03-04-20, 11:31 PM
| #42 | ||||
 
|  الفصل الثاني الغربة موحشه صعبة خاصة على من اعتاد دفء الأسرة وأجواءها الحميمية وهذا اللي واضح ببيت أبو عصام و أحمد ... عصام و سامر بينهم علاقة أخوة وطيدة جدا بسبب الغربة والابتعاد عن الأهل و الوطن أثر فيي كتير ارتباطهم ببعض و اكتفاءهم بالقليل للبقاء فقط .. ياترى حنشوفهم راجعين للوطن؟ نسرين و ياسمين عايشو الفقد و كل ظروف الحرب الوجع المحيط بيهم يخلي اي مراهقة تفقد صلابتها .. أظنهم صامدين لسه رغم كل شي.. توورا لهف قلبي عليها كلام والدتها صحيح لكن احساس نورا مو بإيدها صعب صعب كتير تكمل عادي ... يمكن حزن عزن يفرق وجع عن وجع يفرق فقد عن فقد يفرق ... لكن رد فعلها وكأنه بيقطع الأمل لأي وصال من واحد غير المرحوم زوجها.. عامر شايف أبوه وأمه بيعانو فقد ابنهم مهما صار حيضلو يتوجعو على فراقه .. ياترى راح يقدر يلاقي طريقة ليسعدهم؟ المساجين والظلم والقهر والمعاناة اللي ينتقم من كل ظالم .. بس ياترى ممكن نلاقي زوج نورا .. عايش؟ بظن انه حي ... مشكورة فصل ممتع زاد فيه الغموض والتشويق | ||||
|  |
|
04-04-20, 04:59 PM
| #43 | |||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء 
| اقتباس:
| |||||
|
| |
|
04-04-20, 05:03 PM
| #45 | |||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
|  اقتباس:
| |||||
|
| |
|
06-04-20, 08:44 PM
| #48 | ||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| نحن نُخفي ما يؤلمنا لأنّ لمسه موجع، وكشفه موجعx فإنْ كُشِفَ الجرح فإنه قد قارب الالتآم والشفاء، .................................. تقف شهامة أمام النافذة تشاهد الظلام أمامها وترى انعكاس صورتها على الزجاج، تلمح عمها طارق خلفها يقترب منها ويقف قربها ينظر أمامه عبر النافذة حيث كانت قديماً الأضواء تنير على مد البصر،أما الآن فلولا ضياء القمر لما رأيت يدك أمامك،الظلام يحتل المدينة ليلاً "لما ما زلت مستيقظة إلى الآن؟" "حاولت النوم ولكن صوت ذلك الحقير أصبح لا يحتمل،هل سنسكت على ذلك طويلاً عمي!!" يرفع يده يحتضنها يقربها منه وينظر بعينيهاx "هل عرفتني قبل ذلك أسكت عن منكر أو شيء خاطئ" تحرك رأسها بلا، تبتسم له وكأنه بطلها،تثق به وبقراراته.x يعودان بنظرهما إلى الخارج فيسمعان أذان الفجر الذي يريح القلب وكأن الشياطين كلها تختبئ خوفاً من الفجر القادم.x "شهامة أريدك أن تتعلمي أنه لا يجب أن تقفي أمام كل عاصفة بوجهك،بل يجب أن تنحني للعاصفة إلى أن تمر حتى لا تكسرك، كماعليك أن تعلمي من تواجهين أولاً فهناك من يحتاج المواجهة وهناك من يحتاج الدهاء"x وغمز لها بعينه لتلمع عيناها بفرحة،لقد فهمته سوف يقضي على كل شيء قدير هذا الخبيث ولكن بطريقته. فتقف شهامة تنظر له وتقول: "هل تعلم ماذا أرى أمامي عندما أنظر للظلام؟" "خبريني،أحب كلامك ونظرتك للأمور" "أرى بعد هذا الظلام مكاناً جميلاً يحمل من الألوان والفرح ما ينتظرني،أنا واثقة بالله أن القادم أجمل، أرى نفسي أقف على الجانب المشرق وألتفت إلى الخلف لأقول، xلقد مضت...تخطيت كل ذلك.. السير بهذا الظلام ليس سهلاً ومع ذلك أعلم أني سأصل ولكن متى؟ أشعر وكأن قدماي لاتطيعانني كل خطوة تأخذ مني شهورا وأياما"x ستصلين،اصبري قليلاً فقط لقد قدمت لك بالسفارة من أجل تأمين التأشيرة ولكن الأمر يحتاح بعض الوقت" إنه يريد سفرها اليوم قبل الغد،يخشى عليها من هذا اللعين ويتمنى أن تجد السعادة والأمان مكان ذهابها. يكفيها ماعانت،لن يستطيع تصفية هذا الحقير إلا بعد إبعادها والاطمئنان عليها، هي ابنته وأمانته سيحافظ عليها.x "هيا لنصلي الفجر معاً مثلما كنا نفعل،هل تذكرين؟"x "وكيف أنسى لحظات الصفاء تلك إنها أجمل ما يجمعنا"x ........................ .......... يبدأ اليوم كالمعتاد في المنزل ولكن الاختلاف بسيط، نورا لاتتواجد على مائدة الإفطار،الفتاتان لا تتكلمان ولا بكلمة واحدةx ووالداهما هادئان كأن الحزن مسيطر على الجميع.x xيرن جرس الباب لتذهب أم عصام تفتحه،هي تعلم إنها سلوى تريد الاطمئنان عليها،هل جرحتها بالأمس هل ستكلمها ثانية؟ لم تنم طوال الليل خائفة من خسارة أختها وتوأم روحها.x تفتح الباب لترى سلوى تقف تحاول أن تبدو طبيعية ولكن احمرار عينيها يظهر ما عانته طوال الليل ما أوجع قلب أم عصام عليها.x تنظر أم عصام إلى الأرض وتقول بصوت خفيض "هل أنت غاضبة مني؟هل جرحتك إلى هذه الدرجة"x تبتسم لها سلوى بود وطيبة وتمسكها من كتفيها "لا حبيبتي لست غاضبة منك، وأنت لم تجرحي أحد xالدنيا هي التي جرحتنا، وأنت حاولتي تضميد جرح ابنتك وهذا حقك على كل حال يجب أن نجلس ونتكلم عندما أعود من المدرسة"x ترفع أم عصام نظرها لأختها،كما توقعت لم تخيب ظنها مازالت صاحبة قلب كبير والحق عندها لا يضيع.x تخرج نسرين وياسمين تنظران لهما هل يظهر على إحداهما أي ضيق؟! ولكنهما متشابهتان، عيون حمراء وجفون منتفخة،قد عانتا نفس الشيئ.x تنظر لهما خالتها و تبتسم ابتسامتها اللطيفة لتقترب منها ياسمين تمسك بيدها مثل طفلة صغيرة كانت تخشى من فقد هذه الابتسامة يلقين السلام على أم عصام ليغادرن تقف نسرين أمام والدتها "أمي أعتقد أن أول مرحلة قد انتهت بسلام،اطمئني قليلاً"x وتغادر تلحق بهما تمسك يد خالتها الأخرة مهما حدث لن يدعا خالتهما بمفردها x...........x ........x ............ يطرق أبو عصام على الباب قبل أن يفتح بالمفتاح الذي معه ثم يدخل ليجلس مثل كل يوم مع صديقه أحمد. ولكن حالهما اليوم ليس نفس الحال. هناك أحمال على أكتافهما أصبح حملها يثقل عليهما يوما بعد يوم والتصدعات بروحهما أصبحت ظاهرة للعيان.x يجد أحمد جالساً بالصالة مطفئاً.x جهاز التلفاز وكأنه ينتظره وهو لن يتهرب منه وسيكون مصغياً له بكل مودة وأخوّة جمعتهما على مدار سنين.x "صباح الخير أبو عصام كيف حالك وكيف أصبحت نورا؟"x يجلس ويضع المفتاح على الطاولة أمامه ينظر كلاهما لهذا المفتاح وكأنه صلة وصل وثقة يخافان انقطاعها.x "صباح الخير،الحمد لله نورا بخير ولكنها لم تخرج من غرفتها بعد،لقد حاولت والدتها معها ولكن..."x يتنهد قليلًا ويشبك أصابعه ببعضها و يتابعx "ولكن رفضت وأنا حاولت معها الكثيرxإلى أن قبلت أن تشرب كأس عصير لا أكثر"x يلف أحمد عجلات الكرسي ليقترب من أبي عصام أكثر ويكلمه عن قرب: "الأمر صعب عليها،دعوها بعض الوقت،إن فكرة الزواج لم نلمح لها ولالمرة واحدة أمامها،ولم تخطر ببالنا نحن أيضاً فما بالك هي!"x "أعلم أن الأمر صعب عليكم أيضاً ولكن واجبي تأمين حياتها وسعادتها، أنت تعلم أننا كل يوم نودع بعضنا بذهابنا للعمل ولا نعلم من يعود ومن لايعد أصبح الموت محيطاً بنا من كل مكان"x "أطال الله عمرك أبو عصام وتزوج أولادك جميعهم لا تقل ذلك إن الأعمار بيد الله، أنا أتفهم ما أردتم بهذا الزواج ولا أستطيع أن ألومكم،لكن لو مهدتم للأمر قليلا" يطرق أبا عصام رأسه ويجيب بندم "فعلاً تسرعنا،كان يجب أن نعرض فكرة الزواج أولاً على الجميع،ثم نتكلم عن وجود شخص مناسب. ولكن هذا ما حدث" يرفع رأسه ينظر لأحمد "أنا لن أجبر نورا على شيئ،ولكن أريد لها الأفضل وسأقوم بنصحها وإرشادها وعليها الاختيار" يتكلم أحمد: "هناك أمر أريد أن تعلمه أنت أولاً، نورا ابنتي أيضاً وأتمنى لها السعادة. لن نحكم عليها بالوحدة وكما قلت نحن لسنا دائمين لها،x لكن حمزة ابننا وحفيدنا لن يربيه رجل غريب وجدّه موجود على قيد الحياة، ولن نحرم أماً من طفلها سيبقى ولدها وتراه ساعة ما تريد ولكن بمنزلنا ومنزل والده" يصدم أبو عصام لم يتوقع هذا الأمر ولم يفكر به ماذا سيقول لنورا؟x "أنت محق أنه حفيدكم ولكم الحق به وبتربيته بدل الغريب، ولكن نورا بهذه الحالة لن تقبل" "لو لها نصيب ستقبل دع الأمور تسير كما كتب الله، ومن الممكن أن توافق من أجل حمزة بأن لا يبتعد عن منزله وأهله،x لكن لا تكلمها بهذا الأمر قبل موافقتها على فكرة قبول الزواج،دعها تفكر جيدا بعيداً عن أي ضغوط" يبتسم له أبو عصام ويقف من أجل الذهاب إلى العمل "أنت إنسان رائع!أنا أحترامك كل يوم أكثر وفخور بنسبنا وصداقتنا، والآن أنا ذاهب إلى العمل. لو أردت شيئاً كلمني لكي أحضره لك" يقف أبو عصام للخروج ليسمع صوت أحمد من خلفه، "أبا عصام! المفتاح.. لقد نسيته!" يلتفت أبو عصام ينظر لصديق المحن،ويعود ليأخذ المفتاح مبتسما، ينظر للمفتاح ثم يقبض عليه بيده بقوة ويقول "لن يضيع بمنزلك شيئ أنا واثق أني لو نسيته ستجده أنت" يبادله أحمد الابتسامة والثقة به إن أبا عصام يستحقها وأهلا لها، x ........x ..................... يتبع... | ||||
|
| |
|
06-04-20, 08:58 PM
| #49 | ||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| تسمع صوت نقرات خفيفة على الباب تعلم إنها والدتها تريد الاطمئنان عنها وهي تتهرب منهم ولكن إلى متى ستبقى تهرب؟يجب أن يعلموا أنها لن تقبل هذا الأمر ولن تخرج من منزلها ولا لقصور الدنيا. تجلس على السرير وتنظر إلى الباب وبكل هدوء تقول "تفضلي أمي أنا مستيقظة" تدخل والدتها وبعينيها بعضا من الندم والكثير من الحزن تشعر نورا بنخزة في قلبها وشفقة على والدتها لا تحب رؤيتها حزينة ولكن يجب أن يفهموها ويقدروا شعورها. تدخل الأم وتحاول تلطيف الموقف تتجه إلى النافذة تفتحها ليدخل ضوء الشمس ينير المكان وتبدل حالة الكآبة التي تحيط بهم، تضع نورا يدها على عينيها من الشمس تغطيهما إلى أن اعتادت عليها، تجلس والدتها قربها تمسك يديها. "حبيبة قلبي ونوارة منزلنا لاتعاملينا هكذا أرجوك! أنت تزيدين عذابنا ابنتي" "أمي لا تقولي هذا ماعاش من يعذبكم أنا لا أقصد ذلك ولكن كنت أريد بعض الوقت لأستعيد قوتي" تبتسم لها والدتها وترفع خصلة شعر من وجه نورا تعيدها خلف إذنها. "نورا أكلمك كأم ولدي خبرة في هذه الحياة أكثر منك، أعلم مدى تألمك وكان الأمر مفاجئا لنا جميعا،ولكن لتعلمي أنه لن يجبرك أحد على شيئ، لك حرية القرار وطوال حياتك ستبقين ابنتنا وحملك واجب علينا، ولكن أنا أتكلم عن المستقبل،نحن لن ندوم لك. فكري جيداً بحياتك بعد سنين. أريد قرارك أن يكون مناسباً للأيام الصعبة القاسية وليست السعيدة الهادئة" تربت الأم على خد نورا بعاطفة أم وتقبلها بهدوء لتخرج تاركة نورا تفكر قليلاً فهي لن تضغط عليها. تعود نورا تستلقي على ظهرها تنظر للسقف تفكر بكلام والدتها تستغربه أي أمان تتكلم عنه في هذه البلاد التي لم يبق لهذه الكلمة مكان فيها؟ ستحدث أهلها بالموضوع ولينته الأمر بسرعة قبل أن يكبر ويكون سبباً بحزن خالتها وزوجها إنهما لا يستحقان خسارة جديدة وحزن آخر،يكفيهما ما خسراه. تذكرت عمها أحمد هل تدعه اليوم ولا تذهب إليه، وإن ذهبت ماذا ستقول له ((ألم تعلم أن هناك من تقدم للزواج بي)). . . . . .............................. يرن جرس الباب صباحاً ماجعل هيثم ينظر إلى الساعة، من يأتي لهم بهذه الساعة المبكرة من الصباح !!،تطلب منه ريم من المطبخ أن يفتح الباب، فيتجه إلى الباب ويكمل قفل أزرار قميصه قبل أن ينظر من العين السحرية، ويفاجأ بالواقف خلفه فيهمس لنفسه "خيراً إن شاء لله" يفتح الباب بسرعة ويقول: "عامر هل هناك شيئ؟ خيراً!!" "أدخلني اولاً ثم إبدأ الأسئلة ألا حسن ضيافة عندك" يبتعد هيثم من أمامه يفسح له "تفضل أنا آسف ولكن أول مرة تأتي لزيراتنا باكراً هكذا!!" يدخل عامر للصالة يجلس وكأنه يرمي بنفسه على الكنبة يرفع رأسه إلى الخلف يسنده ويغمض عينيه إنه متعب جداً ،يلاحظ هيثم ذلك فيقترب منه وينظر لوجهه إنه مرهق، "سأقول لريم أن تحضر لنا القهوة،ما رأيك؟" "أجل أرجوك!أريد قهوة بكوب كبير لعل هذا الصداع يختفي" تدخل عليهما ريم بعد قليل تحمل القهوة وبعض المعجنات الطازجة ولكن شكل عامر يقلقها ما به وما سر هذه الزيارة!! "لا أعلم هل أفرح بهذه الزياة أم أقلق،ولكن ما دمتم جميعاً بخير فهذا يكفي للاطمئنان" تناولهما القهوة يعتدل عامر ليأخذ من يدها فنجانه بالحجم الكبير كما طلب. "سلمت يداك أنا أيضاً لا أعلم لما أتيت لكما لم أشعر بنفسي إلا وأنا أقف أمام منزلكما" يربت هيثم على قدم عامر "أنت صاحب هذا البيت، لست بحاجة لمبررات لزيارتنا أي وقت منزلنا مفتوح لك" يبتسم له عامر "أعلم ذلك يا صديقي. هناك أفكار كثيرة تدور برأسي وهناك أمر قد قررتهx وأريد من يساعدني برأيه ويبقى سرا بيننا فلا أحد يعلم به إلى أن أقرر أنا ذلك" ينظر هيثم وريم لبعضهما البعض يستشعران أن القادم ليس جيدا وأنه قد اختارهما لمهمة صعبة وعليهما أن يكونا دعماً له. ينظر عامر إلى ريم يأخذ نفسا عميقا ثم يسألها: "أعتقد أنك لم تعلمي ماذا حدث بالأمس عندنا" تضع ريم الفنجان من يدها بقلق "لا لم أعلم شيئ،ماذا حدث هل والدك بخير؟" "أجل قلت لك أن والديك بخير ألف مرة من ساعة قدومي. الأمر أن خالتك وزوجها قررا أن على نورا الزواج" تشهق ريم وتضع يدها على فمها يقترب منها هيثم يمسك يدها يحاول تهدئتها قليلاً، فهو قرر سابقاً عدم التدخل بأمورهم العائلية. "المشكلة أن والدك و والدتك موافقان ولا يستطيعان إجبارهم على إبقاء نورا وحيدة و هي مازالت صغيرة" "لاتقل لي أن نورا قبلت بالأمر!" "لا على العكس نورا قد انهارت وهذا الأمر جعل والديك يعيشان أحزانهما مرة أخرى بأقسى الطرق،الآن يخشيان خسارة آخر ذكرى لهما من أخيك وأنا لا أعلم ماعلينا فعله" تتماسك ريم لتفكر بالأمر، تقف وتلف حول نفسها تمسك رأسها بيديها لتهدأ قليلاً وتستوعب ما يحدث من حولها، مع كل حبها لوالديها وتأثرها بحزنهما لكنها تعلم أن لاحق لهم برفض زواج نورا إن كان مناسباً لها، "المشكلة أننا نعلم أن والديها لهما الحق بقرارهما ولا نستطيع التدخل إذا ماوافقت نورا،وإن رفضت اليوم لانعلم متى تقبل لاحقاً" ينظر لها هيثم بإعجاب مهما كانت مندفعة لكنها عادلة و تعلم ماهو لها من حقوق وماهو عليها من واجبات يعود من شروده على صوت عامر، "أعلم ذلك أن هذا الأمر سيقع إن لم يكن اليوم فإنه آتٍ يوما ما لا محال.لذلك فكرت بشيئ وأريد رأيكما به قبل أي أحد" ينظر لهما بتوتر ظاهر ما جعلهما متحفزين،عادت ريم للجلوس أمام عامر منتظرة أن تسمع ما يقوله ولكن عينيه لا تريحها، "لم أستطع النوم طوال الليل وأنا أفكر بوالدينا و حمزة وحتى نورا جميعنا نواجه مشكلة واحدة وهي ابتعاد نورا وحمزة عن بيتنا وبيدي حل هذا الأمر" يشعر هيثم أن القادم سيقلب كل شيئ مرة واحدة ولن يكون سهلاً. ريم وكأنها توقفت عن التفكير لم تعد تعلم ماذا يريد عامر إلى الآن هل يريد إجبار خالتها على عدم استقبال أي خاطبين مثلاً؟ ينظر له هيثم وكأنه يطلب منه عدم إكمال حديثه يلاحظ عامر أن هيثم قد فهم الأمر و يشعر بخطورة مايقدم عليه ولكن إن تراجع من نظرة هيثم كيف سيقف أمام والده؟لا لن يتراجع يصمم وينظر لهيثم بقوة وكأنه يرد الكلام له "أجل لقد قررت الزواج من نورا" تقف ريم بسرعة وترفع يديها بحركة لا أمام عامر "لا مؤكد أنك جننت ولم تنم جيداً،أدخل ونم قليلاً وعندما تستيقظ نتحدث" ولكن نظرة عامر لها تؤكد كلامه وأنه لا يهذي أو يخرف ماجعلها تتجه إلى النافذة تفتحها لعل الهواء يدخل رئتيها تشعر بالإختناق والحر أيضاً. لا تعلم ماذا تقول تنظر لهيثم لعله يتكلم إلى أن تستوعب الأمر هل هو صادق أم كلام ساعة غضب!! "هل تعلم ماذا قلت الآن؟ هل أنت مقتنع به أنه الحل؟" "أجل هيثم أنا أعلم ماذا قلت ومقتنع به ولو لم أكن قد فكرت جيداً لما أتيت إلى هنا لأتحدث به معكما" "لا من المؤكد أنك جننت أخي،لا هذا كثير علي بيوم واحد" تعود ريم للجلوس وهي تهز قدمها بعصبية وتقضم أظافر يدها بتوتر. تنظر لعامر بغضب يسيطر عليها لديها رغبة بأن تصفعه لعله يستفيق. "لا تنظري لي هكذا بل فكري معي بالأمر وستجدينه أفضل حل لنا جميعاً" "أن تتزوج أرملة أخيك كيف يكون هذا أفضل حل ها قل لي كيف؟" يحاول هيثم أن يهدئ ريم قليلاً لعله يفهم ما يدور برأس عامر، الأكيد لن يقدم على أمر كهذا إلا وهو يعلم مدى خطورة كشفه لهما، يكلمه هيثم بهدوء: "قل ما عندك عامر يبدو أنك قررت و انتهيت،أنتx لم تفكر بالأمر فقط بل أتيت إلينا لتعلمنا و تطلب أن نقف معك ليس إلا، أليس كذلك؟" "أجل أنا قررت هذا!!" ولكن كما ترون الأمر خطورته أن ينكشف ولا يتم فلا نحصد سوىxتباعد الأسرتين عن بعضهما البعض ودخول الحرج بيننا لذا أفكر أن أكلم نورا أولاً وإذا لم توافق ينتهي بيننا وأمهاتنا يبقين على علاقتهما فلا تتأثرا بنا" "يا مشاء الله يا أخي لم أعلم أنك بهذا الذكاء،تكلم نورا وكأنها فتاة غريبة تريد التقدم لها فتحاول أن تعلم رأيها بالموضوع أولاً قبل التقدم لأهلها" "يكفي استهزاءاً بما أقول إنه أمر لا يحتمل هذا الأسلوب بالنقاش. ثم أنا أستطيع إقناع نورا و إن رفضت لن تعتبر أن الأمر فيه خطأ حتى إن نيتي هي السعادة لها أولاً ولحمزة" تضع ريم يدا فوق يد وتقول: "ما رأيك أن تبدأ باقناعي أنا أولاً لأرى مدى قدرة إقناعك لها ولنا" "أنت لو كنت مكانها وتقدم لك شخص غريب لتبدأي معه حياة جديدة لا تعلمين عنه شيئ سوى بعض المعلومات وستضطرين لترك أسرتك، وتكونين سبب إحزان الكثير منهم وجودك لهم هو شمس ساطعة على حياتهم،وحياتك التي عشتها سنين مطمئنة بها محاطة بمن يحبوك كل هذا ستحرمين منه، ثم تقدم لك شخص قريب منك تعلمين عنه جميع سيئاته قبل حسناته أناس كبرت وعشت معهم وستبقين محاطة بعالمك الخاص وأحبائك آمنة مطمئنة تسعدين من حولك و لا تعيشين خوف الابتعاد والقلق من المجهول مع ضمان وجود ابنك ملازما لك مع والد لن تجدي من يحبه ويخاف عليه مثله. شعرة من رأسه تسوى مال الدنيا ومافيها عنده،لن يشعر معه باليتم بإذن الله" تنظر ريم وهيثم لعامر لا يعلمان ماذا يقولان هل يوافقاه أم يرفضا؟ ولكن كلامه منطقي جداً هل ستجده نورا كذلك؟ تحاول ريم محاورته قليلاً "ولكن بالمقابل هناك أمر يقلب كل كلام العقل والمنطق،فأنت أخو زوجها وهذه مشكلة كبيرة لايجب أن تنساها حتى أنت فكر قليلاً كيف ستحتمل وجوده بينكما" يشبك عامر يديه ببعضهما البعض وينكس رأسه ينظر إلى الأرض ليخرج صوته ضعيفا، "أعلم ذلك ولن أكذب عليكما أو على نفسي هذا ليس سهلا ولكن النتيجة تستحق التضحية،إسعاد والدي ووالدتي وضمان وجود حمزة بينهما ومعي سعيداً آمناً معنا يجعلني أتحمل أكثر من ذلك،ثم أنا لم أعد أثق بالحب وكلام المراهقين. الواقع مختلف وعلينا أن نعيشه ونتعايش به" يتدخل هنا هيثم ليوضح الصورة أكثر "ليس معنى أن ريما عندما قررت أسرتها الهجرة من هذه البلاد وهي اختارت السفر معهم وتركك أن الحب ليس موجودا وتحرم نفسك منه،افتح أنت قلبك وستجد من تحبها وتحبك أيضاً،ونورا تستحق من يحبها لا يتزوجها كواجب فقط" يرفع عامر رأسه ينظر له وقد احمرت عيناه و بدا فيهما غضب لذكرى ريما التي تخلت عنه عندما احتاجها وأرادها قربه تواسيه، ولكنها أدارت له ظهرها وسافرت وكأن ما جمعهما كان للتسلية وإضاعة الوقت لا أكثر. "أنا لن أظلم نورا وستعلم كل ما بداخلي لن أكذب عليها بمشاعري،وبالنسبة لريما لم أعد أفكر بالحب ليس بسببها ولكن لم أعد أجد مكاناً له في حياتي ولم أجد من تستحقه، الحب ليس كلاما وشعارات،الحب أفعال ومواقف وأنا لن أتخلى عن عائلتي لأحد ونورا وحمزة هما جزءمن عائلتي" تشعر ريم أن عامر قد اتخذ قراره وإذا كان لن يتراجع عنه فلتساعده إذن ويجمعا الأسرة قبل أن تتفكك، لتكن أنانية قليلاً لمصلحة أسرتها ووالديها يكفيهم ألم فراق ،وعامر على ما يبدو لا ينفر من الفكرة بقدرها ما أثار استغرابها أكثر، هل فعلا وصل به موت مشاعره لهذه النقطة! ........... .......................... تجلس أم عصام تخيط ما بيدها و تفكر بحال نورا وماذا يمكن أن يكون قرارها مع أنها أصبحت تعلم أنه الرفض التام ولكن ستحاول معها قليلا لتقبل الأمر، والتفكير به ومع انشغالها بالعمل والتفكير تسمع صوت نورا عند الباب "أمي أنا ذاهبة لمنزل خالتي لن أتأخر" وتخرج وكأنها تثبت لهم عدم انفصالها عن حياتها ورفض التغير عن عاداتها اليومية يغلق باب المنزل بهدوء لتضع أم عصام مابيدها وتدعو الله أن تجد ابنتها السعادة وراحة البال. "عمي أحمد! هل أنت مستيقظ؟" "أجل نورا تعالي يا ابنتي" تتجه نورا إلى الشرفة حيث صوت عمها قادم من هناك. تقترب وهي لا تعلم هل ما تفعله صحيح، تقرر تجاهل الأمر وكأن شيئا لم يحدث معهم بالأمس. يراقبها ويرى بعينيها كلاما ولكنها لا تواجهه بل تتحاشى التحدث عن الموضوع. "هل أعد لك الإفطار ؟" "هل تناولتِه أنت ؟" "لا لست جائعة" "إذا اصنعي لنا طعاما شهيا وتعالي أنا أنتظرك هنا" تهز رأسها بموافقة تعلم أنه لا يتجاهل ما حدث وسيتكلم معها. بعد وقت قصير كانت قد جلست أمامه تقرب منه الخبز وتراقبه وهو يأكل ويبتسم لها بهدوئه و رزانته التي تعلمها إنها تشتعل من الداخل لا تعلم هل تريد الحديث أم لا لم تعد تعلم شيئا، تضع من يدها الطعام وكأنها اكتفت من حرب الأعصاب ، يشفق عليها،لقد انتظرته طويلا، يكفي ذلك ولكنه أراد التأكد من رغبتها بالكلام. يضع هو أيضا الطعام من يده ويتناول مانديلا ًينظف به فمه ويعود لها. "حسنا تكلمي قولي ما تريدين...أنا أسمعك..خذي وقتك" ترتد بعض الشيئ وتفاجئ لم تتوقع أن تتكلم هي!! "أنا لا أريد الحديث بشيئ، اعتقدت أنت الذي يريد الكلام هذا ما رأيت بعينيك عند قدومي!!" "أنتِ أتيتِ قبل أن تري ما بعيني من كلام،لم أتيت إذا؟" تتلعثم فلا تعلم ما تقول "أنا أنا أتيت كعادتي كل يوم فقط لا أكثر" يطيل النظر لها ما جعلها تحني رأسها وتهرب من نظراته وكأنه علم ما بداخلها. "أنت أتيتي لكي تعرفي ما موقفنا من الموضوع ويكون سبب رفضك قوي أولا أمام والديك" تنظر له بسرعة وترد بقوة "وأنا أرفض الموضوع ولست بحاجة لأسباب أكثر من أسبابي الخاصة" بكل هدوء يسأل "ماهي أسباب هذه،هل يمكن أن تشاركيني بها" "أنا لن أترك منزلي ولن أترك أسرتي وحياتي وأماني لأجل شخص غريب" "فقط لا يوجد سبب آخر" تشعر ببعض الحرج منه لتكمل ولكنه مازال ينظر لها يعلم أن هناك المزيد. تبقي رأسها محنيا بعض الشيئ ولكن بحياء فتاة مراهقة تعترف بالحب. "مازلت أحب زوجي،لا أستطيع تخيل رجل آخر بحياتي، لن أكون خائنة وغير مخلصة لرجل آخر" "ولكن العشرة والحياة تقرب بين الناس لا يجب ألا تغلقي قلبك،افتحيه وانظري ما يحدث،الحب رزق من الله يضعه في قلوبنا،لا بإرادتنا نحب أو نكرهx مثل النسيان لولا هذه النعمة لما استمرينا بحياتنا وتوقفت عند أول مصيبة الحب كذلك،قد تقولين أنك مازلت تحبين زوجك ولكن ما زلنا أحياء ونعيش لحظات سعادة حتى أنا والده مازلت أحيا من بعده ووالدته أيضاً" تغضب بعض الشيئ وتحتد بالكلام "هل تتهمني أني نسيته ولم أعد حزينة عليه؟" "أنا لا أتهمك ولكن أريك الواقع،الحزن اختلف طعمه وتغير ألمه مثل ما نحيا بفرحة حمزة أمامنا وريم وعامر هما الآن الواقع ولندع الأحزان بيد الله هو القادر عليها فقط، وأنت يمكنك إيجاد أسباب السعادة بحياتك،وهذا لا يعني نسيان الماضي أو لانشتاق له ولكنه ماض لن يعود،ويبقى جماله هنا" وأشار إلى قلبه "أن تتذكريه وتشعري بالشوق ليس بيدك،ولا يعد خيانة،الله خلق القلوب وهو أعلم بها " تشير هنا إلى صدرها وتبدأ دموعها بالتسابق على وجهها "لا أنت لا تشعر بي،أنا أحترق من الداخل أنا لم ولن أنسى فكيف تقول لي هذا" يقترب منها يربت على رأسها توجعه دموعها ويوجعه قلبه ولكن عليها أن تفتح عينيها قبل أن تقرر أي شيئ، "حبيبتي أنا أشعر بك صدقيني ولكن سبب هذه النار التي لا تنطفئ وجودك ضمن محيطه وحياته فاختلطت عليك المشاعر، افتحي عينيك و شاهدي جيدا،الحياة اختلفت لم تعد كما كانت أنت تحبسين نفسك بالماضي" "ماذا تريد أن أوافق؟" "لا لم أقل أن توافقي بل أفيقي من عالم رسمته وعشتي داخله متغافلة عن الواقع،الحقيقة إنها شيئ أخر قد تكون موجعة وظالمة ولكنها حياتنا ويجب أن نعيشها لا تدعي الزمن يخدعك وعند خروجك منها يكون الوقت قد مضى ولا تجدين أحدا بانتظارك حينها، كلهم مشغولين بحياتهم يعيشونها وأنت ساعتها لا تستطيعين العودة لعالمك ولا الاستمرار معهم" تضع رأسها على كتفه تسأله بكل برائة: "لم النسيان الذي تتحدث عنه لا يجعلنا ننسى كل شيئ يبقي لنا بعض الذكريات الموجعة والجميلة ، أليس النسيان نعمة؟ لما هي هكذا لا تأخذ معها كل شيئ وتبقي أكثر مما تأخذ؟" "وهذه نعمة أيضا من الله للمتوفي كيف ننساه وننسى عمله أليس من حقه أن ندعو له إذا نسيناه كيف ندعو له ونتصدق له!هذا الجزء من الذكرى له وليس لنا،لذلك ستجدين نفسك عند ذكر أي متوفٍ لا تذكرين له سوى كل خير من أجل الدعاء والمغفرة هل هناك رحمة أكثر من ذلك؟" تعود لبكائها "ولكني لا أريد الآن لست مستعدة للتخلي عن شيئ" "لا تخافي لا أحد يستطيع إجبارك على شيئ" "ولكن والدتي سوف تحزن ووالدي كذلك أعلم ذلك،إنهما أصبحا يخافان علينا كثيرا بعد سفر عصام وسامر" "معهما حق يا ابنتي الحياة أصبحت مرعبة للرجال ما بالك للنساء!" ترفع رأسها تنظر له وتمسك بيده "ولكننا لسنا بمفردنا عامر موجود وأنت وأبي أطال الله عمركما ، وعصام وسامر أيضا ولو كانا بعيدين ولكنها معنا كل وقت" يبتسم لها ويمسح دموعها "يكفي بكاءا ولنا كلام آخر ، لا تبق شيئا في قلبك بعد الآن" تبتسم له وتمسح وجهها كالأطفال، "سأبدأ بترتيب بعض الأشياء واصنع لنا قهوة وأعود حسنا" "حسنا أين أذهب والجميلة تدعوني لقهوة" تبدأ نورا بجمع الأطباق وهو يشاهدها يشعر بها ولكن عليه مصارحتها بالوضع وعليها الاختيار، هي عاقلة و ذكية ليست بحاجة سوى إلى الإرشاد. x.........x .......................x بعد يومين مساء تتحدث أم عصام مع السيدة ميساء بالهاتف لتخبرها برفض نورا للزواج "لقد حاولنا معها كثيرا حتى خالتها و زوج خالتها أيضا كلماها وهي مصرة على رأيها" "صدقيني يا أم عصام لو لم أكن أعلم بأنه رجل ذو خلق ويستحق فتاة مثل نورا لما تقدمت لك ولكن ماذا سنفعل إنه نصيب على كل حال" "أعلم ذلك عزيزتي لولا ثقتي بك لما حاولت معها ولكن لا أستطيع الضغط عليها أكثر من ذلك ولا تعلمين الخير أين يكون" "صحيح لا نعلم أين الخير نسأل الله أن يرزقهما السعادة ويصلح حالهما" تنهي أم عصام كلامها بعد أن أوصلت سلامها لشهامة و اطمئنانها بعدم تغير مدام ميساء معها بعد رفضهم، هي صديقتها ويقدران أوضاع بعضهما البعض ولا يحملان بقلبيهما لبعضهما سوى الخير. عند انتهائها من المكالمة تنظر لياسمين قربها تذاكر بعض الدروس، "هل ما زالت نورا عند خالتها؟" "أجل أمي قالت ستأتي بعد قليل أعتقد أنها ستتناول العشاء معهم تتنهد أم عصام وتمسك ما كان بيدها من عمل "أختك هذه تجلس عند خالتك أكثر من جلوسها معنا" "أمي لما تقولين هذا؟ نورا تجلس معنا ولكن عند المساء تذهب مع حمزة من أجلهم وأنت تعلمين ذلك" "هي تقول من أجل حمزة ولكن لم تعد تستطيع البعد عنهم ولا أعلم هل هذا لصالحها أم لا!" تنظر لها ياسمين بتعجب لا تفهم لما والدتها منزعجة من ذهاب نورا لخالتهم!! في منزل الخالة سلوى: "لا أعلم ماذا هناك يانورا ولكن عامر منذ يومين مختلف به شيئ غريب، حاولت معرفة الأمر منه ولكنه يقول بعض الإرهاق بسبب العمل ولكن قلبي ليس مطمئنا" تكلمها نورا وهي تضع بعض الأطباق على المائدة "لا تقلقي خالتي إن العمل يأخذ منه كل الوقت، والأخبار هذه الأيام لاتسر أحد. من المؤكد أنه يشغل تفكيره بأحوال البلاد" "إن شاء الله يا ابنتي يكون هكذا لا شيئا آخر،وعلى كل حال سوف أسأل هيثم، هو صديقه الوحيد وقد يعلم مابه !حسناً إذاً لتناول الطعام. سوف أحضر عمك أحمد من الغرفة،وأنت اطلبي من عامر القدوم للعشاء معنا لن يخجلك لعله يخرح مما به من هم" "حاضر خالتي سأحاول معه" وتشير بعينها لحمزة الذي يلعب بالألعاب جالسا على الأرض لتبتسم خالتها وتشير لها بإصبعها،دليل الموافقة. تتجه نورا لغرفة عامر وتدع حمزة يطرق الباب بهدوء،لتسمع صوت عامر يقول : "حمزة أفندي تفضل" تضحك نورا و تحاول إخفاء ابتسامتها قليلا لقد عرفه من نقرةصغيرة، يفتح حمزة الباب ويدخل بعفويته الطفولية "كيف عرفت أنه أنا؟" يعتدل عامر بجلسته ينظر لحمزة بحب ويجيبهx "أنا أعلم عنك كل شيئ وأراك من خلف الأبواب إياك أن تكذب علي يوما ما ليجيب حمزة بسرعة وكأنه مذنب، "لا لست أكذب أمي هنا، اسألها" ليرفع عامر وجهه فيرى نورا أمامه،لم ينتبه لها إلا الآن يا إلهي أتت إلى هنا وهو الذي كان يتباعد عنهم لك يعيد تفكيره بالأمر بهدوء كما طلب منه هيثم، خاصة بعد علمه برفضها للعريس أصبح لديه الوقت للتفكير أكثر وبتأنٍٍ. تستغرب نورا رد فعل عامر عند رؤيتها،ما به ينظر لها هكذا ولا يتكلم!!تشعر أن الأفكار تكاد تخرج من رأسه،فعلا عامر به أمر ما كما قالت خالتها، تحاول أن تجلي صوتها من الحرج الذي يكسوها أنها قطعت عليه وحدته كما يريد وأزعجته. "أنا آسفة لو تسببنا لك بالإزعاج ولكن خالتي طلبت مني أن أخبرك بأن العشاء جاهز" ينتبه عامر أنه أطال النظر لها يدير بصره لحمزة ويعود له بعض المرح لأجل هذا الطفل، "لا عليك أنا سعيد بهذه المقاطعة إذا كانت من حمزة" ثم يقف يقترب من الصغير يلعب بشعره يشعثه بطريقة محببة لهما "الآن عرفت سبب هذا الأدب يطرق الباب أولا وينتظر أن أسمح له،ولا يدخل مثل الإعصار كعادته،وكان السبب وجود ماما قربه أجاد دور الطفل المهذب،أليس كذلك حمزة أفندي؟" "أنا أطرق الباب كل مرة ولو كنت بمفردي" "صحيح أنك تطرق ولكن مع فتح الباب بسرعة ووجودك داخل الغرفة قبل أن أذن لك،كان علي أن أعلم سبب هذا الأدب والهدوء وجود ماما " تبتسم نورا لهما تحب مشاهدتهما معا وهما هكذاx "هيا إذا إلى العشاء لقد سهر حمزة اليوم وغدا لن يستيقظ بسهولة من أجل المدرسة" يسمع عامر صوتها ويشعر بابتسامتها التي يراها على وجهها كل مرة أثناء لعبه مع حمزة ولكن هذه المرة يشعر بشيء غريب داخله لا يعلم ماهو ولكن متأكد بأنه إحساس تأنيب الضمير. كيف هو يفكر بها ،وهي تتعامل بعفويتها السابقة ولا تشك به وبنظرته الجديدة لها يجب أن يكلمها سريعا أو يقفل على هذا الموضوع. بقاء الأمر هكذا خطأ وخيانة للجميع.x x................................x يخرجونهم من الزنزانة جميعهم مع الشتائم والضرب يجعلونهم يقفون بصفين مقابلين لبعضهم البعض بقاعة صغيرة مغلقة أو غرفة لا يعلم ماهي ولا يريد أن يعلم، لتعلو أصوات القذرين بالخارج بشتائم وضحكات أقل ما يقال عنها أنكر الأصوات أصواتهم وليس صوت الحمير، يفتح الباب ليدخل ذو الرأس الكبير الشيطان رئيسهم يمشي بتفاخر بينهم ينظر لهم ويبتسم بخبث،يشعر بقلبه أن القادم ليس خيراً يحضر لهم صنف جديد من العذاب يستلذ به من خلالهم ولكن كانت الصدمة على وجوههم جميعاً عند إدخالهم لفتاتين لا تتجاوزا الخامسة والعشرين من العمر يرتديان ملابس محتشمة وواحدة منهما محجبة أيضاً،ولكن ملابسهما ليست نظيفة وجهيهما أحمران ومنتفخان من البكاء، ينظرون لبعضهم البعض ثم للفتاتين تمسكان أيدي بعضهما تبكيان بخوف جسماهما يرتجفان،ليعلو صوت إبليس، "ماذا هل تفجأتم بهديتي؟ قلت أنكم محرمون من زوجاتكم منذ سنين فقررت أن أحضر لكم من يخفف عنكم"x يلتف حول الفتاتين لتنكمشا برعب لا يفهمان ماذا يقصد، ولكن باسل فهم الأمر ما جعل وجهه يحمر ويعض على أسنانه بقوة يكتم قهره وعجزه، "لقد اخترتهم بعناية، صغيرات جميلات مطيعاتx يسحب بقوة حجاب الفتاة لتصرخ من خوفها وألمها مع سحبه شعرها بيده، يمسكها من شعرها يرفع وجهها "انظروا لها كم هي جميلة" يقربها منهم ليغضوا أبصارهم وينظروا للأرض وهم يسمعون بكاءها ورجاءها بالرحمة يدعون عليه وعلى قلة حيلتهم، إنه قهر الرجال، يقترب آخر من الفتاة الأخرى لتمتد يده إلى ملابسها يحاول تمزيقها، فتمسك بملابسها وتصرخ. يضربها على وجهها لتقع على الأرض تحاول الزحف والهرب منه تمسك بقدم أحد المساجين تسأله المساعدة. "هل تعتقدين أن هذا الوضيع يستيطع مساعدتك أو أخذك مني؟" يشدها من قدمها وهي تمسك بقدم الآخر ليحاول السجين هذه المرة أن يساعدها يمسك يديها وبصرخ بهم "دعها ياعديم الشرف" يدعهاx المجرم ليتجه إليه ينظر بعينيه بحدة لعله يبث بقلبه الرعب، والشيطان يراقب باستمتاع فهذا المشهد هو ما يريد، "أنت أيها الحشرة ماذا قلت ها؟ لم أسمع أعد ثانية" "قلت حقير عديم الشرف، هل تعتقد أني أخافك؟ أنا أخاف أن أسأل يوم القيامة ماذا فعلت لفتاة طلبت ستر عرضها ولم أفعل شيئا خوفا على نفسي" يضربه الحقير بقوة ودناءة يستقوي على من هو أضعف منه ليصرخ المسكين "اللهم اشهد اللهم اشهد" إلى أن فقد الوعي،ولكن كان قد بث بعض الإيمان في قلوبهم. يلتفت الشيطان لهم ليكمل شره ويزيد متعته "من منكم يأتي ليأخذ فتاة الآن أمامي أخرجه من السجن بعدها مباشرة" ينظر لباسل مباشرة ينتظر رده يبتسم باسل قليلاً ليقول له "لو كانت زوجتك لقبلت الأمر" يثور الشيطان لينفث النيران بوجوههم يمسك برقبته ويحاول خنقه و باسل ينظر بعينين لا تحملان شيئاً من الخوف بل سعادة وراحة لعل الموت يريحه بعد أن قال ما يريح ضميره ولم يخش أحدا سوى الله "سيدي القائد ...... يطلبك على الهاتف إنه أمر مهم جداً ولا يحتمل التأجيل" يدع رقبته وهو ينظر لعينيه وكأن هذه النظرة تخيفه هو يرى ما خلفها من جبن ودناءة، "ابدأ تلاوة ما تحفظه من أدعية إلى أن أعود لك" x..................................x 🌼نهاية الفصل🌸 ❤دمتم بخير❤ | ||||
|
| |
|
06-04-20, 09:46 PM
| #50 | |||||||
| الفصل هايل ميوس تسلم ايديكي 😘😘 نورا اخدت قرارها وطالما هي مقتنعة 🤷🏼♀ انا مؤيدة لها😍 عامر فكر بمروءة ورجولة بإحتواء الموقف للصالح العام 👌🏼 حمزة لذيذ جدا دخل قلبي ببرائته ❤❤ ظلم وجحيم المعتقل😫😫 اللهم انا نعوذ بك من شياطين الانس ودنائتهم | |||||||
|
| |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| رواية ظلال الياسمين |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
249Likes
العرض العادي
