #2

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

#وهج

*الفصل الثاني*
____________

هي فتاة أخذت من الدلال ما جعلها تسير خلف كل ما هو جديد غافلة عن الحقيقة التي تقول ...ليس كل ما يلمع ذهب ولا ما يبرق ماس…..
-خلاص بقي يا تيام أنا أعتذرتلك أكتر من مرة من وقت ما خرجنا من الشركة، بالرغم من إحراجك ليا قدام بابي، وكمان سحبتني من دراعي وراك و ما اهتمتش بشكلي هيكون إزاي قدام الموظفين في الشركة.
قالت سالي وهي تنظر جانباً لـ (تيام) الذي كان ينظر للطريق أمامه وهو يقود السيارة بينما يديه تكاد تعتصر مقود السيارة...
زفرت سالي عندما التزم تيام الصمت المخيف لتتابع قائلة
-علي فكرة بقي انا لبست الفستان دا مخصوص عشانك...عايزة اكون حلوة فى عينيك وعلى فكرة كمان انا كنت لابسة فوفه جاكيت بس قلعته قبل ما ادخل المكتب ولو مش مصدق تقدر تسأل مدام عليا سكرتيرة مكتب بابي….دا حتي الجاكيت لسة عندها….انت مادتنيش فرصة إني اخده وانت ساحبني وراك زي ال….
عض تيام علي شفته السفلي محاولاً التحكم في إنفعاله إلا أنه بمجرد أن التفت لها وعينيه وقعت علي ساقيها العارية كما ذراعيها ومقدمة صدرها حتى أنفجر فيها هادراً
-كام مرة يا سالي طلبت منك إنك تخلي بالك من لبسك...ممكن تفهميني ايه اللي انتِ لابساه ده وايه الألوان اللي حطاها علي وشك دي كمان….لا والمصيبة إنك كنتي كدة في الجامعة.
ومع آخر جملة ضرب تيام بشدة على مقود السيارة لتنتفض سالي التي ابتلعت ريقها وهي لأول مرة تري تيام هائج بهذا الشكل لتقول بتلعثم
-تيام صدقني...أنا...أنا لبست كدة عشانك...عشان تشوفني حلوة..
اغمض تيام عينيه لوهلة ثم فتحهما وقد أوقف السيارة جانباً
-ومين قالك إني مش شايفك حلوة يا سالي من غير اللبس العريان دا...ثم إنك فاهمة عشاني غلط….عشاني دي تكون في بيتنا إن شاء الله ياسالي...إنت دلوقتي لابسة للجميع مش عشاني خالص...وأنا مستحيل أوافق إن البنت اللي هرتبط بيها وتشيل اسمي تلبس عريان أو تحط الألوان دي علي وشها...اسالي مش عايز انبهك تاني علي لبسك….لان صدقيني المرة الجاية مش هقدر اضمنلك اللي هيحصل.
رطبت سالي شفتيها بطرف لسانها ثم همست بصوت ابح
-أوعدك هخلى بالي بعد كدة بس متزعلش مني يا تيام ...أنا من وقت ما كلمتنى امبارح و عزمتني ع الغدا وأنا مش مصدقة نفسي وخاصة إنك نستني في الفترة الأخيرة …
و لثواني ظل تيام ينظر لـ سالي قبل أن يسألها بتأكيد
-وعد ياسالي…
-وعد ياحبيبي….
لحظات مرت وكلاً منهما ينظر في عيني الآخر بصمت قبل أن تسأل سالي بمرح
-هتغديني فين بقي
هز تيام رأسه بيأس قبل أن يقول وعينيه تدور عليها
-للأسف باللبس دا مش هقدر أخدك أي مكان...إيه رأيك لو تغدينا مع ماما النهاردة….هي حتى كانت موصياني إني أوصلك سلامها وإنك وحشتيها….وبالمرة تقوليلي رأيك في التعديلات اللي ناوي اعملها في الشقة إن شاء الله عشان ابدأ في التنفيذ
رفعت سالي يدها و بأناملها دست بعض خصلات شعرها المنفلتة من تسريحة شعرها الأنيقة وقالت
-خليها لوقت تاني ياحبيبي انا عايزة اكون معاك لوحدنا...
صمتت سالي قليلاً ثم تابعت
- وبعدين يا تيام انا قولتلك إني عايزة شقة لوحدي...
عقد تيام حاجبيه وقال باستنكار
-بس انا مش هقدر أعيش بعيد عن ماما...انتِ عارفة ظروفها كويس ياسالي...صعب جداً بل مستحيل إني أسيبها لوحدها...
سحبت سالي نفس طويل قبل أن تزفره بهدوء، وقد جاءت المواجهة باكراً عن ما تمنت وقالت
-انا كمان من حقي يكون ليا بيت افرشه علي ذوقي، وبعدين مامتك مش لوحدها معاها الست اللي بتشتغل عندكم وممكن أخلي مامي تشوفلها ممرضة كمان...
-اها انت قولتي بنفسك الست اللي بتشتغل عندها يعني مش من دمها...مش ابنها ولا بنتها اللي المفروض تكون انتِ….ثم إن الست اللي بتشتغل عندنا بتمشي بالليل قوليلي لو حصل بقي لماما حاجة بالليل لا قدر الله مين هيكون معاها لو انا وافقتك علي إني اعيش بعيد عنها وانا مستحيل أوافق على كدة من الأساس ...
-منا قولتلك يا تيام مامي ممكن تشوف ممرضة مقيمة تبات معاها في شقتها..
هز تيام رأسه برفض وقال
- انا مستحيل اكون مطمن وأمي بعيد عني حتى لو معاها ممرضة زي ما انت بتقولي...انا كانت فاكر ياسالي إنك بتحبي أمي أكتر من كدة وبتخافي عليها بس يظهر إني كنت فاهم غلط...
اشاحت سالي بوجهها للناحية الآخري وزفرت بغضب قبل أن تلتفت له ثانية وقالت
-تيام انت عارف إني بحب مامتك بس دا مش معناه إني اكون ممرضة لها اعتقد الدور ده له ناس بيشتغلوه وبياخدوا فلوس مقابله و أنا ممكن أدفعها...
اتسعت عين تيام باستنكار رهيب وهز رأسه بغضب عارم، غير مصدقاً لمَ نطقت به سالي قبل أن يسحب نفس طويل ويلتفت ناظراً للطريق أمامه مع تحريك محرك السيارة
-هنروح فين
سألت سالي ليرد تيام باقتضاب
-هروحك البيت..
و بعد نصف ساعة من الصمت الذي خيم على السيارة كانت سالي تنزل من جوار تيام أمام فيلا والدها الصغيرة ولأول مرة لم ينزل تيام من السيارة ولم يودعها بابتسامته الرائعة كما اعتادت، وبمجرد أن ترجلت سالي من السيارة كان تيام ينطلق بسيارته مُحدثا صوتا عالياً...بينما وقفت سالي تنظر في اثره بغيظ شديد قبل أن تستدير وتتحرك نحو الداخل أمام نظرات والدتها التي كانت تقف فى شرفة غرفتها بالأعلى والتي لم تكن راضية ابدا على أفعال ابنتها المدللة…
***************** ***************
(يوم تلات تلات بنات ندهوني)
(ع البساط بصات يا ناس عجبوني)
(قعدة وانبساط غدا وعزموني فتفتوا الفتافيت وفتنوني)
(شكلها مؤامره أعشق السمرا)
(ولا اعشق البيضا ام الخدود حمرا)
تقف في المطبخ تدندن مع اللحن المنطلق من المذياع خلفها قبل أن تمط شفتيها وتحدث نفسها بينما يديها تعمل علي تقطيع الطماطم لقطع صغيرة من أجل إعداد طبق كبير من السلطة تمهيداً للحمية الغذائية التي انتوتها اليوم
"ياتري البساط دا كان عليه الكيرفي….امال الهضبة ما جبش سيرتهم ليه ولا يمكن ما اخدش باله"
(الحياة حلوة ويا ام روح حلوة كلهم حلوين جننوني)
"ايوا اهم حاجة الروح الحلوة"
قالت وهج لنفسها وهي تتابع ترديد الكلمات مع الهضبة وتتحرك في المطبخ الصغير تتابع تجهيز طعام الغداء...
رصت وهج اطباق الطعام فوق الطاولة وجلست با نتظار والدها الذي عاد من عمله منذُ قليل وذهب ليبدل ملابسه ويصلي العصر….
نظرت وهج لصينية البطاطس التي أعدتها كما تحبها وتعشقها و قالت لنفسها
"لا أنا مش هضعف أنا خلاص نويت وعزمت بكل إرادة صلبة قوية على عمل ريجيم من النهاردة"
دلف يوسف إلي المطبخ ليجد وهج تُحدث نفسها ليرفع حاجبيه وقد فهم ما انتوته وهج فحالة التحدث مع النفس تنتابها فقط عندما تقرر عمل حمية غذائية والذي سيثنيها عنها فوراً فهو لن يحتمل أن تحرم وهجه نفسها من الطعام كما أنها جميلة هكذا ولا تحتاج لانقاص وزنها كما تعتقد...
-بتكلمي نفسك ليه يا وهج ...غلط على صحتك النفسية على فكرة..
انتبهت وهج علي صوت والدها لترفع رأسها تنظر نحوه وهو يتحرك حتى جلس مقابلها وتابع
-الأكل ريحته جميلة...تسلم ايدك يا وهج الشمس...
ابتسمت وهج بخجل وقالت
-بالهنا يا بابا..
مد يوسف يده وبدأ في تناول الطعام أما وهج فكانت تأكل فقط من طبق السلطة الكبير الذي أعدته خصيصاً للعزيمة الصلبة…
-ما قولتليش عملتي إيه النهاردة في الجامعة؟
سأل يوسف لترد عليه وهج بعد أن ابتلعت طعامها
-النهاردة كان اخر يوم في المحاضرات مش هروح تاني إلا على الإمتحانات إن شاء الله بعد أسبوعين .
هز يوسف رأسه قبل أن يتناول كوب الماء من أمامه وارتشف القليل منه ثم قال
-يعني هرتاح أسبوعين من موضوع إني أصحيكي وكمان مش هتأخر علي شغلي...دا أحلي خبر والله...
اتسعت عيني وهج وزمت شفتيها بغضب طفولي قبل أن تضع ملعقة السلطة في فمها بينما تابع يوسف
-عايزك تشدي حيلك الأسبوعين دول في المذاكرة عشان تتخرجي بتقدير عالي..
هزت وهج رأسها مؤكدة كلام والدها والذي تابع بمكر سائلاً
-هو انت عاملة ريجيم أصلي شايفك ما بتأكليش غير السلطة.
أومأت وهج برأسها وهي تمط شفتيها بعد تنهيدة يائسة ليتابع والدها.
-عايزك تركزي في المذاكرة يا وهج الأسبوعين دول مالكيش دعوة بشغل البيت أنا لما أرجع من الشغل هعمله ...أصل الفترة اللي قبل الإمتحانات دي بتكون عايزة تركيز ومجهود مضاعف..
-إن شاء الله هكون عند حسن ظنك يا بابا وهتخرج بتقدير عالي كمان ما تقلقش خالص.
ابتسم يوسف وقال بلا مبالاة مصطنعة وهو يتابع تناول طعامه
-بس الريجيم هيخليكي ما تعرفيش تركزي أصله بيعمل هبوط جامد..
انتبهت وهج وضيقت عينيها ليتابع يوسف
- ممكن تبدئي ريجيم بعد الإمتحانات بيتهيألي يكون أفضل ولا أنتِ رأيك ايه؟!
وبدون وعي هزت وهج رأسها بموافقة والدها والذي قال
- تأكلي بقي دلوقتي من صينية البطاطس اللي بتحبيها عشان تعرفي تذاكري وتستعدي للامتحانات كويس كمان اسبوعين وبعدها تبقي تعملي ريجيم بالرغم إني شايفك مش محتاجاه….
وللحظتين صمتت وهج وهي تعيد كلمات والدها في رأسها والذي لاقي صدر رحب في قلبها قبل أن تلعق شفتيها في منظر كوميدي لتبدأ في تناول الطعام وها هو انتهي الريجيم الذي لم يستمر هذه المرة سوى سويعات قليلة ..
***********
بعد ثلاثة أشهر
هي سيدة غزلت من الحب بساطاً اتسع لكل من حولها فماذا لو كان ولدُها؟!

تمشي في الرواق الطويل والذي ينتهي بغرفة ولدها تتحسس الأرض المصقولة تحتها بعصاها العاجية الأنيقة حتى وصلت أمام الغرفة ورفعت يدها تطرق فوق بابها الخشبي السميك ليفتح الباب بعد طرقتين ويظهر من خلفه تيام الذي ظهر علي وجهه علامات القلق وسأل سريعاً وعينيه تدور على وجه والدته بخوف وقلق
-ماما!! في إيه ..انتِ تعبانة؟….طب ما بعتيش ليا ليه؟
ابتسامة دافئة ارتسمت فوق وجه فريدة وهي ترفع كفها تتحسس وجه ولدها قبل أن تقول
-ما تقلقش يا حبيبي أنا كويسة ومش تعبانة...أنا بس عايزة أتكلم معاك شوية..
تنهد تيام بارتياح قبل أن يلتقط يد والدته ويسحبها لداخل غرفته ثم أجلسها فوق المقعد القريب وجلس هو علي آخر مجاور له وقال
-ما اتصلتيش عليا ليه وانا كنت جيت لحد عندك ياأمي.
ربتت فريدة علي يد تيام والتي مازالت تحتضن كفها وقالت
-حبيت أجي اوضتك أصلها وحشتني...من زمان ما دخلتهاش..ياتري لسة مترتبة زي ما كانت ولا أنت غيرت فيها؟
رفع تيام يد والدته وقبلها قبل أن يقول
-الأوضة نورت بوجودك ياأمي ...وانا ما غيرتش أي حاجة فيها لسة بترتيب أيدك.
ضحكت فريدة وقالت بمغزي معين
-عقبال ما سالي ترتب أوضة ولادكم في شقتكم الخاصة إن شاء الله يا حبيبي.
قطب تيام حاجبيه وقد فهم سبب مجئ والدته الحقيقي ثم قال
-شقة إيه ياأمي ..أنا مش هسيبك….اعتقد الشقة واسعة ومكانها محدش لاقيه يبقي اسيبها ليه واشوف غيرها؟!
تنهدت فريدة بحزن وقالت كاشفة عن إحساسها
-أوعي تكون يا تيام فاكر إني عشان اتعميت وما بقتش أقدر أشوفك بعيني إني مش حاسة بيك...لا ياحبيبي أنا حاسة بيك أوي لأني شايفاك بقلبي اللي عمره ما يكدب...عارف ليه؟... لأنه قلب الأم ياحبيبي اللي شافاك قبل العين...إنت من فترة متغير...في حاجة مضايقاك وكمان ما بقتش بتتكلم عن سالي و……
-سالي كلمتك...صح ياأمي؟
هتف تيام مقاطعاً والدته والتي صمتت لوهلة قبل أن تُجيبه
-انا اللي كلمتها يا تيام والبنت كانت زعلانة بسبب عدم سؤالك عنها وخصامك لها
-وياتري بقي قالتلك سبب زعلي وخصامي؟؟؟؟
سأل تيام بسخرية لترد والدته بعد أن تنهدت
-سالي لسة صغيرة يا حبيبي وعايزة تفرح ببيت خاص بيها هي اللي تفرشه على ذوقها….فرحها يا حبيبي وافرح إنت كمان وبلاش تكسر فرحتكم بسببي...أنا مش عايزة أكون أنا العائق عشان وقتها أن هزعل بجد...هاتلها شقة وما تزعلهاش وما تخافش عليا أنا معايا كوثر طول النهار وبالليل أنا مش محتاجة حد(ضحكت بخفوت)أنا أساساً بدخل السرير بالليل أغمض عيني..ولما بفتحها بالاقي النهار طلع و كوثر معايا...
عض تيام على شفته السفلى بغضب وزفر قبل أن يقول
-مين قالك ياأمي إني هكون فرحان وأنا بعيد عنك … صعب ...صعب ياأمي إني أحقق رغبة سالي….صدقيني صعب
صمت تيام قليلاً ثم تابع
-قوليلي يا أمي لو لا قدر الله جتلك نوبة السكر بالليل وأنا بعيد عنك إيه اللي هيحصل وقتها، وبعدين يا أمي أنا وعدتها إني هعدل في ديكور الشقة و أعملها جناح خاص بيها يوفرلها الخصوصية وتبقي تفرشه زي ما تحب.
وللحظة صمتت فريدة قبل ان تقول
-طيب انا عندي فكرة ...إيه رأيك لو شوفت شقة تكون قريبة من هنا ….ساعتها سالي هَتفرح وانت كمان مش هتكون قلقان عليا….
مشط تيام خصلات شعره بانامله وقد عاد لذلك اليوم القريب الذي دعاه عمه فيه لمكتبه بالشركة وتحدث معه بشأن ما حدث بينه وبين سالي طالباً منه حل الأمور بينهما ورغبته في عدم التدخل ثانية مُذكراً له أن سالي ابنة عمه الوحيد وبعد وفاته لن يكون لها سواه.
-حاضر ياأمي عشان خاطرك هفكر في حل بس برضوا بعيد إني أسيبك ……. انا عايزك تعرفي يا أمي إنك أهم شخص في حياتي وإنك فرحي وسعادتي ورضاك عليا أهم عندي من أي حد تاني في الدنيا دي كلها.
قال تيام ثم انحني مقبلاً ظاهر كفها لترفع فريدة يدها تمسح فوق خصلات شعره الكثيفة ثم قالت.
-ربنا ما يحرمني منك يا حبيبي يافرحة عمري ...طيب زي والدك الله يرحمه .
-الله يرحمه
رددها تيام قبل أن يقول
-بعد كدة لما تحتاجيني اتصلي عليا وأنا أجي لحد عندك...مش عايزك تتعبي نفسك تاني
ابتسمت فريدة ونهضت ثم قالت
-تصبح علي خير يا حبيبي وعشان خاطري فكر في كلامي وصالح سالي هي بتحبك صدقني بس عمك الله يسامحه دلعها حبتين زيادة….
"حبتين بس"
رددها تيام بداخله ساخراً قبل أن ينهض هو الآخر قبل أن يمسك يد والدته والتي لم يتركها إلا وهو يساعدها في الإستلقاء فوق فراشها ثم دثرها جيداً بالغطاء قبل أن يقبل جبينها ويتمني لها نوم هادئ وصباح سعيد...
اغلق تيام باب غرفة والدته وتحرك نحو غرفته التي توجد بالجانب الآخر من الشقة والتي في الواقع هي شقتين تم فتحهم علي بعضهما منذُ عدة سنوات طويلة لتصبح شقة واسعة…
دلف تيام لغرفته وتحرك نحو فراشه يستلقي عليه نصف جالس يفكر قليلاً في كلام والدته ليعلو صوت الهاتف بتلك النغمة التي خصصها لـ (سالي)....
تردد قليلاً حول فتح الإتصال والرد عليها إلا أنه أنهي تردده بقلب الهاتف علي وجهه فوق الكومود المجاور لفراشه ثم تمدد في فراشه واغمض عينيه واضع ذراعه فوق عينيه تارك التفكير في وضعه لصباح اليوم التالي.
*****************************
مساء اليوم التالي
وقفت جميلة تنظر لابنتها التي تتجهز للخروج وسألت
-تيام عنده خبر بخروجك دلوقتي عشان عيد ميلاد صحبتك.
التفتت سالي تنظر لوالدتها باستغراب وقالت
-وليه تيام يعرف؟! هو أنا لازم يعني كل ما اخرج أقوله وبعدين بابي عارف وموافق علي خروجي.
حركت جميلة رأسها باستياء وقالت
-تيام خطيبك و قريب هيكون جوزك يعني لازم تحترميه و تعرفيه إنك خارجة دلوقتي...يمكن كان يعرض عليكِ إنه يروح معاكِ
أصدرت سالي ضحكة خافتة وساخرة وقالت
-تيام يجي معايا حفلة عيد ميلاد….دا أكيد في الأحلام يا مامي...تيام مالوش في حفلات عيد الميلاد...أنا أكتر من مرة طلبت منه أنه يجي معايا حفلة عيد ميلاد واحد من صحباتي وكان بيرفض دا غير الكلام اللي كان بيقوله …
تنهدت جميلة واقتربت من سالي ورفعت يدها تربت على كتفها وقالت
-يا سالي أنا أمك واكتر واحدة في الكون دا كله بتحبك...تيام رجل صعب تلاقي زيه في الزمن ده...رجل يعتمد عليه مش زي شباب اليومين دول اللي واخدين الدنيا لعب وهزار ...حاولي تقربي منه اكتر وتفهميه وتسمعي كلامه....تيام الوحيد اللي هيقدر يحتويكِ ياسالي بكل عيوبك ويتحملك..
نظرت سالي في عين والدتها التي أكدت علي كلامها بغمضة عين إلا أن سالي قالت بنزق
-يعني انت عايزاني يامامي أوافق تيام علي إني ما افرحش زي أي بنت بشقة ليا لوحدي وإني أسكن في شقة قديمة وكمان ابقي ممرضة لمامته.
استغفرت جميلة في داخلها وقالت محاولة أن تُعقل ابنتها المدللة
-أنا متأكدة إن تيام عمره ما طلب منك أي حاجة خاصة بفريدة وما يصحش تقولي الكلام دا تاني ...أما بقي بخصوص الشقة فشقة فريدة واسعة جداً وبعدين تيام قالك إنه هيغير ديكور الشقة علي ذوقك وهيعملك جناح خاص ليكم...بلاش العناد ياسالي …
زفرت سالي وقالت بملامح مقلوبة
-مامي أنا ليه حاسة إنك بتحبي تيام أكتر مني وكإنه هو اللي ابنك مش أنا.
هزت جميلة رأسها بيأس وقالت
-أنا فعلاً بحب تيام وكإنه ابني بس مش أكتر منك….أنا بقولك كدة ياسالي عشان خايفة ل تيام يزهق وما يقدرش يكمل ووقتها انت اللي هتخسري صدقيني..
جعدت سالي جبينها وقالت بتعالي
-تيام يسيبني أنا ليه انت مش شايفة جمالي ...هو هيلاقي في جمالي فين...اكيد لا طبعاً يا مامي..
سحبت جميلة نفس طويل وزفرته محاولة أن تتحكم في أعصابها التي ثارت بسبب عناد ابنتها ثم قالت
-الجمال مش هو الأساس لنجاح العلاقة بين اتنين بيحاولوا يكونوا اسرة وبيت يا سالي ….بلاش تختبري صبر تيام اكتر من كدة….
نهضت سالي وتحركت نحو مرآة طاولة الزينة تعدل من مظهرها ثم قالت لوالدتها بعناد غبي
-لا الجمال هو الأساس...وتيام مستحيل يفكر إنه يسيبني ما تقلقيش يا مامي….أنا بكرة أخلي تيام ينفذ كل اللي أنا عايزاه.
تنهدت جميلة وقالت
-طيب اتصلي عليه وعرفيه إنك رايحة عيد ميلاد صحبتك
لوهلة تغضنت ملامح سالي وهي تتذكر اتصالها عليه بالأمس وعدم رده عليها ولا حتى معاودة الاتصال حتى الآن
-لا مش هتصل يا مامي وسلام عشان ما اتأخرش .
قالت سالي وهي تلوح بيدها في الهواء قبل أن تستدير خارجة من الغرفة أمام نظرات جميلة الغاضبة والتي حركت رأسها بقلة حيلة مع قولها لظهر ابنتها التي خرجت من باب الغرفة
-هتندمي ياسالي هتندمي….
انتهي الفصل الثاني
يتبع……..
بانتظار ارائكم

noor elhuda likes this.

فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 11-11-20, 12:53 AM   #3

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي


**الفصل الثالث**
___________
تتمايل في غرفتها على اللحن الصاخب الذي يخرج من مشغل الأغاني أمام مرآة طاولة الزينة
بينما خصلات شعرها اللامعة والذي تركته حراً يتمايل فوق كتفيها بدلال ، واخيراً بعد أكثر من نصف ساعة من الرقص المتواصل والذي تجيده بمهارة جلست وهج علي حافة فراشها بعد أن حلت الوشاح من حول وركيها ووضعت يدها على صدرها اللاهث لدقيقة قبل أن تستلقي ممدة فوق الفراش تنظر لسقف الغرفة وتلك الفكرة تدور في عقلها من جديد(العمل)... تريد أن تعمل لقد ملت الجلوس في المنزل بل والمصيبة الكبري أن شهيتها اصبحت مفتوحة وزاد وزنها بشكل ملحوظ لعينيها ...فقد أصبح لا يوجد أمامها سوى الطعام والجلوس أمام التلفاز الذي ملت منه هو الآخر.
اغمضت وهج عينيها تفكر قليلاً قبل أن تنهض من فوق فراشها وتحركت خارج غرفتها تنظر نحو والدها الذي كان يجلس في صالة الشقة يشاهد أحد البرامج الإخبارية.
وضعت وهج طرف أصبعها بين فكيها وقد لمعت فكرة برأسها لتتحرك نحو المطبخ تعد كوبين من عصير الموز باللبن والذي يحبه والدها.
بعد قليل خرجت وهج من المطبخ تحمل بين يديها صينية صغيرة استقر فوقها كوبين العصير والذي ما أن رآها والدها حتي اتسعت ابتسامته الحنونة وتناول الصينية منها يضعها على الطاولة أمامه وقال
-تسلم ايدك يا وهج الشمس .
ابتسمت وهج وقد ظهرت غمازتيها التي تزيد ملامحها وهجاً محبباً ثم قالت وهي تجلس بجوار والدها
-أنا لاقيتك مركز أوي مع برنامج الأستاذ وائل الابراشي فقلت ادلعك بقي واعملك العصير اللي بتحبه يا أ جمل بابا في الدنيا كلها...
رفع يوسف إحدي حاجبيه في تساؤل خفي لتمد وهج يدها تتناول كوب العصير وتناوله لوالدها الذي أخذه مع قولها
-دوق بقي وقولي رأيك فيه
ارتشف يوسف من الكوب رشفة ثم قال
-تسلم إيدك...زي ما بحبه…. سكر خفيف.
- إيه بقي اخر أخبار البلد
سألت وهج ليرتفع هذه المرة حاجبي يوسف حتي كادوا أن يلتصقون بمقدمة رأسه وسأل
-من إمتي وانتِ بتهتمي بالأخبار يا وهج ...مش غريبة دي؟!
ارتبكت وهج وخفضت وجهها ليتابع يوسف سائلاً
-من غير اسطوانات حنان واهتمام قوليلي عايزة ايه...عايزة فلوس... هتجيبي هدوم ليكي؟
-هدوم ! اعمل بيها إيه و اروح بيها فين؟ هو أنا بقيت أخرج من البيت
صمتت وهج مستنكرة ثم تابعت
-انا عايزة اشتغل...زهقت من قعدة البيت
ضحك يوسف بخفوت ثم قال بعد أن أنهي كوب العصير ووضعه أمامه فوق الطاولة
-انتِ ياوهج كنتي بتعذبيني عشان تصحي تروحي الجامعة ….عايزة تقوليلي إنك هتقدري تلتزمي بمواعيد الشغل؟…….بصراحة أنا ما بقاش عندي صحة يا بنتي إني كل يوم اتعذب و أنا بصحيكي.
مطت وهج شفتيها بطفولية ثم قالت بشقاوة
-أنا ما كنتش اعرف إني معذباك قوي كدة يابابا ياحبيبي وإنك شايل مني كدة
….قلبك ابيض بقي…
ضحك يوسف وهو يحرك رأسه بينما تابعت وهج
-المهم إنك موافق إني اشتغل لو صحيت من نفسي صح
أومأ يوسف برأسه موافقاً مع قوله
-لا ما عنديش مانع إذا كنتي هتصحي من نفسك من غير ما تعذبيني.
ضحكت وهج بانطلاق ثم نهضت تحتضن والدها قبل أن تطبع قبلة فوق خده الأيسر وقالت
-ربنا يخليك ليا يا اعظم بابا في الدنيا كلها
مسح يوسف فوق خصلات شعرها الناعمة ثم قال
-ويخليكي ليا يا أجمل بنت في الكون كله
عادت وهج تجلس بجوار والدها والذي قال
-يلا هاتيلنا فيلم كوميدي نشوفه عشان اسمع صوت ضحكك ياوهج حياتي…..
ابتسمت وهج وهي تتناول جهاز تحكم التلفاز لتنفذ ما طلبه والدها داعية من الله أن يديمه تاج فوق رأسها.
****************
بعد يومين وعلي نفس الأريكة جلست وهج بجوار والدها الذي كان يشاهد برنامجه الإخباري المفضل …
-بابا أنا لاقيت شغل
قالت وهج بفرحة لينظر لها والدها قبل أن يتناول جهاز التحكم ويخفض صوت التلفاز ثم سألها
-لقيتي شغل! لقيتي شغل فين بالسرعة دي؟
-سيرين صحبتي ..حضرتك عارفها خطيبها عنده مكتب هندسي ومحتاج سكرتيرة تساعده في شغل للمكتب.
-سكرتيرة!
رددها يوسف باستنكار رهيب قبل أن يهتف حازماً
-لا سكرتيرة لا يا وهج...مش موافق
صمت يوسف قليلاً ثم تابع
-انتِ عايزة بعد تعب اربع سنين جامعة وتقدير امتياز تشتغلي سكرتيرة ….انتِ اكيد حصل في عقلك حاجة يا وهج
-مالها بس وظيفة السكرتيرة يابابا هو حد لاقيها…الشباب دلوقتي مش لاقيين شغل اساساً
-لا برضوا يا وهج أنا مش موافق...أنا كلمت كام واحد معرفة ووعدوني إنهم يشوفولك شغل يناسب مؤهلك...مش عايز جدال يا وهج...خلاص انتهينا...
تأففت وهج بنزق وقالت محاولة اقناعه
-طيب يمشي معاك ياباب مديرة مكتب...صدقني سيرين قالتلي إني هكون مديرة المكتب..
-إنتِ بتستخفي بعقلي يا وهج هو في واحدة لسة متخرجة من كام شهر وما عندهاش خبرة في الشغل تشتغل مديرة مرة واحدة.
قال يوسف لترد عليه وهج
-ودا كان نفس الكلام اللي قولته لـ
(سيرين) بس هي شرحتلي الوضع ...المكتب الهندسي بتاع خطيبها لسه فاتحه من سنتين تقريباً ومافيش حد بيشتغل فيه بس في الكام شهر اللي فاتو جاله شغل كتير فاحتاج لحد يساعده في إدارة المكتب ويهتم بيه وهي رشحتني له بعد ما حكتلها عن رغبتي إني اشتغل...صدقني يابابا وممكن تسأل سيرين لو مش مصدقني….
سحب يوسف نفس طويل ثم زفره وفكر قليلاً قبل أن يقول
-لا يا وهج مش موافق….سيبيني أنا هشوفلك شغل ...انتهي الكلام يا وهج مش عايز كلام تاني في الموضوع دا...
زفرت وهج بغضب ونهضت باندفاع قبل أن تذم شفتيها وهي ترمي والدها بنظرة غاضبة ثم تحركت نحو غرفتها تغلق الباب خلفها، أما يوسف فقد استغفر فهو ابداً لم يعارض وهج في شئ ترغبه من قبل والأنكى وهو يرى ذلك الحماس في عينيها
******************
يجلس خلف مكتبه علامات الإرهاق بادية على ملامحه بوضوح لعين ذلك الجالس على المقعد المقابل له يتأمل شروده والذي يعرف سببه ولكنه لا يرغب في التدخل في حياته الشخصية…
تنهد عاصم زافراً بضيق قبل أن يتنحنح كي يخرجه من حالة صمته الشارد وقال

"بقالك فترة مش تمام….ملامحك بتقول إن في مشكلة كبيرة إنت واقع فيها ومش عارف توصل لحل لها ودي مش عادتك...احكيلي يا تيام يمكن أقدر أساعدك"
انتبه تيام على صوت عاصم وزفر مطولاً قبل أن يقول بإيجاز غني عن التوضيح
سالي….
لم يرد عاصم وبقي صامتاً ينظر لـ(تيام) ينتظر أن يتابع حديثه دون مقاطعة منه- ليسرد تيام له حديثه مع سالي وكذلك والدته وعجزه عن إيجاد حل لتلك المشكلة والتي حلها من المؤكد أن يغضب عمه منه..
واخيراً أنهي تيام حديثه بقوله
-سالي بعيدة عني جداً ياعاصم مفيش نقطة تلاقي ما بينا هي في مكان وأنا في مكان تاني خالص... مش قادرين نفهم بعض…..
صمت تيام قليلاً إلا أن عاصم لم ينطق وتركه يسترسل في حديثه
-أنا لما عمي طلب مني إني أخطب سالي ما انكرش إني فرحت،
سالي بنت جميلة وأي شاب في مكاني كان هيطير من السعادة لارتباطه بها بس في نفس الوقت كنت خايف بسبب دلع عمي لها عشان هي بنته الوحيدة ... كنت شايف فيها حاجات كتيرة برفضها بس رجعت وطمنت نفسي إني ممكن اغيرها(زفر تيام بيأس) بس بعد خطوبة سنتين للأسف اكتشف إني صعب أغير سالي ...قولي أعمل إيه يا عاصم؟...أنا مش عايز عمي يزعل ومش هقدر اسيب أمي تعيش لوحدها...دا ربنا بيقول في كتابه الكريم ( وَوَصَّيْنَا ٱلْإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيْهِ إِحْسَٰنًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُۥ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُۥ وَفِصَٰلُهُۥ ثَلَٰثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِىٓ أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِىٓ أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَٰلِحًا تَرْضَىٰهُ وَأَصْلِحْ لِى فِى ذُرِّيَّتِىٓ ۖ إِنِّى تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّى مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ)
…….مش معقولة يكون جزاء الست اللي تعبت وربت وسهرت إني اسيبها وهي مريضة ومحتاجاني حتي لو هي طلبت مني يا عاصم...صمت تيام يلتقط نفسه ثم تابع ثانية بتساؤل بائس….قولي أعمل إيه يا عاصم؟
تنهد عاصم شاعر بالعجز في إيجاد حل لصديقه وبعد صمت دام للحظات قال
-مشكلتك صعبة يا تيام بس أكيد لها حل وحلها في جملة واحدة عايزك تفكر فيها لما تكون لوحدك …..مفيش رجل بيتجوز ست عشان خايف من زعل حد حتي لو كان الـ (حد) دا عمه…..
حالة من الصمت عمت في المكان قبل أن يقول عاصم
-أنا همشي دلوقتي ...عندي ميعاد مع عميل مهم….احتمال كبير مش هرجع تاني النهاردة...ياريت بكرة اشوفك في حال احسن من كدة …
أومأ تيام برأسه لينهض عاصم والذي تذكر شيئاً ما قبل أن يغادر
-بخصوص موضوع السكرتيرة اللي اتفقنا عليه...انا خلاص لقيتها ….صديقة سيرين خطيبتي..بنت نقدر نعتمد عليها ونثق فيها ومعاها توصية من سيرين.
ابتسم تيام وهو يري عيني صديقه تلمع كلما أتى ذكر خطيبته وقال
-لا..طالما معاها توصية من انسة سيرين يبقي لازم نحطها في عينينا.
صمت تيام لوهلة قبل أن يتابع
-هنفرح بيكم امتى؟
تنحنح عاصم بخجل وقال
-إن شاء الله الفرح كمان شهر يوم(….)
اتسعت عيني تيام بمفاجأة ونهض من مكانه قبل أن يستدير حول مكتبه ويقترب من عاصم يحتضنه باخوة حقيقية ويربت علي ظهره مع قوله
-مبروك يا عاصم ...ألف مبروك ..كدة تداري عليا خبر حلو زي دا ...يعني كنت مستني لما اسألك ؟!
-احنا لسة امبارح بس محددين الميعاد وأكيد طبعاً كنت هقولك….عقبالك يا تيام
ابتسم تيام وقال
-إن شاء الله...علي كدة فكرة السكرتيرة جت في وقتها لأنك هتكون مشغول الفترة الجاية دا غير شهر العسل...اشكر لي انسة سيرين.
أومأ عاصم بابتسامة قبل أن يودع تيام و يغادر ببينما عاد تيام يجلس مكانه قبل أن يتناول هاتفه ويعبث في شاشته لتظهر أمامه صورة سالي
****************************
تجلس متربعة فوق الأريكة المقابلة للتلفاز تمسك بيدها الهاتف تلصقه على أُذنها وباليد الأخرى تتناول بعض المكسرات من الطبق الذي تضعه فوق ساقيها ثم دفعتها في فمها وقالت
-بابا ما وافقش يا سيرين ...أنا ذنبي إيه طيب؟!...
لترد عليها على الطرف الآخر سيرين بغضب
-إنتِ كدة هتحرجيني مع عاصم ياوهج ...أنا قولتلوا إنك موافقة ….دول كانوا هيعملو إعلان في الجرايد بس أنا قولتلوا بلاش عشانك
-دولا مين؟
سألت وهج لترد سيرين
-عاصم و شريكه في المكتب الهندسي.
هزت وهج رأسها وتناولت بعض المكسرات ثانية ثم قالت
-ما كنتش اعرف إن خطيبك له شريك تاني
زفرت سيرين وقالت بعصبية
-ودا يفرق معاكِ في ايه ياوهج...
-لا ما يفرقش بس صدقيني بابا رفض خالص وظيفة السكرتيرة وانا مقدرتش اقنعه، وكمان قالي إنه هيشوفلي وظيفة تناسبني...
-بس انتِ هتكوني مديرة المكتب مش سكرتيرة بالمعني المعروف يا وهج...
صمتت وهج تفكر في الموقف المحرج الذي وضعت صديقتها فيه واخيراً قالت
-اديني العنوان أنا هروح بكرة المكتب...يمكن هما اللي يرفضوني لما يشوفوني ...أصلي بشوف في الأفلام إن السكرتيرة لها مواصفات خاصة مش موجودة عندي خالص (صمتت لثواني ثم تابعت بمرح)أو عندي بس مبالغ فيها شويتين
زفرت سيرين بيأس وقالت
-انتِ مالكيش حل ومفيش فايدة فيكِ….هبعتلك العنوان في رسالة ...هقفل دلوقتي عاصم جه ...رايحين نشوف فرش الشقة….عقبالك يا وهج
أغلقت سيرين الاتصال بينما بقيت وهج تفكر قليلاً قبل أن تنهض من مكانها وتتحرك نحو المطبخ حتي تجهز طعام الغداء.
***************
علي طاولة العشاء والتي جمعت ثلاثتهم- جلست سالي تتناول قطعة لحم صغيرة في شوكتها ورفعتها على فمها وهي تنظر في عين تيام الذي تفاجأ بها اليوم تقف علي باب شقته وبابتسامة لطيفة قالت "أنا عازمة نفسي علي العشاء معاكم النهاردة انت وماما فريدة …عندك مانع" ليجد نفسه يبتسم ملئ فاه وهو يخبرها أنه بالتأكيد لا يوجد لديه مانع بل وسعيد جداً بمجيئها فقد اعتقد تيام أن خصامه لها الفترة الماضية قد جعلها تثني عن رغبتها في السكن في منزل منفرد بعيداً عن والدته وعطاه أمل في تغييرها كما يرغب.
-نورتِ البيت ياسالي….عاملة إيه ياحبيبتي
قلبت سالي الشوكة ووضعتها في الطبق أمامها قبل أن تتناول محرمة وتمسح فمها كإعلان عن إنتهاء عشائها وقالت بابتسامة غريبة لعيني ذلك الجالس يتابعها بتركيز دون أن يتناول أي من الطعام..
-البيت منور بوجودك يا ماما فريدة...أنا عارفة إني كنت مقصرة معاكِ الفترة اللي فاتت بس دا كان غصب عني عشان الدراسة والمذاكرة..
رفع تيام إحدي حاجبيه وهو يفكر عن أي دراسة وأي مذاكرة تتحدث سالي وقد تخرجت بتقدير مقبول….
ضحكت فريدة بخفوت وقالت
-أكيد أنا عارفة يا حبيبتي إن الدراسة هي اللي كانت شغلاكي ...الحمد لله إنك خلصتي...بس مش هتلحقي ترتاحي عشان هتنشغلي تاني بتجهيز بيتك ...عايزين نفرح بيكم بقي ولا إيه يا تيام.
نظرة سريعة رمتها سالي لـ(تيام)قبل أن تخفض رأسها خجلاً ليزداد اندهاش تيام والذي لم يعتاد هذا الخجل من سالي و قال
-إن شاء الله يا أمي...بكرة كلنا نفرح
-الحمد لله
قالتها فريدة وهي تنهي طعامها قبل أن تنهض ليقف تيام يساعدها حتي جلست فوق الأريكة وقالت هامسة في أذنه بعد أن سحبته لها كي ينحني
-شُفت البنت بتحبك إزاي وجت عشان تصالحك، صدقتني…ما تزعلهاش تاني وتكسر بخاطرها يا تيام..
ربت تيام بحنان علي كتف والدته ثم قَبل رأسها قبل أن يعتدل واقفاً لتأتي عينيه في عيني سالي الشبيهة بعينيه تماماً
-بعد إذنك يا أمي هاخد سالي عشان أشرحلها التعديلات اللي ناوي اعملها في الشقة عشانا…
-اتفضل يا حبيبي...ربنا يبعد عنكم العين يارب ياحبيبي
بعد لحظات كانت سالي تقف بغرفة نوم تيام الذي كان يشرح بيديه لها كيف سيفتح الغرفتين المجاورتين لغرفته والحمام علي تلك الغرفة لتصبح غرفة النوم كبيرة وملحق بها حمام كما سيوجد غرفة للاستقبال بالخارج..
-ها إيه رأيك بقى...صدقتيني لما قولتلك إن هيكون ليكي مكانك الخاص واللي هتفرشيه على ذوقك.
-بحبك يا تيام ...
همست سالي بصوت به من الإغراء ما جعل تيام يرتبك قليلاً لتتابع سالي بنفس الصوت
-وحشتني
وعندما لم يرد تيام اقتربت سالي منه وسألت
-ساكت ليه؟مش عايز تقولي حاجة...إنت لسة زعلان مني؟
وللحظات ظل تيام يتأمل ملامحها...هي جميلة لا ينكر ولكن هناك شئ يجعل قلبه خائف دائماً وغير قادر علي الاستسلام
-وانتِ كمان وحشتيني يا سالي...
-بس؟...وحشتك بس؟!
قاطعته سالي ليبتعد تيام ويسألها متجاهل سؤالها
-ما قولتليش رأيك إيه في التعديلات اللي هعملها عشانا
صمتت سالي قليلاً وقد تغضنت ملامحها وهي تلاحظ تهربه من قوله أنه يحبها كما تقولها هي دائماً والتي كانت تستشعر تأثيرها عليه من قبل
-حلوة….
قالت سالي ليرد عليها تيام سائلاً
-يعني خلاص مش هتقولي تاني إنك عايزة شقة والكلام اللي بيزعلني دا تاني؟
رصبت سالي شفتيها ثم قالت
-ايوا موافقة علي التعديلات
انفرجت ملامح تيام وابتسامة سعيدة شملت كل وجهه ولكن سرعان ما اختفت عندما تابعت سالي
-بس دا مايمنعش يا حبيبي وجود شقة مستقلة... افرشها بنفسي وعلى ذوقي.
-وإيه لزوم الشقة واحنا مش هنسكن فيها؟!
سأل تيام مستفهماً باستغراب لترد سالي
-مين قال إن احنا مش هنسكن فيها ...أكيد طبعاً هنسكن فيها، وبعد الجواز أوعدك إننا ممكن نبقي نيجي نقضي هنا كام يوم في الشهر مع ماما فريدة ووقت ما تحب كمان إنك تبات هنا من غيري أنا مش همنعك.
-ودا يكون اسمه جواز؟
سأل تيام بتهكم لتزفر سالي وتقول
-أنا بحاول أقرب منك يا تيام بس انت للاسف متعنت برأيك وبس...أنا جيت لحد عندك النهاردة ومعايا حل لمشكلتنا بس إنتِ اللي مش عندك استعداد انك تسمع لحد غير نفسك وبس.
-حل! هو فين الحل دا يا سالي؟….أنا عمري ما كنت متعنت يا سالي ...أنا واضح معاكِ وقولتلك من البداية إني مستحيل اسيب والدتي تعيش لوحدها بسبب ظروف مرضها ...يعني ما كذبتش عليكِ ولا غيرت كلامي.
هزت سالي رأسها قبل أن ترمي تيام بنظرة غاضبة و غادرت الغرفة بل الشقة كلها أما تيام فقد ضحك بسخرية علي نفسه ومن اعتقاده أن سالي الجيزاوي يمكن أن تتغير.
**********************
قد يصيب العجز العقول إلا أنه أبداً لا يصيب القلوب التي تهوي وتعشق...فلما هو يشعر بالعجز في كليهما في عقله وقلبه…
عاجز عن تحليل علاقته ب سالي والتي لم يتحدث معها منذُ كانت في بيتهم وهي لم تحاول التحدث معه والحقيقة أنه سعيد لذلك، فهو لا يرغب في التحدث معها قبل الوصول لقرار يرضي الجميع …
وبينما تيام شارد في تفكيره دفع عاصم باب المكتب الذي لم يكن مغلق بشكل كامل وقال بينما يرتدي سترة بدلته الرمادية بعجلة من أمره
-تيام أنا مضطر امشي دلوقتي وللاسف مش هقدر ارجع المكتب تاني النهاردة….الورشة اتصلت وبلغتني إنهم بعتوا الفرش عالشقة دلوقتي ...أنا عارف إني محملك الشغل اليومين دول بس نردهالك إن شاء الله قريباً…..
ابتسم تيام وقال بصوت مبتهج ومرح
-ماشي يا عريس بس خليك فاكر أوعي وقتها تنسي
-لا مش هنسي...السلام عليكم
قال عاصم قبل أن يستدير ويتحرك مغادراً إلا أنه عاد ثانية وقال
-كويس إني افتكرت...البنت صاحبة سيرين ...السكرتيرة اللي كلمتك عنها هتيجي عالساعة عشرة ...مش عايز أوصيك بقي يا تيام دي معاها توصية من سيرين بذات نفسها..
-ودا بقي اسمه خوف ولا….
-حب.. تسميه حب يا تيام
قال عاصم مقاطعاً ليبتسم تيام متمنياً لهم السعادة ليغادر عاصم بينما نظر تيام في ساعة معصمه قبل أن يرخي ظهره علي ظهر مقعده ينتظر تلك التي ستأتي بعد نصف ساعة تقريباً
انتهي الفصل الثالث
يتبع…...


فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 11-11-20, 01:00 AM   #4

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي


**الفصل الرابع**
___________
هي فتاة لم يعرف المكر طريقها ودائماً ما كانت البراءة تاج رأسها
تقف أمام المرآة تنظر لهيئتها بذلك الفستان الأزرق ذو النقوش البيضاء الصغيرة والذي يصل لـ كاحليها يكاد يلامس الأرض، و بأكمام طويلة - أما شعرها فقد ربطته في ربطة أنيقة، ووجهها كان خالي من أي زينة فقط كحل عينيها….
سحبت وهج نفس ثم زفرته بغضب من نفسها فهي لأول مرة في حياتها تكذب علي والدها وتخون ثقته التي دائماً ما منحها إياها، ولكن ماذا تفعل مع صديقتها الغاضبة وقد وضعتها في هذا الموقف الحرج….لقد أخبرت والدها بالأمس عن ذهابها مع سيرين لشراء بعض الأغراض الخاصة بالزفاف حتى أنه أعطاها بعض النقود حتي تشتري فستان مناسب لها كي تحضر به زفاف صديقتها…
اغمضت وهج عينيها لوهلة قبل أن تفتحهما وتستدير تحمل حقيبة يدها ثم غادرت غرفتها متوجهة نحو الخارج….
وبعد ساعة تقريباً كانت وهج تقف أمام العنوان الذي أرسلته لها سيرين …
سحبت وهج نفس طويل قبل أن تدخل من باب المكتب المفتوح والخالي من أي شخص أمامها...تلفتت وهج حولها ولكنها لم تجد أي أحد يمكن أن تسأله أو تستعلم منه عن صاحب المكان…
وللحظات بقيت وهج ثابتة في مكانها في صالة الشقة أو المكتب الهندسي والتي تحتوي علي مكتب صغير فارغ قد استنتجت أنه سيكون مكتب السكرتيرة بينما انتشر في المكان بعض المقاعد الجلدية السوداء الأنيقة والتي تليق بمكتب هندسي بالتأكيد...
دارت عيني وهج علي الأبواب المغلقة أمامها ماعدا ذلك الباب المفتوح لتتحرك بخطوات حذرة نحوه حتي وقفت أمامه لتتسع عيناها وهي ترى ذلك النائم خلف مكتبه يسند رأسه علي ظهر المقعد الطويل خلفه…
ابتلعت وهج ريقها، وبعد تردد دام للحظتين رغبت فيهم أن تستدير وتغادر- مدت وهج يدها ودقت فوق باب الغرفة المفتوح ليفتح تيام عينيه التي جعلت وهج ترمش بعينيها بطريقة لم ينتبه لها تيام الذي اعتدل في مقعده وسمح لها بالدخول بل والجلوس علي المقعد المقابل لمكتبه
لحظات من الصمت مرت ووهج تجلس صامتة تخفض رأسها تنظر ليديها التي كانت تفركهما بحجرها بينما كان تيام يتأملها بتفحص واستغراب فكيف ستعمل كسكرتيرة وهي تجلس أمامه تكاد تذوب خجلاً والتوتر الشديد بادي علي ملامحها.
واخيراً تنحنح تيام وقال بإقرار أكثر منه سؤال
-اكيد انتِ صاحبة انسة سيرين..صحيح
هزت وهج رأسها ومازالت تخفض رأسها بينما بداخلها يتمنى أن تنتهي هذه المقابلة فالجلوس مع رجل يمتلك هذا الجسد الرشيق المتناسق والعيون الرمادية خطر بشدة على صحتها النفسية و التي ستعدمها لو عملت معه بهذا المكتب.
-جاية عشان شغل السكرتيرة؟
سأل تيام لتهز وهج رأسها ثانية.
-متأكدة إنك جاية تشتغلي سكرتيرة؟
سأل تيام لترفع وهج رأسها تنظر له غير قادرة على الرد فـ وسامته غير معقولة جعلتها تشعر وكأنها دخلت مسلسل تركي(اكيد اسمه كريم أو مهند أو يمكن يزن)فكرت وهج لتبتلع ريقها عندما سألها
-معاكِ ال C.V
أومأت وهج قبل أن تفتح حقيبتها وتخرج منها ملف وناولته له- ليمد تيام يده ويسحبه منها قبل أن ينظر فيه لترتسم على وجهه ابتسامة زادت من وسامته
-اسمك وهج...اسم مميز وجميل
انتشر اللون الأحمر على وجنتي وهج وقالت بصوت خفيض
-شكراً
رفع تيام حاجبيه باستغراب من خجلها قبل أن يعود ينظر في الـ c.v
-امتياز مع مرتبة الشرف
نطقها تيام باستحسان قبل أن يتابع
-عارفة طبيعة عملك هنا هتكون إزاي؟
-سكرتيرة
قالت وهج ليبتسم تيام مع قوله
-اكيد بتعرفي تتعاملي مع الكمبيوتر
-ايوا انا معايا اكتر من دورة في الكمبيوتر وكورسات لغات كمان…
-ممتاز يا وهج….تقدري تستلمي الشغل من إمتي...أنا معنديش مانع تبدأي من دلوقتي
ابتلعت وهج ريقها ورفعت يدها تساوي خصلة شعر وهمية خرجت من عقال ربطتها وقالت بصوت مبحوح مرتبك ومضطرب
-هو حضرتك قبلت إني شتغل
رفع تيام حاجبيه في حركة معتادة وقال
-المفروض إنك عارفة انك مقبولة من قبل ما تيجي
ولا انت رجعتي في كلامك ولا الراتب مش مناسب
أي راتب يتحدث عنه وهي ستنفق أضعافه على صحتها النفسية للتعامل مع هذا الذي خرج لها من مجلة أزياء عالمية...فكرت وهج قبل أن تتنحنح بحرج وقالت بتلعثم
-لا ما رجعتش في كلامي والراتب مناسب كمان...أنا بس فكرت إن النهاردة مقابلة شخصية ...يعني ممكن تقبلوني أو ترفضوني.
ضحك تيام بخفوت وقد تعلقت عينيه بوهج التي عادت لفرك يديها ليسأل تيام
-انت ليه متوترة كدة ؟….الشغل بسيط ...مؤهلاتك بتقول إنك ممكن تشتغلي أصعب منه ...علي العموم جربي ولو معجبكيش ممكن تسيبي الشغل عادي بمنتهي البساطة وبدون أي قيود أو التزامات
أومات وهج بصمت فقد حدث ما لم تتوقعه ليتابع تيام
-بالنسبة لعقد استلامك الشغل هيكون جاهز بكرة بس زي ما قولتلك لو حابة تبدأي شغل من دلوقتي ماعنديش مانع
تنحنحت وهج بحرج وهمست
-ياريت لو ابدأ من بكرة لأن بابا معندوش خبر... أقصد يعني أنا كنت فاكرة إنها مقابلة وبس وبعد كدة هتبلغوني بالقبول أو الرفض.
اندهش تيام من تفكيرها فكيف تفكر أنه ممكن أن يتم رفضها وهي من طرف خطيبة صاحب المكتب
-مفيش مشكلة بانتظارك بكرة ياانسة وهج
أومأت وهج برأسها ونهضت ثم حملت حقيبتها فوق كتفها الأيمن وقالت
-استاذن حضرتك يا باشمهندس…..
-تيام...باشمهندس تيام
هزت وهج رأسها بخفة وهي تؤكد لنفسها أنه خرج من مسلسل تركي وماذا سيكون اسمه غير تيام هل سيكون عثمان مثلاً ولا محسن؟!
خرجت وهج من الشركة لا تعرف ماذا ستقول لوالدها وهل ستأتي غداً أو لا بينما بالداخل حرك تيام رأسه وضحك عن تلك المقابلة التي جعلته ينسي ما كان يفكر فيه
**************************
مساءاً دخلت وهج من باب الشقة تحمل بيدها عدة حقائب لتجد والدها يخرج من المطبخ يحمل بيده ملعقة خشبية وسأل السؤال الوجودي الأصيل
-إنتِ جيتي يا وهج
وضعت وهج الحقائب جانباً وقالت
-ايوا يا بابا جيت...مساء الخير
-مساء النور ياحبيبتي
نزلت عين يوسف علي الحقائب التي وضعتها وهج وقال
-شكلك دمرتي الميزانية يا وهج وصرفتي كل الفلوس اللي اخدتيها.
ضحكت وهج واقتربت تطبع قبلة رقيقة فوق خد والدها وقالت
-مش حضرتك اللي قولتلي اصرفي ولا يهمك؟
ضحك يوسف وقال
-وانت بتسمعي كل الكلام يا وهج ما شاء الله
توردت وجنتي وهج وعضت علي شفتها ليتابع يوسف
-بهزر يا حبيبتي ...المهم اشتريتي فستان حلوعايزك تكوني أجمل بنت في فرح صحبتك
اتسعت ابتسامة وهج واقتربت تطبع قبلة ثانية علي خد والدها وقالت
-ربنا يخليك ليا ياأعظم بابا في الدنيا كلها
-طيب يلا غيري هدومك وتعالي عشان نتغدى ...انا عملت صينية مسقعة إنما إيه هتاكلى صوابعك وراها.
قال يوسف قبل أن يستدير ويتحرك نحو المطبخ بينما حملت وهج حقائب مشترياتها وتحركت نحو غرفتها.
بعد قليل دلفت وهج إلى المطبخ لتجد والدها قد جهز طاولة الغذاء وجلس بانتظارها لتجلس وهج علي مقعدها الدائم قبل أن تمد يدها وتبدأ في تناول الطعام لتصدر صوتاً متلذذاً ثم قالت
- تسلم إيدك يا أحلى بابا….المسقعة طعمها يجنن...
-بالهنا يا حبيبتي...قوليلي بقي اشتريتي إيه
تناولت وهج كوب من الماء وارتشفت القليل ثم قالت
-فستان وشنطة وجذمة وكام حاجة عجبوني كدة

-بعد الغدا عايز اشوف الفستان عليكي...
قال يوسف لتومئ وهج قبل أن تسأل
-حضرتك وصلت لإيه بخصوص شغلي ...في حد من معارفك اللي كلمتهم كلمك؟
تنحنح يوسف وقال
-لا...لسة...وبعدين إنتِ مفكرة إني هوافق علي أي شغل لا طبعا لازم يكون…..
لم يكمل يوسف حديثه فقد قاطعته وهج قائلة باندفاع
-أنا روحت النهاردة الشغل اللي كلمتك عنه...المكتب الهندسي بتاع خطيب سيرين.
وضع يوسف قطعة الخبز التي كان يمسكها وقال بغضب
-كسرتي كلامي يا وهج وروحتي برضوا
ابتلعت وهج ريقها وقالت
-والله ابداً يا بابا ...لا عاش ولا كان اللي يكسر كلام حضرتك...أنا بس ما حبتش سيرين تزعل مني وخاصة إني تسببت في حرجها قدام خطيبها وبعدين انا روحت وكنت متأكدة إنهم هيرفضوني….
جعد يوسف جبينه وسألها باستغراب
-ليه يرفضوكِ وليه متأكدة؟!
رطبت وهج شفتيها بطرف لسانها وردت
-يعني أنا دايما بشوف في الأفلام إن السكرتيرة بتكون جميلة وجسمها رشيق ومظهرها لطيف وأنا أبعد ما يكون عن الرشاقة والجمال
قالت وهج جملتها الأخيرة وخفضت وجهها ليمد يوسف ذراعه وبيده يرفع وجهها ثم قال
-إيه الكلام الفارغ اللي إنتِ بتقوليه دا يا وهج ...بغض النظر عن كلامك عن نفسك اللي مش صحيح خالص ولكن الشكل مش هو المهم لإدارة أي عمل ...المهم الثقافة والتعليم والمهارات التي بتميز إنسان عن آخر.
صمت يوسف قليلاً ينظر لابنته ثم تابع

-أنا رفضت إنك تشتغلي سكرتيرة لأن إنت قيمتك كبيرة جداً وأعلي من إنك تكوني مجرد سكرتيرة بتنظم الملفات وتدخل العملاء ...مش عايز اسمعك تقللي من نفسك تاني لأي سبب يا وهج
-أن اسفة يا بابا...ما تزعلش مني أرجوك ولو حضرتك مش موافق أنا مش رايحة بكرة وهعتذر من باشمهندس تيام
قطب يوسف حاجبيه وسأل
-مين تيام...هو مش خطيب سيرين اسمه عاصم
-باشمهندس تيام شريك باشمهندس عاصم في المكتب وهو اللي قابلني النهاردة .
قالت وهج ليهز يوسف رأسه ومازالت التقطيبة علي وجهه ثم سألها
-افهم من كلامك إن الباشمهندس تيام قبل يشغلك كسكرتيرة(أومات وهج ليتابع يوسف)يعني فهمك عن المظهر والرشاقة كان غلط وما اترفضتيش أهو...
عضت وهج خجلاً علي جانب شفتها من الداخل ثم قالت
-هو لما عرف مؤهلي والدورات اللي اخدتها فرح وقالي إن شغلي كسكرتيرة حاجة بسيطة بالنسبة لمؤهلاتي
رفع يوسف إحدى حاجبيه وقال
-ياريت تكوني فهمتي أنا ليه كنت زعلان
-انا بحبك اوي يابابا وصدقني لو حضرتك رفضت الشغل ده انا كمان هرفضه
صمت يوسف قليلاً قبل أن يقول
-أنا هسيبك تشتغلي يا وهج بس لو لقيت الشغل اللي يناسبك
-هسيب شغل السكرتيرة فوراً ...دا حتي باشمهندس تيام قالي كدة ...قاللي لو ما عجبنيش الشغل ممكن اسيبه بدون أي قيود…
نهض يوسف وقال
-اتفقنا يا وهج ...الحمد لله
-حضرتك ما كملتش اكل
قالت وهج ليقول يوسف
-شبعت يا وهج ..أنا رايح اوضتي ارتاح شوية
أومأت وهج برأسها ونهضت هي الأخري لترفع اطباق الطعام
من فوق الطاولة ثم خرجت من المطبخ نحو غرفتها تنوي قياس فستانها الجديد والذهاب لوالدها فلن تنام الليلة قبل أن تري إبتسامته ولا مانع من أخذ كوب من عصير الموز باللبن معها له
**********************
تجلس في النادي تتناول عصيرها المفضل وتنظر من خلف زجاج نظارتها الشمسية نحو ذاك الذي اصبح حديث فتيات النادي كله، كابتن جاسر المغربي...مدرب الاسكواش الجديد والذي أين ما ذهب ألتفت حوله دائرة من الفتيات اللائي يسألونه عن أشياء تافهة فقط من أجل الحديث معه والذي نالته هي ولكن باسوأ طريقة، ففي ذلك اليوم عندما دلفت للنادي وجدت سيارة تصتف في مكان سيارتها المعتاد والذي لم يكن صاحبها قد تركها بعد لتنزل من سيارتها وتتحرك نحوه دون تروي قاذفة العديد من الكلمات والتي لا تتذكر نصفها حتي ليقابلها هو بمنتهي الهدوء والتهذيب عندما عاد لسيارته وتحرك بها ليصفها في مكان آخر قبل أن يعود لها معتذرا عن الخطأ معللاً أنه لم يلبث أن جاء النادي…
اغتصت سالي بمشروبها عندما لوح لها جاسر قبل أن يغادر حلقة الفتيات اللائي يودعونه الآن بكل هيام وحالمية.
*******************
بعد أسبوعين
تجلس خلف مكتبها الصغير بينما هاتفها علي أذنها والذي رفعته بعيداً فصراخ صديقتها كاد يصم أذنيها.
-شغل إيه اللي روحتيه النهاردة يا وهج وانا فرحي النهاردة
قربت وهج الهاتف من أذنها وقالت
-كان في عميل مهم معاه ميعاد النهاردة وكان لازم أكون موجودة
عشان لو باشمهندس تيام احتاج ملف ولا حاجة
قالت وهج ثم تابعت
-ساعة بالكتير وهتلاقيني قدامك في الفندق
-ساعة كتير يا وهج، نص ساعة بس وتكوني عندي...قومي دلوقتي فوراً.
قالت سيرين قبل أن تغلق الخط لتضع وهج الهاتف أمامها بينما عينيها تتابع باب المكتب والذي فتح وخرج منه العميل يتبعه تيام الذي سلم عليه وودعه قبل أن يغادر ثم تحرك نحو وهج وسأل مستغرباً
-إنتِ لسة هنا ياوهج….أنا مش قولتلك تمشي عشان فرح صحبتك.
بابتسامة رقيقة تميز صاحبتها قالت وهج
- ما كنش ينفع امشي وحضرتك معاك عميل ...افرض حضرتك احتجت مني أي ملف.
ابتسم تيام وهو يتأمل وجهها الذي يكاد لايراه إلا محمراً هكذا وقال
-طيب يلا عشان تروحي لصاحبتك
أومأت وهج بابتسامة وهمست بنعم قبل أن تسحب حقيبتها وقالت
-حضرتك هتحتاج حاجة مني قبل ما أمشي .
هز تيام رأسه نافياً مع قوله
-لا ياوهج... أشوفك بالليل إن شاء الله.
أومأت وهج بتحية صامتة ثم غادرت المكتب أمام نظرات تيام التي باتت تهوي حضورها وخفة دمها دون إرادة منه
***************
مساءاً في إحدى قاعات الزفاف الواسعة والأنيقة والتي انتشر فيها المقاعد بترتيب منح المكان جمالاً وروعة دلف تيام يرتدي بدلة سوداء أسفلها قميص حريري بنفس اللون مما أعطاه جاذبية ورجولة مهلكة جعلت تلك التي تجلس هناك تشعر بألم في صدرها وتحديداً بين ضلوعها فما تفكر فيه أشبه بمقابلة الشمس للقمر أو حب النار للماء…ابعدت وهج عينيها قصراً عن تيام ونظرت نحو سيرين التي كان وجهها يتوهج بالسعادة فاخيراً كلل حبها هي وابن عمها بالزواج ...بقيت عين وهج ثابتة عليهم حتي دخل تيام في كادر رؤياها لتبتلع ريقها وهي تتابع تيام الذي احتضن عاصم بمحبة خالصة واماء برأسه ل سيرين مع تحريك شفاه ببعض الكلمات والتي بالتأكيد مباركة لها..
بعد أن بارك تيام للعروسين استدار وتحرك نحو الطاولات المستديرة والتي غطتها المفارش ذو اللون الكريمي بينما عينيه كانت تبحث عن وهج بين الحضور واخيراً وقعت عينيه عليها ليشعر بمشاعر جميلة لم يشعر بها من قبل ولم تحدث له إلا عندما رأي وهج
بعد لحظات كان تيام يقف أمام وهج التي وقفت عندما أقترب منها
-مساء الخير
قالها تيام وهو يتأمل وهج التي كانت ترتدي فستان أبيض مغلق يصل إلي كاحليها لا يظهر إنش واحد منها ...صدره من الأورجنزا المبطنة و باكمام تصل إلي مرفقيها من نفس قماس الصدر بينما وجهها كان عليه بعض الزينة الخفيفة والتي زادت من توهجها وجمالها
"من قال الأناقة في العري"فكر تيام وهو يتأمل فستان وهج الذي لا يفتقد الأناقة بل يزداد بكونها هي بداخله..
سحب تيام نفس قبل أن يشير ل وهج كي تجلس ليتبعها جالساً علي المقعد المقابل لها
شعرت وهج بإرتجافة في جسدها وهي تلاحظ نظرات تيام الغريبة لها والتي جعلتها تحدث نفسها عن إذا ما كان بها شئ خاطئ جعل تيام لا يرفع عينيه عنه…
وبعد صمت دام للحظات وتيام يتأمل وهج قال اخيراً
-عقبالك يا وهج
-شكراً
همست وهج بخجل قبل أن تتسع عينيها وهي تسمع تيام يقول
-انت جميلة جدا النهاردة يا وهج
سحبت وهج نفس طويل وكتمته بداخلها وقد شعرت أن وجهها يحترق.
-شكراً
همست وهج بصوت خجل وهي تخفض رأسها غير قادرة علي الاستيعاب أو الفهم….
التفت كلاً من وهج وتيام عندما علا صوت منسق الزفاف يعلن عن بدء فقرات الزفاف ليستمر الصمت بين وهج وتيام والذي لم يخلوا من النظرات الثاقبة من تيام….وبعد ساعتين نهضت وهج من مقعدها بعد رؤية رسالة والدها علي هاتفها أمام نظرات تيام المستغربة ليسألها إلي أين فترد عليه
-الوقت اتأخر... لازم أمشي
نهض تيام هو الأخر لتسأله وهج نفس سؤاله ليرد عليها
-هوصلك
هزت وهج رأسها برفض وقالت
- بابا مستنيني برة…
-مش هتسلمي علي صحبتك قبل ما تمشي
سأل تيام لتلتفت وهج تنظر لسيرين التي كانت تميل نحو عاصم الذي كان يهمس ببعض الكلمات في أذنها بينما ملامح وجهها تشع بالسعادة
-لا مالوش لزوم هي دلوقتي مش فاكرة حد إلا عاصم
- سلميلي علي بابا...قريب إن شاء الله اتعرف عليه
هزت وهج رأسها ليتابع تيام
-وعقبالك كمان مرة
خجلت وهج واستدارت سريعاً تغادر فما حدث في الساعات السابقة كاد أن يذهب بعقلها بلا عودة وياليته عقلها فقط بل وقلبه أيضاً
**************************
في اليوم التالي
قبل الظهر بقليل دلف تيام من باب البناية التي يقع فيها مكتبه الهندسي …
لقد تأخر اليوم في الاستيقاظ فقد انتهي الزفاف مع ساعات الفجر الأولي وهو لم يترك صديقه إلا أمام باب شقته التي سيبات فيها ليلته الأولي ثم سيغادر لأحد المدن الساحيلية لقضاء شهر العسل
بعد لحظات خرج تيام من باب المصعد وتوجه نحو المكتب ليتفاجئ وهو يلاحظ باب المكتب مفتوح...لقد أخبر وهج بالأمس في الزفاف أن تأخذ اليوم اجازة …
وعلي باب المكتب وقف تيام يرفع حاجبيه قبل أن يبتسم ملء فاه وهو يري وهج تكتف ذراعيها أسفل رأسها فوق سطح المكتب وتغط في نومٍ عميق ..
اقترب تيام بحذر نحوها حتي وصل ووقف فوق رأسها يتأمل ملامحها الملائكية قليلاً قبل أن ينحني ويهمس باسمها بجوار أذنها مرتين وفي الثالثة فتحت عينيها قبل أن تنتفض واقفة وتساوي خصلات شعرها مع قولها
-باشمهندس تيام
-مش قولتلك ما تجيش النهاردة
قال تيام لترد وهج
-ماكنش ينفع المكتب يتقفل وكمان في ميعاد مع عميل واكيد انت جيت عشان تقابله
-انت عنيدة يا وهج وما بتسمعيش الكلام
قال تيام وهو يهز رأسه بيأس ثم تابع بسؤال
-بتعرفي تعملي قهوة
-بابا بيقول إني بعملها حلو
رفع تيام يده يمسد عنقه بخفة وقد تذكر فنجان القهوة الذي اسر والده وربطه بوالدته ليجد نفسه يفكر هل من الممكن أن يتكرر معه نفس الشئ ولكنه لا ينكر أن هناك شئ حدث معه منذُ رآها شئ جعله ينسي مشكلته مع سالي .
-طيب اعمليلي فنجان قهوة مضبوط وما تنسيش نفسك لانك محتاجاة إنتِ كمان .
توردت وجنتي وهج قبل أن تغادر ليدلف تيام إلي مكتبه

بعد قليل دلفت وهج الي مكتب تيام وهي تحمل صينية صغيرة يعلوها فنجان من القهوة وكوب من الماء لتجد تيام يقف أمام حامل الرسم الهندسي يضع بعض الخطوط العرضية والطولية لتصميم ما
وضعت وهج الصينية فوق الطاولة القريبة وتحركت نحو تيام ووقفت بجواره تنظر لما يرسم لترتسم فوق ملامحها ابتسامة وتتألق عينيها بوهج
و قالت
-كان نفسي أدخل كلية الهندسة بس مجموعي في الثانوية ما ساعدنيش.
التفت تيام ينظر ولكنها كانت مشغولة بالتدقيق في التصميم الذي كان يعمل عليه بينما تابعت هي
-وللاسف بابا ماكنش حمل إنه يدخلني جامعة خاصة
انتبهت وهج لكلامها لتتنحنح بإحراج قبل أن تعتذر وتستأذن ولكن تيأم أوقفها عندما قال
-مش عايزة تعرفي رأيي أنا كمان في قهوتك مش يمكن يكون رأيي مختلف عن والدك
تحرك تيام نحو الطاولة ليجعد جبينه سائلاً
-فين قهوتك
-سبتها برة...بحب اشربها باردة
أومأ تيام وتناول فنجان القهوة ويرتشف منه رشفة ثم رشفة وقال
-ممتازة...تسلم ايدك يا وهج
اشتعل وجه وهج بالخجل بينما تابع تيام

-تعرفي إن قهوتك بتفكرني بالقهوة اللي كانت أمي بتعملها
جعدت وهج جبينها وقد أعتقدت أن والدته توفت ليلاحظ تيام ذلك فيسارع بالقول
-أمي عندها السكر وللأسف حصل لها إنفصال في الشبكية وبسببه خسرت نظرها.
ملامح الحزن التي ظهرت علي وجه وهج لاقت صداها في قلب تيام الذي صمت قليلا قبل أن يقول
-المهم إنها معايا..
-المهم إنها معاك ...
قالت وهج قبل أن تضيف
-ربنا يخليهالك...عن إذنك
قالتها وهج بحزن وقد تذكرت والدتها لتغادر بعدها تاركة خلفها قلب يخفق بعنف.
انتهي الفصل الرابع
يتبع…….

Soy yo and noor elhuda like this.

فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 11-11-20, 04:27 PM   #5

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أحببت النوفيلا قصة راااائعة في انتظار المزيد
متى سيكون تنزيل باقي الفصول 🤔🤔🤔🤔
فاتن لو سمحت هل تفكرين في إكمال رواية و ابتسم القدر لانه فعليا اشتقتلها مثيييير ❤❤❤❤😍😍😍😍❤❤❤❤❤🌺🌺🌺🌺🌺


آلاء الليل غير متواجد حالياً  
التوقيع
تابعوا معنا رواية أسيرة الثلاثمئةيوم للكاتبة المتألقة ملك علي على الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t471930.html
رد مع اقتباس
قديم 11-11-20, 04:34 PM   #6

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس
____________________
"لكل منا فرصة ...فرصة واحدة ...فرصة فارقة ...فرصة خاطفة... فرصة إذا ضاعت لن تعود ثانية....لذا تعلم إستغلال فرصك جيداً حتي لا تندم لاحقاً "
مساءاً دلف تيام الي شقته يدندن بلحن قديم لا يتذكر أين سمعه فهو لم يكن أبداً من هواة الإستماع للأغاني- ليجد والدته تجلس في بهو الشقة الواسع والتي ابتسمت بسعادة وهي تسمع صوت ولدها الرائق والذي يؤكد علي سعادته وهو ما افتقدته في الشهور السابقة
-مساء الخير ياامي
قالها تيام وهو ينحني يقبل رأس والدته بحب و التي ردت تحيته قبل أن تساله
-كنت مع سالي...خلاص هفرح بيكم قريب؟
تغيرت ملامح وجه تيام إلي النقيض فقد نسي الفترة السابقة مشكلته مع سالي والتي لم تحاول الاتصال به كعادتها وهو ايضاً ارتاح لذلك ولم يحاول الاتصال بها مبرراً لنفسه أن يمنح كلاً منهما الوقت الكافي للتفكير في فكرة إرتباطهم من الأساس.
-لا ..ما كنتش مع سالي…
قالها تيام باقتضاب غير راغب في فتح هذا الحديث مع والدته والتي سألت بحزن
-قولي الحقيقة ماتداريش عليا يا تيام….إنت مش مبسوط مع سالي؟
صمت تيام قليلاً يبحث عن إجابة قد أقرها قلبه ولكن عقله تردد في الإعتراف بها
فالإعتراف بها قد يهدم علاقته مع عمه
-هتعشيني إيه النهاردة؟
سأل تيام مغيراً مجرى الحديث لتفهم والدته رغبته وتسايره محترمة رغبته
-روح غير هدومك على ما كوثر تجهز العشاء.
رفع تيام كف والدته وقبل ظاهره قبل أن ينهض قائلاً
-ربنا يخليكِ ليا ولا يحرمني من رضاكِ عليا
غادر تيام لغرفته بينما بقيت فريدة تفكر باسي في حال ولدها والذي ادركت أن ما جمعه بسالي فقط رغبة عمه.
*************
في اليوم التالي
يجلس علي المقعد المقابل لمكتب عمه، والذي هاتفه في وقت سابق يخبره عن رغبته في مقابلته وها هو الآن يجلس قبالة النصف ساعة يستمع إلي نصائح خاصة بكيفية التعامل مع الانسة سالي عامر الجيزاوي
-مش عايزك تتعامل معاها بشدة عشان ما تعندش معاك اكتر...صدقني بالهداوة كل شئ هيتصلح وأنا يا تيام ياابني مش عايز الفجوة بينكم تزيد..حاول تقرب إنت مش هتخسر حاجة بل بالعكس هتكون الكسبان.
قال عامر قبل أن يصمت قليلا ثم تابع
-وموضوع الشقة زي ما انا فهمتك...كل بنت بتفكر في شكل بيتها أو بالأصح مملكتها الخاصة ...إزاي تفرشها وتأسسهها….هاتلها الشقة يا تيام وعدل في ديكورات شقة والدتك و بعد الجواز خليكم بين شقتكم وشقة والدتك.
نظر تيام قليلاً ل عمه قبل أن يتنحنج مجلياً صوته وقال
-حضرتك عارف ياعمي ظروف أمي ….صعب جداً إني اسيبها تعيش لوحدها وخاصة إن غيبوبة السكر مالهاش وقت ممكن تحصل في أي وقت ولازم يكون حد معاها باستمرار….وبصراحة أنا مش هقدر أوفر شقة جديدة واجهزها وافرشها وكمان اغير ديكورات الشقة القديمة وافرشها كمان….
-أنا هساعدك يا تيام ...أنا عمك وفي مكان والدك الله يرحمه
قاطعه عامر قائلاً ليهز تيام رأسه بعنف مع قوله
-لا طبعاً أنا مش موافق يا عمي إنك تساعدني ومستحيل اقبل بحاجة زي كدة.
صمت تيام قليلاً ينظر باستنكار لعمه ثم تابع
-أنا مش قادر أفهم إيه مشكلة سالي في السكن مع أمي وخاصة إني أكدت لها إن هوفر لها الخصوصية اللي هي عايزاها ….ثم إني مش بطلب المستحيل في شباب كتير متجوزين مع والدتهم ومن غير أي ظروف ...يبقي ليه سالي مصرة علي كدة .
الحقيقة أن عامر حاول كثيراً مع ابنته إلا أنها أصرت علي موقفها ….هو لا يعارض تيام بل ويتفهم ظروفه وظروف والدته، ولكنه لا يستطيع أن يغضب ابنته لذلك قال اخيراً بعد أن تنحنح
- لو ليا معزة عندك ياابني ..لو بتحب عمك وبتعتبره والدك ما تزعلش سالي وهاتلها الشقة اللي هي عايزاها ووعد مني بعد الجواز انا هقنعها إنها تنتقل تعيش مع والدتك.
ضحكة متهكمة صدرت من تيام بداخله ف عمه لم يستطع إقناع ابنته الآن فهل سيستطيع بعد الزواج؟!…
نهض تيام معلناً إنهاء الجلسة وسلم على عمه قبل أن يغادر وقد بدأ عقله الاتفاق مع قلبه.
*****************
بعد اتصال شديد اللهجة من والدها ذهبت سالي إلي مكتب تيام حتي لا تثير غضب والدها والذي اخبرها أنه غاضب منها بشدة وأن عليها إنهاء خلافها مع تيام….
دلفت سالي من باب المكتب المفتوح لتجد أمامها تلك الجالسة خلف شاشة الحاسوب بينما أناملها تضرب علي لوحة المفاتيح وعينيها ثابتة علي شاشة الحاسب.
اقتربت سالي من وهج التي انتبهت لها- ترمقها بنظرات متعالية وأخرى ازعجت وهج بشدة
-أهلاً يافندم أي خدمة أقدر أقوم بيها لحضرتك؟
تحدثت وهج بتهذيب يناقض تلك التي تقف أمامها والتي سألتها بعنجهية مقيتة
-إنتِ مين...مستحيل تكوني السكرتيرة
-ممكن أعرف حضرتك عايزة إيه.
نهضت وهج و سألت باستياء من نظرات الماثلة أمامها والتي لا تفهم سببها.
لم تهتم سالي بالإجابة على وهج وتحركت نحو مكتب تيام لتهرول وهج وتقف أمامها مع قولها
-استني إنتِ رايحة فين هي وكالة من غير بواب؟!
ابتسامة ساخرة ارتسمت علي وجه سالي قبل أن تقول بسخرية
-وانتِ البواب؟! كويس إنك عارفة- إنك ما تنفعيش غير تكوني بواب...وسعي من وشي..
قالت سالي عبارتها الأخيرة وهي تمد يدها وتزيح وهج من طريقها ولكن وهج لم تتحرك وهتفت بصوت عالي
-احترمي نفسك ...أنا ما اسمحش ليكِ إنك تكلميني بالشكل دا….أنا ساكتة بس إحتراماً للمكان اللي انت واقفة فيه واللي انت ابعد ما يكون عنه..
اتسعت عيني سالي لتهدر قائلة
-إنتِ إزاي يا بتاعة أنتِ تتكلمي معايا بالطريقة دي….إنت أكيد ما تعرفيش أنا مين وممكن أعمل فيكِ إيه

وبالداخل انتفض تيام من مقعده وصوت سالي العالي يصل له بوضوح، وبسرعة كان تيام يتحرك نحو باب مكتبه يفتحه ويخرج منه
-سالي….
هتف تيام قبل أن يتابع وهو يقترب من سالي بينما عينيه تتابع تلك التي بدا علي ملامحها الإنزعاج الشديد
-في إيه ...صوتك عالي ليه يا سالي؟
رمقت سالي وهج بنظر قاتلة قبل أن تقول وهي تشير بدونية
-تخيل البتاعة دي واللي ما اعرفش ازاي وافقت إنك تشغلها سكرتيرة بتقول عليا إني مش محترمة.
نظر تيام في عيني وهج الدامعة لثواني قبل أن يقول وهو ينظر ل (سالي)
-ما اسمهاش بتاعة اسمها وهج وهي مش سكرتيرة هي مديرة المكتب وبصراحة مؤهلاتها وشهادتها تخليني أقولك إنها اتنازلت واشتغلت معانا في المكتب...يعني احنا اللي المفروض نتعجب عن إنها وافقت عالشغل.
ولوهلة كانت سالي تحاول استيعاب دفاع تيام عن تلك المسماة وهج قبل أن تنفجر قائلة
-يعني انت كل اللي يهمك إنك تقولي مزاياها وإنها تنازلت عشان تشتغل معاكم ومش يهمك إنها قالتلي إني مش محترمة
صمتت سالي لوهلة تنظر في عين تيام بغضب جم قبل أن تتسع عينيها لتلك الفكرة التي جالت علي خاطرها
-مش ممكن يكون اللي جه في بالي
رمت سالي وهج بنظرة مشمئزة قبل أن تعود بنظرها ل تيام وقالت
-معقول يكون ذوقك مقرف كدة؟!….
وإلي هذا الحد لم يحتمل تيام ليسحب سالي خلفه ويغادر المكتب قبل أن يتفوه ببعض كلمات الإعتذار لـ (وهج) مؤكد عليها أن لا تغادر قبل أن يعود هو...
************
بآلية، وبعد ساعة تقريباً كانت وهج تدخل البيانات المسطورة أمامها في ذلك الملف إلي الكمبيوتر واخيراً اغلقت الملف بعد أن انتهت منه ….
طوال الساعة الماضية لم تحاول وهج التفكير فيما حدث…فـ ثقتها في نفسها والتي زادت في الشهور السابقة اكبر من أنها تتأثر بمثل هذا الكلام التافه الذي تفوهت به تلك ال سالي ، ولكن ما يشغل بالها حقاً هو ماهية تلك الـ سالي وما يربطها ب تيام….فالطريقة التي كانا يتحدثان بها توشي بوجود رابط بينهم والغريب أيضاً أنهم يملكون نفس لون العينين
زفرت وهج بملء فاها قبل أن تنتبه علي الصوت القادم من غرفة مكتب تيام والذي لم يكن سوي هاتفه المحمول والذي يبدو أنه قد نساه…
في البداية لم تهتم وهج إلا أن رنين الهاتف الذي لم ينقطع جعلها تنتفض من مكانها وتتحرك نحو غرفة المكتب قبل أن تنظر في شاشة الهاتف التي كانت تضئ باسم "البيت"
ترددت وهج قليلاً قبل أن تحسم أمرها وتفتح الاتصال لياتيها ذلك الصوت الخائف
-باشمهندس تيام الست فريدة تعبت أوي، وأنا مش عارفة اتصرف ازاي ...الحقنا ياابني….
ابتلعت وهج ريقها وقالت بارتباك
-باشمهندس تيام نسي تليفونه في المكتب ….ممكن تقوليلي العنوان وانا هتصرف ..
ولم يكن من كوثر إلا أنها بلغت وهج بالعنوان والتي فوراً غادرت المكتب بعد أن تركت رسالة تخبر تيام بما حدث بجوار هاتفه الذي تركته فوق مكتبه.
**************
بعد ساعتين تقريباً قد جلبت فيهم وهج طبيب ليفحص فريدة وقام بعمل الإسعافات الطبية اللازم- كانت وهج تجلس بجوار فريدة الممدة فوق فراشها بغرفة نومها…
عدلت وهج من وضع الغطاء فوق فريدة ثم اقتربت منها ومسحت فوق مقدمة رأسها وسألت بحنان نابع من روحها النقية
-احسن دلوقتي ... تحبي اعملك اى حاجة؟
ابتسامة رقيقة ارتسمت علي وجه فريدة بالرغم من تعبها وقالت بوهن
-لا ياحبيبتي أنا بقيت احسن والفضل يرجع ليكِ بعد ربنا...
توردت وجنتي وهج بينما تابعت فريدة
-إنتِ قولتيلي اسمك ايه.
-وهج
-الله ...اسمك جميل يا وهج
ابتسمت وهج بخجل وقد تذكرت تعليق تيام علي اسمها في أول مقابلة والذي كان مشابه لرد والدته كما الشبه الواضح بينهما بشدة.
-ما قولتليش تيام فين؟
بللت وهج شفتيها وقد تذكرت ما حدث لتصمت قليلاً قبل ان تقول
-كان عنده ميعاد مهم مع عميل ومشي بسرعة ونسي تليفونه في المكتب.
صمتت وهج قليلاً قبل أن تقول بحب
-نامي حضرتك وارتاحي...وانا هنتظر برة ومش همشي إلا لما باشمهندس تيام يجي...
اغمضت فريدة عينيها وقلبها يخبرها أن وهج هي سر سعادة تيام الفترة الأخيرة….
نهضت وهج وتحركت نحو باب الغرفة ولكن قبل أن تفتحه كان يُدفع ويدخل منه تيام الذي تحرك نحو والدته وركع علي ركبتيه بجوار الفراش قبل أن يقترب من رأسها ويقول بخوف وقلق
-أمي...إيه اللي حصل...عاملة إيه دلوقتي…حاسة بإيه
-اهدا ياحبيبي انا كويسة وبقيت أحسن والله ... والبركة في وهج.
قالت فريدة ثم تابعت
-وهج عملت اللازم وكمان رفضت تمشي إلا لما أنت ترجع…
وبحركة تلقائية التفت تيام ينظر لوهج بعيون لامعة جعلت الدماء تتدفق في عروقها .
-شكراُ يا وهج
قالها تيام بصوت هامس وهو ينهض واقفاً قبل أن يتحرك نحو وهج ثم كرر
-شكراً يا وهج
رطبت وهج شفتاها وهمست
-مفيش داعي للشكر...أنا عملت اللي حد في مكاني كان عمله..
نعم لو أي شخص مكانها كان فعل إلا سالي التي جعلته يكاد يصاب بجلطة وهو يوضح لها خطأها في حق وهج لتفاجئه بشكها أن هناك ما يحدث بينه وبين وهج مستنكرة أن ينظر تيام لوهج نظرة إعجاب مقارنة بجمالها…
-أنا آسف و بعتذر مرة تانية عللى قالته سالي في المكتب…
ارادت أن تسأله من سالي تلك إلا أنها استبدلت ذلك بقولها
-مالوش داعي الاعتذار يا باشمهندس تيام ...حضرتك ما غلطتش فيا عشان تعتذر، وبالنسبة للانسة سالي أنا الحقيقة مشفقة عليها
عقد تيام حاجبيه بتساؤل لترد وهج بابتسامة
-الشخص اللي يحكم علي غيره من خلال شكله فهو شخص فارغ من جواه...لازم نشفق عليه...بابا دايماً يقولي كدة….
ابتسم تيام وللحظات بقيت عينيه غير قادرة علي أن تحيد عن وجهها ذو الملامح الملائكية كما روحها تماما والتي لمسها في الشهور السابقة منذُ أن دلفت إلي مكتبه
-أنتِ شوقتيني إني اقابل والدك
خفضت وهج رأسها بخجل وهمست
-انا لازم امشي دلوقتي….عن إذنك
-هوصلك
قالها تيام لترد وهج
-لا مالوش لزوم ...هاخد تاكسي….خليك مع والدتك ...
وبعفوبة التفت تيام ليجد والدته قد غاصت في النوم ليبتسم وهو يقول
-قبل ما تصحي هكون رجعت...الحمد لله إني اتطمنت عليها.
وفي السيارة جلست وهج بجوار تيام الذي اعتذر ثانية بل ثالثة علي ما حدث في المكتب دون ذكر الصلة التي تربطه بـ رمادية العينين مثيلته...
التفت تيام ينظر لوهج قبل أن يعود بنظره للطريق أمامه وقال
-حسيت من كلامك إنك قريبة من والدك اكتر من والدتك صح ولا أنا فهمت غلط.
ولو كان تيام لا ينظر للطريق لكان الآن رأي نظرة حزن عميقة جعلت عيني وهج تزداد قتامة قبل أن ترد بعد صمت أليم
-انا فعلاً قريبة من بابا اكتر بس مااعرفش لو كانت ماما عايشة كنت هكون كدة برضوا ولا لا…
ومع جملة نورس الاخيرة التفت تيام ينظر لوهج التي التفتت هي الأخرى تنظر له ليذبحة نظرة الألم في عينيها بينما تابعت وهج بهمس حزين
-ماما ماتت وانا عندي تقريباً 12 سنة
-الله يرحمها
قالها تيام قبل أن يضيف
-اكيد لو كانت عايشة كانت هتكون فخورة بيكِ
-بابا دايماً يقولي كدة كمان
-كلميه
جعدت وهج وجهها وسألت باستفهام
-أكلم مين؟
-والدك...بلغيه إني عازم نفسي علي فنجان قهوة مضبوط
….أصلي بصراحة بقيت احب اشرب القهوة من ايدك وشكلي كدة مش هقدر استغنى عنها تاني.
بقيت وهج ثابتة للحظات ولم تتحرك ليشجعها تيام بهزة رأس لتنفذ ما قاله
وبعد ساعة تقريباً كان تيام يغادر ذلك المنزل الدافئ والذي شعر فيه بمحبة ودفء جعله يتمني أن يعود إليه قريباً وحتماً سيعود….
***************
بعد أسبوع
دلفت وهج من باب المكتب تضع الصينية التي استقر فوقها كوب من الماء وفنجان القهوة أمام تيام والذي ادمنها من يدها ولم يعد قادر علي الاستغناء عنها كما قالها لوهج
-احم...كنت عايزة اسأل عن والدتك ...عاملة إيه؟
سألت وهج بخجل ليرد تيام بابتسامة فـ وهج منذُ اسبوع وهي يومياً تسأله هذا السؤال
-أمي كويسة... دي حتي وأنا ببلغها سلامك امبارح طلبت انها تشوفك...
خفضت وهج وجهها بخجل وقالت هامسة
-وانا كمان كنت عايزة استاذنك إني أزورها بس كنت مكسوفة من حضرتك
ارتفع حاجبي تيام وقال بابتسامة واسعة شملت كل وجهه
-مكسوفة من حضرتي؟!...لا مش عايزك تتكسفي بعد كدة من حضرتي عشان حضرتي هيكون ممتن لو زرتِ والدتي ما بين كل فترة والتانية…
أومأت وهج بابتسامة خجلة وغادرت المكتب بينما بقيت نفس الابتسامة والتي تخص وهج فقط مرسومة علي وجه تيام والذي انتبه على رنين هاتفه ليمد يده يسحب الهاتف من فوق المكتب أمامه ويفتح الاتصال والذي كان من والدة سالي السيدة جميلة الجميلة والتي دعته علي العشاء ولم يكن منه سوى الاستجابة….
*****************
مساءاً في فيلا عمه جلس أربعتهم على طاولة العشاء يتناول كلاً منهما عشاءه في صمت وإن كان لا يفصل بينهما سوي السنتيمترات إلا أن عقل كل منهما شارد في عالم أخر وبالأخص تيام وسالي
-انت ما بتاكلش ليه يا تيام الاكل مش عجبك ولا إيه ؟
قالتها جميلة ليتنحنح تيام قبل أن يقول
-لا بالعكس الاكل جميل…
أشارت جميلة بعينيها ل سالي بمعنى أن تهتم بخطيبها إلا أن سالي كانت تهتم بالهاتف الذي كانت تومض شاشته كل دقيقة تقريباً برسالة عبر إحدى مواقع التواصل الاجتماعي لتأتي الاخيرة والتي جعلتها تضحك بصوت عالي جعل الجميع ينظر لها ما بين غاضب ومندهش
تنحنحت جميلة بحرج من تصرف ابنتها قبل أن تقول بحزم ناهرة اياها
-اقفلي تليفونك فوراً...وليا كلام معاكِ بعدين.
ابتلعت سالي ريقها وعبثت بشاشة هاتفها تكتب بعض الحروف قبل أن تضع الهاتف جانباً وتعتذر من الجميع..
بعد قليل كان الجميع يجلسون في الصالون يتبادلون أطراف الحديث قبل أن يقول عامر
-استاذنك يا تيام انت مش غريب يابني بس انا عندي تليفون مهم لازم اعمله دلوقتي.
-تفضل ياعمي
قالها تيام قبل أن يغادر عامر الغرفة تلحقه جميلة التي تحججت بعذر واهي لكي تتركهم مع بعض بمفردهم متمنية من الله أن يصلوا لحل سوياً.
لحظات من الصمت مرت قبل أن يقول تيام وقد قرر انهاء الأمر وفي نفس الوقت يحافظ علي رضاء عمه
-سالي انتِ بنت عمي قبل ما تكوني خطيبتي وأنا لا يمكن اظلمك ودايماً هكون داعم ليك ِ في أي قرار تاخديه ...أنا بعد وعكة والدتي الأخيرة مستحيل اسيبها تعيش لوحدها (صمت تيام قليلاً ثم تابع)
….وكمان مش هشتري شقة جديدة ودا قراري النهائي….انا بانتظار قرارك خلال الأسبوع دا ومهما يحصل أن هفضل ابن عمك وانت بنت عمي ...
قال تيام جملته الأخيرة ثم نهض منهياً امسيته في بيت عمه تارك خلفه سالي التي عادت تنظر لهاتفها لتشعر في تلك اللحظة أن ما يربطها ب تيام هي مشاعر القرابة فقط وليس شيئا آخر كالذي باتت تشعر به مع جاسر المغربي.
**********************
يتأملها بعيون ثاقبة وهي تجلس علي المقعد المقابل له علي طاولة العشاء- تخفض رأسها تنظر في طبق طعامها و تلعب بالملعقة دون أن ترفعها لفمها منذُ جلست.
-الاكل مش عاجبك يا وهج
انتبهت وهج علي صوت والدها والتي لم تسمع ما قاله لتطلب منه إعادة ما قاله ولكن والدها قال
-بقالك كام يوم حالك مش عاجبني... قلت اسيبك لحد ما تيجي تقوليلي من نفسك بس دا ما حصلش...في إيه يا وهج؟….احكيلي؟
-مافيش حاجة يا بابا…
قالت وهج بعد أن تركت ملعقتها ونظرت لوالدها الذي قال غير مقتنع بردها
-إزاي مفيش حاجة يا وهج...في حاجة مضايقاكي في الشغل؟قوليلي ما تداريش عليا
هزت وهج رأسها بالنفي وقالت
-بالعكس أنا مبسوطة جداً في الشغل ومفيش أي مشاكل
تنهد يوسف بضيق...هو يكاد يجزم أن ابنته لديها مشكلة ولكنه لم يرد أن يضغط عليها لذلك قال
-لما تلاقي نفسك عايزة تحكي أنا موجود يا وهج الشمس….
أومأت وهج بابتسامة لم تصل لعينيها ليسود الصمت باقي العشاء في سابقة لم تحدث من قبل…..
وبعد انتهاء العشاء نهضت وهج واستاذنت والدها كي تذهب لغرفتها والتي ما أن دلفت لها حتى اغمضت عينيها وهي تنهر قلبها الذي ساقها للوقوع في حب مستحيل أن تناله...فكيف للشمس أن تلتقي النجوم وكيف لقمم الجبال أن تري الأرض أسفلها….
جلست وهج فوق فراشها وفتحت جارور الكومود المجاور لفراشها وتناولت منه بكرة من الصوف وابرتين طويلتين وبدأت تغزل كي تلهي نفسها من التفكير داعية من الله أن يبعد عنها ذلك الحب المستحيل
وبينما كان تيام يشغل تفكير وهج كان هو الآخر وهج تسيطر عليه كله وليس تفكيره فقط
تناول تيام هاتفه واتصل علي وهج والتي فتحت الاتصال ليصلها صوته العذب
-مساء الخير...اسف لو كنت صحيتك…
-مساء الخير باشمهندس تيام...انا صاحية لسة ما نمتش ...بكرة اجازة وقلت اسهر النهاردة شوية و…
قطعت وهج استرسالها ووضعت يدها على فمها وصمتت للحظة قبل أن تسأل
-هو في مشكلة في الشغل؟
-يعني أنا المفروض ما اتصلش بيكي إلا لو كان في مشكلة في الشغل؟!
عضت وهج علي شفتها ولم ترد لياتي بعدها صوت تيام الذي قال
-والدتي عزماكي علي الفطار بكرة ….
ابتلعت وهج ريقها وقد شعرت أن وجهها قد نشب فيه حريق وردت بصوت مبحوح
- انا ما عنديش مانع...هي وحشتني ...بس لازم استأذن بابا...
-اكيد طبعا ولو تحبي ماما تكلمه ما فيش مشكلة
-لا ملوش لزوم أنا هكلمه
إلا أن تيام رفض ونفذ ما قاله ليوافق والد وهج والذي تفاجئ باتصال والدة تيام والتي كانت صريحة معه واخبرته انها قد أحبت وهج وتتمناها زوجة لولدها.
*********************
صباح اليوم التالي جلست وهج بجوار تيام الذي كان يجلس علي يمين والدته والتي كانت تحتل رأس المائدة.
وبخجل كانت وهج تتابع يد تيام التي كانت تضع الطعام في الطبق أمامها مع قوله
-اتفضلي
أومأت وهج بابتسامة جذابة أسرت عيني تيام الرمادية..
ليشرع كلاً منهما في تناول الأفطار والذي لم يخلو من الحديث المتبادل بين ثلاثتهما..
-تعرفي يا أمي إن وهج بتعمل القهوة حلو أوي زيك
قالها تيام لتضحك فريدة بخفوت ثم قالت
-لازم ادوق عشان أقول رأيي يا تيام
-أنأ ممكن بعد الفطار اقوم اعملها لحضرتك
قالت وهج لتبتسم فريدة باتساع ثم قالت بمكر
-لحضرتي بس طيب وابن حضرتي؟
نظرت وهج ل تيام الذي لمعت عينيه ببريق لم تراه من قبل جعل قلبها يخفق بين ضلوعها
-تحب تشرب قهوة مع ….(صمتت وهج لا تعرف بما تناديها ليأتيها الرد فوراً)
-قوليلي ماما فريدة يا وهج
-ماما فريدة؟!
همست بها وهج تتذوق حروفها وقد شعرت بالحنين لوالدتها والذي بصورة أو بأخري تشعر به مع تلك السيدة الطيبة
-أيوا قوليلي ماما فريدة
أومأت وهج قبل أن تنظر ل تيام وتعيد سؤالها مكتمل
-تحب اعملك قهوة مع ماما فريدة
تنفس تيام بارتياح وقد شعر بانتشاء وهو يسمع اسم والدته يخرج من فم وهج مسبقاً ب ماما كما والدته تماماً
-ما قولتلك إن قهوتك بقت إدمان ومستحيل إني أقدر استغني عنها.
قال تيام وهو ينظر في عينيها
رطبت وهج شفتيها بطرف لسانها وهزت رأسها، لينتهي بعدها الإفطار وقد تأكدت فريدة أن ولدها قد سقط لأذنيه في حب وهج ….
*****************
في اليوم التالي
تجلس في النادي تنتظر ذاك الذي على موعد معه والذي تقاربا في الفترة السابقة من بعد أن لوح لها بيده وفي غمرة تفكيرها انتبهت علي صوته الذي باتت تحب أن تسمعه
-اتاخرت عليكِ...آسف
قالها جاسر بعد أن جلس امام نظرات سالي التي هزت رأسها ونفت ما قاله
-الطريق كان واقف غصب عني التأخير
قال جاسر وهو يضع هاتفه المحمول ومفتاح سيارته فوق الطاولة أمامه لتبتسم سالي مع قولها
-لسة جاية علي فكرة مافيش داعي للإعتذار
تنهد جاسر بعشق وارتياح ثم سألها
-اطلب الغدا ولا تشربي حاجة الأول؟
-عصير برتقال فريش
قالت سالي ليشير جاسر للنادل الذي اقترب ليطلب منه كوب عصير و فنجان من القهوة السادة..
بعد قليل وبعد ان غادر النادل الذي وضع ما طلبه جاسر فوق الطاولة جعدت سالي جبينها وهي تلاحظ نظرات جاسر المستغربة لتسأله بعينيها ليرد قائلاً
-جمالك زايد النهاردة شويتين وأنا خلاص مبقتش مستحمل... هيجرالي حاجة بسبب جمالك اللي كل يوم يزيد...
ابتسمت سالي بخجل حقيقي ليس كذلك الذي كانت تفتعله مع تيام بينما تابع جاسر
-سالي أظن أن الفترة اللي فاتت عرفنا بعض كويس وقربنا من بعض وانا اعترفتلك بحبي يبقي إيه اللي لسة عشان توافقي إني أجي واطلب إيدك من والدك…
انا مبقتش قادر استحمل...أنا عايزك في بيتي عايزك ملكة في مملكتي...سلطانة علي قلبي...
المشاعر التي جاشت بصدر سالي قد طغت علي ملامحها والتي لا حظها جاسر ليتابع
-انت بتحبيني أنا يا سالي مش تيام ….من الكلام اللي انتِ حكتهولي قدرت اعرف إنك وافقتي علي تيام كأمر مسلم به عشان خاطر والدك وهو كمان وافق عشان والدك ….الوضع كله غلط يا سالي ولازم يتصلح…
هزت سالي رأسها بموافقة على ما قاله جاسر وقالت
-خلاص يا جاسر أنا هنهي النهاردة خطوبتي مع تيام وبعدها تقدر تتقدم لبابي...
ابتسم جاسر باتساع وتناول يدها يقبل ظاهرها لتسحبها هي سريعاً مع قولها
-بلاش دلوقتي يا جاسر
-آسف ...مش هكررها تاني
وما حدث بعد ذلك كان ضرباً من الجنون فما أنا هاتفت سالي تيام تخبره عن رغبتها بل قرارها الذي اتخذته في إنهاء الخطوبة حتي اندفع تيام يخرج من غرفة مكتبه يتجه نحو وهج التي نهضت تنظرله ووقف أمامها أمام نظرات عاصم الذي قد جاء لتوه
-تقبلي تتجوزيني يا وهج
انتهي الفصل الخامس
يتبع.......

Soy yo and noor elhuda like this.

فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 11-11-20, 04:39 PM   #7

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الليل مشاهدة المشاركة
أحببت النوفيلا قصة راااائعة في انتظار المزيد
متى سيكون تنزيل باقي الفصول 🤔🤔🤔🤔
فاتن لو سمحت هل تفكرين في إكمال رواية و ابتسم القدر لانه فعليا اشتقتلها مثيييير ❤❤❤❤😍😍😍😍❤❤❤❤❤🌺🌺🌺🌺🌺
سعيدة إن النوفيلا عجبتك
بالنسبة للنوفيلا تم تنزيل الفصل الخامس وباذن الله سيتم تنزيل الفصل السادس والاخير يوم الاثنين القادم
بالنسبة لرواية وابتسم القدر بالتاكيد سيتم اكمالها ان شاء الله خلال هذا الشهر ♥♥


فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 11-11-20, 04:52 PM   #8

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile23

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتن عبدالعظيم مشاهدة المشاركة


سعيدة إن النوفيلا عجبتك
بالنسبة للنوفيلا تم تنزيل الفصل الخامس وباذن الله سيتم تنزيل الفصل السادس والاخير يوم الاثنين القادم
بالنسبة لرواية وابتسم القدر بالتاكيد سيتم اكمالها ان شاء الله خلال هذا الشهر ♥♥
أجمل خبر شكرا لابداعك فاتن انا من متابعينك خاصة رواية و ابتسم القدر 🤩🤩🤩🤩❤❤❤❤❤❤❤❤


آلاء الليل غير متواجد حالياً  
التوقيع
تابعوا معنا رواية أسيرة الثلاثمئةيوم للكاتبة المتألقة ملك علي على الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t471930.html
رد مع اقتباس
قديم 13-11-20, 11:49 AM   #9

Semsema_elsadat

? العضوٌ??? » 464801
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 52
?  نُقآطِيْ » Semsema_elsadat is on a distinguished road
افتراضي

لذيذة جدا حبيتها كثير وكان نفسى تبقى اكبر من كده
شابوووه لتيام عاشق الكيرفى رافع معنوياتنا


Semsema_elsadat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-20, 08:08 PM   #10

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة semsema_elsadat مشاهدة المشاركة
لذيذة جدا حبيتها كثير وكان نفسى تبقى اكبر من كده
شابوووه لتيام عاشق الكيرفى رافع معنوياتنا
اشكرك جداً♥♥اسعدني رأيك♥♥


فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.