آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الرغبة المظلمة (63) للكاتبة: جاكلين بيرد×كامله× (الكاتـب : cutebabi - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كل المنــــــى أنتِ للكاتبة / سراب المنى / مكتمله (الكاتـب : اسطورة ! - )           »          همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree508Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-21, 06:09 PM   #1141

المزيونه انا

? العضوٌ??? » 390164
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 308
?  نُقآطِيْ » المزيونه انا is on a distinguished road
افتراضي


جميييله جدا شكرا لك

المزيونه انا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-21, 01:25 AM   #1142

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل المائة وثمانية وخمسون





بخفة وتدبر، أفرغت مشروب (المُغات) الساخن، في الفناجين البيضاء المصنوعة من الفخار، لترصها بعدها بتوازنٍ في الصينية العريضة، فاليوم هو اليوم المنشود للاحتفاء بقدوم أول حفيدٍ لها، لهذا لم تدخر وسعها في إبراز سعادتها بمجيئه إلى الدنيا. استخدمت قطعة من القماش لتمسح البقايا المنسكبة على سطح الرخامة، وكذلك حول الفناجين. التفتت "آمنة" باحثة عمن يأتي لحمل الصينية الثقيلة عنها، وإعطاها للضيوف المتواجدين بباحة المنزل، حيث يُقام الاحتفال بمرور أسبوع على ميلاد الرضيع "خالد".

خرجت من المطبخ تلقي نظرة على من بالصالة، وجدت "فيروزة" تحمل بين ذراعيها صندوقًا كرتونيًا يحوي على أكياس الفول السوداني، ناداتها قبل أن تخرج من باب المنزل:

-يا "فيروزة"!

استدارت الأخيرة ناحيتها، وسألتها:

-أيوه يا ماما، في حاجة؟

هتفت بها تأمرها وهي تشير بذراعها في الهواء:

-سيبي اللي في إيدك وتعالي شيلي المغات للناس اللي تحت.

أخبرتها ابنتها بإشارة من رأسها:

-طب هودي دول وأطلعلك.

أصرت على تنفيذ مطلبها بقولها شبه الصارم:

-خلي الفول بعدين، المهم المغات، الناس المفروض تشربه قبل ما يبرد.

اعترضت على تشددها قائلة:

-هو مش هيلحق، دي دقيقة.

ظلت متمسكة برأيها مرددة:

-معلش، الفول الناس بتاخده وهي ماشية.

رضخت "فيروزة" أمام إلحاحها، وانحنت واضعة الصندوق بجوار الباب وهي تغمغم:

-طيب يا ماما.

بدأت بالسير في اتجاه المطبخ؛ لكن استوقفها صوت قرع الجرس، فالتفتت عائدة إليه وهي تقول:

-ثواني أشوف مين.

بقيت والدتها واقفة في مكانها تتابع من زاويتها البعيدة ما يحدث، في حين قامت "فيروزة" بفتح الباب لتجد "تميم" واقفًا عند أعتابه، بوجهه المبتسم، وعيناه الضاحكتان، ابتسمت تلقائيًا لرؤيته، وشعرت بالسرور يتصاعد بداخلها لحضوره، انتبهت له وهو يُلقي عليها التحية، وكامل نظراته عليها:

-مساء الفل.

استقامت في وقفتها، وسوت بيدها مقدمة حجاب رأسها الأزرق، قبل أن ترد في رقةٍ:

-مساء النور عليك.

ما أحلاها حين يتبدل على جسدها الأقمشة المزركشة، فتبدو كالطاووس الذي يتباهى بألوان ريشه الجاذبة للأنظار، بالكاد أبعد عينيه الهائمتين عنها، ليلمح من مكانه والدتها وهي ترمقه بنظراتٍ متربصة، تنحنح مرحبًا بها وهو يرفع يده إلى جبينه:

-مبروك يا حماتي، يتربى في عزكم.

دنت منه لتبادله الترحاب الودود:

-الله يبارك فيك يا معلم، عقبال نهار فرحتنا بعوضك إنت و"فيروزة".

برقت عينا الأخيرة في استنكارٍ لدعوتها الصريحة، وانسحبت مغادرة المكان وهي شبه تركض، لا تعرف إن كان من عبارتها المحرجة، أم لرغبتها الغريبة في حدوث مثل تلك الأمنية، أن يجتمعا معًا، وتغدو العلاقة بينهما في مسارها الطبيعي. سمعت صوته يردد في رجاءٍ:

-إن شاءالله، دعواتك يا حماتي.

انتظرت لما يقرب من الدقيقة بداخل المطبخ، متوقعة انصراف "تميم"، ثم حملت بحذرٍ تام الصينية المتخمة بالفناجين، مشت على مهلٍ حتى أوشكت على الوصول إلى باب المنزل، عندئذ انتبهت لوجود "تميم" الذي استطرد عارضًا عليها دون تأخير:

-عنك يا أبلة، دي تقيلة عليكي.

سيطرت على انتفاضة مصدومة لبقائه، وهتفت معترضة:

-لأ، أنا تمام، عارفة أتعامل.

تمسك بطلبه، وأصر عليها بلطافةٍ تجعل الرأس العنيد يلين:

-عشان ماتدلقش منك، هتكسفيني؟

نظراته الساهمة التي تحتويها، وقسماته الناطقة بشيءٍ تحب دومًا رؤيته على وجهه، جعلاها تتراجع عن عنادها، ابتسمت قائلة وهي تناوله إياها:

-طالما إنت مُصر، اتفضل.

أخذها بحرصٍ من يديها، لتشعر بإزاحة هذا الثقل المزعج عنها، انتصبت بكتفيها، وهمهمت بصوتٍ شبه خافت:

-أوف، كانت تقيلة.

على ما يبدو التقطت أذناه شكواها العفوية، فعلق في عذوبةٍ:

-التقيل يخف عشانك.

لم تخفِ ابتسامتها المرحة، ونظرت إليه بطريقة جعلت قلبه يخفق في بهجةٍ، من كان يظن أن تتألف الأرواح في نهاية المطاف! انتظر "تميم" تحركها قبله؛ لكنه تفاجأ بها تنحني لتحمل الصندوق الكرتوني، اعترض على ما تفعله هاتفًا:

-لازمتها إيه تشيلي الكرتونة، شوفي إنتي محتاجة إيه تنقليه، وأنا موجود عشانك.

تلك الكلمات البسيطة المباشرة، وغير المصطنعة، دومًا تزيد من شعورها بالأمان في وجوده، لم تكن مجرد أقاويل تُردد لملء أذنها بالفارغ من الكلام، لحجب الحقيقة عنها. كان كما تراه، داخله كخارجه، نقيًا، مليئًا بسماتٍ قلما تجدها في الرجال! أحاطت "فيروزة" الصندوق بذراعيها، وألصقته بصدرها، ثم أخبرته عن عزيمة أظهرتها له:

-بسيطة يا معلم، وبعدين أنا سيباك للتقيل.

أشار بعينيه نحو الصينية التي يحملها مُعلقًا بطرافةٍ:

-ما هو واضح، اختبار قدرات.

لم تعد تخجل من الضحك في حضرته، بل أدركت أنها عرفت كيف تضحك معه، وكيف يكون للابتسام معنًا حقيقيًا بمشاركته الحديث غير المتكلف.

.................................................. ....

تلك المرة جاء سائرًا، لم يملك من المال الكافي ما يخوله لاستئجار عربة خاصة لإيصاله إلى وجهته دون مشقة، بالكاد استعان بما معه من مدخرات، لركوب المواصلات العامة حتى يصل لبيته. في مرته السابقة ذهب مثلما أتى خالي الوفاض، لهذا اضطر أن ينتظر لبضعة أيامٍ لئلا يعود فارغ اليدين. رأى في مرمى بصره أحد الأكشاك عند الناصية، اتجه إليه على الفور، توقف بالقرب من مالكه، وناداه في لهجةٍ شبه جافة:

-بقولك يا أخ ...

انتبه له صاحب الكشك، فتابع مشيرًا لواحدٍ من المباني القصيرة:

-مش ده بيت "خليل العربي"؟

نظر الرجل إلى حيث أشار، وأكد بإيماءة من رأسه:

-أه اللي هناك ده.

لوح هذا الغريب بيده قائلاً بملامحٍ مالت للتجهم الشديد:

-طب متشكر.

تقدم في سيره نحو البيت، وعيناه تفحصان المكان بتدقيقٍ، رأى الصخب المحاوط بالبناية، والإنارة المعلقة على الجدران، امتلأ قلبه بالحقد، وراح يدمدم مع نفسه في غضبٍ متزايد:

-واضح إن عندهم زيطة وزمبليطة، أه طبعًا، هو هيفرق معاه حاجة، ماهو عايش ملك زمانه.

واصل تحركه مكملاً بنفس النبرة المغلولة، والشرر ينطلق من حدقتيه:

-أنا جاي عشان أخد حقي منه، مش هاسيبه يعيش في الميغة دي لوحده!

.................................................. ....

هبوط درجات السلم معًا كان ممتعًا، فقد أصبح وسيلتهما المتاحة للدردشة اللطيفة المحملة بالعتاب الرقيق. ترك "تميم" خطيبته تنزل أولاً، وتبعها في خطواتٍ متمهلة حذرة، حين وجدها تقتضب في الرد عليه، تجاذب أطراف الحديث من جديد معها، فاستطرد قائلاً بابتسامةٍ عريضة:

-أنا رنيت عليكي إمبارح قبل ما أنام.

نظرت إليه "فيروزة" نظرة سريعة محملة بقدرٍ من الغيظ، قبل أن تخبره في تحفزٍ:

-أه شوفت مكالمتك الصبح، أصلي كنت نمت.

عقب عليها بتفهمٍ:

-ما أنا قولت كده برضوه، نوم العوافي عليكي.

استفزها رده البارد، فأخذت تهاجمه دون أن ترتفع نبرتها، وعيناها تشتعلان غيظًا:

-وبعدين في حد يكلم خطيبته متأخر أوي كده؟ مش في أصول؟

صمت لهنيهة قبل أن يتكلم في تهذيبٍ:

-معاكي حق.

استمرت في تعنيفه بتحيزٍ:

-بتتصل قبل الفجر، وأنا بصحى من بدري، ما ينفعش أفضل سهرانة كل ده!

تغاضى عن كل ما قالته أمام جملتها الأخيرة، وكأنه منحته شعورًا عظيمًا بالرضا، ابتسم ببلاهةٍ وهو يسألها:

-هو إنتي كنتي مستنياني؟

تداركت زلة لسانها، وتصنعت العبوس وهي ترد:

-وإن يكن، ده مش موضوعنا.

اعتذر منها بتنهيدة عاشقة:

-حقك عليا، غصب عني والله، كان عندنا توريد في الميناء، وكان لازمًا نخلصه قبل ما المركب تطلع، أنا مايهونش عليا زعلك.

ترفعت عن النظر إليه، وقالت موجزة:

-ماشي.

اقتضاب ردودها خير دليل على انزعاجها، لم يكن ليتركها تحمل ضغينة ناحيته، خاصة بعد أن تطورت العلاقة بينهما بشكلٍ إيجابي وفعال. استمر في اعتذاره قائلاً:

-خلاص بقى ماتشليش مني، ده شغل، والله ما كنت بلعب.

هزت كتفيها قائلة بقليلٍ من التجهم:

-عادي.

ألح عليها قائلاً وهو يسبل عينيه:

-طب عشان خاطري.

نظرت إليه بعينين ضيقتين، فتابع ضغطه الرقيق للقبول باعتذاره في التقصير معها:

-طب عشان خاطر جدي؟

زمت شفتيها للحظةٍ، وقالت بابتسامةٍ مغرية:

-عشانه بس.

تصنع الغيرة، وهتف بتذمرٍ:

-وربنا هو محظوظ بيكي أكتر مني.

كبتت ضحكة شقية أرادت الظهور، ورسمت الجدية على ملامحها وهي تخبره في لهجة حازمة:

-طب يالا عشان نفرق المغات على الناس.

استمر في مشاكستها فأردف قائلاً بكلماتٍ موحية:

-ممكن تحوشيلي كيس فول، أصل غاوي سوداني، وخصوصًا لما يكون من إيديكي.

هزت رأسها نافية، وأغاظته عن عمدٍ بتصريحها:

-لأ، هدي نصيبك لجدي.

ضحك من خلفها، وقال وهو يتخذ حذره في خطواته الأخيرة من الدرج:

-مش بقولك محظوظ، ربنا يزيده.

..............................................

بعيدًا عن الحشد المجتمع، وقفت "هاجر" بجانب زوجها تتابع مكالمته الهاتفية مع أحد الأشخاص، ظلت صامتة إلى أن أنهى الاتصال، فراح يخبرها بفحوى المكالمة، لما لها من صلةٍ بابتياع الناقص من لوازم توضيب منزل الزوجية. كررت عليه سؤالها بحاجبين معقودين؛ كأنما تشكك في احتمالية حدوث ذلك:

-إنت متأكد إن المنجد هايجيب المراتب القطن بكرة؟ ولا هيغير كلامه زي المرة اللي فاتت؟

أجابها بإيماءة مؤكدة من رأسه:

-أيوه، لسه قافل معاه، وهاروح الشقة استناه قبل الميعاد.

مطت شفتيها للحظةٍ قبل أن تعقب في غير اقتناعٍ:

-خير إن شاءالله.

قبل أن ينتقلا للحديث عن أمرٍ آخر، قاطع حوارهما ذلك الغريب ذي الملامح المكفهرة، استطرد الأخير هاتفًا بوجهٍ منقلب:

-سلام عليكم.

تفرس "سراج" في تعابيره، ورد التحية في تحفزٍ:

-وعليكم السلام.

بينما رمقته "هاجر" بنظرة شملته من رأسه لأخمص قدميه، انتابها هاجس غريزي بأن وراء ذلك الرجل المتجهم خطبٌ ما، تركت لزوجها مهمة التواصل معه، واستمعت للرجل وهو يتساءل مستفهمًا:

-بقولك يا أخ، هو فين الأستاذ "خليل العربي"؟

تحولت أنظار "سراج" ناحية إحدى الزوايا، وأشار بيده كذلك وهو يجاوبه:

-هناك، اللي قاعد على الكرسي ده.

أمعن الغريب النظر إليه وقد اشرأب بعنقه، ما إن تأكد من ملامحه حتى قال بغير ابتسام:

-تمام، شوفته، متشكر.

رد عليه "سراج" في اقتضابٍ لا يخلو من حيرةٍ:

-العفو.

شيعته "هاجر" بنظراتٍ متفرسة متحيرة، وتساءلت بعد انصرافه:

-مين ده؟

أجاب زوجها بنوعٍ من التخمين:

-مش عارف، بس جايز يكون حد قريبه.

لم تقف كثيرًا عند تلك المسألة، وقالت وهي تنقل رضيعها من كتفها الأيمن للأيسر:

-احتمال.

مد ذراعيه ليحمله عنها قائلاً بحنو أبوي:

-هاتيه، إنتي شلتيه كتير.

لم تجادله، وأعطته له قائلة بتبرمٍ:

-مش مريح نفسه.

احتضن "سراج" الرضيع، وأخذ يداعبه بإصبعه، والصغير يستجيب لملاطفاته بغمغمة غير مفهومة، تطلع بعدها إلى زوجته وهو يقول في فرحةٍ:

-سبيه براحته، ربنا يباركلنا فيه.

.................................................

اخترق الغريب الصفوف المتراصة بعشوائية، وتركيزه بالكامل منصب على "خليل"، لم يحد بنظراته النارية عنه، بدا وكأنه يحمل في صدره ناحيته كرهًا كبيرًا، تعابيره عبرت عن القليل من هذا البغض. وقف أمامه بشحمه ولحمه، وشرع يحدجه بنظرات قاسية شرسة، في البداية لم يكن "خليل" منتبهًا له؛ لكن حين حط ذلك الظل الطويل على رأسه، أدار وجهه إليه ليتطلع في صدمةٍ إلى آخر من توقع رؤيته بعد كل تلك الأشهر. هتف الأول قائلاً بنبرة مالت للتهكم عن التوضيح:

-أبو نسب!

برزت اللعثمة أكثر في صوت "خليل" وهو يردد مذهولاً:

-"حـ..حُسني"؟!

هدر الرجل بنبرة أقرب للصياح مستخدمًا كفيه في التلويح:

-إيه يا عم، خلاص مصدقت سوحتني برا، عشان تطنشني وتقطع الجوابات، إيش حال ما أنا أخو مراتك اللي اتخدت غدر ..

جف حلق "خليل"، وظل يُطالعه بنفس النظرات المصدومة؛ كأنما حلت مصيبة قاسمة للأظهر على رأسه بظهوره علنًا أمام عائلته التي تجهله كليًا .. انقبض قلبه بتوجسٍ شديد، وشحب لون وجهه المنهك و"حُسني" يسأله بصوتٍ مليء بالاتهام:

-فين حق أختي "سماح" ......................................... ؟!

.................................................. ......................


منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 06-09-21, 10:10 PM   #1143

Om noor2
 
الصورة الرمزية Om noor2

? العضوٌ??? » 445147
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 267
?  نُقآطِيْ » Om noor2 is on a distinguished road
افتراضي

ناويه علي ايه بس... شكل ياما في الجراب يا حاوي

Om noor2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-21, 12:35 AM   #1144

لينوسارة

? العضوٌ??? » 390438
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 635
?  نُقآطِيْ » لينوسارة is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

لينوسارة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-21, 12:48 AM   #1145

تغريد&

? العضوٌ??? » 458904
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 245
?  نُقآطِيْ » تغريد& is on a distinguished road
افتراضي

احس اخو سماح راح يخرب علينا جو الرواية
صارت رومانيسة وكلها😍
اذا جالي ولد راح اسمية تميم🤣🤣


تغريد& غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-21, 01:14 AM   #1146

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 13 والزوار 14)

‏موضى و راكان, ‏Fatmaahmed, ‏gogo3046, ‏سوزان سول, ‏لينوسارة, ‏أم نسيم, ‏Saro7272, ‏ورود عربية, ‏سوووما العسولة, ‏شوق البلد, ‏جزيرة, ‏k_meri, ‏رشا عبد الصمد


طلع الغريب اخو سماح ام رقية والله دى حكاية غريبة و كان فين كل المدة الماضية


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-21, 03:59 AM   #1147

ليال الود

? العضوٌ??? » 14516
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 388
?  نُقآطِيْ » ليال الود is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكرا لك


ليال الود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-21, 02:01 AM   #1148

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل المائة وتسعة وخمسون





بحركةٍ شبه فاقدة للتركيز، حاولت غلق أزرار كنزتها، بعد أن انتهت من إرضاع وليدها الذي بدا هشًا للغاية وهي تحمله بذراعها. ضمته "همسة" بالذراع الآخر إلى صدرها، ثم رفعته بحذرٍ على كتفها، وأخذت تربت على ظهره برفقٍ حتى يتجشأ، وتفرغ ما امتلأت به معدته من الهواء. اتجهت عيناها نحو الباب حين سمعت الطرقات عليه، وهتفت في نبرة لم تكن عالية نسبيًا:

-اتفضل.

أطل زوجها برأسه بعد أن فتحه، فابتسمت لرؤيته، ولج إلى الداخل، وأغلق الباب من خلفه، ليسألها في اهتمامٍ:

-رضعتيه يا حبيبتي؟

أومأت برأسها وهي ترد، ويدها ما تزال تمسح على صدر الرضيع:

-أيوه يا "هيثم".

ثم ما لبث أن ابتسمت وهي تكمل:

-السُرة الحمدلله وقعت.

قال في رضا وهو يجلس على طرف الفراش إلى جوارها:

-طب خير، ربنا يباركلنا فيه.

ردت بعد تنهيدة بطيئة:

-يا رب.

راحت تداعب الرضيع في حنوٍ للحظاتٍ، حتى استكان، وغفا على كتفها، أخفضته بين ذراعيها، وتطلعت إلى زوجها الذي كان مأخوذًا به، ظهر التردد على محياها وهي تخاطبه:

-بقولك آ..

انتبه لها متسائلاً:

-إيه يا "هموس"؟

لعقت شفتيها، وتابعت بنفس النبرة المفعمة بالارتباك والندم:

-تفتكر "فيروزة" هتزعل مني، لو عرفت إني اللي أصريت على اختيار اسم ابننا مش إنت؟!!

بدا غير مهتمٍ بمسألة علمها من عدمه، وقال في جديةٍ:

-مش لازم نقولها كل حاجة، ده شيء يخصنا احنا وبس، كفاية إنها تفرح لابننا، وتتمناله الخير، مش عايزين منها أكتر من كده.

اعترفت له بما يضيق في صدرها:

-أنا مش متعودة أبقى كده، حاسة نفسي وحشة أوي وأنا بخبي عليها.

كان "هيثم" هادئ الملامح وهو يخبرها بوجهة نظره المنطقية:

-يا "همسة" لازم تفهمي إن احنا دلوقتي بقالنا حياتنا الخاصة، ماينفعش نحشر فيها حد لمجرد إننا عاوزين نرضيه، ولا يحس إنه مهم عندنا، ده اتفاق بيني وبينك، اتناقشنا، وقررنا، وخلاص ..

نظرت إليه بغير كلامٍ، فأكمل على نفس الشاكلة:

-وبعدين في الأول ولا في الآخر ده ابني، وهيشيل اسمي، ولو مكانش عاجبني مكونتش وافقتك عليه.

ردت بنبرةٍ مالت للحزن، وقد نكست رأسها للأسفل قليلاً:

-أكيد والله كل نيتي خير، يعني اعتبرته زي تكريم لأختك الله يرحمها.

هتف في غير مبالاة وهو يمد يده نحو ذقنها ليرفع وجهها إليه:

-مش الكل عِرف إن ده اختياري، ماتشليش هم بقى.

شعرت بالرضا عن التوافق الحادث بينهما في كل أمر يخوضاه معًا، وابتسمت قائلة في ارتياح:

-ربنا يخليك ليا.

نهض من مكانه على مهلٍ وهو يكرر عليها مجددًا:

-سيبك من الكلام ده، ماتوجعيش دماغك بيه.

هزت رأسها بالإيجاب قائلة:

-طيب.

أشار بيده نحو الباب متابعًا:

-المفروض ننزل نشوف الناس اللي مستنيانا تحت.

ضبطت "همسة" من ثيابها المتهدلة قليلاً وهي تقول:

-أنا خلصت خلاص، هبص على نفسي في المراية بصة أخيرة وخلاص.

أحنى جسده عليها ليحمل رضيعه عنها وهو يداعبه في محبة أبوية تزداد يومًا بعد يوم:

-تعالى يا حبيبي في حضن أبوك

.................................................. ...

بدا وكأن ماضيه التعس يطارده بعد أن ظن أن السكينة قد حلت عليه، استمر "خليل" في التحديق لوجه صهره بنظراتٍ جمعت بين الخوف من الفضيحة، والرهبة من كشف ما كان يرتكبه خلسة لكسب أموالٍ غير شرعية. شحب لون بشرته أكثر مع استمراره في تهديده الضمني:

-خلاص "حُسني" رجعلك، ومش هايسيب حقه، أنا ماتكلش أونطة!

ازدرد ريقه، وحاول الكلام؛ لكن "حُسني" واصل على نفس المنوال الغاضب:

-وبقولهالك من تاني، أنا يا فيها لا أخفيها.

تلعثم وهو يجاهد لصد تهديداته:

-أنـ..ا .. مكونـ..تش آ...

سئم صهره من لجلجته المستفزة، وهدر به بوقاحةٍ فجة:

-متعمليش فيها بتموت، والروح بتطلع، وإنت جن مصور!

صوته المرتفع جذب الأنظار إليهما، واستمرار "حُسني" على نفس الوتيرة الحانقة جعل الفضول يشيع بين المتواجدين لمعرفة تفاصيل الخلاف العميق بينهما. بمجرد أن لاحظ "تميم" توتر الأجواء، ترك ما في يده، ودنا من هذا الغريب يسأله في لهجةٍ غير متساهلة:

-إنت مين يا جدع إنت؟

رمقه بنظرة احتقارية، ونعته بما بدا أقرب للسُبة:

-طرأنا، مايخصكش.

ما أسهل استثارة أعصابه بتلك الطريقة! اخشوشنت نبرة "تميم" وهو يرد بغضبٍ متصاعد في صدره، ويده تسبقه في جذبه من ياقته:

-ما تتكلم بأدب.

ضرب "حُسني" ذراعه ليتحرر من قبضته وهو يهتف في حقدٍ:

-إيدك يا شبح!

جاءت "فيروزة" هي الأخرى على إثر الأصوات المحتدمة، وتساءلت في قلقٍ، ونظراتها تجول على كافة الوجوه المشحونة بالحنق والغضب:

-في إيه يا جماعة؟

لم يحبذ "حُسني" تدخل الآخرين في شئونه، فحدجها بنظرة ازدرائية قبل أن يزجرها قائلاً وهو يشير بكفه نحو "خليل":

-محدش ليه فيه، احنا نسايب في قلب، وبنصفي الحساب اللي بينا.

رددت في ذهولٍ لا يخلو من الصدمة:

-نسايب!!

استغرقها الأمر بضعة لحظاتٍ لتجد الصلة التي تجمع بين الاثنين، حملقت فيه بنظراتٍ قوية، بينما تلفت "حُسني" حوله كأنما يفتش عن أحدهم قبل أن يتساءل بصوتٍ جعله أجشًا:

-وفين البت "رقية"؟

ثم نادى عاليًا ليزيد من جذب الانتباه إليه وهو يتجول في الأرجاء:

-بت يا "رقية"، إنتي فين يا بت؟ تعالي لخالك!

أتت الصغيرة على صوته المألوف بعد تكرار ندائه، وفزعت عند رؤيته، تجمدت لوهلةٍ في مكانها، مستعيدة في ذهنها تقريعه البدني المؤذي لها حينما كانت تخطئ في أمر بسيط، التصقت لا إراديًا بساق ابنة عمتها، وشفتاها تتحركان لتنطق برعشة ظاهرة عليها:

-خالو.

وقعت أنظاره عليها، فأشار لها بيده لتقترب منه وهو يأمرها:

-تعالي يا بت.

أخفت وجهها عنه، وتشبثت بساق "فيروزة"، فلفت كلتا ذراعيها حولها، كأنما تستنجد بها دون أن تنطق. اغتاظ خالها من عدم تجاوبها مع أمره، وهمَّ بالانقضاض عليها لجذبها عنوة؛ لكن اعترض "تميم" طريقه بجسده ليقضي على أي فرصة للاقتراب من إحداهما، وهدر بها في تشنجٍ:

-مكانك، هي سايبة؟!

نظر له شزرًا قبل أن يعلق في لهجةٍ متهكمة تدعو لشحذ قوى الغضب ضده:

-قول للقُطة دي تركن على جنب، وتسيب البت، بدل ما تجيب لنفسها التهزيق!

لم يتحمل "تميم" سماع مثل تلك الإهانات اللاذعة الموجهة لنصفه الآخر، لم يشعر بنفسه وهو يندفع لا إراديًا نحوه لينقض عليه، جاذبًا إياه بقبضتيه من ياقته في قساوةٍ متضاعفة وهو يهتف به بعنفٍ:

-إنت اتجننت؟

حدق فيه "حُسني" مشدوهًا من حركته المباغتة، بينما تابع "تميم" تهديده الصارخ له وهو مستمرٌ في جذبه من عنقه:

-إياك تغلط فيها لشقك.

خشيت "فيروزة" من تصاعد الأمور، وتطورها للأسوأ، فاندفعت تناديه في خوفٍ غير مصطنع:

-"تميم"!

رغم الخفقة التي عصفت بقلبه لسماعه اسمه مجردًا من على شفتيها، إلا أنه ظل ثابتًا على وضعه العنيف المهدد بإحراق الأرض ومن عليها، تابع دفعه بعيدًا عن الأعين المراقبة لهذا الشجار الوشيك، حتى وصل به إلى بقعة غير مزدحمة، وتبعتهما "فيروزة"، والصغيرة، وأبيها؛ لكنها توقفت عند مسافة آمنة، لتنأى بابنة خالها من أي خطرٍ في حال تعقد الأمور.

.................................................. ..

رأت "آمنة" ما يحدث من على بعدٍ، وقلبها يدق في توجسٍ، حاولت إلهاء الموجودين عن الشغب الدائر في محيط باحة المنزل، وطلبت من مشغل الموسيقى رفع الصوت للتغطية على بوادر الشجار الملحوظ، وما إن تأكدت من ابتعاد "تميم" ومن معه عن أعين الضيوف حتى هرولت في اتجاهه، وهي تتساءل بجزعٍ، وعيناها مسلطتان على الغريب:

-صلوا على النبي يا جماعة، في إيه بس؟

كأنه لم يسمع شيئًا منها، ظلت يداه قابضتان على "حُسني" وهو يحذره بلهجةٍ غير متسامحة:

-كلامك معايا أنا، ولم لسانك بدل ما أطربأها على دماغك.

رد الأخير هازئًا منه:

-لأ كده خوفت.

أطبق "تميم" بقبضته على ياقته أكثر، واستخدم ساعده في وضعه على عنق ذلك المستفز، قاصدًا الضغط على مجرى تنفسه وهو يهدده من بين أسنانه:

-إنت عاوز تعمل نمرة على الكل؟ هات آخر الحوار.

جاوبه دون مراوغة بنبرة غير مريحة، وهو ينظر في اتجاه الصغيرة:

-عاوز بنت أختي.

هنا تضاعفت رجفة "رقية"، وبدأت في البكاء خوفًا منه وهي تتوسلها:

-مش عاوزة أروح معاه.

ارتابت "فيروزة" من رهبتها منه، وامتلأ رأسها بالشكوك والهواجس، ومع هذا طمأنتها بقولها:

-متخافيش يا حبيبتي، إنتي هتفضلي معايا

أتاه تعليق "تميم" حاسمًا للأمر، وقد أخفض ذراعه الآخر نحو ياقته ليمسك به جيدًا؛ لئلا يفلت منه:

-مافيش بنات، حِس أبوها في الدنيا.

قال في سخريةٍ فجة، ونظراته تتحول ناحية "خليل":

-أبوها، الوقيع ده؟

هزه "تميم" في عنفٍ وهو يخبره بنفس اللهجة المليئة بالتهديد:

-الوقيع ده أنا ممكن أجيبك تحت رجله في ثانية، تستسمحه يرحمك من اللي هيتعمل فيك مني.

حاول "حُسني" الضحك للاستخفاف به؛ لكن خرجت ضحكاته متقطعة، ثم استطرد قائلاً بعدها بطريقته المتهكمة:

-إيه يا عم الشبحنة دي كلها؟ ماتخشش بصدرك أوي كده.

لم يعد بمقدوره ضبط أعصابه أكثر من ذلك أمام استفزازه الناري الحاقد، لذا مد "تميم" قدمه ليعرقله من ساقه، ثم طرحه أرضًا على ظهره، وكور قبضته استعدادًا للكمه بشراسةٍ .. أوشك بالفعل على تلقينه درسًا قاسيًا، لولا أن جاء والده، وتدخل في اللحظة الأخيرة ليأمره بلهجةٍ لا تُرد:

-"تميم"، لم الليلة، مش وقته!

اعترض عليه وهو لا يزال جاثيًا فوقه:

-يا حاج ده جاي يقل من الموجودين، مش عامل اعتبار لحد.

أتاه رده حازمًا وحاسمًا:

-حاسبه بعدين، مش قصاد الغُرب.

لم يرد أمره، ونهض عنه قائلاً في طاعةٍ:

-ماشي الكلام يابا.

لكنه لم يترك هذا المقيت في مكانه، بل جذبه بغيظٍ من رقدته المهينة، ثم دفعه دفعًا نحو الخارج ليطرده وهو يقول في نبرة حمئة:

-يالا من هنا.

نفض "حُسني" ذراعه عنه، وهتف به في غلٍ:

-ماتزوءش!

هدده "تميم" مجددًا وهو مستمرٌ في إبعاده عن المكان:

-أخرج بأدبك بدل ما أسحلك.

رفع الأخير سبابته مهددًا بغير خوفٍ:

-ماشي، أنا طالع المرادي يا فتوة المنطقة، بس حقي مش هاسيبه، وهاخده بالقانون.

بقيت أنظار "تميم" عليه وهو يدمدم بكلماته الغاضبة المتوعدة أثناء خروجه من باحة البيت، ظل واقفًا في مكانه حتى تأكد من ذهابه نهائيًا، حينئذ استدار عائدًا إلى حيث تقف "فيروزة" مع أبيه، وخالها، والصغيرة "رقية"، وأيضًا والدتها. سمع الأخيرة تردد بما يشبه الولولة وهي تلطم على صدغيها برفقٍ:

-يادي الفضايح، احنا كنا ناقصين، الناس هتقول إيه دلوقتي؟

رد عليها "بدير" بصوتٍ هادئ:

-محصلش حاجة، اهدي يا حاجة.

وجهت "آمنة" كلامها إلى شقيقها تسأله بنبرة لائمة:

-مين ده يا "خليل"؟

نظر إليها نظرة العاجز الخائف من افتضاح أمره، لم تملك من الصبر أدنى ذرة، لهذا كررت سؤالها عليه بإلحاحٍ حانق:

-إنت ما بتردش ليه؟ ده مين؟

أحس بالوهن يسري في جسده، فلم يعد قادرًا على تحريك مقعده، دارت عيناه اللاتين غلفهما سحابة من الضباب على من حوله متسائلاً في ضعفٍ:

-فـ..ين "رقـ..ية"؟

أظهرتها "فيروزة" له بعد أن كانت تختبئ خلفها وهي تخبره:

-معايا يا خالي.

أشار ناحيتها قائلاً بصوتٍ مختنق:

-هاتيها.

اندهشت "فيروزة" من الحالة الغريبة التي سادت على ملامحه، وانعكست على أطرافه، تركت الصغيرة تركض ناحيته، لتجلس في حجره، فضمها إليه بكل قوته؛ كأنما يخشى فقدانها، شتت نظراتها الحائرة عنهما لتتطلع إلى والدتها التي استمرت في نواحها:

-شايفة العكننة؟

أطلقت زفرة سريعة، وقالت بوجومٍ:

-خلاص يا ماما، محصلش حاجة.

ظلت تشكو في تحسرٍ:

-الناس تقول علينا إيه دلوقتي؟ الموضوع مش هيعدي كده على خير من غير ما الناس تتكلم.

تلقائيًا تحركت أنظار "فيروزة" مع "تميم" الذي انفرد بوالده بعيدًا عنهم، ثم انتبهت لوالدتها، وعلقت بجديةٍ:

-وارد يحصل في أي بيت مشاكل، ده العادي، محدش ضامن الظروف.

في تلك اللحظة انضمت "همسة" إليهما، والفضول مستبدٌ بها، دارت بعينيها في الأرجاء وهي تتساءل

-في إيه يا جماعة؟ الجو مكهرب ليه؟

ردت عليه "فيروزة" باقتضابٍ عابس:

-بعدين يا "همسة".

لم تجادلها توأمتها كثيرًا، وانسحبت في خفةٍ لتعود إلى زوجها ورضيعها، بينما انشغلت "فيروزة" بالنظر إلى "تميم"، أصبحت لا ترى سواه في تلك اللحظة، ثبتت نظراتها عليه، وراحت تفكر فيه بشكلٍ كبير، تبدلت الكثير من الأمور عنه، بعد أن شاهدت بأم عينيها استبساله في الزود عن الضعيف باستماتة، لامت نفسها لأنها كانت تظن في وقت من الأوقات أنه يفعل ذلك لاسترضائها، واستثارة إعجابها؛ لكن على العكس كان مقدامًا مع من يحتاج إلى دعمه بلا شروط .. وقتئذ أدركت أنها كانت حمقاء لعدم اكتشافها مبكرًا هذا الجانب الرجولي الشهم منه، امتلأت نظراتها نحوه بالاعتزاز والزهو، وأخذت تخاطب نفسها في عتابٍ تشوبه ابتسامة صغيرة ساخرة:

-ليه حق يضايق مني عشان غباوتي ...................................... !!

.................................................. ....


منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 08-09-21, 12:39 PM   #1149

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 30 ( الأعضاء 4 والزوار 26)

‏موضى و راكان, ‏gogo3046, ‏التوحيد, ‏ليال الود



الفتوة حسنى بيستعبط عايز يأخذ بنت أخته و والداها عايش و إيه حقه ده كمان شكل الموضوع فيه سر

لكن المعلم تميم قام بالواجب و دحره

تسلمى نولا


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-21, 01:23 AM   #1150

رؤيا حق

? العضوٌ??? » 426854
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 41
?  نُقآطِيْ » رؤيا حق is on a distinguished road
افتراضي

يعطيك العافية .. الرواية بدأتها من وقت قريب .. الأسلوب جميل جدا وكان عامل جذب شجعني أكملها للآخر .. تسلم يدك ويدوم ابداعك

رؤيا حق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.