آخر 10 مشاركات
608 - المرأة الضائعة - روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : samahss - )           »          554 - حب بلا أمل - catheen west - د.م (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          398 - لن تسامح - داي لوكلير (الكاتـب : سيرينا - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          رواية الورده العاشقه " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : sapphire - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree249Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-06-20, 02:09 PM   #271

Roonyy ameen

? العضوٌ??? » 463258
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 36
?  نُقآطِيْ » Roonyy ameen is on a distinguished road
افتراضي


💣😍بنتظار فصل اليووووم

Roonyy ameen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 03:56 PM   #272

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضوررررررررر مبكر
بأنتظار فصل اليوم


Maryam Tamim غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 08:31 PM   #273

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maryam Tamim مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

مترقبين لفصل الغد ان شاء الله

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 08:49 PM   #274

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

دقائق ويتم نشر الفصل الحادي عشر
❤❤❤


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 08:50 PM   #275

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الحادي عشر

صباح الخير سلوى، أعلم أنكم مستيقظين لصلاة الفجر لذا أتصل بك بهذا الوقت"


يأتي صوت سلوى به بعض القلق بعد كلام أم عصام معها:

"أجل أنا مستيقظة لا عليك، هل أنت بخير صوتك ليس على ما يرام!"

"لم انم طوال الليل من الصداع، رأسي سينفجر من الألم؛ أخذت مسكن ولم ينفع .. أبو عصام قال لي قد يكون ضغطي مرتفع لذلك أريد جهاز الضغط من عندك لو سمحت قبل ان أتناول أي دواء آخر،

تجيبها سلوى بتعاطف أخوي وسرعة لمساعدتها:

"ألف سلامة عليك حبيبتي
أساعد أحمد بالوضوء واحضره لك"

ترد أم عصام بسرعة:

"سلمت اختي لا تتعبي نفسك سأصلي أولا وأنت تنتهي من مساعدة أحمد والصلاة وانا أتِ اليك لا أريد ازعاجكم أكثر"

"لا تقولي ذلك أنت لا تزعجينا، وإذا كنت متعبة أنا سأحضره لك"

" لست متعبة إلى هذه الدرجة، لكن أبو عصام هو المصر على قياس الضغط وأنا أقول له الصداع من عيني لقد عملت بالأمس لوقت متأخر على ذلك الفستان "


تتنهد سلوى على الهاتف

"سامحك الله لا أفهم لما هذا التعب كله صحتك أهم من العمل، على كل حال تعالِ انا بانتظارك "

"حسنا أنهي صلاتي وأتي إليك "

تنهي أم عصام حديثها مع سلوى لتسمع صوت زوجها:

"من المؤكد سلوى وبختك لإهمالك صحتك وعيناك "


تقف أم عصام لترتدي ملابس الصلاة وهي تكلمه معترضة :

"أنا أحب عملي لن أستطيع الجلوس هكذا لا أفعل شيء بيدي فلا تحاولوا منعي من العمل"


يشير أبو عصام بيده أنه لافائدة من اقناعها بالراحة



بعد انتهاء سلوى من الصلاة تبقى جالسة مكانها تذكر الله بتسبيح أسمائه الحسنى وأحمد جالس على مقربة منها يقرأ ورده اليومي الخاص بالقرآن الكريم؛

تسمع صوت نقرات ..

تنهض سلوى وتأخذ جهاز الضغط الذي وضعته قربها وتقول:

"هذه أم عصام أتمنى أن لا يكون ضغطها مرتفع، وبالنسبة لعملها سأمزق لها جميع الأقمشة التي عندها"


...................................

أخلي سبيله بعد ثبات تشابه الأسماء و اتضاح وجوده بالخطأ في هذا المكان طوال تلك السنوات،

يقف أمام البوابة يسمع صوت إغلاقها خلفه ..

ارتعدت أوصاله وانتفض قلبه عندها رهبة وهلع أن يكون هذا كله حلم وقد يستيقظ منه يحمل قدميه على الابتعاد عنها وعن هذا المكان تملكه الخوف أن يشعروا بشيء خاطئ ويعيدوه إلى الداخل بدأت خطواته ثقيلة وبطيئة ..
لكنه عندما فكر أنه لأول مرة يصبح خارج السجن بدأت قدماه تتسابق تلحق بعضها مسرعة حتى لا تبقى واحدة وتذهب الثانية ..
توقف لأول مرة بعد أن أبتعد قليلا وهو يتلفت إلى السماء والأرض وإلى اليمين واليسار ولكن لن يلتفت إلى الوراء لا يريد رؤية ذلك المكان المرعب،
جملة كانت بباله كان يتخيل نفسه يرددها وهو خارج
وقد تذكرها الآن ..
أنا حر .. أنا حر .. أنا حر ..
لكن بعد كل ذلك العذاب لم يبقى لها معنى .. لسانه عاجز عن نطقها، مازال لايشعر بالحرية
شعور بالخوف أقوى من تلك الكلمة، يسيطر عليه لا يصدق أنه خارج ذلك المكان القذر .. حلم لم يفارقه كل تلك السنين
يغريه .. ينادينه .. حلم خروجه من هناك ..
إلى أن بدأ يهدأ ويفكر أنه ليس حلم وهو الآن يسير بمفرده بطريق لا يعرفه .. لا يعلم أين هو الآن ..ولا أين يذهب بهذا الليل .. المهم أن يبتعد عن هذا الجحيم .
ينظر إلى السماء كان يتمنى أن يشاهد القمر ولكنها ليلة مظلمة ..
انقدوه بعض المال فقط .. و ورقة تثبت إخلاء سبيله .. اوراقه الشخصية لم يحاول أن يسأل عنها، انه حتى لا يريد أي شئ منهم،
يكفي أنه خرج من هناك .. كان يتمنى فقط أن يودع اصدقائه ولكنهم لم يسمحوا له بوداعهم ..
لعله هذا الأمر الوحيد الذي كانوا محقين به، فراقهم ووداعهم كان ليبقى معه كل العمر يشعره بالقهر والعجز عليهم لبقائهم هناك، يشعر بخروجه وكأنه خائن تركهم للموت وهرب بنفسه.

برؤيته لضوء سيارة قادمة من أمامه ..تسمر مكانه وكأنه شخص قادم من عالم آخر لا يعلم ماذا يفعل أيهرب منها ؟! أم يوقفها ؟!..
تقترب منه السيارة لكن ما أن توقف السائق ورأى رجل نحيف جداً .. شعره حليق .. وذقنه نامية بعض الشيء، ظهر التعاطف والأسى على وجه السائق ..

شعر باسل أن الرجل يخشى منه ومن هيئته يظنه مشرد أو مجنون

لكن الرجل توقف بجانبه وفتح الشباك من جانب باسل .. مد رأسه أبتسم له وبكل بساطة قال :

"حمد لله على سلامتك، تعال بجانبي وقل لي من أين أنت لعلي استطيع مساعدتك"


يتلعثم باسل لا يعلم هل يذهب معه .. بدأت الهواجس تهاجمه ..كيف عرفه؟! هل هو واحد منهم وقد يعيده إلى هناك ؟!
يشاهد الرجل ما يدور من أفكار على وجه باسل .. يشفق عليه وقد شاهد مثل حالته من قبل .. ويعلم ما يشعر به، يحاول طمأنته ..

"هذا طريق منزلي وقد اعتدت رؤية أشخاص يخرجون في الليل من السجن .. وأحاول مساعدتهم بما أقدر، فقل لي من أين أنت لأوصلك .

يشعر باسل ببعض الاطمئنان ولكن .. وكأنه نسي كيفية التعامل مع البشر، وقف مكانه للحظات إلى أن تحرك وجلس قرب الرجل ينظر أمامه ومازال صامت حتى عينيه جامدة،

الرجل منتظر منه أن يخبره عن عنوانه .. يقدر ما يمر به من صدمة ويعطيه كل الوقت لتمالك نفسه،

ينظر باسل أمامه يرى الطريق مظلم وطويل يسمع دقات قلبه بإذنيه .. يرمش مرتين بعينيه .. وكأن الحياة بدأت تعود إليه .. يعتصر بقبضة يده مسند الباب بقوة، بهذه اللحظة يتمنى الصراخ بصوت عالي ..أو البكاء بصوت اعلى ..
صار تنفسه صعباً .. يشعر بحرقة في عينيه، لكنه لن يبكي سوى بين يدي والدته .. يرفع يده يمسح عينيه مثل طفل تائه وجد من يوصله، يتماسك يلتفت للرجل وبصوت به رعشة واضحة من كبت مشاعره .. تقطعت الكلمات بين شفتيه
(خذني من هنا)

بعدما اتضح إنه بمدينة أخرى ..أوصله الرجل إلى إحدى حافلات النقل الداخلي و دفع له أجرة الطريق سلم عليه وذهب فجأة كما ظهر!
يراقب باسل ذهاب الرجل محدثاً نفسه:

"هل كان رجل حقيقي أم ملاك أرسله الله لمن هم مثلي"

شريط خمسة أعوام من الزمن مليئة بالمرارة والألم تمر أمامه مع تحرك الحافلة متجه لمدينته،

أضواء تلك المدينة التي حملت داخلها أصوات عذابهم تغيب بالأفق البعيد ولكنها لن تغيب عن خياله ابداً ونشيج روحه وزفرات قلبه فيها ..طوال حياته لن ينساه، ولن يعود لها ابداً ..

ينظر لركاب الحافلة ..منذ متى لم يشاهد رجال .. ونساء بشعورهم الطويلة وثيابهم الجميلة ..

ما أجمل الإنسان الطبيعي الذي خلقه الله بفطرة نقية ..وما أحقر السجن والسجان ؛ ما احقر الانسان حين يحيد عن فطرته ويتبع شيطانه ..

كان جالساً خلف عائلة مكونة من أم وأب .. وطفلة، الطفلة كان والداها يلاعبانها ..ويسمع باسل صوت ضحكاتها.. ياإلهي لقد نسي براءة الأطفال ..وكيف تكون !! ألتفت إلى الطفلة يريد رؤيتها والتأكد من ما سمعه، اشتاق للأطفال .. وعندما أصبح وجهها بوجهه مدت يديها الساحرتين الناعمتين باتجاهه .. ياالله ما هذا الجمال والبراءة وكأنه يشاهد معجزة ..
تابعت الحافلة مسيرها وبدأت المدينة تقترب
رويداً.. رويداً
والأضواء بدأت تلوح من بعيد ودقات قلبه تتسارع وسمع نفسه يلهث باضطراب .. يشعر بالرهبة.. من سيرى؟! ومن أصبح غائب؟! يخشى فراق أحد منهم يريد رؤية الجميع؛

مازال طيف ذلك المنام يعاوده فيعيد له شعور الضيق والقلق،
وصوتها يهمس له :

"لقد تأخرت كثيراً لتعد قبل ذهابي"

ماذا تخبئ له تلك المدينة من مفاجئات وأخبار ؟!!

وبعد مدة قصيرة ..
وطأت قدماه أرض طفولته وشبابه

في بادئ الأمر لم تستطع قدماه أن تحملاه وظن أنها نسيتْ وظيفتها .. كانت خطواته تحتاج لشيء من التوازن مثل تفكيره الذي اصبح مشوش أخذ يكلم نفسه:

"لا أصدق نفسي ولاعيني"

نسيم الليل البارد يلفح وجهه يهدئ من خوفه،

والناس ينظرون إليه.. يتسألون من هذا الوافد الجديد حليق الرأس هيئته مثل المشردين؟!
بدأ يهدئ من روعه بحمد الله وشكره وقرر السير إلى المنزل لقد أشتاق لكل حجر .. ولكل شجر .. يفكر كيف سيكون لقائهم كيف سيخبرهم أنه هو هل سيتعرفون عليه أم لا!!

يسمع صوت آذان الفجر يشعر بسكينة بقلبه وروحه يحتاجها قبل اللقاء كم يخشى على قلبه أن يتوقف من الفرحة قبل وصوله هل يأخذ سيارة أجرة أسرع ويسبق الوقت لهم أم يكمل سيره على قدميه،
يصل الى حيهم يتلفت حوله الظلام مخيم عليه كانت انوار الشارع تضيئه بالماضي .. يشعر بالضيق من هذا الظلام أصبح يكرهه يسرع بخطواته إلى أن وصل لباب العمارة يفتحه ويدخل يشعر ببرودة تجتاحه لطالما احبها عند قدومه بيوم حار لتلفه برودة هذا المدخل مخففة عنه حر الصيف ، يسير يتلمس طريقه على ضوء ضعيف قادم من أمام منزل أحد الجيران يستند إلى السور الحجري للسلم يتحسسه وكأنه يعيد تعريف نفسه له يحمل قدميه واحدة تلوا الأخرى لتتسارع ضربات قلبه ويضيق صدره من فرط التأثر إلى أن وصل أمام الشقة يمد يده يتحسس الباب مازالت الخدوش التي به كما هي ، ينظر له وكأنه حائط كبير كما كان يراه وهو صغير،

يشعر أنه ما أن يعبر هذا الباب ويصبح بالجهة الأخرى يعني ذلك الأمان سيغلق هذا الباب خلفه سيحتمي به،

هل يرن الجرس؟! أم سيخيفهم في هذه الساعة ..لينقر بضع نقرات صغيرة من المؤكد والديه كعادتهم مستيقظين لصلاة الفجر
يتبع.....
...................................



noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 15-06-20 الساعة 09:17 PM
ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 08:53 PM   #276

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

تتجه سلوى إلى الباب وهي تتوعد أم عصام لإهمالها صحتها تفتح الباب بسرعة،

لكنها ترتد إلى الوراء مرتعبة وكادت أن تغلق الباب ثانية ..لم تكن أم عصام على الباب وتحمد الله أنها مازالت تضع إسدالها ،تحاول اغلاق الباب لكن يد امتدت ..سندته ومنعته من الإغلاق ..يُفتح الباب ببطئ جعلها تضع يدها على قلبها تهدئه ..هل تلك اللمحة التي رأتها مع ضعف الإضاءة حقيقية أم إنها تخيلت ما رأت وليست سوى اوهامها،
لكن عندما فُتح الباب على آخره .. ظهر لها وجه ..وعينين .. ورأت تلك العينين التي تكاد تفيض من دموعها المحبوسة ..إنها لن تخطئهم من بين ألف عين ..
أخذ قلبها ينتفض بصدرها مضيقاً على تنفسها تشعر بحرارة تخرج من جسدها
سيغمى عليها هي تعلم ذلك لكنها لا تريد .. لا تريد الإغماء؛ يقع من يدها جهاز الضغط يثير جلبة من حولها ..تسمع من بعيد صوت أحمد لكنها لاتفهم ما يقول
يديها ترتعش ترفعهم وتنزلهم لا تعلم ماذا تفعل هل هو حقيقي؟!! أم انه ملك الموت أتى لها بصورته؟!! صوتها لا يخرج تريد الصراخ تريد البكاء لكن لا صوت يخرج منها إنها تختنق بصوتها تمد يديها بارتعاش تريد التأكد أنه ليس وهم ليقترب هو منها خطوة يلامس أطراف أصابعها بيده يخشى عليها من حضنه يخشى عليها من قوة شوقه..
تمسك يده تقربها تنظر لها ترتعش يديهم معا، لاتعلم من يرتعش أكثر ..تقلب كفه وكأنها تحفظ خطوطه تقربها لوجهها تشم كفه ..إنها رائحته .. إنها يد طفلها .. يقترب أكثر يمسك يدها الآخرة يرفعها يتشممها ثم يقبلها ..أصبحت ساقيها غير قادرتين على حملها.. تنزل على ركبتيها وهو يحاول اسنادها لكنه لم يعد بقادر أكثر منها.. تضمه لصدرها بقوة أُم ..تريد اعادته إلى احشائها ..إلى قلبها لتمتزج قلوبهم ودمائهم كما كانوا أول ما خلق وكما عاد إليها وكأنه خلق من جديد ..
ليعلو صوتها أخيراً محرراً وجعها ومفجراً لدموعها .. صدرت منها صرخة قوية مزقت أحشاء السكون ...


(بااااااسل)


يسمع أحمد صوت وقوع شئ وسلوى لا تجيبه ولا حتى أم عصام ماذا يحدث؟؟ يدع القرآن من يده ويتجه ليرى ماذا يحدث، لكن عند وصوله لباب الغرفة يسمع ذلك الصراخ بأسم باسل .. يقع قلبه ..يضرب عجلة كرسيه بالباب، لم يعد قادر على تسير الكرسي وهو يسمع صوت صراخها وبكائها؛ حاول مرة وأخرى إلى أن نجح ..لمحها جالسة على الأرض محتضنة أحدهم !!
هل هو ؟! هل ما يظنه صحيح؟! هل هذا ولده !!!
تبدأ دموعه بالجريان على وجهه قبل أن يعلم شئ ..قلبه لن يحتمل ..هو يعلم ..لن يفرح به سيقع من فرحته يكفي رؤيته للمرة الأخيرة فقط .. يارب .. يارب ليحتضن ولده لمرة واحدة وبعدها ليأخذ روحه .. يضرب على قلبه يقويه ليكمل معه لدقائق فقط، يرفع باسل رأسه من حضن والدته على حركة آتية ليرى والده على الكرسي ويضرب على صدره بيده ووجهه يحمل ألم الدنيا كلها ..لايصدق والده جالس على ذلك الكرسي !! تصدمه تلك الصورة ..ليحاول فك يدي والدته عنه لكنها لا تدعه .. لاتريد تركه تخشى ابتعاده .. يعود ويقبل وجهها ويديها وينظر لوالده مرة أخرى، كان أحمد قد رفع له يديه ليقترب منه، لو كان يستطيع لنزل له هو واحتضنه .. يقترب منه باسل على ركبه لا يستطيع الوقوف إلى أن وضع يده على قدم والده ثم الأخرى ومال عليهم يقبلهم وصوت بكائه بدأ يعلو .. يمسك أحمد كتفي باسل يحاول أن يرفعه يسحبه من قميصه إلى أن رفع باسل وجهه له .. امسكه أحمد بكلتا يديه يريد أن يشبع عينيه لكن قلبه يطلبه ..ويطلب بحضن لا فكاك منه ..يأخذه بحضنه بقوة وكأنه يمسكه ينجده يسحبه من قبر كان يضمه .. تقترب سلوى منهم تحتضن باسل من ظهره وتتعالى أصواتهم بالحمد والبكاء لاتعلم كيف دمجت تلك الكلمات والآهات لتخرج واحدة من ثلاثتهم.
تشاهد كل ذلك أم عصام وهي واقفة على باب الشقة تستند عليه لاتستطيع التقدم ..ولاتصدق ما تراه .. هل هذا باسل!!! ابن اختها ولدها .. أول من رأت عينها ..أول من حضنت قرب قلبها ..
هذا الغالي قد عاد ...

الغالي عااااااد .....

...................................


تسمر مكانه بمنتصف الغرفة مثل أسد حبيس مجروح لا يستطيع حتى الزئير عن آلامه ..
يرفع يديه يتخلل شعره يشده بقوة .. يعيده إلى الخلف .. لقد ذهل مما رآئ ..
رفع رأسه إلى فوق أغمض عينيه يعيد ما حدث ..كيف مرت تلك الدقائق ..منذ أن سمع أصوات تأتي من الخارج وصوت والدته تصرخ، هب من النوم مذعوراً .. نفض عنه الغطاء وخرج من غرفته لكنه لم يكد يخطو خطوتين ليعلم ماذا يحدث .. رأى شقيقه المتوفي .. قد عاد ..
اختل توازنه وارتجفت أوصاله، يشعر وكأن الدماء سحبت من جسده استند على الحائط وانسحب إلى غرفته مثل الغريب أغلق الباب خلفه واسند جبينه عليه رفع يديه الاثنتين يقبضهم بقوة على الباب يريد تحطميه يريد اقتلاعه والخروج يريد احتضانه ..انه متشوق لرؤيته .. هو نصفه الآخر، هذا الباب الذي يفصل بينهم أصبح مثل جدار عالي لا يستطيع تخطيه، يريد الخروج ولكن كيف يواجهه ؟!! كيف ينظر في عينيه؟!! يخشى أن يشتم رائحتها عليه .. يشعر وكأنه باحتضانه زرع سكين بظهر أخيه .. يبدأ دمه بالغليان لم يشعر بمثل ذلك الضيق والغضب وقلة الحيلة مثل الأن ..
وتلك التي اقتربت منه ببطئ تهمس من خلفه .. "هل ما سمعته صحيح؟"
لايستطيع أن يستدير لها لكنها تمسك كتفه بقوة تديره لها لترى وجهه محتقن ومقلتيه محمرتان متسعتين من الصدمة، وكأن تلك النظرات كانت تأكيد لها على أن ما سمعت وفهمت صحيح، ترجع إلى الخلف خطوتين وجسدها يرتعش تشعر أن احشائها تتمزق صدرها يعلو ويهبط بسرعة ..أحست بدمائها تلتهب وتحرق عروقها جميعاً ..تضع يديها على فمها كأنها تخشى أن يسمع صوتها ويعلم أنها هنا .. يعلم أن زوجته مع آخر .. عند هذه الفكرة تبدأ معدتها تعتصرها كأنها تأكلها من الداخل تركض إلى الحمام تفرغ ما بداخلها .. وهو يشاهدها لايقدر على الاقتراب منها لايقدر على تخفيف الأمر يدعها فلا كلام يقال بعد الآن..
تجلس على أرض الحمام بعد أن أعلن جسدها انهياره عن التحمل وتبدأ تهمس لنفسها

(إنه حي .....إنه حي .....)


لكن قلبه لا يطاوعه يقترب منها يحاول اسنادها لتقف وقد علا وجهها الشحوب واصفر لونها، يجلسها على السرير وهي شبه مغيبة لاتعي شيئا فقط تعيد كلامها وتقول في صوت مضطرب

"إنه حي ...."

يمسك عامر يديها يحاول تهدأتها جسدها يرتعش وكأنها تتجمد من البرد .. أسنانها تصطك .. وعيناها تترقق دموعها تنظر له ولكن بعيون انسحب النور منها ..تسحب يديها منه بحدة وتبدأ بلطم وجهها

"ماذا فعلنا؟!"

"ماذا فعلنا؟!!"

شعر بيديها تضرب بصدره وروحه معاً أستسلم لها وكأنه يتمنى فعل ذلك بنفسه..
اشتعل دمه نارا موقدة، وضغط على نفسه فأصبح لا يكاد يسمع شيئا، أو يشعر ..ما عادت حواسه تعمل ..
يتبع......



noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 08:55 PM   #277

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي


"خالتي "
يقولها بحب وشوق لهذا الوجه البشوش يقبل يديها هي والدته الثانية ..تبدأ دموعه تخف وخيال ابتسامة واطمئنان يعود له .. تمسك أم عصام وجهه تمسح عليه وكأنهم باللمس يؤكدون حقيقة وجوده ..

"عمر خالتك وقلبها فداء لهذه الكلمة منك"

يظهر أبو عصام على الباب بعد أن سمع تلك الأصوات قادمة من منزل أحمد وكان يخشى أن يكن أحمد مريض أو حدث له شيء آخر ما توقعه ان يرى باسل بينهم !!
وقف متسمراً مكانه .. ذلك المنظر يثير في النفس الرهبة.. كيف لك أن تفرح وتشعر بالحمد والشكر وتشعر بالقلق في آن واحد ؟!! إنه مضطرب المشاعر،
إلى أن رآه باسل واقترب منه ..ليذوب قلب أبو عصام له شوقاً ويتلقفه بحضنه .. يمسد على مؤخرة رأسه مثل طفل صغير حين تحمله ..عاد باسل لهم وكأنه ولد من جديد يخافون عليه أن يتلاشى من بين يديهم ..
يبتعد باسل عن أبو عصام ويلتفت لوالده خلفه حيث سلوى مازالت جالسة على الأرض بالقرب من أحمد ممسكة بالكرسي لم تعد بقادرة على الوقوف .. يقترب منها يحاول اسنادها .. "تعالي أمي ..قفي .. تمالكي نفسك ..ايقظي عامر وريم بينما أذهب لأرى نورا وحمزة وأعود لكم"
في هذه اللحظة أدرك الجميع مصيبة ما حدث !!!
جمد الدم بعروقهم وتصلبت اجسادهم وكأن الطيور تقف على رؤوسهم ..
لاحظ باسل تبدل ملامحهم وسكوتهم والنظرات التي تبادلوها، وانتشار الهلع والفزع على وجوههم ..وقع قلبه بين قدميه خوفاً أن يكون مكروه قد حدث لأحدهم، لكن من هذا الذي سيفجع به؟! يا الهي هل يستطيع أن يتمنى سلامة أحدهم عن الآخر .. جميعهم لهم ذات المكانة بقلبه وحب كبير لا يكفيه العالم ..
ينظر لخالته وأبو عصام ليجد خالته تحاول عدم النظر له، تتهرب من عينه ..وتمسح دموعها بحجابها تداري وجهها .. وأبو عصام ينظر إلى الأرض ..يعود بنظره لوالده ولكنه يرى فقط نظرة أسف ..وملامح شخص مكسور ..سرت بجسده رعشة من الخوف والهلع ..
"أبي ماذا هناك لا تصمت أرجوك"


تحاول سلوى أن تتكلم .. يمتلئ صوتها بغصة تخنقها فيخرج مرتجفاً رغماً عنها .. تقول

"ريم تزوجت"

يهدأ قليلاً خفقان قلبه ويتذكر تلك الصغيرة ..كبرت وتزوجت لكن يبقى الرعب ..بقي أخيه وزوجته وطفله ..اقتحمت مشاعر الحيرة قلبه، ولا يريد الاختيار

"اكملي أمي لا تتوقفي إنك تقتليني هكذا"

يمسك والده يده يحاول استجماع نفسه

"هل تعلم بأننا كنا نعتقدك ميت"
يذهل باسل لتتسع عيناه وهو يردد

" ميت !!!!.."

يكمل أحمد ولكن لا يستطيع النظر لباسل يغلق عينيه على تلك الذكرى
"أجل واستلمنا متعلقاتك الشخصية وشهادة وفاتك"


أحس بالدم يتدفق في عروقه ساخناً .. هائجاً .. مجنوناً ..ألا ينتهي ظلمهم !! ألا حدود لبشاعة أفكارهم !!

يهز رأسه يحاول نفض تلك المشاعر والأفكار وأخراجهم من رأسه،
"لهذا تخافون على نورا من الصدمة؟"


تبدأ سلوى بالبكاء على حال ولدها كيف سيحتمل

يجلس أمامها ولم يتبقى عنده أي شك أن الذي سيسمعه ليس جيداً،

"أمي أرجوكِ قولي شيء"


يقبل يدها ..يرجوها، لكنها تزداد بكاء وصوتها يعلو بآهات قهر وألم ..
ينظر لخالته وزوجها مازالوا لا يتكلمون ..فقط بكاء ..
أبو عصام أدار ظهره يستند على الباب بيده
يعود لوالده الذي يتفتت على ولده ماذا سيقول؟! كيف سيخبره؟! أي كلمات عليه اختيارها؟! لتكن أقل قتلاً وتمزيقاً له !!!.

...................................


"يجب أن أخرج يجب أن أراه .. لن أبقى مختبئ هنا "

يقول عامر جملته وقد أصبح وجهه محتقن وعروق جبهته ورقبته بارزة بشكل مرعب، لكنه ما أن يتجه إلى الباب تسرع نورا تتمسك بيده تسحبه إلى الداخل تمنعه من الخروج وتكلمه بصوت مرتجف وكأنها ترى الموت خارج هذه الغرفة:

"هل جننت أين ستخرج .. ماذا ستقول له ؟! لاتخرج دع والدك يتصرف أبقى هنا"

ينظر لها يحاول ان يتمالك نفسه لكنه لايقدر ..دمائه تغلي وأفكاره مخبطه تارة يفكر أن يخفف الأمر عن والديه ويخرج بنفسه ولكنه سيكون .. سيكون حينها الجلاد والسوط الذي يجلده اخاه !!.

يترك يد نورا يحوم بمكانه ..سينفجر ولا يستطيع التصرف أو حتى التفكير هو مشطور لنصفين .. نصف يتمنى حضن اخيه والفرح بعودته ..ونصف يشعر بالهلع من مقابلته ..من رؤيته .. كيف سيقف أمامه؟!!

"إلى متى سأبقى هنا !! هل سأختبئ إلى نهاية العمر؟! لابد أن أخرج"

ساعتها تجلس نورا على الأرض ..تمسك قدمه ..تتوسله بصوت قطع نياط قلبه

"لاتخرج أرجوك .. لاتخرج"

"دعيني نورا إنه أخي"

يمسك الباب بيده والأخرى تمسك قدمه يريد أن يسمع منها ويبقى ولكن ....

يتبع.....
...................................


noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 08:58 PM   #278

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اشتعل دمه ناراً موقدة، وضغط على سمعه فأصبح لا يكاد يسمع شيئاً،
يسمع طنين بأذنيه، وحجر قد علق بحنجرته حاول ابتلاعه لكنه لا ينزل ولا يخرج، ينظر لوالده يحاول استيعاب ماقاله ! هل أخطأ الفهم ؟!! يعيد على والده

"أبي أعد ثانية فما خرج من فمك لم يدخل أذني"

تمتلئ مقلتي احمد بالدموع ويمسك يد ولده المستندة على كرسيه،

"بني لا تصعب الأمر عليّ، ياليتني مت قبل أن اذبحك هكذا فلا تطلب مني أن اعيد نحرك"

يضع باسل جبينه على يده يحاول أخذ نفسه، يحاول تفسير كلام والده إذن فقد فهم الأمر صحيحاً شقيقه تزوج زوجته،
يعتصر الكرسي بيده بقوة ويئن متئلماً يرفع رأسه قليلاً ويعض يده بأسنانه لعله يكتم صوت تكسر داخله، يمسح والده بيده على رأسه، يبعد رأسه عن يد والده ومازال ينظر ليده، آثار أسنانه وبعض الدماء تعيده لجلسات التعذيب وما عانى منها، لكنه لايقارن بهذا الألم الذي يشعر به هذه اللحظة ويهمس :

"ليتك نحرتني وقتلتني بسكين صلدة .. صدئة .. ولا قلت لي ما قلت"

تقترب منه والدته تمسكه من كتفه، ومن بين دموعها والمها على ولدها تحاول أن تهدئه

"بني أرجوك أهدأ دعنا نشرح لك ماذا حدث"

يقف بسرعة تاركاً والدته ومبتعداً إلى الخلف وبصوت مرتجف حاد يشير بيده؛

"هل تريدون مني أن أجلس وأسمع منكم كيف أن أخي تزوج زوجتي"

" هل يجب أن أعلم أن أخي الآن مع زوجتي وأبقى هادئ"

لا يعلم من أين أحضرت خالته كوب الماء، تحاول إعطائه له تطبطب على ساعده تخفف عنه بقدر قليل من صدمته ..

"أشرب بعض الماء بني، أهدأ أرجوك ما رأيك أن تأتي معي لشقتك تستريح وبعدها... "

لم تنهي خالته جملتها لينظر لها بحدة يسألها من بين أسنانه

"شقتي !!! هل هم في شقتي؟؟! "

تهتف خالته بسرعة ولكنها لا تساعده بل تزيد جرحه

"لا أنهم هنا ...."

تصمت تضع يدها على فمها تعلم أن ما تفوهت به هو أغبى شيء قالته،
ولكن لم يعد أحد منهم يعلم ما يجب أن يقال وما يجب إخفائه ...
يمسك الكوب بيده وينظر لوجوههم بقسوة جعلتهم جميعاً لا يستطيعون رفع بصرهم نحوه؛ صوت بكاء والدته ودموع والده تحز بنفسه كان قد عاهد الله إذا خرج لن يحيى سوى لاسعادهم وارضائهم كيف الآن سيفي بعهده ! غضبه لايسعه الكون ويخشى أن يفرغه بهم ..يلتفت حوله يسير خطوتين يقف أمام الرواق ينظر إلى ابواب الغرف الموصدة ياترى هم خلف أي باب ؟؟..
طفح الكيل وفار دمه ..
يعتصر الكوب بيده يتمنى تحطيم هذه الأبواب جميعاً، يحمل الكوب بقوة ويضربه بالأرض لينفجر كالقنبلة ويتفتت إلى اجزاء صغيرة ..
وكأن هذا الكأس يعكس تفتت قلبه وانكسار روحه، يبدأ باللهاث بحدة .. صدره يعلو ويهبط،
يلتفت لهم بحدة ويصرخ :

"أنا لا مكان لي ... هنا لم يعد هذا منزلي"

يتجه نحو الباب لتبدأ والدته الصياح بهستيرية وكأن خروجه بعد أن عاد لها يعني موته وفقده مجدداً .. وهي لم تعد قادرة على هذا الألم ثانية
انتشر الفزع بجسدها أصبحت تصرخ وتترجاه أن لا يخرج ..أن يبقى ..
"لا تذهب وتتركني مرة ثانية ..إن خرجت سأموت ..اقسم لك سأموت .. لا تدعني ثانية"

تمسك يده ..تقبلها

"استحلفك بالله ..لا تخرج"

يسحب يده من والدته بسرعة يقبل يدها .. يتمزق قلبه عليها ..لم يشبع منها هو أيضاً ..كان يتمنى النوم بحضنها اليوم لكن بقائه اصبح مستحيلاً .. موته أهون عليه من بقائه هنا تحت سقف واحد معهم ..
يكلم والدته بصوت جرح وبح من كثرة الضغط على نفسه

"أمي .. أرجوك أنت ارحميني .. أنا لن اتركك ولكن لن أبقى"

تمسكه من كتفيه تحضنه ..تقبله من رأسه ..كتفه ..من كل مكان ..

"افهمك ولكن مع ذلك لا أقدر على تركك لا أقدر بعد أن عدت إلي ..لن ادعك ثانية واحدة ..أنت لن تفارق عيني ابداً بعد الآن .."

يحتضن والدته بقوة حاجته لهذا الحضن يريد أن يختبئ داخلها ويبكي قهراً وظلماً أصرا على مرافقته خارج تلك الجدران السوداء ولكن .. هذا القهر لا شبيه له ..

تخرج الآه منه تكوي جميع من حوله

"آآآآآآآه يا أمي"

"فدائك أمك ..ياليت الوجع بقلبي أنا"

ليأتي صوت احمد من خلفهم يحاول مساعدته يشعر به وبجرحه يعذره ويتقبل قراره ..

"سلوى دعيه يذهب إلى ريم هناك ستطمئنين عليه وهو يرتاح قليلا"


تلتفت سلوى لأحمد هاتفة :

"لا .. لن ادعه ..مالذي تقوله !!.. لن يحدث .. ولدي لن يخرج من هنا"

في هذه اللحظة كان تماسك عامر قد وصل لأخره ..عند سماعه ان باسل سيغادر .. وصياح والدته وبكائها لم يستطع البقاء مختبئاً ..قرر أن يخلص نفسه ويخلصهم من هذا العذاب عليه أخبارهم أنه من سيغادر وليبقى باسل معهم هنا ..

يفتح الباب ويخرج رغم توسلات نورا وصوت بكائها خلفه وجلوسها بالأرض منهارة من مما يحدث معهم ..

ولكن عندما تقابلت الأعين ..تجمد مكانه لم يستطع فعل ما أراد ولا قول حرف مما نوى ..

شقيقان يقفان أمام بعضهما وشاء اللقاء أن يفترقا ..الظلم ذاته يقف عاجزاً أمام هذا اللقاء ..

حدث بينهم صدع لا ردم له

هذا حالهم ..

نختبئ فى حضن الصمت حينما ندرك ان ما نحاول شرحه لن يفهم اطلاقاً
تمتلئ عيون عامر بالدموع قهراً على شقيقه وشوقاً له ..أن تشعر أنك مظلوم ..وظالم في آن واحد ..أمر صعب جداااا

ينظر باسل إلى شقيقه ..يشعر باليأس المميت ..والغضب القاتل ..وبغيظ حانق يطحن نفسه .. حاول أن يبحث داخله عن أي شيء كان يحمله له ولكنه لم يجد شيئاً .. لا يشعر تجاهه سوى بالغضب ..ومايزيد غضبه ..نظرة عامر ..تحمل مائة رجاء ..لكنه لا يفهم معنى رجائه ..هل يعتقد أنه سيسامح !!!
عامر كان يترجاه أن لا يذهب ..لكن لسانه وكأنه ألجم ..مكبل بالقيود ..لا يستطيع الحركة وهو يرئ شقيقه بكل هذا الضعف والغضب أشفق ..عليه وعلى نفسه، هل يعقل بعد ماكان بينهم يقفون هكذا !! لا يجرؤ على الكلام وكأنه أصبح غريب عنه ليس من حقه أن يطلب منه البقاء ..لطالما تمنى عدم موته وتخيل ماذا سيفعل لو عاد لكن أن يقف كعدوه !! لم يتخيلها يوماً ..أن يكون هو من يعيد شقيقه لنار الظلم بيده بعد أن خرج منها .. عادت تلك النخزات بقلبه تعتصره يشعر بقلبه يتلوى داخله ينتفض لرؤية شقيق الروح وشقيق الدم .. ينزف بسببه ..

يشعر بيد صغيرة تمسك قدمه يغلق عينيه ألماً على ذلك الذي يختبئ خلفه يشعر بالخوف من ما يراه

وقبل أن يفتح عينيه

كان باسل وكأنه كتب عليه العذاب لأخر قطرة ألا يكفي مايشعر به ليرى طفله وقد كبر ينظر له من خلف أخيه وعيناه تحمل كل الرعب منه وكأنه غريب تهجم عليهم أو حتى لص

لا شعورياً يرفع يده وكأنه يتحسس شعره خطوة صغيرة للأمام جعلت حمزة يختبئ أكثر خلف عامر

ينظر في دهشة دون أن يتكلم وكأنه في حلم، وعيناه الواسعتان تتساءلان في استفهام عن مايحدث هنا ومن هذا ؟؟!!

وكانت هذه القشة التي كسرت ظهر باسل

اندفع حينها خارج المنزل مسرعاً ليعلو صوت والديه يصرخون بإسمه لعله يعود

تسرع أم عصام بالقول ..

"أبو عصام اسرع خلفه خذه إلى ريم لنطمئن عليه بسرعة"

تقع سلوى على الأرض منهارة وهي تصرخ بعامر

"ألحق بأخيك ..أعيدوا لي ابني .. أعيدوا لي ابني .."

يسرع أبو عصام خلف باسل، يتردد عامر قليلاً .. يقترب من والدته يسندها ولكن عند صراخها تتغلب عليه كلمة "أخيك" .. هو شقيقه وروحه ليهفو القلب خلف ذلك المذبوح بيديهم وتفك قيوده ليسرع خلفه ..
قبل أن يصل إلى السلم يخرج صوته يحمل رجاء وألم ..

"أخي ......"

يقف باسل لثواني وكأن الكلمة بها سر تعرف أين مكانها مهما حدث يبقى لها أثر وشوق، يغمض باسل عينيه يتمنى لو كان باستطاعته التحمل ولو قليلاً .. لما بخل بها على أحد لكن الأمر فاق الحد ..
يكمل طريقه وكأن من صرخ بكلمة أخي شخص آخر لا يعرفه ..

يقف عامر منكس الرأس مهدل الكتفين؛ منذ خمس أعوام قيل لهم أن "باسل مات" ولكن اليوم فقط تم دفنه ... بأيديهم.

ليبقى أهل هذا البيت .. كل منهم .. جراحه تنزف المه الخاص وبغزارة ..وكأن قذيفة نزلت بمنزلهم لتملئ اجسادهم بالشظايا التي ستترك أثرها عليهم إلى آخر العمر .

انتهى الفصل الحادي عشر

noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 10:02 PM   #279

maram alsaeed

? العضوٌ??? » 440728
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » maram alsaeed is on a distinguished road
افتراضي ظلال الياسمين

#ظلال_الياسمين
دبحتينا من الوريد الوريد...قلبي رح يوقف...بكيت بحرقة و بحسرة...حسيت كل آلام عشر سنين ظلم انظلمناها بهالبلد المفجوع تفتقت بلحظة وحدة....بظن كتار رح يقرأوا الفصل اليوم و رح يستغربوا انو كيف اخدوا شهادة الوفاة و كيف باسل لسا عايش....ما رح تصدقوا انو ميس اليوم عملت صورة صغيرة و حقيقية لجزء من معاناة الظلم اللي عم نعيشه.. .مبدعة صديقتي ميس كل فصل عم تثبتي اكتر انك صاحبة قلم موهوب ما بيقل عن اي كاتب/ة مشهورين بعالم الروايات
Mays Abousaleh


maram alsaeed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 10:07 PM   #280

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



انتي رحتي فين يا ميس
فيه مكان فاضي في المعتقل بتاع باسل
طالبينك تشغليه يا حبيبتي


Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية ظلال الياسمين

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.